تقرير أسبوعي دولي - 185-2023

تقرير أسبوعي دولي - 185-2023
الأحد 26 نوفمبر, 2023

 

رقم 185/2023

20-26 تشرين الثاني /2023

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

 

ثلاثة عشر شهرا ولبنان بلا رئيس للجمهورية.

ثلاثة عشر شهرا ولبنان بحكومة تصريف أعمال لا تقوم حتى بتصريف الأعمال بسبب الخلافات الداخلية.

ثلاثة عشر شهرا ومجلس النواب، الذي أصبح بمواد الدستور هيئة ناخبة، لا يقوم بعمله بسبب مصادرة القرار السيادي لهذا المجلس من قبل "ذراع الاحتلال"، ويتلهى أعضاؤه أو باعتصامات داخل قاعاته أو بجلسات انتخاب لجان. 

ثلاثة عشر شهرا والقوى السياسية مشغولة بيومياتها.

ثلاثة عشر شهرا ، كانت مليئة بالنداءات والمطالبات اللبنانية المدنية والروحية، للخروج من الفراغ المميت، كما كانت مليئة بالمناشدات الدولية والزيارات والمشاورات للهدف نفسه.

واليوم، ومع هيمنة شبح الحرب على لبنان، لا وجود لهذه الحكومة ولا لمجلس النواب ولا للقوى السياسية ولا حتى للإرادة العربية والدولية، فقط حزب الله، ذراع الاحتلال الايراني، الذي يقرّر مصير اللبنانيين.

واليوم أيضا، وبعد اعتراف رئيس السلطة التنفيذية، بمصادرة قرار السلم والحرب من قبل حزب الله، علانية، يصل إلى عاصمة لبنان، مرة جديدة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان ليتكلم باسم حزب الله وباسم الجمهورية اللبنانية واللبنانيين، ولا يوجد من يسأل ما هو دور هذا الوزير؟!

 

إن القوى السياسية في لبنان مطابة اليوم بوضع حدّ لهذا الفراغ، لأن الخطر الذي يتهدّد لبنان وجوديّ، ولا يمكن في لحظة تاريخية يتحدّد فيها النفوذ الاقليمي والدولي في المنطقة أن يغيب لبنان عن هذه الساحة.

غير مسموح لهذه القوى أن تتخلى عن تاريخ الجمهورية اللبنانية التي مرّ على نشأتها مئة عام لأي سبب.

كما أنه غير مسموح للقوى المدنية أيضا أن تكون غائبة عن تحديد مصير البلد.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في ملف الأزمة السياسية المتواصلة، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي وسفارات الدول الأعضاء الممثلة في لبنان، في بيان بمناسبة العيد الثمانين لاستقلال لبنان، عن صداقتها ودعمها للبنان وشعبه، وقالت انه يتم إحياء ذكرى الاستقلال هذه السنة في ظروف إقليمية صعبة. وحثّ الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف الفاعلة على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد. في هذه الفترة الحرجة، شجّع الاتحاد صانعي القرار اللبنانيين على وضع خلافاتهم جانباً واتخاذ قرارات طال انتظارها تتضمن انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة مكتملة الصلاحيات، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الكلية والمالية الضرورية. كما أضافت إنّ القيادة الحاسمة ضرورية أكثر من أي وقت مضى. ويقف الاتحاد الأوروبي بثبات إلى جانب لبنان ومواطنيه في تطلعاتهم لمستقبل أكثر إشراقاً. إنّ وقت العمل هو الآن.

في الملف الأمني، ومع التصعيد اللافت على الحدود الجنوبية مع اسرائيل ومن الجانبين، وبعد استهداف اسرائيل المركز لمجموعات من مقاتلي حزب الله كما مجموعات تابعة له، حيث أفيد عن سقوط قتلى من جنسيات تركية ولبنانية من مدينة طرابلس، كما تم استهداف مجموعة من قوات "النخبة" لحزب الله وكان من بينها نجل النائب محمد رعد. وردا على هذه الاستهدافات اعلن الجيش الاسرائيلي انه خلال هذه الايام تعرضت منطقة شمال الجليل لأكبر عدد من الصواريخ من الجانب اللبناني، كما اعترفت اسرائيل بسقوط قتلى من جيشها. وتفيد المعلومات في هذا السياق ان عدد قتلى حزب الله قد تخطى المئة.

وعلى هذا الصعيد شدد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، على الحاجة إلى تفكير متعمق في قواعد الاشتباك الخاصة بقوات اليونيفيل في لبنان، وقال، في تصريحات تلفزيونية، انه سيتواجد في الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة المقبلة وفي الأمم المتحدة يوم الاثنين (المقبل)، للحديث عن مستقبل مهمة اليونيفيل في لبنان والمشاكل المتعلقة بقواعد الاشتباك، وانه يجب إجراء تفكير متعمق لتقييم ما إذا كانت متوافقة بالفعل مع المخاطر والأوقات التي نعيش فيها. كما لفت إلى أنه إذا ارتُكِب خطأ، فهذا تهيئة الظروف لانفجار الوضع، وإن التصعيد الذي يشمل دخول لبنان، وربما سوريا، إلى الصراع هو ما يتم العمل عليه لتجنبه. وهذا يتطلب عدم ارتكاب الأخطاء. وأضاف انه كان لديه بعض الشكوك حول هذه الآفة، وتحدث عنها مع زملائه الألمان والفرنسيين والإسبان، وعلى الجميع أن يطلبوا من أنفسهم تحقيق الاستقرار في المنطقة التي إذا انفجرت أكثر من ذلك من شأنها أن تخلق مشاكل لمنطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها وما وراءها.

وبعد انطلاق الهدنة الانسانية لأربعة أيام بدءا من صباح الجمعة بين اسرائيل وحماس، والهدوء الحذر الذي استمر طوال اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت عن  إسقاط  صاروخ أرض-جو أطلق من لبنان باتجاه طائرة مسيرة إسرائيلية، مشيرا ان طائراته المقاتلة قصفت بنى تحتية لـحزب الله رداً على عملية الإطلاق.

ويوم السبت، تعرضت دورية تابعة للقوات الدولية لنيران اسرائيلية في محيط بلدة عيترون، دون ان يصاب أحد من الجنود في حيت تضررت مركبتهم، وقد واشار الناطق الرسمي باسم" اليونيفيل" الى إن هذا الهجوم على قوات حفظ السلام، التي تعمل بجهد للحد من التوترات واستعادة الاستقرار في جنوب لبنان، أمر مثير للقلق العميق، مدينا هذا العمل ومؤكدا على مسؤولية الأطراف في حماية قوات حفظ السلام، ومنع المخاطر غير الضرورية عن أولئك الذين يسعون إلى تحقيق الاستقرار.

 

في مواقف حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، وفي ظل المعلومات المتداولة على صفقة الاسرى بين اسرائيل وحماس وهدنة محتملة، استقبل الامين العام ل"حزب الله" مسؤول العلاقات العربية والاسلامية نائب ‏رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية بحضور القيادي في الحركة اسامة ‏حمدان، وجرى استعراض الأحداث الأخيرة منذ 7 تشرين الأول وتقييم المواقف والتطورات ‏والاحتمالات القائمة على جميع جبهات المقاومة وخصوصاً في قطاع غزة، وجرى التأكيد على أهمية ‏مواصلة العمل والتنسيق الدائم مع الثبات والصمود من أجل تحقيق الانتصار الموعود!

وفي يوم ذكرى استقلال لبنان الثمانين، وتأكيدا على كلام المسؤولين الايرانيين عن وضع يدهم على القرار الوطني في بيروت، وفي ضوء الاعلان عن هدنة بين اسرائيل وحماس وصفقة لتبادل الأسرى ولوضع  الحزب والفاصائل الفلسطينية في التفاصيل اللازمة، وصل الاربعاء الى مطار بيروت وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، حيث استقبله لدى وصوله عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" خليل حمدان ممثلا الرئيس نبيه بري ومديرة المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفيرة عبير العلي والسفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني والنائبان ابراهيم الموسوي وأمين شري عن كتلة "الوفاء والمقاومة" والدكتور صلاح فحص ممثل حركة "أمل" في إيران وعضو هيئة الرئاسة في الحركة طلال حاطوم وممثل حركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي ومحفوظ منور عن الجهاد الاسلامي. في حين أعلن عبد اللهيان انه في بيروت لإجراء المشاورات مع المسوؤلين اللبنانيين في ما خص تحقيق أمن الأقصى في المنطقة، وانه سمع من قادة المقاومة في المنطقة أن الأيادي ستكون على الزناد حتى استيفاء كل حقوق الفلسطينيين!! وخلال لقائاته، نقل عبداللهيان موقف بلاده التي ترى أنّ التهدئة الموقتة ليست كافية، لافتاً إلى أنّ وقف إطلاق النار من شأنه أن يمنع تمدّد الحرب إلى جبهات ثانية، متحدثاً عن وجود جبهات جديدة لا تزال غير معلومة سيتمّ تحريكها إذا رفض الطرف الثاني لجم هذه الحرب ومنع تمدّدها، لكن الاجتماعات الأهم كانت تلك التي جمعت كبير الديبلوماسيين الإيرانيين بالقوى الفلسطينية أي "حماس" و"الجهاد" سواء في لبنان أم في الدوحة التي انتقل إليها من لبنان مباشرة، وغرض هذه اللقاءات تأكيد إيران على دعم المقاومة وتظهير متانة العلاقة ووحدة الصف!

وتحدثت المصادر عن أفكار تناهت إلى مسامع الإيرانيين كمسألة إدخال قوات فصل أو إعادة إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة، وقد اعتبرتها إيران طروحات غير قابلة للتطبيق، وهي حكماً ستمنع أن تعطي الإسرائيلي في السياسة ما فشلت في أخذه بالعسكر! وقد وضع عبد اللهيان القوى الفلسطينية والدولة اللبنانية بصورة هذه الطروحات غير المنطقية، وأعاد التأكيد أنّ بلاده لا تقبل أن تُفرض على الفلسطيني وعلى أهالي غزة حلول من الخارج. وفي التعاطي الإيراني، كما في تعاطي الغرب، فإنّ لبنان هو البوابة التي تطلق منها الرسائل الى الطرف الآخر، وعلى هذا الأساس وجّه وزير خارجية إيران أكثر من رسالة لأميركا التي يعتبرها الراعي الرسمي للحرب الإسرائيلية على غزة، وبالتالي فاذا كان الطرف الأميركي يريد منع تمدّد الحرب يجب تحويل الهدنة إلى وقف لإطلاق النار. وفيما يتعلق بالجبهة الجنوبية بالتحديد شدّد الموفد الإيراني على ان التطورات مرتبطة بالسلوك الإسرائيلي، وطالما أنّه مردوع فلن يتم تحريك الجبهة، وإذا حصل العكس فيعني فتح الجبهة من بابها الواسع!!

إلى ذلك، شدد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، على أن منطق حركة حماس هو الذي يسري اليوم، حيث ان الصفقة تعني عدم إخراج الأسرى الصهاينة إلا بالمقابل أو بما ترى المقاومة أن تخرجه كبعض العجزة والمرضى الذين أخرجوهم، وبالتالي، فإن المقاومة هي التي تقرر كيف ومتى، وليس نتنياهو والأميركي! وأضاف ان حزب الله حرّك قدراته بالمقدار المطلوب، ولم يستخدمها كلها في المعركة، وما شهده العالم ولبنان في المنطقة على مستوى المواجهة عند الحدود مع فلسطين المحتلة، هو بعض من ما تم تجهيزه بعد حرب تموز 2006!

في السياق، رأى معاون رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" حسين زعيتر، أن ما حصل في غزة من قبل جيش العدو الاسرائيلي من إجرام و مجازر وحشية كان يهدف للقضاء على المقاومة، وهو في الواقع عاجز عن صنع انتصار واحد، وأضاف ان إسرائيل سقطت كما قال سيد شهداء المقاومة (نصرالله) ونحن في أقرب مرحلة لنصر عزيز على أيدي المجاهدين، وإننا نعرف ما يحصل في فلسطين، فالجيش الإسرائيلي فشل ولم يستطع التقدم للحسم العسكري! كما أشار إلى أن "السرايا اللبنانية" جزء لا يتجزأ من مشروع المقاومة على امتداد الساحات، وشعارها السرايا اللبنانية ماضية على طريق القدس، وهي على جهوزية تامة.

يشار إلى ان سرايا المقاومة هي مجموعات عسكرية ينظمها حزب الله في كافة المناطق اللبنانية، حيث يجند شبابا من طوائف غير الطائفة الشيعية، دعما لمشروعه وتمددا في كافة المناطق اللبنانية.

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: سيعود "حزب الله" من مواجهات الجنوب إما مدعياً الانتصار ويريد تثميره في الداخل اللبناني غلبة فوق غلبة، وإما جثة سياسية ستخلق إرباكا سياسيا فوق الإرباكات كافة التي يتخبط فيها لبنان، وفي الحالين نحن مقبلون على وضع معقد وخطير تتطلب مواجهته أعلى درجات اليقظة السياسية والتضامن الداخلي، وبذلك يضرب "حزب الله" مرة جديدة مبدأ الشراكة بين اللبنانيين، إذ كيف يمكن أن يدعي الحرص على المصلحة الوطنية بينما يضع نفسه فوق الدستور وفوق القرارات الدولية والعربية ذات الصلة. إن اللقاء يؤكد أن لا شراكة حقيقية في البلد خارج الدستور والقرارات الدولية والعربية ذات الصلة، لأنها جميعاً تشكل الضمانة لعيش اللبنانيين مع بعضهم البعض في دولة واحدة. وحث كل القوى الحية والضنينة بمصلحة لبنان على وعي دقة المرحلة وخطورتها والاستعداد لمواجهة تحدياتها بأعلى درجة من الوحدة الداخلية - اعتبر أن القرار 1701 سقط عملياً بقرار من "حزب الله" أولاً ومن إسرائيل ثانياً، المطلوب 1701 فعّال ونرفض 1701 شكلي، خاصةً بعد إطلاق المتّهم بقتل الجندي الإيرلندي من قبل المحكمة العسكرية التي تحوّلت إلى محكمة مطبوعات - تأتي ذكرى استشهاد الشيخ بيار أمين الجميل هذه السنة لتؤكد أننا نحيا على طريق الوحدة الداخلية اللبنانية، وهي أصعب الطرق إنما أسماها، كما يأتي يوم اسقلال لبنان هذا العام، في 22 تشرين الثاني، لتذكيرنا أننا لا نزال تحت الاحتلال الايراني. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • تكتل لبنان القوي - التيار العوني: دان جرائم الحرب الاسرائيلية التي تستهدف المدنيين العزل من أطفال ونساء كما حصل اليوم في جنوب لبنان واعتبر ان تكرار استهداف المدنيين يؤشّر الى محاولةٍ لجرّ لبنان الى الحرب لأهداف لم تعد خافية على احد، وجدّد موقفه الداعم لحق لبنان في الردّ على اي عدوان من دون اي تورّط في اي حرب لا علاقة مباشرة للبنان بها - لا يرى اي موجب للتهويل ولا اي مبرّر لمخالفة القوانين، فلا وجود للفراغ في موقع قائد الجيش بحكم ما يُعرف بإمرة الأعلى رتبة وهذا متوفّر وهو تلقائي، معتبرا ان مروحة الحلول واسعة وتشمل اضافةً الى ما سبق، امكانية تكليف وزير الدفاع لضابط يختاره هو بعد التشاور للتعيين بالوكالة او اي اجراء دستوري وقانوني يتم اتخاذه بحسب الأصول! (ملحق رقم 2*- بيان)
  • كتلة الوفاء للمقاومة - حزب الله: اكدت أن العدوان الصهيوني المتوحش على غزّة وأهلها، جريمة إبادة جماعيّة موصوفة، تستدعي ملاحقة دولية وعامة للكيان الصهيوني ولأجهزته كافّة، كما تستدعي تحركاً فورياً سريعاً لتعليق عضويته في الأمم المتحدة وصولاً إلى إسقاط شرعيّته المزعومة وطرده منها، وتؤكد أن خيار المقاومة لتحرير الأرض المحتلة والدفاع عن الوجود والوطن هو حق طبيعي للشعوب. لا يجوز التنكّر له ولا المساس به. و تؤكد الكتلة موقفها الداعي إلى وجوب الإسراع في ملء الشغور الرئاسي، وتدارك الشغور المرتقب في موقع قيادة الجيش واعتماد الآلية الأنسب قانوناً وواقعاً لتقرير العمل بموجبها. والكتلة منفتحة للتوافق على أيٍّ من الخيارات المتاحة. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • البطريرك بشارة الراعي: لا نقبل، أيّها المسؤولون السياسيّون، أكنتم في الحكم أم خارجه، بأن تتمادوا بانتزاع الرجاء من نفوس الشباب، ومن قلوب قوانا الحيّة، وإقحامهم على الهجرة كأنّكم تتفادون قيادتهم الرشيدة في المستقبل - لا نقبل بمواصلة انتهاك الدستور وتحديدًا المادة 49، على حساب قيام الدولة والمؤسّسات، وأنتم لا تنتخبون عمدًا رئيسًا للجمهوريّة منذ سنة وشهر، والأوضاع الإقليميّة الدقيقة للغاية تفرض وجود حماية للدولة، والرياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة! فلا نقبل برهن انتخاب الرئيس لشخص أو لمشروع أو لغاية مرتبطة بالنفوذ . لا نقبل بحرمان الدولة من رأسها، ولا بنتائج الحرمان - لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش واستقراره والثقة بنفسه وبقيادته، لا سيما والبلاد وأمنها على فوّهة بركان. ينصّ الدستور في المادّة 49 على أنّ "رئيس الجمهوريّة هو القائد الأعلى للقوّات المسلّحة". فكيف يجتهد المجتهدون لتعيين قائد للجيش وفرضه على الرئيس العتيد؟ اذهبوا فورًا إلى الأسهل وفقًا للدستور، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، فتنحلّ جميع مشاكلكم السياسيّة، وتسلم جميع مؤسّسات الدولة. (ملحق رقم 4*- العظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة: مرة أخرى يحل عيد الإستقلال فيما البلد بلا رأس، وهو يتخبط في مشاكل لم يجد المعنيون لها حلولا منذ سنوات، أضيف عليها شبح الحرب التي لا طاقة للبنان على تحملها في ظل تداعي الدولة وانهيار الإقتصاد، ولا يريدها معظم اللبنانيين الذين عانوا من ويلات الحروب ودفعوا أثمانا باهظة من حياتهم وممتلكاتهم ومستقبل وطنهم، ولا يريدون أية مقامرة بمصيرهم بل يتطلعون إلى اليوم الذي ينتخب فيه رئيس للبلاد تبدأ معه مسيرة نهوض البلد من كبوته التي طالت، وتبدأ عملية إصلاح شامل تقضي على الفساد والتطاول على السيادة والدستور، واستباحة الحدود، وكبح الحريات واستغلال القضاء، وتحصر قرارات الدولة في يد الدولة، وتعيد للمواطن كرامته وللدولة هيبتها وللقانون سيادته. عندها فقط يعود للإستقلال معناه ويشعر اللبنانيون أنهم يمسكون مصيرهم بيدهم لأن دولتهم، بكافة عناصرها، هي الحاكم الوحيد، والناطق الوحيد باسمهم، والراسم الوحيد للسياسة الداخلية والخارجية - لا بد من التشديد على أهمية دور جيشنا، وضرورة الالتفاف حوله، وعدم العبث بكل ما يتعلق به كونه المدماك الأخير الصامد. كما لا بد من التشديد على وعي المواطنين وواجبهم في محاسبة ممثليهم كي يقوموا بالدور الذي انتخبوا من أجل القيام به. (ملحق رقم 5*- العظة)

 

  1. في الشأن السوري

ذكر التلفزيون الرسمي السوري، يوم الأربعاء، أن أنظمة الدفاع الجوي السورية أسقطت أحد صاروخين أطلقتهما إسرائيل من اتجاه الجولان السوري واستهدفا بعض النقاط في محيط مدينة دمشق. فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن انفجارات عنيفة دوت في محيط السيدة زينب، سمع صداها في أرجاء المنطقة، نتيجة تنفيذ الطيران الإسرائيلي غارات جديدة استهدفت مناطق تتواجد فيها مقرات ومواقع عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني.

ووفق المعلومات الميدانية، فقد استهدفت الضربات الاسرائيلية فندقا في محيط السيدة زينب تواجد فيه عددا كبيرا من المقاتلين الموالين لايران، بالاضافة الى مقاتلين من حزب الله اللبناني وميليشيلا ابو الفضل العباس العراقية، كما اكدت المصادر عن سقوط قتلى وجرحى بنتيجة الغارات.

يأتي هذا فيما تشير المعلومات انه لا يزال مطارا دمشق وحلب خارج الخدمة جراء ضربات إسرائيلية متزامنة استهدفتهما قبل شهر، في فترة إغلاق هي الأطول منذ اندلاع النزاع عام 2011، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويوم الأحد، أفادت وسائل إعلام سورية بدوي صوت انفجار ضخم في العاصمة السورية دمشق، فيما أشارت إلى تصاعد الدخان في محيط منطقتيّ المزة والمعضمية عقب دوي الانفجارات. هذا وتحدثت مصادر محلية عن استهداف مطار دمشق الدولي بقصف إسرائيلي. بدوره، أفاد المرصد السوري، بسماع دوي انفجاران على الأقل على مواقع في العاصمة دمشق، مشيرا إلي أن المواقع المستهدفة في دمشق تنتشر فيها ميليشيات إيرانية.

في سياق متصل، وبعد ساعات من تعهدها بشن مزيد من الهجمات على القوات الأميركية، أعلنت فصائل مسلحة عراقية، يوم الخميس، أنها قصفت القاعدة الأميركية في حقل كونيكو النفطي في سوريا بالصواريخ، قائلة إنها أصابت أهدافها بشكل مباشر. وذكرت الفصائل، المنتمية لما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيان أن القصف الذي استهدف القاعدة الكائنة في ريف دير الزور يأتي ردا على الضربات الإسرائيلية في غزة والتي تخلّف مئات الضحايا.

 

  1. في الشأن الليبي

حذرت الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان من إشعال فتيل أزمة أمنية وسياسية في غرب البلاد، في ظل توتر العلاقات بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وأمازيغ ليبيا بشأن بعض التطورات الأمنية.

وتشن قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية منذ أشهر عملية عسكرية في غرب ليبيا تقول إنها تستهدف مهربين هناك. وقد حذر بيان للمجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا من أي تحرك عسكري يجر المنطقة الغربية، خاصة بالقرب من مدينة زوارة، لأحداث لا يمكن توقع نتائجها. وأكد المجلس على لسان رئيسه، عدم مشاركة مكون الأمازيغ أو تمثيلهم في "غرفة العمليات الأمنية المشتركة" التي تعمل على حماية الغرب، والذي جاء بعد تهميش متعمد لهم في الدولة عسكريًّا وأمنيًّا وسياسيًّا، وفق البيان.

ودعت الحكومة المكلفة من البرلمان قائد الجيش الوطني الليبي لاتخاذ ما يلزم لحماية المدن بغرب البلاد من أي هجوم وانتقدت ما وصفته بتحيز البعثة الأممية في ليبيا وغض الطرف عن جرائم الحكومة المقالة، في إشارة إلى حكومة الدبيبة.

جاء التحذير، بعد قرار الدبيبة قبل أيام، تشكيل غرفة أمنية مشتركة وتكليفها بالسيطرة على المعبر الخاضع لسيطرة قوات أمنية من مكوّن الأمازيغ تابعة لمدينة زوارة الواقعة غرب الساحل الليبي. وقالت حكومة الدبيبة، إنّ مهمّة غرفة العمليات المشتركة تتمثل في الدفاع عن المنطقة الغربية والجنوب الغربي ومكافحة التهريب وفرض الأمن، ومواجهة وردع المجموعات الخارجة عن القانون والمعتدين على مدينة غريان، نافية نيتّها استهداف الأمازيغ.

وتحسبّا لاندلاع نزاع مسلّح، أمر المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش، كافة الوحدات العسكرية بعدم القيام بأي تحركات عسكرية مهما كانت الأسباب إلا بعد الحصول على إذن مسبق. ونبه الرئاسي كافة آمري الوحدات العسكرية إلى ضرورة التقيد بالتعليمات وعودة الآليات والأسلحة والأفراد إلى معسكراتهم، كما أمر المجلس رئاسة الأركان العامة وإدارة الاستخبارات العسكرية بالإبلاغ عن أية وحدة عسكرية مخالفة لهذه التعليمات لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدّها.

ويقدم التوّتر الأمني الحاصل في غرب ليبيا، دليلا حيّا على وجود علامات للتصعيد المسلّح في أيّ وقت ممكن بين الفصائل المتنافسة، في ظلّ استمرار حالة الجمود السياسي وتعثّر الوصول إلى حلّ ينهي أزمة البلاد. ولم يتوصل قادة ليبيا إلى تفاهمات تؤدي إلى إجراء الانتخابات، بسبب خلافات حول القواعد الدستورية التي تنظم العملية الانتخابية وأساسا شروط الترشح للرئاسة.

من جانب آخر، عقدت جمعية رجال الأعمال المصريين اجتماعا موسعا مع وفد مجلس أصحاب الأعمال الليبي لبحث فرص التعاون الاستثماري والتجاري المشترك وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية في إعمار ليبيا والتي تقدر المرحلة الأولى منها بإجمالي استثمارات 120 مليار دولار. وذكرت الجمعية، في بيان، أن الوفد الليبي اقترح تشكيل لجنة مشتركة بين المجلس وجمعية رجال الأعمال المصريين كما وجه الدعوة للجمعية لتنظيم رحلة عمل إلى ليبيا خلال الفترة القادمة للتعرف على فرص التبادل التجاري وزيادة حركة الاستثمار بين مصر وليبيا. كما قدم وفد مجلس أصحاب الأعمال الليبي مقترحا بإنشاء مصرف ليبي مصري مشترك وإنشاء منطقة حرة لوجستية بالقرب من منفذ السلوم الحدودي وتفعيل الاتفاقيات التجارية الموقعة بين ليبيا ومصر وحل مشاكل انتقال الأفراد والأموال بين الجانبين.

في سياق منفصل، قرّر البرلمان الليبي مساءلة الحكومة المكلفة في الشرق بشأن إعادة إعمار درنة والمدن المتضررة من الفيضانات والسيول، والتي تسير ببطء وتشهد انقسامات وخلافات بشأنها. واستدعى البرلمان أعضاءه لجلسة برلمانية يوم الاثنين المقبل في مقره بمدينة بنغازي، للنقاش بشأن تقدم مشاريع إعادة بناء المدن المتضررة والاستماع إلى برامج الحكومة في هذا الملف، إلى جانب التباحث حول المستجدات السياسية بالبلاد. وبعد مرور أكثر من شهرين على الفيضانات المدمرّة التي شهدتها مناطق شرق ليبيا خاصة مدينة درنة التي انهارت بنيتها التحتية، لا تزال هذه المدن تعاني من تداعيات الكارثة، رغم وعود الحكومتين بإعادة البناء وتقديم المساعدات الإنسانية وتحسين الخدمات الأساسية، وهو ما أدّى إلى تململ السكان المحليين من بطء إجراءات التنفيذ، وزاد من الانتقادات الموجهة للسلطات.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

في ملف صفقة تبادل الرهائن، أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية أن الهدنة في قطاع غزة ستبدأ الجمعة الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي، مشيرا الى أن الاتصالات انتهت مع جميع الأطراف والوسطاء وتم تسليم قوائم بأسماء من سيفرج عنهم. وكشف أنه سيتم تسليم الدفعة الأولى من الرهائن المدنيين عصر يوم الجمعة، لافتا الى أن الدفعة الأولى من الرهائن الذين سيفرج عنهم تضم 13 من النساء والأطفال. كما أوضح أنه سيتم الإفراج عن 50 من الرهائن مقسمين على 4 أيام، ومشيرا الى أنه في أيام الهدنة الأربعة سيتم جمع المعلومات عن بقية الرهائن. وأمِل أن تقود هذه الهدنة الإنسانية لبدء عمل أكبر لتحقيق هدنة دائمة وسلام دائم، مضيفا انهم يتوقعون الطرفين الالتزام ببنود الاتفاق.

وقد استمر القصف الاسرائيلي على القطاع، مترافقا مع عمليات أمنية في الضفة خلال المفاوضات على الهدنة.

يشار إلى أن سلطات الجيش الإسرائيلي وضعت شروطا على الأسرى والأسيرات الذين سيفرج عنهم وهي، ممنوع الظهور للصحافة او اي تصريح صحفي سواء للأسير او احد اقاربه، ممنوع التجمع عند أهل الأسير، ممنوع توزيع الحلويات والاحتفالات بجميع مظاهرها، كما وُضعت كفالة في حالة كسر الشروط بمبلغ 70 ألف شيكل.

من جانبه، كشف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، انه في إطار اتفاق الهدنة سيتم يوميا دخول 130 ألف لتر سولار وأربع شاحنات من الغاز من مصر، كذلك سيبدأ تدفق المساعدات الإنسانية، حيث سيتم يوميا إدخال 200 شاحنة، محملة بالمواد الغذائية والأدوية والمياه وذلك للمرة الأولى منذ خمسين يوما. وبالتزامن، ستواصل مصر استقبالها لمجموعات من الجرحى والأطفال المصابين من أبناء غزة، لعلاجهم كما سيتم استقبال الراغبين من الأجانب ومزدوجي الجنسية المحتجزين بقطاع غزة، وتسهيل سفرهم للدول التي يحملون جنسياتها. وللمرة الأولى منذ بدء النزاع، سيتم السماح من الجانب المصري ببدء دخول العالقين الفلسطينيين بالبلاد، إلى قطاع غزة بناء على رغبتهم.

يشار إلى أن الطيران الإسرائيلي سيوقف تحليقه فوق غزة لـ6 ساعات يوميا خلال الهدنة، اعتبارا من 10 صباحا.

وفي آخر إحصاء، أعلنت حكومة حركة حماس، الخميس، ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 من أكتوبر، ليصل إلى 14854 شخصا، وإصابة 36 ألف شخص.

في السياق، بدأ المستشفى الميداني الإماراتي، في الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح مع بدء سريان الهدنة الإنسانية، وأفادت مصادر ميدانية بأن المستشفى الإماراتي يتوقع أن يتم افتتاحه في رفح الفلسطينية في غضون أسبوع، وسيتم نقله على 3 مراحل في غضون الأيام القليلة القادمة، كما أشارت إلى أن هناك فريقا طبيا إماراتيا سيتولى الإشراف على المستشفى الميداني.

بالتزامن مع الهدنة في غزة، خيم هدوء في المنطقة الحدودية من جنوب لبنان، حسبما أفادت مصادر إعلامية ورسمية، قال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) أندريا تيننتي، إن الوضع هادئ حتى الآن من دون وقوع تبادل لإطلاق النار.

في سياق منفصل وفي الملف الاقتصادي، أصدر كبير الاقتصاديين بوزارة المالية الإسرائيلية، شموئيل أبرامسون، تقريرا أفاد فيه أن تقديرات نمو الناتج المحلي الإجمالي قد تتراجع بمقدار 1.4 بالمئة لتستقر عند 2 بالمئة في 2023، وذلك جراء الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ 49 يوما. وذكر أبرامسون في مراجعة اقتصادية صدرت مساء الخميس، أن أرقام النمو المتوقعة خلال العام الجاري، تعني دخول اقتصاد إسرائيل في حالة ركود، مع الأخذ في الاعتبار النمو السكاني البالغ 2 بالمئة سنويا. وفي السيناريو الأساسي الذي تستند إليه التوقعات، سينمو الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 1.6 بالمئة عام 2024؛ ويفترض هذا السيناريو أن الحرب ستستمر حتى الربع الأول من 2024، وعلى أساس "سيناريو التعافي السريع"، سيكون النمو العام المقبل 2.2 بالمئة، بينما على أساس "سيناريو التعافي البطيء" سيكون 0.2 بالمئة.

وفي الملف العسكري، كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ان قوات الجيش ستتموضع في المناطق غير المكتظة بالسكان وستستمر في التحركات الإدارية واللوجستية على محور نيتساريم والطريق الساحلي، ولن يُسمح بأي شكل من الأشكال بتنقل السكان من جنوب القطاع إلى شماله وإنما من الشمال إلى الجنوب فقط، كما لن يُسمح بالتنقل غير المنسق للشاحنات من جنوب القطاع إلى شماله.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن الهدنة الحالية مع حركة حماس في قطاع غزة ما هي إلا توقف قصير ومؤقت ستستأنف إسرائيل بعده العمليات بكامل قوتها العسكرية، وقال في تصريحات لنظيرة الإيطالي الذي يزور تل أبيب، ان الجيش الاسرائيلي لن يتوقف إلا حين يحقق أهدافه: تدمير حماس وإعادة الرهائن من غزة لإسرائيل.

ويوم الأحد، أعلنت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، عن مقتل أربعة من قادتها هم، أحمد الغندور (أبو أنس)، عضو المجلس العسكري وقائد لواء الشمال، وائل رجب، رأفت سلمان، أيمن صيام.

على صعيد آخر، استدعت إسرائيل سفيري إسبانيا وبلجيكا بسبب تصريحات أدلى بها رئيسا وزراء بلديهما في مؤتمر صحافي أمام معبر رفح على حدود غزة. وكان رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، قد طالب إسرائيل بالتوقف عن قتل المدنيين في قطاع غزة، مشددا على أن تدمير القطاع أمر غير مقبول، ومضيفا أن على حماس أن تبذل كل الجهود لإطلاق سراح كافة الأسرى. كما لفت إلى ضرورة أن يتحول وقف إطلاق النار المؤقت في غزة إلى وقف دائم. بدوره، قال رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، إن وقف إطلاق النار الحالي في غزة ليس كافيا، مؤكدا الحاجة لوقف دائم لإطلاق النار، كما أضاف أن إسبانيا قد تتخذ قرارها الخاص بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية إذا لم يفعل الاتحاد الأوروبي ذلك. وكان دي كرو وسانشيز قد وصلا إلى معبر رفح بعد انتقالهما من مطار العريش إلي المعبر لإيصال المساعدات الطبية والغذائية إلى القطاع.

 

  1. 5. في الشأن العراقي

في الوضع الأمني، قُتل 8 مقاتلين على الأقل في العراق، في ضربات أميركية نفذت، فجر الأربعاء، وفق حصيلة جديدة قدّمتها كتائب حزب الله، وهي مجموعة مسلحة موالية لإيران، وأحد فصائل الحشد الشعبي استهدفتها هذه التفجيرات. وقالت المجموعة في بيان، إن جريمة القصف الأميركي لمقرات الحشد ما مرت ولن تمر دون عقاب، وهو ما يستدعي توسيع دائرة الأهداف إذا ما استمر العدو بنهجه الإجرامي! فيما اعتبرت الحكومة العراقية أن الضربات الأميركية انتهاك واضح لمهمة التحالف المناهض لتنظيم داعش بالعراق. وكان الجيش الأميركي قد أفاد إن الولايات المتحدة شنت ضربات منفصلة ودقيقة على منشأتين في العراق، وذلك ردا مباشرا على الهجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف من قبل إيران والجماعات المدعومة منها.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت قناة السومرية العراقية إن قوات الحشد الشعبي أطلقت النار على طائرة مسيرة حلقت فوق مبنى لها داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد. كما استهدفت فصائل عراقية، قاعدة عين الأسد الأميركية بغرب العراق، ردا على الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة، حسب ما أعلنته في بيان.

قالت جماعة حزب الله في العراق الخميس، إنها استهدفت قاعدة للجيش الأميركي في مطار أربيل شمال العراق بطائرة مسيرة. وأكد المتحدث باسمها مواصلة استهداف القوات الأميركية وتوسيع نطاقه وربما استخدام أسلحة جديدة، مضيفا، أن الفصائل باتت في مواجهة مفتوحة مع القوات الأميركية منذ غزو العراق عام 2003. كما أوضح  أن المنطقة التى استهدفتها واشنطن هي منطقة تنتشر فيها القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة الاتحادية وألوية الحشد الشعبي، وبالتالي لا يمكن تصنيفها أنها تابعة لجهة دون أخرى، معتبرا أن القوات الأميركية تتواجد بشكل عسكري وتمارس نشاطات عسكرية على الأرض العراقية لصالح فرض إرادتها على الواقع السياسي والأمني والعسكري العراقي.

في السياق، أكد وزير الداخلية العراقي أن بلاده نجحت في إفشال هجمات تستهدف قواعد عسكرية بها مستشارو التحالف، وأضاف السبت، أن القوات العراقية ضبطت منصات إطلاق الصواريخ استهدفت القواعد العسكرية، معلنا التزام بغداد الكامل بحماية البعثات الدبلوماسية، كاشفا أن قواته تسيطر على كافة المناطق لمنع انطلاق أي هجمات على دول الجوار، وقد وُجّهت بملاحقة منفذي الهجمات. كما أكد من جانب آخر، نشر قوات الحدود في مناطق مهمة على الحدود مع إيران.

 

  1. 6. في الشأن اليمني

نشرت جماعة الحوثي، يوم الاثنين، مقطعا مصورا يظهر استخدام طائرة هليكوبتر في السيطرة على سفينة في البحر الأحمر الاحد. وكانت الجماعة قد قالت إنها اقتادت سفينة إسرائيلية أثناء إبحارها في البحر الأحمر إلى ساحل الحديدة، وأكدت أن كافة السفن الإسرائيلية ستكون أهدافا مشروعة لها. كما كان المتحدث العسكري للحوثيين قد أكد أن عمليات الحوثيين تستهدف فقط السفن الإسرائيلية والمملوكة لإسرائيليين، وأنهم سيستمرون في تنفيذ العمليات ضد إسرائيل حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة.

هذا فيما ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن السفينة هاجمها الحوثيون بتوجيهات إيرانية، مشيرا إلى أنها كانت مستأجرة من قبل شركة إسرائيلية وليس على متنها أي إسرائيلي. وفي السياق ذاته، قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه ناقش مع المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ البعد الإقليمي الخطير للحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، ودان استيلاء الحوثيين على سفينة الشحن بوصفه خطراً على السلامة البحرية الدولية وتهديدا مباشرا للملاحة في البحر الأحمر.

إلى ذلك، أكدت الحكومة اليمنية رفضها المطلق لأعمال القرصنة البحرية التي تنفذها الميليشيا الحوثية بدعم كامل من النظام الإيراني في المياه الإقليمية اليمنية. جاء ذلك في بيانها الثلاثاء، تعليقا على اختطاف جماعة الحوثي سفينة زعمت أنها إسرائيلية في البحر الأحمر، وذلك في أحدث هجماتها على خطوط الملاحة الدولية التي طالت عددا من السفن النفطية والتجارية والبوارج الحربية، قبالة سواحل اليمن منذ اندلاع النزاع في البلاد قبل نحو تسع سنوات. واعتبرت الحكومة ذلك تهديداً جدياً للملاحة البحرية والسلم والأمن الدوليين.

في سياق متصل، قالت القيادة المركزية الأميركية إن المدمرة توماس هندر أسقطت عدة طائرات مسيرة هجومية انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن فجر الخميس. والأربعاء، أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي إطلاق صواريخ على أهداف عسكرية إسرائيلية في إيلات، وأضاف أن جماعته ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

على صعيد منفصل، أوضحت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في بلاغ، أن فرق الرصد التابعة للشبكة تمكنت من توثيق أكثر من 1716 حالة تعذيب لمختطفين داخل معتقلات سجون ميليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، مؤكدة أن أكثر من 421 شخصاً قتلوا جراء التعذيب الذي تعرضوا له أثناء فترة احتجازهم.

 

  1. 7. في الشأن المصري

أكد وزير النقل المصري، إن موانئ مصر ليست للبيع ولا للاستحواذ، ولكن القاهرة ترحب بالاستثمار فى الإدارة والتشغيل، وأضاف، على هامش اجتماعات الجمعيات العامة العادية لأربع شركات تابعة للشركة القابضة للنقل البحري والبري، أن الحكومة المصرية ممثلة في وزارة النقل تعمل على تنفيذ كافة الإجراءات والآليات التي تساهم في تطوير كافة الموانئ المصرية تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي بجعل مصر مركزا عالميا للتجارة واللوجيستيات. كما أكد في بيان الجمعة، أهمية جذب المستثمرين للتعاون في مجال الإدارة والتشغيل، وكذلك جذب مزيد من الخطوط الملاحية الجديدة وجذب المزيد من تجارة الترانزيت. إلى ذلك، شدد الوزير على ضرورة سرعة إنشاء المناطق اللوجستية غرب ميناء بورسعيد (4 مناطق لوجستية) والتي ترتكز على الميناء والسكك الحديدية وذلك للمساهمة في زيادة حركة التجارة والتداول بالميناء، موضحا أن هذه المناطق ليست مناطق للمخازن فقط بل ستضم مصانع للصناعات التكميلية للقيام بأعمال التعبئة والتغليف، والقيام بالصناعات الصغيرة، وذلك كقيمة مضافة لتلك المناطق.

في سياق متصل، من المقرر أن تستأنف مصر تصدير الغاز الطبيعي المسال، عقب فترة من التوقف، بعد زيادة إمدادات الوقود من إسرائيل. فقد وصلت سفينة آدم للغاز الطبيعي المسال إلى مصنع إدكو في مصر، حسبما أظهرت بيانات "بلومبرغ" لتتبع السفن. وقال شخص مطلع على صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال إن ذلك يمثل بداية لعودة الشحنات الخارجية، وأضاف إن الإمدادات عادت الآن إلى مستويات ما قبل الحرب، كما أدى انخفاض الطلب في مصر بسبب درجات الحرارة المنخفضة قليلاً إلى تخصيص بعض الغاز للتصدير.

في الملف المالي، تزايدت التقلبات في سعر الدولار بالسوق المصرية خلال آخر أسبوعين، بين ارتفاعات قياسية وصلت به إلى حدود 52 جنيها وهبوط حاد قبلها قادها إلى ما دون 44 جنيها، قبل أن يستقر نسبياً عند مستوى 50 جنيها للدولار. على الجانب الآخر، تراجعت تكلفة التأمين على الديون السيادية المصرية إلى أدنى مستوى خلال 4 أشهر، عند مستوى 1296 لشهادات CDS أجل 5 سنوات.

وجاءت التحركات العنيفة للدولار مدفوعة بقرارات البنك المركزي ووزارة المالية، للشركات فضلاً عن مساعٍ حكومية لتدبير العملة عبر الاستثمار المباشر والتخارج من عدد من الشركات. والتي تزامنت مع خطة أوروبية عاجلة لدعم مصر بـ 10 مليارات دولار. إلى ذلك، تتواصل المضاربات على الدولار في مصر، استعداداً للتعويم مع اقتراب الانتخابات الرئاسية منتصف الشهر المقبل، ما زاد من حالة عدم اليقين في السوق. كما أن الشكوك حول استقرار إيرادات السياحة المصرية والتي من المتوقع أن تسجل 14 مليار دولار خلال 2024، وسط الحرب الدائرة في غزة تواصل الضغط على استدامة هذه الأرقام، خلافاً عن نموها كما كان مستهدف من جانب الحكومة. وكانت شركة "إي إف جي هيرميس" قد حددت احتياجات مصر من الدولار حتى تتمكن من إتمام عملية التعويم بين 8 إلى 10 مليارات دولار.

في سياق متصل، قال وزير المالية المصري إن الخزانة العامة للدولة سددت 768 مليار جنيه (25 مليار دولار) للهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية خلال 52 شهرا، ضمن خطة فض التشابكات المالية، وأضاف في بيان، السبت، أن عملية السداد تأتي في ضوء اتفاق فض التشابكات الموقع مع وزارة التضامن الاجتماعي لسداد مستحقات صناديق التأمينات المتراكمة عبر نصف قرن، وذلك على ضوء قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات رقم 148 لسنة 2019، مشيرا الى أن هذا الإجراء يضمن توفير السيولة المالية اللازمة لخدمة أصحاب المعاشات والمستحقين عنهم والمؤمن عليهم والوفاء بكامل الالتزامات تجاه دعم منظومة المعاشات.

في السياق، أعلنت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في بيان الأربعاء، أن بيئة التشغيل بالقطاع المصرفي في مصر لا تزال تواجه تحديات، مشيرة إلى أنها لا تزال ترى الربحية قوة ائتمانية للبنوك المصرية، وأوضحت أن تخفيض تصنيف بيئة التشغيل المصرفية يأخذ في عين الاعتبار الانكشاف الكبير للبنوك على الدين السيادي، والذي قدرته بأنه يقارب 50 بالمئة من إجمالي أصول القطاع المصرفي. وخفضت فيتش تصنيف بيئة التشغيل لأربعة بنوك مصرية إلى "-b" مع نظرة مستقبلية مستقرة، من "b" مع نظرة سلبية سابقا.

من جانب آخر، وقع الرئيس المصري، قراراً جمهورياً يوم الخميس، الذي يقضي بالموافقة على اتفاق قرض مترو الإسكندرية بين مصر والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية بمبلغ 250 مليون يورو. وفي السياق، كشفت نائبة رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، جلوسمينا فيجليوتي، أنه تم صرف الشريحة الأولى من قرض مشروع مترو الإسكندرية أبوقير الشهر الجاري، وجاري حاليا مراجعة دراسات جدوى المشروع من قبل البنك، وأضافت أن إجمالي قيمة التمويل المقدم من الأوروبي للاستثمار لمشروع مترو الإسكندرية بلغ 750 مليون يورو وهي أعلى حصة في تحالف دولي مكون من البنك الأوربي لإعادة الإعمار والتنمية، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، بالإضافة إلى الوكالة الفرنسية للتنمية.

في ملف جماعة الاخوان

لا جديد لهذا الاسبوع.

أزمة سد النهضة  

لا تطورات هذا الاسبوع.

 

  1. 8. في الشأن الخليجي

انعقدت في لندن، الاثنين، القمة الاقتصادية العربية البريطانية التي نظمتها غرفة التجارة العربية البريطانية، وشملت مشاركة وزراء ورؤساء تنفيذيين من عدد من البلدان العربية والمملكة المتحدة. وناقش الوزراء والمسؤولون أوجه التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمارات البينية في عدة مجالات، منها الصيرفة والخدمات المالية و السياحة والتجارة الإلكترونية. وانطلقت بعد جلسة الافتتاح جلسات العمل التي شارك فيها نخبة من صناع القرار والخبراء وأصحاب الشركات العربية والبريطانية وقد ناقشت هذه الجلسات قضايا الطاقة والمياه والأمن الغذائي وتطورات الخدمات المصرفية والمالية والتأمين إضافة إلى نمو التجارة الإلكترونية وكيفية دعم رواد المستقبل في العالم العربي.

من جانب آخر، كشفت تقديرات البنك الدولي أن اقتصادات منطقة مجلس التعاون الخليجي ستنمو بنسبة 1% في عام 2023، قبل أن تعاود ارتفاعها لتسجل 3.6 و3.7% في عامي 2024 و2025 على التوالي. وبحسب تقرير البنك الدولي عن آخر المستجدات الاقتصادية لمنطقة الخليج، من المقدر أن تنمو القطاعات غير النفطية، في منطقة الخليج، بنسبة 3.9% في 2023، ونسبة 3.4% على المدى المتوسط بدعم من الاستهلاك الخاص المستدام والاستثمارات الاستراتيجية الثابتة. وقد أشار التقرير إلى أن جهود التنويع الاقتصادي في منطقة مجلس التعاون الخليجي بدأت تؤتي ثمارها، إذ أسهمت جهود التنويع الاقتصادي وتطوير القطاعات غير النفطية إلى حدّ بعيد في استحداث فرص عمل في القطاعات والمناطق الجغرافية المختلفة داخل دول مجلس التعاون الخليجي.

في سياق منفصل، تراجعت العقود الآجلة للنفط يوم الثلاثاء، مخالفة اتجاهها الصعودي في اليوم السابق إذ طغت المخاوف المتعلقة بضعف الطلب في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي على احتمال زيادة خفض الإمدادات من جانب منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها ومن بينهم روسيا. وتراجعت سوق النفط 20% تقريبا منذ أواخر سبتمبر/أيلول إذ ظل إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة، أكبر منتج في العالم، عند مستويات قياسية، في حين كانت السوق قلقة حول نمو الطلب، خاصة من الصين، المستورد الأول للنفط. ويراقب المتداولون أيضا علامات على تراجع الطلب جراء الركود الأميركي المحتمل في عام 2024. وعلى جانب الإمدادات، من المرجح أن يمدد تحالف "أوبك+" أو ربما يزيد تخفيضات إمدادات النفط في العام المقبل، حسبما توقع المحللون.

على صعيد متصل، وقّعت الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، الثلاثاء، على اتفاقية بيع نحو مليون طن متري سنويًّا من الغاز الطبيعي المسال لشركة بي بي، بدءًا من عام 2026م وتمتد لـ 9 سنوات. وقال الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، إن أهمية هذه الاتفاقية تتمثل في إيجاد فرص جديدة لتجديد حضور سلطنة عُمان على خارطة تجارة الطاقة العالمية، مشيرًا إلى أن الاتفاقية ستسهم في زيادة إيرادات الغاز الطبيعي المسال ورفد الاقتصاد الوطني ورفع الناتج المحلي الإجمالي.

في شأن الامارات العربية المتحدة

قالت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية في تقرير، الاثنين، إن السوق العقارية في الإمارات ستظل تتسم بالمتانة على مدى 12-18 شهرا المقبلة لكنها توقعت تباطؤ الطلب بالمقارنة مع العامين المنصرمين، وأضافت أن شركات التطوير العقاري الإماراتية ستحافظ على قوة جودتها الائتمانية في ضوء الأوضاع المواتية بالسوق. كما أوضحت أن الأسعار ارتفعت بمتوسط حوالي 15% في دبي وأبوظبي منذ الربع الثاني من 2021، وهو ما يعكس نجاح جهود الحكومة المتمثلة في برنامج التأشيرة المعزز وسرعة إعادة فتح الاقتصاد بعد الجائحة بالإضافة إلى استمرار ارتفاع أسعار النفط وقوة النشاط الاقتصادي.

من جانب آخر، ارتفعت مؤشرات الأسهم في أسواق الإمارات، الجمعة مدعومة باستقرار أسعار النفط والهدنة المعلنة التي أوقفت التصعيد في غزة بشكل مؤقت. وسجل النفط أول مكاسب أسبوعية له في خمسة أسابيع مدعوما ببعض التوقعات بأن يخفض المنتجون في تحالف أوبك+ بقيادة السعودية الإمدادات لتحقيق التوازن في السوق في عام 2024.

في الشأن السعودي

مجددا، تمكنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في ميناء جدة من إحباط محاولة تهريب 416,250 حبة كبتاغون، عُثر عليها مخبأة في إرسالية وردت إلى المملكة عبر الميناء. وأوضحت الهيئة وصول ستائر إلى الميناء، وعند خضوعها للإجراءات الجمركية والكشف عليها عبر التقنيات الأمنية، عُثر على تلك الكمية من الحبوب مُخبأة بطريقة فنية داخلها. وقد دعت الهيئة الجميع إلى الإسهام في مكافحة التهريب لحماية المجتمع والاقتصاد الوطني من خلال التواصل معها.

في سياق منفصل، أعلن مجلس الطاقة العالمي عن استضافة المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الطاقة، للنسخة السابعة والعشرين لمؤتمر الطاقة العالمي خلال الفترة من 26 إلى 29 من شهر أكتوبر لعام 2026، وذلك في مدينة الرياض. ونالت المملكة هذه الاستضافة بعد تقديم عروض تنافسية للغاية أتيحت من جميع أعضاء اللجان الوطنية في المجلس، الذي يزيد عددهم عن 70 عضوًا يمثلون أكثر من 3 آلاف منظمة من منظومة الطاقة بأكملها. وقد أسهم مؤتمر الطاقة العالمي – الحدث العالمي الأبرز والأكثر شمولية وتأثيرًا في مجال الطاقة – في دعم تحولات الطاقة لأكثر من قرن عبر ربط أصحاب المصلحة الذين يمثلون جميع اهتمامات الطاقة من جميع أنحاء العالم. وستصبح المملكة العربية السعودية المستضيف الرسمي لمؤتمر الطاقة العالمي بعد انعقاد النسخة السادسة والعشرين لمؤتمر الطاقة العالمي القادمة في روتردام، هولندا. وستنظم المملكة جناحًا لها خلال هذا الحدث المهم. وستنتقل دورة انعقاد المؤتمر ليصبح كل عامين بعد انعقاد المؤتمر في شهر إبريل 2024.

قال وزير التجارة السعودي إن هناك فرصا استثمارية كبرى للقطاع الخاص، ومنطقة لوجستية جديدة ستكون متاحة في منفذ جديدة عرعر على الحدود الشمالية السعودية، ستخدم المصدّرين السعوديين والعراقيين، وأضاف خلال كلمته خلال منتدى الحدود الشمالية للاستثمار الذي عقد في مدينة عرعر السعودية، السبت، أنه يجري العمل على إنشاء منطقة لوجستية في المدينة، وستقوم الدولة بدعم المستثمرين عبر منح الأراضي وتوفير التمويل اللازم بتسهيلات لمدة 20 عاماً لخدمة المصدرين والمستفيدين في المملكة والعراق. ويطرح المنتدى أكثر من 157 فرصة استثمارية بمنطقة الحدود الشمالية، وذلك في عدد من القطاعات المستهدفة مثل النقل والخدمات اللوجستية والتعدين والتعليم والصحة والتطوير العقاري والبلديات والصناعة والسياحة والفندقة والبحث العلمي.

في ملف حرب غزة، وصلت طائرة المساعدات السعودية الـ 17 إلى مطار العريش في مصر، يوم الجمعة، استعداداً لنقلها إلى قطاع غزة، وتتضمن المساعدات سيارات إسعاف وأجهزة ومعدات طبية. وقد أفاد المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة، أن الجسر الجوي بات مفتوحاً لإيصال المساعدات إلى القطاع، وأن المساعدات السعودية ستستمر حتى تأمين كل الاحتياجات الإنسانية المطلوبة. كما كشف أن مساعدات صحية وإيوائية وغذائية بحجم 500 طن وصلت عبر الجسر الجوي. وفي الجسر البحري، كما أشار إلى أن هناك باخرة تحوي 1500 طن مساعدات منوعة أيضاً ستصل السبت، على أن يستمر العمل في كلا الجسرين حتى تأمين كل المتطلبات.

 

  1. 9. في أزمة تونس

فتح القضاء التونسي، تحقيقاً ضد مهاجرين غير شرعيين من دول الساحل والصحراء بتهمة محاولة القتل العمد، بعدما قاموا بإضرام النار في سيارة أمنية والاعتداء على افراد الشرطة. فقد دارت مواجهات بين مهاجرين غير شرعيين وعناصر من الأمن في منطقة الحمايزية التابعة لمعتمدية العامرة بمحافظة صفاقس، تخللتها عمليات رشق بالحجارة. كما أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات المهاجرين وهم يرقصون فوق سيارة أمنية بعد أخذها من رجال الشرطة، قبل إضرام النار فيها وحرقها، وسط تكبير وتهليل. وأعلن المتحدث الرسمي باسم محكمة صفاقس، إن 4 أفراد أمن أصيبوا فيما تجاوز أحدهم مرحلة الخطر، بعد تعرضهم لهجوم من قبل مجموعة كبيرة من المهاجرين الأفارقة عندما كانوا بصدد أداء مهامهم في إطار التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية.

وتعد هذه الحادثة أحدث مواجهة بين الشرطة ومهاجرين غير شرعيين في محافظة صفاقس، المدينة التي تشكل نقطة انطلاق رئيسية للهجرة غير الشرعية من تونس نحو أوروبا.

يشار إلى أنه في شهر سبتمبر الماضي، نفذّت السلطات الأمنية حملة أمنية ضد المهاجرين غير الشرعيين وطردتهم من وسط المدينة، لكنّهم انتقلوا إلى المناطق الحرجية والقرى، حيث نصبوا خيما وأصبحوا يقيمون في تجمّعات هناك. وقد حذّر ناشطون تونسيون على موقع التواصل الاجتماعي من خطورة ما يحدث في صفاقس والمدن التابعة لها ومن استمرار تمرّد المهاجرين غير الشرعيين على السلطات الأمنية، مطالبين السلطات بالتدخل العاجل وإيجاد حلّ جذري وفعّال لهذه الحالة الشاذة.

في ملف الازمة الاقتصادية، قررت وزارة التجارة وتنمية الصادرات التونسية، تجميد رفع أسعار بعض المواد الاستهلاكية وتحديد سقف لأسعار منتجات أخرى، في ظل تراجع القدرة الشرائية للتونسيين، وتحديد سقف أقصى لخدمات التعاون التجاري بين الموزعين والمزودين بنسب تتراوح بين 5-10 بالمئة. كما قررت الوزارة أيضا  خفض أسعار بيع حديد البناء 14 بالمئة ومنع ترويج النوعيات والمواد غير المدرجة في التسعيرة الحالية إلى حين حصول مصنعيها على مصادقة إدارية للأسعار. وأوضح بيان الوزارة، أن هذه القرارات تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات لدعم القدرة الشرائية للمواطنين.

 

  1. 10. في الشأن السوداني

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، الأربعاء، إنه لا نهاية تلوح في الأفق للصراع الدائر في السودان منذ أكثر من سبعة أشهر، ووصف الخسائر في صفوف المدنيين بإقليم دارفور بأنها مفزعة، كما أشار إلى أن الخرطوم ما زالت تفتقر لإمكانية وصول المساعدات الإنسانية إليها، مضيفا ان القتال يجب أن ينتهي، وعلى جميع الأطراف أن تحترم التزاماتها التي تعهدت بها في محادثات جدة.

بالتزامن، قال مجلس السيادة السوداني، إن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، أصدر قرارا باعتماد قرار مجلس الوزراء الانتقالي بإنهاء تكليف أربعة وزراء بينهم وزيرا الداخلية والعدل. كما قرر البرهان إنهاء تكليف 6 من حكام الولايات، وهم حكام ولايات الجزيرة وكسلا والولاية الشمالية وغرب كردفان ووسط دارفور وجنوب دارفور. وذلك دون اعطاء سبب إقالة الوزراء الأربعة وإنهاء تكليف حكام الولايات.

في المعارك، شهدت مدينة الضعين في ولاية شرق دارفور اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يوم الاثنين بعد أيام من التوتر بين الجانبين، و‏أعلنت قوات الدعم، الثلاثاء، السيطرة على الفرقة 20 مشاة التابعة للجيش في المدينة.

إلى ذلك، أسفرت سلسلة هجمات في منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان عن مقتل 32 شخصا بينهم نساء وأطفال وجندي دولي، على ما أفاد مسؤولون محليون. وندد وزير الاعلام والناطق باسم سلطات جنوب السودان بهذه الهجمات التي وقعت في منطقتين ونفذتها ميلشيات وجنود يرتدون بزات جيش جنوب السودان، على حد وصفه.

يشار إلى أنه بنتيجة التطورات الميدانية، سيطرت قوات الدعم السريع على مناطق في الخرطوم، وحققت تقدما كبيرا في إقليم دارفور. وفي المقابل، تحصن أعضاء الحكومة وقادة الجيش في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر بشرق البلاد، التي بقيت في منأى عن المعارك.

ويوم السبت، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش السوداني بمواصلة وضع العراقيل بشكل متعمد للحيلولة دون وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في مناطق سيطرتها، مشيرة إلى أنه يشكل إخلالا بالالتزامات التي أكد عليها الجانبان في مطلع الشهر الحالي بالسماح بالمرور السريع للمساعدات، متوعدة بأنه سيكون لها ردا مناسبا.

 

  1. 11. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

شدد المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي جون كيربي، يوم الأربعاء، على استمرار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، بعد التوصل لاتفاق يتعلق بالرهائن مع حركة "حماس"، وقال إن دعم أميركا لإسرائيل لن يهتز في أعقاب اتفاق الرهائن، آملا في وصول عدة مئات من شاحنات المساعدات الإضافية المحملة بالغذاء والمياه والأدوية إلى غزة في الأيام المقبلة.

إلى ذلك، قال المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تعارض نزوح الفلسطينيين من قطاع غزة المدمر إلى دولة أخرى، مضيفا انه يجب السماح للسكان الذين نزحوا إلى جنوب القطاع بالعودة إلى منازلهم في الشمال في أقرب وقت ممكن. كما حذّر حزب الله اللبناني طالباً منه وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل إذا أراد تجنب التصعيد.

وفي السياق، يحاول الرئيس الأميركي جو بايدن ومساعدوه استغلال اتفاق الهدنة الموقع بين إسرائيل وحركة حماس لاتخاذ إجراءات واسعة تهدف إلى تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك إنشاء مناطق آمنة، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الطبية والوقود، فيما تستمر إسرائيل في رفض الدعوات إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد مصحوب بمفاوضات سياسية، على الرغم من القلق الدولي المتزايد بشأن الأزمة الإنسانية في غزة. ويتوقع المسؤولون الأميركيون، الذين يقولون إنهم يدعمون حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، أن يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته الحملة العسكرية في غزة.

في سياق منفصل وفي ملف الانتخابات الرئاسية، يواصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توسيع تقدمه على بايدن في استطلاعات الرأي المختلفة، وفي أحدث استطلاع للرأي يوم الاثنين، كشف عن تقدم ترامب على بايدن في انتخابات افتراضية بين الرجلين عام 2024. ويُظهر استطلاع هارفارد CAPS-Harris، الذي تمت مشاركته مع "ذا هيل"، أن ترامب حصل على دعم بنسبة 48% بين المشاركين، بينما حصل بايدن على 41% فقط. ويأتي هذا التطور على خلفية استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت تفوق ترامب على بايدن في عدد قليل من الولايات الحاسمة التي تمثل ساحة معركة. لكن حملة بايدن سعت علنًا إلى التقليل من نتائج الاستطلاع السيئة، بحجة أنه لا يزال أمامهم عام قبل الانتخابات.

من جانب آخر، يواصل ترامب هجومه على الأشخاص المتورطين في قضية الاحتيال، التي تهدد إمبراطوريته العقارية، إلى جانب خصومه السياسيين. فقد هاجم المدعية العامة لمقاطعة نيويورك ليتيتيا جيمس، التي وجهت تهم الاحتيال المدني ضده وغيرها من المديرين التنفيذيين في منظمة ترامب، واصفا إياها بالعنصرية وغير الكفؤة، كما قال إن القاضي آرثر إنجورون، الذي يشرف على المحاكمة، لديه اضطراب نفسي، وقام عمدا بالتقليل من قيمة أصوله، أما الكاتب القانوني لإنجورون، فوصفه بأنه متحيز سياسيا وفاسد! كما وصف ترامب جو بايدن بالمحتال وهاجم اليسار الراديكالي والجمهوريين المعتدلين وغيرهم، قبل أن يتعهد بالفوز في انتخابات 2024.

في الملف الاقتصادي، من المتوقع إنهاء مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" العام المقبل أعلى بحوالي 3% فقط من مستواه الحالي، مع احتمال تباطؤ الاقتصاد الأميركي وسط مخاوف الركود والتي تعتبر من بين أكبر المخاطر التي تواجه السوق في عام 2024، وفقًا لاستراتيجيين. كما ارتفعت أسهم وول ستريت بقوة في الأسابيع الأخيرة، مدعومة بتوقعات أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة وقد يبدأ في خفضها في وقت ما من العام المقبل. ويشير الاستراتيجيون إلى ان المشاكل الجيوسياسية من بين المخاطر التي تهدد السوق مع اقتراب عام 2024، حيث يراقب المستثمرون عن كثب الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، لكن توقع معظم الاستراتيجيين نمو أرباح الشركات الأميركية في الأشهر الستة المقبلة.

 

  1. 12. في الشأن الأوروبي

في ملف الطاقة، مددت المفوضية الأوروبية، الاثنين، لستة أشهر حتى يونيو 2024، نظاما يسمح للدول الأعضاء بمساعدة الشركات التي تواجه ارتفاع أسعار الطاقة، مع استمرار الحرب في أوكرانيا. وتسمح هذه الآلية المؤقتة للدول الأعضاء بمنح مساعدات مالية بأشكال مختلفة، لتعويض الشركات وخصوصا تلك التي تستهلك كمية كبيرة من الطاقة والمتضررة من ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء. وكان من المقرر أن تنتهي الآلية اصلا في 31 ديسمبر 2023. وقالت المفوضية في بيانها، انه لا يجوز للدول الأعضاء الاستمرار في تقديم الدعم من خلال تغطية جزء من التكاليف الإضافية، إلا إذا تجاوزت أسعار الطاقة بشكل كبير مستويات ما قبل الأزمة.

في سياق متصل، من المقرر أن تستقبل هنغاريا 900 مليون يورو من أموال الاتحاد الأوروبي بالرغم من محاولات رئيس وزرائها لمنع دعم الكتلة لأوكرانيا. وتعتبر الأموال جزء من برنامج "ريباور إي يو" الذي يهدف إلى مساعدة الدول الأعضاء الـ27 في الكتلة على التعافي من أزمة طاقة وقعت بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا العام الماضي، وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري الروسي. وقد جاء قرار الخميس بينما هدد رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، بإفشال طموح أوكرانيا بالانضمام للكتلة ومنع صرف 50 مليار يورو من المساعدات لكييف. وأمام دول الاتحاد الأوروبي الآن أربعة أسابيع للموافقة على صرف الأموال.

في ملف حرب غزة، كشف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، رؤية التكتل لموقف الحرب في غزة، بعد الإعلان عن اتفاق الهدنة وتبادل الرهائن، الذي توصلت إليه إسرائيل وحركة حماس. وقال إن الاتحاد الأوروبي يرحب بالطبع بالاتفاق على الإفراج عن 50 رهينة من غزة مقابل توقف الصراع لفترة ممتدة، فبعد 7 أسابيع من المعاناة، سيتم لم شملهم مع عائلاتهم، داعياً في الوقت ذاته إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن. كما أشار إلى أنه يجب استخدام الهدن الإنسانية لتقديم أكبر قدر ممكن من المعونة التي يحتاج إليها المدنيون الذين يعانون من الحرب المدمرة في غزة، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بدوره في تقديم المساعدة. وحدد بوينو رؤية الاتحاد الأوروبي للمرحلة المقبلة بعد هذه الهدنة، مشيرا إلى أن الاتحاد دعا إلى هدن إنسانية فورية، وتبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بناءً على طلب أحد أعضاء الاتحاد قرارا مهما للغاية يطالب بهدن إنسانية فورية عاجلة ومستدامة، مذكرا أن قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليست مجرد كلمات، فهي إلزامية، ويجب تنفيذها. كما لفت إلى أنه يجب استغلال المرحلة الإنسانية كخطوة أولى للمرحلة السياسية، وهنا، فإن حل الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق، كما يجب الانتقال من الحرب إلى السلام، والعمل على خفض التصعيد، لكننا بعيدون عن تحقيق النتائج.

إلى ذلك أكد أنه من خلال تكرار حل الدولتين دون القيام بأي شيء لتنفيذه، تُقدم تغطية تكتيكية لاستراتيجية توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، مذكرا أنه في زمن "أوسلو" كان هناك عدد من المستوطنين والآن هناك 4 أضعاف ذلك العدد، حيث تحولت الأراضي الفلسطينية إلى أرخبيل، وهو ما يزيد من صعوبة حل الدولتين الذي ننادي به.

في السياق ومن جانب آخر، قالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية إنه يتعين وقف العنف المتصاعد الذي يمارسه المتطرفون في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل ويجب أن يتوقف. وجاءت تصريحاتها في مؤتمر صحفي بكندا مع رئيس الوزراء جاستن ترودو ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، حيث أضافت بان الشعب الفلسطيني ودول الجوار العربية يحتاجون إلى تطمين بأنه لن يكون هناك تهجير قسري، بل تصور قابل للتطبيق بشأن دولة فلسطينية مستقلة، عبر إعادة توحيد غزة والضفة الغربية، في ظل حكم سلطة فلسطينية بعد إصلاحها. ومن أجل هذه الغاية، يجب أن يتوقف عنف المتطرفين غير المقبول في الضفة الغربية. وفي هذا الاطار، وقال الرئيس الأميركي في وقت سابق من هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة مستعدة لفرض حظر تأشيرات على المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية المحتلة. كما حث وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، من جانبه، إسرائيل على تضييق الخناق على العنف غير المقبول تماما من مستوطني الضفة الغربية المحتلة.

في الملف الاقتصادي، انخفض مؤشر الأسهم الأوروبية الرئيسي، الجمعة، بفعل الانخفاضات في أسهم شركات التعدين والتكنولوجيا، مع تقييم المستثمرين لبيانات اقتصادية وبدء هدنة مدتها أربعة أيام بين إسرائيل وحماس. فقد هبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 بالمئة لكنه ما زال في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية مع تركيز المستثمرين على أرباح الشركات واحتمالات خفض أسعار الفائدة. فيما تراجع قطاع التعدين 0.6 بالمئة متصدرا خسائر القطاعات وهبطت أسهم التكنولوجيا 0.4 بالمئة.

أزمة شرق المتوسط

لا جديد هذا الاسبوع.

 

  1. 13. في الشأن التركي.

في ملف الطاقة، قال وزير الطاقة التركي، الثلاثاء، إن شركة الطاقة التركية الحكومية بوتاش وقعت اتفاقا مع شركة النفط والغاز الجزائرية الحكومية سوناطراك لتمديد عقدهما الحالي لتوريد الغاز ثلاث سنوات. ووقعت بوتاش وسوناطراك عقدا لتوريد الغاز لأول مرة عام 1988، ويجري تمديده منذ ذلك الحين. وكان من المقرر أن ينتهي العقد الحالي في أكتوبر من العام المقبل، قبل تمديده حتى 2027. ولا تنتج تركيا سوى قليل من النفط والغاز، لذا تعتمد بشدة على الواردات من روسيا وأذربيجان وإيران، وكذلك على الغاز الطبيعي المسال من الجزائر وقطر والولايات المتحدة ونيجيريا. وتطور أنقرة حاليا، حقلا للغاز الطبيعي طاقته 710 مليارات متر مكعب في البحر الأسود من أجل الإنتاج.

وفي سياق متصل، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، السبت، إنه من المتوقع أن تتوصل موسكو وأنقرة إلى اتفاق حول إنشاء مركز للغاز الطبيعي في تركيا في المستقبل القريب، وأضاف أن شركتي "غازبروم" الروسية و"بوتاش" التركية تتعاونان بشكل وثيق وتناقشان خارطة طريق المشروع. واقترحت روسيا العام الماضي إنشاء مركز للغاز في تركيا لتعويض ما فقدته من مبيعات إلى أوروبا، وهو ما يصب في مصلحة أنقرة التي ترغب منذ وقت طويل في أن تصبح مركزا تداول للدول المتعطشة للطاقة. لكن لم تحرز المناقشات تقدما كبيرا، إذ تعرضت تركيا لزلزال مدمر في فبراير ثم ركزت على الانتخابات في مايو، فيما أشار مصدران مطلعان على المشروع إلى ان خلافات بشأن من يجب أن يكون المسؤول عن المركز أخرت المفاوضات أيضا.

في الملف المالي، فاجأ البنك المركزي التركي، السوق الخميس، برفع سعر الفائدة الرئيسي أكثر مما كان متوقعا، فيما يكثّف معركته ضد التضخم وجهوده لدعم الليرة التي تشهد تراجعا في قيمتها. فقد رفع البنك سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 5 نقاط مئوية إلى 40% في الشهر السادس من دورة تشديد السياسة النقدية التي أدت إلى زيادة كلفة الاقتراض بأكثر من أربع مرات. وكان المركزي التركي قد رفع سعر الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس ما يعادل نسبة 5% إلى 35% في اجتماعه بنهاية أكتوبر الماضي.

وقالت محافظة البنك المركزي التركي، حفيظة غاية أركان، مطلع نوفمبر الجاري، إن البنك رفع توقعاته لمعدل التضخم بنهاية العام إلى 65% من 58%، كما رفع توقعاته للتضخم بنهاية 2024 إلى 36% من 33%، وأشارت إلى أنها تتوقع أن يبدأ تراجع معدل التضخم في النصف الثاني من العام المقبل.

ووصل التضخم لذروة 24 عاما العام الماضي، مسجلا 85% وعاد للارتفاع مجددا في الأشهر القليلة الماضية مع تراجع الليرة للعام الثالث على التوالي.

 

  1. 14. في الشأن الروسي

أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن روسيا باعتبارها مورداً جديراً بالثقة مستعدة لمواصلة ما كانت تقوم به وتقوم به الآن، تزويد السوق بكميات كافية من الحبوب، ولكن هذه الكميات لا تصل إلى السوق العالمية بسبب المعوقات الأحادية الجانب أمام تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية. وأشار إلى أن الدول الغربية تبذل جهوداً لتعزيز صورة أوكرانيا باعتبارها سلة العالم الغذائية، حيث من الواضح أن هذا الأمر لم ينجح، لأن سلة الغذاء هذه غير موجودة!

في الملف العسكري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، نشر صاروخ بالستي عابر للقارات من طراز "يارس"، في قاعدة كوزلسكي بمنطقة كالوجا جنوب غربي موسكو. وتصف روسيا الصاروخ "يارس"، القادر على حمل رؤوس نووية حرارية متعددة، بأنه أحد الأسلحة النووية القادرة على اختراق الدرع الصاروخي الذي تمتلكه الولايات المتحدة وحلفاؤها. والشهر الماضي أعلنت روسيا الانسحاب من معاهدة حظر التجارب النووية، بعد تصديق مجلس النواب (الدوما) بشكل نهائي، وتزامن قرار الدوما الروسي، الذي تم إقراره بالإجماع بعدد أصوات 156 صوتا مما يمهد الطريق لتوقيعه من قبل الرئيس الروسي، مع إعلان وزير الدفاع، قيام موسكو بتدريب قواتها على تنفيذ ضربة نووية هائلة ردا على ضربة معادية محتملة!! وتأتي هذه الاحداث في إطار عملية لاستعادة التكافؤ في مجال الأسلحة النووية وعلى خلفية الصراع في أوكرانيا والأزمة مع الغرب، وفق بيان نشره مجلس الدوما على موقعه الإلكتروني.

في سياق منفصل، أعلن رئيس الوزراء الفنلندي، الأربعاء، أن بلاده ستغلق كل معابرها الحدودية مع روسيا باستثناء معبر واحد في المنطقة الشمالية، في ضوء تدفق عدد كبير من المهاجرين، تتهم هلسنكي موسكو بأنها تعمدت دفعهم نحو حدودها. ومنذ مطلع أغسطس الماضي، دخل حوالى 700 طالب لجوء إلى فنلندا بدون تأشيرة عبر حدودها الشرقية. وفي وقت سابق من أكتوبر، دق حرس حدود فنلندا ناقوس الخطر بشأن حدوث تغيير في سياسة روسيا، بعدما بدأت الأخيرة تسمح لمهاجرين لا يحملون الوثائق المناسبة بعبور الحدود. وقال رئيس الوزراء بيتيري أوربو بأن هذا عمل منهجي ومنظم من السلطات الروسية، ووصف استغلال الهجرة بأنه محاولة للتأثير على الوضع الداخلي وأمن الحدود في فنلندا والاتحاد الأوروبي، مشيرا الى انه سيتم إغلاق المعابر الحدودية اعتبارا من الجمعة وستظل مغلقة حتى 23 ديسمبر.

في سياق متصل، أعلن الكرملين، الجمعة، أن رغبة حلف شمال الأطلسي في وجود منطقة عسكرية في أوروبا مماثلة لمنطقة "شنغن" للسماح بتنقل وتحرك قوات الحلف المسلحة بحرية في أنحاء أوروبا للتصدي لروسيا زادت من التوتر وتعتبر مدعاة للقلق. وقال اللفتنانت جنرال ألكسندر سولفرانك قائد القيادة اللوجستية لحلف شمال الأطلسي الخميس، إنه يريد أن تقام مثل تلك المنطقة، مضيفا أنه قلق من أن هناك الكثير من الإجراءات الروتينية في أنحاء أوروبا التي تعرقل تحركات القوات وهي مشكلة قد تتسبب في تأخيرات كبيرة فيها إذا اندلع صراع مع روسيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا سترد على ذلك إذا صار المقترح واقعا.

على صعيد منفصل، بعدما أكدت الاستخبارات الكورية الجنوبية الخميس، أن جارتها الشمالية نجحت في إطلاق قمر اصطناعي للتجسس العسكري ووضعه في المدار، متهمة روسيا بمساعدتها، ومضيفة وأضافت أن "الشمال" قدّم لموسكو الخطة والبيانات المتعلقة بإطلاق القمرين الاصطناعيين الأول والثاني، بعد القمة التي عقدت بين الرئيس الروسي والزعيم الكوري الشمالي في سبتمبر الماضي. وأكدت أن روسيا حللت هذه البيانات وأبلغت الشمال بالنتائج.

وبعد ان أكدت بيونغ يانغ نجاح إطلاق القمر، تفقد زعيم كوريا الشمالية، يوم السبت، صوراً التقطها قمر التجسس الجديد لحاملة الطائرات الأميركية كارل فينسن وقواعد عسكرية في هاواي. كما زار كيم مركز التحكم العام في بيونغ يانغ التابع للإدارة الوطنية لتكنولوجيا الفضاء الجوي "ناتا" يوم الجمعة، للتعرف على الإعداد التشغيلي لقمر الاستطلاع الصناعي، وتفحص إلى صور الفضاء الجوي، وفق ما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية. وذكرت أن القمر الصناعي قام بفحص صور المناطق المستهدفة الرئيسية، ومن بينها موكبو وكونسان وبيونغ تايك وأوسان وسيول ومناطق أخرى في الجنوب والشمال، مع مروره فوق شبه الجزيرة الكورية.

وتستضيف مدينة بيونغ تايك معسكر همفريز، أكبر منشأة عسكرية أميركية في الخارج في العالم، كما توجد قواعد عسكرية أميركية أخرى في كونسان وأوسان. ورغم ان كوريا الشمالية لم تنشر الصور التي التقطها قمرها الصناعي للتجسس، ولكن إذا تم تأكيدها فهذا يعني أن القمر الصناعي يعمل بشكل جيد في المدار، وفق محللين.

في الملف الاقتصادي، تكتظ رفوف المتاجر في موسكو بالفواكه والخضراوات والجبن واللحوم، لكن نظرة فزع تعلو وجوه الكثير من المتسوقين فالتضخم ابتلع قيمة ما يحملون من نقد. وزاد البنك المركزي الروسي، نسب الفائدة على الإقراض 4 مرات هذا العام في مسعى لكبح جماح التضخم وتثبيت أسعار الصرف فيما يعاني الاقتصاد من تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مقترنة بالعقوبات التي يفرضها الغرب. وفي المرة الأخيرة التي رفع فيها المركزي الروسي أسعار الفائدة إلى 15%- ضعف سعر الفائدة مطلع العام الجاري- قال إنه يشعر بالقلق بشأن الأسعار التي تتزايد بوتيرة سنوية تبلغ 12% تقريبا. كما يتوقع البنك الآن أن يصل معدل التضخم على مدار العام بأكمله، وكذلك العام المقبل، إلى حوالي 7.5%.

تظهر البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الحكومي (روستات) في الأول من نوفمبر، ارتفاعا كبيرا في أسعار بعض الأغذية مقارنة بعام 2022- فمثلا، 74% في أسعار الكرنب(الملفوف)، و72% للبرتقال، و47% للخيار.

 

  1. 15. في الشأن الأوكراني

في زيارة غير معلنة، وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لكييف، الاثنين، لطمأنة أوكرانيا إلى استمرار دعم واشنطن لها في مواجهتها للهجوم الروسي، مؤكداً للرئيس الأوكراني دعم واشنطن الثابت لاحتياجات بلاده في ساحة المعركة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قالت في بيان إن أوستن يزور أوكرانيا للقاء المسؤولين الأوكرانيين والتشديد على دعم الولايات المتحدة الثابت لكفاح أوكرانيا من أجل الحرية، وأنه سيشدد كذلك على التزام الولايات المتحدة المتواصل تقديم المساعدة الأمنية التي تحتاجها أوكرانيا للدفاع عن نفسها من العدوان الروسي.

وفي هذا السياق، عادت كييف مرة أخرى لتكون قبلة للوزراء والمسؤولين الغربيين بعدما خطف الصراع الدائر في الشرق الأوسط دائرة الضوء بعيدا عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إذ زارها 3 وزراء غربيين خلال أسبوع واحد، كان آخرهم وزير الدفاع الألماني، في إشارة لتأكيد دعمهم واستمرار مساعداتهم العسكرية مع استمرار القتال. وجاءت زيارة وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، بعد يوم من أخرى مماثلة أجراها وزير الدفاع الأميركي لإظهار الدعم وتقديم حزمة مساعدات بـ100 مليون دولار، وبعد 5 أيام من تواجد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الذي أكد التزام بريطانيا بالدعم غير المحدود لأوكرانيا، في خضم حربها المستمرة. ويشير محللون عسكريون متابعون إلى أن من يدير المعركة في كييف ينصب تركيزه على تنصيب أنظمة الدفاع الجوي متوسطة المدى حول العاصمة ومدن الغرب، وبالتحديد حول مخازن الذخيرة والسلاح وممرات دخول الأسلحة من بولندا إلى أوكرانيا.

يذكر أن وزير الدفاع الألماني وصل إلى كييف يوم الثلاثاء، وأكد خلال زيارته على دعم بلاده لأوكرانيا، وقام بجولة في ساحة تدريب عسكرية، حيث لاحظ الطاقم الأوكراني الذي يشغل مجمع باتريوت المضاد للصواريخ، الذي قدمته ألمانيا إلى أوكرانيا. كما كشف عن تقديم حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار، تشمل 4 من الأنظمة الدفاعية "إيريس- تي" (وهي الدفعة الرابعة)، وقذائف "155 ملم"، وألغام مضادة للدبابات من طراز بانزر.

وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لن ينجح على الأرجح في الوفاء بالموعد النهائي الذي قطعه على نفسه لتسليم مليون قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا بحلول مارس 2024، أوضح بيستوريوس أن هذه الحزمة ستتضمن حوالي 20 ألف طلقة ذخيرة بالإضافة إلى ما يقرب من 140 ألف طلقة من المقرر تسليمها العام المقبل.

في ملف الغزو المستمر، قال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إن شنت روسيا شنت، صباح السبت، أعنف هجوم بالمسيرات على العاصمة الأوكرانية كييف منذ بداية غزوها لأوكرانيا في العام 2022. وكتب قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك، على قناته على تطبيق تلغرام ان كييف كانت هي الهدف الرئيسي. كما أوضحت القوات المسلحة الأوكرانية أن روسيا أطلقت في المجمل نحو 75 طائرة مسيرة بدون طيار ضد أوكرانيا، مشيرة إلى أن الدفاع الجوي دمر 74 منها. وقال سيرهي بوبكو، رئيس إدارة مدينة كييف، إن الهجوم كان أضخم هجوم جوي بطائرات بدون طيار على كييف، مشيراً إلى أن الدفاع الجوي أسقط أكثر من 66 هدفاً جوياً فوق العاصمة طوال الصباح. وأصيب ما لا يقل عن 5 مدنيين في هجوم بالمسيرات استمر لساعات على كييف، ما أدى إلى تضرر العديد من المباني، وفقًا لرئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو.

وبدأ الهجوم على كييف في الساعة الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، واستمر على شكل موجات لأكثر من 6 ساعات، وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن 77 مبنى سكنيًا و120 مؤسسة، وفقًا لبوبكو. وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن الكهرباء انقطعت عن 17 ألف شخص في منطقة كييف نتيجة الهجوم، مشيرة إلى تضرر 4 خطوط كهرباء.

بالإضافة إلى كييف، تم استهداف مناطق سومي ودنيبروبتروفسك وزابوريجيا وميكوليف وكيروفوهراد أيضًا.

ويوم الأحد، قالت روسيا إنها أحبطت هجوما أوكرانيا كبيرا بطائرات مسيرة، مضيفة أنها أسقطت ما لا يقل عن 20 طائرة مسيرة فوق مناطق متفرقة منها موسكو. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت طائرات مسيرة أوكرانية فوق مناطق منها موسكو وتولا وكالوجا وبريانسك. وقال حاكم منطقة تولا، إن شخصا أصيب عندما اصطدمت طائرة مسيرة تم اعتراضها ببناية سكنية. من جهتها، قالت صحيفة كوميرسانت إن رحلات الطيران أرجئت أو ألغيت في مطارات رئيسية في موسكو بسبب هجوم الطائرات المسيرة.

من جهتها، قالت القوات الجوية الأوكرانية الأحد، إنها دمرت 8 طائرات مسيرة هجومية من أصل تسع أطلقتها روسيا خلال الليل، دون ورود تقارير فورية عن وقوع أضرار أو عن المكان الذي أصابته الطائرة التي لم يتم إسقاطها.

وقد حذرت أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة من أن روسيا ستستهدف البنية التحتية الحيوية في حملة جوية خلال الشتاء كما فعلت العام الماضي.

في الملف الاقتصادي، قالت وزارة الاقتصاد الأوكرانية إن الناتج المحلي الإجمالي في الفترة بين يناير وأكتوبر نما بمعدل 5.5 بالمئة على أساس سنوي. وأظهرت بيانات منشورة على الموقع الحكومي تسارع النمو في الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 10.5 بالمئة في شهر أكتوبر. وذكرت الوزارة أن ارتفاع معدلات الحصاد وتشغيل ممر لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود أسهما في هذا النمو.

 

  1. 16. في الشأن الايراني

ذكر البيت الأبيض الثلاثاء أن إيران ربما تدرس تزويد روسيا بصواريخ باليستية لاستخدامها في أوكرانيا، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، إن الولايات المتحدة ستراقب الوضع بين إيران وروسيا وستتخذ الإجراء المناسب حسب الحاجة، وأضاف أن إيران زودت روسيا بطائرات مسيرة وقنابل تُلقى من الجو وذخيرة مدفعية استخدمتها موسكو لمهاجمة أوكرانيا، ربما تستعد إيران لاتخاذ خطوة أخرى في دعمها لروسيا. فواشنطن تشعر بالقلق من أن تكون إيران تدرس الآن تزويد روسيا بصواريخ باليستية لاستخدامها في أوكرانيا.

في مقابل هذا الدعم، قال كيربي إن روسيا عرضت على طهران تعاونا دفاعيا غير مسبوق يشمل صواريخ وإلكترونيات وقدرات دفاع جوي. وقد كانت إيران تسعى لشراء عتاد عسكري بمليارات الدولارات من روسيا منها طائرات هليكوبتر هجومية ورادارات وطائرات تدريب قتالية.

إلى ذلك، أشار كيربي إلى أن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة تستعد بتوجيه من موسكو لتقديم قدرات في الدفاع الجوي إما لحزب الله اللبناني أو لإيران، مشيرا الى أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام سلطاتها في إصدار عقوبات مرتبطة بمكافحة الإرهاب على الأفراد أو الكيانات الروسية التي قد تلعب دورا في هذه العمليات المزعزعة للاستقرار المرتبطة بنقل الأسلحة.

في تطورات حرب غزة، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي الاثنين، مزاعم إسرائيلية بتورط طهران في احتجاز الحوثيين سفينة الشحن غالاكسي ليدر، المملوكة لبريطانيين وتشغلها شركة يابانية في جنوب البحر الأحمر، وقال انهم اشاروا عدة مرات إلى ان حركات المقاومة في المنطقة تتصرف بشكل مستقل ومن تلقاء نفسها بناء على مصالحها ومصالح شعوبها، مضيفا أن المزاعم الإسرائيلية تهدف إلى صرف الانتباه بعيدا عن هزيمتها المنكرة في معركتها ضد حماس في قطاع غزة!!

وفي هجوم هو الثاني من نوعه خلال أيام، تعرضت سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي إلى هجوم في المحيط الهندي. فقد أعلن مسؤول دفاعي أميركي السبت، أن سفينة حاويات مملوكة لملياردير إسرائيلي تعرضت الجمعة لهجوم بطائرة بدون طيار يشتبه أنها إيرانية في المحيط الهندي، موضحا أن السفينة التي ترفع علم مالطا يشتبه في أنها استهدفت بطائرة مسيرة مفخخة من طراز شاهد-136 أثناء وجودها في المياه الدولية، وأضاف أن المسيرة انفجرت، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالسفينة دون إصابة أي من أفراد طاقمها.

وفي السياق، قال نائب رئيس البرلمان الإيراني، مجتبى ذو النوري إن إيقاف وتفتيش السفن في مضيق هرمز حق مشروع لإيران.

من جانب آخر، قال الخبير السياسي والأكاديمي الإيراني، صادق زيبا كلام، في مناظرة تلفزيونية، إن فصائل المقاومة لاسيما حزب الله والحوثيين لم تفعل شيئا أمام إسرائيل، وأكد أن 45 يوما من حرب غزة أثبتت أن ما أنفقته طهران على هذه الفصائل خلال 45 عاما ذهب سدى، مشبها صواريخ الحوثي ضد إسرائيل بالمزحة.

أما مسؤول الصواريخ السابق في الحرس الثوري الإيراني، عزت الله ضرغامي، فقد قال في برنامج تلفزيوني، حول الدعم العسكري الإيراني لحزب الله وحركة حماس، إنه أمضى بعض الوقت في الأنفاق تحت الأرض في غزة، حيث كان يدرب حماس كيفية صنع الصواريخ.

في الداخل الايراني، وسط الأزمة الاقتصادية المستمرة، كشفت إيران عن خطة توسيع مطار "الإمام الخميني" الذي يعتبر بوابة طهران الدولية الرئيسية مع العالم، بمشاركة صينية، على أن يقوم الحرس الثوري بالتنفيذ. وأعلن وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني الأحد، أن الصين تعتزم استثمار ملياري يورو في بناء المرحلة الثانية من مطار الإمام الخميني الدولي، وحث شركات القطاع الخاص على التعاون في تنفيذ هذا المشروع الكبير. ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من التطوير، بميزانية قدرها 500 مليون يورو، في مارس 2025.

وكشفت تصريحات سابقة للرئيس التنفيذي لشركة "IKA" (شركة مطار الإمام الخميني)، أنه تم توقيع العقد مع شركة صينية لم يكشف عنها، بعد مفاوضات مع مختلف المقاولين المحليين والدوليين. إلى ذلك، قال مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني، السبت، إن شركة البناء التابعة لهم ستكون هي شركة البناء الرئيسية. وعلى الرغم من اتفاقية الشراكة الاستراتيجية لمدة 25 عاماً بين الصين وإيران، فقد وجدت طهران نفسها مستبعدة إلى حد ما من مبادرة الحزام التي تعرف بـ"طريق الحرير الجديد" وغيرها من الاستثمارات الإقليمية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى العقوبات الأميركية.

في الملف النووي، أعلنت البعثة الدائمة لإيران بالأمم المتحدة أن "تورقوز آباد" موقع صناعي وليس مجهزا لتخزين مواد نووية، وأضافت أن استفسارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقارير الضمانات الصادرة عن المدير العام للوكالة، استندت إلى وثائق مزيفة وغير موثوقة، وأن إيران ليست ملزمة بالإجابة عليها. كما ردت إيران على الرسالة الأخيرة للدول الأوروبية الثلاث، ألمانيا وفرنسا وإنجلترا، وزعمت أن رسالة هذه الدول إلى رئيس مجلس الأمن يوم الاسبوع الماضي، تغض الطرف عن السبب الرئيسي للوضع الحالي المحيط بالاتفاق النووي، وهو تقديم معلومات كاذبة عمدًا في ما تنشره حول التزامات إيران بموجب الاتفاق، وبرنامجها النووي السلمي.

وأعلنت الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي، الخميس، في بيان مشترك، قرارها الاستمرار في عدم رفع العقوبات عن إيران. وفي البيان الموجه إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وصفت بريطانيا وفرنسا وألمانيا هذا الإجراء بالرد المباشر على عدم امتثال إيران الخطير والمتزايد، لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231. وكانت تقارير سرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد أشارت إلى أن إيران لديها يورانيوم مخصب بدرجة نقاء 60 في المائة، يكفي لصنع 3 قنابل نووية. كما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريرها الجديد الذي نشرته الاسبوع الماضي، أن المفاوضات مع إيران حول قضيتين مهمتين، وهما تركيب المزيد من معدات المراقبة والتفتيش في المنشآت النووية الإيرانية، وتلقي إجابات مقنعة فيما يتعلق باكتشاف آثار اليورانيوم في منشآتها النووية؛ قد انتهت دون إحراز أي تقدم.

في ملف ثورة "المرأة، الحياة، الحرية"، نشرت عدة مؤسسات ونقابات عمالية وجمعيات أهلية إيرانية، يوم السبت، بيانات منفصلة بمناسبة اليوم العالمي لحظر العنف ضد المرأة. وقد عبرت هذه المنظمات عن دعمها لنضال النساء الإيرانيات ضد العنف الممنهج الذي يمارسه النظام الإيراني. وتناولت مجموعة الثورة النسائية، ورابطة الكتاب الإيرانيين، ومجلس المتقاعدين الإيرانيين، ومجموعة اتحاد المتقاعدين، قضايا مثل المقاومة التاريخية للمرأة خلال الاحتجاجات الإيرانية العام الماضي، وكراهية النظام الإيراني الممنهجة ضد النساء، وطرق التخلص من هذا القمع الاجتماعي والطبقي. واعتبرت مجموعة الثورة النسائية في بيانها أن العنف الذي يرتكبه النظام الإيراني المناهض للمرأة، ضد النساء في إيران، له هيكل حكومي وقضائي، مؤكدة أن هذا العنف ممنهج ومنظم؛ فيما استخدمت رابطة الكتاب الإيرانيين في بيان لها تعبير كراهية النساء الممنهجة للإشارة إلى ما يجري في إيران من قبل النظام الإيراني.

وفي العام الماضي، أثناء الاعتداء على مدارس البنات في إيران، بالغازات السامة، أكد 8 من مراسلي الأمم المتحدة أن النساء والفتيات الإيرانيات يتعرضن لأسوأ أشكال التمييز والعنف الممنهج، والتي بدأت يوم 30 نوفمبر الماضي، وشملت مئات المدارس وآلاف الطلاب.

كما دعت مجموعة الثورة النسائية في جزء من بيانها الجميع إلى تحويل يوم 10 ديسمبر المقبل، والذي يعرف بـ"أسبوع العالم البرتقالي لإنهاء العنف ضد المرأة"، تحويله إلى صوت ثورة "المرأة، الحياة، الحرية"، وطالبت بتوسيع الأعمال الاحتجاجية مثل نشر عدم الالتزام بالحجاب الإجباري، وكتابة الشعارات، والكتابة على الجدران، وتوزيع المنشورات، وترديد الشعارات ليلا، وتقديم العروض والفعاليات الجماعية في الأماكن العامة.

 

  1. 17. في الشأن الصيني

تمكّن الرئيس الصيني شي جينبينغ من إضفاء طابع استثنائي على زيارته إلى الولايات المتحدة، انطلاقاً من اللقاء المطوّل مع الرئيس الأميركي جو بايدن، مروراً بالتصفيق الحار الذي قوبل به من رؤساء الشركات، وصولاً إلى "دبلوماسية الباندا". غير أنّ العبرة تبقى في ترجمة ذلك إلى أفعال، وفقاً لخبراء. ويقول هؤلاء إنّه بخلاف بوادر حسن النية والكلمات الطيبة، لم تقدّم الزيارة ما يوحي بأنّ الصين ستغيّر أسلوبها بشكل جذري، مشيرين إلى أنّه يجب أن تُتبع الزيارة بإجراءات ملموسة إذا أراد الرئيس الصيني استخلاص الفوائد في مواجهة التباطؤ الاقتصادي في الصين وهروب رؤوس الأموال الأجنبية منها. لكن مما لا شكّ فيه أن الرئيس الصيني خُصَّ بموقع مهم في سان فرانسيسكو، حيث شارك في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك). وقد أثمرت هذه الزيارة العديد من الاتفاقيات مع الولايات المتحدة، بما في ذلك استئناف الاتصالات العسكرية بين البلدين، في ما يشكّل علامة على نجاحها.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

  

1*) سيدة الجبل

20 تشرين الثاني 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج سلوان، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، دانيال زاخر، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، سناء الجاك، طوني حبيب، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

أولا- سيعود "حزب الله" من مواجهات الجنوب إما مدعياً الانتصار ويريد تثميره في الداخل اللبناني غلبة فوق غلبة، وإما جثة سياسية ستخلق إرباكا سياسيا فوق الإرباكات كافة التي يتخبط فيها لبنان، وفي الحالين نحن مقبلون على وضع معقد وخطير تتطلب مواجهته أعلى درجات اليقظة السياسية والتضامن الداخلي.

وها هو الشيخ نعيم قاسم يقول إن المقاومة هي خارج النقاش وإنها ستواصل التسليح والتدريب رغما عن أي أصوات لبنانية معارضة.

وبذلك يضرب "حزب الله" مرة جديدة مبدأ الشراكة بين اللبنانيين، إذ كيف يمكن أن يدعي الحرص على المصلحة الوطنية بينما يضع نفسه فوق الدستور وفوق القرارات الدولية والعربية ذات الصلة.

إن "لقاء سيدة الجبل" يؤكد أن لا شراكة حقيقية في البلد خارج الدستور والقرارات الدولية والعربية ذات الصلة، لأنها جميعاً تشكل الضمانة لعيش اللبنانيين مع بعضهم البعض في دولة واحدة.

وعليه يحث "اللقاء" كل القوى الحية والضنينة بمصلحة لبنان على وعي دقة المرحلة وخطورتها والاستعداد لمواجهة تحدياتها بأعلى درجة من الوحدة الداخلية والتعالي على السياسات المصلحية والفئوية الضيقة، والاجتماع حول الدستور وقرارات الشرعية الدولية والعربية بوصفها المرجعية الوحيدة التي تحفظ لبنان من خطر التفكك وخطر هيمنة "حزب الله" على الداخل اللبناني، خصوصا بعد الاهتزاز الكبير الذي طال سرديته في الحرب الأخيرة، وهو ما سيجعله أكثر تشددا وإرباكا في التعامل مع الوضع الداخلي.

ثانيا- يقوم مجلس الأمن الأربعاء المقبل بعملية تقييم للقرار 1701.

يعتبر "اللقاء" أن هذا القرار سقط عملياً بقرار من "حزب الله" أولاً ومن إسرائيل ثانياً.

ورغم ترنّح آلية تنفيذه، يُطالب "اللقاء" بتطبيق القرار 1701 ويعترض على إسقاطه بقوّة الأمر الواقع.

المطلوب 1701 فعّال ونرفض 1701 شكلياً، خاصةً بعد إطلاق المتّهم بقتل الجندي الإيرلندي من قبل المحكمة العسكرية التي تحوّلت إلى محكمة مطبوعات.

ثالثاً - تأتي ذكرى استشهاد الشيخ بيار أمين الجميل هذه السنة لتؤكد أننا نحيا على طريق الوحدة الداخلية اللبنانية، وهي أصعب الطرق إنما أسماها مع تقديرنا لكل أنواع الاستشهاد من أجل قضايا الحق. ويقف "اللقاء" دقيقة صمت أمام استشهاد الرئيس رينه معوّض.

ويأتي يوم اسقلال لبنان هذا العام، في 22 تشرين الثاني، لتذكيرنا أننا لا نزال تحت الاحتلال الايراني.

2*) التيار العوني

21 تشرين الثاني 2023

عقد تكتل "لبنان القوي" إجتماعه الدوري، اليوم، برئاسة النائب جبران باسيل ناقش خلاله جدول اعماله، وأشار في بيان، الى ان "العدوان الاسرائيلي على غزة وعلى جنوب لبنان يقترب من يومه الخمسين، فتزداد اعماله العسكرية وحشيةً ولا تحقّق من الأهداف سوى الجرائم والتدمير ضدّ المدنيين".

ودان  التكتل "جرائم الحرب التي تستهدف المدنيين العزل من أطفال ونساء كما حصل اليوم في جنوب لبنان باستشهاد الاعلاميين من محطة الميادين"، وتقدم من المحطة ومن ذوي الشهداء بالعزاء. واعتبر ان "تكرار استهداف المدنيين يؤشّر الى محاولةٍ لجرّ لبنان الى الحرب لأهداف لم تعد خافية على احد". وجدّد موقفه "الداعم لحق لبنان في الردّ على اي عدوان من دون اي تورّط في اي حرب لا علاقة مباشرة للبنان بها"

ورأى ان "التصعيد الاسرائيلي اللامحدود ضدّ الشعب الفلسطيني في غزّة هو حرب بلا افق"، سائلا: "إلى متى سيبقى الرأي العام العالمي مغمض العينين عن حجم الجرائم الاسرائيلية؟ والى متى ستظل اسرائيل ترفض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلّة والى متى سيظل العالم متجاهلاً لقرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية ونائياً بنفسه عن فرض وقف لإطلاق النار وعن وضع مبادرة للتفاوض حول سلام عادل مبني على الحقوق بدل استمرار منطق القوة المفرطة واغتصاب الحقوق؟".

واشار الى ان "مجموعة من المطبّلين والمضللين، تواصل افتعال ازمة لا وجود لها في الأصل نتيجة قرب بلوغ قائد الجيش السّن القانونية للتقاعد"، معلنا ان التكتل "لا يرى اي موجب للتهويل ولا اي مبرّر لمخالفة القوانين، فلا وجود للفراغ في موقع قائد الجيش بحكم ما يُعرف بإمرة الأعلى رتبة وهذا متوفّر وهو تلقائي"، معتبرا  ان "مروحة الحلول واسعة وتشمل اضافةً الى ما سبق، امكانية تكليف وزير الدفاع لضابط يختاره هو بعد التشاور للتعيين بالوكالة او اي اجراء دستوري وقانوني يتم اتخاذه بحسب الأصول من دون اللجوء الى خيارات لا دستورية ولا قانونية تهدّد وحدة المؤسسة العسكرية وهيبتها وتماسكها. وفي جميع الأحوال"، ورفض "اي محاولة لتجاوز الوزير المختص الذي يبقى صاحب الصلاحية في الاقتراح والتقرير، وان اي مساس بالسلطة الدستورية للوزير بغض النظر عن الوزير والوزارة هو مساس بصميم الدستور وروحيته ونصوصه الواضحة/ مما يشكّل تهديداً باسقاط دستور الطائف في ظل غياب اي بديل عنه، ويشرّع الباب امام الفوضى والمجهول". 

3*) حزب الله

23 تشرين الثاني 2023

اعتبرت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان أن "الحرب الصهيونيّة ضدّ غزّة وأهلها تجاوزت اليوم الخامس والأربعين، ولا يزال الأفق مقفلاً دون تحقيق أيٍّ من أهدافها المعلنة، فلا استطاع العدو أن يحرّر أسراه بالقوّة وأذعن أخيرًا لمنطق التفاوض حول هذا الأمر، ولا تمكّن من أن يسحق حماس أو أن يقضي على المقاومة ومنظومتها رغم كل الدمار الذي تسبّب به والاستهدافات التي طاولت قتل المدنيين والأطفال والنساء وتفجير المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات فضلاً عن البيوت والمتاجر".

أضاف البيان:"على الرغم من كل انتهاكات العدو الصهيوني للقوانين والقواعد والأنظمة الدولية وللقيم والأعراف الإنسانيّة، فقد فشل فشلاً ذريعاً في تبرير توحشه العدواني أو في كسب الرأي العام العالمي إلى جانبه، وخصوصاً بعد افتضاح أكاذيبه وادّعاءاته واتضاح فشله الاستخباري وعجزه الأمني وتخبّطه السياسي والإداري وتورط أجهزته في قتل المستوطنين.

رغم مسارعة الإدارة الأمريكيّة لاحتضان ورعاية العدو الصهيوني بعد الضربة القاصمة التي وجهتها له حركة حماس في 7 تشرين أول، ورغم إطلاقها يد هذا العدو لاستباحة كل المحرّمات في الحرب على غزّة وشعبها ورغم توفيرها كل الدعم والمساندة له في حربه تخطيطاً وإشرافاً ومواكبةً، فإنّ الصهاينة كشفوا عن حقيقة طبيعتهم العنصريّة وظهروا أمام مرأى ومسمع العالم بأسره كعصاباتٍ إجراميّة متوحشة تحترف القتل وتخشى القتال وهي أخطر على البشريّة وأبعد ما تكون عن احترام القوانين أو الرضوخ لمنطق العدل أو الإقرار بحقوق الآخرين".

تابع:"إلى ذلك كله، فقد أكّد أيضاً تقاعس الدول ومنظماتها عن إقامة العدل أو حتى عن القيام بواجبها لوقف العدوان الصهيوني، أنّ المقاومة للدفاع عن الوجود والوطن ولتثبيت الحقّ وانتزاعه، ورفض الإذعان والخضوع للمعتدين، هو الخيار المتاح والطبيعي والمشروع للشعوب المظلومة والمضطهدة والمعتدى عليها. وقد عبّر عن هذه الحقيقة، الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريش حين قال "إنّ ما حصل في 7 تشرين لم ينشأ من فراغ"، مقراً، ولو ضمناً أو عبر زلّة لسان بأنّ الظلم والاحتلال المفروضين قهراً على الشعب الفلسطيني من قبل الغزاة الصهاينة يبرران حقه المشروع في المقاومة.

ولعل ما يؤكد مناهضة العدو الصهيوني للحق والحقيقة، هو استهدافه للشهود الصادقين من رسل الصحافة والإعلام الميدانيين الذين يسجّلون بالصوت والصورة وقائع الاعتداءات والانتهاكات الشريرة التي يقوم بها الصهاينة في السلم وفي الحرب، وليس تعمّده قتل المراسلين والمصورين الصاحفيين والإعلاميين إلا الدليل على هذه الحقيقة الثابتة التي تدفعنا لإدانة العدو الصهيوني وشجب جرائمه المتكررة ضدّ الصحافة والإعلام والتي أودت بحياة العديد من المراسلين والمصورين الذين نال العديد منهم في غزة شرف الشهادة لهم ولعوائلهم، وفي لبنان أيضاً نال هذا الشرف بالأمس القريب عصام العبدالله من وكالة رويترز، فيما ناله اليوم إضافةً إلى المواطن حسين عقيل،  الإعلاميان فرح عمر وربيع المعماري من قناة الميادين الفضائيّة التي لم يستطع العدو تحمّل صدقيّة أدائها في نقل وقائع عدوانه على غزّة ولبنان".

أضاف: "إننا إذ نحيي الإعلام الصادق والشجاع ووسائله وقنواته نتقدم منه ومن عوائل شهدائه بأحر وأسمى التبريكات.

وفي وضعنا اللبناني، نحيي بطولات المقاومين الشجعان الذين يكبحون هستيريا العدو وتوحشه ويبذلون دماءهم وأرواحهم دفاعاً عن لبنان وحمايةً لسيادته ونصرةً وتضامناً مع أهلنا الشرفاء والمقاومين البواسل في غزة فلسطين. ونوجّه تحية إجلالٍ لكل شهداء المقاومة وجرحاها ولكل الشهداء المدنيين المظلومين من إخواننا وأهلنا في لبنان وغزة الإباء".

وقال:"وإذ تعبُرُ بالأمس ذكرى الاستقلال في وقتٍ تعاني فيه البلاد مشاكل عدة منها الشغور في موقع رئاسة الجمهورية والتباينات حول الآلية الأنسب لمعالجة الشغور المرتقب في موقع قيادة الجيش، وغير ذلك من المشاكل التي تتسلل عبرها بعض التدخلات الخارجيّة المقيتة التي تحاول أن تملي إرادتها على بعض اللبنانيين، بعيداً عن المعاني الحقيقيّة للاستقلال والسيادة المطلوب التزامها بدل الاكتفاء بالتغنّي بهما أو المزايدة الكلامية بشأنهما. إنّ كتلة الوفاء للمقاومة  وانطلاقاً من مسؤوليتها تجاه قضايا الوطن والناس، تؤكد أن العدوان الصهيوني المتوحش على غزّة وأهلها، جريمة إبادة جماعيّة موصوفة، تستدعي ملاحقة دولية وعامة للكيان الصهيوني ولأجهزته كافّة، كما تستدعي تحركاً فورياً سريعاً لتعليق عضويته في الأمم المتحدة وصولاً إلى إسقاط شرعيّته المزعومة وطرده منها، وتؤكد أن خيار المقاومة لتحرير الأرض المحتلة والدفاع عن الوجود والوطن هو حق طبيعي للشعوب. لا يجوز التنكّر له ولا المساس به. و تؤكد الكتلة موقفها الداعي إلى وجوب الإسراع في ملء الشغور الرئاسي، وتدارك الشغور المرتقب في موقع قيادة الجيش واعتماد الآلية الأنسب قانوناً وواقعاً لتقرير العمل بموجبها. والكتلة منفتحة للتوافق على أيٍّ من الخيارات المتاحة".

ختم:"تدعو هيئات المجتمع المدني للتنسيق مع السلطات والهيئات الرسميّة المختصة من أجل تنشيط الذاكرة وتحفيز الوعي حول المعاني الحقيقية الوطنيّة للاستقلال والسيادة، والعمل على تكريس مصداقية التزامهما في الممارسة السياسة والسلطوية في البلاد".

4*) الراعي

26 تشرين الثاني 2023

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وانطوان عوكر، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور الوزيرة السابقة اليس شبطيني، اللجنة الوطنية لراعوية الشبيبة التابعة لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: السلام عليك، افرحي يا مريم" قال فيها: "نحتفل في هذا الأحد ليتورجيًّا بتذكار البشارة لمريم، التي نقلها جبرائيل الملاك قائلًا: "السلام عليك" أي "إفرحي يا مريم، يا ممتلئة نعمة. لقد وجدتِ حظوة عند الله" (لو 1: 28 و 30). ونحتفل كنسيًّا "باليوم العالميّ الثامن والثلاثين للشبيبة" الذي أسّسه القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني سنة 1985، وحدّد موعده في عيد المسيح الملك بحسب الروزنامة الليتورجيّة اللاتينيّة. ووجّه قداسة البابا فرنسيس كالعادة رسالة لهذه المناسبة بعنوان "كونوا في الرجاء فرحين" (روم 12: 12). يسعدنا أن نقيم معًا هذه الليتورجيا الإلهيّة إحياءً لهذين الحدثين: البشارة لمريم، ويوم الشبيبة العالميّ. فأرحّب بكم جميعًا، وبخاصّة بالهيئة العامّة "اللجنة الوطنيّة لراعويّة الشبيبة التابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان" التي تتمثّل فيها لجان الشبيبة والحركات الرسوليّة والكشفيّة في الكنائس الكاثوليكيّة الخمس في لبنان. فنحيّي مرشدها الوطني عزيزنا الخوري شربل دكّاش، وسائر المرشدين.نتأمّل في هذه العظة بفضيلة الرجاء، موضوع رسالة قداسة البابا. وقد اختاره استعدادًا ليوبيل الشبيبة في السنة المقدّسة 2025 حيث يكون الشبّان والشابات "حجّاج الرجاء".

وتابع: "حيّا قداسة البابا فرنسيس الشبيبة ودعاهم "الرجاء الفرح للكنيسة، ولبشريّة هي في مسيرة دائمة". وأكّد أنّه يرغب في السير معهم اليد باليد على طريق الرجاء، في ضوء كل من دعوة بولس الرسول "كونوا في الرجاء فرحين" (روم 12: 12)، وتأكيد النبي أشعيا: "إنّ الذين يعيشون في رجاء الربّ يسيرون ولا يتعبون" (أش 40: 31). عندما كتب بولس الرسول إلى مسيحيي روميه، داعيًا إيّاهم إلى "الفرح في الرجاء"(روم 12: 12)، كانوا في ذروة الإضطهاد والقتل والإستشهاد. هذا الفرح الداعي إليه بولس إنّما ينبع من سرّ موت المسيح وقيامته، ويتحدّر من اللقاء الشخصي بالمسيح. أجل الرجاء المسيحي يأتي من الله بالذات، ومن يقيننا بأنّ الله يحبّنا. بكلّ أسف، يقول البابا فرنسيس، في الزمن الذي نعيشه، زمن الحروب والنزاعات والحقد والكراهيّة، زمن الظلم والإستبداد، زمن الفقر والجوع والحرمان والإنتحار، زمن التهجير والطرد من أرض الأجداد، وكأنّنا في سجن مظلم، نرى أنّ "الرجاء هو الغائب الأكبر!". لكنّ هذا الغائب الأكبر هو الفاعل الأقدر. فالله ينعم على كلّ إنسان بثلاث فضائل: الإيمان والرجاء والمحبّة. فيستعير قداسة البابا شعرًا من الكاتب والشاعر الفرنسي Charles Péguy الذي يسمّي هذه الفضائل "أخوات": الرجاء هو "الأخت الأصغر"، أمّا الإيمان والمحبّة فهما "الأختان الكبيرتان".يقول هذا الشاعر: "الإيمان لا يرى إلّا ما هو، أمّا الرجاء فيرى ما سيكون؛ المحبّة لا تحبّ إلّا ما هو، أمّا الرجاء فيحبّ ما سيكون. ويختم: "الفضيلة التي يحبّها الله هي الرجاء". أمّا القدّيس أغسطينوس فيعتبر أنّ هذه الفضائل الثلاث مترابطة ومتكاملة، إذ يقول: "من يؤمن يرجو، ومن يرجو يحبّ". ما يعني أنّ الرجاء جسر بين الإيمان والمحبّة. فالإيمان يحتاج إلى الرجاء لكي يصمد، والمحبّة بحاجة إلى الرجاء لكي تتواصل. ويؤكّد قداسة البابا فرنسيس في رسالته: "أنّ الرجاء نور يضيء في الظلمة". فيتّخذ صورة سبت النور، ومثال أمّنا مريم العذراء".

وأضاف: "فسبت النور هو "يوم الرجاء". وهو أرض صلدة بين الجمعة العظيمة وأحد القيامة، بين إحباط التلاميذ والفرح الفصحيّ. هذا هو "المكان" الذي فيه يولد الرجاء. تتذكّر الكنيسة في هذا اليوم نزول المسيح الصامت إلى الجحيم ليقيم الأموات. هكذا يقول قداسة البابا ربّنا لا يكتفي بنظره الرحوم إلى مساحات موتنا وآلامنا أو بمناداتنا من بعيد، بل يدخل في صميم اختباراتنا للجحيم كنور يسطع في الظلمات ويبيدها (راجع يو 1: 5). ويتّخذ قداسته مثال رجاء مريم العذراء. فعلى الجلجلة ظلّت "ثابتة في الرجاء على غير رجاء" (روم 4: 18). فلم تسمح بأن ينطفئ في قلبها اليقين بالقيامة التي أعلنها ابنها. وهكذا مريم ملأت صمت سبت النور بانتظار محبٍّ مملوءٍ رجاء، استكمالًا لوقوفها عند أقدام الصليب. فزرعت في نفوس التلاميذ اليقين بأنّ يسوع سينتصر على الموت، وبأنّ الكلمة الأخيرة لن تكون للشرّ بل للقيامة. إنّها حقًّا "امرأة الرجاء" وأمّ الرجاء. رجاؤنا المسيحيّ، متجذّر في الإيمان بأنّ الله لن يتركنا أبدًا لوحدنا، بل يحفظ وعده واضعًا على لساننا كلمة صاحب المزامير: "حتى ولو سلكت في وادي ظلال الموت، لن أخاف سؤًا، لأنّك معي" (مز 23: 4). هذا الرجاء المسيحيّ ليس انتفاء الألم والموت، بل هو احتفال بمحبّة المسيح القائم من الموت، والذي هو دائمًا معنا، حتى عندما يبدو لنا بعيدًا. "فهو لنا نور الرجاء الكبير، الهادي في ليلنا، لأنّه "نجمة الصباح الساطعة" (الإرشاد الرسولي المسيح يحيا، 33). فنشكر الله على الهدنة الإنسانيّة لأربعة أيّام في غزّة التي بدأت صباح الجمعة الماضي. فنرجو أن تصبح بهمّة أصحاب الإرادات الحسنة وقفًا دائمًا للنار، وبداية لحل المشاكل بالتفاوض، ونحن نصلّي ونشكر الله على وقف التوتّر في جنوب لبنان والعودة إلى الحياة الهادئة. فيكفينا قتلًا وتدميرًا وتهجيرًا! والآن نتساءل: أين الرجاء في حياة اللبنانيّين؟ إنّ المسؤول الحقيقيّ الذي يدرك واجب المسؤوليّة هو الذي يزرع الرجاء في قلوب المواطنين صغارًا وكبارًا، وينتزع كلّ يأس وإحباط وكفر من قلوب المواطنين. أهكذا يفعل المسؤولون عندنا والنافذون؟ بكل اسف كلّا. فنقول لهم: ضعوا أمام أعينكم مسؤوليّة زرع الرجاء في قلوب جميع المواطنين اللبنانيّين، من خلال التجرّد من مصالحكم الشخصيّة والفئويّة والطائفيّة، فتستعيد العائلة الوطنيّة اللبنانيّة جمال عيش وحدتها في التنوّع، والعيش معًا مسيحيّين ومسلمين بالإحترام المتبادل والتعاون والإغتناء من الثقافات الخاصّة. نحن لا نقبل، أيّها المسؤولون السياسيّون، أكنتم في الحكم أم خارجه، بأن تتمادوا بانتزاع الرجاء من نفوس الشباب، ومن قلوب قوانا الحيّة، وإقحامهم على الهجرة كأنّكم تتفادون قيادتهم الرشيدة في المستقبل، مثل خوف هيرودس من ولادة الطفل يسوع والديكتاتوريّين. لا نقبل بمواصلة انتهاك الدستور وتحديدًا المادة 49، على حساب قيام الدولة والمؤسّسات، وأنتم لا تنتخبون عمدًا رئيسًا للجمهوريّة منذ سنة وشهر، والأوضاع الإقليميّة الدقيقة للغاية تفرض وجود حماية للدولة، والرياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة! فلا نقبل برهن انتخاب الرئيس لشخص أو لمشروع أو لغاية مرتبطة بالنفوذ . لا نقبل بحرمان الدولة من رأسها، ولا بنتائج الحرمان. تنصّ المادّة 49 على أنّ رئيس الجمهوريّة هو "رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن". فلما حوّل اتفاق الطائف رئيس الجمهوريّة من رئيس للسلطة الإجرائيّة، التي أناطها بالحكومة مجتمعة، إنّما أراده رئيسًا للدولة بأرضها وشعبها ومؤسّساتها، كلّ مؤسّساتها، ولا سيما المؤسّستين الأساسيّتين: مجلس النواب ومجلس الوزراء، لجهة ضبط تناسق عملهما، ولجهة مسؤوليّته عن علاقاتهما، فهما جناحا الدولة، وتناغمهما واجب وفقًا للأصول وهو المسؤول عن هذا التناغم، والمهمّة هذه تأتي تحت باب احترام الدستور. فلا نقبل، ولو ليوم واحد، بتغييب الرئيس، وبالتالي بفوضى الحكم، وكثرة الرؤوس، ومرتع النافذين (راجع ألبير منصور: الإنقلاب على الطائف، ص 82)!

وختم الراعي: "نحن لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش واستقراره والثقة بنفسه وبقيادته، لا سيما والبلاد وأمنها على فوّهة بركان. ينصّ الدستور في المادّة 49 على أنّ "رئيس الجمهوريّة هو القائد الأعلى للقوّات المسلّحة". فكيف يجتهد المجتهدون لتعيين قائد للجيش وفرضه على الرئيس العتيد؟ اذهبوا فورًا إلى الأسهل وفقًا للدستور، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، فتنحلّ جميع مشاكلكم السياسيّة، وتسلم جميع مؤسّسات الدولة. ولقد اسعدنا، صباح الخميس الماضي، بزيارة وفد المجلس الإسلامي الشعي الأعلى برئاسة نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، وعلى الأخص بتصريحه بشأن انتخاب رئيس للجمهوريّة، وبشأن مؤسّسة الجيش. ذلك أنّنا نتكلّم لغة واحدة، لأنّنا لا نتكلّم سياسيًّا بل وطنيًّا، ولأنّنا لا ندخل في تقنيّات العمل السياسي بل في أخلاقيّته على قاعدة الفصل بين الخير والشرّ. فلنجدّد أيّها الإخوة والأخوات، رجاءنا بالله، لأنّ هذا الرجاء لا يخيّب فهو نابع من قلب الله، له كلّ مجد وتسبيح وشكر، الآن وإلى الأبد، آمين".

5*) عودة

26 تشرين الثاني 2023

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل اليوم عن شاب غني جاء مجربا الرب يسوع، قائلا له: «أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية». هذه الحادثة نقرأها أيضا في إنجيل متى (19: 16-22) وإنجيل مرقس (10: 17-27). الإنجيلي لوقا يتحدث عن رئيس أتى يجرب الرب، فيما يدعوه متى شابا، ومرقس يخبرنا بأنه ركض وجثا أمام الرب يسوع. كل هذا يدلنا على أن الشاب، الذي نعرف لاحقا أنه غني، كان رئيسا في محيطه، أي متقدما دينيا على الباقين. قد يكون الشاب الغني ينتظر جوابا بهدف الخلاص، لكن المشكلة كانت في سبب طرحه السؤال. يقول النص الإنجيلي أن الشاب أتى إلى الرب «مجربا له»، منتظرا منه أن يقول شيئا مخالفا لتعاليم اليهود وللناموس، لكي يشتكي عليه بشهادة السامعين. لكن الرب «العارف مكنونات القلوب» عرف أفكار الشاب وأجابه: «لماذا تدعوني صالحا وما صالح إلا واحد وهو الله؟» لأن اليهود لا يطلقون صفة «صالح» إلا على الله وحده، وكأنه يقول له: إما أنك تعترف بأني الله، أو إنك لا تعرف الناموس كفاية. لكن الرب أكد أن الشاب يعرف الناموس عندما قال له: «إنك تعرف الوصايا: لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك». كان هدف الشاب أن يسمع من المسيح إلغاء للوصايا، لكن الرب ثبتها، وذكره بها معددا القسم الثاني منها".

أضاف: "كان اليهود يعتبرون أن اللوح الأول من لوحي العهد يحتوي على الوصايا التي تتحدث عن علاقة الإنسان بالله، أما اللوح الثاني فيحمل الوصايا التي تحدد علاقة الإنسان بالآخر. لافت أن الرب ذكر في جوابه الوصايا الموجودة في اللوح الثاني وأكد أن ميراث الحياة الأبدية يكون عبر تطبيق الوصايا التي تتعلق بالآخر. طبعا، لا يقصد الرب أن علاقتنا بالله ليست مهمة، لكن علاقتنا بالآخر هي التي تحدد علاقتنا بالله. لهذا زاد الرب على هذه الوصايا وصية تجمعها كلها معا، أي وصية المحبة. هذا ما علمنا إياه أيضا الرسول يوحنا: «إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب، لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره، ولنا هذه الوصية منه أن من يحب الله يحب أخاه أيضا» (1يو 4: 20-21). أجاب الشاب سريعا وقال: «كل هذا قد حفظته منذ صبائي»، لكن الرب عاد فقال له: «واحدة تعوزك بعد: بع كل شيء لك ووزعه على المساكين فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني»، وكأنه يقول له إن حفظ الوصايا منذ الحداثة لا يكفي، لذلك يلزم تطبيقها والعيش بموجبها. لقد أتى الشاب طالبا سبيل الحياة الأبدية، فكان الجواب أن الحياة الأبدية تبدأ بفعل محبة القريب".

وتابع: "لم يكتف الرب بجواب نظري بل أعطى حلا عمليا طالبا من الشاب أن يبيع كل ما يملك ويوزعه ليكون له كنز في السماء، ثم يتبعه. عندما نسمع عبارة: «كنز في السماء» نتذكر قول الرب: «لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسد سوس ولا صدأ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون، لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا» (مت 6: 19-21). هنا، أوضح الرب كيف يكنز الإنسان في السماء ويربح الحياة الأبدية. لم يأت جواب الرب بحسب رغبة الشاب الذي «حزن لأنه كان غنيا جدا». حينئذ، قال الرب يسوع للحاضرين: «ما أعسر (أصعب) على ذوي الأموال أن يدخلوا ملكوت الله».

وقال: "المسيحية لا تجرم الغنى، وهناك عدة شخصيات غنية بارة في الكتاب المقدس كإبراهيم وأيوب ويوسف الرامي... المشكلة تكمن في محبة المال، كما يقول الرسول بولس: «محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة» (1تي 6: 10). يشدد آباء الكنيسة على أن كثرة الأموال تنسي الإنسان تدخل الله في حياته، إذ يظن أنها تستطيع تحقيق كل حاجاته، مثلما قرأنا الأسبوع الماضي في مثل الغني الجاهل (لو 12: 13-21). يقول القديس باسيليوس الكبير: «لم يطلب أن نبيع ما لنا لأنها أمور شريرة بطبعها، وإلا لما كانت من صنع الله. لم يأمرنا بأن نلقيها عنا كأمور رديئة، بل أن نوزعها. لا يدان أحد لأنه يملك شيئا، إنما لأنه يفسد ما يملكه. بهذا، فإننا بحسب وصية الله نلقي عنا ما لنا لغفران خطايانا والتمتع بالملكوت». أما القديس يوحنا الذهبي الفم فيقول: «حتى إن كنت غنيا، فالطبيب قادر أن يشفيك. إنه لن ينزع الغنى، إنما العبودية للغنى ومحبة الطمع في الربح». لذلك نصلي من أجل كل من يظنون أن غناهم جاء بفضلهم، خصوصا المسؤولين الذين ينسون أن غناهم سمح به الرب لكي يساعدوا من خلاله أبناء الله المحتاجين. ونأسف أن الشعب يظن أن خلاصه يأتي من المال ومن طريق الأحزاب والجماعات والزعماء الذين مهما أخطأوا يسامحهم أتباعهم لأنهم أولياء نعمتهم".

أضاف: "مرة أخرى يحل عيد الإستقلال فيما البلد بلا رأس، وهو يتخبط في مشاكل لم يجد المعنيون لها حلولا منذ سنوات، أضيف عليها شبح الحرب التي لا طاقة للبنان على تحملها في ظل تداعي الدولة وانهيار الإقتصاد، ولا يريدها معظم  اللبنانيين الذين عانوا من ويلات الحروب ودفعوا أثمانا باهظة من حياتهم وممتلكاتهم ومستقبل وطنهم، ولا يريدون أية مقامرة بمصيرهم بل يتطلعون إلى اليوم الذي ينتخب فيه رئيس للبلاد تبدأ معه مسيرة نهوض البلد من كبوته التي طالت، وتبدأ عملية إصلاح شامل تقضي على الفساد والتطاول على السيادة والدستور، واستباحة الحدود، وكبح الحريات واستغلال القضاء، وتحصر قرارات الدولة في يد الدولة، وتعيد للمواطن كرامته وللدولة هيبتها وللقانون سيادته. عندها فقط يعود للإستقلال معناه ويشعر اللبنانيون أنهم يمسكون مصيرهم بيدهم لأن دولتهم، بكافة عناصرها، هي الحاكم الوحيد، والناطق الوحيد باسمهم، والراسم الوحيد للسياسة الداخلية والخارجية".

وتابع: "في هذه المناسبة لا بد من التشديد على أهمية دور جيشنا، وضرورة الالتفاف حوله، وعدم العبث بكل ما يتعلق به كونه المدماك الأخير الصامد. كما لا بد من التشديد على وعي المواطنين وواجبهم في محاسبة ممثليهم كي يقوموا بالدور الذي انتخبوا من أجل القيام به".

وختم: "دعوتنا اليوم هي إلى التحرر من عبودية المال وسلطته، واستعمال ما منحنا إياه له لمساعدة إخوتنا البشر، علنا نرث الحياة الأبدية ونستأهل أن يتجسد المسيح الكلمة من أجل خلاصنا".