رقم 194/2024
29 كانون الثاني-4 شباط /2024
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.
I. ملخّص التقرير
في الشأن اللبناني
يواصل متكلمو الحزب وحلفائه دعواتهم إلى التسوية في ملف انتخاب رئيس الجمهورية، دون التراجع عن "الثوابت" التي وضعوها منذ البداية، وهو ما عثّر، على ما يبدو، الحراك الأخير لسفراء اللجنة الخماسية في بيروت.
من جهة أخرى تتواصل حملة التخوين التي استهدفت وتستهدف قيادات حزبية ودينية معارضة. وقد وصلت الوقاحة بالحزب والمقربين منه إلى درجة، قول المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان انه " لا تجوز المقارنة أبداً بين حزب الله الذي تشكّل مقاومته أكبر ضمانة استراتيجية للبنان وسيادته، وبين من غرق بحروبه الميليشياوية وتوغّل بالفساد والمذابح الجماعية"، متناسيا بالطبع المجازر التي قام بها هذا الحزب تحت عناوين مختلفة، والتي كان آخرها معارك اجتياح بيروت والجبل في ال2008، هذا دون الإشارة إلى ما قام به الحزب في سوريا، ومن دون الخوض بموضوع الفساد الذي غطاه ويمارسه الحزب في لبنان!
وفي حين أصبح الحزب معزولا أكثر بعد حرب غزة، اشار المفتي قبلان، إلى انه "لا بدّ من تسوية عبر رئيس المجلس النيابي، ورئيس الجمهورية رمز الشراكة الوطنية ولن نقبل دون الشراكة الميثاقية، والرئيس نبيه بري قوة وطنية قادرة على ابتكار الحلول الوطنية ودون الرئيس بري لا تسوية على الإطلاق"؛ فمن الواضح ان التواصل مع الداخل والخارج أصبح محصورا بالحليف المؤتمن والوحيد – الاستاذ نبيه بري!
ومن دون الدخول في عقيدة حزب الله وفي ما قام عليه وبرنامجه وما يريد ان يحققه في لبنان والمنطقة، يهم أسرة التقرير التأكيد على انه أصبح لزاما على القوى المعارضة لهذا الحزب والمواجِهة للاحتلال الايراني من ورائه، ان تعمل على توحيد الصف لقيام جبهة موحدة لمواجهة وضع اليد، ولإسماع المجتمعَين العربي والدولي صوتا غير صوت الحزب، الذي يهدد حينا ويفاوض أحيانا، تحت "عباءة الدولة اللبنانية" التي يُمسك بقرارها!
في المنطقة العربية والعالم
في سوريا، غلب الطابع الأمني على الأحداث هذا الاسبوع أيضا، فمن الغارات الاسرائيلية التي استهدفت مجددا مقرات ايرانية في دمشق والتي قُتل خلالها مستشار ايراني جديد، رغم الأخبار التي أفادت ان طهران قد استدعت مستشاريها من سوريا وانها ستتابع القيادة عبر حزب الله اللبناني؛ إلى الغارات الاميركية التي أتت ردا على مقتل الجنود في القاعدة التي استُهدفت الاسبوع الماضي. فقط الاوضاع الأمنية تتصدر الأخبار، فلا الوضع الانساني ولا الوضع الاقتصادي المتدهورَين ولا الأزمة السياسية هم في معرض العناوين التي تتناول أخبار دمشق.
في فلسطين/اسرائيل، من الواضح ان الهروب إلى الأمام هو الطريق الوحيد الذي سيعتمده رئيس الوزراء الاسرائيلي ومجلس الحرب الذي يترأسه، ومع التهديدات المتواصلة من الجانبين الاسرائيلي واللبناني (حزب الله)، يتخوف المجتمع الغربي من ان تنتقل الحرب من الجبهة الجنوبية إلى الشمال (بعد ان بدأ الجيش الاسرائيلي يشير إلى إمكانية إنهاء أعماله العسكرية في غزة)، وهو ما يمكن ان يُشعل المنطقة وليس فقط لبنان! وهذا في وقت تشير المعلومات إلى إمكانية عقد صفقة تبادل أسرى مع حماس مترافقة مع وقف لإطلاق النار يمكن ان تستغله اسرائيل للرد بقوة أكثر على استهدافات الحزب. وفي الداخل الاسرائيلي أيضا وضع نتياهو متأرجح، فبعد قرار المحكمة العليا الذي حجّم مشروع اليمين مترافقا مع احتجاجات المعارضة وتظاهرات أهالي المختطفين في غزة، أصبح نتنياهو محاصرا. أضِف إلى ذلك المِزاج الغربي غير الموافق على سياسة الحكومة الاسرائيلية بالرغم من الدعم غير المسبوق الذي يقوم به دعما لاسرائيل.
في العراق، يواصل رئيس الوزراء العراقي سياسة تُجنّب العراق الدخول في الصراع القائم بين ايران والولايات المتحدة، لكن على ما يبدو أن هذه السياسة لن تنجح في الظرف الحالي. فالضغوط المُمارسة على السوداني من الجانبين الايراني والاميركي لا تعطيه الحرية التي كانت لديه قبل 7 اكتوبر.
في ليبيا، لا تزال القوى السياسية متمسكة بمواقفها على الرغم من الطريق المسدود التي وصلت إليه البلاد، ولا تزال الجهود الدولية والاقليمية مستمرة من أجل تقريب وجهات النظر للوصول إلى توافقات من اجل إنجاز الاستحقاقات الدستورية والخروج من الأزمة.
في ملف اليمن، تواصل ميليشيا الحوثي استهدافاتها للسفن التجارية والعسكرية في خليج عدن والبحر الاحمر، مع تصاعد الغارات الاميركية-البريطانية على مواقعها، هذا في وقت يستعد الاتحاد الاوروبي لإرسال قوة عسكرية بحرية إلى المنطقة بهدف مواكبة وحماية السفن التجارية. ففيما يبدو ان الوضع في المنطقة لا يتجه إلى الحل لا بل إلى إمكانية التصعيد.
في السودان، بالرغم من التواصل غير المعلن بين الجانبين المتحاربين لا تزال المعارك متواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع تفاقم الازمة الانسانية في البلاد مترافقة مع تحذيرات دولية من عدم امكانية تأمين المساعدات للمدنيين الذيت إصبحوا على مشارف المجاعة.
في تونس، لا تزال حكومة الرئيس قيس سعيّد تواصل جهودها للخروج من الأزمة الاقتصادية بعد تعثّر التوافق مع صندوق النقد. وبعد صدور أحكام قضائية بحق قيادات حركة النهضة بدأت تتعالى الأصوات لحل الحزب وحظر نشاطه نهائيا بحسب القانون التونسي.
في تركيا، أتت استقالة حاكم البنك المركزي حفيظة إركان بعد أقل من عام على تعيينها لتضع عدة علامات استفهام. فالجهود التي قامت بها من ضمن الفريق المالي الجديد بالطبع، لإخراج تركيا من أزمتها المالية لم تجنّبها الاستداف الشخصي فقط بسبب تردي علاقتها مع رئيس البلاد! الواضح انه في تركيا غير مسموح ان تبقى في المناصب الأولى إذا سمحت لنفسك ان تعارض الرئيس أردوغان! هذا في وقت يعتبر الخبراء ان تغيير حاكم البنك المركزي هذه المرة لن يؤثر على السياسة المالية لأنقرة.
في ايران، كان لافتا تنديد طهران بالتعدي على سيادة سوريا والعراق! ففي وقت تتنصّل من مسؤوليتها عن جميع الميليشيات التي أنشأتها ودعمتها في البلدان التي قال مسؤولوها انهم يملكون القرار فيها، معتبرة ان قرار هذه الميليشيات مستقل وهي تعمل وفق مصالحها الخاصة في كل بلد، تسمح لنفسها بقصف الأراضي السورية والعراقية والباكستانية حين ترى ذلك يتوافق مع أمنها، لكنه غير مسموح لأحد غيرها بحماية مصالحه وأمنه!
في اوكرانيا، فيما لا تزال كييف بانتظار التوافق الاميركي لإقرار المساعدات التي طالب بها الرئيس بايدن، أتى إقرار المساعدات الاوروبية دعما لاقتصادها ليخفف العبء وليؤكد وحدة الاتحاد في مواجهة الطموحات الروسية في القارة. وفي وقت تواصل القوات الاوكرانية صدّ الهجمات الروسية المتصاعدة على الجبهات، يحاول الرئيس زيلينسكي تصفية حساباته الانتخابية مع قائد الجيش الذي يعتبره "منافسا" له حيث انه يملك اعلى نسبة تأييد بين الاوكرانيين، كما يحمّل الرئيس الاوكراني قائد الجيش مسؤولية فشل الهجوم المضاد. هذا في وقت تواصل القوات الاوكرانية تحت قيادة الجنرال زالوجني تكبيد الجيش الروسي وموسكو خسائر على الجانبين العسكري (بمواصلة استهداف الاسطول الروسي والقواعد العسكرية في القرم وخلف خطوط القتال) والاقتصادي (برفع وتيرة الاستدافات في العمق الروسي لمصافي النفط الأساسية).
II. التقرير
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في الملف الرئاسي، وبعد "تعثّر" حركة اللجنة الخماسية في بيروت بعد الاتهامات التي سيقت باتجاه الرئيس نبيه بري حول تعطيله مسعى اللجنة، عادت الاهتمامات تتركز على رصد الحركة الديبلوماسية المحمومة الجديدة التي انطلقت في اتجاه المنطقة والتي يشكل لبنان جزءاً اساسياً منها. إذ يبدو لافتاً أنه بعد جولة وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في المنطقة تتزامن جولات جديدة لكل من وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الذي يبدأ جولته الخامسة منذ اندلاع حرب غزة، ووزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في أول جولة له في المنطقة بعد تعيينه في منصبه، وكذلك كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين الذي يتوقع ان يكون له تحرك مكوكي جديد بين إسرائيل ولبنان. واذا كان لبنان ليس مشمولاً بجولة بلينكن فيما ستشمله جولة سيجورنيه فان تحرك هوكشتاين يشكل الدلالة الحاسمة على ان عودة الاستقرار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يشكل واقعياً أولوية أميركية لا لبس فيها.
في المواقف السياسية، أعربت وزارة الخارجية والمغتربين عن عميق قلقها من القصف الذي تعرضت له كل من سوريا والعراق، وأسفها لما نتج عنه من سقوط عدد من القتلى والجرحى، وما يشكله أيضا من انتهاك لأمن وسيادة البلدين، وذكرت بأن موقفها هذا مبدئي لدى الاعتداء على أي دولة عربية، وقد سبق أن عبّرت عن موقف مماثل لدى انتهاك سيادة وأمن الاردن، واستهداف أفراد أميركيين متواجدين على أراضيه. ودعت الوزارة الى ضبط النفس، واحترام أمن وسيادة وسلامة كافة الدول، وذكرت بأن لبنان سبق أن حذر مرارا الجميع من خطر تمدد الحرب وتوسع الصراع. كما طالبت الوزارة بضرورة تطبيق وقف إطلاق نار فوري في غزة كمدخل إلزامي لوقف التصعيد، بغية التوصل الى حل سياسي قائم على قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقة، وفقا لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة.
في ملف جبهة الجنوب، كان لافتا إعلان الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، عن قصفه أكثر من 3400 هدف لحزب الله اللبناني منذ منشوب الحرب في قطاع غزة. حيث صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بانه منذ بداية الحرب هاجم الجيش أكثر من 3400 هدف لحزب الله في كل جنوب لبنان، مضيفا أن أكثر من 200 "إرهابي وقيادي" قتلوا في الضربات. كما أضاف أن الجيش الإسرائيلي قصف أكثر من 50 هدفا لحزب الله داخل الأراضي السورية منذ بداية الحرب، وأعلن عن نشر ثلاث فرق على الحدود الشمالية ردًا على هجمات الحزب على شمال إسرائيل.
في سياق متصل، نظم "العمل الجماهيري" في حركة "حماس" اعتصاما أمام مقر وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين - "الأونروا" في بيروت، رفضا لقرار عدد من الدول المانحة بوقف تمويل الوكالة، شارك فيه ممثلون عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وفاعليات لبنانية وحشد من اللاجئين من لبنان والنازحين الفلسطينيين من سوريا، حيث حمل المعتصمون يافطات ورفعوا شعارات تندد بهذا القرار وتؤكد تمسك اللاجئين الفلسطينيين بالاونروا ودورها حتى العودة!!
في مواقف حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، أكد عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق أن المقاومة صعّدت من عملياتها النوعية كرد ميداني قوي على التصعيد الإسرائيلي، وأما العدو الذي يهدد لبنان، عليه أن يعلم أن المقاومة قد استعدت لكل احتمالات الحرب والتصعيد كمّاً ونوعاً، ونحن حاضرون في الميدان. وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يهدد ويريد أن يحقق المكاسب من موقع الهزيمة، علماً أن الذي يشجعه على التهديد، هو الموقف العربي الرسمي، فبعض الدول العربية لا زالت تمد يد المساعدة للعدو، وهناك دولاً عربية مطبّعة لم تقطع علاقاتها معه بعد، ولا تزال أعلام الكيان الإسرائيلي ترفرف إلى اليوم فوق عواصمها، واعتبر أن المطلوب محاكمة أميركا أولاً، لأنها الشريك الأساسي وصاحبة القرار في إطالة أمد الحرب.
أما الوزير السابق محمد فنيش فقد أكد أن التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان لن توثّر في تصميمنا، لا سيما وأن المقاومة لم ولن تغفل يوماً عن خطورة العدو، وقد أعدت العدة له وهي جاهزة للدفاع عن لبنان. كما شدد على أن المقاومة في لبنان ليست جزءاً من الألاعيب السياسية الداخلية، وهي لم ترتضِ لنفسها يوماً أن تُدخل قوتها في الحسابات الداخلية أبداً، ولا نقبل لا مساومة ولا إغراء، ومنذ أن حررنا الأرض عام 2000، رفضنا كل الإغراءات، وأضاف انه لنا قواعد عملنا في الشأن الداخلي، ولنا آلياتنا المسموح بها بحسب دستورنا ونظامنا السياسي، ولا نخرج عن هذه الآليات، والدولة لها دورها، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها، ونحن نحترم صلاحيات المؤسسات!
في السياق، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على كيانات وأفراد في لبنان وتركيا لدعم الشبكة المالية لفيلق القدس الإيراني وحزب الله اللبناني، وأضافت الوزارة في بيان أن هذه الكيانات ربحت إيرادات قدرها مئات الملايين من الدولارات من بيع السلع الأولية الإيرانية، بما في ذلك إلى الحكومة السورية.
محطات سياسية واقتصادية:
في ملف انسحاب القوات الاميركية والذي يتم تداوله بشدة في الفترة الاخيرة، أشارت مصادر عسكرية مطلعة، إلى انه لم يطرأ أي تغيير حتى الآن على مسألة انتشار قوات التحالف التي تتمركز في 4 محافظات سورية هي الحسكة والرقة ودير الزور وحمص، والتي تستمر في دعم قوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق المجاور. وبحسب المصادر لم يقدِم التحالف على إجراء أي تغييرات تتعلق بعدد عناصره وأماكن انتشارهم حتى. فيما لفت أحد المتابعين إلى أن كل ما يدور حول هذا الملف مجرد حملة إعلامية، وأضاف أن 3 أطراف على الأقل هي تركيا وروسيا وإيران تتبنى الترويج للانسحاب الأميركي من أجل الضغط على قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لكن رغم ذلك يقوم التحالف الدولي بتعزيز انتشاره على الأراضي السورية. بدوره، أكد مدير المركز الكردي للدراسات، نواف خليل، الذي يراقب الوضع في سوريا عن كثب، أن المعطيات على أرض الواقع تتعارض مع الأنباء التي تتحدث عن انسحاب محتمل أو وشيك لقوات التحالف.
ووسط المشهد المتوتر في المنطقة، لاسيما بعد الهجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة أميركية في شمال شرقي الأردن قرب الحدود السورية، وأدى إلى مقتل 3 جنود أميركيين، أفادت مصادر ميدانية الاثنين، بقصف مقر تابع لميليشيات إيرانية وللحرس الثوري الإيراني في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق. من جانبها، أشارت وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري بأن القصف الإسرائيلي استهدف مقراً استشارياً إيرانياً، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وفي حين، نفى السفير الإيراني في سوريا، قصف مركز استشاري لبلاده بالقرب من دمشق، أكد مصدر عسكري سوري رسمي في بيان صادر عن وزارة الدفاع، أن إسرائيل شنت عدواناً جوياً على عدد من النقاط جنوب دمشق، ما أدى إلى مقتل عدد من المستشارين الإيرانيين وآخرين مدنيين ووقوع عدد من الجرحى إضافة إلى بعض الخسائر المادية.
وفي التفاصيل أكدت المصادر أن الغارة الإسرائيلية على دمشق استهدفت منشآت تابعة لفرع فلسطين بفيلق القدس الإيراني، الذي يقوده داخل سوريا سعيد آيزيدي، مضيفة أن المنشآت التي قُصفت كانت تزود حماس والجهاد بالأسلحة والمعلومات. كما أفادت بأن القصف الذي تم بثلاثة صواريخ أسفر عن مقتل 8 أشخاص.
في السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الثلاثاء، إن قصفاً إسرائيلياً استهدف موقعين عسكريين في ريف درعا بجنوب سوريا، وأوضح أن صواريخ إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في منطقة تل الجموع، وآخر قرب قرية نافعة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا مقابل الجولان، دون ان يشير إلى وقوع خسائر بشرية. إلى ذلك، أشار إلى أن القصف الإسرائيلي جاء رداً على إطلاق ثلاثة صواريخ على الأقل على المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل من الجولان. وهو ما أكده إعلان الجيش الإسرائيلي الأربعاء أن طائراته الحربية نفذت ضربات على بنية تحتية عسكرية للنظام السوري ليلا ردا على إطلاق صواريخ من سوريا.
في سياق متصل، وعلى ما يبدو بعد الضربات المؤلمة التي تلقاها خلال الفترة الأخيرة، قرر الحرس الثوري الإيراني سحب عدد من كبار مسؤوليه ومستشاريه من سوريا. وتشير التقارير إلى أن الحرس قلص بالفعل انتشار كبار ضباطه على الأراضي السورية بعد موجة الضربات الإسرائيلية التي تلقاها مؤخراً. رغم ذلك، أكدت مصادر مطلعة أن إيران لا تنوي الانسحاب كلياً من سوريا، إلا أن خطوتها هذه تأتي على ما يبدو في إطار إعادة التفكير والبحث في أفق الصراع وكيفية توسعه منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى ذلك، كشفت أن الحرس الثوري سيبقى حاضراً في المشهد السوري، على أن يدير ويوجه تلك العمليات عن بعد عبر مساعدة حزب الله اللبناني. هذا في وقت كشف مسؤول اقليمي مقرب من إيران، أن المسؤولين والمستشارين الايرانيين تركوا مكاتبهم ومراكزهم واختفوا عن الأنظار، مقللين من تحركاتهم إلى أقصى الحدود.
أمنيا ايضا، وفي ثاني ضربة خلال أسبوع، شنت إسرائيل غارات جوية، فجر الجمعة، على محيط العاصمة دمشق، وأدى الهجوم إلى مقتل ثلاثة مسلحين موالين لإيران على الأقل (إيراني وعراقي وثالث مجهول الهوية)، حسب ما أفادت مصادر ميدانية مطلعة. بينما أكدت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية، مقتل سعيد عليدادي المستشار في الحرس الثوري، ونشرت صورة له. وقد أشارت المعلومات إلى أن الغارة استهدفت مزرعة تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني على طريق عقربا-السيدة زينب، موضحة أن الغارات طالت أيضا موقعاً كان قد أُخلي في وقت سابق في محيط بلدة الغزلانية على طريق مطار دمشق الدولي. وتعد منطقة السيدة زينب منطقة نفوذ واسع لمجموعات موالية لطهران، كما تتضمن عدة مقرات لحزب الله والحرس الثوري.
وفي الرد الاميركي على مقتل الجنود الاميركيين، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأنّ 18 مقاتلًا موالين لإيران على الأقلّ قُتلوا في ضربات جوّية بشرق سوريا، خمسة منهم في دير الزور، فيما أعلنت قيادة عمليات الأنبار للحشد الشعبي و"لواء 13 الطفوف"، السبت، عن مقتل 16 شخصا و25 جريحا إثر العدوان الأميركي على قاطع عمليات الأنبار للحشد. من جانبها، أكدت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) شنّ غارات جوية في العراق وسوريا، ليل الجمعة، ضد فصائل موالية لطهران وقوات لفيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني. وجاء في بيان سنتكوم، أن القوات ضربت أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا بينها مراكز قيادة وتحكّم واستخبارات وكذلك مرافق لتخزين الصواريخ والمسيّرات.
هذا في وقت أعلن الرئيس بايدن ان الضربات الاميركية بدأت اليوم وستستمر بالأوقات والأماكن التي يتم اختيارها، لافتا إلى ان الولايات المتحدة لا تسعى لصراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر، ومؤكدا انه أمر الجيش بتنفيذ ضربات ضد منشآت تابعة للحرس الثوري في سوريا والعراق.
من جانبها، أفادت وسائل إعلام سورية ان الغارات في ريف دير الزور طالت مواقع للحرس الثوري وحركة النجباء وكتائب حزب الله العراقي.
أعلنت شركة الخدمات الملاحية والبترولية ماريدايف المصرية، اليوم الاثنين، عن إسناد عقد لمدة 3 سنوات لشركتها التابعة "الميز" لخدمات النفط والغاز المشتركة بليبيا بقيمة 29.72 مليون يورو لصالح شركة "مليته" للنفط والغاز الليبية. وقالت ماريدايف في بيان لبورصة مصر، إن "الميز" مملوكة لها بنسبة 49%، وإن العقد يتضمن أعمال دعم الاستكشاف والإنتاج البترولي بحقل بوري وبحر السلام في ليبيا، مضيفة أنه من المقرر بدء تنفيذ العقد خلال الربع الأول من العام الجاري 2024.
في سياق منفصل، أجلت محكمة الاستئناف بالعاصمة طرابلس، الاثنين، إصدار حكمها القضائي على مدير جهاز الاستخبارات في النظام السابق عبد الله السنوسي، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الثورة الليبية، وذلك أسبوعا آخر. وقال فريق الدفاع عن السنوسي، إن موكلّهم مثل أمام محكمة استئناف طرابلس عن طريق تقنية الفيديو، ونفى كل التهم الموجهة إليه، كما أطلع القضاء على ظروف اعتقاله ووضعه الصحي، مجدّدا طلبه بضرورة الإفراج عنه لدواع صحية، تنفيذا لقرار اللجنة الطبيّة. وأشار الفريق إلى أنّ المحكمة قرّرت تأجيل الدعوى إلى الخامس من شهر فبراير المقبل لسماع دفاع باقي المتهمين.
في الملف السياسي، اتفقت مصر وليبيا على أهمية العمل على ترسيخ وحدة وأمن الدولة الليبية، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد. وخلال استقبال الرئيس المصري يوم الخميس، محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أكد السيسي دعم مصر لكافة الجهود الرامية لحماية وحدة الأراضي الليبية، ودعم مؤسسات الدولة لتمكينها من القيام بدورها لتحقيق هدف عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه قتل عشرات "الإرهابيين" خلال اليوم الماضي في معارك اندلعت في أنحاء قطاع غزة. وفي مدينة خان يونس بجنوب القطاع، حيث ركزت إسرائيل هجومها في الأسابيع القليلة الماضية على حركة حماس، قال الجيش إن قواته اشتبكت في معارك مباشرة وشنت ضربات جوية، كما تحدث عن قتال في وسط وشمال غزة. في حين تقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 26900 فلسطيني منذ 7 أكتوبر.
في السياق، أكد شهود عيان في القطاع غزة، الخميس، انسحاب آليات الجيش الإسرائيلي لأول مرة منذ بدء توغلها البري من محاور الشمال الغربي في مدينة غزة بشكل كامل، وقالوا إن الانسحاب حدث تحديدا في مناطق الكرامة والمخابرات والشيخ رضوان والسودانية والتوام والعامودي. ويرجح مراقبون أن يكون هذا الانسحاب في إطار محاولات الجيش الإسرائيلي لإعادة انتشار قواته تكتيكيا على الحدود الشمالية للقطاع.
بالتزامن، كشف تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" عن معالم خطة سرية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تهدف إلى تشكيل حكومة عسكرية في غزة، وتتطلع إلى قيام دولة فلسطينية مستقبلية، حيث يسعى نتنياهو لتشكيل حكومة عسكرية إسرائيلية بغزة تشرف على المساعدات لفترة انتقالية، وتتضمن الخطة إنشاء سلطة جديدة دون حماس أو أنصار محمود عباس كما تتضمن إجراء تغييرات وإصلاحات في السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وإذا نجحت هذه الخطة ضمن جدول زمني محدد، فإن إسرائيل ستعترف بدولة فلسطينية. إلى ذلك، يسعى نتنياهو إلى تشكيل تحالف يضم دولا عربية من بينها السعودية لدعم تشكيل سلطة فلسطينية جديدة. كما يصر على ان إسرائيل سيكون لها الحق بشن عمليات عسكرية في غزة كما يحصل في الضفة الغربية. واختتمت الصحيفة بالسؤال: هل يستطيع نتنياهو أن يتجه نحو إجراء تاريخي ينهي الصراع في غزة ويمهد الطريق لقيام دولة فلسطينية مستقبلية إلى جانب اتفاق سلام تاريخي مع المملكة العربية السعودية؟ مضيفة انه يبدو أن الاحتمالات معاكسة لذلك، نظرا لتاريخ نتنياهو في التخلي عن مبادرات مماثلة قبل أن تؤتي ثمارها.
من جانب آخر، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في تصريحات أدلى بها في واشنطن، إن هناك تقدما في المفاوضات للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وشدد على أنها الفرصة الوحيدة المتاحة لتهدئة الوضع في غزة. هذا فيما توعد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الثلاثاء، بالعمل على حل الحكومة في حال عقدت صفقة سيئة مع حركة حماس فيما يتعلق بالأسرى المحتجزين بقطاع غزة. وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعامل بجدية مع تهديدات بن غفير ووزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، بحل الحكومة.
وتشير المصادر إلى أنه يبدو أن الاجتماع الذي عقد في باريس الأحد، بين رؤساء أجهزة المخابرات الإسرائيلية ونظرائهم الأمريكيين والمصريين والمسؤولين القطريين، أحرز بعض التقدم نحو التوصل إلى اتفاق إضافي لإطلاق سراح الرهائن. وقد علن رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" إسماعيل هنية، أن حركته تسلمت المقترح الذي تم تداوله في اجتماع باريس الأحد، في إطار مساعي وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإتمام اتفاق لتبادل الأسرى، وأضاف أن رد حماس بشأن المقترح سيكون على قاعدة أن الأولوية لوقف العدوان على غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية كليا إلى خارج القطاع.
ويوم الخميس، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن حماس أعطت تأكيداً إيجابياً أوليا" بشأن مقترح الهدنة في غزة وإطلاق سراح رهائن، وقال خلال جلسة بكلية الدراسات العليا في واشنطن، إن الاجتماع في باريس نجح في دمج المقترحات، حيث وافق الجانب الإسرائيلي على هذا الاقتراح، كما هناك تأكيد إيجابي أولي من جانب حماس، لكن لا يزال الطريق شاق للغاية. إلى ذلك، اضاف ان الجميع يأمل أن يتمكنوا خلال الأسبوعين المقبلين من إعلان أخبار جيدة حول هذا الموضوع.
وعلى صعيد متصل، قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، الأربعاء، إن الحرب في غزة، كانت لها تداعيات اقتصادية على المنطقة خاصة الدول المجاورة لها والتي تشمل لبنان وسوريا والأردن ومصر والعراق، وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة، وأضاف، أنه بخلاف الأزمة الإنسانية الكبيرة في قطاع غزة، فإن التأثير الاقتصادي كبير على الصعيد الإقليمي، وخاصة على 4 محاور، هي القطاع السياحي الذي تراجع نسبيا، والتجارة، وقطاع النفط، والأسواق المالية.
كلام أزعور جاءت عقب إطلاق صندوق النقد الدولي، تقرير "تحديث التوقعات الاقتصادية الإقليمية للشرق الأوسط ووسط آسيا"، والذي خفض خلاله توقعاته للنمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بخمسة أعشار النقطة المئوية في العام الجاري ليصل إلى 2.9 بالمئة، مقابل 3.4 بالمئة في توقعاته السابقة الصادرة في أكتوبر من العام الماضي.
إلى ذلك، وفيما يتعلق بالعام 2024، أضاف أزعور إن هناك عاملين إضافيين لتداعيات حرب غزة، أولهما أن نسبة المخاطر مرتفعة، خاصة أن حجم ومدى هذه الأزمة غير معروف كليا، وثانيا حالة الترقب التي تسود ليس فقط عند صناع القرار ولكن أيضا عند المستثمرين.
في الملف الانساني، شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، على أن دور وكالة "أونروا" التابعة للأمم المتحدة لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه في مساعدة الفلسطينيين على مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة وجميع مناطق اللجوء.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الصفدي من نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، وفق بيان للخارجية الأردنية، وذكر البيان، أن الاتصال ركز على الأوضاع في غزة والجهود المبذولة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأكد الصفدي خطورة استمرار العدوان على غزة وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، وفق البيان ذاته.
وفي السياق، بحث الوزيران الجهود المبذولة لإيجاد الآليات التي تسمح بإيصال مساعدات فورية وكافية إلى غزة وبما في ذلك من الأردن، وجهود خفض التصعيد الإقليمي.
أفاد مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية أن واشنطن تتوقع أن تساعدها الحكومة العراقية في تحديد وعرقلة تمويل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في البلاد، بعد هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون عراقيون وأسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين.
في هذا السياق، وبعدما توعدت إدارة الرئيس بايدن أكثر من مرة بالرد على الهجمات التي تستهدف قواتها في الشرق الأوسط لاسيما في العراق وسوريا ومؤخراً في الأردن، أعلن مسؤولون أميركيون أنه جرت الموافقة على خطط واشنطن لشن هجمات على مدى عدة أيام في العراق وسوريا على العديد من الأهداف، منها عسكريون إيرانيون ومنشآت إيرانية، وفق مصادر الأميركية يوم الخميس.
وكانت "كتائب حزب الله" في العراق، أعلنت وعبر بيان الثلاثاء، عن تعليق العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال، وذلك دفعاً لإحراج الحكومة العراقية، مبينة أنها سوف تبقى تدافع عن أهلها في غزة بطرق أخرى. كما أوصى البيان من سماهم "مجاهدي كتائب حزب الله"، بالدفاع السلبي (مؤقتاً)، إن حصل أي عمل أميركي عدائي تجاههم. البيان الذي نشرته قناة "كتائب حزب الله"، تم تذيله باسم الأمين العام لـ"الكتائب" أبو حسين الحميداوي، الذي لم يقف عند حدود إعلان "تعليق العمليات العسكرية" ومحاولة رفع الحرج عن الحكومة العراقية، بل ذهب أيضاً إلى إبعاد المسؤولية عن بقية حلفائه في ما يعرف بـ"محور المقاومة" قائلاً إنه اتخذت المقاومة الإسلامية، كتائب حزب الله، قرارها بدعم أهلنا المظلومين في غزة الصمود بإرادتها، ودون أي تدخل من الآخرين!
يشار إلى أن مسارعة "كتائب حزب الله" إلى تعليق العمليات العسكرية وتبرئة ساحة الحكومتين العراقية والإيرانية، مرده بحسب المراقبين الخوف من الانتقام الأميركي، وقوة ردة الفعل، خصوصاً أن هنالك رسائل واضحة وصلت من واشنطن إلى الحكومة العراقية، بأن ردها على مقتل مواطنيها سيكون قاسياً جداً، والأخيرة قامت بممارسة ضغوط على المليشيات من أجل التهدئة. ويذكر ان رئيس الوزراء العراقي ورغم عدم إعلانه مواقف عدائية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلا أنه اتخذ خطواتٍ أزعجت كثيراً المليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني، كون السوداني يريد أن يدير الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بشكل هادئ وفعال، ويبني علاقات حسنة ومستدامة مع دول الجوار العربي، ويسعى لتحييد العراق عن المحاور الإقليمية وأن لا يكون منصة لمهاجمة دول الجوار أو تصفية الحسابات السياسية والأمنية بين واشنطن وتل أبيب من جهة، وطهران من جهة ثانية.
فيما يرى آخرون، أن قرار التهدئة الذي أعلنته الكتائب لم يكن بعيداً عن التنسيق مع الجانب الإيراني، والحكومة العراقية أيضا، وأن الولايات المتحدة سوف ترد مستهدفة مراكز ومقرات في العراق وسوريا، مستبعدين أن تهاجم أميركا أهدافاً في داخل إيران، كون مفاوضات الانسحاب الأميركي من العراق أخذت مساراً جديا، وذلك في إطار الرسائل المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة، حيث إن طهران بحاجة إلى تهدئة تقود إلى ضبط الأمور على الساحتين العراقية والسورية، لبرمجة مرحلة ما بعد الخروج الأميركي من العراق، ودور إيران المستقبلي، والآليات التي تضمن المصالح الأميركية التي سيتعهد الإيرانيون بتوفيرها مقابل الانسحاب الأميركي من المنطقة.
أبلغ نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي نظيره اليمني، يوم الثلاثاء، بأن بكين تدعم الحكومة الشرعية في اليمن والحل السياسي لتسوية القضية اليمنية، كما نقلت وزارة الخارجية الصينية عن دنغ قوله في بيان إن الصين تدعم اليمن في حماية سيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، وأضافت إن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والوضع في البحر الأحمر، وذلك خلال لقاء جمع الجانبين حيث يزور الوزير اليمني بكين.
وفي سياق الضربات الاميركية على الحوثيين، قالت القيادة المركزية الأميركية، صباح الخميس، إن قواتها قصفت مركزاً للتحكم بالطائرات المسيرة تابعا للحوثيين بمناطق سيطرتهم في اليمن في الساعات الأولى من الصباح، وأضافت في بيان، أنها نفذت ضربات استهدفت أيضاً عشر طائرات مسيرة للحوثيين. وذكرت القيادة المركزية أن الخطوة جاءت بعدما تبين أن الطائرات المسيرة ومركز التحكم بها يمثلان تهديداً وشيكاً للسفن التجارية والسفن البحرية الأميركية في المنطقة. كما أضافت إن الغارات التي دمرت مركز التحكم والمسيرات تأتي في إطار الدفاع عن النفس مؤكدة أن هذه الإجراءات ستحمي حرية الملاحة وتجعل المياه الدولية أكثر أمناً لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية.
إلى ذلك، وبعد خطاب ناري لزعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، وجه فيه الانتقادات إلى كل من أميركا وبريطانيا، أفادت الجماعة اليمينة بوقوع 4 غارات على محافظة حجة، وأكدت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، يوم الجمعة، أن قصفاً أميركياًـ بريطانياً استهدف بسبع غارات مديرية عبس في حجة شمال غربي اليمن، مضيفة أن الغارات طالت منطقة الجر بمديرية عبس.
وفي استمرار عمليات الاستهداف، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، يوم السبت، عن إسقاط مسيرة فوق خليج عدن، كما أسقطت كذلك 7 مسيرات فوق البحر الأحمر، إضافة إلى تدمير 4 طائرات حوثية كانت جاهزة للانطلاق، وأوضحت القيادة أن القوات الأميركية حددت الطائرات بدون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وقررت أنها تمثل تهديدا وشيكا للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة، ليتم ضربها وتدميرها وذلك في دفاعاً عن النفس.
في الجانب الانساني، وجهت الأمم المتحدة نداء، الخميس، لتوفير 2.7 مليار دولار لتمويل عمليات المساعدات الإنسانية هذا العام في اليمن، حيث يعيش معظم المحتاجين البالغ عددهم 18 مليون شخص في شمال البلاد. ووصف بيتر هوكينز، القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، المبلغ المالي الذي تسعى الأمم المتحدة للحصول عليه بأنه أكثر واقعية من مبلغ 4.3 مليار دولار الذي طلبته العام الماضي، واضاف إن الهدف هو وضع برنامج إنساني يستهدف الفئات الأكثر ضعفا بشكل أفضل ويكون له تأثير أكبر.
وفي ظل التهديدات الحوثية المستمرة لخطوط الملاحة في البحر الأحمر واستهدافها للسفن التجارية والعسكرية، طالب وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، يوم الخميس، بسحب الأعذار التي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة السفن، مشددا على ضرورة وقف القصف الإسرائيلي على غزة. كما طالب قبيل لقائه السفراء الأوروبيين أعضاء اللجنة الأمنية والسياسية في الاتحاد الأوروبي بالتعامل مع الحوثيين كتهديد خطير للمنطقة، مضيفا أن قصف الحوثيين من دون مقاربة شاملة تجاههم لن يحل المشكلة.
في الملفات الاقتصادية، قرر البنك المركزي المصري في ختام أول اجتماعاته خلال عام 2024، يوم الخميس، رفع سعر أسعار العائد على الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 200 نقطة أساس ليصل إلى 21.25%، 22.25% و21.75% على التوالي.
وكان المركزي المصري قرر تثبيت الفائدة في آخر اجتماع له خلال 2023، يوم 21 ديسمبر الماضي، على أسعار الإقراض والإيداع ولليلة واحدة، وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي، عند مستويات 20.75% و19.25% و19.75% على الترتيب، كما تم الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوى 19.75%. من جهة أخرى، قال البنك المركزي المصري يوم الخميس، إنه يعتزم بيع أذون خزانة مقومة بالدولار لأجل عام بقيمة مليار دولار في عطاء يوم الخامس من فبراير الجاري، على أن تجري التسوية في اليوم التالي. وستحل أذون الخزانة الجديدة محل أخرى مستحقة السداد - وكانت لأجل عام واحد - بقيمة 1.07 مليار دولار وبعائد 4.90%. كما أظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن العجز في صافي الأصول الأجنبية ارتفع 9.47 مليار جنيه مصري (نحو 307 مليون دولار) في ديسمبر إلى مستوى غير مسبوق بلغ 841 مليار جنيه (27 مليار دولار)، مع تراجع أصول البنوك التجارية وزيادة الالتزامات.
في السياق، قال صندوق النقد الدولي في بيان مع نهاية الاسبوع، إنه اتفق مع مصر على عناصر السياسة الرئيسية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في مؤشر آخر على أن الاتفاق النهائي لزيادة قرض البلاد البالغ ثلاثة مليارات دولار على وشك الاكتمال. وقالت إيفانا فلادكوفا هولار، رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر، إن الجانبين حققا تقدما ممتازا في المناقشات حول حزمة سياسات شاملة قد تبدأ معها مراجعات طال انتظارها لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في البلاد، وأضافت انه لتحقيق هذه الغاية، اتفق فريق صندوق النقد الدولي والسلطات المصرية على عناصر السياسة الرئيسية للبرنامج، حيث أبدت السلطات التزامها القوي بالتحرك بسرعة بشأن جميع الجوانب المهمة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر. وعلق الصندوق صرف حصص القرض العام الماضي بعدما ثبتت مصر سعر صرف الجنيه مقابل الدولار في مارس وعدم الوفاء بتعهدها بالسماح لقوى السوق بتحديد سعر صرفه.
وبنتيجة هذه التطورات، ارتفعت السندات السيادية المصرية الدولارية بأكثر من سنت، اليوم الجمعة، بعد أن قال صندوق النقد الدولي إنه اتفق مع الحكومة على المكونات الأساسية الخاصة بالسياسية لبرنامج إصلاح اقتصادي، وأظهرت بيانات تريدويب أن الأوراق النقدية المستحقة في 2027 شهدت أكبر المكاسب، إذ ارتفعت 1.2 سنت ليجري تداولها عند 77.29 سنت للدولار.
في سياق منفصل، وفي ملف حرب غزة، نفى مصدر أمني مصري، الخميس، وجود أي ترتيبات أمنية جديدة بشأن محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، كما نفى ما تم تداوله حول اقتراب التوصل مع إسرائيل لاتفاق حول رفح ومحور "فيلادلفيا" أو تركيب أية وسائل تكنولوجية جديدة بالمحور.
في ملف جماعة الاخوان
لا جديد في هذا الملف.
أزمة سد النهضة
لا تطورات لهذا الاسبوع.
في الملفات الاقتصادية، أغلقت معظم البورصات في منطقة الخليج على انخفاض، الثلاثاء، وسط تصاعد التوتر في المنطقة، وقاد المؤشر السعودي الخسائر. حيث تراجع المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 2.2 بالمئة، متأثرا بهبوط سهم مصرف الراجحي 2.7 بالمئة وهبوط سهم شركة أديس القابضة لخدمات الحفر عشرة بالمئة. كما قالت أرامكو السعودية إنها تلقت توجيهات بخفض طاقتها القصوى المستدامة المخطط لها لإنتاج النفط إلى 12 مليون برميل يوميا، بعد أن كانت قد رفعتها إلى 13 مليون برميل يوميا قبل أربع سنوات تقريبا. وتخلى المؤشر الرئيسي لبورصة دبي عن مكاسبه المبكرة ليغلق على انخفاض 0.1 بالمئة، متأثرا بتراجع سهم أكبر بنوك الإمارة بنك الإمارات دبي الوطني 0.8 بالمئة. كما خسر المؤشر القطري 0.4 بالمئة، مع نزول سهم صناعات قطر للبتروكيماويات 2.3 بالمئة.
من جانب آخر، هبطت أرباح بيت التمويل الكويتي "بيتك"، وهو أكبر بنك إسلامي في البلاد، بنسبة 19.1 في الربع الرابع من 2023، وأعلن البنك في بيان لـ"بورصة الكويت" أن ربحه الصافي السنوي ارتفع رغم ذلك بنسبة 63.4 %. كما أشار البيان إلى أن زيادة الأرباح السنوية ترجع بصفة رئيسية إلى مساهمة نتائج مجموعة البنك الأهلي المتحد كنتيجة لإتمام الاستحواذ خلال الربع الأخير من 2022 بالإضافة لزيادة الأنشطة الرئيسية لمجموعة "بيتك" خلال عام 2023.
من جانبها، أعلنت شركة قطر للطاقة إرساء عقود بقيمة ستة مليارات دولار من أجل زيادة إنتاج النفط من حقل الشاهين بحوالي 100 ألف برميل يوميا، وقالت في بيان، إنها أرست أربع حزم عقود رئيسية للهندسة والمشتريات والبناء والتركيب تتعلق بالمرحلة التالية لتطوير حقل الشاهين البحري، أكبر حقل نفط في البلادوتأتي ترسية العقود كجزء من مشروع رؤية الذي يعتبر المرحلة الثالثة لتطوير حقل الشاهين منذ تولي شركة نفط الشمال، وهي مشروع مشترك بين شركة قطر للطاقة بنسبة 70% وتوتال إنرجيز بنسبة 30%، تشغيل الحقل في شهر يوليو 2017. ويشتمل المشروع على حفر أكثر من مائتي بئر، ومنصة معالجة مركزية جديدة، وتسع منصات إنتاج، وخطوط الأنابيب المرافقة. ويهدف المشروع إلى تطوير أكثر من 550 مليون برميل من النفط، وسيتم تنفيذه على مدى خمسة أعوام حيث يتوقع أن يبدأ بالإنتاج عام 2027.
في شأن الامارات العربية المتحدة
في الملفات الاقتصادية، قال وكيل وزارة المالية في الإمارات، إن التقديرات تشير إلى نمو اقتصاد بلاده بنسبة 3.1 بالمئة خلال العام الماضي، على أن يرتفع إلى 5.7 بالمئة في عام 2024، وأضاف أن اقتصاد دولة الإمارات يظل متيناً أمام التحديات الاقتصادية العالمية السائدة، بما يشمل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي والظروف المالية الصعبة. كما أفاد إن التوقعات تشير إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لدولة الإمارات بنسبة 5.9 بالمئة في العام الماضي، و4.7 بالمئة في العام الجاري، وذلك ضمن خطط تنويع الاقتصاد وتعزيز النمو المستدام.
في سياق متصل، أبقى مصرف الإمارات المركزي على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير، وذلك بعد أن ثبت الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سعر الفائدة في نهاية اجتماعه الأربعاء. وقال المركزي الإماراتي إنه قرر الإبقاء على سعر الأساس على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة دون تغيير عند 5.40 بالمئة، كما قرر الإبقاء على السعر الذي ينطبق على اقتراض سيولة قصيرة الأجل من المصرف المركزي من خلال كافة التسهيلات الائتمانية القائمة عند 50 نقطة أساس فوق سعر الأساس.
من جانب آخر، أطلقت دولة الإمارات، الخميس، برنامجا جديدا لتصفير البيروقراطية الحكومية، يتضمن قيام الجهات الحكومية بإلغاء 2000 إجراء حكومي خلال عام، وتقليل مدة الخدمات الحكومية بنسبة 50 بالمئة. وقال نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن الحكومة الإماراتية وضعت حوافز لفرق العمل التي تقلل من إجراءاتها، وأعلن عن مكافآت تحفيزية تصل لمليون درهم للموظف أو لفريق العمل الذي يتفوق في تقليل وشطب الإجراءات الغير ضرورية، مشيرا إلى أن الهدف من هذا البرنامج هو تسهيل حياة الناس، وأن تكون حكومة الإمارات الأفضل عالميا في تقديم الخدمات.
في الشأن السعودي
في الملفات الاقتصادية، أظهرت بيانات حكومية الأربعاء، أن صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى السعودية قد بلغت 2.93 مليار دولار في الربع الثالث من 2023، بانخفاض 10 بالمئة عن الربع الثاني، وبارتفاع نسبته 26 بالمئة، مقارنة بالربع الأول من عام 2023. كما بلغت قيمة تدفقات الاستثمار الأجنبي الخارجة من اقتصاد المملكة حوالي 2.5 مليار دولار خلال الربع الثالث من عام 2023 بانخفاض نسبته 22.5 بالمئة بالمقارنة مع الربع الثاني من نفس العام، وبانخفاض نسبته 33.3 بالمئة، مقارنة بالربع الأول من عام 2023.
في الملفات السياسية، أكدت السعودية والكويت، يوم الأربعاء، على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر واحترام حق الملاحة البحرية فيها حفاظا على مصالح العالم أجمع، ودعا الجانبان في بيان مشترك، صدر في ختام زيارة أمير الكويت للسعودية، إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث. كما أكد البيان، حرص المملكة والكويت على تعزيز التعاون الدفاعي وتطوير العلاقات والشراكات الاستراتيجية لحماية أمن واستقرار البلدين والمنطقة.
من جانب آخر، تلقى وزير الخارجية السعودي اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الإيراني، وشهد الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، ومجالات التعاون المشترك، إضافة إلى بحث التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، وتداعياتها الأمنية والإنسانية، بحسب وزارة الخارجية للمملكة.
في السياق، اجتمع ولي العهد السعودي، في الرياض يوم الأربعاء، مع وزير الخارجية والتنمية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون. وجرى خلال الاجتماع استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك وسبل تعزيزها وتطويرها، بالإضافة إلى بحث المستجدات الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار.
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأميركي يوم الجمعة، التطورات في قطاع غزة ومحيطها والجهود المبذولة للتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية. كما ناقشا في اتصال هاتفي، القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر إقليمية، أن السعودية مستعدة لقبول التزام سياسي من إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية، في محاولة للحصول على اتفاق دفاعي مع واشنطن قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتأتي هذه الأنباء فيما يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفض حل الدولتين والإصرار على تحقيق أهداف الحرب. وقالت المصادر إن مسؤولين سعوديين حثوا واشنطن على الضغط على إسرائيل لوضع حد للحرب، على أن تساعد حينها الرياض في تمويل إعادة إعمار غزة.
المصادر ذاتها أكدت أن الجانب السعودي يشدد على ضرورة التزام إسرائيل بأفق سياسي للدولة الفلسطينية. وإذا تحقق هذا الشرط، فسيكون من الممكن استئناف المحادثات بشأن إقامة علاقات رسمية مع تل أبيب.
في ملف الازمة المالية، قال 3 نواب من البرلمان التونسي يوم الثلاثاء، إن الحكومة ستطلب تمويلا مباشرا استثنائيا من البنك المركزي بقيمة 2.25 مليار دولار لسد عجز في ميزانية هذا العام في ظل شح التمويلات الخارجية والصعوبات التي تواجه المالية العامة.
وتسلط هذه الخطوة الضوء على الصعوبات الشديدة التي تواجهها المالية العامة في تونس التي ستدفع 4 مليارات دولار من الديون الخارجية في عام 2024، بزيادة قدرها 40% مقارنة بعام 2023.
وقال نائب رئيس اللجنة المالية بالبرلمان إن الحكومة قدمت مشروع قانون يطالب بتنقيح استثنائي للسماح للبنك المركزي بتقديم تسهيلات لمرة واحدة للخزينة. وينظر خبراء إلى هذه الخطوة على نطاق واسع على أنها تهديد خطير لاستقلال البنك وتشير إلى احتمال تدخل الدولة بشكل أكبر في السياسات النقدية، خاصة في ظل صعوبة الاقتراض الخارجي. لكن نائب رئيس اللجنة المالية قال إن مراجعة القانون لا تهدد استقلالية البنك لأنه استثنائي لمرة واحدة وتم اللجوء إليه في بعض الدول الأخرى وحتى في تونس سابقا، عندما مول المركزي الحكومة بقيمة مليار دينار في عام 2020. ومن المنتظر أن يعرض مشروع القانون = في جلسة علنية للبرلمان لمناقشته الأسبوع المقبل، وفقا لتصريحات النواب.
في سياق متصل، وقعت تونس والبنك الأفريقي للتنمية الاربعاء، اتفاقية قرض بقيمة 81.9 مليون يورو من أجل إنجاز مشاريع معالجة المياه المستعملة وتوجيهها للمجال الزراعي. وأبرزت وزيرة البيئة التونسية أهمية هذا المشروع في الحد من إشكاليات الشح المائي الذي تعيشه تونس، مؤكدة أن أكثر من 3 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية الموجودة بالقرب محطات التطهير المعنية ستنتفع بهذا المشروع.
إلى ذلك، قال البنك المركزي التونسي إنه أبقى سعر الفائدة الرئيسي من دون تغيير عند 8%، ودعا لليقظة إزاء أي تداعيات محتملة قد تنجم عن طلب الحكومة الحصول على تمويل مباشر من البنك، وذكر المركزي في بيان الجمعة، أن مجلس الإدارة يعتبر المستوى الحالي لسعر الفائدة الرئيسي من شأنه، دون اعتبار العوامل الأخرى، أن يدعم تباطؤ التضخم خلال الفترة المقبلة. وأشار البيان إلى أن التضخم اتبع مسارا نزوليا منذ مارس الماضي، ليصل المعدل السنوي إلى 8.1% في ديسمبر مقارنة مع 10.1% في الشهر ذاته من 2022.
في الملفات السياسية، مدّد الرئيس التونسي قيس سعيّد، الثلاثاء، حالة الطوارئ في البلاد حتّى 31 ديسمبر 2024، في إجراء وقائي لحماية البلاد من أيّ هجمات إرهابية محتملة أو توترات أمنية. وتونس في حالة الطوارئ منذ التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة في 24 نوفمبر 2015، والذي أوقع 12 قتيلاً من الأمنيين. ومقارنة بالأعوام الماضية، التي شهدت فيها البلاد عدّة هجمات إرهابية خلّفت عشرات القتلى في صفوف الجنود وعناصر الشرطة وكذلك السياح الأجانب، يبدو الوضع الأمني أكثر استقرارا في هذه الفترة، بعد نجاح السلطات الأمنية في القضاء على أغلب وأبرز القيادات الإرهابية وتفكيكها الخلايا النائمة.
ويسمح تمديد الطوارئ للسلطات بحظر تجوّل الأفراد والعربات ومنع الإضرابات العمالية ووضع الأشخاص في الإقامة الجبرية وحظر الاجتماعات، وتفتيش المحلات ليلاً ونهاراً، ومراقبة الصحافة والمنشورات والبث الإذاعي والعروض السينمائية والمسرحية، دون وجوب الحصول على إذن مسبق من القضاء. ويأتي قرار تمديد حالة الطوارئ، في وقت تنتظر فيه البلاد تنظيم الانتخابات الرئاسية في الثلث الأخير من العام الجاري، حيث من المفترض أن تنهي ولاية الرئيس قيس سعيّد في شهر أكتوبر المقبل.
في سياق متصل، قضت الدائرة الجناحية المختصة بالنظر في قضايا الفساد بالمحكمة الابتدائية في تونس، الخميس، بسجن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وصهره رفيق عبد السلام، 3 سنوات مع النفاذ العاجل، بتهمة تلقي حزبهم تمويلاً أجنبياً خلال انتخابات 2019، وذلك رغم عدم حضورهما جلسة المحاكمة.
وبدأت التحقيقات القضائية مع حركة النهضة بشبهة الحصول على تمويل أجنبي خلال الانتخابات، قبل نحو 3 سنوات، بعدما تم الكشف عن عقود (لوبينغ) أو ضغط، أبرمتها الحركة مع شركات أجنبية، للقيام بحملات لصالحها بغرض تحسين صورتها والتلاعب بالرأي العام، وذلك اعتمادا على ما كشفه التقرير الختامي لدائرة المحاسبات حول نتائج مراقبة تمويل الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها والانتخابات التشريعية لسنة 2019. وإلى جانب الغنوشي، تقبع قيادات بارزة بالنهضة في السجون لمواجهتهم شبهات متعددة، من بينها التآمر على أمن الدولة والتورط في شبكات التسفير إلى بؤر التوتر، من بينهم نائبا الرئيس نور الدين البحيري وعلي العريض.
وبعد ثبوت تلقيها تمويلات أجنبية خلال الانتخابات وارتباطها بالإرهاب، فضلا عن توّرط أغلب وأبرز قياداتها في جرائم ضدّ أمن الدولة، تجدّدت المطالبات في تونس بحلّ حركة النهضة التي شاركت في قيادة البلاد منذ عام 2011. فقد دعا عدة رؤساء أحزاب سياسية تونسية إلى ضرورة تطبيق القانون على النهضة وحلّها وحظر نشاطها نهائيا.
أدرجت الولايات المتحدة، الأربعاء، ثلاثة كيانات سودانية على لوائح العقوبات بسبب مشاركتها في تمويل وتأمين العتاد لكل من القوات المسلحة السودانية وكذلك قوات الدعم السريع، وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثير ميلر، أن شركة زادنا الدولية للتنمية المحدودة تعد أحد المكونات الرئيسية للإمبراطورية التجارية للقوات المسلحة السودانية، التي تستخدمها لغسل الأموال، وأضاف أن العقوبات تشمل شركة الفاخر للأعمال المتقدمة المحدودة، وهي شركة قابضة لأعمال تصدير الذهب التابعة لـقوات الدعم السريع، ما يساعد في توليد ملايين الدولارات لصالح المجهود الحربي لهذه القوات. وأكد أيضاً أن شركة بنك الخليج المحدودة لعبت دوراً مركزياً في تمويل عمليات قوات الدعم السريع. وعدّ ان الكيانات الثلاثة قد قوضت السلام والأمن والاستقرار في السودان، موضحاً أنه بدلا من التزام تعهداتها والتزاماتها بحماية المدنيين وتنفيذ وقف النار، واصلت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تأجيج الصراع، وارتكاب الفظائع، وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية. وأفاد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (أوفاك) بأن هذه العقوبات تؤكد التزام الولايات المتحدة المستمر بتحديد وعزل مصادر التمويل لكل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وأكد أن بلاده ستواصل استخدام الأدوات المتاحة لنا لإنهاء هذه الحرب المدمرة، وتعزيز المساءلة، ومساعدة الشعب السوداني على تحقيق مطالبه بالحرية والسلام والعدالة.
في السياق، قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، إنه لا يمكن الحديث عن أي عملية سياسية في السودان إلا بعد الانتهاء من تمرد قوات الدعم السريع. وكان البرهان قد أكد الثلاثاء، على أن أي حل من الخارج للصراع الدائر في البلاد لن يصمد، مضيفاً أنه لا يمكن لأي جهة أن تفرض على السودان أي إجراءات. وأضاف البرهان أن المجلس لا يتحدث مع أي وسطاء، سواء في جوبا عاصمة جنوب السودان أو بالعاصمة المصرية القاهرة، وتابع ان منظمة الإيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية) من وجهة نظرالسودان لا تعنينا وغير معنية بالشأن السوداني!
إلى ذلك، نقلت مصادر مطلعة إن قادة كبارا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اجتمعوا ثلاث مرات هذا الشهر في البحرين في أول تواصل على هذه الدرجة بين الجانبين المتحاربين في الصراع المستعر منذ تسعة أشهر. وقالت أربعة مصادر، بينهم اثنان حضرا المحادثات، إن ممثلين مؤثرين من القوتين ومسؤولين من السعودية والإمارات ومصر والولايات المتحدة حضروا المحادثات غير المعلنة.
وقالت المصادر إن الجيش في محادثات المنامة مثله اللواء شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، ومثل قوات الدعم السريع اللواء عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وأضافت إن الجانبين اتفقا مبدئياً على إعلان مبادئ يشمل الحفاظ على وحدة السودان وجيشه، وكان من المزمع إجراء مزيد من المحادثات لمناقشة وقف إطلاق النار، لكن اجتماعا للمتابعة تأجل الأسبوع الماضي.
في الملف الانساني، ومع استمرار الصراع، أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، أنه يتلقى بالفعل تقارير عن أشخاص يموتون جوعاً في السودان جراء الكارثة الإنسانية الناجمة عن الأزمة، وكشف البرنامج في بيان أن 18 مليون شخص في أنحاء البلاد يواجهون حاليا مستويات حادة من الجوع. كما طالب الطرفين المتحاربين بتقديم ضمانات فورية لإيصال المساعدات إلى المحتاجين بشكل آمن، واصفا عبور وكالات الإغاثة خطوط المواجهة في مناطق الصراع بالسودان بأنه شبه مستحيل.
إلى ذلك، أعلن المسؤول الأممي طوبي هارورد، نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للسودان، يوم السبت، أن القتال الدائر في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور خلال اليومين الماضيين أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية ونزوح واسع النطاق. وقال إن مكتب الأمم المتحدة بالسودان يتلقى تقارير عن تجنيد واسع النطاق لأطفال تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاما في صفوف الأطراف المتحاربة والجماعات المسلحة في الفاشر، بما يمثل انتهاكا خطيرا لحقوق الطفل والقانون الإنساني الدولي.
في الملف الاقتصادي، قرر الفيدرالي الأميركي، هذا الاسبوع، الإبقاء على الفائدة دون تغيير للجلسة الرابعة على التوالي، لتظل عند مستوى 5.25 و5.50 بالمئة، وهو الأعلى منذ 23 عاما. وألمح الفيدرالي بقدر كبير إلى خفض الفائدة في الأشهر المقبلة في بيانه بشأن السياسة النقدية الذي خفف من مخاوف التضخم ومخاطر أخرى على الاقتصاد وأسقط إشارة طويلة الأمد إلى زيادات أخرى محتملة في تكاليف الاقتراض. إلى ذلك، استبعد جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بشدة فكرة أن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة في الربيع، وذلك في ظل توقع كثير من المتعاملين في السوق أن يبدأ خفضها في مارس.
في ملف حرب غزة، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أن الوزير أنتوني بلينكن يبدأ، الأحد، جولة جديدة في الشرق الأوسط، تشمل كلاً من المملكة العربية السعودية ومصر وقطر وإسرائيل والضفة الغربية. وأوضح ميلر، الجمعة، أن جولة بلينكن هي الخامسة له، وتستمر حتى الثامن من الشهر الحالي، في الشرق الأوسط، منذ هجوم 7 أكتوبر. كما أضاف أن الوزير الأميركي سيواصل جهوده الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق كل الرهائن المتبقين، ويشمل هدنة إنسانية تسمح بإيصال مستدام ومتزايد للمساعدة الإنسانية إلى المدنيين في غزة، كما سيواصل العمل للحيلولة دون توسيع النزاع، مع إعادة التأكيد أن الولايات المتحدة ستتخذ الإجراءات المناسبة للدفاع عن العاملين لديها وحق حرية الملاحة في البحر الأحمر. إلى ذلك، سيواصل بلينكن أيضاً النقاشات مع الشركاء حول كيفية إقامة منطقة أكثر تكاملاً وسلاماً تشمل أمناً دائماً لإسرائيل والفلسطينيين على حد سواء.
وتحمي واشنطن حليفتها إسرائيل من أي تحرك يستهدفها في الأمم المتحدة واستخدمت حق النقض (فيتو) بالفعل مرتين ضد قرارين في المجلس منذ السابع من أكتوبر، لكنها امتنعت أيضا عن التصويت مرتين، مما سمح للمجلس باتخاذ قرارات تهدف إلى زيادة المساعدات الإنسانية لغزة والدعوة لهدنة إنسانية عاجلة وطويلة.
من جانب آخر، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن مشروع قرار قدمته الجزائر لمجلس الأمن يطالب بهدنة في غزة قد يعرض للخطر مفاوضات حساسة تستهدف التوسط في وقف القتال في غزة. وعرضت الجزائر مشروع القرار على المجلس المؤلف من 15 عضوا يوم الأربعاء. ويطالب المشروع بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس لأسباب إنسانية. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت الجزائر ستطرح مشروع القرار للتصويت أمام مجلس الأمن أو موعد ذلك.
في ملف الانتخابات الرئاسية، ورغم التوقعات بفوز الرئيس الأميركي السابق في انتخابات 2024، فإن دراسة جديدة أظهرت أن الرئيس الأميركي جو بايدن في طريقه لهزيمة منافسه الجمهوري في نوفمبر بحصوله على صوتين إضافيين في المجمع الانتخابي عما حصل عليه في عام 2020. وتوقع التقرير الصادر عن وكالة موديز أناليتيكس، المتخصصة في نمذجة الأحداث السياسية والاقتصادية، أن بايدن في طريقه للفوز بولاية ثانية بهامش ضئيل، متفوقا بولاية كارولينا الشمالية، لكنه سيهزم في ولاية أريزونا التي فاز بها في عام 2020.
إلى ذلك، أظهر استطلاع جديد أجرته جامعة Quinnipiac في الفترة من 25 إلى 29 يناير أن بايدن يتقدم على ترامب بنسبة 50% مقابل 44% في المنافسة الرئاسية الوطنية، مسجلاً ارتفاعًا من 47% مقابل 46% في الاستطلاع السابق الذي أجرته الجامعة في ديسمبر. وبحسب الاستطلاع، حقق بايدن تقدما قويا بشكل خاص بنسبة 52% مقابل 40% مع الناخبين المستقلين.
قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء، إن الاتحاد يعتزم إطلاق مهمة بحرية في البحر الأحمر خلال ثلاثة أسابيع للمساعدة في الدفاع عن سفن الشحن ضد هجمات الحوثيين في اليمن، وأضاف أنه يتوقع أن يقر وزراء خارجية الكتلة الأوروبية المهمة عندما يجتمعون في 19 فبراير. ويقول مسؤولون إن سبع دول في الاتحاد الأوروبي مستعدة لتقديم سفن أو طائرات ضمن المهمة، وقد تعهدت بلجيكا بالفعل بإرسال فرقاطة، ومن المتوقع أن تفعل ألمانيا بالمثل. وأصر بوريل على أن مهمة الاتحاد الأوروبي - الملقبة بأسبيدس، من الكلمة اليونانية التي تعني الدرع - لن تشارك في أي ضربات عسكرية وستعمل فقط في البحر.
في سياق آخر، كشف المتحدث الإقليمي باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، عن موقف التكتل من استمرار تقديم الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بعد اتهامات إسرائيلية بتورط مزعوم لعدد من موظفيها في هجمات السابع من أكتوبر الماضي. وقال ، إن الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق بالغ إزاء الادعاءات المتعلقة بتورط موظفين بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في هجمات السابع من أكتوبر الإرهابية في إسرائيل، موضحا أن التكتل على اتصال مع الأونروا للتحقق من هذا الأمر، ويتوقع منها أن توفر الشفافية الكاملة بشأن الادعاءات وأن تتخذ تدابير فورية ضد الموظفين المعنيين. وبشأن موقف الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي بعد الاتهامات الإسرائيلية، قال بوينو، إن التكتل يعكف في الوقت الراهن على تقييم الخطوات الإضافية واستخلاص الدروس، استنادا إلى نتائج التحقيق الكامل والشامل.
من جانب آخر، سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تهدئة غضب احتجاجات المزارعين في بلاده وعدة دول أوروبية بالقول إن الاتحاد ليس أصمّا فيما يخُصُ شكاواهم ومخاوفهم. يأتي هذا بينما تتواصل احتجاجات المزارعين الأوروبيين ضد السياسات الاقتصادية والتجارية في عدة بلدان، فقد كان المشهد غير مألوف في شوارع أوروبا، حيث وصلت قوافل من الجرارات، يقودها مئات المزارعين الغاضبين القادمين من عدة دول أوروبية، إلى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ويواجه المزارعون الأوروبيون أزمة كبيرة بسبب انقطاع أكثر من 80 بالمئة من إمدادات الغاز الروسي، مما أدى إلى زيادة الكهرباء والغاز بشكل حاد. وهذا بدوره، تسبب في تأثيرات سلبية على الأسر، وحتى الشركات. وتُبرِز احتجاجات المزارعين الأوروبيين الحاجة الملحة لإعادة النظر في السياسات الاقتصادية والزراعية للاتحاد الأوروبي، خاصة في وقت يشعرون فيه بالقلق في مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية الراهنة.
في ملف آخر، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تشريع غير مسبوق على المستوى العالمي لتنظيم الذكاء الاصطناعي بعد مفاوضات مكثفة حول التوازن بين حرية الابتكار والحفاظ على الأمن. وأعلن سفراء الدول السبع والعشرين بالإجماع عن الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه في ديسمبر بين الدول وأعضاء البرلمان الأوروبي، على ما أعلنت الرئاسة البلجيكية لمجلس الاتحاد الأوروبي. وكانت المفوضية الأوروبية قدمت مشروعها الذي يحمل عنوان "قانون الذكاء الاصطناعي" في أبريل 2021. وفي ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي، سيتم فرض قواعد على الجميع لضمان جودة البيانات المستخدمة في تطوير الخوارزميات والتحقق من أنها لا تنتهك تشريعات حقوق النشر. وتفرض القواعد الأوروبية على المطورين التأكد من أن الأصوات والصور والنصوص المنتجة محددة بوضوح على أنها من نتاج الذكاء الاصطناعي. وما زال يتعين على البرلمان الأوروبي أن يصادق بشكل نهائي على التسوية النهائية في الربيع، والتي لم يعد من الممكن تعديلها. وستُطبق قواعد معينة بعد ستة أشهر من اعتمادها، وبعد عامين بالنسبة للأحكام الأخرى.
في سياق منفصل، وبعد أن منح البرلمان التركي، موافقته على انضمام السويد إلى حلف "الناتو"، اعتبر وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في مقطع مصور بثه المتحدث باسم الحكومة، اليوم الجمعة، أنه سيكون من اللائق أن يأتي رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون إلى بودابست قبل تصديق المجر على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي! رسمياً، لم تتقدم المجر بأي اعتراضات جوهرية في "الناتو" على عضوية السويد. ووفقاً لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن السلطات في المجر لم تقدم سبباً واضحاً للتأخير، لكن كبار السياسيين من حزب "فيدس" الحاكم، قالوا إن التأخير يعود إلى الانتقادات السويدية للديمقراطية في المجر.
أزمة شرق المتوسط
لا تطورات هذا الاسبوع.
صرح وزير الخارجية التركي أن بلاده ستواصل الالتزام ببنود معاهدة مونترو للمضائق، مؤكدا أن إجراء تعديلات عليها غير قابل للنقاش. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فيدان، الثلاثاء، مع وزيرة خارجية بلغاريا ماريا غابرييل، في العاصمة صوفيا. وقال فيدان انه باعتبار تركيا هي الجهة المنفذة لاتفاقية مونترو، فإن الحفاظ على السلام في البحر الأسود ومنع المبادرات التي من شأنها تعرض هذا السلام للخطر هما من أولوياتها الرئيسية، مؤكدا مواصلة الالتزام ببنود المعاهدة مونترو، ومشيرا الى ان مسألة إجراء تعديلات على المعاهدة غير قابلة للنقاش ولا حتى التفكير بها. وبخصوص المذكرة التي وقعتها تركيا ورومانيا وبلغاريا مؤخرا، بشأن إنشاء مجموعة بحرية لمكافحة الألغام في البحر الأسود، أكد أنهم أظهروا ذلك كحالة نموذجية للتعاون الأمني والإقليمي، وأنهم، كدول مشاطئة يرون في ذلك خطوة تتماشى مع مبدأ الملكية الإقليمية وروح التحالف.
في الملف الاقتصادي، وبعد ان وصل العجز إلى 1.4 تريليون ليرة (حوالي 46.5 مليار دولار) في عام 2023 من 142.7 مليار ليرة في العام السابق، أي بنحو 900 بالمئة، وفقا للأرقام التي نشرتها وزارة الخزانة والمالية التركية الاسبوع الماضي، وهي النتيجة التي رحبت بها الحكومة التي كانت تتوقع صدمة مالية أكبر من ذلك؛ أعلنت محافظة البنك المركزي التركي حفيظة غاية إركان، الخميس، استقالتها من المنصب الذي تولّته قبل أقل من عام، وأضافت أنه تم مؤخراً تنظيم حملة كبيرة لاغتيال سمعتها، مشيرة الى انه في هذه المرحلة، بدأ برنامج الفريق الاقتصادي يؤتي ثماره، حيث ان الزيادة في احتياطياتتركيا والبيانات الاقتصادية ومؤشرات الاتجاه الرئيسي للتضخم هي دليل على هذا النجاح. كمل لفتت الى انه على الرغم من كل هذه التطورات الإيجابية، فقد تم مؤخراً تنظيم حملة كبيرة ضدها ومن أجل منع أسرتها من التعرض لمزيد من هذه العملية، طلبت من الرئيس اعفائها من واجبها.
وفي أول تعليق له على خبر الاستقالة، قال وزير المالية التركي، محمد شيمشك، إن استقالة محافظة البنك المركزي إركان كان قرارها.
ويوم الجمعة، عيّن الرئيس التركي الخبير الاقتصادي السابق في أمازون فاتح قره خان، حاكما جديدا للمصرف المركزي خلفا لإركان التي استقالت على خلفية فضيحة إعلامية تتّهمها بمنح مزايا لعائلتها في المصرف المركزي. وقد أفادت تقارير بأن إركان أثارت غضب الرئيس التركي بتصريح أدلت به الشهر الماضي لصحيفة تركية قالت فيه إنها اضطرت للعودة والإقامة لدى والديها مع أطفالها وزوجها، بسبب التضخم وارتفاع اسعار العقارات في تركيا، بحسب مراقبين. وأثارت الحملة ضد أول امرأة تولّت حاكمية المصرف المركزي التركي مخاوف مستثمرين وخلّفت أجواء ضبابية حول التزام رجب طيب إردوغان تجاه فريقه الحكومي على المدى الطويل. يذكر ان في 28 يوليو من العام الماضي عُين قره خان نائبا لرئيس البنك المركزي التركي.
أمنيا، اعتقلت الشرطة التركية 7 أشخاص، الجمعة، للاشتباه في بيعهم معلومات لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، وجرى اعتقال المشتبه بهم - الذين يزعم أنهم نقلوا المعلومات إلى الموساد عبر محققين خاصين - في عملية مشتركة مع جهاز الاستخبارات الوطنية التركية (إم ي تي). وذكرت المعلومات أن ضباط فرع المخابرات ومكافحة الإرهاب التابعين لشرطة إسطنبول، نفذوا مداهمات في مدينتي إسطنبول وإزمير على الساحل الغربي، بناء على أوامر أصدرها مكتب مدعي عام إسطنبول.
قال ميخائيل يفراييف حاكم منطقة ياروسلافل في روسيا إن الدفاعات الجوية أحبطت هجوما بطائرة مسيرة، يوم الاثنين، على مصفاة سلافنفت-يانوس بمدينة ياروسلافل شمال شرقي موسكو، وأضاف أن الواقعة لم تسفر عن نشوب حريق أو وقوع إصابات في المصفاة التي تبعد نحو 250 كيلومترا عن العاصمة موسكو. وجاءت محاولة الهجوم في أعقاب سلسلة من هجمات مماثلة بطائرات مسيرة على البنية التحتية للطاقة في روسيا في الأسابيع القليلة الماضية، وأدى بعضها إلى تعطيل إنتاج الوقود.
في السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء، إن قواتها تمكنت من إسقاط ما يصل إلى 86 طائرة مسيرة أوكرانية بالإضافة إلى 12 صاروخا من طراز أوراغان وهيمارس، بالإضافة إلى قنبلة موجهة من طراز "جي دي إيه إم"، وذلك خلال يوم واحد في مناطق زولوتاريفكا، وبوباسنايا، وكريمينايا في مقاطعة لوغانسك، وفيرخنيكامينسكوي، ويامبولوفكا في مقاطعة دونيتسك وأوتشيريتوفاتوي، وشيفتشينكوفو، وميرنوي، وكونستانتينوفكا، وليوبيموفكا في مقاطعة زابوريجيا، وكورسونكا في مقاطعة خيرسون. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن منظومات الدفاع الجوي التابعة للجيش الروسي دمرت أو اعترضت ما مجموعه 21 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق شبه جزيرة القرم ومقاطعات بيلغورود وبريانسك وكالوغا وتولا.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إسقاط 11 مسيّرة أوكرانية ليلًا وصباحًا فوق مناطق بيلغورود وكورسك فورونيج.
ويوم السبت، أعلنت السلطات الروسية إخماد حريق نشب في مصفاة فولغوغراد النفطية بجنوب البلاد على مساحة 300 متر مربع، بعد هجوم بطائرة مسيرة، وقال أندري بوتشاروف حاكم فولغوغراد إن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات. ومصفاة فولغوغراد مملوكة لشركة لوك أويل المنتجة للنفط وتقع على نهر الفولجا ولديها القدرة على معالجة 14.8 مليون طن (نحو 300 ألف برميل يوميا) من النفط الخام سنويا، وهي أكبر مصفاة في الغرب الروسي.
وقد تعهّد الرئيس الروسي، الأربعاء، بصد القوات الأوكرانية للحد من تهديد شن هجمات على الأراضي الروسية، وذلك خلال لقائه مع نشطاء يديرون حملته قبل الانتخابات الرئاسية التي ستقام في مارس المقبل، ورداً على سؤال حول خطط الحملة العسكرية في أوكرانيا، قال بوتين إنه يجب دفع خط التماس إلى مسافة من الأراضي الروسية تجعلها آمنة من المدفعية بعيدة المدى التي يزودها الغرب والتي تستخدمها السلطات الأوكرانية لقصف المدن المسالمة!
من جانب آخر، أظهرت بيانات أولية لتتبع السفن أن واردات الهند من النفط الخام الروسي، وهي أكبر مورد لها، تراجعت للشهر الثاني على التوالي في يناير إلى أدنى مستوياتها في عام، إذ أضرت العقوبات الغربية المشددة بإمدادات خام سوكول الخفيف. وأظهرت البيانات أن ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم عزز وارداته من النفط العراقي لتعويض انخفاض الواردات الروسية. ووفقا لبيانات مجموعة بورصات لندن، انخفضت الواردات من روسيا 4.2% إلى 1.3 مليون برميل يوميا، وأظهرت بيانات وكالة فورتيكسا لتتبع السفن انخفاضا بواقع تسعة بالمئة إلى 1.2 مليون برميل يوميا.
في سياق منفصل، اعلن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، يوم الجمعة، إن بلاده لم تعد قادرة على الاعتماد على روسيا كشريكها الدفاعي والعسكري الرئيسي لأن موسكو خذلتها مرارا وتكرارا، لذلك يجب على يريفان التفكير في إقامة علاقات أوثق مع الولايات المتحدة وفرنسا.
أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، الأربعاء، عن نجاح وساطة جديدة لدولة الإمارات بشأن تبادل أسرى الحرب بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا. وأعلنت روسيا وأوكرانيا أنهما تبادلتا نحو 400 أسير حرب في صفقة هي الخامسة من نوعها، بعد أسبوع من تحطم طائرة عسكرية روسية زعمت موسكو أنها كانت تقل جنوداً أوكرانيين أسرى واتهمت كييف بإسقاطها، فيما لم تقدم أي دليل يثت ذلك، وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تبادل 195 جنديا روسيا مقابل نفس العدد تقريباً من الجنود الأوكرانيين. فيما رحبت اوكرانيا بعودة 207 أوكرانيين كانوا محتجزين لدى الروس، وأعلنت انه تم تبادل نفس العدد مع الجانب الروسي، مضيفة أن الجانب الاوكراني أطلق سراح 18 جريحا روسيا دون مقابل.
في ملف المساعدات الغربية، توصلت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق، الخميس، حول مساعدة بقيمة 50 مليار يورو لمدة اربع سنوات لأوكرانيا، كانت مجمدة سابقا بسبب رفض رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان. والمساعدة الأوروبية المخصصة لأوكرانيا (33 مليار كقروض و17 مليار هبات) واردة ضمن إضافة على ميزانية الاتحاد الأوروبي حتى العام 2027، وهي مساعدة تحتاج كييف إليها بشدة لدعم اقتصادها.
وفي إطار الدعم العسكري، وفي إطار سعيها الدؤوب لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، نجح البنتاغون في اختبار قنبلة دقيقة جديدة بعيدة المدى، ومن المتوقع أن تصل إلى ساحة المعركة في أوكرانيا، الأربعاء، وفقاً لما قاله مسؤول أميركي وثلاثة مصادر لموقع "بوليتكو" الأميركي. وستتسلم أوكرانيا الدفعة الأولى من القنابل ذات القطر الصغير التي يتم إطلاقها من الأرض، وهو سلاح جديد طويل المدى من صنع شركة بوينغ، لا تملكه حتى الولايات المتحدة في مخزونها، وفقاً للمصادر الأميركية. وقال مسؤول أميركي إنه من المتوقع أن تشكّل القنبلة الجديدة، التي يمكنها التحليق لمسافة حوالي 90 ميلاً، قدرة كبيرة لأوكرانيا، وأضاف ان هذا يعني منح كييف قدرة هجومية أعمق لم تكن لديها، وهو يكمّل الترسانة النارية بعيدة المدى، وهو مجرد سهم إضافي في الجعبة سيسمح للجيش الاوكراني بفعل المزيد.
ويتكون السلاح، الذي شاركت في تطويره شركتا بوينغ وساب، من قنبلة موجهة بدقة تزن 250 رطلاً مربوطة بمحرك صاروخي ويتم إطلاقها من قاذفات أرضية مختلفة. ويمتلك الجيش الأميركي نسخة مماثلة من القنبلة يتم إطلاقها من الجو، لكن النسخة التي يتم إطلاقها من الأرض لا توجد بعد في المخزون الأميركي.
في إطار الجدل حول إقالة قائد الجيش زالوجني، أفادت تقارير غير مؤكدة أن الرئيس الأوكراني طلب من كبير قادته العسكريين، التنحي يوم الاثنين، لكن الجنرال الذي يتمتع بشعبية كبيرة رفض، مما أثار تكهنات بأنه سيتم إقالته بدلا من ذلك. ونقلت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، عن أربعة مصادر مطلعة على الوضع قولها إن الرئيس الأوكراني عرض على الجنرال ذي الشعبية الكبيرة دورا جديدا كمستشار دفاع لكنه رفض. وفي نوفمبر الماضي، وبخ زيلينسكي قائد جيشه لأنه أشار إلى أن خط المواجهة الواسع مع القوات الروسية وصل إلى طريق مسدود، بينما أعرب زالوجني الشهر الماضي عن إحباطه من أداء مكاتب التجنيد العسكري، في تصريحات تشير إلى أنه ينبغي عليهم حشد المزيد من القوات للحرب ضد روسيا. وردًا على سؤال عما إذا كانت التقارير المتعلقة بإقالة زالوجني صحيحة، قال سيرجي نيكيفوروف المتحدث باسم زيلينسكي: "بالتأكيد لا. لم يقل الرئيس القائد الأعلى".
في السياق، قال الرئيس الأوكراني إنه عقد اجتماعا مع قائد أركان القوات المسلحة، تمت فيه مناقشة 5 قضايا: إنتاج أوكرانيا للطائرات بدون طيار؛ إنتاج واستيراد المقذوفات؛ الوضع على الجبهة؛ توسيع التحصينات؛ استعادة الطاقة بعد الضربات الروسية. وأكد الرئيس الأوكراني أنه تم بالفعل تشكيل ميزانية إضافية للطائرات بدون طيار لهذا العام وبحسب قوله تم إنتاج أكثر من 90 بالمئة من الطائرات بدون طيار الموجودة على الجبهة هذا العام محليا. وفيما يتعلق بالوضع على الجبهة، أشار زيلينسكي إلى أن الوضع في أفدييفكا صعب بشكل خاص.
ميدانيا، قالت القوات الجوية الأوكرانية ومسؤول إقليمي، السبت، إن الدفاعات الجوية أسقطت تسعا من بين 14 طائرة مسيرة روسية في هجوم خلال الليل استهدف البنية التحتية للطاقة في مدينة كريفي ريه. وهذا هو ثاني هجوم بالطائرات المسيرة خلال يومين على كريفي ريه الواقعة بوسط أوكرانيا، والمدينة هي مسقط رأس الرئيس زيلينسكي. وقال رئيس بلدية المدينة، أولكسندر فيلكول، إن منشآت طاقة تعرضت للقصف مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف السكان، كما تعطلت إمدادات المياه والتدفئة في بعض المناطق.
من جانب آخر، وفي إطار استهداف الاسطول الروسي في البحر الاحمر من قبل القوات الخاصة الاوكرانية، نجحت القوات الأوكرانية ليلة الثلاثاء، في ضرب وإغراق سفينة تابعة لأسطول البحر الأسود التابع للاتحاد الروسي بالقرب من شبه جزيرة القرم المحتلة مؤقتا، ونشرت مديرية استخبارات الدفاع الأوكرانية (GUR) فيديو يوثق تدمير كورفيت الصواريخ الروسية من فئة Tarantul-III corvette Ivanovets لأسطول البحر الأسود. وتعد هذه خسارة كبيرة للروس، بالنظر إلى وجود ثلاثة زوارق فقط من هذا النوع في أسطول البحر الأسود التابع للاتحاد الروسي.
أعدمت إيران، فجر الاثنين، شنقًا 4 رجال دينوا بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" في إطار خطّة لتخريب موقع دفاعي إيراني، وذكرت وكالة "ميزان أونلاين" أن المتهمين الأربعة أوقفوا في 23 يوليو 2022 أثناء إعدادهم لصالح الموساد عملية ضد مركز تابع لوزارة الدفاع في أصفهان. وكانت إيران أعدمت في أواخر ديسمبر الماضي 4 أشخاص آخرين، وصفتهم بـالمخربين، وحينها، قالت وكالة ميزان إن السلطات أعدمت 4 مخربين على صلة بجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد".
في ملف العقوبات، قالت وزارة الخزانة الأميركية، الجمعة، إنها فرضت عقوبات على أربع شركات يقع مقرها في إيران وهونغ كونغ بسبب توفيرها مواد وأدوات تكنولوجية لبرنامجي الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في إيران، وأضافت أنها فرضت أيضا عقوبات على شركة يقع مقرها في هونغ كونغ بسبب بيعها سلعا أولية إيرانية، بالإضافة إلى فرض عقوبات على ستة مسؤولين في القيادة الإلكترونية السيبرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني بسبب أنشطة إلكترونية ضارة استهدفت بنىتحتية حيوية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
في سياق منفصل، بدأت إيران بناء أربع محطات أخرى للطاقة النووية في جنوب البلاد، بقدرة إجمالية متوقعة تبلغ 5000 ميغاوات، حسبما ذكرت وكالة أنباء إرنا الرسمية يوم الخميس. وتسعى إيران إلى إنتاج 20 ألف ميغاوات من الطاقة النووية بحلول عام 2041.
تمتلك البلاد محطة واحدة نشطة للطاقة النووية، وهي محطة بوشهر بقدرة 1000 ميغاوات، تم تشغيلها بمساعدة روسيا في عام 2011، وهي محطة بدأت طهران ببنائها خلال حكم الشاه بمساهمة المانية. وتقوم طهران أيضا ببناء محطة بقدرة 300 ميغاوات في مقاطعة خوزستان الغنية بالنفط، بالقرب من الحدود الغربية مع العراق.
ونقلت وكالة أنباء إرنا عن محمد إسلامي رئيس الوكالة الذرية الإيرانية، إن استكمال المحطات الجديدة سيستغرق ما يصل إلى تسع سنوات. وأشار التقرير إلى ان المحطات الأربع الجديدة يجري بناؤها في مدينة سيريك الساحلية على الساحل الشرقي لإيران، على بعد حوالي 1150 كيلومترا جنوب العاصمة طهران.
على صعيد آخر، دانت إيران بشدة، السبت، الضربات الليلية التي شنتها الولايات المتحدة، منددة بـانتهاك لسيادة سوريا والعراق، واضاف المتحدث ناصر كنعاني في بيان، إن هجوم الليلة الفائتة هو مغامرة وخطأ استراتيجي آخر من جانب الأميركيين، سيؤدي فقط إلى تصعيد التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة، من دون ان يوضح ما إذا كان ايرانيون قد قتلوا في هذه الضربات. وأودت الهجمات الأميركية بحيات نحو 34 شخصا وأكثر من 25 جريحا وفق مصادر.
أعلنت السلطات الأميركية الأربعاء تفكيك شبكة من القراصنة الإلكترونيين تعرف باسم "فولت تايفون" كانت تستهدف بنى تحتية رئيسية للقطاع العام الأميركي مثل محطات معالجة المياه وأنظمة النقل بناء على توجيهات من الصين. وتحدث مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي عن العملية في شهادة أمام لجنة بالكونغرس بشأن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، وعرضت وزارة العدل المزيد من التفاصيل في بيان.
واتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها مجموعة "فولت تايفون" في مايو 2023، والتي توصف بأنها مجموعة قرصنة ترعاها الدولة الصينية، باختراق شبكات بنى تحتية أميركية حيوية، وهي اتهامات نفتها بكين.
من جهته، قال مساعد المدعي العام ماثيو أولسن الذي يعمل في قسم الأمن القومي بوزارة العدل، إن الوصول إلى البنى التحتية الأميركية التي سعت إليه "فولت تايفون" هو أمر يفيد الصين خلال أزمة مستقبلية. وقالت وزارة العدل في بيانها إن العملية الأميركية لتفكيك شبكة القراصنة حصلت على إذن من محكمة فيدرالية في تكساس، مضيفة أنه من خلال السيطرة على المئات من أجهزة التوجيه التي كانت معرضة للخطر لأنها لم تعد مدعومة بالتصحيحات الأمنية أو تحديثات البرامج الخاصة بالشركة المصنعة لها، سعى القراصنة إلى إخفاء أصل أنشطة القرصنة المستقبلية انطلاقا من الأراضي الصينية. وأكدت الوزارة أن العملية نجحت في مسح البرامج الضارة من أجهزة التوجيه، من دون التأثير على وظائفها المشروعة أو جمع أي معلومات، لكنها قالت إنه لا يوجد ضمان بعدم إمكانية اختراق أجهزة التوجيه مرة أخرى.
في سياق آخر، يبدو أن القرار الذي اتخذته أميركا منذ سنوات، لمحاربة الصين على الصعيد التكنولوجي، هو قرار نهائي لا رجعة فيه، حيث لا يكاد يمر شهر إلا وتعلن واشنطن عن إجراءات جديدة، تسعى من خلالها إلى توسيع نطاق المعركة التكنولوجية الدائرة بينها وبين الصين، والهدف المعلن هذه المرة هو خنق الذكاء الاصطناعي الصيني. وتصاعدت حدة العداء التكنولوجي بين أميركا والصين خلال 2024، فمع بداية الشهر الأول من السنة أعلنت شركة ASML الهولندية، الاستجابتها لقيود أميركية جديدة تمنع بيع بعض أنواع آلات تصنيع الرقائق للشركات الصينية. لينتهي الشهر باقتراح أميركي جديد، يوسّع نطاق الصراع التكنولوجي مع الصين، ويستهدف إجبار الشركات السحابية الأميركية، على التصريح عن كل عميل أجنبي يستغل قوتها الحاسوبية لتغذية تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وهذا الاقتراح الذي أصدرته إدارة بايدن في نهاية شهر يناير 2024، سيمنح مقدمي الخدمات السحابية الأميركيين مهلة تنتهي في 29 أبريل 2024 للتعليق عليه، قبل وضع اللمسات النهائية على بنوده وإصداره بشكل نهائي، كونه يتطلب من الشركات الكشف عن أسماء العملاء الأجانب، وعناوين الـ IP الخاصة بهم إضافة إلى معلومات أخرى، مما سيضع حملا على هذه الشركات، وهو عبء لا يختلف عن قواعد "إعرف عميلك" الصارمة التي تحكم الصناعة المالية. وما يثير قلق واشنطن هو أن تقوم الشركات الصينية بالوصول والاستفادة من القوة الحاسوبية لرقائق الذكاء الاصطناعي، التي تم منعها سابقًا من شرائها، من خلال مقدمي الخدمات السحابية مثل Amazon Web Services، وAzure من مايكروسوفت، وGoogle Cloud من ألفابت.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
29 كانون الثاني 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" و"المجلس الوطني" اجتماعا مشتركا في مقر الاشرفيه، حضوريا والكترونيا، وأصدر المجتمعون البيان التالي:
أمام اللحظة التاريخية التي يعيشها لبنان في خضم تقلبات إقليمية ودولية خطيرة، يتوجه لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان إلى اللبنانيين بالرسالة التالية لوضعهم أمام مسؤولية الحفاظ على بلدهم.
1- علينا الاقتناع بالحجج المثبتة بأن لبنان واقع تحت الاحتلال الايراني وأن هذا الاحتلال يمنع تنفيذ الدستور وينسف إمكانية قيام دولة ويضرب الصيغة التعاقدية التي وضعت أسس العيش المشترك في ظل التعددية.
2- علينا فهم أن لبنان ليس في أزمة نظام كما يطرح البعض، ومن ضمنهم أحزابٌ مسيحية وازنة، ولا أن شعار "لبنان أولا" سخيف كما اعتبر آخرون. فالأزمة الوطنية تكمن في واقع الاحتلال، وشعار لبنان أولا هو ما يجب أن يجمع اللبنانيين في ظل الصراعات الإقليمية وتوجه كل كيان وطني إلى ضمان مصالحه أولا.
بناء على ذلك، ندعو أحزاب "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"الكتلة الوطنية" و"التقدمي الاشتراكي" والوسط السني العريض بكل رموزه ومن ضمنه "تيار المستقبل"، واللقاءات السياسية كما القوى السيادية خصوصاً الشيعية منها، التي تعتبر نفسها مؤتمنة على فكرة لبنان، إلى خلوة/مؤتمر نُطلق خلاله مانيفست سياسي يتضمن الإعلان عن المباديء المشتركة التي نتّفق حولها حول جوهر لبنان ودوره ورسالته، وتنظيم الاختلاف بشأن آليات تنفيذ هذه المبادئ، وسبل مواجهة الإحتلال. وذلك إنقاذا للبنان، ومن أجل أن يعود لبنان كل لبنان إلى دائرة اهتمام العالم، وليس فقط الفريق الذي يتلاعب بأمن البلد ويجعله صندوق استثمار وبريد مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، حينا بتقديم ضمانات لها واحيانا بالإيحاء بتهديدها.
حضر اللقاء، كل من السيدات والسادة : أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، أحمد ظاظا، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج سلوان، حبيب خوري، حُسن عبود، خليل طوبيا، دانيال زاخر، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الحميد عجم، عطالله وهبة، علي أبو دهن، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، كمال ريشا، ليندا مصري، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نادرة فوّاز، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك
2*) امل
29 كانون الثاني 2024
أصدر المكتب السياسي في حركة "أمل" بيانا دان فيه الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها بعض الدول بوقف تمويلها لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا".
وأشار البيان الى "ان هذه الاجراءات التعسفية مستنكرة ومستهجنة في زمانها وتوقيتها، فهي تأتي في اللحظة التي يتعرض فيها الشعب الفلسطيني لحرب إبادة جماعية في قطاع غزة والى تنكيل ممنهج في الضفة الغربية. وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان هذه الخطوات تندرج في سياق المسلسل التآمري والتصفوي الذي تتعرض له القضية الفلسطينية تارة عبر آلة القتل الإسرائيلية وتارة أخرى من خلال الامعان في سياسة المعايير المزدوجة والضرب بعرض الحائط بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني سواء الصامد في أرضه المحتلة او في دول الشتات من خلال إطباق الحصار عليه وحرمانه ابسط قواعد الحياة الكريمة ليس إلا".
ودعا البيان الدول والحكومات التي "إتخذت مثل هذه الاجراءات الى العودة عنها، والتنبه من التداعيات الكارثية التي يمكن ان تسببها للشعب الفلسطيني على مختلف المستويات لاسيما انسانيا وصحيا وتربويا".
3*) الكتائب
30 كانون الثاني 2024
عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، وبعد استعراض التطورات في لبنان والإقليم أصدر بيانا رأى فيه ان "حزب الله يتمادى في تثبيت قبضته على الجنوب وأهله وعلى قرار البلد ليستعملهم دروعًا بشرية وأوراق مقايضة لتنفيذ المخطط الإيراني الساعي إلى كسب دور المقرر في المنطقة من لبنان إلى سوريا والعراق فاليمن، وهو لذلك أشعل جبهة الجنوب على الرغم من التحذيرات العربية والغربية من الاستمرار في هذا المسار القاتل.
ودعا " اللجنة الخماسية التي تسعى إلى حماية لبنان من الحرب إلى أن تبذل ما بوسعها لفصل المسار الرئاسي عن مسار مفاوضات المنطقة بحيث يأتي المجهود مثمرًا في دولة مكتملة المواصفات بوجود رئيس للبلاد المخول الوحيد إجراء المفاوضات وتوقيع الاتفاقات والتحدث باسم اللبنانيين".
وحمّل " المسؤولية كاملة إلى من يصر على مصادرة الاستحقاق الرئاسي ورفض ملاقاة المعارضة إلى منتصف الطريق واختيار اسم للرئيس يكون مقبولًا من الجميع وقادرًا على قيادة المرحلة".
ودعا" القوى السيادية من أحزاب وشخصيات وهيئات إلى التجمع والتعاضد لمواجهة وضع اليد واستعادة الدولة والمؤسسات مهما غلت التضحيات".
ورفص المكتب السياسي للكتائب "رفضًا قاطعًا الهجمات التخوينية التي تمارسها جيوش موجهة بحق رأس الكنيسة المارونية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وبحق كل من يرفع الصوت في وجه الهيمنة على لبنان واللبنانيين وفي مقدمهم رئيس الكتائب".
ورد" كل محاولات الإلغاء إلى أصحابها "، مؤكدا" أنها مهما تمادت في سفاهتها لن تنال من الأحرار والضنينين بلبنان ولن تتوقف عن المجاهرة بلبنان أولًا واللبنانيين قبل الجميع".
واعتبر البيان أن" الموازنة التي أقرت ما هي إلا إثبات جديد على إفلاس الدولة المادي والرؤيوي وأنها تشكل حملًا ضريبيًا ثقيلًا جديدًا يضاف على كاهل اللبنانيين. فهي إلى جانب كونها غير قانونية جاءت فارغة من أي جدوى إصلاحية أو تخطيطية ولا تهدف إلّا إلى مد اليد إلى لقمة عيش المواطن لسد ثغرات تسبّبت بها سياسة مالية فاشلة أفقرت من أفقرت وجاءت بموازنتها الحالية لتجهز على ما تبقى".
4*) التيار العوني
31 كانون الثاني 2024
عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" إجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل وناقشت جدول اعمال سياسي وتنظيمي.
واصدرت بيانا، لفت الى انه "مع ازدياد مخاطر توسع الحرب في المنطقة واستمرار انسداد الأفق الرئاسي في لبنان، ارتفع منسوب الأزمات الضاغطة على حياة اللبنانيين، وفي هذا يناشد "التيار الوطني الحر"، الكتل النيابية والسياسية لتبدأ حوارات فعلية وعملانية تفضي في أسرع وقت الى انتخاب رئيس للجمهورية بإرادة اللبنانيين يحمل في شخصه المواصفات المطلوبة لهذه المرحلة، اذ ان استمرار الفراغ الرئاسي والفوضى الدستورية في الحكومة وفي المجلس النيابي جريمة في حق الدولة التي تتفكك مؤسساتها أمام أعين العالم مما يدفع باللبنانيين الى اليأس والهجرة ويسمح للعبة الدولية الخبيثة بالتعامل مع لبنان كساحة لتصفية الصراعات وحل مشاكل الآخرين".
أضاف البيان :"من الواضح ان حكومة الكيان الاسرائيلي لا تريد وقفا لاطلاق النار في غزة لا بل تهدد بمزيد من الحروب، وهذا في حد ذاته سبب كاف ليكون لبنان مستعدا لمواجهة اي احتمال ليس فقط بالاعتماد على المقاومة، بل بإعادة تكوين سلطة منسجمة ومتوازنة تملك برنامجا انقاذيا واصلاحيا على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والادارية تحصن لبنان وشعبه في هذه المرحلة الخطيرة".
5*) الراعي
4 شباط 2024
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد تذكار الموتى في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _حريصا الأب فادي تابت ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفاعيات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "عندهم موسى والأنبياء، فليسمعوا لهم" (لو 16: 29)، قال فيها: "تذكر الكنيسة في هذا الأحد وتصلّي طيلة الأسبوع لراحة نفوس الموتى المؤمنين. فنذكر بالصلاة وأعمال الرحمة أمواتنا الذين تجمعنا بهم شركة القدّيسين. يذكّرنا الربّ يسوع في إنجيل اليوم بأنّ في مسيرتنا على الأرض، كلّ واحد وواحدة منّا مدعوّ ليهيّء خلاصه الأبديّ بعيش المحبّة الإجتماعيّة وإشراك المحتاجين والفقراء بما يملك أكثيرًا كان أم قليلًا. في هذا المسار يشكّل الكلام الإلهيّ نورنا الهادي. فلمّا طلب ذاك الغنيّ المعذّب في نار جهنّم من إبراهيم أن يرسل لعازر المسكين المتلألئ في مجد السماء، إلى إخوته الخمسة ليبدّلوا طريقة حياتهم، أجابه إبراهيم: "عندهم موسى والأنبياء، فليسمعوا لهم" (لو 16: 29). يعرف الله ضعفنا وسرعة سقوطنا في الخطايا حتى نسيانه وتغييبه، والتصرّف بالأنانيّة والجشع والطمع، فوهبنا كلامه لينير دروبنا، بلسان موسى والأنبياء، وفي ملء الزمن بالكلمة المتجسّد يسوع المسيح وبإنجيله، وبتعليم الكنيسة، فضلًا عن كلامه لكلّ واحد وواحدة من الناس بصوت ضميره، الذي هو صوت الله في أعماق الإنسان، ينبّهه باستمرار: "إفعل هذا، ولا تفعل ذاك". يُسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة التي نقدّمها لراحة نفوس موتانا وسائر الموتى المؤمنين. ونضمّ إليها أعمال الرحمة والمحبّة. وإنّي أعرب عن تعازي القلبيّة لكلّ الذين واالواتي فقدوا عزيزًا عليهم في هذه السنة المنصرمة. وأخصّ بالذكر عائلة المرحوم شكرالله جريس سبع الحاج الحاضرة معنا. وقد ودّعناه معهم ومع أهالي بقعتوتة العزيزة منذ أسبوعين. أحيّي من بين أبنائه وبناته عزيزنا ريمون رئيس بلديّة بقعتوته، وعزيزتنا هند رئيسة إقليم أخويّات نيابة صربا البطريركيّة وإبنها ولدنا الأب شربل الراهب اللبنانيّ المارونيّ. كما احيي الوفد الحاضر بيننا من متقاعدي الضابطة الجمركية. وإذ أرحّب بكم جميعًا، أوجّه تحيّة خاصّة إلى سعادة السفير رومانوس رعد، ونهنّئه على رفعه إلى رتبة لواء في الأنتربول المركزيّ التابع للأمم المتّحدة، مع مهمّة الممثّل العام لمكتب المنظّمة في لبنان"
وتابع: " في تذكار الموتى نتذكّر: أنّنا وُلدنا لنموت. هذه الحقيقة على مرارتها تنجلي في ضوء سرّ الكلمة إبن الله الذي "تجسّد من أجلنا ومن أجل خلاصنا" وينجلي في ضوئها لغز الإنسان في حياته وموته (راجع الكنيسة في عالم اليوم، 10 و22). الولادة والموت مترابطان ترابطًا عضويًّا بتكامل لا ينفصم. فالولادة من حشى الأمّ هي بداية وجود تاريخيّ وأبديّ. الموت هو نهاية الوجود التاريخيّ وبداية الوجود الأبديّ. يعلّم السيّد المسيح هذه الحقيقة في مثل الغنيّ ولعازر. في الوجود الأوّل التاريخيّ عاش الغنيّ في عبادة ذاته وماله وجشعه وأنانيّته وإهماله للعازر المسكين المطروح أمام باب دارته. فكان وجوده الثاني الأبديّ هلاكًا في جهنّم النار. أمّا لعازر المسكين فقضى وجوده الأوّل في الصبر والإحتمال والتسليم، ومن دون أن يثور على الغنّي ويسيئ إليه. فكان وجوده الثاني خلاصه الأبدي في مجد السماء. ليست مشكلة الغنيّ في غناه، والغنى من نعم الله وبركاته، ولا في ملكيّته، فهي حقّ طبيعي للإنسان أقرّته الشرائع الإلهيّة والبشريّة (البابا لاون الثالث عشر: الشؤون الحديثة، 6-8)، بل في عبادة ملكيّته وثروته. فكان الغنى الإله الأكبر عنده، إذ راح يبحث عن سعادته في غناه واكله وشربه وتباهيه لا في الله. نقرأ في التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة: "الغنى في يومنا هو الإله الأكبر؛ ويؤدّي له الناس إكرامًا عفويًّا. إنّهم يقيسون السعادة بمقياس الغنى، وبمقياس الغنى أيضًا يقيسون الكرامة، لإعتقادهم أنّ الإنسان الحاصل على الثروة يقدر على كلّ شيء. الغنى إذن صنم من أصنام اليوم (فقرة 1723). ولعازر المسكين لم ينل الخلاص لأنّه فقير؛ فالله كلّيّ الجودة لا يريدنا فقراء بمعنى العوز والحرمان، بل يريدنا فقراء بالروح، غير متعلّقين بأموال هذه الدنيا حتّى عبادتها، ومتجرّدين، وكأنّنا "لا نملك شيئًا فيما نحن نملك كلّ شيء" (2 كور 6: 10). نال لعازر الخلاص لأنّه ارتضى حالة الفقر، وصبر على محنته، وحمل صليبه دونما اعتراض، واتّكل على عناية الله. إنّ إنجيل الغنيّ ولعازر يستدعي وقفة ضمير أمام الله من قبل من أنعم الله عليهم بخيرات وأموال، إمّا بجهدهم الشخصيّ الشرعيّ، وإمّا بالوراثة العائليّة. هؤلاء مدعوّون لمساعدة الفقراء بشكل منتظم. تعلّم الكنيسة: "أنّ خيرات الأرض معدّة من الله لجميع الناس"، وبالتالي "أنّ الملكيّة الخاصّة مقيّدة برهن إجتماعيّ". من هذا المنطلق قال القدّيس يوحنّا فم الذهب: "إنّ الإمتناع عن إشراك الفقراء في خيراتنا الخاصّة هو سرقة حقوقهم، واستلاب حياتهم. فالخيرات التي نحوزها ليست لنا، بل هي لهم".
وقال: "أمّا الفاسدون الّذين كدّسوا الأموال بسرقة المال العام والتحايل والغنى غير المشروع والتهرّب الضريبيّ، فليعلموا أنّهم لا يستطيعون تحدّي الله برسومه ووصاياه، بكتبه المقدّسة والإنجيل. وليعتبروا أنّ للوجود التاريخيّ سنوات معدودة، أمّا للوجود الأبديّ فلا نهاية. فليهيّؤوه بعيش أفضل. لقد اعتبرنا منذ بداية حرب إسرئيل على غزّة بالشكّل الوحشيّ الذي رأيناه ونراه، إنّها حرب إبادةٍ للشعب الفلسطينيّ، وتصفيةٍ لقضيّتهم. وأدنّاها تكرارًا. ودعونا إلى التقيّيد بالقرار 1701 من الجانبين الإسرائيلي واللبنانيّ، حمايةً لبلدات الجنوب الحدوديّة من القصف والقتل والتهجير والتدمير. وإنّا لم نتوقّف يومًا عن المطالبة بوقف النار نهائيًّا والذهاب إلى التفاوض والحلول السياسيّة والديبلوماسيّة بهدف تثبيت حلّ الدولتين. ربّما لا يتذكّر الجميع أو لا يعرفون أنّ قرار إنشاء دولة خاصّة بالفلسطينيّين إلى جانب دولة إسرائيل يرقى إلى القرار 181 الصادر عن جمعيّة الأمم المتّحدة العامّة في 29 تشرين الثاني 1947. وقد قسم هذا القرار فلسطين إلى دولتين: دولة عبريّة ودولة عربيّة، ورسم حدود كلّ من هاتين الدولتين. واعتبر القرار مدينة القدس مع عشرات الكيلومترات "جسمًا منفصلًا" (corpus separarum)، خاضعًا لنظام دوليّ برعاية الأمم المتّحدة. وسارعت دولة إسرائيل إلى إقرارها عضوًا في منظّمة الأمم المتّحدة. ولكن بالمقابل لم تتكوّن الدولة الخاصّة بالفلسطينيّين حتى يومنا هذا. غير أنّ المساعي الدوليّة تطالب بإنشائها في ما يُعرف "بحلّ الدولتين". والكلّ يعلم أنّه شرط أساسيّ لإنهاء الحرب الدائرة على أرض فلسطين. هنا ينتظر من لبنان أن يقوم بدور الوسيط سياسيًّا ودبلوماسيًّا وفقًا لرسالته. فلا يستطيع القيام بهذا الواجب طالما أنّه محروم من رئيس للدولة، وأنّه فقد الحياد بإقحامه في حروب ونزاعات إقليميّة لا يريدها".
وأردف: "بحرمان لبنان من رئيس انكشفت النيات من خلال نتائج الفراغ: كتحويل لبنان في الممارسة من دولة تفصل الدين عن الدولة إلى دولة دينيّة طائفيّة مذهبيّة، كما نشهد في التعيينات عامّة والقضائيّة خاصّة، حيث أصحاب السلطة يتجاوزونها ويتدخّلون سياسيًّا، ويلغون فصل السلطات خلافًا للدستور، ويعطّلون مسيرة القضاء. فنقول لهم: إرفعوا أيديكم عن القضاء، لكي تسلم العدالة التي هي أساس الملك. في أزمة الفراغ الرئاسيّ نقتبس من إفتتاحيّة النهار (11 آب 2022) للمرحوم الوزير السابق سجعان قزّي، بعنوان "رئيس الخصوصيّة اللبنانيّة". نقرأ: "إذا كان الميثاقُ الوطنيُّ عَهِدَ بالرئاسةِ إلى مارونيٍّ فليس للاعترافِ بدورِ الموارنةِ في تأسيسِ دولةِ لبنان الحديثةِ فقط، بل لكي يُعزِّزَ هذا الرئيس ـــــ الذي يُفترضُ أن يكونَ شخصيّةً استثنائيّة ــــ المميّزاتِ الحضاريّةَ والديمقراطيّةَ التي تُشكِّلُ الخصوصيّةَ اللبنانيّة. خلافُ ذلك لا قيمةَ لرئيسٍ مارونيٍّ في جُمهوريّةٍ فَقدَت حضارتَها أو أُلحِقَت بخصوصيّاتِ الأنظمةِ الاستبداديّةِ والشموليّةِ القريبة، فلا يَنجح أيُّ رئيسٍ مارونيٍّ في قيادةِ لبنان والحفاظِ على توازناتِه وخصوصيّاتِه ما لم يكن نُخبويًّا ومُعمَّدًا بـــ"مَيْرون" الثقافةِ والفكر، ورئيسًا مارونيًّا يكون في سجلّ الشرف، لا في سجلّ النفوس" ويضيف: "دورُ رئيسِ الجمهوريّةِ الجديد، أن يَسعى إلى إحياءِ القواسمِ المشترَكةِ بين اللبنانيّين إذا كان الأمرُ مُتاحًا بَعد. وأوّلُ تلك القواسم وثيقةُ "فعلِ إيمانٍ وحبّ وولاء" للبنان كوطن نهائيّ لكلّ أبنائه. حتى الآن كلُّ مكوّنٍ لبنانيٍّ رَهَنَ محبتَهُ للبنان بأن يكونَ لبنانُ على قياسِه لا في أن يكونَ هو على قياسِ لبنان. يُخطئ كلُّ مكّونٍ حين يَعتبرُ أن دورَه يَتعزّزُ حين يَحصُل على حِصّةٍ دستوريّةٍ أوسعَ، أو حينَ يُنشِئُ جيشًا مذهبيًّا خاصًّا به. الحقيقةُ أنَّ أدوارَنا الوطنيّةَ تَتعزّز فعليًّا حين يَتّسِعُ دورُ لبنان. فما قيمةُ الأدوارِ والحِصَصِ في دولةٍ ممزَّقةٍ ومُستَضعفَةٍ إلا إذا كان الهدفُ بناءَ "مُـجَـمَّـعاتٍ" لبنانيّةٍ تَخلِفُ الوطنَ الواحد". (إنتهى الإقتباس). وهذا ما نرفضه ونحذّر منه".
وختم الراعي: "فلنصلِّ، لكي يسلم لبنان، ويستعيد هويّته ودوره في بيئته والعالم، لمجد الله، الآب والإبن والروح القدس إلى الأبد، آمين".
6*) عودة
4 شباط 2024
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل اليوم عن لقاء الرب يسوع برجل اسمه زكا، كان عشارا، أي جابي ضرائب للدولة، لكنه لم يكن يكتفي بجمع الضرائب المفروضة، بل كان يأخذ من الناس أضعافا. سمع ذاك الغني زكا بمرور الرب في أريحا فأراد أن يراه، ولأنه كان قصير القامة، لم يستطع من كثرة الجموع، فتسلق جميزة كان الرب مزمعا أن يمر بها. عندما مر الرب يسوع رفع طرفه ونادى: «يا زكا أسرع انزل»، الرب عرف توقه فبادره بقوله: «اليوم ينبغي لي أن أمكث في بيتك»، وكأنه يقول له أنا أتيت من أجل خلاصك. وفيما كان الرب يسوع في بيته وقف زكا العشار في حضرة الرب معلنا أنه سيعيد كل ما أخذه من الناس، وسيوزع أمواله على المساكين والفقراء. وكيف لمن عرف رحمة الله ألا يقبلها ويقابلها بالتوبة والرجوع إلى الله؟"
أضاف: "هذه الحادثة تأتي بعد حادثة الرئيس الغني الذي ذهب حزينا بعدما طلب منه الرب يسوع توزيع أمواله على الفقراء واتباعه، وبعد حادثة شفاء الأعمى الذي ألح في طلب الرحمة من الرب يسوع ابن داود فاستجاب له، لأن الإنجيلي لوقا أراد أن يبين عظمة موقف زكا العشار مقابل موقف الرئيس الغني. يشير الإنجيلي لوقا إلى عنصرين كانا يمنعان زكا من التعرف على الرب يسوع: الجموع وقصر القامة (19: 3). لقد شكلت «الجموع» في الكتاب المقدس عنصرا سلبيا، إذ يقودها الجهل والمصلحة وعدم القدرة على التمييز. فالجموع تتبع الرب يسوع لأنه يطعمها، وهي لم تعرف حقيقته، بل طلبت صلبه بعد تحريض الفريسيين لها. لذلك لا يمكن للإنسان أن يعرف حقيقة الرب يسوع إذا بقي عالقا بين الجموع، لذا وجب أن يصير تلميذا له. هذا ما أشار إليه الرب في آخر إنجيل متى عندما دعا تلاميذه إلى تلمذة جميع الأمم (مت 28: 19)، ليكونوا تلاميذ مباشرين له. أما قصر القامة، فإن الترجمة الحرفية للعبارة اليونانية المشيرة إلى زكا تعني «صغير السن»، أي غير ناضج، بمعنى أنه لا يعرف الوصايا الإلهية، بعكس الرئيس الغني الذي كان حافظا للشريعة منذ حداثته (18: 21). كان لا بد لزكا من تجاوز هذين العنصرين، ودفع الجهل والمصالح الشخصية عنه من جهة، والنمو في معرفة وصايا الله من جهة ثانية، لكي يستطيع أن يرى الرب يسوع، أي أن يعرفه على حقيقته".
وتابع: "مقابل إصرار زكا على تجاوز الصعوبات، كانت دعوة الرب يسوع له. ففي كل مرة يسعى الإنسان إلى معرفة الرب حقيقة، يبادره الرب نفسه بالدعوة إلى السلوك في وصاياه. من هنا، نفهم موقف زكا عندما أعلن عن تخليه عن أمواله ليكون مع الرب (19: 8). هنا أيضا، يلفتنا أمران: إستخدام صيغة الحاضر، وكمية الأموال الموزعة. إن استخدام الفعل بصيغة الحاضر في اللغة اليونانية التي كتب فيها لوقا إنجيله، يعني إستمرارية الفعل. فعندما يقول زكا: «ها أنا، يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين... أرد أربعة أضعاف»، يقصد أنه بدأ بفعل ذلك، وهو مستمر على هذا المنوال. هذا الأمر ينسحب على كل قارئ لإنجيل اليوم، الذي يجب أن يضع نفسه مكان زكا العشار، ويقوم بمراجعة سلوكه، ويبادر فورا إلى إصلاح أي خطأ اقترفه عن جهل أو قصد، خصوصا بعد تعرفه على المسيح وإقراره أنه معلم له وملك على حياته. من جهة ثانية، إذا أعطى زكا نصف أمواله للمساكين، وأربعة أضعاف أخرى لمن وشى بهم أو غشهم (وهذا ما كان يفعله العشارون)، فهذا يعني أنه سيوزع كل ثروته تقريبا، ويكون بذلك قد حقق ما لم يستطع الرئيس الغني فعله (18: 23)، الأمر الذي دفع بالرب يسوع إلى إعلان خلاص زكا وجميع أهل بيته".
وقال: "إذا نظرنا في هذا البلد إلى حادثة زكا العشار، نجد أنفسنا محاطين بكثيرين ممن يشبهون زكا قبل توبته. عملهم قائم على غبن المواطنين ونهب أموالهم، الأمر الذي بدا واضحا في الموازنة الأخيرة، والضرائب والرسوم التي فرضت على المواطنين دون أن يقابلها تقدمات إجتماعية وصحية، وتحسين في مستوى حياة المواطنين. لقد أمعن المسؤولون في قهر المواطن بالسكوت عن تفجيره والتغاضي عن مفجريه، وتبذير مدخراته، وإيصال البلد إلى الهاوية، وتكريس الفراغ في معظم المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، واليوم يحاولون شفاء جروح الإقتصاد الوطني، الناتجة عن فشلهم في الإدارة، من جيوب المواطنين، عبر استنزاف ما تبقى فيها من مال قليل يدخرونه لحاجاتهم اليومية، عوض الإنصراف إلى ضبط المرافئ ومنع التهريب ومكافحة الهدر والفساد والتهرب الضريبي وجباية المستحقات".
أضاف: "الدعوة اليوم هي للمسؤولين أولا، أن يتوبوا مثل زكا، ويسعوا إلى رؤية وجه الرب في كل إنسان وضعه الرب تحت رعايتهم، وأن يعملوا جاهدين لإعادة كل فلس إلى صاحبه الحقيقي. بهذا ربما يقدمون حسابا أخف أمام الديان العادل يوم الدينونة. كذلك هم مدعوون إلى التوبة عن أية إساءة قاموا بها تجاه أترابهم وتجاه شعبهم، إن بالفعل أو بالفكر أو بالقول، أو بتشجيع أزلامهم على الأذية أو الإهانة، غير ملتفتين إلى إنسانية الإنسان الذي يذمونه، وإلى الحرية الممنوحة له من الله والتي تكفلها كل الدساتير والأعراف والشرائع. من أولى واجبات الإنسان احترام أخيه الإنسان، وقبوله ولو كان ذا رأي مختلف. بإمكانك محاورته ومحاولة إقناعه أو الإقتناع برأيه. أما أن تشهر بأخ لك، كبيرا كان أو صغيرا، فهذا عمل غير إنساني وغير أخلاقي ومدان. محزن المستوى المتدني الذي بلغه أسلوب التخاطب بين اللبنانيين، خصوصا عبر وسائل التواصل، ومحزن أكثر التعبير بلا ضوابط أخلاقية ووطنية عن حقد دفين في لاوعي من يعبرون، رافضين الآخر وأفكاره ومواقفه فقط لأنها لا تناسبهم، وفارضين أفكارهم ومواقفهم. أين الديمقراطية التي نتغنى بها؟ وأين حرية الرأي والتعبير التي يكفلها الدستور؟
وختم: "دعوتنا أن نتشبه بزكا العشار، ونسعى إلى ملاقاة الرب يسوع، الذي يلاقينا بدوره في منتصف الطريق، ويأتي ليمكث عندنا، وتكون نتيجة ذلك سعينا إلى إتمام وصاياه الإلهية، فنسمع منه: «اليوم حصل الخلاص لهذا البيت»، آمين".