تقرير أسبوعي دولي - 200-2024

تقرير أسبوعي دولي - 200-2024
الأحد 17 مارس, 2024

 

رقم 200/2024

11-17 آذار /2024

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.

 

  1. I. ملخّص التقرير

في الشأن اللبناني

لا تزال الأزمة الرئاسية تراوح مكانها. وبانتظار تحرّك اللجنة "الخماسية" بداية الاسبوع المقبل، لا يزال حزب الله متمسكا بمواقفه، داعيا عبر قياداته إلى تسوية رئاسية على شروطه، حيث أتى كلام مرشحه (سليمان فرنجيه) ليؤكد الموقف قائلا، ان لا رئيس إلا برضا الحزب!

وفي ظل هذه الاجواء لا يتوقع المراقبون من حركة "الخماسية" أي كسر للجليد اللبناني.

أمنيا، لا يزال الوضع على الجبهة الجنوبية يغلي، ومع إطلالة أمين عام الحزب هذا الاسبوع مؤكدا ان "جبهة المساندة" لن تتوقف ما دامت الحرب قائمة في غزة، مؤكدا ان "الغلبة والنصر لمن يصبر"، أصبح واضحا ان الخسائر في الارواح والممتلكات مستمرة!

لقد أصبح ضروريا بعد تأكيد تحكُّم حزب الله بمصير لبنان واللبنانيين تلبيةً لأجندة ايرانية واضحة، قيام "جبهة وطنية موحدة" لمواجهة الاحتلال الايراني، مرتكزة حصرا على تطبيق الدستور وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، تأخذ على عاتقها التواصل مع دوائر القرار العربية والدولية لإسماع صوت غير صوت المعارك.

في المنطقة العربية والعالم

في سوريا، لا تزال الاستهدافات الاسرائيلية متواصلة على العمق السوري، إن كان استهداف القيادات او المواقع العسكرية التابعة لايران او لفصائلها، وفي هذا الاطار افادت المعلومات عن مغادرة عدد من القيادات الايرانية سوريا خوفا من استهدافها. وفي الملف السياسي، يحاول المبعوث الاممي إقناع السلطة السورية الجلوس إلى طاولة المفاوضات التي رفضت امشاركة فيها في جنيف بعد رفض موسكو.

في ليبيا، لا تزال الازمة في المربع الاول بالرغم من توافق السلطات الثلاث الدستورية على تشكيل حكومة موحدة، فهناك قسم من الاطراف لا يزال على مواقفه. هذا في وقت خلق قرار رئيس المجلس النيابي بتخفيض قيمة الدينار أزمة جديدة أضيفت على الازمات الاخرى.

في اسرائيل/فلسطين، لا جديد في وضع قطاع غزة سوى ارتفاع عدد الضحايا وكمية الدمار، ومواصلة اسرائيل تهديداتها باستكمال العملية العسكرية حتى القضاء على حماس واقتحام مدينة رفح، هذا بالرغم من التحذيرات الدولية والعربية وحتى الاميركية.

يشار إلى ان الوضع الاسرائيلي الداخلي ليس هادئا أيضا، فأهالي المحتجزين لدى حماس، مدعومون من المعارضة، يواصلون ضغوطهم من أجل الوصول إلى صفقة لإخلاء سبيل المخطوفين، كما يطالبون خلال تظاهراتهم باستقالة نتنياهو.

في الملف الفلسطيني، كان لافتا موقف حركة حماس المعارض لتسمية رئيس الوزراء الجديد ما استدعى بيانا قاسيا من منظمة فتح حمّلت فيه الحركة مسؤولية الحرب على القطاع وتهجير وقتل أهله وتساءلت هل كان افضل استشارة طهران قبل التسمية؟!

في العراق، لا تطورات في ملف المفاوضات مع الجانب الاميركي. أما على الجانب التركي، ومع ما صدر بعد الاجتماع الثنائي هذا الاسبوع، يبدو ان الحكومة العراقية "ستواجه" قربيا حزب العمال الكردستاني!

في الملف اليمني، تواصل الميليشيات الحوثية تصعيدها في استهداف السفن، فيما بالمقابل تكثف القوات الاميركية-البريطانية استهدافاتها للبر اليمني. ومع تهديد الحوثيين لتوسيع دائرة الاستهداف لتشمل السفن العابرة باتجاه رأس الرجاء الصالح، يبدو ان الصراع يتجه نحو ارتفاع في وتيرة المواجهة.

في الملف السوداني، مع التقدم الميداني الذي حققه الجيش تتمسك قيادته أكثر في حسم المعركة لصالحها. وفيما تستمر المعارك يدفع السودانيون الفاتورة، فالوضع الانساني، هنا أيضا، أصبح كارثيا مع صعوبة ايصال المساعدات المتواجدة أصلا لدى الوكالات الاممية.

في تونس، تواصل السلطة محاولاتها معالجة الازمة الاقتصادية، وقد تلقّت هذا الاسبوع موافقة من البنك الدولي على قرضين موجّهين. كما ان السلطات بدأت باتخاذ اجراءات داخلية حيث تم اقرار قانون جديد لتطوير منظومة الصرف الأجنبي.

في تركيا، لم يتضح بعد ما إذا كان الحادث الذي تعرض له حرس الرئيس التركي هو محاولة اغتيال او قضاء وقدر. من جانب آخر، تواصل السلطات سياستها لمعالجة الأزمة الاقتصادية، وفي هذا السياق، رفعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني توقعاتها لنمو اقتصاد تركيا هذا الاسبوع.

في ايران، ارتفعت هذا الاسبوع مخاوف المجتمع الغربي بخصوص الملف النووي وذلك بعد التقرير الاخير لوكالة الدولية للطاقة الذرية عن فقدانها القدرة على معرفة ما يجري في أروقة النووي الإيراني، كما تشمل هذه المخاوف ظهور أجنحة ايرانية تطالب بالسلاح النووي. من جانب آخر، تواصل الدول الغربية فرض مزيد من العقوبات على طهران وقد حذرت هذا الاسبوع مجموعة السبع طهران من ارسال صواريخ بالستية إلى روسيا.

في حرب اوكرانيا، تكثّف القوات الروسية هجماتها على الجبهة الشرقية مستغلة نقص الذخائر لدى الجانب الاوكراني، كما تواصل قصفها للمدن الاوكرانية بالصواريخ الباليستية والمسيرات الايرانية مستدفة المباني السكنية والبنى التحتية بشكلٍ خاص.

وردا على تأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاخير من انه لا يمكن السماح روسيا بربح الحرب وتشديده على ضرورة مواصلة دعم كييف، جدد الرئيس بوتين تهديده باستعمال السلاح النووي وذلك قبل ايام من الانتخابات الرئاسية (الصورية) والتي حصل خلالها كما كان متوقعا 87% من تأييد "الناخبين".

من جانب آخر، تمكنت القوات الاوكرانية مؤخرا من نقل الجبهة الى الداخل الروسي وضرب مصافي النفط في عدة مدن في العمق الروسي، ذلك بعد ان تمكنت من فرض سيطرتها على الممر المائي في البحر الاسود.

 

II. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

أمنيا، يتواصل التصعيد جنوبا مع مواصلة اسرائيل قصف القرى الحدودية واستهدافها مقرات حزب الله كما تفيد في تقاريرها، وفي استهداف القيادات وكان آخرها قيادي في حماس قضى في اسهداف سيارة على طريق صور البحرية. فما يواصل الحزب قصفه لمراكز الجيش الاسرائيلي والقرى والمدن الاسرائيلية مصعدا، أيضا، من تحذيره للجيش الاسرائيلي من مغبة فتح الجبهة.

من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف نحو 4500 هدف لحزب الله خلال الأشهر الخمسة الماضية في لبنان وفي سوريا، وأوقع 300 قتيل بين مقاتلي الحزب و750 إصابة. وذكر إن الأهداف ضُربت من الجو ومن الأرض، وشملت منشآت تخزين أسلحة ومنشآت عسكرية مخصصة للأنشطة الهجومية لحزب الله ومراكز قيادة وسيطرة عملياتية، بحسب البيان، وأوضح أن الجيش قام، تحت إشراف مركز التحكم في النيران التابع للقيادة الشمالية والقوات الجوية الإسرائيلية، بضرب أكثر من 1200 هدف لحزب الله من الجو وأكثر من 3100 هدف لحزب الله من الأرض في لبنان وسوريا. كما شدد على أن عملياته جاءت ردا على هجمات المنظمة المستمرة ضد المدنيين وبلدات شمال إسرائيل وأنها ستتواصل لطرد حزب الله وقواته من جنوب لبنان لتمكين سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم بأمان.

يذكر انه منذ بداية تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، قُتل 319 شخصا على الأقل، معظمهم من عناصر حزب الله إضافة الى 54 مدنيا في لبنان، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا الى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية، فيما قضى في الجانب الإسرائيلي عشرة جنود وسبعة مدنيين، بحسب بيانات رسمية.

في سياق متصل، أفادت مصادر متابعة، أنّ لبنان سلّم رده الرّسمي على الورقة الفرنسية عبر وزارة الخارجية، وتضمّن الرّد إطارا عاما يبدي فيه لبنان استعداده للتّطبيق الفوري للقرار 1701، شرط التزام إسرائيل بتطبيق مندرجاته، مشيرة إلى أنّ في الرد، يبدي لبنان استعداده لمعاودة الاجتماعات الثلاثية في الناقورة.

في الازمة السياسية، مع ان المؤشرات المتصلة بالازمة الرئاسية لا تكتسب أي طابع من شأنه التفاؤل جديا بأي اختراق ديبلوماسي او سياسي قريب المدى، خصوصا وسط ازدياد المعطيات التي تربط أي حلحلة داخلية في هذه الازمة بانقشاع الرؤية حيال حرب الاستنزاف الجارية في جنوب لبنان، استرعت الاستعدادات الجارية لجولة جديدة موسعة من اللقاءات التي سيقوم بها سفراء دول المجموعة الخماسية في الأسبوع المقبل اهتمام الأوساط السياسية والديبلوماسية التي ترصد هذا التحرك الجديد بدقة بالغة. ذلك ان مجمل المعطيات التي تجمعت عقب التحرك السابق لمجموعة السفراء الخمسة للولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ، وان شكلت مؤشرا جديا للغاية حيال اجماع جهود الدول الخمس لاستعجال انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان والضغط ما امكن في سبيل تحقيق هذا الهدف ، فإن تلك المعطيات أكدت في المقابل ان الإجماع الخماسي على انتخاب الرئيس لم يتجاوز هذا الإطار المبدئي الى توافق "الخماسي" على بقية الأمور ذات الصلة ولا سيما منها مقاربة ملف الضغط اللازم لحمل القوى الداخلية على التوافق حيال المرشح او الآلية التي تتيح التوافق اما على "المرشح الثالث" واما على الجلسة الانتخابية المفتوحة لانتخاب من يحصل على الفوز في نهاية المبارزة الانتخابية وفق ما يمليه الدستور. وفي هذا السياق تجزم الأوساط المطلعة على طبيعة الاستعدادات الجارية لجولة السفراء الخمسة المقبلة، بان هذه الجولة لا تعني ان السفراء يحملون اسما او مرشحا او اتجاها حاسما حيال الآلية التي يتعين على مجلس النواب والكتل النيابية التوافق عليها، ولكن هذه الجولة تكتسب دلالات بارزة لجهة اطلاقها الرسالة اللازمة الى جميع القوى اللبنانية بانه حان الوقت لتجاوز قيود الانتخاب وحواجزه وانهاء حالة الفراغ الرئاسي خصوصا في ظل ما سيقبل لبنان عليه من استحقاقات ومفاوضات تتصل بالوضع الحدودي مع إسرائيل وسواها من ملفات واستحقاقات تفاوضية مع العالم الخارجي.

 

في مواقف حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، كان لافتا استقبال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وفدا قياديا من حركة "حماس" برئاسة نائب رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، حيث تم خلال اللقاء، بحسب بيان، عرض التطورات الميدانية في قطاع غزة ‏والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعددة، وكذلك "مجريات المفاوضات القائمة من أجل ‏التوصل إلى وقف العدوان على غزة وتحقيق شروط المقاومة التي تخدم القضية ‏الفلسطينية والشعب الفلسطيني.‏

من جانبه، اكد النائب محمد رعد أن "المقاومة" لا تريد توسيع الحرب لكنها جاهزة لذلك، وأوضح أنها تتكبد بعض التضحيات الإضافية خلال المواجهات لأنها تريد حصر الاشتباك في مساحة محددة لكي لا تحمّل أهلها أعباء إضافية، ولتحفظ البلاد من جنون العدو ووحشيته ومن إحساسه أنه مدعو في هذه اللحظة ليستبيح ما يشاء!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: اتّهم السلطة اللبنانية، وتحديدًا رئيسيّ المجلس النيابي ومجلس الوزراء، بوضع الشعب اللبناني، بالأخص أهل الجنوب، في عين عاصفة القتل والدمار والتهجير، مشيرا الى ان هذا التخلّي الصارخ عن واجبهم الأول بالدفاع عن أمن ومصالح اللبنانيين يتم من خلال دعمهم الكامل والعلني لميليشيا حزب الله-إيران في حربها المعلنة والمستمرّة فقط لمساندة غزة. وكأن هؤلاء الرؤساء ممثلون فقط للمصالح الإيرانية وغيرها، وليس اللبنانية - اكد على أن الإعتراض اللفظي للمعارضة النيابية لا يعفيها من مسؤوليّة التقاعس عن ايجاد الحلول، وطالب النواب أن يكونوا ملتزمين بالفعل وليس فقط بالقول بتنفيذ الدستور، ومطالبة الحكومة المتواطئة بالقيام بمسؤولياتها كاملة تجاه كل اللبنانيين. كما عليهم التواصل مباشرة مع دوائر القرار العربية والدولية للتأكيد على مصادرة القرار السيادي اللبناني من قبل الاحتلال الايراني، ومطالبة هذه الدوائر بالعمل على تنفيذ القرارات الدولية وتحديدا الـ1559، 1680 و1701 بشكلٍ فعلي. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية - المكتب السياسي: حذر من تمادي بقايا السلطة في الاستسلام لحزب الله وتبني مواقفه ونسبها إلى اللبنانيين في أي مفاوضات تقودها مع أي موفد خارجي، فهي إلى جانب كونها مغتصبة سلطة في غياب رئيس الجمهورية تساهم عن قصد في إدخال البلد في مواجهة قاتلة يستحيل عليه تحملها أو حتى إدارتها في ظل وضعه الحالي - اعاد التأكيد ان أن الطريق الوحيد للخروج من الشغور الرئاسي هو ملاقاة المعارضة إلى منتصف الطريق وتنازل حزب الله عن مرشحه الذي من أجله يعطل الانتخابات ويشل البلد والذهاب من دون شروط مسبقة إلى اسم ثالث يحظى بثقة الأطراف كافة ويكون قادرًا على محاورة كل الجهات والتفاوض باسم لبنان بما يخدم سيادته واستقلاله ووجهه الحضاري ودوره المميز في هذه المنطقة من العالم. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • حسن نصرالله - امين عام حزب الله: من يريد تقييم ما تقوم به المقاومة في جبهتنا، عليه أن يرى ردع المقاومة للعدو عن القيام بحرب على لبنان - جبهتنا اللبنانية ستبقى في موقع المساندة الى جانب مقاومة واهل غزة وقيادة حماس ايا يكن الوقت - حماس تفاوض اليوم نيابةً عن المقاومة وليس من موقع الضعف وهي تضع الشروط - الجيش الإسرائيلي اليوم مُتعب ومُستنزف في كل الجبهات وعدد قتلاه كبير جداً وأكبر بكثير من المُعلن - الخيار الطبيعي والمنطقي في هذه المعارك على جبهات المقاومة هو عضّ الأصابع والغلبة والنصر هو لمن يتحمل. (ملحق رقم 3*- كلمة)
  • النائب جبران باسيل - التيار العوني: وثيقة التفاهم لم تسقط وتبقى صالحة بأفكارها ولكنها بحاجة الى التطوير وهذا ما لم يحصل - التيار لم يخرج من التفاهم ولكن الحزب هو من خرج عندما تخلّى اولاً عن بناء الدولة، وبعدها عن الشراكة، واخيراً تخطّى سقف حماية لبنان - التيار لم يغيّر موقفه، ولايزال مع المقاومة بوجه اسرائيل والارهاب، طالما أن الجيش ليس قادرًا على القيام لوحده بهذه المهمة - ما نفع  تحرير الأرض إن بقي القرار مكبلا وما نفع تحرير القرار من تبعية للخارج، إن بقي الداخل  مكبلا بالمصالح الخاصة والفساد - وجه دعوة لبكركي لتجمع القيادات لرفع الصوت بمواجهة عملية الاقصاء المتعمّد الذي يتعرّض له المكوّن المسيحي.  (ملحق رقم 4*- كلمة)
  • الميتروبوليت الياس عودة: ليت إنسان هذا البلد، والمسؤولين والزعماء والقادة بشكل خاص، يعون أهمية الإنعتاق من الماديات والإنصراف إلى تنقية النفس واليد من كل تعلق بالأشياء الزائلة لأنها فانية، وليس أبديا إلا وجه الله. لو تصرفوا على هذا النحو لكانوا وفروا على أنفسهم وعلى لبنان واللبنانيين مشقة الحروب والإنهيارات الإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية، ولكانوا وفروا على بيروت وأهلها ما عانوه من نتائج تفجير المرفأ من مآس وآلام لن تمحى من ذاكرة بيروت والبيروتيين ليس لأنها مست قلب العاصمة وقلوبهم وحسب، بل لأنها بقيت دون محاسبة. فبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على اليوم المشؤوم، ما زال المدبر والفاعل مجهولين، وما زال التحقيق معلقا والقلوب دامية - أملنا في بداية هذا الصوم المبارك أن تمس الرحمة قلوب من في يدهم القرار ويفرجوا عن التحقيق لكي تظهر الحقيقة وتسود العدالة. كما نأمل أن تمس الرحمة أيضا قلوب من يسلطون آلات الموت والدمار على رؤوس الأبرياء، وأن يتوقف القتال في منطقتنا وفي كل منطقة تجتاحها الحروب، وأن يعم السلام والمحبة والرحمة في كل العالم. (ملحق رقم 5*- عظة)
  • البطريرك الراعي: كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، على الرغم من وضوح موادّ الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة؟ والتسبب بنتائج هذا التعطيل بحيث يطال المجلس النيابيّ الذي يفقد صلاحيّة التشريع، ومجلس الوزراء بفقدان صلاحيّة التعيين وسواها من الصلاحيّات المختصّة برئيس الجمهوريّة دون سواه. بانتخابه تعود الثقة بالبلاد ومؤسّساتها من المواطنين أوّلًا ثمّ من الدول المتعاونة. أجل لقد فقدت الدول ثقتها بلبنان الرسمي لا بلبنان الشعبي. هل المعطّلون، وقد باتوا معروفين، لا يريدون انتخاب رئيس لأهداف خاصّة؟ أو يطيلون زمن الفراغ الرئاسيّ لغايات أخرى متروك التكهّن بشأنها؟ لا يوجد أي مبرر لعدم التئام مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد - إنّا نناشد الدول الإبقاء على مساهمتها كاملة في الاونوروا، حمايةً للسلم الأهليّ، وتجنّبًا لثورات وانتفاضات ونشوء إرهاي جديد يدفع ثمنها لا المجتمع اللبنانيّ وحسب، بل العالم كلّه. يكفي هذا الشعب الفلسطينيّ قهرًا وظلمًا وحروبًا وتجويعًا وحرمانًا من حقوقه - . (ملحق رقم 6*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

تعيد حادثة درعا، عندما خط أطفال عبارة "أجاك الدور يا دكتور" على جدار مدرسة ثانوية بنين البلد، في فبراير 2011، ليتم اعتقالهم بعد ذلك بوشاية من المدير، إلى الأذهان ما حدث يوم الاحد الماضي.

وحينما طالب أهالي درعا بأطفالهم ردت عليهم الجهات المختصة بأن عليهم "نسيانهم"، ما فجر غضباً واسعاً، اندلعت إثرها شرارة مظاهرات تحولت بعدها إلى حرب طاحنة مازالت تداعياتها مستمرة منذ سنوات.

أما اليوم، فقد اعتقل عناصر من المخابرات طفلا في الصف الرابع الابتدائي يبلغ من العمر 9 سنوات، في مدرسة بقرية مرج القطا بريف حمص الغربي، بزعم تشويهه صورة الأسد. كما أشير إلى أن مدير المدرسة أقدم على ضرب الطفل وتعنيفه بعدما رسم على الصورة الرئاسية في كتاب مادة الاجتماعيات، فيما لا يزال مصير الصغير مجهولا.

في الوضع الامني، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، استهداف موقعين تابعين للجيش السوري، عمل منهما "حزب الله" اللبناني، وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، ان جيش الدفاع أغار على بنيتين عسكريتين على جبهة الأراضي السورية، تصرفت فيهما منظمة حزب الله الإرهابية. وأضاف انه تم تنفيذ الغارة بعد عملية جمع معلومات استخباراتية، مشيرا الى ان جيش الدفاع يعتبر النظام السوري مسؤولا عن كل ما يجري على أراضيه ولن يسمح بمحاولات ستؤدي إلى تموضع حزب الله الإرهابي على جبهته.

في السياق، أفادت مصادر متابعة الأحد، بأن انفجارات دوّت في ريف دمشق نتيجة قصف إسرائيلي بالصواريخ استهدف موقعين على الأقل في جبال القلمون، ولفتت إلى أن أصوات الانفجارات جاءت تزامنا مع محاولة المضادات الأرضية السورية التصدي لأهداف في سماء المنطقة، مشيرة إلى أن أحد الموقعين المستهدفين كانت به شحنة أسلحة داخل قطعة عسكرية للقوات السورية تستخدمها ميليشيا حزب الله، اما الموقع الآخر قريب من الكتيبة الهندسية في المنطقة ذاتها بين يبرود والنبك في جبال القلمون بريف دمشق، مما أدّى إلى انفجارات كبيرة وتصاعد ألسنة اللهب في أحد المواقع. من جهتها قالت وزارة الدفاع السورية إن الدفاع الجوي تمكن من إسقاط بعض الصواريخ، وذكرت أن الهجوم أسفر عن إصابة عسكري وخسائر مادية.

في سياق متصل، افادت مصادر متابعة بداية الاسبوع، إن ما لا يقل عن 8 مستشارين إيرانيين، غادروا سوريا خلال الأيام الـ 4 الماضية، من شقق سكنية وفيلات في مصياف وطرطوس وحمص ودمشق، وذلك بعد أن أجبرت الاغتيالات والاستهدافات المباشرة الإسرائيلية، إيران على تغيير استراتيجيتها.

على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية السويدي الأربعاء أن بلاده لن تعيد الأطفال أو البالغين من معسكرات ومخيمات اعتقال المتطرفين في شمال شرق سوريا، وقال في رسالة إن الحكومة لن تعمل من أجل ضمان نقل المواطنين السويديين والأشخاص الذين تربطهم علاقات بالسويد والموجودين في معسكرات أو مراكز احتجاز في شمال شرق سوريا إلى السويد، وأضاف أن السويد ليس عليها أي واجب قانوني بالتحرّك لإحضار هؤلاء الأشخاص وهذا الأمر ينطبق على النساء والأطفال والرجال. كما اشار الى ان السويديين الذين ما زالوا محتجزين في الهول عُرضت عليهم فرصة مغادرة هذا المعسكر والقدوم إلى السويد، لكنهم رفضوا ذلك مرارا.

في سياق منفصل، أعلن المدعي العام السويسري الثلاثاء إحالة رفعت الأسد، عمّ الرئيس السوري بشار الأسد، إلى المحكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ثمانينيات القرن الماضي، وأوضح مكتبه في بيان أنّ رفعت الأسد متهم بإصدار أوامر بقتل وتعذيب ومعاملة قاسية واعتقالات غير مشروعة في سوريا في فبراير 1982 في إطار النزاع المسلح في مدينة حماة في عهد الرئيس حافظ الأسد.

يشار الى ان هذه المذكرة ستظل على الأرجح حبرا على ورق، إذ إن الشقيق الأصغر للرئيس الراحل حافظ الأسد عاد إلى سوريا في 2021 بعد قضائه 37 عاما في المنفى.

في الملف السياسي، جدّد مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسن الأحد، دعوة الحكومة السورية التوجه الى جنيف للمشاركة في الاجتماع المقبل للجنة الدستورية نهاية الشهر المقبل، بعدما كانت دمشق وداعمتها موسكو طلبتا تغيير المكان، منبهاً من أن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ، وقال عقب لقائه وزير الخارجية السوري في دمشق، إنه أبلغ الأخير أنه طالما ما من اتفاق بين المعارضة والحكومة، يجب أن الاستمرار في الاجتماع في جنيف وتطوير اللجنة الدستورية وعمل اللجنة بطريقة يمكن أن تمنح الأمل للشعب السوري.

 

  1. في الشأن الليبي

في الملفات الاقتصادية، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الاثنين، إن الشركة البولندية شيمون در فوكوفسكي أكدت رفع القوة القاهرة واستئناف التنقيب في حوض غدامس في أبريل المقبل. وخلال فبراير الماضي، أعلن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا فرحات بن قدارة، إن المؤسسة لديها 45 مشروعا ستتكلف 17-18 مليار دولار.

في السياق، سجلت ليبيا أكبر زيادة في إنتاج النفط على المستوى الشهري في إفريقيا، متخطية نيجيريا أكبر منتج بالقارة الإفريقية. وذكر تقرير لمنظمة "أوبك"، أن إنتاج ليبيا من النفط على أساس شهري ارتفع إلى 1.167 برميل نفط يوميا في فبراير، مقابل 1.023 مليون برميل يوميا في يناير الماضي، بزيادة يومية تقدر بـ144 ألف برميل. جدير بالذكر أن مصرف ليبيا المركزي قال إن إيرادات البلاد من النفط انخفضت 6% إلى 20.7 مليار دولار في 2023، مقارنة مع 22 مليار في 2022.

من جانب آخر، قوبل قرار رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح بتخفيض قيمة الدينار عبر فرض ضريبة على مشتريات العملات الأجنبية، برفض واسع من داخل مجلس النواب، وصل حد التهديد باللجوء إلى القضاء لإلغاء القرار. أتت تلك التطورات بعدما أصدر صالح الخميس، قراراً بفرض رسم على سعر الصرف الرسمي للنقد الأجنبي بقيمة 27% لكل الأغراض حتى نهاية عام 2024، وذلك بعد اقتراح من محافظ المصرف المركزي.

وقد توالت ردود الفعل الرافضة من داخل البرلمان، حيث طالب 30 عضواً في بيان الجمعة، عقيلة صالح بسحب القرار، معتبرين أنه قرار مجحف بحق المواطن، وأنه غير مدروس، وخطوة تشكل ضرراً على المواطن دون أن تكون حلاً لأي مشكلة، بل تشجيعاً على المزيد من الصرف خارج القانون وتغطية للنهب الحاصل في مختلف بنود الميزانية. كما اتهم النواب رئيس البرلمان بتجاوز صلاحياته، مؤكدين أنه لا يمكن فرض ضريبة إلا بقانون يصدر عن قاعة المجلس، مطالبين بعقد جلسة عامة لمناقشة المقترح، مهددين باللجوء إلى القضاء لوقف القرار، في حال عدم الاستجابة لمطلبهم.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

في الداخل الفلسطيني، ردت حركة "فتح" على بيان الفصائل الفلسطينية، بينهم حركة "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي"، بشأن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، حيث رأت أن من تسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وتسبب بوقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخصوصا في قطاع غزة، لا يحق له املاء الاولويات الوطنية"، مشيرة إلى أن "المفصول الحقيقي عن الواقع وعن الشعب الفلسطيني هي قيادة حركة حماس التي لم تشعر حتى هذه اللحظة بحجم الكارثة التي يعيشها شعبنا المظلوم في قطاع غزة وفي باقي الأراضي الفلسطينية. وأعربت عن استغرابها واستهجانها من حديث حماس عن التفرد والانقسام، وتساءلت: هل شاورت حماس القيادة الفلسطينية أو أي طرف وطني فلسطيني عندما اتخذت قرارها القيام بمغامرة السابع من أكتوبر الماضي، والتي قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة العام 1948؟ وهل شاورت حماس القيادة الفلسطينية وهي تفاوض الآن إسرائيل وتقدم لها التنازلات تلو التنازلات وأن لا هدف لها سوى ان تتلقى قيادتها ضمانات لأمنها الشخصي، ومحاولة الاتفاق مع نتنياهو مجددا للإبقاء على دورها الانقسامي في غزة والساحة الفلسطينية، والسؤال إن كانت حماس شاورت أحدا عندما قامت بانقلابها الأسود على الشرعية الوطنية الفلسطينية عام 2007، ورفضت كل المبادرات لانهاء الانقسام. واعتبرت فتح أن من حق الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبموجب القانون الأساسي القيام بكل ما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني، مؤكدة ان تكليف محمد مصطفى لتشكيل حكومة، يدخل في صلب مسؤوليات الرئيس السياسية والقانونية، وان الأولويات التي حددها كتاب التكليف هي أولويات الشعب الفلسطيني، وكل عاقل غير مفصول عن شعبه وعن واقع المأساة الرهيبة التي يعيشها شعبنا المتعرض للظلم الكبير في قطاع غزة يدرك ذلك، مؤكدة أن أولوية الكل الفلسطيني اليوم هي وقف الحرب فورا، ومنع التهجير، وإغاثة شعبنا المنكوب وإعادة اعمار قطاع غزة وانهاء الانقسام وإعادة توحيد الوطن الفلسطيني، وهي وكما تدلل حماس في بيانها اليوم أنها ليست أولوياتها. كما أكدت أن رئيس الوزراء المكلف مسلح بالأجندة الوطنية لا بأجندات زائفة لم تجلب الى الشعب الفلسطيني الا الويلات ولم تحقق له انجازا واحدا، وتساءلت: هل تريد حماس أن نعين رئيس وزراء من إيران أو أن تعينه طهران لنا؟ وانتقدت "فتح" كذلك تصرفات وممارسات قيادة حماس وسلوكياتها اتجاه حرب الإبادة الجماعية، مشيرة الى انه على ما يبدو ان حياة الرخاء التي تعيشها هذه القيادة في فنادق السبع نجوم قد أعمتها عن الصواب، متسائلة لماذا تعيش معظم قيادت حماس في الخارج، ولماذا هربت وعائلاتها وتركت الشعب الفلسطيني يواجه حرب الإبادة الوحشية دون أي حماية؟ ودعت فتح قيادة حركة حماس إلى وقف سياستها المرتهنة لأجندات خارجية، والعودة الى الصف الوطني من أجل وقف الحرب وإنقاذ شعبنا وقضيتنا من التصفية، ومن أجل إغاثة شعبنا وإعادة إعمار غزة، وصولا إلى الانسحاب الكامل عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس.

وكانت حركة حماس والفصائل الموالية لها انتقدت تعيين عباس رئيسا جديدا للحكومة، واعتبرت في بيان، أن قرار تعيين حكومة من دون توافق وطني ما هو إلا خطوة فارغة من المضمون وتعمق الانقسام، وفق تعبيرها، كما رأت أن قيادة السلطة الفلسطينية منفصلة عن الواقع.

في الجانب الآخر، لا تزال الخلافات تعصف بالحكومة الإسرائيلية حول إدارة الحرب على غزة، وسط تشديد بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا على عدم وقف الحرب إلا بالقضاء على حركة حماس من دون خطة لما بعد ذلك. فقد انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خطة الحكومة، ورأى أنه من دون حسم مسألة اليوم التالي للحرب لن تنجح إسرائيل بإسقاط حماس، في إشارة منه إلى الهيئة التي ستتولى حكم قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية. وأضاف أن الجيش يدفع ثمن عدم اتخاذ قرار بشأن من سيحكم غزة بعد الحرب، مشددا على أن الخيار الأكثر احتمالا لشكل الحكم في القطاع بعد الحرب هو تعزيز العناصر المحلية، لافتا إلى أن الحكم العسكري الإسرائيلي لغزة سيكلف إسرائيل حياة جنودها ويستنزف الموارد العسكرية. أتى هذا الإعلان بعد أن رفض نتنياهو خطة قدمتها المؤسسة الأمنية لتمكين حركة فتح من الحكم في غزة دعمتها أميركا.

وفيما لا تزال المفاوضات مستمرة للوصول الى هدنة وتبادل للمختطفين والمساجين، يواصل الجيش الاسرائيلي عملياته في القطاع مع التحضير لعملية رفح العسكرية. هذا فيما أفرغت حمولة أول سفينة وصلت القطاع السبت بالكامل، من خلال المرفأ المؤقت الذي أقيم على شاطئ غزة. حيث أعلنت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" بالتعاون مع دولة الإمارات في بيان، السبت، أن السفينة التابعة لمنظمة "أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية، وهي الأولى التي تصل غزة عن طريق الممر البحري الجديد من قبرص، أفرغت بالكامل، كما أوضحت أن الحمولة تضمنت 200 طن من الأرز والدقيق والبروتينات وغيرها.

وفي جديد جبهة الشمال ومع تواصل القصف المتبادل من الجانبين، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، حسن كعبية، أن إسرائيل لا ترغب في خوض حرب مع لبنان، وقال إنه منذ أن بدأ حزب الله في شن اعتداءاته، أعلنت تل ابيب وصرحت أكثر من مرة، أنها لا تريد أن توسع دائرة الحرب من غزة إلى لبنان، مضيفا ان المطلب الوحيد هو تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701، ومستعدون لاستئناف الاجتماعات الثلاثية في الناقورة وليس لديهم مشكلة مع أي حل يتعلق بالسلام. كذلك أوضح أن الحدود البرية متفق عليها دوليا بين إسرائيل ولبنان، لا يوجد هناك أي مداهمات من قبل إسرائيل أو من قبل لبنان على الحدود، لكن للأسف الشديد هناك حزب الله داخل لبنان، الذي يمتلك أسلحة كثيرة وأيضا مقاتلين وهو الذي يعطي تعليمات للدولة اللبنانية.

 

  1. 5. في الشأن العراقي

في مف الطاقة، افاد وزير الكهرباء العراقي إن بغداد ستكمل الربط مع شبكة الكهرباء الكويتية بحلول نهاية 2024 وستبدأ في الحصول على 500 ميغاوات من الكهرباء في ظل سعي البلاد لتنويع مصادر الطاقة التي تعتمد فيها بشكل كبير على إيران، وقال إن الربط مع الكويت اكتمل حاليا بنسبة 45 بالمئة. كما أضاف أن العراق أكمل الربط بين شبكة الكهرباء لديه والأردن، وأن بغداد لا تحتاج إلا إلى الموافقة على التمويل للبدء في نقل 50 ميغاوات من الطاقة مبدئيا. ويستورد العراق حاليا ما بين ثلث و40 بالمئة من احتياجاته من الكهرباء والغاز من إيران، وكثيرا ما تقطع طهران إمداداتها عندما تحتاج إلى المزيد من الكهرباء في الداخل ولأن العراق يواجه صعوبة في دفع ثمن الواردات بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على إيران. وتضغط الولايات المتحدة على العراق لخفض اعتماده على الغاز الإيراني.

وفي إطار هذه الضغوط، توصل العراق العام الماضي إلى اتفاق مع شركة توتال إنرجيز الفرنسية الكبرى للنفط على صفقة طال انتظارها بقيمة 27 مليار دولار بهدف الحصول على الطاقة ثم إنتاجها باستخدام الغاز.

وفي هذا الاطار، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الخميس، إن الولايات المتحدة جددت إعفاء مدته 120 يوما يسمح للعراق بدفع أموال لإيران مقابل إمدادات من الكهرباء.

من جانبه، كشف محافظ البنك المركزي العراقي، الخميس، عن اجتماعات مع الخزانة الأميركية لإعادة النظر بالعقوبات على المصارف العراقية، فيما ناقش مع اللجنة المالية البرلمانية عدة ملفات أبرزها، معالجة الفجوة في بيع الدولار بين السعر الرسمي والموازي.

في ملف انسحاب القوات الاميركية من العراق، قال مسؤول كبير من الحكومة العراقية إن المحادثات بين الولايات المتحدة والعراق بشأن إنهاء وجود التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن في البلاد قد تستمر لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر.

وفيما ينظر سياسيون إلى المحادثات الفنية التي تجري عبر لجنة عسكرية مشتركة على أنها وسيلة لكسب الوقت في ظل تباين وجهات النظر بخصوص كيفية تطور العلاقة العسكرية بين البلدين، تطالب فصائل مسلحة شيعية متشددة بالانسحاب الفوري للقوات الأميركية، بينما تخشى فصائل شيعية أكثر اعتدالا وأحزاب سنية وكردية أن يؤدي رحيل القوات إلى فراغ في السلطة.

في ملف العلاقات مع تركيا، وبعدما اجتمع مسؤولون كبار من البلدين الخميس، في بغداد لبحث التعاون بين تركيا والعراق، جاء البيان الختامي المشترك. فقد أفيد الجمعة، بأنه تقرر خلال اللقاءات تكثيف العمل لتبني مذكرة تفاهم، من أجل خلق الإطار الهيكلي في مختلف أوجه العلاقات بين البلدين، كما اتفق الجانبان من خلال مذكرة التفاهم التي سيقومان بإعدادها على إنشاء إطار استراتيجي للعلاقات. وأيضا وافقا على إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل حصراً في مجالات مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل، كذلك أكدا على الأهمية التي يتم إيلاؤها على وحدة العراق السياسية وسيادته وسلامة أراضيه. واتفق الجانبان أيضاً على أن حزب العمال الكردستاني "PKK" يمثل تهديداً أمنيا لكل من تركيا والعراق.

 

  1. 6. في الشأن اليمني

في ملف الصراع القائم في البحر الاحمر واستهداف السفت التجارية، أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين باستهداف قصف أميركي بريطاني بثلاث غارات مديرية عبْس في حجّة شمال شرقي اليمن، وقال الجيش الأميركي، الخميس، إنه نجح في تدمير أربع مسيرات وصاروخ أرض-جو في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

إلى ذلك، أفادت وكالة "يو كاي أم تي أو" التي تديرها القوات الملكية البريطانية في بيان الجمعة، أن سفينة تجارية أبلغت عن إصابتها بصاروخ وتعرّضها لبعض الأضرار، مشيرة إلى أن طاقمها بخير وتواصل الإبحار نحو مقصدها. كما أكدت شركة "أمبري" للأمن الملاحي، تعرّض ناقلة لهجوم صاروخي على بعد حوالي 88 ميلا بحريا من شمال غرب الحديدة، وأضافت أن هناك أضراراً، لكن لم يتم الإبلاغ عن إصابات في الطاقم.

كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية الجمعة أن الحوثيين أطلقوا أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن صوب خليج عدن والبحر الأحمر، وأضافت أن صاروخين أطلقا نحو خليج عدن و2 آخرين نحو البحر الأحمر، كما أوضحت أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار لسفن القوات الأميركية أو قوات التحالف نتيجة الهجوم. في المقابل، أشارت إلى أنها دمرت تسعة صواريخ مضادة للسفن وطائرتين مسيرتين للحوثيين في مناطق سيطرتهم باليمن.

أتى ذلك، بعد ساعات من إعلان هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في وقت مبكر أنها تلقت تقريرا يفيد بأن صاروخين حلقا فوق سفينة على بعد 50 ميلا بحريا جنوب غربي الحديدة باليمن، وأضافت أن الربان أبلغ عن مرور صاروخين فوق السفينة وسماع دوي انفجارين على مسافة بعيدة، مؤكداً ألا أضرار وأن الطاقم بخير.

كما جاءت تلك التطورات بعدما لوح زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، في خطاب مساء الخميس، بأن عمليات ميليشياته ستمتد لمنع السفن المرتبطة بإسرائيل حتى من المرور عبر المحيط الهندي باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح.

 

  1. 7. في الشأن المصري

في الملف الاقتصادي، قال رئيس قطاع الصناديق السيادية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى وكالة فيتش، توبي أيلز، إن التدفقات النقدية الضخمة التي شهدتها مصر وخفض قيمة العملة ورفع أسعار الفائدة ليس كافيا لتعديل التصنيف الائتماني للبلاد. وكانت الوكالة خفضت تصنيف مصر إلى (B-) في نوفمبر مع نظرة مستقبلية مستقرة. ومن المقرر أن تراجع فيتش التصنيف الائتماني لمصر في مايو، ويرجح أيلز أن يكون من السابق لأوانه تحديد مسار المالية العامة بحلول هذا الوقت، حيث تمثل التصنيفات الائتمانية عاملا رئيسيا في تحديد تكاليف الاقتراض التي تتحملها البلدان. وقد يشير استقرار النظرة المستقبلية إلى إمكانية أن ترفع الوكالة التصنيف الائتماني لمصر على المدى القريب إلى المتوسط.

وفي سياق متصل، يُنتظر أن يتم الإعلان رسمياً الأسبوع المقبل عن حزمة دعم مالي واستثماري بقيمة 7.4 مليار يورو يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر تهدف إلى دعم اقتصادها، وسط مخاوف من أن تؤدي الصراعات في غزة والسودان إلى تفاقم المشاكل المالية في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا وزيادة ضغوط الهجرة على أوروبا. ووفقًا لعدد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي، يتضمن الاتفاق: دعم قطاع الطاقة في مصر، والمساعدة في التعامل مع العدد المتزايد من اللاجئين السودانيين في البلاد، كما المساعدة في تحصين حدود مصر مع ليبيا، حيث يعبر المهاجرون البحر الأبيض المتوسط في طريقهم إلى أوروبا.

في ملف جماعة الاخوان

في خطوة لم تتوضح معالمها حتى الساعة، ورغم تعليمات السلطات التركية بالتضييق على عناصر الإخوان المصريين المقيمين في البلاد، وتعليق أنشطتهم الإعلامية بعد التقارب مع القاهرة، فإن الأيام الماضية شهدت نشاطاً لعناصر الجماعة وأذرعها المسلحة وظهورها لأول مرة على منصات إعلامية موالية لها. فقد انطلق قبل أيام برنامج على بودكاست يقدمه محمد منتصر، أحد مؤسسي حركة حسم الإخوانية المسلحة والهارب إلى تركيا، استضاف فيه عددا من عناصر الجماعة، بينهم مدانون بالإعدام، على رأسهم يحيى موسى المتهم باغتيال النائب العام هشام بركات، كما استضاف أحمد مولانا الذي يقدم محاضرات لعناصر الجماعة في فنون العمل الاستخباراتي داخل أكاديمية تركية يديرها القيادي الإخواني عصام عبد الشافي.

وحسب المعلومات فإن مجموعة محمود حسين قائد جبهة اسطنبول وكذلك التنظيم الدولي للجماعة في لندن يقومان بتمويل البرنامج الذي يكرس لتوحيد صفوف الجماعة وجمع الشمل بين قواعدها وحثهم على التمترس من جديد خلف قيادتها للانطلاق مجددا والدعوة للفوضى والتخريب في مصر. فيما تروج مؤسسة ميدان التي يترأسها رضا فهمي، وهو قيادي إخواني ورئيس لجنة الأمن القومي السابق في البرلمان المصري، والذي يدعو دائما لإعادة الحراك المسلح والثوري، وإعادة الشباب الهاربين إلى بلدانهم مجدداً للمشاركة في عملية التغيير وإزالة الأنظمة.

أزمة سد النهضة  

لا تطورات لهذا الاسبوع.

 

  1. 8. في الشأن الخليجي

أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، الثلاثاء على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بقوة نسبيا في عامي 2024 و2025، ورفعت توقعاتها للنمو الاقتصادي لهذا العام وأرجعت هذا إلى أنه لا يزال هناك مجال أكبر للتحسن.

وفي السياق، ارتفعت أسعار النفط الأربعاء، بفضل توقعات بطلب عالمي قوي، بما في ذلك من الولايات المتحدة أكبر مستهلك للخام في العالم، بينما تعززت المعنويات أيضا من الآمال بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة قريبا على الرغم من صعوبة كبح التضخم في الولايات المتحدة فيما يبدو. وفي مؤشر آخر على الطلب القوي، انخفضت مخزونات النفط الخام الأميركية ومخزونات الوقود الأسبوع الماضي، وفقا لمصادر السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي، وذلك قبيل صدور البيانات الرسمية للمخزونات الأميركية.

ويوم الجمعة تراجعت أسعار النفط لكنها تتجه لتحقيق مكاسب بنحو 4% هذا الأسبوع مدعومة بتعديل وكالة الطاقة الدولية لتوقعاتها للطلب على النفط في 2024 بالرفع، والانخفاض غير المتوقع للمخزونات الأميركية. وقالت الوكالة في أحدث تقرير لها إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع 1.3 مليون برميل يوميا في عام 2024 بزيادة 110 آلاف برميل يوميا عن الشهر الماضي، وتوقعت عجزا طفيفا في الإمدادات هذا العام بعدما مدد أعضاء "أوبك+" خفض الإنتاج.

في شأن الامارات العربية المتحدة

في الملف الاقتصادي، أظهرت بيانات أولية لوزارة المالية الإماراتية أوردتها وكالة الأنباء الرسمية الخميس، أن الإيرادات الحكومية للبلاد سجلت 42.45 مليار دولار في الربع الرابع من 2023، بزيادة 9% على أساس سنوي، فيما بلغت النفقات الحكومية 35.75 مليار دولار في نفس الفترة، لتحقق الإمارات فائضا ماليا 6.70 مليار دولار.

يذكر ان الإمارات بدأت العام الماضي تطبيق ضريبة 9% على أرباح الشركات ضمن مساعي تنويع مصادر الدخل وتعزيز الإيرادات غير النفطية بينما تخطط للانتقال نحو نمو اقتصادي مستدام.

وفي سياق متصل، قال رئيس مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي إن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية ارتفع إلى 31.4 مليار دولار في العام الماضي 2023، ومن المتوقع أن يواصل النمو بالوتيرة نفسها عام 2024، وأضاف داني سيبرايت أن صادرت الولايات المتحدة الأميركية إلى الإمارات وصلت إلى 24.8 مليار دولار في العام الماضي لتتجاوز بذلك صادرات العام 2022 البالغة 20.8 مليار دولار، بنمو بنسبة 19 بالمئة، مشيراً إلى أن الإمارات ظلت وجهة التصدير الأميركية الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للعام الخامس على التوالي، فيما صادرات الإمارات إلى الولايات المتحدة وصلت لنحو 6.6 مليار دولار في العام الماضي. وأوضح رئيس مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي، أن الصادرات الأميركية إلى الإمارات تدعم نحو 125 ألف وظيفة في الولايات المتحدة.

وأشار سيبرايت إلى أن استثمارات دولة الإمارات في السوق الأميركية، مستمرة في النمو مع تركزها في قطاعات متنوعة، مضيفا إن الإمارات والولايات المتحدة تواصلان البناء على التقدم الهائل الذي تم إحرازه العام الماضي في الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمر "COP28" في مجالات الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والاستدامة، بالإضافة إلى استمرار المرتكزات التقليدية للعلاقات التجارية الثنائية بين البلدين في الحفاظ على قوتها بقطاعات مثل الفضاء والدفاع والطاقة.

وفي إطار سياسة الامارات الخارجية المعتمدة، أبرمت دولة الإمارات والمجر اتفاقية تعاون اقتصادي تستهدف تحفيز التدفقات التجارية والاستثمارية بين الدولتين في القطاعات ذات الاهتمام المشترك. تهدف الاتفاقية إلى تعزيز روابط الصداقة وتطوير التعاون الاقتصادي بين الإمارات والمجر على أساس من المنفعة المتبادلة، في القطاعات ذات الاهتمام المشترك وتشمل القطاع الصناعي، والتجارة والأسواق، والتعاون في مجال الاستثمارات، والسياحة، والخدمات اللوجستية، والبنية التحتية، والعقارات، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية الأخرى. كما تسعى إلى تحفيز التدفقات التجارية بين البلدين، ورفعها إلى مستويات أعلى تعكس الفرص والإمكانيات المتوفرة بالدولتين في تجارة السلع والخدمات.

في الشأن السعودي

اجتذبت المملكة العربية السعودية حوالي 13 مليار دولار من استثمارات القطاع الخاص في صناعة السياحة حيث تهدف إلى تقاسم تكلفة الإنفاق المرتبطة بخطتها لتصبح نقطة جذب جديدة للسفر، وفقا للأميرة هيفاء آل سعود، نائبة وزير السياحة السعودي، وحيث تستهدف المملكة رفع إيرادات السياحة إلى 85 مليار دولار هذا العام، من حوالي 66 مليار دولار في عام 2023. واشارت الميرة إلى ان المساهمة الحالية في الناتج المحلي الإجمالي تبلغ 4.5% ونهدف إلى رفع ذلك إلى 10% بحلول عام 2030، لافتة الى ان البداية كانت من 3.2% عندما انفتحت المملكة على السياحة.

من جانب آخر، سجلت الأنشطة غير النفطية في المملكة العربية السعودية أعلى مساهمة لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال عام 2023 بنسبة 50%، وهو أعلى مستوى تاريخي تصل إليه على الإطلاق، بناءً على تحليلات وزارة الاقتصاد والتخطيط للبيانات الصادرة من الهيئة العامة للإحصاء. ووصل إجمالي الاقتصاد غير النفطي إلى 1.7 تريليون ريال بالأسعار الثابتة، مدفوعا باستمرار النمو في الاستثمار والاستهلاك والصادرات. وتحققت نسبة المساهمة التاريخية بفضل أداء غير مسبوق في الاستثمار غير الحكومي خلال آخر عامين بمعدل نمو 57%، لتصل قيمة الاستثمارات غير الحكومية إلى أعلى مستوى تاريخي لها عند 959 مليار ريال في عام 2023.

في السياق، أكدت وكالة ستاندرد آند بورز (S&P) تصنيفها الائتماني للمملكة العربية السعودية بالعملة المحلية والأجنبية إلى "A/A-1" مع نظرة مستقبلية مستقرة، وأوضحت في تقريرها أن تأكيدها لتصنيف المملكة الائتماني جاء على خلفية استمرار جهود المملكة بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات الأخيرة، وأثرها على مرونة اقتصادها، والمساهمة بدعم تطور نمو القطاع غير النفطي ورفع الإيرادات المالية العامة. وتوقعت الوكالة ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بمعدل متوسط 3.3% خلال الأعوام 2024م-2027م على المدى المتوسط، بناء على النمو الملحوظ في التنوع الاقتصادي والاستثمارات بالقطاع غير النفطي مع النمو القوي للاستهلاك بالمملكة.

 

  1. 9. في أزمة تونس

وافق مجلس الوزراء التونسي يوم الخميس على مشروع قانون جديد لتطوير منظومة الصرف الأجنبي قائلا إنه سيسهل التعاملات المالية والتجارية الدولية وذلك في إصلاح طالبت به الشركات التونسية. وقالت الحكومة في بيان إن مشروع قانون الصرف ثورة تشريعية ونقلة تاريخية في مجال الصرف والمالية للبلاد التونسية. ويتعين على المستثمرين حاليا تلقي موافقة البنك المركزي للحصول على العملة الصعبة لإجراء المعاملات الخارجية أو للحصول على خطابات ائتمان لاستيراد البضائع. ويصدر البنك المركزي الموافقة على أساس كل حالة على حدة، وهي عملية تقول بعض الشركات إنها غامضة ومفرطة في بيروقراطيتها.

وقالت الحكومة إن مشروع القانون يهدف إلى تحسين مناخ الأعمال والاستثمار وتحسين القدرة التنافسية ورفع مستوى الصادرات، وأضافت أنه سيحقق التحرير التدريجي للمبادلات المالية بما يعزز النمو الاقتصادي. ومن المتوقع إحالة مشروع القانون إلى البرلمان خلال الأسابيع المقبلة.

في سياق متصل، قال البنك الدولي، يوم الجمعة، إنه وافق على قرضين لتونس بقيمة 520 مليون دولار لمساعدتها على مواجهة التحدي الخاص بالأمن الغذائي، وتحقيق التوازن في التفاوتات الاقتصادية بين المناطق من خلال تحسين ربط الطرق. وتبلغ قيمة القرض الأول 300 مليون دولار ويأتي مكملا لمشروع الاستجابة الطارئة للأمن الغذائي الذي سيساعد على مواجهة آثار أربع سنوات متتالية من الجفاف في البلاد، منها موسم الحبوب الصعب في عام 2023. فيما يهدف القرض الثاني بقيمة 220 مليون دولار إلى تقليص التفاوتات الاقتصادية بين المناطق على طول محور القصرين-سيدي بوزيد-صفاقس من خلال تطوير البنية التحتية لهذا المحور وتحسين فرص حصول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة على التمويل.

 

  1. 10. في الشأن السوداني

قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لقواته، إن الجيش سيواصل الضغط للسيطرة على مزيد من الأراضي بعد أهم تقدم حققه في الحرب الدائرة منذ 11 شهراً ضد قوات الدعم السريع. وسيطرت قوات الجيش، الثلاثاء، على مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون في أم درمان الواقعة على الضفة الأخرى من نهر النيل وتمثل جزءا من العاصمة الخرطوم. وعلى الرغم من توقف البث من مبنى الإذاعة والتلفزيون، وسع التقدم نطاق نفوذ الجيش عبر وسط مدينة أم درمان القديم، وهذا مهم استراتيجياً لأن به قواعد عسكرية ويمثل نقطة عبور لإمدادات قوات الدعم السريع. وأضاف البرهان، بحسب بيان صدر يوم الأربعاء، أن الجيش سيواصل قتال قوات الدعم السريع في أجزاء أخرى من العاصمة وفي منطقة دارفور بغرب السودان وولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم، وهي مناطق حققت فيها قوات الدعم السريع تقدماً سريعاً أواخر العام الماضي حتى تحقيق النصر الكامل. كما أشار الجيش إلى أنه لن يأخذ في الاعتبار المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار في شهر رمضان ما لم توافق قوات الدعم السريع على انسحاب عسكري كبير.

ويوم السبت، أعلن عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق أول ياسر العطا، أن الجيش لن يسلم السلطة لقوى سياسية أو مدنية أو أحزاب من دون انتخابات، وأضاف، في كلمة مصورة بثها تلفزيون السودان، أنه لا بد من فترة انتقالية يكون القائد العام للجيش هو رأس الدولة ومشرف عليها، تشارك فيها الأجهزة الأمنية على رأسها الجيش والشرطة والأمن، وداعيا ايضا للحفاظ على ما يسمى بالمقاومة الشعبية، في إشارة إلى المستنفرين في صفوف الجيش.

وأتى هذا الإعلان وسط مساع لحل ينهي الصراع بين الطرفين، حيث قالت قوات الدعم السريع يوم الخميس، إنها مستعدة للوصول لأي تفاهمات من شأنها إنقاذ حياة السودانيين.

في الملف الانساني، دعت الأمم المتحدة، الجمعة، إلى وصول غير مقيّد للعاملين في المجال الإنساني في السودان المهدد بالمجاعة بعد مرور قرابة عام على الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأوضحت جيل لولر من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، التي قامت أخيرا بزيارة للخرطوم، أن هناك مخزونا كافيا من المساعدات الإنسانية في بورتسودان، لكن إيصالها إلى السكان يطرح مشكلة. وفي مطلع مارس، أطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيرا قائلا إن الحرب يمكن أن تتسبب في أكبر أزمة جوع في العالم، في بلد يشهد أكبر أزمة نزوح سكاني في العالم. كذلك، دعت الأمم المتحدة، الجمعة، إلى تقديم دعم مالي أكبر. وقالت أليساندرا فيلوتشي، وهي ناطقة باسم الأمم المتحدة في جنيف خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقدته اليونيسف انهم في حاجة إلى موارد إضافية، موضحة أن الأمم المتحدة تحتاج إلى 2,7 مليار دولار هذا العام لمساعدة السكان في السودان، وجمعت حتى الآن 5 في المئة من هذا المبلغ.

 

  1. 11. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

في ملف الانتخابات الرئاسية، وقبل ثمانية أشهر من الانتخابات في نوفمبر، حصل الرئيس جو بايدن على تقدم مفاجئ بفارق ضئيل على دونالد ترامب في استطلاعين للرأي، رغم انخفاض معدل تأييده إلى أدنى مستوى له على الإطلاق بعد خطاب حالة الاتحاد الأسبوع الماضي.

وفي استطلاعين للرأي، يبدو أن بايدن قد يتفوق على منافسه بفارق ضئيل، فقد أظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس على 3356 ناخبا مسجلا، أن بايدن سيحصل على 39% من الأصوات بينما سيحصل ترامب على 38%. وأجري الاستطلاع في الفترة الواقعة ما بين 7 و13 مارس الجاري، وكان هامش الخطأ فيه +/- 1.8 نقطة مئوية. في موازاة ذلك، كشف استطلاع أجرته مؤسسة "سيفيكس/ديلي كوس" وشمل 1324 ناخباً مسجلاً، أن المرشح الديمقراطي بايدن حصل على 45% من الأصوات مقابل 44% لترامب. وأجري هذا الاستطلاع في الفترة الواقعة ما بين 9 و12 مارس الجاري، وكان هامش الخطأ فيه +/- 2.8 بالمائة.

في السياق، أعرب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الأربعاء، عن سعادته في تمثيل الحزب الجمهوري كمرشح للرئاسة بالانتخابات المقررة في نوفمبر 2024. وفاز الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق ترامب بترشيح حزبيهما لانتخابات الرئاسة، في أول مواجهة للمرة الثانية على التوالي في ذلك الاقتراع منذ نحو 70 عاما. وقال ترامب على منصته "تروث سوشيال" Truth Social: "إنه لشرف عظيم لي أن أمثل الحزب الجمهوري كمرشحه الرئاسي. إن حزبنا متحد وقوي، ويدرك تمامًا أننا نخوض الانتخابات ضد الرئيس الأسوأ والأكثر عجزًا وفسادًا وتدميرًا في تاريخ الولايات المتحدة".

من جانب آخر، أعلن نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس، الجمعة، أنه لن يدعم الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات الأميركية. ووصفت وسائل إعلام أميركية إعلان بنس بأنه مدو، على الرغم من أن انقسامات عميقة باعدت بين الرجلين منذ انتهاء ولاية ترامب، على نحو كان ليجعل مفاجئا دعمه للملياردير الجمهوري وليس العكس.

في سياق منفصل، وفي ملف حرب غزة، يستعد مسؤولون أميركيون لاحتمال تحول التعليق المؤقت لتمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى وقف نهائي بسبب موقف الكونغرس، وذلك رغم إصرار إدارة الرئيس جو بايدن على أنه لا يمكن الاستغناء عن العمل الإنساني الذي تقوم به الوكالة. وقالت الولايات المتحدة، وهي أكبر المانحين للأونروا بتقديم دعم يتراوح بين 300 و400 مليون دولار سنويا، إنها تريد أن ترى نتائج هذا التحقيق والإجراءات التصحيحية المتخذة قبل أن تفكر في استئناف التمويل. وحتى لو تم رفع هذا التعليق، فلن يتم تسليم سوى حوالي 300 ألف دولار متبقية من الأموال المخصصة بالفعل، إلى الأونروا. وسيتطلب تقديم أي مبالغ أخرى الحصول على موافقة الكونغرس.

وبالنظر لوجود معارضة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس لتمويل الأونروا، فإنه من غير المرجح أن تستأنف الولايات المتحدة التبرعات المنتظمة في أي وقت قريب، حتى مع إعلان دول مثل السويد وكندا أنها ستستأنف مساهماتها. ويتضمن مشروع قانون لتمويل تكميلي في الكونغرس، يشمل مساعدات عسكرية لإسرائيل وأوكرانيا وتدعمه إدارة بايدن، بندا من شأنه أن يمنع الأونروا من تلقي تمويلات إذا تم إقراره.

في الملف الاقتصادي، بخلاف التوقعات، سجل معدل التضخم ارتفاعا طفيفا في الولايات المتحدة خلال شهر فبراير الماضي، في ظل ارتفاع تكاليف البنزين والمعيشة، مما يشير إلى استمرار التضخم وتأثيره المحتمل على تأخير قرار متوقع من مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في شهر يونيو. وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في أكبر اقتصاد في العالم، إلى 3.2 بالمئة على أساس سنوي في فبراير الماضي، بعكس توقعات بأن يظل التضخم دون تغيير عن مستواه في يناير عند 3.1 بالمئة، بحسب مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأميركية. وساهم ارتفاع تكاليف الوقود والمعيشة، ومنها الإيجارات، بأكثر من 60 بالمئة في الزيادة الشهرية لمؤشر أسعار المستهلكين.

وخلال مارس الجاري، أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، لأعضاء الكونغرس أن القرارات المقبلة بشأن موعد خفض أسعار الفائدة ووتيرته ستعتمد فقط على البيانات الاقتصادية، وقال أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يود أن يرى المزيد من البيانات الداعمة والتي تجعله أكثر ثقة في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام إلى نطاق اثنين بالمئة قبل خفض سعر الفائدة.

 

  1. 12. في الشأن الأوروبي

في ملف الهجرة غير القانونية، يواصل الاتحاد الأوروبي عقد اتفاقيات مع دول شمال إفريقيا بعد تونس وموريتانيا ومصر في محاولة لمنع وصول المهاجرين إلى حدوده، وهي استراتيجية انتقدها المدافعون عن حقوق الإنسان لفاعليتها غير المؤكدة. لكن القادة الأوروبيين حريصون على إظهار حزمهم بشأن هذا الملف قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات البرلمانية حيث تتوقع استطلاعات الرأي صعود اليمين المتطرف. وقد توجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى القاهرة الأحد، برفقة رؤساء حكومات بلجيكا ألكسندر دي كرو وإيطاليا جورجيا ميلوني واليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس. والهدف من ذلك إقامة شراكة مع السلطات المصرية لمساعدة هذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية خطيرة، والذي يقع على حدود حربين في قطاع غزة والسودان، وحيث يوجد نحو 9 ملايين مهاجر ولاجئ - بما في ذلك أربعة ملايين سوداني و1.5 مليون سوري - بحسب المنظمة الدولية للهجرة. والنسخة المقترحة من الاتفاق هي ذاتها التي تم التوصل إليها مع تونس. وينتظر الأوروبيون من حكومات دول انطلاق المهاجرين أو تلك التي تشكل ممرا لهم، أن يوقفوا تدفقهم وأن يستقبلوا أولئك الذين لا يحملون إقامة قانونية في دول الاتحاد الأوروبي مقابل تقديم المساعدات المالية والاستثمارات.

وأكد المتحدث باسم المفوضية إريك مامر الأربعاء، أنه بالإضافة إلى الهجرة هناك العديد من مجالات التعاون الأخرى مع مصر، مثل الطاقة وأجندة المناخ.

وليس التعاون في مجال الهجرة مع دول ثالثة بالأمر الجديد. فقد تم توقيع اتفاق في عام 2016 مع تركيا، تقضي بأن تحتفظ البلاد باللاجئين السوريين على أراضيها. كما التزم الاتحاد الأوروبي، بشكل مثير للجدل، بتدريب وتجهيز خفر السواحل الليبيين، وذلك على الرغم من المخاوف بشأن سوء معاملة المهاجرين في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ سنوات. وفي السابع من مارس، تم التوصل إلى اتفاق مع موريتانيا يقضي برصد 210 ملايين يورو وينص على زيادة التعاون مع وكالة حرس الحدود الأوروبية "فرونتكس". فيما لا يزال اتفاق تونس يثير جدلا يتجلى في انتقادات داخل الاتحاد الأوروبي. وفي قرار تم التصويت عليه الخميس، اعترض أعضاء البرلمان الأوروبي على شروط صرف المفوضية مؤخرًا لمبلغ 150 مليون يورو لدعم ميزانية تونس، ودانوا تدهور سيادة القانون في تونس.

في سياق منفصل، يدرس الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات ضد إيران بسبب احتمال إرسال صواريخ لروسيا. وذكرت مسودة نتائج قمة أوروبية مقرر عقدها الأسبوع المقبل أن زعماء الاتحاد الأوروبي مستعدون للرد على إيران بإجراءات جديدة وكبيرة وسط تقارير تشير إلى أن طهران قد ترسل صواريخ باليستية إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا. وجاء في مسودة النص ان المجلس الأوروبي يدعو الأطراف الثالثة إلى التوقف فوراً عن تقديم الدعم المادي للحرب العدوانية التي تشنها روسيا على أوكرانيا. كما ذكرت مسودة نتائج القمة المقرر عقدها يومي 21 و22 مارس، أن التقارير التي تذكر أن إيران قد ترسل صواريخ باليستية وتكنولوجيا ذات صلة إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا مثيرة للقلق للغاية، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد بسرعة وبالتنسيق مع الشركاء الدوليين، واتخاذ إجراءات جديدة وكبيرة ضد إيران. وخلصت الاستنتاجات إلى أن زعماء التكتل سيدعون جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية إلى الاستعداد لفرض مزيد من العقوبات على بيلاروسيا وكوريا الشمالية وإيران.

وفي الانتخابات الرئاسية الروسية، اعتبر حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي أن هذه الانتخابات التي بدأت الجمعة في روسيا، لا يمكن اعتبارها نزيهة أو ديمقراطية، بحسب مسؤولين من المؤسستين. وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أنه لإجراء انتخابات حرة، يجب أن تكون هناك تعددية وعدة قوائم من المرشحين ومناقشة مفتوحة وصحافة حرة ومستقلة، وهو ما لا يحدث في روسيا وفقا له. من جهته، اعتبر متحدث باسم السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي أنه من الصعب للغاية اعتبار هذه الانتخابات نزيهة وحرة وديموقراطية وأنها توفر خيارا فعليا للناخبين الروس، لكنه أكد أن قرار الاعتراف بهذه الانتخابات التي تستمر 3 أيام حتى الأحد، يعود إلى الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي.

كذلك، دان الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إجراء هذه الانتخابات في الأراضي التي احتلتها روسيا في أوكرانيا ووصفاها بأنها غير قانونية، وأضاف المتحدث الاوروبي ان نتيجة الانتخابات في تلك المناطق لن يتم الاعتراف بها من قبل الاتحاد.

من جانبها، دعت يوليا نافالنايا، أرملة المعارض السياسي الروسي أليكسي نافالني الذي توفي في السجن في 16 فبراير، القادة الغربيين إلى عدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات الرئاسية الروسية. فيما دعت أوكرانيا المجتمع الدولي إلى رفض نتيجة الانتخابات الرئاسية الروسية ووصفتها بأنها مهزلة.

في ملف الدعم لاوكرانيا، توصلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إلى اتفاق لإضافة 5 مليارات يورو لصندوق يهدف إلى تمويل شراء الأسلحة لأوكرانيا، حسبما أفاد مسؤولون. ويأتي الاتفاق في وقت تشكو كييف نقص الذخائر والمعدات الكافية لمواجهة الغزو الروسي، مع عدم إقرار الكونغرس الأميركي تمويل مساعدات عسكرية طلبها البيت الأبيض، بسبب خلاف بين الجمهوريين والرئيس جو بايدن. وقالت بلجيكا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن سفراء دول الاتحاد الـ27 اتفقوا مبدئيًا على خطة لدعم إمدادات الأسلحة إلى كييف في العام 2024. واتُخذ القرار، الذي أُعلن عنه بعد أسابيع من المفاوضات، بسبب معارضة فرنسا وألمانيا. وكانت فرنسا تطالب بالحصول على ضمانات بشأن منح الأسلحة المصنّعة في أوروبا الأولوية في عمليات الشراء للشحنات المخصصة لأوكرانيا، فيما أبدت ألمانيا تردّدها إزاء هذه الآلية الأوروبية مفضّلة المساعدات الثنائية.

من جانب آخر، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن الدول الداعمة لأوكرانيا ستستخدم أرباح الأصول الروسية المجمدة لتمويل مشتريات كييف من الأسلحة وذلك عقب اجتماع مع نظيريه الفرنسي والبولندي إظهارا للوحدة بعد أسابيع من الخلاف. وفي مؤتمر صحفي مشترك في برلين، الجمعة، أكد شولتس والرئيس الفرنسي ورئيس وزراء بولندا دونالد توسك، دعمهم لأوكرانيا التي تواجه قواتها أصعب معاركها منذ الأيام الأولى للحرب قبل أكثر من عامين. وقال شولتس إنه اتفق مع ماكرون وتوسك على ضرورة شراء المزيد من الأسلحة لأوكرانيا من السوق العالمية وتعزيز إنتاج العتاد العسكري بعدة سبل، منها التعاون مع الشركاء في أوكرانيا، وأضاف في أثناء حديثه عن جهود الاتحاد الأوروبي لزيادة الدعم لأوكرانيا انهم سستخدمون الأرباح غير المتوقعة من الأصول الروسية المجمدة في أوروبا لدعم شراء أسلحة لأوكرانيا. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد دعت الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي إلى النظر في استخدام هذه الأرباح للشراء المشترك للعتاد العسكري لأوكرانيا.

أزمة شرق المتوسط

لا تطورات هذا الاسبوع.

 

  1. 13. في الشأن التركي.

أوردت وسائل إعلام نقلا عن السلطات التركية، الأربعاء، أن رجل أمن من حرس الرئيس التركي توفي، وأصيب 3 أشخاص آخرين بينهم اثنان من الحرس الرئاسي خلال حادث تعرضوا له. وأكدت السلطات أن الحادث وقع أثناء جولة أردوغان في ولاية شرناق جنوب شرقي تركيا، لافتة إلى أن الفريق الذي تعرض للحادث المذكور، كان من ضمن الطواقم التي تعمل على تأمين وحماية موكب الرئيس أردوغان في شرناق جنوب تركيا، وموضحة أنه لا توجد حتى الآن معلومات إضافية عن الحادث الذي تعرض له طاقم الحراسة سوى أنه حادث سير.

في الملفات الاقتصادية، بدأت بريطانيا وتركيا رسميا الخميس، مفاوضات بشأن اتفاقية جديدة للتجارة الحرة بهدف إدراج خدمات وبضائع في اتفاق جديد. وقد أبرمت بريطانيا بالفعل اتفاقية تجارة حرة مع تركيا، والتي تم تمديدها عندما انفصلت بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، لكن المراجعة التي أجراها الجانبان العام الماضي خلصت إلى أن هناك مجالا للتحسين بموجب اتفاق جديد. وقالت وزارة التجارة البريطانية إن الجولة الأولى من المفاوضات مع تركيا، من المتوقع أن تعقد في الصيف.

من جانب آخر، رفعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني توقعاتها لنمو اقتصاد تركيا إلى 2.8% في 2024 من 2.5% في تقديرات سابقة صادرة في ديسمبر، وقالت إنها تتوقع استمرار الزخم الاقتصادي في تركيا في الربع الأول من العام الجاري بالنظر إلى التحسن الأحدث في مؤشر مديري المشتريات وثقة المستهلكين ومؤشرات اقتصادية أخرى. كما أشارت إلى إن النمو الأقوى من المتوقع مع ارتفاع معدل التضخم السنوي سيعقدان مهمة البنك المركزي التركي، والذي ألمح إلى وقف دورة التشديد النقدي بعد سلسلة من الزيادات السريعة للفائدة في منتصف 2023، لافتة إلى أنها تعتقد أن المركزي التركي سيرفع أسعار الفائدة مرتين بمقدار 250 نقطة أساس في المرة ليصعد بسعر الفائدة الرئيسي إلى 50% بحلول منتصف 2024 قبل أن ينخفض إلى 45% بحلول نهاية العام مع تباطؤ التضخم.

أمنيا، اعتقلت الشرطة التركية 33 شخصا يشتبه في أن لهم صلات بتنظيم داعش ويزعم أنهم كانوا يعدون لهجمات قبل الانتخابات المحلية المقررة في البلاد في وقت لاحق من هذا الشهر، حسبما أعلن وزير الداخلية الأحد الماضي. وعثرت شرطة مكافحة الإرهاب في صقاريا شمال غربي تركيا على أسلحة وأموال ووثائق تنظيمية خلال مداهمات، وقال الوزير أن الشبكة كانت توفر الأفراد لمناطق الحرب والدعم المالي لداعش، وذلك من خلال العمل من مساجد ومدارس دينية غير قانونية.

 

  1. 14. في الشأن الروسي

قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في روسيا ماريانا كاتزاروفا، الاثنين، إن مسؤولية وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني تقع على عاتق موسكو لأنه إما قُتل في السجن أو توفي بسبب ظروف احتجاز وصلت إلى التعذيب. كما اشارت كاتزاروفا التي عينت في منصبها العام الماضي ولم يُسمح لها بعد بدخول روسيا إلى ان المعتقلين الآخرين في روسيا قد يواجهون نفس مصير نافالني، وقالت إنها قلقة للغاية بشأن المعارض فلاديمير كارا مورزا وآخرين.

وكاتزاروفا، وهي محققة بلغارية سابقة لدى منظمة العفو الدولية واحدة من عشرات الخبراء المستقلين في حقوق الإنسان الذين كلفتهم الأمم المتحدة بإعداد تقارير حول موضوعات أو أزمات محددة، على الرغم من أنها الوحيدة المكلفة بتقديم تقارير عن إحدى الدول الخمس التي تحتل مقعدا دائما في مجلس الأمن.

وتقول جماعات للمجتمع المدني إن ما بين 600 وألف سجين سياسي سجنوا في روسيا بسبب تعبيرهم عن معارضتهم للهجوم الروسي على أوكرانيا، أو رفضهم المشاركة في القتال.

وفي كلمتها أمام اجتماع الأمم المتحدة في وقت سابق، والذي شارك فيه أيضا الصحفي الروسي الحائز على جائزة نوبل دميتري موراتوف، دعت كاتزاروفا إلى تعزيز الضغط على موسكو لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والتحقيق في وفاة نافالني. في حين ترفض موسكو الانتقادات الموجهة لسجلها المحلي في حقوق الإنسان.

في سياق منفصل، أكد الرئيس الروسي، في مقابلة تلفزيونية بُثت الأربعاء، أن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يشعر بـ"الضغينة" حيال النفوذ الروسي المتزايد في إفريقيا، لا سيما بسبب مجموعة فاغنر. وفي تقديره، كان على باريس أن تنافس مجموعة فاغنر، وهي مجموعة شبه عسكرية نشرت مقاتليها منذ منتصف العام 2010 في العديد من البلدان الإفريقية نيابة عن حكوماتها، لتحل محل القوة الإقليمية الفرنسية التقليدية. وأوضح بوتين ان موسكو لم تفرض نفسها على إفريقيا، ولم تطرد فرنسا، المشكلة غير ذلك، إنها مجموعة فاغنر الشهيرة، التي نفذت في البداية عددًا معينًا من المشاريع الاقتصادية في سوريا، ثم انتقلت إلى دول إفريقية أخرى، مشيرا الى انه دعمها فقط لأنها مجموعة روسية، لا أكثر!

يشار الى زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين الذي قُتل في العام 2023 بعد أن تمرد على الكرملين وكان مقتله مؤشرا على تراجع فاغنر، لكن هذه المجموعة تواصل عملياتها في القارة الإفريقية، بعد ان أصبحت فعليا تابعة للكرملين. وتسعى روسيا التي تحاصرها عقوبات غربية مشددة إلى استعادة نفوذها في إفريقيا الذي فقدته بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، من خلال وضع نفسها كقوة محررة في مواجهة المستعمرين الغربيين. وقد ركز الكرملين جهوده بشكل خاص على دول الساحل، ولا سيما نشر الجماعات شبه العسكرية في إطار اتفاقيات غامضة.

في ملف الانتخابات الرئاسية، قالت روسيا يوم السبت، إن أوكرانيا تكثّف الأنشطة الإرهابية خلال الانتخابات الرئاسية الروسية من أجل استقطاب مزيد من الدعم والأسلحة من الغرب، حيث ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان، انه من الواضح أن النظام الحاكم الفاسد في كييف يكثف أنشطته الإرهابية فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الجارية في روسيا من أجل إظهار نشاطه إلى دول الغرب صاحبة النفوذ على أوكرانيا ومن أجل تسول مزيد من المساعدات المالية والأسلحة الفتاكة. تشهد روسيا الانتخابات الرئاسية الثامنة في تاريخها الحديث، حيث يتنافس فيها الرئيس الحالي، كمرشح مستقل، و3 مرشحين حزبيين. تجرى الانتخابات على غير العادة على مدار 3 أيام، وتشارك فيها أيضا المناطق الأوكرانية الأربع التي أعلنت روسيا ضمها في سبتمبر 2022.

وقد ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإجراء الانتخابات الرئاسية الروسية في المناطق المحتلة من أوكرانيا، وفق ما أفاد المتحدث باسمه، الجمعة، الذي قال إن الأمين العام ادان جهود روسيا الاتحادية لتنظيم انتخابات رئاسية في مناطق من أوكرانيا تحتلها روسيا الاتحادية، وذكّر بأن المحاولة غير القانونية لضم مناطق من أوكرانيا باطلة بحسب القانون الدولي، مكررا تمسك المنظمة الأممية باستقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها. وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال وجه وبسخرية التهاني إلى بوتين، الجمعة، على الفوز الساحق الذي حققه في الانتخابات التي تبدأ اليوم، مضيفا لا معارضة، لا حرية، لا خيار. كذلك انتقدت الولايات المتحدة الاقتراع، ونددت بـالانتخابات الصورية المنظمة في الأراضي الأوكرانية المحتلة.

في الملف الاقتصادي، تسارع معدل التضخم في روسيا في فبراير ليبلغ 7.7 بالمئة على أساس سنوي، وفق الأرقام الصادرة الأربعاء عن وكالة الإحصاء الوطنية "روستات"، ففي يناير استقر التضخم عند 7.4 بالمئة على أساس سنوي، كما كان الحال في ديسمبر 2023، بعد سبعة أشهر من الزيادة المستمرة، وفق أرقام روستات. وتهدف السلطات إلى احتواء التضخم السنوي عند مستوى 4 بالمئة. وتأتي أرقام فبراير قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية. وخلال حملته الانتخابية، أكد الرئيس بوتين مرارا أن النشاط الاقتصادي قاوم العقوبات الغربية المفروضة ردا على هجومه على كييف.

لكن لا يزال ارتفاع الأسعار أحد المخاوف الرئيسية للشعب الروسي الذي تتأثر قدرته الشرائية بالعقوبات وبسبب ضعف الروبل مقارنة بالدولار واليورو، ولعدة أشهر، جعل البنك المركزي الروسي مكافحة التضخم محور اهتمامه الرئيسي.

وفي منتصف ديسمبر، رفع البنك سعر الفائدة الرئيسي إلى 16 بالمئة، وهي الزيادة الخامسة على التوالي منذ تموز/يوليو 2023. وفي الشهر نفسه، اضطر بوتين إلى الاعتذار عن الارتفاع في أسعار البيض بنسبة 54 بالمئة على مدار عام، وفق أرقام روستات. كما ساهم في ارتفاع الأسعار نقص الأيدي العاملة المرتبط برحيل مئات الآلاف من الروس إلى الجبهة أو إلى الخارج، وشروط الائتمان المرنة والزيادة الحادة في الإنفاق الاتحادي.

 

  1. 15. في الشأن الأوكراني

على الرغم من أن حزمة كبرى من المساعدات لأوكرانيا لا تزال عالقة في الكونغرس، أبدت الإدارة الأميركية الثلاثاء دعمها لكييف بإعلانها عن دعم عسكري جديد لها، في حين حذّر الرئيس جو بايدن لدى استقباله نظيره البولندي ورئيس وزرائه من أن الخطر الروسي يتهدّد أوروبا الشرقية. وقال بايدن على هامش لقائه الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس الحكومة دونالد توسك في البيت الأبيض يجب التحرك قبل فوات الأوان، لأن روسيا لن تتوقف في أوكرانيا، وبإمكان بولندا أن تتذكر ذلك.  في الأثناء وافقت واشنطن على صفقة بيع صواريخ لبولندا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي. والصفقة التي أبلغ بها الكونغرس بحسب القانون الأميركي، تلحظ بيع صواريخ جو-أرض بعيدة المدى بقيمة 1,77 مليار دولار، وصواريخ جو-جو متوسطة المدى بقيمة 1,69 مليار دولار، بحسب بيان للخارجية الأميركية.

قبيل ذلك، أعلن البيت الأبيض مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 300 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وصرح جيك سوليفان مستشار الرئيس الأميركي أن هذه المساعدة تلبي بعض الحاجات الملحة لأوكرانيا، لكنها لا تشكل بديلا من مصادقة الكونغرس الأميركي على أموال جديدة يطالب بها بايدن. وتتضمن المساعدة خصوصا صواريخ للدفاع الجوي وذخائر وقذائف مدفعية وتلبي بعض الحاجات الملحة لأوكرانيا، وفق سوليفان.

ميدانيا، شنت أوكرانيا، الأربعاء، هجوما واسع النطاق بطائرات مسيرة على مناطق روسية، مما تسبب في اندلاع حريق في أكبر مصفاة نفط تابعة لشركة روسنفت فيما وصفه الرئيس بوتين بأنها محاولة لعرقلة الانتخابات الرئاسية الروسية. وبعد يوم من إلحاق أضرار بالغة بمصفاة تابعة لشركة لوك أويل، هاجمت طائرة مسيرة أوكرانية مصفاة تكرير ريازان التابعة لشركة روسنفت، وهي سابع أكبر مصفاة في روسيا وتقع على بعد 180 كيلومترا من موسكو. وذكرت وسائل إعلام روسية أنه تم إسقاط حوالي 60 طائرة مسيرة فوق الأراضي الخاضعة للسيادة الروسية في غضون عدة ساعات فقط. كما قال حاكم منطقة فورونيج التي تقع حدودها مع أوكرانيا إن أكثر من 30 طائرة مسيرة أُسقطت في الجو فوق منطقة فورونيج، مضيفا أنه لم تقع سوى أضرار طفيفة. وفي منطقة بيلغورود، تسبب الحطام المتساقط من الطائرات المسيرة في إتلاف خط لإمدادات الغاز وقطع التيار الكهربائي عن بعض القرى. أما حاكم منطقة لينينغراد فقد قال إن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيرة أثناء اقترابها من مصفاة كيريشي، ثاني أكبر مصفاة في روسيا والتي تقع في شمال روسيا، وأضاف أن عمل المصفاة لم يتأثر.

وقد اعتبر الرئيس الروسي، الجمعة، إن السلسلة الأخيرة من الهجمات الأوكرانية تشكل محاولة زعزعة عمليات الاقتراع في إطار الانتخابات الرئاسية الروسية الجارية، وتوعّد كييف بأن يرد جيشه على هذه الهجمات على الأراضي الروسية، فيما يدلي الناخبون الروس بأصواتهم في الاقتراع الرئاسي. كما أكد أن هذه محاولة تدخل في الانتخابات الرئاسية، بعدما أعلن في وقت سابق أن القوات الروسية صدت الجيش الأوكراني من منطقتين حدوديتين، وأن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت صواريخ أطلقتها قوات كييف. كذلك اشار الى أن مجموعات هجومية أوكرانية حاولت السيطرة على أراض روسية ثلاث مرات على الأقل في منطقة بيلغورود الحدودية وكذلك في منطقة كورسك المجاورة.

في السياق، قال مسؤولون محليون، الجمعة، إن أوكرانيا بدأت عمليات إجلاء جماعية للتجمعات السكنية في منطقة سومي القريبة من الحدود الروسية شمالي البلاد، بعد فترات طويلة من القصف المكثف للمنطقة. وقالت الإدارة العسكرية لمنطقة سومي، إن أكثر من 180 من سكان المناطق القريبة من منطقة فيليكوبيسارسكا المتاخمة للحدود تم إجلاؤهم خلال الأيام الثلاثة الماضية. ولطالما أصدرت السلطات في سومي تقارير يومية عن القصف الروسي، لكن الهجمات أصبحت أكثر كثافة مؤخرا. وقالت الإدارة الإقليمية إن المناطق المعنية هي الأكثر توترا في المنطقة، حيث قتل 3 أشخاص وأصيب 13 خلال الأيام الخمسة الماضية، وأضافت أنه تم إجلاء أكثر من 4500 ساكن من 22 قرية في منطقة سومي، لكنها لم تحدد إطارا زمنيا.

ميدانيا ايضا، قتل 3 أشخاص على الأقل وأصيب 38 آخرون بينهم أطفال، في قصف روسي الثلاثاء أصاب مبنى سكنيا في كريفي ريغبوسط اوكرانيا، وفق ما أفادت السلطات الاوكرانية.

إلى ذلك، قتل 20 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من سبعين، الجمعة، في أحد أعنف الهجمات الصاروخية الروسية على مدينة أوديسا الساحلية في جنوب أوكرانيا التي استُهدفت مرتين في الأيام الأخيرة. وبحسب الجيش الأوكراني، أطلقت القوات الروسية صواريخ بالستية من نوع اسكندر من القرم التي ضمتها إلى أراضيها بقرار أحادي في 2014، وبحسب أجهزة الطوارئ الأوكرانية، استهدفت ضربتان متتاليتان الموقع عينه، وكشفت أن ضربة صاروخية أولى استهدفت المدينة ملحقة أضرارا بمنشآت مدنية ومتسببة بحريق، فأُرسل عناصر الإطفاء إلى المكان وبدأوا بإخماد النيران ورفع الأنقاض والبحث عن الضحايا عندما شن العدو ضربة صاروخية أخرى.

وهذا هو الهجوم الفتاك الثالث الذي تتعرض له أوديسا منذ مطلع مارس. ففي الثالث من مارس، استهدف هجوم بمسيرة مبنى سكنيا، موديا ب 12 شخصا، من بينهم 5 أطفال. وفي السادس من الشهر، أدى قصف إلى مقتل خمسة أشخاص في وقت كان زيلينسكي ورئيس الوزراء اليوناني يقومان بجولة في المدينة.

والجمعة، في أول أيام الانتخابات الرئاسية في روسيا التي يضمن بوتين الفوز بها، أعلن كل من موسكو وكييف عن سقوط قتلى مدنيين في هجمات متبادلة بالمدفعية والمسيرات خلال الليل. وفي منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا، قتل مدني ومقاتل وأصيب مدنيان في قصف أوكراني، وفق حاكم المنطقة.

وفي الأيام الأخيرة، نفذ مقاتلون روس موالون لأوكرانيا عمليات توغل في عدة مناطق روسية، وأكّد الجيش الروسي الجمعة أنه صد كل التوغلات. وفي دونيتسك في شرق أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا، أعلنت السلطات الموالية لموسكو مقتل ثلاثة أطفال في ساعات الصباح الأولى إثر قصف طال المدينة ليلا.

وأعلنت الشرطة الأوكرانية من جهتها أن هجمات بمسيرات روسية في الليل أدت إلى مقتل زوجين وإصابة شابين في منطقة فينيتسيا، على مسافة أكثر من 400 كيلومتر من خط المواجهة. وفي جنوب أوكرانيا، قضت مسنة في السادسة والسبعين في قصف روسي على منطقة زابوريجيا، وفق الإدارة الإقليمية.

كما صرح قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الجمعة، أن روسيا ركزت أبرز جهودها حول مدنية أفدييفكا التي سيطرت عليها في فبراير وتسعى منذ عدة أيام إلى اختراق الدفاعات الأوكرانية.

فيما كشف المركز الأوكراني المعني بسجناء الحرب أنه استعاد رفات مئة جندي سقطوا في المعارك على الجبهة.

في سياق متصل، ذكرت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، الجمعة، أنها جمعت المزيد من الأدلة على أن روسيا عذبت أسرى حرب أوكرانيين بشكل ممنهج، ووثقت تهديدات بالاغتصاب وصعق أعضائهم التناسلية بصدمات كهربائية، وأوضحت اللجنة المؤلفة من ثلاثة أعضاء في تقريرها، أن نطاق حالات التعذيب هذه قد يرقى إلى مستوى أبشع أنواع الانتهاكات وهي الجرائم ضد الإنسانية، ووصفت حدوثها بأنه شائع ومنتظم. وتم تقديم التقرير إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي يتألف من 47 عضوا، وسيقرر في جلسته الحالية ما إذا كان سيجدد ولاية اللجنة لمدة عام آخر. كما وثقت اللجنة التابعة للأمم المتحدة في السابق بضع حالات سوء معاملة على يد القوات الأوكرانية لأسرى روس وقالت كييف إنها ستحقق في أي انتهاكات. وتنفي روسيا من جانبها ممارسة أعمال التعذيب أو غيره من أشكال سوء معاملة تجاه أسرى الحرب.

ويعتبر قرار مجلس حقوق الإنسان بشأن تجديد ولاية اللجنة لمدة عام آخر بمثابة اختبار رئيسي لدعم أوكرانيا بعد أكثر من عامين من الغزو الروسي. ودعت يفهينيا فلبينكو سفيرة أوكرانيا إلى تمديد ولاية اللجنة كي تتمكن من جمع المزيد من الأدلة.

 

  1. 16. في الشأن الايراني

أعلنت روسيا أن مجموعة من سفنها الحربية وصلت إلى إيران للمشاركة في تدريبات مع إيران والصين، في خليج عمان وبحر العرب. وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان الإثنين، أن التدريبات المشتركة التي تحمل اسم "حزام الأمن البحري 2024" ستشارك فيها سفن حربية وطائرات، وقالت ان الجزء العملي من التدريب سيجري في مياه خليج عمان في بحر العرب، والغرض الرئيسي من المناورات هو العمل على سلامة النشاط الاقتصادي البحري! مضيفة أن المجموعة الروسية يقودها الطراد الصاروخي "فارياج" من أسطولها للمحيط الهادي. وقالت إن ممثلين عن القوات البحرية لباكستان وكازاخستان وأذربيجان وسلطنة عمان والهند وجنوب إفريقيا، سيتواجدون كمراقبين.

من جانبها أكدت وزارة الدفاع الصينية إجراء التدريبات المشتركة، في الفترة من 11 إلى 15 مارس الجاري، وذكرت الوزارة في بيان أن التدريبات تهدف إلى الحفاظ على الأمن البحري الإقليمي بشكل مشترك، مضيفة أن الصين سترسل سفينتين مزودتين بصواريخ موجهة وسفينة إمداد للمشاركة في التدريبات.

في الملف النووي، قال المنسق الأوروبي لمفاوضات الاتفاق النووي إنريكي مورا، يوم الجمعة، إنه بحث مع كبير مفاوضي إيران علي باقري كني رفع العقوبات في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، وأضاف أنه تناول خلال محادثاته في الدوحة، البعد الإقليمي لحرب غزة وعددا من القضايا الثنائية.

وشكّل البرنامج النووي الإيراني ملف توتر بينها وبين دول الغرب، إلى أن أبرمت طهران وست قوى دولية اتفاقا بهذا الشأن في 2015. إلا أن مفاعيل الاتفاق الذي أتاح رفع عقوبات عن طهران لقاء خفض أنشطتها النووية، باتت في حكم اللاغية منذ انسحبت الولايات المتحدة منه في 2018 وأعادت فرض عقوبات على إيران، ما دفع الأخيرة لبدء التراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها الأساسية.

ومع توقف الرقابة الدولية على أنشطة إيران النووية، بدأ العديد من الدبلوماسيين في الغرب يخشون من تنامي قوة بعض الأجنحة الإيرانية التي تدفع نحو امتلاك أسلحة نووية. فهناك مخاوف متزايدة بين الدبلوماسيين في الولايات المتحدة وأوروبا من أن تؤدي عدم الرقابة على برنامج إيران النووي، والتوترات الناجمة عن الحرب التي تفجرت في غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، إلى تعزيز قوة تلك الأجنحة الساعية إلى تطوير النووي.

وفي السياق، رأى كسرى أعرابي، مدير أبحاث ضمن منظمة متحدون ضد إيران النووية إن رفض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فرض عواقب مباشرة على السلطات الإيرانية على الرغم من أعمالها العدوانية المستمرة منذ 7 أكتوبر، بما في ذلك الهجوم بالوكالة الذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين أواخر يناير الماضي، شجع النظام الإيراني وجعله والمرشد الأعلى يعتقدان أن طهران قادرة على التصعيد، كما اعتبر أن الفترة المتبقية من هذا العام ستكون متقلبة جداً، لأسباب ليس أقلها أن هناك مزاجًا متزايدًا داخل أروقةالنظام الإيراني مفاده أن الأشهر العشرة المقبلة قد تمثل أفضل فرصة للتحرك نحو التسلح قبل أي جديد محتمل في البيت الأبيض، في إشارة إلى احتمال فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بالرئاسة بدل بايدن.

يذكر ان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، كان أقر الأسبوع الماضي بأن هيئة التفتيش في الوكالة فقدت القدرة على معرفة ما يجري في أروقة النووي الإيراني لجهة إنتاج ومخزون أجهزة الطرد المركزي، والدوارات، والمياه الثقيلة ومركزات خام اليورانيوم. بدوره، حذر مبعوث روسيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ميخائيل أوليانوف، من أن الوضع بات مليئاً بالمخاطر، على الرغم من أنه ألقى اللوم إلى حد كبير على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015.

إلى ذلك، هددت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، باتخاذ إجراء مستقبلي ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إذا استمرت طهران في "عرقلة" عمل الوكالة برفض التعاون معها وعدم تقديم الإجابات التي تسعى الوكالة لها بخصوص قضايا، بينها آثار اليورانيوم التي لم يتم تفسيرها منذ فترة طويلة. وفي اجتماع ربع سنوي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة، طلبت واشنطن مرة أخرى من إيران التعاون مع مفتشي الوكالة الذين ظلوا لسنوات يطلبون توضيحات من طهران بشأن مصدر جزيئات اليورانيوم في مواقع غير معلنة. واختارت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الثلاثة الكبار، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، مجددا عدم السعي إلى إصدار قرار ضد إيران في اجتماع هذا الأسبوع، لكن الولايات المتحدة قالت إنها ستتحرك إذا لم تقدم إيران التعاون اللازم قريبا.

من جانب آخر، من المقرر أن يصبح ميناء جابهار جنوب شرقي إيران مركزاً لتحقيق طموحات طهران الفضائية، وستلعب روسيا دوراً محورياً في تحقيق هذا الحلم. فقد سلط تقرير نشرته وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" الضوء على حيثيات البرنامج الفضائي الإيراني المثير لقلق الغرب بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص. وكشف رئيس جامعة طهران، محمد مقيمي، يوم الأحد الماضي أن الجامعة بدأت العمل البحثي المشترك مع جامعة "لومونوسوف" في موسكو لتطوير الأقمار الصناعية البحثية، وقال إن الجامعتين بدأتا في تنفيذ عدد من المشاريع البحثية المشتركة في مجال الفضاء، خاصة وأن العلماء من الجانبين سيشاركون في تطوير الأقمار الصناعية. ووفقا للتقرير من المقرر أن تطلق إيران ثلاثة أقمار صناعية جديدة تحمل أسماء "ناهيد 2"، و"ظفر 2"، و"بارس 1" في الفترة 2024-2025. بالإضافة إلى ذلك، سيتم الانتهاء من بناء مطار جديد في ميناء جابهار جنوبي إيران على بحر عمان، والذي سيوفر قاعدة لإطلاق الأقمار الصناعية، وعلى هذا الصعيد من المقرر أن يساعد الجانب الروسي إيران على تطوير صناعة الأقمار الصناعية.

في ملف العقوبات، أفاد الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية، اليوم الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة فرضت عقوبات خاصة بمكافحة الإرهاب على أربعة أفراد في إيران.

ويوم الجمعة، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها فرضت، عقوبات على شبكة تضم شركات وأفرادا لتسهيلهم نقل تكنولوجيا أميركية من عشرات المؤسسات الأميركية إلى كيانات إيرانية، بما فيها البنك المركزي. والعقوبات متّصلة بـ"شركة خدمات المعلوماتية"، الذراع التكنولوجية للبنك المركزي الإيراني، وفق بيان لوزارة الخزانة، كذلك فرضت عقوبات على عدد من المؤسسات التي يشتبه بأنها تابعة لشركة خدمات المعلوماتية وتتّخذ مقرات لها في تركيا، وعلى ثلاثة أفراد يشتبه بارتباطهم بها، بينهم بوريا ميردامادي الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والفرنسية. وقال براين نلسون مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، إن البنك المركزي الإيرانيأدى دورا أساسيا في توفير دعم مالي لحزب الله اللبناني ولفيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني.

وفي سياق متصل، هددت مجموعة السبع، الجمعة، إيران بعقوبات إضافية شديدة في حال أرسلت صواريخ باليستية إلى روسيا، حسبما ورد في بيان مشترك. وقالت الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، انه إذا بدأت إيران ترسل صواريخ باليستية أو تقنيات مرتبطة بها إلى روسيا، ستكون المجموعة مستعدّة للاستجابة بطريقة سريعة ومنسّقة، ويشمل ذلك فرض عقوبات إضافية شديدة، كما قال مسؤول أميركي إن دول مجموعة السبع مستعدة للرد بعقوبات جديدة صارمة قد تشمل حظر رحلات الخطوط الجوية الإيرانية إلى أوروبا إذا مضت إيران في نقل صواريخ باليستية قريبة المدى إلى روسيا.

 

  1. 17. في الشأن الصيني

صوت مجلس النواب الأميركي الأربعاء على مشروع قانون من شأنه إجبار تطبيق مشاركة مقاطع الفيديو "تيك توك"، على قطع علاقاته بمالكه الصيني تحت طائلة الحظر في الولايات المتحدة. وقد جاء التصويت على مشروع القانون والذي يعد أكبر تهديد يواجهه التطبيق منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، لا سيما أن أغلبية 352 نائباً صوتوا لصالح الحظر مقابل 65 ضده، في تصويت غير متوازن بين الحزبين.

ولا يُعرف بعد مصير مشروع القانون في مجلس الشيوخ حيث تعارض شخصيات كبيرة اتخاذ مثل هذا الإجراء الجذري ضد تطبيق يحظى بشعبية كبيرة جدا مع نحو 170 مليون مشترك في الولايات المتحدة. ويتعين على الرئيس بايدن التوقيع على مشروع القانون الذي يُطلق عليه رسميا "حماية الأميركيين من التطبيقات الأجنبية الخصمة الخاضعة للرقابة" ليصبح قانونا إذا وصل إلى البيت الأبيض.

تجدر الاشارة إلى أن الشركة شنت حملة ضغط مكثفة قبل تصويت يوم الأربعاء، والتي تجاهلها الكونغرس إلى حد كبير، كما استخدمت تطبيقها الخاص لحض المستخدمين على الاتصال بأعضاء الكونغرس لمعارضة مشروع القانون. كما انه من المرجح أن تقوم الآن بتكثيف تلك الحملة في محاولة للتأثير على المرحلة التالية من التشريع في مجلس الشيوخ، كذلك يمكنها أيضا مواءمة جهود الضغط بشكل أوثق مع دونالد ترامب، الذي عارض الحظر على الرغم من معارضته السابقة للتطبيق عندما كان رئيساً، وخصوصا لأن من شأن ذلك أن يقوّي مجموعة ميتا مالكة إنستغرام وفيسبوك معتبرا أنها عدوة الشعب. في موازاة ذلك تشمل طرق الضغط الأخرى رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية والتي يجب رفعها في غضون 165 يوماً من تحول مشروع القانون إلى قانون فعلي. إلا أن الطريقة الأكثر وضوحاً لتجنب الحظر هي من خلال البيع الذي يفصل التطبيق وبيانات المستخدم الأميركية عن الشركة الأم الصينية رغم أن هذا الاقتراح غير محتمل.

وحذرت الصين الاربعاء من أن الإجراء سيرتد حتما على الولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، انه على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تجد دليلا أبدا على أن تيك توك يهدد الأمن القومي الأميركي، إلا أنها لم تتوقف عن قمعه، معتبرا ذلك سلوك تنمر.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

  

1*) سيدة الجبل

11 آذار 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الاسبوعي في مقر الاشرفيه، حضوريا والكترونيا، وأصدر المجتمعون البيان التالي:

يتّهم المجتمعون السلطة اللبنانية، وتحديدًا رئيسيّ المجلس النيابي ومجلس الوزراء، بوضع الشعب اللبناني، بالأخص أهل الجنوب، في عين عاصفة القتل والدمار والتهجير. هذا التخلّي الصارخ عن واجبهم الأول بالدفاع عن أمن ومصالح اللبنانيين يتم من خلال دعمهم الكامل والعلني لميليشيا حزب الله-إيران في حربها المعلنة والمستمرّة فقط لمساندة غزة. وكأن هؤلاء الرؤساء ممثلون فقط للمصالح الإيرانية وغيرها، وليس اللبنانية!

ويسأل المجتمعون، بأي سلطة شرعية يعطي حزب الله نفسه حق اتخاذ قرار الحرب والسلم، ويضع كل لبنان واللبنانيين في خطر الموت والدمار؟ أليس هذا القرار قرارًا يتّخذه المجلس النيابي والحكومة اللبنانية؟ أين هؤلاء الرؤساء والوزراء والنواب من كل ما يحدث؟

لقد كشف حزب الله بهذه الحرب المعلنة منه ولاءه وخدمته لمصالح الاحتلال الإيراني واستراتيجيته في المنطقة. ويشير المجتمعون إلى أن هذا القرار يدفع ثمنه أولا، لبنان واللبنانيون من دمائهم وأملاكهم!

إلى ذلك، يؤكد المجتعون على أن الإعتراض اللفظي للمعارضة النيابية لا يعفيها من مسؤوليّة التقاعس عن ايجاد الحلول.

على هؤلاء السادة النواب أن يكونوا ملتزمين بالفعل وليس فقط بالقول بتنفيذ الدستور، ومطالبة الحكومة المتواطئة بالقيام بمسؤولياتها كاملة تجاه كل اللبنانيين. كما عليهم التواصل مباشرة مع دوائر القرار العربية والدولية للتأكيد على مصادرة القرار السيادي اللبناني من قبل الاحتلال الايراني، ومطالبة هذه الدوائر بالعمل على تنفيذ القرارات الدولية وتحديدا الـ1559، 1680 و1701 بشكلٍ فعلي.

تمر على لبنان هذا الاسبوع الذكرى السنوية الـ19 لانتفاضة الاستقلال، التي لا تزوال ضرورية، يوجّه المجتمعون تحية إكبار لشهدائها وللأحياء منهم أيضا، ويتعهد بمواصلة المقاومة لاستعادة السيادة كاملة. كما ويتمنى اللقاء لجميع البنانيين رمضان كريم، أعاده الله علينا جميعا بالسلام والقرار الحر.

حضر اللقاء، كل من السيدات والسادة: أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، أحمد ظاظا، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج سلوان، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كباره، ريتا معتوق، رودريك نوفل، رنا خوري، سامي شمعون، سناء الجاك، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوبيا عطالله، عبد الحميد عجم، عطالله وهبة، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، كمال ريشا، ليندا مصري، لينا تنّير، ماجد كرم، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نادرة فوّاز، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك.

2*) الكتائب

12 آذار 2024

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل.

وبعد التداول في المستجدات ولا سيما التدهور المتسارع في الوضع الميداني، حذر المكتب السياسي في بيان، من "تمادي بقايا السلطة في الاستسلام لحزب الله وتبني مواقفه ونسبها إلى اللبنانيين في أي مفاوضات تقودها مع أي موفد خارجي، فهي إلى جانب كونها مغتصبة سلطة في غياب رئيس الجمهورية تساهم عن قصد في إدخال البلد في مواجهة قاتلة يستحيل عليه تحملها أو حتى إدارتها في ظل وضعه الحالي". وحمل "هؤلاء مسؤولية تحلل الدولة وانفلات الأوضاع نتيجة تخليهم عن حق الدولة في قرار الحرب والسلم وتسليمه إلى حزب الله ومنه إلى إيران وتحويل اللبنانيين أوراق مفاوضة خدمة لمشروع غريب عنهم".

واعتبر أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري أطاح بالضربة القاضية بمبادرة كتلة الاعتدال، فهو إن أخفى أبوّته لها في الجولة الأولى لمنع فشلها كما يقول يعترف أساسًا بأنها لم تقدم جديدا يستحق التوقف عنده ثم يعود ويتبناها بشروطها المرفوضة ليفشلها".

واعاد التأكيد ان أن "الطريق الوحيد للخروج من الشغور الرئاسي هو ملاقاة المعارضة إلى منتصف الطريق وتنازل حزب الله عن مرشحه الذي من أجله يعطل الانتخابات ويشل البلد والذهاب من دون شروط مسبقة إلى اسم ثالث يحظى بثقة الأطراف كافة ويكون قادرًا على محاورة كل الجهات والتفاوض باسم لبنان بما يخدم سيادته واستقلاله ووجهه الحضاري ودوره المميز في هذه المنطقة من العالم".

وحث "كل الأطراف المعنية بالحراك الرئاسي على وعي حقيقة أن المناورات التي تساق من قبل حزب الله وفريقه تهدف إلى ربط مصير الرئاسة بالتطورات في المنطقة بهدف تحصيل مكاسب داخلية تساهم في إحكام قبضته على البلد وهذا ما لم ولن يسمح به اللبنانيون الأحرار".

وعشية ذكرى "ثورة الأرز" استذكر المكتب السياسي "شهداء الكتائب بيار الجميّل وأنطوان غانم ورفاقهما الذين سقطوا على طريق الحرية والسيادة والاستقلال"، واكد أن "ما من مشروع غريب دخل لبنان إلّا وسقط أمام إصرار أبنائه على أن يكون لبنان أولًا وأخيرًا وهذه ثابتة في التاريخ لم ولن تتغير ومنها تستخلص العبر".

3*) نصرالله

13 آذار 2024

أعلن الأمين العام لـ "حزب الله"، السيد حسن نصر الله، أن "من يريد تقييم ما تقوم به المقاومة في جبهتنا، عليه أن يرى ردع المقاومة للعدو عن القيام بحرب على لبنان". وأضاف خلال احتفال اطلاق الامسيات القرآنية لشهر رمضان الذي يقيمه "حزب الله"، أن "جبهتنا اللبنانية ستبقى في موقع المساندة الى جانب مقاومة واهل غزة وقيادة حماس ايا يكن الوقت"... وتابع: "نقول لنتانياهو حتى لو ذهبتَ إلى رفح فقد خسرت الحرب، ولا يمكنكم القضاء على حماس ولا على المقاومة".

وشدد على أن "موقف المقاومة اليوم في غزة عندما تصر على وقف نهائي للعدوان هو الموقف الانساني الجهادي والصحيح مئة في المئة"، مؤكداً أن "حماس تفاوض اليوم نيابةً عن المقاومة وليس من موقع الضعف وهي تضع الشروط".

وذكر نصر الله، أننا "نؤكد من جبهتنا اللبنانية وقوفنا الى جانب مقاومة واهل غزة وقيادة حماس وان هذه شروط طبيعية وانسانية والقرار لكم وجبهة المساندة ستبقى في موقع المساندة ايا يكن الوقت"، مضيفاً "جبهتنا اللبنانية تؤدي واجبها وتقوم بدورها بشكلٍ كامل بهذه المعركة وصراخ المستوطنين يعلو من عمليات المقاومة".

وأردف "الجبهة في الجنوب تؤدي دورها في الضغط على العدو، وهناك تكتم شديد على الخسائر والاليات والقتلى والجرحى"، مؤكداً أن "الجيش الإسرائيلي اليوم مُتعب ومُستنزف في كل الجبهات وعدد قتلاه كبير جداً وأكبر بكثير من المُعلن".

ورأى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، و"بجرّة قلم يستطيع أن يوقف الحرب على قطاع غزة، وأن يوقف العدوان في غزة"، معتبراً أن "جبهات المسنادة مكملة وكلها تقوم بدورها وفي جبهة اليمن لم يتمكن الاميركي والبريطاني ان يمنعوا المجاهدين من مواصلة ضرب السفن الاسرائيلية والمتوجهة الى فلسطين المحتلة، وهذا الموقف بركاته مهمة جدا على المعركة وعلى اقتصاد الكيان الذي بدا يهتز".

وأوضح أن "من يريد تقييم ما تقوم به المقاومة في الجبهة اللبنانية عليه أن يرى ردع المقاومة للعدو عن القيام بحرب على لبنان، والأمر يحتاج إلى بعض الوقت ومجتمع هذا العدو بدأت ظواهر التعب عليه وجيشه واقتصاده في حالة تعب أيضاً"، مضيفاً "الخيار الطبيعي والمنطقي في هذه المعارك على جبهات المقاومة هو عضّ الأصابع والغلبة والنصر هو لمن يتحمل".

وأضاف "وظيفتنا ومسؤوليتنا جميعاً المثابرة والصمود ومحور المقاومة في موضع القوة والعدو في موضع الضعف".

4*) باسيل

15 آذار 2024

شدد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في كلمة القاها خلال العشاء السنوي التمويلي للتيار على ان "حرب غزة اظهرت  مدى حرية التيار في قراراته وثباته على مبادئه".

وقال ردا على سؤال: "وثيقة التفاهم لم تسقط وتبقى صالحة بأفكارها ولكنها بحاجة الى التطوير وهذا ما لم يحصل، وأكد أنّ التيار لم يخرج من التفاهم ولكن الحزب هو  من خرج عندما تخلّى اولاً عن بناء الدولة، وبعدها عن الشراكة، واخيراً تخطّى سقف حماية لبنان".

وأضاف: "أن التيار لم يغيّر موقفه، ولايزال مع المقاومة بوجه اسرائيل والارهاب، طالما أن الجيش ليس قادرًا على القيام  لوحده بهذه المهمة"، مشدّدًا على أن "تحرير فلسطين ليس من مسؤولية لبنان وحده، هو اولاً من مسؤولية الفلسطينيين، ونحن والعرب نساعد، كل واحد حسب امكاناته، فلبنان دفع الكثير وما زال يقدّم خيرة شبابه المقاومين. وموقف لبنان الداعم، وخاصةً المسيحيين فيه، هو أساسي، لأن اسرائيل نتنياهو وبن غفير وسموتريش، ينفذون إبادة جماعية وتطهير عرقي بعناوين توراتية وتحوّل الحرب لتلمودية مقابل خيبرية حتى تأخذ طابعا اسلاميا – يهوديا".

واشار الى أن "المستفيدين من الصراع الديني هم اصحاب المشاريع الأحادية المتطرّفة بدولة اليهود او دولة الاسلاميين والمتضررين هم المؤمنون بالاعتدال والتعايش؛ وهنا تأتي أهميّة النموذج اللبناني الذي تريد اسرائيل ان تلغيه. اسرائيل نقيض لبنان، والقدس هي افضل مكان لنقرّر فيه طبيعة الصراع".

وسأل: "هل نريد القدس مدينة مغلقة مقسّمة يتصارع عليها المسلمين اليهود فقط أم  نريدها مدينة مفتوحة لكل الأديان يتعاطف معها الغرب قبل الشرق، وأضاف:"وهنا يأتي دورنا كمشرقيين بجمع الحضارتين وبفكر انفتاحي غير إنعزالي، لنكون روّاد الانقلاب الايجابي الحاصل بنظرة الرأي العام الدولي تجاه فلسطين بعد انكشاف توحّش الصهيونية العالمية".

وشدد على أن "لبنان لا يقدر أن يقف على الحياد في الصراع مع اسرائيل، لكنه يقدر أن يمارس التحييد عن صراعات بتضرّه. فصراعه مع اسرائيل يمكن أن يأخذ اشكالا عسكرية بالدفاع عن النفس وبتحرير الأرض، وشهداؤه يكونون على طريق شبعا ووقف الاعتداءات علينا، ومن اجل عودة اللاجئين والنازحين وتحرير نفطنا وغازنا من قبضة الاسر الدولي الاسرائيلي".

وأضاف:  "أن الأساس هو وحدة الساحة اللبنانية؛ وهنا التحدي لننطلق موحّدين واقوياء لساحات ثانية.

ولفت باسيل الى أن "التحرير هو مسيرة التيار وقد بدأها  في  14 آذار 89، واستكمل بتحرير الجنوب بالـ 2000، وبتحرير القرار الوطني بـ 14 آذار 2005 مع خروج الوصاية السورية؛ ولكنه لم يكتمل بعد، فالتحرير يكتمل بالتحرّر  من التبعية والفساد وبتحرير قرار بعض القوى اللبنانية من قبضة الخارج".

وسأل: "ما نفع  تحرير الأرض إن بقي القرار مكبلا وما نفع تحرير القرار من تبعية للخارج، إن بقي الداخل  مكبلا بالمصالح الخاصة والفساد. وإن لم نبنِ دولة الحق والعدالة والقضاء المستقل والاقتصاد المنتج والانتظام المالي والحماية الاجتماعية؟ فالحرية لا يكتمل معناها بلا الكرامة. والانسان لا يشعر بحرّيته بعيدًا من كرامته".

ورأى أن "الدولة هي الحريّة والكرامة مجتمعتان، وهذا هو التيار الوطني الحرّ. هذه هي مدرسة ميشال عون". وأضاف: "نحن نعيش في مأزق، لا نستطيع أن نبني دولة الاّ بالتوافق، ومن نحن بحاجة الى التوافق معهم، لا يريدون الدولة، لا بل يستفيدون  من غيابها، لذلك علينا محاورتهم ومواجهتهم في الوقت نفسه، وهذا توازن المبدئية والواقعيّة".

ثم انتقل باسيل للحديث عن أهمية الشراكة، مشددًا على أنه "ما من وحدة دون شراكة، الا ونكون موحّدين في الشكل ومنفصلين في العمق".

وأوضح أنّه "عَ سوا تنبقى سوا، هو شعار مؤتمر التيار لهذا العام  ويعبّر عن تمسّكه بالشراكة والوحدة معًا". وأكّد "استعداد التيار للتضحية من أجل الشراكة". وشدد على أن "الخطر الخارجي من اسرائيل مقدور عليه (بفضل صمود شعبنا ومقاومينا). ولكن الخطر الداخلي هو على الوحدة الوطنية، التي فقدناها، وهو ما يجعل اسرائيل تنقّض وتنتصر علينا".

ووجه باسيل دعوة لبكركي لتجمع القيادات لرفع الصوت بمواجهة عملية الاقصاء المتعمّد الذي يتعرّض له المكوّن المسيحي، بدءاً من رئاسة الجمهورية حتى أصغر خفير جمركي في الدولة. وأضاف، أن بكركي  لا يجوز أن تعتذر  بحجة أن أحدهم يرفض تلبية دعوتها  فمسؤوليّتها ان توجه الدعوة، ومن لا يلبي ، يتحمل  مسؤولية غيابه والاقصاء أمام التاريخ والناس، وعندها تنكشف كذبة الحجّة وكذبة الشعار".

وقال: "إن اللقاء وإصدار البيانات لا يكفي لأن الأهم هو الخطة العملانية التي تنقسم لعدّة محاور:

1- المواجهة السياسية والاعلامية والشعبية لوقف مسلسل الاجرام الحكومي الحاصل بحق الموقع المسيحي الأول في الدولة وبحق الميثاق والدستور.

2- تأمين الصمود لمواجهة المشاكل الحياتية وكل انواع التجويع والإذلال، بمشاركة الكنيسة والأحزاب والقطاع الخاص والعام والمجتمع المدني والانتشار للحفاظ على الأرض والهوية والجنسية.

3- الضغط لتنفيذ بنود الطائف وعلى رأسها اللامركزية الانمائية الموسّعة التي  تعزز الوحدة وتمنع اي منحى تقسيمي أو فدرالي بالعكس اللامركزية الانمائية تثبّت المركزية بالسياسة الخارجية والدفاعية والنقدية. وبحال الاصرار على رفضها، يجب البدء بتطبيقها تدريجاً، مناطقياً وقطاعياً. ففي لبنان ما من مواطنين فئة ثانية، فللجميع  حريته وحقوقه وكرامته ودوره، فالضرائب ندفعها مقابل الخدمات العامة والانماء المناطقي او لا ندفعها، فالضرائب ليست  لمزاريب الهدر وتمويل الحياة السياسية لأركان المنظومة".

ولفت الى أنّ  "هذا العشاء يؤمن اكثر من نصف موازنة التيار  السنوية وأن على كل التياريين واصدقائهم،  أن يدخلوا  في شبكة التيار التضامنية في الصحة والتأمين والغذاء والتربية والعمل".

وأضاف: "أن حرية القرار هي  الاغلى عند التيار، والاستقلال المالي هو للحفاظ عليها، ولكن الأساس يبقى بشخصيّـتنا وتربيتنا الوطنية على نهج ميشال عون".

وشدد على أن "التيار ولد في الحرية في 14 آذار مع حرب التحرير، (تحرير الأرض وتحرير القرار). واعتمد بالحرية في 13 تشرين اختار مؤسسه العيش الحرّ بالمنفى ولا العيش في الوطن في سجن كبير، وسنكمل العيش بالحريّة ونعلّمها لشبابنا".

وختم باسيل متوجّها للرئيس عون: "لأنك كرامتنا لا يزال اجمل شعار لك عندنا – ولو مهما صار عمرك، الكرامة لا تشيخ معك. انت ربّيتني على الكرامة الوطنية مثل ما ربّاني أبي على الكرامة الشخصية. فالكرامة الوطنية لا تحوي  شخصانية (ودونية وفوقية)، وحردا ومزاجية وولدنة، فهي الوجود الحرّ المتفاعل والمتعايش مع الآخر. ("العيش خارج اطار الحريّة هو شكل من اشكال الموت). وأنا أعدك أن التيار لا يعيش الاّ بكرامة. وسنبقى  نحبّك، لأنّك كرامتنا".

5*) عودة

17 آذار 2024

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "يبدأ المؤمنون اليوم رحلة جهادهم، واضعين نصب أعينهم امتلاءهم، شخصيا، من قيامة المسيح الظافرة (رو ٦: ٥). نسمع في «صلاة الغفران»، التي تقام مساء اليوم، والمدعوة ترنيمة تحمل الموقف الإيماني الذي يسير بهديه كل مؤمن خلال صومه. تقول الترنيمة: «إن الرب جابلي، أخذ ترابا من الأرض، وبنفخته المحيية منحني نفسا وأحياني، وأكرمني وأقامني في الأرض رئيسا على جميع المنظورات، عائشا كالملائكة. فالشيطان الغاش استعمل الحية آلة فخدعني بالأكل، وفصلني عن مجد الله، وسلمني بالأميال السفلية إلى الأرض. لكن، بما أنك سيد الكل ومتحنن، استدعني ثانيا». لا يحمل هذا الموقف مجرد تندم سلبي، بل فيه توبة جريئة مبنية على إعادة نظر ذاتية وواقعية وموضوعية، يجريها المؤمن إزاء حالة الإنسان منذ السقوط، إنما برجاء واثق بحنان الله الذي لا يشاء موت الخاطئ بل أن يرجع فيحيا، تماما كالإبن الشاطر الذي وعى مأساته فعاد إلى أحضان أبيه. أما نص إنجيل اليوم، المدعو «أحد الغفران»، الذي نقوم فيه بالمغفرة والإستغفار، فيعلمنا، بالواقعية نفسها، قواعد عملية لإتمام الرحلة بأمان".

أضاف: "القاعدة الأساسية لنوال المغفرة من الله هي: «إن غفرتم للناس زلاتهم». الصفح عن خطايا الآخرين هو المفتاح لاستجابة الله للصلاة بشكل عام، ولالتماس المغفرة منه تحديدا، ذلك أن الله الذي يشاء خلاص الكل، ويعطي بلا حساب، لا يستجيب لصلاة القلب المنغلق على الآخر، الذي لا يعرف المحبة. الإنسان مدعو إلى اعتماد الغفران مسلكا دائما في حياته، إلى أن يصبح بطبعه راحما وغافرا بلا جهد أو عناء. عندئذ، فقط، يمكنه التماس الصفح من أبيه السماوي، وأبوه سيعطيه ويجزل العطاء. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: «ليس فقط بالنعمة وحدها، بل أيضا بهذه الأعمال (أي بالصفح والغفران)، نصبح أولادا لله». لا شيء يجعلنا نشبه الله مثل استعدادنا الدائم لترك ما لنا على الناس، والصفح لمن أثموا إلينا، وفقا لما علمنا إياه الله عندما قال إنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين. حتى الصوم، أداة التنقية، لا يستقيم أو يؤتي ثماره إلا عندما يتنقى القلب، بواسطة الغفران، من أي حقد أو ضغينة، ويتقبل الآخر ويحتضنه، فيصير القلب خاشعا ومتواضعا، فلا يرذله الله (مز ٥٠: ١٧)."

وتابع: "يشير السيد، في كلامه على الصوم، إلى عيب كان يشوب صوم اليهود، وهو فخ من فخاخ الشرير لا يزال قائما. كان اليهود يصومون يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، وهذان اليومان كانا يومي السوق في أورشليم. هناك، كان المراؤون يظهرون بين الناس بثياب غير مرتبة، وشعر غير منسق، لكي يلاحظ الناس صيامهم، فينالون منهم مجدا وتكريما. كان التقى والنسك للناس لا لله، فيما يقول لنا الرب: «أما أنت، فإذا صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لئلا تظهر للناس صائما». كلام الرب يسوع يؤكد أن غاية الصوم هي حصرا تنقية القلب، مركز الكيان، وأنقياء القلوب يعاينون الله. عدا ذلك، يصبح الصيام شكليا، بلا روح، يساهم في إبراز الأنا التي علينا أن نضبطها ونهذبها، كما يصبح تعبا يلد خطيئة، بدل أن يكون جهادا للتنقي منها. لقد أوصى الرب أن يدهن الصائم رأسه بالطيب، ويغسل وجهه، ما يرمز إلى الفرح والنقاوة. لذلك علينا أن نصوم بفرح ونقاوة وتواضع. بعدما تناول أصول الصلاة والإستغفار والجهاد في الصوم، أراد الرب يسوع بكلامه إبراز الغاية من هذه الركائز الثلاث، وهي رفع القلب المنقى إلى السماء ليعاين الله وينعم بالعيش في حضرته. لكنه حذر سامعيه من كنوز الأرض التي يفني التعلق بها ثمار الجهاد الروحي. كنوز الأرض ليست الماديات فحسب، بل كل ما هو من الأرض ويزول بزوالها. هذا يشمل أيضا استعراض الفضائل سعيا وراء المديح، ومحاباة الوجوه، والانزلاق في مهالك حكمة العالم التي لا تمت إلى حكمة الله بصلة. من يعمل للعالم ينال أجره من العالم، تاليا ليس له عند الله شيء. مأساة الإنسان أنه يشتهي ما لله وما للعالم في آن، وقد علمنا ربنا أنه لا يمكننا عبادة ربين، فإما العالم والمال والسلطة والمراكز، وإما التقوى والمحبة والتسامح والعطاء".

وقال: "هنا يجب الإشارة إلى أنه، رغم الحب العميق الذي أعلنه، ويعلنه، الرب يسوع وكنيسته للعالم، تبقى للمسيحية تحفظاتها تجاه ما يختص بحال العالم وحياة الإنسان في هذه الأيام. عالمنا، في تعليم الكنيسة، هو «ساقط» ومبتعد بملء إرادته عن الحياة في الله خالقه. لهذا، يجب أن يكون همنا الأساسي في هذه الحياة أن نطلب «أولا ملكوت الله وبره»، أي أن نحدد أولوياتنا بوضوح، وأن نحصر «استثمارنا الروحي في الغاية الأساسية التي هي استعادة كرامتنا الأولى التي خصنا الله بها. ليت إنسان هذا البلد، والمسؤولين والزعماء والقادة بشكل خاص، يعون أهمية الإنعتاق من الماديات والإنصراف إلى تنقية النفس واليد من كل تعلق بالأشياء الزائلة لأنها فانية، وليس أبديا إلا وجه الله. لو تصرفوا على هذا النحو لكانوا وفروا على أنفسهم وعلى لبنان واللبنانيين مشقة الحروب والإنهيارات الإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية، ولكانوا وفروا على بيروت وأهلها ما عانوه من نتائج تفجير المرفأ من مآس وآلام لن تمحى من ذاكرة بيروت والبيروتيين ليس لأنها مست قلب العاصمة وقلوبهم وحسب، بل لأنها بقيت دون محاسبة. فبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على اليوم المشؤوم، ما زال المدبر والفاعل مجهولين، وما زال التحقيق معلقا والقلوب دامية".

أضاف: "أملنا في بداية هذا الصوم المبارك أن تمس الرحمة قلوب من في يدهم القرار ويفرجوا عن التحقيق لكي تظهر الحقيقة وتسود العدالة. كما نأمل أن تمس الرحمة أيضا قلوب من يسلطون آلات الموت والدمار على رؤوس الأبرياء، وأن يتوقف القتال في منطقتنا وفي كل منطقة تجتاحها الحروب، وأن يعم السلام والمحبة والرحمة في كل العالم لكي ينعم الإنسان، حيثما وجد، بشيء من الطمأنينة تخوله الإنصراف إلى تنقية النفس والفكر والقلب والجسد، واعتماد التواضع الذي ميز العشار، والتوبة كالإبن الشاطر، والرجوع إلى الله والعمل بوصاياه، وإفراغ القلب من كل حقد وضغينة لكي يكون كنزه في السماء ويكون هو من المختارين".

وختم: "دعوتنا اليوم أن نغفر لكل من أساء إلينا، مثلما علمنا الرب يسوع في الصلاة الربية، حتى نستحق أن نحظى بالغفران الذي يمنحه الله للغافرين، وبذلك نستحق أن ندعى أبناء لله".

6*) الراعي

17 آذار 2024

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة" عاونه فيه المطارنة: سمير مظلوم، حنا علوان وانطوان عوكر، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _حريصا الاب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات في حضور المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي الدكتور عماد الأشقر، مديرة شؤون الاونروا في لبنان دوروثي كلاوس ، ممثل قائد الجيش العميد عبد الهادي مشموشي، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي العميد جوزيف مسلم، ممثل المدير العام للامن العام النقيب رانيا كيروز، ممثل المدير العام للدفاع المدني كاتيا دارتانيان، النقيب شربل كامل ممثلا قائد فوج اطفاء بيروت، رئيس "لقاء الهوية والسيادة" الوزير السابق يوسف سلامة، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، القنصل كوين ماريل غياض، رئيس المجلس الاغترابي في بلجيكا المهندس مارون كرم، رئيسة جمعية "ادي" للتوعية من حوادث السير ميرنا ابو انطون مناسا، كما حضر وفد من امهات شهداء القوى الوطنية المسلحة والدفاع المدني وضحايا حوادث  السير  وعدد من امهات ضحايا انفجار المرفأ، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "رابي يا معلّم أن أبصر" (مر 10: 50)، قال فيها: "عندما سأل يسوع ذاك الأعمى طيما بن طيما: "ماذا تريد أن أصنع لك؟"، لم يطلب حسنة كما من جميع الناس، بل طلب: "ربّي أن أبصر"(مر 10: 50). هذا يعني أنّ الأعمى كان المبصر الوحيد بين الجمع الغفير. فعندما كان يصرخ "يا ابن داود، إرحمني"(مر 10: 47)، كان الجمع ينتهره ليسكت، لأنّه يعرف عن يسوع أنّه فقط "يسوع الناصريّ". أمّا الأعمى فلم ينادِه بهذا الإسم، بل ناداه باسمه البيبليّ: "يا ابن داود، إرحمني"، الذي يعني أيّها المسيح الآتي من سلالة داود، وحامل الرحمة إلى البشر، إرحمني. فكان البصر الرحمة التي طلبها. كان يؤمن أنّ يسوع هو نور العالم، وأنّه قادر على أن يعطي عينيه نور البصر. فأجابه يسوع: "أبصر، إيمانك أحياك؛ وللحال أبصر ومشى معه في الطريق"(مر 10: 50). يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، ملتمسين نعمة البصر الداخليّ، من المسيح النور: من شخصه، من كلامه الهادي، من أعماله الفائقة الصلاح، من آياته العجيبة، وهو القائل عن نفسه: "أنا نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلام" (يو 8: 12)".

أضاف: "يطيب لي أن أوجّه تحيّةً خاصّة إلى جمعيّة EDY للتوعية بشخص رئيستها السيّدة ميرنا أبو أنطون مناسا وأعضائها. EDY هو إسم شاب من آل مناسا في ربيع العمر أصيب بكسر في رجله في إثر حادث سير في شهر كانون الثاني 2015، بسبب الغير المخالف لقانون السرعة والإهمال. أُدخل إدي إلى المستشفى وأجريت له عمليّة جراحيّة، دخل بعدها في غيبوبة لحوالي شهر حتى أسلم الروح في عيد مار مارون 2015. وقبل سنة فقدت العائلة والده المرحوم جورج مناسا بحادثة مؤلمة. فوُلد من رحم الألم والوجع في قلب والدة EDY السيّدة ميرنا أبو أنطون، وابنها إيلي، وابنتها ليا والعائلة بأسرها مشروع إنشاء "جمعيّة إدي للتوعية من حوادث السير" بتاريخ 18 آذار 2015، لأهداف أربعة:

1) إقامة ندوات ومحاضرات ودورات تدريب بالتعاون مع المختصّين في الصليب الأحمر اللبنانيّ والدفاع المدنيّ وقوى الأمن الداخليّ والجيش، غايتها التوعية على مخاطر حوادث السير.

2) السعي إلى تطوير وتحسين العمل داخل المستشفيات لاسيما في غرف الطوارئ والعنايات الفائقة، بالتعاون مع المختصّين في وزارة الصحة ونقابة المستشفيات ونقابة الممرّضين.

3) السعي إلى حسن تطبيق قانون السير الجديد والعمل على سدّ الثغرات الموجودة فيه.

4) التعاون مع الإدارات الرسميّة المختصّة على وضع الإقتراحات والدراسات المتعلّقة بكيفيّة صيانة وتنظيم السير على الطرقات الرئيسيّة والأوتوستراد لا سيما عبر إيجاد الحلول والضوابط لطريقة وقف الباصات العموميّة وسيّارات الأجرة لنقل الركاب، كما تعمل على إدراج حصّة تعليميّة وإرشاديّة أسبوعيّة للصفوف الثانويّة في المدارس الخاصّة والرسميّة والمعاهد والجامعات.

إنّا نبارك هذه الجمعيّة راجين لها النجاح، تجنّبًا لوقوع ضحايا سير غالية على القلوب. وشاءت الجمعيّة بمناسبة عيد الأمّ أن يشارك في هذا القدّاس الإلهيّ أمّهات شهداء القوى الوطنيّة المسلّحة والدفاع المدنيّ وضحايا حوادث السير، مقدّمين الذبيحة الإلهيّة لراحة نفوسهم وعزاء عائلاتهم. ويشارك معنا أيضًا أمّهات ضحايا تفجير المرفأ في 4 آب 2020. إذ نصلّي معهنّ ومع عائلاتهنّ لراحة نفوس ضحاياهم، ونطالب معهنّ بشكل دائم متابعة التحقيق، فالعدل فوق الجميع. إنّ تعطيل عمل المحقّق العدليّ بقوّة النافذين لن يموت مهما طال الزمن. ويصحّ القول المأثور: "لن تموت قضيّة وراءها مطالب". وقد طالبنا مرارًا وتكرارًا التعاون مع لجنة قضائيّة دوليّة، لوجود أجانب بين ضحايا تفجير المرفأ، وبسبب تدخّل السياسيّين والنافذين عندنا في القضاء وعمل القضاة حتى التعطيل الكلّي".

وقال: "عندما شفى يسوع طيما الأعمى مانحًا النظر لعينيه المنطفئتين، أراد أن يثبت لنا أنّه قادر على شفائنا من العمى الروحي الأخلاقي، وهو أدهى من عمى العيون. هذا العمى يُظلم العقل بالكذب والباطل، والإرادة بالشر، والقلب بالحقد والبغض، والضمير بخنق صوت الله في أعماق الإنسان، والحريّة بالإستعباد للأشياء والأشخاص والأهواء المنحرفة. ويظهر العمى الروحيّ والأخلاقيّ في الكبرياء والإستبداد والظلم والإستكبار. من هذا العمى تولد جميع الرذائل التي تخلّف النزاعات في العائلة والمجتمع وعلى الأخصّ في الدولة عندما يخلو المسؤولون السياسيّيون من القيم الروحيّة والأخلاقيّة. هنا يوجد مكمن الأزمة السياسيّة عندنا في لبنان، وهي تحديدًا مخالفة الدستور الذي هو في جميع دول العالم "مقدّس" بالمفهوم السياسيّ، بمعنى أنّه لا يُمسّ، ويشكّل القاعدة والطريق الواجب سلوكه من المسؤولين السياسيّين في البلاد، كما يشكّل الضمانة للمواطنين في حقوقهم وواجباتهم الأساسيّة كمواطنين. الدستور هو فخر الأوطان، وملجأ المواطنين ومحطّ ثقتهم".

وتابع: "كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، على الرغم من وضوح موادّ الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة؟ والتسبب بنتائج هذا التعطيل بحيث يطال المجلس النيابيّ الذي يفقد صلاحيّة التشريع، ومجلس الوزراء بفقدان صلاحيّة التعيين وسواها من الصلاحيّات المختصّة برئيس الجمهوريّة دون سواه. بانتخابه تعود الثقة بالبلاد ومؤسّساتها من المواطنين أوّلًا ثمّ من الدول المتعاونة. أجل لقد فقدت الدول ثقتها بلبنان الرسمي لا بلبنان الشعبي. هل المعطّلون، وقد باتوا معروفين، لا يريدون انتخاب رئيس لأهداف خاصّة؟ أو يطيلون زمن الفراغ الرئاسيّ لغايات أخرى متروك التكهّن بشأنها؟ لا يوجد أي مبرر لعدم التئام مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد. زارتنا بالأمس السيّدة Dorothée Klaus مديرة شؤون الأنروا UNRWA في لبنان، ونرحبّ بها الآن بيننا. وقد حملت إلينا همّ توقّف بعض الدول الكبرى عن دفع كامل مبلغ مساهمتها، والذي يشكل ثلث مجموع المساعدات. وهذا الأمر إذا حصل، لا سمح الله، يؤثر سلبًا على حاجات اللاجئين الفلسطينيّين، كما يؤثّر سلبًا على لبنان والمجتمع اللبنانيّ. فإنّا نناشد هذه الدول الإبقاء على مساهمتها كاملة، حمايةً للسلم الأهليّ، وتجنّبًا لثورات وانتفاضات ونشوء إرهاي جديد يدفع ثمنها لا المجتمع اللبنانيّ وحسب، بل العالم كلّه. يكفي هذا الشعب الفلسطينيّ قهرًا وظلمًا وحروبًا وتجويعًا وحرمانًا من حقوقه".

واعتبر  أنّ "حالة عدم الاستقرار التي نعيشها تدفع، وبكل اسف، بأبنائنا وخاصة بالشباب منهم الى هجرة لبنان سعيًا وراء تحقيق ذواتهم وأحلامهم وتأمين مستقبلهم، ولطالما شجعنا العديدين منهم على الانخراط في مؤسسة الجيش والاجهزة الأمنية الأخرى، التي تبقى الضمانة لإعادة الاستقرار المفقود. فإننا وبناء على مراجعتنا المتكرّرة من قبل الذين تقدّموا وقُبلوا في دورة الدخول إلى المدرسة الحربيّة وعددهم 118 طالبًا، فإنّا نناشد المعنيين إصدار المراسيم اللازمة، احترامًا لحقّ هؤلاء الشباب، وحمايةً لحماسهم للخدمة العسكريّة، ومحافظةً عليهم في أرض الوطن، ودفعًا لنشاطهم ولمحبتّهم للبنان، وتأمينا لتواصل الكوادر في المؤسّسة العسكريّة".

وختم الراعي: "إنّنا إذ نرفع آيات الشكر لله على نعمة إعلان خادم الله المكرّم البطريرك إسطفان الدويهي طوباويًّا وسيتمّ الإحتفال بالتطويب هنا في بكركي في 2 آب المقبل، وفي ذكرى مولده في 2 آب 1630، وذلك بقرار من قداسة البابا فرنسيس الخميس الماضي 14 آذار الحالي، وقد طلب من مجمع دعاوى القدّيسين إصدار مرسوم التطويب. واليوم عند الساعة الواحدة بعد الظهر تُقرع الأجراس ابتهاجًا في جميع الكنائس لمدّة خمس دقائق. للثالوث القدّوس الآب والإبن والروح القدس، كلّ مجد وشكر الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد  القداس، التقى الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.