رقم 169/2023
31 تموز-6 آب /2023
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
على وقع الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للفلسطينيين، التي هدأت من دون أي مسوّغ؛ وبالطبع لم يُسلّم أي من مطلقي النار والقذائف للقوى الامنية اللبنانية، كما أنه لم يتم التوصل الى أي اتفاق بين الفصائل التي خاضت المعارك؛ وانتهى الاسبوع بتحذير كل من المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين رعاياعم لأخذ الحيطة والحذر في لبنان ودعوتهم لمغادرة الاراضي اللبنانية في أسرع وقت. كما طلبت السفارة الألمانية من رعاياها في لبنان الاتصال وتحديث بياناتهم وأماكن تواجدهم والابتعاد عن أي منطقة اشتباكات. إلى ذلك، اكدت الخارجية الإماراتية أهمية التقيّد بقرار منع السفر إلى لبنان الصادر مسبقا. بالمقابل، تعجبت القيادات السياسية اللبنانية من هذه القرارات واعتبرتها غير منطقية، حيث أن الوضع الأمني في لبنان بحسب هؤلاء تحت السيطرة!
يبقى أن هذا الصدام الأخير وضعه المراقبون في خانة تحرّك ايران من خلال إذرعها لتحجيم سلطة "السلطة الفلسطينية الشرعية" في المخيمات وإطلاق يد المجموعات الإسلامية على اختلافها، كما يحصل في الضفة الغربية، استغلالا للإنقسام الاستثنائي الحاصل في الداخل الاسرائيلي.
في ملف الأزمة السياسية اللبنانية، رأى النائب علي فياض أن الحل الحقيقي والفعلي للأزمات التي يعاني منها الشعب، يَكمُن في عودة الدولة وانتظام مؤسساتها الدستورية، وإعادة تنشيط وإحياء وترشيد القطاع العام كي يكون قادراً على أن يقدّم الخدمات المطلوبة منه لجميع المواطنين!
يتكلّم النائب فياض وكأن حزبه، جمعية ناشطة في حماية البيئة، وليس حزبا عقائديا، مموّل ومسلّح من دولة أخرى، يخوض المعارك في لبنان والإقليم والعالم، بأجندة غير لبنانية وتنفيذا لمصلحة الدولة الداعمة -أي ايران- معتبرا بأن البنانيين والعالم سذّج!
لكن وبعد فشل الحزب الايراني بإقصاء بيئته عن الأزمة التي افتعلها بتقويضه المؤسسات اللبنانية التي كانت العامود الفقري للدولة البنانية، يحاول اليوم من خلال كلام قيادييه تحويل المسؤولية على المعارضين له بحجة عدم الموافقة على "الحوار"، وهو الأمر الذي حذّر منه فريق التقرير مرارا!
يبقى أن نجدد الدعوة للقوى السياسية المؤمنة بلبنان الرسالة ولبنان العيش المشترك، بأن الخروج من أزمات البلد يكون عبر توحيد القراءة السياسية، والاعتراف بأن لبنان تحت الاحتلال الايراني ورص الصفوف لمواجهة هذا الاحتلال بتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وملاقاة المناشدات الدولية المطالبة بذلك.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في الملفات الداخلية، أبلغ الرئيس ميقاتي، بداية الاسبوع، الوزراء بأن هناك مشروع قانون يرمي الى الإجازة للحكومة الاقتراض بالعملات الأجنبية من مصرف لبنان سيتم توزيعه عليهم تمهيدا لمناقشته في جلسة مقبلة متوقعة في وقت قريب جدا. كما تم توزيع كتاب من نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي في الإطار ذاته. وأشار ميقاتي الى ان وزير المهجرين عصام شرف الدين أعد تقريرا بالملف المكلف به المتعلق بالنازحين، ستتم مناقشته أيضا في وقت قريب جدا حسما للجدل واللغط. ومن المتوقع ايضا ان تبدأ الحكومة بمناقشة بنود الموازنة.
يشار في هذا السياق إلى أن غالبية الكتل النيابية، ومنها الموالية، قد رفضت ببيانات وتصاريح هكذا قانون، باستثناء الحزب الايراني وحليفه التيار العوني اللذان لم يعلّقا على الموضوع حتى الساعة.
من جانب آخر وفي أزمة التضخم، تم رفع تسعيرة الاشتراكات في كهرباء لبنان عشرة أضعاف وتعرفة اوجيرو والانترنت سبعة اضعاف ما شكل صدمة للمواطنين. ومن جانب آخر، أثارت مسألة توقف مصرف لبنان عن تمويل الدولة قلقاً حيال التداعيات المحتملة، خصوصاً لجهة تأمين رواتب موظفي القطاع العام، والقوى العسكرية والأمنية، وبدل أدوية للامراض المزمنة، بالاضافة الى احتياجات اساسية لتسيير شؤون الدولة. يشار الى ان قرار وقف التمويل بدأ عملياً منذ الثلاثاء في الاول من آب الجاري، وهذا الامر تبلّغته السلطات السياسية. وقد اشترط حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، بالتضامن مع بقية نواب الحاكم، ان يصدر قانون يغطّي الاقتراض، بالإضافة الى تعهدات مفصّلة حول طريقة تسديد القروض الجديدة، ويريد منصوري ان تحدّد الدولة بدقّة حاجاتها لكي يُصار الى الموافقة على إقراضها.
في ملف ذكرى تفجير مرفأ بيروت، في وقت نظم أهالي ضحايا الانفجار مسيرة يوم 4 آب شددوا خلالها على أن التحقيق توقّف بفعل السلطة السياسيّة وبعض القضاة الذين يواكبونها، طالبوا من الذين يُلاحقون أهالي الضحايا أن يُلاحقوا مَن دمرّ المرفأ وقتل الناس، وأكدوا أنه بوجود قاضٍ يواجه وأهالي يواجهون الحقيقة ستظهر وإن أخذ الأمر بعض الوقت. وقد دعم هذا التحرك مجموعات مختلفة من المجتمع المدني ومجموعات سياسية معارضة للاحتلال الايراني.
اللافت في هذا الملف مواقف القوى السياسية. فبغض النظر عن أن أمين عام الحزب الايراني أطلق على تفجير المرفأ تسمية "حادث أليم" في آخر كلمة له هذا الاسبوع، فقد أمِل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن تظهر شمس العدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت في أقرب وقت، فترقد ارواح الشهداء بسلام ويتعزّى المصابون وذوو الضحايا؛ فيما أشار وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي إلى أن ما يعرقل عملية استئناف التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت هو عدم وجود دولة في لبنان تطبق القانون. أما الحزب التقدّمي الاشتراكي فقد جدد في بيان، تأكيد الموقف الحاسم إلى جانب عائلات الضحايا والمصابين والمتضررين في المطالبة باستكمال التحقيقات وإبعادها عن التسييس، وتحديد وتحميل المسؤوليات بشكل واضح إلى كل من تقع عليه شبهة التقصير أو الإهمال أو التورط في هذه الكارثة، لافتا إلى أنه يتمسك بمطلب التحقيق الدولي بديلاً للمسار المتعثر من التحقيقات المحلية والتضعضع الذي يضرب القضاء في هذا الملف، ويطرح مجددا الأسئلة الأساسية التي كان طرحها منذ حصول التفجير حول من استقدم هذه النيترات، ومن سمح بتخزينها ولمصلحة من، وكيف كان يتم تهريبها خارج المرفأ، ومن هي الجهة التي استعملتها وأين؟
يشار إلى موقف الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لوديان، الذي أعلن أنه يجب تحقيق العدالة دون أي تدخل سياسي، مضيفا أنه وكما هو الحال دائمًا في أوقات الشدة، تظل فرنسا متضامنة مع اللبنانيين. هذا في وقت أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسه قداساً لراحة أنفس شهداء المرفأ في كاتدرائية مار جرجس المارونية، الى انّ لا احد يستطيع إخفاء الحقيقة لانّها نور، والحقيقة التي يحاولون إخفاءها تختصّ بهويّة المسؤول عن التفجير وعن تخزين نيترات الامونيوم، والسياسيون يتظاهرون بالبراءة، متسائلا إذا كانوا أبرياء لماذا يتهرّبون ويعوقون التحقيق؟. وأكّد انّ مطلب الاهالي محق بتشكيل لجنة دولية لتقصّي الحقائق، تساعد المحقق العدلي في إنجاز مهمّته. أيضا، وفي خطوة غير مسبوقة، بعثت لجنة الخارجية في الكونغرس الاميركي برسالة الى الرئيس الأميركي جو بايدن في الذكرى الثالثة لتفجير الرابع من آب حضّته فيها على السعي لعدم سقوط لبنان. وجاء في هذه الرسالة التي وقّعها رئيس اللجنة السيناتور الاميركي جايمس ريتش، انّ على الادارة الاميركية استخدام كل الوسائل الديبلوماسية المتاحة لتقديم المصالح الأميركية وإلاّ سيسقط لبنان في قبضة إيران، وأكّدت على ضرورة مواصلة دعم الجيش اللبناني كونه المؤسسة الوحيدة التي لا تزال قادرة على لعب دور رادع في وجه حزب الله.
في مواقف الحزب الايراني لهذا الاسبوع بمناسبة الذكرى الثالثة لتفجير مرفأ بيروت، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ان الحل يكمن بتصويب القضاء لا باللجان الدولية! وقال، كفى حرقاً لهذا البلد بنار المطابخ الدولية التي تنوء بالغدر والخيانة. واليوم دماء الشهداء تستصرخ حقّها بعدما ضيّعها البيطار وفريقه السياسي والإعلامي اللذان لم يكن لهما وظيفة إلا تجهيل الفاعل الحقيقي وتلبيس الغير تبعات هذه الكارثة الوطنية على طريقة سيناريوهات اللجان الدولية ومطابخ التلفيق والإنتقام. وطارق البيطار وفريقه السياسي والإعلامي مدانان بشدة، وطمس حقيقة المرفأ الفعلية أكبر خدمة لتل أبيب!
من جانبه، رأى الشيخ علي دعموش، ان أهم مشكلة واجهتها قضية انفجار مرفأ بيروت هي الاستثمار بدماء الضحايا والتوظيف السياسي والتضليل وتضييع الحقيقة في متاهات التسييس، مضيفا أن هناك من استغل هذه القضية الانسانية في معركته المفتوحة مع حزب الله وحمل المقاومة مسؤولية التفجير، ووجه اتهامات زائفة وسخيفة للحزب منذ اللحظات الاولى للانفجار! واعتبر انه بالرغم من كل الدلائل على بطلان هذه الاتهامات هناك من لا يزال يصر على استخدام الدماء المظلومة للضحايا في الاستهداف السياسي، لافتا الى ان هذا الاستهداف مدفوع الثمن أميركيا من اجل تشويه صورة المقاومة خدمة لإسرائيل، ومعتبرا ان كل الابواق الاعلامية والسياسية التي لا زلنا نسمعها حتى اليوم لاتهام حزب الله والمقاومة في هذه القضية أو في ما يجري في مخيم عين الحلوة هي لتضليل الرأي العام والتحريض على المقاومة!
في المواقف السياسية، توجه رئيس "المركز الوطني في الشمال" كمال الخير، وهو من الشخصيات التي تدور في فلك الحزب الايراني، بالدعوة الى القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان لإحتواء ما يحصل في مخيم عين الحلوه، وضرورة نبذ الفتنة التي يحيكها العدو الصهيوني وأدواته للقضية الفلسطينية، وطالب بالاقلاع عن تسييس قضية انفجار المرفأ والتدخل الخارجي"، داعيا القضاء الى "تصويب التحقيق الى الطريق الصحيح الذي يجب أن يسلكه من اللحظات الأولى لوقوع التفجير، دون أي تدخل سياسي أو تصفية حسابات، كما حصل في الملف في السنوات الماضية، حيث تم تصويب اصابع الاتهام الى جهة وطنية بريئة!! وأمِل من القوى السياسية تحكيم لغة العقل والبدء بتفعيل الحوار وعدم انتظار الخارج حتى يأتي بالحلول!
من جانبه، اعتبر المفتي الشيخ أحمد قبلان، أن اللعبة الدولية في البلد كبيرة ولها أدواتها، والفراغ السياسي قاتل، والفلتان الأمني أخطر، والغرق يطال الجميع، والإصرار على القطيعة السياسية بمثابة تأجيج للنار، والإصرار على الفراغ لا يهدد فئة دون أخرى، بل يهدد الدولة والكيان والمؤسسات والشوارع، والحل بسلة كاملة، رئيس وحكومة وفق صيغة تضمن المصلحة الوطنية. وأما الرهان على المجتمع الدولي فهو رهان على حصان جامح، وإذا كان الهدف إتعابنا فلن نتعب (أي الحزب الايراني).
وفي موقف آخر، شدد في بيان، انه في هذه اللحظة التاريخية لبنان يحترق لا بفعل حرب دولية ولا بخلفية جيش معادٍ بل بفعل قطيعة سياسية غير مفهومة أبداً، واليوم لبنان على حافة أخطر لحظة تاريخية، والحل بيد من يمارس أسوأ قطيعة مقصودة، ولأن لبنان لا يمكن أن يكون إلا دولة وطنية جامعة بعيداً عن فتيل اللامركزية ونار التقسيم، لذلك لن يقبلوا بتجهيل المصلحة الوطنية، ولا برئيس يجري غسله بالصفقات الدولية، ولا بنصف رئيس، ولا برئيس مجهول الهوية، ولا بناطور دولي!!
أما السيد هاشم صفي الدين، وهو الرجل الثاني في الحزب الايراني، فقد أكد أن هذا البلد بلدهم ويعنيهم، مشددا على أن الحزب هو أكثر جهة حريصة اليوم على عدم إنهيار مؤسسات الدولة، وبالتحديد مؤسسة الجيش والقوى الأمنية، إذ ليس لهم مصلحة بإنهياره!! وأشار إلى أن الحزب الايلااني لا يريد ان يحكم البلد بل يسعى لضخ القوة فيه ليكون قادرا على تحصيل حقوقه وحفظ ثرواته!!
إلى ذلك، رأى الشيخ نبيل قاووق، أن الأزمة السياسية في لبنان تعمّق الأزمة المالية والاقتصادية والمعيشية، وهناك فريق ما زال يرفض الحلول، ومُصر على سياسة التحدي والمواجهة. وشدد على أن لبنان لا يتحمّل رئيساً للجمهورية يأتي بسلاح العقوبات، كما في العام 1982، مشددا على ان مصلحة لبنان هي أن يكون هناك رئيس يرعى التوافقات لإنقاذ البلد، ولا يكون منصة لتصفية الحسابات السياسية وتهديد للوحدة الوطنية! لافتا الى انه في ظل هذا الجمود والتوتر والانسداد السياسي، برز بصيص أمل وحيد في البلد هو الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ومحور هذا الحوار هو انتخاب رئيس للجمهورية، وهو مستمر ومتواصل بشكل إيجابي!!
محطات سياسية واقتصادية:
أفادت مصادر ميدانية الاثنين، بوقوع انفجارات شديدة هزت بادية البوكمال بمحافظة دير الزور شرق سوريا، مشيرة الى أن الانفجارات وقعت ضمن مناطق نفوذ الفصائل الإيرانية بالتزامن مع تحليق طائرات حربية مجهولة في الأجواء. وقد أضافت المصادر أن مدينة دير الزور شهدت منذ ساعات الصباح الأولى، حالة استنفار عسكري وأمني كثيف، وسط انتشار عناصر قوات النظام على مداخل ومخارج المدينة، تزامناً مع وصول وفد رفيع المستوى تابع للنظام إلى المدينة، لأسباب مجهولة، قادماً من العاصمة دمشق.
من جانب آخر، قُتل سبعة أشخاص، غالبيتهم عناصر من الجيش السوري، يوم الثلاثاء في هجوم شنه تنظيم داعش استهدف قافلة تضم صهاريج نفط في وسط سوريا، وفق مصادر من المنطقة. فقد استهدف الهجوم القافلة أثناء مرورها في ريف حماة الشرقي الذي يشكل امتداداً للبادية السورية المترامية الأطراف التي انكفأ إليها مقاتلو التنظيم منذ خسارته كل مناطق سيطرته منذ أربع سنوات. وأودى الهجوم بالأسلحة الرشاشة والقذائف بحياة خمسة من الجيش السوري ومدنيين اثنين من سائقي الصهاريج التي احترق عدد منها. في حين لم يتبن التنظيم الهجوم.
وفي هذا السياق، يُشار الى ان الصراع يحتدم على الطرقات الاستراتيجية التي تربط المدن السورية الهامة كشريان اقتصادي، بسبب انتشار خلايا نائمة لعناصر تنظيم داعش الإرهابي في منطقة البادية السورية. فبينما يعمل الجيش السوري هذه الأيام على سد الطريق أمام تمدد التنظيم في تلك المناطق، وتحديداً من بلدة أثريا ومنها إلى مدينة السلمية شرق حماة ووادي العذيب والرصافة، كثفت خلايا التنظيم من هجماتها الإرهابية مؤخراً على حافلات الركاب والعسكريين والعمال المدنيين، إضافة لصهاريج البترول القادمة من مناطق "قسد" باتجاه مناطق الجيش السوري على طرقات يعتبرها داعش حدودا جغرافية لامتداده. حيث أوضح المتحدث الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد الشامي، أنه منذ بداية العام الجاري، غيّر تنظيم داعش تكتيكاته العسكرية وانتقل من العمليات الفردية بغرض الدعاية وإثبات الوجود إلى عمليات استراتيجية وبشكل خاص التدريب وبناء نظام مالي خاص. كما بات التنظيم يتبع أساليب عدة لتنشيط منظومته الاقتصادية، منها فرض الزكاة وابتزاز التجار وأصحاب رؤوس الأموال، منوهاً بأن أهم هذه الأساليب قطع الطرقات وفرض الضرائب على التنقلات التجارية لاسيما في البادية السورية الواقعة تحت قبضة الجيش السوري.
أمنيا أيضا، نفذت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات التحالف الدولي، يوم السبت، عملية إنزال جوي في قرية ضمان التابعة لمدينة البصيرة بريف دير الزور الشمالي، أسفرت عن اعتقال عنصر ينتمي لتنظيم داعش، وفق ما ذكرت مصادر ميدانية، كما أوضحت أنه تم فرض طوق أمني مشدد في القرية ليجري بعد ذلك اقتياد العنصر إلى أحد المراكز الأمنية التابعة لقسد. في حين لم يذكر تفاصيل بشأن هوية المعتقل أو دوره في التنظيم.
في السياق ذاته، في تطور جديد للأحداث شمال سوريا، أفادت مصادر متابعة عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 4 آخرين جراء غارات جوية شنها الطيران الحربي الروسي على الجهة الغربية من مدينة إدلب. كما كشفت أن من بين القتلى ثلاثة من أسرة واحدة بينهم سيدة وطفلة، مضيفة أن فرق الإنقاذ تعمل على انتشال الضحايا من بين الأنقاض، مشيرة إلى أن العدد مرشح للارتفاع لوجود إصابات حالتها خطيرة. يذكر انه كان أعلن في وقت سابق، أنه سُمع دوي انفجارات عنيفة غرب إدلب إثر أربع ضربات جوية نفذتها مقاتلات حربية روسية في المنطقة، وأن الضربات تمت في منطقة تضم مقرات عسكرية.
اتهم سعد بن شرادة عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، يوم الاثنين، المبعوث الأممي عبد الله باتيلي بأنه يطعن دائما في أي اتفاق يصل له الليبيون ويعمل على التقليل من شأنه. وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا قد قال الاحد، إن البعثة الأممية لا تدعم طرفا أو إقليما على حساب آخر في ليبيا، ولا تساند أي قادة ضد آخرين، وأوضح في كلمة أمام ملتقى لحكماء فزان، أن مستقبل البلاد يجب ألا يتوقف أو يعتمد فقط على مجلسي النواب والدولة، بل على طموحات ورغبات الليبيين. وأكد بن شرادة أن مجلسي النواب والدولة ماضيان في تحقيق التوافق الكامل ومستمران في خارطة الطريق، ولن يأخذا تصريحات المبعوث الدولي في الاعتبار.
إلى ذلك، وبعدما شدد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح على ضرورة تشكيل حكومة موحدة تكون مهمتها إجراء الانتخابات، أعلن بيان للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أن رئيسه خالد المشري ناقش مع مبعوث الأمم المتحدة الخميس، سبل التوصل إلى حلول لإجراء الانتخابات بناء على مخرجات لجنة (6+6). وذكر المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى أن اللقاء تناول أيضا مقترح خارطة طريق المسار التنفيذي للقوانين الانتخابية بالإضافة إلى سبل تحقيق الاستقرار في ليبيا.
في السياق، اتفقت مصر واليونان على أهمية وضرورة خروج الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية، واستعادة ليبيا لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها، وخلال القمة التي عقدت الخميس في مدينة العلمين شمال مصر بين الرئيس المصري ورئيس وزراء اليونان أكد السيسي موقف بلاده بدعم المسار السياسي، وأهمية إجراء الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والبرلماني في ليبيا، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، واستعادة ليبيا لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها.
في الملف الاقتصادي، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، الخميس، تلقيها إخطارا من ثلاث شركات أجنبية باستئناف أنشطتها بعد نحو عقد عن تعليقها في البلد الغني بالمحروقات. وقالت المؤسسة في بيان إنها استلمت إخطارا رسميا من شركتي إيني الإيطالية وبريتش بتروليوم البريطانية بشأن رفع حالة القوة القاهرة واستئناف أنشطة الاستكشاف والالتزامات التعاقدية في منطقتي حوض غدامس(A-B) والقطعة البحريةC في غرب البلد، وأضافت أنها استلمت إخطارا رسميا من شركة سوناطراك الجزائرية أيضا واستئناف أنشطة الاستكشاف واستكمال الالتزامات التعاقدية في القطع الممنوحة لها بمنطقة حوض غدامس. يقع حوض غدامس في جنوب غرب ليبيا على الحدود مع الجزائر وتونس.
والقوة القاهرة هي إجراء قانوني يسمح للشركات بتحرير نفسها من الالتزامات التعاقدية في حال حدوث ظروف خارجة عن إرادتها، خاصة الأحداث المرتبطة بحالة عدم الاستقرار الأمني.
في السياق، أظهرت بيانات من مصرف ليبيا المركزي يوم السبت، أن الإيرادات النفطية للبلاد بلغت 45.3 مليار دينار (نحو 9.5 مليار دولار) في السبعة أشهر الأولى من عام 2023. وقال المركزي في بيان، إن إيرادات ميزانية ليبيا بلغت 62.8 مليار دينار (13.1 مليار دولار) خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2023، بينما بلغ إجمالي الإنفاق 47 مليار دينار.
تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب ومدن أخرى ضد خطة الإصلاح القضائي التي وضعتها الحكومة اليمينية ويعتبرها المعارضون تهديدا للديموقراطية. أدت حزمة الإصلاح إلى انقسام الإسرائيليين وأثارت واحدة من أكبر حركات الاحتجاج في تاريخ البلد منذ أن كشف النقاب عنها في يناير الائتلاف الحاكم الذي يضم أحزابا يمينية متطرفة ودينية متشددة. ويواصل المتظاهرون الضغط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من خلال احتجاجات أسبوعية في أنحاء البلاد. وتجمع آلاف المتظاهرين السبت في تل أبيب، ولوّح بعضهم بالأعلام الإسرائيلية وهتفوا "ديموقراطية، ديموقراطية".
وتعتبر الحكومة أن الإصلاح الذي من شأنه أن يمنح السياسيين مزيدا من السلطة على القضاء، خطوة ضرورية لضمان توازن أفضل بين السلطات، في حين يخشى المعارضون من أن يمهد الإصلاح الطريق لانحراف استبدادي.
يشار إلى أنه مؤخرا انتقلت عدوى الاحتجاجات إلى مجتمع الموساد، حيث تشي رسائل من دردشات بين ضباط هذا الجهاز، بأن المخاوف بدأت تسيطر على المعنويات داخل أروقته، إذ يدرس البعض داخل الجهاز الشديد السرية التقاعد المبكر. وقرار العملاء السابقين المشاركة في الاحتجاجات يزيد من حدة الأمر، إذ يمس جهازاً أسطورياً ساعد إسرائيل في الانتصار في العديد من النزاعات وشن حرب ظل على إيران. وقال حاييم تومر الرئيس السابق لقسم جمع المعلومات في الموساد وجناح الاتصال الدولي في الجهاز، ان العديد من أصدقائه وزملائه الذين خدم معهم يشعرون أن ما يحدث ينال من القوة الأمنية لإسرائيل.
في السياق، تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية هذا الاسبوع، في الطعن المقدم من المعارضة في التشريع الذي أقره الكنيست والذي يحد من الظروف التي يمكن بموجبها عزل رئيس الوزراء من منصبه.
أمنيا، قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينيا بعد أن أطلق النار في هجوم أسفر عن إصابة 6 إسرائيليين أمام مركز تسوق في مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة الغربية المحتلة الثلاثاء، وقالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية إن اثنين من المصابين الستة في حالة خطيرة وإن أحد المصابين عمره 14 عاما. من جانبها، وقالت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة إن الهجوم جاء ردا على اقتحام مسؤولين إسرائيليين المسجد الأقصى الأسبوع الماضي.
في الملف الأمني، أشارت المعلومات هذا الاسبوع، إلى قرار اميركي بدأ العمل على تنفيذه يقضي بإغلاق جميع المعابر البرية بين سوريا والعراق، بالتعاون بين قسد، او ما يعرف بـقوات سوريا الديمقراطيه، والقوات الاميركية المتواجدة على طرفي الحدود العراقية السورية- خصوصا في منطقة البوكمال- وتلك المنتشرة والمتمركزة داخل الاراضي السورية، وزعماء العشائر على طرفي الحدود. المعلومات تشير الى ان “حزب الله” اللبناني، يحشد قواته في مجرى نهر الفرات، وهو نقل معظم مقاتليه المدربين من لبنان وسوريا الى المجرى المذكور، من اجل مواجهة القرار الاميركي. وأضافت المعلومات ان تهديدات متبادلة حصلت بين الاميركيين من جهة، وإيران و”حزب الله” من جهة ثانية، حيث ابلغ الجانب الاميركي ان اي اعتداء على البوكمال او أي منطقة حدودية أخرى، بهدف اعادة فتح المعابر بين سوريا والعراق، سيواجه برد قاس من جانبهم. في حين ابلغ الجانب الايراني الاميركيين ان إغلاق المعابر بين العراق وسوريا يمثل إعلان حرب على الجمهورية الاسلامية الايرانية وهو سيواجه بهجمات بصوريخ بعيدة المدى، تطال منطقة التنف وأن مناطق تواجد الاميركيين ستصبح اهدافا للصواريخ الايرانية. وفي حين تشير المعلومات الى ان العمل بدأ على إقفال المعابر بين سوريا والعراق، اشار خبراء الى ان هذا الإقفال من شأنه ان يقطع خيط الرحم بين الحرس الثوري الايراني من جهة، والانتشار الايراني في سوريا ولبنان خصوصا، وهو تاليا سيضعف موقف حزب الله في لبنان. وتضيف ان الحصار في حال كان محكما، سيحجب كل انواع المساعدات العسكرية الثقيلة عن الحزب وعن قوات الحرس المنتشرة في سوريا، ما يرغمها على الانصياع لمقتضيات المصالح الوطنية للدول التي تتحكم في قرارها السياسي والامني. خصوصا ان المعدات العسكرية التي يتم نقلها عبر مطار بيروت الدولي، وعبر المدرج رقم 3، لا تفي بمقتضيات حرب مع الاسرائيليين في حال نشوبها، كما ان المطار هو هدف اول للطيران الحربي الاسرائيلي في حال اندلاع اي حرب محتملة مع لبنان.
في الوضع السياسي، مع اقتراب الموعد النهائي لتسجيل التحالفات في انتخابات مجالس المحافظات العراقية، رأى رئيس تحالف "تصميم" في البرلمان العراقي، والقيادي في الإطار التنسيقي عامر الفائز، أن الانتخابات المحلية القادمة ستشهد مفاجآت لا يمكن توقعها حاليا، بسبب تغيير خارطة التحالفات الانتخابية. ونفى الفائز وجود أي خلافات داخل الإطار التنسيقي، كاشفا عن وجود اتفاق لتشكيل تحالفات جديدة تبعا لظروف كل منطقة من أجل خوض الانتخابات المحلية القادمة، وأضاف أن هناك اتفاقا سياسيا بين قوى الإطار التنسيقي لتشكيل تحالفات انتخابية جديدة، بهدف مواجهة تحديات الانتخابات، لكن بعد إنتهاء الانتخابات ستعود كل المكونات للعمل ضمن الإطار كما كانت قبل الانتخابات.
يشار الى ان مجلس الوزراء العراقي حدد يوم 18 ديسمبر كانون الأول القادم موعدا لإجراء انتخابات مجالس المحافظات لعام 2023.
من جانب آخر، أعلنت رئاسة إقليم كردستان الخميس عن تحديد 25 فبراير/شباط المقبل موعداً جديداً للانتخابات البرلمانية في الإقليم، بعد إرجائها لأكثر من عام نتيجة لخلافات سياسية بين الحزبين الرئيسيين. وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مدّد برلمان الإقليم المؤلف من 111 مقعداً مدة دورته عاماً إضافياً، مرجئاً الانتخابات التي كان يفترض أن تجرى في الشهر نفسه، على خلفية نزاعات سياسية بين الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، حول كيفية تقسيم الدوائر الانتخابية. وتحمل هذه الانتخابات أهمية كبيرة لا سيما وأنه في أيار أصدرت المحكمة الاتحادية العراقية العليا قراراً بعدم دستورية تمديد عمل برلمان كردستان لعام إضافي، بعدما جدّد لنفسه في العام 2022، معتبرة أن كل القرارات الصادرة عنه بعد تلك المدة باطلة.
في ملف الخزان العائم صافر، أكدت الأمم المتحدة أن عملية إنقاذ الخزان المتهالك، دخلت مرحلتها الأخيرة مع بقاء أقل من 30% من النفط الموجود في الخزان المتهالك العائم قبالة السواحل الغربية لليمن على البحر الأحمر. وقال مدير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، آخيم شتاينر، وأوضح أن البرنامج الإنمائي، الذي يقود العملية، ملتزم بالعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لحماية الحياة وسبل العيش.
في ملف الأزمة السياسية، اعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أن الدعم السعودي السخي للموازنة العامة للدولة رسالة أخرى حاسمة للميليشيات الحوثية الإرهابية بشأن الجنوح للسلام، وأوضح أن مفاد هذه الرسالة هو أن الشعب اليمني ليس وحده، وأنه آن الأوان لهذه الميليشيات بعد أن جربت كل وسائل الخراب، تغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح قياداتها، والإصغاء لصوت الحكمة، والانحياز لخيار السلام العادل الذي طال انتظاره. يأتي هذا بعدما أعلنت المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، عن تقديم دعم اقتصادي جديد إلى الحكومة اليمنية بقيمة 1.2 مليار دولار، استجابة لطلبها لمساعدتها في معالجة عجز الموازنة لديها، ودعماً لمجلس القيادة الرئاسي. وأكد وزير المالية اليمني، أن الدعم السعودي للموازنة سيشكل فارقاً كبيراً في تعزيز الأمن الغذائي والوضع الاقتصادي بشكل عام، لافتاً الى ان الليمن فقد 65% من إيرادات الموازنة العامة للدولة بسبب استهدافات الميليشيات الحوثية للمنشآت النفطية، وهذه المنحة ستخفف من وطأة تأثيرات ذلك.
عقدت الخميس قمة ثنائية في مدينة العلمين شمال مصر، بين الرئيس المصري ورئيس وزراء اليونان، وقد اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق المكثف لمواجهة مختلف التحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة، بما يحقق آمال شعوبها في العيش بسلام وأمن واستقرار. كذلك ناقشا تعزيز العلاقات الاستراتيجية والتعاون الثنائي في مختلف المجالات، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وقد شهد اللقاء التباحث حول دفع التعاون في مجالات التعاون العسكري والاقتصادي والثقافي، إلى جانب ملف الطاقة وما يتعلق بالغاز الطبيعي والربط الكهربائي، إضافة إلى التعاون في قطاعات التحول الأخضر. من ناحية أخرى، شهدت المباحثات تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه الملفات الإقليمية، في اتساق مواقف الدولتين بمنطقة شرق المتوسط، مع تأكيد أن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل إحدى أهم الأدوات في هذا الإطار. وبحث الطرفان تطورات ظاهرة الهجرة غير الشرعية في حوض البحر المتوسط، حيث ثمن رئيس الوزراء اليوناني ما تقوم به مصر من جهود لمواجهة هذه الظاهرة، خاصة في ضوء ما تفرضه من أعباء بسبب استضافة ملايين اللاجئين على أرضها.
في ملف جماعة الاخوان
لا جديد هذاالاسبوع في هذا الملف.
أزمة سد النهضة
كشف الخبير المصري الدكتور عباس شراقي، أنه وبعد وصول التخزين الرابع في سد النهضة إلى المليار السادس فقد وصل منسوب بحيرة السد إلى منسوب 607 أمتار فوق سطح البحر، وبات إجمالى التخزين 23 مليار متر مكعب بعد زيادة معدل الأمطار إلى 500 مليون م3/يوم خلال أغسطس، مضيفا أنه من المتوقع أن يستمر التخزين الرابع حتى منتصف سبتمبر وأن منسوب الممر الأوسط سيصل الى 625م. وقال إنه كلما ازدادت كميات التخزين من المياه بحيرة السد، يزداد الضغط على القشرة الأرضية فى منطقته، ما يمثل خطرا كبيرا، مؤكدا أنه بعد انتهاء الملء الرابع سوف يكون إجمالي التخزين حوالي 41 مليار م3، بالإضافة إلى زيادة مؤقتة حوالي 4 مليار م3 أخرى ليصبح وزن البحيرة حوالي 45 مليارا. وقال إن هذه الكميات الكبيرة تشكل ضغطا ووزنا هائلا وكبيرا يحدث لأول مرة على منطقة السد مما يعطي فرصة كبيرة لحدوث هبوط وانزلاقات، وبالتالي تزداد فرصة حدوث زلازل خاصة وأن هذه المنطقة بها العديد من الفوالق والتشققات. كما ذكر أن المخاوف تزداد بسبب وقوع السد في منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي المرتفع نتيجة كثرة التصدعات والشقوق وحركة القشرة الأرضية، مشيرا إلى أن دراسات علمية سابقة صنفت السد ضمن المشروعات الأكثر خطورة.
أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي يوم الاثنين، أن هناك خططاً خليجية للدمج الاقتصادي، معبراً عن أمله في إشراك العراق في بعضها، وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك من بغداد مع وزير الخارجية العراقي إن المجلس يعمل على ضمان أمن وازدهار العراق وتقوية العلاقات. وعبّر الأمين العام لمجلس التعاون عن تطلعه للمنتدى الاقتصادي الخليجي العراقي المقرر انعقاده في إمارة الشارقة في سبتمبر المقبل، معبرا عن أمله في أن يكون المنتدى حجر زاوية لعلاقات اقتصادية متينة بين الجانبين.
في شأن الامارات العربية المتحدة
واصل سوقا دبي وأبوظبي مكاسبهما الأسبوعية، الجمعة، بدعم من الأرباح القوية للشركات وأسعار النفط المرتفعة. وتتجه أسعار النفط الخام، وهي محرك رئيسي لاقتصادات الخليج، لتسجيل مكاسب للأسبوع السادس بعد أن تعهدت السعودية وروسيا، ثاني وثالث أكبر منتجي النفط الخام في العالم، بخفض الإنتاج في سبتمبر.
وفي سياق منفصل، دعت الوزيرة الإماراتية نورة بنت محمد الكعبي، الجمعة، المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات منسقة بشكل أكبر للتغلب على تحدي انعدام الأمن الغذائي. جاء ذلك في بيان دولة الإمارات الذي ألقته الكعبي أمام مجلس الأمن في الإحاطة المفتوحة بشأن المجاعة وانعدام الأمن الغذائي العالمي الناجم عن النزاعات، والتي ترأسها وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن. ودعت الكعبي في بيان دولة الإمارات إلى صياغة استجابات مبتكرة لهذه الأزمة، ومعالجة الدافع المتنامي لتحدي انعدام الأمن الغذائي، وهو التغير المناخي. كما سلّطت الضوء على الجهود التي تقودها دولة الإمارات لتغيير الوضع الناجم عن انعدام الأمن الغذائي، وأوضحت أن دولة الإمارات والولايات المتحدة أطلقتا مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ لتحفيز الابتكار في الزراعة الذكية مناخياً، والتي جمعت أكثر من 13 مليار دولار لتسريع هذا التحول .
في الشأن السعودي
في الملف الاقتصادي، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أنه استثمر 120 مليار ريال في القطاعات الاستراتيجية خلال عام 2022، فيما بلغ حجم أصوله المدارة 2.23 تريليون ريال (594.43 مليار دولار). وذكر الصندوق في تقريره السنوي عن العام الماضي أنه أسس 25 شركة جديدة للصندوق خلال عام 2022، مشيرا إلى أنه ساهم في خلق 181 ألف وظيفة جديدة بالعام المنصرم.
من جانب آخر، قررت السعودية رفع أسعار معظم نفطها الخام لآسيا في سبتمبر/أيلول بعد إعلانها تمديد الخفض الطوعي للإنتاج لمدة شهر آخر. وقالت أرامكو النفطية في بيان، إن السعودية رفعت سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا في سبتمبر/ أيلول بواقع 30 سنتا للبرميل عن أغسطس/آب إلى 3.50 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي، وأضافت أن سعر البيع الرسمي إلى أوروبا ارتفع أيضا دولارين للبرميل إلى 5.80 دولار لشهر سبتمبر فوق سعر برنت في بورصة إنتركونتننتال، بينما ظل سعر البيع الرسمي إلى أميركا الشمالية دون تغيير عند 7.25 دولار مقابل مؤشر أرغوس للخام عالي الكبريت.
في سياق منفصل، أعلنت وزارة الخارجية السعودية، أن السعودية والكويت تجددان التأكيد على أن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين السعودية والكويت فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق السيادية لاستغلال الثروات في تلك المنطقة، كما جددت السعودية والكويت دعواتهما السابقة والمتكررة للجمهورية الإسلامية الإيرانية للتفاوض حول الحد الشرقي للمنطقة المغمورة المقسومة مع السعودية والكويت كطرف تفاوضي واحد، والجمهورية الإسلامية الإيرانية كطرف آخر، وفقًا لأحكام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.
قالت الرئاسة التونسية في بيان، في وقت متأخر مساء الثلاثاء، إن الرئيس التونسي قرر إنهاء مهام رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان، وتعيين أحمد الحشاني خلفا لها. وكان حشاني يعمل في البنك المركزي التونسي، ودرس في كلّية الحقوق بجامعة تونس حيث كان سعيّد مدرّسا. وخلال أداء رئيس الحكومة الجديد اليمين بقصر قرطاج، أكد الرئيس سعيّد أن هناك تحديات كييرة لا بد من رفعها بإرادة قوية للحفاظ على الوطن، كما سيتم العمل على تحقيق إرادة الشعب، وتحقيق العدل المنشود، ولن يكون هناك أبدا عودة للوراء. وكانت قد صدرت دعوات من أحزاب مساندة لمسار 25 يوليو، إلى جانب منظمات من بينها اتحاد الشغل، للمطالبة برحيل حكومة بودن، على خلفية فشلها في التعاطي مع مختلف الأزمات المالية والاقتصادية التي واجهتها البلاد .
في ملف أزمة المهاجرين غير الشرعيين، شددت وزارة الخارجية التونسية، الجمعة، على أن تونس لن تكون دولة عبور ولا توطين للمهاجرين غير النظاميين، مع التزامها باحترام جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية والإقليمية المنظمة للهجرة وقواعد القانون الدولي الإنساني. كما دعت المنظمات الأممية للاضطلاع بدورها في عمليات الإغاثة وتأمين الاحتياجات الأساسية في ظل تدفق غير مسبوق للمهاجرين.
يشار إلى أن وزير الداخلية التونسي كان وصف تصريحات للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، حول حماية اللاجئين والمهاجرين الأفارقة على الحدود التونسية بأنها تتسم بعدم الدقة وترتقي إلى درجة المغالطة، وقال الخميس، إن ما سماها الادعاءات حول عمليات طرد المهاجرين إلى الحدود مع ليبيا والجزائر لا أساس لها من الصحة.
هذا في حين، أكد المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي يوم السبت، أن الصور المتداولة للمهاجرين على الحدود تهدف لتشويه سمعة تونس، وأضاف أن الهلال الأحمر التونسي يساعد المهاجرين العالقين بتقديم الغذاء والخدمة الطبية، مشيرا إلى تواصل السلطات التونسية مع المنظمات الدولية لإيجاد حلول لأزمة المهاجرين.
استمرت هذا الاسبوع، الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من مناطق العاصمة السودانية الخرطوم وخصوصا مدينة أم درمان، يأتي هذا فيما أعلنت قوات الدعم السريع إحكامها الحصار على مقر سلاح المهندسين في أم درمان والذي يعتبر أحد أهم المقرات الاستراتيجية للجيش؛ وذلك بعد ساعات من إعلان الدعم السريع السيطرة الكاملة لولاية وسط دارفور ذات الأهمية الجغرافية والاستراتيجية في إقليم دارفور. وإضافة إلى أم درمان جرت معارك في وسط وشرق وجنوب الخرطوم حيث يوجد سلاح المدرعات المهم الذي يعتبر واحدا من المقرات العسكرية القليلة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش حتى الآن.
من جانب آخر، يتفاقم التدهور المستمر في الأوضاع الصحية والإنسانية؛ حيث أعلنت وزارة الصحة عن وصول عدد المستشفيات التي خرجت عن الخدمة في العاصمة إلى 100 من أصل 130 مستشفى في وقت تعاني فيه بقية المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات والأدوية والمعدات والكوادر الطبية والتيار الكهربائي. وبسبب القصف الجوي والأرضي المتزايد؛ يعيش سكان العاصمة الخرطوم أوضاعا إنسانية معقدة للغاية في ظل تدهور المخزون الغذائي وارتفاع الأسعار ونقص السيولة الناجم عن توقف أنشطة 60 في المئة من سكان العاصمة التي يعتمد 80 في المئة منهم على الأنشطة اليومية التي أصبح من الصعب ممارستها في ظل الأوضاع الأمنية الحالية.
وخارج الخرطوم تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير خصوصا في دارفور التي يتزايد فيها أعداد الفارين من القتال الذين يعبرون الحدود والمقدر عددهم بأكثر من 5 آلاف شخص يوميا مما أدى إلى تكدس عشرات الآلاف في المناطق المحيطة بمدينة "ادري" التشادية القريبة من الحدود السودانية؛ في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد حيث يعيشون في العراء ويعانون من شح كبير في المواد الغذائية والمعينات الطبية.
وُجّه الثلاثاء الاتهام إلى دونالد ترمب على خلفية جهوده لعكس نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وهو التهديد القضائي الأخطر حتى الآن بالنسبة إلى الرئيس السابق في خضم حملته الانتخابية التي يسعى من خلالها للعودة إلى البيت الأبيض. وعلى إثر تحقيق أشرف عليه المدعي الخاص جيك سميث، اتُّهم المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بـالتآمر ضد الدولة الأميركية، وعرقلة إجراء رسمي، وانتهاك الحقوق الانتخابية. وجاءت الاتهامات في وقت يخوض فيه حملة للعودة إلى منصبه السابق خلال الانتخابات المقررة العام المقبل. ويتصدر ترمب السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات. وتقرر استدعاء ترمب للمثول أمام المحكمة الفيدرالية في واشنطن يوم 3 أغسطس، وتكليف قاضية المحكمة الجزئية الأميركية تانيا شوتكان بالقضية. وشوتكان، المعينة من قبل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، هي القاضية الفيدرالية الوحيدة في واشنطن العاصمة التي حكمت على المتهمين في حادث اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021 بأحكام أقسى مما طلبت الحكومة.
في السياق، قال المدعي العام السابق بيل بار، إنه مستعد للشهادة ضد الرئيس السابق ترمب في محاكمته، ورفض الإجابة عما إذا كان المحامي الخاص قد أجرى مقابلة معه فيما يتعلق بالتحقيق الفيدرالي. وكان بار من أشد منتقدي الرئيس السابق منذ استقالته من منصبه بعد فترة وجيزة من انتخابات 2020. وأشار إلى أن القضية التي رفعها المحامي الخاص جاك سميث كانت قضية صعبة ولا يعتقد أنها تتعارض مع التعديل الأول، وعندما سُئل عن تفاعله مع ترمب وكيف أخبر الرئيس السابق أنه لا يوجد دليل على تزوير الانتخابات، قال بار إن تحقيقاته في التزوير تفي بالاستنتاجات.
في الملف الاقتصادي، توقع الرئيس التنفيذي للاستثمارات في "Columbia Threadneedle Investment" وليام دايفيز، استمرار رالي أسواق الأسهم الأميركية الذي بدأ في أسهم التكنولوجيا، وامتداده إلى باقي القطاعات، مبررا ذلك بانتهاء دورة رفع أسعار الفائدة، وتوجه المستثمرين لزيادة وزن الأسهم في محافظهم. وأشار إلى أن بعض المجالات التكنولوجية كانت الأرباح إيجابية، كما كانت بعض التوقعات المستقبلية أيضا إيجابية. كما توقع دايفيز أن تتسع رقعة المكاسب لتشمل قطاعات أخرى و أكثر، مرجحا ألا يكون الرالي متركزا فقط في أسهم التكنولوجيا.
من جانب آخر، أغلقت مؤشرات وول ستريت على تراجع في جلسة الجمعة بعد تقرير أظهر تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة، كما سجلت المؤشرات الثلاثة الرئيسية خسائر أسبوعية في وقت يتأهب فيه المستثمرون لمزيد من المفاجآت السلبية المحتملة بعد يوم من إعلان شركة "أبل" لأرباح مخيبة للآمال.
في السياق، خفضت وكالة "فيتش" التصنيف الائتماني لشركتي التمويل العقاري في الولايات المتحدة "فاني ماي" و"فريدي ماك"من AAA إلى AA+ أيضا مع نظرة مستقبلية مستقرة. وقالت الوكالة إن تخفيض تصنيف شركتي التمويل العقاري كان نتيجة لخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة ولم يكن مدفوعا بتدهور الائتمان الأساسي أو رأس المال أو السيولة لدى الشركتين. وفي استمرار ردود الأفعال حول تخفيض التصنيف الائتماني قال الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان" إن قرار فيتش سخيف وليس ذا أهمية كبيرة لأن السوق وليس وكالات التصنيف تحدد تكاليف الاقتراض.
في ملف منفصل، أفاد 4 مسؤولين أميركيين يوم الخميس، إن الجيش الأميركي يدرس نشر جنود مسلحين على متن السفن التجارية المبحرة عبر مضيق هرمز، وهو ما سيكون عملاً غير مسبوق، بهدف منع إيران من الاستيلاء على السفن المدنية أو التحرش بها. وفي حين أن المسؤولين كشفوا عن تفاصيل محدودة من الخطة، إلا أنها تأتي في وقت يتوجه فيه الآلاف من مشاة البحرية والبحارة على متن كل من السفينة الهجومية البرمائية "باتان" وسفينة الإنزال "كارتر هول"، إلى الخليج العربي. بدوره قال البيت الأبيض إن مضيق هرمز حيوي وتم رصد تهديدات إيرانية هناك، لافتاً إلى أن زيادة الوجود الاميركي في مضيق هرمز يستهدف الرد على أي استفزاز إيراني.
من جانب آخر، وفيما توطد الحليفتان، كانبيرا وواشنطن، العلاقات الدفاعية وتتأهبان لنقل قدرات الغواصات النووية إلى أستراليا، وصلت غواصة نووية تابعة للبحرية الأميركية إلى غرب أستراليا يوم الجمعة. حيث أفاد مسؤولون بوصول غواصة من فئة فيرجينيا إلى قاعدة ستيرلينج البحرية الأسترالية في زيارة مقررة إلى الميناء في إطار دوريات بمنطقة المحيطين الهندي والهادي. ومن المقرر أن يخضع ميناء ستيرلينج لتوسعة تصل تكلفتها إلى 8 مليارات دولار ليصبح قاعدة للغواصات النووية الأميركية والبريطانية بحلول 2027 بموجب اتفاقية أوكوس بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا. يأتي هذا في حين تعتزم أستراليا شراء 3 غواصات تعمل بالطاقة النووية ومزودة بأسلحة تقليدية خلال السنوات العشر المقبلة من الولايات المتحدة، وذلك قبل بناء فئة غواصات نووية جديدة في أستراليا بحلول 2040.
أعلنت شركة الطيران المجرية منخفضة التكلفة "ويز إير" الأربعاء أنها طلبت 75 نسخة إضافية من طائرة إيرباص إيه 321 نيو (A321neo) التي تعد أكبر زبون لها في أوروبا. وتبلغ قيمة هذه الطلبية نظريا 10 مليارات دولار، وفقا لأحدث قائمة أسعار لشركة إيرباص والتي لم يتم تحديثها منذ عام 2018. وقالت إيرباص في بيان إن العقد يرفع عدد هذا الطراز من الطائرات إلى 434، وهي أكبر نسخة من الطائرات ذات الممر الواحد الرائدة للشركة المصنعة والتي طلبتها شركة ويز إير. وتشغل ويز إير حاليا 180 طائرة من أسرة إيرباص إيه 320، أكثر من نصفها من النسخة الجديدة المعاد تصنيعها وهي أكثر اقتصادا من الجيل السابق.
من جانب آخر، ظهرت الاختلافات في المواقف الأوروبية حيال كيفية التعامل مع أزمة الانقلاب في النيجر، وتجلى ذلك في موقف إيطاليا الرافض للتدخل العسكري، وفرنسا التي تبدو داعمة لهذا الخيار. والأربعاء، قال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، إنه يجب وضع خيار التدخل العسكري في النيجر جانبا، لأنه سيعتبر استعمارا جديدا، لكن ذلك يختلف مع وجهة نظر فرنسا، التي هددت باستخدام القوة في حالة تعرض المواطنين أو المصالح الفرنسية للخطر، رغم نفيها حديث قادة الانقلاب عن نيتها التدخل العسكري.
وتثير الأزمة قلق الحكومة الإيطالية، لذلك عقدت اجتماعا طارئا شاركت فيه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، ووزير الدفاع ووزير الخارجية رئيس الوزراء، ومسؤولو الأمن. مبعث قلق إيطاليا هي الهجرة غير الشرعية، فروما تولي احتواء الهجرة غير الشرعية اهتماما كبيرا والنيجر بلد مصدر للمهاجرين كما أنه بلد عبور لهم، وهي تسعى لتأمين منطقة الساحل غير المستقرة، وهذا سبب قلق آخر لإيطاليا. والرؤية مختلفة تماما بين إيطاليا وفرنسا بشأن إفريقيا والهجرة، حتى مؤتمر الهجرة الذي عقد في روما غابت فرنسا عنه غيابا تاما.
يذكر أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي كانوا أبدوا تأييدهم الكامل لقرارات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" التي لوحت بعقوبات للمسؤولين على الانقلاب العسكري في النيجر. قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الاثنين، ان الاتحاد الأوروبي يشترك والنيجر في علاقات عميقة تطورت على مدى عقود، والهجوم غير المقبول على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا يعرض هذه الروابط للخطر.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد هذا الاسبوع.
في الملف الاقتصادي، أوقفت هيئة التنظيم والرقابة المصرفية في تركيا إمكانية سداد مدفوعات بطاقات الائتمان على أقساط لأغراض السفر إلى الخارج مثل الرحلات الجوية ورسوم وكالات السفر والإقامة، في خطوة تعتبر ضربة لشركات السفر للخارج. وهذه الخطوة، التي أثرت على أسهم شركات الطيران ويُعتقد أنها تهدف إلى تقليص خروج العملات الأجنبية، واحدة من إجراءين أعلنتهما الهيئة في وقت متأخر، الاثنين، وقالت إنهما من بين خطوات منسقة لتعزيز الاستقرار المالي. كما قالت هيئة التنظيم والرقابة المصرفية ايضا إنها قررت زيادة أوزان المخاطر التي تؤخذ في الاعتبار عند حساب النسب القياسية لكفاية رأس المال للقروض الاستهلاكية وبطاقات الائتمان الشخصية وقروض السيارات. وقد أثر الإجراء المتعلق ببطاقات الائتمان أيضا على أسعار أسهم شركات الطيران لتنخفض أسهم الخطوط الجوية التركية 1.3 بالمئة وأسهم شركة طيران بيجاسوس 2.3 بالمئة، وهبط المؤشر الرئيسي لبورصة إسطنبول 0.4 بالمئة.
من جانب آخر، أظهرت بيانات وزارة التجارة التركية، الخميس، أن العجز التجاري في البلاد قد اتسع بنسبة 15.7 بالمئة خلال شهر يوليو الماضي على أساس سنوي، ليصل إلى 12.38 مليار دولار. وفي المجمل، ارتفع العجز التجاري التركي في النصف الأول من العام 18.7 بالمئة إلى 61.24 مليار دولار.
إلى ذلك، عاد معدل التضخم السنوي في تركيا للارتفاع مجددا، وسجل 47.83 بالمئة في يوليو، عند أعلى مستوياته في 4 أربعة أشهر، مقابل 38.2 بالمئة في يونيو، وهو ما جاء أعلى من متوسط التوقعات بارتفاعه إلى 46.80 بالمئة فقط. وعلى أساس شهري، قفز معدل التضخم بنسبة 9.49 بالمئة في يوليو، بأعلى وتيرة في نحو عام ونصف، بعد أن ارتفع 3.92 بالمئة في يونيو. ومنذ نوفمبر من العام الماضي يتراجع معدل التضخم في تركيا بشكل متواصل بعد أن لامس أعلى مستوى في 24 عاما تجاوز 85 بالمئة في أكتوبر من العام الماضي، قبل أن يتحول للارتفاع هذا الشهر.
هذا في حين، قال وزير المالية التركي الجديد محمد شيمشك، الخميس، إن التضخم السنوي سيبدأ في الانخفاض اعتبارا من منتصف عام 2024 في ظل التأثير الإيجابي لموقف السياسة النقدية للبلاد.
طلب الرئيس الروسي، الأربعاء، من نظيره التركي دعم تركيا لتصدير موسكو الحبوب، وتاليا كسر العقوبات الغربية المفروضة عليها، مبقيا على رفضه إحياء اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية التي كانت أنقرة أحد رعاتها. وقال الكرملين في أعقاب اتصال بين الرئيسين إنه نظرا إلى الحاجات الغذائية للدول الأكثر عوزا، تتم دراسة الخيارات للسماح بإيصال الحبوب الروسية، وثمة إرادة بالتعاون في هذا المجال مع تركيا.
وعلى الرغم من طلبات تركيا والأمم المتحدة المتكررة، رفضت روسيا في يوليو تمديد الاتفاق الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير حبوبها عبر البحر الأسود، معتبرةً أنه لم يتم الالتزام ببنوده لناحية السماح لروسيا في المقابل بتصدير الحبوب والأسمدة. وقد كرر بوتين خلال اتصاله بإردوغان الأربعاء رفضه إحياء هذا الاتفاق. وفي مؤشر إلى خلافاتهما حول هذه القضايا، دعا اردوغان الأربعاء نظيره الروسي إلى تجنب أي تصعيد للتوترات في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وشدد على أنّ اتفاق الحبوب الذي أوقفه الكرملين جسر الى السلام. وقد أشاد إردوغان وبوتين خلال السنوات الأخيرة بقدرتهما على إيجاد تسويات على الرغم من خلافاتهما، لكن يبدو أن تركيا نأت بنفسها في الأسابيع الأخيرة.
على صعيد آخر، أطلقت روسيا، الأربعاء، مناورات واسعة النطاق بمشاركة عشرات القطع الحربية وآلاف الجنود في بحر البلطيق، الذي وصفته وسائل إعلام غربية قبل أسابيع بأنه تحول إلى "بحيرة الناتو" مع انضمام السويد إلى الحلف. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أطلقت مناورات "أوشن شيلد 2023"، أي "درع المحيط"، وذكرت أن المناورات الجديدة تتم تحت إشراف قائد القوات البحرية، الأدميرال نيكولاي إيفمينوف.
تسعى المناورات لفحص استعدادات القوات البحرية لحماية المصالح الروسية في منطقة مهمة من الناحية العملياتية (البلطيق)، تشمل محاكاة لاتخاذ تدابير لحماية الممرات البحرية وقوات النقل والبضائع العسكرية، وكذلك للدفاع عن الساحل البحري.
في سياق منفصل، رفض الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، السبت، فكرة الجلوس للتفاوض مع أوكرانيا، في الوقت الحالي، وحدد 3 شروط من أجل "تحقيق السلام" في أوكرانيا. وقيم نائب رئيس مجلس الأمن الروسي نتائج المحادثات الماضية بشأن أوكرانيا في جدة، مؤكدا أن الشعوب لها حق تحديد المصير، مثل ما للدول حق السيادة، وأشار إلى أن أي اقتراح للسلام لديه فرصة للنجاح إذا تم استيفاء 3 ثلاثة شروط رئيسية هي:
- مشاركة طرفي النزاع في المحادثات، وليس كما حصل في الاجتماع الأخير الذي لم يضم روسيا!
- أخذ السياق التاريخي في عين الاعتبار. السياق هو على النحو التالي: دولة أوكرانيا لم تكن موجودة قبل عام 1991، فهي جزء من الامبراطورية الروسية!
- أخذ الوقائع على الأرض بعين الاعتبار. الوقائع هي على النحو التالي: تمر أوكرانيا بمرحلة التفكك الجزئي، فيما عاد جزء من أراضيها إلى روسيا!
وأشار إلى أن أي وسيط للسلام، يجب أن يكون على استعداد للاعتراف بهذه النقاط الواضحة، من أجل منح فرصة لنجاح تحقق السلام، أما بغير ذلك فلا!
ومن جانب آخر، أشار ميدفيديف، إلى أن موسكو ستشن مزيدا من الضربات على الموانئ الأوكرانية ردا على هجمات نفذتها كييف على سفن روسية في البحر الأسود، بعد هجمات بزوارق مسيرة أوكرانية على سفينة حربية روسية في ميناء نوفوروسيسك وعلى ناقلة نفط قرب شبه جزيرة القرم، وهدد بالتسبب في كارثة بيئية لأوكرانيا في البحر الاسود.
أرسلت دولة الإمارات، يوم الاثنين، باخرة تحمل على متنها 250 طناً من المساعدات الإغاثية للمتضررين في أوكرانيا، وذلك ضمن الدعم الإغاثي المستمر للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي تواجه الأوكرانيين نتيجة الأزمة الحالية. يذكر أن شحنة المساعدات الحالية التي تشمل مستلزمات شخصية ومصابيح إضاءة وبطانيات سترسل إلى بولندا و رومانيا عن طريق البحر ليتم نقلها بعد ذلك إلى داخل الأراضي الأوكرانية. ويقوم مكتب الشؤون الدولية بالتنسيق مع وزارة الخارجية في الوقت الحالي بالعمل على تجهيز دفعة أخرى من المساعدات المدرسية تشمل أجهزة الحاسوب لطلاب المدارس والمعدات والمستلزمات الدراسية.
على صعيد آخر، بلغت واردات اليابان النفطية من دولة الإمارات العربية المتحدة 25.63 مليون برميل، بما يوازي 37.4 بالمئة من إجمالي الواردات في شهر يونيو 2023، وفقاً لبيانات وكالة الموارد الطبيعية والطاقة التابعة لوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية. واستوردت اليابان خلال يونيو حوالي 68.5 مليون برميل كانت حصة النفط العربي فيها 97.3 بالمئة، بمعدل 66.7 مليون برميل، مصدرها أربع دول عربية إضافة إلى الإمارات وهي السعودية، والكويت، وقطر، وسلطنة عُمان.
ميدانيا، شنت روسيا هجوما بطائرات مسيّرة، ليل الثلاثاء، على العاصمة الأوكرانية كييف ومدينة أوديسا الساحلية، مما أدى إلى وقوع خسائر مادية في ميناء الأخيرة وبنيتها التحتية الصناعية. واستهدف الهجوم مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود، بحسب حاكم المنطقة أوليغ كيِبر، الذي أشار إلى تدمير بعضا من البنية التحتية في الميناء، وأضاف أنه نتيجة للهجوم، اندلعت النيران في منشآت الميناء وبنية تحتية صناعية في المنطقة، كما تضرر مصعد من جراء القصف الروسي، مشيرا إلى عدم تسجيل إصابات من جراء الهجوم. وكانت روسيا شنت قبل ذلك هجوما على العاصمة كييف بالطائرات المسيّرة، قال مسؤولون في أوكرانيا إنه جرى إحباطه. فقد أفاد فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف ومسؤول عسكري، إن وحدات مضادة للطائرات أسقطت طائرات مسيرة هاجمت العاصمة الأوكرانية، فيما سقط حطام الطائرات المسيرة في ثلاث مناطق دون وقوع إصابات.
في السياق، اتّهمت فرنسا الأربعاء روسيا بتعريض الأمن الغذائي العالمي للخطر على نحو متعمد من خلال تدمير بنى تحتية أساسية لتصدير الحبوب، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إن موسكو تسعى لتحقيق مصلحتها الخاصة على حساب السكان الأكثر ضعفا عبر رفع أسعار المنتجات الزراعية ومحاولة منع أحد منافسيها الرئيسيين من تصدير منتجاته، وهي أوكرانيا. وأعلن وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، أن الضربات الروسية التي استهدفت منشآت تابعة لميناء أوكراني مطل على نهر الدانوب صباح الأربعاء، أدت إلى إتلاف حوالي 40 ألف طن من الحبوب كانت معدة للتصدير إلى دول إفريقية والصين وإسرائيل متّهما روسيا باستخدام مسيّرات إيرانية الصنع لتنفيذ الهجوم.
كذلك، استهدفت ضربة صاروخية روسية مساء السبت، مباني شركة تصنيع الطائرات "موتور سيش" التي تديرها الدولة منذ العام 2022 بهدف المساعدة في الجهد الحربي، وأوضحت مصادر أمنية أن موسكو أطلقت صواريخ "كينغال" الفرط صوتية وصواريخ كروز من طراز "كاليبر"، وقد تم إسقاط بعضها. وهاجمت القوات الأوكرانية ليل الجمعة ناقلة نفط في البحر الأسود، وتعهدت موسكو الرد على هذه العملية. كما استهدفت هجمات أوكرانية عدة بواسطة مسيرات هذا الأسبوع سفنا روسية في البحر الاسود، اضافة إلى مدينة موسكو وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.
ويوم الأحد، قال سلاح الجو في كييف، إن روسيا شنت عدة موجات من القصف على أوكرانيا خلال الليل باستخدام 70 سلاحا للهجوم الجوي بما في ذلك صواريخ كروز وصواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة إيرانية الصنع، وأضاف أن الدفاع الجوي الأوكراني دمر 30 من أصل 40 صاروخ كروز وكل الطائرات المسيرة من طراز شاهد التي أطلقتها روسيا خلال الليل والتي بلغ عددها 27.
في مف خطة السلام، أكد البيان الختامي لمحادثات جدة بشأن أوكرانيا، مساء الأحد، أن المحادثات أسهمت في بناء أرضية مشتركة للسلام. وجاء في البيان الختامي أنه تم الاتفاق على استمرار التشاور بشأن الأزمة، والتأكيد على ضرورة الاستفادة من الآراء المقترح،. وذكر البيان أن الاجتماع تطرق لمقترحات وآراء إيجابية.
وعقد في جدة اجتماع لمستشاري الأمن الوطني وممثلين لأكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، برئاسة وزير الدولة السعودي عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان، وقد عبر المشاركون عن شكرهم وتقديرهم لقيادة المملكة العربية السعودية للدعوة لهذا الاجتماع واستضافته.
بدورها، أشادت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بإجراء مباحثات للتوصل لحل سلمي في أوكرانيا، وقالت إن أي مليمتر تقدم في اتجاه تحقيق سلام عادل ومنصف يجلب بعض الأمل للشعب في أوكرانيا. من جانبه، عرضت التشيك المساعدة في خطة السلام في أوكرانيا، لا سيما مجالات السلامة النووية والملاحقة القضائية في ما يتعلق بجرائم الحرب الروسية، وفق ما صرح به نائب وزير الخارجية التشيكي جان ماريان. ومن جانبه، أكد أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني الذي ترأس وفد بلاده في اجتماعات جدة، أن المشاركين أجروا مشاورات مثمرة للغاية بشأن المبادئ الأساسية التي ينبغي أن يُبنى عليها سلام عادل ودائم، تمكن خلالها ممثلو كل بلد من التعبير عن موقفهم ورأيهم، وأشار إلى أن الاجتماع الذي عُقد في جدة كان"خطوة نحو التنفيذ العملي لمبادرات السلام التي اقترحتها أوكرانيا، وأتيحت لكل دولة مشاركة في المشاورات الفرصة لإظهار القيادة في الجهود العالمية من أجل السلام، وقد حدد معظمهم بالفعل دورهم في تنفيذ نقاط معينة من الصيغة.
أما نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف فقد وصف المحادثات بأنها تعكس محاولة الغرب مواصلة جهوده الفاشلة التي لا طائل من ورائها لحشد المجتمع الدولي، وبصورة أدق دول جنوب العالم حتى إن لم يكن جميعها، لدعم ما تسمى بصيغة زيلينسكي، وهي صيغة مآلها الفشل، ولا يمكن قبولها من البداية.
أكدت الخارجية الإيرانية، يوم الاثنين، أن طهران تتبع المسار الدبلوماسي فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع الغرب وأنها على استعداد لمتابعة المحادثات. وتحدث ناصر كنعاني المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بشأن خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب) إن استمرار المفاوضات لرفع العقوبات لا يستند إلى ثقة إيران في أميركا، وكان من المفترض أن يتم توقيع خطة العمل المشترك الشاملة، وكان من الممكن أن تكون نتيجة التزام أميركا بهذه الخطة أساسا نسبيا للثقة.
في سياق متصل، دعا النائب الإيراني محمد حسين آصفري، كوريا الجنوبية إلى تحرير الأموال الإيرانية المجمدة لديها، قبل فوات الأوان واللجوء لخيارات أخرى. كما حذر سيول ان كوريا الجنوبية لديها تجارة واسعة في المنطقة، وإذا أرادت أن تتصرف على هذا النحو، فسيتعين على طهران حتما التعامل معها بطريقة مختلفة.
على صعيد آخر، أعلنت الحكومة الإيرانية، يوم الثلاثاء، منح موظفي القطاع العام والمصارف إجازة ليومين في ظل ارتفاع درجات الحرارة في مختلف أنحاء البلاد، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي. وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية أن تتخطى الحرارة 40 درجة مئوية في العديد من مدن البلاد، وتناهز 50 مئوية في مناطق الجنوب الغربي المطلّة على الخليج. وأشار المتحدث باسم الحكومة إلى ان مجلس الوزراء وافق على اقتراح وزارة الصحة إعلان الأربعاء والخميس يومي أجازة رسمية لحماية الصحة العامة!
في ملف التظاهرات والاعتقالات، أعلن المجلس النقابي الطلابي في إيران عن فصل عدد من الأساتذة في جامعات طهران وبهشتي وباهنر وذلك بسبب دعمهم للمتظاهرين، واتخاذهم مواقف انتقادية ضد السلطات.
أفادت مصادر مطلعة بأن بلدية طهران بصدد نشر 400 امرأة من وحدة أمنية تسمى "حراس الحجاب" في مترو الأنفاق، لتحذير النساء غير الملتزمات بالححاب ومنعهن من الدخول وتسليمهن للشرطة، وأضافت أن راتب كل "حارسة حجاب" 12 مليون تومان شهريا.
أفاد المركز الإعلامي للقضاء الإيراني، مع نهاية الاسبوع، بأن محمد موحدي آزاد، الذي كان سابقا رئيسا لمحكمة القضاة، حل محل محمد جعفر منتظري كمدع عام للبلاد بموجب مرسوم صادر عن رئيس القضاء الإيراني.
يشار إلى أن موحدي آزاد، الذي اتهمته بعض المنظمات الحقوقية بانتهاك حقوق الإنسان، لدوره في إقرار الأحكام الصادرة بحق السجناء السياسيين وسجناء الرأي، ترأس أيضًا محكمة استئناف محكمة الثورة في طهران لمدة 10 سنوات، وكان له دور في الموافقة على معاقبة السجناء السياسيين أو تغييرها، خاصة بعد احتجاجات عام 2009. تأتي التغييرات الجديدة لكبار المسؤولين القضائيين في إيران، في وقت اشتد فيه قمع المتظاهرين في الأشهر الأخيرة، كما زادت عمليات الإعدام في البلاد. وقد عاقبت الدول الغربية العديد من قضاة إيران، بمن فيهم محمد جعفر منتظري، المدعي العام السابق للبلاد، بسبب تورطهم في انتهاكات حقوق الإنسان.
أقرت الصين ضوابط جديدة على تصدير بعض المعدات الخاصة بالطائرات المسيرة، وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة على صعيد التكنولوجيا. الضوابط الصينية الجديدة تشمل بعض محركات الطائرات المسيرة وأشعة الليزر ومعدات الاتصالات والنُظم المضادة للطائرات المسيرة. وتأتي الخطوة الصينية بعد خطوة مماثلة من بكين قيدت تصدير بعض المعادن التي تستخدم على نطاق واسع في صناعة الشرائح، وذلك بعد أن اتخذت الولايات المتحدة خطوات لمنع بكين من الحصول على تكنولوجيات أساسية مثل معدات صناعة الشرائح. وتمثل المسيرات الصينية 50 في المئة من الطائرات المسيرة المباعة في الولايات المتحدة.
في الملف الاقتصادي، انكمش نشاط المصانع الصينية للشهر الرابع على التوالي في يوليو بحسب ما أظهرته أرقام نشرت الاثنين فيما أصدرت السلطات تدابير جديدة بهدف انعاش ثاني اقتصاد عالمي. وبلغ مؤشر مدراء مبيعات التصنيع (PMI) وهو مقياس رئيسي، 49.3 أي دون عتبة الخمسين نقطة التي تفصل بين النمو والانكماش بحسب أرقام المكتب الوطني للإحصاءات. وجاءت نتيجة يوليو أعلى بقليل مما كان مسجلا في يونيو عندما بلغ المؤشر 49. وتواجه الصين صعوبات في تحسين نموها مع تباطؤ الانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19 بسبب ضعف انفاق المستهلكين خصوصا. كذلك، تراجع مؤشر (PMI) لغير التصنيع، الذي يقيس الشعور السائد في قطاعي الخدمات والبناء، إلى 51.5 في يوليو مقارنة بـ53.2 في يونيو مع تقلص النشاط في خدمات سوق رأس المال والعقارات.
ونجمت عن سلسلة من البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال في الأشهر الأخيرة، دعوات طالبت المسؤولين باعتماد إجراءات دعم. وكشفت السلطات الاثنين، عن خطة من 20 بندا لزيادة الاستهلاك تشمل دعما أكبر لاستهلاك الأسر ولقطاعي الثقافة والسياحة والاستهلاك الأخضر مثل السيارات الكهربائية.
في سياق منفصل، بعد تعيين السلطات الصينية قيادة جديدة للقوة المسؤولة عن ترسانتها الصاروخية والنووية، إثر استبعاد قادتها للتحقيق معهم في قضايا فساد، عبّرت وسائل إعلام محلية عن مخاوف بشأن سلامة هذه القوة أو حدوث خلل في إدارتها. وفق ما بثته هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية "CCTV"، فإن وانغ هوبين، نائب القائد السابق للبحرية، سيصبح القائد الجديد لقوة الصواريخ بجيش التحرير الشعبي، بينما سينتقل شو شي شنغ من قيادة المسرح الجنوبي ليصبح المفوض السياسي لهذه القوة. وقد تم الإعلان عن تعييناتهم، حيث تمت ترقية كل من وانغ وشو من رتبة فريق إلى رتبة جنرال، في حفل أقيم الإثنين، ولم يخدم أي جنرال في القوة من قبل.
يذكر أن يوم الأحد الماضي، كشفت صحيفة "ساوث تشينا مورنينج بوست" الصينية، أن هيئة مكافحة الكسب غير المشروع التابعة للجنة العسكرية المركزية الصينية (CMC)، تحقق مع جنرالات بتهم فساد، بعضهم من مطوّري الترسانة النووية والصاروخية. والمتهمون هم لي يوتشاو، القائد الثالث للقوة الصاروخية، وأحد أقوى القيادات العسكرية، ونائباه السابق والحالي تشانغ تشن تشونغ، وليو جوانجبي،. حيث بدأ سوء السمعة يلاحق جنرالات في القوة الصاروخية بعد تعاملاتهم مع الشركات ذات الصلة بأمور الدفاع. وهناك مخاوف من سلامة جميع الصواريخ النووية الاستراتيجية؛ نظرا لتشعب علاقات المقبوض عليهم.
على صعيد آخر، وفي ردها على اعلان البيت الأبيض، الاسبوع الماضي، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 345 مليون دولار لتايبيه، قالت وزارة الدفاع الصينية، الثلاثاء، إنها قدمت احتجاجات شديدة للولايات المتحدة حول حزمة مساعدات من الأسلحة قدمتها لتايوان. وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، أن الصين تحث الولايات المتحدة على وقف جميع أشكال التواطؤ العسكري مع تايوان، وأن جيش التحرير الشعبي يولي اهتماما وثيقا بالوضع في مضيق تايوان، ويبقى دائما في حالة تأهب قصوى.
على صعيد منفصل، وبعد الفيضانات التي ضربت عدة مناطق في الصين وتسببت بخسائر كبيرة في البنية التحتية والمزروعات، ضرب زلزال بقوة 5,4 درجات شرق الصين، وفق ما أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية السبت، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 10 أشخاص وانهيار عشرات المباني. فيما نقلت قناة "سي سي تي في" التلفزيونية الرسمية عن سلطات شاندونغ سقوط ما لا يقل عن 10 جرحى، وانهيار 74 منزلا أو مبنى جراء الزلزال الذي أعقبته 52 هزة ارتدادية. يشار الى ان الزلازل شائعة في الصين ولكن من النادر أن تضرب الجزء الشرقي من البلاد حيث يتركز معظم السكان والمدن الكبيرة.
تقدّم اسرة التقرير تحليل سياسي شهري لأحداث المنطقة وتداعياتها على سياسات الوضع الاقليمي.
في سوريا، لا تطورات جديدة إيجابية في الأزمة الداخلية، ومع عدم إيفاء الأسد بوعوده التي قطعها أمام الدول العربية من أجل عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية. فمن الواضح بأن بشار الأسد لا يقرر على الساحة الداخلية، ولذلك أتى قرار ايقاف افتتاح السفارة السعودية في دمشق، بحسب تقارير، بعد عدم تطبيق دمشق لاتفاق "خطوة مقابل خطوة" الذي تم في المملكة. بالإضافة إلى ذلك، أوقفت دولة الامارات عملية دعم الحكومة السورية ماديا للأسباب ذاتها.
في فلسطين، تبدو السلطة الفسطينية في حالة وهن كبير، في وقت تمسك الفصائل الاسلامية زمام المبادرة بمواجهة تعنت الحكومة الاسرائيلية اليمينية في قطاع غزة كما يتنامى نفوذها في الضفة الغربية. وبالرغم من انقسام الشارع الاسرائيلي بين فريقين، اللذان لا يبدو أنهما سيتفقان في المدى المنظور على حلّ للأزمة السياسية المستجدة، تبدو تهديدات وزير الدفاع الاسرائيلي نهاية الاسبوع جديّة تجاه حزب الله وايران.
في العراق، بالرغم من الدعم العربي، والخليجي بالتحديد، للعراق الذي يترافق مع مشاريع استنهاض البنى التحتية العراقية، لا يبدو أن العراقيين سيستطيعون في المستقبل القريب تحسين معيشتهم. فبغداد كباقي العواصم الأربعة التي أعلن المسؤول الايراني العام الماضي بأنها تحت السيطرة الايرانية، لن تتمكن من الحصول على العيش الكريم في ظل الاحتلال.
في ليبيا، يحاول المجتمعين العربي والدولي الضغط باتجاه التوصل إلى توافق على إجراء الانتخابات قبل نهاية العام، ولا تزال قوى السلطة متمسكة بمراكزها كلّ لحساباته الخاصة. يُمكن أن تفضي عملية شدّ الحبال هذه إلى انفجار الوضع مجددا، وهو ما حذر منه مؤخرا المبعوث الأممي إلى ليبيا.
في اليمن، تواصل ميليشيا الحوثي سياسة المماطلة في تنفيذ أي من المقترحات الدولية أو العربية للتخفيف من الأزمات التي يعاني منها الشعب اليمني، كما أنها تواصل في مناطق نفوذها سياسة التهجير والاعتقال والقتل. وكما ذكرنا سابقا، بأن الاتفاق السعودي-الايراني لم يؤدي إلا إلى وقف عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه المملكة، ناهيك عن عملية تفريغ الخزان المتهالك صافر لإنقاذ المنطقة من كارثة بيئية.
في السودان، تتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع للشهر الرابع، بعد فشل عمليات التهدئة، مع ظهور معلومات جديدة بدخول الاخوان المسلمين على خط المعارك، دون بروز أي أمل بوقف المعارك حد الآن. هذا في وقت بدأت التحذيرات الأممية تعلو محذرة من كارثة إنسانية خطيرة في السودان والدول المجاورة.
في تونس، تتفاقم الأزمة السياسية-الاقتصادية مع تصادم الرئيس التونسي مع صندوق النقد، ويحاول الاتحاد الاوروبي من جانبه استغلال الازمة لحماية شواطئه من المهاجرين غير الشرعيين طارحا سلة مساعدات اقتصادية مقابل دعم خفر السواحل لوقف قوارب التهريب. في وقت تتفاقم أزمة المهاجرين في الداخل بسبب الاعداد الهائلة من هؤلاء على التراب التونسي.
في تركيا، تحاول القيادة الاقتصادية الجديدة معالجة الأزمة التي تفاقمت لعقود بسبب سياسة الرئيس أردوغان المالية، لكن بالرغم من خبرة وزير المالية وحاكمة البنك المركزي الجديدين، يبدو ان القرار السياسي الذي لا يزال في يد أردوغان لن يسمح بنتائج سريعة، بالرغم من الانفتاح الذي حصل مع الدول العربية وحتى الاوروبية.
في ايران، تطبّق الثورة الاسلامية في طهران السياسة التي قام عليها الاتحاد السوفياتي في القرن الماضي؛ تصدير الثورة، إنجازات عسكرية، تطوير أسلحة، دعم فصائل تابعة لها في دول أخرى ماديا وعسكريا. في وقت يعيش الشعب الايراني في حالة عوز كما كان الشعب السوفياتي تماما، وتحت قيود دينية في ايران فيما كانت قيودا عقائدية في الاتحاد وقتها. هذه السطة التي تعتبر نفسها "أقوى" سلطة في المنطقة، أغلقت البلاد لمدة يومين بسبب ارتفاع الحرارة لعدة درجات! لكنها تتباهى في الوقت ذاته بتطوير الصواريخ الباليستية والمسيرات وتصدرها لمجموعاتها في المنطقة والعالم!
في اوكرانيا، مع تعرقل الهجوم المضاد بسبب التحصينات الروسية، بدأت القيادة العسكرية بنقل المعركة إلى الساحة الروسية. لقد استطاعت كييف بقدراتها الذاتية تطوير مسيرات مائية وهوائية هاجمت بواسطتها مؤخرا العاصمة موسكو، كما الاسطول الروسي في البحر الاسود. كما ان قواتها تستخدم الصواريخ البعيدة المدى لضرب خطوط الامداد لشبه جزيرة القرم، دون تخطي الخيوط الحمر التي وضعها الحلفاء (عدم استخدام أسلحة الحلفاء لضرب الأراضي الروسية). يعي الشعب الاوكراني والقيادة العسكرية أن الانتصار سيكون مكلفا، لكن هناك قناعة ثابتة بأن السلام لن يكون ممكنا إلا بتحرير الأراضي الاوكرانية كافة ومحاسبة نظام موسكو على الجرائم التي اقترفها. لقد أصبح واضحا بعد الكلام الأخير للرئيس السابق ميدفيديف، بأن الغزو الروسي ليس بسبب الخطر الأمني بل بسبب عدم اعتراف موسكو بوجود جمهورية أوكرانيا!
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
31 تموز 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، آركان الحج شحادة، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حليم فغالي، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، زياد رزق، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، كفاح فرحات، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نوال المعوشي، نورما رزق، نيللي قنديل، نبيل يزبك، وليد نصولي وأصدر البيان التالي :
أولا- يدعو لقاء سيدة الجبل القوى السياسية المؤتمنة على استقلال لبنان أن تتعامل مع البيان الصادر عن لقاء ممثلي أميركا والسعودية وفرنسا ومصر وقطر في 17 تموز بالدوحة، باعتباره بياناً مرجعياً يشكّل خريطة طريق للمرحلة المقبلة لأنّه يرتكز أساساً على تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني والقرارات الدولية 1559، 1701، 1680، 2650، وكذلك القرارات الصادرة عن الشرعية العربية.
إنّ هذا البيان إذ يولي أهمية قصوى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الآليات الدستورية، فهو يشكّل في الوقت عينه الخط البياني لتحقيق الاستقلال الثالث المتمثل برفع الاحتلال الإيراني عن لبنان. ولذلك فإن رفض حزب الله له كافٍ لتتبنى القوى السيادية مضمونه كاملاً وتعتبره السقف الأعلى لحركتها وخطابها السياسيين.
ثانيا- يحذّر اللقاء من أن يكون قانون الصندوق السيادي للنفط والغاز الذي يناقش في لجنة المال والموازنة غطاءً لتمويل قوى السلطة وعلى رأسها حزب الله.
إن خطر الالتفاف على حقوق اللبنانيين من العائدات النفطية هو خطر حقيقي لا يجوز أبداً تجاهله.
ولذلك فإن لقاء سيدة الجبل سيتابع هذا الملف إلى آخره لضمان حقوق اللبنانيين جميعاً وللتأكيد على أنه لا يمكن لأي جهة سياسية، وخصوصاً حزب الله الذي يهيمن مع حلفائه وأتباعه على ما تبقى من قرار الدولة اللبنانية، أن تستخدم العائدات النفطية لتمويل أجهزتها وأجندتها السياسية وللالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها.
هذا خطّ أحمر لا نقبل بالمسّ به ابدا، واللبنانيون الذي سُرق جنى أعمارهم لن يقبلوا أن تسلب حقوقهم مرّة ثانية تحت أي ظرف من الظروف.
ثالثا- إن ما أشيع عن توجه الأمم المتحدة الى الطلب من لبنان أن يدمج التلامذة السوريين مع أقرانهم اللبنانيين في المدرسة الرسمية كشرط لدعمها هو أمرٌ مرفوضٌ شكلاً ومضموناً.
إن اللقاء الذي يأخذ في الاعتبار القضية الانسانية والمحقّة للنازحين السوريين الذين دفعهم النظام السوري وحلفاؤه وعلى رأسهم حزب الله الى ترك بلادهم، يعتبر في المقابل أنّ هذا التوجّه يضرب أسس التعليم الرسمي في لبنان لأنّه يضرب قراره المستقل الذي يقوم على تأمين مصلحة الطلاب اللبنانيين أوّلاً.
رابعاً- يندّد اللقاء بالإشتباكات الدائرة في مخيّم عين الحلوة، ما يُعيد مشكلة السلاح الفلسطيني المتفلّت الى الواجهة، وفي ظروف أقل ما يقال عنها أنها مشبوهة لجهة توتير الأجواء لغاياتٍ خاصة تخدم مشروع مصادرة سيادة لبنان المستمر.
ويطالب اللقاء بنزع السلاح غير الشرعي من لبنان وتولّي القوى الأمنية والجيش اللبناني مسؤولية ضبط الأمن على كامل التراب اللبناني.
2*) التيار العوني
1 آب 2023
عقد تكتل "لبنان القوي" إجتماعه الدوري اليوم، برئاسة النائب جبران باسيل ناقش خلاله جدول أعماله، وأصدر بعده بيانا اشار فيه الى انه "توقف بقلق عند الإشتباكات المندلعة في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة"، معتبرا "ذلك جرس إنذار لخطر وجود السلاح في المخيمات وإستعماله سواء في صراعات داخلية أو في أحداث ناتجة عن تدخل خارجي"، مشيرا الى ان "هذا الوضع الشاذ يشكل إنتهاكاً للسيادة اللبنانية في ظل حكومة عاجزة، صامتة، لا تتحرك إلّا لانتهاك القوانين والدستور والميثاق في غياب رئيس للجمهورية" .
ورأى التكتل أن "الكتل النيابية تتحمل المسؤولية الكبرى عن الجمود الحاصل في إستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية"، مناشدا "جميع الكتل ان تبادر لإجراء التشاور المطلوب في ما بينها حول برنامج العهد وشخصية الرئيس واسمه من دون إنتظار الخارج لإنجاز هذا الإستحقاق السيادي الذي من دونه تتسارع وتيرة تحلل الدولة".
وأيد التكتل "ما طرحه رئيسه لجهة أن الوقت قد حان لتحقيق بندٍ ميثاقي من بنود إتفاق الطائف وهو اللامركزية الإدارية بعد مرور 33 سنة على إقرار وثيقة الوفاق الوطني، كما أن الوقت مناسب جدًا لإقرار الصندوق الإئتماني الذي يملك أصول الدولة"، داعيا "بعض الذين علّقوا عليه أن يميّزوا بينه وبين الصندوق السيادي الخاص الذي يحفظ الأموال المتأتية من عائدات النفط والغاز والذي أقرّته أمس لجنة المال والموازنة وسلك طريقه الى الهيئة العامة، إستكمالاً لمنظومة حوكمة قطاع البترول التي بدأت مع وزراء التكتل بقانون الموارد البترولية ومراسيمه التطبيقية وقانوني دعم الشفافية والأحكام الضريبية".
وجدد "موقفه الرافض لتشريع أي إنفاق من الإحتياطي الإلزامي هدفه شراء الوقت بأموال المودعين لتمويل الدولة وعجزها ولتثبيت سعر الصرف بكلفة باهظة بدل اعتماد الإصلاح اللازم للاستقرار النقدي"، رابطا "مشاركته بأي جلسة تشريعية بشرط أن تُقرّ في وقت واحد القوانين الإصلاحية المطلوبة وهي: الكابيتال كونترول، إعادة هيكلة المصارف والتوازن المالي فضلاً عن إقرار موازنة إصلاحية جدّية عن عام 2024 تحال الى المجلس بتوقيع جميع وزراء حكومة تصريف الأعمال". متطلعا "بإرتياح الى ما بدر من نواب حاكم مصرف لبنان لجهة إشتراط إقرار الإصلاحات وعدم الإستمرار بالسياسة النقدية التي كان يتبعها رياض سلامة وبإعتماد الشفافية وإحترام القانون والإلتزام بالإستقلالية".
وحملّ التكتل "وزارة المال مسؤولية إستمرار إقفال الدوائر العقارية في محافظة جبل لبنان بما يعطل مصالح المواطنين والدورة الاقتصادية ويفاقم المشاكل ويدعو الى إتخاذ الإجراءات اللازمة لتسيير هذا المرفق العام المعني بتأمين الخدمة للمواطنين، كما يدعو وزارة الداخلية إلى إعادة فتح مراكز المعاينة الميكانيكية".
3*) الكتائب
1 آب 2023
عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه، برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، وبعد التداول أصدر بيانا اشار فيه الى انه "في ذكرى تفجير مرفأ بيروت، وبعد مرور ثلاث سنوات على الجريمة تبقى الحقيقة مغيبة والقضاء معطلًا فيما المتهمون والمسؤولون عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى وتشريد مئات الآلاف أحرار طليقون تحميهم منظومة قاتلة تتلطى خلف حصاناتها".
واكد "ضرورة قيام تحقيق دولي ينصف الضحايا بعيدًا من الضغوطات المحلية التي تعيق الوصول إلى الحقيقة وتمنع المحاسبة". وقال: "إن هذه القضية هي حق لا يموت، وحزب الكتائب لن يترك جهدًا إلا ويبذله في سبيل إحقاق العدالة وإنزال العقاب بالمتورطين، إنصافًا للضحايا وإكرامًا لذكرى الرفاق الذين قضوا في ذاك اليوم الأليم، الأمين العام نزار نجاريان، جو عقيقي، جو أندون، طوني برمكي ورنده رزق الله".
ودعا المكتب السياسي "الرفاق والمناصرين للمشاركة في المسيرة من فوج إطفاء بيروت باتجاه المرفأ يوم الجمعة 4 اَب الساعة الرابعة والنصف من بعد الظهر".
واشار الى ان " الفلتان الأمني في مخيم عين الحلوة هو نتيجة طبيعية للوضع الشاذ الذي يعيشه لبنان بوجود ميليشيات مسلّحة لبنانية وغير لبنانية على أراضيه"، معتبرا أن "حزب الله، وبعد شل الدولة ومنعها من بسط سلطتها وإفراغ مراكز القرار تباعًا، بات الآمر الناهي على الساحة اللبنانية وهو يستغلّ الواقع الذي أرساه لتحويل المخيمات إلى ساحة لصراع الميليشيات في أجندات الممانعة في المنطقة".
وقال: "المطلوب اليوم ليس حصر الاشتباكات فقط، بل معالجة الملف بشكل جذري وهذا يحتاج إلى قرار سياسي من الدولة اللبنانية بمنع وجود السلاح في المخيمات الفلسطينية، علمًا أن مواقف السلطة الفلسطينية واضحة بوجوب بسط الدولة اللبنانية لسيادتها على المخيمات الفلسطينية لتأمين الأمان والسلام".
ولفت الى ان "الاستهتار الفاضح الذي يطغى على إدارة شؤون البلد مرفوض بكل الأشكال التي يمارس فيها. فالدولة متروكة للفراغ والبلد يسير إلى الانهيار واللبنانيون يرزحون تحت ثقل الأزمات، فيما هناك من قرّر الدخول في إجازة من المسؤولية حتى شهر أيلول في خطوة أقل ما يقال فيها إنها غير مسؤولة وهي بمثابة خضوع لإرادة التعطيل والفرض والاستئثار بالبلد".
واعتبر المكتب السياسي الكتائبي أن "إبقاء الجمهورية من دون رئيس في هذه الظروف الخطيرة يعتبر بمثابة نحر للدولة والقانون ويحمّل حزب الله وحلفاءه مسؤولية تدمير ما تبقّى من مؤسسات وكل الخلل الحاصل والحلول المجتزأة والمرتجلة وغير القانونية في الأمن والاقتصاد والمال ناتجة عن منع انتحاب رئيس بهدف الاستئثار بالقرارات والسيطرة على البلد".
ولفت الى انه "بعد مغادرة حاكم مصرف لبنان بمشهدية احتفالية مخزية حاملًا أكبر ملف نهب لأموال اللبنانيين في التاريخ بعدما ساهم مع شركائه في المافيا في انهيار العملة الوطنية وتبخر ودائع الناس من خارج القانون، يبدو أن السياسة الجديدة ستقوم على سرقتهم بالقانون. وفي هذا السياق، يرفض "المكتب السياسي الكتائبي أي خطوة ترمي الى إقراض دولة مفلسة وقوننة سرقة أموال المودعين وهي خطة تتوسلها المنظومة للهروب من أي محاسبة مستقبلية، ويؤكد أن الحلول المؤقتة ستساهم في إطالة أمد الأزمة والحل الوحيد يكمن في حلول شاملة خططها موجودة وواضحة وتحتاج إلى قرار حاسم لتطبيقها".
وفي مناسبة عيد الجيش، اكد حزب الكتائب "الدور الكبير الذي تلعبه هذه المؤسسة التي ما زالت صامدة على الرغم من الظروف القاهرة التي يعيشها البلد وهي لم تتخلَّ عن واجباتها في حماية لبنان واللبنانيين والحفاظ على وحدة الوطن في زمن بعثرة مؤسساته".
4*) نصرالله
1 آب 2023
القى لأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمة عبر الشاشة خلال المسيرة الحسينية الكبرى بمناسبة الثالث عشر من المحرم في النبطية وقال فيها:" عظم الله أجوركم وتقبل الله تعالى منكم وشكر الله سعيكم وأنتم قد أتيتم من كل القرى المحيطة ومن أحياء المدينة ومنذ ساعات تبذلون الجهد تحت الشمس في هذا الحر الشديد، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم سعيكم الصادق والمخلص والمحب والمعبر عن حقيقة ولائكم ووفائكم لرسول الله ولأهل بيت رسول الله ولأبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
بطبيعة الحال أنتم الآن تحت الشمس وأمامكم مسير فالمناسبة لا تعطيني وقتا لخطاب كالعادة، سأختصر الكلام بشكل محدود إن شاء الله.
أولا: مواصلة الإحياء، هذا الإحياء الذي يجري في مدينة النبطية بعد العاشر، في المسيرات التي تقام سواء في إخواننا في حركة أمل أو من حزب الله أو يقيمها الأهالي بعناوين مختلفة، وبهذا الشكل هو متناسب جدا مع الذكرى، مع الحادثة التاريخية، مع عظمتها، مع قداستها، مع حضورها الوجداني والروحي والأخلاقي، خصوصا في مرحلتها الثانية بعد شهادة الحسين (عليه السلام) وأولاده وأصحابه في عصر عاشوراء، في مرحلة السبي والأسر الذي تعرض له إمامنا زين العابدين(عليه السلام) وسيدتنا زينب(عليها السلام) وبقية عائلة الحسين(عليه السلام) وآل أبي طالب، هي مرحلة كانت مهمة جدا وحاسمة جدا أيضا، ومكملة لما حصل يوم العاشر وقبل العاشر، مرحلة عنوانها كما سماها سماحة الإمام الخامنئي(دام ظله) جهاد التبيين مع كل المشقات والصعوبات، عندما تقف زينب(سلام الله عليها) في مجلس ابن زياد أو مجلس يزيد وتخطب بتلك الكلمات القوية الشجاعة الواعية العالمة المدركة، التي تتحدث بعلم عن المستقبل أو تلك الخطابات المؤنبة لأهل الكوفة ولغير أهل الكوفة، التي غيرت الكثير من الأجواء ومهدت لكل الثورات التي جاءت، هذا الأمر خطط له الحسين(عليه السلام) عندما أخرج كل عائلته معه إلى كربلاء، أخواته، الزوجات، البنات، ولذلك من الذي كان قائد جهاد التبيين بعد عصر عاشوراء؟ ابن الحسين(عليه السلام) زين العابدين(سلام الله عليه)، حيث كان يقتضي الموقف وأختاه زينب وأم كلثوم وابنتاه سكينة وفاطمة".
اضاف: "كم من المهم مواكبة الحدث التاريخي في ذلك الحال واليوم لأنه من المهم مواكبة الحدث التاريخي في محرم وسفر، ولا ينتهي الإحياء في يوم العاشر، وإن كان يوم العاشر تشكل أحداثه الذروة في المواجهة الحسينية الكربلائية، وبالتالي تشكل الذروة في الإحياء لأنه يوم الشهاد ة العظيمة.
أيها الاخوة والأخوات، من أعظم دروس كربلاء عندما يصبح تكليفك هو أن تقف حتى الرمق الأخير في سبيل دينك وقضيتك وأمتك وشعبك ومقدساتك، درس كربلاء لنا جميعا وإلى قيام الساعة، أن نقف وأن نصمد وأن لا نتراجع وأن لا يهزنا شيء.
في كربلاء يوم العاشر لا الحصار، ولا العطش الذي لم يلحق المقاتلين فقط، حتى النساء والأطفال والأطفال الرضع، لا الحصار ولا العطش ولا الجوع ولا قلة الناصر وكثرة العدو ولا الخيانة ولا التخاذل من الآخرين ولا الغربة ولا نتيجة القتال المعلومة مسبقا، كل هذه العوامل وغيرها لم تغير شيئا في موقف الحسين، في حركة الحسين، في سلوك الحسين حتى الشهادة، لأنه كان يتحمل مسؤوليته الألهية والدينية والإنسانية تجاه دين جده وأمة جده صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أعظم الدروس في كربلاء هو أن يتحمل الانسان المسؤولية، لتأتي مرحلة أن يضحي في اطار هذه المسؤولية، يعني عدم الفرار، عدم التخلي، عدم الإختباء، عدم الوقوف على الحياد وعلى التل، بل تحمل المسؤولية مهما كانت التضحيات".
وتابع: "بالأمس يوم أمس مجددا تم حرق صفحات من المصحف الشريف في السويد ومن قبل نفس المجرم الملعون وبحماية الشرطة السويدية، وأيضا تم حرق صورة ترمز إلى الحسين(عليه السلام).هذا السلوك يشكل تحديا مهينا برأيي، يشكل تحديا مهينا ومسيئا ومذلا لملياري مسلم في هذا العالم.
هناك شخص قذر، جاسوس للموساد وبحماية الشرطة السويدية يقف ويهين ملياري مسلم في العالم، ونواجه نفاق الحكومة السويدية، الخارجية السويدية تستنكر والداخلية السويدية تأذن والشرطة السويدية تحمي، هذا هو النفاق، هذا النفاق الأوروبي، النفاق الغربي، وكذلك تفعل حكومة الدنمارك.
وكذلك بالأمس يعني يوم أمس، شهدنا تخاذلا ووهنا وضعف حكومات أغلب حكومات الدول الإسلامية في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، لا أنا ولا أنتم كنا نتوقع من اجتماع الأمس موقفا حازما وحاسما، ولكننا كنا نعطي الوقت ونقيم الحجة، للأسف الشديد ماذا خرج بيان دول العالم الاسلامي؟ استنكار، احتجاج، كل دولة تعمل ما تجده مناسبا، على أساس المصحف بالنسبة لبعض الدول له أهمية وكرامة ولبعض الدول ليس له أهمية وكرامة، كل واحد يرى ما هي مصلحته؟
وتشكيل وفد إلى الإتحاد الأوروبي للتحدث معهم من أجل أن لا يتكرر هذا العمل، هذا الوفد الذي سيذهب ليفاوض الاتحاد الأوروبي، ما هي ورقة القوة التي يمتلكها بيده؟ لا شيء، هل يذهب ويقول لهم إن عدتم سنقطع العلاقات الدبلوماسية معكم، سنقطع العلاقات الاقتصادية معكم، سنعتبركم دولة محاربة، لا شيء".
واردف: "طبعا هذا ليس مفاجئا على الإطلاق، صدقوني أيها الإخوة والأخوات بعض هذه الدول لو كانت الإهانة وجهت إلى ملك، أو إلى أمير، يعني إلى ملك هذه الدولة، أو أمير هذه الدولة، أو زوجة ملك وأمير ورئيس هذه الدولة أو ابنه أو ابنته أو عائلته لقامت الدنيا ولم تقعد، لتم طرد السفراء، ولتم التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية، أما أن يحرق المصحف الشريف مرة واثنان وثلاثة، هذا لم يغير ولم يحرك ساكنا عند عند هؤلاء الأموات.
على كل حال، أمام هذا الواقع الهزيل والمهين والضعيف والمتخاذل من قبل أغلب الدول الإسلامية في نصرة المصحف الشريف، يفهم الإنسان بعضا من معاناة ومشاعر الحسين(عليه السلام)عندما كان يقول في ذاك الزمان "ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه"، الآن نفهم هذه الكلمة، "فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما". الحياة مع هذا النمط من الحكام المتخاذلين، الضعفاء، الذين لا يملكون حتى حي وعزم أن يدافعوا عن قرآنهم، عن مصحفهم،عن مقدساتهم. واقعا الإنسان يعيش هذه المرارة، "إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما".
وقال: "على كل حال، أيها الإخوة والأخوات في هذه الأيام ويوم أمس، وأنا أشاهد ذلك الملعون يحرق صفحات من القرآن الكريم، لو قدر للواحد منا أن يسمع، لسمع صوت المصحف الممزق المحرق يقول لملياري مسلم في العالم: "هل من ناصر ينصرني؟"، مليارا مسلم في العالم هم في الحقيقة أمام هذا التحدي.
في يوم العاشر قلنا سننتظر يوم الاثنين إذا أخذت منظمة التعاون موقفا، حازما، صارما، طبعا ولم نكن نتوقع فكذا، هذه ال"إذا" انتهت".
وتوجه الى الشباب قائلا: "أيها الشباب المسلم في العالم، أيها الشباب الشجاع، أيها الشباب الغيور، لم يعد هناك أي معنى لتنتظروا أحدا، لا منظمة التعاون الإسلامي ولا جامعة الدول العربية ولا حكام ولا حكومات ولا جيوش، أنتم يجب أن تتحملوا مسؤوليتكم وتنصروا مصحفكم ومقدساتكم، وتعاقبوا هؤلاء الملاعين، المجرمين، المعتدين، المسيئين، المهينين أشد العقاب، وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي يندم فيه هؤلاء أشد الندم، ويلعنون فيه الساعة التي ولدتهم أمهاتهم، عندما يعتدون ويحرقون ويمزقون قرآننا ومصحفنا.
أيها الإخوة والأخوات أمام هذا الحادث المؤلم والجلل، يفهم الإنسان أيضا ما جرى في تاريخنا المعاصر، في سنة 1948 كيف ذهب جزء كبير من فلسطين؟ وبعد ذلك في سنة 1967 كيف ذهبت القدس؟ كيف ضاعت فلسطين والقدس؟ شرذمة من الصهاينة مقابل مئات الملايين من المسلمين، وضاعت فلسطين وضاعت القدس.
بيانات الشجب، المظاهرات، القصائد، الأهازيج في كل العالم العربي والإسلامي، ولكن حملة البنادق، المقاتلون الحقيقيون، المجاهدون المضحون كانوا قلة، وضاعت فلسطين وضاعت القدس، هكذا حصل وهكذا نفهم ما جرى عندنا في لبنان في سنة 1982، كان لبنان سيضيع لو أن الشعب اللبناني انتظر العالم العربي والعالم الإسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي كما كانت تسمى حينها، لكن الوعي والبصيرة والحكمة وإرث علمائنا الأعلام في لبنان، وفي مقدمهم سماحة الإمام السيد موسى الصدر أعاده الله بخير، وبركات الثورة الإسلامية في إيران، ونداءات الإمام الخميني الثورية، النهضة التي حصلت في لبنان حيث لم ينتظر الشعب اللبناني، لم ينتظر أحدا ليقاتل وليقاوم، وكانت البدايات وإحدى البدايات المشرقة والمضيئة، كانت هنا في النبطية، في مدينتها، في باحة عاشورائها، في يوم العاشر من المحرم، لأن هذا الشعب لم ينتظر أحدا، اتكل على الله وعلى سواعده وعلى رجاله ونسائه وعلى أصدقائه القلة في العالم، وفي مقدمهم الجمهورية الإسلامية في إيران وسوريا، استطاع أن يمنع أن يضيع لبنان، وأن يصبح لبنان محتلا، وأن تبتلعه "إسرائيل"، وأن تبني المستعمرات في جنوبه، وأن تنهب مياهه، وتعتدي على غازه و نفطه، أليست هذه هي الحقيقية؟" .
واضاف: "ما يجري اليوم في العالم وقياسا للتاريخ القريب والبعيد يزيدنا قناعة أيها الإخوة والأخوات، بأن خيارنا هو الخيار الصحيح، وأن ما يقال أحيانا في الداخل اللبناني ومن حولنا في الإقليم، هي تفاهات، ليست جديرة حتى بالنقاش، هذا البلد ككل بلد لا يحميه لا جامعة الدول العربية ولا منظمة التعاون الإسلامي ولا الدول الاسلامية ولا الدول العربية ولا مجتمع دولي منافق،مجتمع دولي كذاب، مجتمع دولي خائن، مجتمع دولي لا يعترف لا بقيم دينية ولا بمقدسات. الذي يحمي هذا البلد وشعب هذا البلد وأرضه وماءه وخيراته ورجاله ونساءه وكرامته وسيادته وحريته هي مقاومته ومقاومته فقط، أليست هذه هي الحقيقة؟
كل الشواهد تؤكد على هذه الحقيقة وعلى هذا المعنى، وهذا ما نحن مصرون على القيام به".
وتابع: "في هذا اليوم أيضا من مدينة النبطية نحن نجدد عهدنا والتزامنا بهذا النهج الحسيني المقاوم، الثائر، الشجاع، الغيور، الصامد، الثابت، الذي لا يهزه لا حصار ولا عطش ولا جوع ولا تهديد ولا حرب ولا أي عامل من العوامل التي يلجأ إليها أعداؤنا.
أيها الإخوة والأخوات، إذا كان الحكام في عالمنا الإسلامي لا يملكون لا الشجاعة ولا الحمية ولا الغيرة ليدافعوا عن مصحفهم وقرآنهم، هل سيملكون ذلك ليدافعوا عنا وعنكم وعن أرضنا وعن بلادنا وعن لبنان وغير لبنان، وحتى عن المسجد الأقصى!؟ من الذي الآن يحمي هذا الإعتداء؟ السويد، الدنمارك، ما هي هذه المصالح السياسية العظيمة أو المصالح الاقتصادية العظيمة لدول العالم الإسلامي مع السويد والدنمارك حتى لا تلجأ إلى موقف من هذا النوع؟ عجيب! لو ان المشكل مع الأميركي نقول يا أخي الأميركي يخاف منه وعقوبات، السويد! الدنمارك! يا ايها العالم العربي، يا ايها العالم إلاسلامي، على كل حال هذه حسابات الدول.
دائما عندما انتظرنا الدول فشلت شعوبنا، أما عندما قامت الشعوب صنعت الانتصارات، هذا هو زمن الانتصارات الذي نحن فيه. نحن نراهن على شعوبنا في مقاومتنا، في الدفاع عن مقدساتنا وعن رموزنا".
واردف: "وهنا أيضا أعيد الخطاب للشعب الفلسطيني، الذي نقول له، من أجل ألا يظل يتعب قلبه، لأنه يظهر بعض الناس في فلسطين على التلفاز ويقولون أين العالم العربي وأين الحكام وأين الدول؟ يا أخي خلص، لا تنتظروا هؤلاء، راهنوا على شعبكم، على سواعدكم، على أبنائكم، على بناتكم، على حناجركم، على قبضاتكم، على دمائكم، وراهنوا على من يقف معكم من شعوب المنطقة ودول المنطقة في محور المقاومة، أما الآخرون فهذا المصحف! وهؤلاء إذا كانوا مع المصحف يتصرفون هكذا، كيف إذا حصل الاعتداء على المسجد الأقصى؟ لن تسمعوا من هؤلاء الحكام سوى بيانات الاستنكار والإدانة والاحتجاج والسلام وينتهي كل شيء. أما اليوم الذي سيمنع ويمنع الاعتداء على المسجد الأقصى هم المقاومون وبنادق المقاومين واستعداد المقاومين في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران وكل المنطقة للدفاع عن هذا المقدس الذي لن نسمح لهؤلاء الصهاينة أن يمسوا به من قريب أو بعيد".
وتابع: "أيها الإخوة والأخوات، قلت بأنني لا أريد أن أطيل عليكم، لا زالت هناك فقط نقطتين.
النقطة الأولى، ما يجري في مخيم عين الحلوة مؤلم ومحزن ومؤسف، مؤلم لأنه يمس الجميع، لأن فيه سفك دماء، لأن فيه جراح، لأن فيه تهجير لهذه العائلات التي اليوم تفترش الأرض وتلتحف السماء في صيدا ومحيط صيدا.
نحن أيضا في هذا اليوم نوجه النداء إلى الجميع في مخيم عين الحلوة، إلى وقف القتال، إلى الاحتكام للقضاء، للعقلاء، للحكماء، لكن بالتأكيد وقف القتال بأي شكل من الأشكال، وكل من يستطيع أن يساهم، أن يضغط، أن يقول كلمة، أن يجري اتصالا، أن يبذل أي جهد لوقف هذا الاقتتال يجب عليه أن يفعل ذلك، دينيا، شرعيا، أخلاقيا، إنسانيا، وطنيا، قوميا، لكل الاعتبارات هذا أمر واجب ولا يجوز لهذا القتال أن يستمر لأن تداعياته سيئة على أهل المخيم (أهلنا الفلسطينيين الأعزاء)، على أهل صيدا، على أهل المنطقة، على أهل الجنوب، على كل لبنان.
والنقطة الثانية، هذه الأيام هي أيام عيد الجيش، نحن نتوجه إلى الجيش اللبناني، إلى هذه المؤسسة الوطنية، إلى قيادتها وضباطها ورتبائها وجنودها بالتبريك بمناسبة هذا العيد. ونحن نرى في الجيش اللبناني أحد أعمدة المعادلة الذهبية التي تحمي لبنان في مواجهة "إسرائيل"، ونرى فيه الضمانة الأساسية لوحدة لبنان، لوحدة الدولة، لوحدة الأرض، والضمانة الأساسية للإستقرار. ولذلك هذه المؤسسة يجب الحفاظ عليها، يجب دعمها، يجب الحرص عليها لتستطيع أن تقوم بهذه المسؤولية، وهي تقوم بهذه المسؤولية وتقدم الكثير من التضحيات، ويتعرض ضباطها وجنودها في الميدان للكثير من المتاعب والكثير من المخاطر ويسقط منهم الشهداء".
وختم: "سأكتفي بهذا المقدار، أتوجه إليكم بالشكر مجددا على حضوركم الكبير هذا اليوم، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم، أن يتقبل مشيكم وسعيكم وصبركم وعطشكم وتحملكم لهذه المشاق في هذا اليوم، لأنكم تعيدون تذكير العالم بتلك الحادثة العظيمة، بكلمات الحسين التي خرجت من حنجرة الحسين يوم العاشر وبكلمات الحسين التي خرجت من حنجرة زينب بعد العاشر وبقيت في التاريخ وستبقى إلى يوم القيامة.
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين، والسلام عليكم أيها الحسينيون الأوفياء، أيتها الزينبيات الوفيات ورحمة الله وبركاته".
5*) سامي الجميل
1 آب 2023
علّق رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على أحداث مخيّم عين الحلوة في مداخلة عبر تلفزيون "الحرة"، فقال: "عندما يكون البلد متفلتًا والسلاح موجودًا بين أيدي الجميع حتمًا سنرى هذا النوع من المأساة". واعتبر أن "بوجود ميليشيات مسلّحة لبنانية وغير لبنانية على الأراضي اللبنانية، أحداث عين الحلوة هي نتيجة طبيعية لذلك".
وعن مسؤولية "حزب الله" في ما يحصل داخل المخيّم، قال: "حزب الله مسؤول لسببين: الأول أن حزب الله يمنع قيام الدولة ويمنعها من بسط سلطتها على كامل الأراضي ويمنع حصر السلاح وهو مسؤول عن السلاح المتفلت لأنه يعطي المثال بوجود الميليشيا المسلحة. والسبب الثاني لأنه داخل في الصراع بين الفصائل الفلسطينية وهو يدعم بعضها في فلسطين وينسق مع البعض الآخر في لبنان ويلعب دورًا في محاولة استقواء هذه الفصائل على بعضها البعض".
وعن صمت حزب الله وابتعاده عن الواجهة، قال:"إن حزب الله حينًا يبقى خلف الكواليس وحينًا آخر يظهر في الواجهة والأمر يعود إلى مصلحته".
وردا على سؤال عن التهدئة داخل المخيم والتي من المفترض أن تمر عبر بوابة حزب الله، قال: "للأسف، المفترض أن تكون الدولة هي المرجعية الأولى والأخيرة، لكن حزب الله فرض نفسه الآمر الناهي من خلال استعمال كل الوسائل غير الشرعية من العنف والتهديد والتخويف والتعطيل ومنع الدولة من انتخاب رئيس وإعادة بناء السلطة والمؤسسات".
أما عن التفاوض بين الفصائل والجانب اللبناني، فأجاب: "هذا الأمر هو السر الأكبر في الدولة". واعتبر أن "الدولة غائبة عن السمع وأصبح حزب الله ورئيس مجلس النواب يأخذون القرارات ويفاوضون باسم اللبنانيين كما حصل في ملف ترسيم الحدود حيث كانت الدولة في الواجهة، أما الواقع والحقيقة فهما أن حزب الله هو الذي كان يفاوض مع إسرائيل عبر الدولة اللبنانية".
وأردف الجميّل: "للأسف، هناك دولة شكلية في لبنان ودولة فعلية هي حزب الله الذي يتخذ كل القرارات وينسق كل الأمور كما يشاء".
وبالنسبة إلى المخاوف من امتداد الاشتباكات، أكد أن "هذا الاحتمال موجود، لأنّ المخيمات الفلسطينية عديدة والمسلّحين يمكن أن ينتقلوا من مخيم لآخر وعند هذا الانتقال يمرون بمناطق لبنانية ويمكن أن تمتد الاشتباكات الى مخيمات أخرى أو قرى لبنانية، وقد تحصل اشتباكات إما في محيط المخيمات وإما على الطرقات".
وقال: "لبنان معرض لأن السلاح متفلّت ويمكن الحصول على جميع أنواع الأسلحة بمساعدة بعض الميليشيات اللبنانية التي تمتلك هذا السلاح".
وشدّد على أن "هدف الجيش اللبناني مشكورًا، هو محاولة حصر الاشتباكات داخل المخيمات ومنع امتدادها إلى خارج المخيمات. لكن المطلوب اليوم ليس حصر الاشتباكات بل معالجة الملف بشكل جذري وهذا يحتاج الى قرار سياسي من الدولة اللبنانية بمنع وجود السلاح بالأخص في المخيمات الفلسطينية، علمًا أن السلطة الفلسطينية مواقفها واضحة بوجوب بسط الدولة اللبنانية سيادتها على المخيمات الفلسطينية لتأمين الأمان والسلام لكل اللاجئين الموجودين داخل المخيمات".
6*) الاحرار
3 آب 2023
عقد المجلس الأعلى في حزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الدوري برئاسة النائب كميل دوري شمعون وحضور الأعضاء، وتوقف المجتمعون في بيان، عند توقيت الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية داخل مخيم عين الحلوة، واعتبروا ان" الوضع الامني المستجد يندرج ضمن اطار صراع إيراني- عربي للسيطرة على المخيمات في لبنان وإخضاعها بالتالي الامساك بالورقة الفلسطينية".
ولاحظ الحزب أن "تمدد نفوذ حزب الله عبر الجماعات الاسلامية الفلسطينية المتشددة الى داخل المخيمات، بالمال والسلاح، واتساع رقعة ارتدادات هذه الحرب على الواقع الامني اللبناني، كما واحتمالية تثميرها في الانتخابات الرئاسية الراهنة"، أبدى "خشيته من ان يتحول لبنان، مرة اخرى، الى ساحة للصراعات الإقليمية، دون إغفال المحاذير المتأتية عن إحتمالية دخول اللاجئين السوريين على خط التأزم الآخذ بالتصاعد في أوج الموسم السياحي".
وذكر ان "السلاح المتفلت خارج شرعية الدولة داخل المخيمات وخارجها، كان السبب المباشر لاندلاع الحرب سنة 1975"، داعيا الجيش الى "التحرك لنزع سلاح المخيمات وإخضاعها لسلطة الدولة وسيادتها على ارضها، وبخاصة أن البرلمان اللبناني سبق له ان الغى اتفاقية القاهرة منذ ايار 1978".
وعشية الذكرى الثالثة لانفجار المرفأ، أسف الحزب ل"عرقلة مسار التحقيق القضائي"، داعيا الى "المشاركة في الوقفة التضامنية المقررة يوم الجمعة ٤ آب، لتأكيد" المطالبة برفع الظلم وجلاء الحقيقة".
7*) البطريرك الراعي
6 آب 2023
إختتم لقاء الشبيبة الكنسي أيامه الثلاثة بنجاح وزخم، بحضور فاق 1500 شاب وشابة من كل لبنان، وألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلمة أمام حشد كبير من الشباب والشابات، حثهم فيها على المضي قدما في ما يقومون به من أجل الحفاظ على لبنان”، وحيا عملهم ونشاطهم الكنسي والروحاني، وقال في عظة القداس الاختتامي والاحتفالي في دير سيدة بزمار الأثري: “بتجلي الرب يسوع أظهر في ذاته أن الجوهر البشري استرد جمال الصورة الأولى التي ولد فيها كل إنسان، وهي أن “الله خلقه على صورته ومثاله” (تك 1: 26). لكن الإنسان شوهها بل أضاعها بخطيئته وأفعاله الشريرة. فحول عقله، مركز الحقيقة، إلى طاقة الكذب، وإرادته، مركز الخير، إلى طاقة الشر، وقلبه، مركز الحب والحنان، إلى طاقة البغض والحقد”.
الراعي الذي ألقى عظته بحضور رؤساء وأساقفة الكنيسة الكاثوليكية، أشاد بدور الشباب وأنهى رسالته بالقول: “أنتم وحدكم الأمل في إحياء لبنان بقيمه وميزاته. فليكن هذا اليوم العالمي للشبيبة ميلادا جديدا في حياتكم”.
إشارة الى ان هذا اللقاء هو جزء من احتفالات الأيام العالمية للشبيبة المقامة في مدينة لشبونة، البرتغال. وتهدف هذه المبادرة إلى منح الشباب اللبناني الفرصة للاقتراب من أجواء وتجارب الأيام العالمية للشبيبة (JMJ) التي تستضيفها لشبونة تحت رعاية قداسة البابا فرنسيس، وقد نظمته اللجنة الوطنية لرعاية الشبيبة (APECL JEUNE) التابعة للمجلس الرسولي العلماني في لبنان وقد استمر على مدى 4 أيام بالتزامن مع عيد التجلي المبارك.
8*) المطران عودة
6 آب 2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قداسا في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "نعيد اليوم لتجلي ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح على جبل ثابور أمام تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا. لقد حدث التجلي قبل آلام المسيح وصلبه، وكان هدفه تثبيت التلاميذ في الإيمان بأن يسوع هو ابن الله، كي لا يضعفوا بسبب الأمور التي كانوا مزمعين أن يعاينوها مستقبلا. تجلي الرب هو حدث تتويجي في حياة التلاميذ، إذ عاينوا إشعاع ألوهة المسيح. لقد أظهر لهم يسوع ألوهته لكي لا يشكوا بألوهته عندما يرونه مصلوبا ومتألما. التجلي كان تهيئة لهم قبل الصلب فالقيامة. كلمة «التجلي» تعني تغير الشكل. ففي لحظة، كشف المسيح ما كان يخفيه، أظهر مجد ألوهته الذي كانت طبيعته البشرية متحدة بها منذ لحظة الحبل به في أحشاء والدة الإله. لأجل محبته العظمى، أخفى المسيح ما كان له دوما، كي لا يحترق التلاميذ بسبب عدم أهليتهم، كونهم لم يتهيأوا بعد. يقول القديس يوحنا الدمشقي إن المسيح، في تلك اللحظة، تجلى «غير متخذ ما لم يكنه، ولا متغيرا إلى ما لم يكنه، بل مظهرا ما كان عليه لتلاميذه». ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم إن المسيح لم يظهر كل ألوهته، بل أظهر قوة صغيرة منها فقط. لقد فعل ذلك ليعطي إشارة عما هو مجد الملكوت الإلهي، بسبب محبته للبشر، حتى لا يخسروا حياتهم عند نظرهم مجد الله الكامل. إذا، التجلي هو، في آن، كشف للملكوت، وتعبير عن محبة الرب لتلاميذه".
أضاف: "صعد المسيح إلى جبل ثابور لكي يظهر مجد ألوهيته. فضل الجبل، لأن الأحداث المهمة، في الأزمنة السابقة، كانت تتم في أماكن مرتفعة، على الجبال، كما كان الوثنيون يفعلون، إذ كانوا يقدمون تقدماتهم فوق قمم الجبال. أظهر المسيح عظمة مجده على ثابور، كون إظهار مجد الطبيعة البشرية هو من أعظم أحداث التاريخ البشري. لقد قال المسيح إنه أتى ليبحث عن الخروف الضال في الجبال. إذا، صعد الرب إلى الجبل لكي يظهر أنه وجد الخروف الضائع وحرره من الخطيئة والشيطان، وأنه الراعي الصالح والحقيقي، كما يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي. صعود الجبل يرمز أيضا إلى أن كل الذين يريدون رؤية مجد الألوهية في طبيعة الكلمة البشرية عليهم أن يتخلوا عن الدناءة وعن الأمور السفلية الأرضية ويرتفعوا، أي أن يتطهروا من الماديات التي تبقيهم مربوطين بالأرض".
وتابع: "يكتب القديس يوحنا الدمشقي في إحدى تراتيله: «يا يسوع، إن الشمس الحسية قد احتجبت من شعاع اللاهوت، لما أبصرتك متجليا على طور ثابور». لقد حصل تجلي الرب في وضح النهار، فرأى التلاميذ الشمسين، الحسية والعقلية، الأمر الذي يعبر عنه القديس إسحق السرياني بقوله إن التلاميذ رأوا شمسين «واحدة في السماء كالعادة، وواحدة فوق العادة». طبعا، لم ير كل الناس على الأرض مجد الشمس العقلية، بل وحدهم الرسل والنبيان اللذان ظهرا. يقول القديس غريغوريوس بالاماس إن كل سكان الأرض يمكنهم أن يروا الشمس الحسية ما عدا العميان، أما شمس البر العقلية فلا يراها إلا المستحقون والمستعدون. تماما كما كشف الثالوث القدوس عند لحظة اعتماد المسيح، كذلك أعلن عن الإله الثالوثي في لحظة تجليه على ثابور. الأقنوم الثاني، الذي صار إنسانا، لمع أمام تلاميذه وأظهر مجد ألوهيته، والآب أكد أن هذا هو ابنه الحبيب، والروح القدس كان السحابة المنيرة التي غطت التلاميذ. يظهر صوت الآب أنه كان على جبل ثابور سماع ورؤية. يقول القديس سمعان اللاهوتي الحديث إن كل حواس الإنسان تصير واحدة خلال رؤية الله والإعلان عنه، لهذا المعاينة هي سماع، والسماع هو معاينة، والمعاينة والسماع هما تذوق وإحساس. يشرح القديس نيقوديموس الآثوسي أن المعاينة هي عادة أكثر جدارة بالثقة من السماع، لأن الإنسان يسمع الأمر أولا ثم يمضي لينظر إليه. هنا حدث العكس، إذ إن التلاميذ رأوا مجد الله ثم تبع ذلك الإثبات من خلال السمع. الفرق بين العهدين القديم والجديد يظهر في التجلي. المألوف في العهد القديم هو أن العمليات تتم بالسمع، فالأنبياء أظهروا الأمور الآتية من خلال التنبؤ والتكهن، إذ كانوا يسمعون الله ثم يرون، على حسب ما يقول أيوب الصديق: «بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني» (42: 5). في العهد الجديد، الأمر مخالف، حيث المألوف أن يسبق النظر السمع. في العهد القديم كان يعلن عن مجيء المسيح، وعندما أتى ابن الله المتجسد، أصبحت رؤيته ممكنة. هذا يحدث في الحياة الروحية، إذ عندما نكون في مرحلة التطهر، المشابهة للعهد القديم، نسمع عن الله، الذي نعاينه عندما يستنير ذهننا، ونتأله عبر الحياة الأسرارية والاشتراك بقوة الله المنيرة المقدسة".
وقال: "رجاؤنا أن تستنير عقول السياسيين والمسؤولين لكي يدركوا معاناة المواطنين والظلم اللاحق بهم جراء إهمالهم وابتلاع حقوقهم وطمس حقيقة أكبر كارثة حلت بهم فقضت على ما يزيد على المئتين من أبناء بيروت لم يكترث برحيلهم إلا ذووهم، وأصابت الآلاف في أجسادهم وممتلكاتهم وهم ما زالوا ينتظرون العدالة أولا، ومحاسبة الفاعلين، وهذا ما لم يحصلوا عليه بعد، كما لم يحصلوا على المساعدات الموعودة من أجل ترميم منازلهم، ما زاد شدة ألآمهم الجسدية والنفسية ألما ومرارة وخيبة، وما زال المسؤولون عن الكارثة يسرحون وربما يخططون لعمل وحشي آخر، وما زال الزعماء والمسؤولون عاجزين عن القيام بأية خطوة إنقاذية للبلد قد تفرج عن انتخاب رئيس يليه تشكيل حكومة تمنع تدخل السياسيين في عمل القضاء عله يفك أسر التحقيق ويطلق يد المحقق من أجل جلاء الحقيقة وإحقاق العدالة ومعاقبة المسؤولين عن تفجير بيروت وقهر أبنائها".
أضاف: "هل كان هذا التفجير الأبوكاليبتي قتلا لبيروت وأهلها أم إغتيالا للقضاء بغية نشر الفوضى والإطباق على البلد؟ وهل يعقل أن ينتظر ذوو الضحايا مع أهل بيروت وكل اللبنانيين ثلاث سنوات دون نتيجة؟ ثلاث سنوات من الألم والصبر والمطالبة ولم تنجل الحقيقة رغم بشاعة الإنفجار وجسامة نتائجه. هل هي لامبالاة أم استهانة بحياة بشر أحبوا لبنان ولم يهجروه سعيا وراء حياة كريمة، أم هو عجز أو طمس مقصود لحقيقة لا يريدون لها الظهور خوفا منها؟ وإلا لم عرقلة عمل المحقق؟ وإلى متى يفلت المجرمون من العقاب، كل المجرمين الذين اغتالوا بيروت، وكل الذين اغتالوا أشخاصا كل ذنبهم أنهم أرادوا التعبير عن آرائهم بحرية، وكل الذين أوصلوا هذا البلد الجميل إلى الإنهيار، وكل الذين أساءوا إلى البلد وأهله واغتصبوا حقوقهم أو تخطوا القوانين أو تحدوا الدولة أو قاموا بأي عمل سيء؟ كيف يفلت من العقاب القاتلون والمضاربون والمحتكرون ومغتصبو الأطفال والمتعدون على حياة الأبرياء برصاصهم الطائش؟"
وتابع: "العدالة ضرورية لاستمرار الحياة بأمان والشعور بالمساواة بين المواطنين، وإعلان الحقيقة في مأساة بيروت واجب على القضاء، ومعاقبة الفاعلين ضرورية لتكون درسا لمن تسول له نفسه القيام بجريمة مماثلة".
وختم عودة: "دعوتنا اليوم أن نلتمس الاستنارة من المسيح المتجلي، شمس العدل العقلية، وأن نصبح بدورنا منارات ترشد الآخرين إلى النور الحقيقي، عبر إنارة دروبهم بنور المحبة المستمد من الله المحب للبشر".