تقرير أسبوعي دولي - 54-2021

تقرير أسبوعي دولي - 54-2021
الأحد 16 مايو, 2021

 

رقم 54/2021

تقرير دولي  10-16/أيار /2021

 

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان  بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

لا تزال قوى السلطة تتلهّى بحساباتها الداخلية متغاضية بشكلٍ غير مسبوق عن معاناة الشعب اللبناني في وقت تشتعل المنطقة على وقع المعركة المستعرة في قطاع غزة.

وفي وقت تزايد الأزمة المعيشية مع ارتفاع الاسعار العشوائي على السلع الاستهلاكية، ومع فقدان متواصل للأدوية بسبب انخفاض عملية الاستيراد، والنقص المتزايد في مادة البنزين لم ينقص المواطن إلا التهديد بالعتمة بعد بيان شركة كهرباء لبنان، مع استمرار القوى السياسية الممسكة بالسلطة بالمتاجرة بمصير البلد ضاربة بعرض الحائط كل المناشدات بالتوافق على الحكومة كخطوة أولى، ودون أن يعلّق أيٌّ من السياسيين اللبنانيين على العقوبات الأخيرة للخزانة الأميركية على مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله وسبعة من شخصياته المالية المرتبطين بالمؤسسة.

ففريق الممانعة بلسان حزب الله رفع من جديد عنوان "حكومة سياسية" لتكون، وفقاً لأجندته، قادرة على المواجهة، بعدما استنزف المبادرة الفرنسية حتى النهاية. وهناك من هو مستمر بمطالبته بالانتخابات النيابية المبكرة التي يعتبرها المخرج الوحيد، أما الوزير جبران باسيل وفريقه السياسي فهو لا يزال في مربّع الانتظار، كما يحلو له تسميته، حيث ينتظر من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الموافقة على الشروط التي طرحها.

هذا بالطبع بالاضافة إلى محاولة حزب الله ومعه بعض الزمر الملحقة بايران زج لبنان في الصراع الدائر بين حماس واسرائيل، تارة عبر إطلاق صواريخ من جنوب لبنان وطوراً عبر استفزاز الجيش الاسرائيلي بمحاولات عبور الشريط الحدودي بين لبنان واسرائيل. مع محاولات حزب الله المستمرة في تخويف وقمع اللبنانيين المطالبين بالسيادة والشرعية والحياد بشتى الطرق.

يبقى في هذه الصورة السوداوية أملٌ وحيد وهو السير خلف مبادرة البطريرك الماروني من أجل عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان لمساعدته على تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة لحماية سيادة لبنان ووحدة أراضيه وهي الـ1559، 1680 و1701.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (OFAC) سبعة أفراد على صلة بحزب الله وشركته المالية "القرض الحسن" المدرجة من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في عام 2007 ويستخدمها حزب الله كغطاء لإدارة الأنشطة المالية للجماعة الإرهابية والوصول إلى النظام المالي الدولي، وأوضح بيان صادر عن وزارة الخزانة الأميركية أن إبراهيم علي ضاهر يشغل منصب رئيس الوحدة المالية المركزية لحزب الله التي تشرف على الميزانية والإنفاق العام لحزب الله، بما في ذلك تمويل الجماعة لعملياتها الإرهابية وقتل معارضيها. وأشار البيان إلى أن الأفراد الستة الآخرون المدرجون وهم أحمد محمد يزبك وعباس حسن غريب ووحيد محمود سبيتي ومصطفى حبيب حرب وعزت يوسف عكر وحسن شحادة عثمان استخدموا لغطاء الحسابات الشخصية في بعض البنوك اللبنانية بما في ذلك بنك جمال ترست المصنف من قبل الولايات المتحدة، للتهرب من العقوبات التي تستهدف القرض الحسن وتحويل ما يقرب من نصف مليار دولار أميركي نيابة عن هذه المؤسسة. إلى ذلك، قالت أندريا غاكي مديرة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية انه من أعلى مستويات الأجهزة المالية لحزب الله إلى الأفراد العاملين يواصل الحزب إساءة استخدام القطاع المالي اللبناني واستنزاف الموارد المالية اللبنانية في وقت عصيب بالفعل، وأضافت أن مثل هذه الأعمال تظهر عدم اكتراث حزب الله بالاستقرار المالي والشفافية والمساءلة في لبنان. هذا وكشفت وزارة الخزانة الأميركية أنه في حين أن مؤسسة القرض الحسن تدعي خدمة الشعب اللبناني إلا أنها عمليا تنقل الأموال بشكل غير مشروع من خلال حسابات وهمية وميسرين مما يعرض المؤسسات المالية اللبنانية لعقوبات محتملة، وأشارت إلى أن مؤسسة القرض الحسن تتنكر بصفة منظمة غير حكومية بموجب ترخيص ممنوح من وزارة الداخلية وتقدم خدمات مصرفية لدعم حزب الله بينما تتهرب من الترخيص المناسب والإشراف التنظيمي، وأضافت أنه ومن خلال ادخار العملة الصعبة التي يحتاجها الاقتصاد اللبناني بشدة يسمح "القرض الحسن" لحزب الله ببناء قاعدة دعم خاصة به وتقويض استقرار الدولة اللبنانية. كما أوضحت وزارة الخزانة أن مؤسسة "القرض الحسن" اطلعت بدور كبير في البنية التحتية المالية لحزب الله على مر السنين وجنبت الكيانات والأفراد المرتبطين بالحزب من العقوبات واحتفظت بحسابات بنكية من خلال إعادة تسجيلهم بأسماء كبار مسؤولي القرض الحسن بما في ذلك تحت أسماء معينة ولذلك تم تصنيف أفرادها من قبل وزارة الخزانة الثلاثاء.

في سياق منفصل، أعلنت شركة كارباورشيب التركية، التي تزود لبنان بالكهرباء من محطتين عائمتين، الجمعة، أنها أوقفت الإمدادات بسبب متأخرات السداد وبعد تهديد قانوني لمحطتيها في لبنان. يذكر أن القضاء اللبناني قرر قبل أيام احتجاز البواخر التركية التي تزود لبنان بالطاقة الكهربائية ومنعها من مغادرة السواحل اللبنانية، في إطار تحقيق باحتمال وجود شبهات فساد بملايين الدولارات في عملها، وطلب المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم، من وزارات عدة والأجهزة الأمنية المختلفة بما فيها الجيش، تطبيق القرار. كما تضمن القرار طلباً موجها إلى وزارة المالية قضى بعدم دفع أي مستحقات لشركة "كارباورشيب" إلى جانب شركة "كاردينيز" التركيتين.

على صعيد آخر، وفي وقت يقصف الطيران الاسرائيلي قطاع غزة منذ بداية الاسبوع، افاد المعلومات ان طائرات اسرائيلية استهدفت يوم الجمعة سيارة "حزبية" على الحدود اللبنانية السورية قرب منطقة الهرمل.  

إلى ذلك، تجمع عشرات من اللبنانيين عند الحدود في مقابل مستوطنة المطلة، عصر الجمعة، تنديداً بالتصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة ودعماً للفلسطينيين في القدس وكل المدن التي تشهد صدامات. ولدى اجتياز مجموعة شبان الشريط الشائك عند الحدود، أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفتين تسبّبتا بإصابة شخصين بجروح توفي أحدهما لاحقاً متأثراً بإصابته. ونعى حزب الله في بيان "محمد طحان شهيدا على طريق القدس".

وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أن دباباته وجّهت طلقات تحذيرية تجاه عدد من مثيري الشغب الذين اجتازوا لبنان الى داخل الأراضي الإسرائيلية، وقال إنهم أقدموا على العبث بالسياج وأضرموا النيران في المنطقة، قبل أن يعودوا أدراجهم. والسبت انتشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد لتجنّب تدهور الأوضاع، وجرت تظاهرت شارك فيها العشرات إحياء لذكرى النكبة (قيام دولة إسرائيل في العام 1948).

وجاء هذا التوتر غداة إطلاق ثلاثة صواريخ ليل الخميس من بساتين قريبة من مخيم الرشيدية جنوبي مدينة صور، سقطت في البحر قبالة السواحل الشمالية لإسرائيل، ونفى مصدران مقربان من حزب الله أي علاقة للأخير بإطلاق الصواريخ، فيما أعلن الجيش اللبناني لاحقا عثور وحداته على ثلاثة صواريخ في محيط المخيم.

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: كشفت زيارة وزير الخارجية الفرنسية إلى لبنان عن هامشية الطبقة السياسية وأحزابها التقليدية التي صار عليها إجراء مراجعة لسياساتها منذ العام 2005، كما المطلوب من المنصات والأطر الجديدة الإرتقاء إلى مستوى الأحداث على قاعدة تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني وسلاح حزب الله - يلمس اللبنانيون يوما بعد يوم الخراب الذي نجم عن الثلاثية التي حكمت لبنان منذ العام 2008، اي بعد 7 ايار والتي تمثّلت بـ"جيش وشعب ومقاومة"، وكان من نتائجها ثلاثية حتمية تمثلت بانهيار مالي اقتصادي وباضطرابات اجتماعية لم تستثنِ اية طائفة او مجتمع، وبخروج لبنان من عملية إعادة ترتيب المنطقة وهو ما نشهده اليوم. لذلك فإنّ لبنان اليوم هو وطنٌ أسير واللبنانيون عاجزون عن ابتكار الحلول بقواهم الذاتية، لهذا يعطي "لقاء سيدة الجبل" الأهمية الكبرى لمبادرة بكركي الداعية لمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان - يدعم "لقاء سيدة الجبل" قضية القدس منذ العام 2015 وهو كان قد طالب برفع الحواجز لجميع المؤمنين لزيارتها حتى تصبح مدينة مفتوحة للجميع تحت اشراف الامم المتحدة - يُجدد "اللقاء" تمسكه بوجوب مبادرة القضاء إلى التزام أعلى معايير الشفافية والعدالة خصوصاً في قضية تفجير المرفأ والكشف عن مصير التحقيق في الاغتيالات التي استهدفت العقيد منير ابو رجيلي، والمصور الصحافي جو بجاني، والناشط والكاتب لقمان سليم. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • أمل: المكتب السياسي: "يزداد قلق اللبنانيين ليصل إلى حدود اليأس نتيجة مواقف الأطراف والتذاكي في رمي الاتهامات بالتعطيل السياسي الذي تجاوز حدود المعقول - إن تطورات المنطقة والحوارات القائمة بين دولها تفرض من جديد التركيز على الإسراع في الوصول إلى حلحلة العقد، والابتعاد عن الحسابات المصلحية والخاصة وإنجاز تشكيلة حكومة قادرة على مواكبة ما يجري - أن مفتاح الحل الجوهري هو في التمسك بميثاقنا ودستورنا. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية: ان ما نحصده اليوم، هو نتيجة ما زرعته ايدي اركان التسوية من استسلام لمشيئة حزب الله وتواطوء مع ارباب الفساد - ان زيارة وزير الخارجية الفرنسية الأخيرة، اثبتت بما لا يقبل الشك ان المجتمع الدولي سحب يده من هذه الطبقة السياسية، التي وجدت نفسها في موقع الادانة، ووضع امله بالقوى التغييرية - ان الحاجة الى التغيير باتت حتمية، استنادا الى خارطة واضحة في مواجهة حلف المافيا والميشليشيا، تبدأ بتشكيل حكومة انتقالية توقف الانهيار وتباشر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وصولا الى انتخابات حرة ونزيهة باشراف دولي بأسرع وقت ممكن. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية: حذر من تسليم قرار الحرب والسلم الى أصحاب السلاح غير الشرعي ومن أي انزلاقة يمكن أن ينقاد اليها البلد رغما عن أهله. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: نشهد بكل أسف، المزيد من الإنهيار الإقتصادي والمالي والمعيشي والإجتماعي، والغلاء الفاحش في السلع والأدوية حتى فقدان هذه الأخيرة، والتهريب والجشع والاحتكار، ولا سلطة إجرائية، ولا قضاء ولا مؤسسات رقابة. لذا، نعلن باسم الجميع - لا نقبل بتاتا بأن تمعن الجماعة السياسية في قهر الناس وذبح الوطن، وأن تتفرج على العملة الوطنية تفقد أكثر من 85 % من قيمتها، وعلى اللبنانيين يتسولون في الشوارع، ويتواصل الغلاء الجنوني - لا نقبل بتاتا بأن تذهب أموال دعم السلع إلى المهربين والميسورين والتجار، وأن يشتبك المواطنون في المتاجر على شراء السلع وأن تفقد الأدوية والمواد الغذائية والوقود - لا نقبل بتاتا بالمس باحتياطي المصرف المركزي فتطير ودائع الناس - لا نقبل بتاتا بأن تبقى المعابر البرية الحدودية مركزا دوليا للتهريب، والمطار والمرفأ ممرين للهدر الموصوف - لا نقبل بتاتا بأن يستمر الفساد في أسواق الطاقة والكهرباء ويدخل لبنان عصر العتمة - لا نقبل بتاتا بأن تهاجر الأدمغة اللبنانية والنخب وأهل الاختصاص - لا نقبل بتاتا بأن يعتم على المرتكبين الحقيقيين ويبحث عن أكباش محارق - لا نقبل بتاتا بأن تضرب مؤسسات الكيان والنظام، ويستمر إسقاط النظام السياسي والاقتصادي - لا نقبل بتاتا بأن يعزل لبنان للاطباق عليه بعيدا من أنظار العالم - يتوجب على المسؤولين تحريك مفاوضات تأليف الحكومة فالجمود السائد مرفوض، وبات يشكل جريمة بحق الوطن والشعب - ما يحصل بين إسرائيل والشعب الفلسطيني الصامد تحول نوعي خطير في مجرى الصراع على الأرض والهوية - حان الوقت لوقف مسلسل العنف والهدم والقتل، وإقرار حل نهائي للقضية الفلسطينية بعد ثلاث وسبعين سنة من الحروب والدمار والمظالم الإسرائيلية - إننا ندعو إسرائيل إلى الاعتراف الجدي والصريح بوجود حقوق للشعب الفلسطيني، وبأنه يستحيل عليها أن تعيش بسلام من دون القبول بدولة فلسطينية قابلة للحياة. فلا سلام من دون عدالة، ولا عدالة من دون حق. في هذا المجال ندعو السلطات في لبنان إلى ضبط الحدود اللبنانية-الإسرائيلية ومنع استخدام الأراضي اللبنانية منصة لإطلاق الصواريخ. (ملحق رقم 5*- عظة الاحد)

 

  1. في الشأن السوري

للمرة الثانية وقع انفجار مساء الأحد الماضي في ناقلة نفط كانت ترسو قبالة ميناء بانياس على الساحل السوري، دون تسجيل أي إصابات، فيما لم تتضح تفاصيل هذا الانفجار الغامض، لا سيما وأن الناقلة كانت أفرغت في وقت سابق، ولم تكن تحمل على متنها أي مواد نفطية. هذا في حين رجحت وكالة سبوتنيك الروسية أن يعود سبب الانفجار إلى عمليات صيانة مستمرة تجري على متن السفينة منذ مدة.  

في سياق منفصل، وبعد توسيعها أحد مدارج قاعدة حميميم الجوية في سوريا قبل أسابيع، تعمل موسكو على تعزيز سيطرتها المطلقة على ميناء طرطوس في الساحل السوري، وتخطط لبناء رصيف عائم لتعزيز مرافق إصلاح السفن في الميناء، حيث من المقرر الانتهاء من الرصيف العائم العام المقبل، بحسب ما أفادت وكالة أنباء "تاس" الروسية نقلا عن مسؤولين عسكريين. إلى ذلك، سيسمح التحديث في قاعدة طرطوس للبحرية الروسية، بتجنب إرسال السفن الحربية إلى موانئ في البحر الأسود للصيانة، بحسب مسؤولين عسكريين غربيين. وتغير ذلك في عام 2017 بعد اتفاق أبرمته سوريا مع موسكو، يسمح باستخدام المنشأة البحرية مجاناً لمدة 49 عاماً ويمنح الكرملين السيادة على القاعدة البحرية، كما تسمح الاتفاقية لروسيا بالاحتفاظ بعشرات السفن الحربية، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية في طرطوس، وهي المنشأة البحرية الوحيدة التي يمتلكها الكرملين خارج روسيا.

على صعيد آخر ومحذّراً من المشروع الإيراني في المنطقة، كشف الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة عن أن طهران تقوم بنقل مقاتلين سوريين إلى اليمن للقتال بجانب ميليشيات الحوثي، وأوضح في تصريح صحافي أن إيران بدأت مؤخرا في مشروع تخريبي جديد يضمن تصدير ميليشياتها من سوريا إلى اليمن، وذلك من أجل توظيفهم إلى جانب جماعة الحوثي في الحرب الجارية ضد الشعب اليمني، كما أشار إلى أن الميليشيات الإيرانية الموجودة في سوريا تقوم هذه الأيام بعمليات تجنيد لأتباعها من الشباب السوريين عبر استقطابهم ماديا واستغلال الوضع الاقتصادي المتدهور، ومن ثم نقلهم إلى معسكرات تدريب خاضعة للحرس الثوري ثم ضمهم إلى قواتها. الجدير ذكره أن عمليات التجنيد كانت ازدادت رغم المحاولات المستمرة لإضعاف وجود إيران في سوريا وجرها للانسحاب سواء عبر الاستهدافات الإسرائيلية المستمرة أو تعزيز الروس لدورهم في مناطق نفوذ ميليشيات طهران.

وفيما تواصل إيران وميليشياتها أنشطتها التوسعية ضمن الأراضي السورية، أعلن يوم الاربعاء وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، في خطوةٍ مفاجئة، افتتاح قنصلية لبلاده في مدينة حلب السورية، وتعليقا على هذا الحدث، رأى نيكولاس هيراس كبير المحللين في معهد نيولاينز الأميركي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية أن طهران لا تخفي استراتيجيتها في تحويل سوريا إلى دولة تابعة لها لتتخذها كقاعدة عملياتٍ طويلة الأمد للحرس الثوري الإيراني، استعداداً لأي حربٍ محتملة مع إسرائيل، كما أضاف أن افتتاح القنصلية الإيرانية في حلب هو جزء أساسي من جهودها الرامية إلى بناء روابط قوية مع السكان خاصة، معتبرا أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تريد أن يكون التواجد الإيراني في سوريا عائقاً أمام هدفها في تأمين اتفاق نووي جديد مع طهران، وموضحاً أن الأمر بسيط، ففريق بايدن يهتم فقط باستخدام الحرس الثوري لسوريا كمعبرٍ لتزويد حزب الله في لبنان بصواريخ موجهة بدقة، وليس بمهمة إيران الاجتماعية أوالسياسية وتغلغلها في المجتمع السوري.

 

  1. في الشأن الليبي

بينما تتحضر الأطراف لعقد مؤتمر وزراء الخارجية من 11 دولة تقريباً بشأن ليبيا في برلين في النصف الثاني من يونيو المقبل يعالج 3 مسارات رئيسية بينها ملف المرتزقة، زف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، نبأ غير سار قال فيه إن ليبيا لم تشهد أي تراجع في عدد المقاتلين الأجانب أو أنشطتهم، لاسيما في وسط البلاد. وفي التفاصيل، كشف التقرير الأممي الذي جرى تقديمه إلى مجلس الأمن أنه وبينما يظل اتفاق وقف إطلاق النار ساريا، تلقت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تقارير عن إقامة تحصينات ومواقع دفاعية على طول محور سرت-الجفرة وسط البلاد، فضلا عن استمرار وجود العناصر والإمكانات الأجنبية. كما أضاف أنطونيو غوتيريس أنه ورغم الالتزامات التي تعهد بها الأطراف، إلا أن أنشطة الشحن الجوي مع رحلات جوية تواصلت إلى قواعد عسكرية مختلفة، داعياً الدول الأعضاء والجهات الليبية الفاعلة مجدداً إلى وضع حد لانتهاكات حظر الأسلحة، وتسهيل انسحاب المقاتلين والمرتزقة الأجانب من البلاد، وأشار إلى أن هذه عناصر أساسية لسلام واستقرار دائمين في ليبيا والمنطقة، مشدداً على وجوب إحراز تقدم على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية، للسماح بإجراء الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر 2021.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، الأربعاء، تعاون إيطاليا وألمانيا في ملف مؤتمر وزراء الخارجية بشأن ليبيا في برلين.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن انتهاء العمليات القتالية المستمرة منذ سبعة أيام ليس وشيكا رغم تحركات دبلوماسية لاستعادة التهدئة، وأضاف، يوم الأحد، إن تل أبيب ستفعل كل ما يلزم لاستعادة النظام، معربا عن أمله ألا يستغرق ذلك وقتا طويلا. وأوضح نتنياهو أن برج الجلاء الذي كان يضم مكاتب لوكالة أسوشيتد برس هو هدف مشروع تماما، مشيرًا إلى أنهم قدموا للمخابرات الأميركية أدلة عن وجود نشاط إرهابي في البرج.

وارتفعت حصيلة ضحايا الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى اكثر من 200 قتيلاً، بينهم 52 طفلاً و31 سيدة، فيما أصيب 1225 شخصاً بجروح مختلفة، وذلك وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية، كما ارتفعت حصيلة ضحايا المواجهات بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقوات الاحتلال إلى 21 قتيلاً برصاص القوات الإسرائيلية والمستوطنين الذين استخدموا الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين الفلسطينيين. كما يُشار إلى أنه حتى الحين قتل 6 إسرائيليين على الأقل وجرح العشرات جراء الصواريخ القادمة من قطاع غزة المحاصر.

يذكر أن أعمال العنف هذه جاءت بعد توتر مستمر في القدس خلال شهر رمضان، في ظل اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين في المسجد الأقصى ومحيطه، وتصاعدت هذه الاشتباكات في الأيام القليلة الماضية قبل جلسة محكمة، تم تأجيلها الآن، في قضية يمكن أن تنتهي بطرد عائلات فلسطينية من منازل بالقدس الشرقية (حي الشيخ الجراح) يطالب بها مستوطنون يهود.

وفي السياق، تسببت الهجمات الصاروخية التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية على مدينة تل أبيب ومركز البلاد بانخفاض وتراجع غير مسبوق للمعاملات التجارية والاقتصادية في سوق المال والبورصة والمصارف الإسرائيلية، فيما سجلت العملة الإسرائيلية (شيكل) انخفاضا قبالة الدولار بنسبة 1.4%. هذا وتقدر المحاسبة العامة لوزارة المالية شيرا غرينبرغ أنه -من حيث الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي- لن يتم الشعور بعملية عسكرية تستغرق بضعة أيام، ولكن إذا دخلت إسرائيل في حملة عسكرية ومواجهة شاملة تصل إلى شهر، فإن الخسائر ستكون مضاعفة في كافة المجالات وقد تصل المبالغ إلى عدة مليارات من الدولارات. وتشير التقارير الأولية إلى إغلاق نحو ربع المصانع في محيط قطاع غزة بشكل كامل والعمل جزئي بالمصانع الأخرى. كما ألغت خطوط طيران عالمية عددًا من رحلاتها المتجهة إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب، في غضون تصاعد الأوضاع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وذكر اتحاد المصنعين الإسرائيليين أن الضرر الذي لحق بالاقتصاد خلال 3 أيام من إطلاق الصواريخ من غزة قد فاق 160 مليون دولار. يشار إلى أن يوم الأربعاء، اعلنت شركة شيفرون (Chevron) الأميركية إنها أغلقت منصة تمار الإسرائيلية للغاز الطبيعي والواقعة في شرق البحر المتوسط بناء على تعليمات من وزارة الطاقة الإسرائيلية، مع احتدام موجة من الاضطرابات في المنطقة، و"تمار" هو حقل غاز طبيعي يقع في البحر الأبيض المتوسط على بعد حوالي 90 كيلومترا غرب حيفا، ويضخ حوالي 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا.

وفي هذا السياق، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوم الأحد، أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى ممارسة أقصى قدر من النفوذ لوقف الأعمال العدائية بين غزة وإسرائيل، معتبرةً أنه نزاع غير مسبوق في شدته، وكتبت اللجنة الدولية في بيان نشر قبل ساعات من اجتماع افتراضي لمجلس الأمن مخصص لهذه المواجهات أن سكان غزة وإسرائيل يواجهون أشد دوامة من الأعمال العدائية منذ سنوات.

 

  1. في شأن فيروس COVID-19 في العالم ولبنان

 بلغ العدد التراكمي حول العالم لمصابي فيروس كورونا 163.724 مليون إصابة فيما سُجل حتى الساعة أكثر من 3.393 مليون حالة وفاة.

وفي لبنان أعلنت وزارة الصحة أن العدد الاجمالي للاصابات أصبح 535.753 مصاب فيما سُجل 7.620 حالة وفاة.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

اتّهم الرئيس الأميركي جو بايدن مجموعة إجرامية مقرّها روسيا بتنفيذ هجوم معلوماتي تسبّب بتعطيل أحد أكبر خطوط نقل النفط في الولايات المتحدة. وقال بايدن الذي يتم إطلاعه بانتظام على التطورات انه في هذه المرحلة، ليس لدى أجهزة مخابراتنا أيّ دليل على تورط روسي، لكنّه أضاف أنّ هناك عناصر تبيّن أنّ برنامج رانسوموير (الذي يستغلّ الثغرات الأمنية لتعطيل الأنظمة المعلوماتية ويطلب فدية لإعادة تشغيلها) موجود في روسيا. إلى ذلك، أعلنت الشرطة الفدرالية الأميركية الاثنين أنّ القرصنة المعلوماتية التي تسبّبت منذ الجمعة بشلل إحدى أكبر شبكات أنابيب النفط الأميركية، نفّذتها مجموعة "داركسايد" الإجرامية.

على صعيد آخر، دعا السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد يوم السبت إدارة الرئيس جو بايدن إلى التوقف عن التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، وأكد السيناتور أن الاتفاق النووي فشل في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، متوقعاً أنه سيفشل أيضاً في عهد بايدن وسط استمرار أنشطة إيران الإرهابية.  

في سياق منفصل، حشدت القوات الأميركية عدداً كبيراً من قواتها الجوية في الخليج العربي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وبدأ الحشد بإرسال طائرتين من نوع بي 52 وهي طائرات ضخمة تستطيع التحليق على ارتفاع شاهق ولساعات طويلة، وتلقي قنابل ثقيلة من دون الاضطرار للاقتراب من أهدافها، تبع ذلك إرسال الأميركيين طائرتين أخريين ثم ارتفع عدد طائرات بي 52 إلى ستة يوم 4 مايو الحالي، وبقيت هذه الطائرات في المنطقة على عكس ما حصل من قبل حين كانت الولايات المتحدة ترسل هذه الطائرات من قواعدها في الولايات المتحدة لتحلّق في أجواء الشرق الأوسط ثم تعود إلى الأراضي الأميركية من دون الهبوط في أي قاعدة جوية أميركية أو حليفة. ومنذ أيام، أعلنت القوات الجوية الأميركية التابعة للقيادة المركزية أن سرباً من طائرات مقاتلة من نوع إف 18 هورنيت وصل إلى منطقة العمليات. الى ذلك أبقى الأميركيون حاملة الطائرات أيزنهاور في منطقة بحر العرب كجزء من الإجراءات الميدانية بعد الإعلان عن سحب القوات الأطلسية من أفغانستان. لكن اللافت أكثر من ذلك أن الأميركيين أدخلوا غواصة متطورة إلى الخليج العربي، حيث تحمل الغواصة "جورجيا" أكثر من 150 صاروخا من نوع توماهوك، كما تستطيع إطلاق طائرات بدون طيار وقوارب مسيّرة وقوات تستعد للقيام بعمليات خاصة. وفي السياق أكدت مصادر أن وزارة الدفاع الأميركية، وبناء على طلب من القيادة المركزية، أرسلت هذا العدد الكبير من القوات المتطورة إلى محيط إيران في رسالة تحذير مباشرة لطهران من أن حكومة الرئيس جو بايدن جادّة في اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للردّ على أي هجوم تشنّه إيران على القوات الأميركية أو تشنّه الميليشيات التابعة لإيران في العراق.

 

  1. في الشأن العراقي

نقل شهود عيان ومدونون عراقيون، ليل الأحد، أن منشآت تابعة للقنصلية الإيرانية في كربلاء احترقت بعد توجه محتجين غاضبين للتظاهر أمام مبناها في المحافظة، عقب الانتهاء من تشييع الناشط، إيهاب الوزني، الذي قتل، السبت، في المدينة على يد مجهولين. هذا ونقل شاهد عيان من المحافظة إن عددا من مشيعي الناشط الوزني عادوا إلى المحافظة بعد دفنه في محافظة النجف المجاورة، وتوجهوا إلى القنصلية الإيرانية للاحتجاج أمامها على مقتل الوزني. ويتهم الناشطون جماعات مرتبطة بإيران بتنفيذ عمليات الاغتيال التي تستهدف زملائهم في العراق، خاصة وأن التحقيقات الحكومية بشأن هذه الحوادث عادة ما تقيد ضد مجهول. إلى ذلك، أكد قائد عمليات كربلاء اللواء الركن علي الهاشمي، تطويق القنصلية الإيرانية من قبل أفواج الطوارئ والوضع في محافظة كربلاء مسيطر عليه بالكامل.

وفي السياق، افادت وكالة أنباء التلفزيون الإيراني، يوم الإثنين، بأن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير العراقي نصير عبد المحسن عبد الله بعد حادث مهاجمة القنصلية الإيرانية في كربلاء، الأحد، وأبلغت الخارجية الإيرانية السفير العراقي تنديدها بالأحداث وتأكيدها "ضرورة اتخاذ تدابير وتمهيدات أمنية من قبل الجهات المعنية في الحكومة العراقية لحماية المقرات الدبلوماسية الإيرانية بموجب اتفاقية فيينا لعام 1963". وقال السفير العراقي خلال اللقاء في الخارجية الإيرانية، إن حكومة بلاده ملتزمة بتأمين أمن مقرات البعثات الدبلوماسية.

في سياق منفصل، أعلن نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، نايف الشمري، السبت، أن الحكومة ستتعاقد خلال الأشهر المقبلة لشراء منظومة دفاع جوي، وقال في تصريح صحافي إن الموازنة المالية لعام 2021 تضمنت تخصيصات لتزويد القوات المسلحة بأجهزة حديثة لمواكبة التطور الحاصل في جيوش العالم، كما أشار إلى أن اللجنة أجرت عدة لقاءات مع وزير الدفاع وقائد الدفاع الجوي بهذا الخصوص. يشار إلى أن تقارير أميركية كانت أفادت في وقت سابق نقلا عن برلمانيين عراقيين بأن الحكومة العراقية تدرس المضي قدما بمناقشة شراء أنظمة "إس-400" الروسية للدفاع الجوي، إلا أن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أنها قد تفرض عقوبات عليها في حال قررت شراء الأنظمة الروسية.

فرضت القوات العراقية، السبت، إجراءات أمنية لتأمين الشريط الحدودي العراقي الإيراني، وتفقد قائد عمليات البصرة اللواء الركن علي عبدالحسين كاظم الماجدي، يرافقه قائد حرس حدود المنطقة الرابعة اللواء خلف لفته البدران قائد اللواء الرابع عشر حيث اطلع على الإجراءات الأمنية المتخذة في القاطع في تأمين الحدود ومكافحة حالات التسلل والتهريب. وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أصدر الخميس، قرارًا بإقالة قائد عمليات البصرة أكرم صدام، وتعيين اللواء الركن علي الماجدي، لمنصب قائد العمليات في المحافظة. وذلك بعد اشتباكات شهدها مجمع القصور بين قوة أمنية عراقية وعناصر ميليشيا موالية لإيران ليل الأربعاء في البصرة. وكانت اشتباكات قد وقعت في البصرة، ليل الأربعاء، بين قوة أمنية عراقية وعناصر ميليشيا موالية لإيران، بعد مداهمة أمنية لمنزل أحد مسلحي الميليشيا، المتهم بتنفيذ عمليات اغتيال ناشطين.

 

  1. في الشأن اليمني

أكد السفير الأميركي لدى اليمن كريستوفر هنزل، الثلاثاء، أن شحنة الأسلحة الضخمة التي اعترضتها القوات البحرية الأميركية في بحر العرب، خلال الأيام الماضية، التي اعترضتها بلاده مؤخراً في بحر العرب، والتي كانت تحوي صواريخ موجهة مضادة للدبابات، وآلاف البنادق، ومئات المدافع الرشاشة، وبنادق القنص، وقاذفات القنابل الصاروخية، كانت في طريقها إلى الحوثيين، وأشار هنزل إلى أن الشحنة الضخمة كانت في طريقها للحوثيين في اليمن، قائلاً إن هذا التدفق المستمر للأسلحة إلى الحوثيين من شأنه إطالة معاناة الشعب اليمني والمساهمة في صراع إقليمي أوسع.

ويوم الأربعاء، قال مارتن غريفثس المبعوث الأممي إلى اليمن، إن الوضع في مأرب خطير بسبب هجمات الحوثيين، مشيراً إلى أن موقف الحكومة اليمنية من عملية السلام كان ممتازاً، يأتي ذلك فيما أكدت الولايات المتحدة وفرنسا أن الحوثيين يأخذون مستقبل اليمن رهينة. وقالت الخارجية الأميركية إن المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، والدبلوماسي في الخارجية الفرنسية، كريستوفر فارنو، أكدا ضرورة مشاركة الحوثيين في صفقة عادلة ستجلب الراحة للشعب اليمني، وأكد المسؤولان أن استمرار الهجوم الحوثي على مأرب يُهدد بتكلفة عالية.

وفي هذا السياق، كان وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك قد أكد، الاثنين، أن جماعة الحوثي تواصل هجماتها على مأرب، واضاف خلال اتصاله بسفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن هانس جروندبيرغ، إن على المجتمع الدولي الضغط على ميليشيا الحوثي وإيران للحل باليمن. كما تطرق إلى تعنت ميليشيا الحوثي ورفضها للمبادرات الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن، مؤكداً حرص الحكومة على إنهاء معاناة اليمنيين وتحقيق المصالحة الوطنية وصولاً إلى إيجاد سلام دائم وشامل واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن.

يشار إلى أن قوات الجيش اليمني والقبائل مسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية أفشلت  هجمات ومحاولات تسلل لعناصر ميليشيات الحوثي التي صعدت عملياتها في ست محافظات يمنية خلال إجازة عيد الفطر، وتكبدت الميليشيات عشرات القتلى والجرحى، وواصل الحوثيون الحشد والدفع بتعزيزات إلى محيط مدينة مأرب. وفي التفاصيل، صعدت ميليشيات الحوثي من عملياتها خلال إجازة عيد الفطر، وشنت هجمات واسعة على مواقع الجيش اليمني والمقاومة، واستهدفت المناطق السكنية في ست محافظات يمنية، كما أقدمت على إطلاق طائرات مسيرة وثلاثة صواريخ باليستية تم اعتراضها وتدميرها من قبل دفاعات التحالف، وذكرت مصادر ميدانية يمنية، أن الميليشيات لم تحقق أي اختراق على الأرض خلال تصعيدها الأخير، في محافظات مأرب والجوف وتعز والبيضاء والضالع والحديدة.

 

  1. في الشأن المصري

أكدت مصادر خاصة يوم الأربعاء، أن مصر سترسل وفدين أمنيين إلى تل أبيب وغزة في مسعى للتهدئة، وسط المواجهات التي تشهدها المنطقة حالياً، والتي أعلنت تل أبيب عن رفض تلك الوساطة على لسان رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، الذي أكد على أن العمليات العسكرية ستستمر أسبوعاً على الأقل، إلى هذا حذرت القاهرة تل أبيب من عملية برية إسرائيلية موسعة في غزة، فيما أفادت المصادر أن القاهرة طالبت بضرورة وقف إطلاق النار قبل دخول الوفود المصرية إلى الجانبين، مضيفةً أن مصر سترسل وفدين أمنيين بهدف السيطرة على الأوضاع قبل تفاقمها.

الى ذلك، أعلن الجيش المصري الجمعة اعتبار سيارات الهلال الأحمر الفلسطيني التي تنقل المصابين من غزة إلى مصر أنها سيارات عسكرية تابعة له وأن أي تعرض لها هو بمثابة تعرض مباشر للجيش المصري يستوجب الرد، وذلك بعد أن قررت مصر يوم الجمعة فتح معبر رفح يوم السبت لاستقبال الجرحى نتيجة للغارات الإسرائيلية على القطاع. كما اعلن الدكتور أسامة عبدالحي، أمين عام نقابة الأطباء في مصر، أن 1200 طبيب سجلوا بياناتهم على موقع النقابة للعمل كمتطوعين في علاج مصابي غزة، منذ مساء الجمعة.

وفي السياق، أكدت مصر بلسان السفير طارق طايل، رئيس بعثة مصر في رام الله،، الأحد، على ضرورة وقف النار، في الأراضي المحتلة ثم انخراط المجتمع الدولي في أسرع وقت ممكن لإطلاق مفاوضات سلام جادة على أساس حل الدولتين.

أزمة سد النهضة

دعت الولايات المتحدة الأميركية كلاً من مصر والسودان وإثيوبيا، في بيان مطول، لاستئناف مفاوضات سد النهضة على وجه السرعة، في أول تحرك أميركي جاد ومباشر منذ تولي إدارة الرئيس جو بايدن رئاسة البيت الأبيض، مطلع العام، متعهدة بتقديم دعم سياسي وفني لتسهيل التوصل إلى نتيجة ناجحة. وأتت دعوة واشنطن عقب جولة مكوكية أجراها المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، إلى كل من مصر والسودان وإثيوبيا في الفترة من 4 إلى 13 مايو الجاري، استهدفت كسر جمود المفاوضات، ووقف التصعيد الراهن في ظل إصرار إثيوبيا على ملء خزان السد في يوليو المقبل، بصرف النظر عن إبرام اتفاق مع مصر السودان. ووصف الانغماس الأميركي الراهن في الأزمة، بأنه تحول كبير في موقف إدارة بايدن، بحسب مراقبين يرون أن واشنطن تسعى إلى تجنب مواجهة عسكرية باتت تلوح في الأفق مع تأزم الموقف، الأمر الذي قد يهدد مصالح أميركية في المنطقة، مؤكدة أن الأفق ليس مسدوداً، وأنه يمكن الوصول لاتفاق يلبي مطالب الدول الثلاث.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

عقدت منظمة التعاون الإسلامي، يوم الأحد، اجتماعاً افتراضياً طارئاً بطلب من السعودية لبحث التصعيد في فلسطين، وفي بيانها الختامي، دانت المنظمة بأشد العبارات الاعتداءات الوحشية التي تشنها إسرائيل، مشددة على ضرورة الوقف التام والفوري لجميع الاعتداءات على المدنيين. وحذّر البيان الختامي من الآثار الخطيرة لتأجيج إسرائيل للحساسيات الدينية، ومشدداً على ضرورة وضع حد لجميع الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل، وأكد على ضرورة عدم المس بالوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، كما دان الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي المتواصل في فلسطين. وتابع البيان الختامي أن إسرائيل بوصفها سلطة الاحتلال تتحمل مسؤولية تدهور الوضع، كما دان الاعتداء الهمجي الواسع على قطاع غزة المحاصر، واعتبر أن على مجلس الأمن التحرك لوقف العدوان الهمجي الإسرائيلي حيث إن فشل مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته سيدفع المنظمة للتوجه إلى الجمعية العمومية. وشدد البيان على أن القدس والمسجد الأقصى خط أحمر للأمة الإسلامية، مثمناً دور رئاسة لجنة القدس في حماية المقدسات. هذا وأكد البيان الختامي على ضرورة تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني، كما دعا لتحرك قانوني دولي لإرغام إسرائيل على دفع تعويضات للفلسطينيين.

 

  1. في الشأن الأوروبي

في قرار سبقتها إليه بعض الدول الأوروبية، حظرت النمسا، يوم الجمعة، حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري متجاوزة سياسة الاتحاد الأوروبي لحظر ما يسمى بـ "الجماعة الإرهابية اللبنانية الذراع العسكري فقط"، وقال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ إن هذه الخطوة تعكس واقع الجماعة نفسها التي لا تميز بين الذراع العسكري والسياسي.

في سياق منفصل، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يوم الأحد، أن وزراء خارجية دول التكتل سيجرون الثلاثاء محادثات طارئة عبر الفيديو بشأن تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكتب بوريل على "تويتر" أنه في ضوء التصعيد القائم بين إسرائيل وفلسطين وعدد الضحايا المدنيين غير المقبول، سيُعقد مؤتمراً استثنائياً عبر الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، حيث ستُنسق وتُناقش الطريقة الأمثل التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يساهم من خلالها في وضع حد للعنف الحالي. وأفاد الاتحاد الأوروبي أن بوريل يبذل جهودا دبلوماسية "مكثّفة" للمساعدة على خفض التصعيد، أجرى في سياقها محادثات مع قادة إسرائيليين وفلسطينيين وكبار الدبلوماسيين من الدول المجاورة.

على صعيد آخر، قال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي يعكف على وضع عقوبات لفرضها على ساسة لبنانيين يرى أنهم يعطلون تشكيل حكومة. وستكون هذه أول عقوبات يفرضها التكتل على لبنان، حليفه في الشرق الأوسط، بسبب خيبة الأمل من سوء إدارة النخبة الحاكمة للبلاد. هذا ويسعى الاتحاد، بقيادة فرنسا، لتكثيف الضغط على الساسة اللبنانيين المتناحرين وسط أزمة مستمرة منذ عشرة أشهر أسفرت عن انهيار مالي وارتفاع شديد في معدلات التضخم وانقطاع متكرر في الكهرباء ونقص في إمدادات الوقود والمواد الغذائية، ولم يبحث الاتحاد الأوروبي أسماء بعينها بعد لاستهدافها بالعقوبات المزمعة، كما أن المجر استنكرت علنا جهود الاتحاد للضغط على الساسة اللبنانيين، لكن ستة دبلوماسيين ومسؤولين من الاتحاد الأوروبي أفادوا أن التحضير للعقوبات بدأ بالفعل من خلال العمل على ما يطلق عليه معايير الاختيار، وذلك بعدما اتفق وزراء خارجية الاتحاد يوم الإثنين على التحرك.

أزمة شرق المتوسط

لا يزال الوضع في المنطقة على ما هو عليه بعد تراجع تركيا عن الخطوات الاستفزازية في ظل التقارب الذي تعمل عليه أنقرة مع بعض دول المنطقة.

 

  1. في الشأن التركي.

على الرغم من الهدنة النسبية مؤخرا بين تركيا وعدد من الدول في الاتحاد الأوروبي، فإن شبح التوتر أطل مجددا، من الباب الفرنسي هذه المرة، فقد وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الأربعاء، انتقادات عنيفة لمشروع قانون مكافحة الانعزالية والتطرف في فرنسا، معتبرا أنه يمثل ضربة للديمقراطية، وقال خلال كلمة ألقاها في أنقرة إن اعتماد هذا القانون يخدم التطرف! كما رأى أن التشريع إذا أقر في الجمعية العمومية الفرنسية سيسبب اضطرابات بصفوف الجالية التركية وملايين المسلمين، إلى ذلك، دعا السلطات الفرنسية، والرئيس إيمانويل ماكرون، إلى التصرف وسحب القانون في أسرع وقت ممكن. وقد أتت تلك التصريحات بعد أن أقر النواب الفرنسيون في وقت سابق في قراءة أولى، مشروع القانون لمحاربة الانعزالية ومكافحة التطرف.

على صعيد آخر، قصفت القوات التركية، يوم الجمعة، بالمدفعية الثقيلة قرى كردية حدودية شمالي محافظة دهوك في العراق، وأفادت مصادر من المنطقة بأن القصف التركي استهدف قرية جلك العليا التابعة لبلدة كاني ماسي، مشيرة إلى أن الغموض يلف مصير سكان القرية. وقبل أسبوع، قصفت القوات التركية قرية في قضاء العمادية شمال العراق بالمدفعية والطائرات، كما شنت القوات التركية قصفاً جوياً وبرياً مكثفاً استهدف إحدى القرى التابعة للقضاء، فيما دعا مسؤولون في كردستان العراق حكومة بغداد إلى التدخل العاجل لإنقاذ العائلات العالقة.

على الصعيد الاقتصادي، هبطت الليرة التركية حوالي 0.8% مقابل الدولار، لتبلغ أدنى مستوياتها هذا العام يوم الخميس، وهو يوم عطلة للأسواق في تركيا، وذلك بعد ضغوط عليها بفعل أرقام التضخم في الولايات المتحدة، وتراجعت الليرة لما يصل إلى 8.4910 مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي. إلى ذلك، قال البنك المركزي التركي، الثلاثاء، إن عجز ميزان المعاملات الجارية للبلاد زاد إلى 3.329 مليار دولار في مارس. وكان عجز ميزان المعاملات الجارية في فبراير شباط عند 2.585 مليار دولار.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

كشفت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، عن خططها لاستئناف الأنشطة السياحية في الإمارة، مشيرة إلى أن أبوظبي ستفتح أبوابها أمام حركة السياح والزوار الدوليين اعتباراً من الأول من يوليو المقبل، ومن جميع الأسواق حول العالم، وسترفع متطلبات الحجر الصحي.

 

  1. في الشأن السعودي

أعلنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك الجمعة في ميناء جدة إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون، إلى داخل المملكة العربية السعودية معلنة أن الكمية التي تم ضبطها بلغت مليونين و312 ألف حبة. وفي التفاصيل فقد تم العثور على شحنة الكبتاغون مخبأة داخل شاحنة برّاد قادمة عبر منفذ ميناء جدة، وأشارت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك إلى ضبط المستقبلين لهذه الشحنة وعددهم 4 أجانب من داخل البلاد.

يذكر أن الجمارك السعودية أحبطت الشهر الماضي محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون المخدرة، بلغت أكثر (5.3) ملايين حبة، مخفية داخل شحنة فاكهة قادمة من لبنان ما نتج عنه منع دخول إرساليات الخضراوات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها.

في سياق منفصل، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن إجراءات جديدة حول السفر لبعض الدول التي مازالت الحالة الوبائية بها ذات مخاطر علية ومنع السفر إليها قبل الحصول على إذن مسبق. وقالت الداخلية في بيانها أنه حرصاً من المملكة على سلامة وأمن المواطنين، استمرار منع سفر المواطنين إلى الدول التالية (ليبيا، سوريا، لبنان، اليمن، إيران، تركيا، أرمينيا، الصومال، الكونغو الديمقراطية، أفغانستان، فنزويلا،روسيا البيضاء، الهند)،وأي دول أخرى لم يتم بعد السيطرة على الجائحة فيها. كما أهابت وزارة الداخلية السعودية بالمواطنين الراغبين في السفر للدول المسموح السفر إليها توخي الحذر والابتعاد عن المناطق التي يسودها عدم الاستقرار أو تشهد انتشاراً للفيروس، واتباع الإجراءات الاحترازية كافة أياً كانت وجهتهم.

 

  1. في الشأن الروسي

دون الإشارة للعدد، أعلن مركز إدارة الدفاع الوطني في روسيا أن مقاتلات "سوخوي-27" اعترضت مقاتلات "ميراج-2000" تابعة للقوات الجوية الفرنسية فوق البحر الأسود، في التفاصيل، جاء في بيان عن المركز الروسي، الاثنين، أنه وفي الـ10 من مايو الجاري رصدت القوات فوق المياه الدولية في البحر الأسود أهدافا جوية تقترب من أجواء روسيا، وأضاف، أنه ومنعاً من انتهاك الحدود، حلقت مقاتلات "سو–27" بأوامر صدرت عن ضباط الدفاع الجوي للقوات الروسية وقوات الدفاع في المنطقة العسكرية الجنوبية، وتابع أن أطقم المقاتلات الروسية حددت الأهداف الجوية التي تبين أنها طائرات "ميراج 2000" التكتيكية تابعة للقوات الجوية الفرنسية، ورافقتها فوق البحر الأسود.

في سياق آخر، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الثلاثاء إن موسكو اقترحت مناقشة الاستقرار الاستراتيجي خلال اجتماع محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن، وذكر لافروف أن موسكو لا تزال تنتظر إجابات من واشنطن عن القمة المقترحة بين الرئيسين.

على صعيد آخر، وفيما تسابق المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني الجارية في فيينا الوقت قبل موعد 21 مايو، تتراجع نسب التفاؤل بالتوصل قريبا إلى توافق بين الوفد الإيراني والوفود الغربية. وفي هذا السياق، أكد ميخائيل أوليانوف الممثل الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، السبت، أن المحادثات ليست سهلة إلا أنها مستمرة.  

وفي سياق منفصل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أن موسكو سترد بعدما فرضت محكمة أوكرانية الإقامة الجبرية على النائب الأوكراني النافذ فيكتور ميدفيدشوك المقرب منه، وقال في اجتماع لمجلس الأمن الروسي انه مع أخذ جميع التهديدات التي يتم إطلاقها ضد موسكو في الاعتبار، سيتعين على روسيا الرد على ذلك بشكل صحيح وفي الوقت المناسب، ملمحا على ما يبدو إلى المحاكمة التي تطال صديقه دون تسميته.

 

  1. في الشأن الأوكراني

أمرت محكمة أوكرانية، الخميس، بوضع النائب الأوكراني النافذ فيكتور ميدفيدشوك، المقرب من الرئيس الروسي، في الإقامة الجبرية حتى 9 تموز/يوليو، ورفضت اعتقاله بناء على طلب المحققين الذين أجروا عمليات تفتيش في اثنتين من فيلاته في كييف وفي ضاحية راقية، وكذلك في مكتبه. يشار إلى أن ميدفيدشوك يأتي في المرتبة الـ12 لأثرياء أوكرانيا وفقًا لتصنيف مجلة "فوربس" مع ثروة تقدر بـ620 مليون دولار، وهو متهم بـالخيانة العظمى ومحاولة نهب الموارد الطبيعية في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا عام 2014. وفي شباط/فبراير، كانت السلطات الأوكرانية قد فرضت عقوبات على الملياردير وزوجته وحظرت ثلاث قنوات تلفزيونية موالية لروسيا مملوكة رسميًا لعضو آخر في البرلمان موال لروسيا هو تاراس كوزاك، لكنها اعتُبرت خاضعة لسيطرة ميدفيدشوك، كما أظهر معارضته الحازمة لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، واتهم كييف بانتظام بـعدم القيام بأي شيء لإنهاء الحرب مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا وهو يدعو مثل موسكو، إلى تحويل بلاده إلى فيدرالية، وهو كان لسنوات ممثل أوكرانيا في المفاوضات مع المتمردين، وهي مهمة فرضتها موسكو، وفقًا لكييف.

على صعيد آخر، ذكرت القوات المسلحة الأوكرانية يوم السبت أن الجيش الأوكراني أجرى مناورات لسلاح المدفعية بالقرب من شبه جزيرة القرم المحتلة جنوب البلاد، وأشار قائد عمليات القوات المشتركة الجنرال سيرهي ناييف إلى أنه استخدمت أثناء المناورات قاذفات صواريخ متعددة من عيار 220 ملم، ومن طراز "أوراغان" في ظل ظروف قريبة من القتال الحقيقي قدر الإمكان، وأضاف القائد أن وحدات المدفعية في حالة استعداد قتالي كامل، ومستعدة للرد على التهديدات العسكرية.

في سياق متّصل، أعلنت وزارة الداخلية الروسية، حصول نحو 527 ألف شخص على الجنسية الروسية، على مدى العامين الماضيين، في أجزاء من شرق أوكرانيا، وهي المنطقة التي تشن فيها الجماعات الانفصالية، المدعومة من موسكو، حرباً ضد كييف. وأفادت وكالة الأنباء الروسية "تاس" نقلاً عن بيان لوزارة الداخلية بأن نحو 40% من طلبات الحصول على الجنسية قد تم رفضها، مشيرة إلى أن البعض ممن رفضت طلباتهم طُردوا من روسيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصدر في أبريل 2019 قراراً بتسهيل الحصول على الجنسية وتسريع إجراءاتها لفائدة سكان تلك المناطق.

وتعرضت سياسة موسكو الخاصة بمنح الجنسية في أوكرانيا لانتقادات دولية شديدة، باعتبارها محاولة لزيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة، التي قُتل فيها نحو 13 ألف شخص منذ بدء القتال في أبريل 2014. ومن جانبها، أدانت كييف سياسية التجنيس الروسية التي تستهدف المواطنين الأوكرانيين، ووصفتها بأنها جزء من الحرب التي تشنها موسكو وانتهاكاً لسيادة البلاد.

يشار أنه في 8 أبريل الماضي، قال نائب رئيس الأركان الروسي دميتري كوزاك، إن موسكو قد "تضطر للدفاع" عن المواطنين الروس في كييف، وهو بيان كرره في اليوم التالي المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، وكان بيسكوف قال في نوفمبر 2020 إن روسيا دأبت دائماً على حماية مصالح الروس، وستواصل ذلك بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه.

على صعيد منفصل، أكد مسؤولون في أوكرانيا أن الوضع في مفاعل تشرنوبيل النووي مستقر، وذلك بعد تقرير قال فيه أحد العلماء إن التفاعلات الانشطارية لا تزال مشتعلة في كتل وقود اليورانيوم المدفونة داخل مفاعل، حتى بعد 35 عاما من الكارثة. وذكرت إدارة محطة الطاقة النووية السابقة الأربعاء أن أجهزة الاستشعار في جميع الغرف مستواها مستقر ولم تظهر عليها علامات ارتفاع، وقال مسؤولون إنه لا يوجد خطر من حدوث تفاعل سلسلة انشطارية ذاتية الاستدامة، وأضافوا أنه سيتم استخدام محلول خاص إذا كانت هناك زيادة في كثافة تدفق النيوترونات.

هذا وذكر معهد سلامة محطة الطاقة النووية في كييف أنه كان من المتوقع حدوث زيادة في التفاعلات داخل بقايا قلب المفاعل بعد تركيب غطاء وقائي جديد في عام 2016، كما يمكن أن يؤدي انحسار مستويات المياه بسبب التبخر في الجمرات إلى زيادة انبعاثات النيوترونات. وتم تطوير برنامج مراقبة خاص في عام 2016، لكن المؤسسة الحكومية التي تشرف على محطة الطاقة السابقة تفتقر إلى التمويل الكافي لتنفيذه. وفي مقال نشرته مجلة "ساينس" الأسبوع الماضي، حذر عالم من تجدد خطر التفاعلات الانشطارية في بقايا قلب مفاعل الوحدة الرابعة، والذي دمر في حادث نووي كارثي سنة 1986.

 

  1. في الشأن الايراني

في أحد أعنف الانتقادات ضد طهران، أدانت كندا سلوك طهران غير الأخلاقي منذ أن أسقطت قوات الحرس الثوري الإيراني طائرة الركاب الأوكرانية العام الماضي ما أسفر عن مقتل 176 شخصا من بينهم عشرات الكنديين، وتعهدت بمواصلة الضغط للحصول على إجابات بشأن ما حدث بالفعل، وأتت تلك التصريحات التي تعد من بين أقوى التصريحات الصادرة عن أوتاوا بشأن كارثة يناير 2020، على لسان وزير الخارجية مارك جارنو مساء الخميس. وقال جارنو أمام لجنة من أعضاء البرلمان تقوم بدراسة ما حدث، إن سلوك الحكومة الإيرانية كان بصراحة غير أخلاقي خلال الخمسة عشر شهرا الماضية، وسنواصل ملاحقتها حتى تتحمل المسؤولية، كما شكا من أن إيران لم تسلم مسجلي الرحلة التي انتهت بمأساة، لتحليلهما بشكل مستقل إلا بعد ضغوط استمرت أشهرا. إلى ذلك، أكد أن طهران لم تشرح بعد سبب عدم إغلاق المجال الجوي في ذلك الوقت. هذا واعتبر أنه من غير المقبول على الإطلاق إلقاء اللوم عن الحادث على بعض الأشخاص ذوي الرتب الصغيرة الذين يشغلون بطارية صاروخية ولا يحاسبون القيادات، في إشارة إلى اتهام إيران الشهر الماضي 10 عناصر ومسؤولين صغار في الحرس الثوري وغيره عن المأساة.

في الملف النووي، وبعدما كان من المتوقع أن يصل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى العاصمة النمساوية قادماً من إسبانيا التي بدأ فيها جولة أوروبية قبل يومين، أعلنت وزارة الخارجية النمساوية يوم السبت إلغاء الزيارة، كما أوضحت أن هذا التغيير أو الإلغاء لن يغير بعلاقة البلاد الجيدة تقليديا والحوار المفتوح مع إيران. أتى ذلك، بعد أن أفادت وسائل اعلام نمساوية أن الوزير الإيراني ألغى زيارته للنمسا في اللحظات الأخيرة بسبب رفع النمسا لعلم إسرائيل على مبنى وزارة الخارجية. بالتزامن تستمر المحادثات في جولتها الرابعة في فيينا منذ 9 أيام دون توقف، في سباق للتوصل لاتفاق قبل 21 مايو تاريخ انتهاء عمل المفتشين الدوليين في إيران، على الرغم من أن التقدم لا يزال بطيئا، وسط تراجع التفاؤل بالتوافق قريبا.

هذا وكانت مصادر أوروبية قد أكدت يوم الخميس أن المجتمعين منذ أسابيع في العاصمة النمساوية ليسوا قريبين من تحقيق اختراق بعد، مضيفة عندما يحصل اختراق تكون المحادثات قد انتهت، إلا أنها أوضحت في حينه أن الوفود الدولية وصلت إلى نقطة مفصلية في المفاوضات، لافتة إلى أن الالتزامات النووية واضحة، وبات معروفاً ما على إيران القيام به، كما أشارت إلى أنه تمت دعوة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي للمشاركة في إحدى الجلسات للاستفادة من خبرته فيما يتعلق بالالتزامات النووية.

في الملف الانتخابات الرئاسية، ومع انتهاء المهلة الرسمية للترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع إجراؤها في 18 يونيو المقبل يوم السبت، بدأت الوجوه، والأسماء بالتقاطر، مع تسجيل حضور لافت لشخصيات عدة من التيار المتشدد. ولعل أبرز هؤلاء المترشحين، كان إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية وعضو "لجنة الموت" التي نفذت الإعدامات الجماعية ضد السجناء السياسيين في الثمانينات الذي تقدم اليوم بطلب الترشح رسميا، بالإضافة إلى علي لاريجاني رئيس البرلمان السابق ومستشار المرشد، كما تقدم مهدي هاشمي رفسنجاني، نجل الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني والذي يشغل حالياً منصب رئيس مجلس بلدية طهران، بملف ترشحه أيضا. إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية بأنه في الساعات الأولى من صباح السبت، سجلت شخصيات أخرى أسماءها، مثل شمس الدين حسيني وزير الاقتصاد السابق، وأبو الحسن فيروز آبادي السكرتير الحالي للمجلس الأعلى السيبراني والمساعد السابق لوزارة الاستخبارات، وعباس آخوندي وزير الطرق والتنمية الحضرية في حكومة حسن روحاني الأولى، ومسعود بزشكيان وزير الصحة في حكومة خاتمي، ومن بين المرشحين أيضاً عزت الله ضرغامي، الرئيس السابق للإذاعة والتلفزيون، ومصطفى كواكبيان عضو البرلمان لدورتين. إلا أن مرشحي الحرس الثوري ما زالوا الأكثر حضوراً، بعد توصيات صريحة من المرشد علي خامنئي لانتخاب "حكومة ثورية فتية"، وفق تعبيره. ومن أبرز المرشحين الجدد في هذا الإطار، علي رضا أفشار قائد الباسيج الأسبق ونائب مدير الدعاية لهيئة الأركان سابقاً، والذي كان أيضاً نائب وزير الداخلية في حكومة محمود أحمدي نجاد الأولى، كما ترشح فريدون عباسي عضو البرلمان الإيراني والرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بالإضافة إلى سعيد محمد القائد السابق لمعسكر خاتم الأنبياء الذراع الاقتصادي للحرس الثوري، وحسين دهقان وزير الدفاع سابقاً. أما بعض الإصلاحيين المستبعدين سلفاً، فقاموا بخطوة مقامرة إذا صح وصفها، عبر تسجيل أسمائهم، مثل مصطفى تاج زاده نائب وؤير الداخلية في حكومة محمد خاتمي والذي سجن لعدة سنوات بسبب احتجاجات الحركة الخضراء. يذكر أنه وفقاً لشروط الترشح الجديدة التي أقرها مجلس صيانة الدستور، فسيتم استبعاد الأشخاص ذوي السوابق الجنائية، بما فيها السجن حتى لو كان ذلك لأسباب سياسية، فضلا عن الذين تقل أعمارهم عن الأربعين، ولهذا من المرجح أن يستبعد تاج زاده أو الإصلاحيين الآخرين على أساس هذا الشرط. كما شهدت الأيام الماضية بالإضافة إلى ترشيح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، تسجيل أسماء مقربين منه لخوض الانتخابات، ومن بينها شخصيات مثيرة للجدل مثل محمد حسن نامي، وزير الاتصالات السابق الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الإدارة من كوريا الشمالية. كذلك، من الأسماء الأخرى أيضاً صادق خليليان وزير الزراعة السابق، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي النائب الأول لرئيس البرلمان السابق، ورستم قاسمي مساعد قائد فيلق القدس ووزير النفط في حكومة أحمدي نجاد. ويجمع معظم الخبراء والباحثين في الشأن الإيراني على أن مستوى المشاركة في هذه الانتخابات سيكون متدنياً بشكل كبير، ويعزون ذلك غالباً إلى استمرار القمع والقبضة الحديدية واليأس من وجود أي تغيير قد تحدثه الانتخابات، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية وتبعاتها من بطالة وفقر وغلاء ومشاكل معيشية.

يشار إلى أنه يتعين على مجلس صيانة الدستور مراجعة مؤهلات المرشحين بدءاً من يوم الأحد ولمدة 5 أيام بناء على الشروط التي أعلن عنها مؤخراً، حيث سيختار من بين المئات بضعة منهم، لا سيما وأنه كان أيد أهلية 6 مرشحين فقط خلال الانتخابات الرئاسية السابقة مقابل رفض 1630.

 

  1. في الشأن السوداني

تستضيف العاصمة الفرنسية باريس هذا الأسبوع قمتين دوليتين، الأولى تهدف لدعم عملية الانتقال الديمقراطي في السودان ومساعدته اقتصادياً وستعقد غداً الاثنين، أما الثانية فهي قمة استثنائية لدعم الدول الإفريقية.

وقمة السودان، التي تأتي ضمن إطار مجموعة "أصدقاء السودان"، فسيحضرها عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، منهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتونسي قيس سعيد، ورئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، إضافةً الى مريم صادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية ووزراء يمثلون المغرب والجزائر، كما وجِهت دعوة إلى هذه القمة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا والنرويج ودول أخرى، إضافةً لمدير عام صندوق النقد الدولي ومديرة عمليات النقد الدولي ومدير عام مؤسسة التمويل الدولية في باريس وغيرها من المؤسسات المالية الدولية. وتأتي هذه القمة تنفيذاً لوعد تعهد به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أثناء زيارته لباريس في 30 سبتمبر الماضي، بتوفير دعم دولي لعملية الانتقال الديمقراطي في السودان. من أهداف القمة أيضاً إبراز عودة "السودان الجديد" إلى الأسرة الدولية بعد 30 عاماً من العزلة بسبب سياسة الرئيس المعزول عمر البشير، وكذلك تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في السودان، وسيتم مناقشة ذلك في المنتدى الاقتصادي الذي سيسبق انعقاد القمة وسيعقد في الصباح. وأبرز مواضيع هذا المنتدى هو ديون السودان وجدولتها أو إلغاؤها لتخفيف الأعباء عن الخرطوم.

إلى ذلك توقع عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني، إعفاء بلاده من ديونها الخارجية البالغة 60 مليار دولار بنهاية العام الجاري، قبل أسبوع من مؤتمر تستضيفه باريس لجذب الاستثمارات الأجنبية للسودان.

 

  1. في الشأن الصيني

نجحت الصين فجر يوم السبت بإنزال روبوتها الصغير Zhurong الذي يتم التحكم به عن بعد على سطح المريخ في سابقة للدولة الآسيوية العملاقة، كما ذكرت قناة CCTV التلفزيونية الحكومية عن أو هبوط لمركبة جوالة غير أميركية على الكوكب الأحمر، وهو هبوط معقد وأخفقت مهمات أوروبية وسوفيتية عدة بتحقيقه حتى الآن، ولم تنجح إلا الأميركية. وكانت الصين حاولت في 2011 إرسال مسبار إلى المريخ خلال مهمة مشتركة مع روسيا، لكن المحاولة توقفت وقررت بكين بعد ذلك مواصلة المغامرة وحدها، فأطلقت في نهاية يوليو الماضي مسبار "تيانوين-1" المكون من 3 أجزاء هي مركبة مدارية (تدور حول الكوكب) ومركبة هبوط تقل الروبوت "تشورونغ" الذي يتم التحكم به عن بعد، وهي التي حطت على سطح الكوكب.

  

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

  

1*) سيدة الجبل

10 ايار 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أسعد بشارة، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، توفيق كسبار، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبود، بدر عبيد، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوبيا عطالله، طوني خواجا، غسان مغبغب، فارس سعيد، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، مياد صالح حيدر، ندى صالح عنيد وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :

  1. كشفت زيارة وزير الخارجية الفرنسية إلى لبنان عن هامشية الطبقة السياسية وأحزابها التقليدية التي صار عليها إجراء مراجعة لسياساتها منذ العام 2005، فيما المطلوب من المنصات والأطر الجديدة الإرتقاء إلى مستوى الأحداث على قاعدة تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني وسلاح حزب الله. إن شعارات مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة لن توفر الدعم الدولي المطلوب، كما إنها تُجانب الصواب السياسي في تعيين أزمة لبنان الحقيقية التي لا مخرج منها إلا بتطبيق الدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعيتين العربية والدولية.
  2. يلمس اللبنانيون يوما بعد يوم الخراب الذي نجم عن الثلاثية التي حكمت لبنان منذ العام 2008، اي بعد 7 ايار والتي تمثّلت بـ"جيش وشعب ومقاومة"، وكان من نتائجها ثلاثية حتمية تمثلت بانهيار مالي اقتصادي وباضطرابات اجتماعية لم تستثنِ اية طائفة او مجتمع، وبخروج لبنان من عملية إعادة ترتيب المنطقة وهو ما نشهده اليوم. لذلك فإنّ لبنان اليوم هو وطنٌ أسير واللبنانيون عاجزون عن ابتكار الحلول بقواهم الذاتية، لهذا يعطي "لقاء سيدة الجبل" الأهمية الكبرى لمبادرة بكركي الداعية لمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان.
  3. يدعم "لقاء سيدة الجبل" قضية القدس منذ العام 2015 وهو كان قد طالب برفع الحواجز لجميع المؤمنين لزيارتها حتى تصبح مدينة مفتوحة للجميع تحت اشراف الامم المتحدة. ويذكر "اللقاء" بزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر في صيف 2012 عندما طالب بأن تكون القدس مدينة مفتوحة للأديان الثلاثة المسيحية واليهودية والاسلامية.
  4. يُجدد "اللقاء" تمسكه بوجوب مبادرة القضاء إلى التزام أعلى معايير الشفافية والعدالة خصوصاً في قضية تفجير المرفأ والكشف عن مصير التحقيق في الاغتيالات التي استهدفت العقيد منير ابو رجيلي، والمصور الصحافي جو بجاني، والناشط والكاتب لقمان سليم.

2*) امل

10 ايار 2021

عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري، برئاسة جميل حايك وحضور الاعضاء.

وفي نهاية الإجتماع أصدر البيان الاتي :

"يزداد قلق اللبنانيين ليصل إلى حدود اليأس نتيجة مواقف الأطراف والتذاكي في رمي الاتهامات بالتعطيل السياسي الذي تجاوز حدود المعقول، ولم يضرب صورة العهد والسلطة وقدرتهما على المعالجة، بل بدأ يطرح أسئلة أكثر تعقيدا حول طبيعة النظام، والقدرة على الاستمرار والحفاظ على وجود اللبنانيين وحمايتهم سياسيا واجتماعيا، وعلى الثقة بالنهوض من جديد بعد تضييع الفرصة التي كانت مدخلا لتجاوز الأزمة وبدء مساعي الحل الاقتصادي والمالي والاجتماعي، عبر الالتفاف على مبادرة الرئيس نبيه بري والعودة لطرح صيغ تعيدنا إلى مربع الثلث المعطل بشكل أو بآخر وتبعدنا عن الوصول إلى تفاهم وتسوية يجب أن تبقى قائمة على قاعدة المبادرة الفرنسية.

- إن تطورات المنطقة والحوارات القائمة بين دولها تفرض من جديد التركيز على الإسراع في الوصول إلى حلحلة العقد، والابتعاد عن الحسابات المصلحية والخاصة وإنجاز تشكيلة حكومة قادرة على مواكبة ما يجري، والإستفادة من الفرص حتى لا تكون نتائج ما يجري في الإقليم على حساب لبنان وشعبه، ولننقذ ما يمكن بعد الانهيارات الواسعة في تأمين مقدرات عيش اللبنانيين وحياتهم والتي أصبحت بأبشع صورها مع فقدان المواد الاساسية والارتفاع الحاد بالأسعار.

- إن وقفة مسؤولة أمام الازمة السياسية والاجتماعية القائمة تعيدنا إلى التأكيد أن مفتاح الحل الجوهري هو في التمسك بميثاقنا ودستورنا، والتركيز على ما لم يطبق منه، بدءا من إقرار قانون جديد للإنتخابات النيابية يلبي طموحات اللبنانيين وينسجم مع ما ورد في إتفاق الطائف وهو ما تقدمت به كتلة التنمية والتحرير عبر اقتراح قانون جديد يقوم على إنشاء مجلس شيوخ لتأمين ضمانات الطوائف والمكونات، وقانون انتخابات يقوم على النسبية خارج القيد المذهبي مع أوسع دوائر ممكنة، وآن الاوان لكي نبدأ بنقاش بعيد عن التوترات والحسابات الضيقة، تمهيدا للإنتخابات النيابية المقبلة والتي نصر على إجرائها في مواعيدها، ونرفض مجرد الهمس في إمكانية تأجيلها، مذكرين بمسؤولية الاخلال بالواجبات الدستورية لكل من لا يقوم بدوره في إصدار المراسيم والقرارات اللازمة لإجراء الانتخابات الفرعية.

- إن الحركة والتي كانت سباقة في تبني مشاريع واقتراحات القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد وتبييض الأموال والاثراء غير المشروع والتي سبقت كل المطالبات القائمة اليوم، تسأل القيمين على السلطة التنفيذية والقضائية أين هم من تطبيق هذه القوانين والالتزام بمضمونها، والسير نحو كشف وتحديد المسؤولين عن الفساد وهدر المال العام، وإقرار العقوبات اللازمة.

وإن المطلوب ليس تكرار شعارات شعبوية، بل ترجمة فعلية وكشف وفضح ومحاسبة تقوم على معايير القانون والعدالة.

وآخر الأسئلة هي حول التدقيق الجنائي ومساره، وأين أصبح وما هي الخطوات العملية لإنجازه وتحديد كل ما يتعلق بمصير أموال الناس وحساباتها.

وفي هذا المجال، نتوجه بالتقدير للخطوة التي اتخذها المدعي العام المالي في الحجز على بواخر انتاج الكهرباء ومنع دفع المستحقات لها قبل تبيان حقائق هذا الملف والمسؤوليات عنه.

وهنا السؤال الدائم حول المسؤولية المباشرة عن تعطيل مصالح البلد نتيجة السياسات التي أوصلت الكهرباء إلى حالتها الحالية والعتمة التي يعيشها البلد وإمكانية توسعها، وهذا يفرض بأن يبدأ بتدقيق جنائي مباشر بهذا الملف الذي تتكامل فيه عناصر الخلل من الانتاج إلى شركات الخدمات وفشلها والتمديد لها إلى ما يتعلق بالجباية وصفقات الفيول ومسارها وغيرها، ومسؤولية الوزراء المتعاقبين عن كل هذا الخلل الذي لن تغطيه تعمية الحقائق برمي الحجج والاتهامات الممجوجة.

ونعيد التذكير مجددا بمصير مناقصة التغويز F.S.R.U، والتي أنجزت مراحلها كاملة والتي كان من المفروض أن تعلنها وزارة الطاقة في تشرين 2019، والتي وحدها تؤمن وفرا يزيد عن 40% من كلفة انتاج الكهرباء عند تحويل المعامل على الغاز.

- تتطلع الحركة إلى انجاز مشروع قانون الكابيتال كونترول في لجنة المال النيابية في أسرع وقت، وعلى الأسس التي وضعها دولة الرئيس نبيه بري منذ اليوم الأول بأن يأتي هذا القانون لخدمة أصحاب الودائع ومصلحتهم وبما يعيد حقوقهم وليس لحماية أصحاب المصارف من الملاحقة عن تخلفهم وهروبهم من المسؤولية.

- بعد الضربة التي تعرض لها القضاء عبر عدم إصدار التشكيلات القضائية وحبسها حتى اليوم بما ضرب ما يجب أن يتمتع به من استقلالية تعطيه المناعة أمام التدخلات السياسية، يقترب من استحقاق إنتهاء ولاية المجلس في 20 من الشهر الحالي، والذي يفقد فيه مجلس القضاء دوره الناظم لهذه السلطة وعدم القدرة على تعيين البدائل لغياب الحكومة، مما يفقد البلد احدى اهم ركائزه، وهذا سيضع صورة لبنان مجددا أمام مزيد من التدهور خاصة بعد العراضات الأخيرة التي قللت من هيبة القضاء وسلطته.

- يتبنى المكتب السياسي المطالبة التي أطلقها النائب أنور الخليل من خلال السؤال الموجه للحكومة باسم كتلة التنمية والتحرير حول مآل الأمور في نهر الليطاني وبحيرة القرعون ومسؤولية الوزارات والادارات المعنية بالتخلف عن تطبيق القوانين التي رصدت الموازنات اللازمة والمتوفرة تغطيتها من الصناديق العربية والدولية من أجل حماية مجرى النهر والبحيرة، وتحديد الاسباب والمعرقلين وانزال العقوبات بهم، واعتبار ما يحصل للنهر والبحيرة كارثة وطنية تستوجب استنفاراً غير مسبوق لأنه يمس حياة ةمستقبل اللبنانيين.

ترحب الحركة بالحوار المفتوح بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، كما بالانفتاح العربي على سوريا، وعودتها للعب دورها المركزي في المنطقة، وتأمل أن يتطور نحو التوصل إلى تفاهمات تحصن منطقتنا وتحمي مصالح شعوبها وثرواتها وتؤسس لتصويب العلاقات الاسلامية والعلاقات الإيرانية- العربية.

مع تفهم الأسباب الكامنة وراء قرارها السيادي وحقها في حماية مواطنيها، وضرورة بذل أقصى الجهود لمنع تسهيل وتصدير المخدرات والممنوعات اليها، تتمنى الحركة على المملكة العربية السعودية إعادة النظر بقرارها منع استيراد المنتجات الزراعية من لبنان، واستبداله بتعزيز الإجراءات والتنسيق المباشر بين الاجهزة المعنية لمواجهة هذه الآفة ومحاربتها خدمة للبلدين وعلاقاتهم الأخوية.

- يصنع الفلسطينون المنتفضون في ساحات الاقصى وحي الشيخ جراح وباب العمود تاريخا جديدا ناصعا مداده اوراد ليالي القدر ودماء الشيوخ والفتيان، ويؤسس لإنتصار الحق وتحرير الارض، ويؤكد أن مستقبل القدس وفلسطين هويتها العربية - الاسلامية - المسيحية والانسانية الرافضة لمنطق التهويد والسيطرة والقتل.

وان شهادات ابناء الشيخ جراح تثبت أنها ستبقى لأبنائها وللقادم من اجيالهم، وأن كل ما عداه هو وهم مستوحى من الاساطير التي ترفضها الوقائع كل يوم.

نتوجه بالتحية إلى كل شباب فلسطين وابنائها ونسائها الواقفين على خط الدفاع عن شرف الامة يحمون مستقبلها، لمناسبة عيد الفطر السعيد الذي يصنعون له قيمة اضافية مع زنود رماة الحجارة ومناديل نسوة المواجهات، بيارق الانتصار.

ندعو كل الفصائل والقوى الحية في المجتمع الفلسطيني إلى وحدة موقف ومسار تتوحد فيه جهود الجميع على كل المستويات من اجل حماية الاقصى والقدس وهويتها الاصيلة وهي محطة لهم للتفاهم على صيغة عمل مشتركة ومقاربة جديدة للإستحقاقات، وتوسيع ساحة الانتفاضة لتشمل كل اراضي فلسطين. وبما يوجب قيام حركة دعم شعبي ورسمي عربي واسلامي دولي يواكب هذا الحراك لفضح سياسات العدو ونهجه العنصري وعمليات تصفية الوجود العربي في القدس واحيائها.

- إن ما يقوم به جيش العدو الصهيوني من مناورات إستثنائية في شمال فلسطين المحتلة يحتّم على المسؤولين اللبنانيين في مختلف مواقعهم ضرورة التيقظ والانتباه من مجازفة يمكن أن يلجأ لها العدو هربا من أزماته الداخلية وعجزه عن تشكيل حكومة جديدة، وسقوط هيبته أمام عزم الانتفاضة المباركة في الأقصى.

نتوجه بالتهنئة للبنانيين عامة والمسلمين خاصة بحلول عيد الفطر السعيد، سائلين المولى عز وجل أن يكون العيد القادم وظروف اللبنانيين أفضل على الصعد الاقتصادية والحياتية والسياسية.

3*)  الكتائب

11 ايار 2021

رأى المكتب السياسي "الكتائبي" في بيان، اثر اجتماعه الدوري الاسبوعي برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل انه "بعدما بلغ لبنان عتبة الدول الفاشلة، في ظل منظومة مستهترة ونظام متعثر ومؤسسات مستقيلة من مسؤولياتها على مختلف المستويات، بات الشعب اللبناني امام واجب استرداد بلده من يد مجموعة تمعن في اذلاله وتجويعه وتخطط لسلبه حقه في الامساك بمصيره".

وتوقف "امام الخطوة الأخيرة التي اقدم عليها مصرف لبنان، ومنن بها اللبنانيين من كيسهم، فأعلن اعادة البعض القليل من اموالهم على مدى سنيين، في معركة بطولات وهمية لا تمحو الخطيئة التي ارتكبت، ليس فقط في حق المودعين بل كل الشعب، ولم تأت حتما من صحوة ضمير مفاجئة، بل على قاعدة "مرغم اخاك لا بطل" بعدما بلغت موجودات المصرف المركزي خط الاحتياطي الالزامي الأحمر".

ورأى ان "هذه المنظومة، لم تكن تملك اي حجة لعدم تنفيذ هذه الاجراءات منذ بداية الأزمة كما طرحنا اكثر من مرة. لكنها احجمت وتمسكت بمشروع دعم فاشل كلف البلد 14 مليار دولارا، وتبددت فيه الأموال هدرا وتهريبا واحتكارا لجني اموال طائلة على حساب الشعب الذي بات في مواجهة الجوع والعوز، وكل هذا كان يمكن تلافيه لولا تأصل الجشع بانتزاع الارباح والمكاسب حتى آخر رمق لدى اللبنانيين".

واضاف: "الأنكى ان السجالات ما زالت تدور عقيمة حول بطاقة الفساد التمويلية التي ستخضع لحسابات الزبائنية والمحسوبيات ولا تجد من يمولها الى اليوم، وستذهب الى قسم من اللبنانيين دون ان تكفيهم شر العوز وتساهم في افقار الطبقة الوسطى التي ستجد نفسها فقيرة".

واكد المكتب السياسي ان "ما نحصده اليوم، هو نتيجة ما زرعته ايدي اركان التسوية من استسلام لمشيئة حزب الله وتواطوء مع ارباب الفساد، وان التفجع على مصير البلد لا يبرؤهم والأجدى بهم ان يكفروا عن فعلتهم بالاستقالة من المؤسسات التي حولوها الى عقيمة، وعلى راسها مجلس النواب الذي ما زال يغطي عملية الاجهاز على البلاد".

واعتبر المكتب السياسي ان "زيارة وزير الخارجية الفرنسية الأخيرة، اثبتت بما لا يقبل الشك ان المجتمع الدولي سحب يده من هذه الطبقة، التي وجدت نفسها في موقع الادانة، ووضع امله بالقوى التغييرية التي اثبتت ان صوتها بات مسموعا وان ما نادت وتنادي به هو الأمل الوحيد لبناء لبنان جديد على كل المستويات، لا سيما لناحية التأكيد على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها".

واذ شكر المكتب السياسي ل"الوزير الزائر حرصه على الشعب اللبناني واصراره على وقف ما وصفه بالانتحار الجماعي"، اكد على "ان الحاجة الى التغيير باتت حتمية، استنادا الى خارطة واضحة في مواجهة حلف المافيا والميشليشيا، تبدأ بتشكيل حكومة انتقالية توقف الانهيار وتباشر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وصولا الى انتخابات حرة ونزيهة باشراف دولي بأسرع وقت ممكن. على ان يصار في مرحلة لاحقة، بعد انبثاق البرلمان الجديد، الى عقد مؤتمر يطلق عليه اسم "بيروت 1" يعالج المواضيع في العمق، بدءا من السلاح غير الشرعي وصولا الى النظر في تطوير النظام اللبناني الذي اثبت عجزه عن ادارة شؤون اللبنانيين وتعدديتهم بما يحترم حقهم بحياة كريمة".

4*) الكتائب

14 ايار 2021

حذر حزب الكتائب اللبنانية من "تسليم قرار الحرب والسلم الى أصحاب السلاح غير الشرعي ومن أي انزلاقة يمكن أن ينقاد اليها البلد رغما عن أهله".

وقال في بيان: "على وقع التصعيد العسكري الحاصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، أطلقت من لبنان ثلاثة صواريخ ليل أمس، وضعت البلد في عين العاصفة وكادت أن تدفعه الى تطورات خطيرة لا تحمد عقباها".

أضاف: "إن حزب الكتائب يعتبر أن هذه الخطوة شكلت برهانا جديدا على خطورة تفلت السلاح واستمراره في يد الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات أو خارجها بيد الميليشيات، التي لا تخضع لسلطة القوى الشرعية اللبنانية، وتسمح لنفسها باستخدام قدراتها العسكرية متى شاءت ومن دون أن تقيم أي حساب للتداعيات التي يمكن أن تجرها على البلد وأهله" .

وتابع: "ومن هنا يحذر حزب الكتائب من يعتبرون أنفسهم في موقع المسؤولية من تخليهم المتمادي عن مسؤولياتهم، ويطالبهم بأن يدركوا خطورة الوضع وخطيئة تخليهم عن السيادة وتسليمهم قرار الحرب والسلم الى أصحاب السلاح غير الشرعي، ويتداركوا أي انزلاقة يمكن أن ينقاد اليها البلد رغما عن أهله".

وختم البيان: "ويسأل الحزب القوى الشرعية اللبنانية والقوات الدولية أن تسهر على منع تكرار أي عملية من هذا النوع، حرصا على لبنان واللبنانيين، وبخاصة أهل الجنوب الذين تحملوا الويلات جراء مغامرات غير محسوبة، ولا قدرة لهم على تحملها اليوم الى جانب كل المآسي التي يعانون منها".      

5*) عظة الاحد

16 أيار 2021

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، رفع خلاله الصلاة لراحة نفس المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في الذكرى الثانية لرحيله، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وبيتر كرم، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، في حضور النائب زياد حواط ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، مجلس إدارة "مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية" برئاسة الدكتور الياس صفير والسيدة ميلاني بريدي، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري، عائلة الراحل باسيل باسيل وعدد من الفاعليات والمؤمنين، التزموا الإجراءات الوقائية.

بعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "الآن مجد إبن الإنسان، ومجد الله فيه"، قال فيها: "خرج يهوذا الإسخريوطي من ذاك العشاء الفصحي الأخير، ليسلم يسوع للآلام والموت. فاعتبرها يسوع ساعته الأخيرة التي يبلغ فيها ذروة المحبة، ويكتمل مجده كإبن للانسان ومجد الله. فقال: الآن مجد إبن الإنسان، ومجد الله فيه (يو 13: 31). في هذا السياق، أعلن يسوع لتلاميذه وصيته الجديدة: أحبوا بعضكم بعضا، كما أنا أحببتكم (يو 13: 34). وأرادها في العالم علامة فارقة للتلمذة له (راجع يو 13: 35). فضيلتان نلتمسهما اليوم من كلام الرب يسوع: التفاني في بذل الذات الذي يشركنا في المجد الإلهي، والمحبة لكل إنسان التي تشهد لمحبة المسيح وتجتذب إليه".

أضاف: "نحيي في هذا الأحد عيد سيدة الزروع الذي صادف نهار أمس الخامس عشر من أيار. تعتبر السيدة العذراء حامية الزروع ولا سيما القمح. فنلتمس شفاعتها كي يبارك الله المزروعات ويحميها من الأضرار، ويبارك جهود المزارعين. أما الأساس اللاهوتي فهو أن مريم بقبولها كلمة الله في قلبها فقد قبلته خبزا سماويا في حشاها، فكان للبشرية خبز الحياة، مثل حبة القمح في الأرض الخصبة. في عيد سيدة الزروع سنة 1920 أبصر النور في بلدة ريفون الكسروانية المثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، وانتقل إلى بيت الآب في 12 أيار 2019 وهو على مشارف المئة سنة من العمر. تحضر معنا شقيقته السيدة ميلاني وأنسباؤه ومجلس إدارة مؤسسة البطريرك صفير الخيرية. نذكره في هذه الذبيحة المقدسة راجين له الراحة الأبدية في السماء، وللجميع العزاء. كما نذكر بصلاتنا المرحوم باسيل باسيل الذي ودعناه مع عائلته الحاضرة معنا اليوم منذ 25 يوما. نصلي لراحة نفسه، وعزاء أسرته".

وتابع: "لمناسبة عيد سيدة الزروع، يحضر معنا المدير العام لوزارة الزراعة الأستاذ لويس لحود، مع وفد من المسؤولين في هذا القطاع، بهدف التشجيع على الزراعة. نود توجيه الشكر لسعادة المدير العام على تعاونه مع البطريركية والأبرشيات والرهبانيات ومع الكليات الزراعية والجمعيات والنقابات والتعاونيات، بهدف تعزيز الزراعة وتطويرها وإبقاء المزارع في أرضه، وخلق فرص عمل للشبيبة، فإن أكثر من ثلث سكان لبنان يعيش من القطاع الزراعي المتنوع. تولي الكنيسة إهتماما خاصا بزراعة الأرض التي سلمها الله الخالق للانسان لكي يحرثها ويعيش من ثمارها، مأكلا ومشربا، على اساس من العلاقة الروحية الصافية والعلاقة العلمية المتطورة مع الارض التي تشكل عنصرا جوهريا من الهوية الوطنية. تحقق الزراعة الأمن الغذائي من خلال تأمين حاجة لبنان من الغذاء والمواد الأولية للمصانع الغذائية والحد من استيراد الحاجات الغذائية الذي يتجاوز 75%، ومن خلال زيادة الصادرات الزراعية من أجل إدخال العملة الصعبة الى لبنان. إننا في المناسبة نطالب الدولة بدعم القطاع الزراعي لكونه قطاعا أساسيا في الاقتصاد الوطني، وإعادة النظر بالاتفاقات بهدف فتح الاسواق امام الانتاج الزراعي اللبناني، وتحسين سبل عيش المزارعين والمنتجين، وزيادة الطاقة الانتاجية وتعزيز قدرتها التنافسية بالشكل العلمي. ونناشد اللبنانيين المنتشرين ومؤسساتهم الاعتناء بتسويق المنتجات الزراعية اللبنانية والمونة والمطبخ اللبناني، ودعم القطاع الزراعي، من أجل إنهاضه وتأمين شبكة الأمن الغذائي وتطوير نظامه ليكون أكثر صمودا وشمولية وتنافسيا واستدامة".

وقال: "زارنا بالأمس وفد من مصدري الخضار والمزارعين للتعبير عن الأضرار التي لحقت بهم من جراء منع دخول الإنتاج الزراعي اللبناني حدود المملكة العربية السعودية ومن خلالها بلدان الخليج. وهذا قرار يقضي على المزارعين الشرفاء. ولكننا نطالب الدولة اللبنانية بواجب مراقبة البضائع التي تخرج من لبنان، ويستغلها أصحاب الشر لتهريب المخدرات على أنواعها. كما يحضر معنا اليوم وفد من الصناعيين المتضررين هم ايضا في قطاعهم من قرار المملكة".

أضاف: "بالعودة إلى إنجيل اليوم، نفهم أن كل إنسان مدعو لتمجيد الله بإتمام إرادته بفعل إيمان وطاعة، ولعيش وصية المحبة تجاه كل إنسان. إنه بذلك يساهم في تحقيق تصميم الحب الإلهي، والله يشركه في مجده. ما جعل القديس إيريناوس يقول: مجد الله الإنسان الحي. كم نتمنى لو أن المسؤولين السياسيين عندنا يدركون، عظمة مسؤولياتهم التي تشكل فرصة فريدة لتمجيد الله بتأمين الخير العام، وبإتاحة الفرص لكل مواطن كي يحقق ذاته، وبالتعبير في الأفعال عن محبتهم للمواطنين. ولكننا نشهد بكل أسف، المزيد من الإنهيار الإقتصادي والمالي والمعيشي والإجتماعي، والغلاء الفاحش في السلع والأدوية حتى فقدان هذه الأخيرة، والتهريب والجشع والاحتكار، ولا سلطة إجرائية، ولا قضاء ولا مؤسسات رقابة. لذا، نعلن باسم الجميع رفضنا وعدم قبولنا:

1- لا نقبل بتاتا بأن تمعن الجماعة السياسية في قهر الناس وذبح الوطن، وأن تتفرج على العملة الوطنية تفقد أكثر من 85 % من قيمتها، وعلى اللبنانيين يتسولون في الشوارع، ويتواصل الغلاء الجنوني.

2- لا نقبل بتاتا بأن تذهب أموال دعم السلع إلى المهربين والميسورين والتجار، وأن يشتبك المواطنون في المتاجر على شراء السلع وأن تفقد الأدوية والمواد الغذائية والوقود.

3- لا نقبل بتاتا بالمس باحتياطي المصرف المركزي فتطير ودائع الناس.

4- لا نقبل بتاتا بأن تبقى المعابر البرية الحدودية مركزا دوليا للتهريب، والمطار والمرفأ ممرين للهدر الموصوف.

5- لا نقبل بتاتا بأن يستمر الفساد في أسواق الطاقة والكهرباء ويدخل لبنان عصر العتمة.

6- لا نقبل بتاتا بأن تهاجر الأدمغة اللبنانية والنخب وأهل الاختصاص.

7- لا نقبل بتاتا بأن يعتم على المرتكبين الحقيقيين ويبحث عن أكباش محارق.

8- لا نقبل بتاتا بأن تضرب مؤسسات الكيان والنظام، ويستمر إسقاط النظام السياسي والاقتصادي.

9- لا نقبل بتاتا بأن يعزل لبنان للاطباق عليه بعيدا من أنظار العالم.

لكن ثقوا، أيها اللبنانيون المخلصون أن ابتسامتنا ستشرق. فنحن أبناء إيمان وإرادة ورجاء. وستتم كلمة القديس البابا يوحنا بولس الثاني في ختام إرشاده الرسولي رجاء جديد للبنان: سيزهر كليا من جديد لبنان، الجبل السعيد الذي رأى شروق نور الأمم، وأمير السلام، ، ويلبي دعوته بأن يكون نورا لشعوب المنطقة وعلامة للسلام الآتي من الله. وهكذا إن الكنيسة في هذا البلد تفرح إلهها (را. نش 4: 8)؛ (الإرشاد فقرة 125)".

وتابع: "من هذا المنطلق، يتوجب على المسؤولين تحريك مفاوضات تأليف الحكومة. فالجمود السائد مرفوض، وبات يشكل جريمة بحق الوطن والشعب. إن بعض المسؤولين عن تأليف الحكومة يتركون شعورا بأنهم ليسوا على عجلة من أمرهم، وكأنهم ينتظرون تطورات إقليمية ودولية، فيما الحل في اللقاء وفي الإرادة الوطنية. أي تطورات أخطر من هذه التي تحصل حولنا الآن؟ إن المرحلة تتطلب الاضطلاع بالمسؤولية ومواجهة التحديات وتذليلها لا الهروب منها وتركها تتفاقم. بل كلما ازدادت الصعوبات كلما استدعت تصميما إضافيا".

وقال: "ما يحصل بين إسرائيل والشعب الفلسطيني الصامد تحول نوعي خطير في مجرى الصراع على الأرض والهوية. وما يتعرض له الفلسطينيون يدمي القلوب، ولا سيما أن بين الضحايا أطفالا ونساء وشيوخا. حان الوقت لوقف مسلسل العنف والهدم والقتل، وإقرار حل نهائي للقضية الفلسطينية بعد ثلاث وسبعين سنة من الحروب والدمار والمظالم الإسرائيلية. إننا ندعو إسرائيل إلى الاعتراف الجدي والصريح بوجود حقوق للشعب الفلسطيني، وبأنه يستحيل عليها أن تعيش بسلام من دون القبول بدولة فلسطينية قابلة للحياة. فلا سلام من دون عدالة، ولا عدالة من دون حق. في هذا المجال ندعو السلطات في لبنان إلى ضبط الحدود اللبنانية - الإسرائيلية ومنع استخدام الأراضي اللبنانية منصة لإطلاق الصواريخ. فحذار أن يتورط البعض مباشرة أو عبر أطراف رديفة في ما يجري، ويعرضون لبنان لحروب جديدة. لقد دفع اللبنانيون جميعا ما يكفي في هذه الصراعات غير المضبوطة. ليس الشعب اللبناني مستعدا لأن يدمر بلاده مرة أخرى أكثر مما هي مدمرة. يوجد طرق سلمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني من دون أن نتورط عسكريا. فمن واجب لبنان أن يوالف بين الحياد الذي يحفظ سلامته ورسالته، ويلتزم في تأييد حقوق الشعب الفلسطيني".

وختم الراعي: "نصلي إلى الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان، وسلطانة السلام، كي يضع حدا للحرب، وأن يغدق على هذه الأرض التي عليها تجلى نعم الخلاص والفداء".