تقرير أسبوعي دولي - 153-2023

تقرير أسبوعي دولي - 153-2023
الأحد 16 إبريل, 2023

 

رقم 153/2023

10 - 16 نيسان /2023

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

تتفاقم الأزمة السياسية مع دخول ازمة الانتخابات البلدية والاختيارية على الساحة الداخلية، وهو ما سيفضي إلى تلاشي الإدارة المحلية في المدن والبلدات بحال عدم إجراء هذه الانتخابات، ويضيف أزمة جديدة على الأزمات المعيشية التي يعاني منها المواطن البناني!

هذا وجهُ آخر يُضاف إلى اضمحلال مؤسسات الدولة الللبنانية تحت الاحتلال الايراني، ويحقّق هدف جديد في مسعى الحزب الايراني في لبنان إلى ضرب مقومات الدولة من أجل تحقيق مشروعه المنشود منذ تاسيسه، في تغيير نظام هذا البلد، وسط غياب تام لمشروع يواجه هذا الهجوم المنظّم وتراشق للمسؤوليات من قبل القوى السياسية!

بصراحة تامة إن صلافة الحزب الايراني المسمى "حزب الله" لم تعد مقبولة أبداً!

قياداته تواصل الحديث عن حماية لبنان والدفاع عنه في مواجهة – العدو الاسرائيلي، التكفيريين السنّة، الحصار الاميركي-السعودي – كما تواصل تذكير اللبنانيين بان الحزب هو من أمّن للبنان الثروة النفطية على حدوده الجنوبية مع اسرائيل!

ومن الجانب الآخر تعمل في سراديب الضاحية الجنوبية لبيروت، بالتنسيق مع قيادة "حماس" والايرانيين على تأمين الغطاء لمهاجمة شمال اسرائيل بالصواريخ من الأراضي اللبنانية، متوعّدة بالحرب إذا ما تجرّات اسرائيل على مهاجمة لبنان أو أي شخص "أجنبي" على الأراضي اللبنانية!

ويدعو قياديي هذا الحزب القادة السياسيين إلى مناقشة خطة الاصلاح الاقتصادي فيما يواصل الحزب ومن يدعمهم في عمليات التهريب المنظم عبر الحدود مع سوريا – وفي الاتجاهين – من أجل دعم النظام السوري من جهة، ومن جهة أخرى لتأمين قسم من السيولة لميزانيته.

هذه الميزانية التي ترتكز، بالإضافة إلى الدعم الايراني وبحسب تقارير دولية صحفية-استقصائية ودبلوماسية، إلى عمليات التهريب وتصنيع وتجارة المخدرات والسلاح!

إنها صلافة بدون حدود، أن يقوم هذا الحزب بتقويض دعائم الاقتصاد والمؤسسات وسرقة خزينة الدولة من خلال تهريب المواد المدعومة من قبلها ويكون المسؤول المباشر عن حروب كلّفت المليارات ومدان بقتل قيادات من هذا البلد، وفي الوقت ذاته يجاهر بحماية البلد ومواطنيه!

أيها السادة، ايها الأصدقاء، أيها البنانيين إستفيقوا!

لا خلاص من الأزمة التي نعيشها إلا من خلال مواجهة الاحتلال الايراني المتمثّل بهذا الحزب وحلفائه.

المواجهة تكون بجبهة واحدة تملك مشروع دولة يقوم على الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وهذا المشروع بين ايدينا.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

تراشق بيانات بين حزبي القوات اللبنانية والتيار العوني لجهة تحميل المسؤولية في ملف تأجيل او إلغاء الانتخابات البلدية والاختيارية فيما الأزمة هي في انهيار مؤسسات الدولة واحدة تلو الأخرى في ظل تحكّم حزب الله الايراني بالقرار السيادي.

في ظل الأزمة السياسية القائمة برزت مجموعة تدعو إلى تطبيق الفدرالية في لبنان وتغيير نظامه السياسي الحالي، وقد صدر عن المؤتمر الدائم للفدرالية بيانا بعد زيارة وفده للصرح البطريركي وتعليقا على ما ذكره البطريرك في حديثه الصحافي حيث قال: "فلنطبق اللامركزية، ولنعتبر الفدرالية طرحا او مقولة ساقطة، وتمّ التداول بها من قبل البعض خلال الحرب اللبنانية، وانتهى الموضوع”!.، ليوضّح موقف المجموعة وقال، اولا، يهمنا ان نوضح ان الطرح الفدرالي مبني على احترام الخصوصيات ويؤسس للتعايش البنّاء الذي يجنّب طغيان أي فئة على الفئة الاخرى كونه مبنيا على مفهوم العدالة والمساواة. ثانيا، نتأسّف من غبطتكم على ان يصدر هكذا موقف لا يعبر عن وجدان الرعية ولا عن طموحاتها من اجل البقاء والحفاظ على كرامتهم في هذا البلد. ثالثا، اننا نحذر من أنه وفي حال استمر التغاضي عن طروحات رؤيوية وبالتحديد "الطرح الفدرالي"، فعندها نتمنى منكم كما من العديد من القيادات المسيحية التي ما زالت مترددة بقبول هذا الطرح بان لا تأسف على انتهاء الدور المسيحي وهجرة المسيحيين حيث لن ينفع عندها البكاء على الاطلال. في الختام، نتمنى من غبطتكم توضيح موقفكم ذلك اننا نحترم مقامكم كما تاريخ بكركي، سيما اننا نسعى الى الحفاظ على هذا الكيان بعيدا عن أي شعار ذلك أن "سقوط" الطرح الفدرالي سيعني حكما سقوط تجربة لبنان الكبير. 

في مواقف الحزب الايراني لهذا الاسبوع، ومجددا، اعتبر النائب إبراهيم الموسوي، ان الحوار هو السبيل الحقيقي والوحيد للتوصل إلى تفاهم حول موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، وحظوظ سليمان فرنجية جدية وحقيقية وهي تكبر أكثر فأكثر داخليا وخارجيا. ونحن نجدّد دعوتنا الى الحوار وان يطرح الفريق الآخر مرشحه الجدي في هذا المجال كمدخل للتفاهم لكي نصل جميعاً الى النهايات المرجوة. وأشار إلى أن المعطيات كلها تؤكد ان مستقبل المنطقة سيصنع بأيدي أهلها وليس بفعل الهيمنة الاميركية الداعمة للعدو الصهيوني، وان المقاومة في لبنان صنعت معادلاتها العسكرية والأمنية التي شكلت درع أمان وحماية للبنان وأهله، وهي تصنع اليوم معادلة اقتصادية للحفاظ على ثروات لبنان النفطية والغازية والمائية وهذه المعادلة هي التي ستعطي لبنان حقه من النفط!

في سياق هذه المواقف، كان لافتا كلام النائب جبران باسيل خلال إفطار رمضاني أقامه في منطقة جبيل، حيث كشف عن أملهم في التيار في ان يجمعوا في النظام اللبناني المركزية السياسية والدفاعية والنقدية من جهة واللامركزية الادارية والمالية من جهة ثانية!! وأضاف انه عندما انجزوا "وثيقة التفاهم" مع الحزب الايراني، كانت الاستراتيجية الدفاعية التي تحمي لبنان وتدافع عنه ركنا اساسيا فيها، لأنهم كانوا على اقتناع بأن الجيش اللبناني والمقاومة اثبتا انهما قادران على تحرير لبنان وحمايته! وأكد أن "اتفاق القاهرة مات وفتح لاند لم تعد موجودة، ولا نحتاج لأن يأتي احد ويستعمل ارضنا ليبعث برسائل... ولا نقبل على ارضنا الا بالسلاح اللبناني في يد اللبنانيين ونريد بلدنا لنا، لا ان يكون مطية لأحد، مشيرا الى أننا عاندنا كل الدول الصغيرة والكبيرة كي نقول اننا نريد ان نعيش معا كلبنانيين مهما اختلفنا ولا نقبل بأن يلجأ احد للخارج ليستقوي على الآخر في لبنان"!!

من جانبه، دعا النائب حسن فضل الله جميع الأفرقاء في لبنان إلى الاستفادة من المتغيرات الكبيرة التي تحصل في المنطقة، ومن انفتاح العلاقات ووقف الحروب والنزاعات، والتي تؤكد مرة أخرى صوابية الخيار الذي اعتمدناه، بالدعوة إلى وقف الحروب واعتماد الحوارات السياسية. وأضاف، دعونا مرارا المسؤولين والقوى السياسية في لبنان إلى أن يغتنموا الفرصة ويسارعوا إلى فتح العلاقة المباشرة مع سوريا والاستفادة منها، لأنها رئة لبنان، فواحدة من الحلول لأزماتنا المالية والاقتصادية هي الانفتاح على سوريا والعلاقات الأخوية معها وعدم انتظار القرارات الخارجية، البعض كان يتحجج بالموقف العربي، واليوم تغير الموقف العربي، ولذلك على الدولة اللبنانية أن تسارع لإعادة العلاقات مع سوريا، لا سيما وأن هناك اتفاقات وإعادة إعمار وشراكة اقتصادية وسوق عمل ومجالات اقتصادية كبيرة! كما أشار إلى أنه في لبنان نواجه مزيدا من الانهيار المالي والاقتصادي، ومن بين أسبابه الاهتراء في مؤسسات الدولة والتركيبة الطائفية لنظامنا السياسي وتفشي الفساد والهدر فضلا عن الحصار الخارجي، ونحن نعمل بحجم شراكتنا في الدولة للإسهام في إيجاد المعالجات، وهو ما يحتاج إلى ملاقاة آخرين أيضا! ودعا السياسيين إلى ورشة عمل كبيرة في لبنان من أجل معالجة الوضع الاقتصادي والمالي!

كذلك، شدد الشيخ نبيل قاووق على أن الفريق الآخر يستعجل الانهيار الشامل في البلد من أجل تغيير هوية لبنان وموقعه ودوره، وأن هم حزب الله الأول والأساسي في هذه المرحلة، المعالجات السريعة التي تخفف من معاناة اللبنانيين الحياتية والمعيشية، ولأجل ذلك كان موقفنا إيجابيا لناحية مشاركتنا بجلسات الحكومة أو بالجلسات التشريعية. ولفت إلى أن العرب قبل المقاومة كانوا يتحدثون وإسرائيل تتقدم وتحتل، أما اليوم، فباتت المقاومة تفرض المعادلات، وأكد أنه بمعادلة المقاومة نحمي الثروات والكرامات، ونصنع الفرصة التاريخية للبنان باستثمار الغاز والنفط لإخراج البلد من أزماته الاقتصادية والمالية. كما رأى أن التقارب الخليجي اليوم مع إيران وسوريا واليمن والعراق يعني نجاح محور المقاومة في تحقيق معادلات سياسية وميدانية جديدة غيرت وجه المنطقة!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: لا بيان هذا الاسبوع.
  • الكتائب اللبنانية – المكتب السياسي: اعتبر أن الأحداث التي حصلت في جنوب لبنان تؤكد خطف حزب الله للقرار اللبناني وتحويل الجنوب إلى منطقة خارجة تماماً عن سلطة الدولة برضى القوى السياسية والنيابية، ورأى أن ما حصل معطوفاً على صورة اللقاء بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والسيد نصرالله أزال كل شك عن رعاية حزب الله لعملية إطلاق الصواريخ - - تعمل المنظومة الحاكمة على استكمال مخططها لتطيير الانتخابات البلدية في فصل جديد هدفه تعطيل الاستحقاقات الانتخابية على أنواعها، ورفض محاولة الدعوة إلى جلسة تشريعية لشرعنة نسف الاستحقاق البلدي والاختياري وحمّل النواب الذين سيؤمنون النصاب مسؤولية مخالفة الدستور، وأكد أن السبيل الوحيد للخروج من هذا الإخلال التام بالحياة السياسية هو رفع حزب الله قبضته عن الاستحقاق الرئاسي والذهاب فوراً إلى انتخاب رئيس - أكد على تقديره للمساعي التي يقوم بها أصدقاء لبنان في الملف الرئاسي والاهتمام الدائم باللبنانيين لكنه في المقابل اعتبر أن بعض الحلول المقترحة تمثل استسلاماً لشروط حزب الله. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • المطارنة الموارنة: حيّوا النواب المسيحيين الذين استجابوا دعوة صاحب الغبطة إلى نهار للصلاة والتأمل ورجوا أن تكون هذه فرصة مُبارَكة لتفاعُلٍ مُثمِر في تحمّل مسؤولياتهم مع شركائهم - استنكروا بشدة المحاولات الهادفة مجددا إلى تحويل جنوب لبنان صندوقا لتبادل الرسائل في الصراعات الاقليمية، وطالبوا الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية بالحزم في تطبيق القرار 1701 - ابدوا رفضهم للمُمارَسات والسياسات الدولية الهادفة إلى ترسيخ نزوح السوريين في لبنان سعيًا إلى توطينهم. ويعتبرون ذلك، جريمة في حق لبنان تُهدِّده في وحدته وفي وجوده، وحثّوا القادة السياسيين وأهل الفكر والرأي على التحلُّق حول مطلب تأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • الوفاء للمقاومة - الحزب الايراني: جددت التزامها نصرة قضية فلسطين، مؤكدة في يوم القدس العالمي رفضها وإدانتها للاحتلال الصهيوني لفلسطين ولممارساته الإرهابيّة - شددت على اعتبار العدو الصهيوني مصدر خطرٍ دائم يتهدد المنطقة والاستقرار في العالم، وتجب إزالة احتلاله بكل الوسائل المتاحة - دعت دول المنطقة إلى إعادة النظر في كل سياسات المهادنة وتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني على حساب أمن المنطقة واستقرارها، وعلى حساب قضية فلسطين - أكدت وجوب تعاون الحكومة مع مجلس النواب من أجل اعتماد الواقعية في مقاربة استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية والتوقف عند الشكوك الجدية حول الجهوزية المتوفرة لإجرائها - أكدت أن الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق وطني وتجب مقاربته وفق هذا المنظار، وبناء عليه فإن التفاهم الوطني هو أقصر الطرق لإنجاز هذا الاستحقاق. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • حسن نصرالله في يوم القدس: العالم يسير على المستوى الدولي نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب، ونهاية القطب الواحد المتمثل بالولايات المتحدة الحامي المطلق للكيان الصهيوني، وكل التطورات تخدم صراعنا مع الاحتلال الصهيوني ومشاريع الهيمنة الأميركية - شهدنا خروج محور المقاومة من محنة السنوات الماضية قويا مقتدرا، وسنشهد تطورات مرتبطة بسوريا وتواصل الدول العربية معها وعودة العلاقات معها - الضفة هي درع القدس بصبرها وثباتها ومقاومتها وتحملها الكبير، ولكي يستمر صمود الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، يجب علينا دعمهم بالمال والسلاح - لعبة الإسرائيلي في القدس أو لبنان أو سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى، وحماقة العدو ولاسيما في الأشهر القليلة الماضية، قد تدفع المنطقة إلى حرب، ونقول للإسرائيلي احذر، فالقدس خط أحمر، واننا مع فلسطين ولن نتخلى عنها - الاتفاق السعودي الإيراني له تأثيرات إيجابية ولاسيما في فرملة التطبيع مع إسرائيل على أقل تقدير - السند الحقيقي للمقاومة هي إيران بقيادة علي خامنئي ولذا كان الحصار وتشكيل المحاور ضدها - أي حدث أمني يحصل في لبنان سنرد عليه من دون تردد - العدو الذي يهدد اللبنانيين ويقصف سوريا يجب أن يبقى قلقا ومرتعبا، سياسة الصمت هذه تقلق وترعب العدو وهذا من ثمار ما حصل الأسبوع الماضي - من أكاذيب نتنياهو أن حكومة لابيد وقعت اتفاقا مع حزب الله والجميع يعلم أن هذا كذب - ما حصل الأسبوع الماضي على مستوى المسيرات في الجنوب السوري هو مؤشر بشأن احتمال تبدل الموقف السوري. (ملحق رقم 4*- ملخص)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: المسؤول الحقيقي يواجه الصعوبات ويجد لها حلولا، لئلا تتفاقم وتأتي بالضرر الكبير على من هم في إطار مسؤوليته - كيف رفضتم الإجتماع، لغاية تاريخه، لانتخاب رئيس للجمهورية، واستمررتم في الفراغ الرئاسي، واليوم تجتمعون بكل سهولة وتؤمنون النصاب من أجل تأجيل إستحقاق دستوري آخر وطني وديموقراطي، هو إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية؟ - يا لسخافة السبب المخجل وهو عدم وجود مال لتغطية أكلاف الإنتخابات! لماذا لم تؤمنوا المال قبل الوصول إلى أجل هذا الإستحقاق؟ إنها سخافة ثانية تضاف إلى سابقتها وهي: التوافق على الشخص المرشح للرئاسة الأولى. (ملحق رقم 5*- عظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة في عظة احد الفصح: قرابة سنة مضت على انتخاب أعضاء هذا المجلس النيابي، وشهور مضت على فراغ في سدة الرئاسة أخرج البلد من دائرة الثقة العالمية، وثقة المواطنين، كما حصل بعد تفجير المرفأ، الذي دمر نصف العاصمة، وأودى بحياة أكثر من مئتين من أبنائها، دون الوصول إلى كشف المجرم الحقيقي، لا بل شل القضاء من أجل طمس الحقيقة. مسؤولو الوطن أصبحوا سببا لموت البلاد والعباد، فغرق لبنان الأخضر في سواد عظيم - بلدنا بحاجة إلى تجديد، إلى إصلاح حقيقي يطال كافة المجالات. والإصلاح يقتضي وجود قرار سياسي، والقرار مفقود لأن البلد بلا رأس، وبلا حكومة فاعلة. أما المجلس النيابي فقد انقضى ربع ولايته وما زال مشوشا، مشتتا، وبلا قرار. حتى أبسط واجباته لم ينجزها، وأولها انتخاب رئيس للبلاد. أما دوره في المراقبة والمحاسبة فشبه غائب، وفي التشريع لم يتوصل بعد إلى إقرار القوانين الإصلاحية الضرورية لوقف التدهور وإنهاض البلد. في الماضي كان النواب ينجزون واجبهم في انتخاب رئيس الجمهورية في ساعات، لأنهم كانوا يحترمون أنفسهم، ويحترمون المهل الدستورية، ويحترمون واجبهم وشعبهم. ليت نوابنا يقرأون دستور البلاد جيدا، وليتهم يستعملون عقلهم وحسهم الوطني عوض الغرائز الطائفية والمذهبية، والمصالح والولاءات، ليتهم يعملون فقط من أجل مصلحة لبنان. (ملحق رقم 6*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

أفادت مصادر ميدانية، بداية هذا الاسبوع ايضا، بأنه تم استهداف قاعدة التحالف الدولي في حقل كونيكو شرق سوريا بـ3 صواريخ، وقالت إن غارات للتحالف الدولي استهدفت منصات إطلاق صواريخ شرق سوريا. وكانت قوات التحالف الدولي المتمركزة في قاعدة حقل كونيكو للغاز، قد أعلنت إسقاط طائرة مسيرة، في قرية الطابية بريف ديرالزور الشرقي، فيما قالت وسائل إعلام كردية إن قوات التحالف أسقطت صواريخ كانت تستهدف حقل كونيكو في دير الزور.

في سياق منفصل، دعا مجلس التعاون الخليجي لاجتماع يوم الجمعة، يبحث إمكانية عودة سوريا للجامعة العربية، ومن المقرر أن ينعقد الاجتماع في جدة بالسعودية بمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق. يشار إلى أن رئيس وزراء قطر أعلن أن عودة سوريا لجامعة الدول العربية "مجرّد تكهنات" مشدّداً على أنّ أسباب تعليق عضويتها لا تزال قائمة بالنسبة للدوحة.

في السياق، كانت الرئاسة التونسية قد ذكرت بداية شهر ابريل، أن الرئيس التونسي أعطى تعليمات لوزير الخارجية نبيل عمار بالشروع في إجراءات تعيين سفير لبلاده في دمشق. وأعلنت الرئاسة في بيان، أن سعيّد أكد على ضرورة التمسك بمبادئ السياسة الخارجية للدبلوماسية التونسية، ومن أهمها عدم الانخراط في أي محور واستقلال القرار الوطني. ويوم الأربعاء، أعلنت سوريا وتونس في بيان مشترك، إعادة فتح السفارة السورية في تونس وتعيين سفير لدمشق خلال الفترة القليلة القادمة.

من جانب آخر، عقد وزير الخارجية السعودي جلسة مباحثات مع نظيره السوري في جدة، الخميس، وصدر بيان مشترك أكد أن المباحثات ناقشت تحقيق تسوية بسوريا لعودتها لمحيطها العربي، وكذلك سبل إيجاد حل سياسي يحافظ على وحدة سوريا، كما أكد البيان أهمية حل الصعوبات الإنسانية بسوريا، وإيجاد الوسائل المناسبة لإيصال المساعدات الإنسانية، وشدد على دعم الدولة السورية لبسط سيطرتها وإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة، وكذلك تعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات. إلى ذلك، رحب الجانبان ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين سوريا والسعودية.

في سياق منفصل، قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان، يوم الأربعاء، إن الجيش الأميركي نفذ عملية بطائرة هليكوبتر في شرق سوريا في ساعة متأخرة من يوم السبت الماضي، واعتقل عنصراً بارزاً في تنظيم داعش واثنين من معاونيه، وأضاف البيان، أن اعتقال حذيفة اليمني ومعاونيه سيعطل قدرة التنظيم على التخطيط للعمليات وتنفيذها، مشيراً إلى أن العملية لم تسفر عن مقتل أو إصابة مدنيين.

 

  1. في الشأن الليبي

أكد رئيس الحكومة الليبية المكلف من البرلمان، فتحي باشاغاإلى حول مسألة ترشحه مستقبلا لرئاسة ليبيا، على أن هذا الأمر سابق لأوانه وكل شيء مناط بالظروف والمستجدات التي سيأخذها بعين الاعتبار وأهمها دعم العملية الانتخابية والخيار الديمقراطي في البلاد، سواء من خلال الترشح أو المساهمة في إنجاحها من الخارج"، وقال إن الانقسام في السلطة التنفيذية في ليبيا ووجود حكومتين سيعيق الانتخابات المقررة لعام 2023، إلا أنه وعد بالعمل الجاد مع الأطراف الوطنية والدولية التي تؤمن بالديمقراطية والوحدة وتوحيد المؤسسات واستعادة الأمن، من أجل إجراء انتخابات نزيهة وشفافة.

من جانب آخر، أصدر مجلس النواب الليبي قانونا جديدا بشأن إعادة تنظيم جهاز المخابرات، وتضمن نص القانون إنشاء جهاز مدني نظامي يسمى جهاز المخابرات العامة الليبية. وحدد القانون أهداف الجهاز في الحفاظ على أمن وسلامة ليبيا وحماية أسرار الدولة ومنعها من التسرب ومراقبة المؤسسات والجهات الأجنبية ومتابعة النشاط المشبوه والمعادي لأمن ليبيا والعمل على تأمين مصالح البلاد في الخارج. وبموجب أحكام القانون الصادر اليوم ستؤول إلى الجهاز الجديد كافة الممتلكات والأصول الثابتة والمنقولة التي كانت مملوكة لجهاز الأمن الخارجي المنحل والهيئة الوطنية للأمن القومي. وقال مصدر لييي إن هذا القانون هو تحديث للقانون القديم وتعديلاته، ويتولى رئاسة الجهاز الفريق حسين العايب، ومقره الرئيسي في العاصمة طرابلس ويعمل بشكل وثيق مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

في سياق متصل، خَلُص الاجتماع بين رئيسي الأركان عن غرب البلاد وقيادة الجيش بالشرق ، مساء الخميس في مدينة بنغازي، على أهمية تشكيل قوّة مشتركة تؤمن الانتخابات وحدود البلاد، وتوحيد المؤسسة العسكرية. فقد اشتملت المناقشات، التي تمت بحضور أعضاء اللجنة العسكرية 5+5، على ملفات توحيد المؤسسة العسكرية، وإنشاء القوة المشتركة بين قوات الجيش شرقا وغربا، وتسمية رئيس أركان موحد للقوات المسلحة. كما شدد رئيسا الأركان في ختام الاجتماع على استعداد الجيش، لحماية أي عملية انتخابية قادمة يقررها الليبيون، وحرمة الدم الليبي، وأكدا كذلك استمرار العمل بينهم حتى توحيد المؤسسة العسكرية.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن إقالة وزير دفاعه يوآف غالانت، الاثنين، فيما حمل الحكومة السابقة بقيادة يائير لابيد بتعريض إسرائيل لخطر الهجمات، لافتا إلى أن استعادة قدرة الردع الإسرائلية تحتاج إلى وقتا أطول ولكن حكومته ستفعل ذلك. وفي كلمة متلفزة، قال نتنياهو الإثنين، إنه قرر إبقاء وزير الدفاع في منصبه بسبب الأزمة الأمنية المتصاعدة، وأضاف أنهما سويا خلافهما. إلى ذلك أكد ان الحكومة ستتصدى لكل العمليات التي تستهدف أمن إسرائيل، في الوقت الذي تواجه فيه حكومته ضغوغا شعبية غير مسبوقة على خلفية التعديلات القضائية.

من جانبه، رد زعيم المعارضة يائير لبيد مشيرا إلى أن رئيس الوزراء يفقد السيطرة أمام الأمة، وبدلاً من عقد المؤتمرات الصحفية وإلقاء اللوم على الآخرين في المشاكل التي سببتها الحكومة المتطرفة والفاشلة في تاريخ البلاد، فقد حان الوقت له ولوزرائه أن يتوقفوا عن التذمر وتحمل المسؤولية. كذلك، وصف نفتالي بينيت رئيس الحكومة الاسرائيلية الأسبق خطاب نتنياهو بأنه خطاب هزيل، أما أفيغدور ليبرمان فثقد لفت إلى أن بيان نتنياهو يثبت أنه شخص غير مؤهل لشغل منصبه.

في سياق منفصل، قرر نتانياهو، يوم الثلاثاء، منع دخول المستوطنين للمسجد الأقصى حتى نهاية شهر رمضان، وقد أتى ذلك عقب اجتماعه ووزير الدفاع أجريا خلاله تقييما أمنيا مع رؤساء الأجهزة الأمنية. كذلك، أصدر نتنياهو ورؤساء الأجهزة الأمنية تعليمات باستثمار كل القوى العملياتية اللازمة لحماية المصلين الذين سيأتون الى حائط (البراق) المبكى. وفي أول رد فعل، اعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير أن قرار نتنياهو خطأ جسيم لن يسهم في احلال السلام وسيقود الى مزيد من التصعيد، وقال أن إغلاق الحرم القدسي أمام اليهود بسبب موجة الإرهاب لن يجلب السلام بل قد يؤدي الى تصعيد الموقف!

أمنياً، أغلقت إسرائيل مجالها الجوي أمام الرحلات المدنية من جهتي الشمال والجنوب، ليل الخميس حتى مساء الأحد، وأكدت قناة "كان" إغلاق المجال الجوي في الشمال لمسافة 6 كيلومترات من الحدود السورية واللبنانية، وفي الجنوب لمسافة مماثلة من الحدود مع قطاع غزة. وجاء القرار وفقا لمصادر أمنية بتوجيه من قوات الأمن، وخوفا من تصعيد أمني واسع النطاق. وقد اشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الجمعة الأخيرة من رمضان، وفي نفس الوقت يوم القدس، يفرضان حالة تأهب قصوى في أنحاء البلاد، مضيفة أنه في المنظومة الأمنية، يستعدون ليوم توتر يحتمل خلاله إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ وشن هجمات إلكترونية من إيران، لذلك تم تعزيز منظومات الدفاع الجوي ونشر بطاريات القبة الحديدية في جميع أنحاء البلاد.

وفي ملف الأزمة السياسية، أظهر استطلاع رأي أن تأييد حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو قد تراجع وأنه سيفقد أكثر من ثلث مقاعده البرلمانية إذا أجريت انتخابات الآن ويفشل في الحصول على أغلبية مع شركائه في الائتلاف اليميني المتشدد. وأشار الاستطلاع إلى أن حزب نتنياهو المحافظ سيحصل على 20 من إجمالي 120 مقعدا في البرلمان، انخفاضا من 32 مقعدا فاز بها الحزب في انتخابات نوفمبر الماضي، وأن ائتلافه الديني القومي سيفشل في الحصول على الأغلبية وسيحصل فقط على 46 مقعدا انخفاضا من 64 مقعدا. وأظهر الاستطلاع الذي أجراه أستاذ الإحصاءات كميل فوكس، أنه إذا أجريت الانتخابات اليوم، فستحل قائمة يمين الوسط بزعامة وزير الدفاع السابق بيني غانتس في المركز الأول بحصولها على 29 مقعدا، يليها حزب يائير لابيد الوسطي وسيحصل على 21 مقعدا.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

أعلنت القيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة، يوم الاثنين، أن اختبار الجاهزية النووية السنوي Global Thunder 23  سيبدأ الثلاثاء، وستهدف التدريبات إلى تعزيز الاستعداد النووي وضمان قوة ردع استراتيجي آمنة وموثوقة. والإضافة إلى الجيش الأميركي، سيشارك في المناورات المملكة المتحدة، وقالت القيادة إن التدريبات ستشمل زيادة في رحلات الطائرات القاذفة، بالإضافة إلى الدفاع الصاروخي، مشيرة إلى أن المناورات النووية ليست موجهة ضد أحد وتهدف لاختبار الجاهزية.

في سياق منفصل، قال البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأميركي تحدث إلى ولي العهد السعودي الثلاثاء، وإنهما ناقشا عدة موضوعات من بينها إيران والخطوات الرامية لإنهاء الحرب في اليمن، كما سلط الضوء على التقدم الملحوظ في اليمن خلال العام الماضي، حيث توقف القتال تقريبا بموجب هدنة بوساطة الأمم المتحدة. إلى ذلك، رحب سوليفان بـجهود السعودية غير العادية لمتابعة خارطة طريق أكثر شمولا لإنهاء الحرب، وعرض دعم الولايات المتحدة الكامل لهذه الجهود، وأشار إلى أن المبعوث الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، سيكون في المنطقة خلال الأيام المقبلة.

في ملف الانتخابات الرئاسية، سعى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، يوم الاثنين، لثني حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، عن الدخول رسمياً في السباق الرئاسي لعام 2024، مدعياً أن ذلك سيؤدي في النهاية إلى تقسيم الحزب الجمهوري وإلحاق الضرر بوظيفة ديسانتيس كحاكم. وفي بيان صحافي أرسل في وقت لاحق الاثنين، استهدفت حملة ترمب ديسانتيس بشأن ما إذا كان سيؤيد تغيير قانون فلوريدا الذي يتطلب من نواب الولاية الاستقالة إذا كانوا يترشحون لمنصب فيدرالي. ولم يعلن بعد ديسانتيس ما إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة في عام 2024، لكن من المتوقع على نطاق واسع أن يدخل السباق في الأشهر المقبلة.

وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي السابق في عهد الرئيس دونالد ترمب، مايك بومبيو، يوم السبت، قراره بعدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2024، وأكد أن اختياره عدم الترشح بالانتخابات الرئاسية المقبلة هو قرار شخصي للغاية، تاركاً الباب مفتوحًا أمام إمكانية الترشح في المستقبل وقال انه لا يزال هناك العديد من الفرص التي قد يكون التوقيت أكثر ملاءمة لها حيث تصبح القيادة الرئاسية أكثر ضرورة.

من جانبه، اختتم الرئيس الأميركي، الجمعة، رحلة مشحونة بالعواطف إلى أيرلندا، مؤكدا في نهايتها اقتراب موعد إعلان ترشّحه رسميًّا لانتخابات 2024، حيث صرّح للصحافيين قبل عودته إلى الولايات المتحدة أن خطته هي الترشح مجدّدًا للانتخابات الرئاسية، مضيفًا سيُعلن عن ذلك في وقتٍ قريب نسبيًّا.

ومن المتوقع أن يكون المتنافسون المحتملون للوصول إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2024، جو بايدن(80 عاما)، دونالد ترمب (76 عاما)، كامالا هاريس (58 عاما)، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس (44 عاما)، حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم (55 عاما)، حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت (64 عاما)، مايك بنس (63 عاما)، الممثلة الأميركية ليز تشيني (56 عاما)، ورجل الأعمال الأميركي بيري جونسون (75 عاما).

 

  1. في الشأن العراقي

أعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، يوم الجمعة، تجميد التيار الصدري عاما كاملا، لافتا إلى أنه لا يمكن أن يكون مصلحا للعراق ولا يستطيع أن يصلح التيار الصدري، ومشيرا إلى فداحة استمراره في قيادة التيار وفيه بعض الفاسدين.

وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلن صالح محمد العراقي المعروف بوزير الصدر، قبل ساعات قليلة، إلغاء زعيم التيار الصدري اعتكافاً مفترضاً بمسجد الكوفة بسبب "أهل القضية"، فيما لم يوضح وزير الصدر تفاصيل أكثر عن "إلغاء الاعتكاف"، أو من يقصد بالفاسدين.

يشار إلى أن "أهل القضية" هم مجموعة متشددة بمناصرتها للصدر، وتبجيلها له حتى أنها زعمت أنه "الإمام المهدي المنتظر" عند الشيعة، وراحت خلال الأيام الماضية تحشد للتحرك ومبايعته. فقد ظهر شيخ من أنصار الصدر في فيديو انتشر خلال الساعات الماضية بين العراقيين، يتحدث فيه عن الاعتكاف المرتقب في مسجد الكوفة، كما جرت العادة بين أنصار التيار الصدري في الأيام العشر الأواخر من رمضان. حيث أعلن أنه ستكون هناك حملة كبيرة من أجل بيعة الإمام المنتظر. كما أضاف متوجهاً إلى أتباع التيار، لا تخجلوا ولا تخذلوا إمام زمانكم بل هبوا إلى مبايعته ونصرته!

ولاحقا، أعلنت محكمة تحقيق الكرخ توقيف 65 متهماً من أفراد عصابة ما يسمى "أهل القضية" التي تروج لأفكار تثير الفتن وتخل بالأمن المجتمعي، بعد أن ادعت أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هو الإمام المهدي عن الشيعة الاثني عشرية، كما أوضحت في بيان، أن هذا التوقيف جاء بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني باعتباره الجهة المختصة بالتحقيق.

 

  1. في الشأن اليمني

أعلن وفد الحكومة اليمنية الشرعية في مفاوضات تبادل الأسرى والمعتقلين، الثلاثاء، اكتمال الترتيبات لتنفيذ عملية التبادل المتفق عليها مع الحوثيين في وقتها المحدد، يوم الخميس، وقال ماجد فضائل، عضو الوفد الحكومي، إن الجميع أصبح جاهزاً لتنفيذ عملية التبادل المتفق عليها، مشيراً إلى أن عملية التبادل هذه ستتبعها عمليات تبادل أخرى في القريب حتى يتم الإفراج وإطلاق سراح جميع المحتجزين والمختطفين على قاعدة الكل مقابل الكل، وتصفير كل المعتقلات والسجون.

وكان السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر قد أكد يوم الاثنين، أنه يزور العاصمة اليمنية صنعاء مع وفد عماني من أجل تثبيت الهدنة وبحث الوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام، مضيفا أن الزيارة تأتي أيضا استمرارا لجهود المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية ودعما للمبادرة التي قدمتها المملكة في 2021. كما أشارت مصادر يمنية إلى إن مسودة خطة السلام الشاملة للأزمة في اليمن في آخر مراحل إعدادها برعاية أممية، وهي تتضمن 4 مراحل، أولها وقف شامل لإطلاق النار في البلاد وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ثم تشكيل لجان لدمج البنك المركزي وتبادل الأسرى والمعتقلين، تليها مرحلة التفاوض المباشر لتأسيس شكل الدولة، وأخيرا المرحلة الانتقالية.

وفي السياق، قالت الخارجية الأميركية إن مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ، يبدأ جولة خليجية لدفع عملية السلام وإنهاء الحرب في هذا البلد، وأكدت في بيان، مساء الثلاثاء، أن ليندركينغ يتجه إلى الخليج لدعم الجهود الجارية لتأمين اتفاق جديد بشأن عملية سلام شاملة في اليمن، وأضافت أنه بعد أكثر من عام من الجهود الدبلوماسية المكثفة للولايات المتحدة والأمم المتحدة والدعم من الشركاء الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، يشهد اليمن فرصة غير مسبوقة للسلام.

إلى ذلك، انطلقت يوم الجمعة، بتأخير يوم واحد، عملية تبادل الأسرى والمحتجزين ضمن الصفقة الأخيرة المبرمة في سويسرا بين الحكومة اليمنية والحوثيين. وكان المتحدث باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى وعضو الوفد المفاوض ووكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل أشار إلى أن عملية التبادل ستنطلق صباح الجمعة، وتستمر ثلاثة أيام، لافتا إلى أنها ستشمل رحلات طيران للصليب الأحمر بين وصنعاء وعدن والمخا ومأرب. وبموجب الاتفاق، سيُفرج الحوثيون عن 181 أسيرًا، مقابل 706 معتقلين لهم لدى القوات الحكومية.

ويوم السبت، أعلنت الخارجية السعودية أن الفريق السعودي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن قام بمجموعة من اللقاءات في صنعاء، شهدت نقاشات متعمقة في العديد من الموضوعات ذات الصلة بالوضع الإنساني؛ وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن. وأوضح البيان أنه نظراً للحاجة إلى المزيد من النقاشات؛ فسوف تستكمل تلك اللقاءات في أقرب وقت؛ بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية.

 

  1. في الشأن المصري

قال وزير الخارجية المصري، الثلاثاء، إنه سيزور تركيا خلال يومين لمواصلة مسار التطبيع بين القاهرة وأنقرة. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليوناني، قال شكري ان القاهرة تفاعلت بشكل جيد مع ما لمسته من توجه ورغبة لدى تركيا في تطبيع العلاقات، وأضاف أنه سيزور أنقرة خلال يومين لمواصلة المسار الذي بدأ لإحداث هذا التطبيع على الأسس التي تقيم بها مصر علاقاتها، من حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتحقيق السلام والاستقرار. من ناحية أخرى، وصف الوزير المصري، العلاقات بين مصر واليونان بأنها استراتيجية وليست موجهة لأي أهداف أخرى،  وأضاف ان هناك سعي للتعاون في الربط الكهربائي بين مصر واليونان، كما أشار أيضاً إلى أن المباحثات مع نظيره اليوناني تناولت الأوضاع في ليبيا التي وصفها بأنها ضاغطة.

في الملف الاقتصادي، أكد وزير المالية المصري، الجمعة، أن المسار الاقتصادي لمصر آمن ومستقر، وأن الحكومة وضعت استراتيجية مرنة لاحتواء الصدمات الداخلية والخارجية، ترتكز على سياسات متوازنة؛ بما يُسهم في امتلاك القدرة بشكل أكبر على التعامل الإيجابي مع التداعيات المتشابكة للتحديات العالمية التي أدت إلى ضغوط غير مسبوقة على موازنات الدول في وقت بات فيه الوصول للأسواق الدولية أكثر صعوبة وكُلفة في ظل السياسات التقييدية، وارتفاع أسعار الفائدة.

وكان مسؤول بصندوق النقد الدولي قد أفاد الخميس، إن مصر وصندوق النقد الدولي لم يتفقا بعد على موعد للمراجعة الأولية بموجب حزمة مالية بثلاثة مليارات دولار تم توقيعها في ديسمبر/كانون الأول، وذلك في إشارة إلى أن الصندوق قد يكون محبطا من عدم مضي القاهرة في الإصلاحات.

بالتزامن، تستمر المضاربات على الجنيه المصري في سوق العقود المستقبلية ليسجل الخميس، مستوى 42 جنيهاً للدولار، بينما يقف في السوق الرسمية عند 31 جنيهاً للدولار. وقد كان موضوع مصر حاضرا في اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن، حيث أشارت مديرة الصندوق كريستالينا غورغيفا إلى ثقتها بالتوصل إلى نتائج إيجابية في المفاوضات مع مصر. وأوضحت غورغيفا، انه تم الاتفاق على برنامج جيد، يضم 3 محاور أساسية - الأول - تحرير سعر الصرف - ثانيا إتاحة المزيد من الفرص أمام القطاع الخاص للعب دور أكبر في خلق الوظائف والمساهمة بالنمو - ثالثا، إدارة برامج استثمار طويلة المدى، والتي تعد مهمة جدا وجيدة لمصر، ولكن بالتأكيد في البيئة الحالية المتشددة قد يؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد الجزئي، نظرا للجدول الموضوع لتطبيق الإصلاحات والذي وضع تحت ظروف مختلفة.

في ملف جماعة الاخوان

لا جديد هذا الاسبوع.

أزمة سد النهضة

لا تطورات هذا الاسبوع.

 

  1. في الشأن الخليجي

أكد وزراء الخارجية المشاركون في الاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق، هذا الاسبوع، ضرورة دعم كل الجهود المبذولة من أجل التوصل الى حل سياسي للأزمة في سورية ينهي جميع تداعياتها، ويحافظ على وحدتها وأمنها واستقرارها وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي بما يحقق الخير للشعب السوري. وشدد الوزراء في بيانهم على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة في سورية، وعلى ضرورة أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء هذه الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لذلك، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود. كما أكدوا على أهمية مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وتنظيماته، وأهمية قيام مؤسسات الدولة بالحفاظ على سيادة سورية على أراضيها لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري. واتفق الوزراء على أهمية حل الأزمة الإنسانية في سورية وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق فيها، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.

في شأن الامارات العربية المتحدة

وصل رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، يوم السبت، في زيارة رسمية إلى الإمارات. ويشار إلى أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات والبرازيل نما خلال العام 2022 بنسبة 32.1% ليصل إلى 4 مليارات و38 مليون دولار مقابل 3 مليارات و56 مليون دولار في العام 2021 وذلك حسب بيانات وزارة الاقتصاد. واحتلت البرازيل الترتيب الـ 23 بالنسبة لشركاء دولة الإمارات في الواردات خلال عام 2022 كما جاءت البرازيل في المرتبة الـ37 بالنسبة لشركاء الإمارات التجاريين في إجمالي حجم التجارة الخارجية خلال العام 2022.

في الاقتصاد أيضا، أضافت طروحات ثلاثة جديدة ما يناهز 54.5 مليار دولار لرأس المال السوقي لأسواق الأسهم المحلية الإماراتية، مع إدراج أسهم "أدنوك للغاز" و"بريسايت" و"الأنصاري" للخدمات المالية خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري. وتسهم الطروحات الجديدة في تحقيق خطط الأسواق المالية لمضاعفة قيمتها السوقية إلى حدود 1.63 تريليون دولار خلال السنوات المقبلة من مستوياتها البالغة حالياً نحو 0.8 تريليون دولار، بحسب بيان لوكالة أنباء الإمارات.

إلى ذلك، توقع صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدولة الإمارات بنسبة 3.5 بالمئة في عام 2023، على أن ترتفع إلى 3.9 بالمئة في عام 2024. وتأتي توقعات صندوق النقد الدولي للاقتصاد الوطني بعد يومين من تقديرات البنك الدولي بنمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي للإمارات بنسبة 3.6 بالمئة في 2023 و3.4 بالمئة في 2024.

في الشأن السعودي

قال متحدث باسم البيت الأبيض، يوم الجمعة، إن وفدا من البيت الأبيض أكد دعمه للسعودية على صعيد اليمن وغيره من الأماكن، وذلك خلال محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأضاف المتحدث أن البلدين اتفقا خلال المحادثات على البقاء على تواصل منتظم. وقد أتت تلك التصريحات بعد ساعات من ترحيب واشنطن بعملية تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين في اليمن. وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعلنت أن كبير مستشاري البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، والمبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكستين وصلا إلى السعودية، يوم الخميس، والتقيا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. إلى ذلك أكد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، يوم الثلاثاء، أنه أجرى اجتماعا مثمرا للغاية مع الأمير محمد بن سلمان.

في الملف الاقتصادي، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخميس، عن إطلاق أربع مناطق اقتصادية خاصة، في خطوة تعكس حرصه على تطوير وتنويع الاقتصاد السعودي وتحسين البيئة الاستثمارية، بما يعزز مكانة المملكة كوجهة استثمارية عالمية رائدة. وأكّد ولي العهد أن المناطق الاقتصادية الخاصة ستفتح آفاقاً جديدة للتنمية، معتمدة على المزايا التنافسية لكل منطقة لدعم القطاعات الحيوية والواعدة، ومنها اللوجستية والصناعية والتقنية وغيرها من القطاعات ذات الأولوية للمملكة حيث تتميز المناطق الاقتصادية الخاصة الجديدة بمواقع استراتيجية في الرياض وجازان ورأس الخير ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية شمال مدينة جدة.

يذكر أن هذه المناطق الاقتصادية الخاصة الأربع، التي تنظم أعمالها هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة، تُمثل مرحلة أولى من برنامج طويل المدى يستهدف جذب الشركات الدولية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، وتعزيز نمو القطاعات النوعية المستقبلية، من خلال إيجاد بنية تحتية عالمية المستوى، لدعم المستثمرين المحليين والدوليين، وتوفير فرص استثمارية متميزة، تدعمها منظومة متكاملة ومتطورةٌ من اللوائح والأنظمة. وتشمل الحوافز المقدمة للشركات معدلات ضرائب تنافسية، وإعفاءات للواردات ومدخلات الإنتاج والآلات والمواد الخام من الرسوم الجمركية، والسماح بالملكية الأجنبية بنسبة 100%، والقدرة على استقطاب أفضل الموارد البشرية العالمية.

 

  1. في الشأن الأوروبي

أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي، الأحد الماضي، حول ضرورة أن تنتهج أوروبا استراتيجية مستقلة عن كل من واشنطن وبكين الكثر من التساؤلات والتكهنات حول احتمال وجود انسجام حيال التعامل الأوروبي مع الملف الصيني والعلاقات مع بوتين، في ظل استقطاب سياسي حاد دولياً واصطفاف أميركي بوجه أحد أكبر عمالقة الاقتصادي العالمي. فقد اعتبر ماكرون في حديث صحافي من على متن الطائرة عائداً من بكين أن أسوأ شيء هو الاعتقاد بأن الأوروبيين، يجب أن يصبحوا أتباعاً أو يتكيفون مع الإيقاع الأميركي أو رد الفعل الصيني المبالغ فيه تجاه ملف تايوان. لكن تلك العبارات بلورت اختلافاً واضحاً مع النهج الذي تتبعه رئيسة المفوضية الأوروبية أوروسولا فون دير لاين، التي زارت بدورها يوم الخميس الماضي الصين، إلا أن استقبالها لم يأتِ بالقدر الاحتفائي الذي لقيه ماكرون.

وفي السياق، أكّدت وزيرة الخارجية الألمانية، خلال زيارة إلى بكين، الخميس، أنّ الأوروبيين موحّدون في سياستهم تجاه الصين، وذلك ردّاً على اللغط الذي أثارته تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن تايوان. وقالت أنالينا بيربوك، خلال مؤتمر صحفي في تيانجين في مستهلّ زيارتها الأولى إلى الصين، إنّ موقف الاتحاد ليس موقفاً مشتركاً فحسب، لأنّه حين يتم تقاسم سوقاً مشتركة لا يمكن أن تكون هناك مواقف مختلفة تجاه أكبر شريك تجاري للاتّحاد الأوروبي. وأتى تصريح بيربوك بعيد إعلان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أنّ تصريحات الرئيس الفرنسي مؤسفة، كما أشار خلال زيارة إلى مالي أن الاتحاد الاوروبي لم يواجه أبدا خطر أن يصبح تابعا للولايات المتحدة.

في سياق منفصل، وبعد أن تدهورت العلاقات بين موسكو وهلسنكي بشدة منذ انضمام فنلندا رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي الاسبوع الماضي، لتصبح العضو الحادي والثلاثين بالحلف، أعلنت السفارة الفنلندية في موسكو، الجمعة، تسلمها 3 رسائل وصلت إلى مبنى البعثة الدبلوماسية موجهة للملحق العسكري ومعاونيه، احتوت إحداها على مسحوق، وتواصلت السفارة مع وزارة الخارجية الروسية بشأنها. بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تعليقها على الحادثة، إن سفارة فنلندا في موسكو تلقت بالفعل رسالة تحتوي على مسحوق غير معروف وأبلغت السلطات الروسية بالأمر، وأنه سيتم إبلاغ سفارة فنلندا بنتائج التحقيق!

في الملف الاقتصادي، قال رئيس البنك المركزي الألماني، وعضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، يواكيم ناغل، إن منطقة اليورو لا تتجه نحو الركود، متوقعا أن يتسارع النمو بعد الربع الأول الضعيف. وكان صندوق النقد الدولي، رفع تقديراته للنمو المتوقع في منطقة اليورو، هذا الأسبوع إلى 0.8 بالمئة خلال العام الجاري بزيادة 0.1 نقطة مئوية مقارنة بتوقعاته في يناير الماضي، فيما خفضها إلى 1.4 بالمئة في 2024 (-0.2 نقطة).

أزمة شرق المتوسط

لا جديد هذا الاسبوع في هذا الملف.

 

  1. في الشأن التركي.

توقع مصرفيون في بنك "جيه.بي مورغان" أن تهوي الليرة التركية بشكل حاد وربما يقترب الدولار من تسجيل 30 ليرة عقب انتخابات الشهر المقبل، إذا بدا أن أنقرة لن تدخل سوى تغييرات طفيفة على سياساتها النقدية غير التقليدية. وربما تكون انتخابات تركيا الرئاسية والبرلمانية شديدة التنافسية في 14 مايو/ أيار هي الأكثر أهمية خلال تاريخ الجمهورية الممتد منذ قرن. وتشكل الانتخابات مفترق طرق لكل من الأتراك الذين يرزحون تحت وطأة أزمة في تكاليف المعيشة يؤججها التضخم، وبالنسبة أيضا للمستثمرين الأجانب الذين خرج كثيرون منهم من البلاد وسط تكرر تقلبات السوق في الأعوام الماضية.

في سياق منفصل، فرضت الولايات المتحدة عقوباتٍ على كياناتٍ تركية تعمل في مجال الشؤون البحرية هذا الأسبوع، بتهمة مساعدة روسيا لتخطّي العقوبات المفروضة عليها من قبل الاتحاد الأوروبي وواشنطن على حدّ سواء. في هذا الإطار، رفض ديبلوماسي تركيّ سابق إطلاق وصف "شركات تجارية تركيّة" على الكيانات المعاقبة، فهي تأسست في تركيا ولكن تعود ملكيتها لرجال أعمالٍ ينحدرون من روسيا ولا يحملون الجنسية التركية، وهذا يعني أن العقوبات الأمريكية فُرِضت على شركات روسية تتخذ من الأراضي التركية مقرّاً لأعمالها وأنشطتها التجارية.

يبلغ عدد الكيانات المعاقبة أميركياً منذ الأربعاء، خمس شركات وهي: Artvin Denizcilik ve Ticaret şirketi، Salda Deniz İşletmeciliği ve Ticaret şirketi، Smart Ticaret ve Sanayi şirket، Türkiye’den Azu isimli şirket، وDexias şirketi. وتعمل تلك الشركات التي اتهمتها وزارة الخزانة الأميركية بمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا، في مجال النقل والشحن البحري، وهي تواصل أنشطتها التجارية حتى الآن، وفق ما أفاد مصدر تركي أشار أيضاً إلى أنه ليس معلوماً بعد فيما إذا كانت السلطات التركية تنوي إغلاقها بعد معاقبتها أميركياً، كما أضاف أن الشركات الخمس المعاقبة تتمتع بصفة قانونية في تركيا ولم تنتهك قوانينها، خاصة أن أنقرة ليست طرفاً في العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، لكن سماحها لتلك الشركات بالعمل من أراضيها في مساعدة الجانب الروسي تتعارض مع الوعود التي قطعتها وزارة الخارجية التركية لنظيرتها الأمريكية بعدم السماح بخرق العقوبات المفروضة على روسيا من خلال تركيا.

من جهته، لم يستبعد حسين باغجي، الأكاديمي التركي وأستاذ العلاقات الدولية أن تفرض الولايات المتحدة، المزيد من العقوبات على شركاتٍ تركية بعدما اعتبرت واشنطن أن العقوبات الأخيرة على الشركات الخمس تأتي بمثابة تحذيرٍ لأنقرة ولفرض التزامها بالعقوبات على موسكو، ولفت باغجي إلى أنه سيكون لهذه العقوبات تأثيرات سيئة على الاقتصاد وعلى علاقات تركيا مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن العقوبات الحالية أو التهديد بفرض المزيد منها ستكون رهن أي تغيير يحصل في تركيا بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها البلاد يوم 14 مايو/أيار المقبل.

في ملف الانتخابات المقبلة، اتخذت "اللجنة العليا للانتخابات" في تركيا، قراراً يقضي بعدم وضع مراقبين على صناديق الاقتراع من قبل حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد الذي يقود تحالف "العمل والحرية" الانتخابي ويشارك في الانتخابات عن قوائم حزب "اليسار الأخضر"، خشية دعوى قضائية تهدف إلى إغلاق الحزب وحظر أنشطته. وتسمح "اللجنة العليا للانتخابات" لأول خمسة أحزابٍ في كل دائرة انتخابية شاركت في آخر انتخابات، بوضع مراقبين من قبلها على صناديق الاقتراع داخل البلاد، في حين أنها تسمح لأول ثلاثة أحزابٍ بوضع مراقبين لها على صناديق الاقتراع خارج البلاد، ولهذا غياب الحزب المؤيد للأكراد عن صناديق الاقتراع في الخارج يعني عملياً أن حزب "الحركة القومية" اليميني سينوب عنه في هذه المهمة بعد منع "الشعوب الديمقراطي" من مراقبة الصناديق عبر قرارٍ رسمي اتخذته اللجنة مساء الاثنين.

وفي هذا السياق، يرى المراقبون أن القرار يمثّل رسالة لحزب الشعوب الديمقراطي مفادها أن الحكومة تستطيع إلغاء هذا الحزب ومنعه من مراقبة الانتخابات، وقد يؤثر سلباً عليه مثلما حصل في انتخابات سابقة، حيث أدى التخويف إلى تراجع تصويت الناخبين له خلال الانتخابات النيابية، لكن في الانتخابات الرئاسية الوضع مختلف. كذلك، فإن هذا القرار يشكل خسارة بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات النيابية، إلا أنه في ذات الوقت يمثل تحدّياً للتحالف الحاكم، ويأتي لصالح تحالف الطاولة السداسية، فأنصار الحزب المؤيد للأكراد سيصوّتون لمرشح المعارضة الرئاسي كمال كيليتشدار أوغلو انتقاماً من هذا القرار ومن الحكومة ومن مرشح التحالف الحاكم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

وكان أردوغان، الذي أطلق حملته لإعادة انتخابه، قد أعلن الثلاثاء، أنه يريد تركيا "قوية" تمحو سريعاً آثار الزلزال. وقال أمام الآلاف من أنصاره وكوادر حزبه الذين تجمّعوا في قاعة رياضية في أنقرة انه ليس أمام تركيا خيار سوى البقاء قوية وزيادة قوتها حتى لا تخضع للعبودية السياسية والاقتصادية، واضاف أن العالم الإسلامي كله ينتظر ليرى ما سيحدث في 14 مايو/أيار. كما أكد أنه يريد تخليص تركيا من الانقلابيين والإمبرياليين في إشارة إلى الانقلاب الفاشل في عام 2016. وعلى الصعيد الاقتصادي، وعد أردوغان الذي وسع سلطاته بشكل كبير في عام 2017 بخفض التضخم - الذي يبلغ حالياً 50.5% - إلى أقل من 10%، وهو وعد قطعه عدة مرات في الماضي دون أن يستطيع الإيفاء به.

 

  1. في الشأن الروسي

في خضم حرب التسريبات والهجمات السيبرانية المتصاعدة منذ أكثر من سنة بين روسيا والغرب، شن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي حملة انتقادات ضد الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلس،. واتهم البنتاغون ودول الناتو في بيان يوم الخميس، بالوقوف وراء الهجمات السيبرانية واسعة النطاق التي انطلقت من الأراضي الأوكرانية، واستهدفت البنية التحتية الحيوية لروسيا. كما اتهم الغرب باستخدام البنية التحتية في أوكرانيا عبر وحدات عمليات سيبرانية، تستخدم أنواعاً جديدة من الأسلحة السيبرانية بشكل سري. كما اعتبر أن واشنطن تتنصل من مسؤوليها عبر الدفع إلى الأمام بكييف، والترويج لمجموعات أوكرانية على أنها الفاعل الأول والأخير، مثل مجموعة "أي تي أرمي أوف يوكراين" التي نفذت آلاف الهجمات السبرانية على مصادر المعلومات الروسية، مشددا على أنه يتم في الوقت نفسه، تطوير الهجمات السيبرانية بمشاركة مباشرة من قيادة البنتاغون المشتركة بالتعاون مع مجموعات "أنينيموس، سايلنس" العالمية، والمجموعات المحلية "جوست كلين" في الولايات المتحدة، و"ريدكاخ" تركيا، و"جي إن جي" في جورجيا، و"سكفاد" في بولندا. ووفقاً للجهاز الأمني الروسي، فقد تم رصد أكثر من 5000 هجوم قرصنة ضد البنية التحتية الحيوية في روسيا، منذ بداية عام 2022، لكنه أكد أن الإجراءات التي تم اتخاذها في الوقت المناسب حالت دون حدوث عواقب سلبية لتلك الهجمات على البلاد.

في سياق متصل، وقع الرئيس الروسي، الجمعة، مشروع قانون بشأن وضع إجراءات للاستدعاء الإلكتروني بهدف زيادة كفاءة التعبئة العسكرية وسد الثغرات. يشار إلى أن روسيا أعلنت أنها حشدت ما يزيد قليلا عن 300 ألف رجل العام الماضي لدعم "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا. وكان مؤسس شركة فاغنر وممولها يفغيني بريغوجين، قد دعا الخميس إلى تعبئة المجتمع الروسي بأكمله، قائلاً إن الناس مستعدون للمساهمة في جهود موسكو الحربية في أوكرانيا، وذلك ردا على قانون التجنيد الجديد في روسيا. ويهدف القانون الجديد الذي طرحه الكرملين إلى تشديد القواعد على الروس الذين تم تجنيدهم في الصراع، لمنعهم من مغادرة البلاد.

من جانب آخر، أعلن جهاز الأمن النرويجي، الجمعة، أن البلاد طردت 15 دبلوماسياً روسياً هذا الأسبوع وأنهم حاولوا تجنيد مصادر واعتراض اتصالات وشراء تكنولوجيا متطورة. وقالت مسؤولة مكافحة التجسس بالجهاز إنجر هوجلاند، في مؤتمر صحافي إن الجهات الفعلية التي تشغل الدبلوماسيين هي مديرية المخابرات الرئيسية العسكرية وجهاز الأمن الاتحادي وجهاز المخابرات الخارجية، وأضافت أن الطرد يقلل خطر تهديد المخابرات الروسية في النرويج عن طريق الخفض الدائم لعدد مسؤولي المخابرات العاملين تحت ستار دبلوماسي.

يشار إلى أن قرار النرويج يمثل أكبر عملية طرد لدبلوماسيين روس، كما أنه الأحدث ضمن سلسلة تحركات مماثلة من جانب دول غربية منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وقد توعدت روسيا، الخميس، إنها سترد على عملية الطرد.

يذكر أن النرويج الدولة العضو بحلف شمال الأطلسي تتشارك حدودا مع روسيا بالقطب الشمالي. وعززت إجراءاتها الأمنية منذ بداية الحرب في أوكرانيا، خاصة حول منشآت النفط والغاز، بعدما أصبحت الآن أكبر مورد للغاز في أوروبا بعد تراجع التدفقات الروسية.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن أطقم قوات جوية بيلاروسية أكملت تدريبها على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، كجزء من خطة روسيا لنشر هذه الأسلحة في حليفتها بيلاروسيا، وسط القتال الدائر في أوكرانيا المجاورة. وأكدت أن الطيارين البيلاروسيين أكملوا التدريب على الاستخدام العملي للذخيرة النووية بالطائرات الهجومية من طراز "سو 25".

إلى ذلك، بعدما أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن بدء تفتيش مفاجئ لأسطول المحيط الهادئ، عقب رفع استعداده إلى الحالة القصوى، وأعلى درجة من الاستعداد القتالي، شدد الكرملين على أن الإجراءات الأخيرة منفصلة عن خطط الناتو. وأصدر شويغو تعليماته لقائد القوات البحرية وهيئة الأركان العامة لتنظيم السيطرة على إجراء تدريبات واسعة النطاق لأسطول المحيط الهادئ، الذي سوف يستعد للأعمال العسكرية والانتشار الميداني في وقت قصير. يشار إلى أن أسطول المحيط الهادئ سيقوم أثناء عملية التفتيش المفاجئ، بصد ضربات صاروخية وجوية ضخمة لعدو وهمي، وكذلك بإطلاق جميع أنواع النيران.

من جانب آخر، أكدت روسيا أنها لن تمدد اتفاقاً لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود توسطت فيه الأمم المتحدة لما بعد 18 مايو/أيار ما لم يذلل الغرب سلسلة من العقبات أمام تصدير الحبوب والأسمدة الروسية. وقالت وزارة الخارجية في بيان، أنه من دون إحراز تقدم في حل خمس مشكلات منهجية لن تكون ثمة حاجة إلى الحديث عن تمديد آخر لمبادرة البحر الأسود لما بعد 18 مايو.

وفي سبيل إقناع روسيا بالسماح لأوكرانيا باستئناف صادراتها من الحبوب عبر البحر الأسود العام الماضي، أُبرم اتفاق مدته ثلاث سنوات في يوليو/تموز وافقت فيه الأمم المتحدة على مساعدة روسيا في تصدير منتجاتها الغذائية والأسمدة. لكن موسكو تقول أن الاتفاقين جزآن مترابطان من حزمة واحدة، وانتقدت الأمانة العامة للأمم المتحدة بشدة بسبب ما وصفته بأنه تشويه للحقائق.

 

  1. في الشأن الأوكراني

أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، فرض عقوبات جديدة على أفراد ومؤسسات في 20 دولة ضالعين في الالتفاف على عقوبات الغرب ضد روسيا، ودعم عملية الغزو الروسية لأوكرانيا، ولفت إلى أن قرارات واشنطن الحالية تشمل أكثر من 120 منظمة وفرد في أكثر من 20 دولة وإقليم، وأضاف انه بالتنسيق مع بريطانيا، استُهدفت شبكات التحايل على العقوبات التي تدعم أحد أكبر المليارديرات في روسيا، أليشار عثمانوف، وبالإضافة إلى شبكة التحايل على العقوبات المتعلقة بعثمانوف، فقد فُرِضت عقوبات أيضاً على شركة USM القابضة. وأشار بلينكن إلى أنه قد تم فرض عقوبات على شركتي “يونارمية” و“كريمباتريوتسينتر” وأفراد مرتبطين بمؤسسة “روسآتوم” وعدة شركات من قطاع الدفاع في الاقتصاد الروسي، والمنظمات تدعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بما في ذلك شركة مقرها في الصين تقدم صور الأقمار الصناعية لأماكن في أوكرانيا، للهياكل التي يُزعم أنها مرتبطة بقوات “فاغنر” الروسية. الى ذلك، شملت العقوبات أيضا نائب رئيس وزراء روسيا مارات خوسنولين، وشركة الاتصالات “ميغافون” وشركة “ميتالوإنفست{ للمعادن والتعدين ومجموعة “باتريوت” الروسية. وألغت وزارة الخزانة الأميركية ترخيصاً عامّاً يسمح بإجراء معاملات مع أملاك رجل الأعمال الروسيّة أليشير عثمانوف. كما فرضت عقوبات جديدة على 17 سفينة ترفع العلم الروسي، معظمها لنقل البضائع وسفينتي شحن ترفعان العلم التركي مملوكتين لشركة “بولا رايز”. وقد شملت قائمة العقوبات، بالإضافة إلى الأفراد والشركات في روسيا، أفراد في هنغاريا وقبرص، وكذلك شركات موجودة في قبرص.

في آخر المستجدات الميدانية ما أعلنه قائد عسكري روسي بأن القوات الأوكرانية تنشط وتكثف عملياتها في اتجاه زابوريجيا وسط تصدي قوات المدفعية الروسية وإحباط أي محاولات هجومية. وقال قائد الطاقم القتالي انه كان هناك الكثير من العمليات القتالية، ولوحظت حركة العدو بنشاط، مهمة الجيش هي إخمادها في مهدها، ولكي يتم منعهم من إكمال مهمتهم، يجب التصدي لهم وقمعهم والتفوق عليهم. وتستعد القوات الأوكرانية وفق تصريحات مسؤولي كييف لشن هجوم واسع النطاق باستخدام كل الأدوات والمركبات والمدرعات، على أمل أخير يعول عليه الرئيس الأوكراني وتترقبه الولايات المتحدة والدول الأوروبية. ويوم أمس السبت، أعلن الجيش الروسي أنه حقق مكاسب ميدانية على المشارف الشمالية والجنوبية لباخموت التي تشكّل مركزاً للقتال منذ أشهر وتقدمت فيها القوات الروسية ببطء حتى سيطرت على الجزء الأكبر من المدينة. وارتفعت حصيلة قتلى قصف روسي على مبنى سكني في سلوفيانسك بشرق أوكرانيا، إلى 11 قتيلا، السبت، غداة إطلاق صاروخ.

من جانب آخر، أعلن زيلينسكي، السبت، أنه ناقش مع نظيره الفرنسي زيارة الأخير للصين، التي أدلى إثرها بتصريحات لقيت انتقادات غربية، إضافة إلى الخطوات القادمة لتنظيم قمة سلام.

على صعيد آخر، أعلنت بولندا والمجر، السبت، حظر استيراد الحبوب ومنتجات زراعية أخرى من أوكرانيا بهدف حماية إنتاجهما المحلي، وفق مسؤولين من البلدين.

في الملف الاقتصادي، قال وزير المالية الأوكراني سيرهي مارشينكو، السبت، إن حزمة دولية جديدة لدعم الاقتصاد بقيمة 115 مليار دولار تمنح أوكرانيا مزيدا من الثقة في قدرتها على الانتصار في مواجهة الحرب الروسية، وسط إدراك متزايد بأن الحرب قد تستمر لفترة أطول مما كان متوقعا. وأضاف مارشينكو أن وزراء مالية دول مجموعة السبع الذين بحثوا في اجتماع لهم السبت القضية الأوكرانية، أكدوا له خلال هذا الأسبوع في واشنطن أنهم سيدعمون أوكرانيا ما دام هناك حاجة لذلك، في تحول عن العام الماضي، عندما مارسوا ضغوطا على أوكرانيا للموافقة على إنهاء الحرب.

 

  1. في الشأن الايراني

سبق أن أعلنت أوروبا رفضها إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب رغم القرار الصادر من قبل برلمان الاتحاد، إلا أن الضغط يأتي هذه المرة من الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي عبر رسالة موقعة من قبل أعضاء في الكونغرس الأميركي بهذا الخصوص. بالمقابل، تؤكد طهران أن الحرس الثوري حارب الإرهاب الداعشي في العراق وسوريا، ولن يقف مكتوف الأيدي فيما لو قررت أوروبا اتباع واشنطن. وأرسل 130 عضوا في الكونغرس الأميركي رسالة رسمية إلى جوزيف بوريل، رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، يطالبون فيها الاتحاد الأوروبي بإدراج الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية، وتم إرسال الرسالة التي كتبها ممثلون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، إلى بوريل، يوم الاثنين. وكتب النواب الأميركيون في الرسالة انهم يأملوا أن تحظى هذه المسألة الهامة والضرورية بالاهتمام الواجب في الاجتماع القادم لمجلس العلاقات الخارجية، لأن الوقت قد حان.  وضمن سلسلة من التهم إلى الحرس الثوري في هذه الرسالة، أكد النواب على تسليم مئات الطائرات بدون طيار إلى روسيا في حرب أوكرانيا. كما أشاروا إلى التعقيدات القانونية، ولفتوا إلى أنهم يتفهموا تماما الحاجة إلى قرار من سلطة قضائية أو سلطة مختصة، إلا أنهم شددوا على ما اعتبروه التهديد المتزايد الذي تشكله إيران على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومواطنيها، وطالبوا بالتعامل معه بأقصى سرعة.

في سياق متصل، وفي ظل الجمود الذي يلف منذ أشهر المفاوضات النووية، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن بلاده قادرة على تخصيب اليورانيوم متى شاءت وبأي نسبة كانت، ورأى أن هدف الولايات المتحدة كان إيقاف التكنولوجيا النووية الإيرانية، لكنها فشلت في ذلك ولم تحقق أي نتائج، وفق تعبيره. وأشار إلى أن الأسباب التي يتذرع بها الأميركيون لعدم إبرام اتفاق مجرد أعذار، وإن هدف واشنطن الأساسي منع تقدم بلاده. إلى ذلك، رأى أن الأميركيين تبلور لديهم الانطباع بأن إيران نووية لا يمكن التخلص منها بسهولة، لكنه اعتبر أن الأهم من ذلك، أنهم أدركوا أن هذه المعرفة لا يمكن القضاء عليها، مشيرا إلى أن حجم التخصيب الذي قامت به إيران في الفترة الأخيرة غير مسبوق ما جعل الكل يدرك أن القدرة الإيرانية حقيقية ولا يمكن إنكارها.

في ملف العلاقات مع المملكة السعودية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الأربعاء، إن وفدا من طهران وصل السعودية، لاتخاذ الترتيبات اللازمة لفتح سفارة بلاده في الرياض وقنصليتها في جدة، وأضاف أن الوفد سيبحث في السعودية استئناف نشاط الممثلية الإيرانية الدائمة في منظمة التعاون الإسلامي. كما أوضح أن طهران ستسعى لفتح بعثاتها في السعودية واستئناف نشاطها قبل موسم الحج. يشار إلى أن وفدا فنيا سعوديا زار طهران يوم السبت الماضي لمناقشة آليات إعادة فتح ممثليات المملكة في إيران، وذلك إنفاذا لاتفاق البلدين مؤخرا على استئناف العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية.

 

  1. في الشأن السوداني

في تطور دراماتيكي للأزمة، تواصلت الاشتباكات، الأحد، لليوم الثاني على التوالي في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، دون ظهور بوادر للتهدئة، رغم الدعوات الدولية والإقليمية، فيما بلغ عدد الضحايا من المدنيين ومقاتلي الطرفين أكثر 57 قتيلا و595 جريحا.

ميدانيا، قالت قوات الدعم السريع إن قواتها في بورتسودان تتعرض لهجوم من طيران أجنبي، فيما كان الجيش السوداني شن، في وقت متأخر السبت، ضربات على معسكرات قوات الدعم السريع بالقرب من العاصمة الخرطوم، حيث قام الجيش في وقت متأخر، بقصف معسكر للدعم السريع في أم درمان، وفقا لشهود عيان. وكان قوات الدعم السريع قالت في وقت سابق إنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش ومطارات في الخرطوم ومدينة مروي في الشمال وفي الفاشر وولاية غرب دارفور، غير أن الجيش نفى هذه التأكيدات.

 

  1. في الشأن الصيني

قال وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، الجمعة، إن بلاده لن تبيع أسلحة لأي من طرفي الصراع في أوكرانيا، وستسيطر على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري. جاءت تصريحات تشين ردا على مخاوف أبدتها الولايات المتحدة ودول أخرى، من أن الصين تبحث تقديم مساعدة عسكرية لروسيا، والتي دعمتها بكين سياسيا وخطابيا في الصراع، بينما أعلنت رسميا أنها ما زالت على الحياد. وكرر تشين ايضا استعداد الصين للمساعدة في تسهيل المفاوضات للتوصل إلى حل سلمي للصراع، وقال إنه ينبغي على جميع الأطراف المعنية بالأزمة أن تظل موضوعية وهادئة.

في سياق منفصل، دعا الرئيسان الصيني والبرازيلي في بكين، الجمعة، الدول المتقدمة إلى الوفاء بوعدها بتقديم 100 مليار دولار سنويا للدول الأكثر فقرا، لمكافحة آثار التغير المناخي. جاء ذلك خلال زيارة لولا دا سيلفا إلى الصين، حيث يسعى لإعادة بناء علاقات مع الصين، بعد اضطرابها في عهد سلفه اليمين جايير بولسونارو. وركزت محادثات لولا وشي على العلاقات الاقتصادية وأشكال أخرى من التعاون، لكنها تناولت أيضا الصراع في أوكرانيا، واتفق الزعيمان على الحاجة للتوصل لتسوية من خلال التفاوض. يشار إلى أن المستوى الحالي للتمويل بلغ 83,3 مليار دولار فقط عام 2020، وفق تقرير أصدرته في يوليو الماضي، منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. ولا يزال تصنيف الصين "دولة نامية" في محادثات المناخ، وهي صفة مُنحت لها عام 1992، موضوعا مثيرا للجدل، في ظل ارتفاع انبعاثاتها من الكربون في السنوات الأخيرة. وصارت الصين ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 11 بالمئة، بعد الولايات المتحدة مباشرة بنسبة 20 بالمئة، وفق موقع "كاربون بريف" المخصّص لقضايا الاحتباس الحراري والطاقة.

في الملف العسكري، أكدت بكين، يوم السبت، أنها نفذت اختبارا أرضيا ناجحا لاعتراض الصواريخ أثناء تحليقها، في علامة واضحة على التقدم في قدرتها على إسقاط الأسلحة القادمة من الفضاء. وقالت وزارة الدفاع الصينية إنه تم تنفيذ العملية في وقت متأخر من مساء الجمعة داخل الأراضي الصينية وحققت هدف الاختبار المنشود، وأضافت أن الاختبار كان دفاعيا في طبيعته وليس موجها إلى أي دولة، لكنها لم تذكر تفاصيل أخرى مثل ما إذا كان قد اصطدم بالفعل بجسم ما، وعدد الصواريخ المعترضة التي تم إطلاقها وأين سقطت.

وتهدف هذه الأنظمة، التي تتكون من صواريخ اعتراضية أرضية ومجموعة كبيرة من الرادارات وأنظمة التحكم في النيران، إلى إسقاط الصواريخ الباليستية، بما في ذلك تلك العابرة للقارات التي تحمل رؤوسا نووية أو غيرها من الرؤوس الحربية، أثناء تحليقها في منتصف مسارها الفضائي في طريقها إلى أهدافها. يذكر أن هذه الأنظمة، التي تشير إليها الولايات المتحدة على أنه دفاع متوسط المدى على الأرض، هي أنظمة معقدة للغاية ومكلفة في البناء والاختبار والصيانة، وقدرات الصين في هذا المجال ليست معروفة جيدا.

 

  1. في أزمة تونس

أعربت مديرة صندوق النقد الدولي يوم السبت، عن املها تقريب وجهات النظر بخصوص برنامج الاصلاحات بالنسبة لتونس، وتوجهت كريستالينا غورغييفا إلى السلطات التونسية مناشدة  اياها، ومشددة على ان الصندوق يريد ما يصبّ في مصلحة تونس ولا يريد من تونس وضع برنامج يؤدّي لتهديد أو تقويض الاستقرار في البلاد. ومن هذا المنطق ناشدت تونس باتخاذ الخطوة الوحيدة المتبقية كي يتمكنوا من أخذ الملف إلى مجلس الإدارة، حسب تعبيرها. كما أكدت، بمناسبة اجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن، أن المحادثات متواصلة، مردفة بالقول ان لدى المجموعة الدولية واجب تجاه الشعب التونسي وأن يكون البرنامج الذي وضعته الحكومة موثوقا وقادر على أن يؤدي في الواقع إلى استقرار في البلاد.

ولم يشهد ملف المفاوضات بين تونس وصندوق النقد الدولي أي جديد حسب ما قاله مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي جهاد أزعور الجمعة، حيث أكد أن الصندوق لم يتلق مطلبا من السلطات التونسية لإعادة النظر في برنامج إصلاحاتها الاقتصادية. وكان صندوق النقد قد أرجأ في ديسمبر الماضي اجتماع مجلس إدارته بشأن برنامج قروض لتونس بهدف منحها مزيدا من الوقت للانتهاء منه. وفي مؤتمر صحفي بواشنطن حيث يعقد صندوق النقد والبنك الدولي اجتماعات الربيع، أكد أزعور أن الصندوق لم يفرض أي إملاءات.

وكانت فرنسا أكدّت، الخميس، أنّ إنجاز برنامج المساعدة بين صندوق النقد الدولي وتونس يمثّل أولويّة لها، فيما وصلت المحادثات بين الطرفين إلى طريق مسدود. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر خلال مؤتمر صحافي إنّ السلطات التونسية تعلم أنّ بإمكانها الاعتماد على الدعم الفرنسي والأوروبي لمواكبة عملية الإصلاحات الضرورية لوضع اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق.

 

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) الكتائب

12 نيسان 2023

قد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة نائب رئيس الحزب النقيب جورج جريج، وبعد التداول أصدر البيان التالي:

1- يعتبر المكتب السياسي الكتائبي أن الأحداث التي حصلت في جنوب لبنان تؤكد خطف حزب الله للقرار اللبناني وتحويل الجنوب إلى منطقة خارجة تماماً عن سلطة الدولة برضى القوى السياسية والنيابية ورئيسي مجلس الوزراء والنواب سواء بسواء واستسلامهم التام للأمر الواقع الذي يدفع أهل الجنوب ثمن تبعاته القاتلة مرة جديدة.

ويرى المكتب السياسي أن ما حصل معطوفاً على صورة اللقاء بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والسيد نصرالله أزال كل شك عن رعاية حزب الله لعملية إطلاق الصواريخ واستباحة الجنوب وشكّل استفزازاً كاملاً للبنانيين وانتقاصاً كاملاً لما تبقى من هيبة للدولة وسلباً فاضحاً لسيادة البلد.

ويحذر حزب الكتائب، عشية ذكرى 13 نيسان، من استنباط منظومات مسلّحة تنضوي تحت لواء حزب الله وغطاء المحور الإيراني فتتحوّل المخيّمات الفلسطينية مرة جديدة إلى وقود لحروب تعيدنا إلى أيام غابرة أدت إلى النتيجة المعروفة.

2- تعمل المنظومة الحاكمة على استكمال مخططها لتطيير الانتخابات البلدية في فصل جديد هدفه تعطيل الاستحقاقات الانتخابية على أنواعها لتأمين الاستمرار في الإمساك بمفاصل المؤسسات ومصادرة إرادة الناس في ظل غياب رئيس الجمهورية.

فبعد سقوط ذريعة مصدر التمويل أو النقص في التمويل، يرفض حزب الكتائب محاولة الدعوة إلى جلسة تشريعية لشرعنة نسف الاستحقاق البلدي والاختياري في وقت باتت الانتخابات حاجة ملحّة خصوصًا في ظل حالة الاهتراء التي تعيشها مؤسسات الدولة المركزية ووجود عشرات المجالس البلدية المنحلّة، ويحمّل المكتب السياسي النواب الذين سيؤمنون النصاب مسؤولية مخالفة الدستور الذي يقول دون أي لبس بتحوّل المجلس النيابي إلى هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالًا في انتخاب رئيس الدولة دون أي عمل آخر.

ويؤكد المكتب السياسي أن السبيل الوحيد للخروج من هذا الإخلال التام بالحياة السياسية هو رفع حزب الله قبضته عن الاستحقاق الرئاسي والذهاب فوراً إلى انتخاب رئيس قادر على جمع اللبنانيين واستعادة سيادة الدولة ومعالجة الملفات وعلى رأسها سلاح حزب الله والشروع في ورشة إصلاحية كاملة بالتزامن مع إعادة علاقات لبنان بالدول الصديقة إلى مسارها التاريخي الطبيعي.

3- يستكمل حزب الكتائب ورئيسه التواصل الدائم مع كل المعنيين بالملف اللبناني والدول الصديقة التي تسعى لتقديم المساعدة للخروج من الفراغ الرئاسي وبخاصة الجمهورية الفرنسية التي وصل إليها رئيس الكتائب في زيارة رسمية تتوّج في قصر الإليزيه حيث يلتقي مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل الأسبوع المقبل.

ويؤكد حزب الكتائب في هذا السياق تقديره للمساعي التي يقوم بها أصدقاء لبنان والاهتمام الدائم باللبنانيين لكنه في المقابل يعتبر أن بعض الحلول المقترحة تمثل استسلاماً لشروط حزب الله واستمراراً للنهج التسووي الذي طبق في 2016 وأدى إلى تدمير لبنان والإطاحة بما تبقى من قدرات اقتصادية ومالية ومعيشية وإلى هجرة عشرات آلاف اللبنانيين.

ومن هنا يبذل حزب الكتائب ورئيسه أقصى الجهود لشرح تبعات هكذا مغامرات مدمّرة لمنطق الدولة لاسيما بعد الأحداث الأمنية جنوباً.

2*) المطارنة الموارنة

12 نيسان 2023

عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان الآتي:

"تابع الآباء التحرك السياسي والديبلوماسي، المحلي والعربي والدولي، الذي يعطي الأمل بأُفقٍ واعد على صعيد إنجاز الإستحقاق الرئاسي. ويُناشِدون النواب والكتل النيابية تحكيم ضمائرهم والتعامل بوطنيةٍ وإيجابية لإنجاح هذا الاستحقاق.

يحَيّي الآباء النواب المسيحيين الذين استجابوا دعوة صاحب الغبطة إلى نهار للصلاة والتأمل في مركز بيت عنيا – حريصا، الأربعاء في الخامس من نيسان الجاري. ويرجون أن تكون فسحة العودة إلى الذات هذه، فرصة مُبارَكة لتفاعُلٍ مُثمِر في تحمّل مسؤولياتهم مع شركائهم في الوطن، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية.

واستنكر الآباء بشدة المحاولات الهادفة مجددا إلى تحويل جنوب لبنان صندوقا لتبادل الرسائل في الصراعات الاقليمية. ويطالبون الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية بالحزم في تطبيق القرار 1701، بما في ذلك تعزيز أجهزة الرصد والتتبُّع والملاحقة، ويناشدون القوى الاقليمية والمجتمع الدولي مساعدة لبنان على تحمل أعباء لم تجلب عليه ماضيا سوى الخراب والدمار وتشتيت السكان، فضلا عن الطعن في حقه بالأمن والسلام والاستقرار.

توقف الآباء بكثير من التساؤل والاستجان أمام واقع المضاربات بالنقد الوطني والأجنبي، وبما يدل دلالة واضحة على التمادي في نهب أموال الدولة والشعب. ويطالِبون المعنيين في الحكم والإدارة باتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لهذا السيف المصلت فوق رؤوس المواطنين في رواتبهم وأجورهم وشؤونهم الحياتية والمعيشية.

يبدي الآباء رفضهم القاطع للمُمارَسات والسياسات الدولية الهادفة إلى ترسيخ نزوح السوريين في لبنان سعيًا إلى توطينهم. ويعتبرون ذلك، مع اللبنانيين، جريمة في حق لبنان تُهدِّده في وحدته وفي وجوده، وفي حق السوريين بالعودة الى وطنهم. ويحثّون القادة السياسيين وأهل الفكر والرأي على التحلُّق حول مطلب تأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، خصوصًا في ظل الانفراجات المُتلاحِقة في العلاقات العربية–العربية والعربية-الإقليمية وتراجع الأعمال الحربية إلى حدٍّ كبير في الأرجاء السورية.

يتوجّه الآباء إلى أبنائهم وبناتهم في الوطن والانتشار بأطيب التمنيات بمناسبة الفصح المجيد، أعاده الله عليهم وعلى لبنان بالخير وبالقيامة التي يعدنا لنا الصيام وأعمال البر، مشفوعةً بالإيمان والرجاء والمحبّة الغامرة. كما يتمنون لإخوانهم الذين يتبعون التقويم الشرقي فصحا مجيدا، ولإخوانهم المسلمين فطرا مباركا. عسى ان يكون تقارب هذه الأعياد في الزمن عربونا لتقارب القلوب، وسعيا مشتركا لبناء السلام في وطننا وفي العالم".

3*) الحزب الايراني

13 نيسان 2023

عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بمقرها المركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.

وأشارت الكتلة في بيان على الاثر، تلاه النائب إيهاب حمادة، الى أن "تعقيدات الأزمة المتدحرجة في لبنان وسبل التعامل معها، والاستحقاقات الرئاسية والبلدية والمصرفية الداهمة، والمواقف الواجب اعتمادها، في ضوء النصوص الدستورية والقانونية الحاكمة والمصلحة الوطنية المقدرة، إضافة إلى المسؤولية المفترض تحملها، لتلافي تداعيات التجاوزات المتسارعة دوليا وإقليميا من حولنا، أو للمسارعة إلى التقاط إيجابيات يحسُن الاستفادة منها. كل هذه الأمور والاهتمامات فرضت نفسها على جدول أعمال الكتلة في جلستها اليوم المنعقدة في 13 نيسان الذي يستنفر في الذاكرة اللبنانية الكثير من الدروس والعبر، ويتزامن هذا العام مع حلول ليالي القدر وأجوائها المباركة ضمن العشر الأواخر من شهر رمضان المفعم بالخير والبركة والرحمة الإلهية".

ولفتت الى أنها "أيام وليالٍ توفر فرصا للتزود بالقيم والمحفزات الرسالية النبيلة لتصويب مسارات الإنسان في حياته الخاصة والعامة، ولاستحضار واجب النصرة الإيمانية والعملية للقضية المحورية التي تمثل رمز وعنوان حضور الأمة وفاعليتها وأولوية همومها الحضارية وبوصلة اتجاهها وجهادها، وهي قضية القدس التي دعا الإمام الخميني (قدس سره) إلى اعتماد آخر يوم جمعة من شهر رمضان في كل عام، يوما عالميا لها يكون محطة لتقييم أوضاعها ودراسة متطلبات دعمها وتوحيد الرؤى وتنسيق البرامج الهادفة إلى زعزعة قدرات العدو الصيهوني وإجهاض محاولاته لإحكام احتلاله، ومن ثم العمل على استنهاض دول وشعوب المنطقة من أجل مساندة الشعب الفلسطيني لإنجاز مهمته الوطنيّة في دحر الصهاينة الغاصبين وتحرير فلسطين وتقرير مصيره الوطني وفق ما ينسجم مع خياراته ويحقق تطلعاته".

وجددت الكتلة التزامها "نصرة قضية فلسطين"، مؤكدة "في يوم القدس العالمي رفضها وإدانتها الصارخة للاحتلال الصهيوني لفلسطين ولممارساته الإرهابيّة ضد الشعب الفلسطيني صاحب الحق المشروع في مقاومة الصهاينة الغزاة".

ورأت أن "إرادة المقاومة التي يشهد العالم توهجها مع كل جيل جديد من أبناء الشعب الفلسطيني، تشكل صفعة إدانة لكل القوى الدولية الراعية للاحتلال الصهيوني لفلسطين والضالعة في سلب حقوق الشعب الفلسطيني وتزوير الحقائق المتصلة بعدالة قضيته".

وشددت الكتلة على "اعتبار العدو الصهيوني مصدر خطرٍ دائم يتهدد المنطقة والاستقرار في العالم، وتجب إزالة احتلاله بكل الوسائل المتاحة"، معتبرة أن "التغافل الدولي المتعمد عن استباحة العدو الصهيوني لباحات المسجد الأقصى ولمقدسات المسلمين والمسيحيين في فلسطين هو وصمة عار على جبين كل الإدارات الراعية والداعمة لهذا العدو العنصري والإرهابي".

ودعت "دول المنطقة والقوى الحية لدى شعوبها، إلى إعادة النظر في كل سياسات المهادنة وتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني على حساب أمن المنطقة واستقرارها، وعلى حساب قضية فلسطين وموقعية الأمّة وكرامتها"، معتبرة أن "الفرصة مؤاتية اليوم لمثل هذه المراجعة"، داعية إلى "استئناف أحسن العلاقات الأخوية بين جميع الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأكدت الكتلة "وجوب تعاون الحكومة مع مجلس النواب من أجل اعتماد الواقعية في مقاربة استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية والتوقف عند الشكوك الجدية حول الجهوزية المتوفرة لإجرائها في مواعيدها"، معتبرة أن "أي إجراء انتخابي قاصر لا تتوفر معه القدرة التنفيذية لمواكبته، سوف يتعثر ويربك العملية برمتها الأمر الذي سيرتد سلباً على الصعيد العام العملي السياسي".

كما أكدت أن "الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق وطني بامتياز وتجب مقاربته وفق هذا المنظار، وبناء عليه فإن التفاهم الوطني هو أقصر الطرق لإنجاز هذا الاستحقاق، أما الرهانات على ما هو غير ذلك فإنها لن تؤدي إلا إلى إطالة فترة الاستحقاق وإفساح المجال أمام المزيد من التعقيدات التي تسهم في تأخير العملية وإطالة أمدها".

4*) حسن نصر الله

13 نيسان 2023

اعتبر الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله، في كلمة له خلال فعاليات "منبر القدس"،أن "العالم يسير على المستوى الدولي نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب، ونهاية القطب الواحد المتمثل بالولايات المتحدة الحامي المطلق للكيان الصهيوني"، وقال: "كل التطورات تخدم صراعنا مع الاحتلال الصهيوني ومشاريع الهيمنة الأميركية".

ورأى ان " تداعيات الاتفاق السعودي والإيراني، بدأت تظهر بشكل متسارع، من خلال مسار الدبلوماسية في المنطقة، ما يساعد في مواجهة التمزق في أمتنا، ومسار التلاقي والتفاهم سيؤثر سلبا على الكيان الإسرائيلي".

وتابع: "أننا شهدنا خروج محور المقاومة من محنة السنوات الماضية قويا مقتدرا، وسنشهد تطورات مرتبطة بسوريا وتواصل الدول العربية معها وعودة العلاقات معها".

وأكد أن "الاحتضان الشعبي للمقاومة ومجاهديها في الضفة، والمشاركة في العمليات والعناد الفلسطيني الذي يسبب الارتباك، والحضور في المسجد الأقصى، وتنامي المقاومة في غزة، يجب أن تتمركز الجهود على دعم المقاومة والقدس".

وقال: "مسؤولية مساندة الضفة هي مسؤولية اخلاقية وايمانية وجهادية، الضفة اليوم بحق هي درع القدس، فأهلها ورجالها ونساؤها وصغارها يشكلون الخط الامامي للدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية والحفاظ على وجودها".

وأكد أن  "الضفة هي درع القدس بصبرها وثباتها ومقاومتها وتحملها الكبير، ولكي يستمر صمود الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، يجب علينا دعمهم بالمال والسلاح. فعندما نقول "الضفة درع القدس" فهي تساوي وجوب دعم الضفة".

وحذر نصر الله تل أبيب قائلا: "لعبة الإسرائيلي في القدس أو لبنان أو سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى"، متابعا: "حماقة العدو ولاسيما في الأشهر القليلة الماضية، قد تدفع المنطقة إلى حرب".

وأكمل نصر الله: "للإسرائيلي نقول له احذر، فالقدس خط أحمر، واننا مع فلسطين ولن نتخلى عنها".

وأكد أن "الاتفاق السعودي الإيراني له تأثيرات إيجابية ولاسيما في فرملة التطبيع مع إسرائيل على أقل تقدير".

وقال: "كل الأجواء التي تأتي من اليمن والسعودية تدعو إلى التفاؤل، وهذا يسعدنا".

وأردف: "كانوا يتحدثون عن تشكيل محور سني إسرائيلي أو عربي إسرائيلي في وجه إيران.. وسقط".

واستطرد: "السند الحقيقي للمقاومة هي إيران بقيادة علي خامنئي ولذا كان الحصار وتشكيل المحاور ضدها".

وقال ان "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتوعد المقاومة، ونحن في المقاومة نتوعده أيضا، والأيام بيننا".

أضاف نصر الله: "أي حدث أمني يحصل في لبنان نحن سنرد عليه من دون تردد".

وأوضح قائلا: "ما جرى في الجنوب كان حدثا كبيرا بالنظر إلى الأوضاع منذ عام 2006"، مضيفا: "نعتقد أن سياسة الصمت هذه تقلق وترعب العدو وهذا من ثمار ما حصل الأسبوع الماضي".

وأردف: "العدو الذي يهدد اللبنانيين ويقصف سوريا يجب أن يبقى قلقا ومرتعبا، وهذا يرسخ ميزان الردع وقواعد الاشتباك".

وتابع: "توازن الردع هو الذي جعل الرد الإسرائيلي محدودا وسخيفا..اعتبر الإسرائيلي أنه حقق انجازا بتحييد حزب الله بعد القصف من جنوب لبنان وهذا يجب أن يدرس في الاستراتيجيا".

واستطرد: "لم يقصف الاسرائيلي أي بنية تحتية لحزب الله بل قصف الموز فقط. الإسرائيلي كذب على شعبه والجميع يعلم أنه لم يقصف موقعا لحزب الله وهذا دليل ضعف ووهن".

وأضاف: "من أكاذيب نتنياهو أن حكومة لابيد وقعت اتفاقا مع حزب الله والجميع يعلم أن هذا كذب".

واستطرد: "عندما ينتشر الجيش السوري على خط قتال لمئات الكيلومترات فلا تطلب منه أن يفتح جبهة أخرى".

ورأى أن "الموقف السوري من الاعتداءات الإسرائيلية قد يتبدل في أي وقت من الأوقات".

وأضاف: "ما حصل الأسبوع الماضي على مستوى المسيرات في الجنوب السوري هو مؤشر بشأن احتمال تبدل الموقف السوري".

5*) البطريرك الراعي

16 نيسان 2023

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة" عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان:"ربي والهي" ( يو 20: 28)، قال فيها: "تحتفل الكنيسة اليوم بالاحد الجديد، وهو الذي يلي احد القيامة. هو جديد لانه بداية العهد المسيحاني، عهد المسيح الذي، بموته وقيامته وانتصاره على الخطيئة والموت، حقق في الانسان الخلق الجديد. فالمسيح الرب اعاد للانسان بهاء صورة الله فيه. في هذا تجلت محبة الله الغني بالرحمة ( افسس 2: 4)، وبلغت ذروتها. لهذا السبب حدد القديس البابا يوحنا بولس الثاني الاحد الجديد ليكون عيد الرحمة الالهية. فيسعدنا ان نحتفل معكم بهذه الافخارستيا التي تتحقق فيها الآن وهنا ذبيحة ربنا يسوع فداء عن خطايانا وخطايا البشر اجمعين، ووليمة جسده ودمه لمغفرة الخطايا، ومنح الحياة الجديدة بروح القيامة لكل مؤمن ومؤمنة. ويطيب لنا ان نحيي عيد الرحمة الالهية مع الجماعات التي تؤدي العبادة للرحمة الالهية، وتنشرها، وهي تأتي اليوم من مختلف الرعايا والمناطق اللبنانية. فنوجه تحية خاصة لهذه الجماعات والمسؤولين فيها ومرشديها ومرشدها العام، وسيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر المشرف عليها".

تابع: "انا نصلي الى الله، بشفاعة القديسة الاخت فوستين ان يفتح قلوب جميع الناس لقبول الرحمة الالهية، فيزدادوا محبة وتحننا وتمتلئ قلوبهم سلاما نابعا من محبة الله ورحمته ومن صميم قلب يسوع المسيح، كما يظهر في الصورة التي رأتها الاخت فوستين في مختلف ظهوراته سنة 1931 و 1933 و1935. لقد ظهر لها المسيح بملء قامته مع شعاعين يخرجان من قلبه المطعون بالحربة، الواحد أبيض والثاني أحمر. هذا المشهد رآه الصالبون والمريمات الحاضرات عند الصلب ويوحنا وأم يسوع ( راجع يو 19: 34). فيرمز الماء الى المعمودية التي منها نولد أبناء وبنات الله، ويرمز الدم الى الافخارستيا التي فيها يفتدي الله البشرية جمعاء بذبيحة ذاته على الصليب، وفيها يتناول المؤمنون جسد الرب ودمه للحياة الابدية. كل أسرار الكنيسة التي منها تأتينا النعم الخلاصية، انما تنبع من قلب يسوع المطعون بالحربة. من هذا القلب الاقدس ولدت الكنيسة المتمثلة فيها البشرية الجمعاء.  لقد طلب الرب يسوع من الاخت فوستين في ظهوره الاول ان ترسم لوحة هذا المشهد وتكتب في اسفلها: يا يسوع انا أثق بك، وان تكرم هذه الصورة في جميع كنائس العالم، وأن يعلم الكهنة عظمة رحمة يسوع، ويساعدوا على ارتداد الخطأة الى التوبة، لكي ينعموا بعظمة الرحمة الالهية. وأعطيت الاخت فوستين مسبحة الرحمة الالهية. فكانت كل الرسالة التي تلقتها الاعلان ان الله محب رحوم. في عيد الرحمة الالهية، نجدد ايماننا بان الرب يسوع تألم ومات على الصليب ليفتدي ويكفر عن خطايانا وخطايا العالم أجمع. فانا نهتف اليه: بحق آلام يسوع الموجعة، ارحمنا يا رب وارحم العالم أجمع".

أضاف: "يسعدنا ان نرحب بجمعية فينيسيا للقديس شربل البولندية والآباء والحجاج المرافقين الآتين من بولندا، وطن القديسة فوستين والقديس البابا يوحنا بولس الثاني، وعلى رأسهم آباء مرشدون كبوشيون، وهم في زيارة حج الى الاماكن المقدسة في لبنان.

  1. لقد تابعنا بقلق وشجب وأسف ما تتعرض له المقدسات الاسلامية والمسيحية والمؤمنون في القدس على يد القوات الاسرائيلية، وفيما نستنكر بشدة هذه الاعتداءات على الاماكن المقدسة وعلى ممارسة الحرية الدينية، ندعو الاسرة الدولية الى التدخل الحاسم لإيقافها، والعودة الى قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية التي ترعى وضع المدينة المقدسة والمؤمنين الآمنين. لم يصدق توما الرسول خبر قيامة يسوع بسبب الصدمة من آلام يسوع وصلبه. فكانت هذه الصدمة أكبر من ايمانه واكبر منه، إذ قال: ما لم أعاين في يديه مواضع المسامير، وأجعل أصابعي فيها، وما لم أمد يدي في جنبه لا اؤمن!" (يو 20: 25).

ولكن، بعد ثمانية ايام، لما ظهر يسوع لرسله، دعا توما وقال له: "هات اصبعك الى هنا، وانظر يدي، وهات يدك، وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن، بل مؤمنا"، فلم يفعل. بل عندما رأى انسانية يسوع بجراحها، آمن بألوهيته. لم يلمس توما جراح يسوع، بل كلام يسوع لمس قلب توما، وأحيا إيمانه. يعلمنا هذا الحدث ألا تكون صدمات الحياة ومشاكلها أكبر منا. ولنتذكر أن المسيح الرب القائم من الموت هو رفيق دربنا الدائم، وبخاصة في وقت الشدائد بمختلف أنواعها. فهو يعرف معاناتنا ويعرف كيف يخاطب قلوبنا. وإني أتوجه بنوع خاص إلى كل مسؤول في الكنيسة والعائلة والمجتمع والدولة، لأقول إن واجب هذا المسؤول أن يواجه الصعوبات التي تفرضها عليه مسؤوليته. فلا يتهرب منها ولا ييأس ولا يتكاسل ولا يبرر تقاعسه وتقصيره. المسؤول الحقيقي يواجه الصعوبات ويجد لها حلولا، لئلا تتفاقم وتأتي بالضرر الكبير على من هم في إطار مسؤوليته. وما القول إذا كان المسؤولون السياسيون عندنا يجتهدون في خلق الصعوبات والعقد التي تأتي بالنتائج الوخيمة على المواطنين. لقد "تفانوا بكل جهد" في عدم انتخاب رئيس للجمهورية وفي تكريس الفراغ في الرئاسة الأولى، وشل المؤسسات الدستورية، مجلس نواب وحكومة وإدارات عامة، منذ ستة أشهر. فرموا البلاد في الإنهيار الكامل اقتصاديا وماليا وإنمائيا وإجتماعيا.

ثم عادوا بذات "التفاني والجهود" ليمددوا للمجالس البلدية والإختيارية، -ويا للسخرية – ظنا منهم انهم بذلك يبررون عدم إمكانية إنتخاب رئيس للجمهورية". 

وسأل نواب الأمة: "كيف رفضتم الإجتماع، لغاية تاريخه، لانتخاب رئيس للجمهورية، واستمررتم في الفراغ الرئاسي، واليوم تجتمعون بكل سهولة وتؤمنون النصاب من أجل تأجيل إستحقاق دستوري آخر وطني وديموقراطي، هو إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية، وبذلك تمنعون المواطنين من حقهم الدستوري في التعبير عن رأيهم وإيصال من يرونه مناسبا.

إنكم بكل سهولة تستخفون بالشعب والدستور وتجددون لأشخاص انتهت مدة ولايتهم التي أعطاهم إياها الشعب بالوكالة. يا لسخافة السبب المخجل وهو عدم وجود مال لتغطية أكلاف الإنتخابات! لماذا لم تؤمنوا المال قبل الوصول إلى أجل هذا الإستحقاق؟ إنها سخافة ثانية تضاف إلى سابقتها وهي: التوافق على الشخص المرشح للرئاسة الأولى. أين كنتم ايتها الكتل النيابية طيلة الست سنوات من ولاية رئيس الجمهورية؟ ماذا كنتم تفعلون؟ ألم تجدوا مرشحا؟ لماذا لم تتوافقوا على هذا الشخص طيلة هذه السنوات؟ في كلا السخافتين بينتم للملاء أنكم غير جديرين بالمسؤولية التي أسندت إليكم، ومع هذا كله تحتلون وتصادرون المسؤولية على حساب هدم الدولة وإفقار الشعب وقتله. أليست هذه خيانة للأمانة التي ائتمنكم عليها الشعب؟".

وختم الراعي: "كيف توفقون بين خفة قرار تمديد ولاية المجالس البلدية، وجدية العمل الطويل الذي قامت به وزارة الداخلية والبلديات لإعداد الهيئات الناخبة وتنظيمها، وطلبت من الحكومة في شهر كانون الثاني الماضي الإعتمادات اللازمة والمحددة؟ لاجراء هذه الانتخابات. ربي وإلهي! هاتان الكلمتان أصبحتا المدخل لكل صلواتنا الليتورجية. وهي إعلان إيماننا، وصرخة ندائنا لالتماس الرحمة الالهية، غفرانا لخطايانا، وخطايا جميع البشر، ومن اجل والإستقرار والسلام في وطننا وفي العالم. لله المجد والشكر على رحمته اللامتناهية، الآب والإبن والروح القدس، آمين".

6*) المطران عودة

16 نيسان 2023

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة الهجمة وقداس الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى عودة عظة قال فيها: "المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور. إن قيامة المسيح هي الحدث الأعظم في التاريخ. إنها ما يميز المسيحية عن سواها. فجميع الأباطرة والقادة والزعماء ماتوا رغم بطشهم وقوتهم. وحده رأس الكنيسة، المسيح القائم من بين الأموات، حطم شوكة الموت، وقوة الشيطان، ومملكته، وهو حي إلى الأبد".

أضاف: "قيامة المسيح هي تجديد للطبيعة البشرية، وإعادة خلق للجنس البشري، وعيش للحقيقة الأخروية. هي تحمل معنى عظيما لحياة المؤمنين، إذ بها عاد الإنسان إلى وضعه الأول، لا بل ارتفع فوقه. يقول الرسول بولس: "إن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم" (1كو 15: 17). كل شيء في الكنيسة، وفي حياة أعضائها، مؤسس على قيامة المسيح، من المعمودية حتى الإنتقال من الحياة الأرضية إلى الملكوت السماوي. ففي المعمودية يموت إنساننا العتيق، ونقوم من جرن المعمودية مع المسيح جددا، ونحيا كل أيام حياتنا مجاهدين من أجل الحفاظ على لباس معموديتنا أبيض نقيا، لكي نستأهل الوقوف أمام منبر المسيح في القيامة العامة، مبررين وبلا دينونة. إذا، حقيقة الإيمان وقوته تعودان إلى حقيقة قيامة المسيح الساطعة الضياء، التي من دونها يكون المسيحيون "أشقى جميع الناس كما قال بولس الرسول (1كو 15: 19)".

أضاف: "لا أحد يعرف التوقيت الفعلي لقيامة الرب، لأن أحدا لم يره حينها. فعندما جاءت النسوة حاملات الطيب ليطيبن جسده، شهدن القبر الفارغ. إذا، الأحد، أول أيام الأسبوع، هو يوم قيامة المسيح. فيه تأكد للجميع بأنه قام، وداس الموت، وقهر الشيطان، رغم أن مفاعيل القيامة قد بدأت بالظهور عندما أسلم روحه على الصليب. نهار الأحد مهم في العهد القديم لأنه أول أيام الخلق، فيه خلق الله النور. يسمي القديس باسيليوس نهار الأحد "أول الأيام، المماثل للنور عمرا"، لهذا، نسمع في إنجيل اليوم كلاما على النور، الذي يضيء الظلمة، والذي جاء إلى العالم لكي ينير ظلمة خطاياه، إلا أن العالم لم يقبله، بل أسلمه إلى موت الصليب. لقد وجد النور في أول أيام الخلق، وفي يوم الأحد كانت إعادة الخلق، عندما ظهر نور القيامة. لذلك تحتفل الكنيسة كل أحد بقيامة المسيح. إنه فصح أسبوعي صغير، مثلما هناك عيد فصح كبير سنوي، فنصوم قبل الإشتراك في سر الشكر، كما صمنا طيلة الأربعين يوما لنستحق المشاركة في مائدة الفصح السرية. ينبغي ألا يحتفل بقيامة المسيح كحدث تاريخي أو اجتماعي، بل كحدث وجودي. هذا يعني أن الاحتفال يجب أن يكون اشتراكا في نعمة القيامة. الصوم الذي يسبق العيد هدفه المشاركة الأفضل في سر القيامة، التي تتطلب تنقية حواس النفس والجسد. لذلك نرتل اليوم: (لننق حواسنا حتى نعاين المسيح ساطعا كالبرق بنور القيامة الذي لا يدنى منه). يقول القديس غريغوريوس بالامس: (على الإنسان أن يتنقى، ثم عليه أن يتغير بالنقاوة)".

وقال عودة: "فلنصل من أجل أن يسعى مسؤولو هذا البلد إلى النقاوة كي يتسرب النور إلى عقولهم وقلوبهم، ويفضح ما عشش فيها من فساد، ويطرده خارجا. عندئذ تبدأ المسيرة الحقيقية نحو قيامة الوطن والمواطن من الهوة الجحيمية التي حفرت وعمقت فابتلعت الجميع. قرابة سنة مضت على انتخاب أعضاء هذا المجلس النيابي، وشهور مضت على فراغ في سدة الرئاسة أخرج البلد من دائرة الثقة العالمية،  وثقة المواطنين، كما حصل بعد تفجير المرفأ، الذي دمر نصف العاصمة، وأودى بحياة أكثر من مئتين من أبنائها، دون الوصول إلى كشف المجرم الحقيقي، لا بل شل القضاء من أجل طمس الحقيقة. مسؤولو الوطن أصبحوا سببا لموت البلاد والعباد، بعدما عاثوا الفساد في كل المرافق والقطاعات، لا سيما قطاع التعليم الذي يقيم العقول من ظلمة الجهل، وقطاع الإستشفاء الذي يحمي الأجساد من الوصول إلى ظلمة القبر، فغرق لبنان الأخضر في سواد عظيم، في ظلمة فكرية وخوف من الموت، جعلا المواطنين لقمة سهلة يمضغها المتزعمون والمتسلطون ذوو المصالح".

وشدد على ان "بلدنا بحاجة إلى تجديد، إلى إصلاح حقيقي يطال كافة المجالات. والإصلاح يقتضي وجود قرار سياسي، والقرار مفقود لأن البلد بلا رأس، وبلا حكومة فاعلة. أما المجلس النيابي فقد انقضى ربع ولايته وما زال مشوشا، مشتتا، وبلا قرار. حتى أبسط واجباته لم ينجزها، وأولها انتخاب رئيس للبلاد. أما دوره في المراقبة والمحاسبة فشبه غائب، وفي التشريع لم يتوصل بعد إلى إقرار القوانين الإصلاحية الضرورية لوقف التدهور وإنهاض البلد"، سائلا "هل الديموقراطية شعارات نتغنى بها ولا نطبقها؟ أليس المجلس النيابي صمام الأمان للبلد؟ أليس من واجبه حماية الدستور وتطبيقه؟ هل يتساءل النواب عما فعلوه خلال السنة المنصرمة؟ هل يدركون المخاطر المحدقة بنا جراء استباحة أرضنا؟ وجراء تضاعف أعداد غير اللبنانيين، التي ستفوق قريبا عدد اللبنانيين؟ هل يحاسبون أنفسهم على عدم القيام بواجبهم وعدم احترام المهل الدستورية وتجاهل الإستحقاقات؟ هل هم مطمئنون إلى عدم انتخاب رئيس؟ وهل يحتاج المجلس إلى أشهر للانتخاب؟ أهذا ما ينص عليه الدستور؟ في الماضي كان النواب ينجزون واجبهم في انتخاب رئيس الجمهورية في ساعات، لأنهم كانوا يحترمون أنفسهم، ويحترمون المهل الدستورية، ويحترمون واجبهم وشعبهم. ليت نوابنا يقرأون دستور البلاد جيدا، وليتهم يستعملون عقلهم وحسهم الوطني عوض الغرائز الطائفية والمذهبية، والمصالح والولاءات. ليتهم يكفون عن تبادل الإتهامات، وعن التكاذب، والتحايل على الدستور، ويقررون دخول قاعة المجلس وعدم الخروج منها قبل إتمام عملية الإنتخاب. ليتهم يعملون فقط من أجل مصلحة لبنان".

وختم عودة: "في هذه الأوقات الحرجة من تاريخ بلدنا، جميعنا مدعوون إلى التعالي على الأنانيات والصغائر، والإرتقاء إلى مستوى إنقاذ البلد. عالمنا يرزح تحت ثقل أهواء قاتلة، وأنانية وظلم يتحكمان بمصائر البشر في بلدنا، وفي أرض المسيح فلسطين، وفي العالم أجمع. مأساة الإنسانية هي في المطامع الناتجة من عبادة المال والسلطة، وهي تستهدف جذور الإنسان الخيرة وتقضي على حريته وكرامته وسلامه. لذا نصلي من أجل أن يسود سلام المسيح العالم أجمع. نصلي من أجل أن تعم المحبة والعدل والحق، وأن يشرق المسيح القائم نوره القيامي على وطننا، فيشفيه من الأمراض التي أصابه بها من تولوا مسؤولية العناية به. صلاتنا أن يزرع إلهنا القائم بذور الرجاء في قلوبنا، وأن يبلسم جراحنا، ويشفي مرضانا، ويعيد أسرانا، وعلى رأسهم أخوينا المطرانين بولس ويوحنا. نصلي من أجل أن يقوم لبنان من كبوته، ببركة قيامة الرب الخلاصية، لكي نصرخ فرحين: المسيح قام، وأقامنا معه منتصرين على الموت والفساد، آمين".