رقم 166/2023
10-16 تموز /2023
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
تراوح الأزمة مكانها في المربع الأول، مع عدم وجود مؤشرات عملية مُبشّرة بأن الإستحقاق الرئاسي ذاهب في المدى القريب إلى حلّ. فيما يبدو أن الجميع بالتظار ما يُمكن أن تؤول إليه اجتماعات اللجنة الخماسية الاسبوع المقبل، مع العلم أن المراقبين لا يستبشرون خيرا من زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان-إيف لودريان إلى بيروت قريبا، في ظل تمسّك الحزب الايراني بمرشّحه - صديق بشار الأسد الحميم - وإصراره على سحب إسم مرشّح المعارضة، وهو ما كرره قياديو الحزب هذا الأسبوع.
تزامنا، يواصل حزب الله الايراني التأكيد على مطلب الحوار - من دون مرجعية سياسية لضبطه - للخروج من أزمة الانتخابات الرئاسية، محملا الفريق الآخر مسؤولية التعطيل، حتى حدود قول احد قادة الحزب بأن سبب "توتر وخيبة وصراخ جماعة التحدّي والمواجهة" هو وصولهم إلى "طريق مسدود"؛ في حين أن الحزب هو المتوتّر، وهو من يقيم الصراخ كل يوم وفي كل مناسبة، متهما المعارضة تارة بتنفيذ أجندة اسرائيلية-اميركية وطورا بالولاء للمملكة السعودية.
وهو يتّهم اليوم فريق المعارضة بالتعطيل الذي عمل عليه هو نفسه لسنوات، معتبرا أن اللبنانيين قد نسيوا ما قام به هو وحلفائه من تعطيل للمؤسسات، وأولها المجلس النيابي، وما قام به من اعتداءات على الاعلام ومؤسساته، وأنه قام باجتياح بيروت والجبل، كما قام بنشر "قمصانه السود" في عملية تهديد مباشر للقوى السياسية والمواطنين! وهو - أي الحزب - ينادي اليوم بتطبيق الدستور ويجاهر بأن فريقه يعمل ضمن مواده، في حين أن أعماله، ومنذ تأسيسه، تقوم على التعدّي على الدستور والقوانين كافة!
وقد جاء قرار الاتحاد الاوروبي مع بداية الاسبوع ليضع النقاط على الحروف في الأزمة المستعصية والمتشعبة، وهو ما أشعل قيادات الحزب وحلفائه، فـ"انتفضوا" لسيادة الدولة اللبنانية واعتبروا ما صدر عن البرلمان الاوروبي تدخّلا سافرا في الشؤون اللبنانية، ولم يقرأوا من القرار إلا البند المتعلّق بالنزوح السوري إلى لبنان.
لا أيها السادة، لقد رسم قرار البرلمان الاوروبي خارطة طريق واضحة للخروج من الأزمة، وهو ما كررته أسرة التقرير مرارا، وقد جاء البيان/النداء الذي وجّهته لجنة المتابعة الوطنية اللبنانية لمقررات وتوجُّهات الفاتيكان والأزهر ليضيف، أن جلسة الحوار التي يجب أن تُعقد لإيجاد الحلول، يجب أن يترأسها رئيس الجمهورية الجديد المُنتخب، والذي يجب أن يكون "غيرِ متحيّزٍ لفريقٍ أو محورٍ، ولكنه غيرُ محايدٍ بشأن مصلحة الدولة والتزام الدستور الذي سيُقسم عليه".
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في ملف الأزمة، لم يكن القرار الذي صوت عليه البرلمان الأوروبي الأربعاء، عن اللاجئين فقط، بل هو قرار يشمل الأزمة اللبنانية بكل مضامينها، من الأزمة السياسية والسلاح غير الشرعي، والأزمة الاقتصادية، وتعطيل الاستحقاقات الدستورية من انتخاب رئيس للجمهورية والانتخابات البلدية، وكذلك تعطيل تحقيقات انفجار مرفأ بيروت والفساد وسوء الإدارة. القرار استند إلى 15 فقرة، حملّت بأغلبها حزب الله وحلفاؤه، التيار الوطني الحر، وحركة أمل، المسؤولية عما وصلت إليه الحال في البلد، وأوصت بفرض عقوبات صارمة على المسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون مسارات الديمقراطية والإصلاح والعدالة في انفجار مرفأ بيروت، كما حثّت على انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات. وقد رفضت معظم القيادات السياسية في لبنان القرار الاوروبي معتبرة أنه تدخّل سافر في الشؤون الداخلية. وتعتبر قرارات البرلمان الأوروبي غير ملزمة لبلاد خارج الاتحاد الأوروبي، إلا إذا تبنتها الأمم المتحدة، يصبح لبنان ملزما بتنفيذها، وكذلك يمكن للاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على سياسيين لبنانيين في حال أراد، إن لم يلتزموا بالقرار. (ملحق رقم 4* نص القرار)
في سياق عمل وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، كان لافتا خبر لقائه مع كل من سفير روسيا الكسندر روداكوف وسفير البرازيل تارسيزيو كوستا للبحث في آخر التطورات في موضوع التجديد لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل).
وفي آخر تطورات هذا الملف، جرى هذا الاسبوع وللمرة الاولى بحث معمّق بين لبنان وقوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) في أفضل السبل لتطبيق مهمة اليونيفيل في لبنان، ومعالجة الثغر الميدانية، وفقاً لما جاء في بيان صادر عن الجانبين. كما قامت حكومة تصريف الأعمال بتنحية المطلب الذي تقدم به قبل أسابيع وزير الخارجية لتعديل قرار مجلس الأمن الصادر العام الماضي في شأن حرية حركة قوات اليونيفيل في منطقة عملياتها في جنوب لبنان. وبدا هذا الطلب في ذلك الوقت، وكأنه صدى لموقف مماثل لـحزب الله الايراني الذي رفض أن تتحرك القوات الدولية بمعزل عن التنسيق المسبق مع الجيش. ويعني التبديل في الموقف الرسمي بمثابة تمهيد لقرار جديد يصدره مجلس الأمن يمدّد ولاية اليونيفيل في 31 آب المقبل، من دون أي تحفظ من الجانب اللبناني.
في الوضع الأمني في الجنوب، أعلنت نائبة مدير مكتب اليونيفيل الاعلامي كانديس ارديل، اللخميس، أنه بالنظر الى التوترات الأخيرة على طول الخط الأزرق، جاءت حادثة يوم الاربعاء والتقارير حول اصابات في وقت بالغ الحساسية، ولحسن الحظ ان الوضع اصبح هادئا، وقالت ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو يواصل الاتصال بالسلطات على جانبي الخط الأزرق، ويواصل جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل مراقبة الوضع، وقد فُتح تحقيق في أحداث الاربعاء، كما اضافت ان هذا دليل على التزام السلطات على الجانبين بعدم التصعيد.
يشار إلى ان الجيش الاسرايلي اطلق النار على عدد من الشباب حاولوا العبث بالشريط الشائك الفاصل، ما أدى إلى إصابة عدد منهم، ليتبيّن لاحقا ان المصابين من حزب الله الايراني.
في هذا السياق، يستمر الوضع على الحدود الجنوبية متأزما، مع تحركات ميدانية اسرائيلية، في وقت يصر الحزب الايراني على إبقاء الخيمتين اللتين نصبهما في منطقة الغجر.
في مواقف حزب الله الايراني لهذا الاسبوع، قال الشيخ نعيم قاسم ان نصر تموز ليس معادلة للبنان الُقوي فقط، بل معادلة لقوّة المقاومة ونصرها في المنطقة، وإذا لاحظنا التسلسل التاريخي سنرى أنَّ تألق مقاومة حزب الله في لبنان مدَّت ثقافة وحضور المقاومة في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وكل هذه المنطقة، نصر تموز هو الذي مهَّد للترسيم البحري وجعلنا نستعيد مياهنا ونفطنا ونبدأ بالتنقيب، لأنَّ تهديدات حزب الله يومها للعدو الإسرائيلي كانت إمَّا أن نأخذ حقَّنا أو أن نذهب إلى الحرب، مما اضطر إسرائيل إلى الخضوع، واستعاد لبنان حقَّهُ بعد سنوات طوال من المفاوضات دون جدوى! وأضاف في الملف الرئاسي، الحزب لا يؤمن بأنَّ الطريق مسدود ودائماً يجب البحث عن حلٍّ، والحلَّ هو الحوار. الظاهر أنَّ قسماً كبيراً من القوى الموجودة بدأت توافق على فكرة الحوار وهناك من يرفض الفكرة. الحزب قال مراراً لا حلَّ إلَّا بالحوار ويدعو الجميع إلى ذلك، وليكن واضحاً أنَّ الحوار الذي يدعو إليه هو حوار حول الاستحقاق الرئاسي، بمعنى أنَّه في حال كان هناك بعض النقاط التي يمكن أن تناقش فتساعد في تسريع الاستحقاق الرئاسي الحزب جاهز، لكن ليس مطروحاً لدى الحزب أن تُناقش الآن أمور النظام السياسي، ولا مطروح أن يُناقش تعديل الطائف فالحزب لسنا مع تعديله أصلاً، ولا طرح المثالثة ولسنا من دعاة العمل على إحياء مؤتمر تأسيسي!!
من جانبه، أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى أنه من أكبر وأعظم وأهم مصالح لبنان، منذ فترة المقاومة إلى اليوم وحدة حركة أمل وحزب الله، كثنائي مقاوم، وثنائي وطني، ولولا حركة أمل وحزب الله لم يبق من لبنان إلا أنقاض وطن! ونصح القوى السياسية بأن لا يقعوا بخديعة واشنطن كما فعلت أوكرانيا! لافتا إلى أن المطلوب داخليا هو تسوية رئاسية على شخصية وطنية شجاعة تضمن المصالح الوطنية، وبإمكانها أن تقول لا لواشنطن، ولديها الجرأة على السير بخيارات شرقية أو غيرها لتعزيز مصالح لبنان، بما في ذلك العلاقة الاستراتيجية مع سوريا، ومهما حصل "فهُم" لا يقبلون بتسليم موقع رئاسة الجمهورية للأميركيين!! كما حذّر قبلان من أن الاتحاد الأوروبي يتآمر على لبنان بخصوص النازحين، والبرلمان الأوروبي يتعامل مع لبنان كمنفى للاجئين، ويقود حملة دولية لوصم لبنان بالعدائية والكراهية والعنصرية، بخلفية إبقاء النازحين بعيدا عن حدائق أوروبا، وأثبتت أوروبا في هذا المجال أنها نازية وفاشية وطاغية، وذات استبداد لا نهاية له. وأكد أن المطلوب حماية لبنان من لعبة الأمم، وطريق بيروت-دمشق وسيلة إنقاذية استراتيجية، وكذلك العلاقة فوق العادة مع دمشق ضرورة حيوية لسوريا ولبنان!!
في هذا السياق كان لافتا دخول مدير الامن العام السابق عباس ابراهيم على ساحة الأزمة، فقد حذر من مغبة رفض الحوار الداخلي، معتبرا أن الاعتكاف عن الجلوس الى طاولة واحدة والبحث عن مخرج للازمة من دون اي خلفية لالغاء الآخر سيكون بمثابة انتحار جماعي!! وأعرب في تصريح عن اعتقاده بأن الازمة الرئاسية ستطول إذ ليس من ارادة لانتخاب رئيس. وقال ان برأيه ان مبارزة سليمان فرنجية وجهاد ازعور انتهت، لافتا الى ان الصراع بين المسيحيين وضع أزعور في هذا المكان أما فرنجية فلا يزال لغاية اليوم مرشحا لفريق لم يغير موقفه (وهو الكلام المردد من قادة الحزب الايراني من على المنابر منذ انتهاء الجلسة 13 لانتخاب رئيس الجمهورية. وفي ملف النزوح السوري، أشار إلى أن فشل حل ملف النزوح يعود الى فشل الدولة اللبنانية في اتخاذ التدابير الضرورية على المستوى السياسي وتحديدا مع الحكومة السورية، وان هذا الملف يحتاج الى تمويل دولي لحله، وهذا هو العائق الرئيسي.
وأعلن عن طيه نهائيا صفحة التمديد او التجديد له في الامن العام منتقلا الى مسار سياسي مختلف تماما، مشيرا إلى أنه حاليا يعدّ وبهدوء لخطواته الاولى في السياسة من دون الحصر بدور محدد، أو باعتماد خطة معدة سلفا. ولكن إن أتيح له الخيار فسيختار وزارة الخارجية، وهو منصب يتلاءم مع مساره خلال اعوام الخدمة!
من جانبه، شدد الشيخ نبيل قاووق مجددا، على أن حدة الأزمة السياسية تشتد يوماً بعد يوم، وتسرّع بالانهيار على المستويات المالية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية كافة، وهي توجب بأسرع وقت المسارعة إلى توافق وطني لإنقاذ البلد، وأكد أن توازنات المجلس النيابي تجعل التوافق قضية إلزامية. ورأى قاووق أن قرار الاتحاد الأوروبي السافر والاستفزازي والاستبدادي، يشكّل إساءة وعدوانا على السيادة والكرامة اللبنانية، وتهديداً حقيقياً للاستقرار والوحدة الوطنية، واعتبر أن لبنان ليس ملزماً بأي شيء من التوصيات الأوروبية، وعليه أن يعمل لمصلحته تعجيل التواصل مع الحكومة السورية لإيجاد المخارج المناسبة التي تعجّل معالجة أزمة النازحين!
محطات سياسية واقتصادية:
يشغل بال الأميركيين بشكل خاص إصرار القوات الروسية على عدم التنسيق مع القوات الأميركية في الأجواء السورية، وهذا ما تعوّد عليه الأميركيون منذ انتشروا في سوريا من ضمن حملة مواجهة داعش. منذ أسابيع بدأت القوات الروسية في سوريا التحليق في أجواء التنف، ويعتبر الأميركيون أن هذا التحليق هو تهديد مباشر لأمن وسلامة الجنود الأميركيين العاملين في المنطقة. وقد أرسلت القوات الجوية الأميركية إلى المنطقة طائرات من نوع "آي 10" في رسالة أولى للقوات الروسية، وللقول إن الأميركيين مستعدون لحماية جنودهم ومصالحهم في المنطقة، لكن القوات الروسية تابعت خرق الأجواء ومشاكسة القوات الأميركية لعدة أسابيع، وردّت القوات الأميركية بإرسال سرب من طائرات إف 22 إلى المنطقة. وقد أشار مصدر عسكري أميركي في السياق إلى أن الروس سيخسرون المعركة قبل أن تبدأ، لافتا إلى أن القوة التي تملكها طائرات إف 22 الأميركية تتفوّق على القوات الجوية الروسية. الإشارة إلى إمكانية وقوع اشتباك بين الأميركيين والروس تدعو للقلق، ولا يبدو أن الأمور تهدأ من حينه، وشهدنا خلال الأيام الماضية مشاكسات متكررة للمسيرات الأميركية في أجواء سوريا، آخرها كان يوم السابع من يوليو حيث تمّ اعتراض المسيرة من نوع "إم كيو 9" قبل ساعات من تنفيذها مهمة ضد أحد قادة داعش. من الواضح أن القوات الروسية لا تريد الاستعانة بـ "الخط المفتوح"، وإن تابعت الإصرار على عدم التعاون مع الأميركيين ستكون سيناريوهات المواجهة غير المقصودة بين الجانبين مفتوحة وهذا ما لا يريده الأميركيون. لكن العسكريون الأميركيون يعتبرون أن أي تهديد للجنود الأميركيين خلال مهماتهم يثير قلقاً كبيراً، أما لو أصيب جندي أميركي من قبل القوات الروسية، فإنه سيفتح الباب أمام مواجهة عسكرية بين الدولتين على الأراضي السورية.
في ملف المساعدات، أعلن مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، الخميس، أن دمشق اتخذت القرار السيادي بالسماح للأمم المتحدة ووكالاتها المختصة باستخدام معبر باب الهوى لإدخال المساعدة الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين إليها في شمال غرب سوريا، بالتعاون الكامل والتنسيق مع الحكومة السورية لمدة ستة أشهر، اعتباراً من 13 تموز/يوليو، ومنحت الحكومة السورية موافقتها للأمم المتحدة لاستخدام معبر باب الهوى لمدة ستة أشهر أخرى بعدما فشل مجلس الأمن في تجديد التفويض لعملية توصيل المساعدات. وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) يوم الثلاثاء الماضي ضد مشروع قرار لتجديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود السورية لمدة تسعة أشهر إضافية. وقالت البعثة البريطانية بالأمم المتحدة إن مجلس الأمن رفض أيضاً مشروع قرار روسياً لتجديد إيصال المساعدات لمدة ستة أشهر فقط. ومساء الجمعة أعلنت الأمم المتحدة انها لا تزال تدرس شروط سوريا لاستئناف المساعدات عبر معبر باب الهوى.
في ملف الانتخابات، أكد سالم القنيدي، النائب في البرلمان الليبي، أن الجلسة المخصصة لمناقشة خارطة الطريق ومخرجات لجنة (6+6) تأجلت بسبب إصرار 40 نائبا على إلغاء مقررات الجلسة التي عقدها النائب الثاني لرئيس المجلس في السادس والعشرين من الشهر الماضي، وتم فيها اختيار رئيس المحكمة الدستورية وأعضائها.
وكان المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، قد أعلن الثلاثاء، قبول مقترح "خارطة الطريق" بشأن المسار التنفيذي للقوانين الانتخابية بشكل مبدئي. فقد صوّت المجلس الثلاثاء، على خارطة طريق تنص على تشكيل حكومة جديدة وتنتهي بإجراء انتخابات في البلاد بعد 240 يوما من إقرار القوانين الانتخابية، وقد جاء ذلك خلال جلسة عامة عقدها في العاصمة طرابلس، وأعلن خلالها عن قبوله بقانون الانتخابات الذي أقرته لجنة 6+6 الشهر الماضي في مدينة بوزنيقة المغربية، ودعمه لتشكيل حكومة مصغرة تكون بديلة عن حكومتي عبد الحميد الدبيبة في طرابلس وحكومة أسامة حمّاد في بنغازي.
من جانب آخر، وفي الخلاف بين الحكومتين قضت محكمة أجدابيا الابتدائية، الاثنين، أمراً قضائياً بتعيين حارس قضائي على أموال إيرادات النفط لوقف أعمال الاعتداء المادي، كما أمرت بوضع الأموال من إيرادات مبيعات النفط الليبي المحصلة والواردة إلى المصرف الليبي الخارجي ومصرف ليبيا المركزي بطرابلس تحت الحراسة القضائية وإشرافها، وذلك لمنع حكومة عبد الحميد الدبيبة من التصرف في موارد النفط، في خطوة من شأنها تعزيز الانقسام في البلاد. ولم يصدر أي تعليق أو رد من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس ومن المؤسسة الوطنية للنفط على هذا القرار.
في السياق، رحبت حكومة الدبيبة، الأربعاء، بقرار المجلس الرئاسي تشكيل لجنة مالية عليا لتوزيع إيرادات النفط، لكنها اقترحت إدخال تعديلات على مهامها بشكل لا يجعلها تتدخل في التنفيذ. وكان المجلس الرئاسي، قرر الأسبوع الماضي، تشكيل لجنة عليا للرقابة المالية لمعالجة القضايا الأساسية المتعلقة بالشفافية في إنفاق الأموال العامة والتوزيع العادل للموارد برئاسة محمد المنفي، وعضوية 17 شخصاً، على أن يتولى رئيس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، منصب نائب رئيس اللجنة. وفيما حظي هذا القرار بقبول أممي ودولي، لكن وزارة النفط دعت في بيان مساء الثلاثاء، إلى ضرورة إبعاد اللجنة عن التنفيذ، وتركه للهيئات والمؤسسات التنفيذية المعنية والمكلفة بالقانون.
يشار إلى أن آليات توزيع العائدات النفطية في ليبيا، تشكل موضع خلاف ونزاع بين الأطراف السياسية الرئيسية في البلاد، حيث فشلت كل المحاولات المحلية والمساعي الدولية في إيجاد آلية لتوزيع أموال النفط بشكل عادل.
وفي سياق متصل، كشفت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يوم الخميس، عن قيام جهات أمنية بعمليات خطف واعتقال تعسفي واختفاء قسري لشخصيات عامة في البلاد، داعيةً إلى سرعة الإفراج عنهم والامتناع عن التصعيد بما فيه استخدام خطابات التحريض. وذلك بعد ورود تقارير عن اعتقال وزير المالية السابق فرج بومطاري في مطار معيتيقة واقتياده إلى مكان مجهول، الاربعاء. والخميس، أشارت التقارير إلى أن خمسة من أعضاء المجلس الأعلى للدولة مُنعوا من السفر في المطار نفسه. وأكدت البعثة أن هذه الأعمال تزيد من التوترات بين المجتمعات المحلية والقبائل، داعيةً السلطات الليبية والتشكيلات الأمنية إلى الإفراج عن جميع المحتجزين تعسفياً، وضمان إجراء تحقيقات مستقلة في جميع عمليات الاحتجاز والاختطاف خارج نطاق القانون، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة. وفور انتشار نبأ اعتقال بومطاري، هددت قبيلة الزوية التي ينحدر منها الوزير السابق بإغلاق حقول نفطية في جنوب البلاد، إذا لم تسارع السلطات في طرابلس إلى إطلاق سراحه. وقال زعيم قبلي إن الإنتاج في حقول الفيل والشرارة و108 النفطية توقف الخميس في إطار احتجاج على خطف وزير مالية سابق، وأكد مهندسو نفط وأحد المحتجين توقف الإنتاج.
انطلقت تظاهرات حاشدة، يوم الثلاثاء، في عدد من المدن الإسرائيلية احتجاجا على تمرير الكنيست في قراءة أولى مشروع قانون للحد من صلاحيات المحكمة العليا. وشهدت شوارع في القدس مواجهات بين الشرطة والمحتجين الذين حاولوا اغلاق بعض الطرقات، كما أشارت التقارير عن مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب، وقد تم استحضار فرق من الخيالة لمواجهة المحتجين، فيما أفادت وسائل اعلام إسرائيلية بأن عدد المعتقلين من المتظاهرين ارتفع إلى 42 شخصا. كما أعلن نحو 300 جندي احتياط وقف تطوعهم في الخدمة العسكرية احتجاجا على إقرار الكنيست. إلى ذلك تعهدت المعارضة بالخروج في تظاهرات في كل المدن الإسرائيلية ضد مشروع القانون الذي يقيد سلطة المحكمة العليا في إبطال قرارات الحكومة.
يشار إلى أن نتنياهو رفض مساء الاثنين، اقتراح الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ بوقف التشريعات القضائية المطروحة أمام الكنيست، وقد أكد قادة في ائتلاف نتنياهو في السياق، أن الحكومة ستنهار في حال تم تجميد التشريعات القضائية مرة أخرى.
يذكر أن نتنياهو كان علق خطة الإصلاح في مارس بعد أسابيع من الاحتجاجات الجماهيرية، لكنه قرر الشهر الماضي إحياءها بعد انهيار المحادثات الرامية للتوصل إلى حل وسط مع المعارضة السياسية.
في سياق منفصل، وفي الملف الامني، شهدت المناطق الحدودية جنوبي لبنان، مساء الأربعاء، توترا أمنيا واستنفارا، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن إحباط محاولة المساس بالسياج الأمني على الحدود مع لبنان، وأضاف انه سيواصل العمل لمنع أي خرق لسيادة دولة إسرائيل والمساس بالسياج الأمني. هذا فيما أشارت المعومات أن 5 عناصر من "حزب الله" أصيبوا إصابات طفيفة على أطراف بلدة البستان من الجهة الغربية.
على صعيد آخر، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، إن مخيم جنين شمالي الضفة الغربية"أيقونة النضال والصمود والتحدي، وأضاف في كلمة خلال زيارة تفقدية لمعاينة آثار الدمار الذي خلفته العملية العسكرية الإسرائيلية، إن مخيم جنين البطل صمد في وجه العدوان وقدم التضحيات والجرحى وكل ما لديه في سبيل الوطن. وقد شدد على أن مدينة القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وان الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا في أرضه ولن يرحل. كما وجه عباس الشكر إلى الإمارات العربية المتحدة والجزائر على تقديم الدولتين تبرعات لإعادة إعمار مخيم جنين.
وخاطب عباس الإسرائيليين قائلا، نحن سلطة واحدة وقانون واحد، ومن يعبث في وحدتنا سيرى ما لا يعجبه.
بعد أن أعلن العراق أنه يستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطلع الغاز خلال السنوات الخمس المقبلة، قال رئيس الوزراء العراقي، الثلاثاء، إن العراق سيتبادل النفط الخام مقابل الغاز الإيراني، لإنهاء مشكلة الموافقة الأمريكية على المدفوعات لطهران، وأكد أن إيران وافقت على استئناف صادرات الغاز إلى العراق بعد توقف مرتبط بالمدفوعات المتأخرة. وفي يونيو الماضي، قال نائب وزير النفط الإيراني لشؤون الغاز، أن وزارة الكهرباء العراقية سددت لإيران جميع الديون المتعلقة بالغاز.
في سياق منفصل، وفي إعلان يعكس تعاظم موارد العراق البشرية، أكدت وزارة التخطيط العراقية، الثلاثاء، أن عدد سكان العراق قد بلغ 43 مليونا و324 ألف نسمة، غالبيتهم من الفئات العمرية الصغيرة والشابة .وذلك في بيان بمناسبة اليوم العالمي للسكان، أكدت خلاله على أنها تعمل على إجراء التعداد العام للسكان في العام المقبل 2024، بهدف خدمة التنمية من خلال بناء قاعدة بيانات شاملة وكاملة عن واقع السكان في جميع المجالات، الأمر الذي سيخدم خطط التنمية.
على صعيد آخر، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" في بيان الإثنين، من أن منطقة الأهوار التاريخية في جنوب العراق تشهد أشد موجة حرارة منذ 40 عاما، متحدثة كذلك عن تراجع شديد لمنسوب المياه. ويعد العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثرا بآثار التغير المناخي وفق الأمم المتحدة، وهو يشهد للعام الرابع على التوالي موجة جفاف وفق السلطات. ويعود ذلك إلى تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، لكن خصوصا بسبب بناء الجارتين تركيا وإيران لسدود على نهري دجلة والفرات. وأدّى ذلك إلى تراجع حاد بمنسوب المياه في الأنهار على الأراضي العراقية، ما يهدّد مباشرة منطقة الأهوار التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تراثا عالميا.
في سياق منفصل وفي تطوّر خطير، بعث بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال لويس ساكو، السبت، رسالة إلى رئيسي الجمهورية والحكومة العراقيين أعلن فيها عن مغادرة العاصمة بغداد. وبحسب الرسالة التي جاءت بعد أن سحبت رئاسة الجمهورية مرسوما جمهوريا أصدرته عام 2013 يقضي بتعيين ساكو بطريركا للكنيسة الكلدانية، لكن الرئاسة قالت إن هذا المرسوم غير دستوري، لذا سحب منه، ذكر ساكو في رسالته أن رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، يحقق رغبة زعيم كتائب بابليون (فصيل مسيحي مسلح منضوي في الحشد الشعبي) ريان الكلداني، ولتكتمل هذه اللعبة القذرة عليه تعيين إخوته وأقاربه والمقربين منه مسؤولين عن أوقاف الكنيسة. وأضاف انه حاليا في إسطنبول في مهمة كنسية، وسيعود إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان العراق ولن يعود إلى بغداد.
يذكر انه في وقت سابق، صدرت مذكرة استقدام بحق ساكو من قبل القضاء العراقي وفق شكوى تقدم بها القيادي في "الحشد الشعبي" ريان الكلداني، ويشار إلى أنه في عام 2019 أعلنت الكنيسة الكلدانية رفضها لوجود أي فصيل مسلح يحمل صفة مسيحية، في إشارة إلى فصيل كتائب "بابليون" الذي يقوده ريان الكلداني ويضم مقاتلين مسيحيين.
في ملف الخزان العائم صافر، أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن عملية سحب حمولة ناقلة النفط صافر المهجورة قبالة سواحل اليمن ستبدأ بحلول الأسبوع المقبل. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي في اجتماع لمجلس الأمن أن شركة سميت سالفدج (SMIT Salvage) أكدت لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه يمكن المباشرة بنقل النفط مع مستوى خطر ضمن النطاق المقبول، وأضاف أن سفينة صافر مثبتة تماما لأجل نقل النفط من سفينة لأخرى، مؤكدا أن خطرا متبقيا لا يزال قائما وأنه تم وضع خطة في حال وقوع أي حادث. وقد أشار غريسلي إلى أنه بحلول أوائل الاسبوع المقبل ستبدأ عملية نقل النفط والتي ستستغرق نحو أسبوعين، وبعدها سيستطيع العالم بأكمله أن يتنفس الصعداء.
وبحسب غريسلي، أعطت سلطات المتمردين الحوثيين في صنعاء، الضوء الأخضر لبدء عملية النقل، مشيرا إلى أن الناقلة نوتيكا تتحضر للإبحار من جيبوتي.
من جانب آخر، وافق مجلس الأمن الدولي، الاثنين، على تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) في اليمن، لمدة عام إضافي. وقبيل التصويت، اتهم تقرير صادر عن مجلس الأمن جماعة الحوثيين بالاستمرار في عرقلة وتقييد تحركات البعثة وعدم تمكينها من ممارسة مهامها في الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، غرب اليمن، والحفاظ على مدنية موانئها. كما أوضح التقرير أن الحوثيين لم يسمحوا للبعثة الأممية بالوصول إلى مناطق جنوب الحديدة، منذ أن انسحبت منها القوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها في نوفمبر 2021، باستثناء زيارة واحدة قام بها رئيس البعثة مايكل بيري في الأول من فبراير الماضي.
في سياق منفصل، أفادت الحكومة اليمنية إن استمرار صمت المجتمع الدولي إزاء حصار وجرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي بحق المدنيين في مدينة تعز لم يعد مقبولاً. وقد جاء ذلك، في بيان صادر عن وزارة حقوق الإنسان اليمنية، بالتزامن مع مرور 3000 يوم من الحصار الذي تفرضه الميليشيا الحوثية على تعز، حيث دعت مجلس الأمن الدولي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، ومفوضية حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه المدينة بما يسهم في فضح جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي بحق المدينة والسكان المدنيين. وأكد البيان أن الميليشيا الحوثية تتعمد وتصر على مواصلة سياسة التجويع وارتكاب الانتهاكات الجماعية بحق السكان المدنيين في مدينة تعز من خلال استمرار إغلاق المنافذ والطرقات الرئيسية من وإلى المدينة. كما استغربت وزارة حقوق الإنسان من استمرار صمت وتجاهل الهيئات الأممية والمنظمات الحقوقية الدولية وضعف جهود المبعوثين الأممي والأميركي لملف حصار المدينة.
في الملف الاقتصادي، قال العضو المنتدب لشركة "بلاك روك"، جوردن فريزر، إن الخطوات الإصلاحية التي تتخذها مصر شجعت الشركة أكثر على بحث إمكانية استثمار المزيد من رؤوس الأموال في السوق المصرية، وأضاف، خلال لقاء مع رئيس الوزراء المصري، وفقاً لبيان، أن هذه الزيارة الخارجية مُخصصة لمصر فقط، لاستكشاف الفرص الاستثمارية في البلاد بعد الإصلاحات التي أجرتها الحكومة المصرية. وخلال الاجتماع، استعرض "فريزر" تصورات الشركة للاستثمار في مصر، من خلال عرض بعض مؤشرات الاقتصاد الكلي، وتطرق إلى الحديث عن آليات جذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية لمصر في سوق الأسهم. وتعد شركة "بلاك روك" واحدة من كبريات شركات إدارة الأصول والمخاطر حول العالم، من خلال محفظتها الاستثمارية التي تتخطى 9 تريليونات دولار.
في سياق منفصل، استضافت مصر، يوم الخميس، مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
في ملف جماعة الاخوان
في إطار الحملة المستمرة للتقارب مع مصر، اصلت السلطات التركية حملاتها ومداهماتها ضد عناصر الإخوان المقيمين في البلاد، وقامت باحتجاز نحو 60 عنصرا من عناصر الجماعة، لا يحملون هويات أو إقامات أو جنسيات، وذلك بعد الإعلان عن إعادة العلاقات وفتح السفارات بين البلدين. وقامت السلطات التركية باحتجاز عناصر الإخوان في سجن غازي عنتاب، وقررت ترحيل من لا يحمل أي أوراق هوية أو ثبوتية أو جنسية، فيما تم بالفعل ترحيل نحو 7 إلى دول مجاورة، كما قررت إيقاف عمليات التجنيس والإقامات الإنسانية، والتنبيه على قيادات الجماعة بوقف استقدام أي عناصر أخرى للبلاد. وكشفت مصادر متابعة أن السلطات التركية تعتزم ترحيل وطرد جميع من تصفهم بالمهاجرين غير الشرعيين خلال 5 شهور فقط، كما فرضت قيودا جديدة على أنشطة جماعة الإخوان، وطالبت قياداتها بوقف أي أنشطة لها ضد مصر من داخل الأراضي التركية.
أزمة سد النهضة
وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس المصري استقبل رئيس الوزراء الإثيوبي بقصر الاتحادية، حيث تباحثا سبل تسوية الأزمة في السودان، وتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، وقضية سد النهضة. وناقش الجانبان سبل تجاوز الجمود الحالي في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، حيث اتفقا على الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء سد النهضة وقواعد تشغيله، وبذل كافة الجهود الضرورية للانتهاء منه خلال 4 أشهر؛ وخلال فترة هذه المفاوضات، أوضحت إثيوبيا التزامها، أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين.
دعا البيان الختامي للحوار الاستراتيجي بين دول الخليج وروسيا، الاثنين، إلى دعم محادثات السلام في جدة والجهود لتمكين الأطراف السودانية من التهدئة، وأكد على أهمية الحفاظ على الأمن البحري والتصدي للتهديدات لخطوط الملاحة البحرية والمنشآت النفطية في دول مجلس التعاون. كما دعا البيان جميع الأطراف اليمنية إلى الشروع على الفور في مفاوضات مباشرة تحت رعاية الأمم المتحدة، وحث على خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا وإجراء الانتخابات.
من جانبه، أعلن أمين عام التعاون الخليجي جاسم البديوي، أن دول المجلس حريصة على تعزيز كل أشكال التعاون مع روسيا، وأوضح أن هذه الدول تؤكد دعمها لجهود تحقيق الأمن وتسوية النزاعات. كما أشار إلى أن دول المجلس تدعم جهود الوساطة لحل الأزمة الأوكرانية سياسيا، وأيضا تدعم تمديد اتفاقية تصدير الحبوب، موضحا أن التعاون مع روسيا ضمن مجموعة أوبك+ كان إيجابيا على سوق النفط.
في شأن الامارات العربية المتحدة
قال وزير المالية الباكستاني إسحاق دار، الأربعاء، إن الإمارات أودعت مليار دولار في بنك باكستان المركزي لدعم احتياطيات النقد الأجنبي. وكان الوزير الباكستاني قد أشار في أبريل الماضي، إلى أن الإمارات أكدت لصندوق النقد الدولي أنها ستقدم دعما بقيمة مليار دولار لإسلام اباد. وكانت السعودية قد أودعت الثلاثاء، ملياري دولار في حساب البنك المركزي الباكستاني، لتقدم بذلك دفعة جديدة للاقتصاد المتعثر بعد اتفاق على حزمة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي.
في سياق منفصل، أطلقت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات، مشروع المجال الجوي الحر، في خطوة تعزز مكانة قطاع الملاحة الجوية للدولة في المنطقة، وهو مشروع تحولي يهدف إلى تعزيز كفاءة الملاحة الجوية واستخدام الموارد والطاقات بشكل أمثل، وتسخير المفاهيم الحديثة في إدارة الحركة الجوية، حيث سيكون لتطبيق هذا المشروع تأثير إيجابي على القطاع الجوي والبيئة على السواء. ويهدف تطبيق المجال الجوي الحر، الذي تعتبر الإمارات أول دولة تطبقه في الشرق الأوسط، إلى تحسين كفاءة الملاحة الجوية في الدولة من خلال توفير حرية حركة للطائرات العابرة دون قيود المسارات الجوية المعتادة. وسيسمح هذا المشروع التحولي، برفد المجال الجوي للدولة بمرونة عالية تشجع شركات الطيران على استخدامه أكثر، كونه سيقلل من الازدحام الجوي، وسيسهم في اختصار الزمن وزيادة كفاءة الرحلات الجوية، كما سيؤدي إلى تحقيق مزايا بيئية هامة، وذلك من خلال تقليل الأميال المقطوعة للطائرات واختصار مسارات الرحلات، حيث ستستهلك الطائرات كميات أقل من الوقود، وستقلل من انبعاثات الكربون والتلوث البيئي، بما ينعكس إيجاباً على الاستدامة البيئية، ويسهم في ترسيخ مفاهيمها تماشياً مع توجهات الدولة.
من جانب آخر، قررت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني تثبيت التصنيف السيادي طويل الأجل لدولة الإمارات، عند درجة AA-، مع منحها نظرة مستقبلية مستقرة، وأكدت أن تصنيف الإمارات يعكس مستوى الدين العام الموحد للدولة، وصافي الأصول الخارجية القوية، وارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. كما أشارت إلى أن هذا التصنيف يستفيد من صافي الأصول الأجنبية السيادية لإمارة أبوظبي، والذي يُعدّ من بين الأعلى بين الدول في العالم، وينطبق التصنيف أيضاً على الحكومة الاتحادية لدولة الإمارات.
في سياق متصل، عُلقت عضوية مصفاة "الإمارات جولد" من قائمة "معيار التسليم الجيد" المعني بإصدار شهادات تحدد معايير التوريد الجدير بالثقة، فضلا عن عضوية هيئة لندن للذهب. كما قامت وزارة الاقتصاد الإماراتية بتعليق عضوية المصفاة من لجنة السبائك بسبب مخاوف من ارتباط مالكيها بغاسلي أموال مزعومين. وأظهرت القائمة بعد تحديثها أن التعليق مؤقت وبدأ من السابع من يوليو.
والإمارات جولد مقرها دبي وهي واحدة من أكبر مصافي الذهب في الشرق الأوسط وتعمل منذ 30 عاما. وقالت رابطة سوق السبائك في لندن في بيان منفصل الجمعة، إن عضوية الشركات المرتبطة بالإمارات جولد تم تعليقها أيضا حتى إشعار آخر بناء على نتيجة فحص فني نافي للجهالة أجرته الرابطة مؤخرا.
في الشأن السعودي
أجرى وزير الخارجية السعودي، مساء الجمعة، اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية الأميركي، وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية، جرى خلال الاتصال، استعراض أوجه توطيد العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وتعزيزها في مختلف المجالات، كما ناقش الوزيران المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن بلينكن ونظيره السعودي أكدا على التزامهما المشترك بإنهاء الصراع في السودان.
في سياق منفصل، ذكرت صحيفة نيكي اليابانية أنه من المتوقع أن تتفق اليابان والسعودية على استثمارات مشتركة لتطوير موارد المعادن الأرضية النادرة خلال زيارة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا للشرق الأوسط التي تبدأ الأحد وتستمر حتى الثلاثاء. ويعتزم كيشيدا زيارة السعودية والإمارات المنتجين للنفط وكذلك قطر المنتجة للغاز الطبيعي المسال، وهم موردي الطاقة الرئيسيين لليابان التي تفتقر للموارد. وتعد الموارد الأرضية النادرة ضرورية للتخلص من الكربون وإنتاج سيارات كهربائية على وجه الخصوص حيث تهدف اليابان إلى أن تكون خالية من الكربون بحلول عام 2050 كما تحاول السعودية جاهدة تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط. كما أشارت الصحيفة، إلى أنه من المقرر أن يتم الاتفاق على التعاون في موارد الأرض النادرة لاستكشاف مشاريع تنموية مشتركة في دول أخرى، وأن اليابان ستساعد أيضا في تسريع تطوير الموارد التي يجري تعدينها حاليا في السعودية وتحديدا النحاس والحديد والزنك.
أعلنت المفوضية الأوروبية، الجمعة، أن رئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيسة الحكومة الإيطالية، ورئيس الوزراء الهولندي، سيلتقون بالرئيس التونسي، في تونس الأحد، بهدف مناقشة ملف شراكة تتعلق على وجه الخصوص بالهجرة. وذكّرت المتحدثة باسم الاتحاد بزيارة المسؤولين السابقة في 11 يونيو الماضي وأمِلت في الانتهاء من المناقشات التي بدأت خلال هذه الزيارة. وتشمل الشراكة التي لا تزال في مرحلة المفاوضات، تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون في مجال الطاقة النظيفة، فضلاً عن ملف يتعلق بإدارة مسألة الهجرة.
في ملف الهجرة، قال مسؤول في مجلس الأمن القومي التونسي في اجتماع مساء الجمعة، إن المهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني في تونس تلقوا تحويلات بثلاثة مليارات دينار (نحو مليار دولار) من دول إفريقيا جنوب الصحراء خلال النصف الأول من 2023. وقد علّق الرئيس التونسي، الذي ترأس الاجتماع، بأن هذا الرقم صادم، ويشير إلى أن تونس مستهدفة.
وكان الرئيس سعيّد قد انتقد بشدة هذا العام موجة الهجرة غير الشرعية من إفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، قائلاً في خطاب انتقدته جماعات حقوقية، إنها مؤامرة تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لتونس.
يشال إلى أن حجم التحويلات المعلن عنه في مجلس الأمن القومي أعلى من عائدات صناعة السياحة الحيوية في تونس خلال النصف الأول من العام والتي بلغت 2.2 مليار دينار.
يذكر أن تونس نقلت مئات المهاجرين إلى منطقة صحراوية على طول الحدود مع ليبيا في مطلع هذا الشهر، بعد أيام من العنف في مدينة صفاقس بين سكان ومهاجرين. واتهمت جماعات حقوقية دولية ومحلية السلطات بتعريض حياة المهاجرين للخطر، فعادت الحكومة ونقلت هؤلاء إلى مراكز إيواء في بلدتين قبل أيام.
وفي ملف الازمة السياسية، أطلق القضاء التونسي في وقت متأخر ليل الخميس، سراح المعارضَين المتهمَين في ما عرف بقضية "التآمر على أمن الدولة" في تونس شيماء عيسى ولزهر العكرمي. وشيماء عيسى هي من قيادات جبهة الخلاص الوطني، وهو الائتلاف الأبرز المعارض للرئيس التونسي، وهي محتجزة منذ 22 فبراير، كذلك تم توقيف الوزير السابق والمحامي لزهر العكرمي في التاريخ ذاته في إطار حملة واسعة شملت نحو عشرين معارضًا وُجهت لهم تهمة "التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".
وقد وطالب العشرات من المتظاهرين، الخميس، في تونس بالإفراج عن المعتقلين المعارضين لسياسات الرئيس سعيّد، ونددوا بما وصفوه بأنه قضاء التعليمات، وتجمّع المتظاهرون أمام مقر محكمة الاستئناف في العاصمة التونسية إثر دعوة للاحتجاج أطلقتها عائلات الموقوفين.
أكد البيان الختامي لدول جوار السودان الذي عقد في القاهرة، يوم الخميس، على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومنع تفككها، وكشف عن تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة على مستوى وزراء خارجية دول الجوار، يكون اجتماعها الأول في دولة تشاد، من أجل وضع خطة عمل تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ، لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة في تكاملها مع الآليات القائمة بما فيها الإيغاد والاتحاد الإفريقي. وتكليف آلية الاتصال ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة على مستقبل واستقرار السودان، ووحدته وسلامة أراضية والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ومنعها من الانهيار، ووضع الضمانات التي تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة على دول الجوار ودراسة آلية المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب السوداني.
من جانب آخر، أظهرت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين واللاجئين بسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان والذي اندلع قبل نحو ثلاثة أشهر تجاوز ثلاثة ملايين. وجاء في بيانات منظمة الهجرة أن أكثر من 2.4 مليون نزحوا داخليا، بينما عبر أكثر من 730 ألفا الحدود إلى بلدان مجاورة. وفر معظم هؤلاء إما من العاصمة الخرطوم حيث يتركز الصراع على السلطة بين الطرفين الذي اندلع في 15 أبريل، أو من دارفور حيث تصاعدت أعمال عنف عرقية. وقد أفاد مسؤولون بالأمم المتحدة إن السودان قد يسقط في حرب أهلية مع فشل جهود الوساطة الإقليمية والدولية.
في سياق متصل، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق جديد بشأن جرائم حرب في السودان، مشيرا الى أن النزاع الراهن يثير قلقا كبيرا، وأكد مكتب المدعي العام في تقريره حصول "مروحة واسعة من الاتصالات" المرتبطة بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية المفترضة في السودان منذ بدء المعارك الأخيرة، مؤكدا أن التقارير عن وقوع جرائم عنف جنسي خصوصا الحملات المزعومة عن اغتصابات جماعية والتي هي في صلب التحقيق الجديد. وقد حذّرت الأمم المتحدة في نهاية الأسبوع المنصرم من أن السودان بات على شفير "حرب أهلية شاملة" ستطال تداعياتها كل المنطقة.
وبالرغم من ترحيب كلا الطرفين بجهود وساطة جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر، تجددت المعارك والتي صفت بالأعنف منذ اندلاع الحرب في السودان التي أكملت شهرها الثالث، يوم الجمعة، بين الجيش وقوات الدعم السريع، في أجزاء من مدينة الخرطوم بحري. ويوم السبت أعلنت مصادر حكومية، أن ممثلين عن الحكومة وصلوا إلى جدة لاستئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع.
في ملف محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب، حث المحقق الأميركي الخاص جاك سميث، الخميس، القاضي الاتحادي، الذي يحقق في قضية احتفاظ دونالد ترمب بوثائق سرية، على رفض طلب الرئيس الأميركي السابق تأجيل محاكمته الجنائية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في 2024. وكان الدفاع عن ترمب قد تقدم بطلب للمحكمة لتأجيل المحاكمة في القضية المعروفة باسم "وثائق مارالاغو" وإلغاء الموعد المقرر لها. وأظهر طلب قدمه محامو الرئيس الأميركي السابق أن دونالد ترمب ومساعده والت ناوتا، طلبا من محكمة اتحادية بولاية فلوريدا تأجيل المحاكمة الجنائية في القضية التي تتعلق بالاحتفاظ بوثاق سرية بعد تركه منصه.
وكان ممثلو الادعاء طلبوا بالفعل من القاضية أيلين كانون تأجيل نظر القضية إلى 11 ديسمبر، من الموعد المبدئي المقرر في 14 أغسطس، لإعطاء كل من الادعاء والدفاع مزيداً من الوقت للاستعداد. ورغم ذلك، قال محامو ترمب في طلب قدموه يوم الاثنين، إن موعد ديسمبر لا يمنحهم الوقت المعقول للاستعداد، ووصفوا الجدول الزمني الذي طلبته الحكومة بأنه غير واقعي.
ودفع ترمب، الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة لعام 2024، ببراءته في 13 يونيو أمام محكمة اتحادية في ميامي، كما دفع مساعده ناوتا ببراءته أيضاً الأسبوع الماضي أمام محكمة اتحادية في ميامي من تهمة مساعدة ترمب في إخفاء وثائق سرية للغاية أخذت عندما غادر البيت الأبيض.
في سياق منفصل، وضعت الولايات المتحدة، الجمعة، جاسوساً روسياً مفترضاً في الحبس الاحتياطي على أراضيها بعد تسلّمه من إستونيا، في وقت تسعى واشنطن إلى تبادل سجناء مع موسكو. وأوقف فاديم كونوشينوك في إستونيا أواخر العام الماضي أثناء محاولته عبور الحدود إلى روسيا حاملاً أشباه موصلات وذخيرة أميركية الصنع لبنادق قنص، وفق لائحة الاتهام الموجهة إليه. وتقول الولايات المتحدة إنه كان شخصية محورية في عصابة تهريب مؤلفة من سبعة أشخاص هم خمسة روس وأميركيان عملوا تحت إشراف أجهزة الاستخبارات الروسية للحصول على إلكترونيات أميركية وسلع أخرى مقيدة بضوابط تصدير. وقال المسؤول في وزارة العدل الأميركية أندرو آدامز، إن فاديم كونوشينوك زود روسيا بتقنيات متقدمة طورتها الولايات المتحدة وذخيرة لاستخدامها في غزوها غير القانوني وغير المبرر لأوكرانيا.
يأتي تسليم كونوشينوك للولايات المتحدة في وقت تسعى واشنطن للتفاوض بشأن إعادة مواطنين أميركيين مسجونين في روسيا. ومن بين هؤلاء بول ويلان، وهو مسؤول أمني بشركات خاصة دانته محكمة روسية بالتجسس، ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش الذي وجهت إليه تهم تجسس.
قال المستشار الألماني أولاف شولتس في فيلنيوس، الثلاثاء، إنه سيناقش مع الرئيس التركي علاقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي خلال قمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع. وكان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أعلن، ليل الإثنين، عشية قمة الحلفاء في فيلنيوس، أن الرئيس التركي أسقط تحفظاته عن انضمام السويد، وتعهد عرض بروتوكول العضوية على البرلمان في أسرع وقت ممكن للمصادقة عليه.
على صعيد آخر، أذن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، للبنتاغون بالاستعانة بما يصل إلى 3000 جندي احتياطي لنشرهم في أوروبا لزيادة القوات الأميركية هناك لدعم عملية العزم الأطلسي. وبحسب البيان الذي نشره البيت الأبيض، يجب ألا يتجاوز عدد الوحدات المنتشرة أكثر من 3000 عضو في وقت واحد. ويأتي السماح بنشر هذا العدد في أعقاب رحلة الرئيس التي استمرت خمسة أيام إلى أوروبا، والتي مرت عبر المملكة المتحدة وليتوانيا وفنلندا، وكان الهدف منها إظهار قوة التحالف الدولي ضد الغزو الروسي لأوكرانيا. وبدا بايدن واثقًا من أنه قد أنجز هذه المهمة، وأعلن أنه وزعماء آخرين في الناتو أظهروا ان التحالف العسكري أكثر اتحادًا من أي وقت مضى.
من جانب آخر، قال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، يوم الجمعة، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض بشدة الدعوة لسحب القوات الروسية من أوكرانيا، لافتا الى انه كان هناك جدل في منتدى "آسيان" حول روسيا وأوكرانيا. وقال بوريل إنه طلب من لافروف سحب القوات من أوكرانيا، لكنه استجاب بعدوانية واعتبر ما يحدث مؤامرة غربية. وكان لافروف قبل يومين، شدد على أن المواجهة المسلحة في أوكرانيا ستستمر إلى أن يتخلى الغرب عن خططه للسيطرة على موسكو وهزيمتها.
في سياق منفصل، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس في مقابلة نشرت السبت، أنه سيتنحى من منصبه في التعديل الوزاري القادم ولن يخوض الانتخابات العامة المقبلة. وأدى والاس دوراً بارزاً في جهود الحلفاء الغربيين لدعم أوكرانيا ضد روسيا، وقد اقترحته بريطانيا لخلافة ينس ستولتنبرغ في منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، لكنه لم يحصل على دعم الولايات المتحدة الحاسم لتولي المنصب، وتم تمديد ولاية ستولتنبرغ على رأس التحالف. وقال والاس إن قرار عدم الترشح ليس سببه اعتقاده أن حزب المحافظين سيخسر أمام حزب العمال المتقدم في استطلاعات الرأي، بل بسبب إلغاء دائرته الانتخابية في شمال غرب إنجلترا بموجب التغييرات الأخيرة في تحديد الدوائر، مؤكدا انه لن يستقيل قبل الأوان من البرلمان لتجنب إجراء انتخابات فرعية، وسيستقيل من منصب وزير الدفاع في التعديل الوزاري المقبل المتوقع قبل سبتمبر.
في ملف تصدير الحبوب عبر البحر الاسود، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي، الخميس، إن المفوضية الأوروبية تساعد الأمم المتحدة وتركيا في مساعي تمديد اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود والذي قد ينقضي أجله يوم الاثنين المقبل، مضيفا أن التكتل منفتح على استكشاف جميع الحلول. وقالت مصادر مطلعة على المناقشات، إن الاتحاد الأوروبي يدرس ربط شركة تابعة للبنك الزراعي الروسي بشبكة الدفع الدولية سويفت للسماح بإجراء معاملات في الحبوب والأسمدة. إلى ذلك، اشارت المصادر إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، اقترح في رسالة إلى الرئيس الروسي أن تسمح موسكو باستمرار اتفاق الحبوب في البحر الأسود بضعة أشهر لمنح الاتحاد الأوروبي الوقت لربط شركة تابعة للبنك الزراعي الروسي بنظام "سويفت"، لكنه أشار للصحافيين خلال زيارة لبروكسل يوم الخميس إلى أنه لم يتلق بعد ردا من روسيا. كما قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن أولوية المفوضية الأوروبية هي ضمان وصول الحبوب الأوكرانية إلى السوق العالمية وإن المفوضية تدعو جميع الأطراف إلى تمديد اتفاق البحر الأسود.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد هذا الاسبوع في هذا الملف.
أعلن الرئيس التركي، الإثنين، أنه سيدعم عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشرط أن يعيد الاتحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات انضمام بلاده للتكتل، وربط أردوغان على نحو مفاجئ اليوم موافقة أنقرة على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي، بإتمام انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وهو ما أشار إليه مسؤول تركي كبير الثلاثاء، حيث افاد إن بلاده تتوقع إحياء مجموعة لإصلاح الاتحاد الأوروبي بعد أن توافق أنقرة على طلب السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي مع سعي تركيا لبدء صفحة جديدة من تحسين العلاقات مع الغرب، وأضاف أن أنقرة تتوقع أن يحقق الاتحاد الأوروبي تقدما ملموسا في قضايا مثل السفر بدون تأشيرة، وقال إن على الغرب دعم تركيا في احتياجاتها المالية. وذكر أن تركيا ستطور علاقات منطقية مع الولايات المتحدة وتتوقع حلا سريعا لبعض المشاكل رغم أن بعض القضايا قد لا يمكن حلها، مضيفا أن تحسن علاقات تركيا مع الغرب لن يضر بعلاقاتها مع روسيا.
في الملف الاقتصادي، توجه وزير المالية ومحافظة البنك المركزي التركيان إلى السعودية الأربعاء، للقاء مستثمرين قبل زيارة الرئيس أردوغان المقررة لدول الخليج خلال الفترة من 17 إلى 19 يوليو.
في سياق متصل، انطلق الأربعاء، ملتقى الأعمال السعودي التركي، في مدينة إسطنبول، إذ تم توقيع 16 اتفاقية تعاون بين الجانب السعودي والشركات التركية في مجالات التطوير العقاري والإنشاءات والاستشارات الهندسية وعدد من القطاعات الاستثمارية الأخرى، وذلك بقيمة تتجاوز 2.3 مليار ريال (حوالي 610 مليون دولار). واستعرض الملتقى فرص الاستثمارات السعودية - التركية، وتعزيز الشراكات بين الجانبين في مجالات التنمية الحضرية والبناء والمقاولات والمدن الذكية والتنمية العمرانية، بالتعاون بين اتحاد الغرف التجارية السعودية ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية.
في ملف مجموعة "فاغنر"، بعدما أعلنت وزارة الدفاع في مينسك أنها تخطط لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين جيشها وعناصر "فاغنر"، ذكرت مجموعة مراقبة أن قافلة كبيرة تحمل مقاتلين من المجموعة العسكرية الروسية الخاصة دخلت بيلاروسيا قادمة من روسيا صباح السبت. وقالت مجموعة "بيلاروسكي هاجون" المستقلة والتي تتبع تحركات القوات المسلحة في بيلاروسيا إن 60 شاحنة وحافلة ومركبة كبيرة على الأقل عبرت إلى الدولة الواقعة شرق أوروبا برفقة الشرطة البيلاروسية. في حين قال مسؤولون أوكرانيون وبولنديون إن مقاتلي "فاغنر" دخلوا بيلاروسيا فعلا بغرض التدريب، في حين أكد ذلك أندري ديمشينكو، المتحدث باسم وكالة الحدود الأوكرانية ان "فاغنر في روسيا البيضاء".
ويبدو أن الرئيس البيلاروسي كان جدّياً حينما أعلن الشهر الماضي، أن مينسك قد تستغل خبرة وتجربة فاغنر لتدريب مقاتليها، معلنا أنه عرض على المقاتلين وحدة عسكرية مهجورة لإقامة معسكر. فقد نشرت وزارة الدفاع في روسيا البيضاء، مقطع فيديو يظهر فيه من قالت إنهم مقاتلون من فاغنر يدربون جنودا من روسيا البيضاء في منطقة عسكرية بالقرب من بلدة أسيبوفيتشي التي تبعد نحو 90 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة مينسك.
في السياق، أكدت بولندا أوائل الشهر الجاري أنها تعزز حدودها مع روسيا البيضاء لمواجهة أي تهديدات محتملة. كما أعلن الجيش الأوكراني تعزيز حماية الحدود مع بيلاروسيا بحفر خنادق وزرع ألغام، بعد الأخبار عن انتقال عدد من مقاتلي "فاغنر" إلى البلد المجاور، إثر تمردهم الفاشل في روسيا.
في سياق منفصل، قال الكرملين، اليوم السبت، إن الرئيس الروسي أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس جنوب إفريقيا ناقش خلاله الزعيمان اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ومبادرة السلام الإفريقية بشأن أوكرانيا. وفيما يتعلق باتفاق الحبوب الذي ينتهي سريانه يوم الاثنين، أكد بوتين لرامابوسا أن الالتزامات بإزالة العراقيل أمام صادرات الأغذية والأسمدة الروسية لم يتم الوفاء بها بعد.
من جانب آخر، وبعد تسلم الجيش الأوكراني قنابل عنقودية كانت الولايات المتحدة تعهدت بتزويده بها لدعم هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها موسكو، أكد الرئيس الروسي أن بلاده تحتفظ بحق الرد بالمثل إذا استخدمت هذه الذخائر ضدها، وقال بوتين، الأحد، إن روسيا ليست بحاجة حتى الآن لاستخدام الذخائر العنقودية (وهو ما تناقضه الدلائل على استعمال الجيش الروسي لهذه القنابل في قصفه للمدن والقرى الاوكرانية منذ بداية الاجتياح)، لكن إن تعرضت لهجمات بها فسيكون لها الحق في استخدامها للرد!!
في السياق، اتهمت وزارة الخارجية الروسية، يوم السبت، أوكرانيا بالشروع في طريق الابتزاز النووي بعدما كانت قد اتهمت الغرب، أمس الجمعة، برعاية الإرهاب النووي، إثر قيام طائرة مسيرة أوكرانية بقصف بلدة غربي البلاد يوجد فيها محطة طاقة نووية. وقالت وزارة الخارجية الروسية ان الهدف من الاستفزاز الأوكراني بطائرة بدون طيار في 14 يوليو كان على وجه التحديد محطة الطاقة النووية في كورسك، وأضافت أن موسكو تدين خطط كييف لاستخدام أساليب الإرهاب ضد محطات الطاقة النووية الروسية، وحذرت من أن ذلك قد يؤدي إلى كارثة نووية في أوروبا! وفي وقت سابق، قال حاكم منطقة كورسك الروسية إن الطائرة المسيرة الأوكرانية ضربت مبنى سكنيا في بلدة كورشاتوف، التي بُنيت في الحقبة السوفيتية على ضفاف بركة تبريد لمحطة كورسك للطاقة النووية التي لا تزال في الخدمة.
على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في فيلنيوس هذا الأسبوع، تعهد قادة دول مجموعة السبع (الولايات المتحدة واليابان وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وكندا) بدعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريًا لصد الغزو الروسي.
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، الأحد، إن منع تحايل روسيا على العقوبات الغربية من مهامنا الرئيسية هذا العام، واعتبرت أن مضاعفة الجهود لدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي هو أفضل شيء يمكن القيام به من أجل مساعدة الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى دعم الدول النامية. وتشارك يلين في اجتماع لوزراء المال وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة السبع في غانديناغار بغرب الهند، قبل حضور اجتماع لوزراء المال ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين في المدينة نفسها يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.
وأكدت يلين خلال مؤتمر صحافي أن الأولوية الرئيسية هي مضاعفة الدعم لأوكرانيا، وقالت إنها أدركت خلال زيارتها إلى كييف في فبراير التأثير الهائل للمساعدات الخارجية لأوكرانيا، على الصعيدين المدني والعسكري.
على صعيد آخر، قام رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول بزيارة غير معلنة لأوكرانيا، السبت، على ما قال مكتبه، حيث توجّه إلى بلدة بوتشا قبل لقاء مع نظيره الأوكراني. يذكر أن كوريا الجنوبية، تاسع أكبر مصدر للأسلحة في العالم، أرسلت مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا وباعت أيضًا دبابات ومدافع هاوتزر إلى بولندا، الحليف الرئيسي لكييف في مواجهة القوات الروسية. وتلتزم كوريا الجنوبية منذ فترة طويلة سياسة عدم تزويد مناطق النزاع النشطة بالسلاح، وهو موقف احتفظت به في الوضع الأوكراني، على الرغم من دعوات الولايات المتحدة والدول الأوروبية وكييف بإصرار، لإرسال الأسلحة. ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع بين يون وزيلينسكي الذي سبق أن حث كوريا الجنوبية على تزويد أوكرانيا بالأسلحة مباشرة، المساعدات المقدّمة من سيول. وألمحت سيول إلى أنها قد تعيد النظر في سياستها المتمثلة في عدم توريد الأسلحة الفتاكة، وأشار مكتب الرئيس في وقت سابق من هذا العام إلى أن شن روسيا هجومًا واسع النطاق على مدنيين أوكرانيين يمكن أن يغيّر عقيدتها.
في تقييم اجتماع حلف شمال الاطسي في مدينة فيلنوس هذا الاسبوع؛ لم تحصل كييف على ما تأمل به، لكن توجيه الحلف دعوة لكييف لانضمامها وإقراره المزيد من الضمانات الأمنية والمساعدت العسكرية، وتشكيل مجلس "الناتو-أوكرانيا"، حققت كييف مكاسب على الطاولة. وقالت دول الحلف إن أوكرانيا يمكنها الانضمام إلى التحالف العسكري عندما يتفق الحلفاء ويتم الوفاء بالشروط. وفي بيان صحفي بعد ظهر الثلاثاء قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن الحلفاء أكدوا من جديد أن أوكرانيا ستصبح عضوا في الناتو، ووافقوا على التخلي عن الحاجة الإجرائية لخطة عمل رسمية للعضوية، وأضاف ان هذا سيغير مسار عضوية أوكرانيا، من عملية من خطوتين إلى عملية من خطوة واحدة. لكن زيلينسكي قال، إن عدم وجود إطار زمني متفق عليه يعني أن عضوية بلاده في نهاية المطاف يمكن أن تصبح ورقة مساومة. ويقول أوليغ نيكولينكو، المتحدث باسم وزير الخارجية الأوكراني، ان انتظار دعوة أوكرانيا إلى الناتو قد طال، ويضيف، إن دعوة الانضمام إلى الناتو لا تعني عضوية فورية في الناتو. كييف تدرك حقيقة أنه طالما استمرت الحرب، لن تتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو، لكننا نتحدث عن الدعوة وتحديد إطار زمني واضح لحدوث ذلك. وتريد أوكرانيا وضوحاً أكبر وضمانات ملموسة، فقد يكون لطبيعة الالتزام وجدوله الزمني عواقب حقيقية بالنسبة للحرب. وبالنسبة للعديد في كييف، إن تركيز البعض داخل الحلف علىى مخاطر دعوة أوكرانيا للانضمام، هو خطأ. ويسألون: ما هي مخاطر عدم التحرك؟ في حين قال أحد المسؤولين إنهم قلقون من أن الفشل على المدى الطويل في ضمّ أوكرانيا إلى تحالف أوثق مع الغرب، ستستخدمه موسكو لدعم روايتها داخل البلاد، بأن أوكرانيا خُذلت ولا يمكن الوثوق بالغرب، وقد يشعر الناس بالخيانة.
ذكرت صحيفة "طهران تايمز"، المقربة من النظام الإيراني، أن التقارب المفرط للمبعوث الأميركي الخاص لشؤون طهران، روبرت مالي، من المساعدين الإيرانيين والمستشارين غير الرسميين قد ساعد على سقوطه، وأضافت أن مالي كان على اتصال مع مجموعة من الشخصيات والجهات، بما في ذلك الإيرانيين، الذين لهم التأثير في السياسة الأميركية تجاه طهران. وكتبت هذه الصحيفة، الصادرة باللغة الإنجليزية في إيران يوم الثلاثاء، أن الحكومة الأميركية أصرت على إبقاء السبب الحقيقي لإبعاد روبرت مالي سراً، لدرجة أنه حتى أعضاء مجلس الشيوخ لم يعرفوا السبب الحقيقي. وأضافت أن الموضوع يكتسب أهمية كبيرة لدرجة أنه حتى اليوم، على الرغم من الكشف عن الموضوع، فإنه لم يتم الإعلان عن الموعد النهائي لتعليق تصريح مالي الأمني.
في ملف الاحتجاجات، شهدت محافظات أردبيل، وألبرز، وفارس، وكردستان، وكرمانشاه، ويزد وغيرها مسيرات للمتقاعدين، فيما تجمع عمال البتروكيماويات في مدينة دهلران أمام مكتب المحافظ، يوم الثلاثاء، للاحتجاج على إغلاق المشروع، وبطالة نحو 2000 عامل. وقد نظمت مجموعات من المتقاعدين تجمعات احتجاجية في عدد من المدن بالمحافظات الإيرانية المختلفة، للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية.
في السياق، نظم أهالي زاهدان مسيرة احتجاجية صامتة بعد صلاة الجمعة، في الأسبوع الـ41 من احتجاجهم، فيما انتقد إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، مرة أخرى، سلطات النظام الإيراني بسبب السياسات الخاطئة. ووفقا للتقارير، فقد نُظمت المسيرة الاحتجاجية في زاهدان بناء على طلب مولوي عبدالحميد، بشكل صامت ودون ترديد أية هتافات. وأعلنت حملة النشطاء البلوش قبل وقت قصير من صلاة الجمعة في زاهدان أنه بالتزامن مع صلاة الجمعة، تم نشر قوات عسكرية وقناصين، حول مسجد مكي في زاهدان. وكانت هناك أيضا تقارير عن انقطاع كبير في شبكة الإنترنت في زاهدان، ومدن أخرى من محافظة بلوشستان، الامرالذي أكدته منظمة "نت بلوكس"، التي تراقب أمن الشبكات وحرية الإنترنت في العالم.
من جانب آخر وفي السياق ذاته، وبعد 10 أشهر من مقتل مهسا أميني الذي تسبب في انتفاضة شعبية ضد نظام الجمهورية الإسلامية وتعليق عمل "شرطة الأخلاق" في المدن، أعلن المتحدث باسم الأمن الداخلي الإيراني، سعيد منتظر المهدي، عودة "شرطة الأخلاق" إلى الشوارع مرة أخر،. وقال إنه "اعتبارًا من يوم الاحد، سيتم تسيير دوريات آلية وراجلة في جميع أنحاء البلاد، لمواجهة من يرتدون ملابس غير عادية، وفي حال مخالفة أمر الشرطة سيتم اتخاذ إجراء قانوني. وأضاف ان عودة "شرطة الأخلاق" إلى الشوارع جاءت بعد مطالب الشعب ومطالب مختلف الفئات والمؤسسات الاجتماعية وكذلك تأييد إبراهيم رئيسي.
يأتي الإعلان الرسمي عن إعادة تسيير دوريات آلية وراجلة إلى شوارع المدن الإيرانية، بينما في الأسابيع الأخيرة أشارت تقارير غير رسمية عن وجود قوات أمنية لفرض الحجاب الإجباري، لكن لم يتم الإعلان رسميا عن وجود "شرطة الأخلاق".
في سياق منفصل، أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي أن طهران تتابع قضية غاز الدرة (آرش) من خلال وزارة الخارجية، هذا في وقت تصر فيه الكويت والسعودية على ملكيتهما الحصرية للحقل. ويأتي نقل ملف هذا الخلاف بين إيران ودولتي الكويت والسعودية إلى الخارجية، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الثلاثاء، إن الجولة الأخيرة من المفاوضات القانونية والفنية في هذا الصدد عقدت في طهران يوم 13 مارس الماضي بين وفدين إيراني وكويتي على مستوى كبار مديري وزارتي خارجية البلدين. يذكر انه في الأسبوع الماضي وبعد أيام قليلة من إعلان الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية عن الاستعداد لبدء الحفر في حقل غاز الدرة (آرش) المشترك، حذرت السعودية والكويت من أن هذا الحقل يخص هذين البلدين حصريًا، وطلبتا من طهران بدء مفاوضات لترسيم حدود هذه المنطقة.
في سياق متصل، أعلنت الخارجية الإيرانية أنها استدعت السفير الروسي في طهران للوزارة، لإبلاغه باحتجاج إيران على البيان الختامي للاجتماع المشترك السادس لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وروسيا بشأن الجزر الثلاث. وبحسب وزارة الخارجية الإيرانية فقد استدعى أمين عام "منطقة الخليج الفارسي"، علي رضا عنايتي، سفير روسيا الاتحادية الاربعاء، وشدد على الانتماء "الأبدي" للجزر الإيرانية الثلاث، أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، إلى أرض ايران، مطالبا بتصحيح موقف الاتحاد الروسي من هذه القضية. وبعد إثارة مواقف الإمارات بشأن الجزر الثلاث في تصريحات الزيارة الأخيرة لرئيس الصين إلى المنطقة، يتم الآن إثارة هذه المواقف مرة أخرى في لقاء الدول الخليجية مع روسيا، في وقت تحاول فيه طهران بدء علاقات ودية مع الدول العربية.
على صعيد آخر، وفي خطوة لم يعتاد العالم مشاهدتها، أعلن خفر السواحل الإندونيسي الثلاثاء، إنه احتجز ناقلة ترفع علم إيران للاشتباه في نقلها نفطا بطريقة غير قانونية. وأضاف في بيان أن السفينة "أرمان 114" كانت تحمل 272569 طنا من النفط الخام الخفيف، وقد احتُجزت بعد أن شوهدت وهي تنقل النفط إلى السفينة "ستينوس" التي ترفع علم الكاميرون. ولم يذكر تاريخ الواقعة. كما أفاد إن "أرمان" يُشتبه أيضا في انتهاكها لوائح بحرية أخرى، مثل الإبحار بلا علم والعمل دون تصريح من ميناء.
دعا المسؤول الرئيسي عن الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني وانغ يي، وزير الخارجية الأميركي إلى العمل مع الصين لتحسين العلاقات بين البلدين، بحسب تقرير نشرته وزارة الخارجية الصينية، الجمعة. وبحسب التقرير، قال يي لبلينكين إن واشنطن يجب أن تتبع نهجا عقلانيا وعمليا، وأن تعمل مع الصين في الاتجاه نفسه، جاء ذلك خلال لقائهما أمس الخميس في جاكرتا، على هامش مناقشات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). وقالت الخارجية الصينية إن يي عرض موقف الصين الحازم تجاه مسألة تايوان وحثّ الولايات المتحدة على تجنّب كل تدخّل في الشؤون الداخلية الصينية، حيث تعتبر الصين تايوان جزءًا من أراضيها، كما دعا يي واشنطن أيضًا إلى الكف عن إيذاء الصين في مجالات الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا وإلى رفع العقوبات غير القانونية وغير المبررة ضد الصين.
بدوره، حذّر بلينكن المسؤول الصيني من أن واشنطن ستحاسب المسؤولين عن هجوم إلكتروني على هيئات الحكومة الأميركية، الذي يزعم أن مصدره صيني.
وكان هذا اللقاء الثاني بينهما وجهًا لوجه في غضون بضعة أشهر، بعد زيارة بلينكن للصين في حزيران/يونيو بهدف نزع فتيل التوترات بين القوتين.
من جانب آخر، طلب وانغ يي خلال لقاء مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على هامش محادثات لرابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان)، انه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يوضح موقفه حيال الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والتشجيع على تنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي. كما أكد يي، والذي يُعتبر منصبه أعلى من منصب وزير الخارجية، أنه لا يوجد خلاف على المصالح الرئيسية بين الصين والاتحاد الأوروبي. تأتي هذه التصريحات الصينية بعد أن كشفت برلين الخميس عن خطة استراتيجية جديدة للتعامل مع نهج الصين الذي قالت إنه يتزايد تشددا تهدف الى إعادة تحديد العلاقات مع بكين وخفض المخاطر من دون الانفصال عنها.
على صعيد منفصل، أظهرت بيانات رسمية، السبت، أن إنتاج القمح لموسم الصيف في الصين انخفض هذا العام، في أول تراجع منذ سبع سنوات نتيجة لهطول أمطار غزيرة على مناطق الزراعة الرئيسية قبيل موسم الحصاد. وقال المكتب الوطني للإحصاء إن الإنتاج انخفض إلى 134.53 مليون طن، ومع هذا، ما زال هذا العام يشهد وفرة في المحاصيل، مضيفا أن المساحة المزروعة بالقمح زادت 0.4%، لكن المحصول تراجع 1.3%. ويراقب سوق القمح العالمي عن كثب الطقس الجاف في كندا والولايات المتحدة، وهما من الدول المصدرة الرئيسية، وكذلك اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا والذي ينتهي سريانه يوم الاثنين.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل والمجلس اللوطني
10 تموز 2023
عقد لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني بالتعاون مع جمعية المعتقلين اللبنانيين السياسيين في السجون السورية مؤتمراً صحفياً في مكاتب المركز اللبناني للدراسات والبحوث LCRS-Politica - في الأشرفية في حضور السيدات والسادة : ادمون رباط، احمد فتفت، احمد عياش، اركان الحج شحادة، امين بشير، انطوان اندراوس، انطوان قسيس، ايلي الحاج، ايلي كيرللس، ايلي قصيفي، ايلي يزبك، ايمن جزيني، ايصال صالح، بهجت سلامة، توفيق كسبار، جورج سلوان، جولي دكاش، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كبارة، روبير عبو، رودريك نوفل، زياد رزق، سعد كيوان، سامي شمعون، طوبيا عطالله، طوني الخواجه، طوني حبيب، عطالله وهبي، غسان مغبغب، فتحي اليافي، فيروز جودية، لينا الجلخ فرجالله، ماريان عيسى الخوري، مأمون ملك، منى فياض، مياد حيدر، نبيل يزبك، نورما رزق، نوال المعوشي، نيللي قنديل.
كما شارك في المؤتمر الصحفي السيدة رشا سليم، والاميرة حياة ارسلان والنائب أشرف ريفي، وعن جمعية المعتقلين السياسيين في السجون السورية السادة الياس طانيوس، جوزف هليط وعلي ابو دهن.
بداية قدّم الصحافي إيلي الحاج المؤتمر فقال: "موضوعنا اليوم هو تبنّي هيئة الامم المتحدة إنشاء هيئة مستقلة تُعنى بالمفقودين في سوريا.
نشير بداية إلى أن لبنان امتنع عن التصويت، وهو الذي عانى من الاحتلال السوري لعقود، ولديه في السجون والمعتقلات السورية حتى تاريخه عدد من المعتقلين موثّق لدى "جمعية المعتقلين السياسيين في السجون السورية"، ناهيك عن المفقودين اللبنانيين في هذه المعتقلات. وقد تحركت عائلات هولاء لسنوات مطالبة بكشف مصير أبنائها دون أن تتحرك الحكومة اللبنانية.
ونشير هنا إلى أن كثيرا من اللبنانيين لم يتفاجأ من موقف الحكومة الأخير، فحكومة اللون الواحد هذه لا يمكن أن تتوقّع منها أن تقوم بخطوات سيادية.
وفي هذا السياق نطالب نواب الأمة المنتخبين التوجّه بسؤال خطي إلى الحكومة بشأن مصير اللبنانيين المخفيين والمعتقلين في سوريا، ومطالبتها بالإعتذار من اللبنانيين عامة واهالي المخطوفين والمعتقلين في سوريا خاصة، حيث أنه لم يعد باستطاعتها اليوم التراجع عن تصويتها المهين في الأمم المتحدة.
اجتماعنا اليوم يهدف إلى إعلاء الصوت والمطالبة مرة جديدة بكشف مصير المفقودين والمحتجزين في السجون السورية، والبحث في إمكانية ضم صوت اللبنانيين إلى صوت السوريين في الهيئة المستقلة المنشأة في هيئة الأمم المتحدة".
علي أبو دهن
ثمّ تحدّث رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين السياسيين في السجون السورية علي أبو دهن فقال: "شكرا لكم لحضوركم المميز، وشكراً لكل من ساعد وساهم بإصدار هذا القرار المنتظر. والعيب والعار على ممثلي لبنان لعدم التصويت.
في 29 حزيران صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء مؤسسة معنية بتحديد مصير المفقودين في سوريا.
هذه الخطوة طال انتظارها من قبل كل من له معتقل ومغيب قسريا، وقد جاءت أخيرا لمساعدة عائلات جميع من اختفوا قسرا وخُطفوا وعُذبوا واُحتجزوا في الحبس التعسفي بمعزل عن العالم الخارجي على مدى السنوات الـ 12 الماضية.
لبنان لم يُصوّت وليس لهُ الحق بالطلب لتوسعة مهام اللجنة.
المهم القرار اعتمد وصوت لبنان المخجل تجاه أبناءه ذهب إلى مهب الريح، وان 83 دولة مشكورة صوتت بنعم.
نطلب من الأمم المتحدة الوصية على هذا القرار المهم ، توسيع مهام اللجنة لكي تشمل المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، علما ان لبنان كان تحت الاحتلال السوري منذ 1976 لغاية اواخر نيسان 2005.
إن القرار غير حكومي، ويتعلق بكل الجمعيات غير الحكومية والتي تتعاطى حقوق الإنسان بكل معانيها، نطلب منهم أن يؤازرونا صفاً وكلمة واحدة، لنطالب بتعديل القرار الصادر، وان يشمل جميع المعتقلين حتى ما قبل 2011، لأن النظام السوري عمل منذ تأسيسه على كمّ الأفواه واعتقال من يشاء دون حسيبٍ أو رقيب .
هذه هي فرصتنا أيها السادة، أيتها الدول التي تحترم الإنسان وحقوقِه أنتم من صوّتم لصالح القرار، ساعدونا كي نستعيد من خطف ونساعد اهل الضحايا، والمعتقلين المحرّرين من سجون النظام الظالم .
وفي النهاية اشكر كل من حضر وكل من ساعد ويساعد المعتقلين، وجزيل الشكر والامتنان لـ "المجلس الوطني ولقاء سيدة الجبل" الداعمين الأوائل لنا وللحضور الدبلوماسي والصحافي والاصدقاء الأحباء والرحمة لروح الشهيد لقمان سليم".
مداخلة النائب أشرف ريفي
وفي الختام كانت كلمة للنائب اللواء أشرف فيها كشف فيها عن وجود سجون إيرانية في لبنان بالضاحية الجنوبية لبيروت. وقال: "سبق أن أكدت أمام المجلس النيابي عندما كنت متولياً مسؤولياتي الأمنية أنّ هناك سجوناً إيرانية في لبنان وأنّ فيها معتقلين لبنانيين أبرياء لأنّهم أخصام لحزب الله. نعم، المحور السوري الإيراني استباح حريتنا وكرامتنا، وأنا كمواطن وكخبير أمني سابق وكنائب سأكون إلى جانبكم، فقضيتكم قضية وطنية، والمجتمع الذي لا يطالب بأنبائه المعتقلين هو مجتمع لا يستحق الحياة أبداً.
أضاف: "أنا أهنئ الأمم المتحدة على إقرار هذه الهئية وعلينا كلبنانيين أن نستلحق أنفسنا، لأنّ قضية المعتلقين اللبنانيين في السجون السورية سابقة على العام 2011 فعندما دخلت القوات السورية إلى لبنان في العام 1976 اختطفت لبنانيين كثر، بعضهم قتل وبعضهم لا يزال مصيرهم مجهولاً، ويحق لأهلهم وللبنانيين جميعاً أن يعرفوا مصيرهم. وأنا هنا لأضع كل إمكاناتي كنائب وكخبير أمني سابق بتصرفكم".
2*) الكتائب
11 تموز 2023
عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، وبعد التداول اشار المجتمعون في بيان، الى ان "لبنان يسير بخطى متسارعة نحو الفراغ التام في مؤسسات الدولة المالية والعسكرية والأمنية والقضائية والإدارية ما ينذر بالوصول إلى مرحلة تحلل الدولة الكلي وسقوطها التام في قبضة حزب الله الذي يسعى إلى السيطرة على البلد عبر سياسة تعطيل المواقع تباعا وتغيير المعادلات وفرض مرشحه الرئاسي تحت طائلة نسف كل التوازنات التي قام ويقوم عليها لبنان".
وحذر المكتب السياسي من "خطورة الاستمرار في هذا النهج الذي يضعنا أمام خيارات غير دستورية من "تشريع الضرورة" في برلمان تحول حكما إلى هيئة ناخبة، إلى "تعيينات الضرورة" في حكومة لا يحق لها الاجتماع، إلى بدع اختيار رئيس للجمهورية عبر الحوار، ورئيس للحكومة قبل تسميته من قبل النواب، وتحديد البيان الوزاري قبل تشكيل الحكومة في خروج فاضح عن كل الأصول والقواعد".
ودعا الى "توجيه دعوة فورية لانتخاب رئيس للجمهورية وفقا لما ينص عليه الدستور وإعادة لبنان الى أصول اللعبة الديمقراطية وهو السبيل الوحيد للإفراج عن الدولة والمؤسسات، والخروج من كل الأزمات التي تتوالى وتنذر بالانزلاق إلى مرحلة قاتمة من الانهيار التام".
كما وحذر المكتب السياسي، "ما تبقى من دولة من الاستقالة من مسؤولياتها في ملف الغجر وتسليمه إلى يد حزب الله ليتولى الترسيم البري على غرار ما حصل في موضوع الترسيم البحري وأدى الى التخلي عن الكثير من الحقوق لتحقيق المصالح".
ورفض الحزب أن "يتوكل حزب الله او أي طرف غير رسمي او مخول قانونا أو بالدستور في البت في مصير أي شبر من أراضي لبنان، فاللبنانيون مجمعون على التمسك بالدولة السيدة وحدها كمتحدث باسمهم وضامن لحقوقهم".
3*) باسيل
11 تموز 2023
اعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ان "الحكومة اليوم تتجرأ وتفكر بالعمل جديا لتعيين حاكم مصرف مركزي ومجلس عسكري وقائد جيش لاحقا، ربما في غياب رئيس جمهورية".
وقال باسيل في كلمة عقب اجتماع تكتل "لبنان القوي":" نحن موقفنا لا يطال الامور الاساسية للبنانيين بدليل ما فعلناه في مجلس النواب، لكن هناك حدودا لصلاحية الحكومة وهي واضحة بالدستور، والسكوت عن الوضع السابق أوصل الى هنا".
أضاف: "حاولوا تمرير فكرة التمديد لرياض سلامة وهذه جريمة بحق العدالة الدولية وليس اللبنانية فقط، اما التعيين في الحكومة فيعني "العوض بسلامتكم" على رئاسة الجمهورية، واستلام النائب الاول سليم قانونيا، لكن هناك مسؤوليات معروفة من المرجعيات، ويبقى الخيار الرابع الممكن والعملي هو تعيين حارس قضائي لأن مصرف لبنان بكامله هو امام القضاء الحريص على الجيش فليحترم القانون ويوقف عشرات العقود بالتراضي فالحرص على المؤسسة يكون باحترام قوانينها".
وفي موضوع تعيين قائد للجيش قال :"اذا لا سمح الله لم ينتخب رئيس وحصل فراغ في المجلس العسكري فهناك مبدأ "الامرة" والتراتبية لها قواعدها المعروفة وطبقت في الامن العام، واي محاولة للتعيين بخلاف الدستور وبتخطي وزير الدفاع هي انقلاب عسكري حقيقي لن نسكت عنه".
وعن التدقيق الجنائي اعتبر باسيل ان "الإخفاء هو بمثابة قرينة تواطؤ وهو يعني خوفا وبالتالي جرما يستوجب محاسبة، و"الله يستر شو مخبايين"، لكن معركتنا مستمرة ليس فقط من اجل التقرير الاولي بل التدقيق الجنائي بكامله".
وتطرق باسيل الى موضوع الحوار فاعتبر ان "الحوار بين اللبنانيين مفيد، وعلى هذه الاساس وضعنا ورقة الاولويات الرئاسية وتحاورنا فيها مع الجميع وقلنا ان البرنامج اهم من الشخص".
اضاف: "نقدر كثيرا الجهود الفرنسية وندعو لاستمرارها على قاعدة مساعدة اللبنانيين للاتفاق وليس لفرض رئيس عليهم، فالحوار مقبول او مرغوب اذا كان يمرر حلولا، لكنه مرفوض اذا كان لتمرير الوقت وانتظار ظروف ليتمكن فريق من فرض مرشحه".
وتابع: "الحوار قد يتخذ اشكالا كثيرة ويمكن ان يكون على شكل تشاور مكثف او وفق صيغ اخرى يمكن الاتفاق عليها، ونحن من جهتنا نتحاور مع الجميع بشكل مباشر او غير مباشر، مع القوات والكتائب وبعض المستقلين ومجموعة التغييريين بمختلف مكوناتها ومع الاشتراكي، ومن جهة ثانية مع الثنائي الشيعي ولو باشكال مختلفة".
وقال: "عاودنا التحاور مع حزب الله بذهنية ايجاد حل من دون فرض او شروط مسبقة، وهذا الحوار الذي بدأ بوتيرة جيدة وايجابية، نأمل ان يتكثف للوصول الى نتائج تأتي بالمنفعة لجميع اللبنانيين وليس لفريق على حساب فريق".
ولفت باسيل الى ان "الجلسة الانتخابية الاخيرة اظهرت بشكل قاطع ان مرشح الثنائي اصطدم بحائط مسدود ولم يبلغ العتبة التي تبرر بقاءه كمرشح وهذا ما يضعنا امام معادلة جديدة مفادها ان اي عناد من هذه الجهة سيقابله عناد من الجهة الاخرى، والعكس صحيح، اي مرونة ستقابل بمرونة على اساس الاتفاق والتلاقي، اما التلاقي بالحوار للاتفاق على مرشح ثالث او جلسات متتالية لمعرفة امكانية العبور الى العتبة المطلوبة فاذا عبرها اي مرشح هذا يعني ان لديه امكانية الوصول ومبروك، ولكن انتظار الخارج فهو أمر غير سيادي".
اضاف: "لا يراهنن احد على تغيير موقفنا في الحوار تحت عناوين المشاركة بالسلطة والحصص والوعود المستقبلية، الموقف لن يتغير لأنه يقوم على ركائز ثابتة ميثاقية حقوقية تمثيلية وطنية واصلاحية وهي لا يمكن ان تتغير مع الوقت خصوصا اذا كان الامر يتعلق بفرض رئيس جمهورية وتجاوز الواقع اللبناني بالشراكة، وكيف اذا تحول بشكل او بآخر، بوعي او بلا وعي، الى استفزاز للوجدان المسيحي والوطني ولا اتخيل ان يقبل احد بهذا الامر ويتحمل عواقبه او نتائجه".
وقال:"لا يمكن ان نقبل بحذف مكون عبر التعاطي مع الرئاسة كموضوع بازار سياسي فيما هي موضوع ميثاقي كياني ولا نقبل التعاطي بها بأقل من هذا المستوى، خاصة ان الامر يحصل في ظل عدم تنفيذ الطائف الذي وعدنا بتنفيذه منذ 33 سنة".
وختم باسيل: "فلينفذ الطائف الذي ارتضيناه عام 2005، فاللامركزية الادارية الموسعة هي حق والصندوق الائتماني واجب، وبناء الدولة صار قضية حياة او موت لا ترف".
4*) قرار الاتحاد الاوروبي
11 تموز 2023
1- يعتبر أن السبب في الوضع الحالي في لبنان هم السياسيون في جميع أنحاء الطبقة الحاكمة وعرقلة الأحزاب المسلحة بشكل غير قانوني للعملية الديموقراطية والدستورية، ويدعو إلى نزع سلاحها؛ يدعو النخبة السياسية اللبنانية إلى تحمل نصيبها من مسؤولية الوضع الراهن في البلاد.
2- يحث مجلس النواب اللبناني على انتخاب رئيس له في أقصر فترة زمنية ممكنة من أجل البدء في معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والصحية وحالة الانهيار المؤسساتي. يحثهم جميعاً على تأييد مطالب الشعب اللبناني والدفاع عنها بشكل نهائي. ويعرب عن قلقه البالغ إزاء العقبات التي تعترض تنفيذ الإصلاحات اللازمة ويدعو القادة اللبنانيين إلى إعطاء الأولوية للمصالح الوطنية. ويأسف لأن مجلس النواب اللبناني لم ينتخب رئيساً بعد 12 جلسة انتخابية رئاسية غير حاسمة.
3- يأسف لتأجيل الانتخابات البلدية التي كانت مقررة في مايو/أيار 2022 للمرة الثانية خلال عامين، مما أدى إلى المزيد من الجمود السياسي وزيادة الخلل في مؤسسات الدولة؛ حث وزارة الداخلية والبلديات على الالتزام بإجراء الانتخابات البلدية خلال الأشهر الستة المقبلة والمضي قدما في الاستعدادات وفقا لذلك. يدعو السلطات اللبنانية إلى مطالبة نائب الرئيس / حقوق الإنسان بنشر بعثة مراقبة الانتخابات، أو بدلاً من ذلك، بعثة خبراء الانتخابات، قبل أشهر من الانتخابات البلدية؛ حث المفوضية والدول الأعضاء على تقديم كل المساعدات الفنية والمالية للمساهمة في تمكين إجراء الانتخابات في الوقت المحدد وفي أفضل الظروف الممكنة، والسعي لضمان نزاهة وشفافية العملية برمتها، مع الإصرار على ذلك. من مسؤولية الحكومة تخصيص الميزانية اللازمة لإجراء الانتخابات البلدية.
4- يدعو إلى تشكيل فريق عمل إنساني دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لدعم تنفيذ المساعدة الإنسانية والإشراف على استخدام الأموال.
5- يدعو الاتحاد الأوروبي إلى أن يعرض على لبنان نشر بعثة استشارية إدارية شاملة تابعة للاتحاد الأوروبي من أجل تلبية الحاجة الملحة لمواجهة الانهيار المتسارع للإدارة العامة والخدمات الأساسية من خلال توفير خطة عمل وما يتصل بها من دعم ضروري؛ يثني على دور العاملين الأساسيين في القطاع العام الذين، على الرغم من خفض رواتبهم بأكثر من النصف في السنوات الأخيرة بسبب تدابير التقشف، استمروا في تقديم الخدمات الرئيسية للسكان في مجالات مثل الصحة والتعليم والرعاية.
6- يدعو الحكومة اللبنانية إلى التنفيذ السريع للإصلاحات الإدارية والاقتصادية والمالية الرئيسية التي ستضمن الانتعاش السياسي والاقتصادي، بما في ذلك التنظيم الموثوق به للقطاعات الاقتصادية الرئيسية مثل قطاع الكهرباء؛ يرحب باعتماد تعديلات على قانون السرية المصرفية اللبناني كخطوة رئيسية نحو إطلاق العنان للمساعدات المالية الكلية الدولية، وتحديداً من صندوق النقد الدولي. يدعو البلاد إلى مواصلة تنفيذ الإصلاحات، بما في ذلك في القضاء، لضمان الاستقلال ومنع التدخل السياسي والإفلات المؤسساتي من العقاب في نظام العدالة؛ يذكر بالحاجة الملحة للحد من السلطة الباهظة للمحكمة العسكرية واقتصار صلاحياتها على إجراء محاكمات للجرائم العسكرية التي يرتكبها الجيش وعدم محاكمة المدنيين؛ يذكر أن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والأمم المتحدة قد طالبوا بإنشاء سلطة قضائية مستقلة وشفافة، واعتماد قانون المشتريات العامة الحديث وسن استراتيجية لمكافحة الفساد.
7- يدعو المجلس إلى تطبيق عقوبات هادفة في الإطار الذي اعتمده المجلس في 30 تموز / يوليو 2021 ضد كل من يخالف العملية الديموقراطية والانتخابية في المؤسسات اللبنانية، أو يعيق التحقيق المحلي في انفجار مرفأ بيروت أو تحقيق دولي وشيك عبر بعثة تقصي حقائق، والاستيلاء على أصولهم في الاتحاد الأوروبي؛ يشير إلى أن إطار عمل المجلس من المقرر أن ينتهي في 30 يوليو/تموز 2023. يدعو المجلس لاتخاذ إجراءات فورية لتمديده والعمل على تجديده.
8- يذكر بأن تحقيقا شفافا ومستقلا وحياديا وفعالا في انفجار مرفأ بيروت يمثل أولوية ويجب ضمانه. حث السلطات اللبنانية على احترام الإجراءات القضائية واستقلال القضاء ومساعدة كل جهد من شأنه أن يسمح بالتحقيق الملائم مع المسؤولين عن القرارات التي أدت إلى الانفجار في ميناء بيروت ومحاسبتهم. يدعو إلى إرسال بعثة دولية مستقلة لتقصي الحقائق إلى لبنان للتحقيق في انفجار بيروت في إطار الأمم المتحدة. يصر على وجوب محاسبة المسؤولين بشكل مباشر أو غير مباشر عن الخسائر في الأرواح والأضرار التي لحقت بالشعب اللبناني. يصر على أن ميناء بيروت هو البنية التحتية الأساسية للبنان ويجب إعادة بنائه. حث السلطات على التعاون الكامل مع القاضي بيطار، الذي يقود التحقيق في انفجار الميناء.
9- يشجع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على مساعدة عائلات ضحايا انفجار ميناء بيروت في استكشاف إمكانات رفع دعاوى قضائية في محاكم وطنية أجنبية وكذلك استكشاف إمكانات محاكمة السياسيين المتهمين بارتكاب فظائع بموجب الولاية القضائية العالمية؛ يدعو مجلس حقوق الإنسان إلى إصدار قرار بإنشاء وإرسال بعثة تقصي حقائق مستقلة ومحايدة من أجل تحديد وقائع وظروف انفجار بيروت، بما في ذلك الأسباب الجذرية، وإقرار مسؤولية الدولة والأفراد وتعزيز العدالة وجبر الضرر للضحايا.
10- يدين بشدة ثقافة الإفلات من العقاب التي انتشرت في لبنان؛ تشعر بالقلق إزاء محاولات ترهيب أعضاء المجتمع المدني المستقلين من خلال وسائل مختلفة؛ يشير إلى أن الضحايا وأسرهم لا يمكنهم الانتظار أكثر من ذلك لتحقيق العدالة؛ يدعو إلى وضع حد فوري لثقافة الإفلات من العقاب السائدة في المؤسسات اللبنانية ويحث السلطات على إزالة جميع العقبات أمام التحقيقات القضائية الجارية، لا سيما في قضايا الفساد.
11- يسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز الحلول المستدامة لمعالجة أزمات انعدام الأمن الغذائي والطاقة والحاجة إلى تقديم الدعم الإنساني المباشر، بما يتماشى مع توصيات منظمة الأغذية والزراعة؛ يدعو إلى أن يقترن الدعم الإنساني من الاتحاد الأوروبي بدعم المزارعين والعاملين الزراعيين وأشكال الدعم الأخرى لإنتاج الغذاء المحلي، فضلاً عن الاستثمار في البنية التحتية لتوليد الطاقة المتجددة في البلاد.
12- يعرب عن قلقه إزاء العديد من حالات سوء الإدارة والاحتيال المتعلقة بالمشاريع الممولة من الاتحاد الأوروبي بسبب الافتقار إلى الشفافية والرقابة وضعف معايير الاختيار والعطاءات وحفظ السجلات؛ دعوة المفوضية ومكتب المدعي العام الأوروبي للتحقيق في قضية سوء الاستخدام المزعوم لأموال الاتحاد الأوروبي لمرافق إدارة النفايات. يشدد على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يشرف على المشاريع ويقدم التمويل على دفعات بعد عمليات التحقق المستقلة لكل مرحلة من مراحل المشاريع ذات الصلة من أجل التعويض عن مخاطر الفساد العالية في لبنان؛ يدعو الاتحاد الأوروبي وشركاؤه إلى نشر جميع الوثائق ذات الصلة التي تسمح بفحص مستقل من قبل المجتمع المدني. يشدد على ضرورة مشاركة هذه المعايير وأفضل الممارسات عبر جميع المانحين الدوليين الذين يسعون إلى مساعدة لبنان، كما في حالة دعم الاتحاد الأوروبي لإدارة النفايات الصلبة في لبنان؛ يكرر دعوته للمفوضية لزيادة المساءلة والمراقبة للمشاريع الممولة من الاتحاد الأوروبي في لبنان.
13- يشدد على عدم تلبية الشروط للعودة الطوعية والكريمة للاجئين في المناطق المعرضة للصراع في سوريا؛ يشير إلى ضعف اللاجئين في لبنان ويشدد على الحاجة إلى توفير تمويل كاف ومتعدد الطبقات للوكالات التي تعمل مع اللاجئين من أجل ضمان التوفير الكامل للخدمات الأساسية لمجتمعات اللاجئين في البلاد؛ يدعو المفوضية إلى العمل على تحسين الوضع الإنساني في سوريا من أجل معالجة الأسباب الجذرية لأزمة اللاجئين. يشدد على أن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية وكريمة وآمنة، وفقا للمعايير الدولية. يدعو إلى استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للسكان اللبنانيين واللاجئين، مع ضوابط صارمة؛ يدعو لبنان إلى الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951 وبروتوكولها لعام 1967. يدعو إلى تشكيل فريق عمل دولي بمشاركة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والسلطات اللبنانية لمعالجة قضية اللاجئين. يعرب عن قلقه من تصاعد الخطاب المناهض للاجئين من قبل الأحزاب السياسية والوزراء اللبنانيين. يحث لبنان، في حالة اتخاذ أي إجراء بشأن الهجرة، على الامتناع عن الترحيل وفرض إجراءات تمييزية والتحريض على الكراهية ضد اللاجئين السوريين. يدعو، في هذا الصدد، الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى مواصلة تقديم التمويل للأونروا واللاجئين السوريين.
14- يعرب عن دعمه لعمل اليونيفيل على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية ويدين بشدة جميع الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة؛ يدعو، على وجه السرعة، إلى محاسبة المسؤولين.
15- يرحب بالتوقيع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ويشجع البلدين على مواصلة مشاركتهما البناءة.
وفي الختام طلب البرلمان من رئيسه بإحالة هذا القرار إلى المجلس، والمفوضية، ونائب رئيس المفوضية / الممثل السامي للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وحكومات وبرلمانات الدول الأعضاء، وكذلك إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس الجمعية البرلمانية الأورو - متوسطية، والحكومة والبرلمان في لبنان.
وتعتبر قرارات البرلمان الأوروبي غير ملزمة لبلاد خارج الاتحاد الأوروبي، إلا إذا تبنتها الأمم المتحدة، يصبح لبنان ملزما بتنفيذها، وكذلك يمكن للاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على سياسيين لبنانيين في حال أراد، إن لم يلتزموا بالقرار.
5*) نصرالله
12 تموز 2023
قال ألامين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله اليوم، في كلمة له في مناسبة الذكرى السنوية السابعة عشرة لـ "انتصار تموز 2006" إن "حادثة اليوم عند الحدود الجنوبية هي قيد التحليل والتحقيق من قبلنا ليبنى على الشيء مقتضاه وأنتظر تقريراً في هذا الشأن".
وأوضح: "الأمم المتحدة لم تستطع منع الإجراءات الإسرائيلية في بلدة الغجر خلال الفترة الماضية، وسط صمتٍ دولي كان واضحا"، مؤكدا أن "نصب الخيم عند الحدود جاء بعدما أنشأ الإسرائيليون السياج في الغجر وليس قبل ذلك كما يقال".
وأردف: "خيمُنا موجودة على أرضٍ لبنانية وواحدة منها موجودة داخل خط الإنسحاب في منطقة مزارع شبعا".
وأكد أن لدى "شباب المقاومة توجيها بالتصرف إذا وقع اعتداء إسرائيلي على الخيمة المنصوبة عند الحدود الجنوبية"، متابعا: "ما يجري في الجنوب اللبناني ليس ترسيما للحدود البرية بل عمل لاستعادة الأراضي التي يحتلها العدو الإسرائيلي".
وقال: "نستطيع استعادة الجزء اللبناني من قرية الغجر من الاحتلال الإسرائيلي وهذه الأرض لن تترك".
كما ولفت نصر الله إلى أن "مشروع الشرق الأوسط الكبير الأميركي سقط في لبنان واستكمل الإجهاز عليه في فلسطين والعراق وسوريا وإيران"، مردفا: "الإسرائيليون والأميركيون اعترفوا بفشل حربهم على لبنان عام 2006 على أكثر من صعيد".
واستطرد: "المطلوب من عدوان 2006 كان سحق المقاومة وإخضاع لبنان..انتصار تموز أسس لمعادلة ردع ما زالت قائمة حتى اليوم مقابل تآكل الردع عند العدو الإسرائيلي".
وأكمل: "السلام والأمان في الجنوب اللبناني ناتجان عن ثقة الناس بفاعلية الردع القائم مقابل حالة رعب لدى الجانب الإسرائيلي... العدو الإسرائيلي كان يسعى بكل الوسائل لمنع تعاظم قوة المقاومة في لبنان ولم ينجح في ذلك رغم كل الظروف".
وعن التطورات الأخيرة في الضفة الغربية، قال: "هدف الإسرائيليين من عدوان جنين كان استعادة الردع ولكنهم حصلوا على صورة معاكسة تماما"، لافتا إلى أن "الدليل على فشل عدوان جنين هو استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية".
حرق المصحف والموساد
واكد نصر الله ، أن" الشخص الذي أحرق المصحف الشريف في السويد، له علاقة بالموساد الإسرائيلي، وهدفه بث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين". وأضاف: "تنديد رجال الدين المسيحيين بحادثة حرق المصحف ساهم بنحو كبير في منع الفتنة". وتابع: "شعوب المنطقة يجب أن تطالب الحكومات بموقف أكثر صرامة من قضية حرق المصحف الشريف".
وأشار حسن نصر الله إلى أن "موقف روسيا اللافت من موضوع حرق المصحف الشريف أحرج الدول الغربية".
الوضع الداخلي
وفي الوضع الداخلي تحدّث السيد نصرالله عن أن ثمة "اتهاما للثنائي الوطني من خلال التمسك بمرشحه بأنه يريد المساومة على عدة أمور، أو يدفع باتجاه انهيار الدولة لأن يريد اعادة النظر بالنظام والدستور، ولكن هذا غير صحيح".
ولفت إلى أن خلال الأسبوعين الماضيين، نفى مسؤولون من حركة "أمل" و"حزب الله"، والرئيس بري شخصيا نفى ولكن هذه الاتهامات مستمرة، وهذا كذب مقصود وتضليل للرأي العام اللبناني وهدفه توتير الداخل".
وتساءل: "لمصلحة من يوتّر الجو الداخلي؟ من يريد تغيير النظام ويتحدث بالفدرالية والتقسيم؟".
وتابع: "أقول للشعب اللبناني بكل طوائفه بأن ما يُقال بأن الثنائي يريد الاستفادة من فائض القوة لديه ومقاومة لفرض آراء سياسية غير صحيح، نحن لم نفعل ذلك في يوم من الأيام ولن نفعل ذلك وسلاح المقاومة هو لحماية لبنان والشعب اللبناني".
السيد نصر الله لفت إلى أنّ "سلاح المقاومة ليس لفرض خيارات على اللبنانيين، وهذا السلاح لا يسمح بالاعتداء عليه لأنه موجود ليحمي الشعب اللبناني، والاعتداء عليه أعظم وأكبر خدمة لاسرائيل".
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ "شخص الرئيس أساس بالنسبة إلينا ونعتبره ضمانة، نحن كثنائي وطني هذا ما يعنينا، وبالعودة لحرب تموز كان هناك انقسام حاد في البلد وكان على رأس الطاولة الرئيس اميل لحود يقاتل بعض الوزراء الذين أرادوا للمقاومة أن تستسلم، شخص الرئيس لحود شكل ضمانة".
6*) الاحرار
13 تموز 2023
توقف المجلس السّياسي في حزب الوطنيين الأحرار في اجتماعه الدوري برئاسة النائب كميل دوري شمعون وحضور الأعضاء، عند قرار البرلمان الأوروبي الخاص باللاجئين السوريين ورأى فيه "اجحافا بحقّْ لبنان وسيادته".
وشدد المجتمعون على "ضرورة عودتهم إلى بلدهم، أو إقامة منطقة آمنة على الأراضي السورية القريبة من الحدود اللبنانية تحت إشراف الأمم المتحدة، ريثما تتوافر ظروف عودتهم الآمنة الى مدنهم وقراهم".
وفي موضوع حاكمية مصرف لبنان ، شدد المجتمعون على اللاءات التالية: "لا للتشريع، لا للتّمديد، لا للتّعيين، لا لتهرّب نواب الحاكم من مسؤولياتهم والاجتهادات القانونية، ونعم لتطبيق الدستور وقانون النقد والتسليف، وإنتخاب رئيس للجمهورية وباسرع وقت ممكن".
وشجبوا" الحكم القضائي الذي صدرَ بحق الإعلامية ديما صادق، بخاصةً وأن القرار يخفي في طيّاتِهِ تواطؤاً سياسيّاُ، ما يؤكد أن القضاء غير عادل و منحاز، مع العلم أن المدّعي يتحفنا دائماً بحديثه عن حرية المعتقد والرأي".
7*) لجنة المتابعة
14 تموز 2023
أصدرت "لجنة المتابعة الوطنية اللبنانية" لمقررات وتوجُّهات حاضرة الفاتيكان السامية والأزهر الشريف، بشأن الأخوة الإنسانية والحوار الإسلامي- المسيحي بيانا دعت فيه "اللبنانيين عامةً، والأشقّاء والأصدقاء المعنيين بالأزمة اللبنانية الطاحنة والمصيرية، لا بل الوجودية، الى الحوار على أساس مرجعية وثيقة الوفاق الوطني والدستور والتي لا يمكن أن تكون كذلك إلاّ في كنف المؤسسات الدستورية. وهذا المسار يبدأ حكماً بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، غيرِ متحيّزٍ لفريقٍ أو محورٍ، ولكنه غيرُ محايدٍ بشأن مصلحة الدولة والتزام الدستور الذي سيُقسم عليه".
وفي ما يلي نص البيان النداء:
"نحن أعضاءَ "لجنة المتابعة الوطنية اللبنانية" لمقررات وتوجُّهات حاضرة الفاتيكان السامية والأزهر الشريف، بشأن الأخوة الإنسانية والحوار الإسلامي- المسيحي، والعيشِ معاً متساوين ومختلفين، في عالمٍ أكثر إنسانيةً وعدالةً وازدهاراً، وفي كنفِ دولنا الوطنيةِ على نصابِ المواطَنةِ الكاملة والمتكافئة واحترام حقوقِ الإنسان، كما في ظل الحريةِ والسيادة والاستقلال،
والتزاماً منَّا بتطلُّعاتِ وجهودِ السلم العالمي العادل والدائم بمرجعيّاته المقرَّرة،
وإيماناً منَّا بمعنى لبنان في ذاته وبرسالته في محيطه العربي،
نتوجَّه إلى اللبنانيين عامةً، وإلى الأشقّاء والأصدقاء المعنيين بالأزمة اللبنانية الطاحنة والمصيرية، لا بل الوجودية، بما يلي:
أولاً- إنَّ الحوار اللبناني- اللبناني مطلوبٌ ومرغوب في كل وقت، باعتباره لازمةَ العيش المشترك بالصيغة اللبنانية المعلومة، والتي كانت وما تزال حاجةً لإدارة هذا العيش، كما لاستقرار محيطه والعالم.
ثانياً- نعتقد بقوة، ونعلمُ كما تعلمون، أن الحوار اللبناني- اللبناني حول خيار الكيان الوطني النهائي والعيش معاً والمستقبل الواحد، قد حصل عبرَ تجاربَ مريرةٍ وسعيدة على مدى عقودٍ وأجيال، بما في ذلك الحروب، كما عبرَ حوار الحياة الدائم، وأفضى إلى "وثيقة الوفاق الوطني" والدستور المنبثق عنها، بما هما المرجعيَّة الأكثرُ عدالةً وإنصافاً وملاءمةً لكينونةِ لبنان ومعناه في ذاته والعالم. بَيْدَ أنَّ هذا الاتفاق/ الميثاق والعهد لم يطبَّق نصاً وروحاً وكاملاً في أي وقت منذ ثلاثٍ وثلاثين سنة، بفعل إداراته المتعاقبة داخلياً وخارجياً، وذات الأولويات المختلفة والمتقلّبة، ولاسيما أنه اتفاقٌ لبناني محتَضَنٌ عربياً ودولياً.
ثالثاً- الحال أننا لا نرى بديلاً عن هذه المرجعية في الحوار المطلوب داخلياً وخارجياً، لأنَّ هجرانَها إنما هو بمثابةِ إلقاء الذات في غياهب المجهول، خصوصاً في لحظةٍ إقليمية ودولية رجراجةٍ وتدافعيَّةٍ ونزاعيَّةٍ بامتياز.
رابعاً- عليه نرى من واجب اللبنانيين التمسّك بهذه المرجعية، كما نرى من واجب الأشقاء والأصدقاء التمسُّك بالبيان الثلاثي (الأميركي- الفرنسي- السعودي الصادر في أيلول/ سبتمبر 2022، حول مرجعية اتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بسيادة لبنان، لتجاوز الأزمة القائمة ووضع لبنان على سكَّةٍ آمنة.
خامساً- إنَّ كلَّ الحوارات اللبنانية الممكنة والمجدية والآمنة، لا يمكن أن تكون كذلك إلاّ في كنف المؤسسات الدستورية. وهذا المسار يبدأ حكماً بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، غيرِ متحيّزٍ لفريقٍ أو محورٍ، ولكنه غيرُ محايدٍ بشأن مصلحة الدولة والتزام الدستور الذي سيُقسم عليه. إنَّ مثل هذا الرئيس، بما يلي انتخابَه من سدّ فراغات مؤسساتية ذاتِ شأنٍ خطير، هو الأجدر بقيادة حوارات لبنانية فعالة، وهو "الأقوى" بالدستور والمصلحة الوطنية العليا، وبقوة التوازُن لا بموازين القوى الرجراجة.
سادساً- أخيراً نعتقد، في واقع التوازن السلبي التعطيلي داخلياً، أنَّ من واجب الأسرتين العربية والدولية، أخلاقياً وقانونياً والتزاماً بالاستقرار، تأييد هذه الوجهة بمسؤولية وبلا مواربة.
عاش لبنان وطن الرسالة والاخوة والعيش الواحد".
وهنا لائحة بأسماء أعضاء لجنة المتابعة الوطنية اللبنانية لمقررات وتوجّهات حاضرة الفاتيكان والأزهر الشريف: الدكتور طارق متري، الدكتور أنطوان قربان، الدكتور رضوان السيد، الأستاذ محمد السماك، الدكتور فارس سعيد، الدكتور الياس الحلبي، الدكتور أنطوان حداد، الدكتورة منى فياض، الدكتور خالد زيادة، الأستاذ فؤاد السنيورة، الدكتور انطوان مسرة، الدكتور خالد قباني، الدكتور باسم الشاب.
8*) البطريرك الراعي
16 تموز 2023
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان عاونه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر والاب فادي تابت والقيم البطريركي الاب طوني الآغا وامين سر البطريرك الاب هادي ضو وحضور رئيس الرابطة المارونية الدكتور خليل كرم، عدد من الكهنة وحشد من المؤمنين.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "هذا عبدي الذي اخترته، سأجعل روحي عليه ليعلن الحقّ للأمم" (متى 12: 18)، قال فيها: "نبوءة أشعيا النبيّ إنّما قيلت عن ربّنا يسوع المسيح، إبن الله منذ الأزل، الذي أرسله الآب متجسّدًا لخلاص البشريّة جمعاء. فمسح بشريّته بالروح القدس وأرسله ليعلن الحقّ لجميع شعوب الأرض. يسمّيه آشعيا عبدًا، واللفظة مشتقّة من فعل عَبَدَ، ومنه "العابد" للدلالة أنّه "حبيب" الله الّذي اختاره، وملأ بشريّته من الروح القدس، وأرسله. من هذه النبوءة تنكشف الهويّة المسيحانيّة والرسالة. فالهويّة هي مسحة الروح القدس، والرسالة هي إعلان الحقّ والخلاص لجميع الأمم. وقد أشرك الربّ يسوع بهاتين الهويّة والرسالة كلّ الشعب المسيحي بالمعموديّة والميرون. وهو إشراك منفتح على جميع شعوب الأرض من كلّ لون وعرق وجنس. نصلّي اليوم إلى الله لكي يتعمّق كلّ مسيحي ومسيحيّة في هويّته المسيحانيّة، ويلتزم بعيش الرسالة المسيحيّة في الحالة التي هو/هي فيها، من أجل بناء مجتمع أفضل.
وعن الهويّة والرسالة التي قبلها القدّيس شربل الذي نحتفل اليوم بعيده في هذا الأحد الثالث من شهر تمّوز. قال: "لقد ظهرت هوّيته المسيحانيّة في حياته الرهبانيّة والكهنوتيّة والنسكيّة في رحاب الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الجليلة. وقد سطعت بالفضائل الإلهيّة الإيمان والرجاء والمحبّة، وبنذوره الرهبانيّة الثلاثة الطاعة والعفّة والفقر. وشهدت الكنيسة، في دعوى تطويبه وتقديسه، أنّه "عاش ببطولة هذه الفضائل الإلهيّة وهذه النذور الرهبانيّة، وما اشتقّ منها من فضائل روحيّة وإنسانيّة.أمّا الرسالة المسيحانيّة فعاشها صلاةً وأعمالًا وضيعة تقشّفيّة في دير مار مارون عنّايا مع الجماعة الديريّة مدّة ستّ عشرة سنة، وعاشها موتًا كاملًا عن العالم في صومعة القدّيسين بطرس وبولس على قمّة عنايا طيلة ثلاث وعشرين سنة حتى وفاته ليلة عيد الميلاد في 24 كانون الأوّل 1898. والله في سرّ تدبيره وزّع ثمار حياته الخفيّة على حاجات الكنيسة ورسالتها المسيحانيّة".
ووجّه تحيّةً خاصّة إلى عائلة المرحومة هدى الراعي مهنّا (أمّ ميشال) التي ودّعناها الأربعاء الماضي مع أهالي زوق مصبح وبكفيا أولادها وأشقّائها وشقيقاتها وسائأنسبائها بالأسى الشديد وصلاة الرجاء. نصلّي في هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفسها في الملكوت السماوي ولعزاء أسرتها. يبيّن لنا آشعيا النبيّ النهج الذي به نعيش هويتنا المسيحانيّة ورسالتنا، وهو ذو بعدين: الأوّل، الوداعة والروح السلاميّ: "لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحدٌ صوته في الشوارع" (متى 12: 19 ) الثاني، المحافظة على الضعيف ومساعدته على النهوض: "قصبة مرضوضة لا يكسر، وسراجًا مدخّنًا لا يطفي" (متى 12: 20).ويحدّد آشعيا الهدف الأخير وهو البلوغ إلى الظفر، واتّكال الشعوب على اسمه (متى 12: 20-21).
وأضاف: "هذه الهويّة والرسالة المسيحانيّة ببعديها وهدفها الأخير، لا تقتصر على القطاع الكنسيّ والروحيّ بل تنبسط إلى العائلة والمجتمع والدولة. عندما نقول الدولة، نعني المسؤولين فيها وكلّ الذين يتعاطون الشأن السياسيّ والحزبيّ. الجميع في لبنان والخارج يشتكون من الفساد السياسيّ والماليّ والإداريّ والتجاريّ والأخلاقيّ حتى فقدان الحياء البشريّ، وموت الضمير الإنسانيّ والوطنيّ، والإستعباد لأصنام السلطة والأشخاص والمال والسلاح والمصالح الشخصيّة والفئويّة، حتى تعطيل انتخاب رئيس للدولة وتدمير المؤسّسات الدستوريّة. هذه كلّها جريمة نكراء بحقّ الدولة ومؤسّساتها وبحق الشعب اللبناني. وليعلم جميع المعنيّين أنّهم مدانون من الله والناس. ومهما فعلوا ونشطوا في عمليّات الهدم منذ شغور سدّة الرئاسة وقبلها، فلن يبلغوا مشتهاهم، وفي وجههم قوّة إيمان شعبنا اللبنانيّ الطيّب وأخلاقه وصموده ودفاعه عن قدسيّة الوطن من دون أيّ سلاح".
وتابع: "من علامات الرجاء عندنا التقدّم الملحوظ للجامعة اللبنانيّة التي بحسب تصنيف مؤسّسة “كيو أس” البريطانية العالمية المتخصصة بالتعليم العالي، تقدّمت جامعتنا 24 نقطة عن العام الماضي، وحلّت في المرتبة الثانية محليًّا بعد الجامعة الاميركية، وسجّلت نقاطاً متقدمة في المعايير، فجاءت الأولى محليًّا على مستوى مؤشر السمعة المهنية، والثانية على مستوى السّمعة الأكاديمية.إنّنا نقدّم أحرّ التهاني الى رئيس الجامعة البرفسور بسام بدران واساتذتها والعاملين فيها على هذا الانجاز المميّز، وعلى تألق الجامعة اللبنانية وحضورها على مستوى لبنان والعالم العربي وفي العالم.وأننا نؤكد العمل على دعم مطالبها وبخاصّة موازنتها وكل ما من شأنه أن يطوّر قدراتها الاكاديمية والعلمية، لخدمة طلابها وتأمين مستقبلهم".
وختم الراعي: "لا شكّ عندنا أنّ يد الله الخفيّة هي التي تحمي لبنان من السقوط، بتشفّع أمنّا مريم العذراء، سيّدة لبنان، ومار شربل وسائر القدّيسين والطوباويّين أبناء هذا الوطن الصغير بحجمه، والكبير بهم، وبحضارة شعبه واختبارات تاريخه. وإنّا في حضرة القدّيس شربل نجدّد هذا الإيمان بالله رافعين لله كلَّ مجد وتسبيح وشكر، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".
9*) المطران عودة
16 تموز 2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "نسمع في إنجيل اليوم قول الرب: «كل من يحل واحدة من هذه الوصايا الصغار ويعلم الناس هكذا، فإنه يدعى صغيرا في ملكوت السماوات، وأما الذي يعمل ويعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات». تلخص هذه الكلمات القليلة عمل الآباء القديسين، مميزة إياه عن عمل الهراطقة. فالآباء القديسون يعملون قبل أن يعلموا، إذ يعلمون أن التربية الحقيقية تكون بالأفعال قبل الأقوال، لذلك نجدهم يحاربون الإنحراف والخطأ، ويبتعدون عن العيش تحت تأثيرهما، مبتغين القداسة والتوبة وعيش المحبة. أما الهراطقة، فعوض أن ينيروا طريق الخلاص أمام الآخرين، يعثرونهم بالأضاليل والفهم الخاطئ للكلمة الإلهية. كثيرون يظنون أنهم يحملون الحقيقة للبشر، فيما هم يعمقون الهوة بينهم وبين الإيمان. كثيرون يجمعون الأتباع عبر التشهير بالكنيسة وآبائها ومعلميها وإيمانها، ويقدمون مسيحا مفصلا على مقاييس هذا الزمان، مسيحا لا يمت إلى المسيح يسوع بأية صلة. لذلك وجدت المجامع المسكونية والمكانية لكي تنتشل المؤمنين من براثن المعلمين الكذبة، عبر إرساء العقائد القويمة، ونشر الإيمان الحق الذي لا غش فيه. من تلك المجامع المجمع المسكوني الرابع الذي تعيد كنيستنا اليوم للآباء المجتمعين تحت رايته في مدينة خلقيدونيا عام 451، لمعالجة قضية الطبيعتين في أقنوم الإبن. فالإيمان القويم يقول بطبيعتي المسيح الإلهية والبشرية، فيما قال معارضو مبدأ الطبيعتين في شخص المسيح إن «الطبيعة» تعني «الشخص»، لهذا لا يمكن أن يكون في المسيح شخصان متحدان بعضهما ببعض، ما سبب انشقاق القائلين بطبيعة واحدة في المسيح عن الكنيسة الجامعة المقدسة. أما بقية الآباء فأعربوا عن إيمانهم بالإبن الواحد «الكامل من حيث ألوهيته، والكامل من حيث إنسانيته، الإله الحق والإنسان الحق»، واعترفوا باتحاد الطبيعتين اتحادا جوهريا بلا انقسام ولا انفصال ولا اختلاط... وبأنه اتحاد حقيقي في الجوهر والتركيب».
أضاف: "كنيستنا الأرثوذكسية المتحدرة من الرسل تؤمن بطبيعتي المسيح وتقر بقوانين المجمع المسكوني الرابع وسائر المجامع المسكونية السبعة، وتحافظ على الإيمان المستقيم والعقائد والتقليد الذي تسلمته من الرسل. حبذا لو يحذو مسؤولونا حذو آباء المجمع الرابع الذين عالجوا مسائل كانت تواجه الكنيسة وأصدروا قوانين أحدها قانونا يمنع الرشوة والحصول على المناصب والوظائف الكنسية بواسطة المال، فقالوا: «إن أجرى أسقف سيامة لأجل المال، وباع النعمة التي لا تباع، أو عين لأجل المال أيا من الموظفين، يتعرض من يقوم بذلك، إذا ثبتت الواقعة بالبرهان، إلى خسارة رتبته الخاصة. ومن سيم لا يحصل على أي فائدة من سيامته أو ترفيعه الذي حازه تجاريا، وليخسر الكرامة أو الوظيفة المكتسبة بالمال. وإذا بدا أن أحدا كان وسيطا لأجل هذه المكاسب المخزية والمحرمة، فليقطع هذا إذا كان إكليريكيا من رتبته الخاصة، وإذا كان علمانيا أو راهبا فليحرم».
وسأل: "كم يبلغ عدد الموظفين المحسوبين على الزعماء في بلدنا، ومنهم كثيرون لا يعرفون الطريق إلى مركز عملهم، ولا يقومون بأي عمل مقابل ما يتقاضون؟ الفساد المستشري في المؤسسات العامة بحاجة إلى اقتلاع من الجذور، لأنه من غير المقبول أن يتحكم أزلام الزعماء بحياة الناس، فيمتنعون عن تسهيل معاملاتهم من أجل تحصيل رشوة، عوض السهر على المصلحة العامة. وعت الكنيسة منذ نشأتها أن الفاسد في الإيمان وأعمال المحبة مكانه خارجها إلى أن يظهر توبة حقيقية. إلا أن بعض الفاسدين، وهم الهراطقة، تعنتوا وتشبثوا بآرائهم الخاصة وفضلوا جمع أتباع لهم بدلا من أن يرشدوا الناس إلى المسيح، فما كان من آباء المجامع المسكونية المقدسة سوى حرمانهم من الشركة مع الكنيسة الجامعة خوفا من أن يستشري الفساد ويهلك القطيع. لقد قال الرب: «من أعثر هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر» (مت 18: 6)."
وتابع: "الكنيسة لا تقتل ولا تعنف لكنها تدل على الخطأ وتؤدب، فحبذا لو يسير المسؤولون على خطاها، ويؤدبوا جميع من يتجرأون على تجاوز القوانين وأذية الشعب. التهاون في المحاسبة أوصل كثيرين إلى الاستشراس، وقد عاينا الأسبوع الماضي ما حصل مع الأطفال في إحدى الحضانات من تعنيف وإيذاء جسدي ونفسي. كذلك من سببوا كارثة المرفأ ما زالوا أحرارا وما زلنا ننتظر العدالة. أليس هذا ثمرة عدم المحاسبة الحقة والعادلة. هل فقد إنسان لبنان إنسانيته وترك لغريزته الحيوانية العنان؟ وإلا كيف يستطيع إنسان سوي تعنيف طفل، أو السخرية من إنسان ذي ضعف، أو إطلاق الإتهمات والإشاعات عن إخوة له بسبب الحسد أو الحقد أو الإنتقام؟ وكيف يستطيع قتل إنسان بدم بارد أو برصاصة طائشة أو بقصد إشعال فتنة؟ وكيف يستطيع كم صوت إنسان يعبر عن رأيه، والحد من حرية صحافيين يبدون رأيهم وقد خلقهم الله أحرارا؟ وكيف يتاجر إنسان بصحة أخيه الإنسان فيهرب الدواء خارج الحدود بغية جني الأرباح، ثم يبيع المريض دواء غير مرخص، وقد يكون غير نافع، فيقضي على المريض عوض شفائه؟ وكيف لا تعاقب السلطات المختصة كل من يهرب الدواء المدعوم من مال اللبنانيين من أجل كسب مادي، وكل من يتاجر بالأدوية المزورة التي تؤذي، وقد تسبب الموت؟ أليس هذا الفلتان وليد عدم المحاسبة؟ كيف تستهين دولة بصحة مواطنيها عوض تأمين العلاج لهم؟ وهذا حق لهم وواجب عليها. هل أصبح الفقير والمريض والمحتاج سلعة رخيصة أو حقل اختبار؟"
وختم: "دعوتنا اليوم ألا ننسى أن الله يرى ويعرف مكنونات القلوب وأن نكون أنوارا تضيء للجميع كما أوصانا الرب في إنجيل اليوم، وأن نكرم آباء كنيستنا، ونكون أبناء صالحين لهم، نسير على خطاهم نحو القداسة، ونهدي الآخرين نحو المحبة الإلهية، ليس قولا، بل فعلا، لكي يرى الجميع أعمالنا الصالحة ويمجدوا أبانا الذي في السموات".