رقم 184/2023
13-19 تشرين الثاني /2023
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
يواصل حزب الله سياسة "محور الممانعة" المطبّقة على مدى العقود الأربعة الأخيرة، والتي شهدنا نتائجها، للأسف، في العواصم التي صادرت ايران قرارها؛ إن كان في بغداد وبيروت أو في دمشق وصنعاء، ونشاهد اليوم غزة وقلوبنا تُدمي!
على جبهة الجنوب اللبناني المشتعلة؛ يدير حزب الله المعارك "للتخفيف عن غزة"، بمساندة من الفصائل الفلسطينية "المتحالفة" معه، غير آبهٍ بالمطالبات اللبنانية أو بالمناشدات الدولية لعدم زجّ لبنان في الأتون المشتعل.
وحزب الله، كما قال أمينه العام، وكما تقول قياداته يوميا من على منابر الحسينيات خلال مراسم تشييع الشباب التي تتهاوى على الجبهة ويخسرها لبنان، يحمي لبنان واللبنانيين! وهو بذلك يصادر قرار السلم والحرب السيادي، ضاربا بعرض الحائط الدستور ووثيقة الوفاق الوطني ومعها القرارات الدولية والعربية ذات الصلة، غير آبهٍ بمفاعيل تخطّي هذه المرجعيات، فهو كما تقول مرجعياته وقياداته يحمي لبنان واللبنانيين!
والخطورة هنا أيضا تكمن في تماهي السلطة اللبنانية، بما تبقّى منها، مع سياسة الحزب! فرئيس حكومة تصريف الأعمال يغطي حزب الله سياسيا، في الداخل والخارج، لأسبابٍ "متشابكة"، ورئيس مجلس النواب كونه الحليف الأول للحزب، أما القوى السياسية المتحالفة مع الحزب فهي إما مشاركة أو تؤمّن الأسباب الموجبة لهذه السياسة!
وبالنتيجة، فإن المراقب الذي يتابع المشهد اللبناني أو العدو الذي يهدّد ويتوعّد بتوسيع الجبهة، فإنهما يشاهدان جبهة واحدة، وهنا لن يفرّق العدو الاسرائيلي، إذا ما أراد الحرب، بين موقع عسكري لحزب الله أو بنية تحتية للدولة اللبنانية، وهو ما شهدناه سابقا خلال الحروب المتعددة!
ولذلك كلّه، على السلطة اللبنانية ألّا تتماهى مع حزب الله، إذا لم يكن باستطاعتها وضعه أمام مسؤولياته – كما يقول الرئيس ميقاتي – حمايةً لمصالح لبنان واللبنانيين كما هو مطلوب منها قانونا ودستوريا ومعنويا!
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في إطار تصاعد حدّة الصدام على الحدود الجنوبية، التقى رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، بداية الاسبوع، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وصرح بعد لقائه بهما انه قبيل مشاورات مجلس الأمن الدولي حول القرار 1701، أعرب عن قلقه العميق إزاء الوضع في الجنوب واحتمال وقوع أعمال عدائية أوسع نطاقا وأكثر حدة. كما شكرهما على جهودهما من أجل استعادة الاستقرار خلال هذه الأيام الحرجة، بما في ذلك من خلال القنوات الديبلوماسية، وكذلك على الثقة التي وضعوها في آليات الارتباط التي تضطلع بها "اليونيفيل" لتجنب المزيد من التصعيد. وأشار الى ان أولويات اليونيفيل الآن هي منع التصعيد، وحماية أرواح المدنيين، وضمان سلامة وأمن حفظة السلام الذين يحاولون تحقيق ذلك. إلى ذلك، فإن القرار رقم 1701 يواجه تحديا في الوقت الراهن، إلا أن مبادئه المتعلقة بالأمن والاستقرار والتوصل إلى حل طويل الأمد تظل صالحة. ويظل دور قوات اليونيفيل المحايد شديد الأهمية لناحية إيصال الرسائل الحاسمة للحد من التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، بهدف تجنب أي تصعيد غير مبرر.
من جانب آخر وفي السياق، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب بعد لقائه السفير الايراني مجتبى أماني الذي عرض معه القضايا الاقليمية والوضع في غزة، ان إسرائيل لا تدافع عن نفسها اليوم، بل هاجسها الانتقام الأعمى.
في تطوّرٍ لافت، أعلن الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، أن بعثة حفظ السلام اطلعت على التقارير التي تفيد بأن السلطات اللبنانية أطلقت سراح الشخص الذي اعتقلته، بعد الهجوم الذي أدى إلى مقتل جندي حفظ السلام التابع لليونيفيل شون روني، وقال إن البعثة تعمل على التأكد من هذه المعلومات من المحكمة العسكرية. كما لفت الى أن الحكومة اللبنانية أعلنت في مناسبات عدة التزامها تقديم الجناة إلى العدالة، مشيرا إلى أن "اليونيفيل" تواصل الحث على محاسبة جميع الجناة وتحقيق العدالة للجندي روني وعائلته. تجدر الاشارة هنا إلى تساؤل مصادر قانونية أسباب عدم محاكمة الموقوف طوال هذه الفترة، وما هي النصوص القانونية التي اعتمدت عليها المحكمة العسكرية لاطلاق سراحه. كما ان المريب أكثر أن قرار الافراج عن المتهم صدر من رئيس المحكمة العسكرية وليس من قاضي التحقيق، مع العلم أن رئيس المحكمة، من الطائفة الشيعية، ولا يعيّن إلا بقرار من "الثنائي الشيعي" لذا لم يكن مستغرباً لدى هذه المصادر أن ينفذ أوامر الحزب والحركة.
وفي الوضع العسكري على الحدود أيضا، قال مصدر أمني لبناني إن يوم الخميس كان أحد أكثر الأيام عنفا منذ أن بدأ حزب الله تبادل إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية في 8 أوكتوبر. فقد اشتد القصف عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، الخميس، حيث قال حزب الله إنه ضرب ثمانية مواقع في إسرائيل، بما في ذلك مجموعة من الجنود الإسرائيليين وثكنة ومواقع عسكرية أخرى. بصواريخ موجهة، فيما قال مصدر أمني لبناني إن قصفا إسرائيليا، بما في ذلك ضربات بطائرات مسيرة، أصاب ما لا يقل عن اثنتي عشرة قرية على طول الحدود الجنوبية للبنان. من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه ضرب خلية في لبنان حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه إسرائيل وأطلقت نيران المدفعية على أهداف أخرى. وقد قُتل 74 من مقاتلي حزب الله حتى الآن في هذه المواجهات.
وبعد منتصف ليل الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي إن دفاعاته الجوية اعترضت صاروخ أرض-جو من لبنان استهدف مسيرة تابعة له.
في مواقف حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، أشار النائب محمد رعد، وفي درسٍ في تكتيكات الحروب، أن كلّ جيش في العالم عندما يُريد أن يُقدِم على خطوة عسكرية يحدّد الهدف أوّلاً ثمّ يمضي ويُقدّر الوقت المطلوب لإنجاز هذا الهدف، لكن العدوّ الإسرائيلي دخل إلى العدوان على غزة دون أن يحدّد بالدقة ماذا يريد ودون أن يعرف كيف يبدأ وأين ومتى ينتهي! وأضاف انه في كلّ جيوش العالم في الحرب، إمّا نصر أو فشل. لكن ما نراه اليوم لا نصر للعدوّ الإسرائيلي إنما تمويه للفشل بإدّعاء أنهم ذاهبون إلى حرب طويلة الأمد! كما أضاف أيضا، انه من جهتهم "أهل المقاومة"، خبِروا ميدانها وخصوصاً مع هذا العدوّ حضّروا له ما يلزَم والآن يمارسون حقّهم في الدفاع عن وطنهم ويقدّمون التضحيات دفاعاً عن غزة وانتصاراً لأهلها ولقضيّتهم. كما ان لهم الشرف بأن تكونوا في مشروع الدفاع عن القدس ويفعلون ما يفعلون في الجبهة حيث يَقضي الواجب والتكليف الشرعي!!
من جانبه، أكد الوزير السّابق محمد فنيش أنّ كلّ الخيارات مفتوحة لمواجهة العدوّ الإسرائيلي، وإنّ تصاعد العمليات يومياً والخسائر المتزايدة والعجز والإحباط الذي يستشعره قادةُ جيش الإحتلال دليلٌ على مدى تأثير حضور المقاومة وعملياتها في لبنان وتأثير المقاومة في نصرة شعب فلسطين والتخفيف عنه! وقال إن من يُطالب ومن يَحمل مقولةَ عدم تصعيد الصّراع نقول له وننصحه بأن يُبادر إلى إيقاف العدوان! كما شدّد على أنّ المقاومة جاهزة ووضعت في حسابها كلّ الإحتمالات، فلا يطمئنن أحد من الغرب الداعمين لهذا العدو أنّ هذه المواجهة ستقف عند حدٍّ معيّن!! إلى ذلك أشار إلى ان التوسع الصهيوني والأداة الصهيونية لا تقتصر فقط على أرض فلسطين بل هي تطال كلّ الدول المحيطة في فلسطين وتصل إلى أعمق من ذلك. وبالتالي مقولة المقاومة هي التي تُثبت صحّتها وصدقيّتها، مضيفا ان التمسّك بخيار المقاومة يزداد قناعةً وثباتاً لأن أي تفريط بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة هو تفريطٌ بمستقبل البلد وبمصيره وأمنه!
أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان فقد أكد أن لبنان بلحظة حرب مستعرة، والغموض يلفّ كل الإقليم، وطبيعة ميزان المنطقة ساخن جداً، والتهديد كياني، وإسرائيل بقلب حرب لن تربحها، وما تقوم به المقاومة أكبر عمل سيادي منذ اليوم الأول لسجل تضحياتها وانتصاراتها! ورأى ان المطلوب من بعض القوى اللبنانية أن تقرأ بالكتاب اللبناني لا الأميركي، وأن تساهم بتأمين المصالح اللبنانية لا مصالح واشنطن. والأميركي ذئب بثوب راع، ومصالح واشنطن في لبنان هي مصالح تل أبيب نفسها، وزمن بيع الأوطان انتهى، والمنطقة تغيّرت جداً، وكل القوى الوطنية مدعوّة لحسم التسوية الرئاسية سريعاً لأن ربح لبنان كما يمرّ بانتصارات المقاومة المدوية يمرّ أيضاً بتسوية رئاسية تليق بخيارات لبنان!!
كذك، أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش أنه خلال كل العقود الماضية إستطاع الغرب أن يقدم صورة عن نفسه مغايرة تماما لحقيقته وواقعه، حيث قدم نفسه حاميا للقيم الأخلاقية والإنسانية ومنارة للحرية ونموذجا حضاريا مثاليا، لكنه رأى أن كل ادعاءات الغرب في حماية حقوق المرأة وحقوق الإنسان وحق الطفل في الحياة سقطت أمام دعمه اللامحدود للكيان الصهيوني. وشدد على أن الإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية الكاملة عما يجري في مستشفيات غزة لأنها هي المحرض وهي التي تغطي هذه الجريمة، وهي التي تتحمل مسؤولية استمرار العدوان وارتكاب المجازر لأنها ترفض وقف العدوان! كذلك أكد ان حزب الله سيواصل دعمه لغزة وسيستمر في استنزاف العدو على الحدود من خلال عمليات المقاومة ولن يتوقف ما دام العدوان على غزة ولبنان مستمرا، ولن يتردد في الرد على أي استهداف للمدنيين بشكل قاطع وحازم!!
ومع نهاية الاسبوع، إعتبر نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، ان ما يجري في فلسطين اليوم هو مسؤولية أميركية أولا وإسرائيلية ثانيا، بل القرار في الإبادة الجماعية في غزَّة هو قرار أميركي باليد الإسرائيلية، وأن حزب الله سيبقى على أعلى جهوزية وفي استعداد دائم وهو يقوم بإشغال العدو وإرباكه وإيقاع الخسائر فيه ومنعه من استخدام كل قوَّته في مكان آخر. كما أكّد أن الحزب مؤمن أن المقاومة هي الحل وعمل على هذا الأساس وتسلح وسيزداد دائما وسيبقى في الميدان! وهذه المقاومة ليست للنقاش وليست للبازار السياسي، هذه المقاومة هي صون وحماية للبنان وللخيارات والمنطقة، وستبقى قوية عزيزة وستبادر في قوتها إلى أقصى حد!!
محطات سياسية واقتصادية:
في الوضع الأمني، ورداً على هجمات على القوات الأميركية، أعلنت واشنطن شن غارات الأحد الماضي، على دير الزور، وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الغارات مشيرا الى ان حصيلة القتلى العسكريين من الميليشيات الموالية لإيران جراء الغارات الجوية الأميركية 8، بينهم واحد على الأقل من الجنسية السورية بالإضافة لعراقيين، محددا ان الغارات شُنت على منطقتي الميادين والبوكمال في محافظة دير الزور في شرق سوريا، كما أضاف أنها استهدفت مستودعات أسلحة وذخائر ومنصة إطلاق صواريخ.
ويوم الاثنين، أفادت مصادر ميدانية أن فصائل مسلحة شنت هجوما بطائرة مسيرة على قاعدة لقوات للتحالف الدولي في رميلان بريف الحسكة في سوريا، وأشارت إلى سماع دوي انفجارَين. وكانت المعلومات قد أفادت في وقت سابق إن فصائل مسلحة أطلقت 15 صاروخاً على قاعدة حقل كونيكو للغاز التابعة لقوات التحالف الدولي بريف دير الزور الشمالي، ولم ترد معلومات إلى الآن عن خسائر بشرية. إلى ذلك، هاجمت طائرات مسيّرة تابعة للفصائل المسلحة قاعدة حقل العمر النفطي التابعة للتحالف في ريف دير الزور الشرقي بعد منتصف ليل الاحد، فيما دوت انفجارات في منطقة قاعدة الشدادي التابعة لقوات التحالف بريف الحسكة، وسط أنباء عن استهداف للقاعدة من قبل الفصائل.
من جانب آخر، قال الجيش السوري إن الدفاعات الجوية تصدت في ساعة مبكرة من يوم الجمعة، لما وصفه بأنه عدوان جوي من اتجاه الجولان استهدف عددا من النقاط في محيط دمشق، مشيرا إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت معظم الصواريخ، ومضيفا أن الهجوم أدى لوقوع بعض الخسائر المادية. هذا في حين ذكر المرصد السوري أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع لحزب الله اللبناني في محيط دمشق. وبحسب المصادر، فقد دوت انفجارات عنيفة في محيط السيدة زينب، سمع صداها في أرجاء المنطقة، نتيجة تنفيذ الطيران الإسرائيلي غارات جديدة، حيث استهدفت مناطق تتواجد فيها مقرات ومواقع عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني بالقرب من منطقة البحدلية على طريق مطار دمشق الدولي، تزامنا مع محاولة الدفاعات الجوية التصدي للصواريخ الإسرائيلية، فيما توجهت سيارات الإسعاف نحو المنطقة المستهدفة وسط معلومات عن وجود خسائر بشرية، وقد أشار المرصد لاحقا إلى مقتل اثنين من المقاتلين الموالين لإيران من جنسية غير سورية، فضلاً عن إصابة آخرين بجروح بعضها خطرة.
لوّحت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا بإجراء إصلاحات على سوق الوقود، وذلك بإلغاء الدعم عن المحروقات الذي تقول إنّه غير فعّال لأنّه يشجع على التهريب ويستنزف موازنة الدولة، في قرار أثار جدلا واسعا بين الليبيين. والخميس، قال رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، إنه لا قضاء على ظاهرة تهريب الوقود إلا برفع الدعم عن المحروقات، مقترحا استبداله بالدعم النقدي للمواطنين.
وتخسر ليبيا ما لا يقل عن 750 مليون دولار سنويا نتيجة أنشطة تهريب الوقود غير الشرعية، كما زادت مخصصات دعم الوقود في ليبيا لتتجاوز 12 مليار دولار في العام 2022، بزيادة قدرها 5 مليارات دولار مقارنة بالعام 2021، وهو أمر يثير قلق السلطات ويطرح تساؤلات بشأن الإصلاح المطلوب لتفادي ذلك. ورغم ذلك، واجهت خطّة الدبيبة ردود فعل شعبية رافضة، حيث يعارض غالبية الليبيين فكرة إلغاء الدعم عن الوقود أو استبداله بالدعم النقدي، وفقا لاستطلاع رأي أجرته الحكومة مؤخرا.
وفي السياق، اتهمت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الدبيبة بمحاولة حل مشكلة الخسائر الناجمة عن تهريب الوقود بخفض الإنفاق الخاص بالمواطن ورفع الدعم عن المحروقات بدلا من خفض إنفاق السلطة الحاكمة أو إصلاح الأجهزة الأمنية، وأكدّت اللجنة في بيان، أنّ دعوة الدبيبة إلى رفع الدعم عن المحروقات يأتي بعد انتشار التهريب عبر سنوات عن طريق الميليشيات بشراكة مع الأجهزة الأمنية، والفشل في حماية وتأمين الحدود.
على صعيد منفصل، أعلنت شركة زلاف ليبيا لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز، يوم الخميس، تصدير أول شحنة من إنتاجها من حقل إيراون النفطي عبر ميناء الزاوية، وقالت في بيان، إن الشحنة التي جرى تصديرها يوم الثلاثاء، يبلغ حجمها نحو 600 ألف برميل من خام زلاف الذي بدأت عمليات إنتاجه في مارس الماضي ضمن خطة الإنتاج المبكر من آبار حقل إيراون التابع للشركة.
في ملف العقوبات، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية الثلاثاء، فرض عقوبات إضافية على أفراد وجماعات تابعين ولهم علاقة بحركتي حماس والجهاد. وأدرجت الوزارة قائد الجناح العسكري للجهاد في فلسطين ناصر أبو شريف ومؤسسة مهجة القدس والمسؤول السياسي عنها جميل يوسف أحمد عليان، لتقديم المساعدة المادية أو الرعاية أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات إلى الجهاد في فلسطين. بالإضافة إلى ذلك، قامت وزارة الخارجية بإدراج أكرم العجوري، نائب الأمين العام للجهاد ومقره دمشق وزعيم سرايا القدس، الجناح المسلح للجهاد في فلسطين. وأضاف بيان الوزارة أن حماس تستخدم شركة نبيل شومان للصرافة ومقرها لبنان لتحويل الأموال من إيران إلى غزة، حيث كانت الشركة لعدة سنوات بمثابة قناة لتحويل الأموال إلى حماس، وحولت عشرات الملايين من الدولارات إلى الحركة. وتم تصنيف كل من نبيل شومان وشركاه، ونبيل خالد خليل شومان، وخالد شومان، ورضا علي خميس وفقاً للأمر التنفيذي 13224، بصيغته المعدلة، لتقديم المساعدة المادية أو الرعاية أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لحماس أو دعمها.
بدوره، أوضح وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن ولندن تفرضان عقوبات إضافية على الجماعات والأفراد التابعين لحماس، وذلك في جولة ثالثة من العقوبات الأميركية منذ هجوم تشرين الأول، حيث أضافت بريطانيا من جانبها ستة أسماء جديدة إلى قائمتها لعقوبات مكافحة الإرهاب، من بينهم أربعة أفراد على صلة بحماس.
في ملف الحرب على غزة التي دخلت الجمعة، يومها الـ42، فيما لا تظهر أي بادرة بقرب وقف إطلاق النار، أفادت مصادر مطلعة بقرب التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية ودخول مزيد من المساعدات، بالتزامن مع إفراج حماس عن 50 رهينة من المدنيات الإسرائيليات والأطفال، مقابل 50 من السيدات السجينات والأطفال في سجون إسرائيل. كما أضافت المصادر أن الاتفاق الوشيك في غزة يشمل هدنة من 3 أيام، بالاضافة الى أن إسرائيل وافقت على دخول كميات محدودة من الوقود إلى القطاع تحت إشراف أممي ضمن الاتفاق، مشيرة إلى أن هناك ضغطا أميركيا على إسرائيل للقبول بالصفقة.
في السياق، أفادت مصادر إسرائيلية الجمعة، بالسماح لمصر بإدخال عشر شاحنات أخرى محملة بالوقود إلى غزة، بحيث سيتم إدخال ما مجموعه 150 ألف لتر من الوقود إلى القطاع، رغم عدم التوصل لأي اتفاق بشأن الأسرى. وقرر مجلس الحرب الذي يضم مدنيين وعسكريين ويتولى إدارة الحرب في قطاع غزة بعد اجتماع ظل ست ساعات ليلة الخميس، المصادقة على توصية مشتركة من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمان العام، للاستجابة لطلب الولايات المتحدة والسماح بإدخال خزانين من الوقود يوميًا، لدعم احتياجات الأمم المتحدة للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وسيمر الخزانين عبر معبر رفح، من خلال الأمم المتحدة، إلى السكان المدنيين في جنوب قطاع غزة بشرط عدم وصول أي وقود إلى حماس.
بالتزامن، وفي تصعيد لاستعادة ذويهم، شاركت عائلات أسرى إسرائيليين مع آلاف في مسيرة باتجاه القدس الجمعة، لتكثيف الضغوط على حكومة نتنياهو لتأمين إطلاق سراح الأسرى بعد حوالي ستة أسابيع من احتجازهم. وبدأت المسيرة من تل أبيب قبل ثلاثة أيام، وتمتد حاليا لبضعة كيلومترات، فيما أغلقت الشرطة أجزاء من الطريق السريع الرئيسي بينما بدأ المتظاهرون في صعود التلال المؤدية إلى القدس. وقالت العائلات والمشاركون تأييدا لهم، إنهم سينهون المسيرة التي يبلغ طولها نحو 60 كيلومترا السبت أمام مقر إقامة نتنياهو في القدس.
في ملف المعارك المستمرة، أفاد إعلام فلسطيني، الجمعة، بأن الجيش الإسرائيلي انسحب من جنين بعد عملية أسفرت عن مقتل 3 فلسطينيين، فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بمقتل أحد قادة حركة الجهاد بعد عملية للجيش في جنين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل خمسة عناصر على الأقل في جنين مشيرا إلى أن طائرة تابعة للجيش الإسرائيلي ضربت خلية إرهابية مسلحة أطلقت النار على القوى الأمنية الإسرائيلية وتم خلال العملية تحييد آخرين أطلقوا النار أو ألقوا عبوات ناسفة على القوات الإسرائيلية. وقد أتى ذلك، بعد أن اقتحمت أكثر من 80 آلية عسكرية إسرائيلية جنين، حيث اشتبك الجيش الاسرائيلي مع مسلحين فلسطينيين. وكان الجيش الإسرائيلي طلب إخلاء مستشفى ابن سينا في المدينة، والتي اقتحمها في وقت سابق أيضا.
في السياق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يوم الجمعة، إن قواته عثرت على جثة مجندة أخرى في مبنى قريب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، لتصبح ثاني مجندة يتم العثور على جثتها في قطاع غزة في 24 ساعة. وكانت إسرائيل أعلنت، مساء الخميس، العثور على جثة مجندة، وقالت أيضا إنها عثرت عليها في مبنى قريب من مستشفى الشفاء.
ويوم السبت، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مقتل 80 شخصاً على الأقل، 32 منهم من عائلة واحدة، في غارتين إسرائيليتين منفصلتين في مخيم جباليا بشمال قطاع غزة، استهدفتا مدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤوي نازحين ومنزلا. من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب، اليوم السبت، مقتل 6 من جنوده في العمليات العسكرية في قطاع غزة، كما أشار إلى وقوع عدد من الإصابات الأخرى في صفوف الجنود تصل إلى 10، بينها اثنتان في حالة خطيرة. إلى ذلك، قال مصدر طبي فلسطيني إنه جرى إخلاء مستشفى الشفاء في غزة من معظم الأطباء والمرضى والنازحين إثر المهلة التي أعطاها الجيش الإسرائيلي، وأضاف أن الأطفال الخدج وعشرات المرضى لا يزالون داخل مستشفى الشفاء. هذا وأصدرت إسرائيل تحذيرا جديدا للفلسطينيين في مدينة خان يونس وطالبتهم بالتوجه إلى الغرب بعيدا عن مرمى النيران وحتى يكونوا على مقربة من المساعدات الإنسانية، في أحدث مؤشر على أنها تخطط لمهاجمة حركة حماس في الجنوب بعد السيطرة على الشمال. وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس التي تسيطر على غزة منذ أن قتل مسلحوها 1200 شخص واحتجزوا 240 أسيرا في هجوم السابع من أكتوبر، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
على صعيد متصل، التقى الرئيس الفلسطيني، يوم الجمعة، ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية جوزيب بوريل في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، وشدد على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. كما أكد الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو من الضفة الغربية بما فيها القدس، ومؤكدا أنه ليس هناك حل أمني أو عسكري لقطاع غزة، مشدداً على أن القطاع جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية. ودعا محمود عباس الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى الاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
وفي وقت لاحق، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بوريل، أنه يجب السماح لمن تم تهجيرهم من غزة بالعودة لبيوتهم، وأضاف ان إسرائيل يجب أن تكون مسؤولة عن إدخال المساعدات من جميع المعابر وليس فقط معبر رفح، مشددا على أن ما يريده الجانب الفلسطيني هو برنامج ينهي الاحتلال بخطة وجدول زمني ملزم لإسرائيل.
من جانب آخر، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الخميس، إن الوقت حان لاستبدال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وإنه سيكون هناك دعم على نطاق واسع لتشكيل حكومة وحدة بقيادة حزب الليكود اليميني الذي ينتمي له نتنياهو. يشار إلى أن لابيد رفض الانضمام لمجلس وزراء الحرب الذي شكله نتنياهو عند بداية الحرب على الرغم من موافقة أعضاء وسطيين آخرين بالكنيست على الانضمام والمساعدة في إدارة الصراع.
إلى ذلك، حضّ مجلس الحُكماء، الخميس، الرئيس الأميركي على اغتنام الفرصة التاريخيّة من أجل صوغ خطّة لسلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين تُقوض المتطرّفين من كلا الجانبين. وفي رسالة مفتوحة، دعت المجموعة التي أسّسها نيلسون مانديلا عام 2007 وتضم مسؤولين كبارا وناشطين في مجال السلام ومدافعين عن حقوق الإنسان، الرئيس الأميركي إلى تحديد "رؤية للسلام"، تستند إلى حلّ قائم على وجود دولتَين، وأن تعترف بحقوق متساوية للفلسطينيّين والإسرائيليّين، كما يجب أن ترتكز إلى القانون الدولي، وأن تُحدّد مَن سيسيطر على غزّة، وأن تعالج المخاوف الأمنيّة المشروعة لإسرائيل، وأن تُنهي ضمّ إسرائيل المتسارع للأراضي الفلسطينيّة. وندّد الموقّعون بهجمات حماس الفظيعة في 7 أكتوبر، لكنّهم اعتبروا أنّ تدمير غزّة وقتل مدنيّين لا يجعل الإسرائيليّين في أمان. وقالوا إنّ هذه الأعمال ستؤدّي إلى مزيد من الإرهاب في المنطقة وخارجها، مشدّدين على أنّ لا حلّ عسكريا لهذا النزاع. وخلصت الرسالة إلى أنّ التاريخ لن ينسى أبدا عهد بايدن إذا ما تمكّن من تشكيل تحالف من الشركاء الذين يسعون إلى تسوية عادلة ويكونون قادرين على إنتاج مشروع قابل للحياة.
في الملفات السياسية، قال حزب تقدم العراقي في بيان الاربعاء، إن ثلاثة وزراء يحظون بدعم رئيس مجلس النواب العراقي المُقال، محمد الحلبوسي، قرروا الاستقالة من مناصبهم بعد أن أنهت المحكمة الاتحادية بالعراق فترة ولاية الحلبوسي، مضيفا أن الحزب سيقاطع أيضا اجتماعات الائتلاف الحاكم وسيستقيل نوابه من اللجان البرلمانية وسيشارك في مقاطعة سياسية للبرلمان. ووصف الحزب قرار المحكمة بأنه غير دستوري وأنه استهداف سياسي واضح.
وكانت المحكمة الاتحادية العراقية قضت إنهاء عضوية الحلبوسي، وذلك بعد أشهر من الصراع السياسي بين رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي والنائب ليث الدليمي، لتضع نهاية للأزمة. وبدأت الخلافات بين الرجلين منذ 15 يناير 2023 عندما أقدم الحلبوسي على استبعاد النائب المستقل الدليمي، وفصله من عضوية مجلس النواب وإنهاء خدماته. وبعد قرار مصادرة منصبه النيابي رفع الدليمي دعوى قضائية على رئيس مجلس النواب في المحكمة الاتحادية العليا المختصة بقضايا فصل النزاعات الدستورية العراقية، متهماً إياه بالتزوير والتلاعب بموضوع استبعاده من البرلمان.
يشار إلى أن النائب الدليمي كان عضواً في حزب "تقدم" الذي يتزعمه الحلبوسي، ورشح ضمن صفوف الحزب عن مناطق شمال بغداد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في أكتوبر 2021. وفي يونيو الماضي، عاد النائب الدليمي مجدداً عضواً في مجلس النواب العراقي عن تحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر.
وأنهت المحكمة الاتحادية بهذا القرار المسيرة المهنية لأقوى سياسي مسلم سني في العراق وربما يمهد الساحة لصراع على من سيخلفه. كما تؤدي استقالة وزراء التخطيط والصناعة والثقافة إلى زعزعة استقرار حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي تولى السلطة قبل عام بدعم من ائتلاف تقوده مجموعة من الأحزاب الشيعية ولكنه يضم أيضا عربا من المسلمين السنة وأكرادا. وقد ذكرت وسائل إعلام رسمية أن قرار المحكمة الاتحادية بالعراق، وهو نهائي وغير قابل للاستئناف، جرى اتخاذه بناء على دعوى قضائية ضد الحلبوسي هذا العام، دون التطرق لمزيد من التفاصيل.
على صعيد آخر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات تستهدف جماعة كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران، متهمة إياها بالمسؤولية عن الهجمات، التي استهدفت واشنطن وشركاءها في العراق وسوريا مؤخرا. وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان يوم الجمعة، إنها فرضت عقوبات على 6 أشخاص منتمين لكتائب حزب الله التي سبق أن صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية. ومن بين المستهدفين بالعقوبات عضو في الهيئة الرئيسية التي تتخذ القرارات بالجماعة ومسؤول الشؤون الخارجية وقائد عسكري قالت وزارة الخزانة إنه يعمل مع الحرس الثوري الإيراني لتدريب مقاتلين. كما استهدفت العقوبات مسؤولا في فيلق القدس، وهو الذراع التابعة للحرس الثوري الإيراني التي تسيطر على الجماعات المتحالفة معه في المنطقة، وتقول واشنطن إنه يسهل السفر والتدريب لمقاتلي كتائب حزب الله في إيران.
في الملفات الاقتصادية، قال وزير النفط العراقي، الثلاثاء، إنه متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان لاستئناف صادرات النفط في الأيام المقبلة، وأضاف إن عقود مشاركة إنتاج النفط المبرمة مع حكومة إقليم كردستان غير مقبولة، مشيرا الى أنه اقترح على حكومة كردستان العراق وشركات النفط الأجنبية العاملة في الإقليم شبه المستقل تغيير العقود الحالية إلى عقود تقاسم للأرباح. وقد يبدأ تدفق النفط الخام من شمال العراق إلى تركيا مرة أخرى هذا الأسبوع بعد أن قالت بغداد إنها توصلت إلى تفاهم مع إسطنبول بعدما توقف ضخه لأكثر من سبعة أشهر.
في ملف منفصل، قال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، الخميس، إن العراق أصبح العضو رقم 74 في المقرض متعدد الأطراف، في حين تقدمت غانا والسنغال بطلبين للانضمام. وقدم العراق طلب الانضمام إلى البنك لأول مرة في عام 2018، ويمكّنه وضعه كمساهم من التقدم بطلب ليصبح اقتصادا متلقيا، الأمر الذي من شأنه أن يتيح تمويلا ودعما سياسيا من البنك. وقالت أوديل رونو-باسو رئيسة البنك في بيان، بأنه عندما يحين الوقت المناسب، تتطلع الادارة إلى بدء العمل في العراق وتطبيق خبرة البنك في تطوير اقتصاده.
أمنيا، قتل عنصران من حركة إيزيدية متحالفة مع حزب العمال الكردستاني التركي شمالي العراق، في قصف نفذته طائرة مسيرة للقوات التركية، حسبما أفاد بيان صدر الثلاثاء عن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق. وذكر البيان أن الطائرة التركية استهدفت مركبة تابعة لوحدات مقاومة سنجار في ناحية سنوني في سنجار، مما أدى إلى مقتل مسؤول أمني ومقاتل كان يرافقه في وقت متأخر من يوم الإثنين.
عقدت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاقية الحديدة (أونمها)، أول اجتماعا لها مع الفريق الحكومي في المناطق اليمنية المحررة من محافظة الحديدة، غرب البلاد. وقالت البعثة في بيان لها، إنها عقدت السبت الماضي، في مديرية الخوخة، اجتماعا برئاسة اللواء مايكل بيري بمعية الرئيس المشارك للجنة إعادة الانتشار اللواء محمد عيضة، وهو الأول منذ إنشاء البعثة، وأضافت أن الاجتماع ناقش القضايا المتعلقة بتعزيز تنفيذ ولاية بعثة أونمها في المحافظة، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. ويعد هذا الاجتماع هو الأول في مدينة الخوخة الساحلية الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة المعترف بها دوليا، منذ إنشاء البعثة الأممية، ويأتي بعد يومين، من مطالبة رئيس الحكومة معين عبدالملك للبعثة الأممية بنقل مقرها إلى مناطق نفوذ الحكومة، وعدم تركها رهينة لضغوط وابتزاز جماعة الحوثي، على حد تعبيره.
من جانب آخر، قال مسؤولان أميركيان، يوم الأربعاء، إن المدمرة الأميركية توماس هودنر من فئة أرلي بيرك تابعة للبحرية الأميركية، أسقطت طائرة مسيرة انطلقت من اليمن في البحر الأحمر، وذلك فيما يبدو أنها المرة الثانية التي تسقط فيها الولايات المتحدة مقذوفات بالقرب من سفنها الحربية منذ اندلاع صراع إسرائيل وحركة حماس. ولم يفصح المسؤولان عما إذا كانت الطائرة المسيرة مسلحة أو مدى اقترابها من السفينة قبل إسقاطها.
وفي وقت سابق من الثلاثاء، قال زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي، إن قواته ستواصل الهجوم على إسرائيل وقد تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
توقع كريستيان سينيوريتو مدير محفظة الغاز الطبيعي والمسال العالمية في شركة "إيني" الإيطالية، الثلاثاء، أن تستأنف مصر صادرات الغاز الطبيعي المسال في ديسمبر أو يناير، مع انخفاض الطلب المحلي في فصل الشتاء ومع تلقيها المزيد من الغاز من إسرائيل، وقال، على هامش مؤتمر لقطاع الطاقة في لندن، إن الاستهلاك في مصر يتراجع ويُتوقع استئناف الصادرات بحلول ديسمبر أو ربما يناير.
وفي السياق، أفادت مصادر مصرية مطلعة، أنه من المتوقع أن تتضاعف تدفقات الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى مصر تقريباً وتصل إلى مستويات ما قبل الحرب مطلع الأسبوع المقبل، بعد أن استأنف حقل بحري كبير الإنتاج وسط مخاوف تتعلق بالسلامة. كما أضافت أن الواردات ارتفعت إلى 650 مليون قدم مكعبة يوميا يوم الخميس، ومتوقّع ان تعود إلى المستوى الطبيعي البالغ 800 مليون قدم مكعبة مطلع الأسبوع المقبل، من حوالي 250 مليون قدم مكعب في وقت سابق من نوفمبر.
يذكر ان مصر تستخدم بعض الغاز الإسرائيلي لتلبية احتياجاتها المحلية وتصدر الفائض إلى جانب غازها الطبيعي المسال، إلى أوروبا في المقام الأول. وقالت المصادر إن الحكومة لا تزال تقيم ما إذا كانت استعادة الواردات ستؤدي إلى استئناف تلك الشحنات القادمة هذا الشتاء لأن الاستهلاك المحلي لا يزال مرتفعا.
في سياق متصل، أعلن مجلس الوزراء المصري، الخميس، أن الشركة المصرية لنقل الكهرباء وقعت مذكرة تفاهم مع شركة جان دي نال البلجيكية لبدء دراسات مشروع تصدير طاقة إلى أوروبا عبر خط بحري بقدرة لا تقل عن 2 غيغاوات. وقال مجلس الوزراء في بيان إن توليد الكهرباء ضمن المشروع سيعتمد على الطاقة المتجددة، كما نقل البيان عن وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمد شاكر،إن مذكرة التفاهم تأتي في إطار التوجه نحو تعزيز الشراكة في مجال الطاقة بين مصر والقارة الأوروبية، حيث تسعى مصر لأن تصبح مركزا إقليميا لتجارة الطاقة.
في ملف أزمة الجنيه، كشف متعاملون في سوق الصرف، أن السوق السوداء للدولار في مصر تشهد طلبًا كبيرًا، ما تسبب في اشتعال المضاربات واستمرار العملة الأميركية في تسجيل مكاسب جديدة مقابل الجنيه المصري. وفيما يواصل الجنيه المصري تراجعه في السوق الموازية، فقد شهد تراجعات جديدة في أسواق المشتقات الدولية، مما قد يزيد الضغط على صناع السياسة النقدية للمضي قدما في تخفيض العملة.
وفي التعاملات الأخيرة، انخفض سعر صرف الجنيه إلى مستويات قياسية مقابل الدولار في السوق الموازية، وذكرت وسائل إعلام محلية أن الدولار وصل لأكثر من 50 جنيها الاربعاء، أي بفارق يزيد عن 60% مقارنة بسعر الصرف الرسمي البالغ 30.9 جنيه للدولار. وفي السياق، فقد انخفضت العقود الآجلة غير القابلة للتسليم للجنيه المصري إلى مستويات قياسية منذ بدء الحرب في غزة الشهر الماضي، وانخفض سعر العقد لأجل 3 أشهر بنسبة 14% خلال الفترة إلى 37.7 جنيه، كما انخفض العقد لأجل 12 شهرا بنسبة 11% منذ أواخر سبتمبر إلى 47 جنيه. في الوقت نفسه، يكثف المستثمرون رهاناتهم على أن مصر سوف تسمح لعملتها بالانخفاض بشكل حاد بعد الانتخابات المقررة في ديسمبر المقبل.
في ملف جماعة الاخوان
بعد أن قررت السلطات البريطانية طرد المذيع المصري الإخواني معتز مطر، ومنعه من دخول أراضيها مجدداً، على خلفية تأييده لحركة حماس ودعمه للاحتجاجات المناصرة للحركة، فضلاً عن تسخير برنامجه على فضائية "الشعوب" الإخوانية، التي تبث من العاصمة لندن، لدعم الحركة، ما زال مصير مطر غامضا وسط تدخلات وضغوط إخوانية لإقناع السلطات البريطانية بإلغاء القرار. وحسبما كشف المذيع الإخواني في فيديو بثه على صفحته على مواقع التواصل عقب قرار طرده، فإنه يتجه لمقاضاة الحكومة البريطانية، معربا عن ثقته في الحصول على حكم قضائي بإلغائه واستمرار بقائه في بريطانيا.
وكشفت مصادر مطلعة أن 3 من قيادات التنظيم الدولي للإخوان يمارسون ضغوطا مكثفة لدى السلطات البريطانية لإلغاء القرار ومنع ترحيل بوق الجماعة، ومدير فضائيتها "الشعوب" الناطقة باسمها، مضيفة أن الجماعة تعهدت للسلطات البريطانية بمنع مذيعي فضائيات "مكملين" و"الحوار" و"الشعوب"، والتي تبث من لندن من التحريض على الكراهية والعنصرية ومعاداة السامية. وحسبما كشفت المعلومات، فإن الجماعة تضع في حساباتها البحث عن دولة بديلة لترحيل معتز مطر إليها في حالة تمسك السلطات البريطانية بقرار ترحيله ومنعه من دخول أراضيها. وما زالت تركيا هي الوجهة المحتملة لمطر رغم سابق خروجه منها، وذلك كوضع استثنائي ومؤقت، لحين ترتيب أوضاعه في دولة أوروبية أخرى.
وكان الإعلامي الإخواني قد وصل بريطانيا قبل عامين قادما من تركيا التي أجبرته على مغادرة أراضيها.
يشار إلى أن فضائية "الشعوب" يمولها رجل الأعمال الإخواني مدحت الحداد المقيم في تركيا، وهو أبرز قيادات جماعة الإخوان والذراع المالي للتنظيم وتحديدا جبهة محمود حسين في إسطنبول ويدير عدة محافظ مالية وشركات استثمارية كبيرة لها.
أزمة سد النهضة
لا تطورات هذا الاسبوع.
تباين أداء أسواق الأسهم في منطقة الخليج، الأحد الماضي، إذ محت المخاوف من تعثر الطلب من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، أثر ارتفاع أسعار الخام. فقد أظهرت بيانات من الصين أن صناع السياسات يجدون صعوبة في الحد من انكماش الأسعار، مما ألقى بظلال من الشك على فرص حدوث تعاف اقتصادي كبير في أكبر مستهلك للسلع الأولية في العالم.
وارتفعت أسعار النفط، المحرك الرئيسي لأسواق المال الخليجية، نحو 2% بعد أن عبر العراق عن دعمه لتخفيضات "أوبك+"، وارتفع المؤشر القطري 0.3% منهيا سلسلة خسائر استمرت ثلاث جلسات بعد أن ارتفع كل من سهمي مصرف الريان وقطر للوقود 1.4%. فيما انخفض مؤشر سوق الأسهم السعودية 0.1% ممددا خسائره للجلسة الرابعة على التوالي بعد أن هوى سهم مجموعة فواز عبد العزيز الحكير 9.9% في أكبر انخفاض له منذ أكثر من 13 شهرا. كما أعلنت شركة التجزئة عن خسارة صافية 202.9 مليون ريال (54.1 مليون دولار) في الربع الثالث مقارنة بصافي ربح 21.1 مليون ريال قبل عام، ونزل سهم الاتصالات السعودية 1.3% في حين هبط سهم مهارة للموارد البشرية (مهارة) 8.6%.
وخارج منطقة الخليج، انخفض مؤشر الأسهم القيادية في مصر 1.7% بعد أن تراجع سهم البنك التجاري الدولي 2.5% وسهم مصر للأسمدة 4.6%، لكن سهم كريدي أجريكول مصر صعد 3.7 بالمئة بعد أن أعلن البنك قفزة 121 بالمئة في صافي الربح الموحد للربع الثالث.
إلى ذلك، قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الاثنين، إن أساسيات سوق النفط لا تزال قوية وألقت باللائمة على المضاربين فيما يتعلق بانخفاض الأسعار، وذلك في الوقت الذي رفعت فيه قليلا توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2023 وتمسكت بتوقعاتها المرتفعة نسبيا لعام 2024.
في شأن الامارات العربية المتحدة
أعلنت شركة "طيران الإمارات" بداية الاسبوع، تقديم طلبية بقيمة 52 مليار دولار لشراء 95 طائرة بوينغ في أكبر صفقة حتى الآن ضمن معرض دبي للطيران 2023. وقالت الشركة إنها ستشتري 55 طائرة بوينغ من طراز "777-9 إس" و35 أخرى من طراز "777-8 إس"، وستضيف 5 طائرات من طراز "787 دريملاينر" إلى طلبية سابقة على 30 من هذه الطائرات، لتصبح بذلك الطلبية 35 طائرة. وقد أشار رئيس مجلس إدارة "طيران الإمارات" أحمد بن سعد آل مكتوم خلال مؤتمر صحافي في دبي الى ان هذه الطلبية تمثل استثمارًا كبيرًا يثبت التزام دبي بمستقبل الطيران.
إلى ذلك، أعلنت طيران الإمارات، الخميس، عن طلبية لشراء 15 طائرة إضافية إيه 350-900 بقيمة 6 مليارات دولار، ليرتفع بذلك إجمالي طلبياتها من الطراز إيه 350 إلى 65 طائرة، وقالت في بيان، إنه من المقرر انضمام أول طائرة إيه 350 إلى أسطول طيران الإمارات في أغسطس 2024، مضيفة أنه بموجب الطلبية الجديدة، سوف تستمر الشركة في استلام طائرات من ذلك الطراز حتى عام 2028. وأضافت أنه مع طلبية شراء 95 طائرة بوينغ إضافية في اليوم الأول من معرض دبي للطيران، يصل إجمالي طلبيات طيران الإمارات حاليا إلى 310 طائرات جديدة عريضة البدن.
في ملف الطاقة، دشّنت الإمارات الخميس محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 2 غيغاوات، وتُعدّ أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم ، في مشروع جديد تنفّذه الدولة النفطية لتخفيض بصمتها الكربونية، قبل أسبوعين من استضافتها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب28". وفي حين تخطط الإمارات لرفع طاقتها الانتاجية من النفط إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول العام 2027، أعلنت في يوليو الماضي أنّها تعتزم خلال السنوات السبع المقبلة زيادة إنتاجها من الطاقة المتجدّدة 3 مرّات.
وتقع المحطة في الصحراء على بعد حوالى 30 كيلومترًا جنوب العاصمة الإماراتية أبوظبي، وتمتدّ على مساحة 21 كيلومترًا مربعًا، وستوفر طاقة خالية من الكربون لـ160 ألف منزل. وتملك شركتا "مصدر" و"طاقة" الإماراتيتان 60% من المشروع، بينما تملك شركة "جينكو باور تكنولوجي" الصينية وشركة كهرباء فرنسا "أو دي إف" 40% منه.
في سياق متصل، أعلنت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات، يوم الجمعة، إصدار رخصة تشغيل الوحدة الرابعة لمحطة براكة للطاقة النووية لصالح شركة نواة للطاقة، والتي تتولى بدورها مسؤولية تشغيل المحطة الواقعة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي. وقال السفير حمد الكعبي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونائب رئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للرقابة النووية يمثل اليوم لحظة تاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث حققت رؤيتها التي بدأت قبل 15 عاما في تطوير أول برنامج للطاقة النووية السلمية في المنطقة، وأضاف أن تحميل الوقود في المفاعل الرابع للتشغيل التجريبي سيبدأ قبل نهاية العام الجاري أو بداية العام القادم تمهيدا للتشغيل التجاري.
في الشأن السعودي
وقعت كل من الخطوط السعودية وطيران الرياض مذكرة تفاهم كجزء من اتفاقية شاملة تتضمن تسيير رحلات من خلال الرمز المشترك وذلك اعتباراً من يناير عام 2025. وقال الرئيس التنفيذي لشركة طيران الرياض، توني دوغلاس، الاثنين، إن شركة الطيران المملوكة لصندوق الثروة السيادي السعودي ستعلن عن طلبية كبيرة جدا لشراء طائرات ضيقة البدن في غضون أسابيع بعد مراجعة عروض من شركتي إيرباص وبوينغ.
من جانب آخر، تتربع شركة "أرامكو" السعودية على عرش الشركات العالمية الأكثر ربحية، إذ تتخطى أرباحها خلال 12 شهرا تم الإعلان عنهم، الأرباح التي جنتها "أبل"، و"بيركشاير هاثاواي" مجتمعتين، وفقاً لأحدث البيانات المالية المعلنة. وحققت "أرامكو" أرباحاً بقيمة تتجاوز 264 مليار دولار خلال الأرباع الأربعة المنتهية في 30 يونيو الماضي، مقابل أرباح بقيمة 114 مليار دولار لـ "أبل"، و113 مليار دولار لـ "بيركشاير". فيما يحتل عملاق النفط البرازيلي "بتروبراس" المركز الرابع عالمياً بأرباح تبلغ 98.6 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها "Companies Market Cap". وتخلفت "مايكروسوفت" صاحبة المرتبة الثانية عالمياً من حيث القيمة السوقية في الترتيب، إذ جاءت في المركز الخامس من حيث الأرباح والتي بلغت 95 مليار دولار خلال آخر 12 شهرا معلنة. بينما لا تزال المنافسة محتدمة بين شركات التكنولوجيا والطاقة، فقد احتلت "غوغل" المركز السادس عالمياً من حيث الأرباح بقيمة 78.8 مليار دولار، تلتها شركة "غازبروم" الروسية بأرباح 76.8 مليار دولار. وظهر "جي بي مورغان" كأكثر المؤسسات المالية ربحية في العالم بأرباح 63.5 مليار دولار، وثاني اثنين من المؤسسات المالية بين أكثر الشركات ربحية في العالم خارج قطاعي الطاقة والتكنولوجيا. بينما احتلت "إكسون موبيل" الأميركية المرتبة التاسعة في القائمة، بأرباح 61 مليار دولار. في حين جاء أكبر بنك في العالم من حيث الأصول "ICBC" الصيني في المركز العاشر بأرباح 58.9 مليار دولار.
على صعيد منفصل، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رأس الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، يوم الخميس في الرياض، أعمال القمة السعودية ودول الكاريكوم. ويعزز انعقاد القمة السعودية مع دول رابطة الكاريبي، انفتاح الرياض على شراكات لافتة مع مجموعة دولية فاعلة، فضلاً عن تطوير فرص العلاقات التجارية الثنائية، وبخاصة أن حجم التبادل التجاري الثنائي للعام الجاري، تجاوز حاجز 200 مليون ريال. إلى ذلك، أكد باحثون أهمية انعقاد القمة بنسختها الأولى، إذ ستنسق الدعم المتبادل على غرار ترشح المملكة لاستضافة إكسبو، فضلاً عن التنسيق في المواقف حيال القضايا الإقليمية والدولية.
في ملف حرب غزة، رحبت السعودية، يوم الخميس، بصدور قرار مجلس الأمن الذي يلزم أطراف النزاع بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، ويدعو إلى تكرار اعتماد هدنة إنسانية تستمر عدة أيام لإغاثة المدنيين، وإنقاذ الأطفال الذين يتحملون العبء الأكبر جراء الاعتداء المستمر على غزة. واعتبرت الرياض أن قرار مجلس الأمن خطوة أولى في الاتجاه الصحيح لتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، ووقف العمليات العسكرية، ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاتها الصارخة لجميع المعايير القانونية والإنسانية.
وفي وقت سابق الخميس، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة ورفض المملكة الشديدين لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مستشفى الشفاء الطبي، وقصف محيط المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة المحاصر، الذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، والأعراف والمواثيق الدولية كافة، واستهدافا صريحا للمدنيين والطواقم الطبية.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ونظيرته الفرنسية، كاثرين كولونا، أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة فوراً، وتمكين المنظمات الإنسانية والإغاثية من إيصال المساعدات العاجلة والضرورية لغزة. وناقش الوزيران، خلال اتصال هاتفي تلقاه الوزير السعودي من نظيرته الفرنسية، الجمعة، أهمية دعم الحلول السياسية لإنهاء الأزمة وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، وإيقاف عمليات التهجير القسري للفلسطينيين، كما جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في المجالات كافة، بالإضافة إلى بحث المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
اعتقلت السلطات الأمنية التونسية خلال الأيام الأخيرة عددا من رجال الأعمال المؤثرين في مجالات المال والاقتصاد، بتهم يتعلق أغلبها بشبهات فساد مالي واستغلال نفوذ.
آخر رجال الأعمال الذين تم اعتقالهم هو رضا شرف الدين الذي يمتلك شركات في مجال تصنيع الأدوية وهو الرئيس السابق لفريق النجم الرياضي الساحلي ونائب سابق بالبرلمان، والذي تمت إحالته على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب. وشملت حملة التوقيفات كذلك رجل الأعمال وصهر الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، مروان المبروك الذي يسيطر على عدة شركات في مجال الاتصالات والمصارف وقطاع السيارات والتجارة، بشبهة الاستيلاء على أموال شركات مصادرة من قبل الدولة. واعتقلت الشرطة التونسية رجل الأعمال والوزير الأسبق في نظام بن علي، عبد الرحيم الزواري، بسبب شبهات بالتورط في فساد مالي، ومعه رجل الأعمال نجيب إسماعيل بسبب قضايا تتعلق بالتهرب الضريبي والتدليس، وأيضا رجل الأعمال في مجال المقاولات والسياحة ماهر شعبان بتهم تتعلق بتبييض الأموال، إلى جانب رجال أعمال آخرين يتم التحقيق معهم.
واعتقال شخصيات لها نفوذ اقتصادي ومالي سياسي قوي، يعتقد أنّ له علاقة بمسار الصلح الجزائي مع رجال الأعمال الفاسدين الذي أطلقه الرئيس التونسي قبل أكثر من عام، ويهدف إلى استعادة الأموال المنهوبة مقابل إسقاط التتبّعات القضائية المتعلّقة بهم. ومؤخرّا، لمّح سعيّد إلى أنّ هذا المشروع لم ينجح في تحقيق أهدافه بسبب عدم إيفاء رجال الأعمال بوعودهم في إعادة أموال الشعب التي تم اختلاسها، مشدّدا على أنّ القضاء سيكون هو الفيصل.
في الملف الاقتصادي، انخفض عجز الميزان التجاري الغذائي في تونس بنسبة 55% في أكتوبر الماضي لتبلغ قيمته 919.2 مليون دينار مقابل 2046.3 مليون دينار خلال الفترة ذاتها من سنة 2022، وفق مؤشرات نشرها المرصد التونسي للزراعة يوم الجمعة.
إلى ذلك، انكمش الاقتصاد التونسي في الربع الثالث من العام الجاري بنسبة 0.2 بالمئة، متأثرا بانخفاض الإنتاج الزراعي بسبب الظروف المناخية والجفاف، بحسب بيانات المعهد الوطني التونسي للإحصاء، الصادرة الخميس. وقد أشار معهد الإحصاء إلى مواصلة النمو الاقتصادي تراجعه للربع الرابع على التوالي، بعد أن نما بنسبة 3.4 بالمئة في الربع الثالث من 2022، ثم أخذ في التراجع إلى 1.8 بالمئة في الربعين التاليين، وصولا إلى 0.6 بالمئة في الربع الثاني من 2023، قبل أن ينكمش 0.2 بالمئة في الربع الثالث.
في السياق، توقّع رئيس الحكومة التونسية، من جانبه، أن تبلغ نسبة النمو الاقتصادي خلال العام الحالي نحو 1.2 بالمئة، و3 بالمئة خلال العام المقبل. وأكّد الحشّاني في بيان حكومته، الجمعة، تحت قبة مجلس نوّاب الشعب التونسي، في إطار إنطلاق الجلسات العامة للنظر في مشروع ميزانية الدولة وقانون المالية لسنة 2024، أنّ تحقيق هذه النسبة ممكن، وأوضح أنّ تحسين مؤشرات النمو ممكنة، أيضا، لا سيما، مع إطلاق الإصلاحات في القطاع البنكي ودعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة.
تجددت المعارك صباح اليوم الاثنين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة جبل أولياء بجنوب الخرطوم وأمكن سماع أصوات الانفجارات، وفقا لما قاله سكان. وكانت مصادر من قوات الدعم السريع أعلنت قبل ذلك، بأن قوة من الدعم تمكنت من الاستيلاء على قاعدة النجومي الجوية بمنطقة جبل أولياء بعد أن هاجمت قوات الجيش هناك وأجبرتها على التراجع جنوبا باتجاه ولاية النيل الأبيض بوسط السودان، لكن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله نفى ذلك، وأضاف أن قوات الجيش دحرت الهجوم وكبدت قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على خزان جبل أولياء الذي يحوي جسرا صغيرا يربط مدينة أم درمان بجنوب الخرطوم لإيجاد خط إمداد جديد، وذلك بعد تدمير جسر شمبات يوم السبت الذي كانت تستخدمه كخط لإمداد قواتها في مدن العاصمة الثلاث.
في السياق، نددت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإفريقية مارثا أما أكيا بوبي، الخميس، أمام مجلس الأمن الدولي بتمدد النزاع في السودان إلى أجزاء أخرى من البلاد التي تضم أكبر عدد من النازحين في العالم، وقالت إن السودان يواجه كوارث إنسانية متفاقمة وأزمة حقوق إنسان كارثية. كما أشارت الى انه خارج دارفور، استمرت الاشتباكات الدامية في الخرطوم وأم درمان وبحري، وتستمر أيضا في جنوب كردفان، في حين أن الوضع لا يزال متوترا حول الأبيّض وشمال كردفان، لكن الأعمال العدائية امتدت إلى مناطق جديدة، مثل ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وغرب كردفان، ما يعرض مزيدا من المدنيين والعاملين في المجال الإنساني لخطر أعمال العنف. وكان منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث ندد، الاثنين، بأعمال العنف الشديدة ضدّ المدنيين في السودان حيث تدور منذ أشهر حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، مطالبا بإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها بلا عوائق، ولا سيّما لمنع تفشّي وباء الكوليرا.
إلى ذلك، نددت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج في بيان يوم الجمعة، بتصاعد العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، لا سيما في إقليم دارفور، مشيرة بذلك إلى الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع شبه العسكرية في دارفور، كما لفتت إلى أن ثمة مخاوف أيضا من تقارير تفيد باستهداف المدنيين في محلة جبل أولياء المطلة على النيل الأبيض. ودعت البلدان الثلاثة المانحة، إلى وقف القتال وحثت الطرفين على التهدئة.
وأدت المكاسب التي حققتها قوات الدعم السريع في الأجزاء الغربية والجنوبية من السودان إلى إنهاء جمود استمر لأشهر في حربها مع الجيش السوداني، وهي مكاسب تزيد أيضا من طموحات تلك القوات شبه العسكرية، كما أدى انتشار قوات الدعم السريع في معقلها في دارفور والتقدم الذي تحققه في مناطق أخرى تمتد شرقا صوب العاصمة الخرطوم إلى التكهن بأن السودان ربما يعاني انفصالا آخر بعد 12 سنة من انفصال جنوب السودان.
من جانب آخر، كان السودان طلب من الأمم المتحدة الخميس، إنهاء عمل بعثتها السياسية في البلاد قائلا إن أداءها في مساعدة الحكومة الانتقالية مخيب للآمال. وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الجمعة، تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة مبعوثاً شخصياً له إلى السودان، ليخلف بذلك الألماني فولكر بيريتس الذي استقال سبتمبر الماضي.
في الملف الاقتصادي، تباطأ معدل التضخم في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر الماضي بأكثر من التوقعات. وقالت وزارة العمل الأميركية إن مؤشر أسعار المستهلكين في أكتوبر الماضي قد تباطأ إلى 3.2 بالمئة على أساس سنوي، مقابل توقعات بأن يسجل المؤشر 3.3 بالمئة. وكان مؤشر أسعار المستهلكين في أميركا قد بلغ 3.7 بالمئة على أساس سنوي خلال سبتمبر الماضي. وعلى أساس شهري، تراجع مؤشر أسعار المستهلكين في أكبر اقتصاد بالعالم إلى مستوى صفري، مقابل نسبة بلغت 0.4 بالمئة في سبتمبر الماضي، وكانت التوقعات ترجح أن يسجل التضخم الشهري 0.1 بالمئة في أكتوبر.
من جانب آخر، وقّع الرئيس الأميركي الجمعة، على مشروع قانون وافق عليه مجلسا الكونغرس والشيوخ الأميركيين بشأن التمويل المؤقت لعمل الحكومة الفيدرالية لا يشمل مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا. وينص القانون على استمرار تمويل عدد من البرامج والإدارات الحكومية، بما في ذلك تلك التي تخص الزراعة والطاقة والبناء العسكري والنقل والإسكان، حتى 19 يناير 2024، كما يقترح تمديد تمويل عمل الإدارات والبرامج الأخرى حتى 2 فبراير 2024. وقد أعلن الكونغرس، الخميس، إغلاق أبوابه لمدة تقارب الأسبوعين دون أن يوافق على تقديم مساعدات طارئة لإسرائيل وأوكرانيا، وذلك في ظل احتدام النقاش بين المشرعين حول سياسة الهجرة ومواجهتهم لمعارضة من قبل عدد من الجمهوريين حول استمرار تقديم الدعم لكييف في حربها أمام روسيا.
في القمة الصينية-الاميركية المنتظرة، عقد الرئيسان جو بايدن وشي جينبينغ في كاليفورنيا، يوم الأربعاء، قمّة بنّاءة ومثمرة أعادت إطلاق الحوار بين البلدين المتنافسين لكنّها أخرجت أيضاً إلى العلن الخلافات التي تباعد بين واشنطن وبكين، ولا سيّما حول ملف تايوان. وبدا لافتاً خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بايدن فور انتهاء القمة قوله، إنه لا يزال يعتبر نظيره الصيني ديكتاتوراً، وقال إن القمة كانت بنّاءة، مشيراً بالخصوص إلى أنّها أفضت إلى اتّفاق على استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى بين البلدين وآخر على إجراءات ترمي لمكافحة مخدّر الفنتانيل.
يشار إلى أن الخلافات المستمرة حول قضايا مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي، فضلاً عن المخاوف العسكرية والتجارية، تظل تشكل تحديات أمام العلاقة بين الدولتين. واعتُبرت القمة أيضًا فرصة لتعزيز دور منطقة آسيا والمحيط الهادئ في دفع النمو الاقتصادي العالمي، مع التركيز على القضايا الرئيسية مثل مرونة سلسلة التوريد وتغير المناخ.
في سياق متصل، بدا الانقسام على زعماء دول بمنطقة المحيط الهادي بشأن الحربين في أوكرانيا وغزة بعد قمة استمرت يومين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبك) الجمعة. وهيمنت على اجتماعات استمرت لأيام قمة الرئيسين الأميركي والصيني والتي هدفت إلى تهدئة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي أثارت قلق المنطقة. ودخل أعضاء أبك البالغ عددهم 21 عضواً، ومن بينهم روسيا وإندونيسيا وماليزيا، الاجتماعات منقسمين بشأن روسيا وأوكرانيا والحرب بين حماس وإسرائيل في غزة، وهكذا خرجوا من الاجتماعات. وكرر بيان صادر عن الولايات المتحدة التي تترأس أبك هذا العام إعلان زعماء المنتدى العام الماضي الذي قال إن معظم أعضاء أبك يدينون بشدة العدوان على أوكرانيا، وأضاف أن الزعماء تبادلوا وجهات النظر بشأن أزمة غزة، مع اعتراض البعض على لغة بيان رئيسة الدورة الحالية الولايات المتحدة في "إعلان غولدن غيت" المصاحب الذي يغطي القضايا الاقتصادية على أساس أنهم لا يعتقدون أن أبك هو منتدى لمناقشة القضايا الجيوسياسية. كما وذكر البيان أن بعض زعماء المنتدى شاركوا الرسائل الموحدة للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت في 11 نوفمبر في الرياض. وقالت بروناي وإندونيسيا وماليزيا في بيان مشترك إنها من بين زعماء أبك الذين أيدوا رسائل قمة الرياض، كما دعت إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة، وتوفير السلع والخدمات الأساسية دون عوائق للمدنيين في غزة.
في ملف الانتخابات الرئاسية، انسحب المرشح الجمهوري للرئاسة السيناتور تيم سكوت من ولاية ساوث كارولينا، من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024، في أحدث خروج رفيع المستوى من السباق الرئاسي. وأطلق سكوت ترشيحه في مايو 2022، وكان ثاني مواطن من ولاية جنوب كارولينا بعد سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هيلي يترشح للبيت الأبيض عن الجانب الجمهوري. وجاء إعلان الانسحاب بعد أيام فقط من المناظرة التمهيدية الثالثة للحزب الجمهوري.
في سياق متصل، انتقدت حملة الرئيس بايدن، السبت، خطط دونالد ترامب المعلنة للتوسع الشديد والسريع في حملته ضد الهجرة خلال ولايته إذا عاد إلى البيت الأبيض. وإذا فاز في انتخابات عام 2024، يعتزم ترامب إعادة تنفيذ العديد من سياسات ولايته الأولى، بما في ذلك حظر دخول مواطني بعض الدول ذات الغالبية المسلمة، واستخدام "القاعدة 42" لإبعاد طالبي اللجوء، ويريد أيضاً ترحيل ملايين المهاجرين سنوياً، واحتجازهم في معسكرات كبيرة قبل تقرير مصيرهم، كما يريد أيضاً إنهاء حق الحصول على الجنسية الأميركية بالولادة للأطفال المولودين لمهاجرين غير شرعيين، من بين سياسات متشددة أخرى، وفقاً لتقرير صحيفة "نيويورك تايمز". وقد ألمح ترامب مراراً خلال تجمعاته السياسية إلى هذه الخطط، حيث يتحدث عادة بشكل مطول عن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وقال ترامب خلال تجمع حاشد السبت في نيو هامبشاير، انه سيوقف الغزو على الحدود الجنوبية، ويبدأ أكبر عملية ترحيل داخلي في التاريخ الأميركي، وأضاف أن جو بايدن اتخذ وإدارته قراراً واعياً بالسماح بأن تكون حدود الولايات المتحدة مفتوحة على مصراعيها، مما يسمح للمجرمين ولتجار البشر والمخدرات بالتدفق إلى المجتمعات الأميركية!
اقترحت المفوضية الأوروبية فرض حظر على استيراد الألماس وغازات النفط المسيلة من روسيا في حزمة عقوبات جديدة على خلفية الحرب في أوكرانيا، الأربعاء. وتشمل العقوبات إجراءات تهدف لمنع روسيا من الالتفاف على السقف المحدد لأسعار النفط. ويتعيّن على بلدان الاتحاد الأوروبي الموافقة على الحزمة بالإجماع. وسبق أن فرضت دول الاتحاد 11 حزمة عقوبات غير مسبوقة على روسيا منذ اندلاع الحرب ضد أوكرانيا في فبراير 2022، ويأتي الحظر على الألماس الروسي، بعدما تخلت بلجيكا، أحد مراكز التجارة الرئيسية، عن معارضتها لذلك.
وجاء السعي لفرض عقوبات جديدة في وقت يواجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في وضع خطة طويلة الأمد تضمن تمويل الأسلحة لأوكرانيا.
في السياق، علّق المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لويس ميغيل بوينو، على المخاوف الأوكرانية من انصراف الدعم الغربي عنها، بالنظر لاستمرار تصاعد الحرب في غزة، والتي جذبت انتباه العالم لما يقترب من 40 يومًا متواصلة، وقال إن الاتحاد الأوروبي مستمر في دعمه لأوكرانيا رغم الحرب في غزة، كما أوضح أن الاتحاد قدَّم 1.8 مليار يورو الشهر الماضي لأوكرانيا كجزء من حزمة 18 مليار يورو، لافتًا إلى أن التكتل يعمل الآن على حزمة جديدة لتقديم المزيد من الدعم العسكري بقيمة 21 مليار يورو. وأشار إلى أن وزراء خارجية أوروبا ناقشوا هذه القضية في مجلس الاتحاد الأوروبي، الاثنين.
وفي هذا الصدد، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مجلس الشؤون الخارجية، جميع دول الاتحاد إلى زيادة الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يضع اللمسات الأخيرة على الحزمة 12 من العقوبات التي ستوقع على روسيا، والتي ستتضمن إجراءات جديدة لتشديد سقف أسعار النفط من أجل تقليل الإيرادات التي تحصل عليها موسكو من بيع نفطها. وإلى جانب ذلك، أوضح بوريل أن المفوضية الأوروبية سترسل بعثة إلى كييف في أوائل ديسمبر؛ لاستعراض مدى التزام الاتحاد الأوروبي أمنياً تجاه أوكرانيا.
في المقابل، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل غالوزين، إن قرار الاتحاد الأوروبي بإرسال بعثة إلى كييف لبحث موضوع المساعدة العسكرية لأوكرانيا سيكون خطوة غير مسؤولة من قبل الاتحاد والتي ستؤدي لتصعيد التوتر العالمي.
في ملف حرب غزة، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية إنها أبلغت نظيرها الإيراني، الخميس، إن طهران ستتحمل مسؤولية كبيرة إذا امتد الصراع في غزة إلى المنطقة. وأضافت كاثرين كولونا بعد لقاء جمعها بنظيرها الإيراني حسين أمير عبداللهيان في جنيف، ان الاجتماع مع الجانب الإيراني كان على شكل تحذير من أن توسعة نطاق النزاع الحالي في غزة لن تفيد أحدا، وستتحمل إيران مسؤولية كبيرة.
ويُعد هذا اللقاء الأحدث بين المسؤولين الفرنسيين والإيرانيين، إذ تتطلع باريس على وجه الخصوص لنزع فتيل التوترات بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان، إن المقابلة جرت في جنيف بناء على طلب من الوزير الإيراني، وأضافت أن الوزيرة ذكّرت بضرورة أن يدين الجميع بأكبر قدر من الحزم الهجمات الإرهابية التي تنفذها حماس ضد إسرائيل وسكانها، مشددة على أنه لا يمكن أن يكون هناك أي لبس حول هذا الموضوع.
إلى ذلك، شددت كولونا على أن أعمال ترهيب المدنيين غير مبررة وغير مقبولة، مؤكدة مجددا على تمسك فرنسا بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن سكانها ولكن بطريقة محددة الهدف ومتناسبة، وفقا للقانون الإنساني الدولي.
في الملف الاقتصادي، ارتفعت الأسهم الأوروبية، الجمعة، وتتجه لتحقيق زيادة أسبوعية بفضل صعود أسهم قطاع الرعاية الصحية، بينما يترقب المستثمرون بيانات عن التضخم للبحث عن إشارات على انحسار ضغوط الأسعار في كافة القطاعات. صعد المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.5 بالمئة، ويتجه صوب تحقيق زيادة أسبوعية بنسبة 2.3 بالمئة بدعم من انخفاض عوائد سندات منطقة اليورو نتيجة التوقعات بأن تشديد البنوك المركزية للسياسة النقدية بلغ ذروته. كما تباطأ التضخم إلى 2.9 في المئة، وفق ما أظهرت بيانات المكتب الأوروبي للإحصاءات (يوروستات) لشهر أكتوبر، وهو أقل معدل منذ يوليو 2021 عندما وصل إلى 2.2 في المئة، حيث يعدّ التضخم أقل من نسبة 4.3 في المئة تم تسجيلها في سبتمبر الماضي وأقل من توقعات المحللين الذين توقعوا بأن يبقى التضخم أعلى من 3 في المئة، ليصبح معدل التضخم حاليا أقرب إلى هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المئة. وبالنسبة لأسعار الفائدة، فقد أبقاها البنك المركزي الأوروبي دون تغيير عند مستوى 4.50 بالمئة، لينهي سلسلة من الزيادات استمرت 15 شهراً.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد هذا الاسبوع.
في الملف الاقتصادي، قالت تركيا يوم الأربعاء، إنها اقترضت 2.5 مليار دولار من طرح صكوك لأجل 5 سنوات بعائد 8.5%، في أول إصدار دولي منذ أن غيرت الحكومة سياستها الاقتصادية بعد انتخابات مايو الماضي، وبهذا الإصدار يصل التمويل من الأسواق الدولية هذا العام إلى 10 مليارات دولار. وتبنت تركيا تغييرا جذريا في سياستها المالية ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة 2650 نقطة أساس في إطار تحول أوسع نحو سياسات تقليدية بصورة أكبر. وجاءت الطلبات على صكوك هذا الأسبوع من 200 مستثمر وبما يعادل ثلاثة أمثال حجم الإصدار. وبيعت 45% من الصكوك لمستثمرين في الشرق الأوسط، و24% منها لمستثمرين في بريطانيا، و18% منها لمستثمرين في الولايات المتحدة، و7% منها لمستثمرين في دول أوروبية أخرى، و4% منها لمستثمرين في تركيا، و2% منها لمستثمرين في آسيا. وكانت وزارة الخزانة قد ذكرت يوم الاثنين أنها كلفت بنك الإمارات دبي الوطني كابيتال وإتش.إس.بي.سي وجيه.بي مورجان وبيت التمويل الكويتي وكيو.إن.بي كابيتال بمهمة الإصدار.
في الملفات الداخلية، فجّرت الأزمة المحتدمة بين محكمتَي النقض والدستورية العليا في تركيا، أول صدام حاد بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وزعيم أكبر حزب معارض، أوزغور أوزيل، وصلت لدرجة دعوة أوزيل الجماهير للخروج إلى الشوارع للاحتجاج. وتعيش تركيا أيامًا قلقة على وقع أزمة كبيرة بين محكمتي النقض والدستورية العليا، منذ الأربعاء 8 نوفمبر، تتمحور بشأن موقف المحكمتين من استمرار سجن المعارض جان أتالاي، رغم فوزه في الانتخابات مايو الماضي.
أكتوبر الماضي، أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكمًا بالإفراج عن أتالاي، وهو ما أثار الحكم غضب محكمة النقض، وهي أعلى محكمة في تركيا، التي أبطلت الحكم، وأقدمت في 8 نوفمبر على تقديم شكوى جنائية ضد أعضاء بالمحكمة الدستورية الذين أيدوا الإفراج عن أتالاي، قائلة إن المحكمة الدستورية انتهكت الدستور. وانحاز الرئيس أردوغان لموقف محكمة النقض، متهمًا المحكمة الدستورية بمراكمة الأخطاء، ودافع عن استمرار احتجاز أتالاي، قائلًا إن احتمال رفع حصانته البرلمانية سيستغرق وقتًا، وإنه مع الأسف تمكّن إرهابيون كثر من السفر إلى الخارج في الماضي؛ لأن عملية رفع حصانتهم في البرلمان كانت تستغرق وقتًا طويلًا!
في المقابل، أيّد الرئيس الجديد لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزيل، المحكمة الدستورية، واصفًا قرار محكمة النقض ضدها بأنه محاولة انقلاب ضد الشخصية الاعتبارية للمحكمة الدستورية. كما اعتبر أن قرار محكمة النقض مجحف بحق أتالاي، وان القرار ليس ضد أتالاي فحسب بل ضد شعب هاتاي (الولاية التي انتخبت أتالاي) والبرلمان، ومحاولة لإلغاء الدستور. وذهب أوزيل لأبعد من ذلك، باتهام أردوغان أيضًا بأنه انقلابي على الدستور، وتصريحاته تسبّب أزمة قضائية أخرى، وأنها محاولة للقضاء على النظام الدستوري، في أول صدام بينهما منذ توليه رئاسة حزب الشعب الجمهوري قبل أيام.
كما وقفت نقابة المحامين مع موقف المعارضة، وأدانت في بيان نقلته صحيفة "جمهورييت" التركية، محاولة البعض اتهام المحكمة الدستورية بمحاباة المنظمات الإرهابية، معتبرة أن هذا لا يتناسب مع هيئة قضائية تنوب عن الأمة التركية، وطالبت بالتحقيق مع مَن أساؤوا للمحكمة الدستورية.
ويرى المحللون أن الوضع الحالي لا يشير إلى إمكانية الوصول لحلول وسطى، هناك انقسام شعبي بشأن الأزمة الحالية، حيث أنه ليس هناك استعداد واضح للوصول إلى صيغة مشتركة تعتمد على التفاهم والاحترام المتبادل.
في هذا الوقت، وصل الرئيس أردوغان إلى ألمانيا في زيارة رسمية تتزامن مع غضب برلين من تصريحاته الأخيرة التي انتقد فيها إسرائيل إثر الحرب في قطاع غزة. والتقى الرئيس التركي نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين قبل ساعات رغم تبادين وجهات النظر بين الرئيسيين بشأن الحرب التي تخوضها تل أبيب في غزة. ويشير خبراء في الشأن التركي، أن تشكل الدوافع الاقتصادية والانتخابية لدى الرئيس التركي حجر الأساس أمام أي مباحثاتٍ مع المسؤولين الألمان لاسيما أن زيارته التي تعد الأولى إلى برلين منذ العام 2020، تأتي قبل أشهر من الانتخابات المحلّية التي ستشهدها بلاده في شهر مارس من العام المقبل.
كما لفتوا إلى أن جدول أعمال أردوغان يتضمن ملفاتٍ كثيرة منها محاولات استئناف مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي وتقدّيم بروكسل تسهيلاتٍ لحاملي جوازات السفر التركية تتعلق بالتأشيرات وإعادة تنظيم الاتحاد الجمركي الذي يعود للعام 1996، كما أن للرئيس التركي أهدافا اقتصادية أيضا من وراء هذه الزيارة، ومنها ضمان تدفق الأموال الساخنة من ألمانيا خاصة مع وجود جالية تركية كبيرة في هذا البلد، إلى جانب ملف المهاجرين والحفاظ على الاتفاقية بشأنهم. إلى ذلك، يحاول أردوغان أيضا من خلال هذه الزيارة الحفاظ على توازن علاقات بلاده مع الغرب جراء تباين موافقه من الحرب في غزة وقبل ذلك من الحرب الأوكرانية. بالإضافة إلى ذلك، يحاول الرئيس التركي أيضاً الحصول على دعم المستشار الألماني أولاف شولتس إذا ما أراد المضي قدماً في صفقة شراء 40 طائرة مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون، سبق لأنقرة أن أعلنت عن رغبتها في الحصول عليها. أما بالنسبة لشولتس، فإن دور أنقرة في وقف الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي يجعلها شريكاً لا غنى عنه مع استمرار تدفق المهاجرين من تركيا إلى أوروبا، وهو ما أدى لانقسام سياسي في البلاد يحاول المستشار الألماني إيجاد حلولٍ بشأنه عبر التعاون مع الرئيس التركي.
أشارت وزارة الخارجية الروسية، يوم الخميس، إلى أن العلاقات الروسية الأميركية، بسبب أخطاء واشنطن، مهددة بالانهيار في أي لحظة، وهذا ليس خيار موسكو. وجاء في بيان الوزارة بمناسبة الذكرى التسعين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة، انه على خلفية التحولات الجيوسياسية التكتونية التي تغير توازن القوى على الساحة العالمية، تراهن واشنطن بشكل مهووس على الاحتواء العالمي لموسكو وبكين، وفي نهاية المطاف "احتواء" الأغلبية العالمية بأكملها التي لا توافق على النظام العالمي القائم على المبادئ التي يفرضها الغرب! وأضافت أن الخطوات غير المسؤولة الأميركية، بما في ذلك المهمة المعلنة عقائدياً المتمثلة في إلحاق هزيمة استراتيجية بموسكو، قد تؤدي إلى عواقب كارثية.
من جانب آخر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، أن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان في قطاع غزة يوميا، مشيراً إلى أن روسيا تدين الإرهاب بكل أشكاله!! مشددا على أن مصر أصبحت دولة مؤثرة على المستوى العالمي وتلعب دورا هاما في حل الصراع بين إسرائيل وفلسطين.
من جانب آخر، تعتزم فنلندا إقامة حواجز عند أربعة معابر على حدودها مع روسيا اعتبارا من منتصف ليلة السبت، في مسعى لوقف زيادة تدفق المهاجرين التي تقول هلسنكي إن موسكو دبرتها. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الكرملين، أنه لا يسع المرء إلا التعبير عن الأسف العميق من سلوك السلطات الفنلندية طريق تدمير العلاقات الثنائية! وأضاف أن البلدين لطالما تمتعا بعلاقات تبادلية المنفعة والاحترام، مشيرا إلى أن روسيا لم تهدد فنلندا قط في التاريخ الحديث، ولم يكن لديها أي سبب لأي مواجهة. والآن اختارت هيلسينكي هذا المسار، وفي نظر موسكو، هذا خطأ كبير!
في ملف الغزو الروسي المستمر منذ فبراير العام الماضي، أعلن الجيش الأوكراني، السبت، أن روسيا شنت هجوما كبيرا بطائرات مسيرة على أوكرانيا خلال الليل، وأصابت منشآت بنية تحتية في جنوب وشمال البلاد. وذكرت القوات الجوية أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 29 من 38 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد أطلقت من الأراضي الروسية في هجومها، وأوضحت أن الهجوم استهدف العديد من المناطق الأوكرانية واستمر من الثامنة مساء الجمعة حتى الرابعة صباح السبت. فيما قالت القيادة العسكرية الجنوبية إن منشأة بنية تحتية للطاقة أصيبت في منطقة أوديسا الجنوبية، وأضافت أن مبنى إداريا تضرر أيضا وأصيب مدني في الضربة. وقال الجيش إن مبنيي بنية تحتية تضررا في منطقة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا خلال الهجوم الليلي، وقال مسؤولون إن الطائرات المسيرة استهدفت أيضا كييف في الهجوم الثاني منذ بداية الشهر الجاري، مضيفين أنه تم إسقاط جميع الطائرات المسيرة المتجهة إلى العاصمة لدى اقترابها.
إلى ذلك، من جهتها، قالت القوات الجوية الأوكرانية الجمعة، إن دفاعاتها الجوية تمكنت من إسقاط تسع طائرات مسيرة من أصل عشر أطلقتها روسيا خلال الليل على منطقتي ميكولاييف وأوديسا في الجنوب وأيضا قرب جيتومير في الوسط وفي منطقة خملنيتسكي في الغرب. ويشار إلى أن روسيا كثفت ضرباتها على الموانئ الأوكرانية والبنية التحتية للحبوب منذ تموز وهو وقت انسحاب موسكو من مبادرة حبوب البحر الأسود التي مكنت أوكرانيا من تصدير الحبوب لتصل لدول إفريقية تواجه خطر الجوع. كما ذكرت القوات الجوية أن القوات الروسية أطلقت عدة صواريخ سي-300 في هجوم نفذته خلال الليل على منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا.
في سياق متصل، أعلن الجيش الأوكراني الجمعة، تنفيذ سلسلة عمليات ناجحة على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو التي تسيطر عليها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، وأضاف انه بالتعاون مع وحدات أخرى في قوات الدفاع، تمكنت قوات البحرية الأوكرانية من الحصول على موطئ قدم على عدة رؤوس جسور، ويعدّ هذا الممر المائي خط الجبهة الفعلي في جنوب أوكرانيا. وقد أقرت روسيا هذا الأسبوع للمرة الأولى بأن القوات الأوكرانية استعادت بعض الأراضي على الضفة المحتلة.
على الصعيد السياسي، وبشكل غير معلن سلفا، وبعد 4 أيام فقط من انضمامه إلى حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك، أجرى وزير الخارجية البريطاني دافيد كاميرون زيارة إلى كييف، هي الأولى من نوعها، وصفها مراقبون بأنها إشارة قوية إلى التزام بريطانيا بالدعم غير المحدود لأوكرانيا، في خضم حربها المتواصلة مع روسيا. وبينما التقى الرئيس الأوكراني، تعهد كاميرون بمواصلة الدعم البريطاني لأوكرانيا على المدى الطويل. ويرى مراقبون ومحللون أن زيارة كاميرون إلى كييف تأتي في خضم المخاوف الأوكرانية من انصراف دعم الحلفاء إلى الشرق الأوسط، حيث تحارب إسرائيل حركة حماس في قطاع غزة، وكذلك بعد التقارير الغربية عن فشل الهجوم المضاد الذي طالما أعدت له أوكرانيا قبل أشهر في إطار مسعاها لطرد القوات الروسية.
في الداخل الايراني، أصدر أهالي ضحايا الاحتجاجات في إيران، هذا الاسبوع، بيانا مشتركا بمناسبة احتجاجات نوفمبر، أكدوا فيه استمرارهم في مسيرة أبنائهم، وكتبوا: "نحن أهالي الضحايا الذين سقطوا على يد نظام الجمهورية الإسلامية نؤكد استمرارنا في هذا المسير حتى آخر رمق".
في السياق، صادقت اللجنة الثالثة للجمعية العامة الثامنة والسبعين على مشروع قرار كندا، الذي يتهم إيران بانتهاكات حقوق الإنسان بأغلبية 80 صوتا مؤيدا مقابل 29 صوتا ضد القرار، وامتناع 65 عضوا عن التصويت. وكانت الجزائر، وبيلاروسيا، والصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، والهند، وإندونيسيا، والعراق، وعمان، وباكستان، وسوريا، وتركمانستان، وطاجيكستان، من بين الدول التي صوتت ضد هذا القرار. وقد أدان القرار القمع المتزايد الذي يمارسه النظام الإيراني ضد المرأة في الفضاء العام والافتراضي، وطلب من إيران وضع حد لجميع أشكال التمييز المنهجي والإساءة الجسدية واللفظية للنساء.
وأدان مساعد رئيس السلطة القضائية في الشؤون الدولية وحقوق الإنسان القرار الذي اقترحته كندا ضد إيران وقال إن الثورة الإيرانية كانت ثورة حقوقية وتم إنشاء جميع المؤسسات الديمقراطية على الفور في إيران، والانتخابات دليل واضح على ذلك. يذكر انه في بداية شهر أكتوبر انعقد في جنيف الاجتماع الرابع للتقرير الدوري للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بشأن إيران، وفي هذا الاجتماع تم مناقشة حالات جسيمة لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام الإيراني في مجال التعذيب والقمع وإعدام المتظاهرين.
من جانب آخر، شنّت الشرطة الألمانية الخميس، حملة مداهمات واسعة ضد "المركز الإسلامي في هامبورغ" وخمس مجموعات تابعة له للاشتباه في صلتها مع حزب الله اللبناني، حسبما قالت وزيرة الداخلية في بيان، أشارت فيه إلى تنامي مشاعر الخوف لدى اليهود والتحريض المعادي للسامية ولإسرائيل. وطالت عمليات التفتيش 54 موقعا منتشرة في مناطق مختلفة من البلاد. وتشتبه الاستخبارات الداخلية الألمانية في أن الجمعية تمارس نفوذا قويا من هناك على مساجد وجمعيات أخرى إلى حد سيطرة تامة، وفق وزارة الداخلية.
وقد أفادت تقارير أمنية بأن السلطات الألمانية علقت عمل مركز هامبورغ الإسلامي التابع لإيران في المجلس الأعلى للمسلمين، وذلك بعد المداهمة التي قامت بها قوات الأمن في ألمانيا لمكاتب تتبع المركز. وكانت كافة الأحزاب السياسية الألمانية قد طالبت، خلال الأيام الماضية، بإغلاق مركز هامبورغ الإسلامي بسبب علاقته بجماعات مثل حزب الله اللبناني.
على صعيد آخر، أعلن حرس الحدود العراقي، عن بناء أكثر من 100 برج مراقبة على حدود إقليم كردستان العراق مع إيران. وبحسب بيان عراقي، فإن هذا الإجراء يأتي ضمن الاتفاقية الأمنية بين بغداد وطهران، لحماية الحدود من الفلتان الأمني والتهريب، والتي بدأ تنفيذها منتصف سبتمبر الماضي. وقبل يوم من انتهاء المهلة التي حددتها إيران لإخلاء مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق، وبالتزامن مع استمرار التهديدات الإيرانية في هذا الخصوص، زار مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي برفقة وفد أمني عسكري، مدينة أربيل، مركز إقليم كردستان العراق لمراجعة الاتفاقية الأمنية بين طهران وبغداد.
وكان مضمون الاجتماع، الذي شارك فيه، وزير داخلية إقليم كردستان، ريبر أحمد، وممثل الأمم المتحدة في العراق، جانين بلاسخار،. هو استعراض توطين جميع اللاجئين الأكراد الإيرانيين المقيمين في إقليم كردستان في مخيم بمدينة سوران التي تبعد 70 كيلومترا عن أربيل.
في ملف حرب غزة، أشاد وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، في مقابلة صحافية بموقف المرشد علي خامنئي وحسن نصرالله، المتمثل بالامتناع عن الدخول في الحرب بجانب حماس، واصفا ذلك بالموقف الذكي، وأضاف إن دعم ايران للمقاومة لا يشمل الحرب بجانبهم!
يأتي ذلك فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني، الجمعة، أن سلطات بلاده أبلغت الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبتها في تفاقم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ووفقا للوزير الإيراني، أجرت إيران والولايات المتحدة اتصالات من خلال القسم الأميركي بالسفارة السويسرية في طهران على مدى الأربعين يوما الماضية، تم خلالها استبعاد إمكانية إجراء مباحثات مباشرة بين طهران وواشنطن، وفي وقت سابق، صرحت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة أن طهران لن تدخل في صراع مباشر مع تل أبيب إلا في حال شنت إسرائيل هجوماً على إيران.
وكان حسين أمير عبداللهيان نفى، الخميس، مسؤولية بلاده عن هجمات على مصالح أميركية في العراق وسوريا، مؤكدا أن الفصائل المسلحة التي تشن تلك الهجمات اتخذت قراراتها بنفسها!
في السياق، أكد العضو البارز في مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، غلام علي حداد عادل، أن إيران رفضت المشاركة في حرب غزة لتجنب الحرب مع الولايات المتحدة، واعتبر أن إسرائيل كانت تأمل أن تتورط إيران في حرب غزة لتدخل في مواجهة مع الولايات المتحدة. وذهب إلى أن إيران اتخذت القرار الصحيح بتجنب المشاركة في حرب غزة، مشيرا إلى أنه لو حدث هذا (مشاركة طهران في الحرب)، فإن الذي سينجو هو النظام الصهيوني. كما أكد أن قرار إيران الابتعاد عن غزة جاء في صالح الفلسطينيين!
أعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن القمة المنتظرة بفارغ الصبر في كاليفورنيا بين الرئيسين الأميركي والصيني، انتهت بعدما استغرقت 4 ساعات تقريباً. وقد أفضت هذه القمة وفقا لما أشار اليه بايدن إلى إحراز تقدم حقيقي. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن الرئيسين اتفقا على استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى على أساس المساواة والاحترام. كما أبلغ شي بايدن إن الإجراءات الأميركية ضد الصين في ما يتعلق بضوابط التصدير والاستثمار والعقوبات الأحادية تضر بشكل خطير بالمصالح المشروعة للصين. إلى ذلك، طالب الرئيس الصيني نظيره الأميركي بأن تكف واشنطن عن تسليح تايوان، مؤكداً له حتمية إعادة ضم الجزيرة إلى البر الصيني. كما أعلن مسؤول أميركي كبير أن بايدن طالب شي بـاحترام العملية الانتخابية في تايوان، مشيرا إلى تصميم واشنطن على دعم السلام والاستقرار في الجزيرة. إلى ذلك اتفق الجانبان على عقد محادثات حكومية حول الذكاء الاصطناعي.
إلى ذلك، تعهّد الرئيس شي جينبينغ بأن بلاده لن تبدأ حربا ضد أي طرف، وذلك في تصريحات أمام قادة من مجتمع الأعمال في سان فرانسيسكو، ليل الأربعاء، من الولايات المتحدة أعقبت لقاء مع نظيره الأميركي جو بايدن. كما لفت شي إلى أن الصين ترغب في تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، مشددا على أن بكين لا تريد خوض مواجهة مع أي طرف.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
13 تشرين الثاني 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري حضورياً وإلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج سلوان، جولي دكاش، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي:
أولا: رسم البيان الختامي للقمة العربية-الإسلامية غير العادية في 11 تشرين الثاني الجاري، خارطة طريق واضحة للحل النهائي والشامل للصراع المديد بين إسرائيل وفلسطين، فقد أفاد:
1- التأكيد على أن السلطة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودعوة الفصائل والقوى الفلسطينية للتوحد تحت مظلتها.
2- التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، باعتبارها الموقف العربي التوافقي الموحد وأساس أي جهود لإحياء السلام في الشرق الأوسط.
3- الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام، في أقرب وقت ممكن، تنطلق من خلاله عملية سلام ذات مصداقية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام.
إن "لقاء سيدة الجبل" الذي يتبنى بالكامل هذه البنود والمقررات في بيان قمة الرياض، ويعتبرها أساسية ومصيرية لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية المحقة ويحقق السلام في المنطقة، فهو يدعو الحكومة اللبنانية إلى تبني هذه المقررات والبنود فعلا لا قولا، وأن تلزم بها "حزب الله" المشارك في الحكومة.
ثانيا: يعتبر "لقاء سيدة الجبل"، ومع تصدّع "سردية حزب الله"، الذي اعتبر برسالتين متتاليتين من أمينه العام، بأن جبهة الجنوب هي جبهة دعم وليست جبهة حرب، بأن حزب الله أمام فرصة للتراجع عن ادّعاءاته السابقة والعودة إلى لبنان بشروط لبنان أي بشروط الدستور اللبناني، بحيث أن لا يكون هناك أي سلاح غير سلاح الدولة اللبنانية.
ثالثاً: لبنان تحت الإحتلال الإيراني وخير دليل على ذلك هو فلتان "حزب الله" والفصائل الفلسطينية على الحدود، نحن نطالب دولة الرئيس نجيب ميقاتي بإستدعاء السيد حسن نصرالله وممثل حماس في لبنان الى القصر الحكومي ووضعهما أمام مسؤولياتهما بعدم خرق السيادة اللبنانية.
أيها اللبنانيون
نحن أمام مناسبة تاريخية وحقيقية لبناء الدولة بعدما فقد "حزب الله" مبرّر وجوده، وتفويتها يعني الدخول إلى مجهول دستوري وسياسي وحتى ميثاقي.
2*) الكتائب
14 تشرين الثاني 2023
عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل وجرى التداول في "الملفات الداهمة مع توسع الحرب جنوبا ما ينذر بالأسوأ وتمدد الفراغ في المؤسسات الحيوية"، بحسب بيان.
واكد المكتب السياسي مجددا، انه "على الدول العربية والصديقة ضرورة الضغط باتجاه وقف الحرب الدائرة في الجنوب فورا والتي أقحم لبنان في خضمها بدفع من حزب الله وفصائل محوره فصار أهل الجنوب وأرضه هدفا لاعتداءات لم توفر لا المدنيين كبارا أو صغارا ولا الصحافيين ولا الأرض فيما التهديدات بالأعظم تتصاعد".
واعتبر أن "تطبيق مقررات القمم العربية ضرورة حتمية لإنهاء صراع بات يتهدد المنطقة برمتها ولا نهاية له إلا بالرجوع إلى مبادرة السلام التي أقرها مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002".
وإذ جدد المكتب السياسي وقوفه إلى جانب "القضايا المحقة وحق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام بعد أكثر من سبعة عقود من الحروب الدامية"، اكد أن "قضيته الأم كانت وما زالت لبنان الذي وفي ظل إمساك حزب الله بقراره السيادي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مظلة حماية طارئة تعيد له قدرته على مواجهة كل الاعتداءات الداخلية والخارجية التي تتهدده، وعلى رأسها اضمحلال الدولة وإفراغ المؤسسات تباعا للإطباق على ما تبقى منها".
وحذر من "خطر الفراغ الذي يتهدد المؤسسة العسكرية في أخطر مرحلة وجودية يمر فيها لبنان ويعتبر أن المناكفات السياسية الجارية اليوم هي تكرار لتجارب سابقة أوصلت لبنان إلى ما وصل اليه نتيجة مصالح شخصية".
وشدد على "ضرورة اضطلاع مجلس الوزراء بدوره في تجنب تعريض لبنان لخطر انكشاف أمني وتأجيل تسريح القائد الحالي للجيش في حال تلكؤ الوزير المختص عن القيام بواجباته".
واعتبر أن "كل السجال الحاصل اليوم يسقط في حال قرر رئيس مجلس النواب الاحتكام إلى القانون والدستور والدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية ليعود الانتظام إلى الحياة السياسة والحياة إلى المؤسسات".
3*) التيار العوني
15 تشرين الثاني 2023
اشار المجلس السياسي "للتيار الوطني الحر" في بيان اثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، الى أنه "برزت في الأيام الاخيرة، حملة سياسية إعلامية تهويلية مبرمجة تدعو للتمديد للعماد قائد الجيش بحجة الخوف من الفراغ في قيادة الجيش مع بلوغ قائده السن القانونية، وهي حملة ذات أهداف سياسية ليست خافية على احد، اذ يعرف الجميع انه لا يوجد أي احتمال لحصول الفراغ في قيادة المؤسسة العسكرية لأن الأمرة بالرتبة هي التي تحكم حتى في خلال الحرب فكيف خارجها، خصوصا ان الحلول القانونية متوفرة وكثيرة لمنع اي فراغ، فلماذا اللجوء الى حلول غير دستورية وغير قانونية تسبب الطعن والمراجعة فيها امام المجلس الدستوري او شورى الدولة".
ولفت الى أن "الحرص المستجد للبعض على الجيش، لا يلغي تاريخهم معه ولا تفكيرهم تجاهه، كما لا يلغي حرص التيار الوطني الحر على الجيش، وهو السبب الوحيد لرفض المساس والتلاعب به وبقوانينه واقحامه في السياسة".
وإذ رأى أن "الاحتكام للدستور وللقانون الذي احتاط لهذه الحالات هو الحل لمعالجة اي مشكلة"، حذر من أن "أي مخالفة للقانون او اعتماد اي اجراء يضرب الدستور في الصميم كاستبدال صلاحيات الوزير بقرار لرئيس الحكومة وبمجلس الوزراء خاصة بوجود الوزير، او اعتماد نظريات عجيبة تقلب كل الهرميات في الدولة من الحكومة الى الوزارة الى الادارة العامة، او مخالفة مبدأ شمولية التشريع او اي مخالفة اخرى ستمسّ حكما بوحدة المؤسسة العسكرية وانتظامها وستجعل اي اجراء مماثل ساقطا وقابلا للطعن لا بل منعدم الوجودActe inexistant ".
وأبدى المجلس السياسي تعاطفه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني "في ظل عملية الإبادة التي يتعرض لها والارهاب المنظم الذي تمارسه دولة إسرائيل"، سائلا عن "معنى وجود الأمم المتحدة اذا كانت عاجزة عن ايقاف جرائم حرب بحق الأطفال والمدنيين على مرأى من العالم اجمع".
وجدد رفضه "المطلق لأي عمليات حربية تنفذها فصائل غير لبنانية من داخل الحدود اللبنانية"، ورأى فيها "انتهاكا للسيادة الوطنية"، مؤكدا أن "مقاومة العدوان الإسرائيلي عند وقوعه محصورة بالجيش اللبناني والشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية، وان في لبنان إجماعا على عدم التورط في أي حرب مع التأكيد على حقه في التصدي لأي عدوان".
وأكد على "التشاور الوطني الذي يجريه رئيسه بناء على ورقة النقاط الخمس التي من ضمنها ضرورة حصول انتخاب رئيس للجمهورية، اما بالتوافق بين الكتل النيابية أو بالذهاب إلى الاقتراع بحسب ما ينص عليه الدستور"، معتبرا أن "استمرار التأخير في هذا الاستحقاق يحمّل أصحاب الشأن مسؤولية أخلاقيه ودستورية كبرى".
وأشار الى أنه "من ضمن نقاط الورقة كذلك وضع النازحين السوريين"، منبها إلى "خطورة التغاضي عن الخطر الذي يمثله استمرار نزوح السوريين وتزايد أعدادهم، في ظل تقاعس الحكومة عن القيام بواجباتها واصرار الغرب على تثبيت النازحين في لبنان"، داعيا "الكتل النيابية والأحزاب والقوى السياسية إلى بلورة موقف عملي موحد يقوم على اعطاء دور فعال للبلديات يتيح لها أخذ اجراءات بحق كل المخالفين بحسب صلاحيات البلديات وهو حل يبدد جزئيا ومرحليا مخاوف اللبنانيين".
4*) اللقاء الديموقراطي
17 تشرين الثاني 2023
عقدت كتلة "اللقاء الديمقراطي "اجتماعا برئاسة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط في كليمنصو، في حضور النواب أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، بلال عبدالله، فيصل الصايغ، هادي أبو الحسن، وراجي السعد، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب، حيث جرى عرض مختلف المستجدات والتطورات في لبنان والمنطقة.
وجددت الكتلة في بيان، "دعوتها إلى ضرورة الفرض على العدو الإسرائيلي وقفاً فورياً لإطلاق النار في غزة والضفة وجنوب لبنان، وفتح المعابر الى قطاع غزة دون قيد او شرط"، مؤكدة "وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله لأجل حقوقه المشروعة، وفي مواجهة كل ارتكابات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه ضد الإنسانية واقتحامه وتدميره للمستشفيات وتعريض حياة آلاف المرضى والأطفال للخطر، وترك الناس يواجهون الموت بفعل الحصار المفروض وانقطاع الوقود والكهرباء".
وشددت على "ضرورة تحصين المؤسسات الدستورية والساحة الداخلية اللبنانية"، مؤكدة "انفتاحها على التلاقي مع كل القوى السياسية لتحقيق ذلك، ولمنع الشغور والفراغ في كل المؤسسات، بما يضمن تعزيز الصمود في هذه المرحلة المصيرية، وفي طليعة هذه المؤسسات الجيش اللبناني"، داعية إلى "حسم الملف في أسرع وقت ممكن من خلال التمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري ورئيس للأركان، والتعالي على كل الحسابات تحصيناً لهذه المؤسسة ودورها في حماية البلد ومواجهة الحرب القائمة المرشحة للتوسّع في أي لحظة. كما دعت الكتلة إلى التمديد لقيادة قوى الأمن الداخلي منعاً للشغور المرتقب بعد أشهر"، مشيرة الى أن "موقف الكتلة هو ضد أي فراغ في أي مؤسسة كانت، بأي وسيلة سواء في مجلس الوزراء أو مجلس النواب".
وأعلنت "دعمها تحرّك لجنتي الصحة والخارجية النيابيتين على خط المنظمات الدولية والسفارات من أجل طلب المساعدة في أدوية السرطان والأمراض المستعصية"، داعية "الدولة إلى عدم التخلّي عن دورها في دعم المواطن بالأدوية للأمراض المستعصية والسرطانية وتأمينها للمرضى وضمان عدم الفساد في هذا الملف".
5*) الراعي
19 تشرين الثاني 2023
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس "اليوم العالمي السابع للفقراء" على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة، بمشاركة بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، المطران ادوار ضاهر ممثلا بطريرك الروم الكاثوليك يوسف الاول العبسي، ممثل السفير البابوي القائم بأعمال السفارة المونسينيور جيوفاني بيشيريه، مدير مؤسسة l oeuvre d orient الخوراسقف باسكال غولنيش، ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات ، في حضور طلاب من المدارس الكاثوليكية،وحشد من المؤمنين من مختلف المؤسسات الاجتماعية ورابطة الاخويات.
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان:"لا تحول وجهك عن فقير"، قال فيها: "تحتفل الكنيسة في هذا الأحد باليوم العالميّ السابع للفقراء، الذي أنشأه قداسة البابا فرنسيس، ليكون يوم تضامن وجمع مساعدات للفقراء، عملًا بوصيّة طوبيت لإبنه طوبيا: "تصدّق من مالك. ولا تحوّل وجهك عن فقير"(طوبيا 4: 7). وهي الوصيّة التي ترقى إلى مئتي سنة قبل المسيح. وقد اختارها البابا فرنسيس موضوعًا للنداء الذي وجّهه في هذه المناسبة. اختارها من العهد القديم للدلالة أنّ المحبّة تجاه الفقراء واجب إنسانيّ ودينيّ شامل.فيسعدني وصاحب الغبطة مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، وسيادة المطران إدوار ضاهر ممثّلًا غبطة البطريرك يوسف عبسي، وممثل سيادة السفير البابوي، والسادة المطارنة والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات، وهذا الجمهور من الإخوة والأخوات، أن أرحّب بكم جميعًا، شاكرًا كلّ الذين ساهموا في تنظيم هذا الإحتفال بجميع مضامينه، وأخصّ بالشكر مؤسّسة L’Œuvre d’Orient، وقد حضر خصّيصًا للمناسبة من باريس مديرها العام الخورأسقف Pascal Gollnisch، وأحيّي ممثّله الدائم في لبنان وسوريا والأردن عزيزنا السيّد Vincent Gelot ومعاونيه. ويطيب لي أن أرحّب بالمدارس والمؤسّسات الإجتماعيّة المشاركة في إحياء هذا اليوم المبارك بإداراتها وطلّابها. وتحتفل كنيستنا المارونيّة ليتورجيًّا بأحد البشارة لزكريا بمولد ابنه يوحنّا الذي تنتهي معه مرحلة العهد القديم وتبدأ مرحلة مجيء المسيح. فيوحنا هو آخر نبيّ وأوّل رسول، وهو بالنسبة لمجيء المسيح الفادي بمثابة الفجر قبل طلوع الشمس. بالبشارة لزكريّا أُعلنت رحمة الله من خلال اسم يوحنّا المعطى من الملاك، ويعني "الله رحوم"، بالعبريّة "يهو-حنان". إن تجليّات رحمة الله تظهر بامتياز في محبّة الفقراء ومساعدتهم. البشارة لزكريا تعلّمنا أنّ صلاتنا لا بدّ وأن تُستجاب، وأنّ رجاءنا بقوّة الله لا يخيب. وتعلّمنا أيضًا أنّ المسيح كلمة الله شقّ دربه نحونا على الرغم من شكّ زكريّا الكاهن، وعقم اليصابات، وصعوبات الحياة: السنّ واليأس وألسنة الناس".
وتابع: "جميع رعايانا تحتفل مع كهنتها ومطارنة الأبرشيات بهذا اليوم من الصلاة والتضامن وجمع المساعدات بمختلف المبادرات لإخوتنا الفقراء الذين يتزايد عددهم بسبب الأزمات السياسيّة والإقتصاديّة والأمنيّة، ولا سيما المتأثّرين من التوترات في جنوب لبنا ، ونزوح العديدين من أهالي بلدات المنطقة الحدودية إلى بيروت والمتن وكسروان وجبيل. يكتب قداسة البابا في مستهلّ ندائه: "إنّ نهر الفقر يجتاز مدننا ويكبر أكثر فأكثر حتى يفيض. ويبدو أن هذا النهر يغمرنا، وصراخ الإخوة والأخوات الذين يطلبون المساعدة والدعم والتضامن يعلو ويزداد" (الفقرة 1).
بالأمس جاءنا وفد من بلدات الشريط الحدودي عين إبل، دبل، القوزح، رميش، علما الشعب، القليعة. وشرحوا لنا معاناتهم: 70% نزحوا إلى بيروت والمتن وكسروان وجبيل، وأُقفلت المدارس والقسط الأوّل لم يؤمّن، واستحقاقات المعلّمين والموظّفين موجبة عدالة وإنسانيّة. جاء الوفد يطلب مساعدات مدرسيّة واستشفائيّة وغذائيّة. وفوق ذلك يطالب بأمن المنطقة وتجنّب التوترات والمناوشات، وتأمين تحرّك السكان إلى عملهم. فالأمر يقتضي الكثير من ضبط النفس والحكمة، وتجنّب الحرب وويلاتها على الجميع".
وقال: "في هذا الجوّ ومن أجل الإحتفال باليوم العالميّ السابع للفقراء، قرّر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان (المنعقد ما بين 6 و 9 تشرين الثاني الجاري)، أن تتبرّع البطريركيّات والأبرشيّات والرهبانيّات، بمبالغ ماليّة، فضلًا عمّا تقدّم عاديًّا من المساعدات الماليّة والماديّة؛ وقرّر المجلس أن تخصّص صواني هذا الأحد وتُضمّ حصيلتها إلى المبالغ الـمُقدّمة من البطريركيّات والمطرانيّات والرهبانيّات لمساعدة أهالي الجنوب المنكوبين ولمساعدة الفقراء.
ومعلوم أنّ جمع الصواني في الكنائس الرعائيّة هو من صميم أفعال التقوى والعبادة لله الذي أعطانا كلّ شيء حتى ذبيحة ذاته لفداء خطايانا وجسده ودمه لبث الحياة الإلهيّة في نفوسنا. فقبل أن يوصي طوبيت ابنه "بألّا يحوّل وجهه عن فقير" (طوبيا 4: 7) أوصاه: "أذكر الربّ جميع أيّامك. لا ترضى بأن تخطأ وتتعدّى وصاياه. إعمل أعمال الخير جميع أيّام حياتك، ولا تسلك سبل الإثم. فإن عملت بالحقّ، نجحت في أعمالك" (طوبيا 4: 5-6). في عهد ربّنا يسوع كانت العادة أنّ يضع المؤمنون مساعداتهم في صندوق التبرعات على مدخل الهيكل عند دخولهم. "فجلس يسوع ذات مرّة تجاه الصندوق ينظر كيف يلقي الجميع فيه نقودًا من نحاس. فألقى كثير من الأغنياء شيئًا كثيرًا. وجاءت أرملة فقيرة فألقت فلسًا. فقال يسوع لتلاميذه: "هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر من الجميع، لأنّها ألقت كلّ ما تملك، كلّ رزقها" (مر 12: 41-44). في عهد الجماعة المسيحيّة الأولى، نجد مشهدًا شبيهًا بما ندعو إليه اليوم، يرويه كتاب أعمال الرسل: "في تلك الأيّام نزل بعض الأنبياء من أورشليم إلى أنطاكيه، حيث دُعي تلاميذ يسوع لأوّل مرّة مسيحيّين. فقام أحدهم واسمه أغاباس، فأخبر بوحي من الروح أن ستكون مجاعة شديدة في المعمور كلّه، وهي التي حدثت في أيّام كلوديوس. فعزم التلاميذ أن يُرسلوا ما تيسّر عند كلّ منهم، إسعافًا للإخوة المقيمين في اليهوديّة. وفعلوا ذلك، فأرسلوا معونتهم إلى الشيوخ بأيدي برنابا وشاول-بولس" (أعمال 11: 29-30)".
واردف: "في أيّامنا، تُخصّص بعض صواني الآحاد في الرعايا لغايات محدّدة في بحر السنة، وعلى سبيل المثال: "صينيّة فلس مار بطرس" للمساهمة في مبادرات المحبّة التي يرسلها قداسة البابا حيث تحدث كوارث طبيعيّة، صينيّة التعليم المسيحيّ في المدارس الرسميّة، صينيّة الرسالات، صينيّة المركز الكاثوليكي للإعلام، صينيّة الجمعة العظيمة لمساعدة حراسة الأراضي المقدّسة، وسواها وفقًا لما يطرأ من حاجات. ومعلوم أنّ ما تملكه الكنيسة أو تكسبه يُدعى وقفًا ذا صفة المؤبّد، ويخصّص ريعه لأربعة أهداف: دور العبادة الإلهيّة، أعمال الرسالة، أفعال المحبّة تجاه الفقراء، الدعوات الإكليريكيّة ومعيشة الكهنة (راجع قانون 1007 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة). إنّ "نهر الفقراء الذي يجتاز مدننا ويكبر أكثر فأكثر حتى يفيض"، وقد استهلّ به قداسة البابا فرنسيس نداءه لهذا اليوم، إنّما ينطبق على حالة شعبنا في لبنان، بسبب سوء الممارسة السياسيّة ولا سيما في المؤسّسات الدستوريّة وعلى الأخصّ في المجلس النيابي الذي لا يقوم عمدًا بواجبه الأوّل والأساس وهو انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويغيّب السلطة العليا في البلاد منذ سنة. فيتعثّر هذا المجلس ويفقد مسؤوليّته في التشريع والمحاسبة والمساءلة. كذلك في حكومة تصريف الأعمال المنقسمة على ذاتها بسبب المقاطعين الدائمين، وبالتالي تتعثّر في موضوع صلاحيّاتها. والشعب يزداد فقرًا بسبب هذه الممارسات".
وختم الراعي: "نقول معكم: لا يحقّ لكم، أيّها المعطّلون الإستمرار في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة. لا يحقّ لكم أن تخلقوا أزمات وعقدًا جانبيّة بدلًا من المباشرة الفوريّة بانتخاب الرئيس فتحلّ عقدكم، وتكفّوا، إذا سلمت نياتكم عن سياسة المتاجرة الرخيصة. لا يحقّ لكم أن تتلاعبوا باستقرار المؤسّسات وعلى رأسها مؤسّسة الجيش، وبروح الكيديّة والحقد والإنتقام. إذهبوا إلى المجلس النيابي وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، وأوقفوا المقامرة بالدولة واستقرارها وشعبها وكرامته. وهكذا تنحلّ جميع عقدكم المقصودة لغايات رخيصة. إنّنا نؤكّد على نداء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان: في هذا الظرف الأمني الدقيق، والحرب دائرة على حدودنا الجنوبيّة، من الواجب عدم المسّ بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة. ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسّسات أخرى تجّنبًا للفراغ فيها. فالموضوع هنا مرتبط بالحاجة إلى حماية شعبنا، وإلى حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانيّة والحدود، ولا سيما في الجنوب، بموجب قرار مجلس الأمن 1701، فإي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسّسة الجيش يحتاج إلى الحكمة والتروّي ولا يجب استغلاله لمآرب سياسيّة شخصيّة. فلنصلِّ إلى الله سيّد التاريخ كي تتجلّى رحمته، فينعم على الأراضي المقدّسة بالسلام وإيقاف الحرب، كي تتسّع محبّة القلوب وتنفتح أيادي السخاء لإخوتنا الفقراء. له المجد والشكر الآن وإلى الأبد. آمين".
بعد القداس، اقيم برنامج احتفالي للمناسبة قدم خلاله بعض الحضور مبادرات انسانية وشهادات حياة تضمنت المصاعب اليومية المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والاستشفائية والتربوية التي يعاني منها غالبية الشعب.
6*) عودة
19 تشرين الثاني 2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس ألقى عظة قال فيها: "في إنجيل اليوم يعطي الرب يسوع مثلا عن غني كان همه أن يجمع غلاته ويوسع لها مكانا، غير مهتم لخلاص نفسه، فأتت ساعته وهو غير مستعد. قبل هذا المثل، كان الرب يسوع يحدث الجموع عن الكرازة بلا خوف، كما عن الضيقات التي ستأتي على ناقلي البشارة. وعندما طلب منه شاب من الحضور أن يقول لأخيه أن يقاسمه الميراث قال للجموع: «تحفظوا من الطمع، فإنه متى كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله». جاء هذا الكلام بعدما رفض الرب يسوع أن يكون قاضيا بينهما، لأن الأرضيات زائلة، لكنه اغتنم فرصة الطلب كي يظهر للجموع عاقبة الطمع وحب المال والمقتنيات، ذلك من أجل خلاص نفوسهم. نشعر وكأن المسيح مر مرور الكرام على طلب الشاب. كان يتكلم على الكرازة، فجاء الشاب بطلبه المادي، لذا ربط الرب بين الموضوعين، وكأنه يشاء تحذير من أرادوا التبشير من مغبة حب الماديات، لأنها تبعد الكارز عن أهداف كرازته السامية، فتجعله عبدا للمال بدلا من فلاح للصالحات وغارس لكلمة الرب في النفوس".
أضاف: "يقول القديس أمبروسيوس أسقف ميلان: «رأى الرب أنه ينبغي ألا يتدخل بين الإخوة كقاض، وإنما يلزم أن يكون الحب (لا القضاء) هو وسيطهم في التفاهم، وتقسيم الميراث الأبدي لا ميراث الفضة، إذ باطل هو تكديس الأموال إن كان الإنسان لا يعرف كيف يستخدمها». هذا يذكرنا بتعليم الرب في بداية إنجيل لوقا، الذي قرأنا منه إنجيل اليوم، حيث يقول: «من له ثوبان فليعط من ليس له، ومن له طعام فليفعل هكذا» (3: 11). فالتكديس وجمع الغلات دون الاستفادة منها عن طريق أعمال المحبة ليسا من صلب الحياة المسيحية، أو الحياة مع الله عموما. هنا لا بد لنا أن نتذكر ما حدث مع الشعب العبراني في البرية، الذين أعطاهم الله المن، فأكلوا، لكنهم خافوا ألا يعطيهم غيره في الأيام التالية، فراحوا يخزنونه، ففسد وخسروه بسبب عدم ثقتهم بالله المعطي".
وتابع: "مثل إنجيل اليوم ليس موجها ضد الأغنياء إنما هو موجه إلى كل من يتعلق بالماديات أكثر من الرب، وهؤلاء قد يكون بينهم فقراء ومساكين. كلام المسيح يعني أن العالم سيكون مليئا بالضيق المستمر، الأمر الذي نعاينه يتحقق حولنا كثيرا في الآونة الأخيرة، لكن الروح القدس يساندنا، وفي النهاية يعترف المسيح بمن يثبت. واضح من كلام المسيح أنه يريد رفع مستوى تفكيرنا نحو السماويات والتأكيد على أننا غرباء في هذه الأرض. لهذا، نسمع في القداس الإلهي: «لنضع قلوبنا فوق»، تذكيرا بما نكون قد سمعناه قبلا، بعد تلاوة الإنجيل، من المرتل القائل: «لنطرح عنا كل اهتمام دنيوي، كوننا مزمعين أن نستقبل ملك الكل» لأنه لا يمكن لمن يسعى إلى الإتحاد بالمسيح أن يكون ماديا. منذ أيام بدأ الصوم الميلادي الأربعيني، الذي نطرح خلاله اهتمامنا بالمادة ونغتذي من كلام الرب ومن الصلاة والصوم، بهدف الوصول إلى استقبال ملك الكل، الذي علمنا التواضع ورذل الماديات بميلاده في مذود للبهائم. إلا أن العالم يشد الناس إلى الماديات، خصوصا في هذه الفترة من السنة، قبيل الأعياد، فينسى الناس أن المسيح أتى مجهولا لكي يخلص النفوس التي كبلتها المادة وجرتها نحو الخطيئة. لذلك، ينبه الرب يسوع من أن الطمع هو أخطر عدو يواجه المؤمن، وقد دعاه الرسول بولس «عبادة أوثان» (كو 3: 5). فالطماع ينسى انتماءه للسماء، ويظن أنه سيعيش إلى الأبد على الأرض. عندما نثق بأن المال لا يعطي سلاما، بل الله هو الذي يمنحه، عندئذ نرث الكنوز المعدة لنا في ملكوت السماوات".
وقال: "لم يخطئ غني مثل اليوم في إرادة بناء المخازن الأوسع، لأن هذا أمر طبيعي، لكنه أخطأ في طريقة تفكيره. ظن أنه سيعيش إلى الأبد، فلم يفكر بالمساكين الجياع ولم يوزع عليهم من خيرات الأرض التي منحه إياها الله. أعمته أناه، وظن أن الخيرات والغلات هي له، أو جاءت بتعبه، ونسي أن الله هو الواهب، فمات في طمعه. في الفكر المسيحي ما يسمى «ذكر الموت»، إذ يضع المسيحي نصب عينيه إمكانية مغادرة العالم في أية لحظة، الأمر الذي يدفعه إلى التوبة الدائمة ونبذ الماديات الفانية، وكنز الكنوز السماوية".
أضاف: "أين المسؤولون من هذه الأفكار الإلهية؟ كل منهم يظن أنه خالد، فيوسع أهراءه، ويخزن فيها ما وهبه إياه الله لمساعدة الآخرين. بلدنا انهار، وذوو السلطة والنفوذ ما زالوا على ترفهم، وبطشهم، وطمعهم بخيرات البلد وأموال الشعب، لذا لا نرى جدية في العمل على حلول ناجعة تنهض بالبلد وأبنائه. الإصلاح الموعود تعثر لسبب نجهله، مسيرة النهوض توقفت، أموال الناس تبخرت، حتى تحقيق المرفأ عثر وصرف النظر عنه. لقد عجزوا عن انتخاب رئيس، والبلد يدار من حكومة تصريف أعمال تكبلها ارتباطات أعضائها أو مصالحهم، ومجلس النواب لا يعمل، لا ينتخب ولا يشرع ولا يراقب ويحاسب، والشغور يكاد يعم معظم الإدارات العامة شبه المقفلة. والأخطر عدم احترام الدستور وتفسيره بما يناسب المصالح. إن الإستهانة بالموقع الأول في البلد يؤثر على الحياة الوطنية بأسرها، على وحدة البلاد ودورها، وعلى أداء المؤسسات وملء الشغور فيها. ألم يحن الوقت بعد لتخطي الأنا والإلتفات للمصلحة العامة، خاصة في هذا الظرف؟ الله فطرنا على الحب، فلا نشوهن ما خلقه الله أكثر فأكثر".
وختم: "دعوتنا اليوم أن نرمي عن نفوسنا وقلوبنا وشاح الأنا والطمع، وأن نلبس لباس المحبة الذي توشحنا به في المعمودية. وليكن هدفنا الملكوت السماوي حيث الغنى الحقيقي، عوض تكبيل أنفسنا بغلات تسرق وتتلف ونموت قبل الاستفادة منها. كذلك نرفع الصلاة من أجل المعذبين والمقهورين في غزة حيث حتى الحجر يئن، ونسأل الله أن يرفع عنهم الظلم، وأن يدرك العالم أن ما يجري هناك جريمة بشعة، لكن الأبشع هو سكوت العالم وعجزه عن وقف المجزرة. حمى الله الأطفال والأبرياء وحمى لبنان من كل شر".