رقم 196/2024
12-18 شباط /2024
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
يواصل حزب الله عبر قياداته من على مختلف المنابر، وخلال تشييع عناصره بشكلٍ شبه يومي، التأكيد انه سيواصل "إسناد غزة حتى وقف العدوان".
وقد جاءت إطلالتي أمين عام الحزب هذا الاسبوع لتؤكدا على استمرار الحرب "غير المعلنة" على الجبهة الجنوبية.
ورغم أن تهديدات زعيم الحزب لم تَعُد تُؤخذ على محمل الجدّ، وذلك بعد ان كان قد وعد منذ سنوات باجتياح الجليل، وبدل ذلك يخسر قادة قواته بحرب المسيرات بعد التزامه "الأوامر الايرانية" بعدم التصعيد!
إلا أن الملفت في كلامه الأخير كان تحريض الدولة اللبنانية على عدم الالتزام بالقرار 1701 والمطالبة بتعديله، فلبنان بحسب ما يراه "مرشد الجمهورية اللبنانية" في موقع القوة!
كما كان لافتا أيضا انتقاده الجيش اللبناني لعدم مشاركته القتال إلى جانب الحزب والفصائل التي تدور في فلكه وتأتمر بتعليماته!
لقد هدد امين عام الحزب بقصف مدينة ايلات بحال قصف الجيش الاسرائيلي بيروت! المشكلة ليست هنا، بل في الانتصارات التي يعلنها حزب الله على جثث اللبنانيين وأملاكهم دون ان تتم محاسبته. فهو يستطيع القول "لو كنتُ أعلم"، دون ان تتم مساءلته أو محاسبته وحزبه عن مسؤوليتهما عن الدمار والقتلى!
لا يمكن ان تقوم دولة في لبنان بوجود دويلة قائمة على تمويل ودعم جهة خارجية، وفيما هذه الدويلة مسؤولة عن تقويض المؤسسات والقطاعات من خلال دعمها الفساد والمحسوبيات من جهة، وسيطرتها على التهريب من وإلى لبنان عبر كافة المعابر الشرعية وغير الشرعية.
لقد حان الوقت ليكون كل اللبنانيين، إلى أية جهة انتموا، خاضعين للقوانين اللبنانية وان تقوم دولة القانون على أساس الدستور ووثيقة الوفاق الوطني. دولة تحترم وتطبق القرارات الدولية التي صدرت لحمايتها ولدعم سيادتها.
في المنطقة العربية والعالم
في سوريا، لا جديد في المشهد السوري إلا التطورات الأمنية، فالسلطة في الجمهورية العربية موزعة بين الافرقاء الذين يتصارعون فيها وعليها، دون ان يكون للسلطة السورية أي دور.
في فلسطين/اسرائيل، بينما صرّح الرئيس الإسرائيلي أن تطبيع العلاقات مع السعودية سيمثل انتصارا على حماس وأنه يدعم بشدة هذا المسار، تشير التصاريح المتناقضة للوزراء في حكومة نتنياهو إلى ضعف إمكانية الوصول إلى اتفاق سلام مع هذه الحكومة. وبالرغم من الجهود الدولية/الاقليمية الساعية بكثافة إلى التوافق على حلّ الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، لا يبدو حتى الساعة أن حكومة اليمين يمكن ان تكون شريكا في هذا الحل! هذا في وقت أثرت الحرب المستعرة منذ اربعة أشهر على اقتصاد الدول، فالمنطقة نقطة عبور حيوية.
في العراق، بالرغم من قولها بأن الفصائل الموالية لها لا تأتمر بتعليماتها بل تنفذ أجندات داخلية، تمكنت طهران من لجم الفصائل العراقية عن شن هجمات على القوات الاميركية، بعد سقوط قتلى اميركيين في القاعدة على الحدود الاردنية، وذلك بعد زيارة قاآني، قائد الحرس الثوري، لبغداد. وفي وقت بدأت المفاوضات الاميركية-العراقية لجدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق، إلا انه لا يمكن التنبؤ بالوقت التي ستستغرقه هذه المفاوضات وما ستكون نتائجها. من جانب آخر، تواصل الحكومة العراقية تنفيذ مشاريع بناء البنى التحتية بدعم اقليمي لرفع مرتبة العراق في المنطقة ولملاقاة التطورات الاقليمية والدولية المتسارعة.
في ليبيا، تواصل القوى السياسية التمسك بمراكزها ومطالباتها ما يُنبئ باستمرار الازمة وعدم الوصول إلى حلول في المستقبل القريب.
في اليمن، لا حلول سياسية في المدى المنظور فيما تتواصل صور الصواريخ والاستهدافات من الجانبين. ومع دخول الاتحاد الاوروبي إلى المشهد العسكري، ولو حمايةً للسفن العابرة فقط دون استهداف البر اليمني، يبدو ان الصراع سيأخذ منحى تصعيدي لا العكس.
في السودان، تمكن الجيش السوداني من التقدم الميداني هذا الاسبوع، ما يعني ان الصراع المستمر منذ 10 أشهر سوف يتواصل، خاصة مع تأكيد البرهان ان لا تفاوض قبل القضاء على المتمردين (كما سمّاهم). وبالرغم من المناشدات الدولية، وآخرها مناشدة بابا روما لوقف الحرب، لا يبدو ان الجانبين لديهم النية بوقف القتال.
في ملف تونس، لا تزال السلطة الجديدة تواصل جهودها للخروج من الازمات المالية والاقتصادية، في وقت تستمر التحضيرات لمتابعة الملفات السياسية الداخلية من انتخابات محلية ورئاسية قريبة.
في تركيا، يواصل الرئيس التركي ملف المصالحات الاقليمية بهدف اعادة العلاقات مع دول الجوار الى نقطة صفر خلافات. وقد نجح الرئيس اردوغان في طوي صفحة الخلافات فيما يواصل فريقه الاقتصادي معالجة الازمة المالية الداخلية.
في ايران، تستعد السلطة لاجراء الانتخابات هي الاولى منذ انتفاضة "امرأة، حياة، حرية" بعد مقتل مهسا اميني، وسط دعوات لمقاطعة الانتخابات. ستكون هذه الانتخابات امتحانا للسلطة الايرانية بالدرجة الأولى، في وقت تسعى طهران إلى لجم أذرعتها في المنطقة بانتظار انتهاء الانتخابات الاميركية وتبيان طبيعة الادارة الاميركية الجديدة التي سيكون عليها التعامل معها.
في اوكرانيا، بالرغم من ان تراجع الدعم الاميركي لاسباب سياسية داخلية انتخابية لم يكن بلا ثمن لكييف، إلا ان الجيش الاوكراني لا يزال يكثّف عملية استنهاض صناعاته العسكرية بهدف رفع إمكانيات مواجهته. ففي وقت يتراجع الجيش على الجبهة الشرقية يواصل من جانب آخر استهدافه للاسطول البحري الروسي بحيث ان 20% من السفن الروسية أصبحت في قعر البحر الاسود. وبانتظار ما سيتم الاتفاق عليه في واشنطن، تسعى كييف الى تأمين حماية عبر الاتفاقات العسكرية/الدفاعية الثنائية مع الدول الاوروبية.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
مع بداية الاسبوع، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال ان الوضع في الجنوب لا يخلو من الحذر، ولكن الامور تتجه الى نوع من الاستقرار الطويل الامد. واشار الى أن الاتصالات مستمرة في هذا الصدد وسيعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة من بينها مع آموس هوكشتاين، لمعرفة اين اصبحت الامور في مسار التهدئة واعادة الاستقرار.
لكن الوضع الامني لم يتوافق مع ما بشّر به الميقاتي، فقد وسع الجيش الاسرائيلي قصفه الجوي على بلدات قضاء صور وقضاء النبطية وسط توسيع واضح للعمليات العسكرية، ما ادى الى حركة نزوح تجاه صيدا وبيروت تحسبا لإمتداد الإستهدافات إلى أماكن مختلفة.
وقد بدأ الجيش الاسرائيلي استهدافاته لهذه المناطق البعيدة بعد استهداف القاعدة العسكرية في صفد وقد حملت القيادة الاسرائيلية حكومة لبنان ايضا مسؤولية القصف على اسرائيل وليس فقط حزب الله، مع ما يحمل هذا الكلام من تهديد للبنان بكامله!
وفي منتصف الاسبوع، وبعد استهداف صفد، صعّد الجيش الاسرائيلي قصفه للمناطق اللبنانية البعيدة نسبيا عن الحدود، وقد سقط في النبطية عددا من المدنيين في استهداف لمبنى سكني.
في هذا الوقت، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال، خلال كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية لـ"مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ60"، في ألمانيا، التأكيد أن لبنان سيظل ملتزما بكل قرارات الأمم المتحدة، وأنه على إسرائيل أن تطبق هذه القرارات وتوقف عدوانها على الجنوب وانتهاكاتها السيادة اللبنانية وتنسحب من كل الأراضي اللبنانية المحتلة. وأكد أنه بينما يشدد لبنان على ضرورة الاستقرار في المنطقة ودعوة كل الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد، نجد إسرائيل مستمرة في عدوانها، مما يدفع إلى السؤال عن الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان المتمادي!
من جانب آخر، وفي إطار إحياء الذكرى الـ19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، حيث أقيد احتفال شعبي طالب خلاله المحتفلون الرئيس الحريري بالبقاء في بيروت والعودة الى العمل السياسي. وفي هذا السياق، أكد الحريري في مقابلة تلفزيونية أنه لم يعد عن قراره تعليق العمل السياسي الآن، و"كل شي بوقته حلو". وقال انه ليست هناك انتخابات لرئيس جمهورية ولا أي شيء يحدث في هذا المجال. وأشار الى انه كما ذكر في السابق، أقام تيار المستقبل ربط نزاع مع حزب الله، وإيران لا تريد الحرب مع إسرائيل. ورأى أنه على الجميع الوقوف مع أهل وأطفال غزة، فالإسرائيلي يحاول اليوم أن يبعد المشهد عن غزة.
في ملف الازمة الاقتصادية، أعلنت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية، عن تثبيت التصنيف الائتماني بالعملة الأجنبية للبنان عند SD/SD، والتصنيف الائتماني بالعملة المحلية عند CC/C مع نظرة مستقبلية سلبية على المدى البعيد. وذكرت الوكالة في تقرير لها هذا الاسبوع، أن الحرب بين إسرائيل وحماس ستبقي على المخاطر الأمنية الداخلية في لبنان وستؤثر على نشاطه الاقتصادي.
يذكر انه في تقرير سابق، رجح البنك الدولي أن تؤدي الآثار المترتبة على الحرب في غزة إلى دفع الاقتصاد اللبناني الهش، الذي بدأ في تحقيق انتعاش بطيء بعد سنوات من الأزمة، إلى الركود مجددا.
في مواقف حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، أن العدوان الذي حصل اليوم في الجنوب اللبناني والذي استشهد جراءه عدد من المدنين والأطفال، لا يمكن أن يمر دون رد على الإطلاق، حتما سيكون هناك رد وهذا الرد سيكون بالمستوى المطلوب والمناسب، وإذا كان البعض يتخيل أن بإمكانه أن يحقّق أهدافا وغايات عجز عن تحقيقها في 2006 أو خلال سنوات المعادلات بين 2006 و2023، وأنه بإمكانه أن يحقّق هذا الغايات الآن، نقول له أنت مخطئ مرة أخرى، لن يتمكن العدو أن يحقق أيا من هذه الأهداف، مازلنا هذه المقاومة القوية المقتدرة الحاضرة في كل الجبهات.
من دانبه، أشار نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، إلى ان لا تراجع عن المساندة، ولا خضوع للتهديدات، ولا نقاش حول مستقبل الجنوب بضفتيه، إلا بعد توقف الحرب على غزة. أما بالنسبة إلى عدوان إسرائيل على المدنيين في لبنان، فقال ان حزب الله لن يترك عدوانا على مدنيين إلَا وسيرد عليه بالطرق المناسبة، مشددا على ان الحزب يرد بطريقة تناسبية، وخياره المساندة لغزة مع استمرار ردع العدو بهذه المساندة، وهذا المقدار المحدود من المواجهة هو ما رأى أنه ينفع ويفيد.
محطات سياسية واقتصادية:
امنيا، أعلنت الفصائل العراقية المسلحة التي تعرف عن نفسها باسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، أنها قصفت بالطيران المسير هدفا عسكريا في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل من هضبة الجولان، وذكرت في بيان مساء الخميس، أن القصف جاء دعما للفلسطينيين في غزة وردا على ما سمتها المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في القطاع.
في السياق، وفي استمرار لمسلسل القصف، أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، قصف منشأة تخزين أسلحة تابعة للجيش السوري بمنطقة محجة في ريف درعا الشمالي، وأضاف في بيان، أن الاستهداف جاء بعد رصد إطلاق قذائف من سوريا باتجاه مرتفعات الجولان، حيث قامت المدفعية بقصف مصدر النيران، ونفذت طائرات حربية ضربة على منشأة لتخزين الأسلحة تابعة للجيش السوري.
أتى ذلك بعدما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الجمعة، أن مجموعات مسلحة موالية لحزب الله اللبناني في ريف درعا الغربي استهدفت مواقع للقوات الإسرائيلية في الجولان بصواريخ كاتيوشا.
في الملف الانساني، على الرغم من أن القوات الحكومية السورية عاودت سيطرتها على كامل محافظة حلب في أواخر العام 2016، فإن المشهد العام في الأحياء التي شهدت مواجهاتٍ عسكرية بين القوات الحكومية ومعارضتها قبل نحو ثماني سنوات يظهر كما لو أنها خرجت من الحرب للتوّ، إذ لا تزال الأنقاض متراكمة في الشوارع والبيوت المهجورة والمحلّات الفارغة. أدت العمليات العسكرية التي تلتها سيطرة القوات الحكومية على أحياء "حلب الشرقية" وانسحاب المعارضة المسلّحة منها، إلى دمار هائل في المنشآت السكنية والخدمية قبل نحو ثماني سنوات، وبالتالي غياب المؤسسات الخدمية عن تلك الأحياء.
إلى ذلك، فإن شركة الكهرباء لا تلبي احتياجات السكان، فالتيار ينقطع لساعاتٍ طويلة في بعض المناطق دون إيجاد حلٍ لهذه المشكلة.
تتواصل الازمات في ليبيا، حيث انه لا يزال أكثر من 2 مليون موظف ليبي ينتظرون صرف مرتبات شهر يناير الماضي، نتيجة تأخرها، وسط حملة تذمّر واسعة من أداء الحكومة وعدم قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين، لكن الأخيرة نفت مسؤوليتها عن هذا التأخير وحمّلت المسؤولية للبرلمان.
من جانبه، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، الأربعاء، إن أسباب التأخرّ في صرف الرواتب خارج عن إرادته، وتعود إلى عدم اعتماد قانون الميزانية، وأشار إلى أن هذا الأمر هو الذي يعطل إجراءات الصرف في بداية كل سنة جديدة، مقدما اعتذاره لليبيين عن هذا التأخرّ، مؤكدّا سعيه لرفع هذه المرتبات وزيادتها وجعلها عادلة وملائمة لتحديات الحياة والتزاماتها.
أما وزارة المالية بحكومة الوحدة، فقد أرجعت تأخر صرف مرتبات شهر يناير، إلى عدم اعتماد موازنة الدولة للأعوام السابقة والعام الحالي، موضحة أن القرار الصادر عن البرلمان بتشكيل لجنة، تتولى إعادة هيكلة الميزانية العامة، للعام المالي لسنة 2024، كان سببًا آخرًا لتأخر المرتبات، مشدّدة على أن هذا التأخير كان طارئا وخارج إرادة حكومة الوحدة ووزارة المالية. كما أضافت أنها تولي اهتماما بالغا بانتظام صرف المرتبات لموظفي الدولة، فضلا عن تحملها عبء الإفراجات عن أعداد كبيرة من الموظفين، وتسوية أوضاعهم المالية، التي كانت معطلة في حقبة الحكومات السابقة.
في السياق، هدّد جهاز حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الغربية في ليبيا، بإيقاف تدفق الغاز من مجمع مليتة النفطي وإغلاق كافة المنشآت النفطية في البلاد، في حال عدم تنفيذ الحكومة قرارات الزيادة في رواتبهم ومنحهم حقوقهم المتفق عليها. كما أوضح أن عملية الإقفال ستتم تدريجياً، على أن يتم التنسيق مع باقي منتسبي جهاز حرس المنشآت النفطية في كافة أنحاء البلاد حتى يطال الإغلاق بقية الحقول والموانئ والمجمعات النفطية خلال الأيام القادمة، في صورة عدم استجابة الحكومة لمطالبهم.
يذكر ان المجمع هو مركز تصدير الغاز الليبي إلى إيطاليا عبر خط أنابيب الغاز "جرينستريم"، ويضم مرافق معالجة للخام على مساحة تقارب 355 هكتاراً، بالإضافة إلى خزانات للنفط الخام والمنتجات السائلة الأخرى. وأيّ توقيف يطال هذا المجمع، من شأنه أن يعطلّ إمدادات الغاز نحو إيطاليا، التي تشرف على هذه المنشأة النفطية بالشراكة مع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.
من جانب آخر، جدد الدبيبة تأكيده عزم وتمّسك حكومته بإلغاء الدعم عن الوقود واستبداله بدعم نقدي، وذلك منتصف أو نهاية العام الحالي، وذلك رغم معارضة جانب واسع من الليبيين لهذا القرار. وقال خلال مشاركته بجلسة في القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها دبي، أن حكومته قررت استبدال دعم الوقود بالدعم النقدي وهو أكبر امتحان تواجهه منذ توليها السلطة، مشيرا إلى أنها فتحت حوارا مجتمعيا لتغيير فكرة الليبيين وإقناعهم بأن استبدال هذا الدعم لصالح جيوبهم أفضل من تهريبه واستفادة المهربين من عائداته.
في الملف السياسي، طالبت الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان في بيان صدر يوم الجمعة، بإبعاد رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي عن المشهد الليبي نهائيا واختيار خلف له، وذلك بعدما قال خال إحاطة في مجلس الامن، إن الأطراف الفاعلة في البلاد غير مستعدة على ما يبدو لتسوية الخلافات المتبقية للتمهيد لإجراء الانتخابات.
وأوضحت الحكومة المكلفة من البرلمان دوافعها وراء المطالبة بإبعاده قائلة إنه أقصاها من الحوار الخماسي الذي دُعي إليه منذ أشهر بالرغم من كونها الحكومة الشرعية والمكلفة من مجلس النواب الليبي بعد انتهاء ولاية حكومة الوحدة الوطنية، وهذا ما دعا رئيس مجلس النواب الليبي والقيادة العامة للجيش الليبي لرفض المشاركة في أي حوار لا يحترم هذه الشرعية ولا يعترف بمخرجات مجلس النواب، السلطة الشرعية والتشريعية الوحيدة والمنتخبة من كل أفراد الشعب الليبي. كما أضافت أنها ترى أن باتيلي يستقي معلوماته التي بنيت عليها إحاطته من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، وقد ظهر ذلك جليا فيما ذكره متعمدا بمجانبته للحقيقة، بأن الحكومة الليبية قامت في بداية شهر فبراير الحالي بإغلاق 11 فرعا تابعا للمفوضية العليا للانتخابات، وأنها لا تتعاون معها للتحضير للعملية الانتخابية.
في حين تخطت خسائر الارواح عتبة الـ29 ألفا، قال مسؤول في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، الخميس، إن غزة ستحتاج إلى "خطة مارشال" جديدة للتعافي من الصراع بين إسرائيل وحماس، مضيفا أن حجم الضرر الناجم عن الصراع يبلغ 20 مليار دولار تقريبا حتى الآن. وذكر ريتشارد كوزول رايت المدير في أونكتاد في جنيف، أن الأضرار تعادل بالفعل نحو أربعة أمثال ما تعرض له القطاع في الحرب التي استمرت سبعة أسابيع في عام 2014. كما قال إن التقدير يستند إلى صور الأقمار الصناعية ومعلومات أخرى، وإن الوصول لتقدير أكثر دقة سيتطلب دخول باحثين إلى القطاع.
ميدانيا، جدد نتنياهو تعهده مرة أخرى، الأربعاء، بمهاجمة رفح، قائلا إن حماس قامت بنسج ألويتها المتبقية وأسلحتها وطرق التهريب في جميع أنحاء المدينة، أعطى الأوامر لقادته بوضع خطط لنقل المدنيين بعيدًا عن الأذى، أقر المشاركون في المناقشات بأن الخيارات العملية لا تزال بعيدة المنال.
بالتزامن، كشفت تقارير أن مصر تقوم ببناء منطقة عازلة على مساحة 20 كيلومتر مربع، قرب حدودها مع قطاع غزة، وقال مسؤولون مصريون إن المنطقة التي يجري بناؤها يمكنها استيعاب أكثر من 100 ألف شخص، ومحاطة بجدران خرسانية، كما أضافوا أن بناء تلك المنطقة يأتي وسط مخاوف من أن يؤدي التوغل العسكري الإسرائيلي في رفح، إلى تدفق اللاجئين من غزة.
وتعليقا على هذه التقارير، نفى محافظ شمال سيناء بناء السلطات المصرية منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار في مدينة رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، تحسبا لتهجيرهم إذا قامت إسرائيل باجتياح بري لرفح الفلسطينية، وأعلن أن القوات المسلحة تقوم بتشييد منطقة لوجستية في منطقة رفح لاستقبال المساعدات لصالح غزة، وذلك لتخفيف الأعباء عن السائقين والتكدسات الموجودة بالعريش وعلى الطرق بجانب تسهيل عمل الهلال الأحمر المصري. كما أكد المحافظ على أن المنطقة التي يجري إقامتها وتجهيزها تضم أماكن لانتظار الشاحنات ومخازن مؤمنة ومكاتب إدراية وأماكن مبيت للسائقين بالاضافة الى تزويدها بوسائل المعيشية والكهرباء.
على صعيد آخر، أفادت مصادر مطلعة على المناقشات الإسرائيلية داخل مجلس الوزراء المصغر، إنه كان هناك اقتراحًا إسرائيليًا قيد النظر يسعى إلى إبعاد المدنيين عن رفح من خلال توجيه المساعدات عبر معبر إيريز الإسرائيلي المغلق الآن، بالقرب من مدينة غزة، والسماح للعائلات بالعودة إلى الشمال. لكن الفكرة واجهت معارضة سياسية فورية، واعتمد المعارضون في معارضتهم على انه لماذا يجب السماح لسكان غزة بالعودة إلى ديارهم في حين أن الإسرائيليين لا يزالون غير قادرين على العودة إلى ديارهم. يذكر انه لا يزال أكثر من 300 ألف إسرائيلي نازحين من البلدات الواقعة على طول حدود غزة ولبنان.
وفي تناقض مع تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي ورئيس الوزراء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، الجمعة، إن إسرائيل ليست لديها أي خطط لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، مضيفا ان إسرائيل لا تريد أن تحكم غزة بعد أن تنهي حربها على حركة حماس التي تدير القطاع. كما أشار الى انه لا تزال تل ابيب ترى فرصة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، لكن هناك حاجة لمزيد من الضغط العسكري على حماس. لكن بالمقابل، صرح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، انه يفضل عدم التوصل إلى اتفاقيات سلام إذا كانت ستؤدي إلى قيام دولة فلسطينية.
في سياق متصل، ومع تعثر المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى الاخيرة بين إسرائيل وحماس، رغم مواصلة مساعي الوسطاء الدوليين (أميركا، ومصر وقطر) كررت حماس شروطها لعقد أي اتفاق يوقف الحرب في قطاع غزة. فقد أكد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أن حماس لن ترضى بأقل من الوقف الكامل للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية خارج القطاع، كما شدد في بيان يوم السبت، على وجوب أن تتضمن الصفقة عودة النازحين إلى ديارهم، خاصة إلى شمال القطاع، مؤكدا أن تحقيق صفقة تبادل للأسرى يتم من خلال الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين خصوصاً القدامى وذوي الأحكام العالية، ومعتبرا أن هذا المطلب هدف من أهداف هذه المفاوضات ولا يمكن القفز عنه. كذلك اعتبر أن إسرائيل تواصل المناورة والمماطلة وان موقفها يتمحور حول الإفراج عن المحتجزين، مضيفا أن الحركة تطالب بوقف سياسة التجويع والالتزام بإعادة الإعمار.
من الجانب الآخر، تجمّع أنصار وعائلات الرهائن في ساحة الرهائن في تل أبيب، نهاية الاسبوع، للمطالبة بالإفراج عن أقاربهم المحتجزين في قطاع غزة في أعقاب هجمات 7 أكتوبر، وقال متحدث باسم العائلات ان نتياهو يتجنّب لقاء اهالي المحتجزين وانه لا يرغب بسماع مطالبهم بدليل اقامته مؤتمر صحفي تزامنا مع تحركهم الاخير.
على الجبهة الشمالية مع لبنان، وبينما لم يتوقف الطيران الحربي الإسرائيلي عن شن غارات على مناطق في لبنان منذ مساء الجمعة، أوضح مبعوث الطاقة لوزارة الخارجية الأميركية أموس هوكشتاين، أن بلاده تحاول إبقاء الصراع في جنوب لبنان عند أدنى مستوى ممكن.
استؤنفت في بغداد المحادثات بين العراق والولايات المتحدة حول إنهاء عمل قوات التحالف الدولي في البلاد، حيث جرى مناقشة التهديدات التي يمثلها تنظيم داعش وقدرات الجيش العراقي. وأعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، الأحد، إن الاجتماعات ستعمل على تقدير الموقف العسكري ومستوى الخطر والبيئة العملياتية وقدرات القوات المسلحة العراقية، حيث سيتم بناء على هذه الاجتماعات صياغة جدول زمني لخفض مدروس وتدريجي وصولا إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش والانتقال إلى علاقة ثنائية، وأضاف أن الاجتماعات ستعقد بصورة دورية لإتمام أعمال اللجنة بالسرعة الممكنة، طالما لم يعكر صفو المحادثات شيء.
في سياق متصل، أكد رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، الأربعاء، ضرورة وضع حد لتصرفات الفصائل المسلحة، وقال إن الإقليم لديه خشية من عدم قدرة بغداد على حمايته، مشيرا إلى أن التحديات الحالية أصعب من مرحلة داعش، وأن خط الجبهة بات غير معلوم. كما ثمّن موقف رئيس الحكومة العراقية، وحث الحكومة على لعب دور أساسي في حماية الإقليم، موضحا أن الإقليم سيقرر مصير وجود قوات التحالف ضمن إطار العراق وليس بمفرده. كما نفي بارزاني وجود أي علاقات بين الإقليم وإسرائيل، وأكد أن مزاعم إيران بوجود قوات للموساد بالإقليم ليست صحيحة، مشددا على أن الإقليم ليس مصدرا لتهديد إيران، وأن القصف الإيراني الذي تسبب بقتل المدنيين لا يمكن تصنيفه ضمن الصداقة.
في الملفات الاقتصادية، ذكرت وزارة النفط العراقية أن شركة شل انسحبت من محادثات مع العراق لبناء مصنع للبتروكيماويات في البصرة بجنوب البلاد، في حين أكدت "شل" في بيان منفصل أنها ستنسحب من المشروع. وذكر بيان صادر عن الوزارة أن "شل" لن تواصل المناقشات مع وزارتي الصناعة والمعادن والنفط بشأن دورها كمستثمر رئيسي في مشروع النبراس للبتروكيماويات، لكن الشركة اكدت الاستمرار بدعم المشروع من خلال شراكتها مع شركة غاز البصرة. وفي السياق، قال مسؤول عراقي في مجال الطاقة مطلع على محادثات المشروع إن مسائل مالية وتعاقدية أخرت التوصل إلى اتفاق نهائي مع "شل"، "وتسببت في انهيار الصفقة الأولية.
وكانت "شل" قد وقعت في 2015، صفقة مبدئية بقيمة 11 مليار دولار مع العراق لبناء مجمع البتروكيماويات الذي من المفترض أن يبدأ تشغيله نظريا في غضون ست سنوات، ومن شأنه أن يجعل العراق أكبر منتجي البتروكيماويات في الشرق الأوسط.
أكد رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي، أن الهجمات على سفن البحر الأحمر بدأت قبل الحرب في غزة، مشيرا إلى أن استثمار الحوثيين للحرب عمل غير أخلاقي، كما قال إنه يجب ردع إيران عن نقل الأسلحة للحوثيين وتجفيف منابعهم المالية بهدف القضاء عليهم. كما أشار إلى ان القضاء على قدرات الحوثيين يتطلب دعما للحكومة الشرعية اليمنية للسيطرة على مناطق الميليشيات، مضيفاً أن الضربات العسكرية لن تقضي وحدها على قدرات الحوثيين العسكرية، مبيّنا أن المشكلة الحقيقية هي في إيران التي تعتمد مشروعا تخريبيا في المنطقة، وانها ضد السلام في اليمن وفي المنطقة بشكل عام. إلى ذلك، قال أن اليمنيين لن يتضرروا من إعادة تصنيف واشنطن الحوثيين منظمة إرهابية، مشيرا إلى أن الحوثيين يهربون من عملية السلام ويخلقون الأعذار، مؤكدا ان الهجمات على الملاحة الدولية هروب من عملية السلام.
في السياق، شدد الأدميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية الأميركية على أن الدعم الإيراني كان حاسماً بالنسبة للحوثيين أثناء قصفهم للسفن التجارية في البحر الأحمر، وأوضح أن عناصر الحرس الثوري الإيراني متواجدون داخل اليمن، ويعملون جنباً إلى جنب مع الحوثيين، ويقدمون لهم المشورة والمعلومات الوافية عن الأهداف، وفق تعبيره. كما أضاف إن هذا الدعم الإيراني ليس بجديد بل يعود إلى عقد من الزمن، حيث قدمت طهران الإمدادات لجماعة الحوثي على مدى سنوات، ومكررا ان القوات الاميركية تعلم أن الإيرانيين يقدمون لهم النصح، والمعلومات فهذا واضح تمامًا.
وكانت العديد من التساؤلات دارت مؤخرا حول دور سفينة بهشاد الإيرانية في إمداد الحوثييين بالمعلومات الاستخباراتية من أجل ضرب السفن في عرض البحر، قبل أن تتراجع نحو جيبوتي.
وفيما تواصل الميليشيا الحوثية استهداف السفن التجارية العابرة، وآخرها ناقلة النفط البريطانية Pollux في البحر الاحمر، والتي اعلن الحوثيون مسؤليتهم عن استهدافها، تواصل القوات البريطانية-الاميركية الرد على هذه الاستهدافات كما تواصل قصف مواقع الحوثيين في البر اليمني.
وفي هذا السياق، جدد المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ، التأكيد أن الولايات المتحدة ستواصل ضرب أهداف ومواقع للحوثيين في اليمن، كما اعتبر أن جماعة الحوثي تعسكر البحر الأحمر، ولا تخدم الفلسطينيين، بل تعرقل جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويخلقون المزيد من المشاكل. إلى ذلك رأى أن الجماعة وضعت نفسها في عداء مع الكثير من البلدان التي اصطفت لإدانة هجماتهم المتهورة.
هذا ودعا ليندركينغ الحوثيين إلى وقف هجماتهم البحرية والعودة إلى عملية السلام في اليمن. وقال انه بمجرد أن يوقف الحوثيون هجماتهم، يمكن للولايات المتحدة إنهاء الضربات العسكرية وإزالتهم عن قائمة الإرهاب. كذلك أشاد بالعمل المذهل الذي قامت به السعودية للتوسط بين الحوثيين والحكومة اليمنية من أجل المضي قدماً نحو السلام، إلا أنه أكد أن تلك العملية متوقفة الآن والمسؤولية تقع على عاتق الحوثيين.
في الملفات الاقتصادية، تراجع معدل البطالة في مصر خلال الربع الرابع من العام الماضي، لانخفاض حجم العاملين، بجانب تراجع عدد العاطلين عن العمل. وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن معدل البطالة قد تراجع إلى 6.9 بالمئة في الربع الرابع من 2023، منخفضا بنسبة 0.2 بالمئة عن الربع السابق.
على صعيد آخر، وقعت شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية في مصر، عقدا مع شركة دورش غلوبال الألمانية وشركة إي.سي.جي المصرية لإنشاء شركة مساهمة لإدارة مرفق المياه بالعاصمة الجديدة، وقالت الشركة في بيان، إنه سيجري إدارة مرفق المياه بالتعاون مع مجموعة من كبار المشغلين الألمان وفقا لأعلى معايير الجودة والتنمية المستدامة بهدف تقليل فاقد شبكات المياه إلى 7% مع إدارة منظومة الفوترة والتحصيل من خلال العدادات الذكية. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة الألمانية أولاف هوفمان، إن التعاقد يمثل فائدة مشتركة وهم سعيدون بزيادة استثماراتهم في العاصمة الإدارية الجديدة كما أكد حرصه على تسويق الفرص الاستثمارية المتاحة في العاصمة الإدارية الجديدة لدى الشركات الألمانية.
ومن جانب آخر، قال الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية للطاقة كلاوديو ديسكالزي، إن مصر تواصل سداد مستحقات شركات الطاقة رغم الوضع الصعب الذي تمر به بسبب الصراع في غزة. وتكافح مصر مع تراجع قدرتها على سداد مستحقات المستثمرين الأجانب جراء ضغوط تشهدها جميع مصادرها الرئيسية للعملة الأجنبية، وهي صادرات الغاز الطبيعي وإيرادات السياحة وتحويلات العاملين بالخارج وحاليا إيرادات قناة السويس.
في الملفات السياسية، وفيما خص الوضع في غزة، قال وزير الخارجية المصري إن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ستشكل تهديدًا مباشرا لأمن مصر القومي، واعتبر شكرى خلال جلسة حوارية بعنوان "نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط: تحدي وقف التصعيد" ضمن فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن، أن تهجير السكان يعد انتهاكا للقانون الدولي والإنساني سواء كان داخليا أو خارجيا، وشدد على ضرورة أن تجنب العواقب الوخيمة على المدنيين في غزة، والسعي إلى وقف التصعيد العسكري. كما اشار وزير الخارجية المصري إلى ان غياب الإرادة السياسية لدى الأسرة الدولية تسبب بعرقلة التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين الفلسطينيين طوال السنوات الماضية، مضيفاً أن على الطرفين تقديم تنازلات للتوصل لاتفاق.
في ملف جماعة الاخوان
أكدت مصادر تركية مطلعة أن نشاط تنظيم الإخوان داخل تركيا بات مقيدا بمختلف أشكاله، وأضافت أن ملف تنظيم الإخوان تمت تسوية مُعظمِ نقاطه التي كانت عالقة، قبل لقاء الرئيسين التركي والمصري هذا الاسبوع.
فقد كشفت مصادر عن وجود قرار تركي بسحب الجنسية من محمود حسين القائم بعمل المرشد لجماعة الإخوان والمقيم في اسطنبول، وأشارت الى أن حسين علم بسحب جنسيته وإبطال جواز سفره الشخصي ، خلال الأيام الماضية، مضيفة أن السلطات التركية لم توضح له سبب سحب الجنسية وطالبته بتكليف محام للتواصل مع الجهات المسؤولة ومعرفة السبب الحقيقي. ويدرس حسين حاليا مع المسؤولين بالجماعة موقفه سواء بالبقاء لحل المشكلة مع السلطات التركية أو البحث عن دولة أخرى يقيم فيها .
في السياق، بدأت قيادات إخوانية مغادرة الأراضي التركية عقب زيارة الرئيس أردوغان لمصر من بينهم عناصر إعلامية وعناصر من حركة حسم الإخوانية وكذلك عناصر أكاديمية كانت تعمل في الجامعات التركية، كما تم التضييق على عناصر أخرى وتقييد أنشطتها على وسائل التواصل الإجتماعي .
أزمة سد النهضة
لا تطورات لهذا الاسبوع.
قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" هيثم الغيص، الثلاثاء، إن قرار السعودية تأجيل خطط زيادة طاقتها الإنتاجية لا ينبغي تفسيره على أنه تقييم بأن الطلب على الخام يتراجع. ووجهت الحكومة السعودية في 30 يناير الماضي شركة النفط الحكومية أرامكو باستهداف طاقة إنتاجية مستدامة قصوى عند 12 مليون برميل يوميا أي أقل بمقدار مليون برميل يوميا عن الهدف المعلن في عام 2020 والذي كان من المفترض الوصول له في 2027. وقد أفادت مصادر مطلعة إن تراجع المملكة المفاجئ عن خطتها للتوسع في إنتاج النفط كان قيد الإعداد على مدار 6 أشهر على الأقل وبناء على تقييم وجد أنه لم تكن هناك استفادة مادية من الكثير من الطاقة الفائضة للمملكة.
يذكر ان أوبك رفعت توقعاتها للطلب العالمي على النفط على المديين المتوسط والطويل في توقعاتها السنوية التي نشرتها في أكتوبر، وأكد الغيص ان ما نُشر في أحدث توقعات المنظمة هو اعتقاد راسخ بأنها توقعات قوية.
وقد ارتفعت أسعار النفط قليلا الثلاثاء، وسط مخاوف من أن يؤدي التوتر في الشرق الأوسط لتعطل الإمدادات، لكن عدم اليقين بشأن وتيرة التخفيضات المحتملة لأسعار الفائدة الأميركية وتأثير ذلك على طلب الوقود حد من المكاسب. وكانت أسعار النفط مستقرة تقريبا في تعاملات أمس الاثنين، بعد أن صعدت 6% الأسبوع الماضي.
من جانب آخر، كشف تقرير "القمة العالمية للحكومات" بالشراكة مع Strategy-& عن قدرة دول الخليج على تعزيز الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 2.5 تريليون دولار خلال الـ 10 أعوام المقبلة، وأشار إلى إمكانية تسريع نمو الاقتصاد في المنطقة خلال هذه الفترة من 3.8% إلى 5.4%. كما أضاف التقرير أنه يمكن للدول الخليجية تحسين أداء إنتاجيتها عبر الاستفادة من مؤشر إمكانات الإنتاجية، الذي يمكّن الدول من تحديد نقاط القوة ونقاط التحسين في أدائها الاقتصادي بسهولة أكبر.
في سياق منفصل، أصدر أمير الكويت الخميس مرسوماً بحل مجلس الأمة (البرلمان). وأفاد المرسوم، الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، بأن ذلك جاء بناء على ما بدر من مجلس الأمة من تجاوز للثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي وتعمد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة.
وفي ملف آخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الأربعاء، إن طهران تؤكد على حل قضية حقل الدرة (آرش) من خلال الحوار وبناء على المفاوضات السابقة للخبراء، وذلك ردا على البيان الختامي لزيارة أمير الكويت إلى البحرين. ما أشار إلى أن بلاده تؤمن بإمكانية التوصل إلى اتفاق حول هذا الأمر في أجواء من التعاون واحترام المصالح المشتركة، مضيفا أنها مستعدة لمواصلة المفاوضات في جو ودي وعملي بهدف التوصل إلى حل متفق عليه. وقال كنعاني إن عرض مزاعم أحادية في مختلف البيانات ووسائل الإعلام لا يمكن اعتباره خطوة إلى الأمام لحل هذه القضية.
وكان بيان كويتي بحريني مشترك قد أكد في ختام زيارة أمير الكويت إلى المنامة، أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة الكويتية السعودية بما فيها حقل الدرة بكامله هي ملكية مشتركة بين الكويت والسعودية فقط. وأضاف البيان، أن الكويت والمملكة لهما وحدهما الحق الكامل في استغلال الثروات الطبيعية في تلك المنطقة، وأكد الرفض القاطع لأي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في هذا الحقل.
في شأن الامارات العربية المتحدة
قالت وزارة الخارجية الهندية، الثلاثاء، إن الهند والإمارات وقعتا اتفاقيات تهدف إلى تعزيز الاستثمار الثنائي وفتح آفاق جديدة للتعاون، وذلك في الوقت الذي يبدأ فيه رئيس الوزراء ناريندرا مودي زيارة للإمارات. ووقع البلدان معاهدة استثمارية ثنائية واتفاقية شراكة اقتصادية شاملة. وقالت الوزارة إن الجانبين وقعا أيضا اتفاقية إطارية حكومية دولية بشأن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط والتي من شأنها أن تساعد في تعزيز التواصل الإقليمي.
في سياق متصل، بحث رئيس دولة الإمارات عاهل مملكة البحرين، العلاقات الأخوية ومستوى تطور التعاون والعمل المشترك بين البلدين في جميع المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك. وتطرق اللقاء إلى أهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك وحرص البلدين على دعمه على مختلف المستويات لما فيه الخير لجميع شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية ومسارات التعاون بينهما ضمن الإطار الثنائي والدولي في التعامل مع مختلف المستجدات والقضايا.
في الملفات الاقتصادية، تدرس دولة الإمارات طرح سندات خزينة خاصة بالأفراد، من أجل تشجيع ثقافة الادخار والاستثمار، بحسب ما قاله يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية الإماراتية، الثلاثاء. وعلى هامش القمة العالمية للحكومات، المنعقد في دبي، قال الخوري، إن وزارة المالية تعمل بالتنسيق مع سوقي أبوظبي ودبي من أجل تحديد الوقت الأفضل لإصدار هذه السندات المخصصة للأفراد، باعتبارها أداة من أدوات التوفير والادخار، مضيفا أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد إصدارها.
من جانب آخر، قال المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حمد الكعبي، إن بدء التشغيل التدريجي للمفاعل الرابع في محطة براكة للطاقة النووية سيتم خلال شهر مارس المقبل حسب الجدول الحالي، وأوضح أن التشغيل التدريجي يبدأ في رفع مستوى الطاقة في المفاعل حتى يصل إلى التشغيل التجاري الكامل خلال العام الجاري.
في الشأن السعودي
في الملفات الاقتصادية، أضافت السعودية ما يقرب من 4 مليارات دولار إلى حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية بنهاية العام الماضي، ليصل إجمالي الاستثمار إلى نحو 132 مليار دولار في ديسمبر، وهو أعلى مستوى منذ أوائل عام 2021. يذكر أن المملكة كانت تقوم بزيادة حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية شهريا منذ أغسطس 2023، كما قام كبار حاملي الديون الحكومية الأميركية، بما في ذلك الصين وألمانيا، بزيادة حيازاتهم في الأصول الأكثر أمانا في العالم، بهدف الاستفادة من العوائد.
من جانب آخر، بلغ مؤشر أسعار المستهلك في السعودية 1.6% خلال شهر يناير 2024، مقارنة بشهر يناير 2023، وجاء معدل التضخم أعلى من الشهر السابق حيث سجل 1.5% في ديسمبر 2023. وقالت الهيئة العامة للإحصاء إن الإيجارات الفعلية للمساكن ارتفعت 9.3% في يناير/كانون الثاني 2024، وزادت إيجارات الفلل 8.2%، فيما ارتفعت أسعار السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى 7.8% مقارنة بالعام السابق. ومقارنة بمستويات التضخم العالمية، ظل التضخم منخفضا نسبيا في السعودية خلال العام الماضي، بعدما كان عند 3.4% في يناير/كانون الثاني 2023.
في الملفات السياسية، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، يوم السبت، على ضرورة ضمان التوصل إلى طريق آمن لحل الدولتين، مؤكداً أنه كلما زاد إجماع الأسرة الدولية على حل الدولتين كلما اقتربنا منه. وأضاف خلال جلسة نقاشية شارك فيها وزير الخارجية المصري، ووزيرة الخارجية البلجيكية، في قمة ميونيخ للأمن، أن المملكة ليس لها علاقات مع إسرائيل، ولا تتحدث معها مباشرة، مشددا على أن التطبيع مع إسرائيل يعتمد على تطبيق معاهدة السلام العربية. كما أشار إلى أن ما تقوم به إسرائيل في غزة لن يزيدها أمنا، بل سيدفع بجيل جديد نحو التطرف، مطالبا بمحاسبة كل من يعرقل حل الدولتين.
وكان وزير الخارجية السعودي قد تلقى يوم الجمعة، اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية إيران، حيث جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها المستجدات الأخيرة في مدينة رفح، والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة في المجمل، والجهود المبذولة بشأنها.
في الملف الاقتصادي، وبعد ان واصل التضخم السنوي انخفاضه للشهر الخامس على التوالي ليصل الى 7.8% في يناير، توقعت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، أن تقترب نسبة التضخم في تونس من 10% هذا العام، وأشارت إلى أن ارتفاع نسبة التضخم في تونس سيكون مصحوبا بنسبة نمو لن تتجاوز 2%.
في سياق متصل، عين الرئيس التونسي قيس سعيد، فتحي النوري محافظا جديدا للبنك المركزي التونسي، خلفا لمروان العباسي الذي انتهت ولايته. يذكر أن الحكومة التونسية قد اتجهت إلى الاقتراض المباشر ودون فائدة من البنك المركزي وذلك بعد أن رفض الرئيس التونسي الاقتراض من صندوق النقد الدولي بسبب شروطه، ذلك بعد موافقة مجلس الوزراء في يناير الماضي على مشروع قانون مثير للجدل يسمح للبنك المركزي بتمويل الخزانة، في خطوة عززت مخاوف اقتصاديين وخبراء بشأن استقلالية البنك.
إلى ذلك، أظهرت بيانات المعهد الوطني للإحصاء الحكومي، يوم الخميس، ارتفاع معدل البطالة في تونس إلى 16.4% خلال الربع الأخير من 2023 مقارنة مع 15.2% قبل عام.
في الملفات السياسية، قرر قضاء التحقيق في تونس، تمديد فترة إيقاف زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي وقياديين اثنين بالحزب 4 أشهر إضافية، في القضية المتعلقة بتبديل هيئة الدولة. وتتعلق هذه القضية التي تعود إلى شهر أبريل من العام الماضي، باجتماع بين الغنوشي وقيادات من جبهة الخلاص الوطني المعارضة، أدلى فيها الغنوشي بتصريحات توعد فيها بإشعال حرب أهلية في حال إبعاد الإسلام السياسي في تونس.
يذكر انه إلى جانب الغنوشي، تقبع قيادات بارزة بالنهضة في السجون لمواجهتهم شبهات متعددة، من بينها "التآمر على أمن الدولة" و"التورط في شبكات التسفير إلى بؤر التوتر"، من بينهم نائبا الرئيس نور الدين البحيري وعلي العريض وآخرون.
في الوضع الانساني، حذّرت منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء من أن مناطق نزاع في السودان معرضة لخطر مجاعة "كارثية" بين أبريل ويوليو، وهي فترة جفاف بين موسمَي الحصاد، في وقت يكافح الملايين هناك من أجل إطعام أنفسهم. وحذّر بيتر غراف ممثل المنظمة في السودان من أن عاصفة حقيقية تتشكل مع وقوع أشخاص أضعفهم الجوع ضحية أمراض معدية، بينما انهار النظام الصحي على وقع القتال المتواصل في البلاد.
وأشار غراف الى ان خمسة ملايين شخص يعيشون في حالة طوارئ بسبب الجوع، لافتا إلى أن النظام الصحي بالكاد يعمل والأمراض المعدية تنتشر، وقد أُبلغ عن أكثر من 10 آلاف حالة كوليرا و5 آلاف حالة حصبة وحوالي 8 آلاف حالة حمى الضنك وأكثر من 1.2 مليون إصابة سريرية بالملاريا.
ميدانيا، وبعد تقدم قوات الدعم السريع خلال الاشهر الاخيرة، استطاع الجيش السوداني هذا الاسبوع التقدم في أم درمان، وهي واحدة من ثلاث مدن تشكل العاصمة السودانية مع الخرطوم والخرطوم بحري، وفيها يتحصن الجيش في مقر السلاح الطبي على الضفة الغربية للنيل الأبيض على مقربة من ملتقى مقرن النيلين، وكذلك في سلاح المهندسين الذي يبعد عنه بنحو خمسة كيلومترات. وهو تطور كبير دفع قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لترك مقره الحالي في بورتسودان لتفقد ما وُصف بأهم خطوة يحققها الجيش منذ اشتعال الصراع ضد قوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي.
وفي حين يعتبر خبراء أن هذه الخطوة من جانب الجيش إنما تهدف لإنهاء الحصار الذي يضربه الدعم السريع على السلاح الطبي وسلاح المهندسين لتأمين خط إمداد من بورتسودان إلى أم درمان، كما يحقق هذا التقدم أيضا إبعاد التهديدات التي كانت تستهدف شمال أم درمان كمنطقة وادي سيدنا وحامية كرري العسكرية التي تتضمن عددا من الوحدات العسكرية؛ يرى آخرون إن الأوضاع في السودان لا تزال بعيدة عن الحسم لأي من طرفي الصراع.
وقد أكد البرهان، يوم السبت، أن "معركة الكرامة" مستمرة حتى هزيمة قوات الدعم السريع ومن عاونها، داعيا هذه القوات للاحتكام إلى صوت العقل والخروج من ولايتي الجزيرة والخرطوم.
في ملف ترامب، أمر القاضي آرثر أنغورون، عضو المحكمة العليا في ولاية نيويورك، الجمعة، دونالد ترامب بتسديد غرامة مالية بنحو 355 مليون دولار، بعدما خلُص إلى أنّه يتحمّل المسؤوليّة عن احتيال، وقضى بمنعه من إدارة شركاته في ولاية نيويورك لثلاث سنوات، في محاكمة سارع الملياردير الجمهوري لوصفها بأنها صوريّة مؤكّدا عزمه على التقدّم بطعن. ويشكّل القرار القضائي غير المسبوق نكسة قوية للإمبراطورية التجارية للرئيس السابق الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر.
وكان ترامب وابنيه متّهمون بتضخيم قيمة أصول "منظمة ترامب" من أبراج وفنادق فخمة وملاعب غولف من أجل الحصول على قروض مصرفيّة بشروط مواتية وتخفيض قيمتها للحصول على عقود تأمين ببدل أدنى. ولم يكن ترامب يواجه في هذه القضية المدنية عقوبة السجن، خلافا للمحاكمات الجنائية الأخرى التي تنتظره هذه السنة. ويواجه ترامب بالاجمال 91 تهمة جنائية في أربع قضايا جنائية، في نيويورك وفلوريدا وواشنطن وجورجيا، وهو ينفي جميع التهم لكنه يواجه خطر السجن في حال إدانته.
كما يواجه الرئيس الأميركي السابق سلسلة طويلة من المحاكمات قد تقف عائقا أمام ترشحه للانتخابات المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري، خاصة بعد تحديد موعد لبدء جلسات المحكمة في مارس المقبل. وتطرح محاكمة ترامب العديد من التساؤلات حول قدرته على إدارة حملته الانتخابية ومتابعة المؤتمرات بمختلف الولايات.
في أعقاب الحكم الصادر يوم الجمعة، أطلقت زوجة أحد المستثمرين على موقع GoFundMe حساب للمساعدة في تمويل النفقات القانونية المتزايدة للرئيس السابق، واعتبارًا من ليلة السبت، جمع الحساب على الموقع بالفعل أكثر من 185000 دولار مع أكثر من 4000 متبرع.
يذكر انه مع الفائدة، يمكن أن يدفع ترامب وشركته أكثر من 450 مليون دولار، وفقًا لمكتب المدعي العام في نيويورك.
في سياق منفصل، وبعد الأف بي آي الخارجية الأميركية تحقق مع مالي وسط اتهامات خطيرة. فقد فتح المفتش العام بوزارة الخارجية الأميركية تحقيقًا داخليًا في الخطوات التي سبقت وبعد تعليق عمل المبعوث الخاص لإدارة الرئيس جو بايدن إلى إيران، روبرت مالي. وفي 23 يناير، أبلغ مكتب المفتش العام أعضاء الكونغرس بالتحقيق ردًا على الأسئلة المتزايدة من المشرعين الأميركيين حول وضع مالي والأسباب الكامنة وراء قرار جهاز الأمن الدبلوماسي بإلغاء تصريحه الأمني في أبريل الماضي.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي حقق أيضًا في يوليو مع مالي بتهمة سوء التعامل مع المعلومات السرية. كما أفاد التقرير أنه في وقت سابق من هذا الشهر أبرمت المنظمة غير الحكومية التي ترأسها مالي قبل أن يصبح مبعوثًا خاصًا، وهي مجموعة الأزمات الدولية، اتفاقية بحث رسمية مع وزارة الخارجية الإيرانية في عام 2016، والتي لم يتم الكشف عنها علنًا. كما ذكر أيضًا في سبتمبر أن كبار مساعدي مالي، سواء داخل الحكومة الأميركية أو في مجموعة الأزمات، كانوا جزءًا من مبادرة خبراء إيران، وهي شبكة من الأكاديميين والباحثين استخدمها المسؤولون الإيرانيون للترويج لمواقف طهران بشأن برنامجها النووي خلال فترة حكم إدارة باراك أوباما ولم يتم الكشف عن هذا أيضًا.
ويعد تعليق عمل روبرت مالي أحد أكبر ألغاز واشنطن ويظهر كقضية في عام الانتخابات الرئاسية.
في الملف الاوكراني، أشارت وزارة الخارجية الاميركية إلى أن موسكو جلبت الموت والدمار إلى قلب أوروبا، والرئيس بوتين ارتكب خطأين استراتيجيّين كبيرين حيث استخفّ بتصميم أوكرانيا ووحدة الناتو. ولفتت الى انّ أهداف الناتو هي دعم حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ومنع التصعيد، وهذا ما تفعله بالضبط.
أكد دبلوماسي أوروبي، يوم الجمعة، للعربية أن العملية البحرية الأوروبية لحماية السفن بالبحر الأحمر ستنطلق يوم الاثنين. وأضاف أن الأوروبيين أجروا مشاورات مكثفة مع الدول العربية في المنطقة حول مهمة الأسطول الأوروبي، مشيرا إلى إبلاغ الحوثيين بأن القوات الأوروبية لن تقوم بعمليات في البر. كما أضاف أن الاتحاد الأوروبي أبلغ واشنطن ولندن بتفاصيل مخططات العملية الأوروبية في البحر الأحمر، مرجحا أن تكون جيبوتي نقطة الدعم اللوجيستي للعملية، ولفت إلى أن مهمة الأسطول الأوروبي تتمثل في اعتراض المقذوفات والتهديدات المحتملة في البحر الأحمر، مؤكدا أن 3 سفن حربية من فرنسا وإيطاليا وألمانيا تتحرك الآن بالبحر الأحمر.
في سياق متصل، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الولايات المتحدة ضمنا إلى إعادة النظر في مساعداتها العسكرية لإسرائيل، بسبب العدد الكبير من الضحايا المدنيين في حرب غزة، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي قال الأسبوع الماضي، إن رد إسرائيل على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر تجاوز الحد. كما لفت الى انه إذا كان المجتمع الدولي يعتقد أن هذه مذبحة وأن عددا هائلا من الناس يقتلون فربما يتعين على الجميع إعادة التفكير في تقديم الأسلحة.
في سياق منفصل، أعلن الاتحاد الأوروبي فتح تحقيق في فرع مجموعة CRRC الصينية العملاقة للسكك الحديد، والتي يشتبه بأنها تستخدم الدعم الحكومي للتفوق بشكل غير منصف على الشركات الأوروبية المنافسة.
ويعد التحقيق الذي أطلق على وقع ارتفاع منسوب التوتر التجاري بين الصين والتكتل المكوّن من 27 دولة، الأول الذي يتم إطلاقه بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي الجديدة لدعم الحكومات الشركات، والذي دخل حيّز التنفيذ العام الماضي. وقال مفوّض السوق الداخلية الأوروبي، تييري بريتون، في بيان إنه يُعتقد بأن الشركة اعتمدت على الدعم لتقديم عرض متميّز من دون وجه حق ردا على مناقصة للقطارات الكهربائية في بلغاريا. وبموجب قاعدة الفروع الخارجية، لدى المفوضية مهلة الآن حتى الثاني من يوليو لقبول مقترح لمعالجة الأمر من قبل الشركة أو منع منحها العقد أو إصدار قرار بأنها لا تعترض على الأمر.
وتعد CRRC، الشركة الأم لتلك المستهدفة في التحقيق، أكبر مصنّع للقطارات في العالم، ترتبط CRRC بعقود مع أكثر من 110 دول ومناطق، من مدن أميركية وصولا إلى الهند وأميركا اللاتينية. وعام 2019، استحوذت على مجموعة "فوسلو" الألمانية للبنى التحتية المرتبطة بالسكك الحديد.
يأتي التحقيق في وقت يسعى الاتحاد الأوروبي لتشديد الضوابط على الواردات الصينية. وفي سبتمبر الماضي، أعلنت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين عن تحقيق في الدعم الحكومي الصيني للمركبات الكهربائية، سعيا لحماية القطاع في أوروبا من أسعار تعتبرها منخفضة بشكل زائف. وفي يناير، كشفت بروكسل سلسلة مبادرات لمنع وقوع التكنولوجيا أو البنى التحتية الحساسة في أيدي جهات منافسة اقتصاديا مثل الصين.
في الملف الاقتصادي، توصّل البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء، إلى اتفاق بشأن إصلاح قواعد تحكم موازنة الاتحاد الأوروبي، يرمي إلى تحفيز الاستثمارات مع إبقاء الإنفاق تحت السيطرة، وينطوي الاتفاق على تحديث القواعد الحالية والمعروفة باسم ميثاق الاستقرار والنمو الذي صدر في أواخر تسعينات القرن العشرين والذي يحدد سقفا لديون البلدان عند 60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وللعجز في الميزانية العامة عند ثلاثة بالمئة. وسيتم اعتماد الإصلاحات رسميا بعد الاتفاق بين المشرعين والدول، وهو ما سيتيح للدول الأعضاء تطبيق القواعد الجديدة على ميزانياتها لعام 2025.
في سياق متصل، أفادت تقارير بأن الاتحاد الأوروبي يقترب من فرض أول غرامة احتكار ضد شركة آبل قد تصل إلى 500 مليون يورو بزعم انتهاكها قانون الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بخدمات بث الموسيقى التي تقدمها، إلى جانب حظر قواعد متجر التطبيقات التي يعتقد أنها تعيق المنافسة.
وقد بدأ التحقيق في هذه القضية عام 2019 بشكوى تقدمت بها شركة Spotify السويدية، والتي زعمت أنها أُجبرت على رفع سعر الاشتراك الشهري لتغطية التكاليف المرتبطة بالسيطرة المزعومة لشركة آبل على طريقة تشغيل متجر التطبيقات. وركزت المفوضية الأوروبية على ما يسمى بقواعد منع توجيه المستخدمين الخاصة بشركة آبل في لائحة اتهام رسمية في فبراير 2023، قائلة إن هذه الشروط غير ضرورية وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار التي يدفعها العملاء. وإلى جانب معاقبة الشركات على انتهاكات الماضي، تعمل المفوضية الأوروبية، ذراع مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، على سنّ قواعد جديدة تمنع انتهاكات المنافسة من قبل شركات التكنولوجيا قبل حدوثها. ويدخل قانون الأسواق الرقمية (DMA) حيز التنفيذ الكامل في مارس 2024، ويحدد سلسلة من القواعد والإرشادات التي يجب على الشركات تجنبها.
في تداعيات حرب اوكرانيا، قال رئيس وزراء النرويج إن بلاده مستعدة للوقوف والمشاركة في الإنفاق الدفاعي، قبل قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن يوليو المقبل، مضيفا أن أوسلو تعد خطة دفاعية جديدة طويلة المدى. وحددت البلاد العام الماضي هدفا للمرة الأولى لرفع إنفاقها الدفاعي إلى ما لا يقل عن 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2026، وذلك تماشيا مع الهدف الذي طال انتظاره بين أعضاء الحلف. وصدم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الأوروبيين في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قال إنه سيشجع روسيا على فعل ما تريد لأعضاء الناتو الذين لم ينفقوا ما يكفي!
وانخفض إنفاق النرويج على الدفاع كحصة من النشاط الاقتصادي الإجمالي في أعقاب نهاية الحرب الباردة، لكن الحرب في أوكرانيا أظهرت الحاجة إلى جيش أقوى. وتشترك النرويج في الحدود مع روسيا في القطب الشمالي، لكنها لم تكن في حالة حرب قط مع جارتها الشرقية. وقال يوناس غار ستوره ان النرويج لا ترى أن هناك تهديدا عسكريا مباشرا موجها ضدها، لكن وجود جار هاجم جارا آخر بشكل كامل، وتطور في اتجاه عسكري استبدادي، يجعل اوسلو تدرك التهديد.
أزمة شرق المتوسط
لا تطورات هذا الاسبوع.
في الملفات الاقتصادية، اتفق الرئيس المصري ونظيره التركي على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة منتصف الاسبوع، خلال أول زيارة يقوم بها أردوغان إلى مصر منذ عام 2012، والتي تعتبر خطوة كبيرة على طريق إعادة بناء العلاقات بين البلدين. وأشار السيسي، في كلمته، إلى أنه خلال السنوات العشر الماضية، استمر التواصل الشعبي بين البلدين، وأن العلاقات التجارية والاستثمارية شهدت نموا مضطردا، مضيفا أن مصر تعد حاليا الشريك التجاري الأول لتركيا في إفريقيا، كما أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية. من جانبه قال أردوغان، إنه تم رفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، ودعا الرئيس السيسي لزيارة أنقرة من أجل حضور الاجتماع الأول لمجلس التعاون بين البلدين، من أجل التأسيس لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا.
في السياق، قال وزير المالية التركي، محمد شيمشك، الجمعة، إن صافي تدفقات المحافظ الاستثمارية إلى تركيا زاد في النصف الثاني من العام الماضي، وإنه يعتقد أن هذه التدفقات ستتسارع بعد الانتخابات المحلية في نهاية مارس. وفي كلمة خلال منتدى تركي سعودي للاستثمار والأعمال في إسطنبول قال شيمشك إن تركيا مستعدة للعمل مع السعودية في مجالات السياحة والبناء والدفاع، مضيفا أن بإمكانهما التعاون في مشروعات في إفريقيا، مضيفا أن توقعات السوق للتضخم التركي قريبة من توقعات الحكومة.
إلى ذلك، قال وزير الثقافة والسياحة التركي، محمد نوري أرصوي، إنه يأمل قدوم مليون سياح سعودي إلى تركيا خلال العام الجاري، وذلك في كلمة ألقاها خلال جلسة في المنتدى التركي السعودي للاستثمار والأعمال المنعقد بمدينة إسطنبول بمشاركة اقتصاديين من البلدين. كما أشار إلى زيادة عدد السياح الأتراك في المملكة العربية السعودية بعد قرار منحهم التأشيرة الإلكترونية، وأوضح أن تركيا قررت مؤخرا إعفاء السعوديين من تأشيرة الدخول، معربا عن اعتقاده أن القرار سيساهم في زيادة عدد السياح.
في ملف حرب غزة، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الأحد، إن روسيا دعت فصائل فلسطينية للاجتماع في موسكو يوم 26 فبراير، مضيفا أن السلطة الفلسطينية مستعدة للتعامل مع حركة حماس. وقال، أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، ان روسيا دعت جميع الفصائل الفلسطينية وسنرى ما إذا كانت حماس مستعدة للنزول معنا على الأرض، مضيفا إنه لكي تكون حماس جزءا من هذه الوحدة يتعين على حماس أن تفي بشروط مسبقة معينة.
في سياق منفصل، بعد وفاة المعارض الروسي الشهير أليكسي نافالني بشكل مفاجئ في سجنه، يريد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب. وقال غراهام يوم الأحد، إن التشريع الذي يضيف روسيا إلى القائمة سوف يصدر في وقت مبكر من هذا الأسبوع، وأضاف ان الرئيس جو بايدن قال لفلاديمير بوتين، إذا حدث شيء لنافالني، فسوف تدفع الثمن، وتابع، أنا أتفق مع الرئيس، الثمن الذي يجب أن يدفعوه هو جعل روسيا دولة راعية للإرهاب.
وكانت إدارة السجون الفيدرالية الروسية قد أعلنت أن نافالني، أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توفي في سجن شديد الحراسة بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية في روسيا يوم الجمعة. إلا أن تكهنات فورية وواسعة النطاق بما في ذلك من الرئيس بايدن والرئيس الأوكراني زيلينسكي بأن بوتين كان وراء وفاة نافالني.
وهناك أربع دول تصنفها الولايات المتحدة حاليًا على أنها دول راعية للإرهاب: كوبا وكوريا الشمالية وإيران وسوريا. ويأتي التصنيف مع مجموعة من العقوبات، بما في ذلك القيود على المساعدات الخارجية وحظر الصادرات والمبيعات الدفاعية.
في السياق، قالت جماعة (أو.في.دي-إنفو) الحقوقية إن السلطات الروسية ألقت القبض على أكثر من 400 شخص خلال فعاليات شهدتها 32 مدينة روسية منذ وفاة المعارض البارز أليكسي نافالني، ألد خصوم الرئيس فلاديمير بوتين في الداخل، يوم الجمعة. وهذه أكبر موجة من الاعتقالات في الأحداث السياسية في روسيا منذ سبتمبر/ أيلول 2022 عندما احتجزت السلطات أكثر من 1300 شخص خلال مظاهرات ضد "التعبئة الجزئية" لجنود الاحتياط من أجل الحملة العسكرية في أوكرانيا.
في سياق آخر، رفضت روسيا يوم الخميس تحذيرا من الولايات المتحدة بشأن قدرات نووية روسية جديدة في الفضاء، ووصفته بأنه افتراء ماكر وخدعة من البيت الأبيض تهدف إلى إقناع المشرعين الأميركيين بالموافقة على تخصيص مزيد من الأموال لمواجهة موسكو. وقدمت الولايات المتحدة للكونغرس ولحلفاء أوروبيين معلومات استخباراتية جديدة تتعلق بالقدرات النووية الروسية قالت إنها يمكن أن تشكل تهديدا دوليا، حسبما قال مصدر مطلع الأربعاء. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه لن يعلق على مضمون التقارير قبل أن يكشف البيت الأبيض عن التفاصيل.
في الملف الاقتصادي، أبقى البنك المركزي الروسي سعر الفائدة الرئيسي عند 16 بالمئة، دون تغيير بعد خمس زيادات متتالية في تكاليف الاقتراض منذ الصيف الماضي، في وقت لا يزال الاقتصاد يعاني من ضغوط تضخمية عنيدة. وقال البنك في بيان، ان عودة التضخم إلى المستهدف في عام 2024 واستقراره عند مستوى 4 بالمئة تقريبًا يفترض استمرار الظروف النقدية المتشددة في الاقتصاد لفترة طويلة، واضاف إن الضغوط التضخمية خفت مقارنة بأشهر الخريف، لكنها ظلت مرتفعة، في حين أن الطلب المحلي لا يزال يفوق الطاقة الإنتاجية.
حمّل الرئيس بايدن تقاعس المشرعين الأميركيين مسؤولية سيطرة روسيا على مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا، بينما يعرقل الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس إقرار 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي تحتاجها أوكرانيا بشدة. واتصل بايدن بالرئيس الأوكراني، السبت، من أجل التأكيد على التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم كييف، حسب بيان للبيت الأبيض، وقال البيان ايضا، إن الانسحاب الأوكراني من أفدييفكا جاء بعد أن اضطر الجيش الأوكراني إلى تقنين استخدام الذخيرة بسبب تضاؤل الإمدادات نتيجة تقاعس الكونغرس، مما أدى إلى تحقيق روسيا أول مكاسب ملحوظة منذ أشهر.
وكان سقوط مدينة أفدييفكا الصناعية في منطقة دونباس شرق أوكرانيا بمثابة انتصار مهم للرئيس الروسي، وجاءت تصريحات الدعم الأميركي في الوقت الذي تسعى فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن لطمأنة الحلفاء الغربيين في مؤتمر ميونيخ للأمن، بأن دعم واشنطن لجهود كييف الحربية ضد الهجوم الروسي سيستمر.
في هذا السياق، قال الجنرال أولكسندر تارنافسكي، إن روسيا أسرت بعض الجنود الأوكرانيين أثناء انسحابهم من بلدة أفدييفكا، مشيرا الى انه في المرحلة الأخيرة من عملية الانسحاب، تم أسر عدد من الجنود الأوكرانيين، وأضاف أن القوات الأوكرانية انتقلت الآن إلى خط الدفاع الثاني بالقرب من أفدييفكا، في دونيتسك.
في سياق متصل، قال قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك، الأحد، إن القوات الأوكرانية أسقطت 12 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها روسيا الليلة الماضية بالإضافة إلى صاروخ كروز من طراز "كيه. إتش-59" وطائرة قاذفة مقاتلة من طراز "سوخوي-34".
من جانب آخر، قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، الجمعة، إن روسيا أنفقت على الأرجح 211 مليار دولار على تجهيز أفراد قواتها ونشرهم وصيانة أسلحتهم لتنفيذ عمليات في أوكرانيا، وإن موسكو خسرت أكثر من 10 مليارات دولار بسبب إلغاء صفقات أسلحة أو تأجيلها. وأضاف أن الحرب كلفت روسيا نحو 1.3 تريليون دولار من النمو الاقتصادي المتوقع حتى عام 2026، وأن حوالي 315 ألف جندي روسي قُتلوا أو أُصيبوا حتى الآن. كما اشار الى إنه منذ فبراير 2022، دمرت أوكرانيا أو ألحقت أضرارا بما لا يقل عن 20 سفينة للأسطول الروسي ما بين متوسطة إلى كبيرة الحجم وناقلة واحدة ترفع علم روسيا في البحر الأسود.
وأعلن الجيش الأوكراني منتصف الاسبوع، أن القوات المسلحة دمرت سفينة الإنزال الروسية "سيزر كونيكوف" قبالة سواحل القرم في البحر الأسود، وذكر ان القوات المسلحة الأوكرانية ووحدة المخابرات التابعة لوزارة الدفاع دمرت سفينة الإنزال الكبيرة سيزر كونيكوف، التي كانت في المياه الإقليمية الأوكرانية قرب ألوبكا في وقت قصفها. ونشرت "المجموعة 13"، وهي قوة من الوحدات الخاصة، فيديو يوثق استهداف السفينة بواسطة قوارب موجهة.
في سياق منفصل، كشف رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية اللفتنانت جنرال كيريلو بودانوف الخميس، إن القوات الروسية في أوكرانيا تستخدم الآلاف من أنظمة ستارلينك للإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التي تنتجها شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك، وأضاف أن القوات الروسية تتواصل عبر نظام ستارلينك لفترة طويلة وحصلت على المحطات من شركات روسية خاصة اشترتها من وسطاء، لافتا الى ان هؤلاء يسلمون المعدات إلى روسيا عبر دول مجاورة منها جمهوريات سوفيتية سابقة. من جانبها، نفت ستارلينك القيام بأي أعمال تجارية في روسيا أو معها.
من جانب آخر، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن الولايات المتحدة سلمت إستونيا نحو 500 ألف دولار من الأصول الروسية المجمدة، بهدف إصلاح نظام الكهرباء في أوكرانيا. واشار بيان الوزارة، السبت، الى انه تم الاعلان في مؤتمر ميونيخ للأمن، عن تحويل نحو 500 ألف دولار إلى إستونيا من الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا، وبأن هذا هو أول تحويل من نوعه للأموال من الولايات المتحدة إلى حليف أجنبي لغرض مباشر هو مساعدة أوكرانيا. وتحول هذه الأموال المصادرة إلى إستونيا لأن الظروف الحالية للقضية لا تسمح بتحويلها مباشرةً إلى أوكرانيا، وستستخدم إستونيا هذه الأموال لمشروع تسريع تقييم الأضرار، والإصلاحات الهامة لنظام توزيع ونقل الكهرباء الأوكراني، الذي تعرض لهجوم متعمد من قبل القوات الروسية.
في ملف المساعدات العسكرية، وصل الرئيس الأوكراني، الجمعة، إلى باريس لتوقيع اتفاقية أمنية مع فرنسا بعد ساعات من إبرامه أخرى مشابهة مع ألمانيا. وتبعث الاتفاقيات برسالة قوية بدعم طويل الأجل، بينما تعمل كييف على حشد الدعم الغربي لها بعد عامين تقريبا من الحرب التي شنتها عليها روسيا. واستقبل الرئيس الفرنسي نظيره الأوكراني في قصر الإليزيه. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن الاتفاقية ستغطي 10 سنوات وستتضمن التزامات مالية. وأضاف البيان أن التعاون في مجال المدفعية سيعزز بشكل كبير. زيارة زيلينسكي لفرنسا تأتي بعدما التقى خلال اليوم في برلين بالمستشار الألماني، الذي أعلن أن بلاده ستقدم ما قيمته 1.1 مليار يورو أخرى من المساعدات العسكرية، من بينها 36 مدفع هاوتزر، و120 ألف طلقة مدفعية، ونظامين للدفاع الجوي. ووقعت أوكرانيا، الشهر الماضي، على أولى اتفاقياتها الثنائية من هذا النوع مع المملكة المتحدة.
في الملف النووي، حذر مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران لا تتعامل بشفافية تماما بشأن برنامجها النووي، خاصة بعدما لوح مسؤول إيراني رفيع سابق بأن لدى طهران كل مكونات السلاح النووي. وأشار رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الأممية، في كلمة ألقاها، يوم الثلاثاء، خلال "القمة العالمية للحكومات" المنعقدة في دبي، إلى التصريحات التي أدلى بها نهاية هذا الأسبوع علي أكبر صالحي، الرئيس السابق للوكالة الإيرانية للطاقة الذرية. كما حذر غروسي من أن إيران تظهر وجها غير شفاف تماما عندما يتعلق الأمر بأنشطتها النووية، وهو بالطبع ما يزيد المخاطر، كما قال.
في سياق منفصل، شنت الولايات المتحدة مؤخراً هجوماً إلكترونياً على سفينة عسكرية إيرانية كانت تجمع معلومات استخباراتية عن سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، وفقًا لثلاثة مسؤولين أميركيين. وقال المسؤولون إن الهجوم الإلكتروني وقع قبل أكثر من أسبوع وكان جزءاً من رد إدارة الرئيس جو بايدن على الهجوم الذي شنته الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن أواخر الشهر الماضي وإصابة عشرات آخرين. كذلك أوضح المسؤولون أن العملية كانت تهدف إلى منع قدرة السفينة الإيرانية على تبادل المعلومات الاستخبارية مع الحوثيين في اليمن، وأشاروا إلى أن إيران استخدمت السفينة لتوفير معلومات الاستهداف للحوثيين حتى تكون هجماتهم على السفن أكثر فعالية. ولا يكشف المسؤولون الأميركيون عادةً عن العمليات السرية، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية، ولم ينشروا علنا معلومات حول تلك التي تتعلق بسفينة التجسس الإيرانية المشتبه بها.
يذكر انه ومنذ يناير، تعمل السفينة "بهشاد" بالقرب من ميناء جيبوتي وقاعدة عسكرية صينية على الشاطئ، وفقًا لبيانات تتبع السفن. ويبدو انه منذ الهجوم دخلت السفينة ميناء جيبوتي وقد خفت استهدافات الحوثيين في خليج عدن بشكل دراماتيكي بعد العملية، وقد عوّض الحوثيون باستهداف السفن في البحر الاحمر وباب المندب على حساب السفن المتوجهة لايران!
في الداخل، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن نقطتين بشبكة خطوط أنابيب الغاز الرئيسية في إيران تعرضتا لانفجارين في ساعة مبكرة من الأربعاء، وقال مسؤولون محليون إنهم يشتبهون في حدوث تخريب. ووقع الانفجاران وسط إيران في خط أنابيب رئيسي للغاز يربط بين الجنوب والشمال، مما وضع إقليمي فارس وأصفهان وكذلك إقليم جهار محال وبختياري في حالة تأهب قصوى.
وقال مسؤولون للتلفزيون الرسمي إن الانفجارين لم يتسببا في وقوع إصابات أو تعطل في الشبكة الوطنية لإمدادات الغاز، في حين، ذكرت العديد من وسائل الإعلام الإيرانية أن إمدادات الغاز ستتوقف عن المنشآت الصناعية والإدارية، في عدة أقاليم في أنحاء البلاد.
من جانب آخر، بدأت، الأربعاء، في إيران حملة لانتخاب مجلس خبراء القيادة في الأول من مارس، وتُناط بهذا المجلس مسؤولية اختيار المرشد الأعلى الذي تعدّ سلطته الأعلى في البلاد. وستُجرى هذه الانتخابات بالاقتراع العام في اليوم نفسه الذي تُجرى فيه الانتخابات التشريعية، والتي تبدأ حملتها رسمياً قبل أسبوع من إجرائها. وهذه أول انتخابات وطنية منذ حركة الاحتجاج الواسعة التي هزّت إيران بعد وفاة مهسا أميني في سبتمبر 2022.
أجرى وزيرا خارجية الولايات المتحدة والصين مناقشات "صريحة وبناءة"، أمس الجمعة، حول القضايا التي تؤرق علاقاتهما المتوترة حول ملفات تايوان، والوضع في بحر الصين الجنوبي، والحرب الروسية في أوكرانيا، والمواد الأفيونية الاصطناعية، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.
الاجتماع بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني، هو الأحدث والأعلى مستوى بين الجانبين منذ عقد الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات أواخر العام الماضي في كاليفورنيا. وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن بلينكن أكد على أهمية الحفاظ على السلام في مضيق تايوان، وتوسيع الجهود الناشئة لمكافحة المخدرات، كما أثار بلينكن مخاوف بشأن دعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، والتي ترى واشنطن أنها تساعد عمليات موسكو العسكرية ضد أوكرانيا.
وقال ميلر ايضا، ان بلينكن أكد مجددا أن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها وقيمها ومصالح حلفائها وشركائها، كما أن الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط وفي كوريا الشمالية خضعت للنقاش أيضا، مضيفا ان الجانبان أدركا أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة بين الولايات المتحدة والصين حول مجموعة من القضايا الاستراتيجية، ومن بينها المشاورات والاجتماعات رفيعة المستوى في المجالات الرئيسية خلال الأشهر المقبلة.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية إن وانغ دعا الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات المفروضة على الشركات والأفراد الصينيين، وشدد على أن سياسة واشنطن باتت منحصرة في إزالة الهوية الصينية، وبناء سياج عليها، وفك الارتباط مع الصين بحسب إفادة لوزارة الخارجية الصينية. كما دعا وانغ الولايات المتحدة إلى وقف عمليات تفتيش المواطنين الصينيين.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
12 شباط 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الاسبوعي في مقر الاشرفيه، حضوريا والكترونيا، وأصدر المجتمعون البيان التالي:
دخلت المنطقة في الشهر الخامس من الحرب في قطاع غزة التي انطلقت في 7 تشرين الأول الماضي، وتستمرّ بوتيرة متصاعدة.
تزامنا، دخل لبنان أيضاً دائرة العنف في الجنوب حيث نزح، وفقاً للأرقام المنشورة، حوالي 100 ألف مواطن جنوبي باتجاه بيروت ومناطق أخرى، ودُمّر أكثر من 1000 وحدة سكنية تدميرا كاملا، فضلاً عن الأضرار المباشرة التي طالت المزارعين والتي لم تُحدد قيمتها حتى اليوم.
من جهته دخل "حزب الله" في مرحلة إنتقالية بعد أن تراجع عن ادعائه في الهجوم على الجليل وأصبح هدفاً سهلاً لمسيرات اسرائيل، في انتظار موعد المقايضة الإيرانية-الأميركية وتحديد ثمن رأسه على طاولة مفاوضات الكبار في المنطقة وعليها.
الجمهورية اللبنانية بدورها، دخلت مرحلة جديدة، عندما قرّر دولة الرئيس نبيه بري الذي يراكم بحكم الشغور، مناصب رئيس الجمهورية ورئيس المجلس وحتى رئيس الحكومة معاً، الانتقال من موقع السلطة الشرعيّة إلى الإعلان عن دخول "حركة أمل" تحت أوامره الحرب الدائرة في الجنوب.
ودخل اللبنانيون في دائرة القلق على المصير نتيجة غياب الدولة، وهم بغالبيتهم يرفضون الموت من أجل ايران. ونطالب، من أجل انهاء المرحلة الانتقالية، برفع الاحتلال الإيراني عن قرارنا الوطني، والذي تجلى بما قاله وزير خارجية هذا الاحتلال، من "أن أمن لبنان من أمن إيران."
لذلك وعشيّة ذكرى كبير من بلادنا استشهَدَ في بيروت على طريق لبنان، وأطلقت شهادته انتفاضة وطنيّة غير مسبوقة أدّت الى خروج الجيش السوري من لبنان، نطلق نداءنا الثالث لهذا العام ونطالب:
بإنشاء تجمّع لتنفيذ القرار 1701 الذي استند على اتفاق الطائف والدستور والقرارين 1559 و1680، لدفع الدولة اللبنانية إلى التفاوض وليس "حزب الله" وشركائه.
ونعلن استعداد "اللقاء" للتعاون مع كل من يرى أن بقاء الاحتلال الإيراني يعني نهاية لبنان الذي نريد.
حضر اللقاء، كل من السيدات والسادة: أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، أحمد ظاظا، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جورج سلوان، جوزف كرم، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، دانيال زاخر، دورين خطار القاصوف، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الحميد عجم، عبد الرحمن بشيناتي، عطالله وهبة، فارس سعيد، فيروز جوديه، كمال الزوقي، كمال ريشا، ليندا مصري، لينا تنّير، ماجد كرم، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نادرة فوّاز، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك.
2*) الكتائب
13 شباط 2024
حمل المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، "بقايا السلطة مسؤولية التخلي التام عن مسؤوليتها في التفاوض باسم لبنان واللبنانيين دون سواهم وتجييرها الى مشروع وحدة الساحات والناطقين باسمه الذين يتوافدون تباعا متوعدين، مناورين، ومهادنين من على منابر المقرات الرسمية".
ورأى ان "الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان خرجت عن كل الاصول المقبولة، وان جولاته التي ناقش فيها استراتيجية الحرب وشروط السلم واعلانه جهارا ان امن لبنان من امن ايران، تشكل اكبر انتهاك لسيادة لبنان واستقلاله وتحديا صارخا لارادة اللبنانيين الذين يرفضون جرهم الى اي محور وتوريطهم بحروب لا تعنيهم".
ولفت الى أنه "عشية الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تبقى العدالة غير ناجزة والحق منقوصا، فالقاتل طليق وحماته على نهجهم لا يترددون في اطلاق آلة القتل او التخوين في وجه كل صوت حر يرفض وضع اليد على لبنان ومصادرة قراره. والأخطر من كل ذلك ان الفريق المدان دوليا يمسك اليوم بزمام التسويات بفائض القوة ويتحدث باسم اللبنانيين بسطوة السلاح ويفاوض على حدود بلد استباح سيادته خدمة لمشروع خارجي".
وأكد المكتب السياسي ان "العدالة مهما طال امدها لا بد انها الغالبة وان الحرية ولبنان صنوان لا ينفصلان وهذا عهد قطعناه لكل شهدائنا وسنبقى عليه".
3*) نصرالله
13 شباط 2024
القى الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله كلمة في الاحتفال الذي أقامه الحزب في بيروت والمناطق بمناسبة" يوم الجريح المقاو"م تكريما للجرحى والأسرى المقاومين، ووزعت العلاقات الاعامية ف يالحزب نص الكلمة وجاء فيها: "أرحب بالأخوة والأخوات جميعا في أماكن هذا اللقاء، في البقاع، في الجنوب، هنا في الضاحية الجنوبية، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليكم إن شاء الله بالعافية والسعادة والنصر والعزة والكرامة وخير الدنيا والآخرة.
مناسبة لقائنا اليوم هي في الحقيقة مناسبتان، جمعناهما في يوم واحد، المناسبة الأولى هو ما نحييه في كل عام بعنوان يوم الجريح، يوم جرحى المقاومة، هذه الشريحة الغالية من المضحين. سابقا، يعني منذ البدايات، تم اختيار مناسبة تاريخية جميلة لتكون يوما للجريح، هذه المناسبة كانت يوم ذكرى ولادة أبي الفضل العباس ابن علي أمير المؤمنين عليه السلام حامل لواء أخيه وإمامه الحسين عليه السلام في كربلاء، القائد العسكري الكبير والأول والمقاتل في الصفوف الأمامية، والجريح الذي لم توقفه جراحه عن مواصلة الطريق حتى آخر نفس وآخر قطرة دم. أبو الفضل العباس عليه السلام ولد في 4 شعبان عام 26 للهجرة، ولأنه المقاوم المقاتل المجاهد الجريح وختم له بالشهادة التي يتمناها كل مقاوم وكل جريح، اخترنا هذا اليوم يوما للجريح، لتكريم جرحانا وعائلاتهم الشريفة.
المناسبة الثانية لها علاقة بالأسرى، أسرى المقاومة الذين دخلوا إلى السجون، إلى الزنازين، وعانوا من أيام طويلة في السجون سواء في معتقلات الصهاينة في لبنان أو في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعض هؤلاء الأسرى قضوا لسنوات 15 سنة، 20 سنة، 30 سنة، اليوم الحمد لله بالنسبة إلينا في لبنان أسرانا محررون، ولذلك يوم الأسير هو للأسير الفعلي وللأسير المحرر، يعني للأسير الذي ما زال أسيرا والأسرى المحررين. طبعا نحن لدينا عدد من الملفات ما زالت عالقة مع العدو الإسرائيلي على سبيل المثال الأسير يحيى يكاف وأخوة في لبنان وأيضا أخوة في سوريا، نحن نصنفهم تحت عنوان مفقودي الأثر، هذا الملف طبعا نتابعه وهم مشمولون بمناسبتنا اليوم.
في السابق أيضا تم اختيار مناسبة جميلة وكريمة لتكون يوما للأسير هي مناسبة ولادة الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، الذي ولد في 5 شعبان عام 32 للهجرة، وهو الأسير الذي حمل كل تلك الآلام والمعاناة وعايش كل تلك الظروف القاسية والصعبة قبل كربلاء وفي أيام كربلاء وبعد عاشوراء وصولا إلى المدينة وإلى آخر يوم من حياته، وحمل قضية تلك الدماء الزكية الطاهرة وأحياها وأبقاها وجندها ووظفها في خدمة القضية التي استشهد من أجلها أبوه الحسين عليه السلام. ولذلك هذا يوم الأسير، يوم أسيرنا، وأسرانا اليوم الحمد لله كلهم تحرروا ببركة المقاومة وجهاد المقاومة وتضحيات المقاومين.
هذه الأيام أيضا، يعني يوم الجريح ويوم الأسير عندنا يدور هجريا وليس ميلاديا، ولذلك السنة جاء في شهر شباط. هذه الأيام الشعبانية يزينها يوم ولادة سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام في 3 شعبان، وهو الذي ولد على ما هو موجود في الروايات في سنة 4 للهجرة، هناك اختلاف في السنة ولكن المتداول في 3 شعبان سنة 4 هجرية. طبعا الإخوة في إيران وفي حياة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه اتخذوا من يوم ولادة أبي عبدالله الحسين عليه السلام يوما للحرس، يوما لحرس الثورة الإسلامية في ايران، نحن يجب أن نبارك لإخواننا في الحرس يومهم وعيدهم، والذين هم بحق حرس الثورة الإسلامية، الذين هم بحق ومنذ البداية كانوا السند الحقيقي والداعم القوي لكل حركات المقاومة في لبنان، في فلسطين، في المنطقة، وما يعيشه محور المقاومة اليوم من مواقع قوة واقتدار وقدرة عالية على الحضور والتأثير في العديد من الجبهات والساحات فإنما هو ببركة، بعد الله سبحانه وتعالى وفضله وعونه وكرمه، ببركة هذه الثورة الإسلامية التي انتصرت في مثل هذه الأيام قبل 45 عاما بقيادة الإمام الخميني قدس سره الشريف، وأعلنت موقفها واضحا صريحا قويا مدويا من الكيان الصهيوني، من المشروع الصهيوني، من مشروع الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وأعلنت التزامها اتجاه شعوب المنطقة المظلومة والمضطهدة وخصوصا فلسطين ولبنان والدول العربية التي كانت تعاني وما زالت من احتلال لجزء من أراضيها، ومن قلب هذه الثورة الإسلامية كان الحرس هو المؤسسة الجهادية الإيمانية، الجهادية الثورية، التي تحملت المسؤولية الكبرى في دعم ومساندة هذه الشعوب وحركات المقاومة هذه.
في هذه المناسبة أولا أتوجه لإخواني وأخواتي الجرحى والجريحات في يوم عيدهم، في يومهم، لأبارك لهم هذا اليوم، لعائلاتهم الشريفة التي تتحمل معهم كل الأعباء. وأيضا أتوجه إلى الأخوة والأخوات الأسرى والأسيرات المحررين والمحررات أيضا لأبارك لهم في هذا اليوم، ولعائلاتهم الشريفة التي تحملت معهم خصوصا العائلات التي كانت متزوجة وأزواجهم وأزواجهن في الأسر وعشنا معاناة طويلة وصعبة. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم جراحكم وآلامكم ومعاناتكم وجهادكم وتضحياتكم.
اليوم أيضا منذ 129 يوم بالحد الأدنى في لبنان ينضم إلى قافلة الجرحى والجريحات جرحى جدد من الرجال والنساء بفعل جبهة الدعم والمساندة المفتوحة منذ 8 تشرين الأول إلى اليوم، هؤلاء الجرحى أيضا هم مسؤولية جديدة، وأنا أتوجه إلى عائلاتهم، إلى إمهاتهم، إلى زوجاتهم أن أمامكم مسؤولية كما هي حال عائلات الجرحى، أمامكم مسؤوليات كبيرة وعظيمة، واليوم أضيفت إليكم هذه المسؤولية، إن عنايتكم واهتمامكم بهؤلاء الجرحى خصوصا من أصيبوا بالجراح القاسية هي من أعظم ما يتقرب به الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى ومن أعظم ما يدخره الإنسان ليوم القيامة.
أيها الإخوة والأخوات، الجراح والأسر والمعاناة في نهاية المطاف صنعت إنجازات، صنعت نتائج، لها نتائج أخروية ولها نتائج دنيوية. النتيجة الأخروية لهذه الجراح، لمعاناة الأسر والسجون، لهذه الدماء عندما نتحدث في دائرة الشهادة والشهداء، لكل هذا الصبر وهذا التحمل، نتيجته في الآخرة مغفرة وأجر وثواب ودرجات وجنات ورضوان ومقعد صدق عند مليك مقتدر، وما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، هذه نتيجة أخروية، عندما نأتي يوم القيامة "ووجدوا ما عملوا حاضرا"، هذه الجراح، هذه الآلام، هذه المعاناة، هذا الصبر، هذا الاحتساب، هذا التوكل، هذا التسليم، هذا الرضا، ستجدونه أمامكم حاضرا يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون. وفي الدنيا أيضا هذه الإنجازات صنعت، هذه الدماء، هذه الجراح، هذه المعاناة، صنعت لشعبنا، لوطننا، ولأمتنا الكثير من والإنجازات والانتصارات الحقيقية، البينة، الواضحة، الجلية.
"وأخرى تحبونها" ، الإيمان والجهاد له نتيجتان، نتيجة أخروية يغفر لكم ذنوب ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار، ونتيجة دنيوية "وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين".
مسؤوليتنا أن نحافظ على هذه الإنجازات، وكما يقال أن الحفاظ على الإنجاز أو على النصر هو أصعب من صنع الإنجاز ومن صنع النصر. أولا مسؤوليتكم ومسؤوليتنا أن نحافظ على هذا الإنجاز الأخروي، على هذه الذخيرة الأخروية، على هذا الشرف والكرامة الأخروية التي أعددناها ليوم القيامة، ألا نضيعها، الحفاظ عليها بالتقرب إلى الله، بطاعة الله عز وجل، باجتناب معاصيه، باجتناب كل ما يقضي على حسناتنا وجهادنا وتضحياتنا من عجب، من كبرياء، من إقبال على الدنيا الحرام وما شاكل. التعلق بالله والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى يحفظ هذا الإنجاز الأخروي. وفي الدنيا أيضا مسؤوليتنا أن نحافظ على هذا الإنجاز، على هذه الانتصارات، من خلال الحضور الدائم، من خلال الدعم المستمر، من خلال الجهاد المتواصل، من خلال التأييد القوي للمقاومة، لرجال المقاومة، لمسيرة المقاومة، حفظ المقاومة كما كان يقول سيدنا السيد عباس الموسوي هي الوصية الأساس، هي المسؤولية الكبرى اليوم الملقاة على عاتق الجميع. الجرحى والأسرى ومفقودوا الأثر وعوائلهم والشهداء وعوائل الشهداء هم أولى الناس بالحفاظ على هذا الإنجاز لأنهم هم شركاء بالدم، بالصبر، بالمعاناة، بالتضحيات، بالشهادة، بالجراح، ولذلك المقاومة هي جزء من وجودهم، من أرواحهم، من حياتهم، من كرامتهم، من بقائهم، وهذه مسؤولية كبيرة جدا.
اليوم الذي يشغل منطقتنا أيها الأخوة والأخوات، يشغل منطقتنا ويشغل العالم كله، هو ما يجري في فلسطين وخصوصا في قطاع غزة وما تبع ذلك من فتح لجبهات الدعم والمساندة والتأييد.
130 يوما من العدوان والتوحش والمجازر الصهيونية بحق الرجال والنساء والأطفال والصغار والكبار والبشر والحجر في غزة وأيضا في الضفة. و130 يوما من الصمود الأسطوري للمقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة. 130 يوما من البطولات التي تصل إلى حد الإعجاز، ومن الصبر الذي لا مثيل له في العالم ولا في التاريخ للنساء وللأطفال وللكبار وللصغار من أهل غزة الذين يعيشون وما زالوا في هذه الأيام في أقصى الظروف الحياتية والأمنية والمناخية. و130 يوما من العجز الإسرائيلي والفشل الإسرائيلي في تحقيق الأهداف والذي لا يظهر من هذا الكيان سوى صورة الانتقام، الانتقام الوحشي من المدنيين ومن الأبرياء.
و129 يوما - لأنه نحن بدأنا في اليوم الثاني في 8 تشرين الأول - من الدعم والإسناد والتضامن بدأت به جبهة لبنان وصولا إلى اليمن والعراق وسوريا وإيران والعديد من شعوب العالم، هذه الجبهات وهذه الساحات التي ما زالت مستمرة ومتواصلة مع تواصل العدوان وفي مواجهته المقاومة في غزة.
يصادف الآن ذكرى شعبانية ولدينا بعد أيام ذكرى 16 شباط، ذكرى الشهداء القادة، ولدينا خطابين قريبين، وأنا سأكون في خدمتكم إن شاء الله، ولذلك الموضوعات التي سأتحدث بها قسمتها بين اليوم وبين الجمعة إن شاء الله، إذا بقينا على قيد الحياة. الآن، هناك بعض الناس يفسرونها أمنيا وسياسيا إذا بقينا على قيد الحياة، ولكن هذه ثقافتنا، يجب أن يشعر الإنسان دائما أنه في أي لحظة من اللحظات يمكن أن يغادر هذه الحياة.
إذا بقينا على قيد الحياة إن شاء الله يوم الجمعة في ذكرى شهدائنا القادة، الشهيد السيد عباس، الشهيد الشيخ راغب، الشهيد الحاج عماد، نكمل الموضوعات الأخرى، لذلك سوف أقسمها بينهما. سأركز في خطاب اليوم أكثر على شؤونات الجبهة اللبنانية، وإن كانت ذات صلة بالجبهات الأخرى. في خطاب يوم الجمعة سنذهب إلى الدائرة الأوسع، إنطلاقا من غزة والتطورات في فلسطين وفي منطقتنا وختاما في لبنان.
طبعا في البداية، أنا عادة بين الخطابين، الخطاب الأخير إلى اليوم، قضى شهداء من إخواننا في حزب الله، وقضى أيضا شهداء من إخواننا الأعزاء في حركة أمل، في الحزب القومي، في سرايا القدس قبل يومين، وشهداء مدنيون استشهدوا أيضا، شهداء من قوى الأمن الداخلي كذلك استشهدوا، نحن نتوجه إلى عوائل الشهداء، نتوجه إلى كل عوائل الشهداء الأعزاء الذين قضوا في هذه الأيام أيضا نبارك لهم شهادة أعزائهم لحصولهم على هذا الوسام، ونعزيهم بفقد هؤلاء الشهداء الأعزاء، وهكذا الحال شهداء فلسطين، شهداء اليمن، شهداء العراق، شهداء سوريا وإيران وكل جبهات المقاومة، الجرحى أيضا نسأل الله تعالى أن يمن عليهم بالشفاء العاجل والعافية.
النقطة الأولى: ما نقوم به في لبنان على مستوى جبهتنا من129 يوما إلى اليوم ونواصل، وكذلك ما يقوم به الأخوة في الجبهات الأخرى المساندة هو بالدرجة الأولى إستجابة صادقة للمسؤولية الإنسانية والأخلاقية والإيمانية والدينية الملقاة على عاتق كل واحد منا، هو استجابة لهذه المسؤولية.
ما جرى ويجري على الناس في قطاع غزة، مليونان ومئتا ألف في حصار شديد، في ضنك من العيش، في ظروف قاسية، في رعب في الليل والنهار، في غارات تستهدف المنازل، والمساجد، والكنائس، والمستشفيات، والمخيمات، حتى خيم القماش والنايلون. ما يجري عليهم في كل يوم وفي كل ساعة يجب أن يهز ضمير كل إنسان في هذا العالم، يجب أن يزلزل وجدان كل الناس في هذا العالم، ويجب أن يستشعروا المسؤولية ماذا يجب عليهم أن يفعلوا اتجاه هذا العدوان وهذه الكارثة الإنسانية، إنسانيا وأخلاقيا ماذا يجب أن يقولوا وماذا يجب أن يفعلوا وأن يعملوا، لكن الأهم أيها الأخوة والأخوات هي المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، في الدنيا يمكن أحد أن يحاسب ولا يحاسب، يسأل ولا يسأل، في النهاية الأحداث تنتهي والناس تنسى والدنيا فانية، ولكن الأهم والأخطر هو المسؤولية يوم القيامة، عندما نقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، ويسأل لكل واحد منا عن هذه الحادثة المرة والمؤلمة وسنسأل بحسب القواعد الإيمانية والعقائدية.
كل من سمع في العالم، هذا لا يخص الفلسطيني واللبناني كي تعملوا لنا حدودا جغرافية عن المسؤولية، والأردني والمصري والسوري والإيراني والعراقي واليمني، هذا يشمل كل بشري، كل إنسان على الكرة الأرضية علم، سمع، شهد، عرف بما يجري على أهل غزة منذ 130 يوما ترتب عليه مسؤولية شرعية ويوم القيامة سيسأل، والله سبحانه وتعالى سيسأل هذا الإنسان، سيسأل أفرادا، وسيسأل جماعات، وسيسأل الأمم، وسيسأل شعوب، سيسال أفرادا وجماعات عما قمنا به، ماذا فعلتم. طبعا الله سبحانه وتعالى لم يطالب الإنسان بما هو أكبر من قدرته واستطاعته، مثال هناك أحد يقول: يا رب أنا لم يكن باستطاعتي أن أفعل شيئا ولكن تألمت، وحزنت لحزنهم، وعندما فرج الله عنهم فرحت لفرحهم، بهذا القدر كنت قادرا، وأحد يقول وليس مثل بعض الناس التي لا تكمل مواسم الرقص والغناء والترفيه والترف، ولا كأنه جزء من المسؤولية الأخلاقية وحتى الدينية والشرعية، ماذا يعني أن المؤمنين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له بقية الأعضاء بالحمى، بقية الأعضاء في الحد الأدنى تتألم، تحزن، تتأثر، ولا تعيش كأنه لا يوجد هناك شيء، لأن هذا أضعف الإيمان. هناك آخر يقول يا رب أنا كنت قادرا أن أدعو لهم مع الألم تألمت ودعوت لهم في الليل وفي النهار، وهناك واحد يقول أنه يمكنني أن أحكي جملة، أن أنزل كلمة على مواقع التواصل، أنزل في مظاهرة، أعمل إعتصاما، أكتب مقالا، أصرخ، أرفع صوتي، وواحد يقول كنت قادرا أن أقدم لهم مالا وآخر كان يقول كنت قادرا أن أقاتل إلى جانبهم.
كل واحد على قدر استطاعته سيسأل يوم القيامة، ولن ينجو أحد من هذا السؤال يوم القيامة، لا زعماء ولا علماء ولا فقهاء ولا شعراء ولا أدباء ولا أغنياء ولا فقراء، كل من بلغ سن التكليف سيسأل يوم القيامة، ونحن في الحقيقة في جبهتنا اللبنانية كما هو حال الاخوة في الجبهات الأخرى، نحن في الدرجة الأولى هنا منسجمون مع إنسانيتنا، مع قيمنا الأخلاقية، ومع مسؤوليتنا الشرعية والدينية التي سنسأل عنها يوم القيامة، ويجب أن نعد للقيامة جوابا وفي هذا لا تأخذنا لومة لائم، وفي هذا لا تأخذنا لومة لائم، ولا يجوز أن تأخذنا لومة لائم، في كل ما نستطيع أن نفعل لا يجوز للحظة أن نتوقف ونقول سينتقد فلان ويحتج فلان ويزعل فلان، هذا ليس من شأننا، من شأننا في الدرجة الأولى أن نأتي يوم القيامة وأيدينا مليئة وليدنا جوابا نفتخر به ونعتز به، وهذا الجواب اليوم هو شهداؤنا، دماؤنا، جرحانا، بيوتنا التي تدمر في الجنوب، العائلات النازحة، الآلام والمعاناة، مواجهة الأخطار، التحديات، مواجهة كل الإحتمالات، عوائل الشهداء، الإنجازات، البطولات، حضور المقاتلين في الجبهات في أصعب الظروف الذين يحملون دماءهم على الأكف، هذا هو جوابنا يوم القيامة.
النقطة الثانية، أيضا بالتأكيد ما نقوم به في جبهتنا اللبنانية هو مسؤولية وطنية على المستوى الوطني وعلى المستوى اللبناني، أيها الأخوة والأخوات ولكل السامعين، هناك أساس لا يجب أن يغيب عن بالنا ولا لحظة، أصل قيام إسرائيل وجود هذا الكيان في فلسطين المحتلة كان سببا لكل هذه المصائب والآلام والحروب والكوارث منذ ما قبل 1948 حتى اليوم، وليس فقط للشعب الفلسطيني بل كل شعوب المنطقة، وأيضا للشعب اللبناني، أعود وأقول هناك أناس لم يقرأوا التاريخ ولا يعرفون تاريخ لبنان، إلا إذا اعتبروا الجنوب ليس من لبنان، ومع ذلك كل تاريخ لبنان منذ 48 الإعتداءات الإسرائيلية، الوحشية الإسرائيلية، المجازر الإسرائيلية، الأطماع الإسرائيلية، التهديدات الإسرائيلية قائمة.
أصل وجود إسرائيل في المنطقة هو مصيبة لكل شعوب ودول المنطقة، ولكن ما دامت موجودة إلى اليوم الذي ستزول فيه إن شاء الله، إسرائيل القوية خطر على المنطقة، أما إسرائيل الضعيفة، إسرائيل المردوعة، إسرائيل الخائفة هي التي تشكل حالة أقل خطرا وضررا وكارثية على دول وشعوب المنطقة.
عندما نأتي إلى لبنان إسرائيل القوية التي كادت تنظر أنها تستطيع أن تحتل لبنان بفرقة موسيقية هي خطر على لبنان، إسرائيل المردوعة كما حصل بعد 2000 وال 2006 حتى اليوم، إسرائيل المردوعة هي التي يمكن أن يحد من خطرها على لبنان، هذه قاعدة، وعلى دول المنطقة وعلى شعوب المنطقة، إذا نحن كشعب لبناني أيضا وكدولة في لبنان، وكمواطن لبناني مصلحتنا عندما يكون في جوارنا عدو مغتصب محتل معتدي أن لا يكون قويا، وأن لا يكون مقتدرا، بل أن يكون مأزوما، ومهزوما، ومستنزفا، وضعيفا، ومردوعا، هذه يجب أن تكون القاعدة، وإذا أحد يناقش في هذه القاعدة، طبعا، يكون هناك مشكلة بالمفاهيم والأساسيات والبديهيات.
أمام ما يجري في غزة، وأنا ذكرت هذا في الخطاب الأول، المصلحة الوطنية اللبنانية، المصلحة الوطنية السورية، المصلحة الوطنية الأردنية، ، المصلحة الوطنية المصرية قبل المصلحة الوطنية الفلسطينية ومعها وبعدها هو أن تخرج إسرائيل من هذه المعركة مهزومة ومنكسرة.
خروج إسرائيل من هذه المعركة منتصرة هو ليس خطر فقط على غزة وعلى الشعب الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية إنما على كل دول المنطقة وشعوب المنطقة وبالدرجة الأولى على لبنان، ولذلك كان يجب أن تفتح هذه الجبهة لتساعد وتساهم في منع إسرائيل من الإنتصار وفي إلحاق الهزيمة بها، وهذه هي المسؤولية الوطنية التي شرحها الأخوة كثيرا في هذه المناسبات ولكن أحببت التأكيد عليها أيضا.
ثالثا، منذ بداية المعركة في الجبهة اللبنانية يعني من 8 تشرين حتى اليوم كلنا نسمع وما زلنا حتى اليوم نسمع كما هو الحال في البلدان الأخرى، يعني نفس هذا النقاش موجود في اليمن والعراق وفي أماكن أخرى حول هذه المعركة ليس حول جدواها، يعني مرة يجلس الواحد ويناقشك أن الذي تفعلوه في الجبهة اللبنانية كم هو مفيد وكم هو مجد، كم يزعج العدو ويضعف العدو ويلحق هزيمة بالعدو ويشارك في إلحاق الهزيمة بالعدو ويضغط على العدو، ومرة يأتي شخص ويناقش وحقه أن يناقش ولا مشكلة في النقاش، نحن لدينا منطق ودليل واستدلال وأرقام وشواهد إلى ما شاء الله، فيما يلحق بالعدو نتيجة هذه الجبهات انطلاقا من غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق وسوريا وكل الموقف الموجودة. على مستوى الخسائر البشرية والاستنزاف البشري وما يلحق بجيش العدو وموضوع الجرحى والأمراض النفسية والخسائر الاقتصادية والمهجرين والنازحين والمأزق السياسي وا وا وا والخسائر الاستراتيجية التي تحدثت عنها وسنعيد التحدث عن بعضها يوم الجمعة.
لدينا منطق وشواهد ولدينا أدلة، ان شاء الله لا يوجد مشكلة أن يأتي أحد ويقول لك تعال لنجري نقاشا بالجدوى، لكن المشكلة هي أنه عندما يأتي أحد ويقول لك "ما في جدوى" ومطلوب أن تتوقف وما تقوم به خطأ، وما تقوم به غير صحيح، وما تقوم به يلحق ضررا بلبنان، ولا يخدم القضية الفلسطينية ولا يخدم غزة. طبعا، هذه كارثة، هنا الكارثة الأخرى إلى جانب هذه الكارثة، وطبعا يتم التعبير عن هذا الموقف بأشكال مختلفة وأحيانا بتعابير أيضا مهينة ومسيئة للشهداء وللجرحى وللتضحيات وللمضحين وللنازحين ولأهلنا في القرى في الجنوب ولكل المقاومين في لبنان وفي المنطقة. ما أريد أن أقوله في هذا السياق، خصوصا عندما نتحدث عن جرحى وأسرى، أنتم عايشتم الجرحى من ال82 والأسرى منذ ال82، لكن الآن لدينا أجيال جديدة لم يكونوا بـ82 ولا في الثمانينيات والتسعينيات ولم يعايشوا تلك المرحلة.
أنا أود مخاطبة الأجيال الجديدة خصوصا، وأيضا الخطاب للعام وهذا لا يتعلق فقط بلبنان. انظروا هذا الاختلاف والانقسام في الموقف، هو قديم، من ال82 هناك فئة أصلا لديها موقف مسبق، يعني أيا يكن الانجاز وأيا يكن الانتصار واضحا بينا، حاسما، مشرقا، مضيئا، منيرا، يقول لك لا، لا، لا، ما في، هذا وهم، هذا وهمي، هذا غير صحيح، "خلص" هناك موقف مسبق مثلما كان يحدث مع الأنبياء عليهم السلام يقومون بمعجزات وينزلون كتبا سماوية، ويحدثوا كرامات وآيات الهية، "خلص" "ما في الله وأنت مش نبي" خلص".
لذلك هناك فئة من الناس لديها موقف مسبق وعداء مطلق وينطبق عليهم عنوان "صم، بكم، عمي" تتتكلم لا يسمع، وتظهر له لا يرى، وغير حاضر أن يعترف، وليس حاضرا للاقرار، هو بقلبه من الداخل في الجلسات الداخلية يمكن أن يعترف، لكن على الملأ وأمام عامة الناس لا يستطيع أن يعترف نتيجة الموقف المسبق الذي اتخذه. هناك شواهد كثيرة، لا نريد صرف كل الوقت على هذه النقطة.
سنة 85 هزمت المقاومة الجيش الذي لا يقهر، وأخرجته من بيروت والضواحي وجبل لبنان وصيدا وصور والنبطية والبقاع الغربي وراشايا، ويبقى يناقشك بجدوى المقاومة.
سنة 2000 أخرجته من الشريط الحدودي وبقي يناقشك بجدوى المقاومة، ويأتي ويقول لك إسرائيل نفذت القرار 425 سنة 2000، يقول لك من قال انكم انتصرتم من ال2000 وإلى 2006 ومن ال2006 وحتى بدء الأحداث، أمن وأمان وحدود آمنة وعدم جرأة إسرائيلية على الاعتداء على لبنان.
تقدم هذا الانجاز، الحماية الأمنية القائمة على موازين الردع، يقول لك: لا، لا، هي إسرائيل ليس لديها مشكلة مع لبنان. هذه الفئة الحوار والنقاش معها غير مجد.وتعبر عن آراءها بطريقة أحيانا مؤذية.
ما أود قوله هنا للناس، خصوصا لجيل الشباب الأكثر تأثرا، الذين ينفعلون ويغضبون ويخرجون على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعبروا بأشكال أحيانا قاسية جدا على أصحاب هذه المواقف، أقول لهم: أولا يا شباب هذه فئة ميؤس منها، لا إذا ناقشتها أو إذا اعترضت عليها ولا إذا هجمت عليها أو إذا انتقدتها، هذا لا يقدم ولا يؤخر، هذا موقف إلى يوم القيامة.
إذا النصر ينزل من السماء ويرونه، سيقول لك هذا ليس نصرا وهذا ليس انجازا وهذه المقاومة ليس لها جدوى، وما يحمينا هو القرار الدولي، القرار الدولي يحمينا، القرار 1701 هو الذي يحمي لبنان. من ال2006 ولليوم آلاف الخروقات بحسب احصاءات الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية ولم يحمى.
من حمى لبنان هي هذه المعادلة التي صنعتها المقاومة والجيش والشعب. على كلا، هذه فئة ميؤوس منها، لا تعذبوا قلبكم، ولا تتعبوا قلبكم، ولا تحزنوا ولا تزعلوا ولا تغضبوا، "مرروا طنشوا".
أنا أود أن أوصي بهذا الموضوع بنقطتين:
النقطة الأولى، الأمر الأول، نعم هناك شريحة كبيرة جدا في مجتمعنا اللبناني وفي كل المجتمعات قد تتأثر بهذا المنطق، نحن يجب أن نتطلع إلى هؤلاء إلى هذه الشريحة التي ليست صم بكم عمي "وغير مقفلين" وللذين لم يتخذوا موقفا مسبقا وحاسما موقعه، لا، لديه إمكانية أن يقبل الاستدلال والمنطق والحجة والبرهان، وقد يتأثر بذاك الموقف وبتلك الكلمات وتلك المعلومات الخاطئة وتلك التضليلات والتزويرات والتحريفات، يجب أن نركز خطابنا إلى هذه الشرائح خصوصا أجيال الشباب الذي قد يقبل منك ويمكن أن يقبل من غيرك.
اليأس، اليأس من هذه الفئة ومن هؤلاء الخواص، أما عامة الناس حتى التي تتأثر بهؤلاء الخواص يجب ان لا نيأس منها، ويجب أن نبقى نخاطبها ونشرح لها، ونحاول أن نقنعها وأن ندعوها إلى الموقف الحق الذي هو مصلحة لبنان ومصلحة المنطقة.
والنقطة الثانية في هذا السياق، يجب أن نحرص أن لا يؤدي هذا السجال إلى نزاعات طائفية، أن لا نحوله إلى نزاع طائفي. هذه من مصلحة إسرائيل، من مصلحة المشروع الآخر، ليس من مصلحة البلد والوطن ولا المقاومة ولا الكرامة الوطنية ولا مشروع الانتصار، كيف يصبح الموضوع مسلم مسيحي، أو اتباع مذاهب هنا وأتباع مذاهب هناك، هذا خطا لأنه من عبر عن هذا الموقف هنا مسلم، ومن عبر عن الموقف هناك مسيحي.
هناك مواقف سياسية يجب أن لا نأخذها ونحولها لموقف ديني أو موقف يحمل مسؤوليته لطائفة بكاملها. هذا الانقسام في لبنان منذ العام 82 موجود بالنسبة للموقف من إسرائيل، من ال48، من قيام هذا الكيان، هناك مسلمون ومسيحيون ضد إسرائيل وقاوموا اسرائيل وقاتلوا إسرائيل وقدموا شهداء في مقاومة إسرائيل. شهداء مسلمون وشهداء مسيحيون، وجرحى مسلمون وجرحى مسيحيون، في معتقل الخيام كان هناك مسلمون ومسيحيون.
وأيضا بالتحالف مع إسرائيل والتعامل مع إسرائيل والخيانة لإسرائيل والعمالة لإسرائيل كان دائما هناك مسلمون ومسيحيون، بشبكات العملاء الأمر ذاته، وفي جيش انطوان لحد الشيء نفسه. في جيش انطوان لحد لا يعتب أحد على أحد، كان فيه مسلمون ومسيحيون، مسيحيون من كل الطوائف ومسلمون شيعة وسنة ودروز، وأيضا هناك أناس يقفون على الحياد من المسلمين ومن المسيحيين. في استطلاعات الرأي عندما تسأله يقول لك ليس لدي رأي وليس لي علاقة، هؤلاء فيهم مسلمون وفيهم مسيحيون.
إذا لا يجوز نتيجة ان هنا يوجد رجل دين معين، رجل سياسة معين، اعلامي معين، حزب معين، جهة معينة، جمعية معينة، لها لون طائفي معين، أن نحول المشكل إلى مشكل طائفي، هذا فيه خسارة، فيه خسارة اخلاقية واجتماعية ووطنية، بل يجب ان يبقى الموقف في دائرة أصحاب الموقف أنفسهم. نحن ندعو دائما إلى موقف وطني واحتضان وطني، ونقدر كل المواقف الوطنية، وهناك مواقف في مختلف الطوائف لقيادات وشخصيات ومرجعيات وشباب وصبايا وطلاب وطالبات ونخب نراهم ونسمعهم ونقرأهم أيضا وشخصيات حقيقية في مواقع التواصل.
ولأكون صريحا هناك بعض المسيحيين الذين يتخذون موقف معادي من المقاومة عندما يرون أسماء مسيحية في مواقع التواصل تؤيد المقاومة يقول لك هذه أسماء وهمية، جيد. ومن يتحدثون على الشاشات هذه أسماء وهمية؟ من يتحدثون عبر التلفزيونات؟
ومن يتحدثون بلحمهم وشحمهم ودمهم ولسانهم ومن يكتبون بأسمائهم الصريحة، لا أسماء وهمية لا في الوسط المسلم ولا في الوسط المسيحي. في كل الطوائف هذه حقيقة. يجب أن يكون هذا الأمر نقطة قوة، لا يجوز أن نفقدها نتيجة أحيانا عصبيات أو انفعالات أو الغضب او التسرع في الموقف.
رابعا، الذي يتحمل العبء الأول اليوم في المواجهة في الجبهة اللبنانية هم أهلنا في القرى الأمامية في القرى الحدودية خصوصا وأهل الجنوب عموما، ويتضامن معهم لبنان، الإخوة من البقاع يأتون ليقاتلوا في الجنوب، ويستشهدون في الجنوب، وهكذا في الضاحية، وهكذا من المناطق الأخرى.
لكن الذي يحمل العبء بالدرجة الأولى الآن على مدار 129 يوما وإلى انتهاء هذه المعركة، هم أهل القرى الحدودية وأهل الجنوب، لأن المواجهة هناك، والقتال هناك، والعمليات هناك، والنازحون من ديارهم وبيوتهم من هناك، والذين تدمر بيوتهم وأرزاقهم ومحلاتهم هم أهل هذه المنطقة، والذين تقصف محيط بلداتهم وأحيانا بلداتهم ويمتد القصف أحيانا إلى العمق هو الجنوب، والذين يقدمون أولادهم شهداء أيضا إذا تلاحظون هناك ظاهرة في هذه المعركة أن عددا كبيرا من الشهداء هم من أهل القرى الأمامية، هم من أبناء عيتا، وهم من ابناء بليدا ومن أبناء ميس ويارون ومارون ويارين والخيام ونعد كل القرى
أهل القرى الأمامية هم الذين يقاتلون، وهم الذين يقدمون أولادهم شهداء. هذا الموقف الذي استمر أربعة أشهر ومستمر هو في الحقيقة يعبر عن ارادة أهل القرى الحدودية، الارادة الحقيقية، عن ارادة الاغلبية الساحقة، نحن لا ندعي اجماعا على موقف في لبنان. صعب أن تجد اجماعا على موقف. طبيعي ان يكون هناك أناس لديهم رأي آخر، لكن في الجنوب وفي القرى الحدودية هناك غالبية ساحقة وعابرة للطوائف حتى لا يقول أحد شيعة فقط، شيعة وسنة ودروز ومسيحيين ووطنيين، هناك غالبية ساحقة في القرى الحدودية وفي الجنوب هذه ارادتها، هذا خيارها، هذا قرارها، ولذلك هي ليس فقط تحتضن هذا المقاومة وهذا الخيار، بل هي التي تمارس فعل المقاومة وفعل الخيار، هي التي تمارس ذلك في الميدان دما وجراحا وخوفا وأملا ورعبا وانجازا وبطولة واقداما على كل النواحي، وهؤلاء يجب أن يحترم رأيهم أيضا، ويجب أن تحترم ارادتهم أيضا، وهذا الموقف هو ليس موقفا عاطفيا او موقف حماسي، نتحدث عن معركة، عن قتال، هذا يعبر عن وعي وبصيرة اهل الجنوب وأهل القرى الأمامية لأنهم هم الجزء الأكبر في لبنان الذي عانى من وجود اسرائيل وهذا الكيان الغاصب منذ 1948.
الاعتداءات أين؟ أغلبها في القرى الأمامية، في الجنوب القتل، الخطف، المجازر، القصف، التهجير، النزوح، وأهل القرى الأمامية وأهل الجنوب بناء على التجربة من 1948 إلى اليوم شهدوا بأم العين ان الذي يستعيد أرضهم هي المقاومة، أن الذي يحمي كرامتهم ودماءهم وأبناءهم وأرزاقهم هي المقاومة، أن الذي اعادهم إلى بيوتهم هي المقاومة، وأن الذي يعيدهم إلى بيوتهم هي المقاومة، وأن الذي يضع حدا لاطماع وتهديدات اسرائيل هي المقاومة.
ولذلك كانوا هم المقاومة، لذلك هم يحتضنون هذه المقاومة، ويعبرون عن تأييدهم لها، يرسلون أولادهم للقتال حتى الاب والأم الذين لم يرزقوا إلا بولد وحيد، بولد وحيد، قبل أيام أحد الاخوة أخبرني بقصة، قال في عائلة شهيد لديه ولد صغير، لا يزال ببداية وعيه، عندما يسألوه، أنه أنت ابن الشهيد ماذا تريد؟ ماذا تتمنى؟ قال أنا قلت لأمي أول شيء وأنا وحيد لها أنه عندما أكبر عليك أن تعطيني رسالة ليسمحوا لي أن ألتحق بالمقاومة، هؤلاء هم عوائل الشهداء، تريدون ان تعرفون إرادة أهل القرى الحدودية وأهل الجنوب وكل من يدعمهم في لبنان؟ اسمعوا عوائل الشهداء، أمهات الشهداء، زوجات الشهداء أباء وأولاد وبنات الشهداء، هذا التعبير الصادق والمخلص والوفي والمعطاء، الموقف من موقع التضحية، هؤلاء يعبرون عن موقفهم من خلال قتالهم من خلال احتضانهم للمقاومين، هذه بيوتنا خذوها وهم يعلمون أن تردد المقاومين إلى هذه البيوت، البيوت ستدمر، لكن إن شاء الله سيعاد بناؤها إن شاء الله وأحسن مما كانت، يقدمون فلذات اكبادهم وليس فقط بيوتهم ومفاتيح بيوتهم، ويصبرون على المعاناة والهجرة والقلق والخوف وهذا طبيعي، عندما تحصل غارات جوية، الناس، المدنيون، والنساء والأطفال كل هذا يتحملوه، الجراح يتحملوه، كل شيء يتحلمون، ويعبرون عن ذلك، تشييع الشهداء، هذه ظاهرة الإصرار من أهل القرى الحدودية أن يدفنوا شهداءهم في القرى الحدودية، وأن يشيعوا شهداءهم بهذا الحضور الكبير الذي لم يتوقف حتى الان في القرى الحدودية وتحت عيون المواقع الإسرائيلية المحتلة، هو تعبير عن هذه الإرادة وعن هذا الخيار، هذا الذي يجب أن يحترم، في المناسبات السياسية وفي المناسبات الجماهرية، في الانتخابات النيابية، هم يعبرون، بأغلبيتهم الساحقة عن هذا الخيار، وفي الحقيقة اليوم قوة المقاومة في الجنوب، قوة المقاومة من خلال حضور كل فصائلها في حزب الله وفي حركة امل وفي الحزب القومي وفي بقية الأحزاب المشاركة، هو ليس فقط في قوتها التنظيمية أو قوتها العسكرية والتسليحية، وإنما في هذا الاحتضان الشعبي الصادق الكبير الوفي لها.
هنا نقطة القوة الأولى، وبعدها تأتي نقاط القوة الأخرى، ونحن نستند على هذه الجبال الراسية من الإرادات الصلبة، من العزائم القوية للرجال والنساء والصغار والكبار وهذا ليس جديدا على أهلنا في الجنوب ولا في البقاع ولا في لبنان، هذا شهدناه طوال أيام المقاومة في مواجهة الاحتلال وبشكل أوضح في حرب تموز 2006، وفي الحقيقة هذه المقاومة بهذه التضحيات وهؤلاء الأهل بهذا الصمود هم أيضا الذين يدافعون عن كل لبنان، وإلا إسرائيل كانت تستبيح كل لبنان، هل تذكرون قبل الـ1982، الفصائل الفلسطينية أو المقاومة الوطنية اللبنانية كانوا ينفذون عملية ويضربون صاروخ كاتيوشا أو قذيفة مدفعية او يطلقون النار على موقع، أين يقصف الطيران الإسرائيلي؟ يقصف في العاصمة، في بيروت ويدمر المباني، اليوم جبهة مفتوحة، من 129 يوما، يوميا عمليات على المواقع وعلى تجمعات العدو وعلى آلياته وبصواريخ ثقيلة ونوعية وإلحاق خسائر فادحة وكل ما لحق بالعدو من خسائر لكن هو يقاتل ضمن حدود وضوابط وما زال يقاتل ضمن حدود وضوابط معينة، نعم يهدد بالتوسعة وهذه نقطة سأذكرها بعد قليل، هذه التجربة ثبتت واحدة من اهم إنجازات المعركة في الجبهة اللبنانية أنها ثبتت موازين الردع، وأثبت أن لبنان لديه قوة رادعة حقيقية، والا كيف يستطيع هذا اللبنان الصغير الذي كان مستضعفا ويحتل وتقصف عاصمته، هذه أربعة أشهر والإسرائيلي لا يزال يحسب ألف حساب، أنا لا أقول أنه لن يفعل شيئا بالمطلق، لا يمكنني أن أتحدث عن القطعيات، لكن بالدليل إلى الان هذه أربعة أشهر ما زال يحسب ألف حساب عندما يريد أن يوسع ويمتد كما ونوعا، لأنه يوجد حسابات مع لبنان، هذه من إنجازات هذه الجبهة، على كل، وهذا أيضا هو الذي يعطي قيمة للبنان.
اليوم إذا يوجد في أميركا من يسأل عن لبنان ويرسل لكم وفودا، وفي فرنسا كذلك وفي ألمانيا وبريطانيا وفي الاتحاد الأوروبي وفي العالم العربي ولا أدري أين، فبسبب هذه الجبهة وبسبب هذه المقاومة وبسبب هؤلاء الأهل، وهذه النقطة الخامسة، خامسا، كل الوفود التي أتت إلى لبنان وتأتي إلى لبنان، أتت خلال الأربعة أشهر الماضية والتي سوف تأتي، دعونا نتكلم بصراحة وصدق وشفافية، هذه لها هدف واحد، هو أمن إسرائيل، حماية إسرائيل، وقف إطلاق النار على المواقع الإسرائيلية، لنرى كيف سيعود الـ100 ألف مستوطن الذين هم محتلون وهذا الرقم باعتراف نتنياهو وباعتراف بعض المسؤولين الإسرائيليين 230 ألف، وهذا له نقاشه، حسنا 100 ألف، كيف سيعيدون الـ100 ألف إلى المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة فقط، فقط، كل هذه الوفود التي أتت إلى لبنان وأتت بمقترحات وأفكار وطروحات وآليات، هدفها الوحيد كله ولا هدف ثاني، هدفها الوحيد، وهناك أصلا يوجد من يأتي لك بمقترح ليس كوساطة، ليس أنه ناقش الإسرائيلي وأخذ ورقة منه وجاء ليناقش اللبناني ويأخذ الورقة اللبنانية ويقدم في الاخير ورقة كوسيط، كلا، هو يأخذ الورقة الإسرائيلية يتبناها بالمطلق وحرفيا، ويأتي إلى لبنان ويقدمها لك على أنها ورقته، تقرأ الورقة انت ولا تجد شيئا إلا أمن إسرائيل، ومن الان أمن إسرائيل، تسألهم، بمعزل عن تفصيل الطرح الذي يقدموه، يعني الان إذا أوقفنا الجبهة الجنوبية في لبنان ماذا عن غزة؟ العدوان على غزة، تجويع غزة، قتل أهل غزة، المجازر الليلية في غزة، تسمع كلاما عاطفيا، وكلاما مثل إننا سنرى ونعمل ونشتغل، أنا أقولها شعبيا لا يوجد في كل الورقة أي ذكر لغزة، لا يوجد 30 ألف شهيد و60 ألف جريح ومليونين و300 ألف مهدد بالقتل والجوع على مدار الساعة، لا يوجد، وأنت تقول له أوقف الحرب على غزة لنجلس ونتكلم، الجواب: نرى موضوع غزة لاحقا، الآن علينا أن نوقف الجبهة في جنوب لبنان، حسنا، تسأل عن غير موضوع غزة، أرضنا المحتلة ماذا؟ هذه الـ 13 نقطة والغجر ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا؟ الجواب يكون: إن شاء الله إن شاء الله، هذه تأتي بالمرحلة الأخيرة نجري مفاوضات.
يعني المطلوب ان تعطي الامن للإسرائيلي وتوقف الجبهة معه وان يطمئن الإسرائيلي ويعود المستوطنون وكل شيء تمام وأن تنفذ انت الإجراءات التي يريدونها منك والتي قرأوها في وسائل الإعلام وبعد ذلك سنرى ماذا سنفعل بأراضيكم المحتلة، حسنا، الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات الإسرائيلية ماذا عنها؟ من الـ 2006 إلى اليوم الاف الخروقات والاعتداءات، هذه أيضا نبحث لها عن حل، يعني كله على الوعد يا كمون، يعني يجب عليك أن تدفع سلفا وبعد ذلك نرى، هذه بالتبسيط المبادرات المطروحة على المستوى اللبناني، طبعا أنا الان لا أريد أن أدخل في النقاشات حول هذه الطروحات، نحن لدينا رأي لا أريد أن أناقشه بالإعلام، نحن عادة بشكل طبيعي موجودون بمجلس النواب وموجودون بالحكومة وعلى تواصل مع دولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس نجيب ميقاتي وباعتبارهم الرؤساء، ووزارة الخارجية والجهات التي عادة تزار ويحصل فيها لقاءات معها، وبالخصوص هذا الموقف نحن معنيون حزب الله وحركة أمل كثنائي مقاوم بالدرجة الأولى معنيين أن نتشاور وننسق ويكون موقفنا موحدا وهو كذلك إن شاء الله، ولذلك هم يأخذون أجوبتهم من مسؤولين في الدولة ولست معنيا أنا أن أعطي أجوبة، ولكنني أحببت أن أضيء على الموقف، وثانيا لأقول ما يلي: أولا، هذه الوفود عندما تأتي ومستعينة بتصريحات إسرائيلية تحاول أن توظف وتهول يعني يوجد تهويل كبير جدا جدا، يوجد واحد من هؤلاء الوفود، لا أريد أن أقول صفته العربية أو الأجنبية، قال: "إذا جبهة جنوب لبنان لا تقف بعد يومين، إسرائيل ستبدأ الحرب". هذا الكلام من شهر، أنا متأكد ان هذا الكلام من عنده، حتى الإسرائيلي لم يقل له اذهب وقل هذا الكلام.
تهويل، إسرائيل تريد أن تشن حربا عليكم وتفتح حربا عليكم وتدمر البلد وتفعل وتفعل.
يا حبيبي لو إسرائيل تستطيع أن تشن هذه الحرب لفعلتها من ثاني يوم أو ثالث يوم أو من رابع يوم، انا لا أقول لن تفعل ذلك، أنا لا أتحدث جزميات وقطعيات، أنا أقول وقائع، كل هذه الوفود أتت وأقامت حفلة تهويل لها أول وليس لها آخر، طبعا لم تجد نفعا.
ثانيا، أيضا المكاسب السياسية التي يلوح بها من هنا وهناك لا يمكن أن تؤثر على موقفنا ولن تؤدي إلى وقف هذه الجبهة، الان في موضوع الرئاسة وموضوع المكاسب السياسية الداخلية وفي موضوع التوظيف السياسي الداخلي، هذا الموضوع سأتكلم عنه إن شاء الله الجمعة، لكي أبقي بعض الوقت للنقطة الأخيرة، لان موضوع الرئاسة موضوع مهم ويجب أن نتكلم به قليلا، والموضوع الذي يستثار كثيرا ويحكى عنه وهو موضوع التوظيف السياسي للجبهة الجنوبية أو الانتصار، وهنا أقول حتى الذي يقول لك أنه لا جدوى من المعركة في الجنوب وهو يشد ظهره بأميركا وإسرائيل هو يسلم بأنهم هم المهزومون ولذلك من الان يقول لك ويناقشك أنه هل ستوظف انتصار المحور في الساحة الداخلية أو لا؟ أنظروا كيف يناقض نفسه في نفس المقابلة والحديث، هذا نعود له، إذا هذا موضوع لا يقدم ولا يؤخر، الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومساندة ودعم وتضامن ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالعدو الإسرائيلي، وإذعاف هذا العدو، إضعاف جيشه ومستوطنيه وسياسته واقتصاده وأمنه حتى يصل إلى النقطة التي يقتنع فيها أن عليه أن يوقف عدوانه على غزة ونقطة على اول السطر، نحن ليس لدينا أي كلام أخر، فلتهولوا ولتهددوا ولتوسعوا ولتفعلوا ما تريدونه، حتى شن الحرب لن يوقف هذه الجبهة، هذه الجبهة سيقف إطلاق النار فيها فقط عندما يتوقف العدوان على غزة ضمن اتفاق واضح مع المقاومة في فلسطين ومع المقاومة الفلسطينية في غزة.
أيضا نحب أن نقول للوفود وللناس في لبنان، ممن يأتوننا بأوراق وشروط، العدو ليس في موقع من يفرض الشروط على لبنان، ليس هو القوي ولبنان الضعيف، كلا، هو الضعيف والمهزوم وهو العالق بالمشكل، هو الذي منذ أربعة أشهر فاشل وعاجز ولا يستطيع تحقيق الأهداف المعلنة، هو الذي منذ أربعة أشهر، هذا الجيش الذي لا يقهر! 6 إلى 7 فرق قاتلت في غزة ولم تستطع أن تحسم المعركة في غزة، هذا الإسرائيلي الذي يذهب لأول مرة قضائيا واقتصاديا وتصنيفيا وداخليا يعاني ما يعاني، هو من في مأزق، ليس لبنان من في مأزق، وهو المأزوم وليس في موقع من يأتي ويفرض الشروط، في الحقيقة الموقف الرسمي اللبناني يقول: تطبيق القرار 1701. انا ادعو الموقف الرسمي اللبناني ان يضع شروطا اضافية على 1701 وليس فقط تطبيقه. الان نتكلم بين بعضنا، نتفاوض ولكن احببت ان اقول هذا الكلام كي لا يتصرف أحد على ان لبنان ضعيف ولبنان خائف ومأزوم ويأتي ليفرض عليك الشروط ويأتي بمقياس المسافات 7 كلم و10 كلم وقبل النهر وبعد النهر.
طرفة نقلت لا ادري ان كانت صحيحة ام لا، نقلت عن صاحبها وان كان هو صاحب طرفة من دون ان اذكر اسمه لانني لست متأكدا اذا قالها ام لا: "انه بالمفاوضات عم ينقلوا انه بدنا نرد حزب الله على شمال النهر، قال لهم والله منجيب النهر عالحدود اهون من رد حزب الله عشمال النهر". هذه الحقيقة اين يعيشون؟ بأي عقل يعيشون؟ بأي حلم يعيشون؟ لا، لبنان هو في موقع قوي وفي موقع المبادر ويستطيع ان يكون ايضا في موقع من يفرض الشروط.
النقطة الاخيرة والتي هي مسألة التهويل والحرب وتوسعة الحرب، دعوني ان اتكلم فيها كلمتين ، اذا الوقت لم يساعد اكملها ان شاء الله الجمعة إن بقينا على قيد الحياة. أول ما فتحت الجبهة هناك أجواء في لبنان يقوم بها احدهم، ان هذا سيؤدي الى ان يشن العدو حربا على لبنان وانتبهوا ماذا تعملون؟ ستدمرون البلد، ستحرقون البلد، ستخربون البلد. كما تحدثت منذ قليل، مضى اول اسبوع، ثاني اسبوع، اول شهر وثاني شهر وثالث شهر ورابع شهر ولا زلنا ضمن انضباطية معينة ولاحقا نلاقي لها مصطلحاتها، جوهرها موازين الردع ويوجد حسابات دقيقة عند طرفي القتال والى حد الان لازال الموضوع هكذا.
لكن توجد أجواء كبيرة من التهويل يشارك فيها احيانا سياسيون اعلاميون وهذا موضوع يجب ان ننتبه له، احيانا انت لديك وجهة نظر واحيانا يصبح الموضوع بالحقيقة يرقى الى مستوى الانحطاط الاخلاقي، واسمحوا لي بهذه العبارة، الى مستوى السفالة، تشعر ان هناك شخص فاسد. متلا قبل مدة منذ شهر ونصف تقريبا هناك بعض مواقع التواصل اشتغلت ليلا ونهارا وحددوا موعدا لبدء الحرب على لبنان، وبعضهم ينتمون الى حزب سياسي معروف في لبنان ومعين ويوجد شخصيات فاعلة على مواقع التواصل الاجتماعي ومعروفون ولا يشرفني أن اقول اسماءهم على لساني وبعد قليل كتبوا يا اهل الجنوب يا أهل لبنان في الساعة الفلانية اتخذ قرار وستبدأ الحرب على لبنان؟ هذا من يخدم؟ هذا اصلا انسان! هذا عنده احساس واخلاق وقيم ومشاعر؟ والله هذا شيء آخر بالكامل. عندما يتكلم الله سبحانه وتعالى عن أسفل السافلين هذا اسفل السافلين، الانحطاط. ايضا مشهد آخر لمشاهد السفالة والانحطاط ومن الممكن فعلها بعضهم عن غباء، لكن احيانا تفعل عن قصد عندما
يحمل الناس الهاتف ويتصلون بأهل الضيعة الفلانية بالجنوب او اهل الضيعة الفلانية على البيت الفلاني والبيت الفلاني ويقول له انا اتكلم معك انا جيش الدفاع الاسرائيلي وعليك ان تخلي البيت والبيوت المحيطة ونريد ان نقصف البيت وينتشر الخبر في القرية ويحدث حالة هلع، من يخدم هذا؟ هذه سفالة. او مثلا عندما عندما يقوم احدهم بتصريح، والله قائد المنطقة الشمالية اجتمع مع المستوطنين (هو اجتمع مع رؤساء المستوطنات بالمنطقة الشمالية وبهدلوه واهانوه واسمعوه كلاما قاسيا جدا وانا قرأت الكلمات التي قالوها له وانه اصبح هناك حزام أمني داخل فلسطين وانتم تقولون خط أحمر ولم نعد نعرف الالوان تبعكم ومن هذا الكلام) طلع طبعا "الزلمة قد وشد يعني طلع بالعالي" ولكن هناك جمل لم يقلها كما كتبوا على مواقع التواصل ان المنطقة الفلانية اصبحت جزءا من دائرة الاشتباك وانتشر الخبر وصارت الناس تهاتف بعضها. هذا يجب ان ننتبه له هذا اليوم جزء من المعركة ومن أجل ذلك اتكلم فيه، هذا جزء من الحرب النفسية.
عندما يتصل بنا احدهم يجب ان نتأكد حتى لو كان اسرائيلي من الممكن ان تكون حرب نفسية، هل ببساطة الاسرائيلي بيقدر يضرب بيت فيه نساء واطفال؟ الى حد الان لازالت الضوابط والقواعد تعمل ودائما عندما يخرقون القواعد نحن نخرقها. عندما يتصل بك: اجمد أصبر تحمل تأكد واتصل بالمسؤولين المعنيين. احيانا يتصلون بإسم مخفر الدرك، باسم البلدية، بإسم شركة الكهرباء، على مواقع التواصل ليس كل ما تقرؤونه صحيحا، الكثير منه حرب نفسية، الهدف منها اتعاب الناس، ارعاب الناس، ارهاب الناس، تخويف الناس، والمس بارادة الناس وقرار الناس في مواصلة المساندة والدعم، هذا كله يجب ان ننتبه له. ويقول لك إن حزب الله بيده الدولة لو في دولة بلبنان هؤلاء يجب ان يحاكموا بتهمة الخيانة وبتهمة مساعدة العدو هل هناك مساعدة للعدو اكتر، هذه النقطة احببت ان أؤكد عليها.
في نقطة ثانية ايضا لها علاقة بمواقع التواصل، الاخوان نزلوا بيانات ولكن من الممكن انا اذا تكلمت اساعد اكتر. يا اخواني يا ناس يا طيبين يا حبايب يا اخوات يا جماعة التواصل يا جماعة التلفونات انك تقدم معلومات بالمجان للاسرائيلي يعني مثلا عندما انقصفت السيارة بالنبطية تبدأ مواقع التواصل من في السيارة؟ "فلان لأ فلان لأ فلان لأ فلان لأ فلان"، ماذا نعمل؟ ماذا نقدم لاسرائيل؟. تريد ان تقول للاخ الذي كان الحمد لله عالسلامة اتصل به وقل له الحمد لله على السلامة ليس على مواقع التواصل ولا من استشهد وما هي مسؤوليته وموقعه وحجم اصابته؟ الاسرائيلي يبحث عنهم.. نحن لم نعلق ولا ننزل بيانات لماذا؟ لا نستطيع ان ننزل بيانات! لكن لا يجوز، لا يجوز من الناحية الشرعية والاخلاقية والوطنية والقانونية تقديم معلومات للعدو هو يبحث عنها. ايضا سأكمل بهذا السياق طالما تكلمت عن المثلين، المثل الثالث من اول الحرب طبعا نحن تكلمنا مع اخواننا بالجنوب واصدرنا تعاميما وقمنا بإجراءات، ولكن ايضا اجد لزاما على نفسي ان اتكلم الآن وليس من أجل هذه المعركة على طول الخط وهذا ان شاء الله المعنيون يشرحونه اكثر. اخواني واخواتي يا شعبنا في لبنان وبالتالي غير لبنان هذا ينطبق على سوريا، العراق، اليمن، ايران وعلى كل الدول هذا الهاتف الذي بايدينا الذي بيدكم انا لا يوجد في يدي هاتف.
اليوم هذا الهاتف الذي بايديكم يا اخوان ويا اخوات هذا جهاز تنصت، كثر يقولون لك عندما الاسرائيلي يضرب هدف العملاء والعملاء ومحيط العملاء وابحثوا عن العملاء، ليس بحاجة الى عملاء اصلا ، والله ليس بحاجة الى عملاء وأنا أحلف لكم يمين استغنى منذ زمن، هناك بعض الاماكن يحتاج فيها الى عملاء ولكن لهذه الأعمال لم يعد يحتاج الى عملاء، ها هو جهاز التنصت بجيبتك وبجيبة ابنك وابنتك وزوجتك وبالبيت وبالشغل وبالسيارة وبالطريق، وهذا الهاتف يسمعك ماذا تتكلم، ويسحب لك كل شيء تضعه في داخله: كلام ورسائل وصور، ويحدد لك مكانك بالتحديد، وبأي غرفة، واذا راكب بالسيارة وتجلس في الأمام او في الخلف وعلى اليمين او على الشمال، هل يحتاج اكثر من هذا الاسرائيلي؟ وانا اقدم له ما يريد. نحنا طلبنا من اخواننا والان اطلب مرة أخرى في القرى الحدودية وفي القرى الأمامية، وإذا استطعنا في كل الجنوب في هذه المرحلة، خصوصا المقاتلين المقاومين هم وعائلاتهم يستغنوا عن الهاتف، عطلوا يا أخي، ادفنه، ضعه في صندوق حديد واقفل عليه أسبوعا، أسبوعين، شهر، الله اعلم كم تطول هذه القصة ، من أجل سلامة وأمن وحفظ دماء وكرامات الناس هذا العميل، "بتقلي وين العميل"؟ اقول لك هذا العميل الهاتف الذي بيدك والذي بيد زوجتك ويد أولادك هذا الهاتف هو العميل، وهو عميل قاتل، ليس عميلا بسيطا، هو عميل قاتل يقدم معلومات محددة ودقيقة ولذلك هذا يحتاج الى جدية عالية في المواجهة. في أغلب الحالات التي تحصل هي نتيجة الهاتف. نحن نقوم بإجراءات داخلية، ولكن اصبح الهاتف عند الناس مثل الاوكسجين لا يستطيع ان يعيش بدونه ولا أن يتنفس، ويعرف ان هذا جهاز تنصت وصوتك يصل وصوت زوجتك يصل وكل شيء تقوم به في المنزل يصل وبالعمل يصل ومع ذلك يبقى الواحد متمسك بالهاتف. هذا امر غير جائز من الناحية الشرعية في الحد الادنى في مرحلة القتال والمعركة والتهديد وتعريض أمن وحياة الاخرين للقتل.
كذلك في موضوع الكاميرات والتي اصدر الاخوان فيها بيانات، يا اخوان: الاسرائيلي ليس محتاجا ان يزرع عملاء على الطرقات، هذه الكاميرات الموصولة بالانترنت، الاسرائيلي مخترق الانترنت، وجالس في مدننا وشوارعنا وضياعنا، و يرى السيارات صعودا ونزولا، والشباب الطالعة والنازلة، ومن ينزل ومن دخل، وعلى هذا البيت من دخل، وهو غير محتاج عملاء، ولذلك في وقت مبكر نناشد أهلنا كل واحد الكاميرا امام بيته، محله، بالسوق، بالشارع، موصولة بالانترنت يقطعها عن الانترنت من اجل امن وسلامة ودماء وحفظ وانتصار هذه المعركة. هذا واجب شرعي مع التمني لان التساهل فيه يؤدي الى المزيد من الشهداء ومن سفك الدماء ومن الخسائر ومن انكشاف الجبهة للعدو والقصة ليست فقط قصة عملاء يمكن اقل شيء العملاء وآخر شيء العملاء.
اليوم العدو الاسرائيلي أهم ما يستند اليه القدرات الفنية التجسسية, لذلك يوجد أناس الى الان لا تفهم ماذا يعني العامود؟ الرادار؟ الكاميرا؟ ان هذا جزء أساسي لاستمرار عمل المقاومة لحماية المقاومين المقاتلين. ولكن الجالس تحت المكيف او بجانب المدفئة مثلا غير مهتم، لا يفهم ماذا يوجد في الجبهة، يكتب ما يريد.
احببت ان أؤكد على هذه الامور، ولكن الشيء الذي اريد ان اختم به قبل توجيه الشكر في الكلمة الختامية، نحن نتابع كل التطورات بالمنطقة، الاحتمالات كلها احتمالات مفتوحة، يمكن في تقدير الموقف ان يرجح احد احتمالا على احتمال، خيارا على خيار، لكن بالنسبة لنا، نحن نقاتل في الجنوب وعيننا على غزة، نقاتل في الجنوب وعيننا على غزة.
هناك نقطة عندما يتوقف العدوان على غزة ويقف إطلاق النار في غزة سيقف إطلاق النار في الجنوب، طلع وزير الحرب الاسرائيلي ماذا قال؟ قال لا، حتى لو اوقفنا بغزة نحن سنكمل في الجنوب. "كمان اهلا ومرحب" لا يوجد مشكلة، "بتكمل بالجنوب بنكمل بالجنوب، ولا يفترض أحد ان وزير الحرب الاسرائيلي قال هيك يعني قوموا لينا يا شباب من الان ونقبل بالطروحات وبالخيارات وبالشغلات التي سيدفع لبنان فيها من سيادته ومن أمنه ومن كرامته لان والله هذا غالانت قال انه لن يوقف. ايه ما توقف ما توقف"، ويومها عندما يقف اطلاق النار في غزة سنوقف اطلاق النار في الجنوب وعندما يقوم العدو الاسرائيلي بأي عمل سنعود للعمل على ضوء القواعد والمعادلات، نحن مقاومة وجزء من معادلة مسؤوليتها منع الاعتداء على لبنان وردع العدو من الاعتداء على لبنان، وستكون ردودنا طبعا متناسبة، حتى لا يقول أحد السيد يريد أن يخرب الدنيا ويهدد، لا، ستكون ردودنا متناسبة، وردودنا المتناسبة دائما كانت فعالة ومنتجة ومؤثرة. وهو يعرف أنه إذا طورت في هذا وواجه ردنا المناسب فهؤلاء الذين يعدهم، الـ100 ألف والـ200 ألف، يعدهم بأنه سيعيدهم إلى شمال فلسطين المحتلة لن يعودوا، لن يعودوا إلى شمال فلسطين المحتلة، تمام!؟ هذا واضح.
موضوع النقطة الثانية، جماعة المستوطنات يطالبون الجلاء، طبعا هناك رأيان لجماعة المستوطنات الشمالية، أو العدو عندما يهدد يقول من أجل أن أعيد جماعة المستوطنات الشمالية الـ100 ألف أو الـ200 ألف، ممكن أن أذهب إلى التصعيد، ممكن أن أذهب إلى توسعة المعركة، يمكن أن أذهب على الحرب، أنا أقول له حينئذ أنت لن تعيد الـ100 ألف والـ200 ألف، بل عليك أن تهيئ الملاجئ والفنادق والمدارس والخيام لمليونين مهجر من شمال فلسطين المحتلة. ومن يهددنا بالتوسعة، أنا أقول له، طبعا نحن أناس عقلاء ودقيقون ومنضبطون، ولكن توسع نوسع، توسع نوسع، "بتعلي منعلي" ليس هناك مشكلة بهذا الموضوع. من يتصور للحظة واحدة، من أجل حسابات العدو وحسابات الصديق وكل الذين يأتون وسطاء، من يتصور أن المقاومة في لبنان خلال كل هذه التجربة ومن خلال فعلها الميداني وتضحياتها أيضا وما تملكه من عناصر القوة أنها تشعر ولو للحظة واحدة بخوف أو مأزق أو ضعف أو ارتباك، هو مشتبه ومخطئ تماما ويبني على حسابات مخطئة تماما، هذه المقاومة التي تقاتل اليوم هي أشد يقينا بفعل المعادلات التي حصلت ومجريات الميدان في لبنان وفي غزة وفي محور المقاومة هي أقوى يقينا وأشد عزما من أي يوم مضى على الاستعداد والقرار لمواجهة العدو في أي مستوى من مستويات المواجهة وبدون أي تردد وبدون أي قلق. هذا كله يجب أن يحسبه العدو ويجب أن يلتفت إليه الصديق ولذلك لن يكون هناك خيار أمام هذا العدو سوى أن يعترف في نهاية المطاف، حتى لو لم يعترف، أن يمارس فعل الهزيمة ويوقف العدوان على غزة. هذه معركة هذه هي نتيجتها إن شاء الله، هزيمة العدو، عدم انتصار العدو، انتصار غزة والمقاومة في غزة ومعها كل محور مقاومة.
مجددا للجرحى، للأسرى، لعائلاتهم الشريفة، كل الدعاء بالقبول والثبات والصبر والعافية والشفاء والنصر والكرامة، طبعا الشكر للإخوة والأخوات في مؤسسة الجرحى، للمدراء، للعاملين، للعاملات على جهودهم الدائمة في خدمة إخوانهم وأخواتهم الجرحى، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منهم، وكذلك الإخوة في جمعية الأسرى، أسأل الله سبحانه وتعالى لكم جميعا الحفظ والنصر والحراسة والعافية وحسن العاقبة".
4*) التيار العوني
13 شباط 2024
رفض تكتل "لبنان القوي" في بيان اثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، ان "يكون متفرجا على ما تتعرض له الشراكة الوطنية من تدمير ممنهج للميثاق والدستور، وعلى الفراغ القاتل في رئاسة الجمهورية بعد ان تخطت الحكومة المستقيلة والقيمون عليها كل الخطوط الحمراء من خلال تعيين موظف فئة اولى بغياب رئيس جمهورية ومن دون اقتراحٍ من الوزير او توقيع منه على المرسوم".
وكشف أنه "سيقوم بكل تحرك ممكن على المستوى الاعلامي والسياسي والتياري والشعبي والقضائي لوقف هكذا قرارات والطعن بها امام شورى الدولة، والتقدم من مجلس النواب بعريضة اتهامية بحق رئيس الحكومة صاحب اقتراح التعيين"، مطالبا "النواب المعترضين على المس بالدستور بأن يساهموا معه في توقيع هذه العريضة".
وأعلن "التكتل المؤتمن على حق ودور ورسالة من يمثّل، أنه سيقوم بأي جهد ايجابي من اجل انتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق وهو مستعد للقيام بأي مبادرة او التجاوب مع اي مبادرة حوارية تؤدي الى هذا التوافق. كما انه بالمقابل سيقوم بأي عمل لوقف مسلسل ضرب الميثاق والدستور واستغياب الرئيس ويبقي كل الخيارات متاحة، ويذكر بأن الشرط الأساسي للوحدة الوطنية هو الشراكة الوطنية".
وحيا "ذكرى استشهاد رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورفاقه"، مؤكدا أن "لبنان لا يقوم على عزل أي مكوّن بل على الشراكة المتوازنة بين المكونات".
5*) حزب الله
14 شباط 2024
باركت كتلة "الوفاء للمقاومة" للبنانيين في ذكرى القادة الشهداء ومناسبة الجريح والأسرى والمحررين وذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وقالت في بيان: "وسط الاشتباك المصيري المحتدم في هذه المرحلة، بين الشعب الفلسطيني المقاوم في غزة وفلسطين، وبين الكيان الصهيوني المؤقت الغاصب للأرض والمنتهك للحقوق والكرامات والمواثيق، تحضر بجلالٍ وانتظامٍ ومهابة، مناسبة يوم الجريح المقاوم ويوم الأسرى والمحررين، وذكرى القادة الشهداء في المقاومة الإسلامية. كما تحضر مناسبة عودة الإمام الخميني إلى إيران وانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية المظفّرة وانطلاقة حرس الثورة المباركة".
وإذ تجدد الكتلة التزامها بدعم ومساندة حقّ الشعوب المستضعفة في الحريّة والسيادة وتقرير المصير ودعم ومساندة حقّ الفلسطينيين المشروع وخصوصاً لجهة مقاومتهم الصهاينة المحتلّين وكيانهم الغاصب وأطماعهم التوسعيّة وعدوانيتهم المتوحشة، تؤكد أنّ "المقاومة في لبنان هي الخيار الأصوب والأجدى لتحرير بقيّة أرضنا المحتلّة واستعادة كامل سيادتنا عليها وردع التهديدات الصهيونيّة والتصدّي لكل انتهاكاتهم وجرائمهم".
ورأت في حفظ وصايا ونهج قادة المقاومة الشهداء "سبيلاً لتحقيق النصر والعزّة والفخار"، متوجهة إلى عوائلهم الشريفة وإلى كل عوائل الشهداء والجرحى وعوائلهم والأسرى والمحررين وعوائلهم وإلى كل شعبنا المقاوم ب"تحيّة إكبارٍ وعهدٍ على مواصلة طريقهم حتى تحقيق كل الأماني والأهداف، وتحمّل المسؤولية في تعزيز أوضاعهم ورفع الغبن والظلم عنهم، وتطوير حال البلاد حتى تليق بشعبها المخلص والمضحّي".
وحيت الكتلة "مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعمة والمؤيدة لحقوق الشعوب المضطهدة والمعتدى على أوطانها"، معتبرة ان محور المقاومة هو محور خيرٍ لشعوب ودول منطقتنا كلها، بإزاء محور الشرّ الذي تقوده الإدارة الأميركية الراعية للإرهاب والمناهضة لحقوق ومصالح الشعوب".
وهنأت الشعب الإيراني ومسؤوليه كافةً بانتصار ثورته وحرس الثورة بعيد تأسيسه، وتوجهت ب"أسمى تحيّات الوفاء لقائد الثورة والأمّة الإمام السيد علي الخامنئي".
6*) سيدة الجبل والمجلس الوطني
15 شباط 2024
إزاء التدهور الامني المتمادي والذي يتسع جنوبا نسأل، حزب الله الذي يقول، بأنه يخوض الحرب دفاعًا عن غزة، وليس دفاعًا عن النفس. بموجب أي قانون، أو أي سلطة شرعية، يعطي الحزب نفسه حق امتلاك قرار الحرب ويضع كل لبنان واللبنانيين في خطر الموت والدمار؟
لقد اعتاد "حزب الله" إطلاق شعار "الانتصارات الإلهية" رغم تراكم جثث اللبنانيين، وعلى أنقاض بيوتهم وممتلكاتهم، ومن دون محاسبة.
فعليًّا، السلطات اللبنانية الرسمية تدعم حزب الله والمشروع الإيراني ضد الشعب اللبناني، ولا تفعل شيئًا لحماية هذا الشعب أو الدفاع عنه، كما هو واجبها الأول.
إننا نتّهم هذه السلطات، تحديدًا مجلس النواب ومجلس الوزراء، ورئيسيهما، بالخيانة العظمى لعدم التصدّي لإيران/حزب الله الذين يضعون كل لبنان واللبنانيين في خطر الموت والدمار.
إن اعتراض بعض النواب الشكلي دون الوقوف بشكل واضح ضد تواطؤ رئيس المجلس الواضح غير كافي، فالساكت عن الشر شيطان أخرس.
7*) نصرالله -2
16 شباط 2024
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن "العدوان الذي حصل على مدينة النبطية والصوانة هو تطور يجب التوقف عنده"، معلنا أن "استهداف المدنيين واستشهاد عدد كبير منهم، هو أمر متعمد". وقال :أن "استهداف المقاومة لكريات شمونة بعدد من صواريخ فلق وكاتيوشا، هو رد أولي على مجازر العدو بحق المدنيين في قرى جنوب لبنان"، متوجها للصديق والعدو بالقول: إن "نساءنا واطفالنا الذين قتلوا في النبطية والصوانة وغيرها من قرى الجنوب سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماء". مؤكدا ان ثمن هذه الدماء سيكون دماء، لا مواقع وأجهزة تجسس وآليات"، مؤكدا أن "هذه الجبهة لن تتوقف مهما اعتديتم وقتلتم وهددتم".
وتحدث نصر الله في احتفال "القادة الشهداء" (الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي وعماد مغنية)، الذي أقامه الحزب في "مجمع سيد الشهداء" في الضاحية الجنوبية، وتزامنا في بلدة النبي شيت في بعلبك، وطير دبا في الجنوب وفي بلدة جبشيت.
وأشار نصر الله في مستهل كلمته، الى انه "في إحيائنا اليوم نشعر أننا أكثر تثبيتا في ساحة التضحيات عندما نتذكر السيد عباس وأم ياسر والشيخ راغب والحاج عماد"، معتبرا ان
"هذه المسيرة والمقاومة من صفاتها ومميزاتها الأساسية أن علماءها وقادتها تقدموا ليكونوا شهداء وأحيانا مع عائلاتهم الشريفة" وكذلك فإن كل من فيها وينتمي إليها مستعد للتضحية والبذل والعطاء".
وأكد ان "المجاهدين الطيبين والناس الشرفاء لم يضعفوا ولم يهنوا ولم يتراجعوا ولم يشكوا في صحة طريقهم وأهدافهم وخياراتهم وواصلوا الطريق وحفظوا الوصية "حفظ المقاومة هي الوصية الأساس".
وأكد ان "ما حصل من مجازر صهيونية في حق المدنيين في الجنوب مؤخرا كان متعمدا"، معلنا "نحن في قلب معركة حقيقية، وقال :"أننا "اليوم أقوى املا ويقينا بالنصر الآتي". وقال :"في جبهة تمتد أكثر من 100 كيلومتر، وارتقاء شهداء من المقاومة جزء من المعركة، وفي موضوع المقاتلين استشهادهم جزء من المعركة، ولكن عندما يصل الأمر إلى المدنيين فهذا الأمر بالنسبة لنا له حساسية خاصة، وهو ليس بجديد منذ بدايات المقاومة، نحن لا نتحمل موضوع المس بالمدنيين ويجب أن يفهم العدو أنه ذهب في هذا الأمر بعيداً. هدف العدو من قتل المدنيين الضغط على المقاومة لتتوقف، لأن كل الضغوط منذ 7 تشرين الأول كان هدفها وقف جبهة الجنوب. والجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة وتصعيد العمل في الجبهة".
ورأى ان "هذه التضحيات لا تنطلق من حالة عاطفية أو حماسية أو انفعالية، بل انطلقت من منطلق الوعي والبصيرة والمعرفة للأهداف والتهديدات والفرص وصحة الخيارات وسقم الخيارات الأخرى والجهاد في سبيل الله والتجارة الرابحة معه".
وأكد أن "العدو الذي يظن أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا أو اخفائه لهم كما حصل مع الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه، يمكن أن يدفعنا إلى التراجع ويجعلنا نضعف أو نتخلى عن المسؤولية، فإن ذلك لن يحصل ابدا".
وأشار إلى أن"استهداف مستوطنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا وعدد من صواريخ "الفلق" هو رد أولي"، وأردف: "نساؤنا وأطفالنا في النبطية والصوانة وغيرهما سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماء، ثمن دماء المدنيين ستكون دماء وليس مواقع".
وردا على تهديد وزير الحرب الإسرائيلي للعاصمة بيروت، قال نصرالله: "يبدو أنه نسي أن المقاومة تمتلك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة التي تجعل يدها تمتد من كريات شمونة الى إيلات".
وسأل السيد نصر الله "لو كان هؤلاء القادة الشهداء فينا اليوم كيف كان سيكون الموقف؟ هل كان سيكون الحياد أم كان سيكون الموقف هو الدعم والاسناد والنصرة والضغط والمساندة لمنع العدو من تحقيق اهدافه؟. بالتاكيد لكان صوت السيد عباس والشيخ راغب عاليا جداً في هذه الأيام، ولكان الحاج عماد في غرفة عمليات المقاومة".
ولفت السيد نصرالله إلى أنه "رغم كل ما فعله العدو ويرتكبه الصهاينة في الضفة وغزة، فعلى الأميركيين والاسرائيليين أن يفهموا أنهم في فلسطين ايضا أمام شعب لن يتراجع مهما بلغت التضحيات".
وتحدث عن الجبهة اليمنية، وقال :"إن الشعب اليمني يواصل استهداف السفن على الرغم من العدوان الأميركي والبريطاني على اليمن والشعب اليمني، لأن المعركة الأساسية مرتبطة بالمعادلات الضاغطة لمصلحة أهل غزة".
أضاف :"أن البعض يتحدث عن كلفة المقاومة وتبعاتها في لبنان، وهؤلاء يدعوننا الى الاستسلام". وفي هذا الاطار أننا أمام خيارين، إما المقاومة أو الاستسلام". سائلا:أيهما أكبر كلفة؟، معتبرا أن "ثمن الاستسلام باهظ وخطير ومصيري جدا"، مشددا على أنه "من المهم عدم الذهاب الى أي معركة جانبية لا تخدم الهدف الحقيقي".
وأوضح السيد نصرالله أن "الاستسلام كان يعني تهجير أهل الجنوب وراشيا والبقاع من المناطق التي احتلها العدو في لبنان، ولا سيادة ولا استقلال ونهب خيرات هذا البلد ووجود سفير صهيوني في لبنان ولا عزة ولا كرامة وخضوع وهوان وعبودية"، لافتا إلى أنه "لو استسلم الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما، لكان أهل غزة خارجها وأهل الضفة خارجها ولكانت "اسرائيل" اليوم متمكنة في كل المنطقة".
وأردف :" من الطبيعي في هذه المعركة أن يرتقي شهداء مقاتلون من حزب الله أو حركة أمل وهذا جزء من المعركة المستمرة والمفتوحة ونحن ننال من العدو حين نستطيع والعدو ينال منا حين يستطيع". وقال :" عندما نستطيع أن نقوم بأي عمل لتحييد المدنيين وحمايتهم يجب أن نقوم به"، وهدف العدو من قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف عن مساندة غزة".
وأعلن ان "الجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة العمل المقاوم في الجبهة وتصعيده". وتوجه للعدو: إن "استهداف المدنيين يزيدنا غضبا وتوسعا وعملا في المقاومة".
وأكد أن "المقاومة الشعبية اثبتت جدواها في انجاز التحرير، وأن المقاومة في لبنان وفلسطين كسرت ميزان الردع الاسرائيلي وهشمت صورته"، لافتا الى أنه خلال "أكثر من 4 أشهر وبوجود عدة فرق من الجيش الاسرائيلي يقاتل في مساحة 350 كيلومتر ومن يقاتله هناك مقاومة شعبية بإمكانيات متواضعة، وهي مقاومة اسطورية، مع صمود اسطوري لشعب غزة".
وأعلن "وجوب "أن نتمسك بسلاح المقاومة وقدراتها وحضورها أكثر من أي وقت مضى"، مؤكدا أن هذا ما يجعل العدو يخاف ويرتدع وهذه ميزة المقاومة الشعبية"، مطالبا أن "يصبح الجيش اللبناني قويا ومقتدرا"، وسأل:"من يمنع ذلك؟".
ولفت الى ان "المقاومة جعلت العدو يعيش أزمة وجود، ذروتها تجلى في "طوفان الأقصى"… والأخيرة كشفت مخططات العدو بتهجير الفلسطينيين".مشيرا أن "من جملة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا وكل الشعوب الإسلامية في العالم تبيان الحقائق لأن ما جرى منذ 7 تشرين الأول/اكتوبر إلى اليوم هو تزوير تاريخي"، موضحا أنهم "أرادوا أن يصنعوا من حماس "داعش"، ووضع أساس قانوني لإنهائها وهذا أكبر تزوير حصل في السنوات الأخيرة".
وتساءل:"أليس من الذل والهوان والضعف أن دولا تحكم ملياري مسلم لا تستطيع أن تدخل الدواء والغذاء إلى أهل غزة؟"، مشددا على أن هذا هو "من نتائج خيار الاستسلام".
وقال إن "العدو لم يستطع أن يقدم للعالم طفلا واحدا مقتولا كما ادعى اعلامهم.والعالم حكم على "حماس" و"الجهاد" بمجرد اتهامهم من قبل العدو الصهيوني ممن دون أي تحقيق أو دليل، بالمقابل فإن هذا العدو يقتل يوميا أمام الكاميرات النساء والأطفال دون أي اجراء أو رد فعل من قبل دول العالم".
وجزم نصر الله انه "إذا فتح تحقيق حول 7 أكتوبر سينهار الأساس الأخلاقي والقانوني الذي يدعيه نتنياهو وبايدن بإصرارهما على القضاء على "حماس"، مشددا على أن "أكبر ظاهرة نفاق يشهدها العالم اليوم هي السياسة الأميركية تجاه ما يجري في فلسطين وغزة"، موضحا أنه "إذا توقف الجسر الجوي الأميركي المفتوح لنقل الأسلحة إلى كيان العدو تتوقف الحرب على غزة شاء نتنياهو أم ابى".
ورأى أن "كل دول العالم تطالب بوقف الحرب على غزة إلا إدارة بايدن"، معلنا أن "من يصر على هدف القضاء على "حماس" هي أميركا أكثر من "اسرائيل"، مشيرا إلى أن "كل قطرة دم تسفك في غزة وكل المنطقة، المسؤول الأول عنها هو بايدن واوستن وبلينكن".
وأشار الى أن "عملية طوفان الأقصى كشفت الهدف الحقيقي الاسرائيلي، وهو تهجير الفلسطينيين من فلسطين المحتلة أي تهجير أهل غزة والضفة واراضي الـ 48 وإقامة دولة يهودية خالصة"، وقال:"أن الحصار على قطاع غزة كان هدفه الوصول الى الموت جوعا دون أن يشعر بهم احدا في العالم وطوفان الأقصى اوقف هذه المهزلة وفضح العدو وجعله يدفع ثمنا باهظا وخطيرا".
وشدد على ضرورة "أن يكون هدف دول وحكومات المنطقة عدم تهجير الفلسطينيين"، موضحا أن "هذا يحتاج إلى مواجهة كبرى".
8*) عودة
18 شباط 2024
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "نسمع في إنجيل اليوم امرأة كنعانية، غير يهودية، تستغيث بالرب يسوع طالبة الرحمة والخلاص لابنتها من براثن الشيطان: «إرحمني يا رب يا ابن داود فإن ابنتي بها شيطان يعذبها جدا». فلم يجبها الرب، لكنها لم تعتبر صمته تخليا عنها، بل تابعت إظهار إيمانها وثقتها به كمخلص حقيقي صارخة مجددا: «أغثني يا رب». عندما أظهر تلاميذه عدم محبة وعدم رحمة، طالبين منه أن يصرفها، قال لهم: «لم أرسل إلا إلى الخراف الضالة» مؤكدا لهم أنه أتى لخلاص الجميع، خصوصا من ضل الطريق المستقيم. يلفتنا موقف المرأة الكنعانية عندما قال لها الرب يسوع: «ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويلقى للكلاب». لم تنفر، ولم تحزن، بل قالت بتواضع تام: «نعم، يا رب، فإن الكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أربابها». هذا الحوار القصير، إن دل على شيء فعلى معرفة عميقة بالذات، الأمر الذي يقود إلى التواضع، أساس التوبة الحقيقية".
أضاف: "كان اليهود يعتبرون الوثنيين نجسين كالكلاب، لأنهم لا يؤمنون بالله الواحد، ولا يعرفون الشريعة والوصايا، تماما كما يفعل بعض الناس في هذه الأيام، الذين يعتبرون أن الحقيقة لديهم وحدهم. لكن رحمة الرب ومحبته واسعتين. فقد واجه المرأة بما يقال عن جنسها في المجتمع لكي تظهر إيمانها، فأظهرت قبولا وتواضعا عظيمين، أسسا لخلاصها هي وابنتها فسمعت من الرب: «يا امرأة، عظيم إيمانك، فليكن لك كما أردت». المرأة الكنعانية عرفت ذاتها جيدا، لذلك لم تمتعض من قول الرب لها، بل أكملته. طبعا، لم يرد المسيح إهانة المرأة كما يعتقد البعض. فاليهود نعتوا الأمميين بالكلاب، لأن الكلاب، عدا عن أنها نجسة في معتقدهم، هي مرتبطة بالجهل، لإن الأمميين بنظر اليهود يجهلون الإله الحق ويعبدون الأوثان، وهم نجسون كونهم لم يمارسوا طقوس التطهير، كالختان مثلا. إذا، أكدت الكنعانية أنها غير يهودية، أي ينقصها أن تعرف الإله الحق، إلا أنها، بهذا الإعتراف، أظهرت تواضعا عظيما أظهرها أكثر إيمانا من أبناء الشعب اليهودي، وحتى من التلاميذ أنفسهم. الجاهلة بنظر اليهود، عرفت المسيح، وجاءت إليه طالبة الخلاص لابنتها. أما التلاميذ الذين كان المسيح معهم وقتا طويلا، فلم تنفتح عيونهم إلا بعد القيامة. نقرأ في إنجيل يوحنا قول الرب: «أنا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيليبس؟» (14: 9). كذلك نقرأ في الأناجيل عن عدد من التلاميذ الذين لم يتعرفوا على المسيح مع أنهم عايشوه، مثل يهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه، ومريم المجدلية التي لم تعرفه عندما ظهر لها بعد قيامته وظنته البستاني، إضافة إلى تلميذي عمواس اللذين «أمسكت أعينهما عن معرفته».
وتابع: "أساس التواضع هو معرفة الذات، لكن كيف نعرف ذواتنا وأننا نسير في الظلمة؟ لا يحدث هذا إلا عندما نسعى إلى معرفة المسيح والتقرب منه والاعتراف به جهارا مثلما فعل زكا العشار، والمرأة الكنعانية، وبطرس الرسول وغيرهم. عندما يسطع نور المسيح في حياتنا يضيء ظلمتنا، فندرك مكامن خطايانا. عندئذ نرذل إدانة الآخرين والتدقيق في خطاياهم، ونسعى إلى الخلاص من خطايانا، الأمر الذي سيشغلنا طيلة العمر، فلا نعود نهتم بإدانة الخطأة كالفريسي الذي ظن أنه بار وأن العشار خاطئ، بل إننا لن نجد أن أحدا يخطئ تجاه الرب بقدرنا، كما يقول القديس سمعان اللاهوتي الحديث: «إنني أعلم أيها المخلص أن ليس أحد غيري أخطأ إليك كما خطئت أنا، ولا فعل الأفعال التي فعلتها أنا».
وقال: "حبذا لو يعرف كل طرف في هذا البلد نفسه كما فعلت الكنعانية، بدلا من إلقاء اللوم على الآخرين واتهامهم بشتى الإتهامات. مؤخرا، أصبح كل خاطئ في حق لبنان وشعبه ديانا للآخرين الذين لا يريدون سوى خلاص الأرض وشعبها. أصبح البعض يستلون سيف التخوين والعمالة تجاه من يخالفهم الرأي، متجاهلين حرية الرأي والتعبير، والحق في إبداء الرأي. لم يسلم من تخوينهم رجال السياسة الشرفاء القليلون، ولا الفنانون الذين يرفعون اسم لبنان في سماء العالم أجمع، ولا الكتاب والأدباء والصحافيون، ولا حتى رجال الدين على مختلف مشاربهم. ليت الجميع ينظرون إلى أنفسهم في مرآة الوطنية، ويكيلون بميزان الحق والعدل. ليتهم يراجعون أعمالهم، السوداء منها والبيضاء، مقللين من الأولى، ومكثرين من الثانية، عل خلاص البلد يتم عندما يعترف كل إنسان بأخطائه، ويدرك أن ثمة آخر أمامه، يشاركه الأرض وحب الوطن، وأن الجميع يتمتعون بنفس الحقوق كما عليهم نفس الواجبات، وأولها احترام وطنهم، والولاء له، وإبعاده عن كل شر وخطر، وصونه من كل عثرة".
أضاف: "بلدنا يتقهقر لأنه يخسر مقومات ديمقراطيته، وينحدر إلى العشوائية والغوغائية والتسلط والفوضى. كيف ينمو بلد ويزدهر وهو بلا رئيس يقوده بحسب ما يمليه دستوره؟ كيف يبنى بلد جيشه مستضعف؟ كيف ينعم بلد بالإستقرار والإزدهار والسلاح منتشر وحدوده مستباحة وقضاؤه مقموع، وإداراته قد أفرغت من الكفاءات، وقرار الدولة مصادر، والحرب تفرض عليها وعلى المواطنين؟ وما ذنب المدنيين الأبرياء الذين يسقطون يوميا جراءها؟ كيف تبنى الدولة عندما يستقوي البعض عليها، ويتخطى البعض قراراتها، ويتجاهل البعض الآخر وجودها؟ كيف تبنى دولة والجميع يستغلها؟ وكيف يكون المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات فيما الرأي لمن في يده القوة والمال والسلطة؟"
وختم: "الصوم الكبير على الأبواب، فلنستغل هذه الفترة المهيئة له، حتى نتوب عن كل شر وخطيئة، ونبتعد عن كل إدانة، وعن الكلام البطال، ونسعى إلى التواضع، ونلحظ الخشبة في عيننا قبل التصويب على القذى في عين الآخر، فنستحق الفرح القيامي".
9*) الراعي
18 شباط 2024
تراس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، "كابيلا القيامة "، اطلقت خلاله رابطة كاريتاس لبنان حملتها السنوية تحت شعار" من ايدك ل باب السما " عاونه فيه المطارنة : سمير مظلوم ، حنا علوان ، ميشال عون ، انطوان بو نجم، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، ومشاركة عدد من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات، في حضور المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي الدكتور عماد الأشقر، القنصل كوين ماريل غياض، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، إضافة الى نائب رئيس الرابطة الدكتور نقولا الحجار، المنسق الاقليمي لكاريتاس الشرق الاوسط وشمال افريقيا كرم يزبك ، اعضاء مجلس الادارة ورؤساء الاقاليم والموظفين والمنتسبين والشبيبة والمتطوعين وحشد من الفعاليات والمؤمنين ، وخدمته جوقة شبيبة رابطة كاريتاس
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "تحنّن عليه يسوع ومدّ يده ولمسه" (مر 1: 41)، قال فيها: "عندما اقترب الأبرص من يسوع طالبًا شفاءه من برصه المعدي، الّذي فصله عن الجماعة بحكم الشريعة، تحنّن يسوع عليه، ومدّ يده ولمسه وطهّره من برصه"(راجع مر 1: 41). أربعة أفعال قام بها يسوع، وأعطاها كلّ مفاهيمها: "تحنّن على الأبرص، مدّ يده، لمسه، وشفاه." وهكذا ترك لنا يسوع نهجًا في مقاربتنا لكلّ إنسان، وبخاصّة لكلّ من كان في حاجة جسديّة أو ماديّة أو روحيّة أو معنويّة. بهذه المقاربة نبني الأخوّة الإنسانيّة والسلام والوحدة بين الناس. وما أحوج العالم ومجتمعنا اللبنانيّ إلى هذه القيم الأساسيّة لشدّ أواصر العائلة الوطنيّة. تفتتح رابطة كاريتاس لبنان في هذا الأحد حملة زمن الصوم 2024 وشعارها "من إيدك لباب السما". وهو مستلهم من كلمة الربّ يسوع: "أكنزوا لكم كنوزًا في السماء" (متى 6: 20).وهي كنوز نكتسبها بمساعدة الذين دعاهم يسوع "إخوته الصغار" وهم "الجائع والعطشان والعريان والغريب والمريض والسجين(راجع متى 25: 35-46)، بمفهومها الجسديّ والماديّ والروحيّ والمعنويّ. كلّنا مدعوّون للمساهمة في هذه الحملة، عملًا بما يوجب علينا زمن الصوم من تصدّق وأعمال محبّة ورحمة. إنّ كاريتاس- لبنان هي جهاز الكنيسة الراعويّ-الإجتماعيّ الذي من خلاله تقوم الكنيسة بواجب خدمة المحبّة، بالإضافة إلى خدمة الكلمة بالوعظ والتعليم، وإلى خدمة تقديس النفوس بنقل نعمة الأسرار. وبما أن رابطة كاريتاس هي جهاز الكنيسة لخدمة المحبّة، فإنّها تتلقّى المساعدات من الداخل والخارج لكي تنظّم هذه الخدمة ببرامج على كامل مساحة أرض لبنان".
وتابع: "قدّمت كاريتاس خدماتها خلال سنة 2023 على كامل الأراضي اللبنانية وفي مختلف القطاعات والبرامج من خلال أقاليمها الـ 36 المنتشرين في جميع أنحاء لبنان، ومن خلال 4 مراكز تعليمية خاصة ومؤسسات إجتماعية وملاجىء آمنة، إضافة إلى 10 مراكز رعاية صحية أولية (PHCCs) و9 وحدات طبية متنقلة (MMUs). تنفذ كاريتاس لبنان مشاريعها وبرامجها في قطاعات متعددة مثل: الصحة والمساعدات الاجتماعية والتعليم والحماية والتنمية وتحسين سبل العيش، فضلًا عن المساعدات النقدية والغذائية إلى اللبنانيين الأكثر فقرًا، وخدمات لللاجئين والمهاجرين. فلا بدّ أن نحيّي جهود عائلة كاريتاس الكبيرة بكامل أفرادها الذين يتعاونون لتحقيق رسالتها وهي تضمّ أعضاء مجلس الإدارة والعاملين في المركزيّة والاقاليم والمراكز والشبيبة والمنتسبين والمتطوعين، وعدد كبير من الأصدقاء والقدامى. كما احيي بيننا اصحاب السيادة المطارنة سمير مظلوم الرئيس الأول لرابطة كاريتاس لبنان، أنطوان بو نجم المشرف الحالي عليها والمطران ميشال عون المشرف السابق. إن كاريتاس لبنان مستمرة بالتعاون مع عشرات المنظمات الدولية وعلى وجه الخصوص مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي والإتحاد الأوروبي ومؤسسات غير حكومية متعددة وورابطات كاريتاس الشقيقة وجهات مانحة بهدف خدمة كلّ المحتاجين الموجودين في كلّ لبنان. كما تتلقى كاريتاس لبنان دعمًا مستمرًا من اللبنانيين المنتشرين وهي تناشدهم لمواصلة تضامنهم مع إخوتهم في الوطن الذين يعانون بصمتٍ ويتألمون في الخفاء من الفقر المتزايد ومن الضغوط النفسية والإجتماعية التي يواجهونها من جراء ذلك. إنّنا نذكر في هذه الذبيحة المقدّسة أسرة كاريتاس والمحسنين كآفأهم الله بفيض من نعمه وبركاته".
وأضاف: " آية شفاء الأبرص أمثولة إيمان لنا بقدرة يسوع على شفائه. كانت الشريعة تعتبره نجاسة بحيث أنّ البرص مرض معدٍ من جهة، وأنّه قصاص من الله على المصاب به من جهة أخرى. ولذلك كانت تأمر الشريعة أن يُفصل الأبرص عن عائلته والمجتمع والهيكل وتلزمه بالعيش في البراريّ، وتمنع لمسه واستعمال ما يلمسه هو. هذا الأبرص المسكين سمع بأنّ يسوع في المنطقة، فخالف الشريعة بإيمان مزدوج الأوّل أنّه يلتجئ إلى ربّ الشريعة، والثاني يؤمن أنّ يسوع قادر على شفائه إذا أراد. بهذه الثقة المزدوجة جثا أمام يسوع وقال له: "إن شئت فأنت قادر أن تطهّرني"(مر 1: 40). ويسوع من جهته حمله حنانه، فخالف الشريعة بدوره "ومدّ يده ولمس قروح الأبرص وقال: لقد شئتُ فاطهر. فزال برصه للحال"(مر 1: 41)، معتبرًا أنّ "الشريعة للإنسان، لا الإنسان للشريعة" (راجع مر2: 27). وبهذا المعنى كتب بولس الرسول: "الحرف يقتل والروح يبني" (2كور 3: 6). وللحال عاد يسوع إلى طاعة الشريعة الآمرة بأن "يذهب الأبرص الذي زال برصه إلى الكاهن الذي يتحقّق من شفائه، ويعيده إلى العيش في عائلته ومجتمعه وإلى دخول الهيكل للصلاة" (راجع مر 1: 44). خطيئة الإنسان برص روحيّ يشوّه كيانه: يشوّه عقله فيحيد عن الحقيقة ويعيش في الكذب؛ ويشوّه إرادته فتحيد عن فعل الخير وتجنح إلى الشرّ؛ ويشوّه قلبه فيحيد عن الحبّ والمشاعر الإنسانيّة، ويمتلئ حقدًا وبغضًا؛ ويشوّه ضميره فينغلق عن سماع صوت الله، ولا يسمع إلّا لصوت أنانيّته ومصالحه؛ ويشوّه نفسه وروحه التي خلقت على صورة الله، فيفقد هذه الصورة ويلبس صورة تخالف كرامته وقدسيّته. أجل، أيّها الإخوة والأخوات كلّنا مصابون بهذه الأنواع من البرص الروحيّ. زمن الصوم هو زمن الشفاء منه لكي نستطيع أن نعيش معًا بسلام واحترام متبادل، ونبني مجتمعًا نلتزم فيه ببناء الوحدة والتعاون والتضامن بين جميع الناس".
وقال: "يعلّمنا المسيح ربّنا أنّ لكلّ كائن بشريّ كرامة وقدسيّة حياته. فلا يحقّ لأحد ان ينتهكهما قتلًا أو إعتداءًا أو تعذيبًا. فالله وحده سيّد الحياة والموت. لكنّ تطوّر الأسلحة حمل الشعوب على استعمالها واللجوء إليها ظنًّا منهم أنّها تخدمهم، بينما العكس صحيح: فالحرب تولّد الحرب، والقتلُ القتل، والإعتداءُ الإعتداء. الحرب تخلّف الخراب والدمار وتشريد المواطنين الآمنين على الطرقات وفي العراء، وعلّمنا أيضًا أن نستبدل الشريعة القديمة "العين بالعين، والسنّ بالسنّ" (متى 5: 38) بشريعة المحبّة: "أمّا أنا فأقول لكم: أحبّوا أعداءكم، وباركوا لاعينيكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا عن مغتصيبيكم ومضطهديكم، لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماء" (متى 5: 38-45). تعلّمنا الكنيسة أنّ البشر أجمعين ضعفاء، وكونهم خطأة فهم دائمًا عرضة للتهديد بالحرب. ويمكنهم التغلّب عليها وتجنّبها وإيجاد الحلول للنزاعات بالعدالة والمحبّة والحقيقة (راجع الكنيسة في عالم اليوم، 78). في ضوء تعليم الكنيسة هذا، نقول أنّ البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطوّرة الهدّامة، بل البطولة هي في العقل والإرادة والقلب الداعين والساعين إلى صنع السلام وتحقيق العدالة وتغليب المحبّة. البطولة هي في تجنّب الحرب، لا في صنعها. نحن كمسيحيّين، من دون إقصاء أحد من أتباع الأديان الأخرى، تسلّمنا من المسيح ربّنا وصيّة المحبّة بوجهيها العموديّ والأفقيّ المتلازمين: أي "محبّة الربّ إلهك من كلّ القلب والنفس والعقل، ومحبّة القريب (كلّ إنسان) مثل نفسك" (راجع متى 22: 35-40). إنّ التلازم بين محبّة الله ومحبّة كلّ إنسان عاد أكّده يوحنّا الرسول: "إن قال أحد إنّي أحبّ الله وهو يبغض أخاه فهو كاذب فمن لا يحبّ أخاه وهو يراه، لا يستطيع أن يحبّ الله وهو لا يراه" (1 يو 4: 20)".
واردف: "كتب سيادة المطران كيرلّس سليم بسترس في إفتتاحيّة النهار ليوم أمس، بعنوان: "المحبّة والوحدة الوطنيّة" ما يلي: "لبنان مكوّن من ثماني عشرة طائفة دينيّة، أي من المؤمنين بالله. وهذا الإيمان يفرض عليهم أن تكون علاقاتهم بعضهم ببعض متّسمة بالمحبّة. وإلّا يكون إيمانهم باطلًا ويكذبون على الله ويكذب بعضهم على بعض. والوحدة الوطنيّة التي يتغنّى بها الجميع، إن لم تكن مؤسّسة على المحبّة تكون أيضًا كذبةً كبيرة. وإذا نظرنا إلى صفات المحبّة التي يوضحها بولس الرسول في نشيد المحبّة (راجع 1كور 13: 2-7)، وقارنّاها بما يجري في الواقع بين الطوائف، وضمن الطائفة الواحدة، يتبيّن لنا كم نحن بعيدون عن المحبّة وعن الوحدة الوطنيّة. فالمحبّة "لا تطلب ما لنفسها"، أمّا عندنا فكلّ طائفة لا تطلب إلّا ما هو لنفسها. فتسعى إلى احتكار الوظائف قي الدولة وتعمل ما في وسعها لتتعدّى على حقوق الطوائف الأخرى. والمحبّة "لا تظنّ السوء" أمّا عندنا فكثيرًا ما يحدث أنّ إحدى الطوائف لا ترى في الطوائف الأخرى، ولا سيما تلك التي تناقض نظرتها إلى الأمور، إلّا جماعة من العملاء، والخونة". (راجع إفتتاحيّة النهار السبت 17 شباط 2024)".
وختم الراعي: "لا يمكن الإستمرار في هذه الحالة من التباعد واللاثقة المتبادلين التي تعطّل حياة الدولة وتسمم المجتمع،. فليضع الجميع فوق كلّ شيء هدف بناء الوحدة الوطنيّة بسبل جديدة ولغة جديدة وبخاصّة الولاء لوطننا النهائيّ لبنان. فلنصلِّ إلى الله، كي يمنحنا نعمة البطولة في تغليب السلام على الحرب، والتفاهم على التنازع، والحبّ على البغض، والخير على الشرّ، والوحدة على التفكّك. له المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين".