رقم 176/2023
18-24 ايلول /2023
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
تواصل القوى السياسية المعارضة دورانها في حلقة مفرغة فيما يتعلّق بأزمة انتخاب رئيس الجمهورية، الأمر الذي يستغلّه حزب الله، لتوجيه هجومه، يمينا ويسارا، متهما هذه القوى بتنفيذ التعليمات الاميركية وحتى الاسرائيلية، ومساعدة "أعداء" لبنان في حصارهم على اللبنانيين. ولقد وصلت الوقاحة بقياديي الحزب الى اتهام الاميركيين بتدمير المؤسسات اللبنانية.
وفي إطار هذا الهجوم، تأتي الردود على كلام البطريرك الماروني الذي نادى بتنفيذ الدستور نصا وروحا، داعيا إلى عقد جلسات متتاية لانتخاب الرئيس ودون تعطيل النصاب، ومذكرا بأن "لبنان الحقيقي هو الذي رسم سياسته البطريرك الحويك في مؤتمر فرساي في باريس سنة 1920 ليكون الإنتماء الى لبنان عبر المواطنة لا عبر الدين"، ورافضا الحوار المطروح لافتا إلى أن عملية الانتخاب هي بذاتها عملية حوار. فقد رد الشيخ حسن مرعب قائلا: "غبطة البطريرك تقبلها مني بكل احترام ابناؤك هم الذين يعطلون الانتخابات الرئاسية وبكل أسف يدمرون الجمهورية اللبنانية"، فيما رد الشيخ احمد قبلان قائلا: " إن القضية في لبنان أن بعض المسيحيين لا يريد رئيسا مسيحيا".
وفي هذا السياق لا يمكن وضع عملية اطلاق النار على السفارة الاميركية، بداية الاسبوع، إلا في إطار الردّ على الدور الدولي-الاقليمي المتابع لأزمة لبنان، في وقت يتعثّر طرح الموفد الفرنسي ويرافق ذلك مع الترويح لطرحٍ قطري يستبدل الفرنسي من قبل الفريق المتحكّم بمفاصل البلد!
كما لا يمكن المرور على العيد الوطني السعودي، والاحتفال الذي أقامته سفارة المملكة في وسط بيروت، حيث أكد سفير المملكة "أنّ الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان وليس من خارجه والاستحقاق الرئاسي شأن لبناني داخلي"، مشيرا أنهم "واثقون من إرادة الشعب اللبناني الشقيق ولبنان عوّدنا على مناعته اتجاه الأزمات وقدرته على النهوض منها، وسيبقى واحة للفكر وثقافة الحياة ويستعيد تألّقه ودوره الفاعل ضمن دول المنطقة".
وهذا ما يؤكد مجددا أنه على القوى السياسية المؤتمنة على لبنان "الوطن والرسالة" العمل بشكل واضح وسريع على توحيد الصف والرؤية لمواجهة الفريق الذي سعى ويسعى إلى تقويض البلد ومصادرة قراراه السيادي لصالح ايران، وتحويل لبنان واللبنانيين لرهائن في مفاوضات طهران مع المجتمع الدولي.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في ملف أزمة انتخاب رئيس الجمهورية، كان لافتا كلام امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني في كلمته امام الدورة ال78 للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، حيث شدد على ضرورة إيجاد حل مستدام للفراغ السياسي في لبنان، وإيجاد الآليات لعدم تكراره، وتشكيل حكومة قادرة على تلبية تطلعات الشعب اللبناني والنهوض به من أزماته الاقتصادية والتنموية.
وفي هذا السياق، وبحسب صحيفة الاخبار الناطقة باسم الحزب الايراني في لبنان، فإن الدوحة تلقت ضوءا أخضر من واشنطن والرياض بعد فشل الدبلوماسية الفرنسية في هذا الملف، وبالتحديد بعد الاجتماع الذي عقدته الدول الخمس المشاركة في اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان (فرنسا، والولايات المتحدة، وقطر، والسعودية، ومصر) والذي لم يأت بأي تصوّر جديد، بل إنه على العكس، أظهر جبهة موحّدة ضد الحراك الفرنسي. واللافت هنا عدم إفصاح الصحيفة عن مصادرها ولا حتى موعد عقد الاجتماع. كما كشفت الصحيفة عن وصول موفد قطري إلى بيروت للقيام بجولة على القوى السياسية، حيث يسعى في لبنان إلى تحصيل القبول بدور الدوحة بدلاً من باريس، ومن ثم التفاوض على اسم قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا للبنان. هذا إذا صحّت معلومات الصحيفة!
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فقد أشار من جانبه قبل انعقاد الجمعية، إلى أنه سيوجه رسالة من على منبر الامم المتحدة يطالب فيها المجتمع الدولي والدول المانحة بمساعدة لبنان على مستويات عدة، وسيطلب من القوى النافذة دوليا أن تستخدم نفوذها لإقناع التيارات اللبنانية المختلفة باتمام الاصلاحات وانتخاب رئيس للجمهورية! وقال في حديث الى صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، انه سيطلب من المجتمع الدولي أن يدعم لبنان في مواجهة أزمة النزوح، فالبلد يستضيف أكثر من مليون نازح سوري، ويصل مئات النازحين الإضافيين إليه كل يوم مما يتسبب بالاخلال بالتوازن الاقتصادي والديموغرافي والاجتماعي فيه. وحيث ان النازحون يقولون إنهم يأتون إلى لبنان للعبور إلى أوروبا، لذا يجب على أوروبا أن تساعد لبنان في معالجة هذه القضية مع الحكومة السورية!
في سياق منفصل، أجرى الرئيس وليد جنبلاط اتصالاً هاتفياً بشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري، معرباً عن تضامنه معه ومع كل الأحرار في السويداء وكل أحرار سوريا، الذين ينتفضون من أجل الكرامة والحرية، ومن أجل العيش الكريم، ومن أجل المطالب الوطنية المشروعة كافة، التي يرفعها الشعب السوري في جميع المناطق، مؤكداً أهمية الحفاظ على تلاقي الوطنيين الشرفاء في سوريا حول حقوقهم، وحول وحدة سوريا وحرية شعبها، وعلى الخلاص من نظام الاستبداد والقهر المتسلط منذ أكثر من 60 عاما.
في مواقف الحزب والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، رأى عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ حسن البغدادي أنّ حزب الله لايدع فرصة لتوحيد الجهود إلاّ ويدفع باتجاهها، ويعمل لمصلحة البلد وهو الأكثر حرصاً على ذلك!! وأشار إلى أنّ بعض القوى السياسية في لبنان غير منسجمة مع نفسها ولا مع المحيط المتغيّر إن كان على المستوى الإقليمي جراء التقارب السعودي- الإيراني وانعكاساته على المنطقة أو على المستوى الدولي وما أنتجته الحرب الروسية مع الغرب في أوكرانيا من تفوّق واضح رغم المرارة التي يعانيها الشعب الأوكراني، والتبعات القوية التي ستلحق أكثر بالأوروبيين!! ومع كلّ هذه المتغيرات لازال هذا الفريق متمسّكاً بسياسة الإعتماد على الخارج لحلّ المشاكل الداخلية.
من جانبه، شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش على أن التعايش السلمي هو قدرالجميع في هذا البلد، وقال انهم في الحزب متمسكون بالحوار لأنه السبيل الوحيد المتاح امام اللبنانيين للتوصل الى تفاهم حول رئاسة الجمهورية!! ورأى انه عندما تعجز القوى السياسية عن إيصال مرشحها الى الرئاسة، بسبب انها لا تستطيع جمع غالبية نيابية مطلوبة وعندما يعجز أعضاء اللجنة الخماسية عن المساعدة في الحل، فإن المنطق ومصلحة البلد يتطلبان أن يكون الحوار هو السبيل لحل الازمة، ويصبح انتظار الخارج والرهان عليه في ظل الظروف الراهنة هو مضيعة للوقت، واكد ان من يعطل فرصة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم هم الذين يرفضون الحوار ويتمترسون خلف مواقف تعقّد الأزمة ولا تقود الى أي مكان!
كذلك، اعتبر النائب حسين الحاج حسن أن الخلافات السياسية المستحكمة، مضافا إليها ما رشح عن ضغوطات خارجية أو تعطيل خارجي، يؤخر الانتخاب الرئاسي في لبنان، مشيرا إلى أن المجلس النيابي كما أصبح معلوما منقسم إلى كتل وتحالفات ليس لدى أي تحالف منها القدرة على تأمين النصاب المطلوب لعقد الجلسات، ما يعني أنه لا بد من الحوار والتفاهم للتوصل إلى انتخاب رئيس. كما قال ان مشاريع جزء من الفريق الآخر، فضلاً عن الخطاب التقسيمي تحت عنوان الفيدرالية والشعارات التي تشكل النقيض للعيش المشترك بين اللبنانيين هناك المشروع السياسي ذات الإعلان السلبي الواضح من عناصر قوة لبنان! كما أضاف انه في السابق كان أقصى ما يمكن أن يقوم به لبنان في مواجهة أي عدوان إسرائيلي هو الشكوى إلى مجلس الأمن، ولولا ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لم تحرر أرض لبنان عام 2000، ولم تخرج إسرائيل مهزومة عام 2006، ولم يتم هزيمة المشروع الأميركي التكفيري عام 2017، ولم نتوصل إلى الترسيم البحري عام 2022 والبدء بالتنقيب عن النفط والغاز تمهيدا لاستخراجه بفضل الثلاثية الذهبية ومعادلة كاريش وما بعد كاريش، والتتناغم والتكامل بين الدولة والمقاومة، ورغم ذلك نجد أن الفريق الآخر يتناغم مع المخططات والمشاريع والضغوطات الأميركية والصهيونية الهادفة إلى إلغاء معادلة القوة في لبنان التي تقلق الأميركيين وتردع إسرائيل، ولكننا بالتأكيد لن نفرط بعناصر قوة لبنان، ولن نسمح لأحد بالنيل من هذه القوة!
من جانبه، اكد النائب محمد رعد أنّ الثنائي الشيعي حريص مع بقية المكونات والشركاء في البلد، على التفاهم والتوافق وعلى الشراكة من دون تمييز أو إمتياز، معربًا عن أسفه الشديد لـعدم إستجابة البعض الى الحوار الذي يدعو اليه الحزب و رئيس مجلس النواب، وأضاف انهم حريصون على وثيقة الوفاق الوطني، وملتزمون الدستور نصا وروحاً، فهم يشكلون اليوم أكثرية في مجلس الوزراء، حيث يملكون النصاب، الذي يؤهل مجلس الوزراء لإتخاذ القرارات، ولكن لأنهم يرغبون في التفاهم والحوار، يدعون الى الشراكة في حضور مجلس الوزراء، ولا يدرحون في جدول أعمال المجلس إلا ما هو ملحح وضروري يطال الجميع، ويسد ثغرات تضر الجميع، ولا يتصرفون كأثرية في مجلس الوزراء!! واضاف انه للأسف بعض الذين يرفضون الحوار، يتوهمون في مكان ما أنهم يملكون الأكثرية التي تأتي لهم بالرئيس الذي يرغبون به على حساب الشراكة مع الحزب، ويريدون أن يحضر نواب الحزب الى جلسة مجلس النواب فقط، لتأمين النصاب الإنتخابي من أجل أن ينتخبوا رئيسا لهم، يراعي مصالحهم ولو على حساب مصالح الآخرين، هذا المنطق لا يستقيم في بناء دولة، ولا في حفظ إستقرار، والذين يرفضون اليوم الحوار، سيتوسلونه في يوم من الأيام!!
في حين، شدد الشيخ نبيل قاووق على أن فلسطين أمس واليوم وغداً هي معيار العروبة الأصلية، متسائلاً: هل التطبيع الخارجي مع العدو خدم وساعد الشعب الفلسطيني وأوقف الاستيطان والقتل وتدنيس الأقصى؟ واعتبر من ناحية اخرى أن إفشال المبادرات الداخلية والخارجية يزيد الأزمة تعقيداً ويسرّع الانهيار، وأن جماعة التحدي والمواجهة هم الذين يفشلون المبادرات، مؤكدا ان الحزب وحركة أمل يعملان على موقف واحد لإيجاد الحلول، فيما جماعة التحدي والمواجهة يعملون على خلق العراقيل، مشددا على ان لبنان يحتاج إلى رئيس يخشاه العدو ولا يخضع للضغوط الأميركية!
وردا على كلام البطريرك الراعي الأخير، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، لأن حجم الهجمة الأميركية يهدد وجود لبنان، ولأن المسيح ومحمد يريدان الحق فقط، أقول لشريك الوطن غبطة البطريرك الراعي: القضية في لبنان أن بعض المسيحيين لا يريد رئيساً مسيحياً، وما نعيشه منذ تشرين 2019 عبارة عن غزو أميركي طاحن بواجهات مختلفة، ولحظة الغزو ومعارك المصير البلد يحتاج الى كل بنيه، والتضامن والحوار ووحدة الحال ضرورة وطنية إنقاذية! المطلوب إدانة سرطان القطيعة لا إدانة مَن تاريخه تحرير ونصر ووطنية وتضحيات من أجل لبنان، ولا يجوز ترك لبنان وشعبه ودولته فريسةً للغزو الأميركي للبنان. وهنا أقول لغبطته: الحوار والتضامن يساوي إنقاذ لبنان ويمنع الكثير من الكوارث، ولبنان اليوم بقلب حرب مصيرية، والقطيعة فيما لبنان يتعرض لأسوأ غزو أميركي تساوي الخيانة، ولولا تاريخية الحزب والحركة وباقي الفصائل لكان الجميع ينطق العبرية ويعاني من استعباد الصهيوينة!!
محطات سياسية واقتصادية:
في الملف السياسي، التقى وزير الخارجية السعودي الأحد الماضي، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، بمقر وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78، وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الحل السياسي للأزمة السورية، وجهود المملكة والأمم المتحدة في هذا الشأن، ومنها مخرجات القمة العربية في جدة. وأكد الوزير السعودي خلال اللقاء، حرص المملكة على بذل كافة الجهود للتوصل إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وانتمائها العربي.
من جانب آخر، وبعدما أكد الرئيس السوري على أن انسحاب القوات التركية من الشمال يعتبر السبيل الوحيد لعودة العلاقات بين البلدين، جددت روسيا موقفها من هذا الملف، فقد صرح الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف الاربعاء، أن روسيا تؤيد عقد اجتماع رباعي لتسوية العلاقات السورية التركية في أسرع وقت ممكن، لكنه أوضح عدم وجود موعد لمثل هذا اللقاء حتى اللحظة.
أمنيا، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إيرانية، زار قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، سوريا حيث أشرف على مناورة عسكرية مشتركة بين البلدين الحليفين، كما بحث مع مسؤولين سوريين كبار التقاهم في دمشق، سبل التصدي للتحديات العسكرية والأمنية التي تواجه سوريا. إلى ذلك أوردت وكالة "تسنيم" أن قاآني أشرف على مناورة عسكرية إيرانية سورية مشتركة، وأضافت بأنه أشاد بـالعلاقات الأخوية بين سوريا وإيران، مؤكدا أن إيران ستقف إلى جانب الشعب السوري وقيادته في مواجهة التحديات!
من جانب آخر، أفادت مصادر ميدانية أن دبابة إسرائيلية متمركزة في هضبة الجولان المحتلة، أطلقت النار بعد ظهر الخميس في اتجاه الأراضي السورية على الجانب الآخر من خط فض الاشتباك، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن دبابات استهدفت بنى تحتية عسكرية أقيمت في عين التينة على جبل حرمون، في انتهاك لاتفاق فض الاشتباك العام 1974 بين إسرائيل وسوريا.
في سياق منفصل، بعد إعلان الرئاسة السورية، يوم الثلاثاء، أن الأسد سيزور الصين لإجراء مباحثات مع الرئيس الصيني وكبار المسؤولين هناك لبحث أفق التعاون، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الجمعة، لنظيره السوري عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع دمشق. وكان التلفزيون السوري قد أفاد في وقت سابق، بأن الأسد عقد قمة ثنائية مع شي في مدينة هانغتشو بشرق الصين.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الصيني أنّ الصين وسوريا أقامتا شراكة استراتيجية، وأضاف انه في مواجهة الوضع الدولي المليء بعدم الاستقرار وعدم اليقين، الصين مستعدّة لمواصلة العمل مع سوريا، والدعم القوي المتبادل بينهما، وتعزيز التعاون الودّي، والدفاع بشكل مشترك عن الإنصاف والعدالة الدوليين. كما أكد شي أنّ العلاقات بين البلدين صمدت أمام اختبار التغيّرات الدولية، وأن الصداقة بين البلدين تعزّزت بمرور الوقت.
يشار إلى أن الصين تعدّ أحد حلفاء الرئيس السوري، التي منحته دعمها في مجلس الأمن الدولي، عبر الامتناع بانتظام عن التصويت على القرارات المعادية للحكومة السورية. وهذه أول زيارة رسمية للأسد منذ نحو عقدين الى الدولة الحليفة، في وقت يجهد للحصول على دعم لإعادة إعمار بلاده التي دمرتها الحرب. كما أن الصين ثالث دولة غير عربية يزورها الأسد خلال سنوات النزاع المستمر في بلاده منذ العام 2011، بعد روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، واللتين تقدمان لها دعماً اقتصادياً وعسكرياً غيّر ميزان الحرب لصالحها.
وتشكّل هذه الرحلة خطوة دبلوماسية متقدمة للرئيس السوري الذي نادراً ما يغادر بلاده، كما تكتسب أهمية بعد التظاهرات التي اندلعت أخيراً في مدينة السويداء في جنوب سوريا، للمطالبة برحيله، وما زالت مستمرة.
أعلنت القوات المسلحة المصرية، الثلاثاء، عن إنشاء معسكر إغاثة مصري بمنطقة "مرتوبة" الليبية قرب مدينة درنة؛ للتخفيف عن المتضررين من الإعصار في المناطق المتضررة، وتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية والإنسانية لهم. ووفق بيان للقوات المصرية، شاركت عدد من طائرات البحث والإنقاذ المصرية في انتشال الجثث وإنقاذ المصابين في المناطق المنكوبة التي ضربها الإعصار خلال الأيام الماضية، كما قدّم الجيش المصري العديد من المساعدات الإنسانية العاجلة ووسائل الإعاشة للمواطنين في العديد من المناطق التي يصعب الوصول والخروج منها. كانت السلطات المصرية، أعلنت وصول حاملة المروحيات "ميسترال" إلى ليبيا يوم الأحد الماضي، للعمل كمستشفى ميداني لدعم متضرري الإعصار، في خضم المساعدات التي قدمتها القاهرة منذ بداية تلك الكارثة الإنسانية.
في السياق، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الخميس، أن عشرات الآلاف نزحوا إثر الفيضانات الكاسحة التي شهدها شرق ليبيا لا سيما مدينة درنة، وقالت المنظمة في تقريرها الأخير حول الوضع في شرق ليبيا بعد مرور العاصفة دانيال ليل 10-11 سبتمبر التي أوقعت أكثر من 3753 قتيل وفقا للسلطات، انع بحسب آخر تقديرات المنظمة الدولية، فان 43059 شخصا نزحوا إثر الفيضانات في شمال شرق ليبيا، وأضافت أن نقص إمدادات المياه قد يكون دفع الكثير من الأشخاص النازحين إلى مغادرة درنة للتوجه إلى مدن أخرى في شرق وغرب البلاد.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في مطلع الأسبوع أن وكالاتها لا سيما منظمة الصحة العالمية تعمل على منع انتشار أمراض وتجنب أزمة ثانية مدمرة في المنطقة، محذرة من مخاطر مرتبطة بالمياه وغياب مستلزمات النظافة الصحية.
من جانب آخر، أعيد العمل بشبكات الهاتف النقال والانترنت ليل الأربعاء في درنة بعد انقطاع 24 ساعة، كما أعلنت السلطات الليبية. وكانت الاتصالات قد قطعت الثلاثاء وطلب من الصحافيين مغادرة المدينة المنكوبة غداة تظاهرة لسكان درنة للمطالبة بمحاسبة سلطات شرق البلاد معتبرين أنها مسؤولة عن الكارثة.
إلى ذلك، وصل يوم الجمعة، إلى ليبيا فريق تحديد ضحايا الكوارث الإماراتي للمساعدة في مكافحة الفيضانات التي اجتاحت البلاد وأدوت بحياة الآلاف. ويعد فريق تحديد الهوية الإماراتي (DVI) الأول على مستوى العالم للقيام بمهمة تحديد هوية ضحايا الإعصار. ويأتي إرسال الفريق ضمن جهود دولة الإمارات للمساعدة في مكافحة الفيضانات.
من جانب آخر، لا يبدو أن الكارثة التي ضربت ليبيا ستكون مناسبة لتوحيد الليبيين، فقد أعلن المجلس الأعلى للدولة رفضه قرار البرلمان اعتماد ميزانية لمواجهة آثار السيول والفيضانات التي ضربت مناطق بشرق البلاد وإعادة إعمار مدينة درنة، وقال إنها من صلاحيات السلطة التنفيذية ولا يحقّ للبرلمان التفرّد، في خطوة من شأنها أن تثير خلافات بين الطرفين قد تعيق مشروع إعادة الإعمار.
وكان البرلمان قد صوّت الاسبوع الماضي على إقرار ميزانية طوارئ بقيمة 10 مليارات دينار ليبي، لمعالجة آثار الفيضانات في المناطق المتضررة، وشكّل لجنة يقودها رئيس البرلمان، وتضم محافظ مصرف ليبيا المركزي ومندوبا عن القيادة العامة للجيش الليبي يختاره الجنرال خليفة حفتر، على أن تتولى فتح حساب في مصرف ليبيا المركزي تودع فيه المخصصات أو المعونات المحلية والدولية، والإشراف على صرفها للأغراض المخصصة لها، كما تم تكليف لجنة تشريعية لإعداد مشروع قانون إنشاء صندوق إعمار ليبيا، يعرض على المجلس في الجلسات القادمة لاعتماده. لكن هذه القرارات قوبلت برفض قاطع من المجلس الأعلى للدولة، واعتبر في بيان نشره مساء الخميس، أن اعتماد أي ميزانية طارئة منوط بالسلطة التنفيذية، ولا يحتاج لتدخلّ تشريعي، مضيفا أن قانون الميزانية يخضع لقواعد عرضها على المجلس الأعلى للدولة، وأن تخصيص أموال للإعمار مسألة تحتاج إلى إعطائها الوقت الكافي من الدراسة وتحديد الاحتياجات والأولويات، وهي مسألة أمن قومي لا يحق لأي جهة التفرّد بها.
في الوضع الامني، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح الأربعاء، عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 30 آخرين على الأقل خلال عملية اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة. فيما كشف ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، عن استخدام طائرة مسيرة خلال عملية الاقتحام، وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل شابين فلسطينيين قبل البدء في عملية الانسحاب من المخيم.
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي إن قواته شنت ضربات، الجمعة، في قطاع غزة حيث تقع اشتباكات منذ أيام بين محتجين والقوات الإسرائيلية على طول السياج الفاصل. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي أي تفاصيل عن الضربات، لكن وسائل إعلام تابعة لحركة حماس التي تسيطر على القطاع قالت إن مواقع أمنية تعرضت للقصف.
في الملف السياسي، ترأس وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزيري الخارجية الأردني أيمن الصفدي والمصري سامح شكري والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون جوزيب بوريل، الاجتماع الوزاري لمناقشة جهود تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78 بمدينة نيويورك. وشهد الاجتماع حضور ممثلي نحو 70 دولة ومنظمة دولية، ونحو 50 متحدثاً من مختلف دول العالم، حيث جرى مناقشة آليات المساهمة في تنسيق الجهود المشتركة للدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط، وتكوين فرق عمل سياسية واقتصادية وإنسانية لبحث الخطوات والمحفزات العملية التي تشجع على إعادة إحياء عملية السلام العربية.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية السعودي، ان الرياض قد نسقت بشكل كامل مع الأشقاء في فلسطين لضمان انعكاس أولياتهم ومواقفهم في مجريات ومخرجات هذا الاجتماع لتنشيط جهود السلام، وتسعى المملكة لإعادة الحديث حول حل الدولتين للواجهة، لانه لا مجال لحل صراع فلسطين وإسرائيل إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة.
من جانبه، اعتبر الرئيس الفلسطيني، الخميس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط من دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه، وطالب عباس الجمعية العامة للأمم المتحدة بعقد مؤتمر دولي للسلام، معتبراً أنه يمكن أن يكون آخر فرصة لإنقاذ حل الدولتين، مضيفا أن الحكومة اليمينية الإسرائيلية تواصل الاعتداء على الشعب الفلسطيني وتمارس سياسة فصل عنصري، ومطالباً الجمعية العامة باتخاذ إجراءات رادعة ضد إسرائيل حتى تنفذ التزاماتها.
على صعيد منفصل، أعلنت سلطة المطارات الإسرائيلية عن وجود تشويش بهبوط الطائرات في مطار "بن غوريون"، وذلك بفعل هجوم خطير في الاشهر الأخيرة، وأوردت سلطة المطارات أن جهات مجهولة تقوم بتشويش أجهزة نظام التموضع العالمي (GPS) لهبوط الطائرات القادمة إلى المطار، ما يرتّب على الطائرات الهبوط في مسارات بديلة في ظل صعوبة هبوطها في المدرج المخصص لها. وتفحص السلطات الإسرائيلية في ما إذا كانت أجهزة قتالية إلكترونية روسية تعمل في سورية وشرق البحر الأبيض المتوسط، تقف وراء ذلك كما حدث في السابق، معتبرة أنه على الرغم من التغيير في مدرج الهبوط إلا أن حركة الهبوط والإقلاع لم تتأثر.
في ملف الخلاف الاسرائيلي الداخلي، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الأربعاء أن زعيم المعارضة يائير لابيد هاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بسبب التحذيرات الأمنية الأخيرة في الضفة الغربية. وقال لابيد في بداية اجتماع لحزب “يش عتيد”، ان نتنياهو فقد السيطرة على وزرائه، وكل واحد يدير سياسته الخاصة. وإن دعوة المواطنين إلى القدوم إلى الكنيس بالأسلحة في يوم الغفران ليست سياسة أمنية، بل شعبوية خطيرة. التصرف بشكل مخالف لموقف الشاباك – وخروج على القانون! وأضاف لابيد انه بدلا من الفرار من المشاكل إلى كاليفورنيا، يجب على نتنياهو كبح جماح وزرائه غير المسؤولين وضبط النفس والعمل على تهدئة المنطقة. وقد أشارت الصحيفة العبرية إلى أن هجوم لابيد على نتنياهو يأتي في أعقاب موجة من العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي أدت إلى مقتل عدد من المستوطنين الإسرائيليين.
أفادت مصادر متابعة الأحد الماضي، بإتمام نقل معسكرات المعارضة الإيرانية من الحدود مع إيران إلى العمق العراقي، وأشارت إلى أن قوات حرس الحدود العراقي تنتشر على الحدود العراقية الإيرانية. يذكر أن مهلة طهران لبغداد بخصوص إبعاد المعارضة الإيرانية عن الشريط الحدودي بين البلدين انتهت الثلاثاء، وما زالت طهران تلوح باستخدام القوة إذا لم تنفذ بغداد وإربيل الاتفاق.
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الاثنين، إن الحكومة العراقية نفذت الكثير من مواد الاتفاق الأمني بما فيها إغلاق مقرات للمسلحين بكردستان ونقلهم بعيدا عن الحدود، وأكد أن الخطوات الأخرى في الاتفاق الأمني مع العراق قيد الإنجاز، وسيتم دراسة الوضع أولا لتطمئن طهران إلى تطبيق الاتفاق لتقرر بعدها!
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أكدت أنها شرعت خلال الأسابيع القليلة الماضية في تنفيذ عمليات لفرض القانون في المناطق الحدودية في شمال البلاد وشمال شرقها، وقال متحدث باسم الوزارة ان اشتباكات عنيفة حدثت مع هذه المجموعات، وجرت عمليات التطهير في المناطق الحدودية في محافظتي أربيل والسليمانية وإيران إضافة إلى المثلث العراقي الإيراني التركي.
في السياق، قال متحدث باسم الحرس الثوري الايراني، الأربعاء، إن عدم الاستجابة لمطالب بلاده فيما يتعلق بنزع سلاح تلك الجماعات المعارضة لها داخل الأراضي العراقية سوف تكون له عواقب، مضيفا أنه إذا لم يلتزم المسؤولون العراقيون بالاتفاق فسيكون الانفصاليون تحت مرمى النيران الإيرانية كما في السابق، لكنه عبر عن تفاؤله بتنفيذ العراق الاتفاق الأمني بين البلدين.
أمنيا أيضا، ومن جانب آخر، قُتل ثلاثة عناصر من قوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، إثر قصف بطائرة مسيّرة الاثنين، استهدف مطاراً زراعياً في محيط السليمانية، على ما أفاد بيان صادر عن جهاز مكافحة الإرهاب. واستهدف القصف مطار عربت الصغير الواقع جنوب مدينة السليمانية والذي يستخدم للطائرات الخاصة برشّ المبيدات الزراعية. وقد أفاد مصدر أمني بأن المعلومات الأولية تشير إلى استخدام طائرة تركية مسيرة في الهجوم على هدف يشتبه بأنه لحزب العمال الكردستاني.
بعدما كشف الجيش العراقي أن الطائرة المسيّرة دخلت الأجواء من تركيا، أعلنت الرئاسة العراقية أنها تعتزم استدعاء سفير أنقرة في بغداد وتسليمه رسالة احتجاج موجهة للرئاسة التركية. وقالت في بيان الثلاثاء، إن شن هجمات عسكرية متتابعة تطال المدن والمدنيين فضلاً عن العسكريين أمر يرفضه القانون الدولي، مضيفة أن الطائرات المسيرة أصبحت وسيلة معتادة للهجوم التركي على أراضي العراق. فيما أضافت أن العراق أوضح لتركيا من قبل أنه على استعداد للجلوس مع الجهات الأمنية المعنية لسد الثغرات التي تعتقد أنقرة أنها أماكن تسلل لمن يريد المساس بأمنها ودون أن ترى بغداد استجابة حقيقية لدعواتها.
يذكر أن الأحد الماضي، قتل أربعة مقاتلين بينهم مسؤول كبير من حزب العمال الكردستاني بقصف طائرة مسيّرة تابعة للجيش التركي، استهدف سيارتهم في منطقة سنجار في شمال العراق، وفق بيان لجهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان.
جدد برنامج الغذاء العالمي التأكيد على حرمان أكثر من 4 ملايين شخص في اليمن من المساعدات خلال الربع الأخير من العام 2023، بسبب نقص التمويل، وأوضح البرنامج التابع للأمم المتحدة، في تقرير صادر عنه، أنه اضطر إلى إجراء تخفيض برنامج الوقاية من سوء التغذية وتقليص الأنشطة المتعلقة بالقدرة على الصمود وسبل العيش بسبب أزمة التمويل الخانقة التي يمر بها البرنامج. كما أشار إلى أنه لا يزال يقدم حالياً مساعدات غذائية منقذة للحياة لنحو 13 مليون شخص في كل دورة توزيع، ولكن بحصص غذائية مخفضة تعادل 41% من سلة الأغذية القياسية لكل دورة.
في الملف السياسي، يشار إلى أن عملا متواصلا تقوم به الجهات المعنية بالملف اليمني في الحكومة السعودية، من أجل إيجاد حل سياسي وسلمي للحرب في اليمن، وبناء حكومة وحدة وطنية، تشترك فيها مختلف المكونات. فبعد وصول العاصمة الرياض الخميس الفائت، وفد حوثي قادما من العاصمة صنعاء، برئاسة محمد عبد السلام، وبرفقة وفدٍ من سلطنة عمان، بعد دعوة وجهتها الحكومة السعودية، أشار الأخير إلى أمله أن تُتوَّج هذه المفاوضات بتقدم ملموس في كل الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية، ومعالجة آثار الحرب، وبما يحقق السلام والاستقرار في عموم اليمن ودول الجوار والمنطقة.
هذه اللغة السياسية – الإيجابية من رئيس الوفد الحوثي، تشير إلى أن المباحثات السابقة التي جرت في سلطنة عمان واليمن والأردن، وأيضا الجهود التي بذلتها الحكومة السعودية في لقائها مع مختلف الأطراف اليمنية التي زارت الرياض وجدة، أثمرت بالوصول إلى تفاهمات حقيقية، وآن وقت جعلها مشاريع عمل تتصف بالديمومة، بحيث يتم تثبيت وقف إطلاق النار وتحويل الهدنة إلى سلام دائم، ويتم احترام الحدود واتباع سياسة حسنِ الجوار.
في السياق، أكد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الاربعاء، أنه التقى وفد صنعاء الذي زار الرياض مؤخراً لاستكمال الجهود الرامية لدعم مسار السلام في اليمن، وقال إن المملكة تتطلَّع أن تحقق النقاشات الجادة أهدافها، وأن تجتمع الأطراف اليمنية على الكلمة ووحدة الصف لينتقل اليمن إلى نهضة شاملة وتنمية مستدامة للشعب اليمني، في ظل استقرار سياسي وأمن دائم، يتكامل مع النهضة التنموية للمنظومة الخليجية.
إلى ذلك، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، يوم الخميس، مع مبعوث الولايات المتحدة تيموثي ليندركينغ في نيويورك، حيث بحثا جهود الوساطة التي تجريها السعودية وسلطنة عمان من أجل تجديد الهدنة وإحياء العملية السياسية. وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن العليمي، الموجود في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ناقش مع ليندركينغ أيضا الإصلاحات الرئاسية والحكومية والدعم الدولي المطلوب لتحسين الخدمات والأوضاع المعيشية في اليمن.
وقد اشار العليمي إلى أن مواقف السعودية والإمارات شكلت سياجا قويا منع انهيار مؤسسات الدولة، وأضاف، في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن أي مبادرة سلام أو إجراءات لبناء الثقة يجب أن تحقق نتائج ملموسة وفورية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، مشيرا إلى أن أي تراخ من جانب المجتمع الدولي أو التعامل مع الحوثيين كسلطة أمر واقع سيجعل ممارسة القمع وانتهاك الحريات سلوكا يتعذر التخلص منه. كما شدد على ضرورة ضمان عدم وقوع التمويلات الأممية في شبهة الدعم غير المباشر لجماعة الحوثي، مشددا على أن الحوثيين صعدوا تهديداتهم مؤخرا باستهداف خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن واعتبارها مناطق عسكرية.
في الاقتصاد المصري، كشف رئيس إدارة نظم الحوكمة والمبادرات الاستراتيجية بقطاع البنوك الدولية التابعة لمجموعة "إنتيسا سان باولو" الإيطالية، أندريا فزولاري، أن مصر سوق مهمة وواعدة للمجموعة التي تمتلك نحو 80% من بنك الإسكندرية، لافتاً إلى اهتمام المجموعة بشراء نسبة الـ20% المملوكة للحكومة المصرية وأنها بدأت مباحثات مبدئية لشراء الحصة. وأكد خلال مؤتمر صحافي، أن المجموعة لديها العديد من الفرص التي تسهم في تعزيز وجود البنك في مصر والمنطقة، بما يسهم في دعم الاقتصاد المصري، مشيرا إلى أن المجموعة متواجدة في أسواق عديدة منها سلوفاكيا، وكرواتيا، وصربيا، ومصر، والمجر، وسلوفينيا، وألبانيا، ورومانيا، والبوسنة، وأوكرانيا ويمكن من خلال التواجد في هذه الدول تعزيز التعاون مع الاقتصاد المصري.
من جانب آخر، وقعت شركة رولينج بلس للصناعات الكيميائية عقد إنشاء مصنع يحمل اسمها لتصنيع الإطارات، على مساحة 400 ألف متر مربع وباستثمارات مليار يورو تُنفذ على 3 مراحل في منطقة السخنة الصناعية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. ويستهدف المشروع إنشاء مصنع لإنتاج إطارات السيارات الملاكي والنقل الخفيف والثقيل باستثمارات مليار يورو، وبطاقة إنتاجية 7 ملايين إطار سنوياً عند تشغيل مراحل المشروع بالكامل. وأوضح رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أن استراتيجية الهيئة في توطين عدد من القطاعات الصناعية والخدمية تعتمد على صناعات مكملة لبعضها البعض، حيث إن مشروع رولينج بلس لتصنيع الإطارات هو جزء من الاستراتيجية العامة الخاصة بتوطين صناعة السيارات والصناعات المكملة لذلك من صناعة البطاريات والإطارات وغيرها، كما يستهدف المشروع توفير احتياجات السوق المحلية، وذلك ضمن الخطوات المدروسة التي نقوم بها لجذب مشروعات تدعم تقليل الفاتورة الاستيرادية من خلال توطين الصناعات المستهدفة، مشيرا إلى أن المشروع يوفر 1000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
في ملف السياسة النقدية، قررت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري في اجتماعها، الخميس، الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوي 19.25%، 20.25% و19.75% على الترتيب، وبحسب بيان "المركزي" فقد تم الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوي 19.75%. كما أشار البيان إلى أن اللجنة ستواصل تقييم أثر السياسة النقدية التقييدية التي تم اتخاذها وتأثيرها على الاقتصاد وفقاً للبيانات الواردة خلال الفترة القادمة. وأكدت اللجنة على أن مسار أسعار العائد الأساسية يعتمد على معدلات التضخم المتوقعة وليس معدلات التضخم السائدة.
في الملفات السياسية، أعلنت الخارجية المصرية تفاصيل محادثات وزير الخارجية المصري مع نظريه الإيراني والتي عقدت الاربعاء في نيويورك، وتناول اللقاء قضية العلاقات الثنائية بين البلدين، واستكشاف المحددات والضوابط التي تحكمها، وبما يؤدي إلى تطويرها على النحو الذي يحقق مصالح الشعبين. كما ناقش الوزيران تطوير العلاقات تأسيساً على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. ويأتي ذلك بعد شهور من إعلان إيران ترحيبها بإعادة العلاقات مع مصر. يذكر ان إيران قطعت العلاقات الدبلوماسية مع مصر بعد اندلاع الثورة فى إيران وسقوط نظام الشاه في 11 فبراير 1979، مشيرة وقتها الى إن السبب يرجع لتوقيع مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل.
في سياق منفصل، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، يوم السبت، أنها ستعلن يوم الاثنين القادم كافة المواعيد والتفاصيل الخاصة بإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة. ووفقا للدستور المصري، فإنه يجب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية قبل الثاني من مارس المقبل، حيث تضمن النصوص الدستورية إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية قبل شهر من انتهاء مدة الرئاسة الحالية التي تنتهي في الثاني من أبريل نيسان المقبل. ولم يعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسميا خوض الانتخابات الرئاسية، لكن عددا من الأحزاب السياسية أعلنت دعمها ترشحه لولاية جديدة، كما أعلن كل من عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، والبرلماني السابق أحمد الطنطاوي، ورئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، عزمهم خوض السباق الرئاسي.
في ملف جماعة الاخوان
لا جديد في هذا الملف لهذا الاسبوع.
أزمة سد النهضة
انطلقت صباح السبت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة، بحضور الوزراء المعنيين من مصر، والسودان، وإثيوبيا ووفود التفاوض من الدول الثلاث.
وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس فريق التفاوض الإثيوبي، إن هذه الجولة من المحادثات تجري بعد الانتهاء من الجولة الرابعة من الملء، وفقًا لإعلان المبادئ لعام 2015، معربا عن أمله في أن تتوصل الدول الثلاث إلى تفاهم حول القضايا العالقة في هذه الجولة من المحادثات. كما أكد من جديد موقف إثيوبيا بأن الاستخدام العادل والمعقول لمياه النيل، على النحو المنصوص عليه في إعلان المبادئ لعام 2015، هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لضمان الاستخدام العادل للنهر.
وتأتي هذه المفاوضات في إطار استكمال الجولات التفاوضية التي بدأت في القاهرة أغسطس الماضي بناء على توافق الدول على الإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة خلال أربعة أشهر، في أعقاب لقاء قيادتي مصر وإثيوبيا في 13 يوليو الماضي.
ومن جانبه، صرح وزير الري المصري بأن مصر تستمر في التعامل مع المفاوضات كعهدها دائماً بالجدية وحسن النوايا اللازمين بغرض التوصل لاتفاق عادل ومتوازن، يراعي مصالحها الوطنية ويحمي أمنها المائي واستخداماتها الحالية ويحفظ حقوق الشعب المصرى، مضيفاً أنه في الوقت ذاته يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، مجددا الإشارة إلى ما مثله استمرار إثيوبيا في عملية ملء سد النهضة في غياب الاتفاق اللازم من انتهاك لاتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015، مشيراً إلى أن استمرار مثل هذه التصرفات الأحادية المخالفة للقانون الدولي يلقي بظلال غير إيجابية على العملية التفاوضية الراهنة ويهدد بتقويضها. وكانت مصر قد أعلنت من قبل أن جولة التفاوض الماضية بالقاهرة لم تشهد تغيرات ملموسة في مواقف الجانب الإثيوبي، مؤكدة أنها ستستمر في مساعيها الحثيثة للتوصل في أقرب فرصة إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
في الملفات الاقتصادية، كشفت بيانات رسمية، يوم السبت، تراجع الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان بالأسعار الجارية في الربع الثاني من عام 2023 بنسبة 9.5% إلى 26.24 مليار دولار، مقارنة مع 29 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2022، وأفادت بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، أن الانخفاض يرجع بشكل أساسي إلى تراجع الأنشطة النفطية 18.3% في الربع الثاني من 2023 مقارنة مع الفترة نفسها قبل عام.
من جانب آخر، قالت وكالة الأنباء الرسمية في البحرين إن العجز الفعلي في ميزانية المملكة وصل إلى 381 مليون دينار بحريني (1.01 مليار دولار) في النصف الأول من 2023، وأضافت أن إجمالي المصروفات الفعلية في نتائج الإقفال النصف سنوي للسنة نفسها بلغ 4.84 مليار دولار بانخفاض 2% عن تقديرات الموازنة. وخلال اجتماع السلطتين التنفيذية والتشريعية المشترك لاستعراض نتائج الإقفال نصف السنوي للوزارات والجهات الحكومية للفترة المنتهية في 30 يونيو 2023، تم التوافق على الالتزام بأهداف برنامج التوازن المالي والاستمرار في تخفيض النفقات وزيادة الإيرادات للوصول إلى نقطة التوازن حسب الخطة والأهداف المرحلية الموضوعة لذلك.
وفي هذا السياق، تعتزم الحكومة البحرينية اتخاذ مزيد من الإجراءات التي تصب في تعزيز الاستقرار المالي والتنمية الاقتصادية من أجل مواصلة خلق الفرص النوعية أمام المواطنين، وستشمل الإجراءات التي تعتزم الحكومة إقرارها رفع رسوم العمل على الموظفين غير البحرينيين بما يسهم في تعزيز جعل المواطن الخيار الأفضل للتوظيف.
في سياق منفصل، قال رئيس الوزراء الكويتي إن الحكم العراقي المتعلق بتنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله به مغالطات تاريخية، مضيفا إن على حكومة العراق اتخاذ إجراءات ملموسة وحاسمة وعاجلة لمعالجة الحكم. كما دعا أيضا إلى ترسيم كامل للحدود البحرية الكويتية العراقية وفقا للقوانين والمواثيق الدولية، مكررا بذلك دعوة أطلقتها دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة سابقا هذا الاسبوع.
وتصاعدت التوترات بين الكويت والعراق بعد أن قضت المحكمة الاتحادية العليا العراقية بعدم دستورية تصديق البرلمان العراقي على اتفاقية تنظيم الملاحة في ممر خور عبد الله المائي بين الدولتين. وتقول المحكمة العراقية إن المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية ينبغي أن تكون بقانون يسن بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب. وتم التوقيع على الاتفاقية في 2012 وصادق برلمانا البلدين عليها في 2013.
في شأن الامارات العربية المتحدة
بحث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وأنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جهود حل الأزمة اليمنية. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن الاجتماع الثلاثي، الذي عقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، استعرض سبل التوصل إلى حل سياسي مستدام للأزمة اليمنية، وتعزيز الاستجابة الإنسانية للشعب اليمني وتقديم الدعم اللازم لليمن على الصعيد الاقتصادي. وأكد وزراء خارجية الإمارات والسعودية والولايات المتحدة على أهمية التعاون الوثيق بين الدول الثلاث ومجلس القيادة الرئاسي في اليمن لتعزيز جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
في سياق منفصل، أعلنت شركة الياه للاتصالات الفضائية "الياه سات" في الإمارات، الجمعة، عن حصولها على عقد من الحكومة بقيمة 18.7 مليار درهم (5.1 مليار دولار) لتوفير خدمات اتصالات عبر الأقمار الصناعية، وذكرت الشركة في إفصاح لسوق أبوظبي أنها بموجب التكليف ستتولى توفير سعة فضائية على الأقمار الصناعية والخدمات المدارة على مدى 17 عاما. وبذلك، ستتولى الياه سات توفير السعة والخدمات عبر القمرين الصناعيين الياه 1 والياه2 اللذين قيد التشغيل حاليا، على أن يتم تعزيز الخدمات عبر القمرين الجديدين الياه 4 والياه 5 المتوقع إطلاقهما في عامي 2027 و2028.
في الشأن السعودي
أثار حديث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن تطور العلاقات بين السعودية وإسرائيل، اهتمامًا بارزًا في وسائل الإعلام الغربية، في الوقت الذي يتوقع مراقبون أن تساهم تلك التصريحات في تعزيز مسار تطبيع العلاقات بين البلدين في المرحلة المقبلة.
وكشف وزير الخارجية الإسرائيلي، في هذا السياق، أن الإطار العام للاتفاق لإقامة علاقات بين السعودية وإسرائيل بوساطة أميركية قد يصبح جاهزاً بحلول مطلع العام المقبل.
أما ولي العهد السعودي، وتعليقا على المفاوضات بشأن العلاقة مع إسرائيل، فقد قال أنها تتقدم يوما بيوم، مشيرا إلى ان القضية الفلسطينية هي القضية الاهم، ولدى المملكة استراتيجية مفاوضات جيدة تتواصل حتى الآن، وأضاف انه يريد أن يرى حيـاة جيدة للفلسطينيين، لذا يود إكمال المفاوضات مع إدارة بايدن لضمان ذلك، لافتا إلى أنه ولأول مرة تبدو المفـاوضات حول التطبيـع مع إسرائيل حقيقية وجادة، ملمحا إلى أن حل الدولتين يبقى هو الشرط لحل الأزمة. كما أكد أنه في حال التوصل إلى هذا الحلّ فإن ذلك سيجعل من إسرائيل لاعبا في الشرق الأوسط، مشددا ‘لى أن المملكة يمكن أن تعمل مع أي شخص يقود اسرائيل، أشار إلى أنه في حال نجحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأن تعقد اتفاقا بين المملكة وإسرائيل فسيكون أضخم اتفاق منذ انتهاء الحرب الباردة.
في الجانب الاقتصادي، أكد ولي العهد أن اقتصاد المملكة كان الأسرع نموا بين دول مجموعة العشرين في عام 2022، مشيرا إلى أن الاقتصاد غير النفطي هذا العام سيسجل ثاني أسرع نمو في مجموعة العشرين، في منافسة مع الهند، وأضاف أن الاقتصاد السعودي يحتل رقم 17 عالميا، ويمكن العودة ضمن قائمة الـ 7، مؤكدا أنه تم وضع مستهدفات جديدة بطموح أكبر لرؤية 2030.
وبشأن سياسة السعودية النفطية قال ولي العهد السعودي ان سياسة الرياض البترولية يحكمها العرض والطلب، وملتزمون باستقرار أسواق النفط، وان قرارات أوبك+ لا تدعم طرفا على حساب الآخر. كما أكد أن مجموعة دول "بريكس" ليست ضد أميركا، بدليل وجود حلفاء واشنطن داخلها، والمجموعة ليسة تحالفا سياسيا.
وفي الملف الايراني أشار إلى أن السعودية ، ستحصل على القنبلة النووية في حال استحصلت ايران عليها وذلك في إطار التوازن الأمني، لكنه أمِل في أن لا تصل الأمور إلى ذلك.
على صعيد آخر، أعلنت وكالة الأمن والتعاون الدفاعي الأميركية إقرار حزمة مبيعات عسكرية محتملة للسعودية بقيمة 500 مليون دولار، مع تسليم إخطار بذلك إلى الكونغرس. وقالت الوكالة التابعة للبنتاغون في بيان، إن هذه الصفقة المقترحة ستدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة، وأشارت إلى أن هذه الحزمة المقترحة ستعزز قدرة السعودية على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية.
أعلن الرئيس التونسي، خلال اجتماع مجلس الوزراء منتصف الاسبوع، أن الانتخابات المحلية ستعقد في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل.
على صعيد آخر، أصدر القطب القضائي التونسي لمكافحة الإرهاب، الأربعاء، بطاقة إيداع بالسجن في حق رئيس حزب النهضة المؤقت، منذر الونيسي، الذي أعتقل مطلع سبتمبر على خلفية تسجيلات مسرّبة على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما أفاد حزبه. وقد تولى الونيسي رئاسة حركة النهضة منذ اعتقال راشد الغنوشي في 17 أبريل الماضي. وفي التسجيلات المسربة على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر تصريح منسوب للونيسي يذكر فيه لقاءه مع رجال أعمال تونسيين نافذين، فضلا عن التحدث عن الانتهاكات المالية التي ارتكبها أحد الأعضاء المسؤولين في حزب النهضة. وفي إطار القضية ذاتها، تم توقيف مسؤولين آخرين في حزب النهضة بمن فيهم عبد الكريم الهاروني.
في سياق منفصل، أعلنت الرئاسة التونسية، مساء الجمعة، إنهاء مهام المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز، وقالت في بيان ان رئيس الجمهورية قرّر إنهاء مهام الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز، هشام عنان، وتعيين فيصل طريفة خلفا له. وانقطع التيار الكهربائي في تونس عن كافة مناطق البلاد بشكل مفاجئ لنحو ثلاث ساعات بسبب عطل لحق بأحد المولدات بالعاصمة على ما أفادت شركة الكهرباء، يوم الأربعاء.
ونادرا ما يحدث انقطاع عام للتيار الكهربائي في جميع أنحاء تونس، وهذا الصيف وبسبب موجة الحر التي تجاوزت 45 درجة، نفذت السلطات إجراءات تقنين للكهرباء لفترات قصيرة طالت في كل مرة منطقة تشهد استهلاكا كبيرا للطاقة.
مترأساً وفد المملكة العربية السعودية المشارك في افتتاح أعمال الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء في نيويورك، شدد وزير الخارجية السعودي على دعوة بلاده لتوحيد جهود الاستجابة للموقف الإنساني في السودان، وأضاف أن المملكة دعت الأطراف السودانية كافة للحضور إلى جدة. كما لفت إلى ضرورة إنشاء ممرات آمنة لتوفير الخدمات للسودانيين، داعياً المانحين الدوليين للمشاركة بدعم السودان وتقليل المعاناة.
أتى كلام الوزير السعودي بعدما أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، على أن الصراع في السودان يتفاقم بسبب تدفق الأسلحة من الخارج، وتابع أن الوضع يتدهور ويهدد استقرار المنطقة برمتها، داعياً بدوره أيضاً جميع الأطراف بالسودان للعودة إلى محادثات جدة.
من جانبه، قال قائد الجيش السوداني، الجمعة، إنه لم يطلب دعما عسكريا خلال جولة إقليمية قام بها في الآونة الأخيرة وإنه يفضل التوصل إلى حل سلمي للصراع الذي أودى بحياة الآلاف وتسبب في نزوح ملايين المدنيين، وأوضح البرهان، أنه طلب من الدول المجاورة التوقف عن إرسال مرتزقة لدعم قوات الدعم السريع. وقال البرهان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ان كل حرب تنتهي بالسلام سواء سلام بالمفاوضات أو بالقوة والجيش يمضي في ذات المسارين والمسار المفضل هو مسار المفاوضات وهناك مسار جدة وانه متفائل بالوصول إلى نتيجة إيجابية. والخميس، قال قائد قوات الدعم السريع، في كلمة بالفيديو تزامنت مع خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه مستعد لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات سياسية.
ولم تنجح المزاعم السابقة للجانبين بأنهما يريدان السلام ومستعدان لوقف إطلاق النار في وقف إراقة الدماء. ويقول شهود إن عمليات القصف التي يقوم بها الجيش تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، وإن قوات الدعم السريع مسؤولة عن أعمال النهب والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات على نطاق واسع، فضلا عن المشاركة في الهجمات ذات الأهداف العرقية في دارفور. ونفى البرهان، الجمعة، الاتهامات الموجهة للجيش ووصفها بأنها دعاية من منافسيه، كما نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن أعمال العنف في دارفور، وقالت إنها ستحاسب رجالها على أي انتهاكات.
انتهت صفقة تبادل السجناء بين طهران وواشنطن بداية الاسبوع مع وصول الطائرة التي أقلت الأميركيين الخمسة من الدوحة إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد يوم من مبادلتهم بخمسة إيرانيين كانوا محتجزين في السجون الأميركية، والإفراج عن ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية. يشار إلى أن صفقة التبادل هذه أتت بعد عام من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين، إثر التوصل إلى اتفاق في الدوحة قبل نحو سبعة أشهر. وتمثل عودة الأميركيين الخمسة، إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا بعد سنوات من المفاوضات غير المباشرة المعقدة بين الولايات المتحدة وإيران، اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، على أكثر من صعيد، وفق مارأى عدد من المراقبين. فيما اعتبر البعض بأن خطوة واشنطن هذه تعتبر خطأ استراتيجيا، فهي ستشجع ايران وغيرها على الاستمرار في سياسة احتجاز المواطنين الاميركيين للتفاوض عليهم مع الادارة الاميركية. إلا أن العديد من المحللين الأميركيين، من جانب آخر، استبعدوا أن ترخي تلك الصفقة بظلالها على الملف النووي المتعثر منذ أغسطس الماضي.
ففي تتطورات الملف النووي الايراني الاخيرة، قال وزير الخارجية الأميركي الجمعة، إن قرار إيران بمنع بعض المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة يشير إلى أنها غير مهتمة بأن تكون طرفاً مسؤولاً في برنامجها النووي. وتشير التعليقات إلى أن واشنطن متشككة في رغبة طهران في المشاركة بجدية في تقييد برنامجها النووي. وأدان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم السبت، قرار إيران استبعاد العديد من المفتشين المعينين في البلاد، مما يعيق إشرافها على الأنشطة النووية لطهران. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسؤولة عن التحقق من امتثال إيران للاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، والذي بموجبه قيدت طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
في الملف الاقتصادي، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين يوم الاثنين، إنها لا ترى أي مؤشرات على أن الاقتصاد الأميركي يمر بمرحلة ركود لكنها حذرت من أن عدم إقرار الكونغرس تشريعا يحافظ على استمرار عمل الحكومة ينذر بتباطؤ الاقتصاد، وأضافت انه ليس هناك أي سبب على الإطلاق للإغلاق، وخلق موقف يمكن أن يتسبب في فقدان القوة الدافعة هو مخاطرة واشنطن ليست بحاجة إليها في هذه المرحلة.
إلى ذلك، هاجم الرئيس الأميركي السبت، من وصفهم بأنهم جمهوريون متطرفون، قائلا إنه يتعين على مشرعي الحزب اتخاذ خطوات فورية للحيلولة دون تعطل عمل الحكومة قبل الموعد النهائي في 30 سبتمبر، مشيرا إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين القيادة الجمهورية في الكونغرس وإدارته في مايو كان سيمول أولويات الأمن الداخلي والقومي الأساسية وسيخفض عجز الميزانية بمقدار تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة، مضيفا ان هناك مجموعة صغيرة من الجمهوريين المتطرفين لا تريد الالتزام بالاتفاق. وقال إن إغلاق الحكومة وتعطلها عن العمل سيضر بسلامة الغذاء وأبحاث السرطان وبرامج الأطفال، مضيفا أن ضمان تمويل الحكومة هو أحد المهام الأساسية للكونغرس.
في سياق منفصل، أعلنت إدارة بايدن، الجمعة، عن قيود نهائية على التوسع في الصين من قبل شركات أشباه الموصلات التي تتلقى أموالاً فيدرالية لبناء مصانع في الولايات المتحدة. وتعتبر هذه الخطوة العقبة التنظيمية الأخيرة قبل أن تقدم وزارة التجارة ما يزيد عن 100 مليار دولار من المساعدات الفيدرالية، التي تهدف إلى تعزيز صناعة الرقائق المحلية مع احتواء التقدم التكنولوجي في الصين. وسيمنع مكتب برنامج الرقائق، الذي يستعد لتقديم 39 مليار دولار في شكل منح و75 مليار دولار في شكل قروض وضمانات قروض، الشركات التي تفوز بهذه الأموال من زيادة إنتاجها بشكل كبير أو توسيع مساحة التصنيع الخاصة بها في الصين، وستقتصر الزيادة على 5% للرقائق المتقدمة و10% للتكنولوجيا الأقدم التي تبلغ 28 نانومتر أو أقدم.
كان الحد الأقصى البالغ 100 ألف دولار للاستثمار في الصين هو التعريف المقترح للمعاملة "الكبيرة" المحظورة بموجب قانون "أشباه الموصلات" (CHIPS Act). وستعرف وزارة التجارة الآن صفقة "كبيرة" بحسب وزن المنح لكل شركة على حدة بدلا من القواعد المفروضة، وجاءت هذه الإزالة بعد أن عارضها مجلس صناعة تكنولوجيا المعلومات، وهو مجموعة صناعية قوية تمثل شركة Intel Corp وشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات وشركة Samsung Electronics Co. ومن المتوقع أن تحصل شركات تصنيع الرقائق الثلاثة على حوافز فيدرالية لإنشاء منشآت جديدة على الأراضي الأميركية.
تبدي بعض دول البلقان انتقادات لما وصفوه بالمسار السريع لعضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، إذ تعتقد أن ذلك يؤخر جهودها المستمرة منذ عقود للانضمام إلى التكتل. وتمارس أوكرانيا ضغوطا مستمرة على الدول الأوروبية منذ اندلاع الحرب مع روسيا، للعمل على تسريع وتيرة انضمامها إلى الاتحاد، حيث حصلت على وضع مرشح، في وقت ينتظر به الاتحاد تطبيق كييف لشروطه واتخاذ المزيد من الإجراءات الإصلاحية بالبلاد. وأفادت تقارير إن بعض زعماء في دول غرب البلقان يشعرون بالإحباط من أن أوكرانيا تتجاوز بلدانهم في عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويعتبر الرئيس الصربي أن مستوى دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا ومنحها وضع مرشح في غضون عام من طلبها، وربما بدء محادثات العضوية في العام المقبل، يُظهر أن مثل هذا الدعم السياسي لم يكن موجودا بالنسبة لدول البلقان أبدا.
وتقدمت كييف بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد أقل من أسبوع من اندلاع الحرب في 24 فبراير 2022، وكان كبح جماح الفساد الحكومي واعتماد إصلاحات أخرى على رأس أولويات الاتحاد، في حين كان على بلغراد الانتظار أكثر من 4 سنوات بعد التقدم بطلب لبدء محادثات العضوية في عام 2014.
يذكر ان مفاوضات صربيا حاليا تعثرت بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي، نتيجة عدة قضايا أبرزها فشل بلغراد في تطبيع العلاقات مع إقليمها السابق كوسوفو الذي أعلن استقلاله في عام 2008، كما أنها الدولة الوحيدة في غرب البلقان التي لم تعتمد عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، مما أدى إلى إبطاء مسار عضويتها. فيما تعهد الاتحاد بتسريع مسار عضوية دول غرب البلقان، وهي صربيا وكوسوفو والجبل الأسود وألبانيا ومقدونيا الشمالية والبوسنة والهرسك، إذ قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن على الاتحاد أن يستعد لضم أعضاء جدد بحلول 2030.
في سياق منفصل، أطلقت المفوضية الأوروبية مع نهاية الاسبوع، العملية المشتركة الثالثة لشراء الغاز في السوق الدولية، بهدف تحفيز تنويع إمدادات الغاز للتكتل الأوروبي، وأعلنت في بيان أنّهاَ تطلق الفرصة الثالثة للشركات الأوروبية لتسجيل احتياجاتها من شراء الغاز، مما يتيح الشراء المشترك للغاز في السوق الدولية. ورحبت المفوضية بأنَّ هذه الجولة الثالثة تعتمد على نجاح المناقصتين السابقتين هذا العام، والتي تم خلالها تجميع حجم إجمالي قدره 27.5 مليار متر مكعب من الطلب الأوروبي على الغاز. ووفقًا لبروكسل، يشكل تجميع الطلب والشراء المشترك للغاز المبادرات الرئيسة لمنصة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، والتي تم إنشاؤها لتحفيز تنويع إمدادات الغاز في الاتحاد الأوروبي في أعقاب القرار الجماعي الذي اتخذته الدول الـ 27 بإنهاء اعتمادها على واردات الوقود الأحفوري الروسي.
وقال نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية، ماروس سيفتشوفيتش، في هذا السياق، ان هذا العام، يدخل الاتحاد فصل الشتاء برعاية أفضل بكثير من حيث أمن إمدادات الطاقة، فمخزونات الغاز تكاد تكون ممتلئة، ومصادر الإمدادات أكثر تنوعًا والطاقات المتجددة تلعب دورًا بارزًا في مزيج الطاقة، مشيرًا إلى أنَّ الوضع في سوق الغاز لا يزال متوترًا، داعيًا إلى اليقظة ومواصلة مشتريات الغاز المشتركة لضمان استقرار الإمدادات وبأسعار معقولة.
على صعيد آخر، طلب المستشار الألماني، السبت، من الحكومة البولندية، توضيحا بخصوص الاتهامات الموجهة إليها بتلقي أموال من المهاجرين مقابل منحهم تأشيرات دخول لأراضيها، وهو ما أغضب الساسة في وارسو مع احتدام الجدل حول الهجرة في ألمانيا. ويمثل هذا الطلب تصعيدا من جانب ألمانيا التي تشترك في حدودها الشرقية مع بولندا، كما أنه يأتي بعد أيام من قول بعض المصادر إن برلين استدعت السفير البولندي، وإن وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تحدثت إلى نظيرها البولندي بخصوص هذا الموضوع. واتهمت بعض أحزاب المعارضة الحكومة البولندية هذا الشهر، بالضلوع في نظام يحصل بموجبه المهاجرون على تأشيرات دخول لبولندا بشكل أسرع، من دون الالتزام بالضوابط اللازمة، بعد دفع أموال لوسطاء. فيما كتبت الحكومة البولندية رسالة إلى المفوضة الأمنية للاتحاد الأوروبي، قالت فيها إن هذه الفضيحة مجرد حقيقة إعلامية مبالغ فيها، تهدف إلى تشويه سمعة القوميين الحاكمين، في معركة محتدمة لإعادة انتخابهم الشهر المقبل.
في ملف السياسة الخارجية، قال مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس، السبت، إن التكتل ليست لديه نية لفك الارتباط مع الصين لكنه يحتاج إلى حماية نفسه في المواقف التي يساء فيها استخدام انفتاحه. يأتي ذلك في الوقت الذي يتطلع فيه الجانبان إلى تهدئة التوترات المتزايدة بشأن الجغرافيا السياسية والتجارة. وتوترت العلاقات بسبب علاقات بكين مع موسكو بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، ومساعي الاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال دومبروفسكيس، الذي وصل إلى الصين بعد أسبوع تقريبا من إعلان المفوضية الأوروبية أنها ستحقق فيما إذا كانت ستفرض تعريفات عقابية لحماية المنتجين الأوروبيين من واردات السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة التي تقول إنها تستفيد من الدعم الحكومي، وفي كلمة ألقاها في المؤتمر السنوي لقمة باند في شنغهاي، إن الاتحاد الأوروبي سجل تجارة ثنائية قياسية مع الصين العام الماضي لكنها غير متوازنة للغاية، مشيرا إلى عجز تجاري بلغ حوالي 400 مليار يورو.
ويقول الاتحاد الأوروبي إن القيود الصينية على الشركات الأوروبية من بين أسباب عجزه التجاري، وقالت صحيفة جلوبال تايمز القومية الصينية يوم الخميس، إن الحوار الاقتصادي والتجاري الذي سيعقد يوم الاثنين بين دومبروفسكيس ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني خه لي فنغ، وهو الحوار العاشر من نوعه منذ عام 2008، سيكون بمثابة اختبار حاسم للجانبين.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد هذا الاسبوع.
قالت دائرة الاتصالات بالرئاسة التركية، الاثنين، إن الرئيس أردوغان، المتواجد في الولايات المتحدة لحضور الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا للسيارات الكهربائية إلى فتح مصنع لشركته في تركيا. ونقلت الدائرة عن ماسك قوله إن العديد من الموردين الأتراك يعملون بالفعل مع تسلا وإن تركيا من بين أهم الدول المرشحة لإقامة مصنع الشركة التالي فيها. واجتمع الرئيس التركي وماسك في مبنى البيت التركي، وقال اردوغان إن تركيا منفتحة على التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي ومشروع ستارلينك للاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابع لشركة سبيس إكس. كما نقل الجانب التركي عن ماسك قوله إن شركة سبيس إكس تود العمل مع السلطات التركية للحصول على الترخيص اللازم لتقديم خدمات ستارلينك في تركيا. كما دعا أردوغان ماسك لحضور مهرجان تكنوفست التركي للفضاء والتكنولوجيا الذي سيقام في إزمير بنهاية سبتمبر، وقد رحب ماسك بالدعوة.
من جانب آخر، قال الرئيس التركي، إن بلاده والولايات المتحدة تهدفان لرفع التبادل التجاري بينهما إلى 100 مليار دولار. وفي كلمة له خلال لقاء بممثلي عالم الأعمال في مأدبة عشاء أقامها مجلس الأعمال التركي الأميركي، في نيويورك، الأربعاء، قال أردوغان إن الولايات المتحدة حلت العام الماضي في المركز الثاني في قائمة الدول الأكثر استيرادا من تركيا، والخامسة في لائحة البلدان التي استوردت منها بلاده، مشيرا إلى ان الأنشطة الاقتصادية والتجارية مع أميركا تشكل بعدًا مهمًا لعلاقات البلدين الثنائية، حيث ارتفع حجم التجارة الثنائية 1.5 ضعفا في السنوات العشر الماضية، وأضاف، انه يُنتظر إزالة العقبات أمام تطوير التعاون مع واشنطن في مجال الصناعات الدفاعية في أقرب وقت..!
في سياق متصل، أخبرت مجموعة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية، الرئيس التركي بأنها تخطط لاستثمار ملياري دولار في تركيا، وأدلى مايكل إيفانز، رئيس الشركة بهذه التصريحات خلال اجتماع مع أردوغان، وفقا لبيان صادر عن الوحدة التركية للشركة، دون تحديد الوقت الذي سيتم خلاله ضخ الاستثمار.
إلى ذلك، استقبلت تركيا 36 مليون و754 ألف سائح في أول 8 أشهر من العام الجاري، وبحسب بيان وزارة الثقافة والسياحة التركية، الجمعة، شهدت أول 8 أشهر من العام زيادة في عدد السياح بنسبة 13.95 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وجاء السياح الروس في المرتبة الأولى ثم الألمان، فيما حل الزوار من بريطانيا ثالثا.
وفي هذا السياق، عادت حوادث الاعتداء على سائحين ومقيمين عرب في تركيا إلى الواجهة، بواقعة ضرب سائح كويتي مؤخرا، وسط تحذيرات من تأثير مثل هذه الأحداث على السياحة والاقتصاد التركي. وتثور مخاوف من تأثير مثل هذه الحوادث على السياحة في تركيا، التي تبذل جهودا حثيثة لزيادتها لتسهم في التعافي من الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد نتيجة عدة عوامل، آخرها الخسائر الكبيرة لزلزال 6 فبراير الماضي. وتسعى الحكومة التركية للحد من هذه الاعتداءات، خاصة مع التقارب الملحوظ بينها وبين عدة دول عربية خلال الآونة الأخيرة، وقال أردوغان مباشرة انه لا يمكن السماح للعنصرية وكراهية الأجانب التي ليس لها مكان في تاريخ وثقافة تركيا بالانتشار في المجتمع. وكانت صحيفة "تركيا" المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، تحدثت في تقرير لها خلال أغسطس الماضي، عن أن خسائر مثل هذه الهجمات بلغت مليار دولار خلال الشهرين الأخيرين. وأرجعت ذلك إلى قيام رجال أعمال عرب بنقل أعمالهم خارج تركيا، مع استمرار التحريض ضد العرب.
في الملف السياسي، أعلن حزبا "السعادة" و"المستقبل" التحالف لخوض الانتخابات البلدية المقبلة في تركيا، بعد اجتماع بين رئيس حزب "السعادة"، تمل كرم الله أوغلو، ورئيس حزب "المستقبل"، أحمد داوود أوغلو، وصدر عن الاجتماع بيان مشترك بأن التحالف يسعى إلى الفوز بأكبر عدد ممكن من البلديات، حسب ما ذكر موقع "إن تي في" التركي. وقد صرّح كرم الله أوغلو، الخميس، بأن التحالف لن يغفل التباحث مع الأحزاب الأخرى، في إشارة لإمكانية توسيع التحالف الثنائي، كما أكد داوود أوغلو ذلك بقوله ان خطة الحزبين للتحالف ستكون متاحة للأحزاب الأخرى عندما يقتربون بشكل إيجابي.
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية يوم الثلاثاء، إن روسيا غير راضية عن تصريحات أرمينيا بأن العلاقات الثنائية لن تتأثر بتحركاتها الواضحة المناهضة لـ موسكو، وأوضحت ان روسيا لا يمكن أن نكون راضية عن تصريحات السلطات في أرمينيا بأن خطواتها الأخيرة والاتصالات الواضحة المناهضة لـروسيا مع نظام كييف، وكذلك مناوراتها المشتركة مع الولايات المتحدة، وحذرت زاخاروفا أرمينيا من خلق ظروف مواتية لـواشنطن وبروكسل لمتابعة مسار سياسي قالت إنه معادٍ تجاه روسيا! وأضافت زخاروفا بأن موسكو تتوقع أن تدرك أرمينيا خطورة الحملة الأخيرة للغربيين، وتأمل أن تكون الحكومة الأرمينية حكيمة بما يكفي من الناحية السياسية لاتخاذ قرارات تعود بالنفع على بلادها والمنطقة بأكملها!
في السياق، وبعد أيام على إعلان وقف إطلاق النار في إقليم ناغورنو كارابخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، أعلنت قيادة الإقليم أن المنتمين لعرقية الأرمن في المنطقة سيغادرونها إلى أرمينيا، وأوضحت أن الأرمن لا يريدون العيش كجزء من أذربيجان ويخشون من التطهير العرقي، وقال مستشار لرئيس "جمهورية أرتساخ" التي أعلنها الانفصاليون من جانب واحد ان شعبنا لا يريد العيش كجزء من أذربيجان، 99.9 بالمئة يفضلون مغادرة أرضنا التاريخية، إلا أنه لم يوضح متى سيتوجه الأرمن في كاراباخ إلى ممر لاتشين. من جهته، أكد رئيس الوزراء الأرمينيا نيكول باشينيان، أن بلاده مستعدة لاستقبال كل الأرمن في كاراباخ. كما انتقد في خطاب للأمة يوم الأحد، بشكل غير مباشر موسكو، ورأى أن التكتلات الأمنية التي كانت بلاده عضوا فيها لم تكن فاعلة، وذلك في إشارة إلى عضويتها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التحالف العسكري الذي ترأسه روسيا.
في الملفات الداخلية، قال رئيس وزراء روسيا، الجمعة، إن موسكو تعتزم زيادة الإنفاق بالميزانية بواقع 25.8 بالمئة إلى 36.6 تريليون روبل (383 مليار دولار) في 2024. ومن المتوقع، بحسب ميشوستين، أن يكون حجم الإنفاق في العام المقبل مساويا لنحو 20.4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وقال في اجتماع حكومي بثه التلفزيون، إن خطط العام المقبل بها تصور لوجود عجز ضئيل في الميزانية، مع توقع حصد عوائد بقيمة 36.5 مليار دولار. وأفادت بلومبرج نيوز، الجمعة، بأن روسيا تخطط لزيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي العام المقبل ليرتفع إلى ستة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي من 3.9 بالمئة في 2023 و2.7 بالمئة في 2021. وسترتفع النفقات السرية إلى 115.8 مليار دولار من 67.8 مليار دولار لعام 2023، ويمثل ذلك 30 بالمئة من إجمالي إنفاق الميزانية، مما يضاعف الحصة السرية منذ أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 14.9 بالمئة في عام 2021. وقال وزير المالية، الجمعة، إن روسيا تعتزم زيادة حجم الاقتراض الداخلي لأكثر من 41.9 مليار دولار سنويا من أجل سد عجز الميزانية.
في سياق متصل، أعلنت روسيا، وهي واحدة من أكبر موردي الوقود للأسواق العالمية، إيقاف صادراتها من البنزين والديزل بشكل مؤقت، في محاولة لتحقيق الاستقرار بالسوق المحلية، بعد أن شهدت أسعار وقود السيارات داخليا ارتفاعا كبيرا وفقدان المادتين من بعض الاسواق، وقال المكتب الصحفي للحكومة الروسية إن القيود المؤقتة ستساعد في إشباع السوق المحلية بالوقود، والذي بدوره سينعكس إيجابيا على الأسعار ويخفضها للمستهلكين بالداخل. ووفق وثيقة موقعة من رئيس الوزراء الروسي وستنشر في وقت لاحق، فإن القيود على الصادرات ستشمل أيضا البنزين، والذي تصدره روسيا بنسبة أقل من الديزل.
من جانب آخر، أصبحت ساحات اللعب للأطفال في روسيا تتحول على نحو متزايد إلى مواقع للعروض العسكرية التي يشتركون فيها، أما طلبة المدارس من مرحلة الحضانة فما فوق، ومن المحيط الهادئ إلى البحر الأسود، فصاروا يرتدون الزي الحربي وينظمون عروضا عسكرية. وفي المراحل التالية من التعليم، يجري تدريب الطلبة على حفر الخنادق وإلقاء القنابل اليدوية واستخدام الأسلحة النارية المحشوة بالذخيرة الحية. وتقول روسيا إن الأمر استثمار مهم، وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن الأنشطة العسكرية في المدارس ترمي إلى تعزيز شعور المساعدة المتبادلة ودعم الرفاق والارتقاء بالأخلاق العالية والصفات النفسية، إلى جانب إعداد الجيل الشاب للخدمة في القوات المسلحة لروسيا الاتحادية! وتشهد المدارس في شتى أرجاء روسيا تمجيد الخدمة العسكرية في القوات المسلحة، ويجري فيها تشكل سرايا تطوعية أفرادها مراهقون، كما أن المنهاج الدراسي جرى تعديله لتعزيز فكرة الدفاع عن الوطن. باختصار، يجري الأمر كما لو أن الأطفال في روسيا يجري تأهيلهم للحرب. وزادت ملامح عسكرة المدارس في روسيا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، علما أن هذه الإجراءات كانت موجودة قبل ذلك لكن على نطاق أضيق. وفي أغسطس الماضي، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قانونا يدخل مادة جديدة إلى المنهج الدراسي، هي مبادئ الأمن والدفاع عن الوطن الأم.
ويجري اختبار هذا البرنامج حاليا على أن يدخل حيز التنفيذ بشكل شامل في روسيا عام 2024، وتقول الوزارة إنه جرى تصميمه بهدف غرس التقاليد العسكرية في نفوس الطلبة. ولا يقتصر الأمر على منهاج جديد، إذ جرى تعديل مادة التاريخ المقررة على طلبة المدارس الثانوية، ويقول المنهج الجديد إن أوكرانيا أعلنت صراحة رغبتها في الحصول على أسلحة نووية لتبرير الهجوم على كييف، كما أن عقوبات غير مسبوقة فرضت من جانب الغرب على روسيا لتدمير اقتصادها بأي وسيلة!
على صعيد منفصل، وفي ظل الخسائر التي لحقت بالاسطول البحري، تحاول موسكو التعويض بإثارة بعض الحملات الاعلامية، فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن فرقاطة الأسطول الشمالي للبحرية الروسية "الأدميرال غورشكوف" أكملت مهام الحملة التي استمرت 261 يوما، ووصلت إلى سيفيرومورسك، وأضافت أنه لأول مرة قامت سفينة روسية تحمل أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت بمهام قبالة سواحل إفريقيا، في المحيط الهندي والبحر المتوسط، وكذلك في غرب المحيط الأطلسي. كما هنأ القائد طاقم الناقلة البحرية المتوسطة "فيازما"، التي ضمنت أنشطة الفرقاطة بعيدا عن شواطئها الأصلية، ووفقا للتقاليد القديمة، حصل البحارة المتميزون على جوائز ودبلومات. وقد شاركت السفينة في تدريبين دوليين في مياه المحيط الهندي وبحر العرب، وأجرت أيضا مكالمات تجارية إلى موانئ دول عدة.
وفي سياق آخر، أفادت مصادر اعلامية أن طائرة شحن تابعة لمجموعة فاغنر الروسية تحطمت أثناء هبوطها في مطار مدينة غاو شمال مالي صباح يوم السبت، بينما نفت المجموعة العسكرية الروسية الخاصة أن تكون الطائرة تابعة لها. وقالت المصادر إن الطائرة سقطت قرب معسكر كورغوسو بمدينة غاو شمال مالي، ولم يتضح على الفور مصير من كان على متنها، ورجحت أن تكون الطائرة تابعة لسلاح الجو الروسي، وهي من طراز "إليوشن إي إل 76".
ميدانيا، قصفت روسيا مرافق للطاقة في أنحاء أوكرانيا، الخميس، في أكبر هجوم صاروخي تشنه منذ أسابيع، إذ أطلقت ما يعده مسؤولون أوكرانيون الجولة الأولى من حملة جوية جديدة على شبكة الكهرباء الوطنية. ووردت تقارير عن انقطاع الكهرباء في خمس مناطق في الغرب والوسط والشرق ليعيد ذكريات الضربات الجوية المتعددة على البنية التحتية الحيوية في الشتاء الماضي، والتي تسببت في انقطاع الكهرباء عن الملايين على نطاق واسع خلال البرد القارس. وقال مسؤولون إن ما لا يقل عن 18 شخصا أصيبوا في الضربات الجوية، منهم طفلة عمرها 9 أعوام، بينما قال حاكم إقليمي إن شخصين قتلا جراء قصف روسي آخر خلال الليل. فيما قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن هجومها استهدف منشآت صناعية عسكرية ومراكز لتدريب مجموعات تخريبية ومنشآت مخابرات للحصول على المعلومات عن طريق اعتراض وتفسير الاتصالات اللاسلكية. وأضافت أنها أصابت جميع أهدافها.
وكانت طائرات مسيّرة شنت فجر الثلاثاء، هجوما على مدينة لفيف غربي أوكرانيا، حيث سمع دوي انفجارات، بينما أكدت السلطات أن الدفاعات الأرضية تتصدى لهجمات جوية. وقد اندلع حريق في مستودع صناعي بحسب ما أعلن رئيس بلدية المدينة، مع اعلان سلاح الجو الأوكراني إن الطائرات المسيّرة المغيرة من طراز "شاهد" إيرانية الصنع، وإن دفاعاته تتصدى لها.
على جبهات القتال، فتحت المدفعية الأوكرانية نيرانا هائلة على القوات الروسية في المعركة المحتدمة على مشارف باخموت التي احتلت في مايو، مكبدة إياها خسائر ضخمة، وفق ما نقلت مصادر اعلامية السبت، عن قادة عسكريين أوكرانيين. وتعمل القوات الأوكرانية على استراتيجية في باخموت، تقوم على إغراء القوات الخاصة الروسية للقدوم إلى المدينة، حيث يجري استنزافها حتى تحدث تقدما في مكان آخر. ويرى خبراء غربيون أنه كييف نجحت في هذه الاستراتيجية بعدما تمكنت من إحداث اختراق في الخطوط الدفاعية الروسية بالجنوب.
وأرسلت موسكو نخبة قواتها إلى باخموت، حيث نقلتها إلى هناك جوا بعدما سيطرت عليها مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة قبل أشهر، ومع احتدام المعارك في باخموت، خسرت القوات الروسية الكثير من الجنود والعتاد، وهو ما ساعد كييف في إحداث اختراق في منطقة روبوتين، بمقاطعة زابوريجيا.
إلى ذلك، أعلنت أوكرانيا، السبت، أن عشرات الأشخاص بينهم شخصيات قيادية رفيعة في البحرية الروسية قتلوا أو جُرحوا في هجوم صاروخي شنته على مقر قيادة أسطول البحر الأسود الروسي في مدينة سيفاستوبول الساحلية في القرم، وقال الجيش الأوكراني إن تفاصيل الهجوم ستُكشف في أسرع وقت والنتيجة مقتل وجرح عشرات المحتلين بينهم شخصيات قيادية رفيعة في الأسطول مضيفا أن الهجوم وقع أثناء انعقاد اجتماع لقيادة البحرية الروسية. والجمعة، ذكر مسؤولون معينون من قبل روسيا أن صاروخا أوكرانيا واحدا على الأقل أصاب مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، وإن هجوما رقميا كبيرا عطل خدمات الإنترنت في شبه الجزيرة. كما قال ميخائيل رازفوجاييف حاكم سيفاستوبول الذي نصبته روسيا إن الهجوم تسبب في نشوب حريق وإنه طُلب من السكان تجنب وسط المدينة، حيث يقع المقر، وأن فرق الإطفاء تمارس عملها هناك مشيرا إلى أن بعض الطرق أُغلقت.
من جانب آخر، أثار إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، إرسال أولى دبابات "أبرامز إم 1" الأميركية إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل، تساؤلات عدة بشأن مدى قدرتها على إحداث تغيير ملموس على مسار الحرب وتعزيز قدرات القوات الأوكرانية، في خضم هجومها المضاد ضد الجيش الروسي، وقبل معركة الشتاء المقبلة. وكانت واشنطن قد تعهّدت بتسليم أوكرانيا 31 دبابة أبرامز في مطلع العام، في إطار التزام بمساعدة عسكرية بأكثر من 43 مليار دولار. ويأتي القرار الأميركي ضمن حزمة مساعدات كشف عنها البيت الأبيض بالتزامن مع زيارة الرئيس الأوكراني، والتي وافق عليها بايدن وقدّرها البنتاغون بـ325 مليون دولار، وتشمل أيضا صواريخ للدفاع الجوي وذخيرة لمنظومات هايمارس الصاروخية وأسلحة مضادة للدبابات وطلقات مدفعية.
وفي وقت سابق من الخميس، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بقدرات"كبيرة للدفاع الجوي، لكن بدون تزويدها في المرحلة الراهنة بصواريخ "أتاكمس" بعيدة المدى التي تطالب بها، وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جاك سوليفان، إن الرئيس بايدن قرر أنه لن يزود كييف بصواريخ أتاكمس، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال مستقبلاً.
وكان الرئيس الأميركي أكد، الخميس، لدى استقباله نظيره الأوكراني في البيت الأبيض حرصه على وقوف العالم إلى جانب أوكرانيا، في المقابل لفت زيلينسكي خلال اللقاء في المكتب البيضوي إلى أنه بدأ يومه في الكونغرس الأميركي لشكر البرلمانيين والشعب الأميركي على دعمهم الكبير والهائل. وبعد السعي إلى حشد الدعم الدولي في الأمم المتحدة، ذهب زيلينسكي إلى واشنطن في زيارة تتضمن اجتماعات مع الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة عسكريين في وزارة الدفاع وخطاباً في متحف الأرشيف الوطني. إلى ذلك قال الرئيس الأوكراني، الجمعة، في ختام زيارته للولايات المتحدة، إن أوكرانيا والولايات المتحدة اتفقتا على بدء إنتاج مشترك للأسلحة، في خطوة ستمكن كييف من البدء في إنتاج أنظمة دفاع جوي.
من جانب آخر، وفي ملف الازمة المستجدة بين كييف ووارسو، اعتبر الرئيس البولندي اندريه دودا أن تصريحات رئيس وزرائه في شأن توقف وارسو عن تسليح اوكرانيا قد أسيء فهمها، وصرح دودا بأن ما قاله مورافيتسكي أسيء تفسيره بأسوأ طريقة ممكنة وان برأيه أن رئيس الوزراء قصد أن وارسو لن تسلم أوكرانيا الأسلحة الجديدة التي تبتاعها حاليا بهدف تحديث الجيش البولندي. وكان رئيس الوزراء البولندي قد قال الأربعاء ان وارسو توقّفت عن نقل الأسلحة إلى أوكرانيا لأنّها تقوم الآن بتسليح نفسها بأسلحة أكثر حداثة. والخميس تعهّدت وارسو المضي قدما في تسليم أسلحة اتّفق عليها قبل قرارها الأخير. واشار دودا إلى أنه مع تلقي بولندا الأسلحة الحديثة من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية سنتخلى عن الأسلحة التي يستعملها حاليا الجيش البولندي، وقد يتم نقلها إلى أوكرانيا، إضافة إلى إمداد أوكرانيا بأسلحة في حوزتها، تعد بولندا بلد عبور لأسلحة تزوّد الولايات المتحدة ودول غربية كييف بها. كما أنّ بولندا تستضيف نحو مليون لاجئ أوكراني استفادوا من مختلف أنواع المساعدات الحكومية.
يذكر ان حدّة الخلاف بين وارسو وكييف تصاعدت في الأيام الأخيرة بسبب الحظر الذي فرضته بولندا على واردات الحبوب الأوكرانية لحماية مزارعيها. وقالت أوكرانيا الخميس، إن الجانبين سيجريان في الأيام المقبلة محادثات بشأن الخلاف الدائر حول الحبوب، مشددة على أن العلاقات لا تزال وثيقة بين البلدين.
ووسط هذا الخلاف، توقف الرئيس الأوكراني لفترة وجيزة بعد ظهر السبت في بولندا لشكر اثنين من المتطوعين البولنديين وتكريمهما، وفي طريق عودته من الولايات المتحدة وكندا توقف في مدينة لوبلن بشرق بولندا حيث لم يلتق أي مسؤول بولندي، وسلم زيلينسكي جائزتين إلى بيانكا زاليفسكا، وهي صحفية ساعدت في نقل الأطفال الجرحى إلى مستشفيات بولندية، وداميان دودا، الذي جمع فريقاً طبياً لمساعدة الجنود الجرحى بالقرب من خط المواجهة. من جهته قال رئيس مكتب السياسة الدولية التابع للرئيس البولندي، إن مكتبه لم يتلق أي مقترح لعقد اجتماع خلال فترة وجود زيلينسكي في بولندا.
في ملف تصدير الحبوب، وصلت سفينة قمح أوكراني ثانية الأحد إلى اسطنبول عبر البحر الأسود، وفق ما أفاد موقعان متخصصان في متابعة حركة الملاحة البحرية، رغم تهديدات موسكو بضرب أي سفن تنطلق من هذا البلد أو تتوجه إليه. وكانت سفينة "أرويات" التي ترفع علم جزر بالاو انطلقت الجمعة من مرفأ تشورنومورسك جنوب أوديسا إلى مصر، وهي ثاني سفينة تسلك ممرا بحريا أقامته كييف بمحاذاة سواحل دول حليفة لها للالتفاف على الحصار الذي تفرضه موسكو. وكانت سفينة تحمل 3000 طن من القمح وترفع أيضا علم جزر بالاو وصلت الخميس إلى اسطنبول بعدما أبحرت الثلاثاء من مرفأ تشورنومورسك إلى مصر أيضا. وتسعى كييف لإقامة طرق إمداد إلى إفريقيا للتصدي فيها لنفوذ روسيا التي وعدت بعض دول القارة هذا الصيف بتسليمها كميات من القمح مجانا.
في ملف إعادة الاعمار، قال المستشار الألماني، إن بلاده ستستضيف العام المقبل، مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار أوكرانيا، بعد لقاء جمعه بالرئيس الأوكراني في نيويورك، الأربعاء، وأوضح شولتس أن المؤتمر سيعقد في 11 يونيو 2024 في برلين. وكانت لندن استضافت آخر مؤتمر خصص لجمع الأموال من أجل إعمار أوكرانيا بعد الحرب مع روسيا، حين التقى قادة وممثلو أكثر من 60 دولة ومؤسسة مالية في يونيو الماضي. ويهدف المؤتمر إلى مساعدة أوكرانيا في النهوض باقتصادها مجددا، ليمكنها من إعادة بناء بنيتها التحتية على مدى أطول. والتقى شولتس بزيلينسكي لمدة 30 دقيقة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
بدأ وزير وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، يوم الاربعاء زيارة لإيران، تهدف لتعزيز العلاقات العسكرية، وأشاد شويغو بتطور العلاقات مع طهران، التي نعتها بالشريك المهم لبلاده في الشرق الأوسط. وقد بحث خلال لقاءاته ملفات طالت افغانستان وسوريا والوضع في اقليم ناغورنو كاراباخ. وقاللت وزارة الدفاع الروسية ان الزيارة تقع في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين في المجال العسكري.
في الملف النووي، وبعبارة "لا تتقدم بالسرعة المطلوبة" لخص مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عملية التفاوض مع إيران، وأكد في تصريحات، يوم الثلاثاء، أن إخراج مفتشي الوكالة عمل غير بناء. وكان غروسي كشف يوم السبت الماضي، أن طهران أبلغته بسحب تصاريح عدد من مفتشيه المكلفين بالتحقق من الأنشطة الإيرانية، مشيرا إلى أنهم الأكثر خبرة بين المفتشين الموجودين في إيران. كما دان بشدة ما وصفه بالإجراء الأحادي غير المسبوق، وأكد أنه سيؤثر على أنشطة التحقق التي تجريها الوكالة الذرية. وطالب الحكومة الإيرانية بإعادة النظر في قرارها والعودة إلى مسار التعاون، واصفا القرار بأنه يتعارض بشكل واضح مع التعاون المطلوب بين طهران والوكالة، وخطوة أخرى في الاتجاه الخاطئ ويشكل ضربة للعلاقة بين الجانبين. لكن السلطات الإيرانية أكدت لاحقا أن قرارها بشأن مفتشي الوكالة سيادي ويستند للقرارات الدولية واتفاقية الضمانات الشاملة!
في السياق، جمعت إحدى القاعات في الأمم المتحدة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بوزير الخارجية الإيراني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وشدد بوريل على أهمية اتباع مسار وقف التصعيد، وفيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة. وحث إيران على إعادة النظر في قرارها سحب التعيين الرسمي لعدد من مفتشي الوكالة الذرية ذوي الخبرة وتحسين التعاون معها، كما أعرب عن قناعته الراسخة بضرورة إيجاد حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، وفق ما أفاد بيان صادر عن الاتحاد. إلى ذلك، أكد أهمية أن توقف الحكومة الإيرانية تعاونها العسكري المستمر مع روسيا في الحرب العدوانية وغير القانونية ضد أوكرانيا، كذلك ذكّر ببعض القضايا الملحة التي تؤثر على العلاقات الثنائية بين الاتحاد وإيران، ومن ضمنها الاعتقالات التعسفية للعديد من مواطني الاتحاد، بما في ذلك مزدوجو الجنسية، في إيران.
من جانبه، قال الرئيس الإيراني، الأربعاء، إن بلاده ليست لديها مشكلة في تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمواقعها النووية، وفي مؤتمر صحافي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال ان طهران ليس لديها مشكلة مع عمليات التفتيش لكن المشكلة هي مع بعض المفتشين، وبالنسبة للمفتشين الذين هم أهل للثقة يمكنهم مواصلة عملهم في إيران!!
ويوم السبت، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقاء مع مركز أبحاث أميركي، إن التوصل إلى اتفاق لعودة الأطراف إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) ليس بعيد المنال لو تخلت أميركا عن ازدواجيتها وأظهرت نية وإرادة حقيقية، وقال أنه لو تخلى الجانب الأميركي عن ازدواجيته وأظهر نية وإرادة حقيقية، فإن التوصل إلى اتفاق بشأن عودة جميع الأطراف إلى خطة العمل الشاملة المشتركة ورفع العقوبات عن إيران ليس بعيد المنال! وكان وزير الخارجية الأميركي قد أشار إلى ان قرار إيران بمنع بعض المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة يشير إلى أنها غير مهتمة بأن تكون طرفاً مسؤولاً في برنامجها النووي.
في ملف المحادثات مع العراق، جدد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري مطالبته بإنه يجب ألا يكون هناك وجود للمعارضة الكردية الإيرانية المسلحة في إقليم كردستان وسائر أنحاء العراق، وقال انه يجب نزع سلاح القوات الانفصالية الإرهابية المسلحة بالكامل، وطردها من عموم العراق! وأضاف أن الرئيس رئيسي طلب منهم الصبر ومنح مهلة بضعة أيام، وسينتظرون.
في آخر تطورات الحرب الاقتصادية بين العملاقين الاميركي والصيني، أظهرت بيانات الجمارك يوم الأربعاء أن الصين لم تصدر أي منتج من الجرمانيوم الشهر الماضي، بانخفاض من 8.63 طن متري في يوليو، وقد بلغت صادرات الجرمانيوم في شهر يوليو أكثر من ضعف ما كانت عليه في شهر يونيو، حيث ارتفعت المشتريات قبل التاريخ الفعلي للقيود التي تعد جزءًا من حرب الصين المتصاعدة مع الولايات المتحدة وحلفائها بشأن الوصول إلى التكنولوجيا الاستراتيجية المهمة. وأظهرت بيانات الجمارك أنه لم تكن هناك أيضًا صادرات من منتجات الغاليوم في أغسطس، مقارنة بـ 5.15 طن تم تصديرها في يوليو. ويأتي هذا بعد أن دخلت قيود التصدير حيز التنفيذ في بداية ذلك الشهر على هذين المعدنين اللذين يصنعان الرقائق الإلكترونية، مع العلم انه لا يتم العثور على الجرمانيوم والغاليوم بشكل طبيعي، وهما منتجات ثانوية لمصافي المعادن الأخرى.
ويستخدم الجرمانيوم في منتجات الطاقة الشمسية والألياف الضوئية، ويمكن استخدامه في التطبيقات العسكرية مثل نظارات الرؤية الليلية، فيما يستخدم الغاليوم في صناعة المركب الكيميائي لزرنيخيد الغاليوم، الذي يستخدم في صناعة رقائق الترددات اللاسلكية للهواتف المحمولة والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وأشباه الموصلات.
في سياق منفصل، حثت الصين، الثلاثاء، على زيادة التواصل عبر الحدود مع روسيا وتعميق التعاون المتبادل في مجالات التجارة والاستثمار، في الوقت تتعهد فيه الدولتان الحليفان بتوثيق العلاقات الاقتصادية رغم معارضة الغرب بعد الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت العام الماضي. وأجرى وزير التنمية الاقتصادية الروسي محادثات متعمقة حول التعاون الاقتصادي مع وزير التجارة الصيني في بكين، الثلاثاء، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى موسكو لإجراء محادثات استراتيجية أدت إلى تأكيد زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى بكين الشهر المقبل. ومع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني وخضوع روسيا لعقوبات غربية، اعتمدت موسكو على حليفتها بكين للحصول على الدعم الاقتصادي، مستفيدة من الطلب الصيني على النفط والغاز وكذلك الحبوب.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
18 ايلول 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، أحمد ظاظا، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جولي دكاش، جورج سلوان، جورج كلاس، حُسن عبود، حبيب خوري، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، سامي شمعون، سناء الجاك، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :
يمر شهر تلو الآخر على الفراغ الرئاسي الممتد إلى كل المؤسسات، وتطلق مبادرة وتطوى أخرى، ويتوالى الموفدون الدوليون والعرب على زيارة لبنان تحت عنوان البحث عن حل لأزمته المستعصية، وحتى الآن لا يزال الأفق مسدوداً أمام الحل، بينما لبنان يغرق أكثر فأكثر في أزماته من كل الأشكال والأنواع.
إنَ لقاء سيدة الجبل يؤكد أن استمرار الوضع القائم هو جريمة كبرى بحق لبنان واللبنانيين، فالمخاطر التي تحدق بهم حقيقية ومتصاعدة ولا يمكن أبداً التخفيف من وطأتها، خصوصاً في ظل الهجرة المتزايدة للشباب.
لا يمكن بعد الآن القبول ب"السياسة السوداء" التي تتحايل على حقيقة الأوضاع المؤلمة في البلد، وكل ذلك لأن أحدا من المسؤولين والقوى السياسية لا يريد أن يتحمّل مسؤوليته أمام الشعب اللبناني، وخصوصا "حزب الله" الذي يستمر بضرب الدستور عرض الحائط من خلال محاولة فرض رئيس على اللبنانيين من خارج الآليات الدستورية المتبعة تحت عنوان الحوار الذي جرت تجربته دون جدوى مرّات عديدة، وهدفه الحقيقي الدائم ربح الوقت ضدّ مصلحة لبنان واللبنانيين والفرض عليهم...
فبأي صفة يمنع "حزب الله" انتخاب رئيس للجمهورية؟
وبأي صفة يمنع التحقيق في جريمة المرفأ؟
وبأي صفة يمنع إعادة تشغيل مطار الرئيس معوّض - القليعات - في عكار؟
وبأي صفة يمنع ضبط حدود لبنان؟
وبأي صفة يمنع تسليم قتلة الشهيد رفيق الحريري؟
وبأي صفة يمنع التحقيق في جرائم إغتيال الشهداء الآخرين؟
الجواب واحد :
بصفته وكيل الاحتلال الإيراني للبنان.
2*) البطريرك الراعي
19 ايلول 2023
عقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مؤتمرا صحافياً في بيت مارون، دار الابرشية المارونية في ستراثفيلد، سيدني تحدث فيه عن زيارته الى اوستراليا والاوضاع في لبنان .
وشكر المطران انطوان شربل طربيه على كلمته اللطيفة، وقال نحن سعداء ان نلتقي اليوم مع وسائل الاعلام ونحيّي رسالتهم وعملهم حيث يخدمون الحقيقة، لان الاعلام هو في خدمة الرأي العام ".
ورداً على سؤال عن امكانية تأسيس مركز بطريركي في دول الانتشار، قال: "حكي اكثر من مرة في هذا الموضوع على ايام الراحلين البطريرك خريش والبطريرك صفير على ان يكون المركز في واشنطن، ثم صرف النظر عن الفكرة ، انا شخصيا مع الفكرة لكن علينا ان نفكر كيف ستكون وكيف سيكون عملها وكيف تنسق بين الانتشار ولبنان".
وردا على سؤال عن رسائله المستمرة و"العالية السقف الى السياسيين ولماذا لايسمعها المعنيون"، قال: "لا احد أطرش، الكل يسمع ويطلب كلمتنا حرفياً من السياسيين الى سفراء الدول والاكيد ان اللبنانيين يسمعون، ونحن لن نسكت لان الكلمة لا تموت وستفعل فعلها في يوم من الايام .نحن نتحدث عن المبادئ ولا ندخل في زواريب السياسة ونخاطب ضمير رجال السياسة فنحن لا نسكت على الظلم".
وبالنسبة الى انتخابات رئاسة الجمهورية، اكد الراعي انه " لا يوجد اي مبرر ألا يكونوا قد انتخبوا رئيسا الجمهورية منذ ايلول الماضي عملاً بالماده 73 من الدستور"، مجدداً دعوته للمجلس النيابي الى "عقد جلسات متتالية وفقاً للدستور ودون تعطيل النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية"، وقال: " نحن في اوستراليا اليوم، حيث القانون والدستور فوق كل اعتبار وفوق الجميع، اما عندنا فيتباهون بمخالفة الدستور. لذلك لا يوجد اي مبرر ان لا ينتخب رئيس للجمهورية منذ شهر ايلول الماضي اذا طبقنا الدستور".
وعن زيارته الى الجبل، قال: "الزيارة للجبل هي متابعة للمصالحة التي جرت سنة 2001 وهي مصالحة تاريخية ونهائية، وفي زيارتنا الاخيرة ركزنا على امر اساسي وهو اذا لم توجد فرص للعمل فالمسيحيون لا يستطيعون العودة، ويجب ان يكون هناك المزيد من الثقة والتطور في المصالحة وتحقيقها عملياً عن طريق فرص العمل والثقة، لان المصالحة هي مصالحة نهائية، والصداقة التي نعيشها تعزز الثقة. وعلينا ان نعزز الصداقات لكي لا يأتي يوم ويخرب كل شيء لسبب او لاخر. وهذه هي زيارتي الثالثة ، وهي كانت مع شيخ العقل الجديد وكذلك الوقفة في بعقلين وكان موضوعها ثمار المصالحة وما يرجى منها، واللقاء في المختارة مع وليد بك الذي جمع كالعادة كل الشخصيات الدرزية والمسيحية. وفي الخلاصة كانت الزيارة جيدة جدا".
ورداً على سؤال عن طرح اسماء للرئاسة، اكد الراعي "ان بكركي لا تقول "فلان" او "فلان"، فهذا ضد الديموقراطية وضد عمل المجلس النيابي. وبعد ان انسحب المرشح ميشال معوض من السباق اثر جلسات عدة، انسحب لخير لبنان ولصالح انتخاب رئيس، ونحن نقدر موقفه. وفي جلسة حزيران نال سليمان فرنجية 51 صوتاً وجهاد ازعور 59 صوتاً ثم أوقف رئيس المجلس الجلسة وما زالت واقفة".
وسأل البطريرك الماروني: "ما المطلوب؟"، وقال: "يتحدثون في الكواليس عن ضرورة التفتيش عن مرشح ثالث، ونحن نقول لا، من اجل كرامة المرشحين فرنجية وازعور واحتراماً لمن رشحهم يجب اكمال الانتخابات في دورات متتالية ويفوز من يفوز. واذا لم يحقق احد الفوز بالاكثرية نتيجة تضيع الاصوات، حينها تفضلوا الى الحوار الذي تتحدثون عنه الان وتشاوروا حول شخصية جديدة".
واوضح انه قال للموفد الفرنسي: "لماذا لا تعقد الجلسات حسب الدستور، ولكن لا احد يسمع والبلد يموت ولا احد يسأل. نحن امام ديكتاتوريات تعبث بالبلد وبالشعب".
وعن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال الراعي: "هناك لغط حول ما قلناه، وانا دائما اقول وقبل دعوة الرئيس بري ان الحوار هو في التصويت في المجلس النيابي. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وانا لم اقل انني مع الحوار، بل قلت اذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه، والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون".
وبالنسبة لتعليم الطلاب وادخال امور ضد تعاليم الكنيسة في المواد التعليمية، قال: "لقد جلب لنا وزير التربية مناهج احلناها للامانة العامة للمدارس الكاثوليكية للنظر فيها، اذا كان فيها شيء من هذه المواد، وهذا الموضع في عهدتهم ولم نناقشه مع الرئيس ميقاتي، وانشأنا لجنة من المطارنة لدراسة الموضوع من جميع النواحي وسنصدر وثيقة رسمية لكل ابناء كنيستنا حول هذه المواضيع".
ودعا "الاهل الى السهر على تربية اولادهم عن قرب لكي نحمي اجيالنا من الافات الجديدة".
وعن خطر النزوح السوري على لبنان وكيانه وهويته، قال: "عليكم إقناع السلطات المحلية في الدول التي تتواجد فيها جاليات لبنانية بضرورة السعي الى معالجة هذه القضية، لأن لبنان يتحمل وزر أعباء هائلة على المستويات كافة جراء وجود مليونين من النازحين السوريين أي ما يعادل نصف سكان لبنان. هذا النزوح يمثل أكبر خطر اقتصادي وأمني وثقافي وسياسي وديموغرافي، بينما المجتمع الدولي يرفض الإصغاء الى مطالب لبنان ويردد نفس الكلام".
وقال: "انه موقف سياسي يراد منه اطاحة النظام في سوريا، ولذلك يرفض الإتحاد الأوروبي مساعدة النازح السوري داخل سوريا ويصر على مساعدته في لبنان، ما جعل لبنان وحده يدفع الثمن".
اضاف: "يتعين علينا إقناع المجتمع الدولي بأن لبنان لا يقدر ان يستمر ويتحمل هذه العبء الكبير. وليست هذه هي الطريقة التي يتم بها مكافأة لبنان لإستقباله النازحين كعمل انساني".
وردا على سؤال عن مصير لبنان في ظل هذه الأزمات، أجاب الراعي: "وطننا لبنان هو قيمة حضارية وهو رسالة ونموذج للشرق والغرب ومسؤوليتنا المحافظة عليه مهما كلف الأمر. وأنا أعتقد انه بفضل اللبنانيين في الإنتشار باتت الدول تحترم لبنان".
وتابع: " نحن نمر في مرحلة صعبة للغاية، ولكنها ستنتهي عاجلاً ام آجلاً. يجب ان نحافظ على تضامننا وتراثنا وارثنا والوحدة الداخلية التي تجمعنا، لأن ما أضعفنا جاء نتيجة التشرذمات الداخلية، ليس فقط على المستوى المسيحي وانما على المستوى كل لبنان الذي جعلوه مجموعة طوائف تتنافس على الحصص. هذا ليس لبنان الحقيقي. لبنان الحقيقي هو الذي رسم سياسته البطريرك الحويك في مؤتمر فرساي في باريس سنة 1920 ليكون الإنتماء الى لبنان عبر المواطنة لا عبر الدين. فأنا لبناني ثم مسيحي ماروني وليس العكس. ولبنان دولة تحترم الله، والبرلمان اللبناني لا يشّرع أي شيء يناقض الشريعة الألهية. لبنان يحافظ على الجميع ويوفر الحقوق للجميع مثل الفسيفساء، تعددية في الوحدة وانفتاح على كل الثقافات والدول وإقرار بكل الحريات التي تنص عليها شرعة حقوق الإنسان. ولبنان البلد الوحيد في الدول العربية الذي وقّع شرعة حقوق الإنسان. لبنان أرض الحريات وليس الفوضى".
وتناول البطريرك الراعي اتفاق الطائف، فقال: "مشكلتنا ان اتفاق الطائف لم يطبق كما يجب لا بالنص ولا بالروح. وهكذا أصبحنا من دون سلطة قادرة ان تحسم لا رئاسة الجمهورية ولا رئيس الحكومة، وبات القرار للحكومة مجتمعة ولذلك عمت الفوضى. المطلوب الجلوس والبحث في جوهر المشكلة، ولهذا أدعو الى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان ليطبق الطائف وتنفذ قرارت مجلس الأمن 1559 و1680 و1701 التي تختص بسيادة لبنان وترتبط بالطائف. والعمل ايضاً على حل قضية النزوح السوري وتثبيت هوية لبنان الأساسية بالحياد الإيجابي الذي يرسّخ لبنان كأرض تلاقي الثقافات والحضارات".
وعن الفدرالية التي ينادي بها البعض، قال: "ان فلسفة لبنان هي ان نعيش معاً كمسيحيين ومسلمين، وعلينا ان نكون واقعيين إذ لا يجوز عند كل صعوبة ان تطرح الفدرالية كحل بديل. اتفاق الطائف ينص على اللامركزية الإدارية، فلنطبقها. من قال اننا لا نستطيع العيش معاً، لا بل بالعكس ان انفصالنا عن بعضنا البعض كمسيحيين ومسلمين سيؤدي الى انهيار لبنان. نحن بلد متنوع ولكن بوحدة. لنبدأ بتطبيق اللامركزية الإدارية التي تلزم الجميع بدفع الضرائب والرسوم بشكل منصف".
وفي الختام، دعا البطريرك الراعي السياسيين في لبنان الى "التروي والتعقل والتفكير بمصلحة لبنان ككل"، مناشداً "المنتشرين اتخاذ المواقف الرافضة لتشرذم لبنان".
3*) الكتائب
19 ايلول 2023
عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل وبعد التداول أصدر البيان التالي:
1- إن المبادرات المحلية والدولية للخروج من الأفق المسدود الذي وصل إليه الوضع العام في لبنان تدور في حلقة مفرغة ويطرح معظمها في إطار تسويقي إعلاني يفتقر إلى جدول أعمال جدي وواضح لحلّ أزمة مصيرية تهدد البلد الواقع تحت سطوة ميليشيا مسلّحة لم تكتف بالاستيلاء على البلد ومرافقه بل شرعت بإنشاء مرافقها ومطاراتها الخاصة.
ويرى المكتب السياسي أن الأسلوب المعتمد يشي بأن لبنان ذاهب إلى مزيد من التخبط ولا حلول في الأفق إلا إذا ما توفرت الإرادة بالنظر إلى المشاكل بعمقها الحقيقي كما يطرحها حزب الكتائب باستعادة المؤسسات والتأكيد على العملية الديمقراطية الدستورية وعلى مرجعية الدولة اللبنانية وحصر السلاح بيد القوى الشرعية، وغير ذلك يعني بقاء لبنان ورقة ضغط لاستعمال إيران الخاص في مفاوضاتها الإقليمية الدائرة على أكثر من ملف.
إن الخروج من واقع المراوحة يحتاج إلى موقف موحد يخرج عن جبهة معارضة واسعة ومتكاتفة من اللبنانيين الى أي منطقة أو طائفة انتموا والذين يرفضون بقاء لبنان رهينة حزب الله ومحوره في المنطقة.
2- مع انتهاء فصل الصيف ومغادرة الزوار عادت الأزمة الاقتصادية ترخي بواقعها القاتم على أكثر من صعيد وأفدحها على قطاع التعليم مع الغلاء الفاحش في الأقساط في المدارس والجامعات الخاصة وتعثر انطلاق العام الدراسي في المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية ما ينذر بكارثة على صعيد مستقبل جيل بأكمله.
ويرى المكتب السياسي أن الاستقرار المزيف في سعر صرف الدولار لن يدوم في غياب أي إصلاحات حقيقية خصوصًا مع عودة الحكومة إلى نغمة فرض ضرائب مباشرة وغير مباشرة تستهدف القطاعات المنتجة واللبنانيين الذين يلتزمون أصلاً بتسديد المتوجبات للدولة متناسية المتهربين والمهربين.
ويكرر المكتب السياسي أن هذا الواقع لا يمكن أن يتغير إلا بالذهاب إلى حلول جذرية وإصلاحات حتمية ونقاشات جدية مع صندوق النقد بدل القضاء على المفاوضات معه نتيجة الاستهتار والارتجال".
4*) الحزب الايراني
21 ايلول 2023
أعلنت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان، بعد اجتماعها الدوري في مقرها المركزي، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، أن "الأزمة الرئاسية في لبنان تواصل مراوحتها من دون إحراز تقدم يعول عليه لإخراج البلاد من محنتها، التي يشهد عليها انهيار مؤسسات الدولة تحت وطأة الاختلالات والمشاكل المتلاحقة التي طاولت البنية المصرفية والاقتصادية والصحية والتعليمية، وصولا إلى بنى السلطة وأجهزتها القضائية والأمنية والعسكرية".
وأشارت إلى أنه "مع تعدد الرهانات وتشتتها واشتداد الضغوط الموجهة سواء أكان عبر الحصار والعقوبات الأحاديّة والكيدية أم عبر إملاء سياسات تزيد من أعباء البلاد، كما في قضية النازحين السوريين أم عبر اتخاذ قرارات تنطوي على تدخل سافر ومدان في الشؤون الداخليّة للبنان، فإن الواجب الوطني يتطلب تفاهما إنقاذيا ينجم عنه ملء الشغور الرئاسي وإعادة الانتظام العام المنتج للسلطة ومؤسساتها وأجهزتها، فضلا عن استعادة الحياة الطبيعية لقطاعات المجتمع ومرافقه الحيوية".
وقالت: "يعرض لنا شهر أيلول في كل عام، للذكرى والاعتبار، مشهدا للعز الوطني تجلى في المواجهة البطوليّة ضدّ العدو الصهيوني في جبل الرفيع حيث سطرت دماء أبطال المقاومة والجيش اللبناني باحتضان ودعم من شعبنا الأبي، معادلة النصر الدائم التي خط فيها الشهداء هادي نصر الله وعلي كوثراني وهيثم مغنية، مع النقيب جواد عازار أسماءهم في لائحة رموزها. يلي ذلك مشهد للمصافحة في أوسلو، عبرت أمتنا عن رفضها لها، وقدم شعبنا في لبنان خلال مسيرته السلمية أغلى دماء سفكها السلطويون ظلما وعدوانا، من دون أن يتمكنوا من كي وعي الناس وتعويدهم على الانهزام والتنازل".
أضافت: "أما المشهد الثالث فهو مشهد الخزي والعار والجريمة والعمالة، نفذته العصابات والمليشيات العميلة للعدو الصهيوني، واستباحت فيه أرواح ما يقرب من 4000 شهيد لبناني وفلسطيني من النساء والأطفال والرجال والعجائز في صبرا وشاتيلا إبان اجتياح العدو الصهيوني واحتلاله بيروت عام 1982، وهو احتلال لم يستنقذ لبنان واللبنانيين من مخاطره وتداعياته العدوانية، إلا المقاومة الباسلة التي فرضت على الصهاينة وعملائهم الهزيمة والاندحار في 25 أيار من عام 2000".
وتابعت: "إننا إذ نكبر مشهد العز الأول في جبل الرفيع ونشجب اتفاق أوسلو المقيت، فإننا نجدد إدانتنا لميليشيات القتل والإجرام العنصري، ولما ارتكبته من فظائع يندى لها جبين التاريخ الإنساني في مجزرة صبرا وشاتيلا".
وأكدت "حرصها في مقاربتها الاستحقاق الرئاسي على الدوام، أن تحصن لبنان ودولته ومجتمعه ضد المشاريع السياسية المعادية الهادفة إلى إضعاف قدرة بلدنا على حماية مصالحه الحيوية الأمنية والاقتصادية والحؤول دون إخضاعه لنفوذ القوى الرامية إلى فرض تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وما يمثله من احتلال غير مشروع وتهديد دائم لأمن المنطقة واستقرارها".
وجددت الكتلة "دعوتها إلى كل الأطراف اللبنانية الحريصة على السيادة الوطنية إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح والحسابات الفئوية الضيقة لدى مقاربتها الاستحقاق الرئاسي المطلوب إنجازه، والتنبه إلى أنّ الحلول التي يستولدها التفاهم أو التوافق الوطني أولى وأهم وأحفظ للبلاد، خصوصاً في زمن الاستهداف الممنهج والمتواصل".
كما أكدت "وجوب قيام الحكومة بواجبها وتوفير كل ما يلزم، رغم الضائقة الراهنة، من أجل ضمان سير التعليم الرسمي والمهني لهذا العام الدراسي سواء لجهة تمكين المعلمين ودعمهم، أو لجهة المواكبة لسد النواقص والحاجات التي من شأن إهمالها إرباك العملية التعليمية وانتظامها".
وجددت دعوتها إلى "رسم سياسة حكومية واقعية للتعاطي مع مشكلة النازحين بما لا يجعلها وسيلة ابتزاز للبنان أو عنصر ضغط عليه للقبول بما يحاك ضده من مشاريع معادية تستهدف سيادته وكرامة شعبه".
ونبهت إلى "خطورة إجراءات المفوضية العليا للاجئين في لبنان التي تتخذها في ملف النازحين السوريين بذريعة تنظيم نزوحهم"، وحثت "الحكومة على الحزم في متابعة هذه الإجراءات".
5*) التيار العوني
21 ايلول 2023
صدر عن اللجنة المركزية للإعلام في "التيار الوطني الحر" بيان قال فيه: "لا شك في أن ملف النزوح السوري لم يعد فقط يشكل عبئا على لبنان، بل أصبح أيضا يشكل خطرا داهما مع موجة النزوح الاقتصادي التي تشهدها البلاد".
أضاف: "أمام ضرورة معالجة هذا الملف واقفال الحدود والعمل على اعادة النازحين الى بلادهم، نتفاجأ بإفادة سكن تعطيها المفوضية العليا لشؤون النازحين للسوريين الذين يتواجدون في لبنان. وهنا، نسأل أين الحكومة من هذا الموضوع وهي التي شرع رئيسها في انتهاك الدستور وعقد جلسات غير شرعية، ألا يستوجب مثل هذا الامر الخطير أن تتحرك وتتخذ الإجراءات اللازمة بحق المفوضية. إن هذا الصمت المريب أمام مثل هذه المخالفة هو فعليا مشاركة في الجريمة بحق شعب بأكمله".
6*) المطران عودة
24 ايلول 2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، والقى عظة قال فيها: " أَحِــبَّـــائــي، إنــجــيــلُ الــيَــوم يــروي لــنــا إحــدى الآيــاتِ الــتــي صــنــعَــهــا الـربُّ يــســوع وتُــظــهِــرُ ســلــطــانَــه الإلــهــي. فــقــد رأى ســفــيــنــتَــيْــن واقــفــتَــيْــن عـنـدَ الـشـاطـىء، كــان أصــحــابُــهــا بُــطْــرُسَ وأَخــاهُ أنــدراوس، إِضــافَــةً إلــى يَــعْــقــوبَ ويــوحَــنَّــا ابْــنَــيْ زَبَــدى، الــذيــن كــانــوا صَــيَّــادِي سَــمَــك، والــصَّــيّــادُ يَــعْــمَــلُ يَــوْمِــيًّــا لــيــعـــيــشَ بــكــرامــةٍ مِــنْ بــيــعِ مــحــاصــيــلِــه. لَــقَــدْ تَــعِــبَ هَــؤلاءِ الأَرْبَــعَــةُ طــوالَ الــلَّــيــلِ ولَــمْ يَــصْــطــادوا شَــيْــئًــا، فَــجَــلَــســوا عِــنْــدَ الــصَّــبــاحِ يَــغْــسِــلــونَ شِــبــاكَــهُــمْ مِــنَ الأُمــورِ غَــيْــرِ الــنَّــافِــعَــةِ الَّــتــي عَــلِــقَــتْ بِــهــا، ويُــصْــلِــحــونَــهــا لــكــي يَــعـــودوا إلــى عَــمَــلِــهِــم لَــيْــلًا فــي مُــحــاوَلــةٍ جَــديــدَةٍ لاصــطِــيــادِ مــا يَــعْــتــاشــونَ مِــنْـــهُ. جَــمــيــعُ الــصَّــيَّــاديــنَ يَــعْــلَــمُــونَ أَنَّ الــصَّــيْــدَ يَــتِــمُّ خِــلالَ الــلَّــيــلِ، لأَنَّ الــبَــحْــرَ يَــكــونُ مُــظْــلِــمًــا، فَــيَــشْــعُـــرُ الــسَّــمَــكُ بالأمـانِ ويَــطــفــو بــاحِــثًــا عَــنِ الــطَّــعــامِ الــوَفــيــرِ".
وتابع: "قــد يُــشــبِــه بــعــضُ الــبَــشَــرِ الأَسْــمــاكَ الــجــائِــعَــةَ فــيَــنْــشَــطــونَ لَــيْــلًا، ظــانِّــيــنَ أَنَّــهُــم فــي مَــأمَــنٍ مِــنْ عُــيــونِ الآخَــريــن، كــالــسَّــارِقِ أو الــزَّانـي الـذي يَــظُــنُّ أَنَّ خَــطــيــئَــتَــهُ غَــيْــرُ مَــنْــظــورَةٍ تَــحْــتَ جَــنــاحِ الــلَّــيــل، إِلَّا أَنَّ صَــيَّــادَ الــنُّــفــوسِ الــشِّــرِّيــرُ يَــكــونُ مُــتَــرَبِّــصًــا بِــهِــم، مُــنــتَــظِــرًا إِيَّــاهُــم لِــيَــقَــعــوا فــي شِــبــاكِــهِ، فَــيَــنْــقُــلُــهُــم إلــى سَــفــيــنَــتِــهِ حَــيْــثُ يَــمــوتــون. لـقـد جــاءَ الــرَّبُّ يَــســوعُ لِــيُــغَـــيِّـــرَ الــمــفــاهــيــم. دَخَــلَ الــسَّــفــيــنَــةَ وعَــلّــمَ الــجُــمــوعَ عَــنْ مَــتْــنِــهــا، مــانِــحًــا إِيَّــاهُــم كَــلِــمَــتَــهُ الــمُــحــيِــيَــةَ لِــنُــفــوسِــهِــم، والــنَّــاقِــلَــةَ إِيَّــاهُــم مِــنْ مَــوتٍ روحِــيٍّ إلــى حَــيــاةٍ حَــقــيــقــيَّــة، ثـم طَــلَــبَ مِــنْ بُــطْــرُسَ أَنْ يَــتَــقَــدَّمَ إلــى الــعُــمْــقِ ويُــعــيــدَ رَمْــيَ الــشِّــبــاك. هُــنــا يَــظْــهَــرُ لَــنــا الــفَــرْقُ بَــيْــنَ عَــمَــلِ اللهِ الـخَـلاصـيّ، الــمــصــنــوعِ فــي وَضَــحِ الــنَّــهــارِ، أَمــامَ عُــيــونِ الــجَــمــيــع، بِــلا خَــجَــلٍ أو خُــبْــثٍ، وبَــيْــنَ عَــمَــلِ الــشَّــيْــطــانِ مُــحِــبِّ الــظَّــلام، الَّــذي يَــمْــنَــحُ الإِنْــســانَ راحَــةً لَــيْــلِــيَّــةً كــاذِبَــةً وحُــرِّيَّــةً مُــمــيــتَــةً فــيُــوقِــعَــهُ فــي شِــبــاكِ الــمَــوت. كما يَـظـهـرُ الـفـرقُ بـيـن حـكـمـةِ الله الـلامـحـدودةِ ومـحـدوديـةِ عـلـمِـنـا وإدراكِـنـا الـبَـشَـرِيَّــيْــن. الـجـمـيـعُ يَــعــلــمُ أَنَّ الــصَّــيْــدَ لا يَــتِــمُّ إلَّا خِــلالَ الــلَّــيــل، لَــكِــنَّ اللهَ يَــجْــعَــلُ غَــيْــرَ الــمُــسْــتَــطــاعِ مُــسْــتَــطــاعًــا، والــطَّــاعَــةُ تَــصْــنَــعُ الــعَــجــائِــب. لِــهَــذا، ومَــعَ أَنَّ بُــطْــرُسَ خَــبــيــرُ صَــيْــدٍ بَــحْــرِيّ، ورَغْــمَ تَــعَــبِــهِ طــوالَ الــلَّــيــل، أَطــاعَ كَــلِــمَــةَ الــرَّبّ، وأَلْــقَــى شِــبــاكَــهُ بِــحَــسَــبِ كَــلامِ الــمُــعَــلِّــم، فــكــانَ الــعَــجَــبُ الــبــاهـــرُ الَّــذي تَــجَــلَّــى بِــكَــمِّــيَّــةِ الــسَّــمَــكِ الــكَــبــيــرَةِ الَّــتــي اصْــطــادوهــا، والَّــتــي لَــمْ تَــتَــسِــعْ لَــهــا سَــفــيــنَــةٌ واحِــدَةٌ، فَــطَــلَــبــوا مُــســاعَــدَةَ الأُخْــرَى".
وقال: "بَــعْــدَ هَــذِهِ الــمُــعْــجِــزَة، تَــحَــرَّكَ قَــلْــبُ بُــطــرسَ ونَــفْــسُــهُ، وشَــعَــرَ بِــخَــطــيــئَــتِــهِ، وكَــذَلِــكَ حَــصَــلَ مَــعَ زُمَــلائِــهِ الــصَّــيَّــاديــن، ذَلِــكَ لأَنَّ الــنِّــعْــمَــةَ الإِلَــهِــيَّــةَ لَــمَــسَــتْــهُــم. هَــذا مــا تُــذَكِّــرُ بِــهِ الــكَــنــيــسَــةُ الــمُــقَــدَّسَــةُ كُــلَّ إِنْــســانٍ يَــسْــعــى إلــى تَــكــريــسِ نَــفْـسِــهِ خــادِمًــا لِــلــرَّبّ، إِذْ يَــسْــمَــعُ مِــنَ الأُسْــقُــفِ لَــحْــظَــةَ الــسِّــيــامَــة: «الــنِّــعْــمَــةُ الإِلَـهِـــيَّــةُ الَّــتي لِــلــمَــرضــى تَــشــفـي، ولـلــنَّــاقِــصــيــنَ تُــكَــمِّــل... هِــيَ تَــنْــتَــدِبُ فُــلانًــا...». الإِنْــســانُ لا يَــســتَــطــيــعُ شَــيْــئًــا مِــنْ دونِ الــنِّــعْــمَــةِ الإِلَــهِــيَّــةِ الَّــتــي تُــؤازِرُهُ، وهَــذِهِ لَــنْ يَــشْــعُــرَ بِــهــا إِلَّا مَــتــى أَفْــرَغَ ذاتَــهُ مِــنْ كُــلِّ خَــطــيــئَــةٍ وشَــهْــوَةٍ ضــارَّةٍ واسْــتَــعَــدَّ بِــتَــوْبَــةٍ واعْــتِــرافٍ مِــثْــلَــمــا فَــعَــلَ بُــطْــرُسُ، الَّــذي فَــرَغَــتْ سَــفــيــنَــتُــهُ مِــنَ الــسَّــمَــك، فَــصَــعِــدَ الــمَــســيــحُ عــلــى مَــتْــنِــهــا ومَــلأَهــا نِــعْــمَــةً فَــوْقَ نِــعْــمَــة، فَــتَــحَــرَّكَ قَــلْــبُــهُ وأدركَ خـطـايـاه وقــال: «أُخْــرُجْ عَــنِّــي يــا رَبُّ فَــإِنِّــي رَجُــلٌ خــاطِــئ".
أضاف: "كَــثــيــرًا مــا نَــشْــعُــرُ بِــأَنَّ حَــظَّــنــا سَــيِّــئٌ، خُــصــوصًــا عِــنْــدَمــا تُــواجِــهُــنــا صُــعــوبَــةٌ فــي تَــوفــيــرِ لُــقْــمَــةِ الــعَــيْــشِ، أَو حِــيــنَ نَــمُــرُّ فــي أَزْمَــةٍ أَو خِــســارَةٍ مــا، إِلَّا أَنَّ الــرَّبَّ يَــســوعَ فــي الــحَــقــيــقَــةِ يُــريــدُ سَــفــيــنَــةَ حَــيــاتِــنــا فــارِغَــةً، حَــتَّــى نُــحَــوِّلَ نَــظَــرَنــا نَــحــوَهُ، عِــنْــدَئِــذٍ يَــأخُــذُ يَــدَنــا ويَــدْعــونــا لِــلــدُّخــولِ إلــى الــعُــمْــقِ، ويَــطْــلُــبُ مِــنَّــا أَنْ نَــجْــتــازَ ضــيــقــاتِــنــا بِــالإِيــمــانِ الــمُــرْتَــبِــطِ بِــالــطَّــاعَــةِ قــائِــلــيــن: «عــلــى كَــلِــمَــتِــكَ أُلْــقــي الــشَّــبَــكَــة. لَــقَــدْ كــانَ مِــنَ الــضَّــرورِيِّ أَنْ يَــشْــعُـــرَ بُــطْــرُسُ بِــفَــراغِ سَــفــيــنَــتِــهِ، حَــتَّــى يَــتَــعَــلَّــمُ هُــوَ ومَــنْ مَــعَــهُ دَرْسَ الــصَّــيْــدِ الــوَفــيــرِ الَّــذي لا يَــتِــمُّ إِلَّا بِــواسِــطَــةِ الإِيــمــانِ الــكــامِــل. هــذا مــا يُــعَــلِّــمُــنــا إِيَّــاهُ أَيْــضًــا الــبــارُّ سِــلـــوان الآثــوسِــيّ، الَّــذي نُــعَــيِّــدُ لَــهُ الــيَــومَ، والــقــائِــل: إِذا أَصــابَــتْــكَ شِــدَّةٌ فَــقُــلْ إِنَّ الــسَّــيِّــدَ يَــعْــرِفُ قَــلْــبــي، فَــإِذا كــانَ هَــذا مــا يُــرْضــيــه فَــكُــلُّ شَــيْءٍ ســيَــكــونُ حَــسَــنًـــا لــي ولــلآخَــريــن». عِــنْــدَمــا نَــتَــفَــوَّهُ بِــكَـلِــمـاتٍ مُــمـاثِــلَـة، بِــإِيــمــانٍ كُـلِّـيّ، يَــعِــمُّ الــخَــيْــرُ عـلى الــجَـمـيـعِ، ويَـكـونُ صَــيْـدُنـا وَفــيــرًا".
وقال: "يــا أَحِــبَّــة، يَــقــولُ الــقِــدِّيــسُ سِــلــوان أَيْــضًــا: «إِنَّ حُــبَّ الــسَّــيِّــدِ حـــارٌّ مٌــضْــطَــرِمٌ ولا يَــتْــرُكُ مَــجــالًا لِــتَــذَكُّــرِ الأَرْضِــيَّــات. والَّــذي ذاقَ حُــبَّ الــسَّــيِّــدِ يَــبْــحَــثُ عَــنْــهُ لَــيْــل نهار بِــلا هَــوادَة. أَمَّــا نَــحْــنُ فَــنُــضَــيِّــعُ هَــذا الــحُــبَّ بِــكِــبْــرِيــائِــنــا، بِــدَيْــنُــونَــةِ الأَخِ وبِــرَفْــضِــهِ وبِــالــحَــسَــد». هَــذا مــا يَــحْــدُثُ فــي هَــذا الــبَــلَــدِ الــحَــبــيــب، حَــيْــثُ يَــبْــحَــثُ كُــلُّ طَــرَفٍ عَــنْ أَخْــطــاءِ الــطَّــرَفِ الآخَــرِ حَــتَّــى يُــعَــرْقِــلَــهُ، وتــالِــيًــا يَــتَــعَــرْقَــلُ الــعَــمَــلُ الــنَّــافِــعُ لِــلــجَــمــيــع، بــســبــبِ الــخُــصــومــاتِ والــمُــنــاكَــفــاتِ والــحِــقــدِ والـمــصـالــح. لِــمَ لا يَــتَــبــارى الــمَــســؤولــون بِــالــمَــواهِــبِ الــفُــضْــلَــى، كَــمــا يَــقــولُ الــرَّســولُ بــولُــس، أَيْ يَــعْــمَــلــونَ بِــطَــريــقَــةٍ مُــتَــكــامِــلَــةٍ، بـصـدقٍ وأمـانـة، عــوضَ أن يــحــاولَ كُــلُّ واحِــدٍ أَنْ يَــهْــدُمَ عَــمَــلَ الآخَــرِ لـتَــظْــهَـــرَ أَنــاهُ، ويَــسْــتَــعْــلِــنَ لِــلــجَــمــيــعِ أَنَّــهُ الــمُــنْــقِــذ. هــل هــكــذا تُــبْــنَــى الأَوْطــان؟ هَــذا سَــيُــغْــرِقُ سَــفــيــنَــةَ الــوَطَــنِ بِــمَــنْ فــيــهــا، فَــنَــخْــسَــرُ جــمــيــعُــنــا كُــلَّ شَــيْءٍ ولا يــعـودُ لــلــنَــدمِ نــفــعٌ. عـلى الـجـمـيعِ الإعــتـمادُ عـلـى الـدولـةِ الـتـي يـجـبُ أن تـكـونَ مَـلْـجـأَ الـجـمـيـعِ وحـامِـيَــتَـهـم، تُـؤَمِّـنُ حـقـوقَ جـمـيـعِ الـمـواطـنـيـن وتَــنـشُــرُ الـعـدالـةَ فـيـمـا بـيـنَـهـم. ولـكـي نَـصِـلَ إلى هـذا الـوضـع، يـجـبُ بـنـاءُ دولـةٍ قـويّـةٍ مُـكـتَـمِـلَـةِ الـعـنـاصِـر، وعـدمُ الـتَـطـاوُلِ على سـيـادتِـهـا وهـيـبـةِ الـقـضـاء، والـتـوقُّـفُ عن الـتـنـافُــرِ والـتَـنـاحُـرِ والإبـتـعـادِ بـالأهـدافِ عن هـدفِ الـدولـةِ. هـذا يُـؤَدّي إلى صـراعـاتٍ وانـشِـقـاقـاتٍ لا تُـجـدي ولا تَـنـتَـهـي إلاّ بـفَـشَـلِ الـجـمـيـعِ وخـسـارتِـهـم. الأجـدى الـعَــمَـلُ الـسـريـعُ عـلى انـتـخـابِ رئـيـسٍ وتـكـويـنِ الـسـلـطــةِ وتَــركُـهـا تَـحـكُــمُ بـالـقـانـونِ والـعَــدلِ والـمُـسـاواة".
وختم عوده: "دَعــوَتُــنــا الــيَــوْمَ أَنْ نُــؤمِــنَ بِــالــرَّبِّ ونُــسَــلِّــمَ لَــهُ ذَواتِــنــا ونَــعْــمَــلَ بِــهُــدى كَــلِــمَــتِــهِ حَــتَّــى ولَــوْ بَــدا ذَلِــكَ صَــعْــبًــا فــي أَعْــيُــنِــنــا، لأَنَّــهُ لا يُــريــدُ ســوى خَــيْـرِنــا ومَــصْــلَــحَــتِــنــا. فَــلْــنُــطَــبِّــقْ مــا نَــقــولُــهُ فــي صَــلَــواتِــنــا مِــرارًا وتــكــرارًا: «لِــنــودِعْ أَنْــفُــسَــنــا وبَــعْــضُــنــا بَــعْــضًــا وكُــلَّ حَــيــاتِــنــا لِــلــمَــســيــحِ الإِلَــه»، آمــيــن".