تقرير دولي 26/10 - 1/11/2020
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
يبدو أن كل آمال تأليف الحكومة قد تبددت مع نهاية الاسبوع. فبعد أن بدأ الاسبوع بأمل تأليف الحكومة العتيدة مع كل التصريحات الايجابية من جميع الأطراف المعنية انتهى الأسبوع على عقدٍ قديمة جديدة تمثّلت بتثبّت الأطراف نفسها بمطالبهم لنعود إلى المربع الأول وتتكرّر تجربة الرئيس المكلّف مصطفى أديب حيث وضعت القوى السياسية "العصي في دواليب" عملية التأليف. فحزب الله مثلاً يقول بلسان أمينه العام أنه يسهّل إلى أقصى الحدود عملية التأليف وهو يدعم الرئيس المكلّف في مهمته، بينما تتحرّك قوى موالية له ومحسوبة عليه في اتجاه معاكس تماماً لترمي العقبات في طريق التأليف وتصعّد في مطالبها.
ويبدو أن الحكومة العتيدة، إن تشكّلت، لن تكون كما أمِل وصرّح الرئيس المكلّف مراراً بأنها ستتكوّن من شخصيات مستقلّة وصاحبة خبرات، بل ستشكّل حكومة مماثلة لحكومة الرئيس حسان دياب من شخصيات مسمّاة من الاحزاب ولا تتمتّع بأي شكل من الاستقلالية ليعود البلد إلى نقطة الصفر في معالجة الأزمات التي يتخبّط بها منذ اكثر من عام! وليعود اللبنانيون إلى كفاحهم ضد الفساد والازمات المالية والاقتصادية لوحدهم دون أي دعمٍ دولي أو عربي.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
ترأس قائد اليونيفيل الجنرال ستيفانو ديل كول اجتماعا ثلاثيا استثنائيا مع كبار ضباط الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، في مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة يوم الثلاثاء. وتركزت المناقشات خلال الاجتماع، الذي كان مصغرا بسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا، على الوضع على طول الخط الأزرق والانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تدخل في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701. وأكد ديل كول "أهمية المنتدى الثلاثي، باعتباره آلية تهدف إلى الحد من التوتر ومنع أي سوء فهم بين الأطراف وإيجاد الحلول"، وقال: "لدينا فرصة فريدة لإحراز تقدم كبير في القضايا الخلافية على طول الخط الأزرق". وأضاف: "أود أن أدعوكم إلى المضي الى أبعد مما حققناه وإكمال العمل على النقاط العالقة على النحو الذي شجع عليه قرار مجلس الأمن الدولي 2539". وأثنى ديل كول على الأطراف "للدور البناء الذي لعبوه في تهدئة التوترات على طول الخط الأزرق"، وقال: "أود أن أشيد بجهود كلا الطرفين بعد دعواتي المتكررة لاتخاذ تدابير استباقية وإحداث تغيير في الديناميكية السائدة في ما خص التوتر والتصعيد. إن استمرار هذه الديناميكية الإيجابية سيسهل إلى حد كبير المشاركة البناءة بين الأطراف بشأن القضايا العالقة". وفي هذا السياق صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "بتاريخ 27/10/2020، عقد اجتماع ثلاثي في رأس الناقورة برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان - اليونيفيل ورئيس البعثة اللواء ستيفانو ديل كول، في حضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد الركن حسيب عبدو. وتناول الاجتماع الحوادث الأخيرة التي حصلت على طول الخط الأزرق. وأدان الجانب اللبناني الحرائق المستمرة والمفتعلة من قبل العدو الإسرائيلي على الحدود، وأعاد تأكيد التزامه بالقرارات الأممية، لا سيما القرار 1701 ومندرجاته كافة، وشدد على ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة، ومنها: المناطق المتاخمة لشمال الخط الأزرق، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من منطقة الغجر وبقعة B1 المحتلة. وأعاد تأكيد ضرورة إدراج البقعة B1 المحتلة في التقارير والقرارات الأممية القادمة أسوة بباقي المناطق المحتلة المذكورة. وطالب الجانب اللبناني عبر اليونيفيل تسلمه خرائط التحصينات التي كان العدو الإسرائيلي قد أقامها إبان الاحتلال، وقد عثر الجيش اللبناني واليونيفيل على إحداها بتاريخ 24/4/2020 في خراج بلدة الغجر".
وانطلقت الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، يوم الاربعاء، داخل مقر الأمم المتحدة في الناقورة جنوبي لبنان، في حضور الوسيط الأميركي جون دروشر. وفيما اقتصرت الجولة الأولى للمفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل على الشكليات والإجراءات اللوجستية اللازمة لإجراء المفاوضات، تستأنف المفاوضات اليوم بعد تأجيل دام 72 ساعة بتمن أميركي وموافقة من الأمم المتحدة، خاصة وإن الطلب الاميركي للتأجيل أتى بطلب مباشر من رئيس الوفد الأميركي الوسيط في هذه المفاوضات السفير جون دورشر بحجة "تقنية" بحتة. يذكر أن وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس، قد تحدث الثلاثاء، عشية جولة المحادثات، عن أنّ في لبنان "أصواتاً إيجابية" تتحدث عن "سلام مع إسرائيل". وقال، خلال زيارة لشمال الأراضي المحتلة: "أسمع أصواتاً إيجابية تأتي من لبنان وتتحدث حتى عن السلام مع إسرائيل، وتعمل معنا في قضايا مثل الحدود البحرية". في إشارة إلى كلام ابنة الرئيس اللبناني كلودين عون، في مقابلة تلفزيونية، الاثنين، من أن "لا مانع" من التفكير في التوصل إلى سلام مع إسرائيل "لكن بعد حلّ كل المشكلات"، مشيرة بشكل خاص إلى ترسيم الحدود وقضية اللاجئين الفلسطينيين والموارد الطبيعية من مياه ونفط وغاز. ورداً على السؤال: "عندما نحل المشكلات وننهي ترسيم الحدود، كلودين عون لا تمانع أن تبرم الدولة اتفاق سلام مع إسرائيل؟"، أجابت ابنة الرئيس اللبناني: "لماذا سأمانع؟ هل المطلوب أن نبقى في حالة حرب؟".
تجدر الاشارة إلى تنظيم الحزب الشيوعي اللبناني اعتصاما على طريق البياضة الناقورة - عند الشاطىء، احتجاجا ورفضا لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية تزامناً مع انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات. وقد رفع المشاركون لافتات تندد بإجراء هذه المفاوضات، وأخرى كتب عليها "لا لترسيم الحدود". كما تعرّض فريق تلفزيون لبنان الرسمي للاعتداء من شبان من حزب الله، حيث منع المراسلون والمصورون من ممارسة عملهم كما تعرّضوا للضرب وتكسير هاتف مراسلة وكاميرات التصوير، وطردوا كل المراسلين من مكان التصوير بعد تهديدهم.
وأشارت المصادر إلى أن الجانبين قدما خرائط متعارضة توضح الحدود المقترحة وهو ما تسبب في الواقع في زيادة مساحة المنطقة المتنازع عليها. وذكر مصدر أمني لبناني أن المقترح الذي قدمه وفد بلاده، والذي نشرته وسائل إعلام محلية قبل أيام من المحادثات، امتد إلى جنوب المنطقة الحدودية التي قدمها لبنان للأمم المتحدة من قبل ولسنوات عدة. في حين قال مصدر آخر مطلع على المناقشات إن الوفد الإسرائيلي قدم خريطته الخاصة التي دفعت بالحدود إلى الشمال أكثر من موقف إسرائيل السابق. لكن افادت المعلومات ان الأجواء في المفاوضات غير المباشرة في الناقورة كانت سلبية ولا تزل “مكانك راوح” في ظل تصعيد كل من الطرفين المتفاوضين والخلاف يدور حول نقطة البدء بالترسيم. وتقرر أن يتم عقد الجلسة الثالثة من مفاوضات الترسيم في 11 تشرين الثاني المقبل.
أما فيما يتعلّق بملف تشكيل الحكومة لا تزال العقد تحول دون اعلان الحكومة العتيدة. فبحسب المعلومات المسرّبة لا تزال بداية عقدة عدد الوزراء تشكل عائقاً بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، كما أم عملية مداورة الحقائب لم يتم التوافق عليها حتى الآن كما أن توزيع الحقائب هو أيضاً لا يزال محلّ نقاش.
محطات سياسية واقتصادية:
معلقاً على غارة الاثنين التي قتلت العشرات من موالي أنقرة في سوريا، قال أردوغان "هجوم روسيا الذي استهدف معسكرا لتدريب قوات جيش سوريا الوطني علامة على أن السلام والهدوء الدائمين ليس مرغوبا فيهما في المنطقة". وتعتبر تلك الغارة الأكثر دموية في إدلب منذ دخلت هدنة بوساطة تركية-روسية حيز التنفيذ في مارس/ آذار الماضي. ووقعت فيما ظهرت بوادر تأزم على العلاقات بين روسيا وتركيا، بسبب انخراط أنقرة عسكرياً في جبال القوقاز، حيث تتمتع موسكو أيضا بمصالح، فضلاً عن ليبيا وسوريا بطبيعة الحال. وقد ربطت موسكو عودة الهدوء إلى إدلب، بتثبيت الهدنة في كاراباخ. وأفاد مصدر روسي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "وجه لنظيره التركي خلال مكالمته الهاتفية رسالة حازمة بأن بلاده لن تسمح بتحويل جنوب القوقاز إلى بؤرة توتر ساخنة، تستقطب إرهابيين أجانب". وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد أفاد سابقا بأن دفعة جديدة من المرتزقة السوريين وصلت خلال الساعات والأيام القليلة الفائتة تضم 300 مقاتل. إلا أنه أضاف أن تركيا باتت تواجه صعوبة بالغة بتجنيد المزيد من المقاتلين والزج بهم في معارك كاراباخ، وذلك لرفض شريحة كبيرة منهم الذهاب للقتال مع القوات الأذربيجانية، بسبب الخسائر البشرية الكبيرة التي لحقت بصفوف الذاهبين. وهذا يؤكد أن الساحة السورية لا تزال ملعبا للقوى الاقليمية والدولية التي تستمر باللعب بمصير الشعب السوري.
وعلى الصعيد السياسي والحلول المطروحة دوليا، أقر موفد الأمم المتّحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن الثلاثاء أمام مجلس الأمن باستحالة عقد اجتماع في تشرين الأول/أكتوبر في جنيف للهيئة المكلفة بمراجعة الدستور كما كان مقررا، وأعرب عن أمله بعقد جلسة في تشرين الثاني/نوفمبر. وفي إشارة إلى زيارته الأخيرة إلى دمشق، أضاف "لم نتوصل بعد إلى اتفاق نهائي.. لكن الخطة هي إجراء مباحثات جديدة في تشرين الثاني/نوفمبر" في جنيف، بدون أن يشير إلى تاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر الذي ذكرته بعض المصادر الدبلوماسية. وخلال المناقشة، اعتبر نائب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز أن عدم إحراز تقدم في المناقشات بشأن الإصلاح الدستوري "غير مقبول". وقال "حان الوقت ليقال لنظام الأسد كفى". ورأى السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير أن "العملية السياسية وصلت إلى طريق مسدود" وبعد عام "فإن نتيجة عمل اللجنة الدستورية شبه معدومة"، متهمًا دمشق بالرغبة في كسب الوقت. من جهته، أكد السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا الذي تدعم بلاده دمشق سياسيا وعسكريا أن العملية السياسية تعود إلى السوريين أنفسهم. وقال "من المهم أن نمنح السوريين فرصة التفاوض من دون تدخل خارجي. إن أعمال اللجنة الدستورية ينبغي ألا تكون مرتبطة بأي استحقاق" آخر!! وأمام مجلس الأمن، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، من جهته، إنه يسعى للحصول على 211 مليون دولار إضافية لمكافحة وباء كوفيد-19 في سوريا برعاية الأمم المتحدة. وأوضح أن هذه الأموال ستستخدم بشكل خاص للحفاظ على إمدادات المواد الطبية وتحسين الوصول إلى المياه وتنظيف مخيمات النازحين وجعل المدارس للطلاب والمعلمين أكثر أمانًا.
وعلى الصعيد الامني والعسكري، تتواصل المعارك بوتيرة عنيفة، على محاور متفرقة من البادية السورية، بين قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، تترافق مع ضربات جوية مكثفة تنفذها طائرات النظام المروحية والطيران الحربي الروسي، في محاولة لصد هجمات التنظيم المتواصلة على المنطقة. وتتركز الاشتباكات في محاور الرهجان واثريا بريف حماة الشرقي ومحاور أخرى ضمن مثلث حلب – حماة – الرقة. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مزيداً من الخسائر البشرية بين الطرفين جراء القصف والاستهدافات والاشتباكات خلال الايام الفائتة، حيث قتل 13 من عناصر تنظيم داعش، بينما قتل 16 من عناصر قوات النظام والميليشيات الموالية لها، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين. وعلى جبهة أخرى، استهدفت فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير"” ومن ضمنها فيلق الشام، منذ مساء الاثنين، مناطق سيطرة قوات النظام السوري في منطقة "بوتين – أردوغان"، بقصف مكثف وعنيف رداً على المجزرة التي ارتكبتها طائرات حربية روسية باستهدافها معسكراً لفيلق الشام شمال غربي إدلب والذي راح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح، ذكر المرصد، أن حصيلة الخسائر البشرية ارتفعت جراء الاستهداف الجوي من قبل طائرات حربية روسية، على معسكر تابع لفيلق الشام الموالي لأنقرة ضمن منطقة جبل الدويلة التابعة لحارم شمال غربي إدلب، حيث ارتفع تعداد المقاتلين الذين قتلوا إلى 78 على الأقل، وعدد الذين قتلوا مرشح للارتفاع، لوجود أكثر من 90 جريحا بعضهم في حالات خطرة بالإضافة لوجود مفقودين وعالقين، وسط معلومات عن قتلى آخرين. ووجهت هذه الفصائل مئات القذائف الصاروخية والمدفعية إلى كل من حزارين والملاجة وترملا والدار الكبيرة وكفرنبل وحنتوتين ومعصران جنوبي إدلب، وسراقب وخان السبل وداديخ وجوباس وكفربطيخ شرقي إدلب، بالإضافة للحاكورة وطنجرة وجورين بريف حماة الغربي، ومناطق أخرى في جبال اللاذقية وريف حلب الغربي، وسط معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية.
نقلت وكالة بلومبرغ، الثلاثاء، عن أربعة مسؤولين على علم بالمفاوضات أنه تم التوصل إلى الاتفاق بين طرابلس وموسكو الأسبوع الماضي في إشارة إلى انفراج علاقات حكومة طرابلس مع موسكو التي دعمت قائد ما يعرف بالجيش الوطني الليبي في شرق البلاد خليفة حفتر، خلال الحرب الأهلية. وافاد المسؤولون إن الحكومة الليبية المعترف بها دوليا وافقت على إطلاق سراح "ناشطين سياسيين روسيين" تم سجنهما منذ أكثر من عام، بينما لم يصدر النائب العام الليبي أي بيانات أو تصريح بهذا الشأن. وقال اثنان من المسؤولين إن السجناء قد يرسلون إلى موسكو في غضون أيام. وتحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأن الاتفاقية لم تُعلن بعد. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في رسالة نصية: "أصبحت الاتصالات بشأن هذه المسألة أكثر نشاطا، لكن من المبكر الحديث عن أي نتائج". وكانت السلطات الليبية قد احتجزت مكسيم شوغالي وسامر سويفان، وكلاهما مواطنان روسيان، في مايو 2019، أثناء عملهما مع سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم المخلوع معمر القذافي، للمساعدة في هندسة عودته من خلال الانتخابات. وسيف الإسلام القذافي (48 عاما) مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ابتداء من 15 فبراير 2011، خلال قمع الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد حكم والده لكن مصيره غير معروف حالياً. وكان الادعاء الليبي اتهم شوغالي وسويفان بالتدخل في الانتخابات الليبية لصالح موسكو وسجنهما لحين المحاكمة. لكن المؤسسة التي يعملون لديها وأرسلتهم إلى ليبيا، نفت هذه الاتهامات. ويعمل الروسيان المحتجزان في مؤسسة الدفاع عن القيم الوطنية التي تتخذ من موسكو مقرا لها، وهي جزء من مجموعة إعلامية ربطتها الحكومة الأميركية برجل الأعمال الروسي، يفغيني بريغوجين، الذي تربطه علاقات وثيقة مع الكرملين، ويُعرف بإسم "طباخ بوتين". وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على بريغوجين واتهمته بالتدخل في الانتخابات الأميركية، بينما وضعه الاتحاد الأوروبي على القائمة السوداء، وجمد جميع أصوله الأوروبية، ومنعه من دخول دوله، لانتهاكه حظر الأسلحة المفروض على ليبيا.
وفي يونيو الفائت كشف مصدر في الحكومة الليبية، تفاصيل جديدة بقضية ما اسماهم "الجاسوسين الروسين التابعين لزعيم شركة فاغنر المحتجزين". وقالت عملية "بركان الغضب" التابعة للحكومة الليبية في بيان، حينها: إن "المخابرات الليبية هي من أحالت البلاغ حول قضية الجاسوسين مكسيم شوغالي وسامر سعيفان للنيابة العامة، بتهمة ارتكابهما أفعالا مضرة بأمن الدولة". وأضاف البيان: "تبين أن أسباب دخول شوغالي وسعيفان لليبيا يخالف الأسباب التي ذكرت بالتأشيرة الليبية"، مشيراً إلى أنهما يعملان بشركة فلفسكي استروف المملوكة للروسي يفغيني بريغوجين، ويديرها الروسي بيتر بيستروف". ووفق البيان، فإن "الجاسوسين أرسلا تقارير يومية لرؤسائهم ركزت على الأوضاع العسكرية والاقتصادية في ليبيا، كما التقيا بالمطلوب للعدالة سيف القذافي أكثر من مرة". وكشف البيان أن "شركة استروف تعمل على دعم المطلوب للعدالة سيف القذافي، في أي انتخابات رئاسية مرتقبة في ليبيا، والتأثير في الانتخابات البلدية لترشيح موالين لروسيا". وأشار إلى أن "العمل الاستراتيجي للتجسس هو الظفر بقاعدة عسكرية روسية في ليبيا ومنع الولايات المتحدة من إقامة قاعدة لها، والسيطرة على صناعة البترول والغاز الليبي". وقال المصدر الحكومي الليبي، إن "الجاسوسين عملا على تجنيد ليبيين لجمع المعلومات وتدريبهم للعمل مستقبلا للتأثير في الانتخابات الليبية". ولفت إلى أن الجاسوسين، "زورا أختام لشركات لإتمام إجراءات مالية، والكثير من المعلومات وجدت في الوثائق وأجهزة الكمبيوتر وهواتف الجاسوسين لازالت قيد التحقيق". وكان المسؤولون الروس اشترطوا إطلاق سراح شوغالي وسويفان لتحسين العلاقات مع حكومة طرابلس التي تمتعت بدعم عسكري من تركيا خلال الحرب. ويأتي الاتفاق اليوم عقب وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في وقت سابق هذا الشهر بين حكومة طرابلس وخليفة حفتر، حيث نص اتفاق وقف إطلاق النار على مغادرة جميع القوات الأجنبية البلاد خلال 90 يوما.
في سياق آخر، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا السبت أنّ الجولة الخامسة من المحادثات العسكرية الليبية ستنعقد الاسبوع المقبل، للمرة الأولى داخل البلاد. وأوضحت البعثة الأممية في بيان صحافي أنّ "اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5 + 5) تجتمع في الفترة بين 2 و4 تشرين الثاني/ نوفمبر لعقد الجولة الخامسة من المحادثات، وذلك للمرة الأولى داخل ليبيا، في مدينة غدامس" الواقعة في جنوب غرب البلاد.
بعد الإعلان عن اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى أن بلاده سترسل إلى الخرطوم شحنة من القمح بقيمة خمسة ملايين دولار. كما أوضح نتانياهو إلى أن "إسرائيل والولايات المتحدة ستساعدان السودان على تجاوز المرحلة الانتقالية". ولفت نتانياهو في مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعي إلى أن "وفدا إسرائيليا سيلتقي قريبا في السودان مع نظرائه لبحث التعاون في العديد من المجالات، بما في ذلك ملف الهجرة". مضيفا: "نحن بصدد توسيع دائرة السلام، ولن تنضم دول أخرى إلا إذا تابعنا التزامنا بهذه السياسة".
في سياق آخر، أعلن مصدر في وزارة الطاقة الإسرائيلية، يوم الخميس بعد انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات حول ترسيم الحدود، رفض حكومته البحث في الطلب اللبناني الجديد لتوسيع نطاق المنطقة المختلف عليها في الحدود البحرية. وقال إن هذا الطلب اللبناني يرمي إلى السيطرة الكاملة على حقلي غاز إسرائيليين في البحر الأبيض المتوسط وهو لا يتلاءم مع المطالب التي طرحها لبنان قبل 10 سنوات. واضاف المصدر الإسرائيلي إن المفاوضين اللبنانيين في رأس الناقورة، فاجأوا الوفد الإسرائيلي بطرحهم خريطة جديدة تبين أنهم يطالبون ليس فقط بمساحة 850 كيلومترا المختلف عليها، بل طالبوا بزيادة 1430 كيلومترا إضافية، داخل المنطقة الإسرائيلية في المياه الاقتصادية. وقد أدى ذلك إلى جدل ساخن بين الوفدين، وأبلغ الإسرائيليون رفضهم مجرد التباحث في هذا المطلب. لكن رغم الخلاف الحاد في الموضوع، اتفق الطرفان، على استئناف المحادثات بعد أسبوعين. وبحسب قناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، فإن من طرح الطلب اللبناني الجديد هو قائد الجيش العماد جوزف عون. وقالت إن عون فسر طلبه بالقول إن الحدود البحرية بين البلدين يجب أن تتطابق مع الحدود الأصلية التي تم رسمها بين بريطانيا وفرنسا، اللتين سيطرتا على المنطقة خلال فترة الانتداب البريطاني في عام 1923.
كشف باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، عن نموذج ذكاء اصطناعي يميّز الأشخاص الذين لا يعانون من فيروس كورونا المستجد، وأعراض الأفراد الأصحاء، عبر تسجيلات السعال القسري، والتي يرسلها الأشخاص طواعية من خلال متصفحات الويب والأجهزة مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، لأنّ هذه الاختلافات ليست قابلة للمعرفة عن طريق الأذن البشرية. وأوضح بحث نشر مؤخراً في مجلّة IEEE Journal of Engineering in Medicine and Biology، أنّه قام الباحثون بتدريب النموذج على عشرات الآلاف من عيّنات السعال، وكذلك الكلمات المنطوقة، فحدّد النموذج بدقّة 98.5٪ من السعال لدى الأشخاص الذين تمّ التأكّد من إصابتهم بفيروس كورونا. ويمكن للمستخدم تسجيل الدخول يوميّاً، ويسعل في هاتفه، ويحصل على الفور على معلومات عمّا إذا كان مصاباً بالعدوى، وبالتالي يجب التأكيد من خلال اختبار رسمي، لأنّ نموذج الذكاء الاصطناعي هذا لا يعطي نتائج موثوقة 100%.
فيما يعلن العلماء في عدة دول عن الموجة الثانية للفيروس المستجد تتزايد أعداد الاصابات بشكلٍ سريع في العالم، قد أعلنت عدة دول في اوروبا عن عمليات اغلاق شامل.
أفادت وزارة الصحة البريطانية يوم السبت، في إحصائية جديدة، بارتفاع عدد الإصابات المسجلة بعدوى فيروس كورونا المستجد "COVID-19" في المملكة المتحدة خلال الساعات الـ24 الماضية بواقع 21915، ليصل إلى مستوى 1011660 حالة. ويمثل هذا العدد تراجعا نسبيا لمؤشر الإصابات اليومية في المملكة المتحدة الذي بلغ يوم 29 أكتوبر 23065 حالة، وفي 30 أكتوبر 24405. كما أضافت الوزارة أنها رصدت 326 وفاة جديدة جراء المرض، ليصل عدد ضحايا الجائحة في البلاد إلى 4655 حالة. وتمثل هذه الحصيلة ارتفاعا حادا لعدد الوفيات اليومية بفيروس كورونا في بريطانيا حيث سبق أن بلغ يوم 29 أكتوبر 280 حالة، وفي 30 أكتوبر 274. وشهدت بريطانيا خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعات حادة في مؤشر الإصابات اليومية بفيروس كورونا، الأمر الذي دفع سلطات البلاد، إلى فرض قيود جديدة، بينها العمل من المنازل ما أمكن ذلك، وإغلاق الحانات والمطاعم في وقت أبكر، وقد تستمر مدة 6 أشهر بهدف التصدي لموجة مرض ثانية سريعة الانتشار. ومع ارتفاع مؤشرات الجائحة أعلن رئيس الوزراء، بوريس جونسون مساء السبت، فرض الإغلاق العام الثاني في البلاد بسبب الفيروس لمدة أربعة أسابيع.
وقد سجّل حول العالم حتى الآن ما يزيد عن 45 مليون و700 ألف عدوى ومليون ومئة وسبعين الف حالة وفاة. وما زالت الولايات المتحدة الاميركية تحتل المرتبة الاولى بأعداد المصابين بما يزيد عن 9 ملايين و300 الف اصابة وتأتي الهند في المرتبة الثانية مع اكثر من 8 ملايين ومئة الف اصابة، المرتبة الثالثة تحتلها البرازيل ولديها 5 ملايين و519 الف اصابة أما روسيا فتأتي في المرتبة الرابعة مع مليون و618 الف اصابة.
أما في لبنان، فما زالت أعداد الاصابات مرتفعة جداً كما أعداد الوفيات ما استدعى قراراً من وزارة الداخلية بإقفال 115 مدينة وبلدة في مختلغ محافظات لبنان، كما أعلنت قرار حظر التجول على كافة الاراضي اللبنانية من الساعة التاسعة مساء ولغاية الساعة الخامسة صباحاً حتى إشعار آخر. كما ألزمت وزارة الصحة المستشفيات الخاصة باستقبال ومعالجة المصابين بالفيروس المستجد. أما الاعداد، فقد وصل عدد الاصابات الإجمالي إلى 82.617 اصابة وعدد الوفيات إلى 643 حالة وفاة.
في تطوّر مفاجئ، أعلنت كيلي كرافت، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مساء الاثنين، في جلسة استماع لمجلس الأمن بشأن وضع السلام في الشرق الأوسط أن "مبادرة السلام العربية لم تعد ضرورية". وقالت كرافت: "تجربة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدت إلى السلام، ورؤيتنا ممكنة، وقمنا بالكثير من العمل لتقديم خطة السلام وهي مليئة بالتفاصيل". وأضافت "لم تعد هناك حاجة للمبادرة العربية لعام 2002. صفقة القرن فتحت آفاقا جديدة أمام الفلسطينيين". وكانت السعودية أكدت تمسكها بمبادرة السلام التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2002. كما أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في سبتمبر الماضي عن مساندته للجهود الأمريكية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، معتبرا أن مبادرة السلام العربية لعام 2002 هي أساس "حل شامل وعادل" يضمن حصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد حثّ الأسبوع الماضي السعودية على "تطبيع علاقاتها" مع إسرائيل، لكن رغم ضغوط إدارة ترامب عليها طوال أشهر، أكدت المملكة أنها لن تتبع الإمارات والبحرين في خرقهما "الإجماع العربي" الذي يشترط التطبيع مع إسرائيل بتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
أكد السفير الأميركي في السعودية، جون أبي زيد، أهمية تعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط، والعمل بجهد لردع السلوك الإيراني المخرب في المنطقة، مؤكداً أن تدخلات إيران في اليمن تزيد من صعوبة إيجاد مسار للسلام والحل. كما شدد خلال لقاء افتراضي الخميس مع عدد من وسائل الإعلام، على العلاقات التاريخية بين أميركا والسعودية في السنوات الـ75 الماضية. كما تحدث عن جهود المملكة في إطلاق سراح مواطنين أميركيين كانوا رهائن لدى ميليشيا الحوثي. وأشار إلى أن بلاده تعمل إلى جانب السعودية والمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيثس، من أجل إعادة السلام إلى اليمن، مشيراً إلى أن التدخلات الإيرانية في اليمن تزيد من صعوبة إيجاد حل. وأكد أبي زيد أن للسعودية والولايات المتحدة هدفاً مشتركاً في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، منتقداً في الوقت عينه التهديدات الإيرانية في المنطقة، عبر نشر أذرع لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وحول الحوار الاستراتيجي بين السعودية والولايات المتحدة، الذي أعلن عنه في منتصف أكتوبر الحالي، أكد السفير الأميركي أن بلاده تريد أن تكون الشريك الأول للسعودية في تحقيق رؤيتها 2030، مشيراً إلى التعاون بين البلدين في العديد من المجالات مثل التعاون الدفاعي، والأمني والاستخباراتي، وقطاع الطاقة والاقتصاد، والتقنية والأمن السيبراني، وغيرها.
على صعيد الشأن السياسي الداخلي، قال الكاتب الصحفي الأميركي رون ساسكيند (Ron Suskind) إن هناك قلقا في أوساط مسؤولي الإدارة الأميركية من أن الرئيس دونالد ترامب قد يستخدم سلطة الحكومة للبقاء في منصبه أو وضع شروط مواتية للتفاوض على خروجه من البيت الأبيض في حال خسارته بالانتخابات التي ستشهدها الولايات المتحدة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني. وأشار الكاتب في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى أن العديد من الخبراء من داخل وخارج الحكومة، قلقون أيضًا بشأن احتمال استخدام خصوم أميركا الخارجيين للإنترنت لبث الفوضى، وتعميق الانقسام وتقويض المسار الديمقراطي في البلاد.
بعدما أكدت مصادر أمنية أن انفجاراً كبيراً، هزّ الاثنين، معسكر "أشرف" الذي يضم قوات من الحشد الشعبي شمالي محافظة ديالى، نفت الميليشيات تلك المعلومات. وكانت المصادر قد أكدت أن الانفجار وقع في مخازن للأسلحة والعتاد تابع للواء الرابع في الحشد والذي تديره منظمة بدر بزعامة هادي العامري.
في سياق آخر، سجلت الذكرى السنوية الأولى للحراك الذي انطلق في أكتوبر الماضي بالعراق، يوم الأحد، اشتباكات وصدامات بين عدد من المتظاهرين في بغداد وقوى الأمن. فقد شهدت مناطق العلاوي وجسر السنك وجسر الجمهورية في العاصمة مواجهات أسفرت عن إصابة 37 مدنياً، و14 منتسبا بينهم ضابط برتبة عقيد وآخر برتبة ملازم أول، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية. في حين حث وزير الداخلية، عثمان الغانمي، المتظاهرين إلى التعاون مع القوات الأمنية في الكشف عن المندسين، مؤكداً في الوقت عينه على أهمية حماية المتواجدين في ساحات التظاهر. وكانت 9 محافظات جنوب البلاد شهدت إحياء لذكرى "ثورة تشرين"، حيث توافد الآلاف إلى ساحات التظاهر في مختلف المدن لا سيما في ساحة الحبوبي في الناصرية. ونزل آلاف العراقيين يوم الاحد في تحد لسلطات بلادهم التي يعتبرونها عاجزة عن إصلاح الأوضاع ومعالجة البطالة وتحسين الخدمات الأساسية والحد من تزايد نفوذ الفصائل المسلحة الموالية لإيران. وأكد أحد المتظاهرين من مدينة الناصرية التي تعدّ أحد المعاقل الرئيسية للاحتجاجات، "ما زلنا مصرين على مواجهة التسلط والفساد من أجل تغيير الوجوه التي تدير زمام الأمور من فشل إلى فشل". واضاف "نريد حل البرلمان وإجراء انتخابات شفافة وحصر السلاح بيد الدولة ومحاكمة قتلة المتظاهرين". من جانبه، كرر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الذي وصل لمنصبه على أمل إنقاذ البلد من التدهور، بأنه أمر قوات الأمن بعدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين، لكن هذا الأمر يعد صعبا للغاية في بلد عاش صراعات وحروبا متلاحقة منذ أربعة عقود.
وعلى صعيد آخر، بعد مرور حوالي 4 أشهر على اغتيال المحلل والباحث العراقي، هشام الهاشمي، أمام منزله في العاصمة العراقية، كشف مسؤول أن التحقيقات وصلت إلى مرتكبي تلك الجريمة. فقد أعلن الناطق باسم رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، أن لجنة التحقيق توصلت إلى القتلة. وقال أحمد ملا طلال: "توصلنا إلى معلومات تخص قتلة الهاشمي، لكن لا يجوز التصريح بها، حفاظاً على سير وسرية التحقيقات". يذكر أن اغتيال الباحث العراقي البارز كان قد أثار مخاوف من دخول البلاد في مرحلة مظلمة وعنيفة، مع وصول التوترات الحادة بين الفصائل الموالية لإيران والحكومة إلى مستويات جديدة. وشكلت عملية الاغتيال هذه في حينه تحوّلا مأساويا في العنف السياسي المتصاعد منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات الشعبية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وخلال موجة الاحتجاجات التي استمرت أشهرا في العراق منذ أكتوبر الماضي، اغتيل عشرات الناشطين أمام منازلهم بأيدي مسلحين مجهولين غالباً ما كانوا يستقلون دراجات نارية، لكن السلطات لم تعلن حتى الساعة عن توقيف أي من الجناة.
بالعودة إلى التظاهرات، شهدت ساحة البحرية، وهي ساحة الاعتصام الرئيسية في محافظة البصرة، السبت، صدامات بين قوات الأمن العراقية والمتظاهرين، بعد رفض محتجين مغادرة الساحة التي قررت القوات العراقية إنهاء الاعتصام فيها وفتحها أمام حركة السيارات. وقام متظاهرون بإحراق إطارات السيارات في الطرق المؤدية إلى ساحة البحرية بهدف منع قوات الأمن من الوصول إليها، وفي مقابل ذلك أطلقت القوات العراقية الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين من أجل تفريقهم، ما تسبب بحدوث حالات اختناق بين المتظاهرين. وأكد مشاركون في تظاهرات البصرة، أنّ المحتجين رددوا شعارات منددة باستخدام السلطات العراقية القوة لفض اعتصام البصرة على الرغم من سلميته، موضحين أنهم سيواصلون حقهم في الاحتجاج السلمي حتى استجابة الحكومة لجميع مطالب المتظاهرين، وفي مقدمتها محاكمة قتلة المتظاهرين، ومحاسبة الفاسدين، والاهتمام بواقع البصرة المتردي. كما امتدت احتجاجات البصرة إلى منطقة جبيلة القريبة من ساحة البحرية التي شهدت هي الأخرى قطعاً للطرق من خلال حرق إطارات السيارات. وبدأت قوات عراقية، مساء السبت، برفع الحواجز الخرسانية المحيطة بساحة البحرية التي تمثل ساحة الاعتصام الرئيسية في محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على قيام قوات أمنية مشتركة بإنهاء الاعتصام في ساحة التحرير ببغداد وإعادة فتح الطرق المحيطة بها بعد أكثر من عام على إغلاقهما من قبل متظاهرين. وفي هذا السياق، رفض متظاهرو ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) محاولات فض الاعتصام بالساحة. وحذر متظاهرو ساحة الحبوبي، في بيان تمت قراءته في الساحة، مساء السبت، من أي تدخل لفض الاعتصام السلمي في الساحة، مطالبين قيادتي عمليات سومر للجيش، وقيادة الشرطة، بتوفير الحماية لساحة الاعتصام. وأكدوا أنهم سيواصلون اعتصامهم حتى تحقيق جميع مطالبهم، ودعوا جميع المحتجين إلى ضبط النفس والحفاظ على السلمية وأمن المحافظة.
قالت الحكومة اليمنية الشرعية، الأربعاء، إن "تقديم الضابط في فيلق القدس الإرهابي المدعو حسن إيرلو أوراق اعتماده حاكماً عسكرياً إيرانياً لصنعاء، يؤكد استمرار نظام طهران المضي في سياساته الاستفزازية". جاء ذلك في بيان لوزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الذي أشار أيضاً، إلى أن ما قام به نظام طهران من تهريب لضابط متورط في أنشطة إرهابية ولم يسبق له تولي مهمة دبلوماسية، ومحاولات تكريسه حاكما عسكريا لها في صنعاء، هو سلوك العصابات وليس الدول. ولم يعمل حسن ايرلو في السلك الدبلوماسي قط، وهو مدرب مختص على الأسلحة المضادة للطيران، قام سابقاً بتدريب ميليشيات حزب الله اللبناني. ولفت الإرياني، إلى أن تلك التحركات انتهاك لمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول واحترام سيادتها واستقلالها، وتجاوز للقرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية وفي مقدمتها القرار 2216، مشيرا إلى أن ذلك تأكيد" لانتهاج طهران مسار التصعيد في تحد سافر لإرادة المجتمع الدولي بإنهاء الحرب وإحلال السلام المبني على المرجعيات الثلاث". واعتبر وزير الإعلام اليمني، استمرار صمت المجتمع الدولي غير المبرر عن هذه الممارسات العدوانية، بأنها "شجعت النظام الإيراني على المزيد من التمادي في سياساته الرامية لفرض نفوذه عبر ميليشياته الطائفية ونشر الفوضى والإرهاب. كما أكد أن هذا الصمت يؤسس لسابقة تشرعن للميليشيات الإرهابية، ولن تقتصر آثارها المستقبلية على اليمن والإقليم.
وصعّدت ميليشيات الحوثي هذا الاسبوع من عملياتها العسكرية بالطائرات المسيرة محاولةً استهداف الأعيان المدنية في السعودية والمحافظات اليمنية التي تشهد مواجهات وأبرزها نهم ومأرب والجوف والساحل الغربي. وكثفت ميليشيات الحوثي من استخدام الطائرات المسيرة المفخخة والاستطلاعية، والتي قالت لجنة خبراء الأمم المتحدة في وقت سابق إنها مجمّعة من مكونات مصدرها خارجي وتم شحنها إلى اليمن، وهي متطابقة تقريباً في التصميم والأبعاد والقدرات للطائرات المسيرة الإيرانية الصنع.
أزمة سد النهضة
كشفت مصادر دبلوماسية وحكومية فنية مصرية عن تفاصيل الاجتماع السداسي الذي عقد عن بعد، الثلاثاء، بين وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا، بدعوة وإدارة من جنوب أفريقيا، رئيسة الاتحاد الأفريقي، بهدف وضع أسس استئناف مفاوضات قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي. وانتهى الاجتماع السداسي بالاتفاق على أن تدعو الخرطوم خلال أيام إلى سلسلة من الاجتماعات الفنية والقانونية تستغرق أسبوعاً، لإعداد مسودة اتفاق ثم رفعها إلى جنوب أفريقيا ومفوضية الاتحاد الأفريقي، للبت في إمكانية تطويرها إلى مشروع اتفاق نهائي وتوقيعه بحضور زعماء الدول الثلاث. ذكرت المصادر أنه خلال الاجتماع السداسي تحدث الوفد الإثيوبي للمرة الأولى عن تعرض حكومة آبي أحمد لضغوط داخلية كبيرة للانسحاب من المفاوضات، خصوصاً بعد التصريحات الصادمة والمثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، عن توقعه أن تقصف مصر سد النهضة، وأنها ستكون معذورة في ذلك ولا يمكن لومها. هذا الموقف سبق أن نفته مصر رسمياً أكثر من مرة، وتحدث السيسي على النقيض منه تماماً مراراً، بمنع الحديث في الإعلام المصري نهائياً عن استخدام الحلول العسكرية. كما استبعد ذلك في خطابات رسمية عدة، وتأكيده على استمرار التفاوض فقط من أجل التوصل إلى اتفاق على قواعد الملء والتشغيل. وأضافت المصادر أن وزير الخارجية المصري سامح شكري حرص خلال المناقشات على تأكيد رؤية حكومته للمفاوضات باعتبارها الحل الوحيد للأزمة، في إشارة ضمنية لتصريحات ترامب التي منحت أديس أبابا فرصة جديدة للتنصل من المسار التفاوضي والالتفاف عليه، بل وتعظيم تحركاتها الدبلوماسية والسياسية في واشنطن وغيرها من العواصم المهتمة بالقضية، وترويج صورتها باعتبارها الطرف الأضعف والمعرض للخطر، وليس مصر. وفي هذا السياق، كشفت المصادر عن رصد السفارة المصرية في واشنطن ومجموعات العمل المصرية في نيويورك ومدن أميركية أخرى، عودة الاتصالات والاجتماعات بين سياسيين إثيوبيين وشخصيات أميركية من أصل إثيوبي، وبين نواب في الكونغرس من أصول أفريقية وعدد من الشخصيات المؤثرة في حملة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن. أما الهدف من ذلك فهو دراسة الموقف الأميركي حيال القضية حال تمكن بايدن من إلحاق الهزيمة بترامب في معركة الرئاسيات، وكيفية انعكاس ذلك على الوضع التفاوضي الحالي الذي تتداخل فيه الولايات المتحدة كجهة مراقبة مختارة من قبل القاهرة.
ويعتبر نواب أميركيون من أصول أفريقية أن هذه التصريحات غير مقبولة، وينوي بعضهم إصدار بيانات والتقدم بمشروعات قوانين لدعم إثيوبيا، ردّاً على "التهديدات المحتملة والمزعومة التي تحدث عنها ترامب". وهذه المرة تتزامن الاجتماعات مع تفاؤل في الأوساط الإثيوبية بفوز بايدن، ما يعطيها زخماً لمناقشة خطوات فعلية قد تبادر بها الإدارة الجديدة للبيت الأبيض حال انتخابها لإعادة تموضع واشنطن في القضية، وربما الانقلاب الكامل لموقفها. وتعج حملة بايدن والدوائر الديمقراطية بالشخصيات التي كانت لها مواقف سلبية تجاه الموقف المصري من سدّ النهضة، ومنها نواب ومستشارون وسفراء سابقون شاركوا في التوقيع على بيانات وخطابات تطالب بالانحياز لإثيوبيا في قضية السد وعدم "محاباة" مصر. كما يتولى شاب من أصول إثيوبية يوحنس أبراهام منصب سكرتير الفريق الانتقالي لبايدن، وهو ممن يوصفون بأبناء باراك أوباما في الحزب الديمقراطي، حيث عمل في مؤسسته بشيكاغو. ويعبر اختياره عن الفرص الجيدة التي بات يحظى بها أبناء الجالية الإثيوبية والجاليات الأفريقية عموماً في أروقة السياسة الأميركية، وهو نموذج لظاهرة تفسر نجاح اللوبي الإثيوبي الأفريقي في عرقلة المساعي المصرية والتشويش على رؤية القاهرة لقضية سد النهضة.
بعدما انهالت الاستنكارات الدولية على ما حدث بداية شهر اكتوبر في مطار حمد بالعاصمة القطرية الدوحة، من فحوصات قسرية بحق مسافرات كنّ على متن إحدى طائرات الخطوط القطرية للطيران، أصدر مكتب الاتصال الحكومي القطري بياناً، الجمعة، اعترف فيه بوقوع أخطاء أثناء عمليات الفحص المذكورة، مؤكداً أن التحقيقات الأولية أظهرت وجود تجاوزات في الإجراءات المتبعة أثناء بحث وتفتيش عدد من المسافرات. كما أعلنت السلطات إحالة المتورطين في الواقعة إلى النيابة. واعتذرت السلطات مما تعرضت له بعض المسافرات من تجربة مؤلمة أسفرت عنها تلك الإجراءات، بحسب البيان.
يذكر أن التنديد الدولي بالواقعة كان توّسع إلى حد كبير، فبعد أستراليا ونيوزيلاندا، أتت الأخبار من بريطانيا، حيث أعلن دبلوماسيون بريطانيون، الجمعة، أن سيدتين من رعايا بلادهم قد تعرضتا للفحص القسري بمطار الدوحة، مؤكدين تقديم شكوى رسمية ضد قطر والخطوط الجوية القطرية.
وتحرّكت أستراليا مجدداً ضد قطر بسبب فضيحة مطار حمد وما حصل من تفتيش مهين للأستراليات هناك، حيث أعلن سياسيون أستراليون من الأحزاب الرئيسية انسحابهم من مأدبة عشاء رسمية في مقر إقامة السفير القطري احتجاجاً على الواقعة. كشف رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان الأسترالي، أندرو هاستي، ونائبه أنتوني بيرن، أنهما رفضا دعوة لحضور مأدبة عشاء في مقر إقامة سفير قطر في كانبرا سعد المحمود والتي كان من المحدد لها 9 نوفمبر 2020. وذكر بيان مشترك صادر عن هاستي وبيرن أنه وبسبب ما ثبت من سوء معاملة الأستراليات في مطار الدوحة، رفضت هذه الدعوة. وأضاف البيان أنه على الحكومة القطرية أن تقدّم تقريراً مفصلاً لأستراليا عن التحقيقات مع المتورطين في هذا الحادث. كما طالبت المعارضة العمالية وزيرة الخارجية الأسترالية، ماريز باين، بإبلاغ نظيرها القطري احتجاج بلادها، وأن هناك غضبا شعبيا بسبب معاملة المواطنات الأستراليات بهذه الطريقة. وقالت زعيمة حزب العمال والمتحدثة باسم لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأسترالي، بيني وونغ، إن تعبير الحكومة القطرية عن أسفها ليس إلا "مجرد بداية" وإن النساء يستحقن اعتذارا غير مشروط وشفافية كاملة.
طغت أحداث فرنسا هذا الاسبوع على الصعيد الأمني على كل الاحداث. فقد بدأ الاسبوع باشتباك كلامي بين الرئيس التركي اردوغان والرئيس الفرنسي ماكرون على خلفية دفاع الاخير عن حرية التعبير بعد ذبح استاذ المدرسة الفرنسي. لكن للأسف لم ينته هذا الخلاف هنا، فمع نهاية الاسبوع صُدم العالم باعتداء جديد في كاتيدرائية السيدة العذراء في مدينة نيس جنوبي فرنسا حيث قتل شاب سيدتين ورجل وجرح عدداً آخر من المصلين في الكنيسة قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقله بعد اطلاق النار عليه واصابته. وفيما بيّنت التحقيقات أن المعتدي هو تونسي الجنسية وصل الى فرنسا قداما من ايطاليا يُدعى إبراهيم العيساوي ويحمل وثيقة من الصليب الأحمر الإيطالي. وأعلنت السلطات الفرنسية أن رجلا قتل برصاص الشرطة في مدينة أفينيون، بعد أن رفض إسقاط سلاحه وفشلت طلقة تحذيرية في منعه. وكان قد أعلن ولاءه لمجموعة مناهضة للمهاجرين، تدعى جماعة "جيل الهوية" اليمينية المتطرفة، حيث اعتدى على تاجر من أصول شمال أفريقية بعد وقت قصير من حادثة مدينة نيس.
وفيما توالت بيانات الاستنكار من الشرق والغرب اعلن رئيس الوزراء الفرنسي رفع حالة التأهب الأمني القصوى في أنحاء البلاد بعد هجومي نيس وأفينيون.
وفي السياق نفسه، تعرّض كاهن أرثوذكسي يحمل الجنسية اليونانية للاستهداف بطلقين ناريّين من بندقية صيد بعد ظهر يوم السبت عند بوابة كنيسته في مدينة ليون بفرنسا، وفق ما أفاد مصدر أمني وهو بحالة خطرة. وقد تم توقيف مشتبه به بعد ساعات من الجريمة يرجح أنه منفذ الاعتداء. وذكر المدعي العام في مدينة ليون، نيكولاس جاكيه، أنه جرى اعتقال المشتبه به الذي تتوافق مواصفاته مع الوصف الذي قدمه شهود عيان، وقال جاكيه إن المشتبه به لم يكن يحمل سلاحا عندما تم القبض عليه.
في أزمة شرق المتوسط
في تطور مفاجئ، اتخذت القيادة التركية قراراً يوم الثلاثاء يقضي بإلغاء التدريبات العسكرية التي كان من المفترض أن يستمر تنفيذها في شرق المتوسط، حتى 28 أكتوبر. وقالت المصادر: “بعد أن قررنا إلغاء خطتنا، أصدرت البحرية اليونانية قراراً بإلغاء تحذيرها لقواتنا في البحر والذي كان من المفترض أن يستمر حتى 29 أكتوبر، كدليل على حسن النية”.
ردا على دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، أشارت المفوضية الأوروبية الثلاثاء إلى أن المقاطعة "ستبعد تركيا أكثر عن الاتحاد الأوروبي". وشددت المفوضية على أن "اتفاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا تنص على التبادل الحر للسلع. ينبغي احترام بشكل كامل الموجبات الثنائية التي تعهّدت تركيا الالتزام بها في إطار هذه الاتفاقات". وكان أردوغان قد دعا الإثنين إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، متقدماً الدول الإسلامية التي أعربت عن غضبها المتزايد حيال ماكرون. وتُرجم تصعيد التوتر بين تركيا وفرنسا باستدعاء باريس سفيرها لدى أنقرة السبت للتشاور. واندلعت الأزمة الأخيرة بعد تأكيد ماكرون تمسك بلاده بمبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، خلال مراسم تكريم أقيمت للمدرس صامويل باتي الذي قتل بقطع الرأس في 16 تشرين الأول/أكتوبر بيد روسي شيشاني إسلامي متشدّد ذبح أستاذ التاريخ لأنه عرض هذه الرسوم على تلامذته في المدرسة خلال صف حول حرية التعبير. وأعلنت النيابة العامة التركية الأربعاء في أنقرة فتح تحقيق يستهدف مسؤولي صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة بعد نشرها رسما كاريكاتوريا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما أعلنت الرئاسة التركية أنها ستتخذ إجراءات "قضائية ودبلوماسية". وقالت مديرية الاتصال في الرئاسة التركية في بيان باللغة الفرنسية "سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية والدبلوماسية اللازمة ضد الرسم الكاريكاتوري المذكور"، وذلك في سياق توتر متزايد بين أنقرة وباريس.
على صعيد آخر، ومع استمرار فرق الإنقاذ في البحث عن ناجين، ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب غرب تركيا الجمعة إلى 62 قتيلا على الأقل و940 جريحا على أراضيها. وانبثقت عن الكارثة انفراجة دبلوماسية بين الخصمين التاريخيين المتضررين من الزلزال، إذ أجرى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس اتصالا هاتفيا نادرا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتقديم التعازي والدعم.
أعربت الإمارات مساء الأربعاء عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولات الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، استهداف مناطق مدنية في المملكة العربية السعودية، من خلال 6 طائرات مفخخة من دون طيار، اعترضتها قوات التحالف. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان نقلته وكالة الأنباء الإمارتية "وام"، أن تزايد الهجمات الحوثية الإرهابية في الفترة الأخيرة ضد المملكة يعتبر تصعيداً خطيراً، مجددةً تضامنها الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية ضد المدنيين، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها. وأكد البيان أن أمن الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كل لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها. وأشار البيان إلى أن استمرار هذه الهجمات يوضح طبيعة الخطر الذي يواجه المنطقة من الانقلاب الحوثي، واعتبرته دليلاً جديداً على سعي هذه الميليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.
في سياق آخر، أعلنت مصادر أميركية، الخميس، أن البيت الأبيض أخطر الكونغرس نيته بيع 50 طائرة من طراز إف-35 من صنع شركة لوكهيد مارتن إلى الإمارات. وقال النائب الديمقراطي إليوت إنغل الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي إن إدارة الرئيس دونالد ترمب أبلغت الكونغرس بالصفقة التي من شأنها أن تحدث تغييرا عسكريا كبيرا. إلى ذلك، تقوم لجنة العلاقات الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين بمراجعة الصفقة قبل إتمامها بشكل رسمي. وقال بومبيو في كلمة خلال مؤتمر عبر الفيديو، الثلاثاء، لإطلاق حوار استراتيجي أميركي إماراتي، إن "شراكة الإمارات مع الولايات المتحدة ستظهر أيضاً في إكسبو 2020". إلى ذلك شدد: "سنواصل مواجهة إيران التي تشكل التهديد الأكبر للمنطقة"، وأضاف أنه "لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح لتهديد المنطقة والعالم". أتى ذلك في وقت انطلق فيه الحوار الاستراتيجي الأميركي الإماراتي، حيث استضاف وزير الخارجية الأميركي نظيره الإماراتي في الافتتاح الافتراضي للحوار الاستراتيجي بين الجانبين. وقدم الوزيران أطر حوار استراتيجي جديد للتعاون والمناقشة في 8 مجالات، هي الشراكة السياسية، والتعاون الأمني، وإنفاذ القانون وأمن الحدود، والمخابرات ومكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان، والشراكة الاقتصادية والطاقة والتجارية، والتبادل الثقافي والأكاديمي، والشراكة الفضائية.
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن إحباطه عدة هجمات إرهابية باتجاه السعودية أطلقتها المليشيات الحوثية لاستهداف المدنيين. وكشف التحالف عن اعتراض صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية باتجاه جازان في السعودية. كما تم اعتراض صاروخ بالستي آخر أطلقته الميليشيات الحوثية باتجاه نجران. كذلك، اعترض التحالف صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي باتجاه خميس مشيط. وأشار التحالف أيضاً إلى "التصدي لتهديد معاد بتدمير هدفين جويين باتجاه السعودية لاستهداف المدنيين". أكد المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي إحباط كل "المحاولات المستميتة" من ميليشيات الحوثي لاستهداف المدنيين، حيث تم الأربعاء تدمير 3 صواريخ باليستية و6 مسيرات مفخخة حوثية.
على صعيد آخر، أدانت منظمة التعاون الإسلامي، الخميس، الهجوم الإرهابي بالقرب من كنيسة نوتردام في مدينة نيس بفرنسا الذي أسفر عن مقتل وإصابة عدة أشخاص. وأكدت المنظمة موقفها الثابت الرافض لـ"ظاهرة الغلو والتطرف والإرهاب بجميع أشكالها وتجلياتها ومهما كانت الأسباب والدوافع"، داعية إلى "تجنب الممارسات التي تؤدي للكراهية والعنف". كما قدمت العزاء لذوي الضحايا ولحكومة وشعب فرنسا، معربة عن تمنياتها بعاجل الشفاء للمصابين. بدوره دان الأزهر الشريف وشيخ الأزهر، أحمد الطيب، بشدة "الهجوم الإرهابي البغيض الذي وقع صباح الخميس في مدينة نيس الفرنسية". وشدد الأزهر على أنه "لا يوجد بأي حال من الأحوال مبرر لتلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وكل الأديان السماوية"، داعياً إلى "ضرورة العمل على التصدي لكل أعمال العنف والتطرف والكراهية والتعصب". إلى ذلك حذر من "تصاعد خطاب العنف والكراهية"، داعياً إلى "تغليب صوت الحكمة والعقل والالتزام بالمسؤولية المجتمعية خاصة عندما يتعلق الأمر بعقائد وأرواح الآخرين".
وجد باحثون في جامعة آيندهوفن للتكنولوجيا (Technische Universiteit Eindhoven) الهولندية أدلة على سوق سوداء إلكترونية ضخمة ومتطورة للغاية للتجارة في "بصمات الأصابع" عبر الإنترنت تتداول مئات الآلاف من بيانات ملفات تعريف المستخدمين المفصلة. ويقدم هذا السوق -الذي يقع مقره في روسيا- أكثر من 260 ألف ملف تعريف مستخدم مفصل للغاية، إلى جانب بيانات المستخدم الأخرى، مثل عناوين البريد الإلكتروني وكلمات المرور.
وعلى الصعيد الصحي، لليوم الثاني على التوالي، سجلت السلطات الصحية الروسية أكثر من 18 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة. وأعلنت غرفة العمليات الخاصة بمحاربة انتشار الفيروس التاجي في روسيا يوم السبت، في تقريرها اليومي، عن رصد 18140 إصابة جديدة بالوباء، مقابل 18283 إصابة في اليوم السابق (ما كان أكبر زيادة يومية منذ بداية الجائحة)، مشيرة إلى عدم ظهور أعراض الإصابة لدى 24.3% من المرضى الجدد.
وفي سياق آخر، أعلنت روسيا، السبت، أنها ستقف مع أرمينيا وتوفر لها المساعدات الضرورية في حالة واحدة وهي أن تمتد المواجهات إلى الأراضي الأرمينية، رافضةً بذلك الدخولَ معها في مواجهات ناغورنو قره باغ التي تقاتل أذربيجان من أجل استعادته. وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان: "ستوفر روسيا ليريفان كل المساعدة الضرورية في حال وقعت مواجهات مباشرة على أراضي أرمينيا"، وذلك بعد رسالة بعث بها باشينيان إلى بوتين، قال فيها إن المعارك تقترب من الحدود الأرمينية، واتهم مجدداً تركيا بدعم أذربيجان.
أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الجمعة فرض عقوبات على كيانات في إيران والصين وسنغافورة، وذلك بسبب تعاملها مع قطاع النفط الإيراني. وقال بومبيو في بيان إن العقوبات تشمل رؤساء تلك الكيانات، وإن وزارة الخزانة فرضت أيضا عبر شركة "تريل" عقوبات على 8 كيانات بسبب بيع وشراء منتجات بتروكيميائية إيرانية عبر شركة خاضعة للعقوبات الأميركية. من جهة أخرى، أعلنت وزارة العدل الأميركية عن تقديم شكوى لمصادرة شحنتي صواريخ إيرانية صادرتها البحرية كانت في طريقها من الحرس الثوري الإيراني إلى حلفائه في اليمن. وسبق أن صادرت البحرية الأميركية نحو 1.1 مليون برميل من النفط الإيراني احتجزتها الولايات المتحدة من 4 ناقلات نفط أجنبية كانت متوجهة إلى فنزويلا.
في سياق آخر، أكد مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران بدأت في بناء محطة لتجميع أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض بعد انفجار محطتها السابقة، فيما وصفته طهران بهجوم تخريبي خلال الصيف، حسبما صرح رئيس الوكالة رافائيل غروسي، واضاف إن إيران تواصل أيضًا تخزين كميات أكبر من اليورانيوم منخفض التخصيب، لكن لا يبدو أنها تمتلك ما يكفي لإنتاج سلاح. وأظهرت الصور -التي نشرتها مؤسسة بلانت لابس- أن إيران شقت منذ أغسطس/آب الماضي طريقا جديدا إلى الجنوب من نطنز باتجاه ما يعتقد أنه ميدان رماية سابق لقوات الأمن في منشأة التخصيب، كما أظهرت الصور وجود معدات بناء فيه. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق على الصور التي أظهرتها الأقمار الصناعية.
يذكر انه منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018، وإعادة فرض عقوبات على إيران، تجاهد الدول الموقعة الأخرى -ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين- الحفاظ على الاتفاق صامدا. ووفي الوقت نفسه، تجاوزت إيران باستمرار الحدود المفروضة على حجم اليورانيوم المسموح لها بتخزينه، ونقاء اليورانيوم الذي يمكنها تخصيبه، وقيودا أخرى في محاولة للضغط على تلك الدول للخروج بخطة لمواجهة العقوبات الأميركية. لكنها أيضا استمرت في السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوصول كامل لمنشآتها النووية، ومنها نطنز، وفقا لغروسي. في أحدث تقرير ربع سنوي للوكالة، سجلت أن إيران حتى 25 أغسطس/ آب لديها مخزون 2105.4 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب، وهو أكبر من 202.8 كيلوغرام مسموح بها بموجب الاتفاق النووي. وتخصب إيران أيضا اليورانيوم بنقاء 4.5 بالمائة أعلى من 3.67 بالمائة مسموح بها في إطار الاتفاق. وفي التقرير المقبل المنتظر خلال الأسابيع المقبلة، قال غروسي "مستمرون في رؤية الاتجاه نفسه الذي كنا نراه حتى الآن".
وعلى صعيد آخر، حذر 74 ناشطًا سياسيًا ومدنيًا إيرانيًا في رسالة مفتوحة إلى زعماء العالم والأمين العام للأمم المتحدة، من أن الاتفاقية المزمع توقيعها بين إيران والصين لمدة 25 عاما، "تشكل تهديدًا للسلام والاستقرار في العالم". ووُجهت الرسالة إلى زعماء الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والأمين العام للأمم المتحدة، ووصفت إيران والصين بأنظمة "شمولية"، والاتفاق بأنه "خطوة كبيرة لصالح الحكومة الشيوعية الصينية". وكتب النشطاء: "كمركز إقليمي لمشروع طريق الحرير الجديد، تمنح إيران الصين منفذاً استثنائياً إلى المنطقة". وفي إشارة إلى مستوى عال بالفعل من التعاون العسكري بين طهران وبكين، أضاف الموقعون على الرسالة أن "الصين وإيران تعملان على صفقة أسلحة كبيرة". وأشارت الرسالة إلى أن "هذا يعني أننا وصلنا مرة أخرى إلى نقطة المواجهة بين الدول الديمقراطية والحكومات الاستبدادية، بعد تغيير النظام العالمي".
وفي رسالتهم، وصف النشطاء الإيرانيون في الداخل والخارج الاتفاقية بأنه "تحالف مشؤوم بين الشيوعية والإسلام السياسي"، وقالوا إنه سيكون له "عواقب وخيمة على الشعب الإيراني والمجتمع الدولي". وبحسب الموقعين على الرسالة، فإن إحدى نتائج اتفاق طهران - بكين ستكون "زيادة كبيرة في نفوذ الصين والجمهورية الإسلامية في المنطقة" و"بذلك، فإن النظامين، وفقًا لطموحهما، سيزيدان من دعمهما للمنظمات الإرهابية للسيطرة على المواقع الاستراتيجية الرئيسية". وأكد النشطاء بأن "هذا التحالف الخطير سيكون تهديدا استراتيجيا كبيرا للسلام والاستقرار العالميين". ودعت الرسالة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والأمين العام إلى "دعم إرادة الشعب الإيراني"، و" الانضمام إلى تحالف دولي مساعدة الإيرانيين على التحرك نحو الديمقراطية سلميا وبعيدا عن العنف". ومن بين الموقعين داخل إيران المحامية البارزة غيتي بورفاضل، والناشط الحقوقي الطلابي حشمت الله طبرزدي، وآية الله معصومي طهراني، ومخرج الأفلام الوثائقية محمد نوري زاد، وزعيم الجبهة الوطنية كوروش زعيم. كما وقع الخطاب مشاهير ونشطاء سياسيون خارج إيران، بمن فيهم ماري أبيك وداريوش وشهرة أغداشلو وبرويز صياد وسام رجبي.
وكانت صحيفة "فرهيختكان" الإيرانية قد أفادت أن الصين لم توقع بعد على اتفاقية الـ25 عاما المقررة بين طهران وبيكين، لعدم ثقتها بحكومة الرئيس حسن روحاني، وأنها تنتظر موافقة وتعهدا من قبل المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي. وقالت الصحيفة إن "الجانب الصيني لا يرى إرادة لدى حكومة روحاني لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ولذا توصل الصينيون إلى نتيجة مفادها أن العمل مع رأس النظام أفضل من الحكومة لتوقيع الاتفاقية طويلة الأمد".
شهدت محادثات جنيف الرامية للتوصل إلى هدنة بين أرمينيا وأذربيجان الجمعة إخفاقا جديدا في الاتفاق على وقف لإطلاق النار في إقليم ناغورنو قره باغ، المتنازع عليه، لكنهما اتفقتا على تدابير لتخفيف التوتر بما في ذلك التعهد بعدم استهداف المدنيين. وقال الوسطاء الفرنسيون والروس والأمريكيون المجتمعون في إطار "مجموعة مينسك"، في بيان صدر في وقت متأخر الجمعة، إنهم دعوا الطرفَين المتحاربين إلى تطبيق اتفاق سابق لوقف إطلاق النار. وأوضح البيان أن الطرفين اتفقا على "الامتناع عن تعمد استهداف السكان المدنيين أو الأهداف غير العسكرية" بما يتطابق مع القانون الإنساني الدولي. كذلك، وافق طرفَا النزاع على المشاركة بشكل نشط في عملية استعادة الرفات وتبادلها. ويتعين أيضا على البلدين الجارين أن يُقدما في غضون أسبوع لوائح بأسرى الحرب إلى الصليب الأحمر "من أجل إتاحة الوصول" إليهم، وتسهيلا لأي عملية "تبادل في المستقبل".
يذكر ان القوات الأذربيجانية باتت على قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مدينة شوشة الإستراتيجية في إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي المدعوم من أرمينيا. وفي فيديو نشره الرئيس الانفصالي للإقليم يوم الخميس، قال إن من يسيطر على المدينة يسيطر على الإقليم، وخصوصا أن المدينة تقع على مرتفع يطل على ستيباناكيرت عاصمة قره باغ. هذا واتهمت السلطات في ناغورني قره باغ القوات الأذربيجانية بشن قصف واسع النطاق على ستيباناكيرت التي سبق أن تعرضت لسقوط قذائف منذ عودة الاشتباكات. وقال المسؤول المحلي الرفيع أرتاك بيغلاريان إنّ "أذربيجان استهدفت المدينة لعدّة ساعات، وسقطت عشرات القذائف فيها"، مشيرا إلى "إصابة مدنيين".
افادت وزارة العدل السودانية إن السودان والولايات المتحدة وقعا اتفاقا يعيد للسودان حصانته السيادية. وذكرت الوزارة في بيان يوم السبت أن الاتفاق سيؤدي إلى تسوية القضايا المرفوعة ضد السودان في المحاكم الأميركية ومنها تفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، مشيرة إلى أن حكومة الخرطوم وافقت على دفع 335 مليون دولار للضحايا، بالإضافة إلى حوالي 72 مليون دولار تم دفعها بالفعل ، لتوزيعها على ضحايا الإرهاب.
على صعيد أزمة سدّ النهضة، تستأنف مصر وإثيوبيا والسودان الثلاثاء القادم مفاوضات، توسط فيها الاتحاد الأفريقي، بشأن قواعد ملء سد النهضة الإثيوبي وتشغيله، التي توقفت قبل شهرين، بسبب خلافات. يأتي هذا بعد أيام من تحذير الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من أن أزمة السد قد تؤدي إلى تحركات عسكرية. وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، وهو الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، إن استئناف المحادثات يظهر ثقة الدول الثلاث في المفاوضات التي يقودها الاتحاد. وأعلنت وزارة الري المصرية أنها ستشارك في الاجتماع، من أجل "إعادة إطلاق المفاوضات"، وهو ما أكده أيضا وزير المياه السوداني الذي أوضح أن "أساليب التفاوض السابقة يجب أن تتغير".
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) برنامج مرحلي مشترك لإنقاذ لبنان
27 تشرين الاول 2020
وقّع البرنامج المرحلي المشترك السيدات والسادة: احمد السنكري، احمد عياش، احمد الايوبي، احمد عياش، احمد فتفت، احمد فياض، ادمون رباط، الياس عطالله، امين بشير، انطوان اندراوس، انطوان قسيس، انطونيا الدويهي، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، ايمن جزيني، أشرف ريفي، بدر عبيد، بشير مراد، بهاء المجبل، بهجت سلامة، بطرس الخوري، تغريد بيضون، توفيق كسبار، جاد أخوي، جورج افتيموس، جوزف كرم، جوي لحود، جولي دكاش، جويل حويك، جيرار بريدي، حامد دقدوقي، حسان قطب، حسن عبود، حسين عز الدين، حسين عطايا، خالد الحسين، خليل الخليل، خليل طوبيا، دانيال زاخر، رامي فنج، رامي شلهوب، راوية حشمي، ربى كبارة، رضوان السيد، رلى موفق، رولا دندشلي، رودريك نوفل، رومانوس معوض، رويدة حمادة، ريما عريس ياغي، زياد عيتاني، زينة قره كلله سعيد، سام منسى، سامي حداد، سامي شمعون، ساندي شمعون، سليم المعوشي، سليم مزنر، سناء الجاك، سوزان سيرفي، سوزي زيادة، سولاف الحاج، سيرج بو غاريوس، شكري صادر، صلاح حركة، طانيوس شهوان، طلال خوجه، طوبيا عطالله، طوني حبيب، عبد القادر عسكر، عدنان علي مطر، عطالله وهبي، علي الشاهين، علي عز الدين، غريس كامل، غسان مغبغب، فادي انطوان كرم، فارس سعيد، فجر ياسين، فؤاد رحمة، كمال الذوقي، لويس معراوي، لينا تنير، لينا حمدان، ماجد كرم، مارون حتي، مجد بطرس حرب، محمد عبد الحميد بيضون، محمود سيف، مروان حمادة ، معين طالب، منى فياض، مياد حيدر، مهى بعقليني لورنس، نبيل يزبك، نتالي حنا، ندى سعيد، ندى صالح عنيد، نزار عبد القادر، نعمة محفوض، نوال المعوشي، نيللي عبود، هشام عليوان، هشام قطب، هلا ابو نادر قسيس، هناء جابر.
وورد إلى الخلوة أوراق سياسية كان من أبرزها ورقة حزب القوات اللبنانية مع ملاحظات، كما تلقى المجتمعون ورقة من الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون.
نص البرنامج:
أ- خطورة الخروج المتمادي عن الدستور واتفاق الطائف في مرحلةٍ يُعاد فيها رسم خرائط المنطقة وتتعيّن فيها الأحجام والأدوار السياسية والإقتصادية.
ب- خطورة الانقلاب على اتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من قبل اتجاهين أساسيين داخليين:
- حزب الله الذي يحاول تعديل الطائف لصالحه.
- التيار الوطني الحر الذي بنى أساساً شرعيته على رفض الطائف.
ج- مسألة العيش المشترك والشراكة السياسية في ظلّ تمرّد فريقٍ على العدالة اللبنانية والدولية.
د- تصويب النقاش حول مسألة الحياد أو التحييد بما لا يتناقض مع هوية لبنان وانتمائه.
هـ - مناقشة دور لبنان الاقتصادي والثقافي والتعليمي والاستشفائي والمصرفي... بهدف استعادة ميزاته التفاضلية في هذا المجال للخروج من عزلته العربية والدولية الراهنة.
اعتبر المؤتمرون أنفسهم أعضاء تأسيسيين في إطار مشترك وناشدوا المجتمع اللبناني الاطلاع على النص ومناقشته والتواصل مع الأعضاء المؤسسين عبر البريد الالكتروني للمركز اللبناني للبحوث والدراسات: [email protected]
وسيصدر عن المركز اللبناني للبحوث والدراسات ملفاً توثيقياً عن الخلوة.
2*) التيار العوني
27 تشرين الاول 2020
عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري الكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، ناقش في خلاله التطورات، واصدر بيانا، أكد فيه "اولوية الاصلاح وانقاذ الوضع المالي والاقتصادي وتنفيذ البرنامج الاصلاحي الوارد في المبادرة الفرنسية كجزء اولي من البرنامج الاصلاحي الشامل".
واذ شدد التكتل على "اولوية تشكيل الحكومة سريعا لهذه الغاية"، أكد التزامه الى "أقصى الدرجات في تسهيل ولادتها والتمسك بوحدة المعايير وعدالتها باتجاه كل الكتل والمكونات"، ولفت الى انه ينتظر "بإيجابية نتائج المشاورات الجارية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ليحدد كيفية التعاطي مع مسألة التشكيل"، مراهنا على "نجاح هذه المشاورات في احترام معايير الميثاقية والدستور وتولي وزراء قادرين على تنفيذ البرنامج الاصلاحي بسرعة، من خلال كفاءتهم ونزاهتهم وفاعليتهم وخبرتهم ومعرفتهم بشؤون الدولة وقطاعاتها".
ولفت التكتل الى أنه ناقش "مجموعة اقتراحات قوانين قام ويقوم باعدادها، وقد تقدم بمعظمها الى المجلس النيابي ويتابع مسار اقرارها في اللجان"، آملا "وصولها الى الهيئة العامة لإقرارها، ومن ابرزها تعديل الدستور لناحية تحديد المهل الزمنية لرئيس الجمهورية باجراء الاستشارات النيابية الملزمة وللرئيس المكلف بتأليف الحكومة، وكذلك قانوني الشفافية وكشف الحسابات والأملاك للقائمين بخدمة عامة، وقانوني السرية المصرفية والحوكمة المالية".
كما أكد التكتل اصراره على "اجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان كمنطلق لعملية الاصلاح ومكافحة الفساد، واي تقاعس في هذا الأمر يستوجب فضح المقصرين والممتنعين والمعرقلين وملاحقة من تقع عليه مسؤولية التعطيل وعدم تزويد شركة التدقيق بالمعلومات اللازمة. كذلك يعتزم التكتل التقدم سريعا بمشروع قانون بهذا المجال".
3*) نقابة المحامين
27 تشرين الاول 2020
أعلنت نقابة المحامين في بيروت ببيان، أن "ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السفير يان كوبيش زار دار النقابة، والتقى النقيب الدكتور ملحم خلف الذي أطلعه على أن نقابة المحامين في بيروت قد سبقت وتقدمت بشكوى جزائية في 6/8/2020، بقضية تفجير المرفأ، أمام حضرة المدعي العام التمييزي، التي أحيلت، مع كامل ملف التفجير، إلى المجلس العدلي، وعلى أن النقابة بصفتها الطرف الوحيد المتخذة صفة شخصية في القضية، تتابع التحقيقات وتؤازر المحقق العدلي في مهامه".
وأشار البيان الى أن "النقيب سلم كوبيش طلبا خطيا موجها الى الأمين العام للأُمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، موضوعه طلب نقابة المحامين الوصول الى المستندات والمعلومات الآتية:
أولا، كافة الصور التي التقطتها الأقمار الإصطناعية العائدة للدول الأعضاء يوم التفجير.
ثانيا، كافة المعلومات المتوافرة لدى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNIFIL) خاصة القوات البحرية المولجة بتطبيق القرار 1701 (2006)، في ما يخص دخول باخرة Rhosus، في تشرين الثاني 2013 الى المياه الأقليمية اللبنانية، محملة بـ 2750 طنا من الأمونيوم نيترات بصنف عسكري".
ولفت البيان الى أن "السفير كوبيتش وعد بإيصال طلب نقيب المحامين خلف الى الأمين العام غوتيريش في أسرع وقت، منوها بالدور الريادي الذي تقوم به النقابة سعيا للعدالة في قضية التفجير - الفاجعة لا سيما للمتضررين منه من خلال عمل خلية أزمة النقابة التي أضحى لديها أكثر من 1400 ملف عائدة لهؤلاء عن طريق تقديم الدعاوى الجزائية لهم تباعا أمام المجلس العدلي".
4*) كتلة حزب الله
28 تشرين الاول 2020
عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.
وتقدمت الكتلة في مستهل بيانها لمناسبة "الذكرى العطرة لمولد رسول الله محمد بن عبد الله ، خاتم الأنبياء والمرسلين، من المسلمين خصوصا ومن شعوب العالم عموما بأزكى وأطيب التبريكات والتهاني، بمولد من بعثه الله رحمة للعالمين، وأضاء برسالته ومنهجه حياتهم، وأتم بتعاليمه مكارم الأخلاق والقيم، التي تعهد الأنبياء والرسل على مدى التاريخ البشري تأصيلها وتمتين جذورها في النفس الإنسانية، ليفوح منها السلوك الفردي والاجتماعي اللائق، الذي يعطي للحياة معناها وللمجتمعات قواعد تماسكها ورقيها، حتى يحق القول أن ما من أمة أو شعب من الشعوب أو جماعة من الجماعات نبذت هذه القيم وراء ظهرها إلا وكان مصيرها الخيبة والضمور والتخلف".
أضاف البيان :"ان تعمد الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وآله، فضلا عن كونه يفصح عن نية خبيثة ومعادية، فإنه ينطوي على إقرار عملي بقوة حضور وعظمة هذا النبي وفعالية قيمه ورسالته في حياة البشرية رغم مضي أكثر من أربعة عشر قرنا على وفاته (ص)، كما يكشف عن مدى التصحر الأخلاقي والقيمي الذي تعانيه اليوم جماعات ودول وقيادات تسيء أصلا إلى حرية التعبير المدعاة حين تقمع الآخرين وتمنعهم من التعبير عن قناعاتهم واعتقاداتهم".
وتابع البيان : في الشأن الإقليمي ينكشف مخطط التحلل الأمريكي من كل مشاريع التسويات الوهمية للصراع العربي الصهيوني ويظهر بوضوح أن وظيفة تلك المشاريع لم تكن إلا التمهيد النفسي لبلوغ مرحلة التطبيع الذي انزلقت إليه أنظمة خليجية وانساقت إليه أنظمة عربية في اتجاه سير مغاير تماما لتاريخ شعوبها ومواقفها النضالية.
أما محليا، فالتحدي الراهن يكمن في نجاح الرئيس المكلف بإنجاز تشكيل الحكومة المؤهلة فعلاً للقيام بالإصلاحات المتفاهم عليها وإعادة تأهيل الوضع المعيشي والنقدي والمالي والاقتصادي في البلاد وإعمار ما دمره الانفجار في مرفأ بيروت، واستعادة ثقة المواطنين والتصدي لمعوقات الإنتاج والنمو في البلاد.
لقد ناقشت الكتلة هذه المواضيع المدرجة على جدول أعمال جلستها وخلصت إلى ما يأتي:
1- تدين الكتلة بشدة الإساءة المتعمدة لرسول الله محمد (ص)، وتشجب كل التبريرات لهذا السلوك العدواني، وترفض بشكل قاطع الموقف الرسمي الفرنسي الذي يغطي ويشجع على التمادي بمثل هذه الإساءة الكاشفة عن مشاعر حقد وعنصرية وكراهية وعدوانية تحظى برعاية وحماية منظّمة.
إن ما يعبر عن صدقية الالتزام بحرية التعبير هو منع التعدي على قناعات ومعتقدات وآراء الآخرين، وإلا يصبح التبرير لخطايا البعض واعتداءاتهم على ما يؤمن به الآخرون، شراكة في الخطيئة والاعتداء.
2- تشارك الكتلة، غالبية اللبنانيين تطلعهم نحو تأليف حكومة بأسرع وقت ممكن، تكون قادرة على النهوض بأعباء المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد راهنا، والتي تتطلب تعاونا كاملا وشاملا، وترفعا صادقا عن الأنانيات والمصالح الشخصية والفئوية لحساب مصلحة لبنان واللبنانيين.
إن تفاقم الأعباء المعيشية وشكاوى المواطنين المتعددة النواحي، الصحية والغذائية والخدماتيّة... يؤكد ضرورة أن تحظى البلاد بحكومة تؤدي واجب الاستجابة السريعة لمطالب اللبنانيين وتطلعاتهم.
3- تجدد الكتلة رهانها الواثق على المقاومة وقدرتها وفعاليتها في التصدي لعدوانية الكيان الصهيوني وللهدف الذي يسعى إليه من وراء إجراء مناوراته الأمنية والعسكرية الموجهة بشكل معلن وواضح ضد لبنان وشعبه المقاوم.
وفي الوقت نفسه تحيي الكتلة الوقفة الأبية للأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الإسرائيلي والتي تجسد قضية الأسير ماهر الأخرس اليوم نموذجا معبرا عن شجاعة الشعب الفلسطيني وبطولاته التي ستفضي، بإذن الله، إلى تحقيق أهدافه الوطنية بشكلٍ كامل مهما طال الزمن وأيا تكن الصعوبات والتضحيات.
4 - تدين الكتلة السقوط المخزي للسلطة الحاكمة في السودان، وارتكاسها في هاوية التطبيع مع العدو الصهيوني الذي لطالما سعى لتقسيم السودان وإثارة الفتن فيه ومنعه من امتلاك وسائل التطوير ليبقى رازحا تحت أعباء العوز والتخلف في محاولات متواصلة منه لتطويع إرادة الشعب السوداني ونضال شرائحه الخيرة والأحزاب والشخصيات السودانيّة الحرة الرافضة لمصالحة العدو الصهيوني وتطبيع العلاقات معه".
5*) كلمة حسن نصرالله
30 تشرين الاول 2020
قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف إن “حادثة مدينة نيس يدينها المسلمون بشدة من كل مواقعهم المختلفة في فرنسا واوروبا وفي كل مكان وهذه الحادثة يرفضها الاسلام ولا يجوز ان يحسبها احد على الاسلام الذي يحرم قتل او ايذاء الابرياء ، وكل حادثة مشابهة او تأتي دائما بالنسبة الينا كمسلمين هي مرفوضة ومدانة في اي مكان وقعت وايا كان المستهدف”، واضاف “لا يجوز للسلطات الفرنسية او غيرها ان تحمل مسؤولية جريمة ارتكبها شخص محدد لدين كامل او لاتباع هذا الدين، اذا كان مرتكب الجريمة مسلما فلا يجوز لاحد ان يحمل الاسلام والمسلمين مسؤولية هذه الجريمة”، واكد ان “هذا التصرف غير قانوني وغير اخلاقي لان من يرتكب الجريمة يتحمل هو المسؤولية”.
وأضاف السيد نصر الله في كلمة بمناسبة ولادة الرسول محمد(ص) مساء الجمعة “عندما يتهم الرئيس الفرنسي الاسلام ويتحدث عن الارهاب الاسلامي، من يرتكب جريمة هو مجرم وليس الدين كله، اليوم الولايات المتحدة الاميركية ترتكب جرائم في كل انحاء العالم هل يخرج احد يقول ان هذا الارهاب الاميركي هو ارهاب مسيحي باعتبار او رئيس اميركا او غالبية الشعب من المسيحيين”، وتابع “نفس الامر ما فعلته فرنسا سابقا بالجزائر وما فعله غيرهم في ليبيا وغيرها من بلدان المنطقة، هل خرج احد وحمل المسؤولية للدين المسيحي او المسيحيين او السيد المسيح؟”، واوضح انه “لا شيء اسمه ارهاب اسلامي او فاشية اسلامية ومن يرتكب الجريمة هو المجرم”.
واشار السيد نصر الله الى ان “الفكر التكفيري الارهابي في منطقتنا حمته الدول الغربية واستخدام هذا النوع من الجماعات يجب ان يتوقف”، وتابع “المسألة بدات عندما قامت تلك المجلة الخبيثة بنشر رسوم مسيئة لنبي الاسلام وخرجت الاعتراضات ثم تطورت الى احداث مثل قتل المعلم الفرنسي”، واضاف “بدل ان تبادر السلطات الفرنسية لمعالجة الموضوع اعلنت حربا من هذا النوع واخذها العناد وان هذه حرية تعبير واننا سنكمل بالرسوم الساخرة وذلك من رأس الهرم”.
وقال السيد نصر الله “عندما تصر السلطات الفرنسية على الرسوم المسيئة للرسول(ص)، فماذا تقولون للمسلمين؟”، وتابع “هم يدعون انها حرية تعبير، وفلو كان هذا هو الامر في فرنسا او اوروبا لكنا بحثا عن حل من زاوية اخرى، لانه يجب ان تقنعوا المسلمين ان هذا الإدعاء صادق لان لدينا الكثير من الشواهد في فرنسا واوروبا لممارسات رسمية تمنع وتقمع حرية التعبير وفي امور اقل حساسية من موضوع الاساءة للرسول”، ولفت الى انه “عندما يمس الامر باسرائيل فهنا تقف حرية التعبير لكن هذه الحرية تبقى مطلقة عندما تمس غيرهم”، ورأى ان “حرية التعبير في فرنسا واوروبا ليست مطلقة بل مقيدة بكثير من القيود”.
ووجه السيد نصر الله كلمة للسلطات الفرنسية، حيث قال “لا احد يفتش عن عداوات ومعارك جديدة ويجب ان تفكروا بمعالجة هذه الخطيئة التي تم ارتكابها ومعالجة الخطأ ليست خضوعا للارهاب”، واضاف “كونوا منصفين وعادلين والاساءة لكرامة نبينا لا يمكن ان يقبل بها مسلم وحتى الانظمة السياسية لا تستطيع امام شعوبها ان تغطي مسا بنبي هذه الشعوب”، وتابع “اسحبوا الذرائع وعالجوا اساس المشكلة ولا تسمحوا باستمرار هذه السخرية وهذا الانتهاك”.
ودعا السيد نصر الله “لاعتماد ما طرحه شيخ الازهر او شي قريب له عبر تجريم المس بمقدسات الامم او الاديان من خلال اعتماد تشريع عالمي ويوجد مخرجا لكل الحكومات في العالم التي تدعي وتتحدث عن حرية التعبير المطلقة”، وتابع “لا يجوز ان ندفع العالم وخصوصا الامة الاسلامية والدول الاوروبية نتيجة ادعاءات غير واقعية وغير صحيحة، بل على الجميع التعاون لمعالجة هذا الملف”.
وعن الحشود التي نزلت دفاعا عن رسول الله في اليمن، قال السيد نصر الله “بالرغم من الحصار والحرب والعدوان والاوبئة والامراض نجد هذه الجماهير الحاشدة للاحتفال بمولد الرسول والدفاع عن هذا النبي العظيم، للتعبير عن عمق ايمانهم وحبهم للرسول واستعدادهم للدفاع عن شرف الرسول”، وسأل “أليس في هذا دلالة ورسالة قوية يجب على الجميع التوقف عندها، على المسلمين في العالم التوقف عند هذه الرسالة”، وتابع “يقف هؤلاء لساعات يرددون الهتافات ويستمعون لقائدهم السيد العزيز عبد الملك الحوثي ويؤكدون التزامهم بالقضية الفلسطينية ودفاعهم عن الشعب الفلسطيني بمقابل المترفين والمرفهين الذين لم يدخلوا حربا مع العدو الاسرائيلي بل يسارعون للتخلي عن فلسطين والتطبيع مع العدوط، وتساءل “أليست هذه حجة إلهية شرعية جديدة؟ بينما الشعب اليمني يحتاج من يدافع عنه ويقف الى جانبه بمواجهة العدوان”. وحول الحشود التي نزلت دفاعا عن رسول الله في اليمن، قال السيد نصر الله “بالرغم من الحصار والحرب والعدوان والاوبئة والامراض نجد هذه الجماهير الحاشدة للاحتفال بمولد الرسول والدفاع عن هذا النبي العظيم، للتعبير عن عمق ايمانهم وحبهم للرسول واستعدادهم للدفاع عن شرف الرسول”.
وسأل السيد نصر الله “أليس في هذا دلالة ورسالة قوية يجب على الجميع التوقف عندها، على المسلمين في العالم التوقف عند هذه الرسالة”، وتابع “يقف هؤلاء لساعات يرددون الهتافات ويستمعون لقائدهم السيد العزيز عبد الملك الحوثي ويؤكدون التزامهم بالقضية الفلسطينية ودفاعهم عن الشعب الفلسطيني بمقابل المترفين والمرفهين الذين لم يدخلوا حربا مع العدو الاسرائيلي بل يسارعون للتخلي عن فلسطين والتطبيع مع العدوط، وتساءل “أليست هذه حجة إلهية شرعية جديدة؟ بينما الشعب اليمني يحتاج من يدافع عنه ويقف الى جانبه بمواجهة العدوان”، وأكد “يجب على من يؤيد العدوان السعودي الاميركي الاماراتي السوداني على اليمن ان يعيد حساباته ويتراجع فورا عن ذلك”.
وعن تأليف الحكومة، قال السيد نصر الله “نأمل ان يتمكن الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية من تشكيل حكومة بأسرع وقت”، وتابع “معطياتنا ان الامور ايجابية ومعقولة”، واكد “من جهتنا سنتعاون وسنسهل بقدر ما نستطيع وهناك الكثير مما ينقل في بعض وسائل الاعلام غير صحيح”، واضاف “الآن الوقت ليس للتناقضات بل للتعاون والانفتاح ما أمكن للوصول الى تشكيل حكومة”.
وعن ارتفاع الارقام بالاصابات بوباء كورونا، قال السيد نصر الله “وصلنا الى اعتاب الالفين اصابة يوميا وكل المستشفيات تصرخ واعداد الوفيات ترتفع يوما بعد يوم”، وتابع “تساهل بعض الناس بمسألة كورونا غير شرعي وهو حرام وهذه مسؤولية انسانية ترتبط بالجميع سواء بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والتعقيم”، واضاف “يمكن التعايش من خلال الالتزام بالضوابط وإلا فإننا سنذهب الى واقع خطير جدا”.
من جهة ثانية، بارك السيد نصر الله للمسلمين في العالم وللشعب اللبناني وللجميع ذكرى ولادة الرسول الاعظم محمد بن عبد الله(ص) وولادة الامام جعفر الصادق(ع).
وقال السيد نصر الله “ولد النبي محمد فيما يعرف بعام الفيل، هذه الولادة المباركة كانت المقدمة الطبيعية لاعلان الرسالة الالهية الخاتمة حيث لا تبديل ولا تعديل بعدها”، وتابع “كانت المقدمة الطبيعية لولادة حياة انسانية حقيقية تخرج من الظلمات الى النور، كلنا يعرف ان للانبياء والرسل معجزاتهم وإنجازاتهم التي شهدتها عصورهم والاجيال التي عاصرتهم، وقد نقلت الينا عبر الكتب والقرآن الكريم”.
واضاف السيد نصر الله “كان للرسول محمد معجزات متنوعة شاهدها الناس في زمانه كما هو حال الانبياء السابقين، ولكن لرسول الله محمد معجزة خالدة الى يوم القيامة تشهدها كل الاجيال في كل الازمنة والامكنة، هذه المعجزة هي القرآن الكريم الذي ما زال محفوظا بكلماتع وآياته دون اي تحريف او تزوير او تعديل منذ اكثر 1450 سنة”، وتابع “على الرغم من وجود الدواعي المختلفة لتزويره وتحريفه او تعديله، إن بقاء هذا الكتاب المقدس محفوظا هو بحد ذاته معجزة وهو تحقيق للوعد الالهي (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “هذا النبي العظيم يحمل له جميع المسلمين من الحب والعشق والتقدير والاحترام والتقديس ما لا يحملونه لبشري آخر مع محبتهم لكل الانبياء والاوصياء”، وتابع “للمسلمين حب خاص لهذا الرجل العظيم”، واوضح “قد يختلف المسلمون فيما بينهم في مسائل كثيرة فقهية او سياسية وغيرها، لكن هناك نقاط ومسائل اجماعية لم يخرج عنها المسلمون طوال التاريخ من هذه النقاط هي ايمانهم حبهم لمحمد(ص) وانه سيد المرسلين وانه افضل الخلق والانسان الاكمل والاعظم واقرب المخلوقات لله تعالى واعزهم عنده”، واضاف “مع هذا الايمان يخالط حبه ايمانهم وقلوبهم وهو ليس ايمانا معرفيا او فلسفيا فقط وانما هناك علاقة روحية مميزة مع الرسول، وهم يعظمونه ويرون مكانته المميزة في الاخرة ولذلك لا يمكن للمسلكين ان يتحملوا اي اساءة او اهانة تتوجه لهذا الرسول العظيم ويرون الدفاع عنه اولوية تتقدم على اي امر آخر ولا يسعهم السكوت عنه ويتصرفون مع اي سلوك او اساءة للرسول الاعظم بطريقة مختلفة”.
6*) سينودس الكنيسة المارونية
31 تشرين الاول 2020
اختتم سينودس الكنيسة المارونية الذي انعقد في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار، أعماله ظهر اليوم، وصدر عنه بيان ختامي تلاه راعي ابرشية البترون المطران منير خيرالله وجاء فيه:
"بدعوة من الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، اجتمع مطارنة الكنيسة المارونية في الكرسي البطريركي في بكركي للمشاركة في الرياضة الروحية السنوية وفي أعمال السينودس المقدس. وتوافدوا من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار حاملين معهم هموم أبنائهم وشجونهم وانتظاراتهم وتطلعاتهم. وقد اعتذر عدد قليل منهم بسبب تفشي وباء كورونا في بلدان العالم كافة.
شاركوا في مرحلة أولى، من 21 إلى 24 تشرين الأول 2020، في الرياضة الروحية التي ألقى عظاتها المرسل اللبناني الأب مالك أبو طانوس في موضوع "ثورة التطويبات" تأمل فيها بدور "الأسقف زارع السعادة والرجاء، الأسقف الفقير ومحب الفقراء، الأسقف خادم الرحمة، ومشبع الجياع إلى الحق، وشاهد وداعة وصانع سلام، والثابت في الشدائد والاضطهادات".
وفي مرحلة ثانية، من 26 إلى 31 تشرين الأول 2020، استمعوا إلى الراعي في كلمة افتتاحية استعرض فيها جدول أعمال السينودس المقدس، وشدد على "أننا في السينودس نعمل بروح ونهج مجمعيين نناقش المواضيع التي تهم كنيستنا وشعبنا في الظروف الراهنة ونواصل معا عمل الرب يسوع بانتخاب رعاة وفق قلب الله، أساقفة خلفاء الرسل للقيام بخدمة التعليم والتقديس والتدبير".
ثم تدارسوا شؤونا كنسية وراعوية واجتماعية ووطنية وناقشوها بروح الأخوة والمحبة والانفتاح. واتخذوا التدابير الكنسية المناسبة.
وفي ختام المجمع، أصدروا البيان الآتي:
أولا: في الشأن الكنسي
أ- الإصلاح الليتورجي.
2- اطلع الآباء على أعمال اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية التي قدم رئيسها تقريرا عن أعمالها وعن الكتب المطبوعة ومنها كتاب الإرشادات الطقسية، وعن الكتب الجاهزة للطباعة والاختبار، ومنها كتاب قراءات العهد القديم للقداس في الآحاد والأعياد وكتاب جناز الأحبار والكهنة والشمامسة. وعرض المشاريع المستقبلية، ومنها كتاب صلوات الأزمنة الطقسية (الفرض)، ورتب سيامة الدرجات الصغرى والشماسية، وترجمات الكتب الليتورجية، وكتاب التبريكات وبعض الرتب الخاصة.
توقف الآباء في مناقشاتهم عند بعض الإشكاليات المطروحة في التجديد الليتورجي، ومنها إشكالية التوفيق بين التقليد والتحديث، وبين التراث والتأوين، لكي تحاكي ليتورجيتنا عالم اليوم بحقيقتها ورموزها وتطال الشبيبة التي تحتاج إلى العودة إلى ينابيع روحية ورعوية لكي تتمكن من أن تواجه تحديات ثقافية وإيديولوجية.
وكذلك إشكالية الترجمات التي تنطلق من الأصل السرياني، وبخاصة لأبرشيات الانتشار، حيث أبناؤنا لا يفهمون العربية ويجب التواصل معهم بلغاتهم الجديدة.
واتخذ الآباء القرار بمراجعة دقيقة لكتاب الإرشادات الطقسية وكل الكتب الليتورجية والرتب، قبل إطلاقها، ووضعها في الإختبار في بعض الجماعات والرعايا النموذجية على أن ترافقها لجنة خاصة تتولى شرح المضمون للناس بطريقة تلامسهم وتستمع إلى آرائهم.
ب - التنشئة الكهنوتية
3- اطلع الآباء على تقارير المدارس الاكليريكية المولجة تنشئة كهنة الغد. ورحبوا بمشروع افتتاح اكليريكية مار مارون في سيدني أستراليا في السنة 2021. وهو مشروع جديد ورائد لقارة أوقيانيا حيث يتكاثر ويتعاظم الحضور الماروني كنسيا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا. ثم اطلعوا على تقرير إكليريكية سيدة لبنان واشنطن الذي يشدد على برامج التنشئة وعلى التعمق في الروحانية المارونية والليتورجيا واللغة السريانية المعبرة عن هوية الكنيسة المارونية.
ثم على تقرير اكليريكية مار أنطونيوس البادواني كرمسده الذي يشدد على برنامج التنشئة في كل محاورها والإنفتاح على الخبرات الرعائية.
ثم على التقرير المفصل عن الاكليريكية البطريركية المارونية في غزير التي تستقبل معظم الطلاب الاكليريكيين الموارنة. وتوقف التقرير عند التحديات المستقبلية، وهي: إغناء فريق الكهنة المنشئين، الانفتاح على واقع الشبيبة في عالم اليوم، التواصل والتنسيق مع كلية اللاهوت الحبرية، والتعاون مع الأبرشيات من أجل التكامل في العملية التربوية.
واستمعوا أخيرا إلى تقرير عن المعهد الحبري الماروني في روما حيث يتابع عدد من كهنتنا دروس التخصص في المجالات التي تحتاج إليها كنيستنا وأبرشياتنا.
شكر الآباء الله على نعمة الدعوات الكهنوتية والرهبانية في كنيستهم وأوصوا بمتابعة الجهود في سبيل إعداد كهنة يلبون حاجات الكنيسة المارونية المنتشرة في العالم ودعوتها ورسالتها في الكنيسة الجامعة.
ج - الشؤون القانونية وخدمة العدالة.
4- استمع الآباء إلى تقارير خدمة العدالة في المحاكم الكنسية التي تأثر عملها بسبب الإقفال القسري والمتكرر جراء تفشي وباء كورونا.
وقدروا الجهود التي يقوم بها القيمون على المحاكم من أجل تطوير سير العمل فيها بغية تسريع إصدار الأحكام وتخفيض الأعباء على المتقاضين. وقد اعتمدت طريقة جديدة هذه السنة تقضي بقيام جلسات المذاكرة عن بعد، ما سهل التعامل مع الدعاوى وتسريع إصدار الأحكام فيها. وتزايد بشكل كبير الطلب من المتقاضين للحصول على الحسومات على رسوم الدعاوى نظرا إلى الأوضاع المالية والاقتصادية المتدهورة.
وأثنى الآباء على الجهود المضاعفة التي تبذلها الأبرشيات والمحكمة ومكتب راعوية الزواج والعائلة ومكتب راعوية المرأة واللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في شأن المصالحات الزوجية ومراكز الإصغاء والمرافقة والاعداد للزواج.
ثانيا: في الشأن الرعوي
أ - أوضاع الأبرشيات في النطاق البطريركي
5- استعرض الآباء أوضاع الأبرشيات، مبتدئين بالأبرشيات التي تحتاج إلى انتخاب مطارنة، وأوضاع سائر الأبرشيات في لبنان، وبخاصة أبرشية بيروت بعد الكارثة التي حلت بها على إثر إنفجار المرفأ في 4 آب. وقدروا حملة التضامن الواسعة التي برزت، من كل المناطق وبلدان الإنتشار ومن الشبيبة بنوع خاص، وأسفوا لغياب الدولة ومؤسساتها عن القيام بواجباتها. وتوقفوا عند الرسالة التي تحملها وعند الحاجات المتزايدة التي يواجهها أبناؤهم في ظل الأزمات المتراكمة والخانقة والتي ضاعفت حالة الفقر والبطالة وطلب الشباب إلى الهجرة، والوضع المتردي الذي يعيشه لبنان وبلدان المنطقة والتي لا تزال تدعو إلى القلق إزاء عملية السلام في ضوء النزاعات الإقليمية والدولية وتداعياتها الإقتصادية والإجتماعية.
أثنى الآباء على ما يقوم به مطارنة هذه الأبرشيات بالتعاون مع كهنة الرعايا والعلمانيين من سعي إلى تقديم المساعدات الاجتماعية والانسانية لتثبيت أبنائهم في أرضهم وتشجيعهم على استعادة الثقة وبناء مستقبلهم في أوطانهم. وتقدموا بالشكر من الأبرشيّات المارونيّة في الإنتشار، ومن كلّ المؤسسات العالمية، الكنسية والمدنية، التي تقدم المساعدات لدعمهم في رسالتهم.
ب - أوضاع أبرشيات الإنتشار
6- تداول الآباء كذلك في أوضاع أبرشيات الانتشار وتقدمها ونموها وحاجات بعضها. وتوقفوا بنوع خاص عند إكسرخوسية كولومبيا والبيرو والأكوادور. وأكدوا أن الحاجة إلى كهنة يخدمون الرسالات في هذه البلدان لا تزال ملحة لجمع أبناء الكنيسة المارونية المنتشرين فيها. وكذلك الحاجة إلى الدعم المادي من أجل إنشاء البنى الأساسية للخدمات الراعوية الضرورية.
وأوصى الآباء من جديد أن تضع الأبرشيات والرهبانيات في لبنان في سلم أولوياتها تنشئة إرسالية لكهنتها ومكرسيها وإرسالهم للخدمة في بلدان الانتشار، وأن تعمل على تقديم المساعدات المادية للأبرشيات الناشئة.
ثالثا: في الشأن الاجتماعي وخدمة المحبة
7- استعرض الآباء الأوضاع المتردية في لبنان جراء الأزمات المتراكمة الإقتصادية والنقدية والإجتماعية والمعيشية السائدة، خاصة منذ إنطلاق الثورة الشعبية في 17 تشرين الأول 2019، وتفاقم بسبب وباء كورونا، وتردت للغاية بعد إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي. فبات أكثر من نصف الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر، ومعدل البطالة تعدى الخمسين في المائة.
ثم تداولوا في الحالة المعيشية المتدهورة التي وصل إليها أبناؤهم وبناتهم في لبنان وبلدان المنطقة وهم واقفون إلى جانبهم يقدمون المساعدات الممكنة عبر أبرشياتهم ومؤسساتهم الكنسية المختصة والمدارس والجامعات والمستشفيات والمستوصفات والمراكز المتخصصة للمسنين والأطفال والأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين.
8- أثنى الآباء على المبادرات التي تقوم بها عمليا البطريركية وأبرشياتهم ورهبنياتهم بالتعاون مع اللجنة البطريركية العليا للاغاثة، والمؤسسة البطريركية العالمية للانماء الشامل، والمؤسسة البطريركية للانتشار ومؤسسة "سوليداريتي"، ورابطة كاريتاس لبنان وجمعية مار منصور، وغيرها من المؤسسات الكنسية المسيحية وجمعيات المجتمع المدني.
ومن أهم هذه المبادرات:
- العمل على تأمين منح مدرسية لأكثر من خمسة آلاف تلميذ.
- تأمين حصص غذائية لأكثر من خمسة وعشرين ألف عائلة شهريا في كل المناطق اللبنانية.
- تأمين أدوية ومساعدات إستشفائيّة لأكثر من خمسة آلاف مريض.
- الإسهام في ترميم ثلاثة آلاف شقة في الأحياء المنكوبة من بيروت
- تأمين برامج تمكين وتدريب لآلاف الشباب في القطاع الزراعي والمهني في كل المناطق اللبنانية.
9- عبر الآباء من جديد عن تضامنهم مع إخوتهم أبناء بيروت وجميع اللبنانيين، وبخاصة المتضررين منهم والمجروحين والمتألمين والمشردين، وعن قربهم منهم ومحبتهم وأخوتهم الإنسانية.
وأعربوا عن شكرهم للدول الصديقة، وبخاصة فرنسا، والمنظمات العالمية الكنسية والمدنية، وبخاصة "مؤسسة الشرق" و"الكنيسة المتألمة" وسواها، على تبرعاتهم السخية لمساندة إخوتهم في كنائس الشرق وفي لبنان بنوع خاص.
10- تداول الآباء في وضع المدارس الخاصة، لا سيما الكاثوليكية منها، التي تعاني من الأزمة المتفاقمة ومن عدم القدرة على دفع المستحقات للهيئات التعليمية والموظفين، ومن صعوبة الأهل في تسديد الأقساط المدرسية.
لذا يجدد الآباء مطالبتهم الملحة الدولة لتسديد مستحقات المدارس في أسرع وقت ممكن. ويشكرون المؤسسات الكنسية والمدنية، العالمية والمحلية، على الإسهامات التي تقدمها للمساعدة في استمرار المدارس للقيام بدورها الثقافي والإجتماعي والوطني الرائد، ويطلقون النداء إلى أصحاب النيات الطيبة والأصدقاء من أجل دعم المدارس، لاسيما المتعثرة منها، بتأمين منح مدرسية للتلامذة المحتاجين.
رابعا - في الشأن الوطني
11- بعد تكليف رئيس جديد للحكومة، ينتظر منه الآباء والشعب، كما من رئيس الجمهورية، الإسراع في تأليف حكومة إنقاذية بعيدة عن الإنتماءات السياسية والحزبية وآفة المحاصصة، مع ضرورة منحها الصلاحيات اللازمة لكي تتمكن من إجراء الإصلاحات المنشودة ومكافحة تفشي الفساد، والعمل على إستقلالية القضاء، وإطلاق النمو الإقتصادي، وإعادة تكوين السلطة في مسار دستوري ديمقراطي سلمي وسليم.
وفي إعادة تكوين السلطة، يأمل الآباء بروز أشخاص يتصفون بالنزاهة والشفافية والإختصاص والتكرس لخدمة الشأن العام ويحملون هم بناء السلام لتحمل المسؤوليات الوطنية والسياسية.
12- لا يمكن أن يسكت الآباء عن تقصير الدولة اللبنانية في مؤسساتها الرسمية من وزارات وإدارات معنية وبلدية بيروت في التعامل مع تداعيات إنفجار مرفأ بيروت الإجرامي، وقد مر عليه ثلاثة أشهر، وخلف الدمار والضحايا والتشريد.
أولا: من حيث التباطؤ في التحقيق وكشف الأسباب والفاعلين الحقيقيين وراء هذه الفاجعة، ومحاكمتهم.
ثانيا: من حيث التعويض على عائلات الشهداء والمصابين بما يحق لها، والإسراع في صرف الأموال اللازمة لترميم الأبنية والوحدات السكنية التي يفوق عددها الستين ألفا حتى لا تفرغ بيروت ممن قدموا الغالي وعلى مدى سنوات للمحافظة على وجهها المميز في لبنان الرسالة. كما يطالب الآباء الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية القيام بما يلزم حتى لا تتكرر المأساة الجريمة فتصيب أبرياء آخرين من مناطق أخرى في لبنان.
13- يؤكد الآباء على موقف الراعي في إعلان تحييد لبنان تحييدا ناشطا، قناعة منهم أن حياد لبنان هو ضمان وحدته وتموضعه التاريخي في هذه المرحلة المليئة بالتغييرات الجغرافية. وحياد لبنان هو قوته وضمانة دوره في استقرار المنطقة، ويثبت لبنان في دوره السياسي والثقافي والرسالي في الشرق والغرب. ويرى الآباء أن الحياد الناشط يعطي أولوية للشراكة الوطنية الحقيقية ويبعد عن لبنان استقواء أي فريق داخلي بالخارج لتنفيذ أجندات وسياسات لا تتناسب ومصلحة اللبنانيين وسيادة لبنان. ويعلنون عن عزمهم العمل الدؤوب مع شركائهم في الوطن على بناء دولة حديثة تكون في خدمة الانسان، دولة وطنية جامعة، دولة مدنية ديمقراطية حديثة، دولة قانون وعدالة، دولة مشاركة، دولة إنمائية تعتمد اللامركزية الإدارية الموسعة، دولة تطبق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني نصا وروحا.
خامسا: التدابير الكنسية والراعوية
14- إتخذ الآباء التدابير التالية:
1) إنتخاب رئيس أساقفة قبرص المطران يوسف سويف مطرانا لأبرشية طرابلس خلفا لرئيس أساقفتها المطران جورج بو جوده الذي بلغ السن القانونية.
2) انتخاب النائب العام لأبرشية صور الخوراسقف شربل عبدالله مطرانا لها خلفا المطران شكرالله نبيل الحاج الذي بلغ السن القانونية.
3) إنتخاب المطران مارون العمار، مشرفا على توزيع العدالة في محاكمنا المارونية داخل النطاق البطريركي، وفي الوقت عينه رئيسا لمحكمة سينودس أساقفة كنيستنا المارونية: وانتخاب المطرانين جوزف معوض والياس نصار عضوين في هذه المحكمة.
4) إنتخاب المطارنة يوسف سويف، مارون العمار، وبولس عبد الساتر أعضاء في لجنة النظر في حدود الأبرشيات وتكوين اكسرخوسيات أو أبرشيات جديدة في النطاق البطريركي وبلدان الإنتشار.
5) إنتخاب المطارنة عبدالله الياس زيدان، انطوان عوكر وبولس الصياح أعضاء في إدارة صندوق المطارنة المتقاعدين.
15- في الختام، يتوجه الآباء إلى أبنائهم أينما وجدوا بالدعوة إلى سماع صوت الروح القدس يتكلم فيهم ليكونوا خميرة في مجتمعاتهم ونورا للعالم. ويلتزمون بأن يعيشوا معهم إيمانهم ورجاءهم بالمسيح القائم من الموت والشهادة بفرح في حياتهم اليومية حاملين رجاء جديدا إلى شبابنا والأجيال الطالعة.
كما أنهم يحثون أبناءهم على التمسك بتراث كنيستهم وآبائهم وأجدادهم ويشاركونهم الصلاة والإبتهال إلى الله بشفاعة والدة الإله مريم العذراء والقديسين شفعائنا من أجل هداية المسؤولين في العالم للعمل على إيقاف الحروب في الشرق الأوسط والعالم وإحلال السلام العادل والشامل والدائم ونشر الأخوة الإنسانية وعودة جميع النازحين والمهجرين والمخطوفين إلى أرضهم وأوطانهم".
7*) عظة البطريرك بعد السينودس
31 تشرين الاول 2020
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اختتام أعمال سينودس الكنيسة المارونية في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وبولس الصياح، بمشاركة أساقفة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "رجل رب بيت نصب كرما" (متى 21: 33). قال فيها: "
إن هذين الأسبوعين اللذين قضيناهما معا، كانا في الحقيقة تعبئة روحية وكنسية وراعوية واجتماعية، لكي نفيض منها على النفوس الموكولة إلى عنايتنا.
8*) عظة الاحد
1 تشرين الثاني 2020
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس أحد تقديس البيعة في بكركي، عاونه المطارنة حنا علوان، غريغوري منصور وجوزف طوبجي. وألقى عظة بعنوان: "على هذه الصخرة أبني كنيستي"، جاء فيها: "
1.على صخرة إيمان بطرس بنى يسوع كنيسته، فهو يشبه الكنيسة بمبنى قائم على الصخرة. لذلك تبقى ثابتة مدى الدهر، لأن حجر زاويتها هو المسيح نفسه.
تفتتح الكنيسة في هذا الأحد الأول من تشرين الثاني السنة الطقسية، التي فيها تدور الكنيسة على مدى سنة حول شمسها ومصدر قوتها وحيويتها ونورها، يسوع المسيح، تماما كما تدور الأرض حول الشمس سنة كاملة، وتستمد منها النور والحرارة والحيوية. وكما أنه لا يستطيع أي كائن حي من إنسان وحيوان ونبات أن يعيش من دون الشمس وحرارتها ونورها، كذلك لا يستطيع أي مؤمن ومؤمنة أن يعيشا من دون كلام المسيح ونعمته.
في قيصرية فيليبس جرى حوار يسوع مع تلاميذه. والمكان موحٍ، ومن الرموز أخذت المعاني والكلمات التي صاغت الحوار: "القيصرية" هي المدينة التي بناها هيرودس فيليبس لإبنه إكرامًا للقيصر أغسطس الذي كان يلقب يالإلهي. بناها على سفح جبل حرمون من الجهة الشمالية الجنوبية حيث ينبع نهر الأردن، وعلى هذا السفح بنى قصرًا لإبنه محاطًا بصخور شاهقة. وفي هذا المكان عينه كان الرومان يكرمون إله الحقول المعروف بإسم Pan، ومنه إشتق إسم بانياس اليوم. وكانت في أسفل الصخور فوهة كبيرة بشكل مغارة، كان الوثنيون يمارسون فيها العبادة الجنسية تكريمًا للإله Pan. وفي الخارج أقيم مذبح تقدم عليه ذبيحة الماعز. وعندما يظهر دم المذبوح على مياه النهر، تبدأ العبادة الجنسية.
ثم سألهم: وأنتم من تقولون أني هو؟. فكان جواب بطرس المفاجئ الذي أملاه عليه إيمانه بالمسيح: أنت هو المسيح إبن الله الحي! (الآية 16). هذا الإعلان الإيماني مأخوذ من وحي المكان. أنت لست ملكا ميتا كالقيصر الذي زال، بل أنت المسيح الملك الحي. أنت لست كالإله الوثني الحجري Pan الأبكم والأصم، بل أنت إله حي من إله، أنت إبن الله الحي!.
إلى متى يتمادى المعنيون، من مسؤولين وسياسيين ونافذين وأحزاب، وبأي حق، في عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة؟ ألا يخجلون من الله والناس وذواتهم وهم يعرقلون، لا حماية للمبادئ الدستورية والثوابت الوطنية، بل تمسكا بمحاصصتهم، والحقائب الطائفية، فيما نصف الشعب اللبناني لا يجد حصة طعام ليأكل ويوضب حقائبه ليهاجر. يا للجريمة بحق الوطن والمواطنين! فليوقف جميع الأطراف ضغوطهم على الرئيس المكلف، لكي يبادر بالتعاونِ مع رئيس الجمهورية إلى إعلانِ حكومة بمستوى التحديات. لكن ما رشح عن نوعية الحكومة العتيدة لا يشير إلى الاطمئنان.
كل ذلك يؤكد ضرورة عودة اللبنانيين، كل اللبنانيين إلى كنف الدولة، وضرورة عودة الدولة إلى كنف الدستور. ففي المراحل المصيرية تبقى وحدة الشعب، معطوفة على اتباع نظام الحياد الناشط، أفضل شبكة حماية لبقاء لبنان بمنأى عن عدوى الصراعات التي تهدد منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة بمنأى عن صراع الأديان، وأفضل مصدر لللإستقرار السياسي والنهوض الإقتصادي، وحماية دور لبنان للتلاقي بين الثقافات والديانات.