رقم 172/2023
15-27 آب /2023
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
في ظل تعليق الحلول للأزمة الرئاسية لحين وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، يتقدّم ملف المفاوضات بين حزب الله والتيار العوني برئاسة النائب جبران باسيل.
فبحسب المتابعة، أعطى الحزب موافقته المبدئية في موضوع اللامركزية الادارية (لكن بحدود) مقابل انتخاب التيار الوزير سليمان فرنجية رئيسا، الأمر الذي بالطبع لم يتم الاعلان عنه حتى الساعة. ويهدف هذا التفاهم، إلى وضع السيد لودريان أمام معادلة جديدة على الساحة السياسية تفضي بالنهاية إلى انتخاب مرشح حزب الله.
هذا فيما لا تزال الساحة المقابلة بانتظار تطوّر التحرك الذي يجب أن يلي إعلان نواب المعارضة الـ31 عن موقفهم المعارض للحزب ووضع اليد على القرار الوطني.
الحدث الأبرز هذا الأسبوع كان ملف التجديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان تحت القرار 1701. فقد استبق قياديو الحزب ومتكلموه الحدث برفضهم المطلق لتغيير قواعد عمل قوات اليونيفيل. فبعد أن أعطيت هذه القوات حرية العمل بموجب القرار 2650، قتل جندي أيرلندي في بلدة العاقبية، خارج منطقة عمل اليونيفيل، واتُّهم حزب الله في تنفيذ العملية فيما لا يزال التحقيق جاريا، لكن الرسالة وصلت.
وتعمل الولايات المتحدة وفرنسا في أروقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مشروع قرار للتجديد للقوات الدولية مدرج تحت الفصل السابع، الأمر الذي اشعل الجانب اللبناني لحدود التهديد، فقد أعلن الشيخ قبلان "أن منطقة 1701 أرض لبنانية وذات سيادة لبنانية، وزمن التجاوز للسيادة اللبنانية انتهى، والذي يجري في مجلس الأمن لا يهم". فيما أرسلت الحكومة وزير الخارجية مع توجيهات من الحزب إلى نيويورك من أجل التأكيد على الموقف اللبناني!
نشير إلى أن هناك قوى سياسية تعتبر أن تنفيذ القرارات الدولية هي المخرج الوحيد لوضع لبنان على سكة التعافي واستعادة السيادة والقرار الوطني المصادرَين من حزب الله.
إلى هذا، تشدد أسرة التقرير مجددا على أن الخروج من الأزمة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تطبيق الدستور كاملا وتنفيذ القرارات الدولية حمايةً للسيادة ولاستعادة القرار الوطني.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في الملفات الداخلية. في الوقت، الذي بدأت الكتل النيابية بارسال اجوبتها الى الموفد الفرنسي جان ايف لودريان عبر السفارة الفرنسية ردا على السؤالين اللذين وجههما الى الكتل النيابية، بإنتظار تحديد موعد عودته الى بيروت بقيت الانظار متجهة الى الوضع المالي والنقدي للدولة في ظل المترتبات المالية الضخمة عليها من رواتب وتقديمات ومستحقات وخدمات ودعم عدد من القطاعات. حسم حاكم مصرف لبنان بالانابة، وسيم منصوري خياراته بالقطع مع مرحلة رياض سلامة الحاكم السابق على عدم تمويل الدولة والصرف من وارداتها، لكن أشار الى انه تم التوافق مع رئيس الحكومة ووزير المالية على أن يكون الاستقرار النقدي هو الأولوية في هذه المرحلة الدقيقة، ولذلك، فإن الاستحقاق الآتي المتعلق بهذا الاستقرار هو دفع رواتب القطاع العام. ولتلافي الضغط على سعر الصرف، سيتم دفع رواتب القطاع العام للشهر الحالي بالدولار الأميركي، وعلى سعر 85.500 ليرة لبنانية. وبذلك يتم ضخ كتلة نقدية بالدولار في السوق عبر موظفي القطاع العام تُساعد على ضبط سعر الصرف بدلاً من الضغط عليه!
في السياسة، وفي أوّل ردّ سياسي مباشر على رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، قال المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل: نقول لاصحاب الرؤوس الحامية الذين تحدثوا قبل ايام عن انهم يريدون رئيسا على قياس تيارهم او حزبهم ويختصر بمواصفات المنتمين اليهم، نعرف كيف اديرت مشاريع التحكم والمصالح في الوزارات والادارات، وكيف أديرت مشاريع الكهرباء والطاقة والمياه ومحطات الفيول والبواخر وغيرها، والتي تسجل في تاريخ هولاء ولا يلغيها تصفيق داخل قاعة مقفلة تحية للزعيم على حساب الوطن… وبناء الصورة الحزبية لا يحصل عبر تشويه أدوار الآخرين. نحن نريد ان نستثمر ايجابا كل المحطات واخرها اليوم التنقيب عن النفط في مياهنا.
من جانبه، جدّد الرئيس وليد جنبلاط المطالبة بتسوية لمصلحة البلد وليس لمصلحة أيّ من الأطراف، لافتاً إلى أنّه يجب أن يعرف هؤلاء أنَّ المعادلات الخارجية لا تنفع ويجب أن نعوّل على الدعم الخارجي، لا على انتظار القرار من الخارج، لأنَّ التباين واضح بين الدول الخمس التي تتولى الإهتمام بالانتخابات الرئاسية، مشدداً على ضرورة الحوار لأجل لبنان.
في ملف التجسس، أعلن مصدر في السفارة الروسية لدى لبنان، أنّ السّفارة على علم بالوضع الرّاهن فيما يتعلّق بإحتجاز مواطنين روس في لبنان، وتتّخذ الخطوات اللّازمة لتستوضح الظّروف التّفصيليّة من الجانب اللبناني، وأشار إلى أنّ السّفارة تتّخذ الخطوات اللّازمة لوصول القنصليّة إلى المواطنين الرّوس المحتجزين، وفقًا للقوانين الدّوليّة والمحليّة. وكان المدير العام للأمن العام بالإنابة اللّواء الياس البيسري ، قد كشف أنّ من آخر إنجازات الأمن العام، توقيف خليّة تجسّس أثناء مغادرتها عبر مطار بيروت، كانت تحضّر لعمليّات في الدّاخل. وأوقف جهاز الأمن العام مواطناً روسياً وزوجته أثناء محاولة خروجهما من لبنان عبر مطار بيروت الدولي، وبحسب المعلومات فإن تعاوناً جرى بين "جهاز أمن المقاومة الإسلامية" وجهاز الأمن العام بعدما ظهرت معطيات تشير إلى حركة أحد المواطنين الأجانب في الضاحية الجنوبية. من جهتها، أفادت صحيفة "الأخبار" الناطقة باسم الحزب الايراني، بتوقيف مواطن روسي وزوجته، وذلك بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وأشارت إلى أن المواطن الروسي أقرّ بأنه تم تجنيده من قبل الإستخبارات الإسرائيلية، منذ وقت غير قصير، وأنه تلقى تعليمات بالتوجه إلى لبنان وجرى تزويده بخرائط تخصّ أماكن وتجمعات ومنشآت تنتمي لـ"حزب الله"، وطُلب إليه الذهاب إلى تلك العناوين وتفقدها وتصويرها إن أمكن، وأقرّ أيضاً بأنه زار الضاحية أكثر من مرة، وأنه كان يعمل على جمع معطيات لمطابقتها مع معلومات سابقة موجودة لدى مشغّليه، وفي التحقيق مع زوجته أقرّت بمعرفتها بعمل زوجها وأنها تساعده في مهامه. وتاتي هذه المعلومات بعد أن كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، الخميس، عن أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) أعلن اعتقال أربعة إسرائيليين بتهم الاتصال بحزب الله اللبناني وتهريب متفجرات إيرانية الصنع وعقاقير محظورة إلى إسرائيل، وذكرت أن الرجال الأربعة أعضاء في خلية تهريب، مشيرة إلى أن عملية الاعتقال تمت الشهر الماضي.
في مواقف الحزب الايراني والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن المواصفات التي ينبغي أن تكون في رئيس الجمهورية، أن يكون لديه الخبرة والتجربة الوطنية والاعتدال والانفتاح الوطني على القوى السياسية، ويتمتع بصداقات وقدرات إنقاذية، ومنفتح على الإقليم والعالم، وأن يكون مؤمن بالسلم الأهلي والشراكة الإسلامية - المسيحية، والصيغة الدفاعية التي تتكون من الجيش والشعب والمقاومة، ويدفع نحو تطبيق الطائف وإلغاء الطائفية السياسية وفقا للمراحل الوطنية، وإنجاز قانون انتخابي وفقا للبنان دائرة انتخابية واحدة، ولا نريد رئيسا مجهول الخلفية، لأن اللعبة الدولية موجودة في قلب مراكز القوة المقررة في البلد ، ولن يسمح الحزب بأمركة موقع رئاسة الجمهورية، رافضا للفراغ القاتل مؤكدا على حوار لتسوية وطنية!! ووجه كلامه "لمن يهمه الأمر" مذكرا أن لبنان تحرر بأكبر ملحمة وطنية، وأعظم نصر على الإطلاق قادته المقاومة، واللعب بالسيادة اللبنانية ليس نزهة أبدا، وتقديم اليونيفيل كقوة فوق السيادة والمصالح اللبنانية أمر غير مقبول، ولا قيمة له على أرض الواقع. مشيرا إلى ان حرية حركة اليونيفيل فقط ممكنة ضمن حدود السيادة والمصلحة الوطنية، وان أهل الحزب في الجنوب ضابطة أمن وأمان ودرع حصين وظهر وثيق، ومحاولة مجلس الأمن تقديم اليونيفيل كقوة مواجهة خسارة لليونيفيل، ولن يتم القبول بأي بديل عن الصيغة الوطنية للدفاع الوطني! ومذكرا أن منطقة 1701 أرض لبنانية وذات سيادة لبنانية، وزمن التجاوز للسيادة اللبنانية انتهى، والذي يجري في مجلس الأمن لا يهم.
من جانبه، الشيخ علي دعموش أن سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون من اجل اخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة، فقد استخدمتها الحكومات الظالمة عبر التاريخ، وتستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها و املاءاتها! وشدد على ان الحصار الذي اعتمدته الادارة الاميركية ضد لبنان من اجل الضغط على بيئة المقاومة فشل بفعل الصبر والثبات، وفشلوا أيضا بتحريض البيئة الخاصة والعامة خلال كل المراحل السابقة بالرغم من انفاق مليارات الدولارات لتشويه صورة المقاومة، واكد ان حزب الله الايراني أولويته الاولى انقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة انتظام مؤسسات الدولة لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة ازماتهم، بينما الفريق الآخر اولويته الأولى التحريض والتعطيل!!
أما النائب علي فياض فقد اعتبر أن نافذة الأمل لانتعاش مالي واقتصادي تكمن في خطوة بدء عملية الإستكشاف على أمل أن تكون النتيجة مرضية ومفيدة للبنان، وأن هذا المسار مطلوب بذاته بغض النظر عن أي ظرف، وهو لا يلغي ولا يغني عن ضرورة الاستحقاق الرئاسي عبر مسار الحوار والتفاهم. وفي ما يتعلق بالتجديد للقوات الدولية، أكد أن التعديلات المطروحة دوليا لتعديل مهمة القوات الدولية وقواعد حركتها في منطقة انتشارها مرفوضة رسميا وشعبيا، وإذا أرادت هذه القوات أن تحافظ أو تبني علاقة طيبة ومستقرة مع المجتمع في منطقة عملها، فعليها أن تحرص على التنسيق مع الدولة وأجهزتها وخاصة الجيش وأن تتحرك بالتلازم معه!!
محطات سياسية واقتصادية:
في الوضع الأمني، أفادت مصادر ميدانية أن الغارة الإسرائيلية على محيط العاصمة السورية، الاثنين، استهدفت شحنة أسلحة إيرانية وصلت إلى مطار دمشق. وأكدت الوكالة السورية للأنباء "سانا" سماع دوي انفجار في محيط دمشق، لافتة إلى أنه يجري التحقق من طبيعتها، مشيرة إلى أن وسائط الدفاع الجوي تصدت لأهداف معادية في محيط العاصمة. وقد طالبت سوريا المجتمع الدولي بالتحرك بجدية لوضع حد للهجمات الإسرائيلية على أراضيها وإلزامها بالقوانين الدولية.
من جانب آخر، قُتل ثمانية مقاتلين على الأقل في ضربات جوية روسية استهدفت مقراً عسكرياً تابعاً لهيئة تحرير الشام على أطراف مدينة إدلب الغربية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأربعاء. وقد مصادر ميدانية في المنطقة إن القصف استهدف منطقة على أطراف مدينة إدلب فيها مسابح ومنتزه صيفي، مضيفة أن هيئة تحرير الشام طوقت المنطقة بعد الغارات.
إلى ذلك، قتل سبعة مقاتلين من هيئة تحرير الشام ("جبهة النصرة" سابقاً) جراء قصف لقوات الجيش ريف حلب الغربي، وفق ما أفادت مصادر ميدانية الجمعة، وأشارت إلى أن الجيش استهدف بقذيفة سيارة عسكرية تابعة للهيئة، وعند وصول سيارة ثانية لنقل القتلى والجرحى، عاود استهدافها بقذيفةأخرى، مرجحة ارتفاع عدد القتلى لوجود جرحى بعضهم في حالة خطرة.
وكانت وزارة الدفاع السورية أعلنت في بيان الأربعاء أنها نفذت بالتعاون مع القوات الروسية ضربات جوية ومدفعية مركزة استهدفت مقرات الإرهابيين ومنصات إطلاق الصواريخ والطيران المسيّر ومستودعات الذخيرة، مشيرة إلى مقتل 13 مقاتلاً من الهيئة. كما قتل ثلاثة آخرون ومدنيان في قصف روسي الثلاثاء على نقاط عدة في منطقة إدلب.
من جانب آخر، وفي عمليّة هي الثانية من نوعها خلال أسبوعين، أعلنت "سرايا بركان الفرات" استهداف مسؤول استخبارات في الحرس الثوري الإيراني وسط سوريا يوم الثلثاء. ويطرح الاغتيال الثاني الذي حمل توقيع هذه الحركة الناشئة، تساؤلات كثيرة بشأن خلفياتها وارتباطاتها والجهات الداعمة لها، بخاصة أنّ نشاطها جاء متزامناً مع تصاعد التوتر في الشرق السوري بين القوات الأميركية من جهة والقوات الروسية والإيرانية من جهة ثانية، وسط تكهنات بإمكان حدوث صدام عسكري بين هذه القوى. وأفاد بيان للسرايا بأنّه تمّ استهداف القيادي في حزب الله ومسؤول الاستخبارات في ميليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني، مهدي الحاج الملقّب الحاج أبو حسن اللبناني، وأضاف أنّ العملية جرت بالتنسيق بين "سرايا بركان الفرات" و"سرايا جعفر الطيار" على طريق ريف حمص. وفي البيان المنشور بتاريخ 14 الجاري، أعلنت "سرايا بركان الفرات" بدء عملياتها العسكرية في منطقة دير الزور ضدّ قوات النظام ونقاطه العسكرية، إضافة إلى استهداف المصالح الإيرانية والروسية وكل الميليشيات المسلّحة التي تدعمها، محذّرة من مغبة التعاون أو الانتساب أو تقديم أي مساعدة مادية أو معنوية لهذه الميليشيات. وبالتزامن مع بدء نشاط هذه السرايا كانت مجموعة اخرى أطلقت على نفسها "ثائرون في أرض دير الزور" تتبنّى تنفيذ عمليات ضدّ الميليشيات الإيرانية. وذكرت في بيان أنّها استهدفت رتلاً عسكرياً لميليشيا "حزب الله" اللبناني على طريق عياش - الخريطة في ريف دير الزور الغربي، أسفر عن مقتل عدد من عناصره، جميعهم من الجنسية اللبنانية، وبينهم قيادي، وإصابة آخرين بجروح متوسطة وخطيرة تمّ نقلهم على إثرها إلى مدينة دمشق وإدخالهم بعدها إلى لبنان لإكمال العلاج.
في الوضع الداخلي، تستعد محافظة السويداء السورية يوم الأحد، لاحتجاجاتٍ جديدة تدخل أسبوعها الثاني عقب خروج المئات من سكان المدينة في تظاهراتٍ الأسبوع الماضي، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية جرّاء قيام الحكومة برفع الدعم عن المحروقات.
حتى الآن، فشلت كل محاولات الحكومة بإرضاء المتظاهرين ومنعهم من الاحتجاج، رغم حصول لقاءٍ جمع الأربعاء، محافظ السويداء مع وجهاء من المدينة، ورغم دخول مسؤولين حكوميين آخرين من فرع "أمن الدولة" بين الطرفين، بحسب ما أفادت مصادر محلية من المدينة الواقعة جنوب سوريا والتي تقطنها أغلبية من الطائفة الدرزية.
يشار إلى أنه وإثر فشل المحاولات الحكومية، أعلن المتظاهرون في بيان نُسِب إلى "لجنة دعم الانتفاضة" وصدر مساء السبت، استمرار احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم التي رُفِع سقفها من المطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في المحافظة إلى تطبيق القرار الأممي 2254 وتغيير النظام وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. كما طالبت "اللجنة" بإغلاق كافة مقرّات حزب "البعث" الحاكم في محافظة السويداء وبلداتها، وحماية كافة الدوائر الحكومية من أي تخريب أو سرقة عبر لجانٍ محلّية، علاوة على تلبية دعوة أصحاب المحلات والمتاجر التجارية بتخفيض ساعات الإضراب تجنباً لأي ضرر مادي قد يلحق بأهالي المدينة وتجّارها.
تجدر الإشارة الى ان عدة مناطق في سوريا قد لاقت تظاهرات السويداء خلال الاسبوع، بتظاهرات طالبت خلالها بتغيير النظام وتحسين الاوضاع الاجتماعية.
وصل وفد عسكري روسي رفيع المستوى، الثلاثاء، إلى مدينة بنغازي الليبية بدعوة من قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر. وأفاد المتحدث باسم الجيش الوطني أن نائب وزير الدفاع الروسي يونس بيك يوفقورف ترأس وفد بلاده في الزيارة الرسمية إلى القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، وقال إن الزيارة تأتي في إطار التعاون العسكري والأمني ومحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وأضاف أن الجانبان بحثا في أوجه التعاون والتنسيق بين الطرفين، حسب احتياجات التدريب والتأهيل والصيانة للأسلحة والمعدات الروسية التي تمتلكها القيادة العامة، مشيرا إلى أن روسيا تُعتبر العمود الفقري لتسليح الجيش الليبي.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في بيان إن هذه هي الزيارة الرسمية الأولى للوفد العسكري الروسي إلى ليبيا، مضيفة أنه تم الإعداد للزيارة نتيجة للمفاوضات الروسية الليبية في إطار مؤتمر موسكو الدولي الحادي عشر للأمن، والمنتدى العسكري التقني 2023 في موسكو.
من جانب آخر، أكدت حكومة الدبيبة، بأن كل ما يشاع حول تنازل الدولة أو تخصيص أو مناقشة استخدام ميناء الخمس لقواعد أجنبية غير صحيح، كما نفى الجانب التركي المعلومات عن نية أنقرة إقامة قاعدة لها في الميناء، وأوضحت وزارة الدفاع التركية في هذا السياق، أن القرار الذي اتخذته السلطات الليبيـة بشأن ميناء الخُمس لا يتعلق بتركيا أو أنشطتها، وأن الأخبار التي تروج حول إخلاء الميناء وتخصيصه للجانب التركي هي شائعات غير صحيحة تروجها أطراف ثالثة معادية لتركيا. وقد انتشرت صور ومقاطع فيديو بداية الاسبوع، وثقت لحظة وصول بارجتين ترفعان العلم التركي، لترسيا في ميناء الخمس، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية، حيث أكدّ مراسلون اعلاميون ليبيون، أن السفينتين محملتان بعشرات البحارة والجنود الأتراك القادمين من إحدى القواعد البحرية جنوب تركيا.
وفي هذا السياق، اعتبرت مجموعة عسكرية من المنطقة الغربية والساحل الغربي، في بيان مساء الاثنين، أنّ تركيا تمادت وأصبحت تسيطر على مواقع هامة في الدولة الليبية على غرار قاعدة الوطية وسيدي بلال و ميناء الخمس الذي يعتبر من أهم المنافذ البحرية للبلاد، بهدف إرجاع ليبيا إلى حقبة استعمارية قد ولّت،كما دعت المجموعة الليبيين إلى الخروج في انتفاضة شعبية ضد الاحتلال التركي لليبيا، مشددة على أنها لن تقبل باحتلالهم البلاد مرة أخرى وباستغلال ثرواتها. يشار إلى أن ميناء الخمس، يعتبر أحد أهم المرافق البحرية والموانئ الكبيرة بليبيا، من حيث الموقع وساحات التخزين وطول الأرصفة، فضلا عن إمكانية توسيعه.
في سياق منفصل، أعلن الجيش الليبي، الجمعة، إطلاق عملية عسكرية لتأمين الحدود الجنوبية للبلاد، وذلك بسبب التوترات الأمنية التي تشهدها دولتا النيجر وتشاد المحاذيتان لليبيا، وأوضحت القيادة العامة للجيش، في بيان، أن العملية سيشارك فيها نخبة من القوات المسلحة، وستكون برا وجوا، مشددة على أنها لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها. كما شددت قيادة الجيش على أنها لن تسمح بأن تكون ليبيا منطلقا لأي جماعات أو تشكيلات مسلحة تشكل تهديدا على دول الجوار، كما تعهدت بالحفاظ على حالة الاستقرار والأمن بالجنوب الليبي. وتخشى ليبيا من تدفق واسع للمهاجرين من النيجر وتشاد ومن تسلل جماعات إرهابية مسلحة إلى أراضيها.
وفي وقت سابق، قال الجيش الليبي إن آمر غرفة عمليات القوات البرية صدام خليفة حفتر وآمر قوة عمليات الجنوب المبروك سحبان وصلا إلى الحدود الجنوبية، وتحديدا تلك المشتركة مع تشاد، للإشراف على عمليات عسكرية موسعة لتأمين الحدود. وقالت وسائل إعلام ليبية، الجمعة، إن طائرات تابعة للجيش الوطني الليبي قصفت تجمعات للمعارضة التشادية على الحدود مع تشاد.
في الملف السياسي، شدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي، على ضرورة تشكيل حكومة موحدة كخطوة لإجراء الانتخابات المعطلة، وذلك خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء. وشملت الإحاطة كذلك خطوات بشأن التوافق حول مشاريع قوانين الانتخابات، وتعليقا على الصدامات الدامية بين الميليشيات غربي ليبيا، وإشادة بدور الجيش الوطني الليبي في تأمين الحدود بعد الانقلاب العسكري في النيجر.
إلى ذلك، أكد باتيلي، يوم السبت، أن وجود حكومتين في البلاد يزيد القلق حول مستقبلها، داعياً إلى طي صفحة الانقسام والصراع، ومشيرا إلى أن استمرار الانقسام في القيادة السياسية والأمنية والعسكرية قد يخلق وضعاً تفقد فيه ليبيا سيادتها ووحدة أراضيها.
في هذا السياق، يشار إلى اجتماع القيادات الليبية الثلاثة؛ ممثلة في رئيس البرلمان وقائد الجيش ورئيس المجلس الرئاسي، في مقر قيادة الجيش في الرجمة (شرق بنغازي)، حيث ان حضور المستشار صالح والدكتور محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، الذي لم يأتِ إلى بنغازي منذ توليه منصب رئيس المجلس الرئاسي قبل ثلاث سنوات، وكان محسوباً على تيار الإسلام السياسي، خصوصاً كتلة الوفاء المقربة من المفتي المعزول والتي كانت تربطها علاقات بجماعة مرتبطة بالجماعة الليبية المقاتلة، كان لافتا. وقد أكد المجتمعون في "بيان الرجمة" الذي تلا الاجتماع، على أن يتولى مجلس النواب اتخاذ كل الإجراءات لاعتماد القوانين الانتخابية المُحالة إليه من لجنة «6 + 6» المشتركة بين مجلسي النواب والدولة، وذلك بعد استكمال أعمالها لوضعها موضع التنفيذ. المجتمعون الثلاثة في البيان الصادر عن اجتماعهم الذي وصف بالتشاوري، حرصوا في عباراته على التأكيد على الملكية الوطنية لأي عمل سياسي وحوار وطني، وعدم المشاركة في أي لجان إلا في الإطار الوطني الداخلي دون غيره، في إشارة إلى رفض أي عمل أحادي يتفرد به المبعوث الدولي الذي يكرر الطعن في شرعية الأجسام السيادية القائمة ووصفها بأنها تعاني من أزمة شرعية! كما أكد البيان دعوة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إلى عدم اتخاذ أي خطوات منفردة في المسار السياسي.
قتلت مستوطنة إسرائيلية، الإثنين، في عملية إطلاق نار بالخليل بالضفة الغربية المحتلة. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، في وقت سابق، إنها تعالج شخصين أصيبا بأعيرة نارية بالقرب من مدينة الخليل بالضفة وإنهما في حالة خطيرة. في حين قالت القناة 12 الإسرائيلية إن مركبة مسرعة أطلقت النار تجاه مركبة للمستوطنين قرب مستوطنة كريات أربع، وأصيب مستوطنين بجراح خطيرة، وتم إجلاء المصابين إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع.
في سياق منفصل، قالت وزارة الطاقة الإسرائيلية، الأربعاء، إنها ستزيد إنتاجها من الغاز الطبيعي من حقل تمار البحري وستزيد الصادرات إلى مصر التي تواجه تزايد الطلب وتراجع الإنتاج، وأضافت أن الصادرات إلى مصر ستزيد 38.7 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي على مدى 11 عاما، وإن الإنتاج من حقل تمار سينمو 60 بالمئة أو ستة مليارات متر مكعب سنويا بدءا من 2026. من جانبه، قال يسرائيل كاتس، وزير الطاقة الإسرائيلي ان هذه الخطوة ستزيد إيرادات الدولة وستوطد العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر، دون الخوض في التفاصيل. وقد أشار كاتس إلى إنه وافق على الصادرات الجديدة بعد تأكده من أن إمدادات الغاز اللازمة للاستهلاك المحلي في إسرائيل مضمونة.
واكتُشفت حقول غاز ضخمة على مدى السنوات الخمس عشرة المنصرمة في إسرائيل قبالة ساحل البحر المتوسط، لكن الحكومة تفرض قيودا على مقدار الغاز الذي يمكن بيعه إلى الخارج من أجل ضمان وجود ما يكفي منه في السوق المحلية في المستقبل.
في سياق منفصل، قالت القائمة بأعمال القنصل البريطاني العام في القدس، أليسون ماكوين، الخميس، إن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية غير قانوني، وأعلنت تضامنها مع الفلسطينيين. جاء ذلك خلال زيارة ماكوين لقرية برقة، ومنطقة عين سامية شرق مدينة رام الله، للاطلاع على تطورات الأوضاع وتداعيات العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون، وأعلنت ماكوين لوسائل الإعلام أن هدف الزيارة هو التضامن مع الفلسطينيين في ظل تزايد عنف المستوطنين والتوسع الاستيطاني والبؤر في المناطق المصنّفة (ج)، وأضافت ان هذه المستوطنات غير قانونية، وتقوّض خيار حل الدولتين والوصول إلى السلام. إلى ذلك، أشارت إلى أن عدداً كبيراً من الفلسطينيين يتعرضون للمضايقة والترهيب بشكل يومي من المستوطنين، وهو أمر مقلق للغاية، وطالبت السلطات الإسرائيلية بمحاسبة المستوطنين المسؤولين عن هذه الممارسات، ولفتت إلى ضرورة ضمان حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام وأمان.
قال رئيس الإدارة الحكومية المحلية في مدينة الرطبة بمحافظة الأنبار، بداية الاسبوع، إن العراق أصبح جاهزا فنياً لاستلام الطاقة الكهربائية المجهزة من الأردن. وأشار إلى أن تجهيز الكهرباء من الجانب الأردني إلى قضاء الرطبة سيكون نهاية شهر أغسطس/آب الحالي، مبينا أن الخط جاهز فنياً وبانتظار تطبيق الاتفاقيات مع الجانب الأردني، وموضحا أن توريد الكهرباء من الأردن، سينهي معاناة الانقطاع التام التي يعاني منها سكان المناطق الغربية من العراق.
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية العراقي الثلاثاء أنه بحث مع نظيره التركي الزائر هاكان فيدان حصول بغداد على حصة عادلة من المياه، مضيفا أن وزير الخارجية التركي اقترح تشكيل لجنة دائمة لبحث ملف المياه بين البلدين. ونقلت الوكالة العراقية عن وزير الخارجية العراقي أن الاجتماع مع نظيره التركي كان مهما وعملي وان العلاقات العراقية التركية مهمة للطرفين وأن المبدأ هو الوصول إلى الحل عبر المحادثات، فيما تطرق للوضع الأمني والعسكري والتواجد العسكري التركي بالعراق قائلا إن هذا الأمر كان في صلب المباحثات.
في سياق متصل، ذكرت قناة رووداو التلفزيونية الكردية أن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار وصل الخميس إلى أربيل، ومن المقرر أن ينضم إلى اجتماع مع رئيس وزراء حكومة كردستان العراق مسرور بارزاني ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي يقوم بزيارة رسمية للعراق. يشار إلى أن وزير النفط العراقي زار أنقرة هذا الأسبوع وفشل هو ونظيره التركي في التوصل إلى اتفاق لاستئناف صادرات النفط من شمال العراق والتي أوقفتها تركيا في 25 مارس/آذار، رغم أن الجانبين اتفقا على إجراء مزيد من المحادثات.
إلى ذلك، قالت وزارة النفط العراقية الخميس، إن العراق سيستورد الغاز من تركمانستان وفق اتفاق مبدئي بين الدولتين لتلبية جزء من احتياجات محطات الطاقة في البلاد. وقال وكيل وزارة النفط العراقية لشؤون الغاز، في بيان، انه تم الاتفاق مبدئياً على استيراد كميات من الغاز لتلبية جزء من احتياجات محطات الطاقة الكهربائية، وفق مذكرة تعاون يجري الإعداد لها لهذا الغرض، مشيرا إلى أن التوقيع على المذكرة سيكون قبل نهاية العام الجاري، وستتضمن الكميات المقترحة والآليات التي يتم اعتمادها بين البلدين.
أنهى وفد من سلطنة عمان، الأحد الماضي، زيارة إلى صنعاء استمرت أربعة أيام في سياق جهود إقليمية ودولية منسقة مع الأمم المتحدة للدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية أكثر شمولاً تمهيداً لاستئناف عملية السلام المتعثرة في اليمن. وأفادت مصادر ملاحية في مطار صنعاء الدولي إن الوفد العماني غادر صنعاء دون الإعلان عن أي نتائج لزيارته التي أجرى خلالها مباحثات مع مسؤولين رفيعين في جماعة الحوثي. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أبلغ مجلس الأمن في إحاطته الأخيرة، بأن أطرف النزاع تواصل إظهار الاستعداد للبحث عن حلول، لكنه أكد الحاجة إلى ترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة.
في سياق متصل، أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، سلطان العرادة، أن جماعة الحوثي لا يمكن أن تخضع للسلام الحقيقي لأنه يعني نهايتها، وإنما تريد أن تكسب الوقت وتلعب على الأطراف الأخرى. وقال إن مشروع ميليشيا الحوثي الإرهابية يتآكل من الداخل، ويعاني من مشاكل داخلية كبيرة جداً، وأبرزها عدم قبول الشعب أن يكون تابعا لولاية الفقيه في قم ورفضه لرؤية الميليشيا وأفكارها المنحرفة.
جاء ذلك خلال ترؤسه لقاء موسعا في مأرب الجمعة، ضم رئيس أركان الجيش اليمني وقائد العمليات المشتركة ووكلاء محافظة مأرب ورؤساء السلطة القضائية والقيادات الأكاديمية والعسكرية والأمنية ورؤساء فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بالمحافظة. ولفت العرادة إلى أن الشعب اليمني يملك من الحق والقوة أكثر مما يملكها الحوثي وجماعته المدعومة من إيران، مؤكداً مضي مجلس القيادة الرئاسي باستعادة الدولة ومؤسساتها سلما أو حربا. إلى ذلك، حذر من نفاد الصبر إزاء تمادي ميليشيا الحوثي الإرهابية ضمن استغلالها لدعوات السلام التي فتحت الحديدة ومطار صنعاء، وقال انه لا يمكن أن تظل ميليشيا الحوثي الإرهابية تحت مظلة السلام الكاذب تستورد ما تريد، وتحاصر الشعب اليمني وموانيه وطرقاته وتمنع صادراته التي يتغذى منها المواطن اليمني.
في سياق متصل، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تقليص جميع برامجه الإغاثية الرئيسية في اليمن اعتباراً من نهاية سبتمبر المقبل، بسبب أزمة حادة بالتمويل. وأكد البرنامج، في بيان، حاجته إلى مبلغ 1.05 مليار دولار خلال الستة الأشهر القادمة لدعم عملياته الإنسانية في اليمن، قائلاً إنه لم يتم تأمين سوى 28% فقط من هذه الموارد المطلوبة حتى الآن. وأشار إلى أن هذا التقليص سيؤثر على جميع البرامج الرئيسية التي يقوم البرنامج بتنفيذها على مستوى البلاد، وهي برنامج المساعدات الغذائية العامة، وبرنامج التغذية، وبرنامج التغذية المدرسية، وأنشطة تعزيز القدرة على الصمود. وفي حال عدم الحصول على تمويل جديد، يتوقع البرنامج أن يتأثر قرابة 3 ملايين شخص في المناطق الواقعة شمال البلاد ونحو 1.4 مليون شخص في المناطق الواقعة جنوب البلاد. ووفق برنامج الأغذية العالمي، يعاني أكثر من 17 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، من أصل إجمالي عدد سكان البلاد المقدّر بنحو 30 مليوناً، كما يحتاج 2.2 مليون طفل دون الخامسة ومليون امرأة لعلاج جراء سوء تغذية حاد.
في الملف الاقتصادي، أنهت البورصة المصرية، تعاملات جلسة الأحد، على ارتفاع جماعي وسجل المؤشر الرئيسي EGX30 أعلى قمة في تاريخه عند مستوى 18516 نقطة، بارتفاع 1.7 بالمئة. وربح رأس المال السوقي بنهاية جلسة اليوم نحو 16.66 مليار جنيه، ليرتفع إلى 1.256 تريليون جنيه، مقابل 1.239 تريليون جنيه بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي.
من جانب آخر، وبعد عدة تقارير اشارت إلى احتمالية تراجع الجنيه المصري أمام الدولار، على خلفية الاقتراب من تعويم جديد مرتبط بمراجعة صندوق النقد الدولي الأولى والمقررة الشهر المقبل، ما دفع بالعملة الخضراء إلى الارتفاع في السوق السوداء إلى مستوى 41 جنيها. لكن دعوة "بريكس" 6 دول من بينها مصر إلى الانضمام للمجموعة أحدثت تغير فورياً. فقد شهد الجنيه المصري تحسناً كبيراً في الأداء أمام الدولار في السوق السوداء، بالتزامن مع إعلان الحكومة المصرية توفير الدولار لعدد من المستوردين، وأنباء حول تنويع مصادر التمويل بعيداً عن الدولار دفعت إلى تراجع أسعار السوق السوداء بالقرب من مستوى 39 جنيها للدولار.
في ملف جماعة الاخوان
في تطور جديد ولافت يعيد العلاقة بين جماعة الإخوان والسلطات التركية لطبيعتها الجيدة والتي كانت عليها قبل سنوات، أعلنت الجالية المصرية في تركيا والتي يسيطر عليها الإخوان عن إجراءات تركية جديدة وتسهيلات لعناصر الجماعة المقيمين في اسطنبول خاصة وتركيا بشكل عام. وأعلن عادل راشد رئيس الجالية المصرية في تركيا وهو من قيادات الإخوان أن فاتح آينا مدير إدارة الهجرة باسطنبول دعاه لحضور اجتماع بإدارة الهجرة باسطنبول لمناقشة المشكلات القانونية المتعلقة بالمصريين، وخاصة مايتعلق بتقنين الأوضاع، مضيفا أنه شارك ومعه أسامة عبد القوي نائب رئيس الجالية وأغلب رؤساء وممثلي الجمعيات المصرية، وطلب أن يستمر تنفيذ الشعار الذي أطلقه الرئيس أردوغان وكل مسؤولي الدولة التركية بكونهم الأنصار وجماعة الإخوان بالمهاجرين. ويأتي ذلك بعد أيام من لقاء جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووفد من اتحاد علماء المسلمين ضم أكثر من 20 شخصا من مختلف دول العالم. وفيه أعلن أردوغان عن تخصيص خط مباشر للوفد من أجل التواصل مع رئاسة الجمهورية في حال وقوع أي تجاوزات تطال المهاجرين –ويقصد بهم عناصر الإخوان وتحديدا من مصر وسوريا.
أزمة سد النهضة
انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة، الأحد، جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة، بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا. ويأتي الاجتماع في ضوء البيان الصادر في 13 يوليو الماضي، عن لقاء القيادتين المصرية والإثيوبية بالقاهرة على هامش قمة دول جوار السودان، والتنسيق مع جمهورية السودان. وأكد وزير الموارد المائية والري المصري على أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، يراعى مصالح الدول الثلاث. كما شدد على أهمية التوقف عن أية خطوات أحادية في هذا الشأن، وأن استمرار ملء وتشغيل السد في غياب اتفاق ُيعد انتهاكاً لاتفاق إعلان المبادئ الموقع عام 2015.
أغلقت معظم أسواق الأسهم في الخليج على ارتفاع، يوم الأحد، بعد أن قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول في وقت سابق إن البنك لا يعتقد أن معركة التضخم قد انتهت، ولكنه سيمضي بحذر في خطوته المقبلة. وعادة ما تتبع الدول المصدرة للنفط والغاز في الخليج تحركات الفيدرالي الأميركي في ما يتعلق بأسعار الفائدة، إذ تربط أغلب الدول هناك عملاتها بالدولار، فيما الدينار الكويتي فقط هو الذي يرتبط بسلة من العملات تشمل الدولار.
في سياق منفصل، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا، يوم الخميس، إن مجموعة دول بريكس قررت دعوة ست دول لعضويتها هي السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا. وتصدر النقاش بشأن توسعة عضوية المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا جدول أعمال قمة عقدت على مدى ثلاثة أيام انتهت الخميس. ورغم إبداء الدول الأعضاء دعمها سابقا لتوسعة التكتل كانت هناك انقسامات بين القادة بشأن العدد وسرعة الانضمام. وستبدأ عضوية الدول الجديدة التي ستنضم إلى المجموعة اعتبارا من 1 يناير 2024. وأشار الرئيس الروسي، إلى أن اعتماد البيان الختامي لم يكن سهلاً، ولكن رئيس الدولة المضيفة، سيريل رامافوزا، أظهر مهارة دبلوماسية مذهلة! وقد أشار الأعضاء إلى أن مجموعة أكبر يمكن أن تساعد في مواجهة هيمنة مجموعة السبع على الشؤون العالمية. وكان الدافع وراء التوسع إلى حد كبير هو الصين، لكنه حظي بدعم روسيا وجنوب أفريقيا. وكانت الهند تشعر بالقلق من أن مجموعة البريكس الأكبر قد تحول المجموعة إلى ناطق بلسان الصين، في حين كانت البرازيل قلقة بشأن تنفير الغرب.
في شأن الامارات العربية المتحدة
في الملفات الاقتصادية، تجاوز إجمالي الأصول الأجنبية لمصرف الإمارات المركزي حاجز 592 مليار درهم في نهاية يونيو الماضي وذلك للمرة الأولى في تاريخها، وفق أحدث إحصائيات مصرف الإمارات المركزي. وزادت الأصول الأجنبية للمصرف المركزي خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 19.9 بالمئة أو ما يوازي 98.3 مليار درهم مقارنة بنحو 493.85 مليار درهم في نهاية العام الماضي، بينما ارتفعت على أساس سنوي بنسبة 36.6 بالمئة مقابل 433.35 مليار درهم خلال يونيو 2022، بزيادة تعادل نحو 158.8 مليار درهم خلال 12 شهراً.
في سياق آخر، قال الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات، إن بلاده مهتمة بتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع بلدان القارة الإفريقية، متوقعا ان يرتفع حجم التبادل التجاري بين الإمارات وإفريقيا بنسبة 30 بالمئة ليصل إلى ما يقارب 50 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة. وأشار حميد محمد بن سالم إلى أنه يوجد أكثر من 45 ألف شركة إفريقية بدولة الإمارات، وأن الإمارات هي الدولة الأولى عربيا في حجم الاستثمارات في القارة الإفريقية، وتعد أكبر نقطة عبور لتجارة العديد من بلدان إفريقيا.
في سياق متصل، رحبت دولة الإمارات بالانضمام لمجموعة بريكس بعد الدعوة التي وجهت إليها و5 دول أخرى للانضمام للمجموعة خلال اليوم الأخير من القمة التي انتظمت في جوهانسبيرغ بجنوب أفريقيا. وقال الرئيس الإماراتي أن دولته تقدر موافقة قادة مجموعة بريكس على ضم دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المجموعة المهمة، وان الامارات تتطلع إلى العمل ضمن المجموعة من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم.
إلى ذلك، أكد الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف (COP28)، أن رئاسة المؤتمر، تسعى إلى مد جسور التواصل والتعاون مع المجتمع الدولي ليكون المؤتمر منصة فاعلة لتحقيق أعلى الطموحات المناخية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لما فيه مصلحة أجيال الحاضر والمستقبل، وإتاحة الفرصة لجميع الدول والقطاعات وفئات المجتمع للتعاون وتوحيد الجهود. جاء ذلك بمناسبة بدء العد التنازلي لانطلاق COP28 بعد 100 يوم في مدينة إكسبو دبي في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين، والذي سيكون أكبر مؤتمر دولي تستضيفه دولة الإمارات، وأهم مؤتمر عالمي يركز على التصدي لتداعيات تغيُّر المناخ.
من جانب آخر، وبهدف ضمان تدفق السلع والبضائع والخدمات بين أرجاء العالم من دون عوائق، حثت دولة الإمارات على ضرورة حشد الجهود الدولية لاعتماد نظام تجارة عالمي منفتح وشامل وقائم على التعددية، ويتبنى التكنولوجيا الحديثة. جاء ذلك في كلمة، وزير دولة التجارة الخارجية الإماراتي، لدى مشاركته في الاجتماع الوزاري المعني بالتجارة والاستثمار لمجموعة العشرين في مدينة جايبور الهندية، بحضور نظرائه من الوزراء المسؤولين عن التجارة الخارجية والاستثمار لتقديم قائمة من المقترحات التي تهدف للنهوض بالتجارة العالمية وضمان مواصلة تحقيق النمو والتنمية الاقتصادية لكافة الدول على المدى البعيد. وشدد الوزير خلال الاجتماع على التزام دولة الإمارات بضمان الوصول المنصف والشامل إلى نظام التجارة العالمي لدول الجنوب، مؤكداً على دور التجارة كمحفزٍ للإنتاجية الصناعية وتوليد فرص العمل وتبادل المعرفة. كما دعا الحضور إلى تبني التكنولوجيا والفرص التي تقدمها باتجاه إنشاء سلاسل توريد ذكية وفعالة ومتكاملة ومستدامة.
في الشأن السعودي
نفى مصدر سعودي مسؤول، الخميس، الادعاءات والمزاعم الواردة في تقرير إحدى المنظمات المتعلقة بالاعتداء على مجموعات من الجنسية الإثيوبية أثناء عبورهم الحدود السعودية - اليمنية، مؤكداً أنْ لا أساس لها من الصحة، وتستند إلى مصادر غير موثوقة. واستنكر المصدر في بيان، إثارة بعض المنظمات الادعاءات الكاذبة عن السعودية، وأن ما وصلت إليه من تقارير مُسيسة ومضللة والترويج لها في سياق حملات إعلامية مغرضة تتم إثارتها بشكل متكرر لأهداف وغايات مشبوهة. كما أكد أنه سبق تقديم الرعاية الطبية اللازمة لمجموعات بشرية تعرضت لإصابات نارية من جماعات مسلحة لدفعها إلى دخول المملكة بالقوة الجبرية عبر الحدود السعودية - اليمنية.
من جانب آخر، قال وزير الخارجية السعودي الخميس، إن المملكة تمتلك أدوات فعالة ودورا مسؤولا في تحقيق استقرار أسواق الطاقة، وأكد الأمير فيصل في كلمة المملكة أمام جلسة حوار لمجموعة بريكس في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا استمرار السعودية في كونها مصدراً آمناً وموثوقاً لإمدادات الطاقة بجميع مصادرها، كما أكد أيضا أن المملكة ستدرس دعوة "بريكس" للانضمام إليها، وأنها ستتخذ القرار المناسب.
في الملف الاقتصادي، تراجعت صادرات السعودية السلعية، خلال يونيو الماضي، بنسبة 39.7 بالمئة على أساس سنوي، مع انخفاض صادراتها النفطية وغير النفطية. وأظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية، الخميس، أن قيمة الصادرات السلعية خلال شهر يونيو الماضي تراجعت إلى 88.8 مليار ريال سعودي (23.7 مليار دولار)، مقابل نحو 147 مليار ريال في يونيو 2022. وتأثرت صادرات البترول السعودية، مع دخول خفض إنتاج النفط الطوعي البالغ 500 ألف برميل يوميا، حيز التطبيق بداية من مايو، وذلك ضمن التخفيضات التي أعلنتها المملكة ومنتجو نفط آخرون في تحالف "أوبك+"، وعادت السعودية وأعلنت عن خفض طوعي إضافي بمليون برميل يوميا اعتبارا من بداية يوليو، ليكون مجموع خفض المملكة التطوعي 1.5 مليون برميل يوميا، والذي سيستمر في سبتمبر المقبل، مع إمكانية تمديده وتعميقه. وكانت الصين هي الشريك الرئيس للمملكة في التجارة السلعية خلال يونيو الماضي، إذ استحوذت على نحو 15.5 بالمئة من إجمالي صادرات المملكة، بما قيمته 13.7 مليار دولار.
على صعيد منفصل، تنطلق في الرياض فعاليات النسخة الرابعة مهرجان ساوندستورم، أكبر مهرجان موسيقي في الشرق الأوسط ، وذلك منتصف ديسمبر القادم ويستمر لثلاثة أيام. ويمكن لمحبي الموسيقى الحصول على تذاكرهم بخصم 25%، وهو الخصم الأعلى من نوعه لهذا العام، ابتداء من 24 أغسطس، لحضور المهرجان الذي يضم أكبر مسرح في العالم بحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية، والذي يقام في الفترة من 14 إلى 16 ديسمبر، وقال طلال البهيتي الرئيس التنفيذي للعمليات ورئيس حجز المواهب والفعاليات في ميدل بيست، ان نسخة هذا العام من مهرجان ساوندستورم ستكون حدثاً يأسر اهتمام العالم بما تقدمه من مفاجآت مثيرة وأسماء لامعة من نجوم الموسيقى على المستوى العالمي والإقليمي، فيما يرسخ مكانة المهرجان كعلامة بارزة على خريطة الفعاليات الموسيقية العالمية ويعزز مكانة السعودية الموسيقية إقليمياً وعالمياً.
قال خبراءُ ومحللون تونسيون، إن مفاوضاتِ تونس مع صندوق النقد الدولي قد تطول في الفترة المقبلة، مؤكدين أن قرض صندوق النقد ليس مَصيريا، نظرا للمساعدات الأوروبية الأخيرة في إطار اتفاق التنمية والهجرة الأخير. وقد أشار الخبراء إلى أن الضغط الاوروبي من شأنه أن يعطي دفعا لتونس في مفاوضاتها مع الصندوق، لكن المشكلة الاهم تبقى في التصنيف الائتماني وتراجع الانتاج وتراجع احتياطي العملات الصعبة.
من جانب آخر، دعا الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل السلطة التنفيذية إلى وضع خارطة الطريق بخصوص السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
وفي ملف الازمة، ذكرت وكالة الأنباء التونسية يوم الأربعاء، أن سفينة تحمل 27.5 ألف طن من القمح وصلت إلى الميناء التجاري في صفاقس قادمة من روسيا، وقالت الوكالة إن عمليات تفريغ شحنة السفينة بدأت بالفعل.
ذكرت مصادر متابعة أن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، سيلتقي الرئيس المصري، الأحد في مدينة العلمين الجديدة، ولفتت إلى أن البرهان سيتوجه بعد ذلك إلى السعودية. وهذه أول جولة خارجية للبرهان منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي. كان قائد الجيش السوداني زار قواعد عسكرية بالقرب من العاصمة، في أول جولة له خارج الخرطوم منذ اندلاع الصراع، حيثغادر البرهان، الخميس، مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، الذي تقول قوات الدعم السريع إنها تحاصره، وشوهد في مقاطع فيديو وصور في مدينة أم درمان على الجهة المقابلة من نهر النيل. وتداول الجيش، الجمعة، مقاطع فيديو للبرهان وهو يزور قاعدة لسلاح المدفعية في عطبرة بولاية نهر النيل شمالي الخرطوم، وبعد هذه الجولة، ذكر مصدران حكوميان أن البرهان يعتزم أيضا مغادرة السودان لإجراء محادثات في دول الجوار بعد زيارة قواعد للجيش وبورتسودان، مقر الحكومة المؤقت.
من جانبه، طرح قائد قوات الدعم السريع، يوم الأحد، مبادرة للحل في السودان من 10 مبادئ، واشترط حميدتي في المقترح حكما ديمقراطيا مدنيا كأساس لحل الأزمة في البلاد يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم، مشيرا إلى أن النظام الفيدرالي هو الأنسب لحكم السودان. كما شدد في بيان رسمي، على وجوب الإقرار بضرورة تأسيس وبناء جيش سوداني جديد وذلك بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تنأى عن السياسة، وتعكس تنوع السودان. وذكر أيضاً أنه يجب إشراك أوسع قاعدة سياسية واجتماعية ممكنة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني من كافة مناطق السودان في السلطة، مشيرا إلى وجوب مشاركة جميع حركات الكفاح المسلح في أي حل سياسي، وشدد على ضرورة البدء في المرحلة الانتقالية والتحول الديمقراطي وإجراء انتخابات، مؤكداً أن تحقيق السلام في السودان يتطلب وقف عنف الدولة ضد المواطنين.
ميدانيا، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم، يوم الأحد، فيما سمع دوي انفجارات قوية هزت جنوب وسط العاصمة. وأفادت مصادر ميدانية أن الانفجارات كانت جراء غارات جوية لمقاتلات الجيش السوداني على موقعين تابعين لقوات الدعم السريع، حسب ما ذكره الجيش. وقد أفادت في وقت سابق بأن الجيش شن هجوماً على مواقع الدعم السريع في مطار الخرطوم الدولي وتخومه، كما أشارت إلى اندلاع اشتباكات في محيط سلاح المدرعات بالخرطوم وسلاح المهندسين في أم درمان، مصحوبة بقصف مكثف في عدة اتجاهات سواء بالخرطوم وأم درمان وبحري.
وكانت قوات الدعم شنت السبت هجوماً جديدا على معسكر المدرعات جنوب العاصمة، هو السابع من نوعه خلال الأيام الماضية، إلا أن القوات المسلحة تمكنت من صده. فيما نفذ الجيش قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على أجزاء واسعة في مدن العاصمة الثلاث استهدف تمركزات الدعم السريع.
في ملف الانتخابات الرئاسية المنتظرة، يتقدم ترمب في استطلاعات الرأي بهامش واسع عن بقية المرشحين في حزبه، مما يأهله ضمنا لأن يصبح المرشح الجمهوري للرئاسة 2024. ولم يخسر أي مرشح ترشيح حزبه عندما يتقدم بهامش واسع، مثل الرئيس السابق ترمب في هذا التوقيت في الانتخابات التمهيدية المفتوحة. ومازالت أرقام الجمهوريون الثمانية، الذين ظهروا على خشبة المسرح، خلال مناظرة انتخابية، ليلة الأربعاء ضعيفة ومن غير المرجح أن يطالبوا بالترشيح ما لم يتغير شكل السباق، إما من خلال جهودهم أو من خلال قوى خارجية. ومع كل هذه الأرقام الداعمة هناك قصة تحذيرية واحدة لترمب، حتى لو كانت الهوامش والظروف مختلفة، حيث أنه خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2008، كانت هيلاري كلينتون تتقدم على باراك أوباما بمتوسط حوالي 28 نقطة مئوية في أكتوبر من عام 2007 قبل أن ينتزع أوباما الفوز والترشيح في نهاية المطاف.
ويحظى ترمب بدعم يتجاوز 50% في المتوسط في استطلاعات الرأي الأولية الوطنية، وقد ظل هذا الرقم ثابتا نسبيا حتى بعد لوائح الاتهام الجنائية الأربع الموجهة إليه. وخلال انتخابات عام 2000، بلغ متوسط تأييد آل جور حوالي 58% في استطلاعات الرأي الوطنية قبل الانتخابات التمهيدية، في حين بلغ متوسط تأييد جورج دبليو بوش حوالي 59% على الجانب الجمهوري. فيما بلغ متوسط تأييد هيلاري كلينتون في مثل هذه المرحلة حوالي 61% خلال انتخابات عام 2016 قبل أن تصبح المرشحة الديمقراطية. ويتقدم ترمب على حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، أقرب منافسيه، بأكثر من 37 نقطة مئوية. وتظهر استطلاعات الرأي للانتخابات العامة، أن ترمب والرئيس جو بايدن سيخوضان منافسة شديدة في انتخابات العودة الافتراضية.
في سياق منفصل، مددت محكمة روسية يوم الخميس، لثلاثة أشهر (حتى 30 نوفمبر) الحبس المؤقت للصحافي الأميركي إيفان غيرشوكوفيتش الذي أوقف نهاية مارس في روسيا بتهمة التجسس التي ينفيها. ومنع الصحافيون من حضور الجلسة التي كانت مغلقة، كما امتنعت إحدى محاميات الصحافي عن الإدلاء بأي تصريح لدى خروجها من المحكمة. وكان تمديد فترة حبسه شبه مؤكد إذا نادراً ما يفرج القضاء الروسي عن موقوفين بانتظار محاكمتهم بتهم بهذه الخطورة. يذكر أن موسكو لم تدعم حتى الآن هذه الاتهامات بأي دليل علني وقد صنفت الإجراءات برمتها على أنها سرية، ولم يكشف عن أي موعد لبدء محاكمته حتى الآن.
على صعيد منفصل، أعلنت وزارة العدل الأميركية الخميس أنّها رفعت دعوى قضائية ضد شركة "سبيس إكس" التي يديرها إيلون ماسك، بتهمة التمييز في التوظيف ضد اللاجئين. وقالت الوزارة إنّ الشركة زعمت بشكل خاطئ، في الوظائف المتاحة التي أعلنت عنها في الفترة الممتدة بين سبتمبر 2018 إلى سبتمبر 2022، أنّها لا يمكنها توظيف سوى الأميركيين أو حاملي "البطاقة الخضراء" التي تخوّل صاحبها الإقامة بصورة دائمة في الولايات المتّحدة. وتسعى هذه الدعاوى إلى حصول اللاجئين الذين استُبعدوا أو مُنعوا من إمكانية العمل في شركة سبيس إكس بسبب هذا التمييز على تعويضات بما في ذلك تعويضات مالية. وتواجه شركة "تيسلا" المملوكة أيضاً من الملياردير إيلون ماسك دعوى قضائية من ولاية كاليفورنيا بتهمة التمييز العنصري في مصنعها في فريمونت.
رفضت محكمة العدل الاتحادية في ألمانيا هذا الاسبوع، استئنافاً قدمه جندي بالجيش كان تظاهر بأنه طالب لجوء سوري، ودِين العام الماضي بتهمة التآمر لمهاجمة سياسيين بارزين. الجندي، الذي تم كشف جزء من هويته التزاماً بلوائح الخصوصية الألمانية، كان قد أدين من قبل محكمة ولاية فرانكفورت في تموز/يوليو 2022 بتهمة الإعداد لجريمة خطيرة تهدف إلى تعريض الدولة للخطر والاحتيال وانتهاك قوانين الأسلحة، وحكمت عليه المحكمة، التي وجدت أن لديه آراء يمينية متطرفة، بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف السنة.
في سياق منفصل، أعلنت شركة الاتصالات السعودية (STC) الأحد أن شركة أبراج الاتصالات (توال) التابعة لها حصلت على تمويل عن طريق قروض بنكية متوافقة مع الشريعة الإسلامية بمبلغ إجمالي 1.42 مليار دولار للاستحواذ على 3 شركات أبراج من يونايتد غروب في كل من بلغاريا وكرواتيا وسلوفينيا. وذكرت الشركة في الإفصاح أن البنك الأهلي السعودي، أكبر بنوك المملكة، ساهم بمبلغ 1.02 مليار دولار منها 300 مليون دولار كقرض تجسيري، وأن بنك دبي الإسلامي وبنك أبوظبي الأول ساهما بمبلغي 250 مليون دولار و150 مليون دولار على الترتيب. وقالت الشركة إن الأثر المالي للصفقة سينعكس في أرباح الربع الثالث.
على صعيد آخر، أعلن الاتّحاد الأوروبي الأربعاء إقامة جسر جوّي إنساني لشرق جمهورية الكونغو الديموقراطية لنقل إمدادات إغاثية إلى مدينة غوما. وقال مفوّض إدارة الأزمات في الاتّحاد يانيز لينارتشيتش إن العملية التي تأتي استجابة لنداء الأمم المتحدة وستساهم في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص في منطقة تشهد معارك بين جماعات مسلحة وعمليات نزوح جماعي. وسينقل الاتحاد الأوروبي 180 طناً من المواد الغذائية والأدوية والإمدادات الأخرى على متن رحلتين من أوروبا إلى العاصمة الكينية نيروبي، وبحسب مسؤولين في بروكسل فإنّ 8 رحلات جوية ستنطلق من نيروبي في أغسطس الجاري لنقل المساعدات إلى غوما، وقد جرت رحلتان بالفعل يوم الثلاثاء.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد هذا الاسبوع.
رفع البنك المركزي التركي أسعار الفائدة الأساسية بأكثر من المتوقع إذ زادها بمقدار 750 نقطة أساس إلى 25% اليوم الخميس مما دفع الليرة لتحقق ارتفاعا نادرا. وأشارت الخطوة إلى تصميم السلطات على معالجة التضخم بالغ الارتفاع في إطار تراجع عام عن السياسات المالية غير التقليدية. وقالت لجنة السياسة النقدية، إنها سترفع أسعار الفائدة قدر الحاجة في التوقيت المناسب وبطريقة تدريجية لتهدئة التضخم الذي ارتفع إلى ما يقرب من 48% الشهر الماضي. ويقول محللون إن تلك الخطوة هي الأوضح حتى الآن على التحرك صوب انتهاج سياسات تقليدية بعد انتهاج سياسات غير تقليدية على مدى سنوات في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان ومن شأن ذلك أن يساعد في كبح توقعات التضخم.
ولامست الليرة مستويات انخفاض تاريخية بشكل يومي تقريبا على مدى الأسابيع القليلة الماضية بما في ذلك قبل دقائق من إعلان قرارات السياسات المالية الجديدة، لكنها قفزت بأكثر من 3% أمام الدولار بعد إعلان القرار وسجلت 26.41. كما ارتفعت أسهم البنوك التركية بما يقارب 10% مما رفع مؤشر بورصة إسطنبول الأوسع نطاقا بينما قفزت السندات الحكومية المقومة بالدولار بأكثر من سنتين وفقا لبيانات تريدويب.
في السياق، رفع بنك جيه.بي مورغان الخميس توقعاته لتحركات أسعار الفائدة والتضخم في تركيا بعد أن رفع المركزي التركي سعر الفائدة، وقال محللون في البنك الاستثماري في مذكرة بحثية إنهم يتوقعون حاليا رفع تركيا سعر الفائدة 250 نقطة أساس في كل اجتماع للمركزي حتى نهاية العام مما رفع توقعاتهم لسعر الفائدة بنهاية العام إلى 35 من 30%. كما عدل البنك توقعاته للتضخم بنهاية العام بالرفع إلى 62 من 57% توقعها سابقا، وقال إن التضخم سيفوق على الأرجح 70% في مايو/أيار من العام المقبل.
في سياق منفصل، تراجع منسوب السدود التي تزود إسطنبول بالمياه إلى 31 بالمئة، في حين جفت المناطق المحيطة بقناة غوزيلجي في حوض سد "علي بي" بالكامل، وبحسب معطيات إدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول، فإن
نسبة المياه في سد "علي بي" انخفض خلال آخر أسبوع من 15.71 بالمئة إلى 14.19 بالمئة. جدير بالذكر أن خبراء المياه يدعون المواطنين في إسطنبول إلى عدم الإفراط في استهلاك المياه لتجنب أي أزمة قد تنتج عن الجفاف الذي يضرب العالم بأسره.
في ملف مجموعة فاغنر، بدأت على ما يبدو مسيرة تقليم أظافر المجموعة العسكرية الخاصة خارج روسيا. فقد حط نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، في دمشق بعد ليبيا، مطالباً بطرد مقاتلي فاغنر من البلاد، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة، يوم الأحد، موضحة أن المسؤول الروسي طالب قيادات عسكرية سورية بإبلاغ مقاتلي فاغنر بضرورة الانسحاب من البلاد أو الانضمام للجيش الروسي في سوريا. كما أضاف أنه بحث ملف فاغنر بالإضافة إلى عدة قضايا أخرى مع القادة السوريين. كما ذكرت المصادر أن وزير الدفاع السوري اجتمع بالفعل مع قيادات فاغنر، وعرض عليهم تسليم سلاحهم والانسحاب من البلاد، خلال شهر كحد أقصى أو الانضمام للجيش الروسي في سوريا والعمل تحت إمرته.
وتتطابقت هذه المعلومات مع أخرى أفادت بأن وفداً روسياً زار ليبيا أيضاً، ليعلم جهات عسكرية فاعلة هناك بضرورة وقف التعامل مع بريجوجين، في محاولة لكبح جماح الرجل اقتصاديا. وأوضحت مصادر مطلعة أن تلك الزيارة أتت ضمن مساعٍ قادها الكرملين من أجل السيطرة رسميًا على شبكة الشركات المترامية الأطراف التابعة لبريغوجين، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، كما كشفت أن يفكوروف، الذي ترأس الوفد، هو الرجل نفسه الذي وبخه بريغوجين علناً عندما استولت فاغنر على مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في روستوف في 24 يونيو الماضي، خلال الانقلاب.
يذكر كذلك ان موسكو أوصلت رسائل إلى بعض الدول الإفريقية، داعية إياها إلى الابتعاد على قائد فاغنر، ومن ضمنها جمهورية إفريقيا الوسطى، بعد أن حط الرجل الستيني في القصر الجمهوري مطمئناً الرئيس فوستين آركانج تواديرا، أن تمرده المجهض في روسيا أواخر يونيو الماضي، لن يمنعه من جلب مقاتلين جدد واستثمارات تجارية إلى إفريقيا الوسطى، وفق ما أكد ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر. وكان بوتين قد أخبر رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى شخصياً، أن الوقت قد حان للنأي بنفسه عن بريجوجين، وعندما زار تواديرا مسقط رأس بريغوجين في سانت بطرسبورغ لحضور مؤتمر الشهر الماضي، امتنع عن التقاط صورة شخصية مع القائد المثير للجدل. فبعد الإمبراطورية الاقتصادية الكبيرة التي بناها بريغوجين، يبدو أن لعاب العديد من الجهات سال، إذ بدأت شركات المرتزقة الجديدة، التي تديرها وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية GRU، تتنافس للاستيلاء على عقود فاغنر. كما ان بوتين أمر مؤخراً عناصر المجموعة بالالتحاق رسمياً بالجيش وحلف قسم الولاء، بعد مقتل زعيمهم.
من جانب آخر، فرضت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، عقوبات على 13 شخصا وكيانا قالت إنهم على صلة بالترحيل القسري للأطفال الأوكرانيين، فيما تكثف واشنطن الضغط على موسكو بسبب غروها أوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات لفرض قيود تأشيرات على ثلاث إدارات عينتها روسيا لتورطها في انتهاكات لحقوق قصّر أوكرانيين.
ومن بين الكيانات التي فرضت عليها الوزارة، اليوم الخميس، عقوبات، معسكر أرتيك التي تقول الوزارة الأميركية إنه معسكر صيفي مملوك للحكومة الروسية ويقع في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، وذكرت وزارة الخارجية أن معسكر أرتيك استقبل أطفالا أوكرانيين وضِعوا في برامج وطنية للتعليم من جديد ومُنعوا من العودة إلى والديهم. وكان مدير المعسكر من بين من فُرضت عليهم عقوبات، كما شملت العقوبات مستشار حاكم منطقة بيلجورود، ومفوض حقوق الأطفال في منطقتي كالوجا وروستوف، ورئيس حكومة جمهورية الشيشان، إلى جانب آخرين. وكان الاتحاد الأوروبي، أعلن أنه قرر تمديد عقوباته المفروضة على روسيا، بسبب غزوها أوكرانيا، 6 أشهر حتى 31 يناير 2024.
إلى ذلك، يلف وشاح من الغموض مقتل قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين، منذ الأربعاء الماضي، فيما لا تزال التحقيقات بحادث سقوط الطائرة مستمرة. يشار إلى أن الفحوص الجينية لم تؤكد إلا يوم الأحد، بشكل قاطع وفاة زعيم فاغنر، وفق ما أعلنت لجنة التحقيق الروسية المكلفة بالنظر في الحادث، فقد أوضحت اللجنة في بيان أن الفحوص الجينية الجزيئية أثبتت أن هويات القتلى العشرة الذين تمّ انتشال جثثهم من موقع الحطام تتطابق مع قائمة الركاب وأفراد الطاقم، والتي كانت تضم اسم بريغوجين. يذكر أن العديد من المراقبين رأوا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الجيش الروسي، أن بريغوجين وقع شهادة وفاته، وأن العقاب آت عاجلاً أم آجلا.
في سياق منفصل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إصرار تحالف بريكس للتوصل إلى إنشاء عملة موحدة للمجموعة على الرغم من التعقيدات التي تواجه هذا الموضوع، وأضاف سيتم العمل في العام المقبل خلال رئاسة "بريكس" مع الدول في صيغتي "بريكس+" وOutreach. وأشار إلى أن روسيا لها مصلحة في تعزيز العلاقات مع إفريقيا، كما سيتم إنجاز المشاريع المختلفة في القطاعات المختلفة، كما سيولى اهتمام كبير لتوفير المواد الغذائية والأسمدة، وسيتم استخدام كل الوسائل الممكنة لضمان الأمن الغذائي! وأوضح بوتين أن بلاده ستقدم خلال أشهر قليلة لـ 6 دول في إفريقيا من 25-50 ألف طن من الحبوب، على الرغم من جميع العراقيل والعقوبات المفروضة على موسكو!
بعد كلام الرئيسبوتين عن أن أوكرانيا هي نتاج خطأ تاريخي خلال الحقبة السوفياتية وأنها لم تكن موجودة كدولة، أتت تصريحات ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي لتؤكد هدف الغزو الروسي. فقد قال ميدفيديف نهاية الاسبوع الماضي، إن الحرب لن تتوقف قبل تدمير دولة أوكرانيا الحالية، وإن استغرق الأمر سنوات أو عقودا وأضاف أنه لا خيار أمام بلاده، فإما تدمير نظام كييف أو سينتهي الأمر بتمزيق روسيا، حسب تعبيره.
وفي سياق متصل، أفادت معلومات صحفية عن تعيين رئيس أركان القوات الجوية قائدا مؤقتا للقوات الجوية خلفا لسيرغي سوروفيكين الذي أقيل من منصبه هذا الاسبوع.
ميدانيا، وفيما أشارت الاستخبارات العسكرية البريطانية إلى أن روسيا من المحتمل أن تصعِّد قوة هجماتها في محور كوبيانسك ليمان خلال الشهرين المقبلين لإقامة منطقة عازلة حول إقليم لوغانسك، قال قائد عسكري أوكراني إن القوات الأوكرانية تعتقد أنها اخترقت أصعب خطوط الدفاع الروسية في جنوب البلاد وستتمكن الآن من التقدم بسرعة أكبر. وقالت القوات الأوكرانية، الأربعاء، إنها رفعت علم البلاد في قرية روبوتين بمنطقة زابوريجيا في الجنوب، على بعد نحو 10 كيلومترات إلى الجنوب من بلدة أوريخيف الواقعة على خط المواجهة.
كما قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع إن قوات بلادها تتقدم جنوب باخموت، وقد استعادت السيطرة على 3 كيلومترات مربّعة في محيط المدينة الواقعة بمقاطعة دونيتسك.
إلى ذلك، أعلن جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية، الجمعة، أن كييف شنت هجوما بطائرات مسيرة على قاعدة للجيش الروسي في عمق شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، في حين أفاد سكان بسقوط ضحايا ووقوع انفجارات. وافادت روسيا، في وقت سابق، بوقوع واحدة من أكبر الغارات الجوية الأوكرانية المنسقة فوق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، لكنها قالت إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت جميع الطائرات المسيرة وعددها 42 قبل أن تضرب أهدافها في شبه جزيرة القرم. وقال مسؤولون بالمخابرات الأوكرانية إن الهجوم أصاب لواء الدفاع الساحلي الروسي 126 المتمركز في بيريفالنوي وهي بلدة تبعد أكثر من 200 كيلومتر عن الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا. في حين اكد سكان بيريفالنوي في منشوراتهم على تطبيق تيليغرام إنهم سمعوا انفجارات من القاعدة العسكرية وأشاروا إلى سقوط قتلى.
من جانب آخر، تعرضت العاصمة الروسية موسكو على مدى أيام الاسبوع لهجومات بالطائرات المسيرة الاوكرانية، حيث أعلنت السلطات الروسية عن إغلاق مطارات المدينة بشكل دوري، كما أفادت وسائل إعلام روسية، يوم الأربعاء، بانفجار وتصاعد دخان في منطقة الأعمال بموسكو التي تبعد 5 كيلومترات عن الكرملين.
كذلك، تعرضت المدن الاوكرانية لضربات بالصواريخ والمسيرات، وانطلقت صفارات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا للتحذير من غارات جوية، كان آخرها أعلان الجيش الأوكراني، صباح الأحد، صد هجوم جوي روسي على مشارف العاصمة كييف، في وقت سمع دوي انفجارات في المنطقة.
في ملف المساعدات العسكرية، أعلنت اليونان بداية الاسبوع عن استعدادها لتدريب الطيارين الاوكران على مقاتلات "إف-16" الأميركية. كما أعلنت السويد عن استعدادها، هي أيضا، لتزويد كييف بهذه الطائرات. من جانبها، اعلنت واشنطن انها جاهزة لتدريب القوات الأوكرانية على طائرات إف-16 في الولايات المتحدة بعد استكمال تدريبهم في أوروبا.
نقلت وكالة "إنترفاكس" عن وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن نائب وزير الدفاع الروسي ناقش مع قائد القوات البرية الإيرانية التعاون العسكري بين البلدين، وكان الإعلام الرسمي الروسي قد أفاد بوصول وفد عسكري إيراني إلى موسكو، الإثنين. وتعززت العلاقات بين روسيا وإيران، الخاضعتين لعقوبات اقتصادية غربية، في المجال العسكري ومجالات أخرى، منذ بدأت روسيا هجومها العسكري على أوكرانيا قبل 18 شهرا.
في سياق منفصل، قال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في مؤتمر صحافي الاثنين، إن إجراءات الإفراج عن الأميركيين المحتجزين في إيران ستستغرق ما يصل إلى شهرين على الاكثر. وقد توصلت طهران وواشنطن في وقت سابق من الشهر الجاري لاتفاق يشمل إطلاق سراح خمسة مواطنين أميركيين محتجزين في إيران والإفراج عن أصول إيرانية مجمدة في كوريا الجنوبية قيمتها ستة مليارات دولار. وذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية الاثنين، أن الأصول الإيرانية المجمدة في البلاد جرى تحويلها إلى البنك المركزي السويسري الأسبوع الماضي لتبديلها بعملات أخرى وتحويلها إلى إيران. كما قالت إيران أيضا إن واشنطن ستفرج عن بعض الإيرانيين من السجون الأميركية.
في الملف النووي، شدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، يوم الإثنين، على أنه من غير الممكن التوصل لحل أساسي للقضية النووية الإيرانية إلا بالعودة إلى التطبيق الشامل والفعال للاتفاق النووي، وأكد على أنه بلاده ستواصل دعم بلدان الشرق الأوسط في استكشاف سبل التنمية، وفقا لما يتماشى مع ظروفها المحلية. كما أشار وانغ يي إلى أنه عقب حوار بكين مع السعودية وإيران، واصل البلدان اتخاذ خطوات لتحسين العلاقات، وقيادة تشكيل موجة مصالحة في الشرق الأوسط.
في ملف العلاقات مع بغداد أفادت الخارجية الإيرانية، نهاية الاسبوع، انه على العراق غلق مقرات الأكراد الإيرانيين بإقليم كردستان قبل 19 سبتمبر.
قالت الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، يوم السبت، إن هيمنة الصين على المعادن النادرة تجعل سلاسل التوريد الأميركية معرضة للخطر، وأضافت على هامش منتدى حوار الأعمال الرسمي لمجموعة العشرين في نيودلهي بالهند، أنها تريد لفت الانتباه للتداعيات المحيطة باستثمارات الصين في الخارج، وأيضا إلى وضع الصين المهيمن في السوق العالمية المتعلقة بالمعادن النادرة.
وتستخدم المعادن النادرة الأرضية في منتجات التكنولوجيا عالية التقنية مثل محركات السيارات الكهربائية. وعلى مدار العقود الماضية، قامت الصين ببناء قدرتها على معالجة المعادن، مما منحها قوة تسعير هائلة في سوق عالمية بالغة الأهمية. وأشارت تاي إلى أنه منذ حوالي عقد من الزمن، رفعت الصين أسعار المعادن الأرضية النادرة بنسبة مرتفعة جدا لدرجة أن بعض المناجم الأميركية تمكنت من العمل في الصناعة مرة أخرى، لكنها اضطرت إلى الإغلاق بمجرد أن خفضت الصين الأسعار. وكانت الولايات المتحدة تمتلك حصة أغلبية في سوق المعادن الأرضية النادرة قبل الثمانينيات، لكن انخفاض تكاليف العمالة في الخارج، فضلاً عن انخفاض الضغط على المعايير البيئية، ساعد في انتقال صناعة العناصر الأرضية النادرة إلى خارج الولايات المتحدة.
في سياق متصل، نقلت "بلومبرغ نيوز" الثلاثاء عن رابطة صناعة أشباه الموصلات في واشنطن تحذيرها من أن شركة "هواوي تكنولوجيز" الصينية تبني سرا مجموعة من المنشآت لتصنيع أشباه الموصلات في أنحاء الصين بهدف التحايل على العقوبات الأميركية. وقالت الرابطة إن شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة دخلت مجال إنتاج الرقائق العام الماضي وتتلقى تمويلا من الدولة يقدر بنحو 30 مليار دولار، واستحوذت على مصنعين قائمين بالفعل على الأقل وتعمل على تشييد ثلاثة مصانع أخرى. وكانت وزارة التجارة الأميركية قد أدرجت "هواوي" على لائحتها لتقييد الصادرات عام 2019 بسبب مخاوف أمنية، وتنفي الشركة أنها تشكل خطرا أمنيا. وبحسب تقرير "بلومبرغ" فإن من شأن قيام "هواوي" ببناء مصانع باسم شركات أخرى كما تقول رابطة صناعة أشباه الموصلات أن يمكنها من التحايل على القيود التي تفرضها واشنطن وأن تشتري معدات أميركية لصناعة الرقائق بطريق غير مباشر.
على صعيد منفصل، وافقت إدارة الرئيس بايدن على بيع أسلحة بقيمة 500 مليون دولار لتايوان في الوقت الذي تكثف فيه المساعدات العسكرية للجزيرة على الرغم من الاعتراضات الشديدة من الصين. وقالت الخارجية الأميركية الأربعاء، إنها وقعت على بيع أنظمة بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء إلى جانب المعدات ذات الصلة بالطائرات المقاتلة المتقدمة من طراز إف-16. جاء هذا الإعلان بعد ساعات فقط من تجديد رئيسة تايوان تساي إنغ وين تعهدها بتعزيز الدفاع عن النفس في تايوان أثناء زيارتها لنصب تذكاري للحرب من آخر مرة قاتلت فيها تايوان والصين.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
21 آب 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبّود، حبيب خوري، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :
أولا- يثني لقاء سيدة الجبل على بيان المعارضة النيابية الذي وقعه 31 نائباً والذي لاقى البيان الصادر عن اللقاء الخماسي في الدوحة أخيراً، والذي اكّد على ضرورة تنفيذ الدستور ووثيقة الوفاق الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة 1559، 1701 و1680، إضافة إلى القرارات الصادرة عن الشرعية العربية.
إنّ هذه المطالب وردت مراراً وتكراراً في بيانات لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني، وبالأخص المانيفست السياسي الذي صدر عنهما، إثر الاجتماع في فندق لوغبريال-الأشرفية في 28/11/2022، والذي وقعه 700 مشارك.
ثانيا- إن بيان النواب هؤلاء على اهميته يكتمل بعمل المعارضة البرلمانية على ملاقاة كل المطالبين برفع الاحتلال الإيراني، وهم من كلّ المناطق والطوائف، وذلك بالاعتراف صراحةً وعلنًا أن المصدر الأساس لأزمتنا السياسية والاقتصادية هو الاحتلال الإيراني. وعندها تصبح حركة المعارضة وطنية شاملة داخل البرلمان وخارجه. ومن الواضح أنه في ظلّ هذا الاحتلال لا يمكن القيام بأي إصلاح أو تغيير سواء من طبيعة سياسية أو اقتصادية.
ثالثا- عشية جلسة مجلس الأمن في أواخر آب والمخصصة للتجديد لقوة "اليونيفيل" في جنوب لبنان يجدّد اللقاء تمسّكه بالدعوة إلى تنفيذ القرارين 1701 و2650، مع الإبقاء على الفقرة الخاصة بحرية حركة هذه القوات كما وردت في نصّ القرار الأخير الذي صدر في العام الماضي.
ويشدّد اللقاء أنّ الإشكالات التي يفتعلها حزب الله مع "اليونيفيل" عبر ما يسمّى ب"الأهالي"، وآخرها يوم أمس في الوزاني، تؤكد المؤكد لناحية ضرورة قيام هذه القوات بمهامها كاملة وحماية المدنيين كما يطالب أهل الجنوب.
2*) الكتائب
22 آب 2023
عقد المكتب السياسي الكتائبي إجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، واستمع، بحسب بيان على الاثر، "من النائبين الدكتور سليم الصايغ والياس حنكش الى تفاصيل اللقاء الذي جرى بين وفد المعارضة وقائد الجيش والذي شرح خلاله الخطوات التي اتخذتها وستتخذها المؤسسة العسكرية في موضوع حادثة الكحالة".
وأكد المكتب السياسي وقوفه الى جانب أهالي الكحالة، ورفضه ان "تكون الاستدعاءات علنية من جهة ومتكتمة من جهة أخرى، ما يشي باتجاه الى تجريم المعتدى عليهم في عقر دارهم وتبرئة عناصر حزب الله الذين يحتمون بمربعات أمنية عصية على الاختراق".
واعتبر ان "الحادثة في توقيتها وملابساتها مضافة الى سابقاتها من جرائم تحتّم مواقف قضائية صلبة ترفع الغطاء عن الميليشيا التي تستبيح لبنان وتعرّض أبناءه للموت المجاني، وكل تمييع للتحقيقات وحماية للمرتكبين سيقود حتما الى ما لا تحمد عقباه".
ورفض المكتب السياسي "الأداء التمييزي الذي يرسخ، جريمة بعد جريمة، الشعور بوجود لبنانيين فوق القانون وآخرين يمتثلون له ويدفعون ثمن عدالة مفقودة ولا يمكن ان تستقيم من طرف واحد".
وأكد أن "كل محاولات شرعنة السلاح الميليشيوي بذريعة ثلاثية البيانات الوزارية تضرب كل المفاهيم والقوانين وتنتزع من لبنان القيم التي قام على أساسها وهي الحرية والديمقراطية والسيادة والتعددية والانفتاح، واستعادة هذه المبادئ تحتاج الى مواجهة وجودية وكيانية لتحقيق استقلال لبنان وسيادته".
ولفت البيان الى أن "لبنان يشهد حملة ضد الحريات العامة وحقوق الانسان غريبة عنه وتخاض في وقت أكثر من مشبوه"، رافضا "أي نوع من أنواع قمع الحريات العامة الا ما يناقض الدستور والقوانين"، معتبرا أن "هذه الحملات لا يمكن ان توضع سوى في إطار فتح معارك جانبية تحرف الاهتمام عن المواضيع الأساسية في البلاد".
4*) التيار العوني
23 آب 2023
أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في عشاء هيئة قضاء كسروان الفتوح بحضور الرئيس العماد ميشال عون أن "معركة استعادة التوازن والشراكة بدأت في العام ٢٠٠٥ مع العماد عون من كسروان الفتوح حيث برهن انّ هذا القضاء لا يُدار فقط من خلال الخدمات، ولا يعتبر غريبًا عنه من كان قريبًا من فكره السياسي ووجدانه الوطني".
وقال: "من كسروان الجبال والبطاركة والأديرة، انطلقت معركة الحريّة وتحرير الصوت المسيحي من 15 سنة ومسيرة العودة للمؤسسات وللدولة، ومن هذا القضاء أيضًا أوقف العماد عون مرحلة التسلّط على القرار المسيحي، ووضع حدّا لأوهام البعض بالعيش المنفصل".
وشدد باسيل على انّ "لبنان الكبير هو وطن نهائي لجميع ابنائه، وانّ خيارات التيار محصورة بالنظام وليس بالوطن وكبره ونهائيّته".
وأكّد أنّ "التيار الوطني الحرّ مثلما لم يقبل في الـ 2016، لن يقبل اليوم أن يفرض أحدٌ عليه وعلى المسيحيين رئيسًا مارونيًّا خارجًا عن تمثيله ووجدانه وقناعاته، فإما أن يأتي رئيس من عمق وجداننا وقناعتنا، أو أن تسنّ قوانينَ واصلاحات أهم منه".
وقال: "إنّ العمل جارٍ اليوم على سنّ قانون لامركزية موسّعة يصحّح الانماء المناطقي، وقانون صندوق ائتماني يصحّح الانماء الوطني، ومع مشروع بناء الدولة يصبح للبنانيين منظومة قوانين ونظام يسمح لهم بالعيش برفاهية وبكرامة وهكذا ينتهي زمن الخدمات السيئة للمواطنين وزمن اللاعدالة فبالجباية واللامساواة وفي الضريبة، وكل من يدفع للدولة حقوقها وخدماتها يحصل منها على الخدمة الجيّدة السوية والعادلة".
وسأل "الذين يقولون أنّ تلك الحقوق ليست منّة من أحد، لماذا صمتوا طيلة 33 سنة ولم يُسمع صوتهم عندما أقرّت، واليوم وعندما بدت الفرصة سانحة للتيار لتحصيلها أصبحت حقوق مستحقّة وبلا قيمة، فليذهبوا لتحصيلها إذًا".
ولفت باسيل إلى أنّ "التيار منع الفتنة في البلد منذ سنة ٢٠٠٦ في حرب تموز، وسيستمر بمنعها، كما في الكحالة".
وتوجه إلى التياريّين بالقول: "ان الأمر عينه ينطبق على الفساد، فالتيار بمكان والمنظومة بمكان آخر. وهنا أيضًا افتروا على التيار وحمّلوه فسادهم، ولكن الحقائق بدأت تظهر اولاً في القضاء الاوروبي، وقريباً في القضاء الاميركي، وبعدها في التدقيق الجنائي".
وعن تقرير الفاريز ومرسال، أوضح باسيل أنه "على الرغم من اختفاء اجزاء منه وبنيانه على معلومات ناقصة، بدأت تنكشف ارقام واسماء وشكّل ادانة علنية للمجرم المالي رياض سلامة ومنظومته المالية والسياسية. اما التيار فلم ولن ينكشف أي فساد عليه".
وقال: "هذا التقرير هو رأس جبل الجليد وهو البداية والتيار سيكمل وله الفخر ان العماد عون هو اوّل من طالب بالتدقيق الجنائي من فرنسا، وبدأ نضاله السياسي من اجله سنة ٢٠٠٥ حتى تم توقيعه عام ٢٠٢١، ويفتخر التيار أيضًا أن الوزير منصور بطيش، ابن كسروان الفتوح، هو اوّل من فضح الفجوة المالية في مصرف لبنان وجريمة الهندسات المالية في 4 نيسان 2019. وللتيار الشرف أن يعلن إرادته باستكمال التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وباقي المؤسسات والادارات واوّلها وزارة الطاقة، ليعرف الناس إذا ما كان الصرف في أيام تولي التيار الحقيبة حصل على أمور غير شراء فيول، أي دعم لقطاع الكهرباء الذي كان التيار دائمًا ضدّه. نطالب باستكمال المحاكمة في شراء الفيول لأنّ هناك من إدعى وهو "نحن"وهناك أشخاص هربوا".
باسيل شدّد على أن "التيار سيكمل لأنهم يكملون التمادي بجريمتهم. فقد سرقوا اموال الناس والآن يريدون سرقة اصول الدولة"، وقال: "لذلك نريد وضعها في صندوق ائتماني".
أضاف: "رياض سلامة سرق شعبا ولم يرفّ له جفن، والمستفيدون من أقلامهم الصفراء متل وجوههم، وكلماتهم السوداء متل نواياهم، لم تتوقفت عن تشويه الحقيقة وتضليل الناس وتتهم التيار بالانهيار. سنستمر بملاحقهم، امام القضاء اللبناني والدولي وامام الجمعيات والمنظمات الخارجية، وفي البرلمان اللبناني، لنعرف من وكم استفادوا من الهندسات، ومن وكم حوّلوا الى الخارج في الوقت الذي لم يقدر شعب بكامله أن يسحب شيئًا من امواله".
وإذ اكد أنه "صدر تقرير اوّلي كشف حجم ارتكابات كبيرة في المصرف المركزي، والمسؤولون عنها اليوم، اي الحاكم بالانابة ونواب الحاكم من واجبهم كشف الحقائق كاملة من دون أن يطلب منهم القضاء او اي مرجعية ثانية"، قال: "طالما ثبت وقوع الجريمة، على الحاكمية واجب التحرّك التلقائي والفوري واي تقاعس هو بمثابة تغطية للجريمة توازي الاشتراك بارتكابها. كذلك على المراجع القضائية التي بحوزتها التقرير ان تباشر فوراً بالاجراءات اللازمة تحت طائلة المساءلة المسلكية او القضائية لسبب التمنع عن احقاق الحق وفي حال اي تقصير وتلكّؤ، نحن سنلجأ للقضاء الخارجي او لمؤسسات في الخارج لملاحقة ومعاقبة القضاة المخلّين. وزارة العدل، المجلس الأعلى للقضاء، النيابة العامة التميزية، التفتيش القضائي، كل القضاة المعنيّين، كلّهم عليهم مسؤولية كسر الصمت والتفرّج امام اكبر جريمة بحق الشعب اللبناني...ماذا ينتظرون؟".
واشار إلى أنه "منذ بضع ساعات أحال مدَّعي عام التمييز الملف إلى المدَّعي العام المالي والنيابة العامة الاستئنافيّة في بيروت وإلى هيئة التحقيق الخاصّة"، محذّرا من "تمييع الملفّ"، قائلًا: " الامور ما بقى بتتخبّى! اكشفوا وإلّا ستُدانوا!"
ولفت باسيل إلى أن "التيار هو تيار مبادئ وليس مصالح – ومبادئه مرتكزة على القيم الانسانية المنبثقة من تعاليم الديانات السماوية ومن الايمان بوجود الله خالق الكل وهو اله الخير والسلام والمحبّة عند كل الاديان. وقيمه كونية في طليعتها الحريّة والكرامة الانسانية والمحبّة"، وقال: "إنّ العلمنة التي نطالب فيها لا تلغي الايمان بالله ولكنّها تفصله عن قوانين الدولة المبنية أيضًا على القيم الانسانية بالتالي، ومع تقديسنا للحرية الفردية وعدم التعدّي عليها. و لا نعتبر انه يحق للفرد التعدّي على حرية الآخرين، وهذه الحرية الفردية لا تسمح لصاحبها ان يعتبر نفسه اهم من الخالق، ويحاول تغيير الطبيعة البشرية التي خلقنا عليها الله. لا نجرّم الانسان على ما يريد ان يصنعه بنفسه طالما لا يعتدي على الآخر، ولكن لا نسوّق ونشجّع الانسان على تغيير الطبيعة البشرية. ونعتبر ان كل الحركات المموّلة بهذا الاتجاه تهدف لتشجيع المجتمع الاستهلاكي، وقتل المجتمع القيمي القائم على القيمة الأولى والأهم فيه وهي العائلة، والتي هي الوحدة الاساسية للوطن، وخصوصا في مجتمعنا ولا يمكننا التفريط بها!".
أما في الشأن الداخلي للتيار، فتكلّم باسيل عن "الاستحقاق الديمقراطي الذي يستعد له التيار وهو انتخابات الرئيس". وجدد دعوته للملتزمين للترشّح، وقال: "إنّ الآمال على التيار كبيرة وهو سيبقى المكان الصالح للمناضلين، وللأوفياء، ولأصحاب التضحية، والأمينين عليه وعلى المهمّات الموكلة اليهم. ونطلب من الملتزمين الحفاظ على الأمانة بمواجهة التحديات المقبلة علينا".
أضاف: "البلد كما التيار، امانة بأعناقنا. ونحن نضحي وضحيّنا بأنفسنا للحفاظ عليه وعلى هويته وسيادته واستقلاله. كل مورد وثروة في البلد هو أمانة وكذلك النفط والغاز. فقد حافظنا عليها لليوم، ولن نتركها بأيادي الذين منعوها عقودا من الزمن وعرقلوها سنين من حياتنا واوقفوا مراسيمها اربع سنين من ايّامنا واليوم يركضون ليتصوّروا في المروحية!".
وختم: "سنبقى نقاتلكم قتال المناضلين حتى نسقط كل منظومتكم. وكما كان سقوط أمين صندوقكم المالي عظيماً، سيكون سقوطكم، يا ابناء المنظومة، حتمياً. وسيكون انتصاركم، يا ابناء التيار، حتمياً".
عون
أما الرئيس عون فتطرق في كلمته الى ملف النفط، مؤكدا أن "الوزير جبران باسيل هو من قام بالبحث عن النفط وحدد الخريطة مع الدولة النروجية وهي أول دولة وجدت أن هناك نفطاً في البحر وقام بعدها بطرح موضوع استدراج المتعهدين"، مشيرا الى أنه "كان ينقص اقرار مرسومين وقدمت حوالي 56 شركة نفط في العالم ولكن لم ينتهوا من اقرار المرسومين في مجلس الوزراء لمنع باسيل من تلزيمها".
وأوضح أنه بعد وصوله الى رئاسة الجمهورية وضع المرسومين على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء "كأول بند وهكذا أقرا وبعدها كلف وزير الطاقة بالتلزيم"، وقال: "وقع حادث دفعنا الى ايقاف عملية البحث عن النفط في المنطقة الشمالية وهذه لها قصة أخرى أوصلت للترسيم".
وتحدث الرئيس عون عن دور القضاء، مشيرا الى أنه "عندما استلم سدة الرئاسة اجتمع بمجلس القضاء الاعلى الذي حضر لتقديم التهنئة"، وقال: "ابلغتهم انني "سقف فولاذي" وفي حال تعرضتم لضغط احضروا الي وأنا اتحمل المشكلة عنكم وفي نهاية ولايتي عدت والتقيت بهم وسألتهم: " قلت لكم مرة أن تأتوا الي في حال تعرضتم لمشكلة، مرت ست سنوات ولم أر أحدا هل أعتبر أن القضاء "ماشي مثل الساعة"؟".
وقدم التهنئة للقاضي جان طنوس "الذي بدأ بالتحقيق العدلي اللبناني بالجرائم المالية المرتكبة وللمدعي العام غادة عون التي مسيرتها مسيرة الابطال ورغم التهديدات بقيت على قناعاتها ورئيسة هيئة القضايا هيلانة اسكندر التي تدافع عن مصالح لبنان وتعمل بكل أمانة"، متطرقا الى "موضوع التدقيق الجنائي الذي أتت نتائجه مطابقة لضميرنا ولكن هناك مخالفات ارتكبت من قبل من يحمون حاكم مصرف لبنان، ولكن لبنان الذي عمره 103 سنوات لم يشهد محاسبة رئيس جمهورية للمسؤولين عن الفساد". وقال: "للأسف صارت المعركة على حسابي. النقابات لم تدعم محاربة الفساد والإعلام انتقدني كذلك حلفاء سياسيون التزموا الصمت وهنا بقينا في المعركة وحدنا".
وختم: "نحن نحارب لبناء الوطن وهناك ناس يقاتلون للسلطة وهذان الهدفان لا يمكن ان يلتقيا".
4*) البطريرك الراعي
27 آب 2023
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في الصرح البطريركي في الصيفي في الديمان يعاونه المطران جوزيف نفاع والمونسنيور فيكتور كيروز والاب فادي تابت والخوري خليل عرب وامين سر البطريرك الاب هادي ضو ، في حضور عدد كبير من المؤمنين .
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "المطلوب واحد" (لو 10: 42)، قال فيها: "المطلوب الأوحد الذي يشير إليه الربّ يسوع هو سماع كلمة الله، أقراءةً كان أم سماعًا، أم كرازة أم تعليمًا. وبالنسبة إلينا نحن المسيحيّين، كلمة الله هي شخص يسوع المسيح، الإله الكامل والإنسان الكامل. الذي كتب عنه يوحنّا الإنجيليّ: "في البدء كان الكلمة، ...، والكلمة هو الله، ... ، والكلمة صار بشرًا وسكن بيننا" (يو 1: 1 و 14). سماع كلمة الله "كمطلوب أوحد" لا يقصي أي عمل آخر، بل يتقدّمه ليعطيه معنى وقيمة واندفاعًا. هذا ما أراد الربّ يسوع قوله لمرتا المنهمكة في شؤون الضيافة، فيما أختها مريم راحت تسمع كلمة الله من فم يسوع قبل أن تبدأ عملها. ما أجمل وأغنى أن يبدأ الإنسان نهاره بقراءة نصّ صغير من الإنجيل أو من الكتب المقدّسة. فإن فَعَلَ كان عمله صالحًا ومثمرًا، ونال قوّة وديناميّة وحبًّا للخدمة والعطاء بحبّ. فلا ننسى أنّ يسوع-الكلمة يخاطب كلّ إنسان في مختلف مراحل حياته الحلوة والمرّة: أكان في حالة الصحّة أو المرض، أم في حالة الغنى أوالفقر، أم في حالة العيش الكريم أو الظلم. فيسوع-عمّانوئيل، "الله معنا" هو رفيق درب كلّ إنسان ليقطعه بسلام".
تابع: "يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة التي فيها نسمع الله يكلّمنا في القراءات والأناشيد، ونحن نخاطبه بدورنا في الصلوات التي نرفعها. وإذ أرحّب بكم جميعًا، أوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلة المرحوم النائب السابق الدكتور سليمان بولس بك كنعان الذّي ودّعناه بالأسى وصلاة الرجاء منذ عشرة أيّام مع زوجته وأولاده وأهالي جزّين ومنطقتها التي تحفظ له الجميل بفضل ما حقّق من خدمات وإنجازات. ونوجّه تحيّة خاصّة لعائلة المرحومة ماري ديراني قزّي التي ودّعناها بالأسى الشديد وصلاة الرجاء في مطلع هذا الأسبوع مع بناتها وابنيها وعائلاتهم وأنسبائهم، ومع أهالي طبرجا والكسليك والكثيرين من معارفهم وأصدقائهم. إنّ القاسم المشترك بين المرحومين عزيزينا هو سنوات الألم الذي تحمّلاه بالصبر والصلاة. فنصلّي في هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفسيهما ولعزاء أسرتيهما، سائلين المسيح الفادي الذي أشركهما في آلامه أن يشركهما في مجد قيامته. في إنجيل اليوم يدعونا الربّ يسوع للبحث عن "المطلوب الأوحد" (لو 10: 42) وهو سماع كلام الله، يقول القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني: "إنّ كلام الله يحمل قوّة وسلطانًا عظيمين. فكان للكنيسة وللمسيحيّين ركنًا عظيمًا، ومنعة في الإيمان، وغذاء روحيًّا للفكر والقلب، ومعينًا روحيًّا لا ينضب" (رجاء جديد للبنان، 39)".
وقال: "يسوع المسيح هو إيّاه كلمة الله، ولذا "جلست مريم عند قدميه لتسمع كلامه"، قبل أن تقوم بواجب الضيافة. فكانت هي الضيف على مائدة كلمته الإلهيّة، قبل أن يكون هو ضيفًا على مائدة خبزها الماديّ. يقول القدّيس إيرونيموس: "من يجهل الإنجيل والكتب المقدّسة، يجهل المسيح". أمّا معرفة المسيح، بحسب القدّيس بولس الرسول: هي "المعرفة الأسمى" (فيل 3: 8). في هذه العلاقة بيننا وبين المسيح-الكلمة، يكون أنّنا نتكلّم معه عندما نصلّي، وأنّه هو يكلّمنا عندما نسمع كلامه (القدّيس أمبروسيوس: راجع الدستور العقائديّ "كلمة الله"، 25). هذا هو "المطلوب الأوحد" الذي يعطي نكهة لجميع أعمال الإنسان، ويصلحها كما بالملح. فيا ليت المسؤولين السياسيّين عندنا يسمعون في قرارة نفوسهم كلام الله، وبخاصّة الذّين في قبضة يدهم فتح البرلمان اللبنانيّ، ودعوة المجلس لعقد جلسات إنتخابيّة متتالية لرئيس الجمهوريّة، وفقًا لمنطوق المادة 49 من الدستور".
أضاف: "في زمن الأسئلة، نسأل: لمصلحة من تُحرم دولة لبنان من رئيس لها، بدونه تنشلّ المؤسّسات؟ ولماذا يُنتهك منذ عشرة أشهر الميثاق الوطنيّ لسنة 1943 الذي كرّسه إتّفاق الطائف سنة 1989، وينصّ على أن يكون رئيس الجمهوريّة مسيحيًّا مارونيًّا، ورئيس مجلس النوّاب مسلمًا شيعيًّا، ورئيس الحكومة مسلمًا سنيًّا، كتعبير فعليّ للعيش المشترك؟ ونسأل بالتالي النافذين الممعنين في انتهاك هذا الميثاق الوطنيّ: كيف توفّقون بين هذا الإنتهاك السافر والمتمادي ومقدّمة الدستور التي تنصّ على أن "لا شرعيّة لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك (ي)؟" ألا يطال هذا النصّ شرعيّة ممارسة المجلس النيابيّ والحكومة؟ طرحنا هذه الأسئلة لأنّنا متمسّكون بالثوابت الوطنيّة: المؤسّسات الدستوريّة، ميثاق العيش المشترك بالتكامل والمساواة والإحترام المتبادل، لبنان وطن لكلّ أبنائه مع الولاء الكامل له دون سواه، سيادة لبنان الداخليّة على كامل أراضيه".
وختم الراعي: "يا ليتكم أيّها المسؤولون السياسيّون، من ناحيةٍ أخرى، تشعرون مع المزارع اللبنانيّ في معاناته، من مثل التكاليف الباهظة لمستلزمات الانتاج من أدوية واسمدة وبذار وعلف ولقاحات وادوية بيطرية، واضطراره لتسديدها بالدولار؛ ومن مثل غزو الاسواق اللبنانية بالمنتوجات الزراعية غير اللبنانية والممنوع ادخالها بأمر من وزارة الزراعة لحماية المنتوج المحلي. فإنّا نتوجه الى الاجهزة العسكرية والامنية والجمارك لضبط التهريب واقفال المعابر الحدودية غير الشرعية، ولتعزيز الرقابة والاجراءات على المعابر الحدودية حماية للمزارع وللمنتوج المحلي. وفي المناسبة ننوه بما قامت به بالأمس فرق وزارة الزراعة في كل المناطق اللبنانية بالتعاون مع جهاز امن الدولة وباشراف القضاء المختص من ضبط كميات من العنب والخضار غير اللبنانية الـمُهرّبة. ونوجه التحية الى وزارة الزراعة على جهودها في تسويق المنتوجات اللبنانية في الاسواق المحلية والخارجية وكان اخرها موافقة الاتحاد الاوروبي على اعادة تصدير العسل اللبناني الى اسواقه، وهذا ما حصل في هذين اليومين. فلنصلّ إلى الله كي يحرّك ضمائر المسؤولين السياسيّين، فيتجرّدوا من مصالحهم الخاصّة والقئويّة والمذهبيّة، ويعملوا من أجل خلاص لبنان وتأمين الخير العام. للثالوث القدّوس الآب والإبن والروح القدس كلّ مجدٍ وشكران الآن وإلى الأبد، آمين".
5*) المطران عودة
27 آب 2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "نسمع في إنجيل اليوم عن خبرة شاب غني يملك كل شيء لكنه يشعر بنقص، فجاء إلى الرب يسوع ليملأ هذا النقص، أعني عطشه لنوال الحياة الأبدية. لقد ظن هذا الشاب أن الحصول على الحياة الأبدية سهل كحصوله على المال، كما يظن بعض الأغنياء أن كل شيء بمتناول أيديهم، حتى ملكوت السماوات. ربما يرث بعض الشبان أموالهم عن أهلهم، ولا يعلمون مدى الشقاء الذي يتكبده الأهل في سبيل جمع ميراث لأبنائهم، يساعدهم على متابعة حياتهم، فيبذرون المال كما فعل الابن الشاطر بميراث والده. وعند انتهاء المال الموروث يدركون عجزهم، كونهم لم يجاهدوا من أجل الحفاظ على ما تسلموه".
أضاف: "يمثل الشاب في إنجيل اليوم كل إنسان مؤمن تسلم من الآباء القديسين تقليد الكنيسة الشريف، ظانا أنه تقليد شكلي، فلا يجاهد من أجل الحفاظ عليه، حينئذ يأتي من يجعله يحيد عن إستقامة الطريق المؤدي إلى الملكوت، من بشر أشرار أو ماديات أو سلطة، فينزلق بسهولة، ويخسر خلاصه. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: «يتهم البعض هذا الشاب بأنه منافق وشرير، إذ يقترب من الرب يسوع ليجربه. إنني واثق في قولي إنه كان محبا للمال وجشعا. فقد وبخه المسيح على ذلك. إن طغيان المال كبير كما هو واضح هنا. حب المال يخرب الفضائل الأخرى التي نمارسها». لقد حفظ الشاب الغني الوصايا وقرأ الأسفار المقدسة، إلا أنه توقف عند الحرف ولم يعش بحسب ما تعلم، لذلك حزن عندما دعاه الرب إلى ترك أمواله وممتلكاته ليكون مؤهلا للحصول على الحياة الأبدية".
وتابع: "كان الشاب من الشعب اليهودي، واليهود لا يسمون صالحا إلا الله. لذا أراد الرب يسوع أن يؤكد على معرفة الشاب بتقاليد شعبه، فسأله عن سبب دعوته بالمعلم الصالح. أظهر الشاب معرفته بالناموس إذ قد حفظ الوصايا منذ حداثته، وقد اعترف بصلاح الرب يسوع، أي بألوهيته. قال له يسوع: «إن كنت تريد أن تكون كاملا فاذهب وبع كل شيء وأعطه للمساكين، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني». يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: «كان الشاب مستعدا للعمل بالوصايا، تاليا للقيام بما سيطلب منه. لو دنا الشاب من يسوع ليجربه لما انصرف حزينا بسبب ما سمعه منه. لم يغضب، بل استولت عليه الكآبة، ما يدل على أنه لم يأت بنية شريرة، بل بإرادة ضعيفة جدا. لقد رغب في الحياة، لكن تملكه هوى خطر». هذه حال بعض الشباب في أيامنا، يريدون الخلاص وينشدون الوصول إلى الملكوت، إلا أن ما في العالم يشدهم ليبقوا فيه. هذا التناقض يجعلهم حزانى، يائسين، تائهين، لا يعرفون تحديد أولوياتهم. لقد خلقهم الله أحرارا وعليهم تحمل مسؤولية خياراتهم. قد يفضل البعض مثلا حضور حفل فني عوض المشاركة في القداس الإلهي بخفر وهدوء، مرددين مع العشار: «يا الله، ارحمني»، ومشاركين بأهم عشاء على الإطلاق هو مائدة الرب".
وقال: "رأينا أن من شاركوا في الحفل غادروا المكان تاركين قاذوراتهم أرضا، لينظفها آخرون. هذا الأمر يعكس حياة مليئة بالضياع واللامسؤولية، حياة عبثية قائمة على فرح وقتي وسعادة أنانية لا تأبه لتعب الآخرين. هكذا تكون حياة المسيحي الذي يحفظ بعض الآيات، ويأتي إلى الكنيسة عند الحاجة، أي عندما يمرض أو قبل الإمتحانات أو قبل عملية جراحية... ينسى هذا النوع من المسيحيين أن السعادة الحقيقية هي في أحضان الرب، وأن كل الأشياء الأخرى زائلة. حتى البشر سيزولون عاجلا أم آجلا. قد يقول شباب اليوم إنهم يتعبون ويكدون لكي يجنوا المال بغية إسعاد أنفسهم، لأن الحياة قصيرة ويجب أن يعيشوها بملئها. هل من فرح يسمو على فرح القيامة وخلاصنا من خطايانا؟ ألم يجذب المسيح العشارين والخطأة والفريسيين وكل شرائح المجتمع قديما؟ ماذا نحتاج أكثر من المسيح عنصرا جاذبا إلى الكنيسة؟"
أضاف: "لا تدعوا أحدا يشدكم إلى القعر بعد أن رفعكم المسيح وجعلكم أبناء لله وألهكم. لا تعيروا آذانكم لمن يشوهون صورة الكنيسة. ولا تنسوا مثل الغني الغبي الذي بنى الأهراء ووسعها ليجمع فيها محاصيله، ثم قال لنفسه: «يا نفس، لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة، استريحي وكلي واشربي وافرحي» (لو 12: 19)، وفي النهاية أسلم روحه في الليلة ذاتها".
وسأل: "هنا نسأل من ملأوا خزناتهم من خيرات البلد وأموال الشعب، ألا يخشون حكم ربهم؟ ألا يخافون من عاقبة ما جنت أيديهم؟ أليس عليهم أن يتوبوا وأن يتنحوا تاركين المجال لمن يستطيع عملا أفضل؟ لبنان غني بالطاقات البشرية التي، للأسف، لا تجد فرصة لخدمة وطنها. فهل يكون بلدنا بحاجة إلى يد أجنبية لإنقاذه؟ ألا يوجد لبناني قادر على تسلم زمام الأمور، يكون قائدا وقدوة؟ وهل يحتمل البلد الإستمرار في الحالة الحاضرة طويلا؟ وهل اعتاد الجميع على عدم وجود رئيس؟ أسئلة أطرحها على من بيدهم القرار علهم يصغون، وعلهم يدركون أن انتخاب رئيس هو الخطوة الأولى الضرورية في مسيرة إنقاذ البلد وتسيير إداراته".
وقال: "يكررون الحديث عن الحوار. الحوار أمر محمود ومبارك، لكن في ما خص انتخاب الرئيس هل يتوافق الحوار مع بنود الدستور؟ هل نص الدستور على حوار يسبق انتخاب الرئيس، أم أن على مجلس النواب أن يلتئم في دورات متتالية لانتخاب رئيس، كما قلنا وكررنا منذ بداية شغور كرسي الرئاسة؟ نحن في بلد ديموقراطي لكنه لم يصل بعد إلى الممارسة الديمقراطية الصحيحة، ولم يع المسؤولون فيه أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من هنا، من احترام الدستور وتطبيقه. في ظل السواد المخيم على بلدنا بدأت أعمال التنقيب عن الغاز في بحرنا. أملنا أن يشكل هذا الأمر بصيص أمل، وأن ينعم الله على لبنان بثروة تديرها أيد أمينة تحسن استثمارها، فتكون خميرة صالحة لأجيال الغد، ولا تمسها أيد ملوثة أساءت استخدام السلطة وإدارة البلد، واستنزفت طاقاته لغايات شخصية".
أضاف: "قال المسيح إن الخلاص متاح للجميع، لأن ما لا يستطاع عند الناس مستطاع عند الله. فلا تضعوا ثقتكم في أمور فانية. الحياة الحقيقية ليست مالا قد ينفد في أية لحظة، ولا طعاما يفسد سريعا، ولا حفلا يمنح سعادة مؤقتة، ولا زعيما يتخلى عن أتباعه في طرفة عين من أجل مصالحه الخاصة. الحياة الحقيقية هي مع المسيح، وفي المسيح، فهلموا «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب» (مز 34: 8)".
وختم: "دعوتنا اليوم أن نتبع المسيح، ونحفظ وصاياه، والأهم أن نعمل بها، حتى تكون لنا الحياة الأبدية".