رقم 170/2023
7-13 آب /2023
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
بالرغم من عدم بروز أي حلول للأزمة السياسية، غلب على الساحة الداخلية حدث انقلاب شاحنة لحزب الله الايراني محملة بالسلاح في منطقة الكحالة شرقي بيروت على الطريق الدولية بيروت-دمشق وما تبعها من اطلاق نار ومقتل شخصين أحدهما من سكان البلدة والآخر من الحزب.
بعيدا عن ما سيكشفه التحقيق، أذا ما اكتمل، فإن الحزب الايراني ينقل السلاح بشكل دوري وبتغاضٍ من قبل الاجهزة الامنية، وهذا واقع، لكن هذا الحادثة أظهرت مجددا عدم قبول قسم كبير من البنانيين تمادي الحزب بانتهاك القوانين البنانية والتعدي على أمنهم.
ولقد أثبت الحزب الايراني، مرة جديدة، انه لا يقيم أي اعتبار لوجود سلطة فوق سطته، بدليل التهديدات التي أطلقها قياديوه وأتباعه تجاه اللبنانيين. فمن جهته اعتبر النائب محمد رعد أن ما حدث هو نتيجة التحريض التي تقوم به بعض الجهات في الداخل بتوجيه أميركي ضد "المقاومة"، وليس مسؤولية الحزب الذي ينقلل السلاح غير الشرعي عبر الاراضي اللبنانية معرضا حياة المواطنين للخطر. كما دعا احد أتباع الحزب، عبر إحدى الشاشات، عائلة قتيل الحزب إلى "الثأر" من قائد القوات البنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل (بالإسم) واتباعهم في فيديو متناقل عبر وسائل التواصل.
من جانب آخر، أربكت هذه الحادثة السلطة السياسية التي تسعى اليوم لتجديد ولاية قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب، كما أربكت القيادة العسكرية التي هي مؤتمنة على أمن البلد، والتي نظمت الأسبوع الماضي جولة ميدانية على الحدود الجنوبية للملحقين العسكريين في بيروت لدول القرار في مجلس الأمن، للإشارة إلى التزام لبنان بالقرار 1701 فيما الانتهاك هو من الجانب الاسرائيلي.
من جانب آخر وفي السياق، أفادت معلومات غير مؤكدة عن زيارة قائد الحرس الثوري اسماعيل قآني لبيروت هذا السبوع، كما استقبل الأمين العام للحزب الايراني الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين زياد نخالة ونائبه، كذلك استقبل حسن نصرالله وفدا من لجنة السياسة الخارجية والأمن في مجلس الشورى الاسلامي في إيران، برئاسة مسؤول اللجنة وعدد من النواب الأعضاء في هذه اللجنة، في حضور سفير ايران في لبنان، حيث تم استعراض آخر المستجدات والأوضاع في لبنان وفلسطين والمنطقة، كما أُفيد. وتطرح هذه الزيارات واللقاءات أسئلة في خضم ما يحصل في المنطقة، وفي خضم تعثّر الاتفاق الايراني-السعودي الموقّع في بكين. هل طُرِحت معالجات للمستجدات على الساحات الداخلية؟ هل تهدف لتوحيد الرؤية وتوحيد الصف؟ أو هناك توجيهات محددة للاعبين في هذه الساحات؟ والظاهر بأن أمين عام الحزب الايراني في لبنان همومه اليوم فوق لبنانية!!
يبقى أن لبنان والبنانيين بانتظار القرار الخارجي للخروج من أزمته، في وقت يفرض الحزب على اللبنانيين معادلة الرضوخ او الفوضى مجددا، وبتواطؤ من الحليف العوني الذي أصبح واضحا من خلال بداية التوافق في المفاوضات بين الجانبين التي انطلقت الاسبوع الماضي وتتواصل.
لا خروج من الأزمة السياسية-الاقتصادية إلا عبر مواجهة الاحتلال بتوحيد الصف الداخلي وتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني بالكامل، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، تحضيرا لملاقاة القرار الخارجي الذي سوف يتم استعجال صدوره بعد الاحداث الأخيرة في لبنان.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في الملفات الداخلية، انعقد في الصرح البطريركي الماروني في الديمان اللقاء التشاوري الوزاري، برئاسة رئيس الحكومة وحضور البطريرك الراعي، وشارك فيه عدد من الوزراء. في بداية اللقاء رحب البطريرك برئيس الحكومة والوزراء، وقال ان فكرة اللقاء صدرت بعفوية، وهي ليست جلسة لمجلس الوزراء بل لقاء عفوي للتشاور والتحاور في كل القضايا العامة، والديمان دائما يجمع على كلمة سواء، وآسف ان البعض قام بتحميل اللقاء أكثر ما يحتمل، اضاف انه عندما زاره الموفد الرئاسي الفرنسي للمرة الاولى قال له كل ما يسمعه لا يعبر عن الحقيقة. لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية وهناك مرشحان للرئاسة، فليقم النواب بواجباتهم في الاقتراع، فاما ينتخب رئيس او لا ينتخب، وفي ضوء النتيجة يصار الى حوار واتفاق على مرشح ثالث. للاسف البلد سائر الى الخراب والدولة تنازع وما نشهده من سجال بشأن حق الحكومة في العمل وحدود ذلك هو نتيجة الفراغ.
في السياق، قال رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، انه ليت الكتل النيابية والاحزاب التي ينتمي اليها الوزراء الذي حضروا لقاء الديمان والذين لم يحضروا، تستجيب لدعوة البطريرك الى النزول الى مجلس النواب وانتخاب احد المرشحين المعلنين. مضيفا انه لا مكاسب في انتظار لودريان او التفاهمات العالمية، فالمواقف التي ستتخذ تحت المظلة الدولية يمكن اخذها الان تحت مظلة الدستور واتفاق الطائف وعلى قاعدة "خير البر عاجله".
في الملف الاقتصادي، كان لافتا هذا الاسبوع فرض كل من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا عقوبات اقتصادية على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي غادر منصبه مطلع أغسطس الجاري، وسط ملاحقات في لبنان وأوروبا بتهم اختلاس أموال، بالإضافة إلى إثنين من افراد عائلته هما شقيقه رجا ونجله نادي، ومساعدته الرئيسية وسيدة أخرى والذين ساعدوا في التستر عليه وتسهيل هذه الأنشطة الفاسدة. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها فرضت عقوبات اقتصادية بتهم فساد مالي على سلامة، وقالت في بيان إن أنشطة سلامة الفاسدة وغير القانونية ساهمت في انهيار دولة القانون في لبنان، مشيرة إلى أنها فرضت هذه العقوبات بالتنسيق مع كل من بريطانيا وكندا. من جانبه، رفض سلامة، الاتهامات الموجهة له مع العقوبات الجديدة التي تفرضها أميركا وبريطانيا وكندا وتعهد بتحديها، وقال إن محاميه قدموا اعتراضات قضائية في كل من فرنسا وألمانيا.
أمنيا، كانت بلدة عين ابل المسيحية في أقصى جنوب لبنان، على موعد مع جريمة غامضة الاسبوع الماضي تبين لاحقاً انها عملية اغتيال محكمة وذلك في وقت يشهد لبنان وضعا امنياً مقلقاً استدعى صدور تحذيرات خليجية. الموشرات الأولية أظهرت مقتل الياس الحصروني، وهو رجل أعمال، قيادي عسكري وأمني سابق في زمن الحرب اللبنانية والاحتلال الاسرائيلي. كل حيثيات الحادث كانت غامضة بشكل مثير للشكوك، وفيما بدا أن أفراد العائلة قد تقبلوا حقيقة أن ما جرى مجرد قضاء وقدر، تبين أن كاميرات أحد المنازل المجاورة التقطت قيام سيارتين باعتراض طريق الحصروني حيث قام احد ركاب السيارتين بتخديره أو تسميمه ثم وضعه في خلفية السيارة ونقله الى مكان الحادث الذي يبدو انه دبر بطريقة لحرف الانظار عن الاغتيال الذي تم بطريقة احترافية. وبانتظار ما تظهره التحقيقات التي أكدت تعرض الحصروني للقتل، فان الاسراع في كشف ملابسات الجريمة ومرتكبيها يخفف من الأجواء المشحونة والقلقة التي تسود بلدة عين ابل حيث تتقاطع روايات الأهالي على خلفيات سياسية للجريمة توقظ زمناً ظنّوا أنهم طووه. في السياق، انقلبت شاحنة على طريق بيروت-دمشق الدولي في منطقة الكحالة على بعد بضعة كيلومترات من قيادة الجيش، تبين لاحقا انها تحمل السلاح، وبدأ مرافقو الشاحنة باطللاق النار على المدنيين لإبعادهم عن الشاحنة ما تسبب بمقتل مواطن من البلدة (فادي بجاني)، وإصابة احد مرافقي الشاحنة ليتوفى لاحقا. وقد أتت تبعات هذه الحادثة لتلقي الضوء مجددا على السلاح غير الشرعي المتواجد في لبنان وقد أربك السلطتين السياسية والعسكرية على السواء.
من جانب آخر، أعلن الجيش اللبناني أنه أوقف، السبت، في في بلدة الشيخ زناد الساحلية في شمال البلاد قرب الحدود مع سوريا 134 شخصاً، 130 سورياً و4 مواطنين، لمحاولتهم التسلّل بحراً بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، مشيراً إلى أنّه أوقف أيضاً مهرّبهم اللبناني، مشيراً إلى أنه بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختصّ. وفي بيان آخر، قال الجيش إن وحداته أوقفت في أنحاء أخرى من محافظة عكّار 150 شخصاً أثناء محاولتهم دخول الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية من سوريا. ونشطت ظاهرة الهجرة غير الشرعية من شمال لبنان خلال السنوات الأخيرة. وغالباً ما تكون وجهة الزوارق قبرص، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، كما حوّل الانهيار الاقتصادي بلد الأرز إلى منصّة انطلاق للمهاجرين غير الشرعيين، إذ انضمّ اللبنانيون إلى اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين يخاطرون بأرواحهم للوصول إلى أوروبا بحراً.
في السياق، أعادت قبرص 109 مهاجرين سوريين غير شرعيين، كان قد وصلوا إلى قبرص على متن ثلاثة قوارب منفصلة في الفترة من 29 يوليو إلى 2 أغسطس، تحت حراسة الشرطة القبرصية. وقالت الحكومة القبرصية إن عمليات الإعادة هذه تتم بشكل قانوني تماشياً مع الاتفاقية الثنائية التي وقعتها قبرص ولبنان في عام 2004. ويلزم الاتفاق لبنان بمنع ووقف العبور الحدودي غير الشرعي والهجرة غير الشرعية للأفراد الذين يغادرون لبنان. وأفاد مسؤول بارز في وزارة الداخلية أن هؤلاء الأفراد أعيدوا إلى لبنان، الذي يعتبر آمناً وحيث يتمتعون بالمزايا الممنوحة لمئات الآلاف من اللاجئين في البلاد. من ناحيتها، قالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إنها قلقة للغاية بشأن عودة أكثر من 100 مواطن سوري من قبرص إلى لبنان، من دون أن يتم التأكُد ما إذا كانوا بحاجة إلى حماية قانونية ومن قد يتم ترحيلهم إلى وطنهم الذي مزقته الحرب.
في مواقف الحزب الايراني لهذا الاسبوع، رأى النائب محمد رعد بداية الاسبوع، أن من يقاطع الشخص الذي يريده الحزب ويختاره لرئاسة الجمهورية هو في الحقيقة لا يريد رئيسا للجمهورية في البلاد، ويريد عن قصد أو عن غير قصد تنفيذ المخطط المرسوم في أن يبقى الفراغ قائما في لبنان وأن تنهار مؤسساته! ولفت الى أن الإسم الذي يدعمه لرئاسة الجمهورية يأتي بضمانة الحزب، ومنفتح على جميع الشركاء في الوطن، ومن شأنهم إما أن يتبادلوا معه الخدمات والمصالح الوطنية أو أن يقاطعوه!! مضيفا ان اللبنانيين غير قادرين على أن تحمل الفراغ في سدة الحاكم المركزي، وهناك خوف من تداعيات هذا الفراغ على الليرة اللبنانية، فكيف سيكون الحال في العاشر من كانون الثاني 2024 في حال حصول الفراغ في موقع قيادة الجيش مع إنتهاء ولايته؟ وهل يمكن ترك الجيش كمؤسسة عسكرية ضامنة لأمن واستقرار المجتمع وللدفاع عن المجتمع إلى جانب المقاومة والشعب؟!!!
في السياق، وصل إلى بيروت هذا الاسبوع رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني وحيد جلال زادة مع وفد مرافق، وقد أجرى سلسلة لقاءات بدأها بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم التقى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب. كما أعلنت سفارة ايران أنه زادة سيلتقي مع الأحزاب والقوى الفلسطينية في مقر السفارة الايرانية!
تعقيبا على جريمة "الكحالة"، أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى أن البلد مكشوف، والفتنة على الأبواب، والارتزاق السياسي بلغ الذروة، وسط خرائط دولية وغرف عمليات نشطة، وإعلام مموّل من الخارج، بهدف التحريض والتحشيد على أسوأ فتنة طائفية لحرق البلد وأهله، وحذّر اللبنانيين لكي ينتبهوا جيداً لأن اللعبة الدولية تقف وراء سواتر إنسانية وإعلامية واجتماعية وسياسية وطائفية وحزبية، وهي تريد الخراب لهذا البلد، والحرب الأهلية الجميع جربها، وهي دمار ونار وكوارث وجنائز ونهاية وطن. والفرق أن الفتنة هذه المرّة أخطر وأكبر وبلا تسويات، وأحذّر البعض الذي قد يبدأ الحرب، أنها ستأكله أولاً، فهذه أوكرانيا لم تعد دولة ذات سيادة، بل أصبحت مقبرة للموت، وملعباً للمصالح الدولية، على حساب دولة انتهت؛ وذكريات الحرب مرّة، واللعب بالنار ليس نزهة، بل اليوم السكوت عن الفتنة حرام، والتحريض الطائفي خطير، والتوظيف الإعلامي للفتنة أخطر، في المقابل حماية شراكتنا الوطنية والأخلاقية ضرورة بحجم كل لبنان. وحذارِ من اللعب بخطوط إمداد المقاومة، لأنه لا مصلحة في ذلك إلا للصهيوني والعميل، والمقاومة خط وطني أحمر، ولا قيمة للبنان بلا مقاومة، وهي أكبر ضرورات سيادة لبنان!!
من جانبه، النائب محمد رعد أيضا، أن تداعيات الحادث الذي حصل في الكحالة كان بسبب التحريض والحقد الذي ينفثه الآخرون، والتزامهم طريقا غير طريق الاستقامة الذي يصلح للبلد وللوطن. وقال إن المسألة ليست مسألة شاحنة انقلبت على كوع الكحالة، واستدعت ردة الفعل الهوجاء من قبل بعض المحرِّضين الذين استجابوا لتعليمات من الغرف السوداء التي كانت تحركهم، وإنما المسألة هي مسألة موقف من المقاومة، لأنهم لا يريدون مقاومة في هذا البلد! وأكد رعد أن الحزب لا يقاتل من أجل منصب ولا من أجل موقع سلطة، وبشهادة خصومنا نتنازل في السلطة عن كل ما يعطل عملنا في المقاومة! ولأن المقاومة بهذا المستوى من الجهوزية في الدفاع عن الوطن، يأتي حلفاء إسرائيل، ويشغّلون بعض الأغبياء ليحرضوا ضد المقاومة، وعلينا أن نتحملهم لأنهم أهل بلدنا! محذرا من ان هؤلاء عليهم أن ينتبهوا أن الغلط لا يمكنه أن يتكرر، ومهددا "لا تجعلوننا نفكر أبعد من أنكم قاصرو النظر وأنكم تريدون أن تخرجوا من التزاماتكم باتفاق الطائف"!!
محطات سياسية واقتصادية:
أمنيا، أدى قصف اسرائيلي ليل الاحد الماضي، بحسب وزارة الدفاع السورية الى مقتل اربعة جنود وإصابة اربعة آخرين بجروح، بعد قصف مواقع في محيط دمشق. ودوت أصوات انفجارات سمعت بوضوح في أرجاء العاصمة السورية، تلا ذلك سماع إطلاق مضادات جوية، بحسب مصادر اعلامية، دون الإشارة إلى تفاصيل عن مكان القصف وآثاره.
من جانب آخر، أعلنت الاستخبارات التركية، الخميس، القبض على ثلاثة عناصر من تنظيم داعش خلال تخطيطهم لتنفيذ عملية شمال سوريا. وذكرت وكالة الأناضول أن قوات في "الجيش الوطني السوري" وهو فصيل سوري موال لأنقرة، قامت بعملية دعمتها الاستخبارات التركية ضد تنظيم داعش الإرهابي في منطقة عملية "نبع السلام" وهي منطقة نفوذ للفصائل الموالية لتركيا. وأضافت انه تم القبض على 3 إرهابيين من داعش كانوا يعدون لعملية إرهابية، وأن العملية أسفرت أيضاً عن ضبط كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة والذخائر.
وفي السياق، قتل 33 جندياً على الأقل في هجوم شنّه تنظيم داعش على حافلة عسكرية في شرق سوريا، مساء الخميس، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تصعيد جديد للتنظيم المتطرف الذي يكثّف من وتيرة عملياته مؤخراً. وأفاد المرصد عن استهداف عناصر التنظيم حافلة عسكرية، في بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي، حيث نصبوا كميناً للحافلة واستهدفوها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتسبب ذلك بمقتل 33 جندياً على الأقل وإصابة أكثر من عشرة آخرين بجروح متفاوتة، فيما لا يزال مصير العشرات من الجنود مجهولاً. وهذا هو الهجوم الثالث على الأقل والاعنف لداعش ضد الجيش السوري وحلفائه منذ مطلع الشهر الحالي، وإن كان الأكثر دموية، وفق المصادر المتابعة.
وفيما يبدو ردا على هذا الاعتداء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الأحد، أن بوارج روسية متمركزة في السواحل السورية قصفت مواقع تابعة لتنظيم داعش في الريف السوري باستخدام صواريخ بعيدة المدى، موضحا إن البوارج الروسية أطلقت عدة صواريخ عبرت منطقتي دريكيش وصافيتا بريف طرطوس باتجاه البادية السورية مستهدفة مواقع يتوارى فيها عناصر التنظيم، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
أمنيا أيضا، بعد الانفجارات التي هزت دمشق فجر هذا الأحد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن هجوماً طال مستودعات صواريخ تابعة لفصائل موالية لإيران في منطقة جبلية غرب العاصمة السورية، إلا أنه أشار إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت الانفجارات ناجمة عن قصف إسرائيلي بصاروخ أرض-أرض، أو انفجار على الأرض، كما أوضح أن الانفجارات تسببت بخسائر مادية، بينما لم ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية إلى الآن. من جانبها، أفادت وسائل إعلام سورية بسماع أصوات انفجارات في سماء دمشق، مشيرة إلى ان عدوانا إسرائيليا استهدف محيط العاصمة.
في الملف السياسي المتأزم،اكد الرئيس السوري منتصف الاسبوع في مقابلة، أن سوريا لم تتدخل لحل الأزمة في لبنان وهي لا تدعم أي مرشح، مضيفا فيما خص الوضع السوري ان هناك سيناريوهات لخلق حالة من الرعب في سوريا مثلما حدث مع القذافي وصدام حسين! ولفت الى ان الدول التي خلقت الفوضى في سوريا هي التي تتحمل مسؤولية تجارة المخدرات. وفيما خصّ المعارضة التي أعترف هو بها فهي المعارضة المصنّعة محليا لا المصنعة خارجيا! أما في موضوع اللاجئين، فقد عزا الاسد سبب عدم عودة هؤلاء الى دمار البنية التحتية بسبب "الارهاب". كما اضاف ان الجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي. واعتبر الاسد ان سوريا تمكنت بعدة طرق من تجاوز قانون قيصر وهو ليس العقبة الأكبر، وأن صورة الحرب تمنع أي مستثمر من القدوم للتعامل مع السوق السورية، وأشار الى أن التنحي عن السلطة لم يكن مطروحا على الإطلاق لأنه كان سيكون هروبا بسبب الحرب!
من جانب آخر، مددت سوريا السماح للأمم المتحدة بإدخال مساعدات إنسانية من تركيا عبر معبرين حدوديين إلى مناطق خارجة عن سيطرتها في الشمال مدة 3 أشهر، وفق ما أفادت متحدثة باسم الأمم المتحدة، الثلاثاء. فقد قالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إري كانيكو في نيويورك ان الامم المتحدة ترحب بتمديد حكومة سوريا الإذن باستخدام معبري باب السلامة والراعي الحدوديين حتى 13 نوفمبر.
على صعيد منفصل، كشفت وثيقة حكومية مصنفة سرية صادرة عن الرئاسة الإيرانية أن طهران أنفقت 50 مليار دولار على الحرب في سوريا، وتعتبرها ديونا تريد استعادتها على شكل استثمارات ونقل للفوسفات والنفط والموارد الأخرى من سوريا إلى إيران. وتفيد الوثيقة، التي حصلت عليها مجموعة "ثورة لإسقاط النظام" المعارضة من خلال اختراق موقع الرئاسة الإيرانية، بأن الميزانية التي أنفقتها إيران خلال الحرب السورية على مدى 10 سنوات تجاوزت 50 مليار دولار، في حين ان الاتفاقيات التي تم إبرامها مع سوريا لاستعادة هذه الأموال لا تتجاوز 18 مليار دولار. وتحتوي الوثيقة الجديدة على تقرير مجدول بعنوان "تحديد التزام إيران الاستثماري في سوريا وسداد الديون" أعده النائب الأول لرئيس الجمهورية لشؤون التنسيق الاقتصادي والبنية التحتية في فبراير/شباط 2023 وجاء فيه أن مطالبات إيران من سوريا لاستحصال ديونها تنقسم إلى فئتين: مطالبات عسكرية ومطالبات مدنية. كما جاء في التقرير المجدول المرفق للوثيقة مجموعة 8 مشاريع استثمارية، ستنفق إيران 947 مليون دولار عليها حتى تتمكن من تلقي طلبها من الحكومة السورية بعد 50 عاماً.
وفي قائمة هذه المشاريع التي تم الاتفاق عليها يوجد اتفاق حول منجم سوري للفوسفات بطاقة 1.05 مليار طن، ومن المفترض أن تحصل إيران على جزء من مطالبها في هذا المنجم باستثمار 125 مليون دولار سيتم تنفيذه خلال 3 سنوات. وهناك عقد آخر يتعلق بحقل نفط حمص "رقم 21"، باحتياطي 100 مليون برميل، حيث ذكر التقرير أن تنفيذ هذا العقد الذي تبلغ مدته 30 عاماً بدأ في عام 2020، حيث ستستثمر إيران 300 مليون دولار فيه لإنجازه في غضون 5 سنوات لسداد 3.4 مليار دولار من ديونها من هذا الحقل، كذلك في حقل "رقم 12" في البوكمال، هناك عقد مع الحكومة السورية مدته 30 عاماً ومن المتوقع أنه باستثمار 300 مليون دولار في غضون 5 سنوات، سوف تكسب إيران منه ما مجموعه 3 مليارات دولار. من ضمن المشاريع الإيرانية الأخرى، إنشاء وتشغيل محطة للهاتف المحمول في سوريا، وهناك أيضاً مشروع تحت عنوان "دفع جزء من دخل ميناء اللاذقية"، كذلك، أحد العقود ينص على استثمار 5 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية، وعقد يسمى مشروع "زاهد" لتربية المواشي. يشار الى أن هذه المشاريع تم اختيارها من قائمة تضم 130 مشروعاً تم تقديمها من قبل الحكومة السورية، وتتم مراجعة مشاريع أخرى ودراستها ميدانياً، بحسب تقرير مساعد الرئيس الإيراني.
وتنص الوثيقة على أن "قاعدة خاتم الأنبياء"، الذراع الاقتصادية للحرس الثوري الايراني، من المفترض أن تستمر في استحصال المطالبات الاقتصادية من سوريا. كما ويضيف التقرير أن المطالبات العسكرية، بالإضافة إلى العديد من التحفظات من جانب الحكومة السورية، لم تستكمل بعد من قبل المؤسسات الداخلية (الإيرانية) ولا يمكن ذكر رقم محدد.
قرر مجلس النواب الليبي تعليق جلسته يوم الإثنين، حتى الثلاثاء، من أجل استكمال مناقشة مشروع قانون الانتخابات المقدم من لجنة 6+6 المشكله بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة. وجاء قرار رئيس المجلس بتعليق الجلسة بعد استكمال عرض كافة مواد القانون، من أجل منح فرصة للتشاور وإجراء تعديلات قبل اعتماد المخرجات بشكلها النهائي. حيث لا تزال مسألة ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية إلى الانتخابات الليبية تعرقل توصل الأطراف الرئيسية بالبلاد إلى توافق واسع ونهائي يقود البلاد نحو التصويت، رغم لجوء اللجنة 6+6 المكلّفة بإعداد القوانين الانتخابية إلى الحلول الوسطى ومحاولة إرضاء الجميع.
وكانت اللجنة قد أقرّت منذ أسابيع مشروع قانون انتخاب الرئيس والبرلمان وشروط الترشح للرئاسة التي كانت دائما محل تنازع، واتفقت اللجنة على السماح لمزدوجي الجنسية بخوض غمار سباق الرئاسة في الجولة الأولى، على أن يقدم المرشح ما يفيد بالتنازل عن جنسيته الأجنبية للدخول في الجولة الثانية. غير أن هذا القانون عارضه معسكر الشرق، حيث طلب البرلمان الثلاثاء، إدخال تعديل ينّص على إلغاء كلّ ما يتعلق بجنسية المرشح الأجنبية، وأن يسمح لمزدوج الجنسية بالترشح للانتخابات في الجولتين دون اشتراط تخليه عن جنسيته الأجنبية.
وبخصوص مسألة ترشح العسكريين، نص مقترح قانون الانتخابات الرئاسية على أنه يعد المترشح للانتخابات الرئاسية مستقيلا من وظيفته أو منصبه بقوة القانون سواء كان مدنيا أو عسكريا بعد قبول ترشحه. لكن أثار هذا القانون سجالا، حيث طالب البرلمان بإضافة بند ينّص على ضمان عودة العسكريين إلى مناصبهم في حال عدم فوزهم في الانتخابات، وهو ما يرفضه مجلس الدولة وحلفاؤه في منطقة الغرب.
في سياق منفصل، اندلعت احتجاجات شعبية في مدينة الخمس الواقعة شمال غرب ليبيا، اعتراضا على قرار مفاجئ ومثير للجدل اتخذه رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة، يقضي بضم ميناء المدينة التجاري إلى القاعدة العسكرية البحرية التي تتواجد فيها القوات التركية، فقد وجهت حكومة الدبيبة خطابا إلى الجهات المسؤولة في الميناء طالبت فيه بإخلائه من السفن والجرافات لضمه إلى القاعدة العسكرية البحرية. لكن القرار قوبل برفض واسع من السكان المحليين بالمدينة، الذين خرجوا في مظاهرات احتجاجية، أغلقوا خلالها طرقات رئيسية في المدينة، مهدّدين بالتصعيد بإغلاق بوابة كعام وبوابة الشرطة العسكرية والمحطة الكهربائية، في حال عدم تراجع الحكومة عن القرار، وعدم إخراج التشكيلات المسلحة القادمة من خارج مدينتهم. بدوره، دخل البرلمان على خط الأزمة وأبدى تضامنه مع أهالي المدينة، معلنا رفضه لقرار حكومة طرابلس ضم الميناء إلى القاعدة العسكرية، حيث دعا رئيسه عقيلة صالح، المجلس الرئاسي، إلى تحمّل مسؤولياته، وتكليف المدعي العسكري بإلغاء القرار، معتبرا أنه باطل ولا يجوز الاستمرار فيه.
على صعيد آخر، تسبّب انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي الأربعاء، في إغراق عدة مدن ليبية في الظلام، وأدى إلى شلل في مراكز ومؤسسات حيوية، على غرار البنوك والمصانع والشركات، ما أثار غضب المواطنين ومخاوفهم من عودة الأزمة بالتوازي مع ارتفاع درجات الحرارة. بينما أوضحت الشركة العامة للكهرباء في بيان أن هذا الانقطاع مؤقت وهو ناتج عن إجراء تجارب فنية لشحن أحد دوائر جنوب طرابلس الجديدة سعة 400 ك.ف، مع شركة سيمنس الألمانية بمنطقة جنزور، متعهدة بإعادة التيار الكهربائي عند الانتهاء من هذه الأشغال. فيما انتقد ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي عدم قيام الشركة بإبلاغ الناس قبل انقطاع التيار.
فجر الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، منزل عبد الفتاح خروشة في مخيم عسكر بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، علما بأنه نفذ عملية قتل فيها مستوطنين إسرائيليين قبل أشهر، واغتالته قوات خاصة في وقت لاحق. ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن قوات الاحتلال أجبرت نحو 60 مواطنا بينهم 20 طفلا، من أصحاب المنازل المجاورة لمنزل عائلة الشهيد خروشة، على الخروج من منازلهم، واحتجزتهم في أحد المساجد قبل عملية التفجير. من جانبه، أصدر الجيش الإسرائيلي في بيان، انه دمر منزل منفذ عملية إطلاق النار في حوارة، مشيرا الى أن العملية شهدت أعمال شغب عنيفة من قبل فلسطينيين قاموا بإلقاء الحجارة وإحراق الإطارات وإطلاق النار على المقاتلين الذين ردوا بإجراءات تفريق التظاهرات.
وتنتهج إسرائيل سياسة هدم منازل منفذي العمليات الفلسطينية التي يُقتل فيها إسرائيليون، باعتبار أنها وسيلة ردع تمنع الآخرين من القيام بهجمات مماثلة، لكن صحفا إسرائيلية مثل "هآرتس" اعتبرت أن هذه السياسة فشلت خاصة مع استمرار الهجمات الفلسطينية. وتندد منظمات حقوقية بهذا الأسلوب، واعتبرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أن عمليات تفجير المنازل عقاب جماعي يطال عائلات لم ترتكب شيئا.
قالت شركة داتشينغ لهندسة الحفر، وهي تابعة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي.إن.بي.سي)، إنها فازت بعقد أعمال هندسية وإنشاء ومشتريات قيمته 1.4 مليار يوان (194 مليون دولار) لحفر آبار في حقل الرميلة النفطي بالعراق، مضيفة إن هذا هو أكبر عقد خارجي تحصل عليه في السنوات الخمس الماضية. وبدأت الشركة حفر الآبار في حقل الرميلة عام 2010، بعد فترة وجيزة من توقيع (سي.إن.بي.سي) و(بي.بي) البريطانية عقد خدمة مدته 20 عاما مع بغداد لتطوير الحقل النفطي العملاق.
في سياق أزمة الجفاف، حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الأربعاء، من أن ما يواجهه العراق من ارتفاع في درجات الحرارة وجفاف هو بمثابة إنذار للعالم أجمع، وقال في بغداد في ختام زيارة دامت أربعة أيام، إن ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وفقدان التنوع البيئي، أمور باتت واقعاً، وهي بمثابة إنذار إلى العراق والعالم أجمع، مضيفاً ان ما نشاهده من خلال أوضاع تلك المجتمعات، هو مستقبلنا.
وفي هذا السياق، أعلن معاون محافظ البصرة، ان رئيس مجلس الوزراء، وجه خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي بالإسراع في تحويل مشروع تحلية مياه البحر من وزارة الإسكان والإعمار إلى الحكومة المحلية في البصرة، حيث تعاني المحافظة من أزمة المياه منذ عام 1983. وقد وجهت الإدارة المحلية في المحافظة، الثلاثاء، دعوة للشركات لتقديم عطاءاتها لتنفيذ مشروع تحلية مياه البحر بأسرع وقت ممكن، وذلك بعد عدة أشهر من دراسة الحكومة الاتجاه لهذا الحل. وتتشابك عدة أسباب وراء صنع أزمة المياه في الدولة التي تمتلك نهرين، منها نقص المياه الواردة من المنابع نتيجة سدود تقيمها تركيا وإيران، وزيادة التصحر وشح الأمطار وارتفاع درجة الحرارة مع تغير المناخ.
في ملف الانتخابات المنتظرة، ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في العراق، الأولى منذ عام 2013، وضعت المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات، حدودا بشأن الإنفاق الانتخابي للحد مِن دور المال السياسي في التأثير على الناخبين واتجاهات التصويت. ووفق وسائل إعلام محلية، أعلنت مفوضية الانتخابات، الثلاثاء، تسجيل 53 تحالفا سياسيا للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، بينما تنشط تلك التحالفات في الحشد الجماهيري.
ومن أسباب شدة المنافسة حول هذه الانتخابات، أن مجالس المحافظات المنتخبة لها دور في اختيار المحافظين ومسؤولي المحافظة المسؤولين عن مشاريعها وتوجيهها، وقد يكون لذلك تأثير كذلك في انتخابات مجلس النواب.
ويؤكّد المراقبون على أهمية قرار مفوضية الانتخابات بالحد من الإنفاق المفتوح على الحملات الانتخابية، لكنهم يشددون في نفس الوقت على أن الأهم هو تنفيذ القرار، والتزام الكيانات السياسية والمرشحين به، في حين يصف آخرون قرار المفوضية بتحديد سقف للإنفاق الانتخابي بـالشكلي إن لم يتضمن آليات لتنفيذه.
في سياق منفصل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن أميركا والعراق اتفقتا على تشكيل لجنة عسكرية عليا لتقييم العملية المستقبلية المتعلقة بمهمة التحالف الدولي. كما أوضحت في بيان، أن العملية الجديدة تأتي لتحديد كيفية تطور المهمة العسكرية للتحالف وفقا لجدول زمني يرتبط بعوامل التهديد من قبل تنظيم داعش، والمتطلبات التشغيلية والبيئية، ومستويات قدرة قوى الأمن الداخلي. وأشار البنتاغون إلى أن الجانبين بحثا فرص توسيع مشاركة العراق في التدريبات العسكرية التي تقودها القيادة المركزية الأميركية.
أعلنت جماعة الحوثي، يوم الأحد الماضي، وفاة ما يسمى بقائد قواتها الجوية أحمد الحمزي، المدرج على لائحة العقوبات الدولية التابعة لمجلس الأمن بصفته المسؤول عن تنفيذ سلسلة من الهجمات الصاروخية والمسيرة الداخلية والعابرة للحدود ضد أهداف ومنشآت مدنية واقتصادية حيوية، وارتكاب أعمال تهدِّد السلم والأمن والاستقرار في اليمن. ونعت جماعة الحوثي في بيان، أحد أبرز قياداتها العسكرية المنتحل صفة قائد القوات الجوية والدفاع الجوي برتبة لواء، والمدرج أيضاً في لائحة الإرهاب السعودية وقائمة الإرهاب الأميركية. واكتفى بيان النعي، بالتأكيد على أن الحمزي توفي بعد معاناة مع المرض؛ دون الكشف عن تفاصيل أخرى.
في ملف الخزان المتهالك صافر، أعلنت الأمم المتّحدة، يوم الجمعة، انتهاء عملية سحب حمولة ناقلة النفط "صافر" قبالة ميناء الحُديدة اليمني الاستراتيجي في البحر الأحمر، مشيرةً إلى سحب أكثر من مليون برميل نفط منها وبالتالي زوال الخطر الوشيك بحصول تسرّب. وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر إنّ هذا الإنجاز يعني انتهاء الشقّ الأساسي من الجهود التي تُبذل منذ سنوات لوقف التهديد الذي تشكله الناقلة، وأضاف أنّ ذلك يزيل التهديد الوشيك والفوري الذي أصبح محطّ أنظار العالم بأسره. غير أنّ الخطر الذي تشكّله الناقلة المتداعية لم ينتهِ بعد. وسبق أن حذّرت الأمم المتحدة من أنه حتى بعد إتمام عملية نقل النفط، فإنّ الناقلة المتهالكة صافر ستستمر في تشكيل تهديد بيئي مصدره بقايا النفط اللزج وخطر تفكّكها. وتشمل المرحلة التالية من العملية تنظيف خزانات صافر والتحضير لنقلها وإعادة تدويرها، وقدأشار شتاينر إلى أنّ هذه المرحلة ستستغرق بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.
في سياق منفصل، أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، إطلاق سراح 5 من أفراد الأمن التابعين لها بعد خطفهم في اليمن قبل 18 شهرا، دون تحديد هوية خاطفي رجال الأمن الخمسة. ويواجه العاملون في المنظمات الأممية المختلفة مخاطر أمنية كثيرة من جراء العمل في بيئة اليمن المضطربة أمنيا.
في الملف الاقتصادي، كشفت بيانات رسمية حديثة أن العجز في الميزان التجاري لمصر ارتفع إلى 3.74 مليار دولار خلال شهر مايو 2023 مقابل 3.57 مليار دولار للشهر نفسه من العام السابق بنسبة ارتفاع قدرها 4.3%. ووفق النشرة الشهرية لبيانات التجارة الخارجية لشهر مايو الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، فقد انخفضت قيمة الصادرات المصرية بنسبة 20.9% خلال شهر مايو الماضي، حيث بلغت نحو 3.38 مليار دولار مقارنة بنحو 4.28 مليار دولار لنفس الشهر من العام السابق. ويرجع ذلك إلى انخفاض قيمة صادرات بعض السلع وأهمها الغاز الطبيعي والمسال بنسبة 69.7%، والبترول الخام بنسبة 54.5%، ومنتجات البترول بنسبة 41.7%، والأسمدة بنسبة 72.4%.
في السياق، أظهرت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية ارتفع في يوليو إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 36.5%، بما يتماشى مع توقعات محللين، مع تسجيل ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية. وبلغ معدل التضخم في المدن المصرية في يونيو 35.7%، وهو أيضاً مستوى قياسي مرتفع.
من جانب آخر، قالت وزارة المالية المصرية في بيان، الخميس، إنها تتوقع أن يصل معدل الدّين إلى 95.6% من الناتج المحلي بنهاية العام المالي 2022/2023 نتيجة تغير سعر الصرف، وأضافت ان تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار أدى إلى زيادة قيمة المديونية الحكومية 1.3 تريليون جنيه بنسبة 13.1% من الناتج المحلي، مشيرة إلى أنها
تستهدف عودة المسار النزولي لمعدل الدين ليصل إلى 80% على المدى المتوسط القريب، بحيث يبدأ في الانخفاض من العام المالي الحالي على مدار الأربع سنوات المقبلة ليتراوح بين 75% إلى 79% من الناتج المحلي.
في الاقتصاد أيضا، أكد وزير المالية، أن قرار مؤسسة موديز الأخير حول مراجعة تصنيف مصر السيادي، يعكس نظرتها المتوازنة للخطوات والإجراءات الإصلاحية الأخيرة المتخذة خلال الأشهر الماضية، ويُبدى تفهمها لما يواجه الاقتصاد المصري من صعوبات وتحديات خارجية وداخلية، تؤثر سلبًا على المؤشرات الاقتصادية الكلية، موضحًا أننا نعمل على تحقيق المزيد من الإصلاحات والإجراءات الهيكلية خلال الأشهر المقبلة للتعامل مع التح
وكانت وكالة موديز قد أعلنت في وقت متأخر من الخيمس، عن استمرار وضع التصنيف الائتماني السيادي لمصر بالعملتين المحلية والأجنبية والنظرة المستقبلية، تحت المراجعة السلبية، لمدة ثلاثة أشهر إضافية، وذلك تمديدا للفترة التي أعلنتها في مايو الماضي. وبدأت الوكالة حينها بمراجعة خفض التصنيف الائتماني لديون مصر القابع حالياً عند مستوى "B3"، والذي يعتبر أدنى تصنيف لمصر لوكالات التصنيف الائتماني الثلاث الكبرى حول العالم.
في ملف جماعة الاخوان
التقى الرئيس التركي، الثلاثاء، وفدا من اتحاد علماء المسلمين ضم أكثر من 20 شخصا من مختلف دول العالم، حسب ما أعلنت الرئاسة التركية، وتم خلال اللقاء مناقشة أوضاع وقضايا تخص المسلمين، لاسيما من هاجروا لتركيا. وحسب الصور الخاصة باللقاء، فقد ضم الوفد قيادات إخوانية من مصر واليمن وليبيا وموريتانيا فيما خرج الدكتور محمد الصغير، عضو الوفد والقيادي بجماعة الإخوان في مصر والهارب لتركيا، وقال إن اللقاء كان جيدا ووعد الرئيس التركي خيرا نحو كل ما عرض عليه من أمور، وخاصة قضايا المهاجرين إلى تركيا وأوضاعهم.
ويأتي ذلك بعدما تصاعدت عمليات إعادة وترحيل اللاجئين من تركيا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، تزامنا مع تصريحات لوزير الداخلية التركي علي يرلي كايا أكد فيها أن بلاده تكافح المهاجرين غير الشرعيين، وأنه أعد خطة للتخلص منهم في غضون 4 إلى 5 شهور، ومنهم بالطبع عناصر من جماعة الإخوان.
وتستضيف تركيا نحو 5 آلاف إخواني فروا من مصر إليها عقب الثورة ضد الجماعة في العام 2013، منهم 2000 حصلوا على جنسيتها أو إقامتها، فيما لا يزال نحو 3000 آخرين يعانون من عدم حصولهم على إقامات أو جنسية، ولا يحملون أوراقا ثبوتية، وهم الذين بدأت تركيا تعاملهم على أنهم مهاجرون غير شرعيين.
أزمة سد النهضة
لا جديد هذاالاسبوع في هذا الملف.
في اقتصاد دول الخليج، انخفضت أرباح شركة صناعات قطر في الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 66% لتبلغ نحو 920 مليون ريال مقابل توقعات عند مليار ريال، وتراجعت الإيرادات الفصلية للشركة بنحو 49% إلى 2.6 مليار ريال مقابل التوقعات البالغة 2.9 مليار ريال. وهبطت الأرباح نصف السنوية بنحو 62% إلى ملياري ريال، كما تقلصت إيرادات صناعات قطر في النصف الأول 38% إلى 8.9 مليار ريال.
على صعيد آخر، أبقت "أوبك" على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2023 بواقع 2.4 مليون برميل إلى متوسط 102 مليون برميل مقابل 99.6 مليون برميل يومياً في العام الماضي، بينما توقعت المنظمة ارتفاع المعروض العالمي من النفط بواقع 1.5 مليون برميل يوميا في 2023. وعدلت المنظمة، في تقريرها الشهري، توقعاتها بالرفع لنمو الاقتصاد العالمي خلال عامي 2023 و2024 إلى 2.7% و2.6% على التوالي، كما عدلت توقعاتها بالرفع لنمو الاقتصاد الأميركي والروسي خلال 2023 إلى 1.8% و0.6% على التوالي. بينما أبقت على توقعاتها لنمو الاقتصاد الصيني في 2023 عند 5.2%.
من جانب آخر، قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، إن الأمور المتعلقة بحقل الدرة ستمضي كما هو مخطط لها مع الكويت. وفي ديسمبر 2022، وقعت شركة أرامكو لأعمال الخليج والشركة الكويتية لنفط الخليج، مذكرة تفاهم لتطوير حقل الدرة للغاز المشترك بين البلدين. ويعد توقيع المذكرة إنفاذا لمحضر تطوير حقل الدرة المغمور الموقع في شهر مارس 2022، بحيث يتم استئناف العمل على مشروع تطوير حقل الدرة مباشرة، وتسريع الأعمال وفقا لخطة تنفيذ البرنامج والجدول الزمني المعتمد من البلدين. يذكر أن إيران والكويت أجرتا محادثات على مدى سنوات بشأن المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها الغنية بالغاز الطبيعي، ولم تفض هذه المحادثات إلى أي نتائج تذكر.
في شأن الامارات العربية المتحدة
ألغى مصرف الإمارات المركزي، ترخيص شركة الدرهم للصرافة، وشطب اسمها من السجل، كما ألغى تسجيل شركة أر ام بي للوساطة التجارية، التي تعمل في نشاط الحوالة. وجاءت هذه العقوبات الإدارية نتيجة التفتيش الذي أجراه المصرف المركزي، والذي كشف عن سوء سلوك تنظيمي، بما في ذلك سوء سلوك فيما يتعلق بمواجهة غسل الأموال والتهرب من تعليمات المصرف المركزي من قبل شركة الصرافة بعدم الانخراط في معاملات التحويل مع دول معينة، كما كشفت النتائج أن إطار امتثال شركتي الصرافة والحوالة يتسم بالضعف، بالإضافة إلى فشلها في الامتثال لالتزاماتها الرقابية والإبلاغ عن المخالفات التنظيمية إلى المصرف المركزي، وفقا ما جاء في البيان.
في سياق منفصل، استقبل رئيس دولة الإمارات، الثلاثاء، مستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة جيك سوليفان، وبحث الشيخ محمد بن زايد ومستشار الأمن القومي الأميركي، خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ في أبوظبي، العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة وسبل تعزيز شراكتهما في مختلف الجوانب، التي تخدم مصالحهما المشتركة، كما تناول اللقاء، عدداً من القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والعمل المشترك لدعم السلام وترسيخ الاستقرار فيها لما فيه مصلحة جميع شعوبها ودولها.
في الشأن السعودي
تحولت شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات "بترورابغ" إلى تكبد خسائر بقيمة 1.196 مليار ريال، في الربع الثاني من 2023، مقارنة بصافي ربح نحو 1.385 مليار ريال، بعد الزكاة والضريبة، في الربع الثاني من 2022. وزادت خسائر الشركة بنسبة 24.07% في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بخسائر نحو 964 مليون ريال في الربع الأول من 2023. وقالت الشركة في بيان، إن سبب صافي الخسارة خلال الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بصافي الربح للربع المماثل من العام السابق، يعود بشكل رئيسي إلى ظروف السوق غير المواتية التي أثرت سلباً على هوامش المنتجات البتروكيماوية والمكررة.
على صعيد آخر، أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية، أن السعودية وقعت اتفاقية توطين استراتيجية مع شركة بايكار تكنولوجيز التركية لتوطين صناعة الطائرات المسيرة في المملكة، وأضافت ان هذه الاتفاقية ستعزز دورها في دعم صناعة الدفاع الوطنية وتعزيز القدرات المحلية. وفي يوليو اتفقت السعودية على شراء طائرات مسيرة تركية من شركة بايكار في أكبر عقد دفاعي في تاريخ تركيا. وتسعى السعودية إلى توطين 50 بالمئة من إنفاقها الدفاعي ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.
من جانب آخر، أكد نائب الرئيس والمدير الإداري لشركة لوسيد بالشرق الأوسط، فيصل سلطان، أن عمليات التجميع ستبدأ في نهاية سبتمبر من هذا العام، وأضاف انه سيتم تجميع هذا الطراز "LUCID AIR" وفور الانتهاء من بناء الوحدات الكاملة سيتم البيع داخل وخارج السعودية أيضاً، موضحا أن مصنع "لوسيد" في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية هو المصنع الثاني خارج الولايات المتحدة الأميركية.
في ملف أزمة المهاجرين، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، يوم الأربعاء، إن وزير داخليتها توصل مع نظيره التونسي إلى حل توافقي لإنهاء أزمة المهاجرين العالقين على الحدود بين البلدين، وأضافت في بيان، أن وزير الداخلية الليبي بحث أيضا خلال زيارته لتونس سبل تسريع العمل في منفذ رأس جدير الحدودي المشترك، وتسهيل إجراءات دخول المواطنين الليبيين إلى الأراضي التونسية.
يشار الى ان وزارة الخارجية التونسية كانت قد شددت، الأسبوع الماضي، على أن تونس لن تكون دولة عبور ولا توطين للمهاجرين غير النظاميين، مع التزامها باحترام جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية والإقليمية المنظمة للهجرة وقواعد القانون الدولي الإنساني، كما طلبت مساعدة المنظمات الأممية لتأمين الحماية والإحاطة والرعاية لهم.
ويوم الخميس، أكدت الداخلية الليبية أنه لا وجود لأي مهاجر غير شرعي في المنطقة الحدودية مع تونس بعد اتفاق البلدين على إخلاء المنطقة الحدودية، وأضافت في بيان، إن دوريات الأجهزة المكلفة بتأمين الشريط الحدودي من كلا البلدين تقوم بمهامها بمتابعة وتنسيق مشترك بعد الاتفاق الثنائي.
أكثر من أربعة آلاف قتيل وملايين النازحين والمشردين ودمار واسع للبنى التحتية وانعدام للأمن الغذائي بين المواطنين، هي الحصيلة الحالية للحرب الدائرة في السودان. ووسط حديث عن اتساع دائرة النزاع المسلح وغياب أفق حل الأزمة، خرجت مبادرة جديدة ومن داخل مجلس السيادة السوداني. فقد كشف نائب رئيس المجلس، مالك عقار، عن خارطة طريق مقترحة من الحكومة لإنهاء الحرب، وأوضح أن الخطة تبدأ بالفصل بين القوات المتحاربة وصولا إلى إرساء عملية سياسية شاملة ترتكز على تأسيس الدولة وليس اقتسام السلطة، إضافة إلى تسهيل وصول المساعدات وضمان أمن المواطنين.
الخطة المقترحة هي الأحدث في سلسلة مبادارت ووساطات تسعى إلى إنهاء الاقتتال وحقن الدماء في السودان.
وبالتزامن، كشف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، عن خطة التكتل، والتي تستهدف وقف الحرب في السودان، وحدّد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، تفاصيل إجراءات التكتل لوقف الحرب وإنهاء تلك الأزمة الإنسانية في عدد من النقاط، محددا انه يجب أن يعرف الطرفان أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يحقق بالفعل في الجرائم على أرض الواقع، وسيستمر الاتحاد الأوروبي في دعمه في هذا الملف؛
الاتحاد الاوروبي في طليعة الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لإيصال المساعدة الإنسانية إلى ضحايا الصراع، ولكن من الضروري أن يتاح إيصال المساعدات الإنسانية بصفة آمنة وفي الوقت المناسب ودون عوائق إلى من يحتاجون إليها؛ على الصعيد الدبلوماسي، استضاف الاتحاد في نهايه شهر يونيو في بروكسيل ممثلين عن أحزب سياسية سودانية ومن المجتمع المدني؛ لتسهيل مناقشاتهم حول الأزمة في السودان بتنسيق مع الاتحاد الإفريقي والأيغاد؛ وختاما، المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي أنيت ويبر تواصل جهودها الدبلوماسية في هذا الإطار، والهدف هو وقف إطلاق النار والعودة إلى المرحلة الانتقالية من أجل تشكيل حكومة يقودها المدنيون، إذ يجب أن يكون الجيش في الثكنات وليس في السياسة.
إلى ذلك، أشار الى ان الاتحاد على استعداد للنظر في استخدام جميع الوسائل المتاحة له، بما في ذلك العقوبات، مضيفا أن المناقشات حول هذا الموضوع جارية في مجلس الاتحاد الأوروبي.
في الملف الاقتصادي، أغلقت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت دون تغير يذكر الخميس، وتخلت عن معظم المكاسب المبكرة بعد صدور بيانات التضخم وذلك في وقت يشعر فيه المستثمرون بالقلق تجاه آفاق الاقتصاد الأميركي على المدى البعيد وما إذا كان هناك فرصة أكبر للأسهم للارتفاع. وأظهرت البيانات ارتفاع التضخم والتضخم الأساسي 0.2% في يوليو/تموز، مع تسجيل معدل التضخم ارتفاعا سنويا بلغ 3.2 % والتضخم الأساسي 4.7%. وخلال الساعة الأولى من التداول، ارتفعت المؤشرات القياسية الثلاثة بأكثر من 1% إذ راهن المتداولون على توقف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) عن التشديد النقدي في عام 2023 وأن يبدأ في خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من العام المقبل. وبدأت أسعار الأسهم في التراجع في أواخر الفترة الصباحية وظلت متأرجحة بقدر كبير في فترة ما بعد الظهر.
في سياق منفصل، رغم احتدام الاصطفاف السياسي بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، اعتبرت واشنطن أن التدريبات الصينية الروسية قبالة ألاسكا لا تشكل أي تهديد للبلاد. وأعلنت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، في بيان الثلاثاء، أن الولايات المتحدة لا تعتبر التدريبات البحرية الروسية الصينية المشتركة قبالة سواحل ألاسكا تهديدا لأمنها.
وتشهد تلك المنطقة الاستراتيجية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، توترات متصاعدة بين واشنطن وحفائها من جهة وموسكو وداعميها من جهة ثانية. إذ ترفرف أجواء ما يشبه حرباً باردة بين الدول المتنافسة في المحيط الهادئ، فيما تسعى كل من واشنطن وبكين إلى تعزيز نفوذهما بين الدول الجزرية في جنوب المحيط تحديدا، والتي لم تحظ باهتمام كبير من القوى العظمى منذ الحرب العالمية الثانية. فيما تتهم بكين الإدارة الأميركية بالدفع نحو سباق تسلح بين الدول التي تتمتع بمصالح استراتيجية في تلك المنطقة.
من جانب آخر، في إطار الصراع التجاري والاقتصاي والسياسي الجاري والمتصاعد بين الولايات المتحدة والصين منذ سنوات، تسعى الإدارة الأميركية على ما يبدو إلى اتخاذ خطوات جديدة، تمنع أصحاب الخبرات والاختصاصيين الأميركيين من مساعدة بكين في تطوير عدد من قطاعاتها لا سيما العسكرية والتكنولوجية. فقد كشف مصدر حكومي أن البيت الأبيض سيقدم تفاصيل خطة لحظر بعض الاستثمارات الأميركية في التكنولوجيا الحساسة في الصين وسيطلب إخطار الحكومة بالاستثمارات الأخرى. وتهدف تلك الخطة إلى منع رأس المال والخبرات الأميركية من المساعدة في تطوير تقنيات يمكن أن تدعم تحديث القطاع العسكري الصيني وتهدد بالتالي الأمن القومي للولايات المتحدة. في حين امتنع البيت الأبيض عن التعليق.
وشدد مسؤولو إدارة بايدن منذ أشهر على أن القيود على الاستثمار الأميركي في الصين ستكون شديدة. ومن المتوقع أن تستهدف الإدارة الاستثمار النشط مثل الأسهم الخاصة الأميركية ورأس المال الاستثماري والمشاريع المشتركة والاستثمارات في الصين في أشباه الموصلات والحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي. لكن تلك الإجراءات لن تدخل حيز التنفيذ على الفور.
في جديد ملف محاكمة ترامب، دفع والت نوتا، المساعد الشخصي لدونالد ترمب، الخميس، ببراءته من تهم فيدرالية جديدة وُجهت إليه في قضية إخفاء الرئيس الأميركي السابق وثائق سرية في منزله. ونوتا متهم بنقل صناديق تحوي وثائق في منتجع مارالاغو، مقر الزعيم الجمهوري السابق في جنوب فلوريدا، بهدف إخفاء وثائق طُلبت في أمر استدعاء قضائي، كما تم اتهام كارلوس دي أوليفيرا، مدير منتجع مارالاغو، بمساعدة نوتا في نقل بعض الصناديق.
وترمب، الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات، وجهت إليه حتى الآن 40 تهمة جنائية في القضية، معظمها بسبب انتهاكات لقانون التجسس. وتم تحديد موعد محاكمته في أيار/مايو من العام المقبل. لكن المدعي العام الأميركي الفيدرالي، جاك سميث، الذي يترأس التحقيقات مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، اقترح هذا الاسبوع بدء المحاكمة في قضية اقتحام مبنى الكابيتول في 2 يناير. وقد ندد ترمب في وقت سابق بإجراءات قضائية عدة تطاله وتهدد مصير حملته الانتخابية، واعتبر أن المثول أمام المحاكم سيبعده عن الحملة لفترات طويلة عام 2024.
من جانبه، وفي خضم ما يواجهه من اتهامات، أطل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بمنشور جديد على منصة "تروث سوشيال" التي يملكها، وذكّر بأن لوائح الاتهام الموجهة ضده ليست مشروعة، مضيفاً أنه تم إلقاؤها عليه بسرعة وبشكل عشوائي، بما في ذلك الاتهامات المحلية، من قبل خصمه السياسي جو بايدن. كما اشار إلى أن "سياسيين فاسدين" يخرقون القانون من أجل إعادة انتخابهم، مشدداً على أنه يجب أن يكون هناك غضب عارم بسبب هذا المستوى المنخفض الجديد في السياسة الأميركية!
قال متعاملون ومسؤولون في شركات متخصصة، إن تجار غاز أوروبيين بدأوا تخزين الغاز الطبيعي في أوكرانيا، للاستفادة من انخفاض الأسعار والسعة المتاحة هناك رغم المخاطر بسبب الحرب الدائرة.
وبعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير من العام الماضي، سعى الاتحاد الأوروبي إلى تخزين الغاز بمستويات عالية، لتعويض انخفاض الإمدادات الروسية لا سيما خلال أشهر الشتاء التي يبلغ فيها الطلب الذروة. ومن المتوقع أن يحقق التكتل هدف ملء منشآت التخزين بنسبة 90 بالمئة بحلول الأول من نوفمبر. وقال التجار إنه بالإضافة إلى التخزين في مناطق بالاتحاد الأوروبي، يوجد سبب منطقي من الناحية التجارية وراء التخزين في أوكرانيا، وهو الاستفادة من الأسعار الرخيصة الآن مقارنة بالتسليمات الآجلة. وقالت شركة نافتوجاز الأوكرانية، إن العملاء الأجانب يمكنهم استخدام أكثر من عشرة مليارات متر مكعب من سعة التخزين في البلاد والبالغة نحو 30 مليار متر مكعب، معظمها في غرب البلاد بعيدا عن الخطوط الأمامية.
في سياق منفصل، أعطت شركة "TSMC" التايوانية العملاقة في صناعة الرقائق الالكترونية، الضوء الأخضر الثلاثاء لإنشاء أول مصنع لها في أوروبا، وذلك في دريسدن الألمانية، ضمن مشروع بكلفة أكثر من 10 مليارات يورو، سيعزّز مكانة القارة في هذا القطاع الالكتروني الاستراتيجي. وأعطى مجلس إدارة الشركة، التي تستحوذ على أكثر من نصف الانتاج العالمي في مجال أشباه الموصلات، موافقته على الخطوة المرتقبة، وأعلن في بيان أن الشركة ستستثمر قرابة 3,5 مليارات يورو في المصنع الذي يتوقع أن تبدأ أعمال بنائه في العام المقبل. وستستحوذ "TSMC" على 70 في المئة من المشروع، على أن تتقاسم ثلاث شركات أوروبية هي "NXP" الهولندية و"بوش" و"إينفيون" الألمانيتان، بالتساوي الحصة الباقية. وأشار بيان مشترك صادر عن الشركات الأربع، إلى أن الاستثمارات الإجمالية ستتجاوز 10 مليارات يورو، وستكون على شكل ضخ أصول خاصة، قروض، ودعم صلب من الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية. كما سيكون هذا المصنع الأول لشركة "TSMC" في أوروبا، ويأتي العمل عليه بينما تسعى دول القارة الى الامساك بصناعة هذه المكوّنات الالكترونية البالغة الأهمية، والتي تدخل في مجموعة واسعة من الأجهزة، من الكومبيوتر الى السيارات مرورا بالصواريخ والأسلحة.
على صعيد آخر، أفادت مصادر أوروبية، الأربعاء، إن دول الاتحاد الأوروبي بدأت في الإعداد لفرض أولى العقوبات على أعضاء المجلس العسكري في النيجر الذين استولوا على السلطة الشهر الماضي.
ويرفض القادة العسكريون الجدد حتى الآن الجهود الدبلوماسية الدولية للوساطة، في حين دعت دول الجوار التي تدعم الانقلاب الأمم المتحدة إلى منع التدخل العسكري الذي تهدد به دول أخرى في غرب إفريقيا.
من جانبه، قال عمر تواري رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" الخميس، إن المنظمة قررت تفعيل قوة احتياطية من المحتمل أن تستخدم لاستعادة النظام الدستوري في النيجر، مع التاكيد على أن التفاوض هو الأساس لمساعي نزع فتيل الأزمة. وذلك عقب تصريحات أكد من خلالها الرئيس النيجيري بولا تينوبو أن المجموعة التي يتولى رئاستها لا تستبعد أي خيار بشأن الوضع في النيجر، بما في ذلك استخدام القوة كملاذ أخير، في ختام قمة عقدتها "إيكواس" بالعاصمة النيجيرية لبحث الانقلاب الذي وقع في 26 يوليو. كذلك، قال رئيس ساحل العاج الحسن واتارا، إن قادة المنظمة أعطوا الضوء الأخضر لعملية عسكرية تبدأ في أقرب وقت ممكن، لاستعادة النظام الدستوري في النيجر. وكان المجلس العسكري المنبثق عن الانقلاب قد أعلن صباح الخميس، عبر التلفزيون الرسمي عن حكومة جديدة تضم 21 وزيرا. وفي السياق، حذرت روسيا من أي تدخل عسكري في النيجر، الجمعة، مشيرة إلى أن ذلك سيزعزع الاستقرار في الدولة الإفريقية المضطربة بقوة.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد هذا الاسبوع.
قالت وزارة الدفاع التركية الخميس، إن 6 جنود أتراك قتلوا في اشتباك مع مسلحين من حزب العمال الكردستاني في منطقة الزاب شمال العراق، حيث تنفذ تركيا عملية عبر الحدود، أطلقت عليها اسم "المخلب القفل". وتقول أنقرة إن العملية الهجومية تهدف لمنع حزب العمال الكردستاني من استخدام العراق منطلقاً لشن هجمات في تركيا. وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية إن الجنود قتلوا أثناء قيامهم بأعمال بحث وتفتيش ميدانية، وأضاف أن حزب العمال الكردستاني لديه تحصينات كبيرة حول المنطقة، حيث التضاريس وعرة للغاية، لكن المنطقة سيتم تطهيرها من الإرهابيين على الرغم من الهجمات، حسب تعبيره. وذكرت وزارة الدفاع التركية أنّ العمليات متواصلة في المنطقة.
في الملف الاقتصادي، تعتزم تركيا، فرض نظام الحصص على واردات الذهب غير المعالج، من أجل تقليل التأثير السلبي على ميزان الحساب الجاري، وأفادت المعلومات أن وزارة الخزانة قررت إدخال نظام الحصص، في محاولة لخفض العجز وتعزيز احتياطيات النقد الأجنبي. وقالت وزارتا الخزانة والتجارة، انهما ستستكملان الخطوات التشريعية الخاصة بهذا الإجراء قريبا، وأن الحصص ستطبق على واردات الذهب غير المعالج التي يستوردها سماسرة المعادن النفيسة الأعضاء في بورصة إسطنبول. وقد أظهرت بيانات لوزارة التجارة، أن واردات الذهب غير المصنع، زادت في الأشهر السبعة الأولى من العام، بنسبة 180 بالمئة عن الفترة نفسها من العام السابق. وبعد الزلازل المدمرة في فبراير، فرضت تركيا قيودا على واردات الذهب، لكن الطلب المحلي على المعدن النفيس أصبح أقوى، وكان السبب الرئيسي لذلك هو الانخفاض الشديد لقيمة الليرة. وسيجري تحديد حصص شهرية مع وضع حجم واردات الذهب غير المعالج، التي استوردها الوسطاء في السنوات السابقة في الحسبان، لكن سيجري استثناء الواردات لغرض التصدير لاحقا، من نظام الحصص من أجل تشجيع إنتاج الذهب وتصديره.
وانخفضت احتياطيات الذهب لدى البنك المركزي التركي بنحو 12 مليار دولار، من ذروة بلغت 53.36 مليار دولار في نهاية مارس.
من جانب آخر، أظهرت بيانات رسمية، الخميس، أن معدل البطالة في تركيا ارتفع 0.1 نقطة مئوية على أساس شهري إلى 9.6 بالمئة في يونيو، بينما ارتفعت نسبة الاستغلال غير التام للقوى العاملة بعد التعديل في ضوء العوامل الموسمية 1.7 نقطة مئوية إلى 24.2 بالمئة. وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي أن معدل مشاركة قوة العمل في يونيو انخفض 52.9 بالمئة من 53.6 بالمئة في الشهر السابق.
في السياق، أظهرت البيانات الرسمية أن الإنتاج الصناعي في تركيا ارتفع 1.6 بالمئة على أساس شهري في يونيو على أساس معدل موسميا وفي وضوء عوامل التقويم، وذكر معهد الإحصاء التركي أن الإنتاج ارتفع 0.6 بالمئة على أساس سنوي.
يذكر ان الإنتاج الصناعي هبط ستة بالمئة على أساس شهري في فبراير على أساس معدل موسميا وفي وضوء عوامل التقويم، وذلك حين ضرب الزلزال المدمر جنوب شرق البلاد.
في سياق منفصل، أعلن وزير الداخلية التركي، عدم وقوع خسائر في الأرواح جراء زلزال بقوة 5.3 ضرب، الخميس، ولاية ملاطية جنوب تركيا، وأكد أن 22 شخصا أصيبوا بجروح طفيفة في الزلزال. في حين، ذكرت إدارة الكوارث والطوارئ الوطنية "أفاد"، أن سكان منطقة يشيليورت شعرو بالزلزال الذي تم تسجيله على عمق سبعة كيلومترات تحت الأرض في المحافظات المجاورة. من جانبه، أفاد حاكم ملاطية، عن انهيار مبنى مهجور، وورود أنباء عن وقوع عدة إصابات. وتقع ولاية ملاطية بجوار ولاية كهرمان ماراش التي كانت مركز الزلزالين الكبيرين في شباط الماضي.
في أحدث عقوبات تستهدف النخب المالية في موسكو بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا، قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، إن الولايات المتحدة فرضت الجمعة عقوبات جديدة على أربعة أفراد روس هم، بيتر أوليجيفيتش آفين وميخائيل ماراتوفيتش فريدمان وجيرمان بوريسوفيتش خان وأليكسي فيكتوروفيتش كوزميتشيف، وجميعهم ضمن المجلس المشرف على مجموعة ألفا، وهي أحد أكبر التكتلات المالية والاستثمارية في روسيا الخاضعة لعقوبات. ذكرت الوزارة أن العقوبات شملت أيضا رابطة روسية لأرباب العمل تابعة للاتحاد الروسي لرجال الصناعة والأعمال. وقال نائب وزيرة الخزانة الأميركية والي أدييمو في البيان، انه يجب على النخبة الروسية الغنية التخلص من فكرة أنها يمكنها إدارة أعمالها كما كان معتادا، بينما يشن الكرملين حربا على الشعب الأوكراني.
في سياق منفصل، أعلن انفصاليون طوارق سابقون في شمال مالي أن قواتهم تعرضت لهجوم، الجمعة، من الجيش ومجموعة فاغنر الروسية المسلحة، وأكدت "تنسيقية حركات الأزواد" أن قواتها تصدت لهجوم معقد من جانب فاما (الجيش المالي) وفاغنر في بلدة بير الواقعة في منطقة تمبكتو. ودعا المتحدث باسم الحركة المجتمع الدولي لأن يشهد على هذه الأعمال الخطيرة معتبرا الهجوم انتهاكا لجميع الالتزامات والترتيبات الأمنية. من جهته، أعلن الجيش المالي أنه رد بقوة على محاولة لاختراق موقعه، متهماً ارهابيين في الحادثة. والخميس، أعلن انفصاليون طوارق سابقون مغادرة جميع ممثليهم باماكو لأسباب أمنية ما عمّق الهوة مع المجلس العسكري الحاكم منذ 2020.
والتنسيقية تحالف يضم في غالبيته مجموعات من الطوارق تسعى لحكم ذاتي أو للاستقلال عن الدولة المالية، وهي إحدى الأطراف الموقعة على اتفاق سلام مع الحكومة المالية في 2015.
وتدهورت العلاقات بين الحكومة العسكرية في مالي وفرنسا وتحول المجلس العسكري نحو روسيا للدعم السياسي والعسكري. وتنشط فاغنر بشكل علني في مالي و3 دول إفريقية أخرى، لدعم أنظمة هشة في مقابل معادن وموارد طبيعية أخرى. وفي مالي يقدم عناصر فاغنر الحماية للنظام وينفذون عمليات عسكرية ويشرفون على تدريبات، كما يقدمون المشورة بخصوص مراجعة قوانين التعدين بل حتى الدستور. في حين، يقول النظام في باماكو إن المدربين العسكريين الأجانب في مالي لا ينتمون لمجموعة فاغنر بل للجيش الروسي النظامي.
على صعيد آخر، قررت وزارة التنمية الرقمية في روسيا الجمعة، منع موظفيها من استخدام أجهزة آيفون وآيباد في الأغراض المتعلقة بالعمل، وقال الوزير ماكسوت شادايف وزير التنمية الرقمية انه تم فرض حظر على استخدام الأجهزة المحمولة (من إنتاج شركة أبل) - الهواتف الذكية واللوحية - للوصول إلى تطبيقات العمل وتبادل البريد الإلكتروني الخاص بالعمل، مع السماح باستخدام هذه الأجهزة لتلبية الاحتياجات الشخصية. وأصدرت الوزارة الحظر بعد شهرين من قول جهاز الأمن الداخلي الروسي إن عدة آلاف من أجهزة أبل تعرضت للاختراق نتيجة عملية تجسس من قبل الولايات المتحدة، الأمر الذي نفته الشركة.
في الملف الاقتصادي، أظهرت بيانات مركز الإحصاءات الحكومية "Rosstat"، الأربعاء، تسارع التضخم في روسيا في يوليو، ليرتفع بشكل رسمي فوق هدف التضخم للبنك المركزي البالغ 4 بالمئة على أساس سنوي. وأظهرت البيانات أن التضخم السنوي في يوليو بلغ 4.30 بالمئة على أساس سنوي، وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.63 بالمئة في يوليو، بعد ارتفاع بنسبة 0.37 بالمئة في يونيو، حسبما أظهرت البيانات. ويتوقع البنك المركزي بلوغ التضخم هذا العام إلى ما بين 5.0 و6.5 بالمئة، لكنه مصمم على إعادة معدل ارتفاع الأسعار إلى هدفه البالغ 4 بالمئة في عام 2024.
في سياق متصل، ارتفعت حصة اليوان الصيني من سوق صرف العملات في روسيا إلى 44 بالمئة في يوليو الماضي، في مستوى قياسي مرتفع جديد، بحسب ما أعلنه البنك المركزي الروسي. وذكر المركزي الروسي في بيان، الأربعاء، أن حصة اليوان خلال يوليو الماضي، ارتفعت من 39.8 بالمئة في يونيو السابق له، بينما لم تتجاوز 20 بالمئة قبل الحرب في أوكرانيا. وتحولت مدفوعات التجارة في عديد القطاعات ومنها الطاقة، لتتم باليوان الصيني والروبل الروسي، بعيدا عن الدولار، وافاد المركزي انه كجزء من القواعد المالية المطبقة في الفترة من أول أغسطس الجاري إلى 31 يناير المقبل، سيبيع المركزي الروسي يوميا مبالغ من اليوان بقيمة 2.3 مليار روبل (23.8 مليون دولار).
أيضا في السياق، أعلن المركزي الروسي أنّه سيتوقّف اعتباراً من الخميس وحتى نهاية العام عن شراء العملات الأجنبية من الأسواق المحلّية، في خطوة ترمي للجم تدهور العملة الوطنية بعدما بلغ الروبل أدنى سعر له مقابل اليورو والدولار منذ مارس 2022. ويعني هذا القرار أنّ المصرف سيعلّق العمل بالقاعدة التي تقضي بأن تشتري روسيا أو تبيع عملات أجنبية تحتفظ بها في صندوق ثروتها الوطني من أجل موازنة ميزانيتها الفدرالية على ضوء تقلّبات عائدات صادراتها من النفط والغاز. ويأتي هذا القرار في الوقت الذي انخفض فيه الروبل في الأسابيع الأخيرة، حيث بلغ سعر العملة الوطنية 107 روبلاً مقابل اليورو و97 روبلاً مقابل الدولار.
في الاحداث الامنية، أصيب 35 شخصاً من بينهم 4 في حالة خطيرة إثر وقوع انفجار في أراضي مصنع زاغورسك للبصريات في منطقة سيرغييف بوساد بضواحي موسكو، الاربعاء، ما أدى إلى تحطم النوافذ في عدة منازل بالقرب من المصنع، وأشارت المصادر إلى أنه وفقاً للبيانات الأولية، لم يكن سبب الانفجار هجوم طائرات مسيرة. وبحسب الرواية الرسمية، فإن أن انفجارا في مستودع للألعاب النارية تسبب في انفجار مصنع التقنيات البصرية، وقد أسفر الحادث عن دمار هائل في المباني والورش المجاورة لموقع الانفجار. ويقوم المصنع البصري والميكانيكي في سيرغيف بوساد الذي وقع به الانفجار، بتصنيع منتجات عسكرية، أجهزة التصويب ومناظير، أجهزة رؤية ليلية، حسبما أفادت وسائل إعلام روسية.، بالإضافة إلى معدات العيون والمناظير ومعدات الأنف والأذن والحنجرة وأجهزة تنظيم ضربات القلب.
من جانب آخر، أفادت خدمة الطوارئ الجمعة، بان حريقا اندلع في مستودع ببلدة أودينتسوفو الواقعة إلى الغرب من موسكو بين المقر الرسمي للرئيس فلاديمير بوتين ومطار فنوكوفو. وف حين لم توضح الخدمة كيفية اندلاع الحريق في المستودع الذي يبعد 6.5 كيلومتر عن المقر الرئاسي لبوتين في نوفو-أوجاريوفو، ذكرت في بيان، أن الحريق امتد لمساحة ألفي متر مربع بحلول منتصف الليل بتوقيت موسكو.
أعلنت أوكرانيا، يوم الخميس، عن ممرات مؤقتة في البحر الأسود للسفن التجارية المتجهة من وإلى موانئ تشيرنومورسك وأوديسا ويوجني، كما حذرت كييف، من أن التهديد العسكري وخطر الألغام لا يزالان موجودين، وبالتالي، يسمح للسفن التي يؤكد أصحابها وقباطنتها رسميا استعدادهم للإبحار في هذه الظروف بالمرور.
وفقا للمعلن فإن أوكرانيا، سيتم انطلاق أولى رحلات السفن التجارية بالممر المؤقت في البحر الأسود خلال أيام. وجاء في بيان القوات البحرية الأوكرانية انه تم الإعلان عن طرق مؤقتة جديدة لحركة السفن المدنية من وإلى موانئ البحر الأسود في أوكرانيا، وسيتم استخدام هذه الطرق بشكل أساسي للسماح بخروج السفن المدنية المتواجدة في موانئ تشيرنومورسك وأوديسا ويوجني الأوكرانية منذ من نهاية فبراير 2022. ولم يوضح البيان إحداثيات المسارات، ومع ذلك، يزعم أن أوكرانيا أفادت بها سابقا، في نداء إلى المنظمة البحرية الدولية، حيث اعترف مجلسها بحق أوكرانيا في حرية الملاحة التجارية التي يكفلها القانون البحري الدولي. وأعلنت كييف أنها تنظر، على وجه الخصوص، في ممرات تمر في المياه الإقليمية والمناطق الاقتصادية البحرية الحصرية لرومانيا وبلغاريا. ويوم السبت، أفادت وكالة أنباء محلية إن أوكرانيا بدأت في تسجيل السفن الراغبة في استخدام الممر الذي أعلنت عنه.
ميدانيا، وسط أنباء عن تقدم القوات الاوكرانية في جبهة الجنوب (مييتوبول-بريدنيانسك) واستمرار المعارك على الجبهة الشمالية-الشرقية والشرقية (باخموت-دانيتسك)، استطاع الجيش الاوكراني نقل المعركة إلى الساحة الروسية خلال الاسبوعين الماضيين. وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون، يوم السبت، إن قوات كييف أحرزت تقدماً في الجنوب وسيطرت على أراض لم يتم الكشف عنها، كما أعلنت عن تحقيق بعض النجاحات قرب قرية روبوتين الرئيسية.
فبعد قطع جسر "تشونهار" وضرب السكك الحديدية في مدينة جانكوي (شمال القرم) تعقد الامر على الروس في عمليات الإمداد، ولم يتبق سوى جسر كيرتش الذي يصل أراضي روسيا بالقرم (جسر القرم).
لقد استطاع الجيش الاوكراني وبنجاح من نقل المعارك إلى البحر اسود أيضا، فبعد استهداف سفينة الإنزال الروسية "أولينيغرورسكي غورنياك" في ميناء نوفوروسيسك وإعطابها، واستهداف ناقلة النفط "سيغ" في منطقة كيرتش، أصبحت روسيا اليوم مقيدة ولو جزئيا في التحرك في البحر الاسود. كما أن استهداف جسر كيرتش من القوات الاوكرانية أصبح شبه يومي، عدا عن الهجومات المتكررة على شبه جزيرة القرم. فقد أفاد حاكم شبه جزيرة القرم، يوم السبت، إن القوات الروسية أسقطت صاروخا آخر فوق مضيق كيرتش، وذلك في أعقاب هجوم سابق قالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم بصاروخين من طراز سو-200. كذلك، أعلنت روسيا، السبت، أنها أسقطت 20 طائرة مسيّرة أوكرانية بالقرب من شبه جزيرة القرم، وفي موسكو، قال مسؤولون، الجمعة، إنهم دمروا طائرة مسيّرة كانت تستهدف العاصمة، في أحدث هجوم على المدينة خلال الأيام الأخيرة.
من الجانب الآخر، تواصل موسكو استهداف المناطق السكنية، فقد ذكرت هيئة الأركان أن أطفالاً سقطوا بين القتلى والجرحى المدنيين بعد ان أطلقت روسيا خلال يوم السبت، ستة صواريخ و32 رشقة من أنظمة إطلاق الصواريخ وشنت 36 غارة جوية على مناطق مأهولة بالسكان ومواقع للقوات الأوكرانية. كما قال مسؤولون أوكرانيون إن عجوزاً وشرطياً لقيا حتفهما صباح السبت بسبب قصف القوات الروسية لحي سكني في منطقة خاركيف بشرق أوكرانيا ولمنطقة زابوريجيا في الجنوب.
يذكر أن برلين كانت أعلنت في وقت سابق الأربعاء أنها قررت شحن قاذفتين أخريين من منظومة باتريوت إلى أوكرانيا.
أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، أن بلاده ستواصل تنفيذ كل العقوبات التي تفرضها على إيران، ولن تحصل إيران على أي تخفيف للعقوبات بموجب اتفاق ينص على الإفراج عن خمسة مساجين أميركيين في إيران. وكشفت مصادر خاصة في واشنطن عن تفاصيل جديدة حول صفقة إدارة بايدن لإطلاق سراح الأميركيين الخمسة المحتجزين في إيران، حيث يصل مبلغ "الفدية" كما يصفها بعض زعماء الحزب الجمهوري الذين انتقدوا بشدة تلك الصفقة إلى حوالي 10 مليارات دولار لتضم إلى جانب المليارات الستة المجمدة في كوريا الجنوبية حوالي 4 مليارات أخرى مجمدة لإيران في العراق واليابان.
وأفرجت إيران عن 5 أميركيين (4 رجال وامرأة) من السجن، اوم الخميس، ووضعتهم في الإقامة الجبرية، وفق ما أفادت عائلة أحدهم، ما يثير الآمال في التوصل إلى اتفاق يسمح لهم بمغادرة البلد. يأتي ذلك وسط انتقاد واسع في واشنطن للصفقة، خاصة من رموز الحزب الجمهوري، حيث قال السيناتور الجمهوري توم كوتون، انه بينما يُرحب دائمًا بالإفراج عن الرهائن الأميركيين - إذا تم إطلاق سراحهم في الواقع بعد أن دفع الرئيس بايدن 6 مليارات دولار كفدية لإيران - فإن هذا العمل الجبان من الاسترضاء لن يؤدي إلا إلى تشجيع "آيات الله" على أخذ المزيد من الرهائن واستخدام هذه المكاسب غير المشروعة لمهاجمة بلدنا وتمويل الإرهاب وتسليح روسيا، وستستمر هذه الدورة حتى يتوقف الرئيس بايدن عن الرقص على أنغام إيران ويبدأ في الرد بحزم على عدوانهم!
في حين أفاد مصدر مطلع إن إيران ستسمح للأميركيين بمغادرتها بعد إلغاء تجميد 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية، وأضاف أنه سيطلق سراح عدد من الإيرانيين المحتجزين في أميركا بموجب الاتفاق بين واشنطن وطهران، للافتا الى ان طرفي الاتفاق يناقشان قضايا فنية بسيطة متعلقة بنقل الأموال إلى إيران.
في السياق، نُقِل يوم الجمعة، عن أشخاص مطلعين قولهم إن إيران أبطأت بدرجة كبيرة وتيرة تكوين مخزون اليورانيوم المخصب بدرجة قريبة من اللازمة لصنع أسلحة وخففت بعض مخزونها. ولفت هؤلاء، الى أنه إذا كان هناك تهدئة للتوترات خلال الصيف، فسيكونون منفتحين على محادثات أوسع في وقت لاحق من هذا العام، بما في ذلك برنامج إيران النووي. من جانبه قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، إنه لا يمكنه تأكيد هذه المعلومات، لكنه أشار إلى أن أي خطوات قد تتخذها إيران لإبطاء وتيرة التخصيب ستكون بالتأكيد موضع ترحيب.
إلى ذلك، أكد البيت الأبيض الجمعة، أنه ستكون هناك قيود على ما يمكن لإيران فعله بأي أموال يُفرج عنها بموجب الاتفاق، وقال كيربي إن الولايات المتحدة ستكون على اطلاع كامل بشأن وجهة أي أموال إيرانية قد يُفرج عنها واستخدامها، وأنه لا يمكن الوصول إلى الأموال إلا من أجل الحصول على الأغذية والأدوية والمعدات الطبية التي ليس لها استخدام عسكري مزدوج، وستكون هناك عملية صارمة تحظى بالعناية الواجبة والمعايير المطبقة بمداخلات من وزارة الخزانة الأميركية.
على صعيد منفصل، أفادت وسائل أعلام محلية، يوم الخميس، بوقوع انفجار هائل في مجمع للفولاذ في إيران، وإصابة عدة أشخاص. وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن انفجارا هائلا وقع في مجمع اسفراين الصناعي (إي.آي.سي.أو) في إقليم خراسان الشمالي في شمال إيران وأسفر عن إصابة ثمانية أشخاص.
في ملف العقوبات، فرضت كندا الاربعاء، عقوبات على وزير الأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمدية وستة إيرانيين آخرين متهمين بالتورط في أنشطة تهدد السلام والأمن الدوليين أو تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في إيران، وقال وزير الخارجية الكندي ميلاني جولي في بيان، عقوبات اليوم ترسل رسالة واضحة إلى النظام الإيراني مفادها أنّ كندا لن تتسامح مع انتهاكات طهران الجسيمة والمنهجية لحقوق الإنسان وانتهاكها المستمر للسلام والأمن الدوليين.
بعد التوترات الأخيرة إثر اتهام الفلبين خفر السواحل الصينيين بإطلاق خراطيم المياه على زوارقها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، أكدت وزارة الخارجية الصينية، الثلاثاء، على أن بحر الصين الجنوبي ليس "متنزه سفاري" للبلدان الواقعة خارج منطقته. كما حثّت الولايات المتحدة على احترام سيادة الصين الإقليمية والحقوق البحرية.
أتى هذا بعدما استدعت مانيلا سفير بكين لديها الاثنين، غداة اتهام الفلبين خفر السواحل الصينيين بإطلاق خراطيم المياه على زوارقها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وفق ما أعلن الرئيس فرديناند ماركوس. وقد أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاؤهم الرئيسيون بما في ذلك أستراليا واليابان عن دعمهم للفلبين والقلق بشأن تصرفات السفينة الصينية.
في هذا السياق، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، السبت، إن وزير الخارجية الصيني وانج يي حث الفلبين على التعاون مع بلاده لإيجاد وسيلة فعالة لنزع فتيل التوتر في بحر الصين الجنوبي. وذكرت الوكالة أن وانج أدلى بالتصريحات خلال زيارة إلى سنغافورة وماليزيا، الخميس والجمعة، كما نقلت عنه قوله إن الصين أبدت مراراً استعدادها لحل الخلافات مع الفلبين من خلال الحوار الثنائي، معبرة عن أملها في أن يلتزم الجانب الفلبيني بـتوافق تم التوصل إليه في السابق.
من جانب آخر، تعهدت الصين يوم الخميس بـحماية مصالحها ضد السياسة الأمريكية الجديدة لتقييد الاستثمار في التكنولوجيا الصينية، متهمة واشنطن بتعطيل سلاسل التوريد العالمية. فقد أعلن الرئيس الأمريكي قبل ساعات عن أمر تنفيذي يوجه وزارة الخزانة إلى تقييد بعض الاستثمارات الأمريكية في الصين في قطاعات التكنولوجيا الفائقة الحساسة بما في ذلك أشباه الموصلات والحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي. وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان أن الأمر التنفيذي لبايدن ينحرف بشكل خطير عن مبادئ اقتصاد السوق والمنافسة العادلة التي لطالما روجت لها الولايات المتحدة ، ويؤثر على قرارات التشغيل العادية للشركات، ويضر بنظام التجارة الدولية، ويعطل بشدة أمن سلاسل الصناعة والتوريد العالمية.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
7 آب 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، أحمد ظاظا، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :
أولا- تزداد الضغوط من الداخل والخارج لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؛ فمن ملاقاة الكونغرس الأميركي للأصوات الأوروبية المطالبة لوضع عقوبات على معرقلي انتخاب الرئيس وفي مقدمتهم الرئيس نبيه بري، إلى طلب سفارات أجنبية وعربية من رعايا أخذ الحيطة في لبنان وحتّى مغادرته ومنع المجيء إليه، إلى الخشية من عدم تمكن الدولة اللبنانية من دفع رواتب الموظفين آخر الشهر في ظل تقاذف الحكومة والبرلمان تأمين تغطية قانونية لإقراض الدولة من احتياطي المصرف المركزي، أي من أموال المودعين، كلّها ضغوط تدفع باتجاه ملء الفراغ الرئاسي كخطوة أولى تمنع تدحرج الوضع اللبناني إلى الأسوأ.
في ظلّ هذا الواقع فإنّ قوى المعارضة المتمسكة بالدستور واتفاق الطائف مدعوة إلى الاجتماع فوراً وإعلان التمسّك بمضمون البيان الختامي للقاء الدوحة الذي ضمّ ممثلين لخمس دول عربية وأجنبية والذي أكدّ ضرورة انتخاب رئيس يلتزم تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني والقرارات الدولية 1559، 1701، 1680، 2650، فضلاً عن القرارات الصادرة عن الشرعية العربية.
ويذكَر اللقاء بأن الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية، بالرغم من 12 جلسة انتخاب، يعود فقط لتفشيل النصاب الانتخابي من قِبل نواب حزب الله وأمل وحلفائهم حتى الوصول إلى رئيس ترضى عنه إيران وفق المعادلة التي أتت بالرئيس السابق ميشال عون: خُذ رئاسة الجمهورية مقابل الجمهورية لنا.
ثانيا- بعد خروج العامل الفلسطيني من لبنان في العام 1982، يحاول حزب الله ومن ورائه إيران إعادته إلى لبنان من بوابة المصالح الإقليمية لإيران والتي تستخدم الورقة الفلسطينية من الضفة الغربية إلى عين الحلوة.
إنّ لقاء سيدة الجبل يطالب مجدداً بتنفيذ مقررات الحوار الوطني الذي عقد في العام 2006 والتي قضت بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه داخلها، كما بسط سلطة الجيش اللبناني على كل المعابر والتراب اللبناني.
كما يرفض "اللقاء" بشدّة التوظيف الإيراني للموضوع الفلسطيني في لبنان والذي يندرج أيضاً ضمن تبعات الإحتلال الإيراني للبنان، إذ أنّ مفاعيل هذا الاحتلال لا تنحصر ضمن بقعة واحدة من الأراضي اللبنانية بما في ذلك المخيمات الفلسطينية.
ولذلك فإن "اللقاء" طالب ويطالب وسيطالب برفع الإحتلال الإيراني عن لبنان ويدعو جميع اللبنانيين لرفع هذا الشعار والمطالبة به، لأنه لا دولة ولا إصلاح ولا اقتصاد ولا أمن ما دام لبنان قابع تحت الإحتلال.
ثالثاً- إن مطالبة نواب حاكم مصرف لبنان بقوانين إصلاحية، ومنها لجهة إقراض الحكومة، تعني عملياً مطالبة مجلس النواب بمخالفة الدستور، باعتبار أنه هيئة ناخبة فقط. وهذه المطالبة تصبّ على هذا الأساس في سياق غير دستوري، الأمر الذي أصبح طبيعياً لدى قوى الممانعة، إن لم يكن مقصوداً.
رابعاً- يُذكّر "لقاء سيدة الجبل" في يوم 7 آب بأن الشعب اللبناني عصيّ على التطويع بصرف النظر عن موازين القوى وثقل السلاح.
2*) التيار العوني
8 آب 2023
اعلن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي بعد اجتماع المجلس السياسي للتيار في ميرنا الشالوحي، ان "الحوار يجب ان يكون مرتبطا باجندة محددة وزمن معين، حتى لا يكون مضيعة للوقت. ولماذا الانتظار حتى أيلول؟ لماذا لا نبدأ بالحوار اليوم؟ وعلى هذا الأساس نتواصل مع الأكثرية للوصول إلى نظرة موحدة للسنوات ال 6 المقبلة".
وقال: "المطروح مع حزب الله ليس تراجعا او تنازلا او صفقة او تكويعة، بل عمل سياسي". واشار الى ان "ما حصل مؤخرا، هو اجتماع مع فريق التقاطع حتى لا نبقى في موقع طرح مرشح مقابل آخر من دون اتفاق على تصور، ونتمنى الا ينقطع الحوار والدعوة مفتوحة ودائمة. ما حصل هو اتفاق أولي مع الحزب على مسار إسم توافقي وتسهيل الإسم مقابل مطالب وطنية، وما زلنا في بداية الحوار مع الحزب وتقدمنا بأفكار ننتظر ردّه عليها".
واعتبر ان "الحكومة لا تقوم بواجباتها، وكلّ ما تقوم به هو التذاكي والعراضات وهذا لا يعطيها ثقة الناس، إذ يجب الذهاب إلى الإصلاح الفعلي وندعوها للقيام بأمر مُفيد لجميع اللبنانيين ضمن قدرتها بتصريف الأعمال".
وقال: "لا إمكان لانتخاب رئيس للجمهوريّة إلا بالتفاهم، ونعوّل على الحوار اللبناني - اللبناني، ومنذ الأساس قلنا إن البرنامج هو أساس التفاهم".
وعن الصندوق الائتماني قال :" انه يُحدّد ما لدى الدولة من أموال وقدراتها على جذب الاستثمار. واللامركزيّة تؤمّن الإنماء المناطقي والصندوق الائتماني يؤمّن إنماء الدولة وهو ملك للدولة اللبنانية مئة في المئة".
وعن إنتخابات الرئاسة في "التيار الوطني الحر" اعلن انها "ستجرى في 10 أيلول والترشيحات تبدأ في 10 آب وندعو كل من لا يعجبه أداء القيادة الى الترشح".
3*) الكتائب
8 آب 2023
حذر المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، من "مخطط حزب الله استعمال المخيمات الفلسطينية في لبنان ساحة صراع لشراء نفوذ له وللميليشيات التي تدور في فلكه وتسليمها لإيران ورقة مساومة جديدة في مفاوضاتها الدائرة على أكثر من محور في المنطقة، وليس خافيًا على أحد من العامة أو من المعنيين في الملف الدور الذي لعبه حزب الله في تسهيل دخول المسلّحين الى مخيم عين الحلوة وتزويدهم ما يحتاجونه من عديد وعتاد لتنفيذ المخطط".
وحذر "السلطات المولجة بالملف من مغبّة التستر على أي جهة تعبث بالأمن في لبنان في وقت تفرغ فيه مراكز القرار تباعًا عن سابق تصوّر وتصميم".
واستغرب المكتب السياسي "التصاريح الرسمية التي تجزم بعدم توفر معطيات حول وجود أحداث أمنية خطيرة في المستقبل، في وقت فاجأت الأحداث الجميع وكادت تتفلت من دون رادع كاشفة تخبّط المنظومة وعجزها عن الإمساك بملف بهذه الخطورة بل تركته في قبضة الأحزاب لمعالجته بما يناسبها".
وحث "الوزراء في حكومة تصريف الأعمال على التوقف عن الإدلاء بالتصريحات المرتجلة التي تزيد طين الأزمات الدبلوماسية بلّة، وتقود لبنان في كل مرة إلى تقديم توضيحات وتبريرات لا تخدم موقعه ولا مكانته في العالم، وتؤكد أن هذه الطبقة الحاكمة لا تملك أدنى مقومات الاستمرار في التحدث باسم لبنان وأن انتخاب رئيس جديد هو السبيل الوحيد لإعادة إنتاج سلطة جديرة بتحمّل المسؤولية".
وأشار الى أن "حزب الله وفريقه يمعن في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وليس أدلّ على ذلك إطلاق مسؤوليه تصريحات تكشف نيّته فرض مرشحه على كل اللبنانيين مهما كلّف الأمر، وهذا ما أثبته في الماضي ولن يتوانى عن إعادة الكرّة مرة جديدة، غير عابئ بتوسع الفراغ وانهيار المؤسسات ومعها الاقتصاد والمال فلا يعنيه من البلد سوى تحقيق مصالحه وحماية سلاحه وتقديم الخدمات لراعيه الإقليمي".
وأكد أن "الانتخابات الرئاسية هي محطة مفصلية لمنع وقوع لبنان في قبضة حزب الله لست سنوات جديدة، وأي انزلاق جديد من هذا النوع سيكرّس هذا الحزب-الميليشيا آمرًا ناهيًا لسنوات عديدة مقبلة".
واعتبر المكتب السياسي أن "الوسيلة الوحيدة لمنع سقوط لبنان هي في تضامن الأفرقاء الذين التقوا على انتخاب جهاد أزعور ولحمتهم ووقوفهم سدا منيعا في وجه أي محاولة لاستفرادهم بمفاوضات جانبية أو اتفاقات ثنائية".
4*) المجلس الوطني وسيدة الجبل
10 آب 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعا استثنائيا حضوريا وإلكترونيا بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطوان قربان، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، آركان الحاج شحادة، ايوب سليم، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، خالد نصولي، خليل طوبيا، دانييال زاخر، رالف جرمانوس، رودريك نوفل، زياد رزق، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوبيا عطالله، طلال خواجه، عبد الرحمن بشيناتي، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، مصطفى علوش، نوال المعوشي، نيللي قنديل، نبيل يزبك وهند الصوفي وأصدر البيان التالي :
سقطت هيبة الدولة اللبنانية، أمس، في حادثة الكحالة، ومعها هيبة الجيش اللبناني، الذي لم يقتصر دوره على غض النظر عن سلاح حزب الله وإنما تجاوزه الى حماية هذا السلاح تنفيذاً لقرار الحكومة.
كذلك سقطت قدسية موقع رئاسة الجمهورية، إذ تُبيّن جريمة الحزب في الكحالة أن أي رئيس قادم ستكون وظيفته تنفيذ إملاءات حزب الله ومشغّله الإيراني، لا أكثر ولا أقل.
والأهم أن موقعة الكحالة كشفت إدعاءات الحكومة اللبنانية لجهة احترام القرارات الدولية وتنفيذها وذلك قبل اجتماع مجلس الأمن في 31 آب 2023 من أجل التجديد للقوات الدولية.
أبعد من الحادث بذاته، تؤكّد هذه الواقعة أن أي كلام عن مواجهة حزب الله من خلال المعارضة الكلاسيكية، لا يُعيد السيادة الى الدولة ومؤسساتها.
من هنا، كشفت موقعة الكحالة ان لا خلاص للبنان إلا بالعمل الجدي والدؤوب والصريح والمُعلن لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان من خلال جمع اللبنانيين حول ضرورة تنفيذ الدستور والطائف والقرارات 1701، 1680، 1559، 2650 .. وإلا فإنّ ما جرى أمس سيتكرر في كل لحظة وإينما كان.
5*) سامي الجميل
10 آب 2023
عقد حزب الكتائب اللبنانية اجتماعا استثنائيا للمكتب السياسي في قسم الكحالة في إقليم عاليه الكتائبي، تلاه مؤتمر صحافي لرئيس الحزب النائب سامي الجميل أكد فيه "تأييد أي قرار يراه أهالي الكحالة مناسبا".
ورأى الجميل أن "لبنان في موقع خطير، مشددا على أنه لا يمكننا أن نكمل هكذا فقد وصلنا الى نقطة اللاعودة"، داعيا إلى "تغيير جذري ووعي من قبل من يأخذ البلد إلى المجهول وإلا فإن البلد ذاهب إلى أماكن خطيرة نعرف إلى أين أوصلتنا في السابق".
ودعا الجميل "الجيش وقيادته إلى أن يعرفا أن الأسلوب بالتعاطي من قبل حزب الله وميليشياته سيوصل البلد الى أماكن خطيرة"، مشددا على أنه "إذا لم يتحمل الجيش مسؤوليته بحماية اللبنانيين ووضع حد للتجاوزات سيكون هو أيضا شاهد زور على ما يمكن أن يصل إليه البلد"، مؤكدا أنه "لا يمكن للجيش أن يحمي أو يتستر على نقل السلاح والذخائر والمسلحين وعلى التهديد الذي يتعرض له اللبنانيون يوميا".
وقال: "أننا لسنا مستعدين للتعايش مع ميليشيا مسلحة في لبنان، وندعو المعارضة إلى الى الانتقال من الاسلوب التقليدي بالعمل السياسي الى موقع آخر وجودي كياني أساسي فلبنان مطلوب منه أن يأخذ قرارات استثنائية وإلا لن نكون على قدر المسؤولية".
وإذ أكد "الوقوف إلى جانب اللبنانيين وعدم الاستسلام"، طلب من كل الكتائبيين أن "يعلموا أن حزبهم انتقل الى مرحلة جديدة وابتداء من اليوم نضالنا وجودي وكياني ولم يعد نضالا سياسيا تقليديا".
6*) البطريرك الراعي
13 آب 2023
كرس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مذبحي كنيسة أم المراحم وكابيلا القديس شربل في بلدة القعقور، في قداس احتفالي عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وأنطوان أبي نجم ولفيف من الكهنة، بحضور رسمي وسياسي وشعبي.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "القدير صنع لي العظائم"، وقال: "عظمت مريم العذراء الله القدير، لأنه "صنع لها العظائم". ولهذا السبب قالت: "تعظم نفسي الرب، وتطوبني جميع الأجيال" (لو 1: 46-47). فيسعدنا اليوم، في بلدة القعقور العزيزة ومع أهاليها، أن نعظم الله معها، وأن نعطيها الطوبى، لما صنع الله لها من عظائم. إن المناسبة السعيدة مزدوجة: الأولى، تكريس مذبحي كنيسة أم المراحم الرعائية الجديدة هذه، وكابيلا القديس شربل؛ والثانية الإحتفال بعيد إنتقال أمنا مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء".
أضاف: "يطيب لي مع سيادة أخينا المطران أنطوان بو نجم، راعي الأبرشية الغيور، ومع سيادة المطران سمير مظلوم إبن البلدة المحب، ومع سيادة السفير البابوي والسادة المطارنة، أن نحتفل مع كاهن الرعية ومعكم بهذا التكريس، وأن نقدم هذه الذبيحة الإلهية على نيتكم جميعا، ولا سيما الذين لهم تضحيات من أي نوع في إنجاز هذا المجمع الراعوي الكبير والجميل. عنيت بهم عزيزنا المهندس رمزي سليم مظلوم صاحب شركة RAMACO وشقيقيه وشقيقته شركاءه، مع الشكر والتقدير على هبة العقار وجميع أعمال البناء. وأوجه تحية شكر إلى لجنة بناء الكنيسة ومجمعها، برئاسة سيادة أخينا المطران سمير مظلوم، وعضوية أربعة من خيرة أبناء البلدة. كافأ الله الجميع بفيض من نعمه وبركاته".
وتابع الراعي: "يليق من هذه الكنيسة الجميلة وهي قيد الانجاز أن نعظم الله مع مريم على ما صنع لها من عظائم. لم تكن مريم تعني فقط ما بشرها به الملاك جبرائيل "بأنها تحبل وهي عذراء بيسوع إبن العلي، بقوة الروح القدس" (راجع 1: 31، 32، 35)، بل كان نشيدها نبويا. فالعظائم ظهرت تباعا في حياتها وموتها، وأعلنتها الكنيسة حقائق إيمانية على التوالي".
وقال: "منذ اللحظة الأولى من تكوين مريم في حشى أمها القديسة حنة زوجة القديس يواكيم، عصمها الله من دنس الخطيئة الأصلية الموروثة من أبوينا الأولين، والتي يولد فيها كل انسان؟ آدم وحواء، والتي يولد فيها كل إنسان، وشاء المسيح الرب أن يزيلها بماء المعمودية والميرون، ويعيد للإنسان بهاء صورة الله فيه. وشاء الله أن لا تخضع مريم، ولو للحظة، لدنس الخطيئة. ذلك أن الله، في سر تدبيره الإلهي، هيأ أقدس أم لتكون أم القدوس بالجسد البشري. إن عقيدة الحبل بلا دنس الإيمانية أعلنها الطوباوي البابا بيوس التاسع في 8 كانون الأول 1854. وعلمت الكنيسة أن مريم العذراء مكثت بتولا قبل الميلاد وفيه وبعده؛ وأنها لم تعرف أي خطيئة شخصية".
أضاف: "وتعلم الكنيسة على لسان آباء المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني أن مريم شاركت في آلام ابنها يسوع لفداء العالم. فبإيمانها الصامد وصلت مع إبنها الفادي الإلهي حتى الصليب، متألمة معه بصبر وصمت لكي يتحقق كل تدبير الله الخلاصي. فكانت أمة الرب في بشارة الملاك وفي موت إبنها على الصليب. في البشارة أصبحت أم يسوع التاريخي، وفي وقوفها عند أقدام الصليب أصبحت أم المسيح السري أي الكنيسة، وأضحت أمنا بالتعمة (راجع الدستور العقائدي في الكنيسة، 61). وكلل الله هذه العظائم بانتقالها بالنفس والجسد إلى مجد السماء، وتكليلها ملكة السماوات والأرض. وهي عقيدة أعلنها المكرم البابا بيوس الثاني عشر في أول تشرين الثاني 1950. لقد حفظها الله من فساد القبر، على مثال ابنها المنتصر على الموت. وأشركها بسر قيامته. إنها من سمائها بمحبة الأم تعنى بنا نحن إخوة وأخوات ابنها المسافرين في هذا العالم حتى نبلغ الوطن السماوي السعيد. (المرجع نفسه 62)".
وأردف الراعي: "في هذا اليوم المفرح الذي نعيشه معكم، يا أهالي القعقور الأحباء، ونسعد بتكريس مذبحي كنيسة أم المراحم وكابيلا القديس شربل، وتدشين هذا المجمع الرعوي، لا نستطيع إخفاء غصة القلب بالألم الكبير الذي يعم لبنان. نتألم ونحزن مع أهالي عين إبل الأعزاء لخطف وتعذيب وقتل عزيز على قلوبهم ناضل معهم في سنوات الصمود والنضال هو المرحوم الياس الحصروني الذي كانت مأساته في 2 آب وظهرت حقيقتها في ما بعد. ونحزن ونتألم مع أهالي الكحالة الأحباء لمقتل عزيزهم المناضل الآخر في صمودها طيلة الحرب اللبنانية المرحوم فادي بجاني، الذي سقط ضحية شاحنة الأسلحة التي إنقلبت على كوع البلدة التابعة "لحزب الله". ويؤلمنا ايضا سقوط ضحية من صفوفه. فالحياة هي من الله وعطية ثمينة للبشر".
وقال: "إننا نعرب عن مشاركتنا في ألم عائلات الضحايا، ونؤكد لأبناء عين إبل والكحالة الأعزاء قربنا منهم والصلاة، سائلين الله أن يعزي قلوبهم بنعمة الصبر والإتكال على عنايته. ونسلم أمر التحقيق لمؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية والقضاء، لإيماننا الدائم بالدولة ومؤسساتها. فإننا لن نخرج عن منطق الدولة، ولن ننزلق إلى العيش بدونها، وإلى الإحتكام لغيرها. وفي الوقت عينه نطالب جميع مكونات البلاد والأحزاب أن ينتظموا تحت لواء الدولة وعلى الأخص بشأن استعمال السلاح. فلا يمكن العيش على أرض واحدة فيها أكثر من دولة، وأكثر من جيش شرعي، وأكثر من سلطة، وأكثر من سيادة. بهذا المنطوق يجب تطبيق إتفاق الطائف بكامل نصه وروحه، وقرارات الشرعية الدولية بشأن سيادة دولة لبنان على كامل أراضيها".
أضاف: "في هذا الظرف حيث نحن أمام نظام إقليمي جديد يثير المخاوف والقلق، يجب الابتعاد عن المغامرات، بل الذهاب إلى إنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع ما يمكن إذ ليس من مبرر لعدم انتخابه منذ أيلول الماضي. فهو الضامن لإحياء المؤسسات الدستورية والإدارات العامة، والإلتزام بتوطيد الإستقرار، والمحافظة على صيغة العيش معا بغنى التنوع الثقافي والديني والتكامل والتعاون والإحترام المتبادل".
وختم: "إننا نكل إلى شفاعة أمنا مريم العذراء، أم المراحم، ومار شربل هذه الأمنيات، واود ان اشكر الجميع علو حضورهم وعلى استقبالهم وبخاصة اهالي الجوار وابناء بلدة زرعون من اخوتنا الموحدين الدروز وابناء القرى التي مررنا بها على اللافتات والاعلام والصور التي حييونا بها. ونحن نرجو في هذا اليوم المبارك أن نعظم الله بأفعالنا الحسنة، ونشكره على جميع نعمه، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".
7*) المطران عودة
13 آب 2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "بعدما تجلى الرب يسوع على جبل ثابور، انحدر مع تلاميذه الثلاثة من الجبل، فوجدوا أن الكتبة والفريسيين انتهزوا فرصة غيابه، وجاؤوا ليجربوا بقية التلاميذ، لكي يحرجوهم ويظهروا عدم قدرتهم على طرد الأرواح النجسة. يظهر الفريسيون عديمي الإيمان لأنهم لا يزالون يطلبون الآيات والمعجزات لكي يتأكدوا من حقيقة الرب يسوع، وهذا ما حذر منه المسيح تلاميذه قائلا: «إحذروا من خمير الفريسيين والصدوقيين» (مت 16: 6)، وكان يعني بكلامه تعليمهم".
أضاف: "كل مرض شفاه المخلص «في الشعب» كان يمثل عللا مختلفة في النفس. فعمى الجسد مثلا كان يمثل العمى الروحي. في إنجيل اليوم، كان الصبي مصابا بالصرع، وهذا مرض يصيب المبتلين به في فترات محددة، فيبدو المريض صحيحا معافى، ثم تجتاحه نوبة الصرع فتلقيه أرضا. هكذا بعض «المؤمنين» الذين يمارسون الصلاة والفضائل وما يرتبط بهما، ثم يصابون بنوع من الصرع الروحي بسبب الأهواء، فيطرحون أرضا، أي تستولي عليهم رغبات هذا العالم. لقد لام الرجل تلاميذ الرب لعدم قدرتهم على شفاء ابنه، إلا أن الرب يتوجه إلى الجنس البشري ككل بقوله إنه جيل أعوج، أي بدل الإيمان الشافي دخل عليه انحراف الخطيئة. لقد برأ الرب تلاميذه الملامين علنا عندما أجاب: «أيها الجيل غير المؤمن الأعوج، إلى متى أكون معكم؟ حتى متى أحتملكم؟» مخاطبا اليهود على أنهم غير مؤمنين، ويشكون به وبتلاميذه مفتكرين بهم أفكارا غير لائقة. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إن وجود المسيح بين هذا الشعب كان يؤلمه، وليس الصلب، لذلك رحب بالموت قائلا: «حتى متى أحتملكم؟".
وتابع: "أصاب التلاميذ دهش لأنهم لم يقدروا أن يخرجوا الروح النجس، مع أن المسيح سبق وقال لهم: «أشفوا المرضى، طهروا البرص، أقيموا الموتى، أخرجوا الشياطين» (مت 10: 8). لذا، يحث الرب تلاميذه على الصلاة والصوم، والكلام موجه إلينا أيضا. يقول المغبوط أغسطينوس: «إن كان المرء يصلي ليخرج الشيطان من شخص آخر، فكم عليه أن يكثر من الصلاة ليطرد جشعه وسكره وفجوره ونجاسته؟ يا لعظم خطايا البشر! إن تمادوا فيها هي لا تدعهم يدخلون ملكوت السماوات". كان لدى اليهود مثل يستعملونه عندما يستطيع أحد الكتبة تفسير نص صعب من الكتاب، فيقولون إنه «أزاح جبلا». هنا، كأننا بالمسيح يقول لهم إن التحلي بالإيمان يمكنه صنع المعجزات الأصعب من تفسير النصوص الناموسية، إذ حتى معرفة المعاني الإلهية من دون إيمان هي غير نافعة. الإيمان المترافق مع الصلاة والصوم، إضافة إلى معرفة الكتاب، يستطيع أن يخلص النفوس والأجساد، وأن يزيح عنها جبال الآلام الناتجة عن الأمراض المتأتية من الخطايا، ومن العلل كالصرع. حضر المسيح إلى تلاميذه في الوقت المناسب، عندما كان الكتبة والفريسيون يهزأون بهم وبفشلهم في إخراج الروح النجس، وبهذا يعلمنا الرب أنه سيكون دوما مع كنيسته في الأوقات المناسبة، ليرفع عنها الحرج ويسكت المتكلمين عليها باطلا، لأنه «في وسطها فلن تتزعزع» (مز 46: 5). هذا ما وعدنا به الرب قائلا: «متى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون، لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به، لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم» (مت 10: 19-20). لذلك أرسل الروح القدس المعزي بعد موته وقيامته وصعوده إلى السماوات، ليعين الكنيسة والمؤمنين في تصديهم للمضادين، ولم يتركنا «يتامى» كما وعدنا".
وقال: "نعيد بعد يومين لرقاد والدة الإله العذراء مريم. الفرق بين والدة الإله وبين الفريسيين والكتبة أنها كانت مؤمنة، تثق بأن من حملته في أحشائها هو الإله القادر على كل شيء، لذلك مثلا، نجدها تقول بثقة للخدام في عرس قانا: «مهما قال لكم فافعلوه». لم تشكك في قدرته على اجتراح الآيات والمعجزات، بل كانت مثالا للمؤمن الحقيقي الذي يضع كل شيء بين يدي الرب، كما نقول في كل صلواتنا: «لنودع أنفسنا وبعضنا بعضا وكل حياتنا للمسيح الإله». عندما نجيب بعبارة: «لك يا رب» كأننا نقول: «لتكن مشيئتك لا مشيئتنا»، فهل نعني ما نقول؟ كانت والدة الإله تحفظ كل شيء في قلبها، لأنها كانت تؤمن بأن كل شيء يتعلق بابنها وإلهها هو لخير البشرية بأسرها. أما نحن، فكلما مرض أحد، أو مات، أو متى واجهتنا مشكلة، مهما كانت صغيرة، نلقي اللوم على الرب، ونسائله عن الأسباب التي تكمن وراء كل حدث. قليلون هم من يضعون أنفسهم وأبناءهم وعائلاتهم بين يدي الرب حقا".
أضاف: "ليت بإمكان المواطن أن يضع ثقته بعد الله بالمسؤولين وبالسياسيين والزعماء المتحكمين بالبلد! ليته يتمكن من اللجوء إليهم عند كل مشكلة تعترضه، أو أن يحاسبهم عند كل سقطة أو خطأ يرتكبونه! لكنهم فوق المحاسبة، وجريمة المرفأ أبرز دليل. فكيف يثق المواطن بهم وبالقضاء؟ أملنا أن يعودوا إلى رشدهم، ويعوا أخطاءهم، ويسمعوا صوت الضمير، ويصبوا كل اهتمامهم في مصلحة البلد والمواطن كي لا يفرغ لبنان أكثر من أبنائه. أعلنوا بيروت عاصمة للشباب العربي. هذا جيد. ولكن ماذا عن شباب لبنان؟ هل فكروا بأن معظم شباب لبنان قد هاجروا وربما إلى غير رجعة؟ أين الطاقات؟ أين الكفاءات التي ستبني لبنان المستقبل؟ أين الأدمغة التي ستنقذ لبنان؟ ألا يتوجب على من بيدهم السلطة تأمين البيئة الفضلى لتشجيع شبابنا على البقاء والعمل والإبداع؟".
وختم: "دعوتنا اليوم هي إلى الإيمان بالرب يسوع، مهما اشتدت المحن، وواجهتنا عواصف هذا العمر، وإلى الرجاء الكامل به وهو خالق السماء والأرض وما عليها، والعالم بمكنونات القلوب، و«القلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله» كما يقول كاتب المزامير. حبذا لو نتمثل بوالدة الإله، التي عاينت ابنها مصلوبا وميتا مدفونا، لكنها كانت واثقة بأنه سيقوم ويتمجد ويمجد البشرية معه، مخلصا إياها من خطاياها".