تقرير أسبوعي دولي - 198-2024

تقرير أسبوعي دولي - 198-2024
الأحد 3 مارس, 2024

 

رقم 198/2024

26 شباط-3 آذار /2024

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.

 

  1. I. ملخّص التقرير

في الشأن اللبناني

في أول رد لبناني رسمي بعد الحديث عن احتمالات حصول توغل بري اسرائيلي، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب إن مندوبين دوليين نقلوا تهديد إسرائيل، وردّ السلطة كان هو الانسحاب من الأراضي اللبنانية، لافتا إلى ان لبنان يريد سلاماً على الحدود وهو مستعد للحرب إذا فُرضت عليه، ومعتبرا أن أي هجوم إسرائيلي لن يكون نزهة وسيؤدي لحرب إقليمية! إلى ذلك اضاف الوزير ان الحكومة تتشاور مع حزب الله والتشاور ملزم ولا يعني وجود قرار نهائي، مشيرا الى ان ما يهم إسرائيل هو عودة السكان إلى المناطق التي نزحوا منها في الشمال، مؤكدا أن بيروت تريد حلاً كاملاً مع إسرائيل على موضوع الحدود بين البلدين. المستهجن هنا ان وزير الخارجية اللبناني يكرر ما يصرح به حزب الله دون ان يُتعب نفسه بإعادة الصياغة حتى!

وعلى الجبهة الجنوبية، لا يزال الجانب الإسرائيلي وحزب الله يلتزمان "قواعد الإشتباك"، فيما تستمر تصفية قيادات "الحزب" في القرى والمدن الحدودية، بالتزامن مع إسقاط أي مبادرة رئاسية من جانبه قبل أن تولد.

وسط هذه الأجواء المشحونة ميدانياً، يعود الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت هذا الاسبوع في محاولة منه لإعادة التهدئة على الجبهة.

فيما تواصل قيادات حزب الله تهديداتها لاسرائيل، مع مناشدة للقوى السياسية في الداخل لتسوية رئاسية.

من جانب آخر، تحدّث الحزب لأول مرة عن التعويضات لاهالي القرى الحدودية، وهو ما يدل على حجم الدمار الذي طال المنطقة والذي يعتّم عليه الحزب، لكن هذا الدمار أصبح كبيرا لدرجة اضطرت القيادات الحديث عنه لطمأنة "البيئة الحاضنة".

أما في الوضع الاقتصادي، يعيش المواطن البناني في ظل سلطة تتخبّط في معالجة الازمة بعد ان سلّمت بان القرار السيادي هو لدى الحزب فيما تتخذ القرارات الشعبوية، وآخرها قرار رفع المعاشات والتعويضات للقطاع العام والعسكريين من دون دراسة اقتصادية واضحة!

في المنطقة العربية والعالم

في سوريا، دعا المبعوث الدولي، في خطوة طال انتظارها، الى جولة جديدة من المحادثات في جينيف تحت مسمّى اللجنة الدستورية، محركا بذلك ملف معالجة الازمة السياسية. ومع ان الجولات الثمانية السابقة لم تُفضي الى أي حل، تبقى هذه "المظلة" النافذة الوحيدة التي يمكن ان يرى من خلالها الشعب السوري مستقبلا افضل. في الملف الامني لا جديد سوى مواصلة اسرائيل استهداف الميليشيات الموالية والمستشارين الايرانيين على الاراضي السورية أينما تواجدوا.

في ليبيا، لا تزال الازمة مستعصية وسط عدم توافق داخلي بالرغم من اللقاءات والاجتماعات داخل وخارج ليبيا وآخرها لقاء تونس، وبالرغم من المناشدات الدولية التي عبّر عنها هذا الاسبوع مجلس الامن الدولي.

في اسرائيل/فلسطين، لا تزال المعارك والقصف متواصلين بالتزامن مع حلقات المفاوضات في باريس والقاهرة للتوصل الى صفقة تبادل اسرى وهدنة أقلّه في شهر رمضان المقبل. الجديد هذا الاسبوع هو اعلان حماس وباقي الفصائل، من موسكو أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، في خطوة يمكن ان تمهّد لتوحيد الصف الفسطيني لفترة ما بعد الحرب.

في العراق، لا تزال مفاوضات الحكومة العراقية مع الادارة الاميركية في بداية الطريق في ظل مصالح الجانبين غير المتوافقة، فيما يرى الجانب الاميركي ان مسأة الانتهاء من تنظيم داعش هو الاهم.

في الملف اليمني، يتفاقم الصراع بين ميليشيا الحوثي مدعومة من طهران مع المجتمع الدولي بشكل خطير مع استهداف الحوثيين لكابلات الاتصالات الدولية في البحر الاحمر، بالاضافة الى مواصلة استهداف خط النقل البحري الدولي. ومع غرق سفينة نقل محمّلة بنيترات الامونيوم يواجه البحر الاحمر كارثة بيئية جديدة بعد ان استطاع المجتمع الدولي التخلّص من كارثة خزان النفط العائم "صافر".

في الملف السوداني، يحاول الجانبان المتقاتلان الحصول على دعم أو تدخل اقليمي في ظل القتال المستمر منذ أبريل السنة الماضية، مع تمسكهما كلٌّ بمواقفه. من جانب آخر، تتكشف محاولة طهران الدخول على المسرح السوداني من أجل وطأة قدم ايرانية عى البحر الأحمر.

في تونس، مع تفاقم الازمة الاقتصادية على التونسيين بدأ اتحاد الشغل التونسي يتحرك في الشارع.

في تركيا، فرض الغزو الروسي لاوكرانيا تبعاته على الاقتصاد التركي بالرغم من محاولة الرئيس اردوغان تحييد انقرة، لكن الشركات التركية التي تتعامل مع موسكو لم تكن بذات التوجه. من جانب آخر، اعلنت قبرص التركية المدعومة من انقرة هذا الاسبوع موقفها من توحيد الجزيرة.

في ايران، لم تنجح مناشدات القيادات الايرانية بحث الايرانيين على المشاركة في الانتخابات بداية شهر مارس، وأتت النتائج مخيبة لآمالهم مع التزام غالبية غير مسبوقة بالمقاطعة. وهو ما يعني عمليا ان الايرانيين مستمرون بانتفاضتهم رغم كل الظغوط.

في حرب اوكرانيا، بالرغم من خسارة الجيش الاوكراني لمدينة افدييفكا على الجبهة الشرقية، والتي كانت المعارك فيها أبشع من معارك باخموت، والتي كان الجيش الروسي يحارب للاستيلاء عليها منذ حزيران 2023، لا يزال الجيش الاوكراني يحافظ على مواقعه على الجبهتين الشرقية والجنوبية. هذا مع العلم ان الجيش الاوكراني يفتقد للذخيرة بعد وقف الدعم الاميركي. لكن من جانب آخر لا يمكن إلا التنويه بارتفاع امكانيات القوات الجوية والخاصة، فبعد استعادة السيطرة على الجزء الشمالي من البحر الاسود والتمكن من اغراق عدد من سفن الاسطول الروسي، استطاعت القوات الجوية من اسقاط 13 طائرة روسية على هاتين الجبهتين في فترة الأسبوعين الاخيرين. بالطبع إن تجميد الدعم الاميركي قد خلق صعوبات على الجبهة، لكن تصميم الجيش والشعب الاوكرانيين إضافة إلى دعم الاتحاد الاوروبي، الذي شعر بالخطر من طموحات بوتين التوسعية، تمكنوا حتى الآن من تثبيت الجبهة بانتظار ما ستكون عليه خطط قائد الجيش الجديد في الربيع والصيف القادمين.

 

 

  1. II. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في ازمة التصعيد الامني، أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة يوانا فرونتيسكا عن قلقها العميق إزاء التوسع التدريجي في تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق من حيث المساحة والكثافة، مما يزيد من مخاطر اندلاع نزاع أوسع نطاقا ويقوض قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006). وحثت على الوقف الفوري لدوامة العنف الخطيرة والعودة إلى وقف الأعمال العدائية، وأعربت عن أسفها لتأثير القتال على حياة المدنيين وممتلكاتهم ونزوح الآلاف من سكان المناطق الحدودية، واعادت التأكيد على الحاجة الملحة إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في جميع الأوقات.

وفي إطار ممارسة مساعيها الحميدة، كثفت المنسقة الخاصة تواصلها مع جميع المعنيين من أجل اتخاذ خطوات عاجلة لوقف التصعيد. كما شجعت على بذل جهود متضافرة من قبل الشركاء الدوليين لمساعدة الأطراف على إيجاد حلول مستدامة تعزز الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق، وأكدت على التزامها بدعم عملية سياسية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للصراع على النحو المنصوص عليه في القرار 1701.

في السياق، ووسط استباحة حماس السيادة اللبنانية مجدداً، قالت اليونيفيل في بيان، إنّ توسع الصراع بين لبنان وإسرائيل سيكون صراعاً إقليمياً، وله آثار مدمرة، وأكدت أن احتمال نشوب صراع أوسع أصبح قريباً. كما حضت على وقف إطلاق النار والتوصل الى حل سياسي. وكانت "كتائب القسام" أعلنت قبل ذلك استهدافها موقعين عسكريين بأربعين صاروخ غراد، ووضعت القصف في سياق الردّ على المجازر الصهيونية في حق المدنيين في قطاع غزة واغتيال القادة الشهداء وإخوانهم في الضاحية الجنوبية لبيروت.

في سياق متصل، غادر قائد الجيش العماد جوزاف عون لبنان متوجهًا إلى إيطاليا، بدعوة من قائد الجيش الإيطالي، للمشاركة في اجتماع تنظّمه السلطات الإيطالية للبحث في سبل دعم المؤسسة العسكرية لمواجهة الظروف الاستثنائية الراهنة، وذلك بمشاركة قادة جيوش إسبانيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.

في الازمة الرئاسية/السياسية المتواصلة، رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن الانتماء إلى لبنان عبر المواطنة وليس عبر الدين ولكن إذا راجعنا الدستور ليس هناك للدين أي دور في الحكم فلبنان تعددي ضمن وحدة الوطن، ودعا في ندوة حول رؤية وطنية، لتنفيذ اتفاق الطائف نصًّا وروحاً لنتمكّن من العيش بطريقة أفضل، مضيفا ان لبنان تعدّدي وهنا يكمن جماله والحياد هو من صميم الهوية اللبنانيّة.

وفي المتابعة الدولية للأزمة، أكدت دولة قطر والجمهورية الفرنسية، في بيان مشترك على عمق وتنوع شراكتهما الاستراتيجية، ورفضهما لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قتل وتجويع. وأكد كل من الرئيس الفرنسي وأمير قطر مجدداً التزامهما بالتصدي للتحديات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان، حيث يعاني الشعب بشكل مستمر، وشددا على الحاجة الماسة إلى انتخاب رئيس لبناني ومواصلة التنسيق بشأن هذه المسألة. كما أشار الجانبان إلى ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لوضع حد للأزمة. كما أشادا بالمعونة والدعم اللذين قدمتهما كل من قطر وفرنسا إلى الشعب اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية.

وقد سلط أمير دولة قطر ورئيس الجمهورية الفرنسية الضوء على خطر التوترات الإقليمية وشددا على ضرورة أن تتحلى جميع الجهات الفاعلة المعنية بضبط النفس، مؤكدان التزامهما بسيادة لبنان واستقراره وبالمساهمة في خفض التصعيد من خلال الاحترام الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701. كما أكدا استعدادهما لمواصلة دعم القوات المسلحة اللبنانية في هذا السياق، بما في ذلك من خلال المؤتمر الدولي المقرر عقده في باريس. وأخيرا، جددا دعمهما الكامل لقوات اليونيفيل وضرورة الحفاظ على حريتها في التنقل وقدرتها على ممارسة مهمتها.

في المالية العامة، كان لافتا أنه وبعد تصويت المجلس النيابي على اقرار الموازنة العامة، بدأ النواب ومن مختلف الكتل والتوجهات بالإدلاء بتصاريح عبر الاعلام او بمؤتمرات صحفية حول التجاوزات الموجودة في الموازنة، في حين كان بامكانهم مناقشة هذه التجاوزات داخل المجلس وقبل التصويت!!

في سياق متصل، أقر مجلس الوزراء زيادات للعاملين في القطاع العام وللعسكريين المتقاعدين في خطوة أثارت قلق الخبراء الاقتصاديين لانها أتت في ظل الازمة الاقتصادية ومن دون مشروع حل مدروس، فيما أحال موضوع المصارف إلى مزيد من البحث.

لاحقا وبحسب وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال، فإن الزيادات للعاملين في القطاع العام ستكلف الخزينة ما يزيد عن 10.7 مليارات ليرة شهريا، في وقت أفادت معلومات عن توجّه لإغلاق مكاتب البعثات الدبلوماسية في عدد من البلدان (البلدان التي ليس لها تأثير مباشر على لبنان!!، بحسب التسريبات).

على الخط الرئاسي وبعدما شهدت الساحة السياسية حركة مكوكية لكتلة "الإعتدال الوطني"، تمت تصفية المبادرة قبل أن تولد. فقبل ان تستقبل كتلة الوفاء للمقاومة الاثنين وفد "الاعتدال"، بدا ان مبادرته تترنح، حيث وجّه نحوها مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل، ضربات قاسية، بعدما أعلن الا جلسة مفتوحة للانتخاب، وان الحوار يجب ان يشبه الحوارات التي كان يدعو اليها رئيس المجلس في السنوات الماضية.

أمنيا، كان لافتا هذا الاسبوع أحداث التوقيف التي وقعت في الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل حزب الله)؛ الاول كان اعتقال عناصر من الحزب عناصر من اليونيفل (بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة)، بمنطقة حي السلم، وصادروا آليتهم وفتشوها، في تصرف أثار انتقادات سياسية وشعبية وتساؤلات حول هوية السلطة التي من المفترض أن تقوم بتوقيف السيارات في البلاد أو إجراء تحقيقات، لاسيما أن القوات الأممية تتواجد في لبنان وفق مواثيق واتفاقات مع الحكومة اللبنانية. في حين أعلنت نائب مدير مكتب اليونيفيل الإعلامي كانديس ارديل، أن آلية تابعة لبعثة حفظ السلام كانت في رحلة لوجستية روتينية إلى بيروت الليلة الماضية انتهى بها الأمر أن وصلت إلى طريق غير مخطط له، وأضافت في بيان أنه تم إيقاف السيارة واحتجاز العناصر من قبل أفراد محليين، ثم أطلق سراحهم لاحقاً. كما أكدت أنه بالإضافة إلى حرية الحركة داخل منطقة عمليات اليونيفيل، تتمتع قوات حفظ السلام بالحرية والتفويض من الحكومة اللبنانية للتنقل في جميع أنحاء البلاد لأسباب إدارية ولوجستية. الحدث الثاني كان توقيف مجموعة هولندية مسلحة، وقد أفادت مصادر رسمية ان المجموعة الهولندية التي كانت تمر في الضاحية الجنوبية والتي جرى تسليمها الى مديرية المخابرات في الجيش، هي من ضمن فريق التدريب الهولندي المتواجد في لبنان لاجراء تدريبات لصالح جهاز امني لبناني رسمي. إلى ذلك، ألقى "جهاز أمن المقاومة" القبض على شخص أجنبي في منطقة الكفاءات، وهو يقوم بعمليات تصوير بواسطة هاتفه في أحد الشوارع، ليصار في وقت لاحق إلى تسليمه لأحد الأجهزة الأمنية الرسمية. وكشفت مصادر أمنية أن الرجل هو إسباني الجنسية، وافاد خلال التحقيق معه أنه أضلّ الطريق ودخل المنطقة عن طريق الخطأ، وقد تدخلت السفارة الاسبانية لاطلاق سراحه حيث كان يحمل جوزا دبلوماسيا.

أمنيا أيضا، يستمر القصف بشكل متواصل على الجنوب اللبناني، حيث أغار الجيش الإسرائيلي نهاية الاسبوع، على عدد كبير من المناطق الجنوبية. وصباح السبت نفّذ الجيش ضربة بمسيّرة على منطقة الناقورة مستهدفاً سيارة تابعة للحزب، وسقط عدد من قياداته داخلها، وقال الجيش الإسرائيلي انه استهدف عناصر مسؤولة عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وهم يتبعون "لواء الإمام الحسين" التابع لإيران ويعملون لصالح حزب الله، ومساءً أعلن الجيش أنّه شنّ غارات على مبنيَيْن عسكريَّيْن تابعَين لـ"حزب الله" في جنوب لبنان. أما حزب الله، فأعلن قصف بعض المناطق الإسرائيلية وتجمّع لبعض الجنود، فيما نعى سبعة عناصر له في يوم واحد، وهو الرقم الأعلى لقتلى الحزب خلال 24 ساعة.

 

في مواقف حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، لفت المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان القوى السياسية في البلاد، الى أن إغلاق الإدارات والمؤسسات العامة كارثة وطنية، وابتكار الحلول الوظيفية ضرورة إنعاشية للدولة ومشروعها، وإنقاذ الموظفين والمتقاعدين وحماية المال العام رأس الضرورة الآن، وطالب بسدّ الزواريب وأساليب النهب والهدر والسرقات الموصوفة، والضرب بيد من حديد ضرورة ماسة لإنقاذ المال العام وإعادة توظيفه بخدمة الناس لا بجيب المحظيين ممن يمتهن السرقات الكبيرة ويحظى بحماية سياسية، والتعامي السياسي والقضائي وشطب مؤسسات الرقابة والمحاسبة أمر يساهم بإعدام البلد ونسف مشروع الدولة وإغلاق مرفقها العام! واشار قبلان الى ان اللعبة الخارجية موجودة بصميم البلد وتزيد من تعقيداته وتستثمر بالفراغ والشلل والفوضى والفلتان والنزوح الكارثي فضلاً عن الإغلاق الذي يطال المرافق العامة، وأن منع التلاقي السياسي والتسوية الرئاسية مشروع أميركي مشهود، والحل بالإنقاذ السياسي، خاصة أن واشنطن تحاول الإطباق على أنفاس لبنان بسبب القتال السيادي والسحق النوعي الذي تقوم به المقاومة اتجاه آلة الحرب الاسرائيلية ومجاميع المستوطنات على طول الجبهة، وما نحن فيه اليوم منطقة جديدة وواقع جديد وميزان قوة جديد لصالح شعوب المنطقة، بدءاً من باب المندب وصولاً لغزة والعراق وجبهة لبنان. كما اكد ان الحل هوبطاولة تسوية رئاسية بمقاس ميثاقي وغير ذلك لن تربح واشنطن ولا سواترها المختلفة، وزمن الخسائر السياسية انتهى، تماماً كما انتهى زمن الهزائم السيادية والعسكرية، والحل فقط بتسوية ميثاقية تطال الرئاسة والحكومة معاً!

من جانبه، قال النائب حسن فضل الله، إن العدو الإسرائيلي يحاول في هذه المرحلة تكثيف اعتداءاته واستهدافاته في لبنان وسوريا واغتيالاته لمقاومين وقادة ميدانيين أو استهداف المنازل والبنى المدنية، متوهمًا أنه بذلك قادر على إضعاف المقاومة أو جعلها تتراجع. لكن في هذه الاعتداءات وما أسفرت عنه من استشهاد مدنيين، لن تؤدي إلاّ إلى جلب مزيد من ردود المقاومة بما يناسب لإلزام العدو عدم التمادي. وشدد فضل الله على أنَ "الحرب في الجنوب مرتبطة بالعدوان على غزة من جهة وبتأمين سُبل الحماية لبلدنا من جهة أخرى، وعندما يوقف الاحتلال عدوانه على غزة تتوقف هذه الجبهة لأنَّها جبهة مساندة، وأمَّا تهديدات وزير الحرب بمواصلة استهداف لبنان، فإنَّ المقاومة ستتصدَّى لأي عدوان على بلدها، لإعادة إلزام الاحتلال بمعادلاتها التي حمت لبنان على مدى السنوات الماضية. كما لفت إلى أنه في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة حرب الدفاع عن بلدها وحماية شعبها، فإنَّها تتطلع دائمًا إلى معالجة القضايا الداخلية، بما يؤمن الاستقرار السياسي وانتظام عمل مؤسسات الدولة وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية، وأشار إلى أن حزب الله كان من دعاة إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال التفاهمات الوطنية عن طريق الحوار الداخلي، وهو ما كان البعض يتمنّع عن القبول به ويُصر على معزوفته بتكرار عقد جلسات الانتخاب في المجلس النيابي، بمعزل عن أي تفاهمات مسبقة، ويرفض تلقّف أي مبادرة جرى إطلاقها في السابق. لذلك فإننا اليوم مع الحوار الداخلي غير المقيّد بأي شروط مسبقة، أو وضع فيتوات أو فرض خيارات محدَّدة، وكنَّا دائماً من المتجاوبين مع الدعوات للحوار غير المشروط، خصوصًا تلك التي كان يطلقها رئيس المجلس النيابي، ومعروف من كان يرفض ويعطّل أي مسعى في هذا المجال.

إلى ذلك، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش، ان المقاومة ستواصل الرد على الاعتداءات والاستهدافات الإسرائيلية ‏بكل قوة وحزم وبما يناسب كل اعتداء واستهداف، وستستمر في المواجهة حتى ‏وقف العدوان على غزة أيا كانت التضحيات، ولن تخرج من المعركة الا بنصر ‏جديد!

من جانبه، شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على أن سيادة لبنان بالأمس واليوم رهن بما يقرره أهل الجنوب بحسّهم الوطني والسيادي وهم أهل هذه الحرب وسادة ميادينها ودرع هذا البلد وسياج هذا الوطن وقرابينه، وما تقوم به المقاومة على الجبهة الجنوبية للبنان ضرورة سيادية بحجم ضرورة المقاومة التي أنقذت لبنان ودولته ومؤسساته المختلفة من السيادة الصهيونية يوم تصهيَن لبنان، معتبراً أن السكوت جريمة، والحياد انحياز لصالح الصهيوني، والتنديد بأشرف وأهم جبهة قتال سيادي أخلاقي هدية مجانية للصهاينة وإضعاف علني لموقف لبنان، والكلمة الفصل للميدان، ولا قيمة للسياسات الوطنية والتسوية الرئاسية دون المرور بجبهة لبنان، ولسنا معنيين بأي وعود خارج سيادة لبنان ومصالحه، وما ينتظر تل أبيب لحظة الحرب المفتوحة سيكسر كل التوازنات، وحذار من الخطأ الإستراتيجي، لأن الأصبع على الزناد.

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: رفض المجتمعون موقف الحكومة السورية التي اعترضت على ابراج المراقبة على الحدود اللبنانية-السورية بعد 12 سنة من بنائها. وذكّر اللقاء جميع المعنيين ان القرار 1680 ينص على ترسيم الحدود مع سوريا، كما ينص القراران 1559-1701 على وقف تهريب السلاح من سوريا الى لبنان لمصلحة حزب الله وشركائه - تطرق المجتمعون الى التخبط الحكومي في معالجة الوضع المالي، وطالبوا الحكومة بالتعاطي ولو مرة بمسؤولية مع الازمات التي تعصف بالبلاد، بعد ان تخلت عن الاضطلاع بالمهام الامنية والتنازل عن دورها لحزب الله - حمّل اللقاء حزب الله تبعات تفرّده بقرار السلم والحرب، ولفت الى ان وقف معاناة أهلنا في الجنوب والحدّ من تعرضهم للمزيد من الخسائر البشرية والمادية هو الهدف الذي يجب على السلطة السياسية ان تعمل عليه كما يجب على حزب الله اعتباره أولوية. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية - المكتب السياسي: يدفع لبنان فاتورة شد الحبال الذي يدور في كواليس المفاوضات وأخطر ما فيها أن الحلول لا تأخذ في الحسبان سيادته واستقلاله ولا موضوع سلاح حزب الله ما يشي بأن لبنان قد يذهب إلى حيث لا دولة وإلى حيث تتفرد ميليشيا مسلحة بالقرار أحاديًا – اعتبر أن أي مبادرة باتجاه تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية لا بد أن تقترن ببادرة حسن نية تصدر عن الفريق الذي يمارس سياسة الإملاء والإكراه وشراء الوقت لإيصال مرشحه – رفض ما يسوقه النظام السوري عن أبراج المراقبة البريطانية والتي أنشئت بموافقة الجيش اللبناني المخول الوحيد الحكم على دورها في ضبط الحدود التي لطالما أرادها النظام السوري سائبة لإمرار السلاح والمتفجرات وكل أنواع التسيب البشري والممنوعات. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • التيار العوني – تكتل لبنان القوي: دعا اللبنانيين الى الحذر والتنبه الى المنحى التصعيدي للحرب التي تشنها إسرائيل، واعتبر أن لا بديل حالياً عن القرار 1701 الذي يقضي تنفيذه كاملاً خاصةً من جانب إسرائيل، واكد تضامنه مع جميع مكونات الشعب اللبناني وخصوصاً مع أهلنا الذين يقدمون الشهداء في الجنوب والبقاع - أكد تمسّكه بموقفه من إنتخابات رئاسة الجمهورية بإعتبارها إستحقاقاً سيادياً لبنانياً داخلياً، لا يجوز ربطه بأي حدث خارجي - بحث المخالفات الجسيمة التي وقعت في جلسة إقرار الموازنة تمهيداً لمواجهتها ومعالجتها بما يناسب. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • النائب جبران باسيل - التيار العوني: مواجهة الحرب تتم مواجهتها بعدة أشكال، والى اننا بحاجة الى المقاومة الاقتصادية والثقافية حتى يستطيع لبنان أن يواجه ويتفوق وهذا دوره ليبقى في الطليعة في ريادة المنطقة - اليوم وجود لبنان مهدد لأن الشراكة مهددة ومن دون شراكة لا وجود للوحدة الوطنية ومن دون الوحدة الوطنية لا وجود للوطن - اسرائيل لم تستطع أن تهزم لبنان، ولن تستطيع وكل ما تحاول القيام به من تهديد لا يخيفنا أو ينهي لبنان هو فقط يؤذيه، مشيرا الى أن ما ينهي لبنان هو الخطر الداخلي الناجم عن المس بالأسس وبالميثاق القائم على الشراكة بين المسيحيين والمسلمين - من هو حريص على الانتصار بوجه العدو عليه أن يحصن نفسه في الداخل قبل ان يحصن جبهته الخارجية وعليه أن يدرك ان هناك شعبا ليستطيع التضامن معه يجب ان يكون حياً وليس مكسوراً ومهدداً - ندرك الخطر المحدق بلبنان ونحن ندافع عن الوطن ضمن سيادتنا، والسيادة لها مفهومها وبأي وقت تمارس وبأي طريقة، مؤكدا اننا ضدّ وحدة الساحات ومن يرفض أو "يزعل" من هذا الموقف فليكن بل المهم ان نرتاح مع ضميرنا ومن يريد ان "يزعل" من أننا ندعم المقاومة في وجه العدو الاسرائيلي فلا بأس بذلك، فنحن نعرف كيف تكون مصلحة الوطن.  (ملحق رقم 4*- ملخص الكللمة)
  • الميتروبوليت الياس عودة: الوطن شبيه بالبيت الأبوي، لا راحة ولا طمأنينة إلا فيه. كثيرا ما يخطئ المواطنون تجاه وطنهم ويقدمون مصالحهم على مصلحته، وما حالنا المزرية التي نعيشها إلا نتيجة انفصال بعض الزعماء والسياسيين والحكام وبعض المواطنين عن وطنهم، كما فعل الإبن الشاطر أو الضال، ولم يدركوا سواد المصير الذي يتربص بهم، تماما مثل الإبن الأصغر في مثل اليوم، الذي قسم ثروة أبيه وغادر البيت الأبوي ظانا أنه سيعيش في حرية ستجلب له السعادة، فعاش حياة سهلة ملأى بالخطايا، مبذرا مال أبيه، حتى أصبح يشتهي الخرنوب الذي يأكله الخنازير. لقد قال أحد إخوتنا، الشيخ الراحل عبدالله العلايلي، عندما كان مفتيا في جبل لبنان: «لبنان والقداسة صنوان. هكذا وسمته الكتب السماوية، فكرمته ديانة وسمت به ديانة. وكان لنا منها جمعاء ما يشبه التتويج بأكاليل الغار. فما ظنك في جبل هو في وعي السماء، قداسة موصولة بقداسة - ليتنا جميعا ندرك أهمية وطننا وضرورة الحفاظ عليه. لبنان بحاجة إلى اتحاد جميع المسؤولين والزعماء وكل أبنائه حول مصلحته التي هي مصلحة الجميع. إنه بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل إنقاذه، وأول عمل على المسؤولين القيام به هو انتخاب رئيس يقود عملية الإنقاذ. إن التأخر في انتخاب الرئيس أو تعطيل الإنتخاب هو عمل مدان لأنه يمنع الإنقاذ، ويساهم في القضاء على ما تبقى من مقومات البلد ومن تبقى من أبنائه المتشبثين به. هنا لا بد من الإشارة إلى خطورة اتساع الحرب على لبنان. كلنا نعرف أننا أمام عدو شرس مجرم لا يردعه ضمير ولا إنسانية، فهل نضع أنفسنا في فم التنين؟ إذا كنا نعرف أن لبناننا لا يحتمل نتائج وحشية هذا العدو، وقد شهدنا ما حل بغزة مما أدمى القلوب، أليس من الحكمة منع انزلاق لبنان إلى ما يشبه ما حل هناك؟ «كل شيء مباح لي ولكن ليس كل شيء يوافق» يقول بولس الرسول. فكروا بمصلحة لبنان وببقائه. مصلحة لبنان وأبنائه تعلو على كل المصالح. فهل يجوز لفئة من اللبنانيين أن تقرر عن الجميع وتتفرد باتخاذ قرارات لم يتوافق عليها جميع اللبنانيين، ولا تناسب مصلحتهم؟ وهل تقبل هذه الفئة أن تبادر فئة أخرى من الشعب إلى اتخاذ مواقف أو القيام بأعمال تزج الجميع في أتون صراعات يدفع الجميع ثمنها؟ أين الدولة من كل هذا؟ على جميع اللبنانيين التأمل مليا في الوضع الذي وصلنا إليه والعودة سريعا إلى كنف لبنان كما عاد الإبن الضال إلى حضن أبيه، والعمل الحثيث على إنقاذه كي لا نبكي بلدا وهبنا إياه الله ولم نحافظ عليه، بل عبثنا به ومزقناه كما يمزق الطفل لعبته، عن جهل. (ملحق رقم 5*- عظة)
  • البطريرك الراعي: إنّنا نبارك ونشكر كلّ مسعى لإنتخاب الرئيس بروح المصالحة والسلام. ونخصّ بالذكر لجنة السفراء الخمسة وتجمّع المعتدلين. فبانتخاب الرئيس تكتسب المؤسّسات الدستوريّة، وعلى رأسها المجلس النيابيّ والحكومة، شرعيّة الممارسة وفقًا للدستور. وطالما الجمهوريّة اللبنانيّة من دون رئيس، فتتكاثر الفوضى، وتتفكّك أوصال الدولة، وتستباح مخالفة القوانين، ويطغى ظلم القادرين والنافذين وفائض القوّة - ويا لهول وعار ما يجري في قطاع غزّة من جرائم؟ إنّنا ندين بشدّة المجازر التي تُرتكب هناك بحقّ الشعب الفلسطينيّ على يد الإسرائيليّين الأثيمة: يقتلون عمدًا العشرات من المنتظرين المساعدات الغذائيّة، وهم يتضوّرون جوعًا. وآخرون يموتون جوعًا على الطرقات تحت أنظارهم، وآخرون يُقتلون عمدًا وهم على طرقات التشريد من بيوتهم المهدّمة، والهرب تحت نيران المدافع والصواريخ. فيا للإجرام الوحشيّ. ونحن في لبنان يجب ألّا ينزلق أحدٌ بوطننا إلى الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشريد، من دون فائدة، ولقضايا لا دخل للبنانيّين عامّةً بها ولأهلنا في الجنوب اللبنانيّ. رسالة لبنان أن يكون أرض سلام، ورائد سلام بحكم تكوينه وتنوّعه الثقافيّ والدينيّ، وبحكم تاريخه ونظامه السياسيّ وميثاق عيشه المشترك، وليدرك اللبنانيّون، مسؤولين وشعبًا أنّ "السلام ثمرة العدالة" (أش 23: 7)، و"يولد من الحبّ". ولهذا السبب السلام يُبنى كلّ يوم. فليكن هذا الواجب المشرّف من أولى مسؤوليّاتنا في العائلة والمجتمع والدولة. (ملحق رقم 6*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

في الملف السياسي، دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، الثلاثاء، جميع الأطراف إلى عقد الجولة التاسعة المؤجلة للجنة الدستورية السورية في جنيف خلال أبريل المقبل، وجاء ذلك خلال مشاركته في جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي.

وذكر بيدرسون أن الجولة التاسعة من المحادثات تم تأجيلها بعدما أعلنت روسيا أنها لم تعد تعتبر سويسرا محايدة، مشيرا إلى عدم التوصل إلى اتفاق بشأن مكان جديد للاجتماع، ومؤكدا أنه قدم عروضا لدول مختلفة، لكن لم يتم قبولها. كما أضاف أن الاجتماع مرة أخرى في جنيف هو الخيار الوحيد ويجب البحث عن مكان جديد في المستقبل.

ودعا بيدرسون الأطراف إلى الرد بشكل إيجابي على الدعوة، معربا عن قلقه العميق إزاء التطورات الميدانية في سوريا، ومشيرا إلى أن تداعيات الصراعات الإقليمية يمكن مشاهدتها بوضوح في سوريا.

أمنيا، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل الأربعاء مقتل عنصران من الميليشيات الموالية لحزب الله من الجنسية السورية، وأصيب 6 آخرون بجروح وحروق بليغة ومعلومات عن مفقودين، في حصيلة أولية للضربات الإسرائيلية التي استهدفت مبنيين ضمن مزرعة ومركز تدريب للميليشيات تفصل بينهما مسافة 600 متر، وأضاف أن الاستهداف الأول كان على طريق ببيلا- السيدة زينب بالقرب من متنزه سليماني، أما الاستهداف الثاني فكان من نصيب مزرعة بين الحجيرة والسيدة زينب بريف دمشق. فقد قصفت إسرائيل منطقة قريبة من دمشق، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية وسط تصاعد التوترات الإقليمية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.

وخلال ساعات سمع دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن ضربات إسرائيلية جنوب غربي العاصمة السورية دمشق. فيما أفاد المرصد السوري، الخميس، بأن طائرة مسيرة يرجح أنها إسرائيلية استهدفت سيارة في ريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية، مشيرا الى مقتل عنصر من حزب الله اللبناني.

يذكر ان فجر الأحد، قتل عنصران من حزب الله، جراء قصف إسرائيلي استهدف شاحنة في سوريا قرب الحدود مع لبنان، وفق ما أفاد المرصد، الذي أورد ان إسرائيل استهدفت بصاروخ من الجو شاحنة مدنية قرب الحدود السورية-اللبنانية ضمن منطقة متداخلة بين محافظتي حمص وريف دمشق.

في السياق، وبعد ساعات على الغارة الإسرائيلية التي طالت مبنى في مدينة بانياس على الساحل السوري، كشفت مصادر ان الغارة أدت إلى مقتل مستشار في الحرس الثوري الإيراني، يدعى رضا زارعي. وقد ذكرت قناة منسوبة للقوات المسلحة الإيرانية على "تيليغرام" أن الضربة استهدفت مبنى يقطنه إيرانيون، كما أشارت إلى أن من بين القتلى في الحرس الثوري رضا زارعي، ما قد يشي باحتمال أن يكون هناك قتلى آخرون. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف بوقت سابق أن الغارات استهدفت 3 قيادات إيرانية كانت داخل المنزل أو المبنى، ما أدى إلى مقتل شخص على الأقل.

 

  1. في الشأن الليبي

بعد إغلاق مجمع مليتة النفطي والتهديد بإغلاق كافة المنشآت النفطية، قال رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية، مساء الاحد الماضي، إنه لا يوجد حاليا أي منشأة نفطية مغلقة في البلاد، وذلك بعد قرار حكومي بشأن رواتب منتسبي الجهاز. كما أوضح أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، قدم وعودا المدة الماضية بتعديل المرتبات وقد قام بتنفيذها فعلا. وكانت حكومة الوحدة قد أعلنت في وقت سابق، أن الدبيبة أصدر قرارا بتحديد مرتبات منتسبي جهاز حرس المنشآت النفطية وفقا لجدول المرتبات الموحدة لمنتسبي الجيش الليبي.

من جانب آخر، يتزايد الاستياء الشعبي والسياسي من حكومة الوحدة الوطنية في مناطق غرب ليبيا، التي كانت إلى وقت قريب من أشد الداعمين لاستمرارها في السلطة إلى حين إجراء انتخابات في البلاد، وتراجعت معها درجة التأييد لرئيسها عبد الحميد الدبيبة، مقابل ارتفاع الأصوات التي تطالب بإسقاطه. وكانت مجزرة طرابلس التي تم خلالها تصفية 10 أشخاص رميا بالرصاص داخل منزل في منطقة أبو سليم التي تسيطر عليها ميليشيات موالية للحكومة، الحادثة التي أحرجت الدبيبة في معقله الرئيسي وحاضنته الشعبية والاجتماعية التي كان يعتمد عليها لمواجهة خصومه شرق البلاد، وقد أثارت الواقعة غضب الليبيين من سياسات الحكومة ومواقفها وتعاملها تجاه الحالة الأمنية بالبلاد، وأثارت الاحتقان في مناطق غرب ليبيا.

ويرى المتابعون الليبيون، أن حكومة الدبيبة لم تعد تتمتع بغطاء اجتماعي وسياسي واسع في غرب ليبيا، لكنها مازالت تحظى بدعم الأجهزة الأمنية والتشكيلات المسلحة والقوى المالية وهو ما يجعلها تبقى قائمة وقادرة على الاستمرار في السلطة وإبقاء الوضع تحت السيطرة رغم الضغوط المسلطة عليها. كما يعتبرون أن احتمال تغيير هذه الحكومة بأخرى غير قائم الآن، نظرا لعدم وجود توافق محلي بشأن هذه الخطّة بين مختلف المكونات السياسية وخاصة بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، وكذلك توافق دولي، حيث تريد الحكومات الغربية والأمم المتحدّة إجراء انتخابات عامة في البلاد قبل تشكيل حكومة.

وفي سياق متصل، دعا محافظ مصرف ليبيا المركزي إلى ميزانية وطنية موحدة في تحدٍ واضح لحليفه السابق رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة وسط تراجع قيمة الدينار الليبي، ونشر المحافظ رسالة إلى الدبيبة يوم الثلاثاء يحث فيها على إنهاء ما وصفه بالإنفاق الموازي المجهول المصدر حفاظا على الاستدامة المالية للدولة. وبينما كان يُنظر إلى هاتان الشخصيتان في السابق على أنهما حليفان مقربان، فقد اختلفا مع قيام حكومة الوحدة الوطنية بزيادة الإنفاق العام إلى مستوى يثير قلق البنك المركزي في حين تتراجع قيمة الدينار الليبي بشكل مطرد في أسواق العملات منذ العام الماضي.

في ملف النفط، قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، إن المؤسسة لديها 45 مشروعا بتكلفة 17-18 مليار دولار، وستُعقد جولة مزايدات بنهاية هذا العام أو بداية العام المقبل وهناك علامات مشجعة من الشركات الكبرى على المشاركة فيها، موضحا أن المؤسسة تعمل حاليا في البلاد بأكملها وتتعامل مع سلطات مختلفة بسلاسة وتعمل كمؤسسة مستقلة. كما أشار إلى أن المؤسسة تنتج نحو 1.25 مليون برميل يوميا فيما كانت تنتج 3.4 مليون برميل يوميا في السبعينات ويمكن العودة إلى هذه الأرقام، لافتا من جانب آخر، الى أنه يتم استغلال 25% فقط من طاقة خط أنابيب الغاز بين ليبيا وإيطاليا. كما أشار رئيس المؤسسة الى ان الادارة تدرس إنتاج طاقة شمسية بالتعاون مع شركاء من أجل الاستخدام المحلي وربما التصدير إلى أوروبا.

في الملف السياسي العالق، حثّ مجلس الأمن الدولي القادة الليبيين على ضرورة الانخراط في عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، تؤدي إلى إجراء انتخابات عامة في البلاد في أقرب وقت ممكن، وأبدى في بيان، مساء الثلاثاء، دعمه لخطة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي الرامية لعقد اجتماع خماسي بين الأطراف الرئيسية، داعيا إلى ضرورة انخراط الجميع في هذا المسار بحسن نيّة ودون شروط مسبقة وتقديم التنازلات اللازمة للسير بالبلاد نحو الانتخابات. كما لوّح مجلس الأمن بفرض عقوبات على الأفراد أو الكيانات الذين يهددون السلام أو الاستقرار أو الأمن في ليبيا، أو يعيقون أو يقوضون استكمال عملية الانتقال السياسي بنجاح، بما في ذلك عن طريق عرقلة الانتخابات. وفي جانب آخر، جدّد دعوته لانسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا من دون تأخير، كما عبر عن قلقه إزاء التوترات المتزايدة في ليبيا، بما في ذلك انتشار الميليشيات المسلحة.

من جانب آخر، وبعد اللغط الذي حصل بعد منع السلطات التونسية، أعضاء من البرلمان الليبي والمجلس الأعلى للدولة من عقد اجتماع على أراضيها، يبحث ملفي تشكيل حكومة جديدة في ليبيا والقوانين الانتخابية، واعادت السماح لهم بعقد اللقاء، أعلن أكثر من 100 عضو من البرلمان الليبي والمجلس الأعلى للدولة، توصلهم لاتفاق يقضي بتشكيل حكومة وطنية جديدة والالتزام بالقوانين الانتخابية الصادرة عن لجنة 6+6 المشتركة. وتعليقا على الاتفاق، رأى المسؤول الأممي أن الاجتماع الذي عُقد لا يلبي الطموحات بسبب تحفظات بعض الأطراف عليه، ولا يمكن أن يكون بديلا عن حوار أوسع بمشاركة أكبر وجدول أعمال أكثر شمولا. كما أكدّ باتيلي في رسالة وجهها إلى المجتمعين في تونس، أن هذا الاجتماع قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح شريطة صدق النوايا وتغليب المصالح العليا وترك الحسابات الضيقة، لكنه أشار إلى أنّه لا يلبي الطموحات بسبب طبيعته الثنائية وعدم جمعه لكل الأطراف الرئيسية من أجل حلّ القضايا الخلافية، مشدّدا على دعم البعثة الأممية لكل المبادرات التي تسعى إلى كسر الهوة بين الأطراف الليبية، لكنه حذّر من المخاطر المرتبطة بإعادة إنتاج حلول غير مقبولة من الجميع تكون مخرجاتها غير قابلة للتنفيذ. إلى ذلك، جدّد المسؤول دعوته للأطراف الليبية للمشاركة في الحوار الخماسي من دون شروط مسبقة، وتحمل مسؤولياتهم وعدم إضاعة الوقت من أجل تجاوز هذا الجمود السياسي ووقف انهيار البلاد الوشيك وتحقيق طموحات الليبيين.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

في الملف الفلسطيني الداخلي، بُعيد اللقاء الذي جمعها في موسكو، أعلنت حركة حماس أن الفصائل الفلسطينية المجتمعة في العاصمة الروسية أكدت أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. يذكر أن أعمال اللقاء الفلسطيني الجامع، الذي حضرته الفصائل الفلسطينية كافة بما فيها حركتا فتح وحماس، انطلقت في العاصمة الروسية الخميس، لبحث تشكيل حكومة تكنوقراط، وإعاة توحيد الصف الفلسطيني وبحث ما يجري في قطاع غزة. وأتى اللقاء تحت رعاية وزارة الخارجية الروسية التي دعت له، في محاولة منها لإحداث اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية المتعثر منذ سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007.

ومطلع الأسبوع قدم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه استقالة حكومته للرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما تشير التوقعات إلى أن السلطة تتجه لتكليف محمد مصطفى بتشكيل الحكومة القادمة لما يملكه من تاريخ بالعمل الاقتصادي حيث كان وزيرا سابقا للاقتصاد في حكومات سابقة. وكان الرئيس الفلسطيني قد أعلن قبل أيام، في تصريحات أخذت طابع التوصيات لمؤتمر موسكو بضرورة الالتزام بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير وإنهاء ما خلفه الانقسام الفلسطيني منذ أحداث 2007، كما أشار إلى ضرورة الالتزام أيضا بمبدأ سلطة وقانون وسلاح شرعي واحد بالإضافة إلى المقاومة الشعبية السلمية.

في السياق، شدد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش، الجمعة، على أن الحكومة الفلسطينية المقبلة يجب ألا تكون فصائلية، مضيفاً أن الظرف والضرورة الوطنية تقتضي ذلك. كما قال ان الحكومة المزمع تشكيلها هي حكومة خبراء، وهي حكومة تكنوقراط يشكلها الرئيس حسب القانون الفلسطيني، متمنيا أن تحظى الحكومة القادمة برضا الشعب الفلسطيني وكافة الفصائل الفلسطينية.

في ملف الحرب على غزة، تستمر المفاوضات في محطتها الحالية بالدوحة أملا في حدوث اختراق في الأيام القادمة، بين تفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة وترقب لتجاوب إسرائيل وحماس مع المقترحات والأطروحات. تفاؤل كبير أبداه الرئيس الأميركي بحديثه عن موافقة إسرائيل على وقف القتال في غزة خلال شهر رمضان وهذا الحذر عبرت عنه إسرائيل وحماس حيال التقدم المحرز في المفاوضات والترقب للأطراف المعنية مع تأكيد الدوحة سعيها للدفع نحو تحقيق التهدئة قبل بدء رمضان.

من جانب آخر، بعد المجزرة التي ضربت شارع الرشيد شمال مدينة غزة، وبعد التنديد الدولي، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مدنيين كانوا ينتظرون شاحنات الإغاثة في دوار النابلسي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 وإصابة العشرات، لف الغموض مصير المفاوضات الجارية عبر الوسطاء بين حركة حماس وإسرائيل، لاسيما أن الحركة لوحت بوقف أي محادثات إذا استمرت الانتهاكات الإسرائيلية .إلا أن مصادر إسرائيلية أكدت، الجمعة، أن وفدا إسرائيليا زار مصر هذا الأسبوع لمناقشة تفاصيل صفقة محتملة لتبادل المحتجزين بين الجانبين، وسيعود إلى القاهرة الأسبوع المقبل لإجراء مزيد من المحادثات. كما كشفت أن الوفد قدَّم لمصر قائمة بأسماء السجناء الأمنيين الفلسطينيين الذين لا تبدي إسرائيل استعدادا للإفراج عنهم في حالة التوصل إلى اتفاق مع حماس.

على صعيد الازمة الانسانية بدأت كل من مصر والامارات والاردن بإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة الطائرات على القطاع، كما نفذت القوات الجوية الأميركية، السبت، أول عملية إسقاط جوي للمساعدات على غزة بثلاث طائرات سي-130، وقال أحد المسؤولين إن الطائرات الثلاثة أسقطت 35 ألف وجبة غذائية دون ان ترد تفاصيل بشأن المناطق التي جرى إسقاط المساعدات الأميركية فيها داخل القطاع.

وفي السياق أعلنت منظمة الصحة العالمية أن السكان في قطاع غزة يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على الغذاء والماء وغيرهما من الضروريات، في ظل ما وصلت إليه الأوضاع من جوع ويأس وسط استمرار الهجوم الإسرائيلي، وقال المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندماير، من جنيف، إن النظام في غزة على شفير الانهيار، بل أكثر من ذلك... جميع شرايين الحياة في غزة انقطعت بشكل أو بآخر.

من الجانب الآخر، قال نتنياهو إن إسرائيل تحاول الاقتراب من تفاهم للتوصل لصفقة تبادل لكن لا يمكنه إعطاء وعد لا يمكن تنفيذه، مؤكدا أن العمل جار لإطلاق سراح المحتجزين وتحقيق أهداف الحرب.

 

  1. 5. في الشأن العراقي

ألقت السلطات العراقية القبض على عنصرين من تنظيم "داعش" في عملية خارج البلاد وأعادتهما إلى الوطن، حيث اعترفا بارتكاب جرائم أثناء حكم التنظيم المتطرف، حسبما أعلنت إدارة المخابرات نهاية الاسبوع الماضي، ولم يوضح بيان جهاز المخابرات الوطني العراقي مكان اعتقال الرجلين وأصدر مقطعا مصورا لهما معصوبي العينين بأيدي مكبلة بينما كانا على متن طائرة صغيرة.

وفي هذا السياق، تطرح المحادثات بين الأميركيين والعراقيين حول انسحاب القوات الأميركية من العراق إشكالية خاصة، والسبب يعود إلى تعدد الأطراف المنخرطة في تلك المسألة. فهناك الحكومة العراقية في الواجهة، وإلى جانبها أطراف متعددة بدءاً من الشارع العراقي وصولاً إلى الأحزاب الشيعية مروراً بالأحزاب والمناطق ذات الأكثرية السنية بالإضافة إلى الأكراد. أما البعد الخارجي للمسألة العراقية ليس أقل أهمية، فالأتراك لديهم مصلحة بإبقاء الميليشيات الشيعية والنفوذ الايراني بعيداً عن حدودهم الجنوبية، والإيرانيون يريدون طرد الأميركيين من العراق ومحاولة إخضاع البلاد لنفوذهم المتصاعد، وهناك امتداد أمني مهم للأميركيين في سوريا أيضا.

وقد أفادت مصادر اميركية أن الأميركيين يتحدّثون عن أمر واحد ألا وهو منع عودة "داعش"، وهم قلقون من إمكانية عودته إلى نشاطه، ويشترطون أن تكون مغادرتهم مرتبطة بعدم عودة التنظيم. ويضعون تحت هذا البند الكثير من المتطلبات، ومنها أهلية وإمكانيات القوات الحكومية العراقية، وقدرتها على ضبط الأوضاع في المستقبل، بحيث لا تشهد البلاد أية أزمة يتسبب بها التنظيم الإرهابي. إلى ذلك، شددت المصادر على أن الإدارة الأميركية لا تريد بأي شكل من الأشكال تكرار سيناريو العام 2011 عندما غادرت القوات الأميركية وتركت الساحة للحكومة في بغداد، لكن بعد ثلاث سنوات انهارت القوات العراقية أمام تقدّم داعش، فاضطر الأميركيون للعودة على عجل، وقاموا بعمليات عسكرية واسعة لدحر التنظيم ومساعدة الجيش العراقي على إعادة بناء نفسه.

إلى ذلك، تضيف مشكلة داعش في سوريا أسئلة على الحضور الأميركي في العراق، فقد اعتمدت القوات الأميركية خلال السنوات الماضية على قواعدها في العراق والأردن والتنف لمساندة مهمتها بمنطقة شمال شرق سوريا. لذا وفي حال الانسحاب، سيكون على الأميركيين، خصوصاً العسكريين المجيء بخطط إمداد جديدة لإسناد القوات الأميركية وقوات سوريا الديموقراطية داخل الأراضي السورية.

من جانبها، تريد الحكومة العراقية أن تتمّ مقاربة الانسحاب بطريقة مختلفة وبشعارات محددة. وفي السياق، قال أشخاص مطلعون على موقف الحكومة ببغداد إنها تريد طرح الانسحاب تحت ثلاثة عناوين: الأول هو إنهاء مهمة التحالف وليس انسحاب أميركي، والثاني هو الانسحاب بالتراضي والثالث التحوّل إلى العلاقات الثنائية العميقة.

في الملفات الداخلية، أعلنت رئاسة إقليم كردستان العراق، تحديد موعد جديد للانتخابات البرلمانية في الإقليم والتي كانت مقررة في فبراير، وذلك بعد إرجائها مراراً نتيجة خلافات سياسية بين الحزبين الرئيسيين، وبطلب من مفوضية الانتخابات العراقية لأسباب لوجستية.

وفي 21 فبراير أصدرت المحكمة قراراً حدّدت فيه عدد أعضاء برلمان الإقليم بمئة عضو بدل 111، وتسليم المفوضية العليا للانتخابات إدارة انتخابات الإقليم بديلاً من هيئة أخرى محلية. وعليه، أعلن رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني الأحد تحديد يوم 10 يونيو 2024 موعداً للانتخابات العامة للدورة السادسة لبرلمان كردستان، وفق بيان صادر عن مكتبه.

من جانب آخر، نفت رابطة صناعة النفط في كردستان (أبيكور) تصريحات مسؤولين بالحكومة العراقية بشأن التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان وشركات نفط عالمية لاستئناف تصدير النفط عبر خط الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي، وقالت في بيان إن الشركات الأعضاء بها سترحب بإعادة فتح خط الأنابيب العراقي التركي، معبرة عن أسفها لعدم رؤية أي اقتراحات من الحكومة العراقية أو الحكومة الكردستانية حتى الآن بشأن الاتفاقيات اللازمة للقيام بذلك. وكانت تركيا قد أوقفت تدفق 450 ألف برميل يوميا من شمال العراق عبر خط الأنابيب الذي يربط بين الدولتين في مارس آذار عام 2023، بعدما أصدرت غرفة التجارة الدولية حكما ضد أنقرة في قضية تحكيم.

 

  1. 6. في الشأن اليمني

أكد مسؤول أميركي، الثلاثاء، إن عناصر من إيران وحليفها اللبناني حزب الله يعملون داخل اليمن لدعم هجمات المتمردين الحوثيين على سفن الشحن الدولي. وقال تيم ليندركينغ، المبعوث الأميركي الخاص لليمن أمام اللجنة الفرعية بمجلس الشيوخ، إن إيران تجهز وتسهل هجمات الحوثيين، والتي أدت إلى ضربات أميركية وبريطانية انتقامية على اليمن، واضاف ان التقارير العامة الموثوقة تشير إلى أن عدداً كبيراً من عناصر حزب الله ومستشارين إيرانيين يدعمون هجمات الحوثيين من داخل اليمن.

وفيما تتواصل التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الخميس، إن جماعته ستحدث مفاجآت عسكرية وأعمالا غير متوقعة في عملياتها في البحر الأحمر، وأضاف أن ميليشياته استهدفت 54 سفينة منذ بداية العمليات، مشيرا إلى أن 384 هو إجمالي ما تم إطلاقه من صواريخ ومسيرات على السفن في البحر الأحمر.

من جانبها، أفادت وزارة الدفاع الأميركية، أن لا سفن عسكرية تأثرت بهجمات المسيرات أو الصواريخ التي يطلقها الحوثيون من مناطق سيطرتهم في اليمن. كما بين المتحدث باسم وزارة الدفاع أن حوالي 15 سفينة تجارية تأثرت، منها أربع سفن أميركية، كما أن هناك ما بين أربع إلى ثماني سفن تابعة للتحالف في البحر الأحمر في كل يوم.

وفي جديد الهجمات، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، السبت، أن الحوثيين أطلقوا الجمعة صاروخا باليستيا مضاداً للسفن صوب البحر الأحمر من دون أن يلحق ضررا بأي سفينة. كما أشارت في بيان إلى أن قواتها قصفت أيضا صاروخ أرض-جو كان معدا للإطلاق من مناطق سيطرة الحوثيين.

إلى ذلك، وبعد أسبوعين على استهدافها من قبل الحوثيين، غرقت السفينة البريطانية روبيمار وسط عوامل جوية سيئة ورياح شديدة يشهدها البحر الأحمر، فقد أعلنت خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة اليمنية للتعامل مع أزمة "روبيمار" ببيان السبت، غرق السفينة مساء الجمعة. كما حذرت من كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر الأحمر، مشيرة إلى أن تلك النتيجة كانت متوقعة بسبب ترك السفينة لمصيرها منذ أكثر من 12 يوماً وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة لتلافي وقوع الكارثة. أتى ذلك، بعدما أعلنت وزارة الخارجية اليمنية، أنها فوجئت بتعرض محيط السفينة البريطانية المنكوبة قبالة سواحل المخا لقصف جوي حوثي جديد، طال زورق صيادين يمنيين، ما أدى إلى مقتل وفقدان بعض الصيادين.

في الملفات الداخلية، أعلنت الحكومة اليمنية، الأربعاء، عن فتح طريق جديد يربط محافظة تعز بالعاصمة صنعاء من جانب واحد، وذلك بعد أيام من إعلان مماثل عن فتح الطريق الرابط بين مأرب وصنعاء، وسط رفض التجاوب من قبل جماعة الحوثي. وأعلن محافظ تعز وقيادة الجيش والأمن في المحافظة، فتح طريق "عقبة منيف – فرزة صنعاء الحوبان" من جانب واحد، داعين الحوثيين إلى فتح هذه الطريق المغلقة منذ 9 سنوات وبقية الطرق الرئيسية وفك الحصار عن المدينة لما فيه تخفيف المعاناة الإنسانية عن المواطنين، مع قدوم شهر رمضان.

ورفض الحوثيون حتى الآن التجاوب مع مبادرة فتح الطرقات للتخفيف من معاناة الناس، وسط حالة من التذمر والغضب المتصاعد ضد الجماعة على خلفية رفضها لمطالبهم بضرورة فتح الطرقات.

 

  1. 7. في الشأن المصري

في الملفات الاقتصادية، وقعت مصر اليوم الأربعاء 7 مذكرات تفاهم مع مطورين عالميين لتنفيذ مشروعات في مجالي الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة باستثمارات إجمالية تتجاوز 40 مليار دولار على مدى 10 سنوات. وأشار البيان عن رئاسة الوزراء، إلى أن الشركات المستثمرة هي باش جلوبال وسمارت إنرجي وتحالف غاما كونسرتكشن وميريديام وتحالف إس.كيه إيكو بلانت-سي سك شمال أفريقيا وشركة التوكل جيلا وشركة إيه.إم.إم باور وشركة يونايتد إنرجي غروب.

في السياق، قالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، إن الصندوق نجح في حل القضايا الأساسية مع السلطات المصرية فيما يتعلق بمراجعته لبرنامج قرض مع مصر بقيمة 3 مليارات دولار، وأضافت أن من المتوقع وضع اللمسات النهائية على حزمة تمويل إضافية إلى مصر في غضون أسابيع.

من جانبهم، يتوقع الخبراء الاقتصاديون، أن يتزامن تخفيض سعر صرف الجنيه المصري مع دخول استثمارات مشروع رأس الحكمة إلى البنك المركزي المصري، أو يتبعه التخفيض مثل التجارب الماضية في 1990 و2016 و2022، بحدوث انخفاض حاد لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه في السوق السوداء غير المشروعة، حيث ان سعر الدولار وصل إلى مستويات 48 جنيها في السوق السوداء بعد مشروع رأس الحكمة، وسبقته حملات أمنية على السوق السوداء، بعد أن وصل الدولار إلى 70 جنيها في أقل من شهر.

من جانب آخر، أصدرت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، تقريرًا حول مستهدفات واستثمارات قطاع الكهرباء والطاقة الـمُتجدّدة بخطة العام المالي 2023/2024. وأوضحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في بيان، يوم السبت، أن الطاقة الكهربائيّة تمثل الركيزة الأساسيّة لجميع خطط التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة، مشيرة الى ان الاستثمارات الموجهة للقطاع للعام 2023/2024 تستهدف استثمارات كليّة لقطاع الكهرباء والطاقة قدرُها 81.4 مليار جنيه بالـمُقارنة بنحو 56 مليار جنيه للعام 2022/2023. كما أشار التقرير إلى استثمار الاستثمارات العامة بنحو 85% مُقابل 15% للقطاع الخاص من الاستثمارات الموجهة للقطاع، واستحواذ الجهاز الحكومي وعلى حوالي 52% من الإجمالي، مُقابِل 17% للهيئات الاقتصادية العامة، و31% للشركات العامة؛ استثمارات عام 2023/2024.

في ملف جماعة الاخوان

لا جديد في هذا الملف.

أزمة سد النهضة  

لا تطورات لهذا الاسبوع.

 

  1. 8. في الشأن الخليجي

في تطور جديد، صنفت محكمة التمييز الكويتية حزب الله اللبناني على قائمة التنظيمات المجرمة معتبرة أنه تنظيم مسلح يسعى إلى نشر الثورة الإيرانية في البلاد، وقالت، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد، إن حزب الله هو تنظيم مسلح يخطط لهدم النظم الأساسية في الكويت لتكوين الجمهورية الإيرانية الكبرى، كما أنه تنظيم يؤمن بالثورة الإيرانية ومبادئها ويسعى لنشرها في الكويت. وجرمت المحكمة كل من يمول ويدعم حزب الله اللبناني، وجاء موقفها عقب الحكم بإدانة 3 مواطنين كويتيين بتهمة التخابر مع حزب الله اللبناني، موضحة أن الانضمام والتعاون مع الحزب جريمة يعاقب عليها القانون.

من جانب آخر، قال مسؤولون مطلعون على الأمر إن الهند وعمان تقتربان من اختتام المحادثات بشأن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة ستسمح بوصول أسهل للسلع والخدمات إلى أسواق كل منهما، مما يعزز وجود الدولة الواقعة في جنوب آسيا في منطقة الخليج. وقالت المصادر إن نيودلهي تريد خفض الرسوم الجمركية على الصادرات إلى عمان التي تتراوح من الأرز والأدوية إلى منتجات النفط والصلب، كما أنها تتفاوض مع عمان لتسهيل وصول المهنيين الهنود مثل الأطباء والممرضات والمهندسين وغيرهم من العمال. فيما عمان من جانبها تريد وصولاً أفضل للسلع مثل المنتجات البترولية والأسمدة ومنتجات الحديد والصلب وغيرها.

على صعيد منفصل، طالب أمين عام مجلس التعاون الخليجي بوقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات، معلنا الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ووقف الجرائم ضدّه. جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الوزاري 159 لمجلس التعاون بالرياض؛ الذي انطلق الأحد، لبحث عديدٍ من الملفات التي تخصُّ دول المجلس، وأبرزها ما اتفق عليه القادة في القمة 44 عام 2023.

وفي الملف اللبناني، ‏شدد المجلس على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.

في شأن الامارات العربية المتحدة

شكك رئيس طيران الإمارات، تيم كلارك، الخميس، في حصول شركته على طلبيتها من طائرات بوينغ بحلول نهاية العام المقبل، وقال إن الشركة الأميركية بحاجة إلى إجراء تغييرات. وتأتي تعليقات كلارك في الوقت الذي شكت فيه شركات طيران من تأخير بوينغ تسليم طلبيات الطائرات في الوقت الذي تواجه فيه مشكلات في الجودة وحملة من الهيئات التنظيمية في أعقاب انفجار باب بإحدى طائراتها من طراز ماكس 9 في أثناء رحلة يوم الخامس من يناير. وقال كلارك ان تسليم طائرات 777 إكس سيحدث في نهاية العام المقبل وربما في 2026 إذا حالفنا الحظ، كما أضاف أن طيران الإمارات لن تشتري طائرات إيرباص مزودة بمحركات رولز رويس النفاثة من طراز ترينت إكس.دبليو.بي-97 إلا بعد التأكد من متانتها.

على صعيد آخر، أطلق مصرف رويا المحلي الإسلامي، الخميس، خدماته في أسواق دولة الإمارات العربية المتحدة، معلنا بذلك عن حقبة جديدة من الخدمات المصرفية الإسلامية الرقمية، الحديثة والمتطوّرة. ويهدف رويا، المرخص من المصرف المركزي في دولة الإمارات، إلى الدمج بشكل احترافي وسلس بين التكنولوجيا المتطوّرة والمبادئ الأساسية للتمويل الإسلامي، بما يلبي متطلبات الأفراد والشركات على حد سواء، كما يسعى إلى تقديم تجربة مصرفية رقمية سلسة، صُممت لتوفر أعلى مستويات الأمان والحداثة.

في السياق، توقع وزير الاقتصاد الإماراتي، نمو اقتصاد بلاده في العام الجاري بنحو 5 بالمئة، وقال إن مواصلة النمو تعطي مؤشراً واضحاً على قدرة الاقتصاد الإماراتي على مواصلة مسيرة النمو المستدام والمرتفع مقارنةً بالدول المتقدمة، مضيفا إن أكثر من 73 بالمئة من الاقتصاد الوطني غير نفطي، وهي المرة الأولى في تاريخ الدولة الوصول إلى هذه النسبة.

في الشأن السعودي

في الاقتصاد، حققت شركة الاتصالات المتنقلة السعودية "زين السعودية"، أعلى إيرادات في تاريخها خلال العام الماضي، بقيمة بلغت حوالي 9.9 مليار ريال، بزيادة 8.9 بالمئة عن 2022، بحسب إفصاح للبورصة السعودية، الأحد. وذكرت الشركة أن هذه الزيادة في الإيرادات ترجع إلى النمو في إيرادات كل من قطاع الأعمال، وخدمات الجيل الخامس، والخدمات الرقمية، وإيرادات شركة "تمام للتمويل"، بالإضافة إلى مبيعات الجملة.

من جانب آخر، أكملت شركة أرامكو السعودية عملية الاستحواذ على حصة ملكية بنسبة 100 بالمئة في شركة "إسماكس" للتوزيع، وهي شركة متخصصة في مجال تجارة التجزئة للوقود ومواد التشحيم المتنوعة في تشيلي. وتحظى الشركة بحضور في السوق التشيلية، يشمل محطات بيع الوقود بالتجزئة، وأعمال المطارات، ومحطات توزيع الوقود، وإنتاج وتوزيع مواد التشحيم.

إلى ذلك، وقعت أرامكو السعودية، 5 اتفاقيات مع شركات ريادية في مجال الاستشارات الإدارية والإستراتيجية، وتهدف الاتفاقيات التي وقعت مع شركات؛ (بين آند كومباني)، و (إيرنست آند يونغ)، و (أوليفر وايمان)، و (كي بي إم جي)، و (كيرني) الممثّلة بمكاتبها في المملكة، إلى تطوير موظفي أرامكو السعودية من خلال تدريبهم داخل هذه الشركات لاكتساب المزيد من الخبرات والاطلاع على أحدث المشاريع الدولية في مختلف مجالات الاستشارات الإدارية، وتطوير مهارات الاستشارات الإدارية لموظفيها من خلال إلحاقهم بالمقرات الدولية لهذه الشركات والمشاركة في العديد من المشاريع في المجالات والتخصصات الاستشارية المختلفة حول العالم، إضافةً إلى صقل المهارات التحليلية للمتدربين، وتطوير خبراتهم التجارية، وتوسيع آفاقهم.

في سياق آخر، دشن وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، مصنع شركة سيمنس للمعدات الكهربائية في واحة مدن جدة. وتبلغ مساحة المصنع 6000 متر مربع لإنتاج أحدث المعدات الكهربائية ذات الجهد المتوسط بما في ذلك أنظمة التحكم للمحطات الفرعية، وألواح الاتصال والحماية، إضافة إلى مجموعة من المنتجات الحيوية الأخرى التي تهدف إلى تعزيز توفير الطاقة الآمنة والموثوقة للعديد من القطاعات المنشآت، النفط والغاز، الطاقة، البنية التحتية والبتروكيماويات. أوضح الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس في المملكة، أن المصنع الجديد في جدة ليس مجرد مرفق تصنيع، بل هو مركز للابتكار مصمم لتلبية الطلب المتزايد في المملكة على حلول الطاقة، مبينًا أنه من خلال استخدام تقنيات سيمنس الحديثة، ستشهد المملكة تحسينات غير مسبوقة في كفاءة ومرونة أنظمة الطاقة.

 

  1. 9. في أزمة تونس

تظاهر آلاف من أنصار "الاتحاد العام التونسي للشغل" السبت، أمام مقر رئاسة الحكومة في العاصمة تنديدا بالوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي. ورأى الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي أن الحوار الاجتماعي والاقتصادي مغلق تماما اليوم، معتبرا أن تمكّن الدولة من سداد مستحقات ديونها الخارجية خلال العام 2023 جاء على حساب الشعب وندرة المواد الأساسية، ومنتقدا تطبيق إملاءات صندوق النقد الدولي على حساب التونسيين.

وتشهد الأسواق في تونس منذ 2023 نقصاً كبيراً في المواد الغذائية الأساسية كالسكر والطحين والأرز التي يتم توريدها من الخارج، وذلك على خلفية الحرب في أوكرانيا، فضلا عن تراجع احتياط البلاد من العملة الصعبة، وفق مراقبين. ولا تزال أزمة التزود بهذه المواد متواصلة مع اقتراب شهر رمضان.

 

  1. 10. في الشأن السوداني

أعلن الرئيس المصري أن بلاده حريصة على أمن السودان وستواصل تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي فيه. وخلال مباحثات مع رئيس مجلس السيادة السوداني الخميس، شدد السيسي على دعم مصر لوحدة الصف السوداني وتسوية النزاع القائم، انطلاقاً من الارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلدين، كما أكد استمرار مصر في الاضطلاع بدورها في تخفيف الآثار الإنسانية للنزاع على الشعب السوداني. بدوره أكد البرهان تقدير بلاده الكبير للدعم المصري في ظل الظروف الحالية التي يمر بها السودان، لافتاً إلى أن هذا الدعم يعكس الروابط التاريخية الممتدة التي تجمع البلدين، والتي انعكست في الدور المصري في استقبال المواطنين السودانيين وتخفيف آثار الأزمة.

يشار إلى أن محادثات السيسي والبرهان شهدت تطورات الأزمة في السودان، والجهود الرامية لتسويتها بما يضمن استعادة الاستقرار ويحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية ومؤسساتها، ويلبي تطلعات الشعب السوداني نحو تحقيق الأمن والاستقرار، كما تم التوافق على استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل خلال الفترة المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين.

يذكر أن البرهان كان زار العاصمة الليبية طرابلس الاثنين، حيث التقى القيادة الليبية لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان، وقال إنه اتفق مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية بين البلدين. من جهته أعلن المنفي، أن اللاجئين السودانيين الذين دخلوا ليبيا هرباً من الصراع في بلادهم، سيعاملون مثل الليبيين في جميع المجالات وخاصة التعليمية والصحية.

من جانب آخر وفي ملف الحرب المستعرة، كشفت مصادر إيرانية رفيعة المستوى الأربعاء، عن انفتاح إيران على مطالب وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، بإرسال مسيّرات وصواريخ إلى القوات المسلحة السودانية التي تقاتل ضد قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى إرسالها بالفعل مستشارين إيرانيين إلى السودان.

وفي هذا السياق، كشف مسؤول استخباراتي سوداني إن الجيش رفض عرضا من إيران لتزويده بمسيرات مقابل منح طهران إذنا بإنشاء قاعدة بحرية دائمة على البحر الأحمر. فقد عرضت إيران بحسب المسؤول السوداني إمداد الجيش بسفينة حربية قادرة على حمل مروحيات ومسيرات إذا وافق على إنشاء القاعدة العسكرية. وقال أحمد حسن محمد، مستشار المخابرات للزعيم العسكري السوداني، إن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات بدون طيار متفجرة لاستخدامها في القتال، لكنها عرضت مؤخرا تقديم سفينة حربية قادرة على حمل مروحيات إذا منح السودان الإذن بإقامة القاعدة وهو ما جرى رفضه. ووفق معطيات استخباراتية- فإن القوات المسلحة السودانية نشرت طائرات بدون طيار من طراز مهاجر 6 لمحاولة منع العمليات الهجومية لقوات الدعم السريع التي سيطرت على مساحات واسعة من وسط وغرب السودان، بالإضافة إلى جزء كبير من الخرطوم، خلال العام الماضي.

وفي فبراير، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الجيش السوداني. وقال جون جودفري، سفير الولايات المتحدة لدى السودان في ذلك الوقت، إن التقارير عن المساعدات الإيرانية للخرطوم مقلقة للغاية، وعينت وزارة الخارجية يوم الاثنين توم بيرييلو، عضو الكونجرس السابق، مبعوثًا أميركيًا خاصًا للسودان.

في سياق الازمة، اكملت بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال السياسي، يوم الخميس، انسحابها من السودان بعد 44 شهرا من تكليفها بمهمتها التي واجهت مصاعب كبيرة، مما فتح باب الجدل مجددا حول أسباب ومآلات إنهاء مهام البعثة في وقت تعيش فيه البلاد حربا كارثية أدت إلى مقتل نحو 14 الف شخص وتشريد أكثر من 10 ملايين. وفي حين رأى مسؤولون ومراقبون تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عرببة" إن إنهاء مهمة البعثة كان أمرا طبيعيا إذ لم تعد لوجودها فائدة بعد اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل، قال آخرون إن من الحرب زادت من ضرورة وجود جهة أممية تعمل على حماية المدنيين ورصد الانتهاكات التي يتعرضون لها.

 

  1. 11. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

في الملف الاقتصادي، تباطأ معدل التضخم في أميركا بما يتماشى مع التوقعات في يناير، وفقًا لمقياس الاحتياطي الفيدرالي الأكثر استخداما أثناء قراره لخفض أسعار الفائدة، وبلغ التضخم في الولايات المتحدة بحسب مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي 2.4% في يناير على أساس سنوي.

من جانب آخر، وقع الرئيس الجمعة على إجراء إنفاق قصير الأجل يبقي مجموعة واحدة من الوكالات الفيدرالية تعمل حتى 8 مارس ومجموعة أخرى حتى 22 مارس– مما يؤدي رسميًا إلى تجنب الإغلاق الجزئي للحكومة الذي كان سيبدأ يوم السبت. ويمنح هذا الإجراء المشرعين مزيدًا من الوقت لصياغة وإقرار إجراءات الإنفاق للحفاظ على استمرار عمل الحكومة الفيدرالية للسنة المالية الحالية، التي تنتهي في 30 سبتمبر.

الأسبوع المقبل، من المتوقع أن ينظر مجلسا النواب والشيوخ في حزمة من ستة مشاريع قوانين للإنفاق وتقديمها إلى الرئيس قبل الثامن من مارس. بعد ذلك، سيعمل المشرعون على تمويل بقية الحكومة بحلول الموعد النهائي الجديد في 22 مارس.

في ملف السباق الرئاسي، يعتزم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حسم تفوقه على منافسته الوحيدة نيكي هايلي في يوم "الثلاثاء الكبير" بعد تحقيقه سلسلة من الانتصارات في إطار السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر، لكن نجاحات ترامب في صناديق الاقتراع كشفت أيضًا نقاط ضعف لديه يمكن أن تُعقّد عودته إلى البيت الأبيض. فقد خسر في أحيان كثيرة عددًا كبيرًا من أصوات الجمهوريين المعتدلين والمستقلين، وهي ضرورية لفوزه على الرئيس الديموقراطي جو بايدن، ففي ولايتي نيوهامبشر وكارولاينا الجنوبية، فضل هؤلاء الناخبون نيكي هايلي إلى حد كبير.

واعتبرت أليسا فرح غريفين، مسؤولة الإعلام السابقة لدى ترامب عندما كان في البيت الأبيض، أن ذلك يمثل تحذيرا هائلا، وان هذا ليس انتصاراً فعلياً. في حين يراهن فريق حملة جو بايدن على أن الفارق سيتقلص بين المرشحين في ولايات تشتد فيها المنافسة عندما تحتل متاعب ترامب القضائية ومغامراته أهمية متزايدة في حياة الناخبين اليومية.

في ملف المحاكمات، وافقت المحكمة العليا الأميركية، الأربعاء، على سماع قضية ادعاء دونالد ترامب بأنه يتمتع بالحصانة من الملاحقات الجنائية على أفعال ارتكبها أثناء توليه الرئاسة، في حين يواجه المرشح المحتمل في انتخابات 2024 عشرات التهم على مستوى الولايات والمستوى الفيدرالي.  وحددت المحكمة العليا، تاريخ 22 أبريل، لسماع مرافعاته، وقالت إن محاكمة ترامب بتهمة التآمر لقلب نتيجة انتخابات 2020 ستظل معلقة في الوقت الحالي.  وكان من المقرر أن يحاكم ترامب بتهمة التدخل بالانتخابات في 4 مارس، لكن تم تجميد الإجراءات مع وصول مطالبته بالحصانة الرئاسية إلى المحاكم.

بالتزامن، أصدر قاض أميركي قرارا بمنع ترشح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية بولاية إلينوي لدوره في أحداث اقتحام الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2021. وقد وصفت حملة ترامب القرار بأنه غير دستوري، مؤكدة أنها ستستأنفه.

 

  1. 12. في الشأن الأوروبي

صوت البرلمان المجري، يوم الاثنين، لصالح التصديق على طلب السويد الانضمام إلى حلف الناتو، منهيا فترة تأخير دامت أكثر من 18 شهرا أحبطت الحلف في ظل سعيه للتوسع ردا على الحرب الروسية في أوكرانيا. وانتقد أوربان، رئيس الوزراي المجري،  حلفاء المجر في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لممارسة ضغوط متزايدة على حكومته في الأشهر الأخيرة للمضي قدما في قبول السويد في الحلف.

يذكر ان الأسبوع الماضي، زارت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي المجر وأعلنت أنها ستقدم قرارا مشتركا إلى الكونغرس يدين التراجع الديمقراطي المزعوم في المجر ويحث حكومة أوربان على رفع الحظر الذي تفرضه على اندماج السويد في حلف الناتو على الفور. لكن مع نهاية الاسبوع، التقى رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون مع أوربان في العاصمة المجرية حيث بدا أنهما توصلا إلى مصالحة حاسمة بعد أشهر من التوترات الدبلوماسية.

على صعيد منفصل، فشلت قيادات القطاع المالي من أكبر الاقتصادات في العالم في الاتفاق على بيان مشترك مع اختتام محادثاتهم يوم الخميس، إذ ألقت الانقسامات بشأن الحربين في غزة وأوكرانيا بظلالهما على الجهود المبذولة للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن التنمية الاقتصادية العالمية. وأصدرت البرازيل، التي استضافت وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من مجموعة العشرين، إيجازا خاصا بها بدلا من البيان المشترك. وكانت الهند قد تبنت نهجا مماثلا خلال رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي، لكنها حشدت أغلب دول المجموعة لإدانة غزو روسيا لأوكرانيا. وأشار إيجاز البرازيل، إلى المخاطر الاقتصادية الناجمة عن تنامي الحروب والصراعات، لكنه حث على مناقشة هذه المخاطر في مناسبات أخرى غير هذه القمة.

وناقش مسؤولو المجموعة حتى وقت متأخر من الليل وحتى الساعات الأخيرة من الاجتماع كيفية وصف الحربين في بيان مشترك، مع وجود خلاف بين روسيا والدول الغربية الكبرى حول لغة الخطاب، حسبما أفادت مصادر مطلعة. فقد أيدت مجموعة السبع فكرة الإشارة إلى حرب "على" أوكرانيا، في حين أرادت روسيا وصفها بأنها حرب "في" أوكرانيا، كما إن دول مجموعة السبع أيدت أيضا صيغة تصف الحرب في غزة بأنها "أزمة إنسانية" من دون الإشارة إلى إسرائيل.

في ملف الطاقة، قالت المفوضية الأوروبية، إن أحدث مناقصة طرحها الاتحاد الأوروبي لشراء الغاز بشكل مشترك تلقت عروضا من شركات عالمية لتوريد ما يقرب من ثلاثة أمثال الكميات المطلوبة للشراء. وأضافت في بيان، أن المناقصة، التي طرحت في وقت سابق من هذا الشهر، اجتذبت عروضا من الموردين الدوليين لبيع 97.4 مليار متر مكعب من الغاز إلى 19 شركة أوروبية طلبت 34 مليار متر مكعب. ويستعد الاتحاد الأوروبي لإصدار تشريع من شأنه أن يجعل خطة شراء الغاز المشتركة دائمة مما يمنح شركات التكتل خيارا مستمرا لشراء الوقود بشكل مشترك، ولا يمكن لبرنامج شراء الغاز المشترك شراء الغاز الروسي.

في سياق منفصل، اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، استخدام أرباح الأصول الروسية المجمدة لتمويل شراء معدات عسكرية لأوكرانيا، وقالت في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، انه حان الوقت لبدء مناقشة استخدام الأرباح الاستثنائية من الأصول الروسية المجمدة ليشتري الاتحاد معدات عسكرية لأوكرانيا. وقالت انه مع أو بدون دعم الشركاء لا يمكن السماح لروسيا بالانتصار. وحول وضع الاتحاد الأوروبي عموما، شددت على ضرورة تعزيز السيادة الأوروبية التي تتمثل في تحمل المسؤولية عما هو حيوي، وحتى وجودي بالنسبة للاتحاد، بحسب تعبيرها، مضيفة انه لا ينبغي تضخيم المخاطر لكن يجب أن يكون الجميع مستعدين لها. وهنأت فون دير لاين السويد على انضمامها قريبا الى حلف شمال الأطلسي، وقالت إن ذلك يعد خطوة تاريخية لهذا البلد ولأمن المجموعة المشترك.

في الملف الاقتصادي، ارتفعت الأسهم الأوروبية، الجمعة، لمستوى قياسي جديد مدفوعة بالأسهم شديدة التأثر بأسعار الفائدة، إذ يواصل المستثمرون التفاؤل بتقارير أرباح الشركات القوية مع تقييم بيانات سابقة أظهرت أن الأسعار الأساسية ما زالت مرتفعة. أغلق المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي مرتفعا بنسبة 0.6 بالمئة عند أعلى مستوى على الإطلاق مسجلا مكاسب للأسبوع السادس، كما قفز المؤشر "داكس" الألماني بنسبة 0.3 بالمئة لمستوى قياسي جديد أيضا ليكون الأفضل أداء بين المؤشرات الإقليمية حتى الآن في 2024.

من جانب آخر، شهدت معدلات التضخم الذي عصف بالاقتصاد الأوروبي تراجعا جديدا في فبراير، حيث انخفضت إلى 2.6%، بعد أن أدى ارتفاع أسعار الفائدة واعتدال أسعار النفط والغاز والنمو المتباطئ إلى الحيلولة دون ارتفاع الأسعار في المتاجر. التراجع الذي شهده شهر فبراير يأتي بالمقارنة بنسب التضخم التي بلغت 2.8% في الدول العشرين التي تستخدم عملة اليورو خلال يناير الماضي، حسبما أفاد مكتب الإحصاء التابع للاتحاد الأوروبي يوروستات يوم الجمعة. كذلك، تراجع معدل تضخم أسعار الغذاء إلى 4% مقارنة بـ 5.6%، ما يوفر بعض الراحة لذوي الدخل المتواضع الذين ينفقون جزءا أكبر من أجورهم على الضروريات مقارنة بالأثرياء. ثمة عمل آخر وراء تراجع معدلات التضخم يكمن في انخفاض أسعار الطاقة بنسبة 3.7%.

في سياق منفصل، اعلنت المفوضية الأوروبية انها ستسدد 50 مليون يورو إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لكنها ستؤجل سداد 32 مليون يورو في الوقت الذي تنظر فيه في مزاعم إسرائيلية باشتراك 12 موظفا بالأونروا في هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل، وذكرت أيضا في إعلان الجمعة، أنها ستزيد إجمالي المساعدات المقدمة إلى الفلسطينيين بواقع 68 مليون يورو هذا العام لمساعدة المدنيين الذين يواجهون ظروفا مروعة خلال حرب إسرائيل وحماس في غزة.

وفي ملف منفصل، وبينما تترقب عدة بلدان حول العالم خلال الأشهر القليلة المقبلة استحقاقات انتخابية متنوعة، تتصاعد المخاوف الغربية من التشويش على تلك المواعيد، سواء عبر حملات التزييف بالذكاء الاصطناعي أو عمليات القرصنة، ومن روسيا والصين أيضاً. فقد نبهت بعض الوثائق الاستخباراتية من احتمال أن تستخدم روسيا ميليشيات خاصة للسيطرة على طرق الهجرة إلى أوروبا وتسليحها، لا سيما أن موسكو تتمتع بنفوذ وسيطرة على عدد من الطرق الرئيسية المؤدية إلى القارة الأوروبية.

بدورها حذرت "فرونتكس" شرطة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي من احتمال أن تكثف روسيا مع حلول الربيع، جهودها لنقل المهاجرين، واستعمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا التكتيك من أجل زعزعة استقرار أوروبا، كما نبهت من استخدام الروس ورقة الهجرة كأداة في لعبة أكبر من النفوذ والضغط، واعتبرت أن بوتين "المعزول بشكل متزايد"، وفق وصفها، قد يسعى إلى نقل المهاجرين نحو أعتاب أوروبا، سواء عبر الحدود الشرقية لروسيا أو من خلال وكلاء في الجنوب، بما في ذلك في إفريقيا، ما يشكل تهديدا كبيرا للأمن الأوروبي في 2024.

أزمة شرق المتوسط

لا تطورات هذا الاسبوع.

 

  1. 13. في الشأن التركي.

في الملفات الاقتصادية، أظهرت بيانات لوزارة التجارة التركية، السبت، انخفاض صادرات تركيا إلى روسيا في فبراير 33 بالمئة على أساس سنوي إلى 670 مليون دولار، مقارنة مع 1.1 مليار دولار في فبراير 2023، كما انخفضت الواردات التركية من روسيا 36.65 بالمئة الشهر الماضي إلى 1.3 مليار دولار مقارنة مع ملياري دولار في الشهر نفسه من العام الماضي.

وقد افادت مصادر متابعة الأسبوع الماضي، أن التهديدات الأميركية بفرض عقوبات على الشركات المالية التي تتعامل مع روسيا أثرت على التجارة بين أنقرة وموسكو مما أدى إلى تعطيل أو إبطاء بعض المدفوعات سواء لواردات النفط أو للصادرات التركية.

وفي مؤتمر صحفي، قال وزير التجارة التركي، إن العجز التجاري في تركيا تقلص 42.3 بالمئة على أساس سنوي إلى سبعة مليارات دولار في فبراير، وأضاف أن الصادرات ارتفعت 13.6 بالمئة في فبراير بينما انخفضت الواردات 8.5 بالمئة.

في سياق منفصل، أكّد زعيم "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد إرسين تتار، الأحد، أن القبارصة الأتراك لن يشاركوا في أي مفاوضات مع القبارصة اليونانيين قبل أن يتم الاعتراف بسيادتهم، وقال تتار على هامش المنتدى الدبلوماسي السنوي في أنطاليا، أن بعد كل هذه السنوات وكل هذه المفاوضات التي لم تُثبت شيئًا، لا يمكن استئناف المفاوضات إلّا إذا تمّ التأكيد أو الاعتراف بسيادة ووضع الجانب التركي الدولي بالتساوي، وإلّا لن نجلس على طاولة المفاوضات مرة أخرى لأن لا جدوى من ذلك. واعتبر أن جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2004، انسحبت من المفاوضات بعد انهيار كل محاولات إعادة التوحيد، وأوضح انه لا أمل بإعادة التوحيد، نحن نتحدث عن حلّ دولتين.

 

  1. 14. في الشأن الروسي

طلبت منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية، التي تدعمها موسكو، منتصف الاسبوع من روسيا المساعدة في حمايتها مما وصفته بضغوط منسقة تمارسها حكومة مولدوفا على اقتصادها. حيث تبنّت سلطات ترانسدنيستريا إعلاناً رسمياً يطلب حماية"روسيا في مواجهة كيتشيناو التي اعتمدت أخيراً إجراءات اقتصادية انتقامية ضد هذه المنطقة.

من جانبها، قالت روسيا إن حماية سكان ترانسدنيستريا تمثل أولوية بعدما طلب السياسيون في المنطقة الانفصالية الموالية لموسكو مساعدتهم في مواجهة الضغوط التي تمارسها مولدوفا. وقالت وزارة الخارجية ان حماية مصالح سكان ترانسدنيستريا، أبناء "وطننا"، هي إحدى أولويات روسيا الاتحادية، وأشارت إلى أن الجهات الروسية المختصة تنظر في جميع الطلبات المقدمة من تيراسبول عاصمة ترانسدنيستريا بعناية.

يذكر ان هذه المنطقة الموالية لروسيا والمتاخمة لأوكرانيا انفصلت عن مولدوفا في التسعينات وتنتشر فيها قوات روسية.

في سياق متصل، قالت روسيا، الأربعاء، إنها ستتخذ إجراءات عسكرية وفنية وإجراءات مضادة أخرى لم تحددها لحماية نفسها بعد انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي في خطوة وصفتها بأنها عدائية وخاطئة. وذلك بعد ان أزيلت آخر عقبة في طريق انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي الاثنين، بعدما وافق البرلمان المجري على انضمامها. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ان موسكو ستراقب عن كثب ما ستفعله السويد في التكتل العسكري العدائي، وطريقة ممارستها للعضوية عمليا، وعلى هذا الأساس، سترد بخطوات انتقامية ذات طبيعة عسكرية وفنية إلى جانب خطوات أخرى.

من جانب آخر وردا على تشديد وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الثلاثاء، على أنه يتعيّن على بلدان مجموعة السبع مصادرة أرباح الأصول الروسية المجمّدة بشكل مشترك وعاجل وإعادة توجيهها إلى أوكرانيا، وصف وزير المال الروسي أنتون سيلوانوف المقترح الأميركي بأنه مدمر، وحذّر من أن خطوة من هذا القبيل يمكن أن تقوّض النظام المالي العالمي عبر جعل أصول البلدان في الخارج عرضة للقرارات السياسية. يشار الى ان المقترح ينطوي على مخاطر تشمل إمكانية اتخاذ روسيا إجراءات قانونية فيما قد تثير مخاوف بلدان أخرى مثل الصين ما يمكن أن يدفعها لخفض استثماراتها في الغرب خشية تعرضها لإجراءات مماثلة.

على صعيد آخر، فرضت روسيا، الثلاثاء، حظرا لمدة ستة شهور على صادرات البنزين اعتبارا من أول مارس للحفاظ على استقرار الأسعار في ظل تزايد طلب المستهلكين والمزارعين وكذلك لإتاحة الفرصة لصيانة المصافي في ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم.

في سياق منفصل، أعلن رئيس مجلس الأعمال الروسي الإيراني في غرفة التجارة والصناعة الروسية، ليونيد لوجيتشكو، أن موسكو ستزود طهران بتكنولوجيا إنتاج النفط والغاز في المناطق التي يصعب الوصول إليها. واستضافت طهران، الخميس، اجتماعاً للجنة الحكومية المشتركة الروسية الإيرانية للتعاون التجاري والاقتصادي، برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، ووزير النفط الإيراني، جواد أوجي. وقال نوفاك إن الطرفين وقعا عدداً من الوثائق حول التعاون، بما في ذلك بروتوكول بشأن التعديلات على خارطة الطريق للتعاون العلمي والتقني في صناعات النفط والغاز، والتي تنص على توحيد المعدات. ووقعت شركة "ترانسنفط" الروسية مع وزارة النفط الإيرانية، في إطار الاجتماعات، مذكرة تفاهم بشأن التعاون التكنولوجي وتنفيذ مشاريع مشتركة تتعلق بالتعاون في صيانة وإصلاح خطوط الأنابيب الرئيسية، والكشف عن آبار النفط والتطوير المشترك.

في ملف غزو اوكرانيا، أفاد وزير الدفاع الروسي، الأحد، أن الغرب سيثير الدهشة إن لم يفهم معاني إشارات الرئيس بوتين الأخيرة، مؤكدا أنها ليست مجرد تلميحات وواضحة للجميع. ومنذ أيام، وفيما وُصف بأنه رسالة مبطنة للغرب للتذكير بقدرات موسكو النووية، قام الرئيس الروسي برحلة على متن قاذفة القنابل الاستراتيجية فوق الصوتية المحدثة "تو-160 إم". وأكد الرئيس بوتين مؤخرا في رسالة وجهها إلى الجمعية الفيدرالية الروسية، تمسّك روسيا بمصالحها واستمرارها في عمليتها العسكرية في أوكرانيا حتى تحقيق كامل أهدافها، محذرا الغرب و"الناتو" من أي تدخل عسكري، مؤكدًا أن موسكو مستعدة للحوار!

 

  1. 15. في الشأن الأوكراني

تلوح في أجواء الحرب بين روسيا وأوكرانيا استعدادات كييف لشنّ هجوم مضاد ثانٍ؛ حيث طلب وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الأربعاء، من الشركات العسكرية تسريع توريد الأنظمة الدفاعية إلى القوات، بعد يوم من إعلان باريس تشكيل تحالف لتزويد أوكرانيا بصواريخ متوسطة وطويلة المدى. ويرجّح الباحثون بشأن هذه التطوّرات، وقوع هجوم أوكراني قوي، راصديْن المؤشّرات الممهدة لذلك، وشروط نجاحه بعد فشل الهجوم الأول في تحقيق معظم أهدافه. وأعلن الرئيس الفرنسي، الثلاثاء، تشكيل تحالف جديد من دول في أوروبا لتزويد أوكرانيا بصواريخ وقنابل متوسّطة وطويلة المدى، مشددا ان هماك قناعة بأن هزيمة روسيا ضرورية للأمن والاستقرار في أوروبا.

في سياق متصل، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس يوم الأحد، إن روسيا تشن حرب معلومات بهدف خلق انقسامات داخل ألمانيا، وذلك في أول تعليق له على نشر روسيا تسجيلا صوتيا لاجتماع ضم مسؤولين عسكريين ألمان بارزين. ونشرت وسائل إعلام روسية يوم الجمعة، تسجيلا مدته 38 دقيقة لمكالمة سُمع فيها ضباط ألمان يتحدثون عن أسلحة لأوكرانيا وضربة قد تشنها كييف على جسر في شبه جزيرة القرم، مما دفع المسؤولين الروس إلى المطالبة بتوضيح. ووصفت ألمانيا التسجيل السبت بأنه عمل من أعمال التنصت على ما يبدو وقالت إنها ستحقق في الأمر؛ وأفاد بيستوريوس بأن الحادث أكبر بكثير من مجرد اعتراض ونشر محادثة، إنها جزء من حرب معلومات يشنها بوتين. وناقش المشاركون في المكالمة إمكانية تسليم صواريخ كروز من نوع توروس إلى كييف، وهو ما يرفضه المستشار أولاف شولتز علنا حتى الآن بشدة، وتحدث الضباط أيضا عن تدريب الجنود الأوكرانيين وأهداف عسكرية محتملة.

وفي آخر التطورات، ذكرت وكالة الإعلام الروسية، الأحد، نقلا عن وزارة الدفاع أن منظومات الدفاع الجوي الروسية دمرت38 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق شبه جزيرة القرم. وقال مسؤولون روس إن حركة المرور تعطلت مؤقتا على الطريق بالقرب من ميناء فيودوسيا في شبه جزيرة القرم، بعد تقارير عن عدة انفجارات قوية في المنطقة على وسائل التواصل الاجتماعي الأوكرانية والروسية، وذكرت الإدارة التي عينتها روسيا وتدير الجسر أنه تم أيضا وقف حركة المرور على الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي لروسيا. والسبت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت 107 مسيرات أوكرانية، في كل من جمهوريتي "دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين"، وفي كل من مقاطعات خيرسون وزابوروجيه وخاركوف.

 

  1. 16. في الشأن الايراني

أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا اليوم الثلاثاء فرض عقوبات على نائب قائد فيلق القدس الإيراني محمد رضا فلاح زاده وعضو بجماعة الحوثي اليمنية. وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن العقوبات شملت أيضاً مالك ومشغل سفينة تستخدم في شحن السلع الإيرانية وبيعها لدعم الحوثيين وفيلق القدس الإيراني، وأضافت أن فلاح زاده خدم كضابط في الحرس الثوري الإيراني في سوريا خلال الحرب الأهلية السورية وشارك خلالها في القتال في حلب، كما شغل سابقا منصب رئيس شركة تابعة لتكتل بناء على صلة بالحرس الثوري الإيراني يدير مشاريع تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات. وشملت العقوبات الجديدة إبراهيم الناشري العضو في جماعة الحوثيين لدعمه العمليات المسلحة للجماعة. بدورها قالت وزارة الخارجية البريطانية إن العقوبات المشتركة مع واشنطن تهدف لوقف أنشطة الحوثيين التي تقوض الاستقرار الإقليمي في أنحاء الشرق الأوسط، وأضافت أنها فرضت عقوبات أخرى على وزير داخلية الحوثيين لتهديده السلام والأمن والاستقرار في اليمن من خلال دعم الهجمات ضد حركة الشحن في البحر الأحمر.

في سياق منفصل، أعلنت إيران، الخميس، أنها أطلقت من روسيا قمرا اصطناعيا للاستشعار عن بعد والتصوير إلى المدار، وبث التلفزيون الرسمي الإيراني مباشرة عملية إطلاق القمر "بارس 1" من منصة "سويوز 2" الروسية. وأكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني أن القمر الاصطناعي صنع داخل البلاد بالكامل على يد المتخصصين وبالتعاون مع الشركات المعرفية في معهد بحوث الفضاء الإيراني. وحذّرت حكومات غربية بينها الولايات المتحدة إيران مرارا من هذا النوع من العمليات، مشيرة إلى أنها قد توظّف التكنولوجيا ذاتها لإطلاق صواريخ بالستية بما فيها تلك المصممة لحمل رؤوس حربية نووية.

في ملف الانتخابات، صوتت إيران لبرلمان جديد، الجمعة، في تصويت وضع شعبية حكام البلاد أمام اختبار في وقت تصاعد فيه السخط العام على خلفية مشاكل اقتصادية وقيود على الحريات السياسية والاجتماعية، مما جعل الكثير من الإيرانيين يرفضون المشاركة في التصويت. ومع بقاء المعتدلين وأصحاب الثقل من المحافظين خارج السباق ووصف الإصلاحيين له بأنه انتخابات غير حرة وغير عادلة، فإن التصويت وضع المتشددين والمحافظين الأقل ثقلا في مواجهة بعضهم البعض، وجميعهم يعلنون الولاء للمثل الثورية الإسلامية في إيران. وكان التصويت أول مقياس رسمي للرأي العام بعد أن تحولت احتجاجات مناهضة للحكومة في 2022 و2023 إلى سلسلة من أكبر الاضطرابات السياسية منذ ثورة 1979.

ووصف المرشد الإيراني علي خامنئي التصويت بأنه واجب ديني، واتهم أعداء البلاد، وهو المصطلح الذي يستخدمه عادة للإشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بمحاولة بث اليأس بين الناخبين الإيرانيين. لكن آمال الحكام المتشددين في تحقيق نسبة إقبال عالية وتعزيز شرعيتهم قد تتعرض لضربة، إذ تشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن حوالي 41 بالمئة فقط من الإيرانيين سوف يصوتون.

وقد أعلنت لجنة الإشراف على الانتخابات في إيران بعد ظهر الأحد، النتائج الأخيرة لفرز أصوات الدورة 12 لمجلس الشورى (البرلمان) والدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة، حيث تعد الأقل مشاركة على الإطلاق نظرا لعدم فوز المرشحين في 16 محافظة من أصل 31 أي أكثر من نصف محافظات البلاد. ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "ارنا"، فإن الانتخابات في 21 دائرة انتخابية في 15 محافظة، بالإضافة إلى العاصمة طهران لم تحسم فيها النتائج وستجري فيها عمليات الاقتراع للجولة الثانية، وهذا يعني أن في هذه الدوائر الانتخابية لم ينل أي مرشح نسبة 20% التي تخوله للدخول إلى البرلمان في نتائج غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية.

وعبرت وسائل إعلام حكومية عن خيبة أمل من تدني المشاركة في طهران العاصمة، حيث أفاد التلفزيون الإيراني أنه من مجموع خمسة آلاف مركز اقتراع في محافظة طهران، تم فرز أصوات أربعة آلاف مركز اقتراع، وبناء على ذلك، سيذهب جزء كبير من المرشحين المنتخبين في طهران إلى المرحلة الثانية. وأفاد التلفزيون الإيراني، الأحد، في تقرير من مقر الانتخابات في البلاد، أنه تم تمديد انتخابات البرلمان إلى الجولة الثانية في طهران في 16 دائرة انتخابية، فيما أعلنت وكالة "مهر" أن نسبة مشاركة أهالي طهران بلغت 24%.

وبسبب الرقابة المشددة على الصحافة ووسائل الإعلام وعدم وجود مراقبين مستقلين خلال الانتخابات في إيران، لا يمكن التحقق من إحصائيات المشاركين في هذه الانتخابات كما في الانتخابات السابقة.

وبعد يوم واحد من انتهاء الانتخابات، أعلنت بعض وسائل الإعلام المحلية أن الدولار وصل إلى حد 60 ألف تومان بزيادة قدرها 1200 تومان، واصفة إياها بأنها صدمة ارتدادية لعودة المتشددين إلى البرلمان.

 

  1. 17. في الشأن الصيني

أكدت الصين، الاثنين، أنها تأمل أن تتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة بغض النظر عن هوية الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في نوفمبر. وقال الناطق باسم الدورة السنوية للبرلمان الصيني لو كينجيان، انه بغض النظر عن هوية الرئيس المقبل، تأمل بكين أن تعمل الولايات المتحدة بالاتجاه نفسه مع الصين ومن أجل علاقات صينية-أميركية مستقرة وسليمة ومستدامة. يأتي ذلك فيما أكد لو كينجيان أن لدى القيادة الصينية ثقة كبيرة في أن اقتصاد البلاد سينتعش، في تصريح يأتي قبل افتتاح البرلمان دورته السنوية. ويبدأ البرلمان الصيني دورته السنوية التي يتوقع أن تبحث في موضوعين أساسيين على جدول اعمال الحزب الشيوعي الحاكم: تعزيز ثاني اقتصاد في العالم والأمن القومي. وسجّلت الصين التي تواجه أزمة عقارية كبرى وتعجز عن إنعاش استهلاك الأسر منذ أزمة كوفيد، العام الماضي أحد أدنى معدلات النمو منذ عقود (5.2 %).

من جانب آخر، نقلت الإذاعة الرسمية الصينية عن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ قوله يوم الأربعاء خلال اجتماع مع وفد أميركي زائر إن على الصين والولايات المتحدة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وإن على واشنطن تجنب الانفصال عن الصين. وقال لي إن الشركات الأميركية مرحب بها لمواصلة الاستثمار في الصين، وإن الحواجز ليست في المصالح الأساسية للجانبين. وقالت المجموعة إن كلارك يقود وفدا من مسؤولي الحكومة الأميركية السابقين إلى بكين هذا الأسبوع.

وتأتي الزيارة في الوقت الذي تستأنف فيه الولايات المتحدة والصين تدريجيا اتصالاتهما بعد أن كانت العلاقات بين القوتين العظميين الاقتصاديتين هي الأكثر توتراً منذ سنوات، بسبب الخلاف حول مستقبل تايوان التي تحكم ديمقراطياً، والمطالبات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي والسياسات التجارية.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

  

1*) سيدة الجبل

26 شباط 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الاسبوعي في مقر الاشرفيه، حضوريا والكترونيا، وأصدر المجتمعون البيان التالي:

أولا- رفض المجتمعون موقف الحكومة السورية التي اعترضت على ابراج المراقبة على الحدود اللبنانية-السورية بعد 12 سنة من بنائها. ويذكّر اللقاء جميع المعنيين ان القرار 1680 ينص على ترسيم الحدود مع سوريا، كما ينص القراران 1559-1701 على وقف تهريب السلاح من سوريا الى لبنان لمصلحة حزب الله وشركائه.

لقد خرجت سوريا من لبنان عام 2005 ولن تعود، ولن نسمح لنظام قتل الشعبين اللبناني والسوري ان يتعامل معنا وكأن لبنان جزء من سوريا. لبنان وطني نهائي لجميع ابنائه حرّ سيد مستقل. مع تشديدنا على السلطات العمل سريعاَ على ترسيم الحدود الشرقية والشمالية.

ثانيا- تطرق المجتمعون الى التخبط الحكومي في معالجة الوضع المالي، والاستنسابية التي تعاطت بها وزارة المال مع التقديمات والحوافز المالية للمحظيين والمحاسيب، ما تسبب بفوضى اجتماعية لم تتوقف الى اليوم، وطالبوا الحكومة بالتعاطي ولو مرة بمسؤولية مع الازمات التي تعصف بالبلاد، بعد ان تخلت حكومة الرئيس ميقاتي عن الاضطلاع بالمهام الامنية والتنازل عن دورها لحزب الله.

ثالثا- من جهة ثانية، يتحمّل حزب الله تبعات تفرّده بقرار السلم والحرب وبالأخص بعد ان وسعت إسرائيل من دائرة اعتدءاتها واستهدافاتها داخل لبنان وخارجه، وتصاعدت التهديدات التي يطلقها اكثر من مسؤول حكومي بدفع لبنان بالقوة الى تطبيق القرارات الدولية.

إن وقف معاناة أهلنا في الجنوب والحدّ من تعرضهم للمزيد من الخسائر البشرية والمادية هو الهدف الذي يجب على السلطة السياسية ان تعمل عليه كما يجب على حزب الله اعتباره أولوية، بعد ان سقطت كل الادعاءات بوحدة الساحات وحرب الاسناد، والتي لم تردع اسرائيل عن ارتكاب جرائمها في غزة. نكرّر رفضنا لأي ربط لمصير لبنان بالحروب في المنطقة وخصوصاً في غزة.

حضر اللقاء، كل من السيدات والسادة: أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، أحمد ظاظا، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوبيا عطالله، عبد الحميد عجم، عطالله وهبة، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، كمال ريشا، ليندا مصري، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نادرة فوّاز، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك.

2*) الكتائب

27 شباط 2024

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل وبعد التداول في المستجدات المتعلقة بتوسع دائرة استهدافات المناطق اللبنانية وخطورتها ومحاولات كسر الجمود الرئاسي أصدر البيان التالي:

1- يدفع لبنان فاتورة شد الحبال الذي يدور في كواليس المفاوضات وهي في المعطيات باهظة الكلفة على لبنان وأخطر ما فيها أن الحلول لا تأخذ في الحسبان سيادته واستقلاله ولا موضوع سلاح حزب الله ما يشي بأن لبنان قد يذهب إلى حيث لا دولة وإلى حيث تتفرد ميليشيا مسلحة بالقرار أحاديًا وتجره إلى معارك رغمًا عن إرادة اللبنانيين وهذا ما يرفضه حزب الكتائب رفضًا قاطعًا.

2- يعتبر المكتب السياسي الكتائبي أن أي مبادرة باتجاه تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية لا بد أن تقترن ببادرة حسن نية تصدر عن الفريق الذي يمارس سياسة الإملاء والإكراه وشراء الوقت لإيصال مرشحه، فيعلن مسبقًا عن انفتاحه الجدي قبل أي مشاورات على مرشحين وسطيين والذهاب إلى المجلس بأسماء عدة ليتم تطبيق الدستور من دون تعطيل للنصاب، فيلاقي بذلك المعارضة التي مدت يدها حرصًا على البلد ومؤسساته، وعندها تغدو كل المبادرات جدية وقابلة للنقاش ومدخلًا صالحًا للخروج من حال المراوحة.

ويعتبر المكتب السياسي أن كلام الرئيس بري عن أن عدم تسهيل انتخاب الرئيس هو حق دستوري للنواب تعبير في غير مكانه، فمن واجب النواب ممارسة مهامهم الدستورية في انتخاب رأس للبلاد وإعادة إنتاج السلطة لتقوم الدولة.

3- يرفض المكتب السياسي الكتائبي ما يسوقه النظام السوري عن أبراج المراقبة البريطانية والتي أنشئت بموافقة الجيش اللبناني المخول الوحيد الحكم على دورها في ضبط الحدود التي لطالما أرادها النظام السوري سائبة لإمرار السلاح والمتفجرات وكل أنواع التسيب البشري والممنوعات، واليوم صارت واضحة أسباب الحملة التي شنت على الكتائب يوم طالبت بهكذا إجراءات لحماية البلد.

إن هذه الأبراج أثبتت أن ضبط الحدود لا يحتاج إلى منظومات أمنية معقدة بل تكفي الإمكانات البسيطة والإرادة الحرة في صون السيادة.

وكان قد سبق انعقاد الاجتماع انتخابات فرعية لملء الشغور الناتج عن وفاة عضو المكتب السياسي الراحل الرفيق مجيد العيلي وقد تم بموجبها انتخاب الرفيق منير الديك عضوًا جديدًا في المكتب السياسي الكتائبي.

3*) التيار العوني

27 شباط 2024

‏ دعا تكتل لبنان القوي اللبنانيين الى الحذر والتنبه الى المنحى التصعيدي للحرب التي تشنها إسرائيل على الرغم من الاتفاق المحتمل للوصول الى هدنة في ضوء تصريح وزير دفاعها بأنها ستواصل عملياتها الحربية على لبنان على الرغم من الهدنة في غزّة. في وقتٍ تعمد إسرائيل الى كسر قواعد الإشتباك بالتدرّج عميقاً في لبنان بما يؤكد نيّة حكومتها بعدم وقف الحرب.

واعتبر أن لا بديل حالياً عن القرار 1701 الذي يقضي تنفيذه كاملاً خاصةً من جانب إسرائيل. كما يؤكد تضامنه مع جميع مكونات الشعب اللبناني وخصوصاً مع أهلنا الذين يقدمون الشهداء في الجنوب والبقاع.

وأكد التكتل في إجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، تمسّكه بموقفه من إنتخابات رئاسة الجمهورية بإعتبارها إستحقاقاً سيادياً لبنانياً داخلياً، لا يجوز ربطه بأي حدث خارجي.

وجدد التكتل تمسكّه بكل تشاور هادف ينتهي حكماً بإنتخاب رئيس للجمهورية مع الأولوية ان يتم ذلك بالتوافق بين الكتل على اسم الرئيس والاّ فليتم الإنتخاب بالمنافسة الديمقراطية.

وواكب التكتل إيجاباً الافكار التي تقدمت بها كتلة الإعتدال الوطني.

وبحث التكتل المخالفات الجسيمة التي وقعت في جلسة إقرار الموازنة تمهيداً لمواجهتها ومعالجتها بما يناسب.

كذلك استهجن الخفة والتقصير المعهودين اللذين تتعاطى بهما حكومة تصريف الأعمال مع القطاع العام لجهة الزيادات الإستنسابية مما أدّى الى إضراب الموظفين في عدد من الوزارات مما انعكس ضرراً على مصالح المواطنين.

كما تابع الخلل الكبير الواقع في بعض الادارات كالدوائر العقارية والطوبع المالية ويعمل على تصحيحه.

4*) باسيل

2 آذار 2024

أشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في كلمة القاها خلال العشاء السنوي للمكتب التربوي في التيار الى أن "القطاع التربوي مهدد بالعديد من العوامل أولها عشوائية التشريع والقرارات ورغم صعوبة الوضع فإن التيار وفي الحقل وبجهود نوابه أبرزهم النائب ادغار طرابلسي يعمل في هذا المجال ولكن ورغم ذلك تبقى تلك الجهود قاصرة عن القيام بعملية اصلاح تربوي كامل".

وتحدث باسيل أمام أستاذة التيار عن الاخطار "التي تتهدد لبنان وأصبحت تطال وجودنا"، لافتا الى أن "مواجهة الحرب تتم مواجهتها بعدة أشكال، والى اننا بحاجة الى المقاومة الاقتصادية والثقافية حتى يستطيع لبنان أن يواجه ويتفوق وهذا دوره ليبقى في الطليعة في ريادة المنطقة".

وشدد باسيل على أنه "اليوم وجود لبنان مهدد لأن الشراكة مهددة ومن دون شراكة لا وجود للوحدة الوطنية ومن دون الوحدة الوطنية لا وجود للوطن" .

واكد أن "اسرائيل لم تستطع أن تهزم لبنان، ولن تستطيع وكل ما تحاول القيام به من تهديد لا يخيفنا أو ينهي لبنان هو فقط يؤذيه"، مشيرا الى أن "ما ينهي لبنان هو الخطر الداخلي الناجم عن المس بالأسس وبالميثاق القائم على الشراكة بين المسيحيين والمسلمين، وإلى أنه عندما ينتفي دور أو وجود اي مكون من المكونات ينتفي دور ووجود لبنان".

ودعا  الى "عدم أخذ الحرب كذريعة للمسّ بالداخل اللبناني". وقال: "من هو حريص على الانتصار بوجه العدو عليه أن يحصن نفسه  في الداخل قبل ان يحصن جبهته الخارجية وعليه أن يدرك ان هناك شعبا ليستطيع التضامن معه يجب ان يكون حياً وليس مكسوراً ومهدداً كل يوم بلقمة عيشه"، معتبرا ان "هذا هو شرط الانتصار الحقيقي فماذا ينفع الفوز على الجبهة ومن ثم الهزيمة داخليا".

وأكد "صوتنا أعلى من صوت المدفع ولا أحد يُسكتنا مهما كانت الظروف، و لا يتذرعنّ أحد بالخارج للتلاعب بالداخل".

وأضاف: "ندرك الخطر المحدق بلبنان ونحن ندافع عن الوطن ضمن سيادتنا، والسيادة لها مفهومها وبأي وقت تمارس وبأي طريقة"، مؤكدا اننا "ضدّ وحدة الساحات ومن يرفض أو "يزعل" من هذا الموقف فليكن بل المهم ان نرتاح مع ضميرنا ومن يريد ان "يزعل" من أننا ندعم المقاومة في وجه العدو الاسرائيلي فلا بأس بذلك، فنحن نعرف كيف تكون مصلحة الوطن".

وشدد باسيل على أن "التيار لا يهتز على الرغم من العواصف ونكمل بإيماننا بقضيتنا وبلبنان".

واضاف: "أنتم بيت الشباب الثاني وتساعدوننا لعدم ذهاب الشباب نحو سياسة التحريض والكراهية والتقسيم".

وتابع: "نحن نقدم خطاباً وحدوياً ونطلب منكم توعية الشباب على الطريق الوطني السليم". وقال: "الدولة بسياستها تظلم القطاع التربوي والسياسات الخطأ أوصلت إلى هذا الواقع حيث القطاع التربوي مُهدّد". واردف : " إذا خسرنا القطاع التربوي نكون خسرنا ميزة لبنانية كبيرة ومن هنا ضرورة منح الأستاذ حقه ضمن نظام متطور".

5*) عودة

3 آذار 2024

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "سمعنا الأحد الماضي عن العشار الذي تبرر بتواضعه، على عكس الفريسي المتعاظم الذي عاد غير مبرر. أما اليوم، فنسمع من الرب مثل الإبن الشاطر، الذي شطر أو قسم ميراث أبيه. في القسم الأول من مثل اليوم وصف لحالة الأب المحب جدا. فقد أتى إليه ابنه طالبا نصيبه من الميراث، ونحن نعرف أن تقسيم الميراث يكون بعد الموت. اللافت أن الأب لم يجادل ابنه، ومن شدة تواضعه، سمح لابنه بأن يعتبره ميتا وقسم معيشته بين ولديه، مع أن الأكبر لم يطلب شيئا".

أضاف: "الله، المرموز إليه بالأب، يظن بعض الناس أنه غير موجود. هو يسمح لنا، بسبب تواضعه الأقصى، بأن نتساءل عن وجوده وسط مصاعب الحياة، كما يسمح بوجود الملحدين الذين ينكرون وجوده. هو يحب كل خليقته، و«يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون» (1تي 2: 4)، لكنه لا يفرض هذه المحبة ولا يتدخل في حرية أبنائه. بعدما أخذ الإبن الأصغر نصيبه جمع أغراضه وسافر بعيدا. هذا ما يحصل معنا. نطلب عطايا الله، فيمنحنا مواهب لا تحصى، وفجأة نقرر الإبتعاد عنه بسبب خطايانا، واعتباره غير موجود، ونتصرف بالعطايا والمواهب بأنانية تؤدي بنا إما إلى الندم أو الهلاك".

وتابع: "عندما يبتعد الإنسان عن الله تتدهور حاله بسرعة. لقد بدأ الإبن الأصغر خطأه بخطوة صغيرة، لكن خطوته الثانية، أي قراره الإبتعاد عن والده، وسعت الهوة بينهما. لقد انتقل الإبن، بسبب خطيئته، من البنوة، إلى رتبة أدنى من الخنازير التي «كان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت تأكله». الخنازير سيئة ونجسة عند اليهود الذين يحرمون تربيتها أو لمسها وأكلها. لذا، اهتمام الإبن بالخنازير يدل على الذل الأقصى. أما ابتعاده عن أبيه فيرمز إلى ابتعاد كل إنسان عن الله بسبب الخطيئة، إذ يتحول من إبن لله إلى إنسان ذليل، لدرجة فقدان كل الخيرات واشتهاء الحصول على أي نعمة إلهية. عندما أدرك الإبن حالته الناتجة عن خطيئته «رجع إلى نفسه». أفاق من غيبوبته، وتذكر حاله في بيت أبيه فقال: «كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعا!». لم يقارن نفسه بأخيه الأكبر الذي ما زال يتمتع بخيرات أبيه، بل بالأجراء الذين يتمتعون بالخيرات، ولكثرتها يفضل عنهم ، فقرر أن يعود إلى أبيه ويعترف بخطئه".

وقال: "عندما يقرر الخاطئ العودة إلى الله يخجل، وإن كان تائبا حقا يعرف خطيئته ويقر بها طالبا الرحمة. نحن نخاطب الله وندعوه «أبانا»، لكن عندما نعي حجم خطايانا نخجل من أنفسنا فتصبح هذه العبارة صعبة اللفظ. لذلك، يعلن الكاهن في القداس الإلهي، قبل الصلاة الربية: «وأهلنا أيها السيد أن نجسر بدالة وبلا دينونة أن ندعوك أبا». عندما عاد الإبن، كان يريد أن يقبله أبوه كأجير، لكن أباه لم ينتظره بل بادر نحوه. لم يترك له مجالا للتفوه بما فكر به، بل قبله قبل أن يعبر عن توبته. لكن الإبن قال: «يا أبت، أخطأت إلى السماء وأمامك، ولست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا». هنا إشارة إلى أهمية الإعتراف بالخطيئة، الأمر المقترن بالتوبة. لهذا، تجمع الكنيسة بين التوبة والإعتراف في سر واحد، لأن التوبة مهمة، إنما يجب إقرانها بالتواضع المؤدي إلى الإعتراف بالخطأ. لقد قبل الأب ابنه بسبب توبته وتواضعه، و«القلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله».

أضاف: "عندما علم الإبن الأكبر بعودة أخيه، رفض دخول البيت والإحتفال مع الآخرين. كثيرا ما نشبه الأخ الأكبر ونرفض الإحتفال مع إخوتنا، مبعدين أنفسنا عنهم بسبب حسدنا وغيرتنا أو أنانيتنا ونقص محبتنا. عندما سمع الأب أن ابنه الأكبر غاضب، ترك الإحتفال وخرج للقائه تماما كما لاقى ابنه الأصغر، ليس لتبرير ذاته أو ابنه، بل ليدعوه إلى الفرح «لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد».

وتابع: "الوطن شبيه بالبيت الأبوي، لا راحة ولا طمأنينة إلا فيه. كثيرا ما يخطئ المواطنون تجاه وطنهم ويقدمون مصالحهم على مصلحته، وما حالنا المزرية التي نعيشها إلا نتيجة انفصال بعض الزعماء والسياسيين والحكام وبعض المواطنين عن وطنهم، كما فعل الإبن الشاطر أو الضال، ولم يدركوا سواد المصير الذي يتربص بهم، تماما مثل الإبن الأصغر في مثل اليوم، الذي قسم ثروة أبيه وغادر البيت الأبوي ظانا أنه سيعيش في حرية ستجلب له السعادة، فعاش حياة سهلة ملأى بالخطايا، مبذرا مال أبيه، حتى أصبح يشتهي الخرنوب الذي يأكله الخنازير. لقد قال أحد إخوتنا، الشيخ الراحل عبدالله العلايلي، عندما كان مفتيا في جبل لبنان: «لبنان والقداسة صنوان. هكذا وسمته الكتب السماوية، فكرمته ديانة وسمت به ديانة. وكان لنا منها جمعاء ما يشبه التتويج بأكاليل الغار. فما ظنك في جبل هو في وعي السماء، قداسة موصولة بقداسة».

وقال: "ليتنا جميعا ندرك أهمية وطننا وضرورة الحفاظ عليه. لبنان بحاجة إلى اتحاد جميع المسؤولين والزعماء وكل أبنائه حول مصلحته التي هي مصلحة الجميع. إنه بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل إنقاذه، وأول عمل على المسؤولين القيام به هو انتخاب رئيس يقود عملية الإنقاذ. إن التأخر في انتخاب الرئيس أو تعطيل الإنتخاب هو عمل مدان لأنه يمنع الإنقاذ، ويساهم في القضاء على ما تبقى من مقومات البلد ومن تبقى من أبنائه المتشبثين به. هنا لا بد من الإشارة إلى خطورة اتساع الحرب على لبنان. كلنا نعرف أننا أمام عدو شرس مجرم لا يردعه ضمير ولا إنسانية، فهل نضع أنفسنا في فم التنين؟ إذا كنا نعرف أن لبناننا لا يحتمل نتائج وحشية هذا العدو، وقد شهدنا ما حل بغزة مما أدمى القلوب، أليس من الحكمة منع انزلاق لبنان إلى ما يشبه ما حل هناك؟ «كل شيء مباح لي ولكن ليس كل شيء يوافق» يقول بولس الرسول. فكروا بمصلحة لبنان وببقائه. مصلحة لبنان وأبنائه تعلو على كل المصالح. فهل يجوز لفئة من اللبنانيين أن تقرر عن الجميع وتتفرد باتخاذ قرارات لم يتوافق عليها جميع اللبنانيين، ولا تناسب مصلحتهم؟ وهل تقبل هذه الفئة أن تبادر فئة أخرى من الشعب إلى اتخاذ مواقف أو القيام بأعمال تزج الجميع في أتون صراعات يدفع الجميع ثمنها؟ أين الدولة من كل هذا؟ على جميع اللبنانيين التأمل مليا في الوضع الذي وصلنا إليه والعودة سريعا إلى كنف لبنان كما عاد الإبن الضال إلى حضن أبيه، والعمل الحثيث على إنقاذه كي لا نبكي بلدا وهبنا إياه الله ولم نحافظ عليه، بل عبثنا به ومزقناه كما يمزق الطفل لعبته، عن جهل.

وختم: "الله أب حنون ورحوم، ينتظر عودة كل خاطئ. لذلك، دعوتنا اليوم، قبل الدخول في الصوم الكبير، أن نتوب ونرجع بقلب منسحق ومتواضع إلى الله الذي سيقبلنا، ونسمع صوته الحسن قائلا: «أدخلوا إلى فرح ربكم".

6*) الراعي

3 آذار 2024

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور النائب راجي السعد ، مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف الحلو، الامينة العامة للمؤسسة المارونية للانتشار هيام البستاني، السفير رومانس رعد، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك ، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، وحشد من الفاعليات والمؤمنين. 

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "وفيما كان بعيدًا، رآه أبوه، فتحنّن عليه" (لو 15: 20)"، وقال: "ما إن ندم الإبن الأصغر، وعاد إلى أبيه بتوبة كاملة على ما فعل، حتى لاقته محبّة والده ورحمته التي هي أكبر من جميع خطاياه. وبالفعل لـمّا عاد الإبن إلى نفسه، تذكّر حالة البحبوحة التي كانت له في بيت أبيه، ورأى حالة البؤس التي بلغها بسبب ابتعاده عن شركة الحياة مع والده وأهل بيته، فقرّر العودة والإقرار بخطيئته والإستعداد للتعويض عنها. "فنهض ومضى إلى أبيه، وفيما كان بعيدًا، رآه أبوه، فتحنّن عليه، وأسرع فألقى بنفسه على عنقه وقبّله" (لو 15: 20). بهذا المثل تكلّم الربّ يسوع عن مفهوم الخطيئة والتوبة والمصالحة وثمارها. الخطيئة والتوبة هما عمل الإنسان، فيما المصالحة وثمارها هما من رحمة الله. فنستطيع القول إنّ هذا المثل يحمل عنوان: الرحمة الإلهيّة. فيسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة التي تشكّل ذروة رحمة الله الذي بذبيحة الإبن على الصليب افتدى خطايا البشر أجمعين، وفيها أعطانا وليمة جسده ودمه كدواء للعيش في حالة النعمة، ولعدم الموت الروحيّ بخطايانا".

وتابع: "الخطيئة في جوهرها هي الإبتعاد عن الله، ودائرة العيش معه التي هي الكنيسة، والتعلّق بعطاياه، بدءًا بالذات وصولًا إلى خيرات الأرض كبيرة كانت أم صغيرة نتعلّق بالعطيّة وننسى معطيها. هذا ما فعله الإبن الأصغر بأخذ حصّته من ثروة أبيه وسافر إلى بلدٍ بعيد، كاسرًا شركة البنوّة معه وأهل البيت. وظهرت في المثل نتيجة حالة العيش في الخطيئة، وهي فقدان كرامة البنوّة، والإنحطاط الروحيّ والأخلاقيّ والإجتماعيّ، المعبّر عنها بالجوع ورعاية الخنازير والأكل من خرنوبهم. أمّا التوبة فتبدأ بالوقفة مع الذات أمام الله، المعروفة بفحص الضمير، وإدراك حالة البؤس بنتيجة الإبتعاد عنه. فتولّد في القلب الندامة والأسف للواقع الأليم. وحينئذٍ يكون قرار العودة إلى الله والكنيسة، والإقرار بالخطايا، ومقاصد الهروب من أسبابها، والتعويض عنها بأعمال الخير والرحمة. هذا ما فعله الإبن الأصغر، إذ قام ورجع إلى أبيه".

وتابع: "هنا كانت المصالحة النابعة من قلب الآب السماويّ الذي ينتظر برحمته اللامتناهية رجوع الخطأة لكي يمارس حنانه ومحبّته ورحمته. هذا ظاهر في المثل الإنجيليّ بتعبير بليغ. إذ فيما كان الإبن بعيدًا، رآه أبوه، فشمله بحنانه ولاقاه وقبّله طويلًا. ولم يدع إبنه يتلفّظ بإقرار خطاياه إلّا متقطّعة برحمة أبيه اللامتناهية. فكم من مرّة عبّر الربّ يسوع في الإنجيل عن فرحة الآب السماويّ بخاطئ واحد يتوب. وأتت ثمار المصالحة التي دلّت عليها الرموز المستعملة في المثل الإنجيليّ، وهي:

أ- الحلّة الفاخرة وترمز إلى ثوب النعمة الذي لبسناه أصلًا يوم المعموديّة. وقد لطّخته خطايانا.

ب- الخاتم في إصبعه ويرمز إلى البنوّة لله المستعادة. وتدلّ على أمانة الله التي تفوق خطايانا، وعلى أمانتنا لله. إنّه خاتم الأمانة.

ج-الحذاء الجديد يرمز إلى الطريق الجديد الذي يفتحه الله أمامنا لنسير حياة مستقيمة تليق ببنوّتنا لله.

د- العجل المسمّن وفرحة العائلة المجتمعة يرمزان إلى وليمة الإفخارستيا والقدّاس الإلهيّ. ما يعني أنّ التوبة الحقيقيّة تؤهّلنا للجلوس إلى مائدة عرس الحمل: أي المشاركة في الذبيحة الإلهيّة وتناول جسد الربّ ودمه".

وقال: "تبقى مسألة الإبن الأكبر الذي رفض مصالحة أخيه، والجلوس إلى مائدتها، بسبب حقده على أخيه، ورفض طيبة أبيه، وبسبب أنانيّته وحسده. إنّه يمثّل كلّ إنسان لا يعرف طعم المصالحة. ولكنّ الإنسان الذي لم يختبر المصالحة مع الله وثمارها، لا يستطيع أن يمارسها ويعيشها مع الناس. هنا يأتي دور الكنيسة الأساسيّ وهو مساعدة الناس على المصالحة مع الله بتغيير مجرى حياتهم وبالتالي على المصالحة بين الناس. المسؤولون السياسيّون في لبنان بحاجة إلى المصالحة بعضهم مع بعض، من خلال تنقية ذاكرتهم والضمائر وطيّ صفحة الماضي، وإذكاء الثقة فيما بينهم. إذا فعلوا، عاشوا بفرح، وتعاونوا بثقة، ووضعوا خير لبنان واللبنانيّن فوق كلّ إعتبار. إنّ الممارسة السياسيّة اليوم تناقض بكلّ أسف هذه المبادئ، ولهذا السبب يبقى التوتّر، والسعي الدؤوب وراء المصالح الشخصيّة والفئويّة على حساب الخير العام. المصالحة والسلام، المضمومان إلى نبل الإداء، هما المخرج الوحيد من أزمة انتخاب رئيس للجمهوريّة. إنّنا نبارك ونشكر كلّ مسعى لإنتخاب الرئيس بروح المصالحة والسلام. ونخصّ بالذكر لجنة السفراء الخمسة وتجمّع المعتدلين. فبانتخاب الرئيس تكتسب المؤسّسات الدستوريّة، وعلى رأسها المجلس النيابيّ والحكومة، شرعيّة الممارسة وفقًا للدستور. وطالما الجمهوريّة اللبنانيّة من دون رئيس، فتتكاثر الفوضى، وتتفكّك أوصال الدولة، وتستباح مخالفة القوانين، ويطغى ظلم القادرين والنافذين وفائض القوّة".

وتابع: " في هذا الجوّ المحموم في العالم وعندنا في المنطقة حيث تطغى لغة الأسلحة والحروب، نقول إلى حكّام الدول وإلى من في يدهم أسلحة متطوّرة: لا تنظروا إلى أسلحتكم وتظنّون أنّكم بها أقوياء، بل انظروا إلى قلوبكم، فتدركوا أنّكم ضعفاء في إنسانيّتكم، بل عديمو الإنسانيّة. كونوا كبارًا بمحبّة قلوبكم. ويا لهول وعار ما يجري في قطاع غزّة من جرائم؟ إنّنا ندين بشدّة المجازر التي تُرتكب هناك بحقّ الشعب الفلسطينيّ على يد الإسرائيليّين الأثيمة: يقتلون عمدًا العشرات من المنتظرين المساعدات الغذائيّة، وهم يتضوّرون جوعًا. وآخرون يموتون جوعًا على الطرقات تحت أنظارهم، وآخرون يُقتلون عمدًا وهم على طرقات التشريد من بيوتهم المهدّمة، والهرب تحت نيران المدافع والصواريخ. فيا للإجرام الوحشيّ.  ونحن في لبنان يجب ألّا ينزلق أحدٌ بوطننا إلى الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشريد، من دون فائدة، ولقضايا لا دخل للبنانيّين عامّةً بها ولأهلنا في الجنوب اللبنانيّ. رسالة لبنان أن يكون أرض سلام، ورائد سلام بحكم تكوينه وتنوّعه الثقافيّ والدينيّ، وبحكم تاريخه ونظامه السياسيّ وميثاق عيشه المشترك، وليدرك اللبنانيّون، مسؤولين وشعبًا أنّ "السلام ثمرة العدالة" (أش 23: 7)، و"يولد من الحبّ". ولهذا السبب السلام يُبنى كلّ يوم. فليكن هذا الواجب المشرّف من أولى مسؤوليّاتنا في العائلة والمجتمع والدولة (راجع الكنيسة في عالم اليوم، 78)".

وختم الراعي: "نصلّي، أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء، إلى الله كي يحرّك ضمير كلّ إنسان، الذي هو صوته في أعماق الإنسان. فيدرك الجميع خطاياهم، ويتوبوا عنها، ويتصالحوا مع الله ومع ذواتهم ومع الناس. له المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين".