رقم 152/2023
3 - 9 نيسان /2023
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
التطوّر الأهم على الساحة اللبنانية كان أمنيّ بامتياز هذا الاسبوع. فعملية إطلاق أكثر من 30 صاروخ ومن عدة مواقع باتجاه شمال اسرائيل ليس بالأمر السهل لوجستياً، كما أن اتخاذ القرار وتحمّل تبعاته ليس سهلاً أيضاً، وهناك جهة واحدة في لبنان تستطيع تأمين الغطاء لهكذا عمل!
لم يعلن الحزب الايراني المسمّى بحزب الله في لبنان مسؤوليته عن العملية، لا بل أكثر من ذلك، لقد أبلغ الاسرائيليين عبر قنوات دبلوماسية بأنه لم يكن على علم بهذا التحرّك وليس له أية صلة به – على ما أعلن مسؤلون اسرائيليون! هذا في حين كان كبار مسؤوليه هذا الاسبوع يتكلمون من منابرهم عن مئات الملايين من المسلمين الجاهزين لبذل الدماء، وأنّ المسجد الأقصى ليس وحيداً، وأن الاعتداءات الاسرائيلية على الأقصى لن تبقى بدون جواب! لكن العملية لم يتبنّاها أحد، حتى حركة حماس، والتي كان امينها العام اسماعيل هنية في بيروت قبل ايام فقط في زيارة اجتمع خلالها بأمين عام الحزب الايراني! ولا يمكن هنا سوى التكهّن عن ما تم الاتفاق عليه خلال هذا اللقاء!
الملفت في هذا الحدث هو ما قامت به السلطات اللبنانية، فهي بداية أبلغت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان بأنها غير راغبة باندلاع الحرب، كما أنها تقدّمت لاحقا بشكوى لمجلس الأمن لإدانة الاعتداء الاسرائيلي وإلزام اسرائيل وقف خرقها لسيادة لبنان وتنفيذ القرار 1701، واكتفت في نص الشكوى بتجديد رفض لبنان استعمال أراضيه كمنصة لزعزعة الاستقرار القائم مع احتفاظه بحقه المشروع بالدفاع عن النفس! ومن دون اي إدانة حتى لاستعمال الأراضي اللبنانية لخرق القرار إياه من الجانب اللبناني من أي جهة كان!!
إن ما حدث يدلّل مجدداً على أن القرار السيادي للبنان مخطوف ومن يتحكّم بقرار السلم والحرب معلوم ومجهول في نفس الوقت!
إن الحزب الايراني الذي ينفّذ الأجندة الايرانية في لبنان والمنطقة، ليس له الحق أن يطالب اللبنانيين بأي شيء، ناهيك عن التوافق معه على رئيسٍ الجمهورية اللبنانية التي يعمل منذ اليوم الأول لتأسيسه على تقويض دعائمها؛ بدايةً تحت عنوان إقامة الجمهورية الاسلامية التابعة لولاية الفقيه ليُتبِعه لاحقا بعنوان تحرير القدس. اليوم لبنان يلامس عتبة تسميته بدولة مارقة، وهو يعاني من أزمة معقّدة تبدو عناوينها اقتصادية متعلقة بالفساد بينما أساس هذه الأزمة يكمن بالاحتلال الايراني للبنان بواسطة هذا الحزب.
لم يبقَ للقوى المتمسكة بصيغة هذا البلد الفريدة سوى خطوة واحدة، توحيد صفوفها في مواجهة مشروع الحزب الايراني بمشروع وطني دستوري واحد للخروج من الأزمة!
أما على الصعيد المعيشي فلا تطورات باتجاه أي تحسّن، لا بل على العكس تتفاقم الأزمة الاقتصادية على كافة الصعد وسط بلوغ لبنان مرتبات أولى في التصنيفات العالمية للفقر والتعاسة وحالات الانتحار!
كذلك في الملف السياسي يمكن القول أيضا بأنه لا تطورات باتجاه الحلحلة على الرغم من الزخم الدولي-الاقليمي لإيجاد حلٍّ وسط بين الافرقاء والوصول ألى انتخاب رئيس يحرك عجلة الانقاذ!
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في الملف الرئاسي، لا تقدّم على هذا الصعيد مجددا، فقد أشار سياسي مطلع إلى ان جولة الموفد القطري في لبنان والوفد المرافق نسفت حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اذ ان الموفد القطري كان يحصي عدد الكتل التي ستصوت لفرنجية وتبين له ان المؤيدين هم فقط حزب الله وحركة امل. من جانب آخر، العبارة الشهيرة "شكراً قطر" التي اعتمدها الحزب الايراني المسمى حزب الله بعد حرب العام 2006، للتعبير عن امتنانه للدوحة على المساعدات السخية التي تلقاها لبنان بعد تلك الحرب من ناحية، وللتقليل من المساعدات البالغة السخاء ايضاً التي تلقاها لبنان من الاشقاء والاصدقاء وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، تحوّلت اليوم على نحو لا يرغب به الحزب في ضوء زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي للبنان. وبدا ان وهج المشاورات الخاصة بالاستحقاق الرئاسي عاد الى المضمار القطري، بعدما استأثرت به منذ أسابيع باريس وتحديداً منذ اللقاء الخماسي في السادس من آذار الماضي. وإذا كان المسؤول القطري ، قد مثّل بلاده في اللقاء الخماسي، فهو واصل مهمته في لبنان إنطلاقاً من موقع الدوحة إقليمياً ودولياً، بدليل ان لبنان كان في الملف الذي حمله اخيراً الى طهران قبل وصوله الى بيروت.
وفي هذا السياق، لم تنجح باريس في تسويق اسم الوزير السابق فرنجية أيضا، حيث أتى موقف النائب عن الحزب الايراني محمد رعد الرافض للاتفاق مع صندوق النقد الدولي في حين كان فرنجية قد التزم تنفيذ هذا الاتفاق، إلى ذلك، أتت العقوبات الاميركية التي صدرت بداية الاسبوع بحق الاخوين ريمون وتيدي رحمة، وهما من أركان تمويل فرنجية، لتؤكد ان الاخير غير مطابق للمواصفات الوطنية والعربية والدولية على الرغم من الخروقات التي يحاول ان يسجلها الجانب الفرنسي المستمر في تأييده لمرشح الحزب الايراني وحلفائه.
في الوضع الأمني، أعلن الجيش اللبناني، صباح الجمعة، العثور على راجمة بداخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق في منطقة حدودية جنوباً، بعد ساعات من شن إسرائيل غارات رداً على صواريخ استهدفتها واتهمت مجموعات فلسطينية بالوقوف خلفها، وقال في بيان، إن إحدى وحداته عثرت في سهل مرجعيون على راجمة صواريخ بداخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق، ويجري العمل على تفكيكها. وفكّك الجيش، الخميس، صواريخ كانت معدة للإطلاق، تم العثور عليها في محيط بلدتي القليلة وزبقين في قضاء صور، وهي المنطقة التي جرى منها إطلاق رشقات من الصواريخ باتجاه إسرائيل. في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن ذلك. وأحصت إسرائيل إطلاق 34 صاروخاً على الأقل من جنوب لبنان باتجاهها، سقط خمسة منها في مناطق سكنية وأوقع إصابة. ونفذ الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، غارات على منطقة صور، قال إنها طالت أهدافاً بينها بنى تحتيّة للإرهاب تابعة لمنظمة حماس الإرهابية، مستبعدا في الوقت ذاته أي دور لحزب الله! واستهدفت الغارة الإسرائيلية خراج منطقة صور جنوب لبنان، بالقرب من مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين، وبحسب المتداول تم تنفيذ غارتين على سهل القليلة ومكتب حركة حماس في الرشيدية.
في مواقف الحزب الايراني لهذا الاسبوع، اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك أنه لا يمكن الخروج من الانهيار الأخلاقي والقيمي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي الا بالعودة إلى الإيمان بالإنسان والوطن، وقيام دولة العدالة، ورأى أن الإنتظار لما يُقرر هو حلم من سلب رشده، فعلى العقلاء في هذا الوطن أن يبادروا للإجتماع والتلاقي والحوار ورمي كل ما يبعد بعيدا، والأخذ بكل ما يقرب للنهوض بالوطن والذي أساسه إحياء المؤسسات بدءا من المؤسسة الأم رئاسة الجمهورية، بانتخاب شخصية قادرة قوية متواضعة تكون بالفعل خادمة وراعية لمصالح المواطنين والوطن.
أما رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، فقد حذّر من أنه إذا كان الصهاينة يعتقدون أن بإمكانهم أن يدنسوا المسجد الأقصى، عليهم أن يعرفوا أن السعي لتحقيق أهدافهم باستهداف المقدسات أو استهداف المسجد الأقصى لهدمه أو إحراقه أو النيل من كل مقدساتنا، فإنه سوف يلهب المنطقة بأكملها، وأضاف ان القدس ليست وحيدة والمقدسات ليست وحيدة في فلسطين، وإن خلف هذه المقدسات مئات الملايين من المسلمين الذين يكونون دائما، على أتم الجهوزية لبذل الدم من أجل الأقصى. ولذا اليوم الموقف هو أن كل من سار بركب التطبيع والمهادنة وبركب الخداعة والكذب على أمتنا الإسلامية والعربية، على هؤلاء أن يعيدوا النظر في سياساتهم!
ومن جانبه، شدد الشيخ علي دعموش على أن لبنان لا يزال في قلب الصراع والتحديات، وما زالت إسرائيل تتمادى في عدوانها وإرهابها على فلسطين ولبنان وسوريا وعلى المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس. وأمام هذا العدوان المتمادي ليس هناك من خيار لدى الامة بعد سقوط كل الخيارات الاخرى، سوى المقاومة والصمود. اما على المستوى السياسي قال دعموش ان المساعي للحل لا تزال تراوح مكانها ومن دون ان تصل الى نتيجة حتى الآن، بسبب تنعنت من يصغي للخارج وينتظر الحلول من الخارج ويراهن عليه. لكن بات واضحا ان من يعطل انتخاب الرئيس ويمنع اللبنانيين من التفاهم والتوافق هو الفيتوات والتدخلات الخارجية بالملف الرئاسي وهذه هي الحقيقة. ودعا كل القوى السياسية الى تقديم المصلحة الوطنية وعدم الانصياع لارادة الخارج، فالاستحقاق الرئاسي هو استحقاق داخلي يعني اللبنانيين بالدرجة الاولى وانجازه بالسرعة المطلوبة يوفر على لبنان المزيد من الازمات والتعقيدات ويساهم في انقاذ البلد!
محطات سياسية واقتصادية:
أفاد مصدر في قيادة شرطة العاصمة السورية الاثنين، بانفجار عبوة ناسفة في سيارة مدنية في منطقة المزة بدمشق ما أدى إلى احتراق السيارة، وقال التلفزيون السوري إن هناك عددا من المصابين بجروح، صادف مرورهم أثناء انفجار السيارة المفخخة بينهم طفلان. ووفق التلفزيون السوري فإن الانفجار وقع في منطقة سكنية، وقد فتحت السلطات والأجهزة الأمنية تحقيقا في الحادث. في الأثناء تناقلت وسائل إعلام أنباء عن غارات إسرائيلية في محيط مطار دمشق الدولي، حيث أفادت بسقوط قتيلين مدنيين جراء قصف إسرائيلي على دمشق، وقالت إن وسائط الدفاع الجوي تصدت مساء الاثنين لهجوم صاروخي إسرائيلي في محيط العاصمة دمشق. فيما أفادت مصادر ميدانية أن الصواريخ الإسرائيلية كانت تستهدف جنوب شرق العاصمة ومطار دمشق الدولي. ويعد هذا رابع هجوم من نوعه منذ الخميس الماضي.
في سياق منفصل، عُقد، الاثنين، في العاصمة الروسية اجتماع رباعي حول مساعي تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وذلك على مستوى نواب وزراء خارجية كل من روسيا وإيران وسوريا وتركيا. يشار إلى أن هذه المشاورات هي من طبيعة فنية بحيث تمكّن من بدء العمل على التفاوض الفعلي على مستوى وزراء خارجية الدول الأربع. وأعرب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا ميخائيل بوغدانوف، عن أمله في أن تكون مهمة الوساطة الروسية تهدف إلى تحقيق هدف استراتيجي مهم للغاية وهو تطبيع العلاقات السورية-التركية.
من جانب آخر، كشفت القيادة المركزية الأميركية مقتل قيادي مهم في داعش، كان مسؤولا عن التخطيط لهجمات في أوروبا، وأوضحت في بيان الثلاثاء، أن الضربة نفذت في الثالث من أبريل الجاري، في شمال غرب سوريا، وأسفرت عن مقتل خالد عيد أحمد الجبوري، أحد كبار قادة التنظيم الإرهابي. كما لفتت إلى أن الجبوري كان مسؤولاً عن تطوير قيادة شبكة داعش، إلى جانب التخطيط للهجمات على الأراضي الأوروبية، مضيفة أن مقتله سيعطل مؤقتًا قدرة التنظيم على التخطيط لهجمات خارجية. إلى ذلك، أكدت عدم سقوط قتلى أو جرحى مدنيين في هذه الضربة، وختمت مشددة على أن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً للمنطقة وخارجها على السواء، مؤكدة استمرارها إلى جانب حلفائها في التصدي لداعش وملاحقة عناصره.
على صعيد منفصل، أمر قاضيا تحقيق فرنسيان الثلاثاء، بمحاكمة ثلاثة مسؤولين كبار في النظام السوري أمام محكمة الجنايات بتهمة التواطؤ في قتل مواطنين سوريين-فرنسيين، هما مازن دباغ ونجله باتريك اللذان اعتقلا العام 2013 بحسب مصدر مطلع على الملف. وفي أمر توجيه الاتهام طلب القاضيان محاكمة بتهمة التواطؤ لارتكاب جرائم ضد الانسانية وجناية حرب في حق علي مملوك وجميل حسن وعبد السلام محمود الصادرة في حقهم مذكرات توقيف دولية.
يذكر أنه في حزيران/يونيو 2022، أصدر مدعون ألمان كذلك مذكرة اعتقال بحق جميل حسن بتهمة الإشراف على تعذيب وقتل مئات المعتقلين. وفي كل من ألمانيا وفرنسا، استندت التحقيقات جزئيا إلى الأدلة التي قدمها "قيصر".
في سياق منفصل، نجا قائد قوات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، من هجوم تركي على مطار السليمانية، وأكد مصدر خاص وقوع الهجوم التركي، مشيرا انه كان تحذيريا. وأفادت وكالة أنباء كردية أن عبدي اجتمع مع أميركيين وقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني في مقر مكافحة الإرهاب في السليمانية، وبعد الاجتماع توجه إلى المطار، وحينها استهدفت طائرة مسيرة موقعاً قريباً من مكان تواجده. وحول سبب عدم استهداف الطائرة المسيرة، عبدي ومرافقيه بشكل مباشر، قال المصدر إن شخصيات أميركية كانت برفقة قائد قسد.
امنيا، بعد انطلاق 3 صواريخ باتجاه هضبة الجولان ليل السبت، أعلن فصيل "لواء القدس" في سوريا مسؤوليته عن استهداف مواقع للجيش الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل، وأشار في بيان الأحد، إلى أن هذا الاستهداف أتى ردا على الاعتداءات على المسجد الأقصى. وقد أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، لاحقا أن الفصيل المسؤول عن إطلاق الصواريخ نحو الجولان هو "لواء القدس في المقاومة" بسوريا، وهو أشبه بميليشيات فلسطينية شبيهة بحزب الله اللبناني، وقد تدرب عناصر هذا الفصيل على يد حزب الله. كما أكد أن هذا الفصيل لا يتبع للجيش الروسي، ويتواجد في درعا، وليس البادية السورية، وهو مختلف عن لواء القدس الأول. وردا على هذا القصف، قال الجيش الإسرائيلي، فجر الأحد، إنه قصف بواسطة طائرة مسيّرة منصات إطلاق صواريخ من سوريا، وأوضح أن القبة الحديدية تمكنت من اعتراض صاروخ، فيما سقط صاروخان في مناطق مفتوحة. إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، يوم الأحد، أنه قصف مجمعاً عسكرياً لجيش النظام السوري وأنظمة رادار عسكرية ومواقع مدفعية، تستخدمها القوات السورية، كما حمل الحكومة السورية مسؤولية جميع التحركات والأفعال التي تجري على أراضيها. وكان دوي انفجارات سمع بوقت سابق في محيط العاصمة دمشق.
أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، يوم الأربعاء، أن وجود المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة وانتشار الأسلحة في ليبيا يشكل خطرًا كبيرًا على السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة بأسرها. وقال بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن باتيلي دعا المجتمع الدولي إلى تخصيص الموارد المالية اللازمة لدعم عملية انسحاب منسقة ومتسلسلة للمقاتلين الأجانب من ليبيا، كما بين أن الانسحاب المنسق للمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية وتعزيز أمن الحدود سيعزز السلام والاستقرار في ليبيا والمنطقة. وأوضح باتيلي أن الزيارة التي قام بها إلى دول جوار ليبيا، وهي السودان وتشاد والنيجر، ركزت على تجديد الالتزام المشترك إزاء جهود سحب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، مشيرا إلى أن هذه الدول أكدت التزامها المشترك في مواجهة التحديات الأمنية وبناء السلام.
في السياق، انتهى الاجتماع بين القيادات الأمنية والعسكرية بليبيا وتأجل البيان الختامي، لكن اشارت المعلومات إلى وجود توافق على توحيد الجهود للوصول إلى الانتخابات وتجاوز عقبات ونقاطا خلافية عديدة.
وكان الاجتماع بين القادة العسكريين والأمنيين في شرق ليبيا وغربها، في مدينة بنغازي، قد بدأ مساء الجمعة لاستكمال مشاورات توحيد جهود تأمين إجراء انتخابات قبل نهاية هذا العام، والاتفاق على توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية في البلاد. وجرت المحادثات التي تواصلت إلى الساعات الأولى من صباح السبت، تحت إشراف المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، بمشاركة أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وقيادات أمنية من العاصمة طرابلس وأخرى من الجيش الليبي. ويأتي لقاء بنغازي بعد نحو أسبوعين من اجتماع مماثل في العاصمة طرابلس، اتفق خلاله على رفض التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، ومواصلة العمل في طريق توحيد المؤسسات العسكرية من خلال رئاسات الأركان، وتوحيد المؤسسات الأمنية وباقي مؤسسات الدولة، ونبذ الاقتتال والعنف بكافة أشكاله، إلى جانب إيجاد حكومة موحدة تتولى الإشراف على الانتخابات. وثمّة تركيز أممي على دعم المسار العسكري في ليبيا خلال هذه الفترة، لتهيئة الظروف الأمنية لإجراء الانتخابات، وإعطاء دفع للعملية السياسية المتعثّرة في البلاد منذ فشل إجراء انتخابات نهاية 2021.
تم استدعاء مروحيات ومقاتلات حربية تابعة للجيش الإسرائيلي الاثنين، في أعقاب رصد مسيرة مجهولة تسللت من جهة الأراضي السورية إلى داخل الأجواء الإسرائيلية، وتم إسقاط المسيرة في منطقة مفتوحة، حيث لم تُشكل أي خطر في أي مرحلة ولم يتم تفعيل الإنذار.
وفي سياق ذي صلة قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي أتمار بن غفير إنه مستعد أن يكون الحرس الوطني تحت قيادته أو بقيادة مفوض الشرطة. تصريحات بن غفير تأتي بعد مصادقة الحكومة على إنشاء حرس وطني، تم الإعلان أنه سيكون موازيا للجيش والشرطة الإسرائيلية، وسيتكون من مجموعة من الفرق الخاصة للسيطرة على أماكن حساسة يصعب على الشرطة والجيش السيطرة عليها.
من جانب آخر، توالت الإدانات العربية والدولية بعد اقتحام القوات الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى، صباح الأربعاء، واعتقال عدد من الفلسطينيين، ما دفع واشنطن للتعبير عن قلقها. بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة عن صدمته وذهوله إزاء مستوى العنف الذي استخدمته قوات الأمن الإسرائيلية بحق مصلّين فلسطينيين داخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلّة ليل الثلاثاء. كما دفعت تطورات المسجد الأقصى، الجامعة العربية إلى عقد اجتماع طارئ بدعوة من الأردن اليوم على مستوى المندوبين الدائمين بالتنسيق مع الجانبين الفلسطيني والمصري لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية. وأكدت الخارجية الأردنية على استمرار التحرك على المستوى العربي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، وتصرفا ومرفوضا ومدانا يستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها.
وقد أتي ذلك، بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس وأطلقت قنابل صوت على شبان فلسطينيين ألقوا ألعابا نارية عليهم وسط موجة عنف خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي. من جانبها، أعلنت هيئة الأسرى الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 400 فلسطيني خلال اقتحامها المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن الأخيرة أطلقت الرصاص والقنابل الغاز صوب معتكفين.
في سياق متصل، اعلنت إسرائيل أن أكثر من 30 صاروخًا أُطلِقَت عصر الخميس من جنوب لبنان باتّجاه أراضيها الشماليّة، في قصف أوقع جريحًا وأضرارًا مادّية، وأكّدت إسرائيل أنها نيران فلسطينيّة وليست هجومًا مباشرًا من حزب الله. وقد أعلنت القوة الدولية التي تنتشر في جنوب لبنان، أن الجيش الإسرائيلي أبلغها باعتزامه الرد على الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان، قبل دوي انفجارات في محيط مدينة صور، وأوضحت أن الطرفين قالا إنهما لا يريدان الحرب. وأفاد الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، أن قوّاته تشن غارات في لبنان وسط تقارير إعلامية بأن القصف استهدف ثلاث نقاط في منطقة صور، هي عبارة عن مناطق زراعية. فيما أوضح الجيش في بيان لاحق أن قوّات الدفاع الإسرائيلية قصفت أهدافًا من بينها بنى تحتيّة للإرهاب تابعة لمنظّمة حماس في جنوب لبنان، وشدّد على أن قواته لن تسمح لمنظّمة حماس بالعمل من داخل لبنان. الدولة اللبنانيّة تتحمّل مسؤوليّة كل نيران موجّهة تنطلق من أراضيها. ومنتصف ليل الخميس، شنّت مقاتلات إسرائيليّة سلسلة غارات على أهداف في قطاع غزّة، حسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية، وفجر الجمعة، تجدّد القصف الإسرائيلي على قطاع غزّة، حسب بيان للجيش الإسرائيلي. وقال مصدر أمني في غزّة إن الطائرات الحربيّة الإسرائيلية شنّت غارات جديدة عدّة استهدفت مواقع تدريب تابعة لكتائب عز الدين القسّام (الجناح المسلّح لحركة حماس) شرق مدينة غزة ووسط القطاع.
في السياق، عزز الجيش الإسرائيلي قواته، يوم الجمعة، وأعاد تموضع الجنود في المدن الإسرائيلية الكبرى والقدس، وسط أنباء عن إغلاق الطرق المؤدية للأقصى والبلدة القديمة في الجمعة الثالثة من شهر رمضان. ونشرت الشرطة الإسرائيلية 2300 عنصر في القدس، إضافة لتعزيزات أخرى قبيل صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن صباحا عودة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة ولبنان. وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه لا ضرورة لبقاء سكان منطقة غلاف غزة بالقرب من الملاجئ. كما أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته في المنطقتين الجنوبية والشمالية، مقابل قطاع غزة والحدود اللبنانية، وحشد قوات نظامية من سلاحي المشاة والمدفعية في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة.
أمنيا أيضا، أفادت مصادر ميدانية يوم الجمعة، إن مستوطِنتين قتلتا وتوفيت الثالثة لاحقا، بعد إصابتها بجروح خطيرة جراء إطلاق نار في منطقة الأغوار، فيما وجه وزير الدفاع الإسرائيلي بزيادة تأمين المستوطنات ومحاور تنقل المستوطنين. وفي تطور لاحق، أسقط الجيش الإسرائيلي مسيرة اجتازت الحدود من جنوب لبنان. إلى ذلك، تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية، خبر وقوع قتيل وإصابات متفاوتة الخطورة في عملية إطلاق النار والدهس، ووصفت الخارجية الإسرائيلية العملية بالهجوم الإرهابي، وقالت إن سيارة دهست عددا من الراجلين في كورنيش تل أبيب، مشيرة إلى أنها خلفت قتيلا و6 جرحى. من جهتها ذكرت الشرطة الإسرائيلية أن سيارة صدمت مجموعة من الأشخاص قرب متنزه على البحر قبل أن تنقلب، وأضافت أنها أطلقت النار على سائق السيارة.
أصدرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، ملخصا للتقارير السرية، التي ألقى معظمها اللوم على سلفه دونالد ترمب في انسحاب الولايات المتحدة الفوضوي في أغسطس 2021 من أفغانستان، لفشله في التخطيط للانسحاب الذي اتفق عليه مع حركة طالبان. وأعلن البيت الأبيض أنّه سلّم الكونغرس تقريراً سرّياً طال انتظاره عن انسحاب الولايات المتّحدة من أفغانستان عام 2021، مدافعاً عن مسار هذا الانسحاب الذي أنهى 20 عاماً من المحاولات الفاشلة لهزيمة حركة طالبان. وقال مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن ما من شيء كان بإمكانه تغيير مسار الانسحاب، وإن الرئيس بايدن رفض إرسال جيل آخر من الأميركيين لخوض حرب كان يجب أن تنتهي بالنسبة للولايات المتحدة منذ فترة طويلة. وألقت الإدارة باللوم على اتفاق أبرم سابقًا بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب وطالبان لوضع حكومة بايدن في موقف صعب، وقالت إن أيا من وكالات الاستخبارات الأميركية لم تتوقع الانهيار السريع للقوات الحكومية الأفغانية.
على صعيد منفصل، قالت الحكومة الأميركية وشركة مايكروسوفت، إنهما توصلتا إلى تسوية، الخميس، بشأن انتهاكات واضحة للعقوبات وضوابط التصدير ارتكبتها الشركة المطورة للتكنولوجيا، والتي كشفت عنها طواعية. وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن "مايكروسوفت" وافقت على تحويل نحو ثلاثة ملايين دولار لإسقاط أي مسؤولة مدنية محتملة عن أكثر من 1300 انتهاك واضح للعقوبات فيما يتعلق بالقيود المفروضة على كوبا وإيران وسوريا وروسيا. وتنطوي تلك الانتهاكات على تصدير خدمات أو برامج من الولايات المتحدة إلى الدول الخاضعة للعقوبات. كما قالت الوزارة إن غالبية الانتهاكات التي وقعت بين عامي 2012 و2019، تتعلق بكيانات روسية أو أشخاص روس خاضعين للعقوبات في منطقة القرم بأوكرانيا، وحدث ذلك نتيجة لتقاعس "مايكروسوفت" عن تحديد هوية العملاء ومنع استخدام منتجاتها من قبل أطراف محظور عليهم استخدامها.
في الملف الاقتصادي، أُغلق المؤشران ستاندرد اند بورز 500 وناسداك على ارتفاع الخميس بدعم من صعود أسهم ألفابت، مع تطلع المستثمرين القلقين إزاء تباطؤ الاقتصاد إلى بيانات الوظائف القادمة. وفي سياق متصل، استمرت الزيادة بوتيرة مطردة في عدد الوظائف بالولايات المتحدة في مارس/آذار مما أدى لانخفاض معدل البطالة إلى 3.5%، وهو ما قد يدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى الشهر المقبل. وقالت وزارة العمل في تقريرها عن التوظيف الذي يحظى بمتابعة واسعة يوم الجمعة، إن الوظائف غير الزراعية زادت 236 ألف وظيفة الشهر الماضي. وجرى تعديل بيانات فبراير/شباط لتظهر إضافة 326 ألف وظيفة بدلا من 311 ألفا كما ورد سابقا.
وفي سياق منفصل، أعلن وزير الخارجية الأميركي أن الناتو يراقب إجراءات روسيا عن كثب في ضوء التصريحات حول نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، لكنه لا يخطط لتعديل وضع قواته حتى الآن، مؤكدا أن الناتو سيتخذ دائما الإجراءات التي يراها مناسبة لحماية الأراضي وضمان أمن أعضاء الحلف، رافضا تحديد ما سيفعله الحلف أو ما لن يفعله.
قالت مصادر مطلعة يوم الثلاثاء، إن الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق وقعتا اتفاقا نهائيا لاستئناف تصدير النفط من شمال البلاد. وقال مسؤول بالحكومة في بغداد إنه جرى إرسال طلب رسمي إلى تركيا لاستئناف تصدير النفط عبر خط أنابيب جيهان التركي على أن يجري استئناف الضخ في الساعات القليلة المقبلة. وقد سافر مسرور برزاني رئيس وزراء كردستان العراق إلى بغداد لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لاستئناف تصدير النفط من إقليم كردستان الذي يتمتع بشكل من أشكال الحكم الذاتي في شمال العراق ولإجراء محادثات لتسوية نزاع مستمر منذ قرابة عشرين عاما بخصوص النفط والغاز.
يشار إلى أن مشاركة مسؤولين تنفيذيين دوليين في اللقاء الذي عُقد في بغداد بين مسؤولين عراقيين وأكراد بشأن صادرات النفط عكس إصرارا جديدا على تسوية الخلاف الذي تسبب في تعليق صادرات النفط من منطقة كردستان، وقالت المصادر إن المحادثات جرت يوم الاثنين بحضور راسل هاردي رئيس شركة فيتول أكبر شركة لتجارة النفط في العالم، إلى جانب مسؤولين من شركتي بتراكو وإنرجوبول وممثلين عن شركة إتش.كيه.إن إنرجي ومقرها الولايات المتحدة وممثلين عن مجموعة كار الكردية للنفط، وأوضحت المصادر أن المسؤولين التنفيذيين الذين تلعب شركاتهم دورا رئيسيا في إنتاج النفط وتطوير حقوله بالإقليم شاركوا لتقديم مقترحات حول أفضل السبل للمضي قدما، بعدما تسبب توقف ضخ الصادرات من شمال العراق عبر تركيا إلى شطب 0.5%، من الإمدادات العالمية وقاد لارتفاع الأسعار.
أكدت مصادر متابعة أن وفداً سعودياً-عمانياً يعتزم السفر إلى صنعاء الأسبوع المقبل للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم في اليمن، وأشارت إلى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد تعلن الأطراف عن اتفاق قبل عطلة عيد الفطر التي تبدأ في 20 أبريل، وأضافت أن المناقشات ستركز على إعادة فتح المواني والمطارات اليمنية بالكامل، ودفع أجور الموظفين العموميين، وعملية إعادة البناء، والانتقال السياسي.
وكانت مصادر يمنية أفادت إن مسودة خطة السلام الشاملة للأزمة في اليمن في آخر مراحل إعدادها برعاية أممية، وتتضمن هذه المسودة 4 مراحل، أولها وقف شامل لإطلاق النار في البلاد وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ثم تشكيل لجان لدمج البنك المركزي وتبادل الأسرى والمعتقلين، تليها مرحلة التفاوض المباشر لتأسيس شكل الدولة، وأخيرا المرحلة الانتقالية.
في ملف أزمة السفينة العائمة "صافر"، أعلنت الأمم المتحدة أن ناقلة النفط البديلة لـ"صافر" بدأت رحلتها باتجاه البحر الأحمر، بعد استكمال أعمال صيانتها وإجراء التعديلات المناسبة عليها في حوض جاف بمدينة تشوشان في الصين، وصرح المتحدث باسم الأمم المتحدة بأن الناقلة البحرية "نوتيكا" التي اشترتها المنظمة لاستبدال ناقلة النفط العملاقة المتهالكة "صافر"، ستُبحر الخميس من تشوشان متجهة إلى البحر الأحمر. ومن المتوقع أن تصل الناقلة البديلة إلى موقع الخزان العائم الراسي قبالة ميناء رأس عيسى على السواحل الغربية لليمن، في أوائل مايو المقبل لإتمام عملية النقل.
في الملف الاقتصادي، استعرض مجلس الوزراء المصري، في اجتماعه الخميس، عددا من الأصول، التى تقع في نطاق محافظتي القاهرة، والجيزة، وتتمتع بإطلالة على نهر النيل، بهدف تعظيم الاستفادة منها وطرحها للاستثمار. وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، في بيان، أن الاجتماع شهد الإشارة إلى أن صندوق مصر السيادي سيبدأ العمل على تقييم الأصول التي تم استعراضها خلال الاجتماع، وما تتضمنه من الأراضي والمباني، من خلال مُقَيمين عالميين؛ بهدف البدء في تسويقها، وإقامة مشروعات استثمارية عليها، خاصة أن هذه الأراضي تعتبر في مناطق مميزة على نهر النيل، في ظل جهود الدولة لزيادة أعداد الغرف الفندقية، كما أن هناك طلبا من عدد من المستثمرين لضخ استثمارات في هذه المشروعات. وكشف مسؤولو صندوق مصر السيادي الخطوات التي تم اتخاذها لنقل عدد من هذه الأصول إلى الصندوق، بهدف الترويج لها مع المستثمرين المحليين والأجانب، كما استعرضوا عدداً من الأصول التي سيتم نقلها خلال الفترة القادمة، ومنها مبانٍ قديمة للوزارات، أو للجهات التابعة لها. وتسعى مصر لتعزيز تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال الفترة الحالية التي تواجه فيها البلاد نقصا في العملة الأجنبية ما أثر على الأنشطة الاقتصادية ورفع معدلات التضخم.
في سياق متصل، أظهر استطلاع دولي، الخميس، أن معدل التضخم في المدن المصرية يتجه صوب تسجيل أعلى مستوى له على الإطلاق في مارس/آذار في ظل استمرار نقص العملة الأجنبية بعد مرور أكثر من عام على خفض سعر الجنيه. وأظهر متوسط توقعات 13 محللا أن معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن سيرتفع إلى 33.6% في مارس/آذار من 31.9% في فبراير/شباط. وكان معدل فبراير هو الأعلى على مدى خمس سنوات ونصف السنة. وخفضت مصر، التي حصلت على حزمة دعم مالي بقيمة ثلاثة مليارات دولار من صندوق النقد الدولي في ديسمبر/كانون الأول، قيمة عملتها بمقدار النصف منذ مارس/آذار 2022 بعدما كشفت تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا عن نقاط ضعف في الاقتصاد المصري. وقالت "كابيتال إيكونوميكس" التي توقعت أن يبلغ التضخم في مارس/آذار 37.1%، انها تعتقد أن التخفيضات السابقة في سعر الجنيه ستستمر في رفع معدل التضخم في مصر، وسترفع التضخم في أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية.
على صعيد آخر، أشارت مصادر متابعة إلى إن مصر أجرت اتصالات مكثفة مع الجانب الأميركي للوصول إلى صيغة لوقف التصعيد في كافة المدن الفلسطينية، وأفادت أن وفدا مصريا سيسافر إلى تل أبيب، لعقد مناقشات موسعة والعمل على صياغة اتفاق نهائي تلتزم به كل الأطراف.
وقد أبلغت الفصائل الفلسطينية، القاهرة بمطالبها، والتي تمثلت بوقف إسرائيل للتصعيد في المسجد الأقصى ووقف عملياتها العسكرية على قطاع غزة، أما إسرائيل فقد أبلغت القاهرة عودتها إلى الهدنة مرتبط بعدم إطلاق الصواريخ ومنع العمليات المنفردة التي تستهدف المستوطنين، وفقا للمصادر.
وتعمل القاهرة مع عدة أطراف دولية لحل نقاط التصعيد، كما تتواصل مع الجانبين لنقل مطالب كل طرف، مطالبة الطرفان بوقف غير مشروط للتصعيد.
في ملف جماعة الاخوان
لا جديد هذا الاسبوع.
أزمة سد النهضة
لا تطورات هذا الاسبوع.
أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي أن الظروف الحالية مواتية للانخراط في محادثات السلام للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، ودعا في بيان يوم الثلاثاء، إلى وحدة الصف وإعلاء مصلحة اليمن العليا، لينعم بالسلام والأمن والاستقرار.
في شأن الامارات العربية المتحدة
شددت دبي الرقابة على طالبي تراخيص التشفير في أعقاب إفلاس بورصة الأصول الرقمية "FTX" العام الماضي، إذ طلبت معلومات إضافية من مقدمي طلبات الترخيص مثل "بينانس"، وقالت مصادر متابعة إن المسؤولين في هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA) في دبي طلبوا في الأسابيع الأخيرة من "بينانس" تقديم مزيد من المعلومات حول هيكل الملكية وإجراءات الحوكمة والتدقيق. وأكد ثلاثة أشخاص أن "VARA" تطلب معلومات مماثلة من جميع الشركات الدولية التي تسعى للحصول على تصاريح. ويمثل نهج الجهات التنظيمية في دبي صداعاً محتملاً للرئيس التنفيذي لشركة بينانس، تشانغ بينغ تشاو، الذي يعيش هناك وجعلها محور التوسع في الشرق الأوسط، حيث يواجه ضغوطاً متزايدة من المنظمين الأميركيين. ونظراً لحجم "بينانس" وتعقيد هيكل ملكيتها، فإن مسؤولي هيئة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي، يسعون أيضاً للحصول على معلومات حول الملكية والتدقيق وإجراءات مجلس الإدارة على مستوى المجموعة العالمية في "بينانس"، والتي قد تستغرق وقتاً أطول.
في الشأن السعودي
وقعت كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الإيرانية، الخميس، بيانا مشتركا عقب لقاء وزيري خارجية البلدين في بكين. البيان المشترك شمل استئناف الرحلات الجوية وتسهيل منح التأشيرات، وكذلك بدء ترتيبات إعادة فتح السفارتين والقنصليات. كما شمل استئناف زيارات المسؤولين ووفود القطاع الخاص.
في الملف الاقتصادي الداخلي، سجلت السيولة في الاقتصاد السعودي "عرض النقود ن3" أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية الأسبوع الماضي 30 مارس/آذار الماضي، عند 2.613 تريليون ريال، مقابل 2.587 تريليون في نهاية الأسبوع السابق له. و"عرض النقود ن3" هو مجموع "النقد المتداول خارج المصارف"، و"الودائع تحت الطلب"، و"الودائع الزمنية والادخارية"، و"الودائع الأخرى شبه النقدية". و"الودائع الأخرى شبه النقدية" هي ودائع المقيمين بالعملات الأجنبية، والودائع مقابل اعتمادات مستندية، والتحويلات القائمة، وعمليات إعادة الشراء "الريبو"، التي نفذتها المصارف مع القطاع الخاص. وعلى مدار 30 عاما، يشهد "عرض النقود ن3" نموا سنويا، حتى إنه تضاعف أكثر من عشر مرات خلال تلك الفترة، حيث كان نحو 228 مليار ريال في 1993، فيما أنهى 2022 عند 2.495 تريليون ريال.
دعا الرئيسان الفرنسي والصيني، الخميس، إلى مفاوضات سلام بأسرع وقت ممكن لوضع حد للنزاع في أوكرانيا، وشدد ماكرون على وجوب استئناف المحادثات في أسرع وقت ممكن لبناء سلام دائم، فيما اعتبر شي أنه لا يمكن استخدام السلاح النووي، مندداً بأي هجوم يستهدف مدنيين، في تصريحات مشتركة أدليا بها بعد لقاء ثنائي في بكين. وقال الرئيس الفرنسي، خلال زيارة دولة في بكين لنظيره الصيني إنه يعول عليه لإعادة روسيا إلى رشدها، وأكد معارضة بلاده نشر الأسلحة النووية خارج أراضي الدول التي تمتلكها، مشددا على ضرورة منع استخدامها في الصراع الحالي بأوكرانيا. كما عقد ماكرون لقاء منفردا، بعد ظهر الخميس، مع نظيره الصيني، وانضمت إليهما رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في إطار اجتماع ثلاثي يريدان خلاله إيصال صوت أوروبا بشأن النزاع في أوكرانيا المتواصل منذ أكثر من سنة. وفي ختام الزيارة، صدر إعلان مشترك تعهّد من خلاله الرئيسان بدعم كلّ الجهود الرامية لعودة السلام إلى أوكرانيا، وأكّد الإعلان أنّ البلدين يعارضان الهجمات المسلّحة على محطات الطاقة النووية والمنشآت النووية السلمية الأخرى، ويدعمان الجهود التي تبذلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان سلامة محطة زابوريجيا النووية. في حين لم يأتِ النصّ على ذكر روسيا، كما أنه لم يتضمّن إدانة لهجومها على أوكرانيا. وشدّد الإعلان المشترك على أهمّية أن تحترم جميع أطراف النزاع القانون الدولي الإنساني بدقّة!!
في السياق، استبعد الكرملين، الخميس، احتمال حصول وساطة صينية لوقف المعارك في أوكرانيا، معتبراً أن روسيا ليس لديها خيار سوى مواصلة هجومها. وقال المتحدث باسم الكرملين، أن الصين تحظى بالطبع بإمكانية هائلة وفعالة حين يتعلق الأمر بخدمات الوساطة، لكن الوضع مع أوكرانيا معقّد وليس هناك أي أفق لحصول تسوية سياسية. وفي الوقت الحالي، ليس لديى موسكو حل آخر غير مواصلة العملية العسكرية الخاصة.
في سياق منفصل، قالت هيئة الادعاء السويدية، التي تحقق في حادث انفجار خط أنابيب نورد ستريم، الخميس، إنه سيكون من الصعب تحديد المتسبب في تفجير خط الأنابيب، الذي يصل روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق العام الماضي. وقال المدعي ماتس يونجفيست إن التحقيقات معقدة، آملا أن يكون بالامكان تحديد هوية مرتكب هذه الجريمة، لكنه اشار إلى أن من المرجح أن يكون ذلك صعباً نظراً للظروف.
على صعيد آخر، تتواصل الاحتجاجات في فرنسا، ففي مدينة رين غرب البلاد، هتف المحتجون "إضراب، حصار، رحيل ماكرون!" حيث أطلقت الشرطة قنابل الغاز على المحتجين الذين رشقوا الشرطة بمقذوفات وأضرموا النيران في حاويات القمامة.و بجوار مطعم في باريس يفضله ماكرون، اندلعت اشتباكات، الخميس، واشتعلت النيران لفترة وجيزة في مظلة خاصة بمطعم "لا روتوند" أثناء رشق المحتجين للشرطة بالزجاجات والطلاء.
واستقطبت الاحتجاجات منذ يناير أعداداً ضخمة من الرافضين لإحدى الخطط الرئيسية لماكرون في ولايته الثانية، وهي إقرار قانون لرفع سن التقاعد عامين من 62 عاماً إلى 64 عاماً، وأججت المسيرات والإضرابات غضباً واسع النطاق على ماكرون الذي كثيراً ما يكون مستهدفاً في اللافتات والهتافات. يشار إلى أن المظاهرات كانت سلمية إلى حد كبير، وشاب الاحتجاجات أعمال عنف محدودة في عدة مدن في فرنسا. وتظهر الاستطلاعات أن أغلبية عريضة من الناخبين يعارضون قانون التقاعد وقرار الحكومة بإقراره في البرلمان من دون تصويت. لكن مصدراً مقرباً من ماكرون قال إن ذلك ليس هو المهم. من جهتهم، قال زعماء النقابات والمحتجون إن السبيل الوحيدة للخروج من الأزمة هي إلغاء التشريع، وهو خيار دأبت الحكومة على رفضه.
في الوضع الأمني، قالت البحرية الأميركية، السبت، إن غواصة تعمل بالطاقة النووية ومزودة بصواريخ موجهة تعمل في الشرق الأوسط دعما للأسطول الخامس الأميركي الذي يتخذ من البحرين مقرا له. وذكر تيموثي هوكينز، المتحدث باسم البحرية في بيان، أن الغواصة "يو اس اس فلوريدا" دخلت المنطقة يوم الخميس وبدأت في عبور قناة السويس، وأضاف إنها قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز من طراز توماهوك وأُرسلت إلى الأسطول الخامس الأميركي للمساعدة على نشر الأمن والاستقرار البحريين في المنطقة. يذكر أن وزير الخارجية الأميركي كان أعلن، الجمعة، أن الناتو يراقب إجراءات روسيا عن كثب في ضوء التصريحات حول نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، لكنه لا يخطط لتعديل وضع قواته حتى الآن.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد هذا الاسبوع في هذا الملف.
بعد انضمام فنلندا رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء، جددت تركيا موقفها الرافض لانضمام السويد، فقد أعاد وزير الخارجية التركي التأكيد على موقف بلاده الرافض لعضوية السويد في الحلف الدفاعي، علماً أنها تقدمت بطلبها مع هلنسكي. وقال خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، بعد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف بمقره في بروكسل، إن السويد بحاجة لاتخاذ المزيد من الخطوات من أجل استكمال عملية الانضمام، معتبرا أن ستوكهولم لم تستكمل كافة التزاماتها وفق مبادرة التفاهم. إلى ذلك، أوضح أنه ناقش مع نظيره الأميركي مسألة السويد، فضلا عن صفقة طائرات إف-16.
وفي السياق، أعلنت السويد، الخميس، أنها ستسلم مواطناً تركياً تطالب به أنقرة، لكنها رفضت طلب تسليم آخر، في وقت تشدد فيه تركيا على أن الاستجابة لطلبات الترحيل شرط أساسي للمصادقة على انضمام الدولة الاسكندنافية إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقالت وزارة العدل السويدية إنها قبلت تسليم عمر ألتون، وهو مواطن تركي يبلغ من العمر 29 عاماً، قضت محكمة تركية العام الماضي بسجنه 15 عاماً بتهمة تعادل تهمة الاحتيال في السويد، لكن لم يُقبل التسليم إلا بشرط منح ألتون محاكمة جديدة عند عودته إلى تركيا. في المقابل، رفضت الحكومة طلب تسليم محمد ذاكر كرايل، وهو سويدي يبلغ من العمر 51 عاماً تشتبه أنقرة في أنه عضو في منظمة إرهابية مسلحة، وأوضحت أنه بموجب القانون لا يمكن تسليم مواطن سويدي. وسلّمت السويد أنقرة ما لا يقل عن مواطنين تركيين في العام الماضي ورفضت طلبات عدة أخرى، من بينها طلب تسليم رئيس التحرير السابق لصحيفة زمان اليومية الذي تتهمه تركيا بالتورط في محاولة الانقلاب عام 2016.
من جانب آخر، اتفقت روسيا وتركيا خلال محادثات في أنقرة، اليوم الجمعة، على ضرورة إزالة العقبات لضمان تسهيل صادرات الأسمدة والحبوب الروسية، وتمهيد الطريق لتمديد اتفاق تصدير شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود إلى ما بعد الشهر المقبل. وقال وزير الخارجية الروسي إنه ناقش مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الفشل في تنفيذ شروط في الاتفاق، وأضاف أن روسيا يمكن أن تعمل خارجه إذا ما أبقت الدول الغربية على ما وصفه بأنه عقبات أمام الصادرات الزراعية التي قال إنها تزداد تعقيدا. من جانبه، وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال جاويش أوغلو إن بلاده ملتزمة بتمديد الاتفاق إلى ما بعد منتصف مايو/أيار، وأضاف ان انقرة تولي أهمية لاستمرار الاتفاق ليس فقط من أجل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية والأوكرانية، بل أيضا لوقف أزمة الغذاء العالمية. وأخذت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، على عاتقها لعب دور وسيط بين كييف وموسكو في الصراع المستمر منذ 13 شهرا، وتوسطت مع الأمم المتحدة في اتفاق الحبوب وهو الإنجاز الدبلوماسي المهم الوحيد حتى الآن.
وجّهت موسكو تهمة التجسّس رسميا إلى الصحافي الأميركي، إيفان غيرشكوفيتش، الجمعة، فقد أفاد مصدر في أجهزة إنفاذ القانون أن محققي هيئة الأمن الفيدرالية الروسية وجّهوا إلى غيرشكوفيتش تهمة التجسّس لصالح بلاده، وأشار إلى أنه نفى بشدة كل الاتهامات وقال إنه منخرط في أنشطة صحافية في روسيا. وكانت موسكو قد أكّدت، الخميس، للسفيرة الأميركية أنّ لا جدوى من محاولة الضغط عليها في قضية الصحافي الأميركي غيرشكوفيتش الذي أوقفته السلطات الروسية بتهمة التجسس.
في سياق منفصل، انخفض الروبل الروسي، يوم الجمعة، إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار واليورو منذ أبريل/نيسان 2022، متجاوزا حاجز 90 روبل مقابل اليورو وسط أزمة في العملة الأجنبية وبيع للشركات الغربية في روسيا. وقال متعاملون إن الروبل يتعرض لضغوط بسبب مجموعة من المشاكل، من بينها بيع أصول غربية لمستثمرين محليين، مما أدى إلى زيادة الطلب على الدولار فيما قاد انخفاض أسعار النفط في مارس/آذار إلى تراجع عوائد الصادرات. ولدى سؤاله عن تراجع الروبل، قال وزير المالية أن أسعار طاقة روسيا ارتفعت الآن وهذا مؤشر على أنه سيكون هناك المزيد من العملات الأجنبية القادمة إلى البلاد، وبالتالي، سيؤدي ذلك إلى أن يتجه سعر صرف الروبل إلى الصعود.
في السياق، قالت وزارة المالية الجمعة، إن عجز الموازنة في روسيا الاتحادية وصل إلى 2.4 تريليون روبل روسي (28.93 مليار دولار) في الربع الأول مع استمرار موسكو في الإنفاق الضخم وتراجع إيرادات الطاقة. وفي الربع الأول من عام 2022، حققت روسيا فائضا بلغ 1.13 تريليون روبل روسي. وتساهم زيادة الإنتاج العسكري والإنفاق الحكومي الضخم في استمرار الصناعة الروسية مما يساعد على تخفيف التأثير الاقتصادي الناتج عن العقوبات الغربية المفروضة على البلاد، ويسمح لموسكو بمواصلة حملتها في أوكرانيا.
أقرّ يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة "فاغنر"، بأنّ مقاتليه يتكبّدون خسائر متزايدة في الحرب في أوكرانيا، وذلك خلال زيارته الخميس مقبرة قال إنّها لا تنفكّ تكبر. كما اشار إلى إن القوات الأوكرانية لا تغادر مدينة باخموت وإن القتال مستمر في الجزء الغربي من المدينة. وقال إن القوات الأوكرانية نظمت دفاعات حصينة داخل المدينة، وبالتحديد على امتداد خطوط السكك الحديدية وفي مبانٍ شاهقة الارتفاع في غرب المدينة، وإذا تراجعوا فسيتخذون مواقع جديدة على مشارف المدينة وفي تشاسيف يار في الغرب. وأردف أن ذلك سبب، في رأيه، لعدم وجود حديث الآن عن أي هجوم روسي، موضحا أنه ليس راضياً بعد عن الدعم الذي يتلقاه من القوات الروسية النظامية، ومنها تلك التي تهاجم مناطق متاخمة للجبهة. وكان الرئيس الأوكراني، قد أثار، قبل ذلك، احتمال انسحاب قواته من المدينة، قائلاً إن كييف ستتخذ قرارات متناسبة إذا خاطرت القوات بالتعرض للتطويق من القوات الروسية.
في السياق، وأكد مصادر ميدانية السبت، أن قصفا أوكرانيا بصواريخ غراد استهدف دونيتسك طيلة اليومين الماضيين، وأضافت أن معارك شرسة في المحور الشمالي لباخموت تدور بين فاغنر والقوات الأوكرانية، كما اشارت إلى أن الإمدادات العسكرية تدعم صمود القوات الأوكرانية غربي باخموت، مضيفة أن التقديرات تشير لوجود 15 ألف جندي أوكراني داخل باخموت. وفيما تستمر المعارك الطاحنة في باخموت، أعلن مقر التنسيق بين الإدارات الروسية في أوكرانيا، أن كييف تستعد لاستفزاز بمقاطعة سومي يحاكي استخدام الجيش الروسي ذخيرة كيميائية، وذكر المقر أنه تم نقل مواد سامة إلى المنطقة حتى يتمكن الخبراء الغربيون من تسجيل استخدام القوات الروسية للأسلحة الكيميائية. وبحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية، أضاف انه يجري بإشراف مكتب رئيس أوكرانيا، التحضير لاستفزاز واسع النطاق يهدف إلى تشويه سمعة روسيا على الساحة الدولية! وفي آخر التطورات الميدانية، أعلن حاكم شبه جزيرة القرم المعين من قبل موسكو، السبت، إسقاط صاروخ أُطلق من أوكرانيا في بلدة فيودوسيا المطلة على البحر الأسود في المنطقة التي تسيطر عليها روسيا.
وفي سياق متصل، استخدمت القوات الروسية صواريخ أرض وجو وقاذفات صواريخ وطائرات مسيرة مسلحة لقصف مناطق أوكرانية كانت ضمتها، الجمعة، ما تسبب في وقوع إصابات وأضرار في المباني وانقطاع التيار الكهربائي. وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية شنت 18 غارة جوية وخمس ضربات صاروخية و53 هجوما من عدة قاذفات صواريخ بين صباح الخميس والجمعة. ووفقا لبيان هيئة الأركان العامة الأوكرانية، كانت روسيا تركز الجزء الأكبر من عملياتها الهجومية في شرق أوكرانيا الصناعي، مع التركيز على مدن وبلدات ليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا في مقاطعة دونيتسك. وتتعلق معظم تقارير ساحة المعركة يوم الجمعة بالمقاطعات الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا في سبتمبر، دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون.
هل وصل التوتر بين طهران وباكو إلى نقطة خطيرة؟ فمنذ بضغة أشهر والعلاقات بين البلدين الجارين تشهد تصعيدا تدريجيا للتوتر غير مسبوق، وتنظر طهران إلى أن تقارب باكو السريع من عدوتها الإقليمية إسرائيل، يشكل تهديدا أمنيا لها من جهة، ومن جهة أخرى تتهم إيران، جمهورية أذربيجان بالسعي لاحتلال الشريط الحدودي بين إيران وأرمينيا، وقطع الاتصال بينها وبين أوروبا عبر أرمينيا وروسيا، وبالمقابل تعتبر أذربيجان مواقف إيران تجاه مناطقها الجنوبية المجاورة لإيران، وعلاقاتها مع إسرائيل، تدخلا في شؤونها الداخلية. وفي آخر تطور على صعيد تفاقم الأزمة بين باكو وطهران، استدعت جمهورية أذربيجان سفير الجمهورية الإيرانية الاثنين، وأبلغته أن سوء التفاهم في العلاقات بين البلدين هو نتيجة الإجراءات الأحادية من الجانب الإيراني. ويوم الخميس أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية أنها طردت 4 من موظفي السفارة الإيرانية باعتبارهم "غير مرغوب فيهم" بسبب أنشطتهم. وأعلنت باكو أيضًا عن اعتقال خلية تضم 6 أشخاص على صلة بالنظام الإيراني بتهمة التخطيط لـانقلاب عسكري.
ومن خلال قراءة في إعلام الجانبين وتصريحات مسؤولي البلدين خاصة في الأيام الأخيرة التي تأخذ منحى تصاعديا تارة وعدائيا تارة أخرى، فإن تفاقم التوتر بين الجانبين قد يحد من مساحة التفاعل الدبلوماسي بين باكو وطهران، الأمر الذي يثير القلق بشأن العلاقات بين طهران وباكو ومضاعفاتها على الوضع العام في القوقاز.
وتحاول باكو التقليل من اعتمادها على إيران للوصول إلى جمهورية نخجوان (ناختشيفان) الذاتية من خلال الأراضي التي تخضع لسيادة أرمينيا التي على علاقات ممتازة مع إيران، وتحظى باكو بدعم أنقرة حيث من شأن ذلك ربط تركيا ببحر قزوين نظرا لمجاورتها لنخجوان. بالمقابل، تؤكد إيران على ضرورة الحفاظ على طريق النقل عبر أرمينيا إلى أوروبا، وتحذر من مغبة أي إجراء تقوم به أذربيجان في هذه المنطقة، وأرسلت طهران مؤخرا سفيرا جديدا إلى يريفان بغية توطيد العلاقات، وزار مساعد وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني أرمينيا في هذا الإطار.
في سياق منفصل، بعد استراحة قصيرة، عاد شبح التسمم الذي طال المدارس في إيران خلال الفترة الماضية، ليطل ثانية، إثر انتهاء عطلة "النوروز" التي دامت ثلاثة أسابيع، فقد نقلت بداية الاسبوع، 20 طالبة إلى المستشفى إثر إصابتهن بالإعياء وضيق التنفس بحسب ما أفادت وكالة "إيسنا" الحكومية. فيما أوضحت منظمة الطوارئ أن سيارات الإسعاف هرعت إلى مدرسة في بلدة باغميشه بمدينة تبريز شمال غربي البلاد، لنقل 20 تلميذة يبلغن من العمر 15 عاماً.
في ملف التظاهرات، أشارت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه بالتزامن مع عيد ميلاد حميد رضا روحي، أحد ضحايا الاحتجاجات الأخيرة على مستوى البلاد، الاربعاء، أقام أهالي طهران تجمعات احتجاجية في حي "شهر زيبا" وهتفوا بشعارات مناهضة للنظام والمرشد خامنئي. وجاء هذا التجمع رغم تواجد القوات الأمنية في هذه المنطقة، حيث أظهرت الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي وجود عناصر من الشرطة والأمن حول منزل حميد رضا روحي.
في سياق متصل، بعد انتشار دعوات للتظاهر بين المعلمين في إيران، تظاهر الخميس، عدد كبير منهم في عدة مدن إيرانية أمام الدوائر التابعة لوزارة التربية والتعليم احتجاجا على تسميم الطالبات، وعلى إخطار الوزارة لهم بالتعامل مع "خلع الحجاب"، بالإضافة إلى متابعة مطالبهم النقابية. وبحسب التقارير، بدأ المعلمون والتربويون في مدن كرمانشاه، وطهران، وهمدان، وملاير، ورباط كريم، ونيشابور، والأهواز، وكرج، وغيرها في تنظيم تجمعات احتجاجية. ورافق تجمع المعلمين أمام وزارة التربية والتعليم في طهران، تدخل القوات الأمنية واعتقال عدد منهم، بحسب "قناة نقابة المعلمين"، وتم الإفراج عن المعتقلين بعد ساعات من انتهاء التظاهرة، كما رافق تجمع معلمي محافظة البرز أمام المديرية العامة للتربية في كرج، هجوم لقوات الأمن وتواجد كبير للقوات الأمنية بالزي المدني. وأفادت نقابة المعلمين أن القوات الأمنية فرقت تجمعات المعلمين في كرج بـالقوة.
من جانب آخر، وفي السياق وبعد أن حرّم المرشد، علي خامنئي، خلع الحجاب شرعياً وسياسياً، تحدثت المؤسسات التابعة للنظام عن تشديد عقوبات خلعه، فيما عارض البعض مقترح الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني بإجراء استفتاء حول الحجاب، وادّعوا أن عموم الشعب يتفق مع الحجاب. وقال علي خان محمدي، المتحدث الرسمي باسم مقر "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، عن طلبات إجراء استفتاء على موضوع الحجاب أنه إذا أجري استفتاء على الحجاب الإجباري، يتعين غداً إجراء استفتاء في قضايا أخرى أيضًا. ويبدو أن معارضة إجراء الاستفتاء هي رد فعل على كلام حسن روحاني، رئيس إيران السابق، الثلاثاء، الذي اعتبر أن الحل الرئيسي لمشاكل البلاد هو تطبيق المادة 59 من دستور النظام الإيراني، وهو ما يعني إجراء الاستفتاء والرجوع إلى التصويت العام. وزعم خان محمدي، الذي ورد اسمه على قائمة العقوبات الدولية بسبب اضطهاد المرأة الإيرانية، أن القانون يخطط لفرض عقوبات على من يعارضن الحجاب الإجباري، ولكن في نفس الوقت اتهم البرلمان بـقلة العمل، وطالب النواب بتغيير القوانين في مجال العفة والحجاب، وشرح وإقرار العقوبات التي بالتأكيد لها ضمانة تنفيذية، وإلا فلن تجدي نفعاً!
إلى ذلك، دعا خطباء الجمعة في إيران إلى دور أكبر لعناصر الأمن بالزي المدني لمواجهة خلع الحجاب، وطالب أحمد علم الهدى خطيب الجمعة في مشهد بـتواجد المواطنين بالساحة للتعامل مع النساء، وذلك بعد جعل الحجاب قضية أمنية، واتهام معارضات الحجاب بالتجسس، من قبل علي خامنئي والقضاء.
ويرى مراقبون أن قضية الحجاب مهمة للغاية بالنسبة للنظام الإيراني لأنها أداة للسيطرة والقمع مقابل إرادة الشعب في استخدام حرياته الفردية والاجتماعية. وقد اكتسبت الإرادة للوقوف ضد هذا القمع مزيدًا من السرعة والوضوح خلال الأشهر الماضية ومع بداية ثورة "المرأة، الحياة، الحرية"، وجعلت العديد من النساء هذا العصيان المدني شيئًا يوميًا ومألوفاً.
أكد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، عزمه استكمال العملية السياسية التي تجري الآن بالسرعة المطلوبة، بحسب تعبيره. وجاءت تصريحاته بعد إعلان تأجيل توقيع الاتّفاق السياسي الذي كان مقرّراً الخميس، وأشار إلى أن تأجيل التوقيع على الاتفاق السياسي يهدف إلى وضع الأطر المتينة التي تحافظ على زخم الثورة وعنفوانها، وأضاف أن الأطراف تعمل بجد لإكمال النقاش حول الموضوعات المتبقية. وكان الناطق باسم "الحرية والتغيير" ياسر سعيد عرمان قال إن اللجان الفنية العسكرية المعنية بالاصلاح الأمني والعسكري تبقت لها نقطة واحدة في القيادة والسيطرة. كما وكانت قوى "الحرّية والتغيير" في السودان نشرت بيانا أعلنت فيه تأجيل توقيع الاتّفاق السياسي الذي كان مقرّراً لعدم استكمال الجوانب الخاصّة بالإصلاح الأمني والعسكري، ودعت السودانيين للمشاركة الفاعلة في مواكب السادس من أبريل في العاصمة والولايات وشدّدت على ضرورة التمسّك بالسلمية. كما طالبت الأجهزة الأمنية والعسكرية حماية المواكب الشعبية، محذّرةً من أيّ تعامل عنيف تجاه المشاركين.
دعا باحثون عسكريون صينيون إلى النشر السريع لمشروع شبكة الأقمار الصناعية الوطنية للتنافس مع شركة ستارلينك Starlink التابعة لشركة سبيس اكس SpaceX، بسبب مخاوف من أن تشكل أقمار إيلون ماسك التي تبث الإنترنت تهديدًا كبيرًا للأمن القومي لبكين بعد استخدامها الناجح في حرب أوكرانيا. وتشير الأوراق البحثية الصينية الحديثة والأشخاص المطلعون على البرنامج إلى أن الخطط جارية لنشر كوكبة عملاقة من الأقمار تضم ما يقرب من 13000 من الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض، بينما يتابع علماء الجيش البحث حول كيفية قمع أو حتى إتلاف أقمار ستارلينك الصناعية في سيناريوهات اندلاع الحرب. واكتسب مشروع غير شفاف مدعوم من الدولة يشار إليه في صناعة الأقمار الصناعية في الصين باسم "GW" أو "Guowang"، والذي يُترجم باسم "شبكة الدولة" زخمًا لأول مرة في عام 2021 كمنافس للولايات المتحدة وشبكات الأقمار الصناعية الأخرى. لكن الباحثين الصينيين في الأشهر الأخيرة شاركوا مخاوفهم في الأبحاث العامة والخاصة مع المسؤولين العسكريين من أن المشروع متأخر جدًا عن ستار لينك ويجب أن يتم تتبعه بسرعة بعد أن صمدت تكنولوجيا اتصالات سبيس اكس في الاختبارات العملية في أوكرانيا. وتأتي مخاوف الأمن القومي الصيني بشأن ستارلينك وسط سباق فضاء ساخن بشكل متزايد بين بكين وواشنطن، حيث يستثمر البلدان بكثافة في التكنولوجيا الدفاعية المتطورة ومهام الاستكشاف بما في ذلك الجهود المتنافسة لوضع أول إنسان على سطح المريخ.
ولدى شركة سبيس اكس Musk's SpaceX أكثر من 3000 قمر صناعي قيد التشغيل حاليًا، مع خطط لنشر حوالي 42000 في النهاية. وأرسلت الشركة الآلاف من محطات ستارلينك الطرفية إلى أوكرانيا منذ بدء الحرب، وأصبحت الخدمة أداة مهمة للاتصالات العسكرية. وعلى مدى العقد الماضي، أصبح البنتاغون يعتمد بشكل متزايد على قطاع الفضاء التجاري، باستخدام مركبات إطلاق سبيس اكس القابلة لإعادة الاستخدام لنشر أقمار صناعية دفاعية فائقة السرية. وفي ديسمبر، أعلنت الشركة عن توسيع هذا العمل، وكشف النقاب عن مشروع يسمى Starshield منفصل عن ستارلينك موجه نحو أغراض الأمن القومي للحكومات. وتسبب هذا الإعلان في القلق في بكين، حيث خشي الباحثون من أنه قد يقوض سرية البرامج العسكرية الصينية.
في سياق منفصل، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، أن على بكين أن تختار طريق الدبلوماسية وليس الضغوط على تايوان، وذلك بعيد إرسال الصين سفناً حربية إلى المياه المحيطة بالجزيرة. جاء ذلك بعد لقاء في كاليفورنيا بين رئيسة تايوان تساي إنغ وين ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي، وهو أكبر مسؤول أميركي يلتقي رئيساً تايوانياً على الأراضي الأميركية منذ أن سحبت واشنطن اعترافها بتايوان لحساب الصين عام 1979. ونشرت الصين التي حذّرت من إجراء الزيارة، سفناً حربية في مضيق تايوان، رغم أن رد فعلها يبقى حتى الآن أقل مما كان عليه عندما قامت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية السابقة نانسي بيلوسي بزيارة تايبيه في أغسطس.
أكدّ الرئيس التونسي أن إملاءات المقرضين الدوليين مرفوضة، وذلك في إشارة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي يشترطها صندوق النقد الدولي لتقديم دعم مالي لتون،. وقال إن الإملاءات التي ستأتي من الخارج وستؤدي إلى مزيد من التفقير سنرفضها، مؤكداً على أن البديل يجب أن يكون في التعويل على الذات. وأشار رئيس تونس، إلى أن قطع الدعم أدّى إلى احتجاجات دامية في الماضي، مشدّدا على أن السلم الأهلي ليس لعبة.
ولم تتوصل تونس حتّى الآن إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار لتعبئة مواردها المالية، بعد أشهر من المفاوضات، بسبب إصلاحات اقتصادية يشترطها النقد الدولي ولا تحظى بقبول رسمي وشعبي، من بينها خفض دعم المواد الغذائية والطاقة وإصلاح الشركات العامة. ولا تبدو السلطات التونسية، متحمّسة لتنفيذ الإصلاحات الرئيسية التي يطالب بها صندوق النقد الدولي لتقديم دعم مالي، تبدو البلاد في حاجة ماسة له للخروج من الأزمة المالية التي تعانيها.
وفي هذا السياق، أوضح وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين، في تعليقه على تعثر مفاوضات تونس مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار، إن الصندوق وضع شروطا، في حين أن تونس تريد إجراء إصلاحات، وأضاف أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لا تزال مستمرة، مؤكدّا على أن الألوية هي التفكير في العدالة الاجتماعية، وإلا سيكون هناك المزيد من التونسيين الذين سيهاجرون بشكل غير قانوني إلى أوروبا.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
3 نيسان 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، رالف غضبان، رالف جرمانوس، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشيناتي، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، كمال طربيه، لينا تنّير، ماجد كرم، ماريان عيسى الخوري، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :
إلى خلوة بيت عنيا
منذ بدء أزمة الفراغ الرئاسي لم يألُ البطريرك الماروني بشارة الراعي جهداً لحثّ نوّاب الأمّة على انتخاب رئيس للجمهورية، وآخر مبادراته دعوة النوّاب المسيحيين إلى يوم اختلاء روحي في بيت عنيا – حريصا للصلاة من أجل لبنان.
تتزامن هذه الدعوة البطريركية مع صدور مواقف متتالية عن مرجعيات وأحزاب سياسيّة تقول صراحة أو تلميحاً أنّ أزمة الرئاسة هي أزمة مارونية – مارونية بالنظر إلى الخلاف بين الأحزاب والقوى المارونية حول الانتخابات الرئاسية.
كلّ ذلك قد يخلق التباساً بشأن ما إذا كانت البطريركية المارونية تبحثُ عن حلّ مسيحي لأزمة الرئاسة، وكأن هذه الأزمة هي أزمة مسيحية حصراً وبالتالي فإنّ حلّها يكون مسيحياً أوّلًّا.
عليه فإنّ لقاء سيّدة الجبل إذ يثمّن مساعي البطريرك الراعي الدؤوبة لملء الفراغ الرئاسي، فهو يستعيد ما ورد في وثيقة الكنيسة والسياسة الصادرة عن المجمع البطريركي الماروني والتي تنص على "أنّ خلاص لبنان يكون لكلّ لبنان أو لا يكون، ويقوم بكلّ لبنان أو لا يقوم، ذلك أنّه ليس من حلّ لمجموعة دون أخرى، ولا لمجموعة على حساب أخرى".
كما تنصّ على أنّ "الموارنة الذين ساهموا مساهمة أساسيّة في خلق هذا النمط المميّز من الحياة اللبنانية، من خلال إصرارهم التاريخيّ على التواصل والانفتاح، مدعوّون دائماً إلى تجديد صيغة العيش المشترك".
والخطر كلّ الخطر، من أن ينزلق الوسط السياسي والشعبي المسيحي دون رادع، وبدفع من الأزمة الإقتصادية الخانقة، إلى تبنّي خيارات تخالف في جوهرها دعوة المجمع البطريركي الماروني إلى تغليب مبدأ الإنفتاح والوصل على مبدأ الانغلاق والفصل، وإلى التعاون مع الغير بغية خلق إرادة عيش مشترك.
ويشدّد اللقاء على أنّ أزمة رئاسة الجمهورية ليست أزمة مسيحية بل هي إنعكاسٌ لأزمة وطنية كبرى تتمثّل بمحاولة حزب الله فرض إرادته على اللبنانيين في موقع رئاسة الجمهورية وفي خيارات الدولة ككلّ لأنّ لبنان تحت الإحتلال الإيراني.
والحلّ لهذه المعضلة الكبرى هو قبل كلّ شيء، وكما ورد في نصّ وثيقة الكنيسة والسياسة، هو "من خلال تطبيق وثيقة الوفاق الوطنيّ نصًّا وروحاً، ويتحقق هذا الوفاق الوطنيّ بالاتفاق على قيم مشتركة، هي الحريّة والديمقراطيّة وسيادة القرار السياسيّ الداخليّ وصياغته في المؤسّسات الدستوريّة، وتجسيد هذه القيم الوطنيّة على قاعدة العيش المشترك".
نعم إن رئيس الجمهورية المنشود هو ذلك الذي يؤمّن شروط الدولة المنشودة، والتي تؤمّن، بحسب النصّ إياه:
"1- التمييز الصريح، حتى حدود الفصل، بين الدين والدولة.
2- الانسجام بين الحريّة التي هي في أساس فكرة لبنان والعدالة القائمة على المساواة في الحقوق والواجبات.
3- الانسجام بين حقّ المواطن الفرد في تقرير مصيره وإدارة شؤونه ورسم مستقبله، وبين حقّ الجماعات في الحضور والحياة على أساس خياراتها.
4- الانسجام بين استقلال لبنان ونهائيّة كيانه، وبين انتمائه العربيّ وانفتاحه على العالم.
كما أنّ الموارنة الذين أظهروا دومًا تعلّقهم بلبنان حرّ سيّد ومستقلّ ذي نظام ديمقراطيّ، مدعوّون لأن يتمسّكوا بهذا النظام ويدافعوا عنه، لأنّه الشرط الأساس لبقاء لبنان".
2*) امل
3 نيسان 2023
عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الأعضاء. وناقش المجتمعون الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وصدر بعد الاجتماع بيان، أكد انه "سيبقى مفتاح الحلول لأزماتنا الوطنية بعناوينها كافة، إنتخاب رئيس للجمهورية يضع حدا للتدهور المستمر في واقع اللبنانيين الإقتصادي والسياسي الذي وصل إلى حد المخاطر الوجودية التي تهدد لبنان وليس شلل غالبية المؤسسات إلا واحدا من عناوينها الأبرز، رئيس يجمع شمل اللبنانيين ويعطيهم جرعة أمل في التعافي والإنقاذ".
ورأى البيان "أن الدستور ووثيقة الوفاق الوطني يشكلان المرجعية الأولى لإستقرار الوطن وبناء الدولة وتثبيت وحدة اللبنانيين وضمانة لسيادة لبنان وإستقلاله وسلامة أراضيه والوحدة الوطنية فيه"، مذكرا بمقدمة الدستور اللبناني الذي "حرص على تدعيم القوة الدستورية لهذا الاتفاق، عندما أكد أن لا شرعية لأية سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك".
وأكد البيان رفض المكتب السياسي لحركة أمل "الكامل لكل دعوات وطروحات الفيدرالية ونهج الكانتونات، ويرى أنها دعوات تستهدف التناحر الداخلي الذي دفع اللبنانيون ثمنا غاليا بسبب الأوهام والمشاريع الإنتحارية".
وثمن البيان عاليا "الخطوات المتخذة والمتوقعة في سبيل إعادة لم شمل البيت العربي بمختلف مكوناته، وذلك من أجل إعادة خلق فرص توازن دولي وإقليمي تجعل من العرب مكونا بل قطبا دوليا في ظرف يشهد ولادة عالم متعدد الأقطاب، وعليه، تبني حركة "أمل" آمالا على القمة العربية المزمع عقدها في المملكة العربية السعودية".
وختم البيان :" إن صخب الأحداث الاقليمية والدولية لا يجعلنا نغفل على أن أصل مشكلة المنطقة برمّتها هو المشروع الصهيوني المغتصب لفلسطين، والذي يعمل اليوم كيان عصاباته على المزيد من عمليات القتل لأبناء الشعب الفلسطيني وضم الاراضي واغتصابها وسرقتها. وعليه، تبقى القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني نقطة الإرتكاز لإستقرار المنطقة وتقدمها".
3*) الكتائب
4 نيسان 2023
اكد المكتب السياسي الكتائبي على اهمية انجاز استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها لما لها من اهمية على انتظام حياة اللبنانيين اليومية والعملية، آملا الاّ تكون الدعوة التي وجهت امس لاجراء الانتخابات مجرد كسب وقت لاسكات الأصوات المعترضة على الاطاحة بالاستحقاق.
واعتبر المكتب السياسي، بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، أن كل حجج التأجيل سقطت بعد الاعتراف بصوابية تمويل الانتخابات من حقوق السحب الخاصة بعيداً عن المزايدات التي رافقت الطرح، لاسيما وأنها المرة الأولى التي تصرف أموال مرصودة للبنانيين لخدمتهم وبعلمهم وموافقتهم وبترحيب من المجتمع الدولي واستعداده للمساعدة.
وثمّن للمبادرات الخارجية للمساعدة على انهاء الشغور الرئاسي الذي بات ينذر بتداعيات خطيرة على البلد لكنه في المقابل يتمسك بثوابته لصورة الرئيس الذي لا بد أن يكون متمسكاً بسيادة لبنان واستقلاله وبالدستور كضابط وحيد للحياة السياسية وأن يكون قادراً على جمع اللبنانين حول تفاوض داخلي جدي بالتوازي مع اعادة ربط البلد بمحيطه العربي وبالعالم.
ورأى حزب الكتائب ان اي طرح مقايضة في المواقع بهدف احداث توازن مزعوم، غير قابل للصرف بعد اختبارات عديدة، وان اي ضمانات مسبقة يجري الحديث عن تقديمها لن تصمد طالما ان الأسماء المطروحة تلتزم بتوجيهات طرف وروزنامة خارجيتين.
واعتبر المكتب السياسي الكتائبي أن ملف النازحين السوريين بات يتطلب حلاً جذرياً وسريعاً نظراً للعبء الذي بات يشكله على لبنان على الصعد الأمنية والاقتصادية وقدرة البنى التحتية على التحمل في أصعب فترة تمر فيها البلاد.
ورحّب بالتفاعل الأوروبي مع المطالب اللبنانية التي رفعها النائب الياس حنكش والنواب الذين زاروا أكثر من عاصمة أوروبية، يرى انه آن الاوان لأن يتوزع هذا الثقل على بلدان اكثر قدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة للنازحين او أن يعودوا الى المناطق الآمنة في سوريا وان تقدم لهم المساعدات المادية في بلدهم تشجيعاً لهم على العودة كخطوات اولية ضرورية على طريق الحل النهائي.
4*) التيار العوني
5 نيسان 2023
رأى المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" في بيان، أصدره اثر إجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، أن "في موازاة الحركة الدولية المهتمّة بانتخابات رئاسة الجمهورية، يبقى الأساس أن يتصرف المعنيون في لبنان بما يؤكد أن هذا الإستحقاق لبناني سيادي أولاً وأخيراً ، فمع شكر الدول المهتمة الاّ ان المسؤولية الأولى تقع على مجلس النواب اللبناني ومكوناته السياسية للإسراع بإنتخاب رئيس إصلاحي يحتاجه لبنان في هذه المرحلة، الى جانب حكومة تلتزم الإصلاح ومجلس نيابي يتعهّد بالقيام بما عليه. وفي هذا الإطار يتمنى التيار الوطني الحر أن يفضي لقاء التأمل في بيت عنيا الى تنبيه النواب المسيحيين الى المخاطر الوجودية على لبنان وما يتوجب القيام به لحماية الوطن."
واعتبر ان "دعوة الهيئات الناخبة للمجالس البلدية والإختيارية قراراً قانونياً طبيعياً ، لكنه من باب الحرص على أن تكون الإنتخابات محطة ديموقراطية تغييرية وإيجابية بالفعل، يطرح على الحكومة وعلى وزير الداخلية الأسئلة التي تجول في بال جميع اللبنانيين والتي طرحها الوزير نفسه على نفسه: هل توفر التمويل المطلوب لإجراء الإنتخابات حتى لا تكون الدعوة إليها ذرّاً للرماد في العيون، هل استطلع وزير الداخلية رأي وزير التربية والتعليم العالي حول جهوزية الأساتذة للمشاركة وتأمين رئاسة أقلام الإقتراع في ضوء إضراب المعلمين في المدارس الرسمية، ورأي وزير العدل حول جهوزية القضاة في لجان القيد، وهل استطلع رأي المحافظين والقائمقامين، هل ستتوفر لجميع المرشحين المعاملات المطلوبة وكيف ستتأمن الظروف الضرورية لإجراء الإنتخابات طالما أن معظم الدوائر معطّلة عدّة أيام في الأسبوع؟"
أضاف: "بعيداً عما حصل في موضوع تقديم الساعة، يتوقف التيار عند خطورة سلوك رئيس الحكومة المستقيلة الذي كشفت مسألة تغيير الوقت أنه يرتكب معصية في الدستور بتوقيعه منفرداً على موافقات استثنائية يتطلب إصدارها عادةً، وإذا كانت طارئة، توقيع رئيس الجمهورية وإذا كان غائباً والحكومة مستقيلة يلزم وضع تواقيع جميع الوزراء نيابة عن رئيس الجمهورية هذا مع عدم التسليم ببدعة الموافقات الاستثنائية".
وتابع: "في أحدث مخالفات الرئيس ميقاتي موافقة استثنائية وقعها منفرداً لإستيراد البطاطا من الخارج وخارج الروزنامة الزراعية على أن يُعرض الموضوع لاحقاً على مجلس الوزراء للتسوية، وهذه مخالفة تلزم الحكومة المقبلة، وتسيء في هذا الوقت الى مزارعي البطاطا اللبنانيين. ناهيك عن توقيعه عشرات الموافقات الاستثنائية خلافًا للدستور والقانون والله وحده يعلم ما فيها."
واستغرب "تجاهل رئيس الحكومة ما ورد في بيان صندوق النقد حول "مرور لبنان بلحظة خطرة للغاية، وبأنه سيدخل في أزمة لا نهاية لها". إن هذا السكوت واللامبالاة معطوفاً على التلاعب المستمر بسعر صرف الليرة هبوطاً وصعوداً، يدل على ما هو أبعد من الإهمال وقد يصحّ فيه توصيف إرتكاب الجرم بحق الشعب عن إهمال متعمّد وامتناع مقصود عن العمل اي "اللاعمل" بحسب كلام صندوق النقد الدولي".
5*) البطريرك الراعي
8 نيسان 2023
وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة الفصح الى اللبنانيين جميعا والمسيحيين خصوصا، مقيمين ومنتشرين، من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي بعنوان: "المسيح قام حقا قام"، في حضور مطارنة الطائفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات، النائب السابق حكمت ديب، وفد من المجلس العام الماروني برئاسة رئيس المجلس ميشال متى، وفد من رابطة كاريتاس لبنان برئاسة الاب ميشال عبود، وفد من الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية برئاسة الاب يوسف نصر،والعاملين في الصرح.
بعد الصلاة المشتركة، قال الراعي في رسالته: "يسعدني أن أوجه بهذه الرسالة أطيب التهاني والتمنيات بالعيد، في إطار لقاء الصلاة والتهاني الذي تنظمونه يا قدس الرؤساء العامين والرئيسات العامات، والإقليميين والإقليميات في لبنان، شاكرا على الكلمة اللطيفة التي ألقاها باسمكم قدس الأباتي هادي محفوظ مشكورا. فإليكم أقدم التهاني القلبية بالفصح المجيد، وإلى إخواننا السادة المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار. وأختار موضوعا لهذه الرسالة كلمة القديس بولس الرسول: يسوع رأس جسد الكنيسة هو الأول والبكر القائم من بين الأموات"(كول 1: 18). المسيح قام ليقيمنا من الموت الجسدي طبعا، وبخاصة من الموت الروحي بالخطيئة، ومن الموت المعنوي والنفسي باليأس وفقدان الرجاء، في مسيرتنا التاريخية. من قيامته ولدت المسيحية. ولذا، إن أهم حدث على الإطلاق في تاريخ العالم هو أن يسوع قد مات، وقام وهو حي إلى الأبد، فأنشده داود بمزاميره: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به" (مز 117: 24). فرأى فيه القديس مكسيموس التوراني "نور المسيح الذي لا يليه ليل، ونهاره لا تعقبه نهاية. إنه النهار الساطع في كل مكان، لكي بنوره يهتدي كل إنسان". المسيح قام وهو "الأول" بين جميع الناس، وهو "باكورة" القائمين. فكما "باكورة" الموت في آدم، كذلك "باكورة" القيامة في المسيح. فإن لم نقم نحن قيامة القلب، يكون قد قام المسيح باطلا (غلا 2: 21). وإن لم يكن قد قام لأجلنا، فما كان من حاجة إلى أن يقوم لأجل ذاته. ولكن، بما أنه مات تكفيرا وفدى عن خطايا جميع الناس، ونحن أولهم، فقد قام ليقدسهم ببث الحياة الإلهية فيهم. وكما عاش المسيح فصحه بعبوره من عالمنا إلى الآب من خلال الموت والقيامة متمما بهما رسالته الخلاصية لجميع الناس، كذلك كل إنسان والبشرية جمعاء مدعوون لعيش فصحهم عابرين من الخطيئة إلى النعمة، ومن الباطل إلى الحق. بهذا "العبور" تفيض ثمار القيامة. بما أن المسيح هو "الأول بموته" فدى عن خطايانا، فكل واحد وواحدة منا مدعو ليموت عن خطاياه. وبما أنه "باكورة القائمين من الموت"، فكل واحد وواحدة منا مدعو ليحقق في ذاته "قيامة القلب"، وينعم بثمار القيامة. فلا يحق لأحد أن يبطل "ثمار" موت المسيح، باستمراره في عتيق حياته وأسر خطاياه، أو يبطل "ثمار" قيامته بحرمان نفسه من الحياة الجديدة النابعة من الله.
وتابع: "إننا نقع في هذا المحظور إذا جعلنا موت المسيح وقيامته مجرد ذكرى تاريخية لحدثين إنتهيا منذ ألفي سنة. ونقع في هذا المحظور إذا حصرنا العيد بمظاهر الأكل واللباس، عند القادرين، أو أيضا إذا حصرنا ذكرى الحدثين في النصوص الليتورجيا الغنية بمضمونها، إذا أبعدناها عن مجرى حياتنا الشخصية وطريقة عيشنا. لا يقتصر هذا الكلام عن سر الفداء بالموت والقيامة على جماعة المؤمنين، بل يشمل بنوع خاص المسؤولين المدنيين الذين نذروا نفوسهم للعمل السياسي من أجل تأمين الخير العام. هؤلاء إذا لم يحققوا في ذواتهم "قيامة القلب"، "ويعبروا" من حالة الخطيئة إلى حالة النعمة، لظلوا ممعنين في خراب الدولة وهدم مؤسساتها، وهدر أموالها وإفلاسها، وفي تدمير إقتصادها، وفي إفقار مواطنيها وتحقير شعبها، وفي تقويض مستقبل أجيالها الواعدة، وتشتيت قواها الحية في أربعة أقطار العالم. عشنا الأربعاء الماضي مع السادة النواب المسيحيين في ظل سيدة لبنان-حريصا، خلوة روحية عمها الفرح المشترك بنتيجة إصغائنا معا إلى تأملين من الكتاب المقدس، زرعا في قلوب الجميع فرح عمل الله كمبادر أول، وفرح العمل المنتظر من الإنسان لإكمال العمل الإلهي فينا وفي دائرة محيطنا وفي شبكة علاقاتنا مع جميع الناس. هذا الفرح هو الثمرة الناتجة عن سماع كلمة الله، لأن الكلمة الإلهية تدخل في عمق قلب الإنسان وفكره وتستحثه على عيشها بالأفعال والمبادرات. وما زاد من هذا الفرح المشترك كان جو الصلاة والصوم وزيارة القربان المقدس وإمكانية التقرب من سر التوبة. ثم تكلل بالقداس الإلهي والمناولة الفصحية ومائدة المحبة في مركز بيت عنيا. فشكرنا الله على هذه النعمة، وشكرنا كل الذين رافقونا بصلاتهم. بالطبع إنطلق السادة النواب عائدين إلى مساحات عملهم الشاق ومسؤولياتهم الجسام في ما يتعلق بمصير الدولة والشعب والكيان والأرض. وأمام ضميرهم الوطني النيابي وما يثقله من مسؤوليات، مثل:
- انتخاب رئيس للجمهورية، ينعم بالثقة الداخلية والخارجية، وإلا ظل مجلسهم معطلا عن التشريع والمحاسبة والمساءلة، وهم يشغلون منصبا فارغا من محتواه، وظلت الدولة من دون حكومة كاملة الصلاحيات، والوزارات والإدارات العامة مبعثرة، والقضاء متوقفا وخاضعا للنفوذ السياسي، وكارثة تفجير مرفأ بيروت وضحاياها وخساراتها طي النسيان، والسلاح غير الشرعي في حالة إنفلات يجر لبنان وشعبه إلى تلقي ضربات الحروب التي لم يقررها ولم يردها، كما جرى بالأمس على حدود الجنوب، على الرغم من قرارات مجلس الأمن وأهمها القرار 1701. إلى متى تبقى أرض لبنان مباحة لكل حامل سلاح؟ وإلى متى يتحمل لبنان وشعبه نتائج السياسات الخارجية التي تخنقه يوما بعد يوم.
- 80 % من اللبنانيين تحت خط الفقر، والعيش في الحرمان والعوز حتى الإنتحار.
- النقص في الأدوية للمرضى وعجزهم عن الإستشفاء وموتهم في بيوتهم.
- انقطاع التيار الكهربائي وخدمة الإنترنت وتعطيل العمل والدروس ولا سيما في المدارس الرسمية.
- وجود 2،300،000 نازح سوري يستنزفون مقدرات الدولة ويعكرون الأمن الإجتماعي ويسابقون اللبنانيين على لقمة عيشهم، ويذهبون إلى سوريا ويرجعون من معابر شرعية وغير شرعية بشكل متواصل ومنظور، والأسرة الدولية تحميهم على حساب لبنان لأسباب سياسية ظاهرة وخفية. ومن الواجب الملح العمل من قبل النواب والمسؤولين مع الأسرة الدولية على إرجاعهم إلى وطنهم ومساعدتهم هناك.
- الشلل الإقتصادي وتدني الأجور وهجرة أهم قوانا الحية والفاعلة من مختلف القطاعات.
- شبه غياب عن الولاء للبنان والوطن بشعبه وأرضه وحضارته وحضوره في العالم وفي التاريخ.
- مشكلة الحالة العشائرية الضامنة التي تحكم الزعامات المتوارثة بالحياة السياسية. ما يوجب تغيير الذهنيات، وتحرير المواطن من جميع الولاءات إلا الولاء للوطن، فيتساوى عندها المواطنون أمام القانون.
- انتشار الفساد وتهافت أركان السلطة على تحقيق المكتسبات الشخصية والفئوية، وتحاصص المغانم، حتى بلغ الإنهيار ذروته بالإستيلاء على جنى أعمار المواطنين".
وقال: "أي ثقة تريدوننا أن نعطي المسؤولين في الدولة عندنا، المعنيين بالمؤسسات التربوية والإستشفائية والإجتماعية، وهم يتنصلون من مسؤولياتهم بتأمين مستحقات الدولة سنوات وسنوات للمدارس المجانية التابعة للكنيسة وهي 87 مدرسة، تضم 28،676 تلميذا، و1651 معلما، و453 موظفا؛ بالإضافة إلى المدارس التي على حساب الشؤون الإجتماعية، بين عادية وتقنية، وتضم 29 مدرسة، و 3،470 تلميذا. وهي مستحقات في الأساس غير كافية لتأمين المطلوب تربويا، واليوم فقدت قيمتها بفعل تدني قيمة الليرة اللبنانية. ألا يشعر بالحياء هؤلاء المسؤولون، فيما الكنيسة تؤمن هذه الخدمة التربوية الإجتماعية التي هي في الأساس من أولى واجبات الدولة؟ ألا يشعرون بالحياء تجاه العائلات الفقيرة والمهمشة فيما هم مأخوذون بمشاريع طنانة غير ضرورية تستوجب ملايين الدولارات؟ ألا يشعرون بالحياء فيما الكنيسة تدق بخجل كبير أبواب المحسنين داخليا وخارجيا، والمسؤولون غير معنيين تماما. وما القول عن مستحقات الوزارات تجاه المستشفيات ودور المسنين واليتامى وذوي الإحتياجات الخاصة. والمسؤولون في الدولة غير معنيين بهذا الإنسان المحتاج الذي من أجله مات المسيح".
وختم الراعي: "أقمتم، أيها المسؤولون في الوزارات بواجباتكم التي تبرر سبب وجودكم في الحكم، أم لا، فإن الكنيسة ستتمسك أكثر فأكثر بواجبها الضميري في خدمة هؤلاء الذين سماهم الرب يسوع "إخوته الصغار" (متى 25: 40)، من أجل تأمين حقوقهم وحماية كرامتهم. والحيف عليكم. وفي ختام هذه الرسالة الفصحية نجدد معا التزامنا بالرجاء في تغيير وجه هذا العالم، لأننا أبناء وبنات القيامة. ولتكن رسالتنا تجاه شعبنا تثبيته في هذا الرجاء المسيحي، فالمسيح قام ليجعل كل شيء جديدا. أجل، المسيح قام! حقا قام".
6*) البطريرك الراعي
9 نيسان 2023
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الفصح، على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي" كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور الرئيس ميشال عون، وزير العدل هنري خوري، وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، النواب: جبران باسيل، ندى البستاني، فريد الخازن، شوقي الدكاش ورازي الحاج، الوزراء السابقين: مروان شربل، زياد بارود ومي شدياق، النائب السابق ناجي غاريوس، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، المدير العام للامن العام العميد الركن الياس البيسري، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، رئيس مجلس الإدارة مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، المدير العام للمؤسسة العامة للإسكان روني لحود، مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب، عميد المجلس العام الماروني وديع الخازن، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، مدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، قنصل لبنان في قبرص كوين ماريل غياض، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رئيس اللجنة الأولمبية بيار الجلخ، رئيس المجلس الاغترابي في بلجيكا ممثل المجلس العام الماروني في اوروبا مارون كرم، السفير جورج خوري، مفوض الحكومة المساعد في المحكمة العسكرية القاضي رولان شرتوني، الدكتور الكسندر الجلخ، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، وحشد من الفعاليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان "المسيح قام! حقا قام". وقال: "هذه التحية من التقليد المسيحي هي كلمة الإيمان وصخرته. الإيمان بأن المسيح الذي مات لفداء خطايا البشر أجمعين، قام من الموت ليبث في كل مؤمن ومؤمنة به الحياة الإلهية لتقدسه. أما الصخرة فهي أننا أصبحنا "أبناء القيامة": نموت معه عن خطايانا، ونقوم بقوته إلى حالة النعمة. نختبر هكذا "قيامة القلب"، ونصبح "أبناء الرجاء" الذي ينفي كل يأس وضياع. ولنقلها مع بولس الرسول: "لو أن يسوع صلب ومات ولم يقم، لكان إيماننا باطلا، ولكنا بعد أمواتأ في خطايانا، وشهود زور" ولكان بالتالي احتفالنا كاذبا. لكن المسيح قام! حقا قام!"
أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بعيد قيامة ربنا يسوع المسيح، وبعيد قيامة قلوبنا لحياة جديدة، بالفكر الصالح، بمحبة القلب، بالمسلك البناء، بالنظرة الجديدة، بالمنطق المختلف، بالإنسان الجديد. ويطيب لي، باسم الأسرة البطريركية، أن أقدم لكم أطيب التهاني والتمنيات بالعيد، أنتم الحاضرين معنا، ولكل الذين يشاركوننا عبر وسائل الإتصال في النطاق البطريركي وبلدان الإنتشار، راجين أن تنعموا جميعكم بثمار قيامة ربنا يسوع من الموت، وأولها "قيامة القلب" في كل واحد وواحدة منا. وإذ نحتفل "برتبة السلام" النابع من المسيح القائم من الموت، نتمنى لكم جميعا عطية السلام الداخلي ونشره في عائلاتنا ومجتمعنا وأوطاننا. أجل الحضارة المسيحية هي حضارة السلام مع الله والذات، ومع جميع الناس. وسيلتنا المحبة واحترام الآخر المختلف ومغفرة الإساءة. السلام الذي تسلمناه من المسيح "أمير السلام" (أشعيا 9: 6). مؤسس على الحقيقة ومبني بالعدالة ومنتعش بالمحبة ومحقق بالحرية. (الرسالة العامة "السلام على الأرض"، 89، للقديس البابا يوحنا الثالث والعشرين)
وتابع: "تلقى النسوة بشرى القيامة من الملاك الجالس في القبر الفارغ: "إنكن تطلبن يسوع الناصري المصلوب؟ إنه قد قام وليس ههنا." (مر 16: 6). وطلب منهن نقل البشرى إلى تلاميذه. لقد نعمت النسوة بتحويلهن من مشاهدات للمكان حيث دفن جسد يسوع فيما التلاميذ تبددوا (راجع مر 5: 40-41)، فحملن فجر الأحد طيوبا لتحنيط جسده (مر 16: 1)، إلى شاهدات للقيامة، بفضل إنفتاحهن على سر المسيح بالحب والإيمان. وهكذا حولهن هذا السر من مشاهدات إلى شاهدات ومبشرات بقيامة يسوع. إن القيامة في الأساس ودائمأ حدث إيماني. قال عنه بولس الرسول كما سمعنا في رسالته: "إن كان المسيح لم يقم، فكرازتنا باطلة، وإيمانكم أيضا باطل، وأنتم بعد في خطاياكم" (1 كور 15: 14 و17)"
وقال: "تدعونا قيامة المسيح إلى "قيامة قلوبنا" بحياة جديدة، نتشبه فيها بيسوع-الإنسان. ومن مقتضيات "قيامة القلب":
أ- تطبيق النصوص الليتورجية على حياتنا وأعمالنا ومسلكنا، وعدم جعلها مجرد نصوص لا علاقة لها بحياتنا الشخصية،
ب- لباس ثوب النعمة الإلهية الفائضة من موت المسيح وقيامته، وعدم حصر العيد بالألبسة الخارجية، والطعام المختلف.
ج- جعل حدث قيامة المسيح واقعا متواصلا بمفاعيله في التاريخ، لا مجرد ذكرى حدث مضى وانتهى، لا علاقة له بنا و "بقيامة قلوبنا".
أضاف: "ليست قيامة المسيح للمسيحيين حصرا، بل لجميع الناس. وكونها أساس الإيمان المسيحي لا يعني أنها محصورة بالمسيحيين، فهي لكل البشر. يسوع هو مخلص العالم، وفادي الإنسان. أما المسيحيون فهم شهود القيامة ومعلنوها، وفي الوقت عينه ملتزمون بثمارها، وسيدانون على التفريط بها. كل مسؤول في الكنيسة والدولة والمجتمع والعائلة لا يعيش "قيامة القلب" يغرق في عتيق أنانيته، ومصالحه الصغيرة، وينغلق قلبه عن الحب والعطاء والغفران، ويظل أسير كبريائه ونزواته؛ ويحتفر هوة عميقة بينه وبين من هم في إطار مسؤوليته، ويفقد بالتالي ثقة من هم في دائرة مسؤوليته. معلوم أن الثقة هي مصدر قوته. سئل مرة كونفشيوس الفيلسوف الصيني: أي صفة يطلبها الشعب في الحاكم ليكون مقبولا؟ فأجاب: الأمن؟ يمكنه فرضه بكل الوسائل، فإذا لم ينجح يكون قد سعى. الطعام؟ الجوع لا يميت، وإذا فشل الحاكم في تأمينه لا يحاسبه الناس. الثقة؟ نعم لأن من دون الثقة بالحاكم، لا إستمرارية له في السلطة؛ فالثقة هي مصدر قوة الحاكم. (راجع جريدة النهار 22 شباط 2023، البروفسور أمين صليبا: "وحدها الثقة بالحاكم خشبة الإنقاذ)".
وتابع: "مثل هذا الرئيس يحتاجه اللبنانيون لجمهوريتهم، لكي يستطيع أن يقود مسيرة النهوض من الإنهيار على كل صعيد. والثقة في شخصه لا تأتي بين ليلة وضحاها، ولا يكتسبها بالوعود والشروط المملاة عليه، ولا بالنجاح في الإمتحانات التي يجريها معه أصحاب النفوذ داخليا وخارجيا. أما الشخص المتمتع بالثقة الداخلية والخارجية فهو الذي أكسبته إياها أعماله ومواقفه وإنجازاته بعيدا عن الإستحقاق الرئاسي. فابحثوا أيها النواب وكتلكم عن مثل هذا الشخص وانتخبوه سريعا، واخرجوا من الحيرة وانتظار كلمة السر، وكفوا عن هدم الدولة مؤسساتيا واقتصاديا وماليا، وعن إفقار الشعب وإذلاله، وعن ترك أرض الوطن سائبة لكل طارئ إليها وعابث بأمنها وسيادتها. واخلعوا عنكم "صفة القاصرين والفاشلين".
وختم الراعي: "عيد القيامة يدعونا جميعا للقيامة إلى حياة جديدة مسؤولة. بل العيد يدعو كل واحد وواحدة منا وفق حالته ومسؤوليته. ونرجوه قيامة: للفقراء إلى حالة العيش الكريم، وللمرضى إلى حالة الشفاء الكامل، ولليائسين إلى حالة الرجاء، وللمظلومين إلى فرح العدالة، وللمتخاصمين إلى حالة المصالحة، ولآفاق أجيالنا الطالعة المقفلة إلى فرج الإنفتاح وتحقيق ذواتهم على أرض الوطن. عندما نختبر هذا العبور بنعمة القيامة، نستطيع أن نعلن بالفم الملآن والقلب المؤمن: المسيح قام! حقا قام!".
7*) المطران عودة
9 نيسان 2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس بحضور حشد كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى عظة بعنوان "الله الرب ظهر لنا، مبارك الآتي باسم الرب". وقال: "اليوم مع دخول المسيح إلى أورشليم، تنتهي فترة الصوم الأربعيني المقدس، وننتقل مساء إلى مرحلة جهادية أكثر خشوعا ومهابة، أعني الأسبوع العظيم المقدس، الذي فيه تتكثف الصلوات، ويتسم الصوم بالشدة والجهاد الروحي ، وتتسارع الأحداث وصولا إلى القيامة البهية. فعندما حان أوان آلام المسيح من أجل خلاص البشر، حضر إلى أورشليم حيث كان اليهود بانتظاره ليستقبلوه استقبال الظافرين. يرتبط هذا الاستقبال بشكل وطيد بمعجزة إقامة لعازر الرباعي الأيام. لقد كان اليهود يائسين من أوضاعهم الاجتماعية، ويتطلعون إلى مجيء المسيا، فتعجبوا من حدث إقامة لعازر المذهل، وظنوا أن يسوع هو القائد المنتظر لإسرائيل، بالمعنى السياسي، إذ إن فكرة المسيا عند اليهود كانت تختلط مع فكرة التحرر الوطني من الإمبراطورية الرومانية، والحصول على الحقوق القومية من دون الحاجة للرجوع إلى سلطة أجنبية أعلى. يقول القديس كيرللس الإسكندري: «أمس، احتفلت بيت عنيا، بينما اليوم الكنيسة كلها تبتهج بحضوره الإلهي. أمس وهب المسيح الحياة للعازر، واليوم هو يقترب من الموت. أمس أقيم المائت ذو الأربعة الأيام، واليوم هوذا الذي سوف يقوم بعد ثلاثة أيام، يدخل إلى أورشليم».
أضاف: "رغم هتافات الشعب عند إقامة لعازر، وتوقعاتهم من المسيح، فقد تم دخول المسيح إلى أورشليم كملك منتصر، بتواضع عميق، قالبا كل القواعد البشرية والصورة التي كونها الناس عن إلههم. لقد انتظر الشعب اليهودي المسيا ملكا ينتصر على الأعداء ويدخل مظفرا إلى أورشليم، فإذا بيسوع يأتي بصورة ملك وديع، حامل السلام للجميع. لم يدخل إلى أورشليم دخول الظافرين، أي بقوة وسلطان عظيمين. إنه ملك إسرائيل الجديدة، وليست لحكمه علاقة بالمجد العالمي، لأن مملكته ليست من هذا العالم، وهي مملكة السلام والمحبة والاتضاع. يقول القديس كيرللس الإسكندري أيضا: «لقد صار المسيح إنسانا وأتى إلى أورشليم بصورة خادم، كعريس وكحمل لا عيب فيه، مقدما كضحية، بتواضع عظيم، كقطرة على جزة الصوف، وبهذه الصورة المتواضعة حط المقتدرين عن عروشهم ورفع المتواضعين». ويقول القديس غريغوريوس بالاماس: «لا يأتي المسيح إلى أورشليم وإلى التاريخ مثل الملوك والقادة الآخرين. إنه ليس صانع شر، قاسيا، مصحوبا بالحراس وحاملي الرماح، ولا يتبعه جنود نهابون يطالبون الناس بالضرائب والأعمال والخدمات التي تؤذي وتذل. إن راية المسيح هي التواضع والفقر والضعف». لم يكن تواضع المسيح فضيلة مصطنعة خارجية، بل كان تعبيرا عن محبته وبساطته. تواضعه المترافق مع بساطته ومحبته هو في الحقيقة قوته غير المخلوقة، الآتية من طبيعته الإلهية. لذلك عندما يمنح القديسون أن يروا المسيح في مجده، فهم يؤسرون بمحبته وتواضعه".
وتابع: "يقول القديس كيرللس إن المفارقة هي أن الأطفال أنشدوا المدائح للمسيح على أنه إله، فيما آباؤهم، رؤساء الكهنة والكتبة، كانوا يجدفون عليه. الأطفال تعرفوا على رب الخليقة، بينما أثبت الآباء ضلالهم. الأطفال صرخوا «هوشعنا»، خلصنا يا الله، فيما آباؤهم صرخوا «ليصلب». من هنا، يشجعنا القديس غريغوريوس بالاماس قائلا: «لنكن أيضا أيها الإخوة أطفالا في الشر». عندما يكون الإنسان طفلا من ناحية ما يتعلق بالشر، يتقوى بالله، ويمسك بجوائز النصر والغلبة، ليس فقط على الأهواء الشريرة، بل أيضا على الأعداء المنظورين وغير المنظورين".
وقال: "مشكلتنا في هذا البلد أن الشر أصبح مستشريا، وقد ابتعد الجميع عن براءة الأطفال التي تستطيع أن تذلل كل الصعوبات، وتمسكوا بالشر ومفاعيله، وبالإنتقام والأحقاد والضغائن، فأصبح البلد وجميع من فيه فريسة للشرير المتحكم بالنفوس والقلوب والعقول. وبدل أن يتعلق المسؤولون بالرب صارخين نحوه: «هوشعنا» أي خلصنا، ويجاهدوا في سبيل هذا الخلاص، فإنهم يقبعون في أماكنهم منتظرين الخلاص من الأمم. لقد مضت عقود ولبنان غارق في الآلام، ألم يحن وقت قيامه من الهاوية؟ ما الذي يؤخر انتظام سير مؤسسات الدولة من أعلى الهرم إلى أسفله؟ لماذا يخاف كثيرون من إرساء دولة القانون والمؤسسات؟ ربما لأن هذا سيمنع انتشار الفساد ويقف عائقا أمام الإستمرار في نهش ما تبقى من خيرات الوطن، ومن استباحة أرضه واسترهان شعبه. ما ينقصنا هو الإرادة، إرادة الإصلاح والإنقاذ، كما تنقصنا شجاعة القرار. عسى تكون هذه المواسم المباركة مناسبة للرجوع إلى الضمير ومحاسبة النفس على كل خطأ أو خطيئة".
وختم: "دعوتنا في هذا العيد المبارك، أن نصمم على السير في طريق الخلاص، وأن نعرف أن هذا الخلاص لا يأتي عن طريق البشر، بل هو عطية إلهية للذين يجاهدون حقا من أجل نواله. ولنفرح في الرب كل حين كما سمعنا في الرسالة. فمهما اشتدت الصعوبات على المؤمن يبقى إلهنا، إله المحبة والسلام، حافظا لنا ومعينا. فلنضع رجاءنا على الرب ولنصرخ مع الأطفال: "هوشعنا... خلصنا يا ابن داود... مبارك الآتي باسم الرب".