رقم 29/2020
تقرير دولي 16 - 22/11/2020
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
لا تزال عقبات تشكيل الحكومة في بيروت في مكانها حتى بعد مرور شهر على تسمية الرئيس سعد الحريري. وقد مرّ هذا الاسبوع عيد الاستقلال الـ 77 على لبنان بدون حكومة، ومع أغلاق تام تعذّر معه اقامة عرض عسكري على ما دأبت العادة عليه، وفتح الصالونات الرسمية لاستقبال المهنئين بالعيد. واقتصر العيد على كلمة لرئيس الجمهورية ميشال عون توجه بها إلى الشعب اللبناني عبر شاشات التلفزة، واعداً باستكمال مسيرته في الاصلاح والمحاسبة ومتابعة التدقيق الجنائي المالي وشاكياً في الوقت ذاته، كالعادة، من الصعوبات التي تعترض برنامج الاصلاح التابع لفريقه.
وعلى صعيد ملف تشكيل الحكومة، لم تؤثّر زيارة الموفد الفرنسي الاسبوع الماضي في تحريك عجلة التشكيل. وعلى ما يتبيّن من المعلومات فإن المبادرة الفرنسية قد تتحوّل إلى مبادرة أوروبية بعد فشل المساعي الفرنسية في الضغط باتجاه انتشال لبنان من الازمات التي تعصف به. والواضح أن الرئيس سعد الحريري لا يزال متمسكاً بصيغة "حكومة المهمة" المؤلفة من أخصيائيين غير حزبيين، وبالرغم من تنازله في موضوع وزارة المالية التي أصبحت في عهدة الثنائي "أمل- حزب الله"، يبدو أن الصدام الحاصل مع التيار العوني لا يزال هو العقدة المستجدة التي تضاف إلى عقد التأليف.
وفي موضوع انفجار المرفأ لا يزال الغموض يلف ملف التحقيق اللبناني، بالرغم من الوعود التي أطلقها "العهد القوي" بالانتهاء من التحقيق في فترة خمسة أيام، كما يبدو أن أجهزة التحقيق الدولية تنتظر أيضاً نضوج أموراً سياسية لاعلان نتائج التحقيقات التي أجرتها بدورها في بيروت.
أما في موضوع التدقيق في حسابات المصرف المركزي، فالواضح أن تخلي شركة "الفاريز ومارسال" عن التحقيق أتى ليصب في مصلحة الاحزاب الحاكمة كافة، فالمسؤولية في الفساد ونتائجه لن تكون مقتصرة على مصرف لبنان حصراً، فالصفقات التي أبرمها المسؤولون على حساب المصلحة العامة تكاد تتواجد في كل الوزارت أو الادارات عامة. وبالتالي فإن فتح ملفاً واحداً كافي بأن تتوالى الملفات كأحجار الدومينو وتطال الجميع.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في خطوة مفاجئة، اعلم الوزير وزني رئيس الجمهورية بأنه تلقى يوم الجمعة كتاباً من شركة "الفاريز ومارسال" بانهاء الاتفاقية الموقعة مع وزارة المال للتدقيق المحاسبي الجنائي بالنظر- وفق ما ورد في الكتاب المذكور- لعدم حصول الشركة على المعلومات والمستندات المطلوبة للمباشرة بتنفيذ مهمتها، وعدم تيقنها من التوصل الى هكذا معلومات حتى ولو أعطيت لها فترة ثلاثة اشهر إضافية لتسليم المستندات المطلوبة للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. وجاء قرار "ألفاريز ومرسال" بمثابة صفعة إضافية للمنظومة السياسية، عكست غياب الثقة بنيّات هذه المنظومة، إذ انّ التبرير الذي قدّمته الشركة يوحي بأنّها تراجعت عن موافقتها السابقة بإعطاء مهلة 3 اشهر إضافية، لأنّها باتت على قناعة بأنّ المنظومة السياسية لا تريد للتدقيق ان يصل الى خواتيمه. وبالتالي، شعر المسؤولون في الشركة انّهم سينتظرون طوال هذه المدة ولن يحصلوا في النتيجة على المعلومات، بما سيضعهم في موقف حَرج لجهة سمعتهم الدولية، وهذا الامر جعلهم يتخذون قرار التراجع عن اتفاق تمديد المهلة، واعلان إنهاء الاتفاقية.
وفي سياقٍ منفصل، كتب وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس في تغريدة على حسابه "تويتر" عن ان لبنان "بدّل مواقفه في موضوع الحدود البحرية الجنوبية 7 مرات، وأنّ موقفه الحالي لا يتعارَض مع مواقفه السابقة فحسب، بل يتعارَض أيضاً مع موقف لبنان على الحدود البحرية مع سوريا التي تأخذ في الاعتبار الجزر اللبنانية القريبة من الحدود. كما أضاف أنّ "من يريد الازدهار في منطقتنا ويسعى إلى تنمية الموارد الطبيعية بأمان، عليه أن يلتزم مبدأ الاستقرار وتسوية الخلاف على أساس ما أودَعَته إسرائيل ولبنان لدى الأمم المتحدة"، واكد أنّ "أي انحراف عن ذلك سيؤدي إلى طريق مسدود وخيانة لتطلعات شعوب المنطقة". ما استدعى رداً من مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية جاء فيه أن كلام الوزير الاسرائيلي "لا أساس له من الصحة وموقف لبنان ثابت من موضوع الترسيم البحري للحدود الجنوبية وفقاً لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للوفد اللبناني المفاوض سيما لجهة ممارسة لبنان حقه السيادي".
على صعيد آخر، ومنذ أولى ساعات صباح يوم السبت انشغل لبنان بعملية الهروب الغامضة في ملابساتها من نظارة مخفر بعبدا والتي أشارت تقارير إلى أنها وقعت بعد ان هاجم موقوفون أحد عناصر الأمن الذي كان يحاول إزالة النفايات من داخل المكان الذي وُضع فيه نحو 200 موقوف في غرف مفتوحة على بعضها، وعمدوا إلى ضربه وسط معلومات عن احتجاز رجل أمن ثان، علماً أن مجموع عناصر الحماية للنظارة لا يتجاوز 3. وبعد فرار 69 من الموقوفين (من جنسيات لبنانية وسورية وعراقية وفلسطينية)، عاودت القوى الأمنية توقيف 15 في ذات اليوم إلى جانب 5 سلّموا أنفسهم وقتل خمسة آخرين بحادث سيارة وجرْح سادس كان معهم. ويوم الاحد اعلن عن ان 33 من الفارين قد تم توقيفهم.
بعد أن استحدثت مؤسسة "القرض الحسن" المالية التابعة لحزب الله ماكينات سحب الأموال النقدية (ATM) في عدد من فروعها الاسبوع الماضي، وبشكل غير قانوني وبعيد عن المحاسبة، يتبين أن حزب الله يعمل على ترسيخ نظامه المؤسساتي في المناطق المحسوبة عليه، ويسعى الى تامين استقلالية اقتصادية شبه كاملة عن الدولة اللبنانية. وفي هذا الاطار بدأ الحديث اليوم عن افتتاح تعاونيات استهلاكية خاصة به في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع لتأمين المواد الغذائية المتوفرة لديه من ايران والتي تدخل الى لبنان عبر المنافذ الحدودية البرية غير الشرعية وبأسعار رخيصة مقارنة مع اسعار السوق. وقد أطلق الحزب اسم "مخازن النور" على مشروعه الجديد، على أن يتجه الحزب بعد ذلك الى قطاعات أخرى مع رفع دعم الدولة عن السلع الاستهلاكية وفي الاطار يمكن أن يدخل الحزب مباشرة على خط مولدات الكهرباء حيث يتردد أنه بصدد تنظيم هذا القطاع تحت اشراف المؤسسة الحزبية بعد الصدامات المتعددة في ضاحية بيروت الجنوبية بالأخص، هذا في حين عمل الحزب على تنظيم قطاع الاتصالات والانترنت منذ سنوات وبات يتحكم بها عبر ألياف خاصة به.
محطات سياسية واقتصادية:
دوت انفجارات عنيفة في ريف مدينة البوكمال بريف دير الزور، ليل السبت الاحد، نتيجة قصف جوي من طيران مجهول، استهدف بأكثر من 10 غارات مواقع للميليشيات الإيرانية غربي البوكمال، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر. وكانت طائرات مجهولة قد شنت غارات على بادية معدان عتيق ضمن الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة الرقة من قبل حيث تتواجد ميليشيات موالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية، بالإضافة إلى أن تنظيم "داعش" ينشط هناك أيضاً. يشار إلى أن عدة غارات رجحت أنها إسرائيلية استهدفت أيضا الشهر الماضي مجموعات تابعة لحزب الله اللبناني والإيرانيين، كانت متمركزة في قرية الحرية الواقعة بريف القنيطرة الشمالي. يذكر أن إسرائيل كثّفت خلال الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع لجيش النظام السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. ونادراً ما تؤكد الحكومة الإسرائيلية تنفيذ تلك الضربات، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني. وكان تقرير استخباراتي إسرائيلي نشرته شبكة "فوكس نيوز" الأميركية منتصف سبتمبر، كشف أن عدد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قوات إيران وميليشياتها في سوريا بلغت 200، كان لحزب الله وعناصره نصيب الأسد منها.
على صعيد آخر، استهدفت الفصائل المقاتلة في ريف إدلب، يوم الخميس، بصاروخ موجّه تجمعاً لعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، على محور بلدة كفروما، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف العناصر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهتها، جددت قوات النظام قصفها على مناطق جبل الزاوية، حيث استهدفت بلدتي البارة وكنصفرة وقرى بليون وإحسم وبينين جنوب إدلب. وأشار المرصد إلى تحليق طائرة حربية يرجح أنها روسية في أجواء ريف إدلب، تزامناً مع تحليق طائرة استطلاع روسية في سماء المنطقة. ودارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل و"هيئة تحرير الشام" من طرف آخر، على محور فليفل وبينين، ترافقت مع استهدافات متبادلة.
وفي هذا السياق، قصفت القوات التركية، يوم الخميس، بقذائف المدفعية والهاون الريف الشمالي لعين عيسى في ريف الرقة (شمال سوريا)، حسب ما نقلته قناة "روناهي" الكردية. وتحدث المرصد السوري عن وقوع قصف صاروخي نفذته القوات التركية على قرية صيدا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف عين عيسى الشمالي، الثلاثاء، كما سقطت قذائف أطلقتها القوات التركية على مداخل ناحية عين عيسى. ويوم الخميس، بدأت القوات التركية بإنشاء قاعدة عسكرية تابعة لها في قرية طماميح بريف عين عيسى، وذلك على بعد نحو 2 كلم من ناحية عين عيسى الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام، حيث بدأت بجلب معدات لوجستية ومعدات بناء لإنشاء القاعدة.
أعلنت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني وليامز، إطلاق مشروع لتوحيد حرس المنشآت النفطية الليبية. وقالت وليامز، في تصريحات صحفية يوم الإثنين، إنه سيتم تأمين المنشآت النفطية من خلال 3 قوى أمنية من كل الأطراف الليبية ،وأضافت، إن اجتماعات الملتقى السياسي الليبي القادمة ستكون عن بعد. وأشارت المبعوثة الأممية إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الليبية لفتح الطريق بين مدينتي سرت ومصراتة بعد خروج المرتزقة منهما .
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يوناتان كونريكوس، إن الجيش قصف 8 أهداف تابعة للقوات الإيرانية والسورية، وذلك بعد تفكيك عبوات ناسفة عند الحدود مع سوريا في بعد منتصف ليل الثلاثاء. وصرّح كونريكوس في إيجاز صحفي: "وجدنا بالأمس مجموعة أخرى من العبوات الناسفة في هضبة الجولان داخل الأراضي الإسرائيلية، وهي محاولة أخرى من قبل قوات "فيلق القدس الإيرانية" لزرع عبوات الناسفة، قام بها السوريون، لكن التعليمات والسيطرة كانت من قبل قوات القدس الإيرانية". ولفت المتحدث العسكري الإسرائيلي إلى أن العبوات الناسفة زرعت بالقرب من موقع كان قد شهد محاولة مماثلة في أغسطس الماضي. وشدد كونريكوس على أن "إسرائيل ضربت أهدافا عسكرية تابعة لكل من قوات القدس والقوات المسلحة السورية داخل سوريا"، مضيفا في هذا السياق: "ضربنا نحو ثمانية أهداف. الهدف الأول، قاعدة عسكرية، والثاني منشأة عسكرية سرية تستخدم لاستقبال وفود إيرانية رفيعة المستوى عند قدومهم إلى سوريا، والهدف الثالث كان الفرقة السابعة من القوات المسلحة السورية المسؤولة عن هضبة الجولان السورية". وأفاد المتحدث أيضا بعدم وجود معلومات لديه عما إذا كان قد تم إخطار الجانب الروسي هذه المرة، لكن إسرائيل "أبلغت دائما القوات الروسية أن سلامة القوات الروسية في سوريا لها أهمية كبيرة بالنسبة للجيش الإسرائيلي". وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن قواته قامت بتفكيك عبوات ناسفة عند الحدود مع سوريا، في الجانب الجنوبي من هضبة الجولان.
يشار إلى أن العسكريين الإيرانيين موجودون في سوريا، وكما تصرح طهران، لتقديم مساعدة استشارية لقوات الحكومة السورية في محاربة الإرهابيين، بناء على طلب دمشق.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن، مساء الأحد، عن وقوع حادث أمني استدعى تحركه على الحدود مع لبنان. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن هذا التحرك جاء "بعدما رصد الجنود شخصين مشتبه فيهما اقتربا من السياج الحدودي مع لبنان، وشدد على أنه "لن يسمح بأية محاولة لخرق سيادة دولة إسرائيل".
وفي هذا السياق، وردت معلومات بأن الغارة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي فجر الأحد في سوريا استهدفت موقعا سريا يستخدم لاستضافة شخصيات وبعثات إيرانية رفيعة المستوى جنوب شرق دمشق، وأنه استهدف اجتماعا قياديا كبيرا، إيراني وعراقي مع حزب الله.
على صعيد آخر، صرّح رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية الوزير حسين الشيخ، مساء الثلاثاء، إنه "على ضوء الاتصالات الدولية التي قام بها الرئيس محمود عباس بشأن التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة معها، واستنادا إلى ما وردنا من رسائل رسمية مكتوبة وشفوية، بما يؤكد التزام إسرائيل بذلك، فإنه سوف يتم إعادة مسار العلاقة مع اسرائيل كما كان عليه الحال قبل 19/5/2020". هذا في وقت أدانت المملكة العربية السعودية ورفضت قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية طرح عطاءات لإنشاء 1257 وحدة استيطانية جديدة بالقرب من القدس الشرقية، وتؤكد الوزارة إدانة المملكة ورفضها لتلك الخطوة التي تتعارض مع قرارات الشرعية الدولية، والتي من شأنها تقويض حل الدولتين، والتأثير على جهود إحلال السلام في المنطقة.
على صعيد الملف الداخلي الفلسطيني، انتهت مساء الاربعاء اجتماعات حركتي فتح وحماس التي عقدت في القاهرة برعاية مصرية لحل الخلافات العالقة بين الحركتين وإنهاء الانقسام الفلسطيني. وأعلنت الحركتان الاتفاق على لقاءات أخرى لاستكمال مناقشة كافة المواضيع الخلافية العالقة، وأضافتا أنه تم التفاهم على عدد من النقاط، والاتفاق على استكمال اللقاءات خلال الفترة المقبلة، مؤكدتين تثمينهما للجهود المصرية المتواصلة لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني. ورغم تكتم مسؤولي الحركتين على التفاصيل، إلا أن مصادر فلسطينية أكدت أن هناك اتفاقا بشكل عام على المصالحة وإنهاء الانقسام وصولا إلى إجراء انتخابات، لكن الخلافات ما زالت مستمرة حول مفهوم تمكين الحكومة والترتيبات الأمنية والإدارية في معبر رفح وتسليم السلطة بالكامل في قطاع غزة لحكومة الوحدة الوطنية، وكيفية عمل حكومة الوفاق الوطني بشكل طبيعي ووفق صلاحياتها المرسومة حيث ستكون مسؤولة عن إدارة المؤسسات والوزارات والهيئات كافة في غزة ورام الله. كما أوضحت المصادر أن ناقشت مقبلة ستجري حول الموعد المحتمل للانتخابات الرئاسية والتشريعية وإصلاح وهيكلة بعض المؤسسات الفلسطينية.
في السباق نحو وضع نهاية لجائحة كورونا، يبدو أنّ النصف الثاني من شهر ديسمبر القادم قد يحمل مفاجآت إيجابية طال انتظارها تتعلق بالقاح، الذي من المتوقع أن يضع حدا لزيادة أعداد الإصابات والوفيات التي تسجل أرقاما قياسية، وذلك بعد الاستحصال على الموافقة الصحية اللازمة. "أكسفورد"، "فايزر - بيونتيك"، "مودرينا"، أسماء شركات تعمل على تطوير لقاحات قالت إنها تحقق نتائج إيجابية، ما دفع ببعض الدول إلى تقديم طلبات للحصول على اللقاحات كان آخرها بريطانيا التي تريد حوالى 145 مليون جرعة من الأنواع الثلاث. كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أرسولا فون دير لاين، الخميس، أنّ الاتحاد الأوروبي قد يرخص بشكل مشروط لإنتاج كل من لقاح فايزر- بيونتك وموديرنا قبل نهاية الشهر المقبل، وكذلك تترقب الشركات المصنعة موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في النصف الثاني من ديسمبر. وفي ظل التسابق على توفر اللقاح، هناك فارق عملي مهم قد ينعكس على نسبة مبيعات الشركات المصنعة، وهو مدة وأسلوب التخزين، إذ يمكن الاحتفاظ بموديرنا بدرجة حرارة أقل من 20 درجة مئوية تحت الصفر لمدة 30 يوماً، ما يعني إمكانية وضعه في ثلاجات الأطباء والمستشفيات بسهولة. أما فايزر فيجب تخزينه عند درجة 75 تحت الصفر على الأقل، ولمدة 5 أيام فقط، أما "أكسفورد" فلم يعلم بعد الطريقة اللوجستية لتخزينه ونقله.
وفي هذا السياق، أعلنت مجموعة خبراء لوضع المبادئ التوجيهية في منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن المنظمة لا تنصح باستخدام دواء المضاد للفيروسات "ريمديسيفير" لمعالجة مرضى كوفيد-19 بغض النظر عن مدى خطورة حالتهم، حيث لا توجد في الوقت الحالي أي أدلة على أن الدواء يؤثر على الشفاء العاجل أو يخفف من ضرورة تهوية الرئتين.
فيما لا زالت أعداد الاصابات والفيات تتزايد في العالم أجمع، ما زالت الولايات المتحدة تحتل المرتبة الاولى في اعداد الاصابات والوفيات، وقد تزايدت اعداد الاصابات في روسيا اليوم لتسجّل رقما قياسياً أعلى من الهند حتى (24.581 اصابة). وقد قارب عدد المصابين بفايروس COVID-19 حول العالم الستون مليوناً (58 مليون و672 ألفاً) وعدد الوفيات بلغ مليون و389 آلاف حالة وفاة.
وفي لبنان وبعد أسبوع من اعلان حالة الاقفال التام، لا تزال اعداد الاصابات تسجل ارقاماً عالية جداً (أكثر من 1500 عدوى يومياً) مع تزايد في عدد المتوفين جراء الفايروس المستجد. وقد تجاوز العدد الاجمالي للاصابات عتبة الـ 110 آلاف اصابة، فيما يقترب عدد المتوفين من الألف.
أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملتزمة بقانون نقل السلطة، بعد إعلان جو بايدن رئيسا منتخبا للولايات المتحدة الأميركية. ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كيلي ماكناني، أن يكون الرئيس ترامب أصدر أوامر بعدم التواصل بين إدارته وحملة بايدن. وشدد البيت الأبيض على أن حملة ترامب الانتخابية متمسكة بالدعاوى القضائية التي رفعتها، مشيرا إلى أن ترامب ينتظر مسار الدعاوى القضائية قبل أي تصريح بشأن الانتخابات. وبعد أن صدقت ولاية جورجيا على النتائج التي أظهرت فوز الرئيس المنتخب، الديموقراطي جو بايدن، في السباق الرئاسي في الولاية، أعلنت وسائل الإعلام الأميركية فوز المرشح الديمقراطي بالرئاسة بتحقيقه 306 أصوات من أصوات المجمع الانتخابي من أصل 270 كافية للفوز بالسباق الرئاسي. هذا فيما لا يزال الرئيس الأميركي مستمراً بعدم الاعتراف بخسارة الانتخابات، حيث كرر في أكثر من مناسبة أنه حقق الفوز فيها وأن أصواتا غير قانونية قلبت الكفة لصالح بايدن. ورفعت حملة ترامب دعاوي قانونية تدحض نتيجة الانتخابات في عدة ولايات خلافية.
وفي هذا السياق، يتحرك الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، بسرعة لملء مناصب إدارته ويمكنه تعيين كبار القادة في حكومته بداية من الأسبوع المقبل.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الثلاثاء، أن الرئيس دونالد ترمب سيخفض بشكل حاد عدد القوات الأميركية في أفغانستان من 4500 إلى 2500 وفي العراق من 3000 إلى 2500 قبل أن يترك منصبه، ليتراجع عن الانسحاب الكامل الذي هدد بتنفيذه بحلول عيد الميلاد. كما قال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، كريستوفر ميلر، الذي عينه ترمب الأسبوع الماضي بعد إقالة مارك إسبر: "بحلول 15 يناير 2021، سيكون حجم قواتنا في أفغانستان 2500 جندي. وسيكون حجم قواتنا في العراق أيضاً 2500 بحلول نفس التاريخ". إلى ذلك أضاف: "هذا يتوافق مع خططنا وأهدافنا الاستراتيجية التي يدعمها الشعب الأميركي، ولا يعني تغييراً في سياسة الولايات المتحدة أو أهدافها". في حين حذر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجمهوري الأميركي ميتش ماكونيل، من تلك الخطوة لافتاً إلى أن أقلية صغيرة في الكونغرس فقط ستدعم أي انسحاب سريع من العراق أو أفغانستان، نبه بدوره حلف شمال الأطلسي من دفع ثمن باهظ في البلدين على السواء، في حال اتخذت أي خطوة متسرعة في هذا الإطار.
وفي خطوة، حمّالة للأوجه والتفسيرات، نشر الجيش الأميركي مساء السبت طائرة في الشرق الأوسط، ليست ككل الطائرات، لأنها من طراز يستخدمه عادة للقصف في بداية هجمات عسكرية كبيرة يشنها لتدمير منشآت معادية ضخمة وبنى تحتية لوجستية، وهي المعروفة باسم B-52 Stratofortress الاستراتيجية القاذفة، والعاملة دون سرعة الصوت، مع قدرة على حمل 31 طنا من الأسلحة، والتحرك في نطاق قتالي نموذجي بعيد المدى، يزيد عن 14 ألف كيلومتر، من دون الحاجة للتزود بالوقود الجوي، إلا بعد قطعها لأكثر من 141 ألفا من الكيلومترات، بسرعة 1000 كلم بالساعة. ونشر هذه الطائرة "النذيرة ببدء هجمات أحيانا" جاء بعد إعلان إدارة الرئيس دونالد ترمب انسحابا جزئيا لقوات أميركية تعدادها 2500 جندي من أصل 4500 في أفغانستان، ومثلها عددا من أصل 3000 بالعراق، وهي إشارة لتوتر عسكري محتمل في المنطقة، مع أن الجيش الأميركي لم يكشف عن المكان الذي حطت فيه B-52، وقد اقلعت السبت من قاعدة Minot الجوية بولاية داكوتا الشمالية، وهي الوحيدة المحتوية في الولايات المتحدة على صواريخ باليستية عابرة للقارات، مخزنة مع منصات إطلاقها تحت الأرض، إضافة إلى وجود أسطول فيها من قاذفات قادرة أيضا على حمل رؤوس نووية. لكن أن المرجح أن تكون الطائرة المكون طاقمها من 5 أفراد، هبطت في قاعدة Diego Garcia الواقعة في جزيرة بالاسم نفسه في المحيط الهندي، بحسب ما ألمحت إليه شبكة Fox News التلفزيونية الأميركية، وهي قاعدة بعيدة 5000 كيلومتر عن إيران. وفي بيان صدر عن القيادة المركزية للجيش الأميركي السبت، أن مهمة B-52 البالغ ثمنها 110 ملايين دولار، وصنعتها "بوينغ" في بداية الخمسينات، هي مهمة طويلة، والهدف من نشرها الآن ردع العدوان وطمأنة شركاء الولايات المتحدة وحلفائها (..) وأن الولايات المتحدة لا تسعى لإحداث أي صراع، لكنها لا تزال ملتزمة بالاستجابة لأي طارئ حول العالم" وكل هذه التعابير تشير دائما إلى إيران وحلفائها، خصوصا في العراق.
تزامناً مع إعلان البنتاغون خفض عدد القوات الأميركية في العراق بحلول 15 يناير 2021، أُطلقت، الثلاثاء، سبعة صواريخ على بغداد، سقط أربعة منها في المنطقة الخضراء، والبقية خارجها، حيث أسفرت عن مقتل طفلة وإصابة خمسة مدنيين. وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية فؤاد حسين يوم الأربعاء أن حوارا استراتيجياً جار على قدم وساق مع الإدارة الأميركية من أجل جدولة انسحاب قواتها من البلاد.
يُعتقد أن ميليشيا غير معروفة إلى حد كبير باسم "أصحاب الكهف" وعلى صلة بكتائب حزب الله العراقية، هي التي شنت الهجوم الصاروخي بعد إعلانها مسؤوليتها عنه. من جانبها، نفت كتائب حزب الله إطلاقها الصواريخ، وزعمت أن هدنة بدأت في أكتوبر ما زالت سارية. لكن ناقض قيس الخزعلي، قائد ميليشيات "عصائب أهل الحق النافذة" المتحالفة مع إيران، ذلك الزعم قائلاً في مقابلة متلفزة الخميس إن الهدنة قد انتهت.
يذكر أن ايران وجهت حلفاءها في شتى بقاع الشرق الأوسط إلى البقاء في حالة تأهب قصوى وتفادي توترات مع الولايات المتحدة من شأنها أن تمنح إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب سبباً لشن هجمات في الأسابيع الأخيرة له في منصبه، وهذا الطلب وجهه قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني خلال اجتماع في بغداد مع فصائل الحشد الشعبي وساسة عراقيين هذا الأسبوع.
على صعيد آخر، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن وزير الخارجية مايك بومبيو مدد الإعفاء 45 يومًا إضافيًا، تاركًا لإدارة ترامب قرارًا نهائيًا بشأن تمديده أو قطعه تمامًا قبل تنصيب الرئيس الجديد في 20 يناير. وأضاف أن الوزير جدد الإعفاء من العقوبات على العراق للمشاركة في معاملات مالية تتعلق باستيراد الكهرباء من إيران، ويضمن الإعفاء أن يكون العراق قادرًا على تلبية احتياجاته من الطاقة على المدى القصير بينما يتخذ خطوات لتقليل اعتماده على واردات الطاقة الإيرانية.
رصدت القوات المشتركة الخميس 94 خرقاً حوثياً للهدنة الأممية بالحديدة خلال 12 ساعة، كما رصدت تحليق 5 طائرات استطلاع في سماء التحيتا، جنوب الحديدة. وقد دمرت دفاعات تحالف الشرعية في اليمن مساء الجمعة مسيرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه السعودية. وكان المتحدث باسم التحالف تركي المالكي، قد أعلن الأربعاء أن "قوات التحالف تمكنت من اعتراض وتدمير طائرة دون طيار مفخخة".
وفي هذا السياق، كشفت مصادر أمنية وسياسية يمنية عن وصول خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني إلى صنعاء برفقة سفير إيران لدى ميليشيا الحوثي، بينهم خبراء في الاتصالات العسكرية واستهداف السفن. حيث أكدت المصادر أن السفير الإيراني، حسن إيرلو، وصل إلى صنعاء مع عدد من الخبراء المختصين في مجالات الاتصالات العسكرية، وخبراء في مجال القرصنة واستهداف السفن والبوارج. وأوضحت أن إيرلو وصل صنعاء برفقة ثمانية أشخاص بعضهم يحملون الجنسية الإيرانية وآخرين من لبنان، مشيرةً إلى أن من بينهم خبيرين في مجال الاستخبارات العسكرية، مهمتهما تتمثل في تدريب وتوجيه العناصر الحوثية لتفادي الخسائر التي لحقتهم مؤخراً في الجبهات. ويتنقل الخبراء الإيرانيون واللبنانيون بين محافظتي صنعاء والحديدة منذ وصولهم إلى اليمن. وبحسب المصادر، فإن الخبراء لا يتواجدون جميعاً بنفس المكان وإنما يتنقلون بشكل فردي برفقة عدد من عناصر الميليشيات الحوثية التي تعمل في جهاز الأمن والمخابرات التابعة لها. وتتمثل أبرز مهام الخبراء في تقديم الدعم اللوجيستي وتدريب الميليشيات الحوثية على وسائل الاتصالات والتحكم بالطيران المسير، وصناعة الألغام والمتفجرات المموهة والحديثة التي تعمل بنظام آلي كالألغام الفردية التي يتم ربطها بكاميرات حرارية.
وعلى صعيد أزمة السفينة "صافر"، حذرت دراسة دولية من تزايد احتمال وقوع كارثة بيئية ذات آثار إنسانية واقتصادية كبيرة في ساحل البحر الأحمر اليمني والدول المجاورة، في ظل استمرار الحوثيين في رفض طلبات الأمم المتحدة لتقييم وإصلاح السفينة العائمة غرب اليمن. وأظهرت صور حديثة تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية أن سفينة "صافر" بدأت مؤخراً بالتحرك من مكانها، ما ينذر بقرب وقوع أكبر كارثة بيئية ذات آثار إنسانية واقتصادية بالغة السوء في المنطقة، يستغرق الوقوف عليها عقوداً. وكشفت الدراسة، التي أعدتها منظمة "أكابس" البحثية السويسرية، بالشراكة مع شركتي "كاتبولت" و"ريسك أوير"، عن قرب وقوع الكارثة الكبيرة، بعد أن أظهرت صور الأقمار الصناعية أن السفينة العائمة بدأت تتحرك من مكانها.
وسفينة "صافر" وهي وحدة تخزين وتفريغ عائمة رأسية قبالة السواحل الغربية لليمن، على بعد 60 كم شمال ميناء الحديدة، وتستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول محافظة مأرب النفطية. ووفق الدراسة ونتائج تقييم الآثار فإن هناك سيناريوهين محتملين بشكل متزايد يمكن أن يحدثا في أي لحظة لسفينة صافر العائمة ويمتد تأثيرهما إلى ملايين الناس في اليمن والمناطق المجاورة. وأوضحت الدراسة أن السيناريو الأول يتمثل في تسرب النفط من السفينة، وقد بدأ فعلاً حدوث بعض التسريبات، فيما يمثل السيناريو الثاني انفجار السفينة، والذي يمتد تأثيره إلى ملايين اليمنيين في معظم محافظات شمال وغرب اليمن وغربي السعودية. وتم تقييم الأثر المعروض في الدراسة للسيناريو الممكن حدوثه في الربع الأخير من العام الجاري أي وقوع الكارثة بين أكتوبر إلى ديسمبر. وبحسب الدراسة، فإنه إذا وقعت الكارثة، يمكن أن تطلق صافر أربعة أضعاف كمية النفط الخام التي انسكبت في كارثة إكسون فالديز لعام 1989، والتي كان لها آثار كبيرة على البيئة وعلى الناس وسبل عيشهم في المناطق المتضررة.
رفضت وزارة الخارجية المصرية، السبت، الانتقادات الدولية بشأن اعتقالها ثلاثة أعضاء يعملون في جمعية حقوقية رائدة. وأكد المتحدث باسم الوزارة أحمد حافظ رفض بلاده لأي محاولة للتأثير على التحقيقات التي تجريها النيابة العامة مع المواطنين المصريين الذين وجهت إليهم اتهامات. وقال حافظ، في بيان "يجب احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية". وكانت الولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول أوروبية عديدة قد أدانت اعتقال ثلاثة أعضاء في "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، هذا الأسبوع. وقالت الوزارة إنها كانت ترد على استنتاجات خاطئة تم التوصل إليها في التغطية الإخبارية وعلى منصات التواصل الاجتماعي. وأضافت أن الموظفين محمد بشير وكريم النارة وجاسر عبد الرازق اعتقلوا بتهم من بينها "الانضمام إلى جماعة إرهابية" و "نشر أخبار كاذبة".
على صعيد آخر، تشهد العلاقات السودانية المصرية في الآونة الأخيرة تقاربا مفاجئا خصوصا في الجانب العسكري، ما يثير كثيرا من التساؤلات والتكهنات. وشهدت عاصمتا البلدين في الفترة الماضية، زيارات أمنية متبادلة على أعلى المستويات، وسط حديث عن تدريبات عسكرية مشتركة، وإرسال طائرات حربية مصرية إلى السودان. وكان المتحدث العسكري المصري قد كشف سابقاً أن رئيس الأركان المصري التقى وزير الدفاع السوداني ورئيس هيئة الأركان السودانية لمناقشة أوجه التعاون. وقد تم بحث سبل تطوير مجالات التعاون العسكري الحالي وإطلاق مجالات جديدة "تتناسب مع خطورة التحديات الراهنة وتلبي طموحات البلدين في الأمن والاستقرار والتنمية". كما تم الاتفاق على تنفيذ العديد من الأنشطة التدريبية لكافة أفرع القوات المسلحة خلال الفترة القادمة مع تكثيف التعاون في مجالات التأهيل والتدريب وتبادل الخبرات وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والتأمين الفني والصناعات العسكرية، فضلاً عن تعزيز دور القوات المسلحة في البلدين في مشروعات التنمية والبنية الأساسية. وأعلن الجيش المصري السبت، تدشين تدريبات عسكرية مشتركة بين مصر والسودان، في أحدث مؤشر على تعميق العلاقات الأمنية بين جارتي وادي النيل. وتعد التدريبات التي تجريها قوات خاصة وجوية مصرية وسودانية، أول مناورات قتالية مشتركة بين الجانبين منذ الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير العام الماضي.
وفي السياق العسكري أيضاً، أعلن المتحدث العسكري المصري، السبت، عن إجراء مناورات عسكرية في مصر بمشاركة ست دول عربية. ونشر المتحدث العسكري فيديو عبر صفحته على تويتر، معلنا عن مناورات تشارك فيها دول: مصر، السعودية، الإمارات، البحرين، السودان، والأردن. وقال المتحدث إن المناورات التي ستحمل اسم "سيف العرب"، تم إطلاقها في قاعدة محمد نجيب العسكرية، منذ 17 نوفمبر الحالي، إلى 26 من نفس الشهر.
أزمة سد النهضة
أفادت المعلومات مساء الخميس، بإخفاق الاجتماع السداسي الذي عقد حول سد النهضة في التوصل لاتفاق. وأضافت أن السودان تمسك بموقفه بضرورة تغيير منهج التفاوض بشأن السد، كما شدد السودان على أهمية إعطاء دور للمراقبين والوسطاء. وقال وزير الري السوداني، في مؤتمر صحافي، إن السودان أكد خلال الاجتماع عدم مواصلة التفاوض وفق المنهج السابق، مشيراً إلى أن مصر وإثيوبيا أصرتا على التفاوض بالأساليب المجربة التي وصلت إلى طريق مسدود. وتابع أن السودان طالب بالعودة للاتحاد الإفريقي لاعتماد دور الخبراء ودفع المفاوضات سياسيا لاستكمالها وصولا لاتفاق يرضي كل الأطراف، مشدداً على أن السودان أكثر دولة معنية بالوصول لاتفاق حول سد النهضة. وقال إنه بالرغم من توضيح الوفد السوداني لموقفه مرارا، إلا أن رئيسة الاجتماع، في مخالفة إجرائية، مضت في دعوة لمواصلة التفاوض لعشرة أيام قادمة، مؤكداً أن السودان يرى ذلك غير ذي جدوى وتمت تجربته مرارا في السابق دون تقدم يذكر.
وكان قد عُقد في وقت سابق، يوم الخميس، اجتماع سداسي، بحضور وزراء الري والخارجية لكل من مصر والسودان وإثيوبيا، بدعوة من وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، لبحث سبل التوصل لآلية لاستئناف المفاوضات بين الدول الثلاث، بهدف التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة ملزم قانونا لإثيوبيا. وكان الهدف من الاجتماع إعادة إطلاق المفاوضات الخاصة بسد النهضة، وذلك بعد فشل الدول الثلاث في التوصل إلى توافق حول منهجية استكمال المفاوضات في المرحلة المقبلة خلال الاجتماع الذي عقد في الرابع من نوفمبر الجاري.
في مؤتمر صحفي مشترك من القدس مع وزير الخارجية الأميركي مايك بوميو، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء، شدد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، الذي وصل على رأس وفد رفيع، إلى إسرائيل، على ضرورة تحقيق سلام يجلب الازدهار إلى الشرق الأوسط. كما ثمن دور الولايات المتحدة في إنجاز اتفاقيات السلام الأخيرة التي شهدتها المنطقة. إلى ذلك، دعا إلى استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، على أساس حل الدولتين. أما في ما يتعلق بالعلاقة الاقتصادية والتجارية بين البلدين، فأشار الزياني إلى أن الرحلات الجوية بين البحرين وإسرائيل ستبدأ في ديسمبر، قائلاً "نتطلع إلى بدء الرحلات الجوية بين البلدين". كما أضاف أن الطرفين سيطبقان نظام التأشيرة الإلكترونية في الأول من ديسمبر على مواطنيهما للسفر بحرية بين البلدين.
على صعيد آخر وفيما يتعلّق بفضيحة مطار الدوحة، وعلى الرغم من إقرار السلطات القطرية بالخطأ الجسيم الذي تسبب في الثاني من أكتوبر بفضيحة طالت 18 امرأة كن على متن رحلة متجهة إلى سيدني، وتم إخضاعهن في مطار الدوحة لتفتيش مهين، وتعريتهن، وتعهدها بالتحقيق وملاحقة القضية، إلا أن بعض الراكبات الأستراليات أكدن أن أحدا من شركة الطيران القطرية لم يتصل بهن أو يقدم حتى اعتذارا عما لحق بهن من ضرر نفسي ومعنوي، مضيفات أنهن يفكرن بالتحرك قانونيا.
أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن سلوك تركيا في شرق المتوسط يعد انتهاكًا للقانون الدولي، قائلًا «نقترب من مرحلة فاصلة في علاقتنا مع تركيا«. وجدد بوريل دعمه لليونان وقبرص، وقال إن سلوك تركيا يبعدها أكثر عن الاتحاد الأوروبي. كما وأدان الاتحاد الأوروبي زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى مدينة فاروشا القبرصية المعروفة بـ«مدينة الأشباح»، التي أغلقت في أعقاب الغزو التركي لأراضي قبرص الشمالية في أوساط حقبة السبعينات، وذلك بالمخالفة لقرارت مجلسي الأمن والاتحاد الأوروبي. وقال الاتحاد في بيان رسمي تعليقًا على زيارة أردوغان إلى فاروشا وتصريحاته حول الإجراءات التي تعتزم تركيا إجراءها هناك، «تأتي تطورات اليوم في فاروشا في وقت تتواصل فيه محاولات خلق مساحة للحوار واستئناف المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، من أجل تسوية شاملة في قبرص وإعادة توحيدها على أساس التقدم المحرز، لذلك فإن الاتحاد الأوروبي على استعداد للعب دور نشط في دعم هذه المفاوضات وإيجاد حلول دائمة». كما صرح وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الخميس قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي «في كل مرة، للأسف، هناك استفزازات جديدة على أيدي تركيا. إذا لم تظهر إشارات إيجابية من تركيا بحلول شهر ديسمبر، وإذا جرت استفزازات أخرى مثل زيارة أردوغان إلى شمال قبرص، فستكون هناك مناقشات صعبة للغاية (في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في ديسمبر)».
على صعيد آخر، قالت دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء في مجلس الأمن إننا نشعر بقلق عميق من قرار السلطات الإسرائيلية بدء عملية تقديم العطاءات لبناء وحدات سكنية لمستوطنة جديدة تماما في "جفعات هاماتوس"، بين القدس وبيت لحم غرب القدس المحتلة. وأضاف بيان الدول الأوروبية المشترك، عقب اجتماع مجلس الامن الذي عقد، يوم الأربعاء، أن هذا القرار يضاف إلى التوسع الكبير في المستوطنات الذي أعلنت عنه إسرائيل في 14 و15 أكتوبر/تشرين الأول مع التخطيط لبناء ما يقرب من 5 آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية المحتلة، في مناطق داخل القدس وحولها، وأيضا إلى الهدم الواسع النطاق من قبل القوات الإسرائيلية لأكثر من 70 مبنى في خربة حمصة الفوقا شمال الأغوار. وأدان البيان المشترك من (بلجيكا وإستونيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وأيرلندا والنرويج)، الاتجاه المؤسف للاستيلاء على الأراضي والهدم منذ بداية العام، رغم جائحة كوفيد-19، وأيضا التهديد بهدم المدرسة الفلسطينية في مجتمع رأس التين وسط الضفة الغربية، بتمويل من الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ودعا إسرائيل إلى التراجع عن هذه القرارات السلبية في هذا الوقت الحرج والحساس، ووقف كل التوسع الاستيطاني المستمر، بما في ذلك في القدس الشرقية والمناطق الحساسة مثل "هار حوما" و"جفعات هاماتوس" والمنطقة المسمى (E1)، وكذلك عمليات الهدم، بما في ذلك المباني الممولة من الاتحاد الأوروبي. وشدد البيان على أن الاتحاد الأوروبي لن يعترف بالمستوطنات غير القانونية بموجب القانون الدولي، ولن نعترف بأي تغييرات على حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، بخلاف تلك التي اتفق عليها. وقال البيان الأوروبي إن أي بناء للمستوطنات سيتسبب في إلحاق ضرر جسيم باحتمالات قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا، وعلى نطاق أوسع، سيؤثر على إمكانية التوصل إلى حل الدولتين المتفاوض عليه بما يتماشى مع المعايير المتفق عليها دوليا وبأن تكون القدس العاصمة المستقبلية للدولتين. وأضاف أن النشاط الاستيطاني سيؤدي إلى استمرار إضعاف الجهود المبذولة لإعادة بناء الثقة بين الأطراف والتي تعتبر ضرورية لاستئناف مفاوضات هادفة في نهاية المطاف، وأعرب عن القلق العميق بشأن الوضع المالي الحرج للأونروا، ونناشد جميع الدول، بما في ذلك دول المنطقة، أن تنظر في تقديم أو زيادة مساهماتها للوكالة.
وعلى صعيد آخر، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة، روسيا وتركيا باتباع "استراتيجية تهدف إلى تأجيج مشاعر معادية لفرنسا في إفريقيا، واستغلال نقمة ما بعد حقبة الاستعمار".
في أزمة شرق المتوسط
في بيان مشترك، الأربعاء، انتقدت اليونان والإمارات سلوك تركيا المزعزع للاستقرار في منطقة شرق المتوسط. كما أدان الجانبان الانتهاكات التركية لوحدة أراضي اليونان وقبرص وحقوقهما السيادية، رافضين السلوك العدواني لأنقرة في المنطقة. واعتبر البلدان الأفعال التركية انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وحثّا أنقرة على الالتزام بالقانون الدولي والوقف الفوري لأعمالها غير القانونية والاستفزازية.
واعتبر وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، الثلاثاء، في تصريح جديد قد يؤجج الأزمة مع اليونان، أن بلاده لن تقبل بالأمر الواقع في قبرص، مؤكداً أنه ينبغي على القبارصة التخلي عن موقفهم وتقبل الوجود التركي، بحسب تعبيره.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الاربعاء، فرض إغلاق جزئي وحظر تجول ليلي واعتماد تقنية التعلّم عن بُعد حتى نهاية العام، وذلك في تدابير جديدة ترمي إلى احتواء تسارع تفشّي جائحة كوفيد-19 في تركيا. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي عقب جلسة للحكومة "نواجه وضعاً بالغ الخطورة. الإصابات والوفيات بلغت حدّاً مقلقاً، خصوصاً في إسطنبول". وأعلن فرض حظر تجول على مستوى البلاد في نهاية الأسبوع بين الساعة 20,00 والساعة 10,00، ومنع تقديم المأكولات والمشروبات على طاولات خدمة الزبائن في المطاعم والمقاهي والسماح لها فقط بتقديم خدمتي البيع والتوصيل المنزلي. وبات يتعيّن على المراكز التجارية والمتاجر الكبيرة وصالونات الحلاقة وتصفيف الشعر أن تغلق أبوابها عند الساعة 20,00، فيما ستبقى دور السينما مغلقة حتى نهاية العام، وستعتمد تقنية التعلّم عن بُعد حتى نهاية العام. كما حذّر أردوغان من أن الحكومة قد تضطر إلى اتّخاذ تدابير أكثر تشدّداً في حال استمر تفاقم الجائحة. وكانت جمعيات طبيّة قد أكدت أن الحصيلة الفعلية للإصابات والوفيات أعلى بكثير من الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة، كما دعا رئيس بلدية إسطنبول المعارض لإردوغان أكرم إمام أوغلو، الأسبوع الماضي، إلى إغلاق العاصمة الاقتصادية للبلاد، والتي تتفشى فيها الجائحة على نطاق واسع، معتبراً أن حصيلة الوفيات اليومية في إسطنبول أعلى مما تعلنه يوميا وزارة الصحة على صعيد البلاد قاطبة.
يشار إلى أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أدروغان لمنطقة فاروشا في شمال جزيرة قبرص قبل أيام، والتي كانت منتجعاً سياحياً فخماً وباتت "مدينة أشباح" ضمن المنطقة العازلة التي أقامتها الأمم المتحدة وقسّمت الجزيرة بعد الاجتياح التركي للشمال في 1974، كانت أثارت انتقاداً دولياً واسعاً. وشكلت تصريحاته التي تحدث فيها عن أن هناك شعبين ودولتين منفصلتين في قبرص، وأنه يجب أن تجري محادثات من أجل التوصل إلى حل على أساس دولتين منفصلتين، نكسة لجهود إعادة توحيد الجزيرة المتوسّطية المقسّمة بين جمهوريّة قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، والشطر الشمالي الذي تحتلّه تركيا منذ غزو قبرص. وقد أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة تابعت التطورات في فاروشا بقلق. وقال لوكالة الأنباء القبرصية "موقف الأمم المتحدة بشأن فاروشا لم يتغير، والأطراف مدعوة لتجنب الإجراءات أحادية الجانب".
بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، مع ملك الأردن عبدالله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، تطورات القضية الفلسطينية وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين. واتفق القادة الثلاثة في قمة ثلاثية عقدت، الأربعاء، في أبوظبي، على ضرورة حل الدولتين وضمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف. كما ناقش الأطراف خلال القمة، عمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدان الثلاثة، وسبل الارتقاء بها إلى أعلى المستويات، بما يحقق مصالحها المشتركة.
استضافت الرياض، يومي السبت والاحد، قمة لقادة مجموعة العشرين، هي الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي. وتسعى القمة لإيجاد توافق دولي حول القضايا الاقتصادية المطروحة في جدول الأعمال. وترأس الملك سلمان بن عبد العزيز، أعمال الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات القمة التي تعقد بشكل افتراضي، في ضوء الأوضاع العالمية المرتبطة بوباء كورونا، وذلك بمشاركة عدد من قادة الدول، ومنظمات دولية وإقليمية. وقد ضمّ جدول أعمال القمة عدداً من القضايا، أهمها، الطاقة والمناخ والاقتصاد الرقمي والرعاية الصحية والتعليم. وقد ضخت دول مجموعة العشرين 11 تريليون دولار "لحماية" الاقتصاد العالمي وساهمت بأكثر من 21 مليار دولار لمكافحة وباء كورونا المستجد الذي أصاب نحو 55 مليون شخص على مستوى العالم وخلف نحو 1.3 مليون حالة وفاة.
وأعرب الملك سلمان في كلمته عن ثقته "بأن قمة الرياض ستؤدي إلى آثار مهمة وحاسمة"، مضيفاً "نهدف لاغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع.. اتخذنا في مجموعة العشرين تدابير استثنائية لدعم اقتصاداتنا"، مشدداً على أنه "يتوجب علينا في G20 تقديم الدعم للدول النامية بشكل منسق". مشدداً: "علينا إعادة فتح اقتصاداتنا وحدودنا لتسهيل حركة التجارة والأفراد.. فنحن مستبشرون بالتقدم في إيجاد لقاحات وعلاجات لفيروس كورونا"، مشدداً: "نعمل مجددا لمواجهة أزمة عالمية عصفت بالإنسان والاقتصاد وأنه علينا تهيئة الظروف لإتاحة اللقاحات بشكل عادل وتكلفة ميسورة". وأضاف: "قمنا بتعزيز مبدأ الاقتصاد الدائري للكربون"، مؤكدا: "أقرينا مبادرة الرياض بشأن مستقبل منظمة التجارة العالمية".
أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاثنين، أمرا لوزير دفاعه بتوقيع اتفاقية مع السودان لبناء منشأة لوجستية للبحرية الروسية. وستقام المنشأة قرب الضاحية الشمالية لمدينة بورتسودان، وفق الاتفاق الذي يسري لمدة 25 عاما، ويجدد تلقائيا بعد مرور 10 سنوات. وستضم المنشأة قوات يصل عددها إلى نحو 300 عنصر. وتقول روسيا إن المنشأة، التي ستكون في البحر الأحمر، تهدف إلى تزويد أسطولها بالوقود، و إجراء عمليات صيانة أو استراحة للبحرية الروسية، كما يمكن أن تستقبل هذه المنشأة أربع سفن، بعضها يعمل بالطاقة النووية، كما يحق لموسكو أن تنقل عبر المطارات أو المرافئ السودانية أية أسلحة أو ذخائر أو معدات لهذه المنشأة. وقد شهدت الآونة الأخيرة تقاربا روسيا سودانيا، حيث تسعى موسكو إلى تعزيز عودة جيوسياسية إلى إفريقيا. وتجسد التقارب في تعاون في مجالات عدة منها العسكري والطاقة النووية السلمية.
على الصعيد الصحي، تعرض نظام الرعاية الصحية في روسيا، وهو واسع النطاق ولكنه يعاني من نقص التمويل، لضغوط كبيرة في الأسابيع الأخيرة، مع تفشي الوباء مرة أخرى وتحطيم الإصابات اليومية والوفيات الناجمة عن الفيروس بانتظام الأرقام القياسية. في جميع أنحاء البلاد، كان 81٪ من أسرة المستشفيات التي تم تخصيصها لمرضى فيروس كورونا ممتلئة حتى يوم الأربعاء، أبلغت الحكومة الروسية ثلاث مرات الأسبوع الماضي عن رقم قياسي للوفيات اليومية، وتضاعف عدد الإصابات الجديدة اليومية لكل 100 ألف شخص أكثر من الضعف منذ الأول من أكتوبر. بشكل عام، سجلت روسيا أكثر من مليوني حالة إصابة وأكثر من 35 ألف حالة وفاة، لكن الخبراء يقولون إن جميع الأرقام في جميع أنحاء العالم تقلل من الخسائر الحقيقية للوباء. ورسمت التقارير في وسائل الإعلام الروسية صورة قاتمة في الأسابيع الأخيرة. تمتلئ ممرات المستشفى بالمرضى على حمالات وحتى الأرضية. شوهدت جثث في أكياس بلاستيكية سوداء تتراكم على أرضيات المشرحة، كما تنتظر طوابير طويلة من سيارات الإسعاف في المستشفيات بينما تضع صيدليات لافتات تذكر الأدوية التي لم تعد متوفرة في المخازن. اعترفت السلطات الروسية بوجود مشاكل في النظام الصحي. حتى أن الرئيس فلاديمير بوتين حث المسؤولين الإقليميين على عدم التستر على الموقف، قائلاً إن "التظاهر بانطباع أن كل شيء طبيعي تمامًا أمر غير مقبول على الإطلاق". مع ذلك، تواصل السلطات الروسية الإصرار على عدم وجود حاجة إلى إغلاق على مستوى البلاد أو إغلاق واسع النطاق للشركات، وبدلاً من ذلك حث الناس على مراعاة الإجراءات التي أمرت بها الحكومات الإقليمية.
في أزمة بيلاروس
اعلنت السلطات في بيلاروس الاثنين ان أكثر من 700 شخص اعتقلوا بعد تظاهرة الأحد للمعارضة التي تسعى لإزاحة الرئيس ألكسندر لوكاشنكو. واعلنت المتحدثة باسم وزارة الداخلية أولغا تشيمودانوفا في بيان "تم توقيف أكثر من 700 شخص لانتهاك القانون حول الأحداث الجماعية وقبل درس المحاكم لمخالفاتهم". ووفقا لمنظمة "فياسنا" البيلاروسية للدفاع عن حقوق الإنسان أوقف ما لا يقل عن 1200 شخص خلال تظاهرة المعارضة الأحد التي فرقتها الشرطة فورا باستخدام القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع. والإثنين اعلنت المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا انها التقت سفراء الاتحاد الاوروبي داعية الى عقوبات اقتصادية جديدة ضد شركات عامة بيلاروسية ومصارف مرتبطة بالدولة. وفرض الاوروبيون عقوبات على لوكاشنكو ونجله فيكتور وعشرات المقربين منهما وكبار المسؤولين البيلاروس. ولوحوا بفرض عقوبات جديدة بعد وفاة معارض اثر توقيفه. ولجأ معظم قادة المعارضة إلى الخارج وخصوصا اولئك الذين لم يسجنوا. ولجأ المدونان البيلاروسيان ستيبان بوتيلو ورومان بروتاسيفيتش اللذان يشغلان قناة تلغرام نيكستا للمعارضة، إلى بولندا. والاثنين اعلنت الخارجية البيلاروسية استدعاء القائم بالاعمال البولندي في مينسك لابلاغه ان بيلاروس طلبت تسليم المدونين المتهمين بممارسة أنشطة "متطرفة".
تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات في بيلاروسيا مستمرة منذ 9 أغسطس/ آب بعد يوم الانتخابات الرئاسية، عندما أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في جمهورية بيلاروس فوز ألكسندر لوكاشينكو بأكثر من 80% من الأصوات. وبدأت الاحتجاجات الجماهيرية للمعارضة تحت دعوات لمغادرة لوكاشينكو الرئاسة. وقد توفي العديد من المتظاهرين أثناء الأحداث، وبدأ المناصرون إنشاء نصب لتذكارية في أماكن وفاتهم، بالورود، والصور، والشموع والمصابيح المضاءة. بحسب الرئيس لوكاشينكو فإن إنشاء نصب تذكارية للمتظاهرين المتوفين يمكن أن تصبح أماكن لبداية حرب أهلية في الجمهورية! قال رئيس بيلاروسيا: يتم إنشاء مثل هذه الأماكن للضغط النفسي على السكان، من أجل دعم النشاط الاحتجاجي. وأضاف، في مثل هذه الأماكن، غالبًا ما تندلع النزاعات بين المواطنين، والهدف الرئيسي في مثل هذه الحالات هو جعل هذه النقاط أماكن بداية لحرب أهلية، عندما يستمر التطرف ويأتي من الخارج، وحتى عندما يحمل أفرادنا السلاح، وأمر بإزالة جميع النصب التذكارية، ونقل الصور والمصابيح والزهور إلى المقابر حيث يتم دفن الضحايا.
أعلنت وكالة الطاقة الدولية، يوم الاربعاء، إن إيران بدأت ضخ غاز اليورانيوم إلى أجهزة طرد مركزي جديدة في مفاعل نطنز، بدون أي تعليقات من الجانب الايراني.
على صعيد آخر، فرضت الولايات المتحدة، الأربعاء، عقوبات جديدة على عشرات من الكيانات والأفراد الإيرانيين من بينها مؤسة تابعة للمرشد الإيراني علي خامنئي، وفقا لوزارة الخزانة الأميركية. واستهدفت العقوبات التي تأتي كأحدث إجراء من واشنطن لزيادة الضغط على طهران، 9 أشخاص و49 كيانًا. ومن بين المؤسسات التي طالتها العقوبات مؤسسة "مستضعفان"، وهي مؤسسة يسيطر عليها المرشد علي خامنئي، فضلا عن وزير الاستخبارات الإيراني وعشرات الكيانات والأفراد الآخرين، وفقا لموقع الخزانة. وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن واشنطن حرمت إيران من الوصول إلى 70 مليار دولار من عائدات النفط منذ مايو من العام 2018 ، متعهدا بمنعها من الوصول إلى 50 مليار دولار سنوياً.
وكانت السفارة الأميركية في بغداد قد نشرت تقريرا العام الماضي، يقول إن ثروة خامنئي تقدر بـ 200 مليار دولار، يندرج معظمها تحت ثلاث مؤسسات هي هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني، ومؤسسة "مستضعفان"، ومؤسسة "أستان قدس رضوي". وتعتبر "مستضعفان" ثاني أكبر كيان اقتصادي في إيران بعد "شركة النفط الوطنية الإيرانية"، حيث تمتلك نحو مئتي مصنع في جميع أنحاء البلاد، وعشرات الشركات المالية بما في ذلك البنوك والممتلكات العقارية. وقد تم تأسيس "مستضعفان" بمرسوم من مرشد الثورة السابق، الخميني، في عام 1979، كمؤسسة خيرية في الأصل، تهدف إلى القضاء على الفقر. وتعتبر مستضعفان خليفة مؤسسة بهلوي خلال عصر الشاه الإيراني، قبل أن تندلع الثورة في عام 1979، وقد كانت مؤسسة "بهلوي" ثقافية واجتماعية، تساعد الطلبة على الالتحاق والتعلم في الجامعات الأوروبية والأميركية، لكن بعد اندلاع الثورة، صادرت هذه المؤسسة الممتلكات الثمينة الخاصة بالنخبة السياسية والاقتصادية الموالية للشاه، وبقيّة الأقليات مثل اليهود والبهائيين.
رحب الاتحاد الأوروبي بوقف القتال في اقليم ناغورنو كراباخ، لكنه ندد بتدخل قوات أجنبية وطالب بتحقيقات حول جرائم حرب قد تكون ارتكبت خلال النزاع. وطالب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، باسم الدول الأعضاء، من كل الأطراف الإقليمية الامتناع عن أي تحرك أو أي خطاب من شأنه التأثير على وقف إطلاق النار، وطالب أيضا بانسحاب كامل وسريع لكل المقاتلين الأجانب في المنطقة. وناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس،اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان الذي تم بوساطة روسية وتبعات النزاع. وسيناقش دور تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي خلال اجتماع لوزراء خارجية الحلف في الأول من كانون الأول (ديسمبر) والثاني منه.
دعت الصين أستراليا إلى القيام بتحرك لوقف تدهور العلاقات بين البلدين، وذلك في أحدث مؤشر على أن بكين لن تقدم سوى تنازلات محدودة، إن حدث، لتسوية خلافاتهما. تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو لي جيان جاءت في نفس اليوم الذي قدمت فيه سفارة الصين في كانبرا قائمة تضم أربعة عشر وجها للخلاف بين الجانبين، تتوقع الصين أن تغير أستراليا توجهاتها فيها. أوضح تشاو أن الصين تحمل أستراليا مسؤولية التدهور في العلاقات، وقال: "من بدأ المشكلة، عليه أن ينهيها". وأضاف تشاو في إيجاز صحفي يومي، الخميس: "أريد أن أؤكد أن الجانب الأسترالي يدرك تماما أساس تدهور العلاقات الثنائية ... نأمل أن يبذل الجانب الأسترالي المزيد من الجهد لتحسين الثقة المتبادلة والتعاون وتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين." كان التوتر أصاب العلاقات بين الجانبين، في السنوات الأخيرة، وسط غضب صيني ناجم عن مجموعة من القضايا، تشمل استياء أستراليا مما تعتبره تدخلا سياسيا صينيا، إضافة إلى الاستثمارات الصينية، ودعوتها- أستراليا- إلى إجراء تحقيق مستقل في جذور جائحة كورونا التي ظهرت للمرة الأولى في الصين أواخر العام الماضي. وفي خطوة يرجح أن تزيد من غضب بكين، أبرم قادة أستراليا واليابان، خصم الصين القديم، اتفاقا أساسيا الثلاثاء، بشأن اتفاق دفاعي ثنائي يسمح لقواتهما بالعمل من كثب، في إطار مساعيهما الرامية إلى تعزيز العلاقات فيما بينهما، ومواجهة تنامي الوجود الصين في منطقة آسيا- المحيط الهادئ. وقد عبّر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في بيان مشترك، مع نظيره الياباني يوشيهيدي سوغا، عن "مخاوف جدية بشأن الوضع" في بحر الصين الجنوبي والشرقي، و"معارضة قوية" لعسكرة الجزر المتنازع عليها، ومساع أخرى أحادية الجانب لتغيير الوضع القائم، دون أن يذكر اسم الصين تحديدا- ما يعكس حساسيتهما تجاه أكبر شريك تجاري لهما.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
16 تشرين الثاني 2020
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري اليوم الإثنين إلكترونياً شارك فيه السيدات والسادة أسعد بشارة، أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين بشير، أيمن جزيني، إدمون رباط، بهجت سلامه، توفيق كسبار، جوزف كرم، حسن عبود، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، منى فيّاض، سامي شمعون، سوزي زيادة، غسان مغبغب، فارس سعيد، طوني حبيب، طوني خواجه، ميّاد حيدر، ندى صالح عنيد، سيرج بوغاريوس وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي:
في لحظة دولية وإقليمية حرجة يُعاد فيها ترتيب الأوراق من الجميع لمحاورة الإدارة الأميركية يمضي لبنان في خروجه من النظام العالمي ويتمثّل ذلك بانهيار القطاعات المصرفية والصحية والتربوية، وهذا ما قاله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس، وهذا ما يؤكد عليه اللقاء اليوم.
إن "لقاء سيدة الجبل" يدعو الجميع للعودة الى لبنان بشروط الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية. فلا التفاوض على محاصصة طائفية، ولا إسترضاء شخصيات لحقت بها عقوبات أميركية هي من الشروط الوطنية، فخلاص لبنان يكون في استقالة رئيس الجمهورية كخطوة أولى لسلطة بديلة بكل مؤسساتها الدستورية.
2*) حركة المبادرة الوطنية
16 تشرين الثاني 2020
صدر عن "حركة المبادرة الوطنية" بياناً حول توقيف الاستاذ الجامعي مكرم رباح جاء فيه:
تستنكر حركة المبادرة الوطنية بأشد عبارات الاستنكار وأوضحها توقيف الاستاذ الجامعي مكرم رباح على المطار ومصادرة هاتفه وجواز سفره من دون توجيه أية تهمة واضحة ما يذكرنا بتوقيف النظام الأمني اللبناني - السوري للشهيد الدكتور سمير قصير بسبب آرائه السياسية المناهضة للاحتلال السوري.
كما تدين الحركة اسلوب الترهيب الأمني الذي يستمر فصولاً من خلال استدعاء الناشطين وقادة الرأي لا لشيء إلا لمطالبتهم بحق اللبنانيين باستعادة سيادتهم وقرارهم الحر بمواجهة الاحتلال الإيراني وأوضح تعبيراته "حزب الله" وسلاحه غير الشرعي.
3*) التيار العوني
17 تشرين الثاني 2020
عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري الكترونيا، برئاسة النائب جبران باسيل، ناقش خلاله التطورات، وجدد في بيان دعوته الى "الاسراع في تشكيل حكومة انقاذ تنفذ البنود الإصلاحية التي تضمنتها المبادرة الفرنسية، وتحصن الإستقرار والتضامن الوطني في مرحلة هي من أخطر المراحل التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وسط مؤشرات عدة متناقضة وغير مطمئنة".
واعتبر ان "موقفه المسهل نابع من ادراكه لخطورة الوضع، ولذلك يشدد على ان يتم اعتماد معيار واحد في عملية تشكيل الحكومة ليتأمن لها اوسع دعم نيابي وسياسي وشعبي ممكن".
واكد ان "حكومة الاختصاص والخبرة والكفاءة لا يمكنها ان تعمل وتنجز بمعزل عن مبدأ حفظ التوازن الوطني، الذي لا يمكن تجاوزه او التنازل عنه".
ونبه الى "وجود معطيات اكيدة ومؤشرات مقلقة توحي برغبة البعض بالعودة 15 سنة الى الوراء الى زمن الإقصاء والتهميش، وهو امر يعاكس مسار الإستقرار الوطني".
وشدد التكتل على "موقفه الثابت بان التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان هو اولوية مطلقة ويجب الإنطلاق به فورا على اساس القوانين المرعية الإجراء، وذلك لكشف مصير اموال الناس". كما ذكر بموقفه "الداعي الى تعديل قانون السرية المصرفية لإسقاط كل العوائق والحجج من امام التدقيق في حال استمر تعثر وتعطيل تنفيذ العقد". وطالب "الحكومة ومصرف لبنان القيام بكل ما يتطلب لتنفيذ التدقيق". واعتبر ان "التدقيق في حسابات المالية العامة كان ولا يزال معركته الكبيرة مع منظومة الفساد السياسي والمالي، وهو يُصر على التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وفي كل إنفاق عام". واعلن انه "يتطلع الى "التعاون الوثيق مع مختلف الكتل النيابية في سبيل إظهار الحقائق والكشف عن واقع الأرقام حفاظا على حقوق الناس".
واكد التكتل "ضرورة التزام كل اجراءات الوقاية وخاصة ارتداء الكمامات تحت طائلة فرض غرامة مالية على المخالفين، وذلك لخفض نسبة الاصابات بوباء كورونا وتفادي الوصول الى وضع تعجز فيه المستشفيات عن استقبال المرضى". وحيا "الأجهزة الأمنية في التزامها بتطبيق القرارات"، كما حيا "جهود الجسم الطبي لمواجهة هذا الوباء"، واكد ان "الالتزام الجدي بالوقاية سيسمح بإعادة النشاط التجاري الذي يحتاجه لبنان، ولاسيما على أبواب عيدي الميلاد ورأس السنة".
4*) سامي الجميل
21 تشرين الثاني 2020
رأى رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل، في اللقاء الافتراضي الذي أقامه الحزب في ذكرى تأسيسه وذكرى استشهاد الوزير والنائب السابق بيار الجميل، ان "القدر والتاريخ مصران على أن يؤكدا ترابط تاريخ حزب الكتائب واستقلال لبنان".
وقال: "بكينا على بيار ولدينا امل ببناء لبنان الجديد، ولكن ما لم نتوقعه ان يكون لبنان في 21 تشرين الثاني 2020 بما هو اليوم. لبنان يمر بأصعب مرحلة، ونحن على مفترق طرق، ولكن الوقت ليس لنفكر بالاستسلام. هناك دول كثيرة غير لبنان مرت بأزمات اقتصادية ووجودية وحلت مشاكلها وبنت بلادها مجددا".
أضاف: "طرحنا جزءا كبيرا من الحلول ووضعنا خطط عمل اقتصادية للنهوض، ونصطدم كلما حاولنا النهوض بحاجزين كبيرين: السلاح والمنظومة الفاسدة الحاكمة".
وتابع: "الى قيادة حزب الله أقول: تدخلون لبنان بصراعات ليس له مصلحة فيها وتعزلونه وتجرونه الى العقوبات، وتمنعون التغيير في لبنان، وتحمون الفساد عبر رفضكم الانتخابات، وسلاحكم نقيض التعددية والاقتصاد والاستقرار، وسلاحكم تقسيمي. سلاحكم يبعد اللبنانيين ويجعلهم يتقوقعون، واللبنانيون لن يقبلوا ان يتعايشوا مع سلاحكم التدميري للحاضر والمستقبل. إذا اعتقدتم بأنكم بالبهورة ورفع الإصبع والتخويف تخيفوننا نقول لكم إن من هو أكبر منكم لم يخفنا، ولستم أنتم من يخيفنا ولن ننجر إلى ملعبكم، ملعب العنف والتطرف لأن إرادة الحياة أقوى من سلاحكم".
وقال: "الى المنظومة السياسية أقول: في 2016 سلمتم بالتسوية الرئاسية القرار لحزب الله بالتكافل والتضامن مقابل فتافيت من السلطة وكراس من كرتون. دمرتم الاقتصاد وأبرمتم الصفقات وعطلتم البلد وجريتموه الى الانهيار الكامل وزرعتم أزلامكم بالادارات التي حولتموها لبؤر فساد. ومصرف لبنان بات صندوقا لكم واليوم ترفضون ان يتم التحقيق فيه. اليوم توزعون الادوار وفي النهاية تنضبون على بعضكم".
أضاف: "حان وقت المحاسبة والتغيير وقررنا نقل المواجهة الى مرحلة جديدة ولبنان لا يحتمل المزيد ولا يمكنه ان يبقى يعيش بالموقت، وحان الوقت لنتوحد. لن يساعدنا احد اذا لم نقف ونطالب بحقنا بالحياة وسنكسر الحواجز ونوحد الصفوف من اجل المواجهة. والكتائب تعمل مع كل التغييريين والسياديين المناضلين والمجموعات بعيدا عن الانانيات لان المواجهة تتطلب ان نكون قلبا واحدا لتحقيق التغيير. الكتائب قوية بمشروعها الواضح، وهدفها اليوم ان يتوقف اللبنانيون عن الخوف من بعضهم البعض وأن يتوقف اللبنانيون عن الخوف على المستقبل وعن التقوقع كل بمفرده. مشروع الكتائب ليس مشروع مجتمع مقاوم يعيش على الحرب والدمار والسلاح انما مشروعنا مشروع سلام وانفتاح وثقافة وفن مبني على سعادة الانسان".
واعتبر انه "حان الوقت لنرتاح ونأخذ فرصة ونبني بلدا ومستقبلا لأولادنا بثقافة وتطور وانفتاح وسلام، ومن حقنا أن نعيش بسلام".
5*) عظة الاحد
22 تشرين الثاني 2020
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس الاحد في بكركي وعاونه المطارنة حنا علوان، أنطوان عوكر وبيتر كرم، وشارك في القداس النائب أنطوان حبشي، رئيس بلدية فاريا ميشال سلامه والدكتور شربل عازار.
وألقى الراعي عظة بعنوان "انا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك" جاء فيها: "
1 .قبلت مريم تصميم الله الخلاصي، ودورها فيه، ولو كان مخالفا لتصميمها الزواجي بخطبة شرعية مع يوسف. فأجابت على بشرى الملاك بطاعة كاملة، قائلة: أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك (لو 1: 38). وهكذا أعلنت نفسها خادمة لإبن الله الذي سيولد منها بقوة الروح القدس، وللتصميم الإلهي الذي يتحقق بواستطها.
ما أجمل أن يقرأ كل مسؤول وصاحب رسالة، موقعه من هذا المنظار، أكان في العائلة، أم في الكنيسة، أم في المجتمع، أم في الدولة! فيصغي لكلام الله وإلهامات الروح القدس، ويقوم بمسؤوليته بروح الطاعة لإرادة الله. وبذلك يضع مدماكا في تحقيق التصميم الإلهي.
تعلمنا العذراء مريم أن المسؤولية خدمة للآخرين مشرفة، وليست خدمة للذات. وبكونها خدمة، فإنها تتحلى بالتواضع والجهوزية والتفاني والتجرد وبروح إنجيل التطويبات. ولأن مريم عاشت الخدمة بهذه الفضائل، رفعها الله إلى أسمى المراتب بإنتقالها بالنفس والجسد إلى السماء، وبتكليلها سلطانة على السماء والأرض.
إنه حوار نموذج يقوم بين الله وكل واحد منا، عندما نصغي لكلامه ونحفظه في القلب، ونحيطه بالصلاة والتأمل. إصغاء وصلاة وتأمل. هذه الثلاثة تضمن هذا الحوار الضروري في حياتنا، إذ لا يمكن أن نفصل واقعنا في شتى مراحل الحياة عن إرادة الله وتصميمه الخلاصي اللذين يتحققان بالتعاون مع كل إنسان وفقا لدوره الخاص.
ها نحن أمام سر الإله-الإنسان، وسر العذراء-الأم. يا لتبادل عجيب!
وما القول عن ضحايا ومنكوبي انفجار مرفأ بيروت، والصمت بشأن التحقيق العدلي مطبق حتى الآن، وقد مر ما يقارب الأربعة أشهر؟ ونحن نتساءل معهم لماذا لا يشمل هذا التحقيق كل المعنيين إلى أقصى حدود المسؤوليات، ولو كشهود. إن جريمة بهذا الحجم لا يمكن أن تستثني أحدا مهما علا شأنه. مرة أخرى نقول: إنها ساعة القضاء الحر والشجاع!
ها أنا قالها يسوع عند دخوله إلى العالم ها أنا آت لأعمل إرادتك يا الله (عبرانيين 10: 7). وهي كلمة تقولها الكنيسة بكل أبنائها وبناتها المخلصين لله.
فليجددها كل واحد وواحدة منا في مختلف مراحل حياته وفي مسؤولياته تحقيقا لإرادة الله وتصميمه الخلاصي في العالم، فيتمجد الثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".