رقم 35/2020
تقرير دولي 28/12/2020-3/1/2021
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
يغيب رئيس الحكومة المكلّف الشيخ سعد الحريري عن المشهد السياسي اللبناني الداخلي بسبب سفره خارج البلاد "مع اجازة اعياد رأس السنة"، أما المسؤولون المتواجدون في لبنان فغيابهم عن طرح الحلول لا يقل عن غياب الرئيس الحريري.
فبالرغم من مناشدة بعض الرؤساء الروحيين في خطب رأس السنة إيجاد الحلول وتشكيل الحكومة العتيدة وتجاوز المصالح الشخصية، تغيب السلطة الحاكمة عن المشهد السياسي بشكل مخزٍ لا يمكن وصفه بكلام لائق. ففي وقت يقاتل المواطن اللبناني من أجل لقمة عيشه في ظل الأزمة الاقتصادية- المالية المتفاقمة ومن أجل صحته في ظل تفاقم وباء الفيروس المستجد (كورونا) بشكل دراماتيكي، تبقى الطبقة السياسية تتعامل مع الأزمات بشكلٍ روتيني مبسّط لا ينمّ عن حسٍّ وطني بتحمّل المسؤولية أو حتى عن حسٍّ مهني يدلّ على معرفة هذا المسؤول إو ذاك بما يفعله!
ومع نهاية الاسبوع، أتى تصريح قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده أن لبنان غزة ما خط المواجهة الأول لنظام ولاية الفقيه وأن صواريخ حزب الله وحماس تمّت بدعم إيراني، ليؤكّد مرة جديدة على مدى توغّل ايران في تحكّمها بلبنان. وذلك من دون أي تصريح أو شجبٍ رسمي من السلطة اللبنانية على هذا التعدّي الواضح والصريح على السيادة الوطنية للدولة. ففي وقت يستدعي وزير الخارجية اللبنانية السفيرة الاميركية لاستيضاح تصريحاتها حول العقوبات على شخصية لبنانية وتدخّلها بالشأن اللبناني من خلال دعم حكومتها لمطالب الشعب اللبناني المحقّة، لا يتم استدعاء السفير الايراني لاستضاح موقف دولته من تصريحات قائد عسكري يعلن ان لبنان هو خط المواجهة الأول في صراع دولته مع دولة أخرى!
يبقى أن نقول أن السنة الجديدة بدأت بتعدٍّ جديد على سيادة لبنان من قبل ايران التي تتحكّم بالمؤسسات اللبنانية من خلال ذراعها حزب الله، ويبقى على اللبنانيين السياديين أن يتحضّروا لاستعادة سيادة بلدهم برصّ الصفوف واستكمال عملهم الذي بدأوه العام المنصرم.
وفيما يخص طلّات امين عام حزب الله المتكررة هذا الاسبوع، يبدو واضحاً أنه بحاجة إلى التوجّه أكثر وأكثر إلى بيئته من أجل شدذ الهمم، فقد بدأت البيئة الحاضنة بالتململ مؤخراً ناهيك عن انزعاج بعض الحلفاء من سياسة الحزب الداخلية. فبعد اطلالته على المحطة الايرانية في مقابلة حصرية أطل نصرالله يوم الأحد في ذكرى اغتيال قائد الحرس الثوري قاسم سليماني و"المهندس" قائد الحشد الشعبي العراقي بكلمة متلفزة ليؤكّد مجدداً أن ايران ليست ضعيفة وسترد بالزمان والمكان المناسبين على "الجريمة". إنما الجديد- القديم في كلامه الاخير كان تأكيده أن حزب الله هو من يحمي لبنان وسيادته ومياهه ونفطه وليس الدولة وجيشها. ووعد بكلمة متلفزة جديدة الاسبوع القادم من أجل الكلام عن الوضع اللبناني.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
كان أسبوعاً خالياً من الاحداث السياسية في ظل الأعياد التي مرّت على لبنان هذا العام بشكّلٍ مؤلم مع الأزمة المالية- الاقتصادية وبعد انفجار مرفأ بيروت الاجرامي وتداعياته على الصعيدين الانساني والاقتصادي وسط تجاهلٍ موصوف من السلطة اللبنانية. ناهيك عن الأزمة الصحية التي يبدو أن المسؤولين اللبنانيين لم يتمكنوا من معالجتها لسببٍ أو لآخر!
فالمسؤولون اللبنانيون لا يزالوا يتربّصون الفرص من أجل كسب مزيدٍ من الحصص في دولةٍ متهاوية بسبب سياساتهم. وهم غير مستعدون للتخلّي أو التنازل عن محاصصاتهم من أجل الخير العام ومن أجل إخراج البلد من النفق الذي أدخلوه فيه.
ولم يكن مشهد مقابلة حسن نصرالله، الامين العام لحزب الله، على المحطة الايرانية وهو محاطٌ بصور القادة الايرانيين من دون أية صورة لأي معلمٍ لبناني أو حتى العلم اللبناني إلا تأكيد على أن حزب الله ليس حزباً لبنانياً بل جزء من قوات الحرس الثوري الايراني على ما يقوله ويؤكده نصرالله بنفسه.
تبقى كلمات بعض المسؤولين الروحيين هي التي تعطي أملاً بأن هناك من يقف جنب هذا الشعب المتألّم والمكافح.
محطات سياسية واقتصادية:
لافتة أتت الضربات فجر الأربعاء على منطقة ريف الزبداني السورية والقريبة من الحدود اللبنانية، ما رجح فرضية استهداف مواكب نقل أسلحة لحزب الله، بالإضافة إلى مستودعات تخزين. وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن معلومات جديدة كشفت تدمير مستودعات للصواريخ والذخائر تابعة لحزب الله والميليشيات الموالية لإيران في منطقة "النبي هابيل" بريف الزبداني، بعد استهدافها بصواريخ إسرائيلية. كما أوضح أن تلك المستودعات محفورة ضمن الجبل، مضيفا أن الضربات أدت إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف تلك الميليشيات. يشار إلى أن مستودعات ذخائر وأسلحة لحزب الله والميليشيات الموالية لإيران تتواجد في مرتفعات المنطقة بشكل كبير جداً، إذ تعد تلك المنطقة نقطة تخزين يستخدمها حزب الله قبل نقل الأسلحة والذخائر إلى داخل الأراضي اللبنانية، بحسب المرصد. إلى ذلك، استهدفت الصواريخ الإسرائيلية كتيبة للدفاع الجوي تابعة للنظام السوري في المنطقة، أثناء محاولتها التصدي للقصف الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتل أحد عناصر الكتيبة وإصابة 5 آخرين، بينهم اثنان بحالة حرجة، باعتراف وسائل اعلام تابعة للنظام.
في سياق متّصل، وثق المرصد السوري عد منتصف ليل الخميس – الجمعة، انفجارا ضرب منطقة تل السمن بريف الرقة الشمالي، والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتتواجد فيها قوات النظام والروس، ناجم عن انفجار بسيارة عند القاعدة الروسية هناك، ما أدى لأضرار مادية، وقد تبنى التفجير تنظيم حراس الدين الجهادي الذي ينشط شمال غرب سوريا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، لاحقاً عن سقوط جرحى من القوات الروسية جراء انفجار الآلية المفخخة. يذكر أن هذا التفجير هو الأول من نوعه في شمال شرق سوريا. وقد أفاد المرصد، في السابع من الشهر الفائت باستقدام القوات الروسية تعزيزات عسكرية، إلى قاعدتها في منطقة تل السمن في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، وشملت التعزيزات آليات محملة بالعتاد العسكري والجنود، دون معرفة الأسباب.
وفي السياق ذاته، شهدت مدينة حمص حالة غضب شعبي كبير وفي ذات الوقت "حداد"، بعد الكمين الذي تعرض له العشرات من مقاتلي "الفرقة الرابعة" في بادية محافظة دير الزور، ما أسفر عن مقتل العشرات منهم، وإصابة آخرين بجروح خطيرة، حيث عملت الفرق الإسعافية على نقلهم إلى مشفيي المجتهد والأهلي، بحسب المصادر. وفي تفاصيل الكمين فقد تعرضت ثلاث حافلات نوع "بولمان"، في الساعة الرابعة من عصر الأربعاء لهجوم وصفه نظام الأسد بـ"الإرهابي"، وذلك في المنطقة المعروفة ببادية الشولا في ريف دير الزور شرق سوريا، وسط مؤشرات على وقوف خلايا تتبع لتنظيم "داعش" وراء العملية. وأسفر الاستهداف حسب رواية النظام إلى مقتل 25 شخصا وإصابة آخرين، إلا أن مصادر من داخل مدينة حمص أكدت أن حصيلة القتلى تزيد عن 30 قتيلا، وغالبيتهم من عناصر "الفرقة الرابعة"، التي تعتبر أبرز التشكيلات في قوات الأسد. وأوضحت المصادر أن الأحياء الموالية للنظام في حمص أعلنت "الحداد" في الساعات الماضية، مع وصول جثث القتلى، وأشارت إلى حالة "غضب كبير" بسبب عدم اعتراف النظام السوري بهوية القتلى، وإصراره على ذكر اسم "أشخاص" بدلا من تحديد هويتهم بشكل دقيق، كعناصر رسميين ضمن قواته. وتأتي حادثة الاستهداف المذكورة بعد يومين من كمين مشابه تعرض له عناصر من "الحرس الجمهوري" في بادية الشولا بريف دير الزور أيضا، ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 30 عنصرا، في ضربات متصاعدة، تبنى تنظيم داعش القسم الأكبر منها عبر أذرعه الإعلامية التي ماتزال نشطة عبر تطبيق "تلغرام".
وعلى صعيد آخر، أفاد المرصد السوري أن الاستياء يسود في صفوف المقاتلين من "مرتزقة الفصائل الموالية لأنقرة" الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، وذلك على خلفية تأخر مستحقاتهم المادية. وذكرت المصادر أن قادة الفصائل كـ "فرقة الحمزة وسليمان شاه والجبهة الشامية ولواء المعتصم" يعمدون إلى المماطلة في تسليم رواتب المقاتلين، ولم يكتفوا بذلك فحسب، حيث يتم اقتطاع مبالغ مالية من راتبهم الشهري تتراوح بين 100 إلى 300 دولار أميركي، فضلاً عن المتاجرة برواتبهم وهو أحد أهم أسباب تأخير التسليم، وسط مطالبة المقاتلين للأتراك بتسليمهم رواتبهم مباشرة بدلاً من التسليم عبر القادة. وأشار المرصد السوري قبل أيام، إلى أن قضية تواجد مرتزقة الفصائل السورية الموالية لأنقرة في ليبيا تعود إلى الواجهة، ولاسيما في ظل تعليق الملف من قبل الحكومة التركية التي حولت المقاتلين إلى مرتزقة وأرسلتهم إلى هناك، على الرغم من التوافق الليبي – الليبي، حيث أن عودة مقاتلي الفصائل من ليبيا إلى سوريا لاتزال متوقفة منذ 43 يوماً.
يذكر أن تعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ نحو 18 ألف "مرتزق" من الجنسية السورية من بينهم 350 طفلا دون سن الـ18، وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 10750 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، في حين بلغ تعداد الجهاديين الذين وصلوا إلى ليبيا 10 آلاف من بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية. كما يذكر أن تعداد قتلى المرتزقة من الفصائل السورية الموالية لأنقرة في ليبيا بلغ 496 قتيلاً.
زيارتان متزامنتان في اليومين الماضيين لدولتين تقفان على طرفي نقيض، فتحتا باب حديث واسع عن المرحلة الجديدة، التي تدخل بها طرابلس الواقعة في الغرب الليبي، والتي يبدو أنها مقبلة على تطورات فاصلة، من شأنها أن تقود إلى مشهد ليبي جديد، بعيدا عن أصوات القصف وأرتال الجند المدجج بالسلاح. الزيارة الأولى هي لوزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، بصحبة وفد عسكري رفيع ضمن رؤساء الأركان البرية والبحرية، قبل أن يزور العاصمة وفد مصري رفيع مكون من شخصيات أمنية ودبلوماسية، لأول مرة منذ ست سنوات، في تحركات استبعد مراقبون أن تكون محض صدفة، بل تقف ورائهما رسائل وترتيبات قد لا تعرض على العلن في الوقت الحالي، إلا أن بوادرها باتت مكشوفة. بعد أسبوع من زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى رجل شرق ليبيا النافذ خليفة حفتر الذي لطالما نُظر إليه باعتباره يتمتع بدعم القاهرة غير المشروط، وصل وفد مصري رفيع المستوى إلى طرابلس (غرب البلاد)، الأحد، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 2014. ومنذ قرابة شهرين مضيا كان هناك لهجة إيجابية من جانب أنقرة اتجاه نظيرتها القاهرة، وخاصة في الأمور المتعلقة بالساحة الليبية. الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان كان قد أطلق عدة رسائل، اعتبر فيها أن بلاده مستعدة لعقد اتفاق بحري مع مصر على غرار الاتفاق البحري مع ليبيا. وبالعودة إلى تهديد حفتر الأخير ضد القوات التركية، فلم يصدر عن القاهرة أي موقف يشابه مواقفها السابقة، التي اعتبرت فيها سرت- الجفرة "خطا أحمر"، في يونيو الماضي، عندما اقتربت قوات "الوفاق"، بدعم تركي، منهما. ونرى إن مصر وعلى الرغم من اصطفافها في الحلف المضاد لتركيا في عدة ملفات، بينها الملف الليبي، إلا أنها تعتبر أشد المعارضين للحملة العسكرية التي شنها حفتر للسيطرة على طرابلس، وكانت قد تخوفت من سيناريو التوسع التركي في ليبيا، إذا ما فشل حفتر في ذلك، وهو الأمر الذي حصل تماما. ويبدو أن الزيارة المصرية اللافتة إلى الغرب الليبي لن تقف عن ذلك، ولاسيما أنها أتبعت باتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ووزير خارجية ليبيا لحكومة الوفاق، محمد الطاهر سيالة، وذلك من أجل بحث الملف الليبي ودعم الاستقرار. الزيارة المصرية لقيت اهتماما كبيرا في أوساط حكومة الوفاق، خصوصا الشخصيات الحكومية الراغبة في موازنة العلاقات مع الأطراف الإقليمية، وإلى جانب ذلك كان هناك ترحيب ضمني في الأوساط التركية. لكن هناك من يرى خلاف ما سبق، من منطلق أن الزيارة المصرية إلى طرابلس تأتي في إطار التنافس بعيدا عن أي تفاهمات أو تقارب مع الجانب التركي، إذ تسعى القاهرة لتعزيز وجود كبير في الغرب الليبي، كخطوة لكسر الوجود التركي الذي تعزز مؤخرا بزيارة آكار. وفي الوقت الحالي تطمح تركيا إلى استثمار تدخلها وتحويله إلى تواجد استراتيجي في جنوب المتوسط من خلال إنشاء قاعدة عسكرية واستثمارات اقتصادية وغيرها، أما مصر فلا تريد لهذا الدور التركي أن يتوسع، لأنه سيكون على حسابها في منطقة واعدة اقتصاديا، وبوابة إلى دول القارة الأخرى.
على صعيد آخر، أعلنت ستيفاني وليامز الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة يوم الأحد، تأسيس اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، معربة عن امتنانها لأعضاء الملتقى لمشاركتهم الفعالة والبناءة. وذكر بيان صحفي صادر عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن البعثة تلقت 28 ترشيحا وتزكية من الملتقى، وأضافت في بيانها أنه تماشياً مع مبدأ الشمولية الذي يمثل صلب مبادئ ملتقى الحوار السياسي الليبي، قررت البعثة توسيع اللجنة الاستشارية إلى 18 عضوا من أجل ضمان تنوّع جغرافي وسياسي واسع النطاق بالإضافة إلى ضمان مشاركة المرأة والشباب والمكونات الثقافية. وستكون ولاية اللجنة الاستشارية محددة زمنيا بشكل صارم لتكون مهمتها الرئيسية مناقشة القضايا العالقة ذات الصلة باختيار السلطة التنفيذية الموحدة وتقديم توصيات ملموسة وعملية لتقرر بشأنها الجلسة العامة للملتقى. ووفق البعثة الأممية المعروفة باسم (أنسميل) يبقى موعد الانتخابات الوطنية في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021 أمرا ثابتا بالنسبة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وهو مبدأ إرشادي وهدف لا يمكن التخلي عنه.
صرّح الجيش الإسرائيلي، الذي نادرا ما يعلق على الضربات الجوية التي تنفذها قواته، في تقرير، الخميس، إنه قصف نحو 50 هدفا في سوريا عام 2020. في حين لم يقدم التقرير السنوي للجيش الإسرائيلي تفاصيل عن الأهداف التي قصفت، لكن يُعتقد أن إسرائيل شنت مئات الضربات في سوريا منذ اندلاع النزاع عام 2011. واستهدفت الضربات القوات النظامية السورية والقوات الإيرانية المتحالفة ومقاتلين من حزب الله اللبناني. وكانت إسرائيل تعهدت باستمرار منع إيران من ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، حيث دعمت طهران الرئيس بشار الأسد طوال الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عقد. وقالت متحدثة عسكرية إن الأرقام الواردة في التقرير صحيحة حتى 20 ديسمبر". وقال التقرير دون الخوض في التفاصيل إن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت 1400 طلعة جوية "عملياتية" في عام 2020. وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني قال التقرير إن 176 صاروخا أطلقت من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس على إسرائيل، سقط منها 90 في أرض خالية مفتوحة، بينما اعترضت الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية 80 صاروخا.
كشفت أكبر وكالة صحية صينية أن العدد الحقيقي لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في مدينة ووهان، بؤرة تفشي الفيروس، قد يكون أعلى بعشرة أضعاف من العدد المعلن عنه. ووجد الباحثون، الذين أجروا دراسة في أبريل الماضي، أن 4.4٪ من عينة من 34000 شخص في ووهان أثبتت إصابتهم بالأجسام المضادة لفيروس كورونا. ويشير تطبيق هذه النسبة على سكان المدينة البالغ عددهم 11 مليونًا إلى أن أكثر من 480 ألف شخص قد أصيبوا بالفيروس بالمدينة فقط، وهو رقم أعلى بكثير من 50354 حالة إصابة بكوفيد -19 التي أكدتها هيئة الصحة المحلية في ووهان حتى الآن.
على صعيد آخر، أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، منح موافقتها الطارئة على لقاح شركة فايزر- بايونتيك، المضاد لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19". وبعد أن أصدر كبار المسؤولين الطبيين في المملكة المتحدة إرشادات محدثة بشأن لقاح فيروس كورونا، الذي طورته شركة Pfizer و BioNTech ، ينصحون الآن بإعطاء جرعة ثانية بين ثلاثة إلى 12 أسبوعًا بعد الجرعة الأولى، أوضحت الشركة عملاق الادوية "فايزر" أنها لم تقم بتقييم جداول الجرعات المختلفة لعقار كورونا، لأن غالبية المشاركين في التجربة تلقوا الجرعة الثانية في الاطار المحدد في تصميم الدراسة.
وفيما تتزايد أعداد العدوى حول العالم، حذر عاملون صحيون بريطانيون، الجمعة، من أن المستشفيات في جميع أنحاء البلاد تواجه أسابيع قليلة محفوفة بالمخاطر، وسط تصاعد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا التي ألقي باللوم فيها على متحور جديد من الفيروس. وبعد يوم من نشر المملكة المتحدة رقماً قياسياً يبلغ 55.892 إصابة جديدة و964 حالة وفاة أخرى مرتبطة بفيروس كورونا، تتزايد المخاوف بشأن أثر ذلك على هيئة الخدمات الصحية الوطنية المنهكة. ويتم الآن إعادة تنشيط المستشفيات الميدانية التي تم تشييدها في الأيام الأولى للوباء ولكن تم تجميدها لاحقًا.
وقد بلغ عدد الاصابات حول العالم 85.205 مليون اصابة فيما قفز عدد الوفيات الى اكثر من 1.847 مليون حالة وفاة.
وفي لبنان، تستعد اللجنة الطبية المسؤولة إلى اعلان الاغلاق التام مجدداً حتى ثلاثة او اربعة اسابيع وسط ارتفاع مخيف في عدد الاصابات وتخوّف من عدم قدرة القطاع الطبي على استيعاب المصابين. فقد اقترب عدد الاصابات اليومي إلى 3000 حالة، وأصبح عدد الاصابات الاجمالي 189.278 حالة فيما أصبح عدد المتوفين 1499 حالة وفاة.
أعلنت القيادة المركزية الأميركية، يوم الأربعاء الماضي، عن تحليق قاذفات "بي 52" والتي تعرف باسم "ستراتوفورترس" في سماء الشرق الأوسط بهدف ردع أي عدوان. وأضافت في بيان أن نشر القاذفتين يوجه رسالة واضحة ورادعة إلى كل من ينوي إلحاق الأذى بالأميركيين أو مصالحهم. وقال قائد القيادة المركزية الأميركية، فرانك ماكنزي، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع، ولكن لا يجوز لأحد أن يقلل من القدرات الدفاعية لها. وانطلقت قاذفات القنابل العملاقة من قاعدة مينوت في ولاية نورث داكوتا، وهي مهمة الردع الثالثة التي تجري خلال 45 يوما. كما أبحرت غواصة نووية أميركية أيضا في مضيق هرمز، وفي بيان أعلنت البحرية الأميركية التي عادة لا تكشف مواقع غواصاتها في العالم أن غواصة "يو إس إس جورجيا" يمكن تزويدها بـ 154 صاروخ توماهوك وقادرة على نقل 66 عنصرا من القوات الخاصة، وتواجدت حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" في مياه الخليج منذ نهاية نوفمبر لكن قال مسؤولون، الجمعة، إن وزير الدفاع بالنيابة كريستوفر سي ميللر أمر بإعادة انتشار السفينة جزئياً كإشارة لخفض التصعيد.
في سياق منفصل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنتهية ولايته في 20 يناير، الجمعة، أن تجمعا احتجاجيا ضخما سينظم في العاصمة واشنطن، صباح 6 يناير. وستتزامن الاحتجاجات مع اجتماع الكونغرس الأميركي، لإقرار فوز الرئيس الديمقراطي المنتخب، جو بايدن، بالانتخابات الرئاسية. ويؤكد ترامب منذ أسابيع أن الديموقراطيين "سرقوا الانتخابات" عبر عمليات تزوير التصويت عبر البريد، الذي جرى بأعداد كبرى هذه السنة بسبب انتشار وباء كوفيد-19، وهو لا زال يشكك في نتيجة الانتخابات التي تمت يوم 3 نوفمبر 2020، وأسفرت عن فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن. لكن محاولاته لإبطال نتيجة الانتخابات في عدة ولايات رئيسية والطعون القضائية التي قدمها كلها فشلت، ولم يتمكن محاموه من تقديم أي دليل على حصول تزوير.
على صعيد آخر، صوت الكونغرس الأميركي، الجمعة، بغالبية كبيرة، لصالح إبطال الفيتو الذي استخدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إقرار موازنة الدفاع، في سابقة خلال فترته الرئاسية. وأقر مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون بأكثر من ثلثي أعضائه الموازنة المذكورة البالغة 740 مليار دولار رغم "اعتراضات الرئيس". وكان مجلس النواب ذو الغالبية الديموقراطية قام بالخطوة نفسها الإثنين، وهذه هي المرة الأولى في عهد ترامب، التي يقوم فيها مجلس النواب بتجاوز فيتو رئاسي. يذكر أن مجلسا النواب حيث يسيطر الديموقراطيون، والشيوخ حيث الغالبية للجمهوريين، أقرا خلال الشهر الحالي موازنة الدفاع، وأقرّ القانون بغالبية 335 صوتا مقابل 78 في مجلس النواب، و84 مقابل 13 في مجلس الشيوخ. وعلى مدى أربعة أعوام في البيت الأبيض، استخدم ترامب حقه في الفيتو تسع مرات ضد قوانين أقرها المجلسان. وهي المرة الأولى التي ينجح فيها الكونغرس في تأمين غالبية الثلثين الضرورية لتجاوز الفيتو. ويأتي ذلك بعدما ازداد عدد النواب الجمهوريين الذين أقروا بهزيمته في انتخابات الثالث من نوفمبر الرئاسية في حين يصر على رفض ذلك. ومضى زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في المواجهة داعيا أعضاء حزبه إلى التصويت على موازنة الدفاع للعام 2021، وقال الجمعة في مستهل المناقشات ان المطلوب التأكيد لأننا لا نزال في السباق في مواجهة منافسينا مثل روسيا والصين، وأضاف إنها أيضا مناسبة لتذكير جنودنا وعائلاتهم بأنهم يحظون بدعمنا.
كشفت مصادر سياسية مطلعة إن قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني اجتمع مع قادة أربع ميليشيات في بغداد الأسبوع الماضي، كما ذكرنا في تقريرنا السابق، لكنه طلب منهم الاستعداد لشن هجمات على مصالح أميركية في العراق في حال تم استهداف إيران من قبل الولايات المتحدة. والقادة الأربعة الذي جلسوا مع قاآني وفقا للمصادر، هم كل من زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وأمين عام "كتائب الإمام علي" شبل الزيدي وقائد كتائب حزب الله أحمد الحميداوي وزعيم ميليشيا النجباء أكرم الكعبي، وجميعهم مصنفون على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة. وأكد مصدر سياسي من داخل هيئة الحشد الشعبي، التي تضم فصائل موالية لطهران، أن الميليشيات المذكورة أعلاه عمدت ومنذ خمسة أيام إلى إفراغ مقراتها في بغداد وباقي مدن العراق، تحسبا لأية ضربات أميركية محتملة. وتزامنت زيارة قاآني للعراق مع هجوم هو الأعنف منذ 10 أعوام استهدف يوم الأحد الماضي السفارة الأميركية في بغداد بواسطة نحو 21 صاروخ كاتيوشا، لكنه لم يسفر عن خسائر بشرية. وفي هذا السياق، صرح مسؤول رفيع في وزارة الدفاع إن معلومات حصلت عليها الولايات المتحدة بشكل سري تفيد بأن "قادة الميليشيات التابعة لإيران التقوا بقادة في فيلق القدس الإيراني وإن كمية لا بأس بها من الأسلحة التقليدية المتطورة تدفقت عبر الحدود من إيران إلى العراق". وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، أن التهديدات التي تشكلها الميليشيات "حقيقية للغاية"، ووصف الوضع بأنه "الأكثر إثارة للقلق" منذ مقتل سليماني، وقال إن هناك مخاوف من هجوم معقد. لكن المعلومات تفيد بأن المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية منقسمين بشأن الخطر الذي تشكله طهران والميليشيات التابعة لها في العراق، في حين ذكر مسؤول آخر أن "الجيش الأميركي لا يعتقد أن هجوما وشيكا سيحصل في العراق، لكنه مع ذلك يتخذ جميع الاحتياطات لضمان ردع إيران وحماية القوات الأميركية".
بالتزامن مع وصول الحكومة اليمنية الجديدة إلى عدن، الأربعاء، وقعت 3 انفجارات بقذائف هاون استهدفت المطار بعد قليل من هبوط طائرة تقل جميع الوزراء، باستثناء وزير الدفاع، وذلك بعد يومين من أدائها اليمين الدستورية في مقر إقامة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي بالعاصمة السعودية. ونجا الوزراء كافة من الانفجار حيث كانوا لا يزالون في الطائرة عن وقوع الاعتداء. وعقدت الحكومة يوم الخميس أول اجتمع لها برئاسة الدكتور معين عبدالملك في قصر المعاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، وتعهدت بالعمل على إعادة الاستقرار. وأضاف رئيس الوزراء أن الحديث الآن عن قذائف هاون أو متفجرات أصبح من الماضي ومن الواضح أنها صواريخ موجهة، وأكد خلال افتتاحه الاجتماع أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن "ميليشيات الحوثي" هي من يقف وراء الحادث "الإجرامي" وأشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية والأمنية أوضحت أن هناك خبراء إيرانيين كانوا يعدون لمثل هذه الأعمال خلال الأشهر الماضية. وشدد عبدالملك، على ضرورة أن تتعدى إدانات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مجرد الاستنكار، إلى الإشارة لمن ارتكب هذا الهجوم الإرهابي بوضوح ودون مواربة. وقال أن المجتمع الدولي لا يزال يناقش تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، أما بالنسبة لنا نحن في اليمن فالأمر واضح وأفعال وجرائم هذه الميليشيات تثبت أنها تنظيم إرهابي. واستمراراً لتداعيات تفجير مطار عدن الذي ارتفع عدد ضحاياه إلى 26 قتيلا و110 جرحى، أفادت وكالة الأنباء اليمنية، بأن وزير الداخلية ترأس اجتماعا للجنة التحقيق في استهداف مطار عدن، حيث ناقش الاجتماع ملابسات الجريمة وما توصلت إليه التحقيقات الأولية، فيما قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لاتفاق الحديدة إن استهداف عدن "هجوم مباشر على السلام باليمن".
بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت الجهود الكويتية لتحقيق المصالحة العربية خلال استقباله الدكتور أحمد ناصر الصباح وزير الخارجية الكويتي. وفيما يتعلق بجهود المصالحة؛ أعرب الرئيس السيسي عن خالص التقدير والدعم للجهود الكويتية الصادقة والنابعة من النوايا الطيبة على مدار السنوات الماضية لتحقيق المصالحة المنشودة، بدايةً من المساعي المخلصة للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والتي واصلها الشيخ نواف الأحمد الصباح، وكذلك الدور المقدر للمملكة العربية السعودية بالإنابة عن المجموعة الرباعية، مؤكداً على ثوابت السياسة المصرية لتحقيق التعاون والبناء ودعم التضامن العربي كنهج استراتيجي راسخ، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية.
على صعيد آخر، أعلن المتحدث العسكري للقوات المساحة المصرية، يوم الخميس، عن وصول الفرقاطة الأولى من طراز "فریمبيرجامینی" الإيطالية إلى قاعدة الإسكندرية البحرية، لتنضم لأسطول القوات البحرية المصرية والتي تشهد طفرة تكنولوجية في منظومات التسليح. الفرقاطة التي أُطلق عليها اسم "الجلالة" تم بناؤها بشركة (فينكانتييرى) الإيطالية، وتعد واحدة من أصل فرقاطتين من طراز فريم تم التعاقد عليهما بين مصر وإيطاليا، وتتميز بالقدرة على الإبحار لمسافة 6 آلاف ميل بحري، كما تتمتع بالعديد من الخصائص التقنية ومنظومات التسليح الحديثة التي تمكنها من تنفيذ جميع المهام القتالية بالبحر وقت السلم والحرب، مما يجعلها بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية، ودعم قدرتها على تأمين الحدود وخطوط الملاحة البحرية ومساندة وحماية القوات البرية بطول الساحل خلال العمليات الهجومية والدفاعية، وتأمين مصادر الثروات الطبيعية.
أزمة سد النهضة
بعد انتهاء أخر جولة مفاوضات عقدت من طريق الفيديو في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر)، من دون إحراز أي تقدم، استدعت وزارة الخارجية المصرية الخميس القائم بالأعمال في سفارة إثيوبيا في القاهرة لطلب توضيح حول تصريحات للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية تخص الشأن الداخلي لمصر. وينضم السودان الأحد إلى جولة جديدة من المحادثات مع مصر وإثيوبيا في محاولة لحل الخلاف بشأن سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق، كما ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) أنّ مسؤولين من جنوب إفريقيا التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأفريقي سيشاركون في جولة المحادثات الجديدة وقالت الوكالة نقلاً عن مسؤول لم تذكر اسمه إنَّ السودان سيقترح منح خبراء الاتحاد الافريقي "دوراً اكبر" في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء السد وتشغيله.
قال مسؤول أميركي مطلع على آخر المعلومات الاستخبارية يوم الجمعة، إن بعض القوات البحرية الإيرانية في الخليج عززت مستويات استعدادها في الـ 48 ساعة الماضية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مسؤولون دفاعيون أميركيون للقناة إن معلومات استخبارية جديدة أظهرت أن إيران تنقل صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أميركية إن إسرائيل والسعودية تضغطان على ترامب لضرب المنشآت النووية الإيرانية قبل أن يغادر منصبه. وناشدت إيران مجلس الأمن الدولي يوم الخميس، منع الولايات المتحدة من القيام بما وصفته بـ "المغامرة العسكرية المتزايدة" في الخليج وبحر عمان، بما في ذلك إرسال قاذفات نووية إلى المنطقة، معلنة أنها لا تريد صراعًا لكنها تريد تدافع عن نفسها.
على صعيد آخر، يتوقع أن تهيمن أزمة الخليج، التي تسبّبت بشرخ في العلاقات بين قطر وأربع دول عربية، على قمة مجلس التعاون الخليجي المقررة في السعودية الثلاثاء المقبل، وسط مؤشرات من قطر والسعودية خصوصا على رغبة بالتوصل الى حل.
حذر الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في البوسنة، السبت، من أن حياة مئات المهاجرين المشردين الذين تقطعت بهم السبل في البوسنة، على الحدود مع الاتحاد الأوروبي، باتت في خطر، مشددا على أن هذا الوضع "غير مقبول إطلاقا". وكانت فرق المنظمة الدولية للهجرة، التي تدير مخيم ليبا، قد انسحبت منه في الآونة الأخيرة بسبب عدم توافر الشروط اللازمة لإيواء السكان خلال فصل الشتاء. فالمخيم الذي افتُتح في إبريل لم يكن متصلا بشبكة الكهرباء ولم تكن فيه مياه جارية. وتطالب المفوضية الأوروبية التي تمول تشغيل مراكز استقبال عدة مخصصة للمهاجرين في البوسنة، وكذلك المنظمة الدولية للهجرات، بإعادة افتتاح مركز في مدينة بيهاتش، لكن السلطات البلدية والكانتونية تعارض ذلك. ويوجد حاليا في البوسنة نحو 8500 مهاجر يريدون الوصول إلى أوروبا الغربية، ويعيش زهاء 6 آلاف منهم في مراكز استقبال، في حين أن ما بين 2500 و3000 ليس لديهم أي مأوى، حسب المنظمة الدولية للهجرة.
على صعيد آخر، يسود غضب كبير في صفوف الدبلوماسيين الأوروبيين من دفع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، باتجاه توقيع اتفاق أوروبي صيني للاستثمار وتجاهل الانتقادات الحادة التي تواجهها بكين في العالم بسبب انتهاكات حقوق الإنسان. ونقل تقرير أن مسؤولين من إيطاليا وبولندا وبلجيكا وإسبانيا انتقدوا الطريقة التي دفعت بها ألمانيا خلال رئاستها لمجلس الاتحاد الأوروبي، باقي الدول الأوروبية إلى توقيع الاتفاق. وأبرم الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، اتفاق استثمار مع الصين، يسمح للمستثمرين بالاستحواذ على شركات في عدد من القطاعات. وقال المنتقدون إن الاتفاق كان مكسبا سياسيا للرئيس الصيني شي جين بينغ، إذ جاء في الوقت الذي شنت السلطات الصينية حملة على الديمقراطية في هونغ كونغ، والأقليات العرقية في إقليم شينجيانغ، وعلى الصحفيين الذين كتبوا تقارير عن فيروس كورونا في الأيام الأولى من ظهوره. ويبدي أعضاء المجلس الأوروبي استياءهم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اليوم نفسه الذي وقّع فيه التكتّل اتفاقية التجارة اللاحقة لبريكست، إذ يعتبرون أنه تم التوصل إليه على عجل قبيل انتهاء فترة تولي ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد. كما حذر بعضهم من أن الاتفاق قد يبعد الاتحاد الأوروبي أكثر عن الرئيس الأميركي القادم جو بايدن.
يتزايد التقارب التركي مع روسيا وإيران رغم الخطاب الذي تسوقه أنقرة للدول الغربية بأنها تسعى لتكون حصنا منيعا ضد النفوذ الروسي، حيث أن الفوضى التي انتشرت في السنوات الأخيرة من سوريا إلى ليبيا والبحر الأبيض المتوسط والقوقاز تهدف إلى تقسيم هذه المناطق إلى مناطق نفوذ روسية وتركية. وتستعين أنقرة بجماعات الضغط في الولايات المتحدة الأميركية للترويج لما تقوم به على أنه يدخل في إطار "الجغرافيا السياسية" بهدف وقف تزايد النفوذ الروسي، غير أن الواقع، هو أن تركيا وروسيا تحاولان معا العمل مع إيران للحد من النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. فقد ظهر التقارب الروسي التركي في كل منطقة غزتها أنقرة وتورطت فيها، فقد عملت تركيا مع روسيا لتقسيم أجزاء من شمال سوريا، وإخراج القوات الأميركية ونشر التطرف. أما في ليبيا، فقد تحول البلد إلى ساحة للمليشيات المدعومة من تركيا، فيما جعلت الحرب بين أذربيجان وأرمينيا البلدين (تركيا وروسيا) على اتصال مباشر في القوقاز، وخدمت تسهيل التواجد الروسي أكثر في المنطقة.
تزامنا مع تصعيد التوتر وتبادل التهديدات بين واشنطن وطهران، ضمت الأخيرةُ الجزرَ المتنازع عليها مع الإمارات لسياستها الدفاعية، دافعة بذلك إلى الواجهة في تحول جديد بجغرافيا التهديد والردع. وتفقد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي يوم السبت قواته بجزيرة أبو موسى، وواصل التهديدات من هناك، وذلك بعد أسبوع من زيارة قائد البحرية في الحرس الثوري علي رضا تنكسيري لجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، وتفقد قواته.
تستعد السعودية لعلاقة أكثر صرامة وتوترا مع إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن المقبلة، بعد أربع سنوات منح فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرياض كل الدعم، وفتح لهم خطاً مباشراً مع المكتب البيضاوي، وفقا لموقع "ذا هيل". وأكد الموقع الأميركي أن سنوات ترامب كانت فترة ذهبية من بعض النواحي للسعوديين، حيث قامت إدارة الحزب الجمهوري بتوجيه الولايات المتحدة بشكل حاد نحو الرياض من خلال سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. وأضاف أن الرياض، التي رأت في مفاوضات إدارة أوباما مع طهران مقدمة غير مرغوب فيها، تتوقع علاقة أكثر توتراً مع فريق بايدن، وأشار إلى أنها تعمل بالفعل على تهدئة المياه المضطربة بين واشنطن والرياض، من خلال الإفراج عن الناشطة لجين الهذلول في مارس القادم، والاقتراب من تحقيق المصالحة مع قطر. كما تمتلك الرياض ورقة مساومة رئيسية مع إدارة بايدن وهي الموافقة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بعد توسط إدارة ترامب في العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب. وبينما تحافظ السعودية على علاقات أمنية هادئة مع إسرائيل في مواجهة إيران، واتخذت خطوات صغيرة لتليين العلاقات - مثل فتح المجال الجوي للرحلات الجوية التجارية الإسرائيلية - إلا أنها أوقفت حتى الآن فتح العلاقات بشكل كامل بسبب التزام العاهل السعودي الملك سلمان الملف الفلسطيني. كان بايدن قال قبيل الانتخابات إنه سوف "يعيد تقييم" علاقة الولايات المتحدة بالسعودية، وأشار إلى أنه يتطلع أكثر لاستعادة التوازن على المسرح العالمي بدلاً من اتخاذ تحول ثوري في السياسة، كما أكد أن واشنطن ستنهي دعمه للحرب التي تقودها السعودية في اليمن. كما أعرب عن دعمه للنشطاء والمعارضين والصحفيين السعوديين.
بعد عدة أسابيع من إطلاق ليبيا سراح اثنين من موظفي منظمة "الدفاع عن القيم الوطنية" وإعادتهما إلى روسيا، أعلن رئيس المنظمة الروسية المثيرة للجدل ألكسندر مالكفيتش، السبت، إطلاق سراح ثلاثة مواطنين روس وأوكراني كانوا محتجزين في ليبيا، في خطوة تلفت إلى دور الكرملين في ليبيا التي تمزقها النزاعات. وأشار رئيس المنظمة، وهي منظمة روسية تشكل جزءا من مجموعة إعلامية مرتبطة برجل الأعمال القريب من الكرملين، يفغيني بريغوزين، إنّ الأفراد الأربعة "خطفوا" قبل عدة أسابيع لكنه لم يوضح الغرض من وجودهم في البلاد ولم يحدد الجهة التي احتجزتهم، وأضاف "بالتعاون مع الدبلوماسيين الروس، وجّهنا كل جهودنا وقمنا بهذه المهمة الصعبة والبالغة الأهمية -- إعادة مواطنينا إلى أرض الوطن"!
أعلنت أوكرانيا، الخميس، احتجاجها على تخصيص طهران 150 ألف دولار كتعويض لضحايا طائرتها التي أسقطتها إيران قبل ما يقارب السنة إثر صواريخ استهدفها بها الحرس الثوري مخلفاً أكثر من 175 قتيلاً. وأضافت كييف أن تعويضات ضحايا الطائرة يجب أن تحدد عبر التفاوض. وكانت الحكومة الإيرانية قد صادقت في اجتماعها، الأربعاء، على دفع مبلغ 150 ألف دولار أو ما يعادله باليورو، عن كل ضحية من قتلى الطائرة الأوكرانية المنكوبة. وأعلنت دائرة الشؤون الحقوقية التابعة للرئاسة الإيرانية، أن الحكومة ستعمل على توفير ودفع المبالغ في أسرع وقت، مؤكدة أنه لن يكون هناك أي تمييز بين الضحايا من حيث جنسيتهم، وأن ورثتهم سيتسلمون المبالغ المخصص. وأضافت أن التعويض المالي لن يحول دون متابعة ملف إسقاط الطائرة من الناحية الجنائية، في المراجع القضائية الإيرانية. من جانبه، أعلن وزير الطرق الإيراني، محمد إسلامي، انتهاء التحقيقات في إسقاط الطائرة الأوكرانية، وقال إنه تم تسليم التقرير النهائي عن الحادثة للدول المعنية، وأن منظمة الطيران المدني الإيراني ستنشره قريباً. وأضاف إسلامي للصحافيين على هامش اجتماع الحكومة، أن التحقيقات تمت بغض النظر عن التصرفات غير المهنية لبعض الأطراف المعنية.
أعلن وزير الطاقة الإيراني، رضا أردكانيان أن بلاده ستدفع ثمن شراء لقاح كورونا إلى أوروبا من مصادرها المالية في العراق. وأضاف بحسب ما نقلت وكالة أنباء "إرنا"، مساء الثلاثاء أن وزارة الصحة الإيرانية تعتزم شراء الجرعات التي تحتاجها من لقاح كورونا من شركة أوروبية، وسيتم دفع التكلفة من هذه الأموال الإيرانية في العراق. إلى ذلك، قال نأمل استخدام مواردنا المالية في العراق بشكل أسرع لشراء السلع الأساسية والمواد الأخرى التي نحتاجها في المستقبل القريب. هذا في وقت، كان مستشار وزير الصحة الإيراني، علي رضا وهاب زاده، قد أعلن أنه سيتم إزاحة الستار عن أول لقاح إيراني مضاد لكورونا. وأثار هذا الإعلان ردود فعل غاضبة وساخرة في آن واحد، حيث وجه 167 صيدلانيا رسالة إلى مدير هيئة الدواء والغذاء في إيران، محمد رضا شانه ساز، واصفين اللقاح الإيراني بأنه "مزحة".
في سياق منفصل، أعلنت منظمات حقوقية أن السلطات الإيرانية نفذت في مطلع العام الجديد في إيران حكم الإعدام سرا ضد 3 سجناء سياسيين في سجن "وكيل آباد" في مشهد مركز محافظة خراسان، بتهمة "الحرابة" لانضمامهم إلى "تنظيم سني سري". وأفادت وكالة "هرانا" التابعة لجمعية نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيين، فقد نفذ حكم الإعدام، الخميس، ضد كل من حمید راست بالا وکبیر سعادت جهانی ومحمد علي آرایش، حتى دون السماح بزيارة أخيرة لعائلاتهم. وبحسب الوكالة، فإن السجناء الثلاثة اعتقلوا مع ستة سجناء آخرين في عام 2015 من قبل الاستخبارات الإيرانية، واتهموا في المحكمة الثورية في مشهد بـ"الحرابة" من خلال العضوية في "جبهة التضامن الوطني للسنة في إيران". وذكرت الوكالة أن المعتقلين تعرضوا للتعذيب أثناء التحقيق لعدة أشهر تم خلالها انتزاع اعترافات قسرية تلفزيونية منهم، كما حُرموا من العديد من حقوقهم القانونية، بما في ذلك الاتصال بمحام والحق في الاتصال بأسرهم.
على صعيد آخر، أخطرت طهران المفتشين الدوليين بأنها على وشك البدء في إنتاج اليورانيوم بمستوى أعلى بكثير من التخصيب في منشأة "فوردو"، التي تقع في أعماق الجبال، حيث يصعب مهاجمتها، فيما يعتبر علامة حمراء للرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد تدفعه لإعادة إحياء خطط قصف المنشآت النووية الإيرانية. وأعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، أن إيران ستبدأ بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة "فوردو" قريباً. وقال صالحي: نحن بحاجة لتغيير اسطوانات غاز اليورانيوم، فاسطوانة غاز اليورانيوم الطبيعي متصلة الآن ونقوم بالتخصيب بنسبة 4%. وأضاف: نحتاج الآن إلى توصيل 5% لنحصل على 20%، يجب أن يكون هذا تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد أعلنا أننا نريد أن نفعل ذلك في المستقبل القريب وعليكم اتخاذ الإجراءات اللازمة. وتأتي هذه الخطوة تنفيذاً لما أقره البرلمان الإيراني في نوفمبر الماضي، ما يعني الخروج من الاتفاق النووي بشكل كامل عملياً في حال تطبيقه. وينص القرار الإيراني على تخويل الحكومة بإنتاج 120 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% سنويًا، وتشغيل 1000 جهاز طرد مركزي من طراز IR-2m في منشأة نطنز. كما ينص على تشغيل 1000 جهاز طرد مركزي من طراز IR-6 بحلول مارس المقبل واتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة تأهيل مفاعل أراك. كذلك ينص على تعليق بعد البروتوكول الإضافي الذي وقعت عليه إيران بموجب الاتفاق النووي، والذي يتضمن التفتيش الدوري والسماح لوصول المفتشين إلى المواقع المشبوهة. ويتناقض هذا التصعيد في الأنشطة النووية مع ما أعلنته إيران حول استعدادها للتفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، حيث يرى مراقبون أن الإيرانيين يتعمدون هذا التصعيد بهدف كسب نقاط وفرض شروط لتخفيف العقوبات قبل بدء أية مفاوضات.
وفي سياق منفصل، أكد قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده يوم السبت، أن كل الصواريخ الموجودة في غزة ولبنان تمت بدعم إيراني، مؤكداً أنها الخط الأمامي الايراني لمواجهة إسرائيل. وقال زادة، في مقابلة مع وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، إن المفاوضات حول قدراتنا الصاروخية خط أحمر، مضيفا: لم يجبرنا أحد على تحديد مدى 2000 كيلومتر لصواريخنا. ويأتي هذا التصعيد في اطار التهديدات المتبادلة بين طهران وواشنطن، حيث تهدد إيران بالثأر عشية الذكرى السنوية اغتيال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
قال رئيس الحكومة السودانية، عبد الله حمدوك، اليوم الجمعة إن قوات الجيش والأمن لديها واجب مقدس، للحفاظ على حدود البلاد. وأشار، في كلمة متلفزة بمناسبة عيد الاستقلال السوداني، إلى أن القوات المسلحة السودانية أكثر استعدادا اليوم، لحماية المدنيين. وقال رئيس الوزراء السوداني أن مجلس الوزراء صادق على إجازة الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، وأضاف أن رفع اسم السودان من لوائح العقوبات، سينعكس على التنمية وتدشين المشاريع الوطنية مشيراً إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تشكيل المجالس الانتقالية المختلفة. وتعهد عبد الله حمدوك بالوفاء بمطالب الثورة السودانية كافة، أهمها تحسين الوضع المعيشي، مشيرا إلى أن الاقتصاد من الأولويات التي سيبذل كل ما في وسعه لتجاوز التحديات فيها.
وافقت الصين على استخدام لقاح للوقاية من مرض كوفيد-19 طورته وحدة تابعة لشركة سينوفارم للأدوية وهي شركة مدعومة من الدولة، لتصبح هذه هي أول موافقة للقاح يطرح للجمهور. ولم يتم الكشف عن أي بيانات مفصلة عن فعالية اللقاح، لكن معهد المنتجات الحيوية في بكين الذي طور اللقاح، وهو وحدة تابعة لمجموعة بيوتك الوطنية الصينية (سي.إن.بي.جي) التابعة لسينوفارم قال الأربعاء إن اللقاح فعال في الوقاية من كوفيد-19 بنسبة 79.34 بالمئة استنادا لبيانات أولية.
وفي سياق متصل، حكمت محكمة صينية بالسجن النافذ أربع سنوات في حق الناشطة والمحامية جهانغ جهان، بتهمة نشر أخبار كاذبة، وهذا بعد نقلها يوميا لتسجيلات حول انتشار فيروس كورونا في ووهان الصينية.
على صعيد آخر، أعلنت بورصة وول ستريت الأمريكية في نيويورك، يوم الجمعة، أنها ستستبعد 3 شركات اتصالات صينية كبرى من قائمة التداول الخاصة بها بسبب الاتهامات بوجود صلات بينها وبين الجيش الصيني. والشركات الثلاث هي "شاينا موبايل" و"شاينا تليكوم" و"شاينا يونيكوم هونغ كونغ" وهي الشركات التي استهدفتها إجراءات عقابية من جانب إدارة الرئيس الأمريكي الذي تنقضي ولايته الشهر الجاري. وسيتم منع تداول أسهم الشركات العملاقة في البورصة الأسبوع المقبل مع بدء إجراءات إلغاء إدراجها على قائمة التداول.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) حسن نصرالله
27 كانون الاول 2020
أكد أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، في حديث تلفزيوني، أن "لا معطيات دقيقة أو معلومات حول إحتمال قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو إسرائيل بعمل ما في الأيام الفاصلة عن نهاية ولاية عهد ترامب"، مشيراً إلى أنه "هناك تحليلات لأن هذا المجنون بحالة غضب شديد لكن ما من معطيات حسية، وبالتالي قد يحصل الأمر وقد لا يحصل".
وأشار إلى أن "الأمر لا يتعلق بـإيران ولبنان وفلسطين بل حتى بالداخل الأميركي، فقادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي قلقلون مما يمكن أن يقدم عليه ترامب"، مشدداً على أن "محور المقاومة يجب أن يتعاطى مع هذه الأسابيع بحذر ودقة وإنتباه حتى لا يتم إستدراجنا إلى مواجهة غير محسوبة أو مواجهة في توقيت الأعداء".
ورداً على سؤال حول التهديدات الإسرائيلية، قال : "عندما تسمع الإسرائيليين يطلقون الضجيج الإعلامي فاعلم أن ليس وراء ذلك أفعال حقيقية"، مشيراً إلى أنه "حتى الآن ما نراه بالنسبة إلى الحدود مع لبنان، الإسرائيلي بحالة قلق شديد ولا يزال يقف على إجر ونصف".
من جهة ثانية، اعتبر أن إستهداف قادة الحزب هو "هدف أميركي إسرائيلي سعودي"، مشيراً إلى أن "الرياض تحرض على إغتيالي منذ وقت طويل، بالحد الأدنى منذ بدء الحرب العدوانية على اليمن"، لافتاً إلى أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طرح هذا الأمر في الزيارة الأولى التي قام بها إلى الولايات المتحدة، بعد إنتخاب ترامب".
ولفت نصرالله إلى أنه بعد تلك الزيارة "أكثر من جهة، شرقية وغربية، أرسلت لي تحذيرات بهذا الشأن"، مشيراً إلى أن "الأميركيين قالوا أنهم سيعهدون بهذا الأمر إلى تل أبيب، بينما أكد السعوديون أنهم حاضرون لدفع كامل تكلفة الحرب في حال أدى الإغتيال لذلك"، معتبراً أن "السعودية في السنوات الأخيرة لا تتصرف بعقل بل بحقد"، وأن إغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني "كان عملا ثلاثيا أيضاً".
وكشف نصرالله عن تحذيراته المتكررة لسليماني بضرورة أخذ الحذر خاصة في لقائهما الأخير الذي سبق الاغتيال باسبوع، متوقفا عند العمل المشترك بينهما في الملفات الحساسة بما فيها من محن وصعوبات ودموع وفرح وطموحات، "وهذا خلق نوعا من العلاقة الأخوية بيننا، ولذلك أنا افتقده كثيرا".
كذلك تطرق الى الحديث عن شخصية ابو مهدي المهندس الذي اغتيل مع قاسم سليماني، واصفا إياه بالقائد الكبير. ورأى أن خروج الاميركي من العراق كان انتصارا، ومثله الانتصار على تنظيم داعش.
وأوضح عما قدمه سليماني لفلسطين فقال أنه طور العلاقة مع الفصائل الفلسطينية، وسبل تقديم الدعم لها، وأنه لم يكن هناك من خطوط حمراء بالنسبة الى الدعم اللوجستي الى غزة والضفة الغربية، من السلاح الى الامدادات، وكل ما له علاقة في تصنيع الصواريخ، ومنها صواريخ الكورنيت، كاشفا أن صواريخ الكورنيت غيرت المعادلة على الارض في عدوان 2006، مشيرا الى "أن وزارة الدفاع السورية اشترت هذه الصواريخ من روسيا واخذناها كدعم من سوريا لاحقا، وقد استخدمناها في حرب تموز ولم يغضب الروس من استخدامنا لها لأنها أكسبت هذه الصواريخ سمعة عالمية".
وتابع: "قلت لسليماني أنه من باب اللياقة يجب ان نخبر الرئيس الأسد بأننا نرغب مع سليماني بإيصال صواريخ كورنيت الى قطاع غزة، وهذا ما حصل، ولم يمانع الرئيس الأسد بذلك". وشدد على توافر "الدعم الإيراني المطلق للفصائل الفلسطينية ودونما تحفظ"، مشيرا الى أسوأ عشر سنوات عاشتها الفصائل الفلسطينية على الصعيد المادي. لقد كان الدعم الايراني مطلقا سياسيا وماليا ولوجستيا وعاطفيا للفصائل الفلسطينية".
ولفت الى ان "الرئيس الأسد لم يكن مرتاحا لموقف حركة حماس تجاه ما حصل في سوريا لكنه لم يكن منزعجا من علاقتنا معها". وأبدى عدم مفاجأته بالخذلان العربي لجهة قضية فلسطين، وأن مسألة التطبيع كانت قائمة قبل الاعلان عنها بشكل رسمي. وشرح نظرته لما حصل وقال: "القناع سقط وانكشف في حين ان المنافقون يخرجون من الصفوف"، معتبرا أن "ما حصل هو من العلامات الايجابية عندما تتمايز الصفوف، ولأن الله لا يعطي النصر لخليط، بل يعطيه لأهله".
وخاطب الشعب العربي وخاصة الفلسطيني بالقول: "إن أغلب هذه الانظمة باعت فلسطين وكانت عبئا عليهم، لذلك كانوا يحتاجون الى وقت لتدجينها وخلق عدو آخر هو ايران بعد أن خاضوا معارك ضد السوفياتي في افغانستان، لكنهم لم يقاتلوا من أجل فلسطين". وأشاد ب"القدرات العسكرية للأخوة في قطاع غزة حاليا، وخاصة أن الارادة والتصميم والعزم هو الأساس، وهو متوافر عندهم". وأعلن "ان قدرات المقاومة في كل مكان ممتازة وأهمها الارادة والعزم على المواجهة".
2*) سيدة الجبل
28 كانون الاول 2020
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري اليوم الإثنين إلكترونياً شارك فيه السيدات والسادة أسعد بشارة، أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين بشير، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبود، حسان قطب، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، منى فياض، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، فارس سعيد، مياد حيدر، طوني حبيب، طوني خواجه، وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :
أولاً: أن يخصص قداسة البابا فرنسيس لبنان واللبنانيين وخلال أقل من اسبوع بمداخلتين الأولى لمناسبة عيد الميلاد المجيد، والثانية كانت بفقرة مستقلة في رسالته التقليدية الميلادية إلى "مدينة روما والعالم" أنما يدل على اهتمام مميز وعاطفة خاصة نحو لبنان، وعلى متابعة دقيقة لتطورات الوضع اللبناني وانهياراته الانحدارية والمتتابعة.
ثانياً: إن الاهتمام البابوي الاستثنائي كان في الرسالة الجامعة الموجهة إلى جميع اللبنانيين من دون أي تمييز ويعكس حرصاً شديداً على لبنان كرسالة حرية ومثال للتعددية والعيش المشترك، في مقابل دعوته الزعماء السياسيين إلى التركيز على واجبهم في "السعي وراء المصلحة العامة وتكريس عملهم ووقتهم في سبيل خدمة الشعب والوطن والدولة"، وليس السعي وراء مصالحهم وطموحاتهم السياسية.
ثالثاً: إن لقاء سيدة الجبل يتمسك برسالة البابا فرنسيس الموجهة إلى المجتمع الدولي لمساعدة لبنان سياسياً من خلال ابقائه خارج الصراعات والتوترات الإقليمية، ويؤكد على أن السبيل إلى ذلك هو في التمسك بالتطبيق الحرفي لاتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية، لذلك فان الكنيسة المارونية التي هي جزء من الكنيسة الرسولية مؤتمنة للعمل على جعل رسالة البابا فرنسيس أساساً سياسياً لبنانياً وهو ما عبر عنه غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
رابعاً: في نهاية العام الذي عانى فيه اللبنانيون من ويلات وأهوال سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية كللها إنفجار المرفأ في الرابع من آب، فإن لقاء سيدة الجبل يدعو جميع اللبنانيين المُخلصين إلى إطلاق "المقاومة السيادية" ضد الإحتلال الإيراني المُتمثل بحزب الله وسلاحه غير الشرعي.
3*) لقاء الجمهورية
30 كانون الاول 2020
حذر "لقاء الجمهورية" في بيانه الدوري من "خطورة استسهال الوقوع في الفراغ، او التمديد للمؤسسات الدستورية في استحقاقات عام 2022، الذي بدأ يلوح في الافق، بعد تكريس وظيفة تصريف الاعمال اللامسؤولة، والاستنكاف عن إجراء الانتخابات الفرعية لملء المقاعد النيابية الشاغرة".
وحض المعنيين وفي طليعتهم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على "التفاهم مع بداية العام على تكليل مهمة الحكومة العتيدة بالاتفاق على السياسة العامة التي ستنتهج لإخراج البلاد من سياسة المحاور، ومن عزلتها العربية والدولية، منعا للانهيار المحتم، بدلا من صرف الجهد على تحديد طبيعة التشكيلة ومحاصصة وزرائها وحقائبها".
ودعا اللقاء رئيس الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة فور تشكيلها، "المبادرة منذ الان لتعديل الدستور، بما يضمن انتخاب رئيس الجمهورية، تحت طائلة حل المجلس النيابي ضمن المهل المعقولة، وانتخاب مجلس جديد يتولى انتخاب الرئيس وتعديل النصاب المطلوب في الدورات الانتخابية، التي تلي الدورة الاولى، بالاضافة الى عدم جواز تمديد ولاية المجلس النيابي والمجالس البلدية، وتجاوز مدة تكليف المقترعين لممثليهم المحددة في قوانين الانتخاب".
ودعا إلى "إقرار التعديل المناسب الذي يكفل تشكيل الحكومات في المستقبل، ضمن مهل محددة، واذا لم يتم الاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وفي حال عدم اعتذار الاخير، يتم عرض التشكيلة المقترحة وملاحظات الرئيس عليها على المجلس النيابي، ليقول كلمته، إما بالموافقة على التشكيلة كما هي، أو بضرورة إجراء استشارات نيابية ملزمة جديدة".
وتمنى لقاء الجمهورية "ان تحمل السنة الجديدة الصحة والعافية للبنانيين عبر الحد من تفشي الوباء وعودة الاستقرار السياسي والاقتصادي للوطن".
4*) البطريرك الراعي
1 كانون الثاني 2021
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس رأس السنة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة حنا علوان، سمير مظلوم وبيتر كرم، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور الوزيرة السابقة أليس شبطيني، قائمقام كسروان الفتوح جوزف منصور، نقيب المحامين ملحم خلف، السفير جورج خوري وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان:"دعي اسمه يسوع"، قال فيها: "
ولكن لا بد من أن نقدم بإيجاز رسالة قداسة البابا فرنسيس لهذا اليوم وهي بعنوان: "ثقافة العناية مسار السلام". وسنتبسط في مضمونها الأحد المقبل، غير أننا نختصر أفكارها الأساسية من أجل مواكبة قداسة البابا والكنيسة في الصلاة من أجل السلام والتعمق في مضامينه.
تتأصل ثقافة العناية في عمل الله الخالق والمثال الذي يقدمه للبشرية جمعاء؛ وتتجسد بكاملها في رسالة الرب يسوع؛ وتتواصل في حياة المسيحيين وجماعة الكنيسة الأولى وصولا إلى أيامنا، حتى أصبحت من صميم عقيدة الكنيسة الإجتماعية، من خلال أربعة مبادئ تختص بكرامة الشخص البشري وحقوقه، وبالخير العام، وبالتضامن، وبحماية الخلق. وهي مبادئ تشكل نوعا من بوصلة توجه مسار السلام. ولذا، تقتضي ثقافة العناية تربية متكاملة، لأن لا سلاما من دون هذه الثقافة.
من المعيب حقا أن تبدأ السنة الجديدة من دون أن تكون الحكومة مؤلفة ومنكبة على العمل. ومعيب أيضا على المعطلين التعاطي بالشأن اللبناني كأنه حجر من أحجار شطرنج الشرق الأوسط أو الدول الكبرى. فلتتذكر الجماعة السياسية أن تأليفَ حكومة هو واجبها الأول والأساسي ومبرر وجودها، ومن أجلها ومن أجل الوطن يرخص كل شيء ويبوخ.
وبالمناسبة، نحن حريصون على أن يكون أي حل للقضية اللبنانية، أكان نتاج الإرادة اللبنانية وحدها أم بالتعاون مع المجتمع الدولي والعربي، لمصلحة لبنان وجميع اللبنانيين. وهي مصلحة تكمن في الانتقال إلى دولة القانون حيث نعيش معا في شراكة ومحبة في ظل شرعية مدنية واحدة، وجيش وطني واحد، ودستور عصري واحد، وعلم لبناني واحد. هذه القيم والمبادئ تحتاج إلى فعل سياسي وولاء للبنانَ دون سواه.
5*) المطران عودة
1 كانون الثاني 2021
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس رأس السنة وعيد ختانة يسوع المسيح في المطرانية في بيروت، في حضور مؤمنين.
وبعد الانجيل المقدس، ألقى عودة عظة قال فيها: "اليوم بدء عام جديد نصلي كي يجعله الرب الإله مقدسا بحضوره في قلوبنا وفي حياتنا. نصلي كي يحمل هذا العام السلام للعالم أجمع ولمنطقتنا وللبنان، كما نصلي كي يعتقنا الرب الإله خلال هذا العام القادم من كل خطايانا وسقطاتنا وكبريائنا وحقدنا، لنكون آنية مقدسة لروحه القدوس، تنشر المحبة وتشع تواضعا وقداسة".
أضاف: "يودع اللبنانيون سنة 2020 بكثير من الحزن والأسى والخيبة والقلق على المستقبل. سنة 2020 حملت للعالم أجمع وباء يهدد كلا منا مهما علا شأنه، ويعلمنا أننا، مهما عظم شأننا وعلا مركزنا وانتفخت جيوبنا، نحن عاجزون، ضعفاء، غير قادرين على مقاومة مرض، فما بالنا بعظمة الله؟ هل يدرك الإنسان أنه مخلوق ضعيف مصيره الموت؟ هل يدرك أن كل ما جمعه في حياته سيتركه هنا، على الأرض، عندما تأتي ساعته؟ هل يتذكر قول الرب لمن أمضى حياته يجمع المحاصيل ويخزنها: "يا غبي، هذه الليلة تطلب نفسك منك. فهذه التي أعددتها لمن تكون" (لو 12: 20)".
وتابع: "العام الماضي كان استثنائيا بسلبيته على وطننا: خيبات ونكبات وانهيارات. فليرتنا فقدت قيمتها، واقتصادنا تدهور، ومصارفنا فشلت، وسياستنا تراجعت، وشبابنا هاجروا، وشيوخنا افتقروا وجاعوا. وجاءت كارثة 4 آب لتخلف إلى الدمار القتلى والجرحى والتشرد والحزن واليأس، فيما الطبقة السياسية غائبة عن اتخاذ أي قرار يبعث ولو شعاع أمل في سواد أيامنا، وهي منشغلة بمصالحها وحصصها وارتباطاتها وتصفية حساباتها".
وأردف عودة: "العالم كله خائف على لبنان إلا حكامه. وزير خارجية فرنسا شبه وضعنا بسفينة تغرق، فيما الطبقة السياسية عندنا تتلهى بجدالاتها العقيمة ومقامرتها بالبلد. ترى أهو انتحار جماعي أم نحر جماعي؟ ألا يوجد بين من يتولى أمرنا من يهتز ضميره لما وصلنا إليه، فيقوم بعمل بطولي في هذه الأوقات المصيرية؟ أليس من يحمل في قلبه رحمة ليشعر مع هذا الشعب الحزين الذي لم يعد يعرف للفرح طعما؟ أم أن بيوتهم دافئة وسقوفهم متينة وجيوبهم ملأى وأولادهم في مأمن كما يقول الشعب، فلم يتنازلون؟
في القلب غصة لا لأن الأحزان كبيرة والآلام عظيمة وحسب، بل لأن لا مبالاة المسؤولين وقلة مسؤوليتهم تؤذي الشعب وهم لا يأبهون".
وسأل: "ما نفع الدولة بلا شعب؟ وإلى متى سيبقون لبنان رهينة مصالحهم وأسير لعبتهم السياسية التقليدية وخلاصتها تقاسم الحصص والغنائم الوزارية؟ وهل بقي ما يستحق التقاسم؟ ألم يأت الشلل السياسي، الذي دام طويلا، على كل ما تبقى من لبنان، بسبب سوء النية أو سوء الإدارة، الله يعلم. هل يعقل أن تتولى حكومة تصريف الأعمال لمدة أطول من مدة اضطلاعها بالمسؤولية؟ وهل يحدث في بلد يحترم نفسه أن تكون فترات تعطيل الحكم والمؤسسات أطول من فترات الحكم والعمل الفعال؟".
وتوجه إلى المسؤولين بالقول: "ألا يهز ضمائركم وضع اللبنانيين؟ ألا يدمي قلوبكم أنينهم ومعاناتهم، وفيهم من ليس لديه ما يطعم أولاده؟ هل سمعتم أمنية اللبنانيين: أن ترحلوا. الشعب غاضب وحاقد عليكم ويريدكم أن ترحلوا. إن كان لم يهزكم مشهد بيروت المدمرة، ألا يهزكم رأي شعبكم بكم؟".
أضاف: "في حين يعيد العالم اليوم لبدء عام جديد، تعيد كنيستنا المقدسة لختانة الرب يسوع المسيح بالجسد، ولأبينا الجليل في القديسين باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكيا. خضوع الرب يسوع للختانة هو درس عظيم في التواضع، لأن واضع الناموس والشريعة يخضع للشريعة، مع أنه كان يستطيع ألا يخضع كونه ابن الله.
أما البشر الذين تجسد ليخلصهم من خطاياهم فلم يتعلموا شيئا من هذا التواضع والتنازل الأقصى، ونجدهم يتكبرون ويتباهون بأصلهم وفصلهم ومراكزهم وممتلكاتهم، متناسين أن آخرة الإنسان إلى التراب، وسيصبح مأكلا للدود. ومهما استعلى وتكبر وتفاخر لن تكون آخرته مميزة عن غيره، أما ذكره فيكون إما طيبا أو لعنات، بحسب ما قام به في حياته.
خالق الكون تنازل واتخذ صورة عبد وصار بصورة جسدنا الوضيع لكي يجعلنا مشتركين بصورة مجده، على حسب ما نسمع في القداس الإلهي الذي كتبه القديس باسيليوس. هل يدرك الإنسان معنى هذا التواضع؟ وهل من مسؤول أو زعيم يعي أن الوصول إلى الكمال يمر بالتواضع والإنسحاق؟ لكن التواضع والمحبة والتضحية والتخلي عن الكبرياء كلها تولد ألما، لأنها تستدعي تنازلات جسيمة لن يتحملها أي ملتصق بكرسي أو مركز.
المسيح تنازل فتجسد ثم ختن وصولا إلى الصلب والموت، كل ذلك من أجل خلاص الشعب، فهل من يتعظ؟ كيف يتعظون ويتواضعون ويحبون وهم يكذبون كلما نطقوا؟ وعدوا الشعب بجلاء حقيقة التفجير في خمسة أيام، وها خمسة أشهر مرت لم يكشف خلالها شيء سوى أن كل من له علاقة بالمرفأ وكل المسؤولين لم يكونوا يدرون بما فيه".
وقال عودة: "مضحك مبك أن يتساءل المسؤولون عن أسباب الإنفجار. كل واحد بدوره يريد أن يعرف كيف دخلت المواد المتفجرة إلى المرفأ وكيف فجرت. لكن المشكلة أن الشعب لم يعطهم الجواب بعد. وعدوا الشعب بحكومة إنقاذية، وها نحن ننتظر منذ أشهر ولادة قيصرية لحكومة لا نعرف لم التأخير في تأليفها والبلد في عين العاصفة.
هل الكبرياء أم الجشع أم المصلحة الخاصة التي تعلو على مصلحة الوطن والمواطنين، أم التأثيرات الخارجية هي السبب؟ مؤسف أن السلطة غير قادرة على كشف الحقيقة ووقف الإنهيار واتخاذ خطوة إنقاذية واحدة، وكلفة الانتظار باهظة جدا والشعب وحده يدفع الثمن. مع هذا، تصلي كنيستنا من أجل حكام البلد بلسان القديس باسيليوس الكبـير قائلة: "أذكر يا رب حكامنا المؤمنين الحسني العبادة الذين ارتضيت أن يملكوا على الأَرض، توجهم بسلاح الحق، كللهم بسلاح رضوانك، قو ذراعهم، إرفع يمينهم، هبهم سلاما وطيدا لا يتزعزع. بث في قلوبهم الخير والصلاح لكنيستك ولكل شعبك، لكي نعيش في ظل أمنهم عمرا هادئا ومطمئنا، بكل عبادة حسنة وتهذيب".
وأضاف: "إذا، يجب أن يتسم الحاكم بالحق وأن يكون مرضيا لله، ومن الساعين إلى الخير والصلاح للشعب، عندئذ يسود السلام والأمن والهدوء. لذلك، اتعظوا يا حكام بلدنا الحبيب، عودوا إلى الصلاح، لا بالشعارات فقط، بل بالأَفعال، إِجعلوا هذا العام الجديد عام الإنقاذ لا عام التخلص ممن تبقى في الوطن.
المسؤول الحقيقي لا يهنأ له العيش وشعبه يئن، ومن أولى واجباته خدمة شعبه وتلبية طموحاته، وملاقاة تطلعاته، وضمان حياته وشيخوخته. الحاكم الحقيقي هو الأكثر خدمة للشعب لا الأكثر استغلالا له".
وتابع: "في بداية هذا العام الجديد نجدد رجاءنا بالرب وحده، مؤمنين أنه سيكون لهذا الليل نهاية. ربنا قد غلب العالم بتواضعه العظيم، مولودا في مغارة ومقتبلا الختان، ثم العماد، زارعا الحب في الأرض. لا بد للآلام أن تنتهي ولنور القيامة أن يشرق بقوة النعمة الإلهية وصلوات القديسين.أما نحن المؤمنين به فعلينا الصبر والصلاة، وهو حتما سامعنا ومخلصنا".
وختم عودة: "دعاؤنا، في هذه السنة الجديدة، أن نصل إلى الخلاص من كل الشدائد المحيطة ببلدنا الحبيب، وأن يعود لبنان منارة العلم والثقافة والإبداع، بلد الديمقراطية والإنفتاح، وأن ينعم اللبنانيون بالطمأنينة والفرح وراحة البال.
بارككم الرب، وبارك أيامكم المقبلة، مالئا إِياها صحة وفرحا وبحبوحة وقداسة. صلوا، لأن الصلاة سلاحنا الوحيد في هذه الأيام".
6*) سيدة الجبل
2 كانون الثاني 2021
عقد "لقاء سيدة الحبل" اجتماعاً طارئاً وأصدر البيان التالي:
أولاً - يُطالب "اللقاء" رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش ومجلس الدفاع الأعلى بموقف واضح وصريح وعاجل رداً على اعلان قائد الحرس الثوري الإيراني ان صواريخ لبنان هي الخط الأمامي لمواجهة إسرائيل.
ثانياً - يُحمل "اللقاء" أمين عام حزب الله مسؤولية أي مغامرة عسكرية نيابة عن إيران يجعل من خلالها لبنان ساحة مواجهة أو صندوقة بريد لتبادل رسائل التصعيد التي تريدها جمهورية الملالي الخمينية.
ثالثاً - يجدد "اللقاء" موقفه الداعي إلى إطلاق مقاومة سيادية لإسقاط الهيمنة الإيرانية وسلاح حزب الله غير الشرعي.
رابعاً - يدعو اللقاء جميع اللبنانيين إلى التمسك بالتطبيق الواضح والحرفي لإتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية 1559, 1680, 1701 كونها المرجعيات الشرعية للبنان الدولة في مواجهة مشروع لبنان الساحة الذي يتبناه ويعمل عليه كل من إيران وحزب الله.
7*) عظة الاحد
3 كانون الثاني 2021
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "كان يسوع مطيعا لهما، وينمو بالقامة والحكمة والنعمة" (راجع لو 2: 51-53)، قال فيها: "
إننا نصلي كي يقدس الله عائلاتنا، فتكون كل عائلة كنيسة منزلية تنقل الإيمان وتعلم الصلاة ومدرسة طبيعية أولى تعلم الفضائل والأخلاق، وخلية حية للمجتمع تهيئ له أعضاء صالحين.
ويطيب لنا أن نحيي مؤسسة البطريرك نصرالله صفير: رئيسها الدكتور الياس صفير وأعضاء الهيئة الإدارية. تشمل هذه المؤسسة الخيرية قطاعين: طبي بمستوصف في بيته الوالدي في ريفون جعله في عهدة كاريتاس لبنان، وتربوي بتأمين منح جامعية للطلاب المعوزين في مختلف الجامعات الخاصة. تُقدم هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفس المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس، ونصلي من أجل إزدهار المؤسسة ونموها.
ثقافة العناية مسار السلام
أ- من الله الخالق الذي سلم الإنسان الإعتناء بالخلق، وبالأرض ليحرسها محاميًا عنها، وليحرثها مستثمرًا إياها (تك 2: 15). واعتنى الخالق نفسه بالكائنات البشرية بدءًا من آدم وحواء وأولادهما، حتى بقايين قاتل أخيه، إذ أعطاه علامة لحماية حياته من القتل (تك 4: 15). هذا يدل على كرامة الشخص البشري التي لا تمس، لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله (الفقرتان 2 و3).
ب- من حياة يسوع ورسالته، وقد جسدت حب الآب لجميع البشر. ففي مجمع الناصرة أعلن يسوع رسالته كمرسل من الآب كرسه الروح لإعلان البشرى للمساكين، والتحرير للأسرى، والبصر للعميان، والإنصاف للمظلومين (لو 4: 18). وشاهدناه في الإنجيل ينحني على مرضى الجسد والروح ويشفيهم، ويغفر للخطأة، ويعطيهم حياة جديدة.
هذه الثقافة طبعت حياة المسيحيين منذ الجماعة الأولى، فكانوا يتشاركون كل شيء فيما بينهم، لكي لا يكون بينهم محتاج (أعمال 4: 34-35). ثم كانت عبر العصور المؤسسات التربوية والإستشفائية والإجتماعية والخيرية لمختلف الحاجات (الفقرتان 4و5).
ج- من عقيدة الكنيسة الإجتماعية، التي اختار منها البابا فرنسيس أربعة مبادئ (الفقرة 6):
1) تعزيز كرامة الشخص البشري وحقوقه: فكل شخص هو غاية بحد ذاته، وليس مجرد وسيلة أو أداة تُقيَم من زاوية منفعتها. إنه مخلوق ليعيش مع آخرين في العائلة والمجتمع والدولة، بالمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات وفي الكرامة، وبالعناية بمن هم أضعف بداعي الفقر والمرض والإهمال والتهميش.
2) تأمين الخير العام: وهو "مجمل أوضاع الحياة الإجتماعية التي تمكن الجماعة وكل عضو فيها من بلوغ كماله الخاص، وتؤمن خير كل شخص وخير الجميع. إنه إكتمال الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية.
3) التضامن: من حيث هو قصد ثابت ومتواصل للإلتزام بعضنا ببعض، لأننا به "مسؤولون كلُنا عن كلُنا". ونرى في الآخر - أكان فردًا أم جماعة - رفيق درب نتشارك معه بالتساوي في وليمة الحياة.
4) حماية الخلق: بالإصغاء إلى صرخة المعوزين وصرخة الخلق. هذا الإصغاء يولد العناية بحاجاتهم، إنطلاقًا من مشاعر الحنان والشفقة وحَملِ هم الآخرين.
إنها تقتضي إتباع المبادئ الأربعة المذكورة كبوصلة، سواء على المستوى الشخصي، أم على مستوى المسؤولين عن المنظمات الدولية والحكومات وعالم الإقتصاد والعلوم ووسائل الإتصال والمؤسسات التربوية؛ وممارستها تجاه المتألمين من الفقر والمرض والعبودية والتمييز العنصري والنزاعات.
المطلوب من هذا القبيل عدم هدر المال العام على التسلح، وبخاصة الأسلحة النووية، فيما الملايين يموتون جوعًا، ومستشفيات تنقصها الأدوات الطبية والصحية (الفقرة 7).
يحدد البابا فرنسيس أربع فئات مسؤولة عن هذه التربية، هي:
أ- العائلة: كخلية المجتمع الطبيعية والأساسية. لكنها تحتاج إلى أوضاع تمكنها من تأدية هذا الدور.
ب- المدرسة والجامعة والعاملون في وسائل الإعلام: بإمكانهم نقل نظام من القيم مبني على إقرار كرامة كل شخص، وكل جماعة لغوية وإتنية ودينية، وكل شعب، وإقرار وحقوقهم الأساسية.
ج- الأديان وقادتها: لهم دور لا بديل عنه في نقل قيم التضامن واحترام الآخرين المختلفين، وتعزيز العدالة الإجتماعية والحرية السليمة والسلام، مثلما تفعل الكنيسة.
د- الملتزمون في خدمة الشعوب من خلال المنظمات الدولية والحكومات بإمكانهم القيام برسالة تربوية أكثر إنفتاحًا وشمولية.
وينهي: كلنا في زورق واحد تتقاذفه زوبعة الأزمات. فيجب أن نجذف سوية نحو ميناء آمن وهادىء، ونظرنا إلى العذراء مريم، نجمة الصبح وأم الرجاء. ولا بد من أن نسهم كلنا في التقدم نحو السلام والأخوة والتضامن والتعاضد، مع عناية خاصة بمن هم في حالة أضعف.
إن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف قادران على اتخاذ هذا القرار المسؤول والشجاع إذا أبعدا عنهما الأثقال والضغوط، وتعاليا على الحصص والحقائب، وعطلا التدخلات الداخلية والخارجية المتنوعة، ووضعا نصب أعينهما مصلحة لبنان فقط. فالإنقاذ لا يحصل من دون مخاطرة، وكل المخاطر تهون أمام خطر الانهيار الكامل. هذه الخطوة الإنقاذية تضع الجميع أمام مسؤولياتهم. ومن المؤكد أن المجلس النيابي الذي انتخب لتمثيل الشعب ويستمد شرعيته من الشعب، لا يسمح لنفسه بمعارضة إرادة الشعب الذي يريد حكومة اليوم قبل غد.
8*) حسن نصرالله
3 كانون الثاني 2021
اكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، والقائد في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس انه "في مثل هذا اليوم من كانون الثاني عام 2020 كانت هذه الحادثة الكبيرة والمفجعة والتي ستبقى خالدة في التاريخ بحجمها ومظلوميتها وتداعياتها وآثارها ونتائجها على كل المنطقة"، مشيرا إلى انه "يجب ان نعترف بفضل الشهداء ومعروفهم وعدم السكوت وأن نذكرهم للناس والعالم وشعوبنا وأجيالنا وبتضحياتهم وبإنجازاتهم، ومن عناوين الوفاء تكريم هؤلاء الشهداء وتقديم الاحترام لهم وأن نشكرهم على ما قدموا وضحوا به".
من الساعة الأولى لهذه الحادثة العظيمة وإلى اليوم في الذكرى السنوية الأولى، نحن شهدنا مظاهر كبيرة ومهمة من الوفاء، وعلى سبيل المثال، في إيران مستوى التفاعل الشعبي الهائل والكبير مع الحادثة والاندفاع إلى الساحات في الكثير من المحافظات والمدن وفي استقبال جثمان الشهداء وتشييعهم الذي كان تاريخيا"، وقال: "ما شهدناه حتى اليوم تعبير عالي عن الوفاء، هذا درس لنا جميعا كيف يجب ان نتعاطى مع شهدائنا وكيف يجب ان نكرمهم ونحترمهم ونمجدهم، هذا الأمر شهدناه منذ الساعات الأولى في العراق الذي سقطت فيه هذه الدماء الذكية وفي اليمن وسوريا وفلسطين ولبنان والبحرين، وفي لبنان نحن معنيون بأن نذكر ونعترف ونشكر ونقدر من وقف معنا منذ اليوم الأول للاجتياح الاسرائيلي في لبنان".
وأوضح انه "كلنا يتذكر عندما اجتاح جيش الاحتلال الاسرائيلي الاراضي اللبنانية وكان في تهديد أن يكمل باتجاه كل الاراضي اللبنانية وكانت إيران مشغولة بالحرب عليه ومع ذلك الامام الخميني لم يترك لبنان ولم يترك سوريا". وسأل "من الذي ساعد لبنان على تحرير أرضه، ومن الذي وقف إلى جانب اللبنانيين ودافع عنهم؟". وأكد ان "المقاومة هي التي تحمي لبنان في مواجهة العدو الاسرائيلي ضمن المعادلة الذهبية وهي التي تحافظ على حقوق لبنان وسيادة لبنان".
من جهة أخرى، أوضح ان هناك "وسائل الاعلام زوّرت وحرّفت تصريح قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الايراني حاجي زاده وهم مزوّرون وضعفاء، هم الذين يحرّفون التصريحات الإيرانيّة، نعم الجمهورية الإيرانيي هي التي تدعم المقاومة بالسلاح والصواريخ ونحن وغزة جبهة أمامية في وجه الاحتلال الاسرائيلي". ورأى انه "إذا كان هناك من يسأل عن لبنان فهو بسبب هذه المقاومة وهذه الصواريخ وكلنا بتنا نعرف قيمة لبنان وشعب لبنان عند كل الدول العالمية والدول الاقليمية".
كما اعتبر انه "إذا كان في أمل ان يملك لبنان بعض المال فهو من النفط والغاز وإذا أعطي الفرصة لذلك فهو ببركة المقاومة وصواريخ المقاومة التي أعطتها إيران للمقاومة". وشدد على أن "كل الدعم الإيراني للمقاومة هو غير مشروط وبلا شروط وكل المعارك التي خاضتها المقاومة كانت من أجل تحرير لبنان والدفاع عن ارضه ومياهه وستبقى كذلك ولعله من أهم المقاومات في تاريخ البشرية هي هذه المقاومة الموجودة في لبنان".
وأكد انه "لا يمكن ان نساوي بين من دعمنا بالمال والسلاح وأعاننا لتحرير أرضنا وسلاحنا وساعدنا لنكون قوة ردع، أن نساوي بينه وبين من تآمر على لبنان ودعم العدو الاسرائيلي خلال كل سنوات الاحتلال".
واعتبر السيد نصرالله انه "طول السنة هذه الحادثة حاضرة بقوة في المعادلا ت السياسية والأمنية والعسكرية وهناك ققل كبير في المنطقة، أمس الاسرائيليون أعلنوا انهم رفعوا نسبة الاستنفار إلى أعلى المستويات بسبب هذه الذكرى السنوية، واليوم المنطقة في حالة توتر شديد وأي حادث لا نعرف إلى أين يجر المنطقة والاميركيون يتصرفون بالحد الأدنى بحالة خوف وانتظار والاخوة في إيران يفتضرون ان ترامب قد يحضر لشيء ما، وأنا أقول ان هذه الحادثة ستبقى حاضرة بقوة وهنا أشير إلى نقطة مهمة جدا لأن البعض يفكر بطريقة خاطئة، البعض يفترض ان إيران ستعتمد على وكلائها للرد على اغتيال سليماني وأنا أقول ان إيران لا تطلب شيئا وهي تقرر عندما تريد ان ترد أمنيا أو عسكريا بما يتناسب مع الحادثة". وشدد على ان "إيران ليست ضعيفة وهي تعرف متى ترد عسكريا أو أمنيا متى رأت ذلك مناسبا".
وأشار إلى ان "محور المقاومة استطاع ان يستوعب هذه الضربة الكبيرة جدا، الخسارة كانت كبيرة جدا لكن المحور استطاع ان يستوعب، الاميركيون افترضوا ان الوضع في العراق سينهار لمصلحتهم وان محور المقاومة سينهار عند اغتيال سليماني، هذا كله تم معالجته واستيعابه ونحن بحسب ثقافتنا وانتمائنا وتاريخنا نعرف كيف نحول التهديدات إلى فرص، والدم إلى دافع قوي للثبات والصمود والاحساس أكثر بالمسؤولية". وتوجه إلى الأميركيين وكل من هو في محورهم، قائلا: "اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر، عندما تقتلونا سيزداد شعبنا وعي". وأضاف "عندما تقتلون قادتنا نزداد عنادا وتصلبا وتمسكا بالحق ومن يراهن انه بالقتل والاغتيال والحروب ومن يراهن بالحصار والعقوبات بأنه سيضعفنا هو واهم".
ورأى نصرالله ان "تداعيات هذه الحادثة على درجة عالية جدا من الاهمية، أولا "اخراج أميركا من المنطقة" ما كان هذا الشعار ليصبح شعارا لولا هذه الحادثة التاريخية وضخامتها، الاميركيون اخترعوا داعش باعتراف أحد كبار الجنرالات الأميركان وحتى الوزير السابقة هيلاري كلينتون تعترف بهذا الأمر، واخترعت داعش ليعود الاحتلال إلى العراق لكن بطريقة مختلفة"، وقال: " ما كُشف عمّا قام به سليماني حتّى الآن قليل وسيتمّ الحديث عن إنجازاته لاحقاً واغتياله وضع القوات الأميركية على طريق الخروج من العراق".
وبما خصّ "القرض الحسن"، قال: "لدي معلومات ان أميركا دفعت مئات آلاف الدولارات بعض الوسائل الاعلامية للقيام بتقارير عن جميعة القرض الحسن".