رقم 195/2024
5-11 شباط /2024
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
في سياق واحد وتماهيا مع ما يصدر عن حزب الله، أتى بدايةً اعلان رئيس حكومة تصريف الاعمال عن ان حكومته لا تملك قرار السلم والحرب؛ واليوم أكّد وزير الخارجية والمغتربين على أنّه لن يكون هناك أي موافقة بإعادة حزب الله إلى ما وراء الليطاني لأن ذلك سيؤدي لتجدد الحرب، وأشار إلى أنّ لبنان لن يقبل إلا بحل كامل لكل قضايا الحدود مع إسرائيل، لافتا إلى أن الجيش اللبناني لا يمتلك القدرة الكافية للانتشار على الحدود، حيث ان المشكلة التي يعاني منها الجيش هي النقص بالعدة والعتاد.
وليكتمل المشهد كان لا بد من حضور وزير خارجية الاحتلال الايراني إلى بيروت، ليعلن عند وصوله مجددا أن ايران ليس لها أي سلطة على "قوى المقاومة"، وليضيف ان الحرب بنظر طهران ليست الحلّ! كذلك أكد أن على اميركا أن توقف دعمها للكيان الإسرائيلي القاتل للأطفال، وان حزب الله والمقاومة في لبنان قامت بكل شجاعة وبكل حكمة بإيفاء دورها الرادع والمؤثر، وترحّم على ارواح جميع شهداء المقاومة الفلسطينية وفي المنطقة ولا سيما في لبنان، مبلغا التحيات الحارة من إيران الى لبنان "جيشا وحكومة وشعبا" وأيضا إلى المقاومة في لبنان، مشيرا إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستمر في دعمها القوي للمقاومة وللبنان، وانهم يعتبرون ان أمن لبنان من أمن ايران والمنطقة!
الأسواء من كلام الوزير الايراني الذي عَنى ان لبنان جزءٌ من ايران (اذا كان امنه من امن ايران!) هو عدم ردّ المسؤولين البنانيين في السلطة، من رئيس الحكومة إلى وزير الخارجية إلى رئيس مجلس النواب، على هذا الكلام الذي أكّد ان لبنان تحت الاحتلال الايراني.
لم يعد مقبولا عدم تسمية الامور كما هي والبحث عن تعابير تخفيفية خوفا من "جرح شعور " البعض او خوفا من مواجهته او لحساباتٍ أخرى. لقد حان الوقت لمواجهة هذا الاحتلال بكل الوسائل لاسترجاع السيادة ولإعادة بناء هذا الوطن ووضعه على طريق التعافي.
في المنطقة العربية والعالم
في سوريا، لا يملك الرئيس الاسد إلا إمكانية إصدار المراسيم لزيادة الاجور وسط الانهيار الاقتصادي والتضخم المتفلت، فيما تواصل اسرائيل استهدافاتها للمواقع الايرانية كما قياداتها وسط دمشق، ما يضع علامات استفهام كثيرة حول مدى تمكن الاستخبارات الاسرائيلية من الوصول الى اماكن تواجد هذه القيادات.
في فلسطين/اسرائيل، لا يبدو ان نتنياهو سيتوقف في حربه على حماس أمام اية خطوط، والواضح ان الاوامر قد اعطيت للجيش لاتمام عملية "رفح" بعد إجلاء ما يمكن اجلاؤه من المدنيين الذين لجأوا إليها هربا من القصف المدمّر.هذا في وقت تحذر الدول العربية والغربية من مجزرة جديدة لأكثر من مليون لاجئ يعيشون في العراء!
في العراق، بعد الاستهدافات الاميركية الاخيرة لقيادات الصف الاول في الميليشيات الموالية لطهران والتي حمّلتها الادارة الاميركية مسؤولية مقتل الجنود الاميركيين، تضغط الحكومة "الموالية" لتسريع عملية الانسحاب الاميركي من البلاد. سوف نشهد في الاسابيع المقبلة إلى أي مدى ستكون واشنطن متجاوبة مع هذا المطلب في وقت تطالب القيادة الكردية في اقليم كردستان ببقاء هذه القوات.
في ليبيا، لا تزال الازمة السياسة في مكانها بالرغم من الجهود الدولية، وقد دخلت أنقرة هذا الاسبوع على الخط بغطاء عربي في محاولة لتقريب وجهات النظر.
في اليمن، تواصل الميليشيات الحوثية استهدافاتها للسفن في البحر الاحمر وخليج عدن مع تهديدات جديدة بانها لن تتوقف، في وقت تواصل القوات الامركية-البريطانية قصف كل ما تحدده خطرا على خط النقل البحري، ما يُنبئ باستمرار الصراع.
في السودان، لا تزال المعارك متواصلة فيما تتفاقم الاوضاع الانسانية للنازحين في الداخل السوداني كما في دول الجوار وسط مناشدات وتحذير المنظمات الدولية من ان الوضع قد تخطى كافة الخطوط الحمراء وبات يشكل كارثة انسانية. وقد تمكن المبعوث الدولي الخاص الى السودان من الحصول على موافقة مبدئية من القيادتين المتقاتلتين للقاء خارج السودان بهدف التوافق على ايصال المساعدات، ما يعطي املا لهؤلاء بالتخفيف من معاناتهم بانتظار الحلول الكبرى!
في ملف تونس، تواصل السلطة جهودها للخروج من الازمة الاقتصادية، حيث نجحت حتى الآن في تخفيض التضخم والايفاء بتسديد ديونها الخارجية، فيما تواصل في الجانب التنظيمي تطبيق النظام السياسي المستحدث من قبل الرئيس قيس سعيّد، حيث من المتوقع الانتهاء من انتخابات المجالس المحلية التونسية التي تهدف لتشكيل غرفة ثانية للبرلمان الاسبوع المقبل بانتظار الانتخابات الرئاسية في الخريف القادم.
في تركيا، شكلت استقالة رئيسة البنك المركزي بداية الاسبوع وبعد اقل من عام من توليها المنصب، صدمة في المجال الاقتصادي، لكن تعيين نائبها في اليوم نفسه خفف من الصدمة، حيث عاد الرئيس المعيّن بعد ايام ليؤكد مواصلة السياسة النقدية ذاتها. من جانب آخر، تواصل انقرة سياسة التصالح في المنطقة التي بدأها الرئيس اردوغان مؤخرا وإنهاء السياسة الصدامية التي كانت متّبعة.
في ايران، شددت إيران على عمق ومتانة علاقاتها مع الميليشيات والأذرع الموالية لها التي نشرتها في المنطقة. وشبّه مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، امير سعيد ايرفاني، علاقة طهران بالميليشيات، بالعلاقة بين أعضاء حلف الناتو. ويبقي هذا التوصيف ايران لاعبا اساسيا في احداث المنطقة دون ان تكون مشاركة فيها بالمباشر. وتحاول طهران إضفاء شرعية خاصة لهذه الميليشيات التي تربطها بها "علاقات خاصة"، وأشار ايرفاني ان هذه الميليشيات تتخذ قراراتها بشكل مستقل عن ايران وبحسب المتطلبات لكل ميليشيا! لكن الخطر في هذه الميليشيات انها تنشط في بلدانها بشكل مناف لقوانين هذه البلدان وتشكل خطرا داخليا عليها.
في اوكرانيا، لم يعد باستطاعة الرئيس زيلينسكي تحمل وجود قائد القوات المسلحة فاليري زالوجني إلى جانبه في القيادة. وبالرغم من أن آخر إحصاء أظهر ان زيلينسكي لا يزال يتمتع بـ70% من التأييد بين الاوكران، ألا ان الدعم والثقة اللذين كان زالوجتي يتمتع بهما من جانب الشعب والجيش الاوكرانيين كانا السبب الرئيسي الذي دفع بالرجل إلى إقالة قائد الجيش من منصبه، بعد حوالي شهرين من الاشاعات حول الإقالة أو الاستقالة. وتفيد معلومات خاصة بأن رئيس المكتب الرئاسي اندريه يرماك كان يدفع بشكل خاص لإقالة زالوجني. وبالرغم من ان القائد الجديد للقوات المسلحة يتمتع بخبرات عسكرية أيضا، إلا ان هذه الخطوة قد أثرت سلبا على المناخ العام في البلاد، خاصة مع التأخير في تأمين الذخيرة إلى الجبهة بسبب عدم قدرة الحلفاء الاوروبيين تأمين الكميات المطلوبة، وبالإضافة إلى العرقلة في الدعم الاميركي بسبب الخلاف الداخلي بين الديموقراطيين والجمهوريين.
ميدانيا، تواصل القوات الاوكرانية الحفاظ على مواقعها على الجبهة الشرقية بالرغم من الهجمات المكثفة من الجانب الروسي، في وقت تتواصل عمليات القصف على البنى التحتية الاوكرانية وعلى المدن والاحياء السكنية. لكن قدرات الجيش الاوكراني مكّنته مؤخرا من الردّ، ولو بحجم أقل، على عمليات القصف بأخرى مماثلة وفي العمق الروسي.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في الملفات السياسية، وبالتحديد في ملف زيارات الشخصيات الغربية لبيروت، استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه، يوم الثلاثاء، في السرايا الكبيرة، وأشار الوزير الفرنسي خلال الاجتماع، إلى أن زيارته للبنان تندرج في إطار جولة على عدد من الدول في سياق المساعي الدولية لوقف الحرب في غزة وحفظ الاستقرار في لبنان وإبعاد الأخطار عنه، وشدد على أن انتخاب رئيس جديد للبنان مسألة أساسية لمواكبة الاستحقاقات الكبيرة التي يشهدها لبنان والمنطقة، مؤكدا أولوية حفظ التهدئة في الجنوب ووقف العمليات العسكرية. كما أفادت المعلومات ان الوزير الفرنسي حمل معه ايضا رسالة تحذير للبنان من مخاطر الانزلاق تحو التصعيد. وكان سيجورنيه قد زار رئيس مجلس النواب نبيه بري دون ان يصدر اي بيان بخصوص اللقاء، كما التقى قائد الجيش جوزف عون.
وفي السياق، استدعى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، سفير المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية هاميش كاول، وسلمه مذكرة احتجاج تتعلق بزيارة وزير الخارجية اللورد ديفيد كاميرون الأخيرة إلى بيروت.
في ملف ازمة انتخاب الرئيس، قال البطريرك الراعي في عظة عيد مار مارون من بيروت، لا ندري لماذا لا يُدعى المجلس النيابي للانعقاد من أجل القيام بالواجب الأول وهو انتخاب رئيس للجمهورية. وبتنا نشك بالنوايا ونرى في تعطيل انتخاب رئيس خلفيات مشبوهة غير مقبولة وهي مدانة.
في الملف الاقتصادي، كان لافتا اقرار الموازنة العامة هذا الاسبوع وسط مداخلات متناقضة من الكتل النيابية. وقد رأى الخبراء ان أرقام الموازنة غير واقعية، كما تحمّل المواطنين أعباء إضافية من دون معالجة الازمة أو طرح خطة عملية للخروج منها.
أمنيا في الجنوب، حذر قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الخميس، من أن حزب الله سيستمر بدفع الثمن في منظوماته، وأوضح في مؤتمر صحفي، ان هناك عشرات القطع الجوية تعمل في جنوب لبنان، وعند صدور الأوامر ستتحول العشرات إلى مئات لتنفيذ مهامها خلال لحظات من استدعائها. وفي السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته هاجمت في وقت سابق من الأربعاء سلسلة أهداف تابعة لحزب الله، من بينها شاحنة محملة بوسائل قتالية وبنية تحتية ومبنى عسكري، في مناطق الخيام والنبطية وكفر حمام جنوبي لبنان. وتأتي تصريحات المسؤول العسكري الإسرائيلي وبيان الجيش، في أعقاب هجوم بطائرة مسيّرة استهدف سيارة في مدينة النبطية جنوبي لبنان، الخميس، أدى إلى تعرض قيادي في حزب الله لجروح خطيرة وإصابة شخص آخر كان معه. وجاء استهداف السيارة في وقت كثف به حزب الله منذ صباح الخميس وتيرة قصفه لمواقع إسرائيلية، من بينها ثكنتا معاليه غولان وبرانيت ومقر قيادة في كريات شمونة، حسبما أعلن في بيانات عدة. كما رد حزب الله على استهداف سيارة في النبطية، بضربات متتالية على قاعدة ميرون الجوية بالصواريخ.
وقد كان لافتا استهداف سيارة ودراجة نارية في منطقة جدار-جبل لبنان من قبل طائرة مسيرة، حيث قتل بحسب المعلومات عنصر من حزب الله ومواطن سوري فيما نجا قيادي في حركة حماس، بحسب مصدر امني فلسطيني، والذي تحفظ عن ذكر هوية المستهدف. واللافت ان المنطقة التي جرى فيها القصف تبعد عن الحدود اللبنانية الاسرائيلية حوالي 70 كلم.
في مواقف حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان،لمن يهمه الأمر، أهل الجنوب فخر لبنان وخنادق مقاومته وعماد ذخيرته وهم السباقون دوما بحروب السيادة اللبنانية والمصالح الوطنية التي يستفيد منها لبنان الكيان وكل الطوائف بلا استثناء. والمطلوب تمجيد الجنوب وأهله ومقاومته لا التحريض على تضحياتهم وسحق إرادتهم الوطنية، وما تقوم به المقاومة بالجبهة الجنوبية ضروري بحجم ضرورة وجود لبنان ومصالحه الوطنية العليا، والقضية قضية بلد وكيان وسيادة ومصالح وطنية عليا بعيدا عن النزعة الطائفية وخنادقها، وكفانا تلطيا وراء الزواريب الطائفية ونغمة المتاجرة والضيق والتصعيد الميداني ونزيف القرار 1701 الذي تدوسه تل أبيب بالصميم منذ العام 2006 فيما أصل وجود وسيادة لبنان مهدد بالصميم. وأشار الى ان ان الحج الدولي لبيروت لا وظيفة له إلا الندب على تل أبيب، فقط المطلوب وقفة عابرة للطوائف بحجم تضحيات المقاومة وأهل الجنوب بدلا من ملاقاة الحج الدولي الذي لا يفتأ يندب على تل أبيب، ومن خاض حرب العالم ليحرر لبنان هو أحرص الناس على كل ذرة من تراب لبنان، والتحذير مردود ولعبة الشعارات مكشوفة، وإنقاذ البلد يمر بتسوية رئاسية تحفظ الميثاقية الوطنية، وكل ما ينحر الميثاقية والشراكة مرفوض ولن نقبل به على الإطلاق.
من جانبه، أكد عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق أن موقف حزب الله مما يحصل من وساطات ومفاوضات، هو موقف واحد مع أنصار الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي والمقاومة في العراق، والذي يكمُن بوقف العدوان الإسرائيلي أولاً على غزة. وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يهدد لبنان في كل يوم، ولكن المقاومة لا تخشى تهديداته، فهو مهزوم يئِن من جراح بليغة ودامية، والمقاومة استعدت لكل الاحتمالات بما هو أبعد من كل الحسابات، ولن يكون الجنوب إلاّ ساحة لهزائمهم. وشدد على أن "لبنان القوي" لا يستجدي أمنه من أحد ولا يخضع لتهديدات أحد ولا يذّله أحد، وليس هو من يستجدي الوساطات والضمانات الدولية، ولفت الى أن أميركا وبريطانيا تعلنان الصداقة مع لبنان والعرب، وتمارسان العداوة، معتبراً أن العدوان الأميركي والبريطاني على اليمن هو عدوان على كل الأمة والسيادة والكرامة العربية، ويحق لليمن أن يدافع عن نفسه، وأن يفعل أي شيء ضد الوجود الأميركي والبريطاني في المنطقة. واعتبر أن أي يد عربية تساعد الكيان الإسرائيلي هي يد خائنة.
أما نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش، فقد اعتبر أنّ العدوان الأميركي على العراق وسوريا واليمن هو عدوان على كلّ الأمة، وانتهاك صارخ لسيادة وكرامة هذه الدول، ومن حقّ شعوب ودول هذه المنطقة أن تُدافع عن نفسها، وأن تُقاوم الاحتلال والعدوان الأميركي، وأن تفعل أيّ شيء لإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة. وأكد أنّ خيار استمرار العدوان هو خيار بلا أفق، لأنّ العدو وصل إلى طريق مسدود، وفشل أمام ثبات وإرادة المقاومة، واستمرار العدوان لن يؤدي إلا إلى المزيد من الفشل والهزائم، ولن يتمكن العدو من تحقيق أهدافه، وليس هناك من خيار سوى وقف العدوان والذهاب نحو الحل والقبول بشروط المقاومة.
في سياق الاستهدافات الاسرائيلية المتتالية على الاراضي اللبنانية، كان لافتا ما أفاد به اللواء عباس ابراهيم، فقد كتب على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، ان الاغتيالات التي ينفذها العدو الإسرائيلي المحتل على الأراضي اللبنانية وفي عمقها، ومن قبلها تهجير المدنيين فيما عشرات الطائرات الحربية تحلق في سمائه، على ما اعلن مسؤولوه، تعني سقوط كل شيء والعودة إلى ما قبل العام 2000، هناك معادلات جديدة تتصل بتسعينات القرن الماضي وتعود بالامور إلى ما قبل تفاهم نيسان!
محطات سياسية واقتصادية:
أ- لبنان يفصل الدين عن الدولة، فيما البلدان المجاورة دينية إسلامية، وإسرائيل دولة يهودية.
ب- الإنتماء إلى لبنان عبر المواطنة، لا عبر الدين.
ج- لبنان يعتمد التعددية الثقافية والدينية،
د- لبنان قائم على ميثاق العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين المنظم في الدستور بحيث يتعاونون بالمساواة في الحكم والإدارة.
ه- لبنان يقر جميع الحريات المدنية العامة ولا سيما حرية المعتقد والتعبير.
بنتيجة هذه الخصوصيات، لبنان من طبعه وطبيعته ذو نظام حيادي إيجابي يعطيه دور وساطة ولقاء وحوار من أجل توطيد العدالة والسلام، وحماية حقوق الشعوب.
وردا على أحد المحللين السياسيين الذي قال ان "واقع البلاد يستلزم رئيسا لا يستفز أحدا، ولا يتحدى أحدا"... قال البطريرك:
1)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يتحدى كل من يعطل الدستور ويطيح الميثاق الوطني فيضرب صيغة الشراكة والمودة.
2)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يضع حدا لحكومات الوحدة الوطنية الزائفة ويحيي اللعبة البرلمانية في النظام الديمقراطي اللبناني.
3)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يرفض كل سلاح غير شرعي.
4)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يتحدى كل من يتطاول على السيادة والاستقلال لئلا يمسي لبنان دولة التبعية والاحتلال. 5) إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يتحدى أولئك الذين يمنعون إغلاق الحدود السائبة بين لبنان وسوريا بقصد إبقاء علاقات لبنان مع أصدقائه منهارة ومع أخصامه مزدهرة.
6)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يتحدى الدول التي تعمل على توطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.
7)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يتحدى جميع الشواذات المنتشرة في الدولة اللبنانية ومؤسساتها ومجتمعها الإنساني. إذا لم يستفز رئيس الجمهورية الجديد جميع هذه الفئات الخارجة على الشرعية، ويتحد جميع هذه التجاوزات القاتلة، فسيتحداه الجميع ويستفزونه. ليس لبنان بحاجة إلى رئيس يستفز أو يستفز لئلا ندخل في دوامة صراع مفتوح. (ملحق رقم 6*- عظة)
امنيا، استهدفت صواريخ إسرائيلية ليل الثلاثاء محافظة حمص في وسط سوريا، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، في قصف يندرج في إطار تزايد وتيرة الهجمات الإسرائيلية على البلاد منذ بدء الحرب في غزة. في المقابل، ذكرت مصادر محلية أن الهجمات استهدفت عدة مواقع للجيش السوري وقاعدة جوية في المنطقة، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 4 قتلى سقطوا جراء الغارات بينهم مدنيون.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام رسمية سورية أن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف معادية في محيط دمشق يوم الجمعة. من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات الإسرائيلية استهدفت محيط منطقة السيدة زينب في دمشق، كما أكد سقوط قتلى باستهداف إسرائيلي لمنزل في ضاحية دمشق، كذلك أكد أن إسرائيل استهدفت مطار المزة العسكري في ريف دمشق. من جهتها أكدت مصادر متابعة أن إسرائيل نفت شن غارات على مواقع في سوريا الجمعة.
ويوم السبت، قتل ثلاثة أشخاص جراء ضربات جوّية إسرائيلية استهدفت ليلاً مبنى سكنيا غرب العاصمة السورية، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد عن ثلاثة قتلى غير سوريين موالين لطهران جراء الاستهداف الجوي الإسرائيلي على مبنى في منطقة الديماس، التي تعدّ من الأحياء الراقية وتقطنها قيادات سياسية وعسكرية.
في سياق منفصل، وفي مواصلة لحربها المستعرة منذ فترة ضد المهربين وعصابات المخدرات على الحدود السورية، أعلنت الأردن إحباط محاولة تسلل جديدة، وأكد الجيش يوم الأربعاء، أنه أحبطت فجرا محاولة تسلل وتهريب مواد مخدرة قادمة من الأراضي السورية. وقد أشار مصدر عسكري إلى مقتل ثلاثة مهربين وإصابة آخرين وضبط كميات كبيرة من المخدرات، وتحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة. في حين أصيب أحد عناصر قوات حرس الحدود أثناء الاشتباك مع المهربين، وحالته الصحية حرجة، وفق ما أكد المصدر.
في الملف الاقتصادي، قرر الرئيس السوري، الإثنين، زيادة أجور موظفي الخدمة المدنية والعسكريين ومتقاعدي القطاع العام بنسبة 50 بالمئة، وسط انهيار اقتصادي وتضخم متفلت بعد نحو 13 عاما على اندلاع الحرب. وكان الأسد قد أعلن العام الماضي قرارا مماثلا، ضاعف فيه الأجور والمعاشات التقاعدية مع رفع الدعم عن الوقود.
وقبل هذا القرار كانت قيمة الأجر الشهري لموظفي الخدمة المدنية تراوح بين 20 و40 دولارا، اعتمادا على سعر الصرف في السوق، ومع المرسوم الرئاسي هذا ارتفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص نحو 19 دولارا في السوق الموازية.
ومن من جراء النزاع بات أكثر من 90 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر، وفق أرقام الأمم المتحدة، ومع التراجع الحاد في قيمة الليرة السورية.
أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارة إلى ليبيا، الخميس، التقى خلالها مسؤولين في كل من طرابلس وبنغازي. وأكد فيدان قبيل الزيارة، عزم تركيا إعادة فتح قنصليتها في ينغازي، وذلك في إطار صفحة جديدة في العلاقات مع الشرق. كما أشار خلال زيارته الى عزم تركيا التدخل بين الافرقاء، بغطاء إماراتي-قطري، لمحاولة تقريب وجهات النظر من اجل الوصول الى انتخابات تُخرج ليبيا من أزمتها. وفي الملف الاقتصادي، اعلن فيدان عن رغبة الشركات التركية العودة الى الشرق الليبي، حيث تُعتبر السوق الليبية منفذا اضافيا لتركيا، وفي هذا الاطار عادة الرحلات الجوية الى العمل بين تركيا ومطار بنغازي.
في الملف الاقتصادي، ذكر محافظ بنك إسرائيل، أمير يارون، في تصريحات عكست جانباً من حجم الخسائر الاقتصادية جراء الحرب في غزة، ان تكاليف ميزانية الحرب، بالإضافة إلى خسارة الدخل، من المتوقع أن تصل إلى حوالي 210 مليار شيكل (58.3 مليار دولار). وبعد مرور ما يزيد عن أربعة أشهر على الحرب، يواصل الاقتصاد الإسرائيلي تكبد خسائر فادحة وربما تكون الأكبر له نتيجة تبعات استمرار القتال في غزة، وسط توقعات بتفاقمها في حال استمرار أمد الحرب ونطاقها خلال الفترة المقبلة. وقد أشار نتنياهو، خلال اجتماع أعضاء مجلس الوزراء الحربي مع رؤساء المجالس المحلية في 17 يناير الماضي، إلى امكانية استمرار الحرب حتى عام 2025، الأمر الذي ينذر بمزيد من الخسائر الاقتصادية وانعكاس ذلك بالسلب علي مختلف القطاعات والنمو الاقتصادي بشكل عام.
أمنيا، يواصل الجيش الاسرائيلي هجومه في القطاع ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يعتقدون أن السنوار وضيف (القياديين في حماس) يختبئان الآن في أنفاق عميقة أسفل مدينتي خانيونس ورفح جنوبي قطاع غزة، ويعتقد قادة الجيش أن القوات تقترب من القياديين الأبرز في حماس. وتشهد خانيونس معارك ضارية منذ أسابيع، بينما توعد قادة إسرائيل بدخول رفح المكتظة باللاجئين، في هجوم يبدو وشيكا ويثير مخاوف على سلامة أكثر من مليون نازح.
في السياق، بحث وزير الخارجية الأميركي، يوم الأربعاء، مع وزير الدفاع الإسرائيلي أهمية تحقيق سلام دائم بمنطقة الشرق الأوسط. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن بلينكن وغالانت بحثا في تل أبيب أهمية إقامة دولة فلسطينية مع توفير ضمانات أمنية لإسرائيل، وشدد بلينكن على ضرورة اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لحماية المدنيين في قطاع غزة. واستعرض الطرفان الجهود الأخيرة لتسهيل العودة الآمنة لجميع الرهائن المتبقين، وزيادة مستويات المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، ومنع توسع الصراع. وكان بلينكن في وقت سابق، قد أكد لنتنياهو، دعم الولايات المتحدة لإقامة دولة فلسطينية باعتبارها أفضل وسيلة لضمان السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء وتحقيق تكامل أكبر للمنطقة، كما شدد أيضاً على الحاجة الملحة لتهدئة حدة التوتر في الضفة الغربية، والحيلولة دون اتساع رقعة الصراع.
في السياق، وصل صباح الخميس إلى القاهرة وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية، نائب رئيس الحركة في غزة، لاستكمال المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار برعاية مصرية قطرية. وتأتي الزيارة بعد ساعات من إعلان مصر أنها ستستضيف جولة مفاوضات جديدة للتهدئة بقطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، والدفع تجاه وقف إطلاق النار في قطاع غزة بما يحمي المنطقة من اتساع رقعة الصراع. وأعلن مصدر مصري مسؤول أن بلاده تكثف جهدها للتوصل لهدنة بغزة والإفراج عن الأسرى، مطالباً كافة الأطراف بإبداء المرونة في المفاوضات للوصول إلى تهدئة.
وأفاد 6 مسؤولين ومستشارين إسرائيليين أن إسرائيل مستعدة للسماح لرئيس حركة حماس يحيى السنوار بالخروج إلى المنفى مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء حكومة حماس في القطاع. وقبل ذلك، سلمت حماس ردها على الاتفاق الإطاري المقترح حيث يتضمن ثلاث مراحل وهدنة 45 يوما لكل مرحلة. وذكرت مصر أنها ستقوم بمناقشة كل تفصيلات الإطار المقترح مع الأطراف المعنية، للتوصل في أقرب وقت للاتفاق حول الصيغة النهائية. وأكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان، أن مصر طرحت منذ فترة قريبة إطاراً لمقترح لمحاولة تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف المعنية، سعياً وراء حقن الدماء الفلسطينية، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإعادة السلام والاستقرار للمنطقة. ويأتي مقترح الحركة، ردا على اقتراح نقله الأسبوع الماضي وسطاء قطريون ومصريون، في إطار أهم مسعى دبلوماسي حتى الآن بهدف التوصل إلى هدنة طويلة، الذي قوبل بالترحيب والارتياح في قطاع غزة.
ومساء الجمعة، سلمت إسرائيل ردها على خطة حماس بشأن صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى، إلى كل من قطر ومصر والولايات المتحدة. وكانت إسرائيل أعلنت رفضها خطة حماس التي تتضمن 3 مراحل على مدار 135 يوما، تنتهي بصفقة تبادل جميع الرهائن الإسرائيليين بالآلاف من الأسرى الفلسطينيين، مع إنهاء الحرب على قطاع غزة. وحسب المصادر، أبلغت إسرائيل الوسطاء رفضها معظم مطالب حماس، وطلبت منهم كذلك أيضا، مع الاستعداد للمفاوضات على أساس "خطة باريس".
وبحسب مسؤول إسرائيلي فأن إسرائيل أوضحت للوسطاء أنها، خلافا لمطلب حماس، لن توافق على انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من الممر جنوبي مدينة غزة الذي يقسم القطاع إلى جزأين في وقت مبكر من المرحلة الأولى، ومع ذلك، فهناك استعداد إسرائيلي لدراسة انسحاب قوات الجيش من مراكز المدن في القطاع. وقالت إسرائيل إنها تعارض طلب حماس إضافة عبارة "بشكل دائم" إلى البند الذي ينص على إجراء مفاوضات غير مباشرة، بشأن العودة إلى السلام في المرحلة الأولى من الصفقة. ويعود السبب في ذلك إلى رفض إسرائيل الالتزام بإنهاء الحرب بعد الانتهاء من تنفيذ صفقة إطلاق سراح الرهائن، وفق المسؤول. كما أوضحت إسرائيل أنها غير مستعدة لأن تناقش، في إطار المفاوضات حول صفقة الرهائن، ما سمته حماس في خطتها رفع الحصار عن غزة، وأكدت أن مفتاح إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذي قدمته حماس في جوابها غير معقول. واعتبرت أيضا أن القائمة الطويلة من المطالب المرفقة في رد حماس، مثل الالتزامات المتعلقة بالمسجد الأقصى أو أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، غير مقبولة ولا علاقة لها بالموضوع.
إلى ذلك، وبحسب مصادر أخرى مطلعة على الرد، طالبت إسرائيل من الوسطاء أن تكون غزة منزوعة السلاح بشكل كامل، كما رفضت استمرار بقاء قيادات حماس داخل القطاع، كما رفضت عودة سكان شمال غزة حالياً إلى منازلهم، مؤكدة أن ذلك يمكن أن يتم بعد انتهاء الحرب. وشددت على أن وقف إطلاق النار بشكل دائم مرتبط بإبعاد حماس عن أي إدارة لقطاع غزة مستقبلا. كما طالبت بقائمة كاملة عن عدد الأسرى الموجودين لدى حماس وبياناتهم، مع تحديد هوية الأحياء والأموات والجثث الموجودة لدى الحركة، ورفضت اشتراط حماس بالإفراج عن أسماء فلسطينية محددة اقترحتها الحركة، كما تحفظت على عدد الأسماء المطلوب الإفراج عنها. ولحظ الرد الإسرائيلي أيضاً أن إعادة إعمار قطاع غزة مرتبط بإبعاد حماس عن إدارته. إلى ذلك، هذا أبلغت إسرائيل الوسطاء أنها متفتحة على إبرام صفقة تبادل الأسرى، لكن مع تخفيض حماس لشروطها حيث اعتبرت الشروط الحالية تعجيزية في عدد من النقاط. وذكرت المصادر أن الوسطاء سيعملون على تقريب وجهات النظر وتقسيم البنود للوصول إلى اتفاق.
من جانب آخر، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة، الجيش بالاستعداد لإخلاء رفح قبل اقتحامها المتوقع. وقال مكتب نتنياهو إنه لا يمكن تحقيق هدف الحرب المتمثل في القضاء على حماس وإبقاء أربع كتائب لحماس في رفح. ومن ناحية أخرى، فمن الواضح أن عملية واسعة النطاق في رفح تتطلب إخلاء السكان المدنيين من مناطق القتال. ولهذا السبب وجه رئيس الوزراء الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية بعرض خطة مزدوجة على حكومة الحرب لإخلاء السكان وتدمير الكتائب.
وعلى الجبهة اللبنانية، أعلن قائد المنطقة العسكرية الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أوري غوردين، أن الجيش يواصل الاستعداد لتوسيع العمليات القتالية والتحول إلى الهجوم شمالي البلاد في منطقة الحدود مع لبنان. ونقل المكتب الإعلامي في الجيش الإسرائيلي عن غوردين قوله ان الهدف هو تغيير الأوضاع في مجال الأمن في الشمال بطريقة تمكن من توفير عودة آمنة للسكان إلى منازلهم. وأضار أن الجيش عازم على تغيير الواقع في مجال الأمن ويواصل الاستعداد لتوسيع الحرب في الشمال والتحول إلى الهجوم، وأضاف ان القوات العسكرية ستواصل العمليات الدفاعية وتوجيه ضربات لحزب الله.
في سياق منفصل، زار وفد دبلوماسي من بلجيكا، وكندا، والدانمارك، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وايطاليا، وايرلندا، ولوكسمبورغ، وهولندا، واسبانيا، والسويد، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، برفقة وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، مدرسة خلة العميرة في مسافر يطا - قضاء الخليل، حيث دعوا إسرائيل إلى إلغاء قرارها الأخير الذي اتخذته الإدارة المدنية الإسرائيلية بهدم هذه المدرسة التي تمولها الجهات المانحة. وقد دعت جميع الممثليات المذكورة أعلاه إسرائيل إلى وقف كافة عمليات هدم ومصادرة منازل وممتلكات الفلسطينين وفقا لالتزاماتها كقوة احتلال بموجب القانون الدولي الإنساني، والتوقف عن سياسة بناء المستوطنات وتوسعها، والحد من سياسة تخصيص الأراضي لصالح الإسرائيليين حصرياً، وحرمان الفلسطينيين من خطط التنمية. إن الفشل في القيام بذلك يقوض بشكل خطير حل الدولتين ويشكل عائقًا كبيرًا أمام عملية السلام والأمن في المنطقة.
أمضى قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، اسماعيل قاآني أسابيع عدة متنقلاً ومفاوضاً ومحاوراً الفصائل العراقية من أجل التأكد من أن هجماتها ضد القواعد الأميركية ستبقى مضبوطة، بحيث لا تشعل حرباً إقليمية أوسع، إلا أن الرجل الذي خلف قاسم سليماني بعد اغتياله بغارة أميركية على مطار بغداد في يناير 2020، لا يتمتع بالقوة الكافية على ما يبدو لتنفيذ تلك المهمة.
وفي السياق، أكد رئيس الوزراء العراقي الثلاثاء، أن إنهاء مهمة التحالف هدفه نزع كل مبررات الهجمات على مستشاريه، مشددا على أن أي هجوم عسكري على أراضي العراق مرفوض من أي جهة كانت. وأضاف أنه ليس هناك أي اتصال مع أميركا بعد الاعتداء الأخير، موضحا أن إقليم كردستان جزء من التفاوض لإخراج قوات التحالف. كما أوضح أن التحالف الدولي بدأ بطلب عراقي وسينتهي أيضا بطلب عراقي، لافتا إلى أنه تم التوصل إلى معادلة أن توقف الفصائل هجماتها مقابل وقف الرد الأميركي. إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية في بيان بوقت متأخر، مساء الثلاثاء، أن وزير الخارجية أكد في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي على ضرورة العودة إلى الحوار وطاولة المفاوضات لبحث مستقبل التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد.
وفي ظل هذا الحديث من الجانب العراقي، أعلن الجيش الأميركي تنفيذ غارة جوية في العراق، الأربعاء، أدت إلى مقتل قيادي في فصيل موالٍ لإيران متورط بشن هجمات على القوات الأميركية. وقالت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" في بيان، إن الضربة الجوية جاءت ردا على الهجمات على جنود أميركيين، وأدت إلى مقتل قيادي في كتائب حزب الله كان مسؤولا عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة.
من جانبها، قالت خلية الإعلام العراقي إنه تأكد لدى القوات العراقية وبشكل قاطع أن من أقدم على استهداف مركبة تقل قياديين اثنين في الحشد الشعبي في منطقة المشتل شرقي العاصمة بغداد، هي طائرات أميركية. فيما أعلن بيان صادر عن كتائب حزب الله العراقي نعى فيه أبو باقر الساعدي المسؤول عن العمليات في الخارج ونقل الأسلحة، وذلك بعد حديث عن مقتل أركان العلياوي أيضاً الذي لم يأتِ ذكره في البيان. وفق مصدر في هذا الفصيل، كان الساعدي مسؤولاً عن العمليات في الخارج ونقل الأسلحة. كما يقال إنه المسؤول عن منظومة الصواريخ بكتائب حزب الله العراقي والطائرات المسيّرة، وهو مسؤول أيضاً عن العمليات في سوريا.
وعلى إثر هذه الضربة، أكد رئيس الوزراء العراقي، خلال لقائه وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس، الخميس، أن الإصرار على انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق يأتي بعدما اكتسبت القوات العراقية من قدرات متقدمة في مكافحة الإرهاب، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وفي وقت سابق، اتهمت بغداد، التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الذي تقوده واشنطن، بأنه تحول إلى عامل عدم استقرار للعراق غداة ضربة أميركية في بغداد أدّت إلى مقتل قيادي في فصيل موالٍ لإيران. وقال يحيى رسول، المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء السوداني في بيان، إن الضربات الأميركية تهدد السلم الأهلي، وتخرق السيادة العراقية، وأضاف أن هذا المسار يدفع الحكومة العراقية أكثر من أي قت مضى إلى إنهاء مهمة هذا التحالف الذي تحول إلى عامل عدم استقرار للعراق ويهدد بجرّ العراق إلى دائرة الصراع الإقليمي. كما أشار إلى أن اللجنة الثنائية العسكرية الفنية العليا بين العراق والولايات المتحدة تستأنف أعمالها الأحد المقبل، وذلك بهدف مناقشة وجدولة إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.
في سياق منفصل، وبعد توتر كان سيد الموقف بين البلدين خلال الأسابيع القليلة الماضية، شدد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في لقاء مع وزير الدفاع التركي يشار غولر الثلاثاء، على أن حل الأزمات يكون بالحوار وليس بخرق سيادة الدول وإضرار مواطنيها، في إشارة منه إلى الضربات التركية الأخيرة على مواقع لحزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية والتي استفزت بغداد إلى حد كبير. وذكرت الرئاسة العراقية في بيان أن رشيد أكد خلال لقائه مع غولر، الذي يزور العراق، على ضرورة حل المشاكل الحدودية والملفات الأمنية بين البلدين عبر التعاون والتشاور والتنسيق المتبادل، وتشكيل لجان أمنية من الجانبين لتحديد المشكلة ووضع الحلول اللازمة لها. كما أشار البيان إلى أنه جرى خلال اللقاء أيضا بحث سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المشترك خاصة في مجالي الأمن والمعلومات الاستخباراتية وبما يخدم أمن واستقرار البلدين، إضافة إلى ملف المياه والتبادل التجاري وبما يؤمن المصالح المشتركة للشعبين العراقي والتركي. من جانبه، عبر وزير الدفاع التركي عن دعم بلاده لأمن واستقرار وسيادة العراق والتطلع نحو تعزيز علاقات التعاون والتنسيق المشترك
بدأ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، جولة خليجية جديدة لبحث وقف هجمات الحوثيين على طرق الملاحة الدولية، وتأثيراتها على جهود السلام في البلاد. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لمتحدثها الرسمي، إن المبعوث ليندركينغ سافر هذا الأسبوع إلى الخليج، لمناقشة الحاجة الملحة للحد من التوترات الإقليمية، والخطوات اللازمة التي يجب اتخاذها من أجل التهدئة ومنع نشوب صراع إقليمي. وأضاف المتحدث أن المبعوث سيلتقي عدداً من شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، ويبحث معهم السبل الكفيلة بوقف هجمات جماعة الحوثيين المستمرة في البحر الأحمر، والتي تقوض حرية الملاحة في البحر الأحمر والتقدم المحرز في عملية السلام في اليمن.
من جانب آخر، عين رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، مساء الاثنين، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيسا للوزراء بدلا من الدكتور معين عبدالملك. يشار إلى أن بن مبارك، قد اختطف سابقا من قبل جماعة الحوثي وهو يحمل مشروع الدستور لتقديمه للهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، كما شارك في أغلب جولات الأمم المتحدة للسلام كمستشار للفريق التفاوضي للشرعية اليمنية. وفي يوليو عام 2015 عين سفيرا للجمهورية اليمنية في العاصمة واشنطن وسفيرا غير مقيم في البرازيل والمكسيك والأرجنتين، كما عين ممثلاً دائما لليمن في الأمم المتحدة خلال العام 2019، وفي 18 ديسمبر 2020 عُين وزيرًا للخارجية وشؤون المغتربين، قبل أن تتم تسميته حالياً رئيسا للحكومة اليمنية.
على صعيد آخر، عقدت اللجنة الأمنية والعسكرية بمحافظة مأرب اجتماعاً استثنائياً برئاسة عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب للوقوف أمام العديد من المستجدات الميدانية بحضور رئيس هيئة الأركان، واستعرض الاجتماع الموقف الميداني والعسكري بالجبهات في ظل تصعيد تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية والتحشيد المتواصل وإرسال التعزيزات المختلفة إلى الجبهات. كما شدد الاجتماع على رفع الجاهزية القتالية واليقظة العالية والاستعداد للتعامل مع أي طارئ، والتحلي بالانضباط والعزيمة، وتسخير جميع الإمكانات المتاحة لدعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية.
في الوضع الامني ووسط تصاعد التوتر في البحر الأحمر، وتكرار الهجمات الحوثية شبه اليومية على سفن الشحن في هذا الممر الملاحي المهم دولياً، كررت جماعة الحوثي إطلاق تهديداتها. فقد أكد زعيم الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي خلال كلمة ألقاها، الثلاثاء، أن الجماعة ستواصل هجماتها البحرية، وقال إن مقاتليه سيواصلون التصعيد إذا لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وأكد أن الضربات الأميركية والبريطانية على مواقع الحوثيين في اليمن لن تؤثر على موقفهم أو تحد من قدراتهم، وفق زعمه.
في السياق، غادرت فرقاطة للبحرية الألمانية صباح الخميس في اتجاه البحر الأحمر بهدف تأمين الملاحة البحرية مع استمرار هجمات الحوثيين، وللمشاركة في مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية التي لا تزال قيد الإعداد. ويتألف طاقم الفرقاطة "هيسن" من 240 شخصاً وستكون في حال تأهب دائم، وستستمر مهمتها حتى أبريل.
وبناء على تفويض من الاتحاد الأوروبي والبرلمان الألماني، ستكلف الفرقاطة بمواكبة السفن التجارية واعتراض أي صواريخ تدنو منها. ويعمل الاتحاد الاوروبي على إطلاق مهمة حماية للسفن التجارية في البحر الأحمر. ويمكن إعلان قرار في هذا الشأن قبل الاجتماع المقبل لوزراء خارجية التكتل في 19 فبراير، حيث أبدت دول عدة بينها إيطاليا وفرنسا وبلجيكا نيتها المشاركة في المهمة.
من جانب آخر، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن الخسائر العسكرية التي تعرضت لها الحوثيون حيث قال بلاغ البنتاغون أن أكثر من 100 صاروخ ومنصة إطلاق دمرت في الضربات على مواقع الحوثيين في اليمن. كما أضاف المتحدث باسم "البنتاغون" بات رايدر، أنه منذ الضربات الأولى للتحالف الدولي في 11 يناير، تم تدمير أكثر من 100 صاروخ ومنصة إطلاق، بالإضافة إلى العديد من الطائرات بدون طيار، والرادارات ومناطق تخزين الأسلحة، وأضاف أن الضربات التي وقعت في 3 فبراير دمرت أو ألحقت أضرارا جسيمة بـ 35 هدفا من أصل 36، بما في ذلك أماكن تخزين الأسلحة والرادارات و3 مروحيات ومراكز القيادة والسيطرة وأنظمة الصواريخ.
وفي آخر الضربات، قالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، إن قصفا أميركيا وبريطانيا طال، يوم الجمعة، منطقتي الكثيب والجبانة في الحديدة. وقبل ذلك، أعلن الجيش الأميركي أن قوات القيادة المركزية الأميركية شنت، يوم الخميس، سبع ضربات للدفاع عن النفس ضد أربعة زوارق مسيرة تابعة للحوثيين، وسبعة صواريخ كروز مضادة للسفن كانت معدة لإطلاقها على سفن في البحر الأحمر.
في الملف الاقتصادي، ظهرت بيانات البنك المركزي المصري يوم الخميس، انخفاض معدل التضخم الأساسي في مصر إلى 29% على أساس سنوي في يناير من 34.2% في ديسمبر، وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، إن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 29.8% في يناير من 33.7% في ديسمبر، وهو ما جاء أقل بكثير من توقعات المحللين. ويتوقذم المحللون أن يتباطأ التضخم السنوي إلى 32.5%.
يذكر ان معدل التضخم بمصر آخذ في التراجع من أعلى مستوياته على الإطلاق الذي بلغ 38% في سبتمبر الماضي.
من جانب آخر، قال رئيس الوزراء المصري، في بيان الخميس، إن هناك لجنة قانونية وفنية مُشكلة بمجلس الوزراء، لدراسة عروض استثمار في مشروعات مُهمة؛ من المقرر أن تُدِر موارد ضخمة من النقد الأجنبي. وكانت تقارير صحفية مصرية أشارت خلال الأيام الماضية إلى أن تحالفا من المستثمرين بصدد الاتفاق على إقامة مشروع ضخم في مدينة رأس الحكمة بالساحل الشمالي الغربي باستثمارات تتجاوز 22 مليار دولار، وهو ما ساهم في تخفيف الضغط عن العملة المصرية في السوق السوداء، بالتزامن أيضا مع إعلان صندوق النقد الدولي عن قرب التوصل إلى اتفاق مع مصر لزيادة برنامج القرض الحالي البالغ قيمته 3 مليارات دولار.
وقال مدبولي، في بيانه، إنه قريباً؛ وعقب الانتهاء من المفاوضات مع المُستثمرين، سيتم الإعلان عن كامل التفاصيل، وأضاف ان هذه المشروعات الاستثمارية الكُبرى تُسهم في تحقيق مُستهدفات الدولة في التنمية، وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل، وتشغيل الشركات المصرية، وانتعاش قطاع الصناعة، مُضيفاً أن هذه المشروعات الاستثمارية ستُحقق نقلة نوعية، ومزايا مُتعددة للدولة المصرية. كما أوضح أن مجلس الوزراء هو فقط المنوط به الإعلان عن تفاصيل هذه المشروعات الاستثمارية الكبرى، بعد الانتهاء من تفاصيلها.
في ملف جماعة الاخوان
لا جديد في هذا الملف.
أزمة سد النهضة
لا تطورات لهذا الاسبوع.
قال رئيس مجلس الوزراء الكويتي إن الدعم يستهلك أكثر من 20% من الميزانية العامة للدولة، وإنه ليس من العدالة أن يتساوى المقتدر والمحتاج في الحصول على الدعم. وأوضح في اجتماع له برؤساء تحرير الصحف المحلية وممثلي الجهات الإعلامية، أن الطبقة الوسطى يجب أن يكون لها نصيب الأسد من الدعم، بينما الطبقة عالية الدخل تستطيع أن تتخلى عن جزء منه لصالح من هم أحوج منهم إليها. وقال إن برنامج عمل الحكومة يستهدف إصلاح ومعالجة التفاوت في أجور القطاع العام عبر البديل الاستراتيجي دون المساس بالحقوق المكتسبة لمن هم في الخدمة، وأضاف أن من المتوقع دخول أكثر من 300 ألف مواطن سوق العمل خلال السنوات العشر المقبلة، مشيرا إلى أن القطاع العام لن يستطيع استيعاب هذا العدد ما يتطلب مشاركة القطاع الخاص.
من جانب آخر، وافقت قطر على تزويد شركة "بترونت" الهندية بالغاز الطبيعي المسال لمدة 20 عاما، وفق ما أعلنت شركة قطر للطاقة الحكومية، الثلاثاء. وذكرت قطر للطاقة في بيان أنها ستزود شركة بترونت الحكومية الهندية بـ7.5 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا. ومن المقرر أن يتم تسليم أولى شحنات الغاز الطبيعي المسال للهند على متن ناقلات تابعة لأسطول قطر للطاقة في مايو 2028.
في الاقتصاد ايضا، تباين أداء أسواق الأسهم الخليجية عند الإغلاق، الخميس، بعد أن رفضت إسرائيل مقترح حركة حماس لوقف إطلاق النار، بينما صعد المؤشر السعودي للجلسة السادسة على التوالي بفضل نتائج أعمال قوية. وارتفع المؤشر السعودي الرئيسي 0.3 بالمئة، مدفوعا بارتفاع سهم مصرف الراجحي 1.8 بالمئة، في حين كسب سهم البنك السعودي الأول (ساب) أكثر من ثلاثة بالمئة بعد الإعلان عن ارتفاع قوي في صافي الربح السنوي. ومن بين الرابحين الآخرين، قفز سهم مجموعة صافولا أكثر من ستة بالمئة، بعد يوم من إعلان خطط لتوزيع كامل حصتها البالغة 34.52 بالمئة في شركة الألبان الإقليمية المراعي على المساهمين المؤهلين. وتراجع المؤشر الرئيسي لبورصة دبي 0.1 بالمئة، متأثرا بهبوط سهم شركة سالك لخدمات التعرفة المرورية 2.7 بالمئة، في حين انخفض سهم هيئة كهرباء ومياه دبي 1.6 بالمئة. كما خسر المؤشر القطري 0.3 بالمئة متأثرا بهبوط سهم شركة صناعات قطر للبتروكيماويات 1.4 بالمئة.
في شأن الامارات العربية المتحدة
في الملفات الاقتصادية، استقطبت أسواق الأسهم الإماراتية سيولة بأكثر من 7.1 مليار درهم (حوالي 1.94 مليار دولار) خلال تداولات الأسبوع، مع تصدر سهمي "العالمية القابضة" و"الإمارات دبي الوطني" النشاط.
من جانب آخر، أكد مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات نجاح المنظومات السيبرانية الوطنية في التصدي لهجمات إلكترونية بائسة نفذتها تنظيمات إرهابية سيبرانية استهدفت من خلالها عددا من القطاعات الحيوية والاستراتيجية في الدولة، وأضاف أنه تم تحديد هوية هذه التنظيمات الإرهابية وموقع إطلاق هجماتها السيبرانية والتي تم التعامل معها وفق منظومات الحماية وسياسات الأمن السيبراني، دون تسميتها. ونبه المجلس إلى أهمية حفظ البيانات الشخصية وعدم الإفصاح عنها من خلال الروابط المزيفة أو الرسائل المجهولة إلا من خلال الطرق الرسمية فقط وتحري الدقة في التعامل مع الرسائل الواردة عبر البريد الإلكتروني وعدم فتح الروابط إلا بعد التأكد التم من صحتها.
في الملفات السياسية، دعا وزير خارجية الإمارات إلى تكثيف الجهود لمنع اتساع نطاق الصراع في المنطقة خلال الاجتماع التشاوري الوزاري العربي بشأن غزة الذي عقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية. وشارك في الاجتماع وزير الخارجية السعودي، ورئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية ووزير خارجية جمهورية مصر وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وزير الشؤون المدنية. وبحث الاجتماع آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأزمة في قطاع غزة ومحيطه وتداعياتها الإنسانية على الشعب الفلسطيني.
في الشأن السعودي
أكدت وزارة الخارجية السعودية، يوم الأربعاء، أن موقف المملكة ثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشددة على ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وقالت في بيان، إن المناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بخصوص مسار السلام العربي - الإسرائيلي، وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي الأميركي بهذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكد انها أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية أنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي علىقطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة. كما أكدت المملكة دعوتها للمجتمع الدولي - وعلى وجه الخصوص - الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع.
في السياق، خَلُص الاجتماع الوزاري التشاوري في الرياض، بشأن غزة وبمشاركة الإمارات وقطر ومصر والأردن وفلسطين، على ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة، والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، ورفع كافة القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وعبرو الوزراء عن دعمهم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وحثوا لكافة الداعمين لها على الاضطلاع بدورهم الداعم للمهام الإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين. كما شددوا على أهمية اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، مؤكدين أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وعن رفضهم القاطع لكافة عمليات التهجير القسري.
في سياق منفصل وفي الاقتصاد، قال وزير السياحة السعودي، إن 27 مليون سائح أجنبي دخلوا السعودية في 2023، مؤكدا أن استراتيجة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الجديدة لرؤية المملكة 2030 تستهدف الوصول إلى 150 مليون سائح (80 مليونا من الداخل و70 مليونا من الخارج، وأضاف في كلمته بأعمال النسخة الثانية من "منتدى صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص" التي ينظمها صندوق الاستثمارات العامة، أن صندوق التنمية السياحية وفر تمويلاً بـ35 مليار ريال منذ تأسيسه، مشيرا إلى أن القطاع الخاص وقع عقوداً لإنشاء 75 ألف غرفة فندقية.
أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستجرى في خريف هذا العام، بينما يلف الغموض مشاركة المعارضة التي قاطعت كافة المحطات الانتخابية التي أقرّها الرئيس قيس سعيّد منذ 25 يوليو 2021. وقال الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في مؤتمر صحفي، إن إجراء الانتخابات الرئاسية سيكون إما في شهر سبتمبر أو أكتوبر المقبل، وأن الهيئة ستصادق على رزنامة الانتخابات وستبدأ الاستعداد لهذا الحدث الانتخابي بعد إرساء المجلس الوطني للجهات والأقاليم.
وردّا على المعارضة التي شكّكت في إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية بموعدها، قال الناطق الرسمي إن القانون واضح في الباب المتعلق بالانتخابات الرئاسية، ولم يتم تنقيحه أو تعديله أو إلغاؤه، وهو ساري المفعول بالنسبة للهيئة. وحتّى الآن، لا يوجد أي مرشحين لهذه الانتخابات الرئاسية، حيث لم تعلن أي أسماء ذات وزن سياسي عن نيتها المنافسة في سباق الرئاسة، كما لم يعلن الرئيس قيس سعيد عن رغبته في الترشح لولاية ثانية، في الأثناء، يلف الغموض مشاركة أحزاب المعارضة في هذه الانتخابات، خاصة أنه سبق أن قاطعت كافة المحطات الانتخابية التي جاءت بها خارطة الطريق التي أقرّها الرئيس قيس سعيد منذ 25 يوليو 2021، كما ترفض الاعتراف بالدستور الجديد للبلاد الذي تم اعتماده إثر استفتاء صيف 2022.
من جانب آخر، بدأت عملية فرز الأصوات في انتخابات المجالس المحلية التونسية التي تهدف لتشكيل غرفة ثانية للبرلمان، وسط إقبال ضعيف، في ظلّ مقاطعة أحزاب المعارضة. وتعد هذه الانتخابات آخر محطات خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس قيس سعيّد، والتي قال إنها تهدف إلى الخروج بالبلاد من أزماتها السياسية والاقتصادية. ويعتبر سعيّد أن الانتخابات المحلية ستمكن المهمشين والذين لا صوت لهم من أن يكونوا فاعلين وأن يساهموا في اتخاذ القرارات، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية للدور الثاني من هذه الانتخابات، التي تخص 254 مجلسا محليا، في موعد أقصاه يوم الأربعاء المقبل، على أن يتم التصريح بالنتائج النهائية إثر انقضاء الطعون والبت فيها نهائيا، وسيتمّ تنصيب أعضاء المجلس في يونيو 2024.
في الملف الاقتصادي، صادق البرلمان التونسي، على طلب حكومي للحصول على تمويل مباشر من البنك المركزي بقيمة سبعة مليارات دينار (2.25 مليار دولار)، في خطوة تهدف إلى سداد الديون الخارجية، بما فيها 850 مليون يورو مستحقة في 16 فبراير الجاري. وتسلط هذه الخطوة الضوء على الصعوبات الشديدة التي تواجه تونس، خاصة وأنها ستسدد أربعة مليارات دولار من الديون الخارجية في 2024، بزيادة 40 بالمئة عن 2023،وسط شح في التمويل الاجنبية. ويقول اقتصاديون إن تونس اعتمدت اعتمادا كبيرا على مزيد من القروض الداخلية لسداد ديونها الخارجية، مما أدى إلى تراجع السيولة بشدة وساهم في تقليص تمويل البنوك للاقتصاد.
في السياق ومن جانب آخر، للشهر الخامس على التوالي، واصل معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في تونس انخفاضه في يناير إلى 7.8 بالمئة مقابل 8.1 بالمئة في ديسمبر السابق، مسجلا أدنى مستوياته منذ مايو 2022. وعلى أساس شهري، ارتفعت أسعار المستهلكين في يناير بنسبة 0.6 بالمئة، محافظة على نفس النسبة المسجلة في الشهر السابق. وعلى الرغم من هبوط التضخم خلال الشهر الماضي لأدنى مستوياته منذ مايو 2022، إلا أنه ما يزال أعلى من هدف البنك المركزي على المدى المتوسط البالغ قرابة 3 بالمئة.
يذكر التضخم في تونس ان كان بلغ خلال فبراير 2023، نحو 10.4 بالمئة وهو أعلى مستوى منذ 30 عاما، بحسب البيانات التاريخية لتضخم أسعار المستهلك المسجلة في البلاد، بحسب بيانات البنك المركزي التونسي.
في الملف الانساني، أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن طرفي النزاع السوداني اتفقا على عقد اجتماع، على الأرجح في سويسرا، لبحث مسألة إيصال المساعدات الإنسانية. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، انه خلال الاسبوعين الماضيين، أجرى اتصالات مع القائدين العسكريين للوفاء بالتزامهما بشأن إيصال المساعدات، وأشار إلى أنه تمت دعوتهما لاجتماع ترعاه الأمم المتحدة بين ممثلين عن الطرفين المتحاربين لبحث إيصال المساعدات الإنسانية لسكان السودان الذين يحتاج نصفهم تقريباً، أي حوالى 25 مليون شخص، للمساعدة. وأكد أن كلا منهما وافق وأعرب عن سعادته بالحضور، مضيفاً لته بانتظار تأكيد موعد ومكان الاجتماع، ومشيراً إلى أن الطرفين اقترحا القدوم إلى سويسرا.
في السياق، وبعد 300 يوم على الحرب دعت الأمم المتحدة الدول إلى عدم نسيان المدنيين الذين يعانون من الحرب في السودان وحثت على جمع 4.1 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم الإنسانية، ودعم أولئك الذين فروا إلى دول مجاورة.
ويحتاج نصف سكان السودان، أي نحو 25 مليون شخص، إلى المساعدة الإنسانية والحماية، في حين فر أكثر من 1.5 مليون شخص إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، بحسب الأمم المتحدة. ونوهت "اليونيسف"، الجمعة، لاحتمال معاناة 700 ألف طفل في السودان من أخطر صور سوء التغذية هذا العام، مع احتمال وفاة عشرات الآلاف.
ميدانيا، قام رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، بزيارة للمواقع الأمامية للقوات المقاتلة بمنطقة أم درمان، مساء الأربعاء، حيث أكد على وقوف الجيش والشعب صفا واحدا في مواجهة قوات الدعم السريع التي وصفها بـالميليشيا المتمردة. وفي وقت سابق، ولأول مرة منذ بدء الاقتتال العام الماضي، نشر الجيش السوداني قواته في سوق مدينة أم درمان الرئيسي بعد طرد قوات الدعم السريع. وبالتزامن، نفت مصادر من القوات المسلحة كل المزاعم التي انتشرت خلال الساعات الماضية عن اعتقال ضباط في مدينة أم درمان بتهمة الانقلاب، حيث أعلن الجيش السوداني أن كل قواته تعمل تحت جناح القيادة العامة.
وشدد البرهان خلال زيارته، على التزام القوات المسلحة برعاية أسر الضحايا والمفقودين وعلاج الجرحى والمصابين من القوات النظامية والمستنفرين من المتطوعين المدنيين، وأكد أن القوات المسلحة والشعب في خندق واحد لاستئصال سرطان الميليشيا المتمردة ومرتزقتها، على حد تعبيره.
ويوم السبت، أفادت مصادر ميدانية أن غارات الجيش السوداني في الفاشر أجبرت مئات المواطنين على النزوح.
رفض مجلس النواب الأميركي في وقت متأخر يوم الثلاثاء، مشروع قانون تقدم به الجمهوريون يقضي بتقديم 17.6 مليار دولار لإسرائيل، في حين قال الديمقراطيون إنهم يريدون التصويت بدلا من ذلك على مشروع قانون أشمل يقدم أيضا المساعدة لأوكرانيا، ولجهود التمويل الإنساني الدولي، ويوفر تمويلا جديدا لأمن الحدود. وصوت 250 نائبا لصالح مشروع القانون، ورفضه 180، لكن لم يتم إقراره نظرا لطرحه بموجب إجراء سريع يتطلب أغلبية الثلثين لإقراره.
ويوم الأربعاء ايضا، لم يتوصل أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، إلى اتفاق ينص على رصد أموال جديدة لأوكرانيا وإسرائيل، وعلى إصلاح نظام الهجرة في الولايات المتحدة، رغم أشهر من المفاوضات الشاقة في شأنه. وبضغط من الرئيس السابق دونالد ترامب الذي دعا إلى مقاطعة مشروع القانون، صوت الأعضاء الجمهوريون ضد رصد مساعدات جديدة لأوكرانيا وإسرائيل. وكان يتعين على مجلس الشيوخ أن يصوت لاحقا على نص آخر نتائجه أيضا غير مؤكدة، وهو مشروع القانون الأول نفسه ولكن من دون إصلاح الهجرة.
وتعجز الولايات المتحدة، الداعم العسكري الرئيسي لأوكرانيا بأكثر من 110 مليارات دولار سبق أن وافق عليها الكونغرس، منذ أشهر عن إرسال أموال جديدة إلى كييف. وأعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان في وقت سابق الأربعاء، خلال زيارته لمقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن الولايات المتحدة تستطيع وستواصل تقديم المساعدة العسكرية إلى أوكرانيا، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ في بروكسل، انه لا بديل من التزام الولايات المتحدة تقديم مستوى من الموارد يتيح لأوكرانيا أن تمتلك المدفعية وأنظمة دفاع جوي وقدرات أخرى تحتاج اليها.
من جهته، اعتبر ستولتنبرغ أن توافق الكونغرس الأميركي على مواصلة دعم أوكرانيا في مستقبل قريب هو أمر أساسي، وقال إن دعم اوكرانيا ليس عملا خيريا، بل يتصل بأمن الحلف، مضيفا أن انتصارا روسيا سيضعف الناتو ولن يشجع موسكو فحسب، بل أيضا الصين وإيران وكوريا الشمالية.
في ملف الانتخابات الرئاسية، عزز الرئيس السابق دونالد ترامب أفضليته في السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، بتحقيقه فوزا سهلا في انتخابات المجالس الشعبية التي أجريت في ولاية نيفادا، الخميس. ويتقدم ترامب بفارق كبير على نيكي هايلي في السباق الجمهوري، ويتوقع أن يعزز أفضليته بشكل إضافي في انتخابات ولاية كارولاينا الجنوبية التي تتحدر منها السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، والمقررة في وقت لاحق من هذا الشهر. وشددت هايلي، الأربعاء، على أنها لن تنسحب من السباق رغم أن نتيجته تبدو محسومة لصالح ترامب.
من جانب آخر، وبعد أن كثرت زلات اللسان والأخطاء الغريبة للرئيس الأميركي، جو بايدن، جاء تقرير المحقق الخاص في قضية الوثائق السرية ليؤكد ويشير صراحة الى كبر سن الرئيس وذاكرته الضعيفة، والتي كانت سببا في تبرئته من التهم الموجهة إليه في الملف. وبعد أسبوع حافل من الزلات، بالإضافة إلى تقرير من وزارة العدل أثار تساؤلات جدية حول صحته، دخل القسم الطبي على الخط لتحليل ما يمر به بايدن صحيا وإدراكيا. ودعا الأطباء، الجمعة، بايدن إلى إجراء اختبارات معرفية تثبت أنه لائق للخدمة.
على إثر تعليقات أطلقها المحقّق الخاصّ روبرت هور، حول صحّة جو بايدن العقليّة، حاول فريق الرئيس الأميركي شنّ هجوم مضادّ مشدّدًا على أنّ هذه التعليقات غير دقيقة وغير لائقة وذات دوافع سياسيّة. وانتقدت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، مساء الجمعة، تقرير المستشار الخاص لوزارة العدل بشأن سوء تعامل جو بايدن مع وثائق سرية، ما أثار تساؤلات حول ذاكرة الرئيس، معتبرةً أنّ هناك دوافع سياسيّة وراء التشكيك في عمر الرئيس وذاكرته، ووصفت التقرير بأنه مدفوع سياسيا وغير مبرر. كما أعلن البيت الأبيض من جانبه أن الرئيس سيشكل قوة عمل لحماية المواد السرية بين الفترات الرئاسية.
في ملف حرب غزة، مع ارتفاع مستوى التوتر في قطاع غزة في ظل التقارير التي تتحدث عن تحضيرات إسرائيلية لاقتحام رفح، المعقل الأخير والمكتظ بالمدنيين في غزة، كشفت مصادر أميركية أنه من المتوقع أن يسافر مدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، إلى القاهرة الأسبوع المقبل لعقد اجتماعات مع المسؤولين المصريين لدعم الجهود المبذولة لبدء مفاوضات حول صفقة جديدة لتأمين إطلاق سراح الأسرى المتبقين في غزة، حسبما قال مسؤولان أميركيان وإسرائيليون.
قال دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إن المفوضية الأوروبية لن تضيف أي حظر جديد على الواردات في الحزمة التالية من العقوبات على روسيا، بينما يأخذ اقتراح الحزمة الثالثة عشرة شكله النهائي. وعلى الرغم من دعوات بعض دول الاتحاد الأوروبي لحظر المزيد من الصادرات الروسية مثل الألومنيوم، فإن المفوضية ستقترح حزمة تأمل أن تثير الحد الأدنى من النقاش بين الدول الأعضاء ليتسنى إقرارها سريعا.
وقال احد الدبلوماسيين أن اقتراح المفوضية، الذي قد يصدر في الساعات المقبلة- سيوسع أيضا قائمة الشركات الروسية التي لا تستطيع نظيراتها في الاتحاد الأوروبي بيع السلع ذات الاستخدام المزدوج لها. كما أضافت المصادر أنه بمجرد إقرار حزمة العقوبات الثالثة عشرة، ستقترح المفوضية سريعا المجموعة الرابعة عشرة من الإجراءات التي يمكن أن تشمل حظر استيراد مواد جديدة.
في سياق متصل، وفي ظل ازمة الدعم الاميركي لاوكرانيا، سافر المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس جو بايدن، وناقش الدبلوماسيان خلال اجتماعهما أهمية تصويت مجلس الشيوخ على النظر في حزمة التمويل لأوكرانيا. وأشار بايدن إلى انهما تحدثا عن العديد من الأولويات المشتركة، بما في ذلك دعم أوكرانيا في دفاعها ضد العدوان الروسي والأحداث الجارية في الشرق الأوسط. بدوره، أكد شولتس انه على يقين من أن الكونجرس الأمريكي سيقدم مساعدة مالية لأوكرانيا. إلى ذلك، دعا الرئيس الأمريكي شولتس لحضور قمة الناتو في واشنطن.
في الملف الاقتصادي، أغلقت الأسهم الأوروبية على انخفاض طفيف، الجمعة، بعدما محت خسائر سهم لوريال مكاسب سهما "يوبي سوفت" و"هيرميس"، وبالتزامن مع زيادة الضغوط من ارتفاع عوائد السندات الحكومية. وواصل قطاع التكنولوجيا في أوروبا مسيرته، حيث تقدم بنسبة 1.2 بالمئة ليصل رصيده من المكاسب اليومية المتتالية إلى سبعة.
وتأثر أداء الأسهم بعد ارتفاع العائد على السندات الحكومية الألمانية لأجل 10 سنوات للجلسة الثالثة على التوالي، ليصل في نهاية التعاملات إلى 2.38 بالمئة، إذ تراجعت الرهانات على خفض مبكر لأسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي بعد عدة تحذيرات من هذه الخطوة.
أزمة شرق المتوسط
لا تطورات هذا الاسبوع.
قالت وزارة الخزانة التركية الثلاثاء، إنها جمعت 899.2 مليون يورو من طرح سندات يوروبوند وصكوك لأجل عامين للبنوك. وأضافت الوزارة في بيان، أنها نجحت في تغطية كل ما طرحته بعد إصدار سندات يوروبوند مقومة باليورو بقيمة 799.44 مليون يورو وصكوك بقيمة 119.74 مليون يورو.
في السياق، قال رئيس البنك المركزي التركي الجديد إن السياسات المالية الصارمة للسيطرة على التضخم ستستمر بـتصميم، وتوقع أن يصل معدل التضخم في البلاد إلى 14% بحلول نهاية عام 2025. وتحدث فاتح كراهان في أنقرة، الخميس، للمرة الأولى منذ توليه منصبه بعد استقالة سلفه. كما ذكر أن واجب البنك المركزي يتلخص في الحفاظ على استقرار الأسعار.
يذكر ان أسعار الفائدة ارتفعت في تركيا من 8.5% في يونيو/حزيران إلى 45% أواخر الشهر الماضي، وهي خطوة رحب بها المستثمرون الأجانب الذين أداروا ظهورهم لتركيا في السابق. وعلى الرغم من هذه الزيادات، فلا تزال نسبة التضخم مرتفعة، كما ارتفعت أسعار المستهلكين إلى مستوى مذهل بلغ 64.86% في يناير الماضي مقارنة بالعام السابق، وارتفاعا عن نسبة 64.77% المسجلة في ديسمبر.
من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم الكرملين، الثلاثاء، أن زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المرتقبة هذا الشهر إلى تركيا، ستبحث العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وأضاف أن تركيا شريك تجاري واقتصادي مهم لروسيا، مشيرا إلى ان قضايا إنشاء مركز للغاز الروسي في تركيا، وإمكانية تأسيس بنك مشترك بين البلدين، ستكون على جدول الأعمال.
بعد أن أعلنت السويد وقف تحقيقها، قال المتحدث باسم الكرملين الأربعاء، إن روسيا ستراقب ما ستفعله ألمانيا للتحقيق في تفجير خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم لنقل الغاز تحت بحر البلطيق بين روسيا وألمانيا؛ أتى ذلك، بعدما أعلن ممثلو الادعاء السويديون، اليوم، إنهم سيوقفون تحقيقاتهم في الانفجارات التي وقعت على خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2، وسيسلمون الأدلة التي تم الكشف عنها في تحقيقهم إلى المحققين الألمان. ولأن الانفجارات وقعت في المناطق الاقتصادية الخالصة للسويد والدنمارك، فإن كلا البلدين يجري تحقيقات، إلى جانب ألمانيا. فيما ذكرت تقارير إعلامية أن انتهاء التحقيق السويدي لن يكون له أي تأثير في الإجراءات بألمانيا. والثلاثاء، ذكرت وسائل إعلام ألمانية، اليوم، أن السويد تعتزم إغلاق تحقيقاتها في انفجارات "نورد ستريم" وذلك بعد عدم تمكّنها، على ما يبدو، من تحديد هوية المشتبه به.
في سياق منفصل، رسم الرئيس الروسي ملامح لخارطة اقتصادية جديدة على مستوى العالم، وذلك في تصريحات غير مسبوقة أدلى بها عبر أول مقابلة مع صحافي غربي منذ حرب أوكرانيا التي بدأت في فبراير من العام 2022. وفي المقابلة التي أجراها مقدم البرامج الأميركي المعروف تاكر كارلسون تطرق بوتين إلى العديد من الملفات السياسية والاقتصادية، وقال إن ظهور عالم متعدد الأقطاب، من أجل مزيد من التعاون والمسؤولية المشتركة أمر لا مفر منه، كما اتهم الولايات المتحدة بتفجير خط أنابيب "نورد ستريم" في بحر البلطيق، مشيراً إلى أن واشنطن هي التي لديها الدافع لتفجير الخط وليس روسيا. كما شدد على أن بلاده لا تعتدي على أحد، موضحا أن روسيا تدافع عن نفسها وشعبها ومستقبلها، وأن هزيمة قواته في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا مستحيلة. كما أشار الى ان بولندا هي من اجبرت هتلر على احتلالها في بداية الحرب العالمية الثانية، مقارنا بذلك ما يحدث على الجبهة، وواصفا أوكرانيا في شكلها الحالي بأنها دولة مصطنعة أنشأتها السلطات السوفيتية، راسما خارطة تاريخية مناقضة للواقع زاعما ان روسيا تأسست قبل اوكرانيا بمئات السنين.
في الملف الاقتصادي، نما الاقتصاد الروسي بنسبة 3.6% في العام 2023 بفضل زيادة الإنفاق العسكري على خلفية الحرب في أوكرانيا على الرغم من استمرار التحديات الاقتصادية الطويلة المدى، حسبما أظهرت بيانات نشرتها وكالة "روستات" الحكومية للإحصاءات الأربعاء. وفي العام 2022، انكمش إجمالي الناتج المحلي بنسبة 1.2% في ضوء الآثار الأولية للعقوبات الغربية التي فُرضت على موسكو بعد أن أرسلت قواتها إلى أوكرانيا. وأظهرت أرقام العام 2023 أن الاقتصاد تمكّن من استيعاب تأثير العقوبات إلى حد كبير وإيجاد طرق للالتفاف عليها من خلال تغييرات في خطوط الإمداد والشركاء التجاريين ومن خلال التدخل الحكومي.
وسيزداد الاعتماد على الاستثمارات العسكرية في العام 2024، اذ تخطط الحكومة لزيادة الإنفاق الدفاعي بنسبة 70%، ما سيشكل 30% من الإنفاق الفدرالي و6% من إجمالي الناتج المحلي، في سابقة في تاريخ روسيا الحديث. ورافق الانتعاش الاقتصادي ارتفاع التضخم إلى 7.4% في العام 2023، ما أدّى إلى تقليص القدرة الشرائية التي تأثرت جراء انحفاض قيمة الروبل.
من جانب آخر، أكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية، مجددا، أن روسيا سترد بقوة على محاولات حرمانها من احتياطياتها السيادية. وقالت زاخاروفا في إطار تعليقها على إمكانية استخدام الغرب للأصول الروسية المجمدة، السبت، ان موسكو سترد بصرامة على أي إجراءات غير ودية مرتبطة بمحاولات حرمان روسيا بطريقة أو بأخرى من حق ملكية احتياطياتها السيادية، واضافت إن الاستجابة لحماية حقوق ومصالح روسيا المشروعة ستكون مبررة من الناحية القانونية والأخلاقية. كما اشارت الى ان الحكومة تدرس حالياً عدداً من الخيارات بهدف التأثير القانوني والاقتصادي على أولئك الذين يتوقعون الاستفادة من سرقة الأصول الروسية.
وقع الرئيس زيلينسكي، يوم الخميس، على مراسيم بإقالة قائد الجيش فاليري زالوجني وتعيين الجنرال سيرسكي، الذي كان يقود القوات البرية سابقا، بدلا منه، ووصف زيلينسكي القائد الجديد بأنه الجنرال الأكثر تمرسا في أوكرانيا، لافتا إلى أنه قاد الدفاع عن كييف مع بداية الهجوم الروسي قبل نحو عامين، ثم الهجوم المضاد في خريف 2022 والذي أدى إلى تحرير منطقة خاركيف. وقد انهالت التعليقات وردود الفعل من الصحافة العالمية التي نعتت استقالة زالوجني بالقرار المحفوف بالمخاطر، وذكرت أن خلفه أولكسندر سيرسكي له سمعة مثيرة للجدل.
حيث أوردت صحيفة غارديان البريطانية، نقلا عن بعض الخبراء، أن من بين أسباب هذا القرار، خوف زيلينسكي من أن يصبح زالوجني معارضا سياسيا له في المستقبل، فيما رأت الصحيفة الإسبانية موندو، أن هذه التعديلات لا تحظى بشعبية في أوكرانيا، نظرا للدعم الذي تمتع به زالوجني بين عناصر الجيش.
ميدانيا، قالت القوات الجوية الأوكرانية، الخميس، إن الدفاعات الجوية ووحدات متنقلة خاصة باستهداف الطائرات المسيرة أسقطت 11 من بين 17 من تلك الطائرات أطلقتها روسيا فوق أربع مناطق في البلاد، وأضافت في بيان أن الطائرات المسيرة، وهي إيرانية الصنع من طراز شاهد، أُسقطت فوق مناطق أوديسا وميكولايف ودنيبروبتروفسك وفينيتسا. فيما ذكر مسؤولون إقليميون أن الهجوم الروسي ألحق أضراراً بأكثر من 20 منزلا ومبنى تجاريا في مدينة ميكولايف وأصاب منشآت بنية تحتية مدنية في مدينة أوديسا ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
يأتي هذا بعدما دعت أوكرانيا، الأربعاء، الدول الغربية إلى تزويدها بأسلحة وذخائر تحتاج إليها بشدة بعد هجوم روسي جوي كبير تسبّب بمقتل خمسة أشخاص على الأقل. فقد استهدفت الضربات الروسية خصوصاً العاصمة كييف حيث سقط حطام صاروخ على مبنى سكني، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أربعين آخرين.
تزامناً، ذكّر وزير الخارجية الأوكراني، حلفاء بلاده بوعودهم، واعتبر أن وضع تجديد التمويل الأميركي لكييف مربك، فيما يقاوم النواب الجمهوريون إقرار حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا. إلى ذلك حضّت أوكرانيا الاتحاد الأوروبي، على اتّخاذ خطوات عاجلة لزيادة إيصال القذائف المدفعية التي تشدد كييف على حاجتها إليها للدفاع عن خط الجبهة في مواجهة روسيا.
يذكر انه وفي وقت لاحق الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها شنت هجوماً جوياً بالصواريخ والمسيّرات ضد منشآت تصنيع عسكري، مؤكدة أنها حققت جميع أهدافها!
إلى ذلك، قال مسؤولون في وقت متأخر من الجمعة، إن طائرات مسيرة هاجمت البنية التحتية المدنية داخل وبالقرب من مدينة خاركيف ثاني كبرى مدن أوكرانيا. وقال الحاكم الإقليمي إن الطائرات المسيرة دمرت البنية التحتية المدنية في منطقة نيميشليانسكي بالمدينة، واضاف إن هجوما بطائرات مسيرة شنته روسيا أدى إلى مقتل سبعة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال في المدينة. وقد اعلن الحداد الرسمي في المدينة على الضحايا. من جانبه، قال فيكتور تيريشينكو، كبير المسؤولين العسكريين في فيليكي بورلوك، وهي بلدة تقع شرق خاركيف، إن الطائرات المسيرة دمرت مستشفى ومطعما.
من جانب آخر، تحاول أعداد كبيرة من القوات الروسية اقتحام بلدة أفدييفكا الأوكرانية الواقعة على خط الجبهة، وفق ما أعلن رئيس بلديتها الأوكراني، الخميس، في تصعيد للمساعي المتواصلة منذ شهور للسيطرة عليها. وكانت موسكو اطلقت مساعيها منذ أكتوبر للسيطرة على المدينة التي شهدت معارك منذ العام 2014 عندما سقطت لمدة وجيزة في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو قبل ان يستعيدها الجيش الاوكراني. ومن شأن السيطرة على أفدييفكا أن تهدي نصرًا مهمًا لروسيا مع اقتراب الذكرى الثانية لاندلاع الحرب وانتخابات مارس الرئاسية، في حين يرى محللون أن أفدييفكا لا تحمل أي أهمية استراتيجية تُذكر لأي من الجيشين.
في سياق منفصل، طالبت لجنة تابعة للأمم المتحدة روسيا، الخميس، بوقف ممارسات الترحيل القسري للأطفال من أوكرانيا وتقديم معلومات عمن تم نقلهم إلى الأراضي الروسية وضمان إعادتهم إلى وطنهم. ومارست لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة والمؤلفة من 18 خبيرا مستقلا ضغوطا على روسيا بشأن اتهامات الترحيل هذه، خلال مراجعة دورية لسجلها في هذا المجال الشهر الماضي. وحض الخبراء وفق الخلاصات التي توصلوا إليها ونُشرت الخميس، روسيا على وضع حد للنقل القسري أو الترحيل القسري للأطفال من الأراضي الأوكرانية المحتلة، كما طالبوا موسكو بتقديم معلومات عن العدد الدقيق للأطفال الذين تم أخذهم من أوكرانيا ومكان وجود كل طفل. ولفتوا إلى ضرورة القيام بذلك حتى يتمكن الآباء أو الممثلون القانونيون من تعقبهم، بما في ذلك من خلال تحديد هوية هؤلاء الأطفال وتسجيل نسبهم، وضمان إعادتهم إلى أسرهم ومجتمعاتهم في أقرب وقت ممكن، في حين نفت روسيا مزاعم الترحيل وأكدت أنه يتم ترتيب إيجاد أماكن ملائمة للأطفال الذين تم إجلاؤهم، أولا وقبل كل شيء، بناء على طلبهم وبموافقتهم!
إلى ذلك، أعربت اللجنة التي تشرف على مؤتمر حقوق الطفل عن قلقها إزاء تقارير تفيد بأن الأطفال الأوكرانيين المقيمين ولو بشكل مؤقت في روسيا يُحرمون من جنسيتهم الأوكرانية في انتهاك لحقوقهم بموجب الاتفاقية، وسلط الخبراء الضوء على مرسوم أصدره الرئيس الروسي الشهر الماضي يمنح الجنسية الروسية للأطفال الذين يتم نقلهم أو ترحيلهم قسراً بموجب إجراء مبسط. كما أعربت اللجنة عن قلقها العميق بشأن المسؤولية المزعومة ل"لفوفا بيلوفا"، المكلفة بحماية الأطفال، في جريمة الحرب المتمثلة بالترحيل والنقل غير القانونيين للأطفال من المناطق المحتلة في أوكرانيا، وطالبت موسكو بالتحقيق مع لفوفا بيلوفا في مزاعم ارتكاب جرائم حرب.
في سياق آخر، أُعلنت كييف الخميس، أنها أجرت تبادلا مع روسيا شمل 100 أسير حرب، وذلك بعد أكثر من أسبوع من عملية مماثلة شملت نحو 200 جندي لدى كل من الجانبين، وشكرت لجنة الاسرى دولة الامارات على جهودها في اتمام العملية.
بعد الكشف عن نية زوجين إيرانيين قتل 3 مواطنين يهود في السويد، أدان وزير الخارجية السويدي محاولات قتل مواطني بلاده في محادثة مع نظيره الإيراني. في الوقت نفسه، أعلنت شرطة مكافحة التجسس السويدية أنها أحبطت هجمات خطط لها النظام الإيراني بالسويد. وأعلن رئيس قسم مكافحة التجسس في وكالة الأمن الداخلي السويدية، الخميس، أن النظام الإيراني خطط وأدار أنشطة لتنفيذ هجمات ضد أشخاص أو أماكن في السويد، وقال دون الخوض في تفاصيل، ان السلطات الامنية عملت على عدد من هذه الحالات وفي تقديره تم تحييد المخاطر. في الوقت نفسه، قال وزير الخارجية توبياس بيلستروم لنظيره الإيراني إنه أمر خطير للغاية أن يحاول عملاء إيرانيون قتل مواطنين سويديين على الأراضي السويدية، وحقيقة أن هؤلاء الأشخاص يهود يجعل الموضوع أكثر خطورة بطبيعة الحال، واضاف إنه عبر في محادثة مباشرة مع وزير خارجية إيران عن وجهة نظر السويد بشأن هذه القضية، وشدد على مدى جدية ستوكهولم في النظر إلى هذا الوضع والعلاقة مع إيران. ورداً على سؤال عما إذا كان قد أثار قضية يوهان فلودروس، المواطن السويدي والموظف في الاتحاد الأوروبي، المسجون في إيران، مع السلطات الإيرانية، قال انه دائمًا يثير مسألة الإفراج الفوري عن يوهان فلودروس في محادثاته مع ممثلي الجمهورية الإسلامية. حيث تم حرمان يوهان تعسفاً من حريته ويجب إطلاق سراحه في أقرب وقت ممكن.
في سياق منفصل، رفض حاكم ولاية بلخ الأفغانية السابق، تصريحات السفير الإيراني في كابول بأن أفغانستان "جزء من محور المقاومة" وإمكانية إرسال لواء استشهادي إلى الحرب في غزة، وقال إن بلاده ليست تابعة لأحد كي يقرر الآخرون بشأنها0 وأشار يوم الأربعاء الى ان أفغانستان خضعت لرغبات الدول الأخرى بعد اتفاق الدوحة والمؤامرة الوطنية والدولية، وهذا لا يعني أنها تابعة للآخرين ليقرروا بشأنها، وأضاف ان التصريحات الأخيرة لأحد كبار الدبلوماسيين في الدولة المجاورة تظهر أنه إما أهمل فهم الأحداث التاريخية التي تمر بها افغانستان أو أنه متحيز سياسيا.
على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، بوفاة ما لا يقل عن 4 من القادة العسكريين الإيرانيين، بينهم "الحاج مقتدى" و"مرتضى مولوي"، نتيجة تسميم جماعي بين قادة الحرس الثوري الإيراني في دير الزور السورية، ووصف المرصد تسميم قادة الحرس الثوري الإيراني بأنه متعمد.
في الملفات الاقتصادية، أفاد المتحدث باسم لجنة تنمية التجارة الإيرانية، عن حجم التجارة غير النفطية التي بلغت 50 مليار دولار بين إيران و15 دولة مجاورة خلال الـ 10 أشهر الماضية، إن المملكة العربية السعودية لم تصدر أي بضاعة إلى إيران منذ بداية العام، وصادرات المملكة إلى إيران لاتزال صفرا.
في الملفات الداخلية، تزامنا مع الذكرى السنوية للثورة الايرانية 1979، أظهرت مقاطع فيديو، أن مواطنين في طهران وبعض المدن الأخرى، رددوا شعارات مناهضة لخامنئي والنظام، وردد المواطنون، في عدة مناطق بطهران، عدة هتافات، منها "الموت للديكتاتور"، و"الموت للجمهورية الإسلامية"، من نوافذ وأسطح منازلهم مساء، السبت. ويأتي ذلك في حين أن سلطات النظام الإيراني دعت، مرارا في الأيام الأخيرة، إلى مشاركة واسعة للشعب في الاحتفالات، ووصفتها بأنها مقدمة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية.
في السياق، أظهرت نتائج استطلاع حول انتخابات البرلمان الإيراني، أن أكثر من ثلاثة أرباع الشعب الإيراني لا ينوي المشاركة في الانتخابات المقبلة، وأن نحو 75 بالمائة من المستطلعين يريدون إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية. وأظهرت نتائج استطلاع "موقف الإيرانيين من انتخابات 2024"، الذي أجرته مجموعة أبحاث الرأي الإيراني (كُمان) ومقرها هولندا، أن 77 بالمائة من المشاركين في هذا الاستطلاع قالوا إنهم لن يصوتوا في الانتخابات. كما أن نحو ثمانية بالمائة من المشاركين في الاستطلاع لم يتخذوا بعد قرارًا نهائيًا بهذا الشأن، ونحو 15 بالمائة فقط يعتزمون المشاركة بشكل مؤكد في الانتخابات النيابية.
وستُقام المرحلة الأولى من انتخابات الدورة الثانية عشرة للبرلمان الإيراني في 1 مارس، كما ستُجرى في الوقت نفسه انتخابات الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة. وكانت السلطات الإيرانية، خاصة المرشد علي خامنئي، قد طلبت من الشعب المشاركة في الانتخابات، لكن العديد من الناشطين السياسيين، ومن بينهم بعض السجناء السياسيين، دعوا إلى مقاطعة الانتخابات.
وأكدت مؤسسة كُمان أن النتائج، التي توصلت إليها في هذا التقرير، تعكس آراء الأشخاص المتعلمين، الذين تزيد أعمارهم على 19 عامًا والذين يعيشون في إيران - أي ما يعادل 90% من السكان البالغين في إيران.
ندد الرئيسان الصيني والروسي الخميس، بتدخل الولايات المتحدة في شؤون الدول الأخرى، حسبما أفاد الكرملين، واتهما واشنطن بالسعي لاحتواء موسكو وبكين. وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوتشاكوف، إن شي وبوتين أعربا خلال اتصال هاتفي عن رفضهما لسياسة التدخل الأميركية في الشؤون الداخلية لدول أخرى، مضيفًا ان قادة البلدَين يدركان أن الولايات المتحدة تنفذ سياسة الاحتواء المزدوج لكلّ من روسيا والصين، مضيفا أن الزعيمين قالا إن سياستهما الخارجية ستهدف إلى إنشاء نظام عالمي متعدد الأقطاب وأكثر عدالة، مردفا أنه لا توجد خطط للزيارات المتبادلة والاجتماعات الشخصية بينهما في الوقت الراهن. ومن جهتها ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس الصيني أبلغ نظيره الروسي بأنه يتعين على البلدين السعي إلى تحقيق تنسيق استراتيجي وثيق والدفاع عن سيادتهما وأمنهما ومصالحهما التنموية.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
5 شباط 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الاسبوعي في مقر الاشرفيه، حضوريا والكترونيا، وأصدر المجتمعون البيان التالي:
يُعلن "لقاء سيدة الجبل" تضامنه مع أهل الجنوب الذين يُعانون بقرارٍ إيراني منذ 8 تشرين الأول 2023 كل أنواع العنف والتهجير وتدمير المنازل والمحاصيل الزراعية وغيرها، ويؤكّد أن معاناتهم هي معاناة الجميع على مساحة الوطن.
كما يُحذّر "اللقاء" من الصفقات التي تُحاك في المنطقة وعليها ويُعتَبر "حزب الله" جزءاً منها من خلال إرتباطه بإيران.
فلا قرار 1701 ولا ترتيب للأوضاع في الجنوب بالتعاون مع حزب واحد، ولا حصرية للتفاوض على مصلحة لبنان مع حزب واحد.
لذلك يُطالب "اللقاء" نواب الأمة والقوى الفاعلة بالإلتقاء فوراً داخل مجلس النواب أو خارجه للإطلاع والمشاركة في صياغة مستقبل لبنان.
حضر اللقاء، كل من السيدات والسادة: أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، أحمد ظاظا، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج سلوان، حبيب خوري، حُسن عبود، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كباره، سامي شمعون، سناء الجاك، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طانيوس شهوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الحميد عجم، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، كمال ريشا، ليندا مصري، لينا تنّير، ماجد كرم، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نادرة فوّاز، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك.
2*) امل
5 شباط 2024
عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الاعضاء. وناقش المجتمعون الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وبعد الاجتماع صدر البيان الآتي :
"أولا: توقف المكتب السياسي امام المشهد البطولي الذي مثله الحضور الجماهيري في تشييع الشهيدين مصطفى عباس ضاهر وعلي خليل محمد في بلدة بليدا الحدودية، والصرخات التي صدحت في وجه العدو الاسرائيلي، والتي عبرت عن مستوى الالتزام والوعي لخيار المقاومة الذي أرساه إمام الوطن والمقاومة القائد السيد موسى الصدر والتمسك به بإعتباره ضمانة حماية الجنوب ومنعة لبنان.
ثانيا: لمناسبة الذكرى الاربعين لإنتفاضة السادس من شباط، تعيد الحركة التأكيد على أن هذه الانتفاضة لم تكن فصلا من فصول الحرب الاهلية اللبنانية، بل محطة اعادت التوازن للوقائع السياسية الداخلية والاقليمية وأسقطت اتفاق السابع عشر من أيار، وكانت الحاضن الاساس لتطور مشروع المقاومة التي إتسعت مدايات جهادها، مما أدى إلى إندحار العدو الاسرائيلي عن مساحات واسعة من المدن والحواضر الاساسية في الجنوب، والتي نستذكر في سياقها إرتقاء الأخ الإستشهادي حسن قصير(فتى عامل)، الذي روى في مثل هذا اليوم قبل 39 عاما، الارض الطاهرة، مؤكدا على إستمرار السير في هذا النهج الوطني والمقاوم، والذي اثبت نجاعته في ردع الاحتلال وقهره.
ثالثا: بإكبار وإجلال يتوقف المكتب السياسي أمام عظمة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الاسرائيلي المدعومة اميركيا من أن تنال من عزيمته وقدرته على هزيمة العدو في الميدان، على الرغم من الخسائر التي تنتج عن الاستهداف المباشر للمدنيين العزل.
ويشدد على حماية هذه التضحيات من خلال دعم الموقف الموحد لقوى المقاومة الفلسطينية في الاصرار على مطالبهم المشروعة وعلى رأسها وقف العدوان بشكل كامل وإطلاق جميع الاسرى في سجون العدو.
رابعا: إن بطولات المقاومة في الجنوب وصمود الجنوبيين تستدعي المزيد من الاهتمام بالمواطنين الذين يتعرضون للإعتداءات اليومية التي يرمي العدو من خلالها إلى افراغ المنطقة الحدودية من ساكنيها، مما يستدعي تحمل الحكومة واجهزتها مسؤولية تنفيذ خطة طوارئ صحية وإغاثية وأمنية من قبل الدولة ومؤسساتها.
خامسا: يستنكر المكتب العدوان الذي استهدف سوريا والعراق واليمن في اعتداء فاضح على سيادتهم وشعوبهم ضمن سياسة الترهيب بالطائرات والاساطيل التي تمارسها الولايات المتحدة الاميركية والتحالف الغربي ضد شعوبنا ومنطقتنا.
ويعتبر المكتب السياسي أن الموقف الذي عبر عنه الاخ الرئيس نبيه بري بعد لقاء سفراء اللجنة الخماسية، يشكل خارطة طريق للخروج من الازمة الرئاسية وإنعكاسها على الاوضاع المختلفة لا سيما التشديد على الحوار والتشاور من أجل التوافق لإنجاز هذا الاستحقاق".
3*) الكتائب
7 شباط 2024
عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، وأشار في بيان على الاثر، الى أنه "تابع التصاريح الرسمية المتعلقة بالحرب الدائرة في جنوب لبنان لا سيما المواقف المتناقضة التي تصدر عن رئيس الحكومة ووزير الخارجية التي تدل بوضوح على مدى خطف البلد والسيطرة على قراره".
ولفت الى أنه "كثر الشرح وتكاثرت التبريرات لموقف رسمي لا يسعى إلا لتغطية ما قد رسمه حزب الله، ويبقى أن هذا الغموض المدمر لا يخدم إلا منطق ربط الساحات، غزة ببيروت والجليل الأعلى بجنوب لبنان، مع قرار خارج عن سلطة الحكومة ورأي أغلبية الشعب اللبناني الساحقة، بينما المطلوب موقف لبناني واضح لا يحتمل التأويل في زمن الحسابات الدقيقة".
ورفض الحزب "هذا الجنوح المتسارع لربط مصير لبنان بالصراع الدائر في المنطقة"، مطالبا بـ"تطبيق القرار 1701 فورا من الجانبين وبتجميد أي مفاوضات حول الحدود من دون وجود رئيس للجمهورية المخول حصرا بالتفاوض وإبرام الاتفاقيات الدولية، كما تطبيق القرار 1559 لاستعادة الدولة والقوى الشرعية حصرية حيازة واستعمال السلاح لضمان الاستقرار".
وأكد ان "تفريخ ميليشيات على ضفاف القوى الشرعية لم يعد امرا بسيطا، وقد تجاوز عددها الـ 6، وهي تعلن جهارا انخراطها في الحروب، وآخرها اعلان حركة أمل، التي يتزعمها رئيس مجلس النواب اللبناني الذي من المفترض ان يكون قيّما على الدستور والشرعية والمؤسسات".
كما رفض "المناورة الرئاسية الجديدة التي تمثلت بإمكانية الدعوة لحوار طالما أن فريق حزب الله ما زال يتمسك بمرشح يواجه فيه إرادة أغلبية اللبنانيين والدول الصديقة للبنان"، مؤكدا أن "انتخاب رئيس للبلاد سيبقى أولوية مطلقة لمواكبة الإستحقاقات الداهمة، وهذا يتطلب حساً بالمسؤولية، أضحى وللأسف مفقودا عند فريق سياسي يهوى التعطيل ويمتهن الإبتزاز، وهو مدعو اليوم لملاقاة المعارضة في منتصف الطريق والذهاب إلى أسماء قادرة على جمع البلد واستعادة الثقة للنهوض بلبنان".
4*) المطارنة الموارنة
7 شباط 2024
عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع اصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران أنطوان عوكر جاء فيه:
"يقف الآباء موقف التأييد الكامل لما أعرب عنه صاحب الغبطة من رفضٍ للمتاجرة بحياة المواطنين في الجنوب اللبناني، الذين ضاقوا بالتصعيد الميداني المُهدِّد للأرواح والممتلكات. ويشجبون شجبًا تامًا محاولات التعريض بإعلان بكركي مُسانَدتها هؤلاء المواطنين ودعوتها إلى رفع سيف القتل والتدمير عنهم. ويُعبِّرون عن ألمهم البالغ أمام الأوضاع المُزرِية التي دفعتهم إليها السياسات المتفرّدة، فيما كان المطلوب السهر على المنطقة الحدودية، من خلال تعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701، لا التمادي في تفجير أيامها ولياليها.
يعود الآباء إلى التأكيد أن الفراغ المُتمادي والمُتفاقِم في الدولة يأتي نتيجةً للفراغ في رئاسة الجمهورية. وإذ يتابعون تحرُّك اللجنة الخماسية مجددًا على خط تحقيق الاستحقاق الرئاسي، يأملون بخاتمة إيجابية وسريعة له، تحدّ من معاناة لبنان واللبنانيين. وهذا لا يعفي السادة النوّاب من واجبهم الدستوريّ في الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة.
يرى الآباء أن إقرار الموازنة العامة بما تضمّنته من شوائب وعيوب وتعريض في حقوق المواطنين وبالعدالة الاجتماعية، لا يُعفي المسؤولين من السهر على اتقاء الهدر في المال العام والحرص على تحصيل موارد الدولة وتسهيل شروط الإستثمار. وهذا يتطلّب المحافظة على أجهزة المراقبة والمحاسبة في الدولة وتفعيلها كي تقوم بدورها كاملًا.
يُحذِّر الآباء من المحاولات الجارية، دوليًا ومحليًا، لتمريرِ ترسيمٍ مشبوه للحدود بين لبنان وإسرائيل، خالٍ من أيِّ ضماناتٍ دولية واضحة وثابتة. ويلفتون الإنتباه إلى أن التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية، وأن ما يتم خارج رعايته وإدارته وموافقته باطلٌ ولاغٍ.
يدعو الآباء، أمام الإنهيارات التي أصابت التربة والطرق والجسور في مناطق عدة، من جراء الأمطار والسيول المُتلاحِقة، إلى إعلان حال طوارئ في الإدارات المُختصَّة والبلديات والإتحادات البلدية، من أجل مُعالَجة ذلك، لاسيما على صعيد الطرقات المرورية الدولية.
يُصادِف نهار الجمعة المقبل، 9 شباط، عيد أبي كنيستنا القدِّيس مارون. وينضمّ الآباء في هذه الذكرى الكبرى إلى أبنائهم وبناتهم وإلى المسيحيين عمومًا وسائر اللبنانيّين، مُلتمِسين رحمة الله للوطن المُعذَّب، ورجاء خلاصه وعودته إلى أجواء السلام والاستقرار والإزدهار. وفيما نبدأ الإثنين المقبل زمن الصوم الكبير المبارك، فإنّا مع أبناء كنيستنا وبناتها مدعّوون للإلتزام بالصوم والقطاعة والصلاة وأعمال المحبّة، وفقًا لتوجيهات صاحب الغبطة والنيافة أبينا البطريرك في رسالته العامّة لهذا الصوم، ونسأل الله أن يجعله زمن نعمٍ وخيرٍ وبركة".
5*) التيار العوني
7 شباط 2024
عقد المجلس السياسي للتيار الوطني الحر إجتماعه الشهري الدوري برئاسة النائب جبران باسيل فناقش جدول أعماله وأصدر بيانا دعا فيه "جميع القوى للنظر الى الإستحقاق الرئاسي على أنه إستحقاق لبناني داخلي فلا يجب أن ينتظروا لا معادلات المنطقة ولا الخارج لحلّ شأن سيادي، لأن ما يحصن الداخل اللبناني لمواجهة تحدّيات الخارج هو اعادة تكوين السلطة بمشاركة وتوافق المكوّنات اللبنانية كافة".
وجدّد "الدعوة الى حوارات بين اللبنانيين ينتج عنها التوافق على إنتخاب رئيس مؤهل بمواصفاته لقيادة المرحلة المقبلة وفق برنامج اصلاحي يتفق عليه مع حكومة إصلاحية تتعاون مع المجلس النيابي لإقرار التشريعات الإصلاحية".
تابع البيان:"إن التيار المؤمن بالحوار والسبّاق بالدعوة اليه والإستجابة له حريص على نجاحه ليؤدّي فعلاً الى انتخاب رئيس، وهذا يحتّم عليه السعي الى تأمين ظروف نجاحه وتوفيرها شكلاً ومضموناً، من خلال مساهمته ومعرفته بوضوح بمعطيات الحوار وشكله وآليّته وبرنامجه، لأن فشله يؤدّي ليس فقط الى عدم انتخاب الرئيس بل الى تأخير هذه العملية فترةً اطول".
اضاف:" ان التيار يتابع باهتمام كل مساعي التهدئة في غزّة ويأمل ان تؤدّي الى وقف للعدوان بما يثبت مساراً تفاوضياً جاداً لمعالجة كافة عناصر الأزمة وصولاً الى قيام دولة فلسطينية حرّة . ويدعو الى اليقظة الدائمة من قيام إسرئيل بأعمال عدوانية غير محسوبة نتيجة وصولها الى حائط مسدود في حربها ضد الفلسطينيين الصامدين في غزة . فإسرائيل دمّرت وهجّرت لكنها لم تحقق أي من اهدافها المعلنة. وهذا الاخفاق قد يقود نتنياهو الى سلوك مغامرات على مسارات اخرى بحثاً عن إنتصارات لن تتحقق. وعليه يدعو التيار اللبنانيين الى مزيد من الحكمة لتفويت الفرصة على نتنياهو للقيام بأي حماقة تجاه لبنان".
وقال:" إن مسار جلسة الهيئة العامة في مجلس النواب لإقرار مشروع قانون الموازنة وما تخلّلها من صخب وإرتجال أعطى أسوأ صورة عن عملية التشريع في لبنان، فالالتباسات الكثيرة جعلت النواب والمواطنين في حال من الضياع فلم يفهموا لا كيف صوّت النواب ولا كيف اقرّت البنود وماهيّة بعضها. ومن المؤسف أن يتم بعض التشريع شفهيًا دون نصوص وسط الصراخ والفوضى لتتمّ صياغتها لاحقاً بعد الجلسة وخارج قبة البرلمان، اي مركز التشريع، بما لا يعكس أبداً النقاش الحقيقي؛ فتقرّ بعض البنود على غير حقيقتها".
وتوقف التيار" باستهجان ايضاً عند أسلوب حكومة تصريف الأعمال ورئيسها في ضرب الدستور وضرب صلاحيات رئيس الجمهورية وأعلن رئيس الحكومة في الجلسة ان له حق السلطة وحق القيادة على الوزراء والإدارات والمؤسسات العامة وهو امر مناقض للميثاق وللدستور، ومدمّر لوثيقة الوفاق الوطني في الطائف. وقد عبّر رئيس التيار بدقة في كلمته التي القاها في الجلسة عن واقع الفوضى الدستورية حيث يبقى للتيار شرف الاصرار الدائم على الحفاظ على الدستور والقوانين وعلى مشروع الدولة".
واثنى على" الموقف الذي عبّر عنه رئيسه في كلمته لمناسبة الندوة حول وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها في العام 2019 قداسة البابا فرنسيس وفضيلة إمام الأزهر أحمد الطيّب. وفي إطار تأكيد الحوار والتسامح والقبول بالآخر والعيش معاً كمبدأ يعتمده التيار ويمارسه، لابد من التأكيد أن التفاهم الوطني الذي أقامه التيار مع حزب الله في 6 شباط 2006 يندرج في إطار تثبيت العيش الواحد وإذا كانت بنوده السياسية لم تتحقق بأكملها إلّا أن روحيته كانت وستبقى علامةً إيجابية فارقة في تاريخ لبنان المعاصر"، داعيا الى "تعميم نماذج التفاهم بين اللبنانيين بما يحفظ وحدتهم ويبني دولتهم، فيكون التفاهم على سيادة الدولة واصلاحها وليس على تبعيتها وهدمها، كما على التضامن لمواجهة مؤامرات الخارج، وليس الانقسام حول خيارات الخارج ومحاوره والالتحاق بها على حساب مناعة الوطن وقوّته".
واكد التيار"التزامه معركة محاربة الفساد والمنظومة التي ترعاه، وتمسّكه بتطوير النظام ووقف سياسة تعطيله والسعي الدائم الى تعزيز دولة المواطنة واجراء الاصلاحات وعلى رأسها اقرار قانون اللامركزية الادارية والمالية الموسعة وقانون الصندوق الائتماني لحفظ اصول الولة وممتلكاتها وحسن استثمارها وإدارتها لصالح الشعب اللبناني ".
وقد تابع المجلس السياسي التحضيرات القائمة للعشاء والمؤتمر الوطني في 15 _ 16 _ 17 آذار 2024 بمناسبة ذكرى 14 آذار السنوية.
6*) الراعي
9 شباط 2024
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد مار مارون في كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت، في حضور وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، سفير فرنسا هيرفي ماغرو وسفير مصر علاء موسى، السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا، النواب سليم الصايغ، فريد البستاني وراجي السعد، قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للأمن اللواء الياس بيسري وشخصيات سياسية واجتماعية.
وألقى الراعي عظة بعنوان "حبة الحنطة، اذا وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمر كثير" (يو 12: 24)، وقال: "ربنا يسوع المسيح هو حبة الحنطة بامتياز. فمن موته على الجلجلة ولدت البشرية الجديدة المتمثلة في الكنيسة. وعلى مثاله بالتقشف ونكران الذات مات القديس مارون عن نفسه في منطقة قورش ما بين حلب وأنطاكية، فولدت الكنيسة المارونية، بإرثها السرياني الأنطاكي، على ايمان الكنيسة الجامعة. هذا النهج تركه لنا المسيح ربنا بسر موته وقيامته: موت وقيامة بالمفهوم الروحي والإجتماعي. وهذا ما أكده الرب يسوع بقوله: "من يحبب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها لحياة الأبد" (يو 12 : 26). ما يعني أن التضحية بالذات وبمصالحها الخاصة تنتج ثمار الخير في المجتمعات البشرية".
أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، تكريما لأبينا القديس مارون، ابي الطائفة المارونية وشفيعها ومثالها. وكون العيد وطنيا في لبنان، فإنا نهنىء كل اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، ونوجه تهنئة خاصة الى كل أبناء كنيستنا وبناتها، أساقفة وكهنة ورهبانا وراهبات ومؤمنين العائشين في النطاق البطريركي المشرقي وفي بلدان الإنتشار. وأود أن أشكر سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر، رئيس أساقفة بيروت، عل الدعوة للإحتفال معكم بهذا العيد وعلى كلمته اللطيفة في مستهل احتفالنا. كما أشكر ايضا صاحب الغبطة البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان وأصحاب الغبطة الذين أوفدوا السادة الأساقفة لتمثيلهم، وسيادة السفير البابوي والآباء، وأصحاب المعالي الوزراء والسعادة النواب والسفراء وسائر المقامات المدنية والعسكرية، والإخوة والأخوات الأحباء. ولا أستطيع في المناسبة أن أخفي عليكم دمعة القلب لغياب رئيس البلاد للسنة الثانية، هو الذي كان يتقدم المشاركين في قداس العيد. ولسنا ندري لماذا لا يدعى المجلس النيابي للإنعقاد والقيام بأول واجب عليه أساسي وهو ان ينتخب رئيسا للجمهورية لكي تنتظم جميع المؤسسات الدستورية وأولها مجلس النواب ومجلس الوزراء والقضاء ومسيرة العدالة، ولكي تبدأ مسيرة الإصلاحات والنهوض بالاقتصاد وضبط الفساد. بتنا في هذه الحالة نشك بالنوايا، ونرى في تعطيل انتخاب الرئيس خلفيات مشبوهة غير مقبولة ومدانة".
وتابع: "ولد القديس مارون نحو سنة 350 وتوفي نحو سنة 410.. كتب سيرته المطران تيودوريتس أسقف أبرشية قورش في كتابه "أصفياء الله" ما بين سنتي 440 و444. لم يكن يعرفه شخصيا، بل عرفه من خلال تلاميذه الذين نهجوا نهجه بالعيش في العراء والزهد والصلاة والتجرد. فشبههم "بالحديقة التي غرسها مارون، وأزهرت في "القورشية"، وامتدت في أرجاء سوريا".
وقال: "أطل تلاميذ القديس مارون، الذين سموا "موارنة"، على الواقع الكنسي، بتراثهم السرياني الأنطاكي الموروث خاصة من مار أفرام السرياني ومار يعقوب السروجي؛ وأطلوا بنهج حياتهم النسكية لعيش الإنجيل وأمانتهم لمارون وصولا إلى يومنا الحاضر؛ وأطلوا بروحانية مريمية ملأت كتبهم الليتورجية وتقواهم الشعبية، وقد استقوها من مجمع أفسس (431) الذي أقر أن مريم هي والدة الإله يسوع المسيح ببشريته الكاملة؛ وأطلوا بروحانيتهم المسيحانية وفق عقيدة مجمع خلقيدونية (451) الذي أثبت أن في المسيح طبيعتين كاملتين، الواحدة إلهية والثانية بشرية في أقنوم واحد. على أسس هذين المجمعين المسكونيين تكونت الشركة التامة بين الكنيسة المارونية وكرسي بطرس في رومية، وبفضل هذه الشركة في الإيمان اعترفت الكنيسة المارونية بجميع المجامع المسكونية السابقة واللاحقة. وإذ تكونت كنيسة بطريركية في أواخر القرن السابع، أدركت أنها تحمل دعوة إلهية ورسالة في لبنان والعالم العربي وفي علاقتها على الأخص مع الإسلام، ساعية إلى تعزيز الخدمة والمحبة والعيش معا والحرية والاحترام المتبادل والتكامل. فلا يحاولن أحد تحويل الموارنة من رسل أحرار إلى أتباع، ولا جعلهم بدون تاريخ فيما لهم تاريخ خاص بهم لا يمحى (راجع المطران أنطوان حميد موراني: الهوية المارونية في مجاليها اللبناني والعربي، صفحة 15)".
أضاف: "هل من أحد يجهل، أو ربما يتجاهل، أن الموارنة لعبوا الدور الحاسم في إنشاء دولة لبنان الكبير، بالتعاون طبعا مع سواهم. وقد توج مسيرتهم البطريرك المكرم الياس الحويك الذي ترأس شخصيا الوفد اللبناني الثاني إلى مؤتمر الصلح في فرساي بفرنسا، والمؤتمر الثالث بانتداب نائبه المطران عبدالله الخوري. فكان إعلان "دولة لبنان الكبير" في أول أيلول 1920، متميزا عن سائر دول المنطقة بالخصائص التالية:
أ- لبنان يفصل الدين عن الدولة، فيما البلدان المجاورة دينية إسلامية، وإسرائيل دولة يهودية.
ب- الإنتماء إلى لبنان عبر المواطنة، لا عبر الدين.
ج- لبنان يعتمد التعددية الثقافية والدينية،
د- لبنان قائم على ميثاق العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين المنظم في الدستور بحيث يتعاونون بالمساواة في الحكم والإدارة.
ه- لبنان يقر جميع الحريات المدنية العامة ولا سيما حرية المعتقد والتعبير.
بنتيجة هذه الخصوصيات، لبنان من طبعه وطبيعته ذو نظام حيادي إيجابي يعطيه دور وساطة ولقاء وحوار من أجل توطيد العدالة والسلام، وحماية حقوق الشعوب".
وتابع: "لا يسعنا في هذا العيد إلا أن نذكر بصلاتنا البطاركة الموارنة الذين قادوا المسيرة التكوينية للبنان منذ عهد البطريرك القديس يوحنا مارون وصولا إلى إعلان دولة لبنان الكبير مع البطريرك الياس بطرس الحويك وخلفاؤه يحافظون حتى يومنا على هذه الوديعة لصالح لبنان وكل اللبنانيين. أما اليوم فنرانا أمام عملية إقصاء مبرمج للموارنة عن الدولة بدءا من عدم إنتخاب رئيس للجمهورية، وإقفال القصر الجمهوري والعودة إلى ممارسة حكم الدويكا بالشكل الواضح للعيان، وغير المقبول. وما القول عن إقصائهم وسائر المسيحيين من الوزارات والإدارات العامة؟ والكل بانتهاك الدستور عبر بدعة "الضرورة" التي يعتمدها مجلس النواب ليشرع عن غير حق، ومجلس الوزراء ليجري التعيينات وكل ما يفوق تصريف الأعمال العادية، عن غير حق أيضا. ففي غياب الرئيس يستباح الدستور كما نرى، ولا من سلطة تصلح وتوقف هذا الواقع الشواذ. فهل أصبحنا في دولة نظامها استبدادي يحل محل النظام المعلن في مقدمة الدستور: "أن لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية" (بند ج)؟ يقولون أن لبنان بحاجة إلى رئيس لا يستفز هذا أو ذاك من الأفرقاء. فعلق أحد المحللين السايسيين كاتبا: "واقع البلاد يستلزم رئيسا لا يستفز أحدا، ولا يتحدى أحدا... لكن:
1)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يتحدى كل من يعطل الدستور ويطيح الميثاق الوطني فيضرب صيغة الشراكة والمودة.
2)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يضع حدا لحكومات الوحدة الوطنية الزائفة ويحيي اللعبة البرلمانية في النظام الديمقراطي اللبناني.
3)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يرفض كل سلاح غير شرعي.
4)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يتحدى كل من يتطاول على السيادة والاستقلال لئلا يمسي لبنان دولة التبعية والاحتلال. 5) إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يتحدى أولئك الذين يمنعون إغلاق الحدود السائبة بين لبنان وسوريا بقصد إبقاء علاقات لبنان مع أصدقائه منهارة ومع أخصامه مزدهرة.
6)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يتحدى الدول التي تعمل على توطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.
7)إنقاذ البلاد يستدعي رئيسا يتحدى جميع الشواذات المنتشرة في الدولة اللبنانية ومؤسساتها ومجتمعها الإنساني. إذا لم يستفز رئيس الجمهورية الجديد جميع هذه الفئات الخارجة على الشرعية، ويتحد جميع هذه التجاوزات القاتلة، فسيتحداه الجميع ويستفزونه. ليس لبنان بحاجة إلى رئيس يستفز أو يستفز لئلا ندخل في دوامة صراع مفتوح".
وختم الراعي: "نصلي إلى الله، بشفاعة أبينا القديس مارون، ملتمسين منه نعمة تساعدنا على عيش مقتضيات الإنجيل مثله، وتجعل من الصلاة وسيلة لإتحادنا بالله، ولشد أواصر الوحدة مع جميع الناس. له المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين!".
7*) عودة
11 شباط 2024
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل اليوم كيف وزع السيد الوزنات على عبيده، كل حسب طاقته، دون أن يبخل على أحد. لم يميز الواحد عن الآخر، لكنه عرف قدرة كل عبد، فأعطى الواحد خمس وزنات، والآخر وزنتين، والثالث وزنة واحدة. السيد لا يحابي الوجوه. نسمع الرب في سفر تثنية الاشتراع يقول: «لا تحابوا وجه أحد في الحكم، واسمعوا للصغير سماعكم للكبير» (1: 17). السيد لا يبحث عن أزلام له، فيعامل القوي بمحاباة، والأضعف بازدراء، بل يساوي بين الجميع لأن حكمه عادل، هو القائل: «كما أسمع أحكم، وحكمي عادل» (يو 5: 30). بهذه العدالة سوف يدين الرب الجميع بحسب أمانتهم للوزنة المعطاة لكل منهم".
أضفا: "الله لا يمنح المواهب بشكل إعتباطي، بل يعرف ما يناسب خلاص كل شخص، وهذا يساعدنا على ألا نستكبر على ذوي المواهب القليلة، وألا نحسد أصحاب المواهب الكثيرة، إنما نشكر الواهب على عطاياه الممنوحة لنا. يقول الرسول بولس: «أنواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد. وأنواع خدم موجودة، ولكن الرب واحد. وأنواع أعمال موجودة، ولكن الله واحد، الذي يعمل الكل في الكل، ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة» (1كو 12: 4-6). بعد ذلك يعدد الرسول أنواع المواهب المتعددة ويخلص إلى القول: «لكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه، قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء» (12: 11). يذكرنا الرسول بولس هنا بأن العطية، صغيرة كانت أو كبيرة، هي من المعطي الواحد، الذي علينا أن نشكره دوما على عطاياه. الله لا ينتظر الربح بذاته، ولا يهتم بكميته، بل يهتم بمدى أمانة عبيده أو إهمالهم. لقد اقتنى العبدان الأولان «الأمانة بالوكالة»، فتأهلا لأن يقاما على الكثير. أما العبد الثالث فكان مهملا لأنه أخفى الوزنة وعاش عاطلا عن العمل. إن الربح يجلب ربحا، والخسارة تأتي بخسارة أكبر، فكيف إذا كان هذا الربح أو الخسارة من ناحية العطايا الإلهية؟! كذلك الخطيئة تجلب خطيئة أكبر، الأمر الذي حصل مع صاحب الوزنة الواحدة، الذي، بعدما طمر وزنته وعاش عاطلا عن العمل، قام باتهام سيده بالقسوة والظلم، محاولا طمر خطيئته بخطيئة أبشع، كما فعل بالوزنة. خلال الصوم الكبير نردد صلاة القديس أفرام السرياني القائل: «أعتقني من روح البطالة... والكلام البطال». العبد صاحب الوزنة الواحدة سقط في خطيئة البطالة، وحاول أن ينجي نفسه فسقط في الكلام البطال. يقول القديس يوحنا كرونشتادت: «كل خطيئة تبدو بسيطة وغير هامة تقود إلى خطايا أخطر، لذا علينا مقاومتها في بدايتها وسحقها». كذلك، يحذر بولس الرسول، بشكل غير مباشر، من خطيئة الكسل قائلا: «الويل لي إن لم أبشر» (1كو 9: 16)، أي ويل لمن منح موهبة ولم يفعلها في سبيل خير الجميع".
وتابع: "مكافأة العبد المجتهد كانت قول سيده له: «أدخل إلى فرح ربك»، على عكس ما سمعه العبد الكسول: «إطرحوه في الظلمة الخارجية». جهادنا على هذه الأرض ليس بهدف ربح مادي، بل من أجل الدخول إلى العرس الأبدي لنبقى في الداخل، فلا نحرم من التمتع برؤية الله، النور الحقيقي، ويحكم علينا بالبقاء في الظلمة خارج الباب المغلق، مثلما حدث مع العذارى الجاهلات. يقول القديس يوحنا كرونشتادت أيضا: «إن خدمتنا الأرضية المتنوعة لملكنا ووطننا هي صورة لخدمتنا الرئيسية لملكنا السماوي، هذه التي يجب أن تستمر أبديا، وهذا ما يلزمنا: أن نخدمه بحق قبل الكل... الخدمة الأرضية هي محك، وخدمة بدائية للخدمة السماوية».
وقال: "وطننا وزنة أعطيت لنا من الرب كي نحافظ عليه، وننميه، ونفعل طاقاته، ونفتح لها أبواب العمل والإثمار والإبداع، ولكي نجعل منه وطن العدالة والقانون وحقوق الإنسان، والأخوة والتسامح والتفاعل. لكننا منذ عقود لا نرى سوى من يستبيح سيادة الوطن ويجعله مطية إما لمطامعه أو لأطراف تستغله لمصالحها، حتى أصبح ورقة مساومة في يد الأقوياء، يستعملونها لما يناسبهم. كما نرى من يسخر خيرات الوطن لخيره، أو من يستبيح كرامة أبنائه لغايات، ومن يغتال مفكريه وأحراره، ومن يقحمه في حروب رغم إرادة معظم أبنائه. أليس هذا طمرا للوزنة التي أعطيت لنا وتجاوزا لمشيئة الرب المانح الوزنات؟ يرمز صاحب الوزنات الخمس للمؤمن الذي يقدم كل حواسه لسيده السماوي، مقدسا إياها بواسطة استخدامها في خدمة أخيه الإنسان. أما صاحب الوزنتين، فيشير إلى المؤمن الذي امتلأ قلبه بمحبة أخيه في الرب، الذي فيه يصير الإثنان واحدا. لهذا قدم السامري درهمين لصاحب الفندق علامة على محبته للمجرح، والأرملة قدمت فلسين دلالة على محبتها لله ولإخوتها المحتاجين. لهذا أيضا وجد ملاكان عند قبر المسيح إشارة إلى المحبة التي تربط السماويين بالأرضيين، فصار الكل جسدا واحدا في الرب يسوع المصلوب والقائم. أما صاحب الوزنة الواحدة فهو كل إنسان متقوقع على نفسه، وأناني، يدفن المحبة بدلا من مشاركتها مع أخيه الإنسان".
أضاف: "بلدنا يحوي الكثيرين من أصحاب الوزنات، لكنهم إما يدفنون وزناتهم يأسا من الأوضاع التي آلت إليها بلادنا، أو يوضعون في غير الأماكن المناسبة لهم فلا يتمكنون من تثمير وزناتهم فينكفئون، أو يهاجرون ليستثمروا وزناتهم خارج أرضهم. بلدنا يحتاج كل ذي موهبة، كما يحتاج إلى تفعيل جميع المواهب حتى يصار إلى إخراج الشعب من الهوة العميقة التي حفرت له. ولا شك في قدرات أبناء أرضنا وسعة جهادهم في سبيل الخروج وإخراج الكل معهم، إلا أن ذوي السلطة يجتهدون في تحطيم المواهب، وإيصالهم إلى اليأس والموت النفسي والروحي، بعدما أمعنوا في قهرهم وسد جميع الطرق أمامهم وإغلاق جميع الأبواب. لذا نحن بحاجة إلى رئيس يتولى مع حكومته بناء المؤسسات، وتعيين الأكفاء في مراكز القيادة، دون محاباة أو محسوبية، لكي يقوم كل مسؤول بواجبه من أجل المصلحة العامة".
وختم: "دعوتنا اليوم هي إلى شكر الرب على عطاياه، الصغيرة قبل الكبيرة، وإلى تفعيل المواهب المعطاة لنا، كل في اختصاصه ومجاله، دون التعدي على مجالات الآخرين «في طهارة... في محبة بلا رياء، في كلمة الحق، في قوة الله» كما سمعنا في الرسالة. بهذا يتناسق البنيان، لأن المحبة تكون أساس العمل، فيسير الجسد كله بتناغم، ويعمل كل عضو عمله بدقة، فنصل إلى الخلاص المنشود".
8*) الراعي
11 شباط 2024
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يعاونه النائب البطريركي العام المطران حنا علوان ومطران بيروت للموارنة بولس عبد الساتر ولفيف من الكهنة، القداس الالهي الذي أقيم في قاعة المحاضرات في مستشفى "اوتيل ديو دو فرانس" لمناسبة "اليوم العالمي ال32 للمريض" وأحد مدخل الصوم الكبير عند الطوائف المسيحية، في حضور رئيس جامعة القديس يوسف الاب البروفسور سليم دكاش، مدير مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الدكتور نسيب نصر، النائب اغوب ترزيان، رئيس الرابطة المارونية السفير السابق الدكتور خليل كرم واعضاء الرابطة واعضاء من مجلس بلدية بيروت، وعدد من الراهبات والرهبان والاطباء والشخصيات الروحية والاكاديمية والاجتماعية.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "كان يسوع يسير في جميع المدن والقرى، يعلّم ويعلن ويشفي من كلّ مرض وعلّة" (متى 9: 35)، وقال: "ربنا يسوع هو الرحمة الإلهيّة المتجسّدة، وقد ظهرت رحمته للمرضى والمصابين بأيّ علّة، أكانوا مرضى الجسد أو النفس أو الروح. فشفى مرضى الجسد الذين التقاهم ومنهم في إنجيل اليوم الأعميان والأخرس، وشفى مرضى النفس كالخطأة الذين قاربهم وغفر لهم خطاياهم؛ وشفى مرضى الروح الذين عزّاهم قي حزنهم، وشجّعهم في ضعفهم، وخلّصهم من كيدهم وحقدهم وكبريائهم. تجاه هؤلاء جميعًا وأمثالهم "أحسّ بالشفقة، إذ رآهم تعبين رازحين كغنمٍ لا راعي لها" وقال: "الحصاد كثير والفعلة قليلون" (متى 9: 36). وللحال أرسل تلاميذه الإثني عشر، وقال: "نادوا وقولوا: لقد اقترب ملكوت الله. إشفوا المرضى، طهّروا البرص، أقيموا الموتى، أطردوا الشياطين، مجّانًا أخذتم، مجّانًا أعطوا" (متى 10: 7)".
أضاف: "هذا الإرسال وهذه الرسالة مستمرّان الآن وهنا في هذا مستشفى أوتيل ديو الزاهر الذي نحتفل فيه باليوم العالمي الثّاني والثّلاثين للمريض. وقد أنشأه القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني وحدّده ليكون في اليوم الحادي عشر من شهر شباط، عيد سيّدة لورد، شفيعة المرضى وشافيتهم. فيسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة التي نقدّمها من أجل شفاء المرضى جسدًا ونفسًا وروحًا. وأحيّي من صميم القلب رئيس هذا المستشفى حضرة الأب البروفسور سليم دكّاش رئيس جامعة القدّيس يوسف، ومن خلاله الآباء اليسوعيّين(١٨٧٥)، وأحيّي الأخوات راهبات القلبين الأقدسين وإدارة المستشفى وطاقمها الطبّيّ والممرّضات والممرّضين وسائر الموظّفين، وكلّ المرضى الذين نصلّي من أجل شفائهم، ونحيّي عائلاتهم وأهلهم، الذين يخفّفون عن أوجاعهم بصلاتهم وبقربهم الدائم منهم".
وتابع الراعي: "إنّنا نشكر الله على هذا المستشفى العريق فهو كما تعلمون صاحب تاريخ مجيد. ففي سنة 1888، أنشأت جامعة القدّيس يوسف في بيروت التي أسّسها الآباء اليسوعيّون كليّة الطب بالإتفاق مع الحكومة الفرنسيّة. ولكن إقتضت الحاجة إلى مستشفى تطبيقيّ. فبدأت المساعي لتحقيق المستشفى سنة 1911، لكنّ الحرب العالميّة 1914-1918 أوقفت المشروع، إلى أن وضع الجنرال Gouraud الحجر الأساس سنة 1922. وفي عهد خلفه الجنرال Weygand تمّ التدشين سنة 1923 واستقبال أوّل مريض. وراح هذا المستشفى يكبر ويتّسع بإدارة الآباء اليسوعيّين التامّة منذ سنة 1984. وظلّ أثناء الحرب المشؤومة 1975-1990 يعمل ويعتني بآلاف الجرحى من دون أيّ تراجع في رسالته. وظلّ يكبر ويتّسع بالأمكنة والمعدّات الطبيّة والأطبّاء المميّزين والجسم التمريضي والإدارة ذات الرؤية. ولكوني أحد الذين خضعوا لعمليّة جراحيّة فيه، أعتبر نفسي شاهد عيان على ما أقول، وواحدًا من أسرة المرضى السابقين في قسم الجراحة. فشكري دائم لهذا المستشفى والأطبّاء والممرّضات والممرّضين. أجل إنّه صرح استشفائيّ عريق مميّز بجسم طبّي ذي جودة عالية لكلّ مريض بمختلف الأمراض. وبهذه الميزة عينها يؤدّي مساهمة اجتماعيّة وماديّة مهمّة منذ اشتداد الأزمة الإقتصاديّة والماليّة على المواطنين. وبهذا يقدّم مقاومة طبّيّة جدّيّة وفاعلة لا يمكن وضعها جانبًا. ومن إنجازات هذا المستشفى الكبيرة ضمّ خمس مستشفيات إليه، تجنّبًا لإقفالها بسبب الصعوبات الإقتصاديّة والماليّة الراهنة في البلاد وضخّ زخم وقوّة فيها".
وأردف: "إعتاد البابوات أن يوجّهوا رسالة بمناسبة اليوم العالميّ للمريض. فوجّه قداسة البابا فرنسيس رسالته لهذه السنة بموضوع "لا يحسن أن يكون الإنسان وحده" (تك 2: 18). وهي كلمة قالها الله عندما خلق الرجل والمرأة. وذلك أنّ الله بفيض محبّته خلق الكائن البشريّ من أجل الشركة، طابعًا فيه البُعد الإجتماعيّ، بُعد العلاقات مع غيره. وهكذا حياتنا، المصاغة على صورة الثالوث الأقدس، مدعوّة لتحقّق ملء ذاتها في ديناميّة علاقات الصداقة والحبّ المتبادلة. نحن مخلوقون لنعيش معًا، لا لوحدنا. بسبب هذه الشركة المكتوبة في قلب الإنسان، فإنّ اختبار الوحشة وابتعاد الناس مخيف. هذا ما اختبره الذين أصيبوا بداء الكورونا: مرضى لم يستطيعوا استقبال أي زيارة من أهلهم وأصدقائهم، ممرّضات وأطبّاء وموظّفون عاشوا في عزلة تامّة؛ مرضى ماتوا بعيدًا عن أهل بيتهم، مسنّون يعيشون في مراكز خاصّة بهم وليس لهم قريب أو صديق، وبالأكثر إذا أهملوا من عائلاتهم. بالإضافة إلى المرضى الذين يعالجون في قطاع العناية الفائقة.
ويتكلّم قداسة البابا فرنسيس أيضًا عن الوحشة الروحيّة بسبب الخطيئة التي تصيب العلاقات مع الله والذات والآخرين ومع الخلق.
ويدعو إلى التحلّي بالمقاربة والحنان تجاه كلّ متألّم من الوحشة وابتعاد الناس عنه، وإلى الإعتناء بإحياء العلاقات الشخصيّة مع الله والآخرين من أهل البيت والأصدقاء والعاملين في المستشفيات. ويدعونا لنتشبّه بذالك السامريّ الصالح (لو 10: 25-37)، ولنتبنّى نظرة يسوع الشفوقة، ونعالج جراح الوحشة، وبذلك نقاوم ثقافة الروح الفرديّة".
ولفت الى ان "اليوم العالميّ للمريض لا يقتصر على الصلاة والإحتفال بالقدّاس الإلهيّ وتبريك جباه المرضى بالزيت المقدّس من أجل تقديسهم بأمراضهم وأوجاعهم، ومن أجل شفائهم، ولكنّه أيضًا يوم مطالبة المسؤولين في الدولة اللبنانيّة بواجباتهم تجاه المرضى والمستشفيات والمستوصفات ودور المسنّين ومراكز ذوي الإحتياجات الخاصّة. لا يستطيع هؤلاء المسؤولون إهمال ما يترتّب عليهم من واجبات من مثل دعم الدواء، وإيفاء الديون المتوجّبة لهذه المؤسّسات، وتحسين إدارة الصندوق الوطني للضمان الإجتماعيّ، وإخراج البلاد من أزماتها المميتة بدءًا بانتخاب رئيس للجمهوريّة كمدخل وحيد لحلّ الأزمة السياسيّة المتسبّبة بالأزمة الإقتصاديّة والماليّة والإجتماعيّة والتجاريّة. كفى مخالفات للدستور قاتلة للدولة، من أجل مصالح فرديّة أو فئويّة أو حزبيّة أو طائفيّة أو سياسيّة، وكلّها مدانة ومرفوضة. فابدؤوا أوّلًا بانتخاب رئيس للدولة لكي تنتظم كلّ المؤسّسات. وبما أنّه لا توجد سلطة غير الدستور توجب على المجلس النيابي رئيسًا ونوّابًا، انتخاب الرئيس، وبما أنهم يعطلون الدستور عمدًا، فإنّا نتوجّه إلى ضميرهم الوطنيّ، رئيسًا وأعضاء، لعلّ وخز الضمير يستحثّهم. ومعلوم أنّ الضمير هو صوت الله في أعماق الإنسان هامسًا: "إفعل هذا ولا تفعل ذاك".
وختم الراعي: "صلاتنا إلى الله كي يحرّك هذه الضمائر، إرضاءً لمشيئته القدّوسة وتأمينًا للخير العام. له التسبيح والشكر الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين".