رقم 61/2021
تقرير دولي 28/حزيران- 4/تموز /2021
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
قال الحبر الاعظم البابا فرنسيس، خلال القداس من أجل لبنان في الفاتيكان، كفى استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية، ودعا القادة السياسيين في لبنان أن يجدوا حسب مسؤولياتهم حلولا عاجلة للازمة، واضاف ان لبنان الحبيب الذي يشع حكمة وثقافة لا يمكن ان يترك رهينة الاقدار او رهينة الذين يسعون وراء مصالحهم الخاصة، وطلب من المجتمع الدولي أن يوفر للبنان الظروف المناسبة حتى لا يغرق بل ينطلق بحياة جديدة وهو سيكون خيرا للجميع، ودعا لتوقف العداوات كما دعا ليعود لبنان إشعاعا لنور السماء ليشرق الامل من جديد.
لكن وبالرغم من كلمات البابا فرنسيس هذه وتحذيرات وزراء خارجية الدول الكبرى الأخيرة الذين حذروا مجدداً من عقوبات على المسؤولين عن العرقلة في لبنان، لا يزال حكام لبنان على ما هم عليه من سعي وراء مصالحهم الخاصة، وسط تداعي خطير للأوضاع المعيشية في لبنان.
ويبدو أن الخطوات التي يتّخذها هؤلاء الجالسين على مقاعد المسؤولية لا تساعد على التخفيف من التداعيات بل على العكس، فأزمة المحروقات تتفاقم وأزمة الخبز أيضاً كما أزمة الكهرباء وغيرها من الأزمات التي تضرب كاهل المواطن من كل جهة.
وفيما لا يزال البطريرك الراعي متمسكاً بمبادرته الداعية للحياد وتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، يواصل المجتمع الدولي طرحه القاضي بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها ومتجاهلاً أصل المشكلة في لبنان؛ ألا وهي الاحتلال الايراني بواسطة ذراعه العسكري- حزب الله.
تذكّر أسرة تحرير التقرير بأن اللبنانيين كانوا قد فازوا، وعلى مرحلتين، بأكثرية نيابية في المجلس النيابي وكان حزب الله بالمرصاد لهذه الأكثرية وألغى سلطتها بواسطة السلاح غير الشرعي.
وعليه، تتمنى أسرة التحرير من المجتمع الدولي العمل على الدفع باتجاه إجراء الانتخابات النيابية ومن بعدها الرئاسية في موعدها، لكن بالتوازي، العمل على تحجيم قوة حزب الله (ذراع الاحتلال الايراني) من خلال تحجيم التمدّد الايراني في المنطقة.
إن سقوط لبنان لن يكون له تداعيات داخلية فقط بل ستمتدّ تداعيات هذا السقوط لتشمل دول المنطقة وابعد منها، وهذا ما تطمح إليه ايران من خلال العمل الممنهج الذي يقوم به حزب الله في لبنان وكل الميليشيات الموالية لايران في البلدان التي تقع تحت هذا النفوذ. إن تقويض الدول الوطنية هو الهدف الذي تنشده ايران في المنطقة، والبرنامج النووي الايراني ليس إلا ملفا واحدا في سياستها الخارجية.
ولهذا ستبقى أسرة تحرير التقرير مستمرة بدعم تحرك البطريرك من أجل عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان على تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وتنفيذ الفرارات الدولية 1559، 1680 و1701، بحيث لا مخرج من الأزمة إلا باستعادة السيادة والشرعية والقرار الحر.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
جاء في مقررات المجلس الأعلى للدفاع، يوم الثلاثاء، الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية الإبقاء على الجهوزية اللازمة لعدم السماح لبعض المخلّين بالأمن، زعزعة الوضع الأمني بسبب الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية، خاصة في ما يتعلق بإقفال الطرق العامة او التعدي على الأملاك العامة والخاصة؛ والطلب الى وزارتي الاشغال العامة والنقل والصحة، اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسريع وتسهيل عملية اجراء فحوصات الـPCR للمسافرين الوافدين الى مطار رفيق الحريري الدولي؛ الطلب الى وزارة الاشغال العامة والنقل، لا سيما المديرية العامة للطيران المدني، استكمال الإجراءات اللازمة لتسهيل حركة المسافرين وتأمين راحتهم في اسرع وقت ممكن؛ الطلب الى المديرية العامة للطيران المدني، بالتنسيق مع جهاز امن المطار، معالجة الإشكالات التي تحصل بين المسافرين والموظفين والعمال وذلك في ظل القوانين المرعية الاجراء واتخاذ التدابير اللازمة بحق المخالفين منهم؛ الطلب الى وزير المالية التنسيق مع وزيري الدفاع والداخلية لايجاد السبل الآيلة الى دعم القوى العسكرية والأمنية خصوصاً في ظل الأوضاع المالية والاقتصادية المتردية؛ وتكليف وزير الطاقة والمياه وضع التقرير اللازم في مهلة أقصاها شهر واحد لتقييم معايير وشروط الصحة والسلامة العامة، وبناء عليه الطلب الى الشركات المعنية اجراء اللازم وفقاً للمتطلبات والفترة الزمنية التي تضعها الوزارة.
على صعيد الازمة في قطاع التعليم، حذر الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية من أنه بسبب الأزمة السياسية بشكل عام والمالية بشكل خاص والتي تنعكس على الجامعة اللبنانية، وهو ما بدأ يتجلى بهجرة العديد من الأساتذة إلى دنيا الاغتراب، ستؤول بعض المجمعات الجامعية الى الاغلاق.
في سياق الصراع بين الدولة والدويلة، أفادت مصادر متابعة، أن عناصر تابعة لـ حزب الله اختطفت يوم الاثنين ولأكثر من ساعتين الصحافي البريطاني مات كيناستون، والصحافية الألمانية ستيلا مانر، على طريق مطار بيروت أثناء تغطيتهما أزمة الوقود في محطة تابعة للحزب، وأشارت المصادر إلى أن عملية الاختطاف وقعت خلال ساعات بعد الظهر، بينما كان الصحافيان اللذين يعملان لتغطية الوضع اللبناني، من قبل رجال عرّفوا عن أنفسهم بأنهم من حزب الله ، وطلبوا من كيناستون هاتفه وجواز سفره، رافضين عرضه بطاقته الصحافية التي يعمل بها مع أحد المواقع اللبنانية كمراسل حر، بالإضافة إلى عمله لصحف ومواقع عدة معروفة عربياً ودولياً. وكان كيناستون توجه إلى محطة "الأيتام" في طريق المطار لتغطية الأزمة، وهي المحطة الوحيدة التي فتحت أبوابها، برفقة الصحافية الألمانية مانر، وكانا توجها إلى المحطة بعد مناشدتها القوى الأمنية التدخل لتنظيم عملية تعبئة المحروقات. وكانت إدارة محطات الأيتام أعلنت في بيان أنها ومنذ بداية الأزمة، تعمل جاهدة لتأمين المحروقات، ولو بكميات قليلة لكي تستمر بالعمل ما أمكنها. هذا البيان دفع الصحافيان للتوجه نحو المحطة أملاً بكتابة قصة عن عذابات اللبنانيين بانتظار الحصول على وقود لسياراتهم، في ظل أزمة اقتصادية اجتماعية كبيرة. وأكدّت المصادر، إلى تدخل الأمن العام اللبناني لإطلاق سراح الصحافيان بعد اتصالات عاجلة من سفارتي بلديهما، ما أجبر الحزب على إطلاقهما، بعد التحقيق معهما عن سبب وجودهما في بيروت بالتزامن مع زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بحسب ما أفيد!
على صعيد منفصل، وصل إلى بيروت يوم الاربعاء، وفد روسي يرأسه مدير شركة Hydro Engineering and Construction، أندريه نتسغر، ويضم مدير الاتصالات الخارجية في الشركة، ويرافقهما خبير في المرافئ. وقد أفيد أن نشاط الوفد سيشمل لقاء كل من وزير الأشغال والنّقل ميشال نجار ووزير الطاقة ريمون غجر، كما سيعقد مؤتمر صحافي في وقت لاحق من زيارته. وقد هدفت الجولة إلى إبلاغ حكومة تصريف الأعمال موقف موسكو الرّسمي باستعدادها لتقديم رزمة مشاريع على رأسها تأهيل مصفاتي النّفط في طرابلس والزهراني، إضافة إلى استثمارات تتعلّق بـ: مرفأ بيروت، مرفأ طرابلس، محطتي كهرباء، ومشروع قطار، وسيرافق الوفد السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف. يشار إلى أن هذه ليست الزيارة الأولى للوفد الروسي إلى لبنان. ففي زيارة سابقة قصد الوفد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، من بين سلسلة لقاءات أجراها، حيث تمحور الحديث حول شراء روسيا مصرفاً في لبنان لتسهيل الحركة الماليّة للشركة.
وفي هذا السياق، كشف موقع "المدن" تفاصيل صادمة حول الشركة التي عرضت ملف الاستثمارات الروسية. وفي التفاصيل، فإن شركة Hydro Engineering and Construction، صاحبة هذا الخيال الجامح، لم يمض على تأسيسها أكثر من خمسة أشهر، ولا يتجاوز رأسمال تأسيسها 150 دولاراً أميركياً، فقط لا غير. ولا تملك الشركة في رصيد إنجازاتها مشروعاً واحداً، لا في مجال القطارات ولا الموانىء ولا تكرير النفط.. ولا تملك حتماً ما يؤهّلها لإدارة مصرف لبناني، حتى لو كان من صنف "مصارف الزومبي" التي تكتفي بخدمات السحب والإيداع. ومن هنا تصبح المسألة واضحة - إنها شركة واجهة، أو شركة وهميّة، من تلك الشركات التي احترف رجال الأعمال الروس خلقها هنا وهناك، للاستفادة من مد النفوذ السياسي الروسي. وفي البحث عن من وراء شركة Hydro Engineering and Construction، خصوصاً أن الاحتفاء الإعلامي بالوفد يوحي بأن خلفه من أعطى كلمة السرّ التي تفرض استقباله على هذا النحو، يظهر أن الشركة الوهميّة، ليست سوى واجهة لشركة روسيّة أخرى إسمها "ستروي ترانس غاز" التي ذاع صيتها في سوريا تحديداً، بوصفها إحدى الشركات المشبوهة التي اقتصر نشاطها على توزيع المغانم البتروليّة ما بين رجال الأعمال الروس المقربين من بوتين، ورجال نظام الأسد. عمل الشركة في سوريا لم يخرج يوماً من المساحة الرماديّة، التي تختلط فيها السوق السوداء بالسوق الشرعيّة، حتّى حين تطلّب الأمر بعض الصفقات الجانبيّة مع تنظيم داعش لتشغيل آبار النفط في مناطق نفوذه، مقابل تقاسم العائدات. وبطبيعة الحال، شركة كهذه مدرجة على مختلف اللوائح السوداء الدوليّة، ولا تملك القدرة على ممارسة أي نشاط طبيعي في الأسواق الدوليّة، ما يحتّم عليها التخفّي خلف واجهة كـ Hydro Engineering and Construction. المسألة لا تنتهي هنا، قليل من البحث يقودنا إلى حقيقة أخرى: الذراع التنفيذيّة لستروي ترانس غاز في سوريا، ليست سوى شركة هيسكو، التي يديرها جورج حسواني، الرجل الذي ذاع صيته بعد انفجار 4 آب. جورج حسواني ليس سوى أحد رجالات النظام السوري الذي تقاطعت عناوين شركاتهم، وخطوط إمداد نفطهم، مع عنوان ونشاط شركة "سفارو" الوهميّة التي امتلكت شحنة نيترات الأمونيوم، التي حلّت في مرفأ بيروت وانفجرت لاحقاً. وبفضل الصحافة الاستقصائيّة فقط، كان بالإمكان الكشف عن شبهة امتلاك رجال الأعمال هؤلاء لشحنة الأمونيوم التي انفجرت.
في وقت أقر فيه البرلمان البطاقة التمويلية التي من خلالها إقرّت سياسة دعم حوالي نصف مليون عائلة باقل من مئة دولار اميركي بالشهر مع فتح إعتماد إضافي إستثنائي لتمويلها وأحال الملف إلى حكومة تصريف الاعمال، وسط انتقادات من معظم القوى السياسية والمدنية التي اعتبرت البطاقة انتخابية أكثر منها تمويلية.
على صعيد الأمن الاجتماعي، أطلقت منظمة اليونيسيف تحذيرا شديد اللهجة بشأن الأطفال في لبنان، حيث أكدت أنهم يعانون من وطأة أحد أسوأ الانهيارات الاقتصادية في العالم في الآونة الأخيرة وأن أكثر من 30 في المئة من هؤلاء الأطفال ناموا في فراشهم الشهر الماضي ببطون خاوية، لعدم حصولهم على عدد كاف من وجبات الطعام. وأضافت المنظمة أن الأزمات المتتالية التي تضافرت في تكوين الأزمة الكبيرة، بما فيها الانهيار الاقتصادي الكامل، أدت الى جعل الأسر والأطفال في لبنان في حال يرثى لها، وأثّرت تقريبا على كل جانب من جوانب حياتهم، وذلك في ظلِ شح الموارد وإستحالة الوصول واقعيا الى الدعم الإجتماعي. وأشار المسح الذي أجرته اليونيسف حديثاً، إلى أن 77 في المئة من الأسر لا تملك ما يكفي من غذاء أو من مال لشرائه، وترتفع هذه النسبة بين الأسر السورية الى 99 في المئة، كما أوضح المسح أن 60 في المئة من الأسر تضطر الى شراء الطعام عبر مراكمة الفواتير غير المدفوعة أو من خلال الإقتراض والإستدانة، وأن 30 في المئة من الأطفال في لبنان لا يتلقون الرعاية الصحية الأولية التي يحتاجون إليها. وأفاد المسح أيضا إن واحد من كل عشرة أطفال في لبنان أرسل الى العمل وأن 40 في المئة من الأطفال ينتمون الى أسر لا يعمل فيها أحد، و77 في المئة من تلك الأسر لا تتلقى مساعدة إجتماعية من أي جهة و 15 في المئة من الأسر في لبنان توقفت عن تعليم أطفالها و80 في المئة من مقدمي الرعاية يتحدثون عن مواجهة الأطفال صعوبات في التركيز على دراستهم في المنزل إما بسبب الجوع أو نتيجة الإضطراب النفسي. والمح المسح أيضاً إلى أن الركود الاقتصادي ليس سوى واحدة من جملة الأزمات التي تعصف في البلاد، التي تترنح تحت تأثير جائحة كوفيد-19 ونتائج التفجيرين الهائلين اللذين عصفا في مرفأ بيروت في اغسطس 2020، يضاف الى ذلك عدم الاستقرار السياسي المستمر. وفي حين يصنف 1.5 مليون سوري في عداد الأكثر ضررا، فإن عدد اللبنانيين الذين باتوا بحاجة الى دعم سريع يرتفع بسرعة قياسية.
محطات سياسية واقتصادية:
قتل 7 عناصر على الأقل من فصائل موالية لإيران في ضربات جوية أميركية على الحدود العراقية السورية، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين. وأعلنت ميليشيات الحشد الشعبي عن مقتل 4 من مسلحيها في الغارات الأميركية، وأكد الحشد الشعبي على احتفاظه بالحق القانوني للرد على هذه الهجمات ومحاسبة مرتكبيها على الأراضي العراقية، وأشار الى أن مواقعه التي تعرضت للقصف لا تضم أي مخازن أو ما شابه خلافا "للادعاءات" الأميركية. من جانبه، أكد تحالف الفتح العراقي وقوع قتلى نتيجة الغارات الأميركية على مواقع ميليشياته في القائم وطالب تحالف الحكومة بالعمل على إنهاء الوجود الأميركي. هذا وصرح مسؤول أميركي، إنه جرى استخدام ذخائر دقيقة التوجيه لضرب الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، مشيرا إلى أن المواقع المستهدفة كانت تتمتع بقدرات القيادة والتحكم.
ومساء الاثنين، سقطت عدة قذائف مدفعية في "حقل العمر" النفطي ومساكن الحقل بريف دير الزور الشرقي حيث تتخذ القوات الأميركية قاعدة عسكرية لها، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية واحتراق سيارات كانت في الموقع المستهدف، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المصدر أن الميليشيات الإيرانية في منطقة غرب الفرات استهدفت القاعدة الأميركية من مواقعها في ريف دير الزور. بدوره، أكد متحدث عسكري أميركي أن قوات أميركية تعرضت لهجوم بعدة صواريخ الاثنين، لكن التقارير الأولية لم تشر إلى أي إصابات، وأضاف إن القوات الأميركية في سوريا ردت على نيران صواريخ بإطلاق قذائف مدفعية دفاعاً عن النفس. إلى ذلك قالت وسائل إعلام سورية، إن قوات التحالف الدولي استهدف بالمدفعية الثقيلة مقرات لميليشيات إيرانية في الميادين في دير الزور، وأكدت أن الميليشيات الإيرانية انسحبت من منطقة المزارع جنوبي الميادين بعد القصف نحو "الأحياء السكنية".
وبعد الضربات الأميركية التي طالتها ليل الأحد وأمس أيضا، بدأت الميليشيات الموالية لإيران تُعيد انتشار قواتها شرقي سوريا، بين منطقة الميادين والبوكمال وسط استنفار كبير في منطقة "غرب الفرات"، فقد أفادت مصادر محلية من غرب الفرات بأن الميليشيات عمدت إلى إعادة الانتشار ثانية في مدينة الميادين شرقي دير الزور ومنطقة المزارع وبلدات وقرى واقعة بين مدينتي الميادين والبوكمال كالقورية ومحكان والعشارة والصالحية والعباس والسيال والجلاء، وسط استنفار كبير تخوفاً من ضربات جديدة. وكانت تلك المجموعات أعادت تموضعها في الميادين بعد قصفها لحقل العمر النفطي وانسحبت من المناطق التي قصفت منها جنوب الميادين، معيدة انتشارها في الأحياء السكنية داخل المدينة.
على الصعيد الانساني، الجدير ذكره أن أميركا كانت حددت لنفسها 3 أهداف في سوريا، أولها وأهمها والألح بينها هو التفاهم مع الروس وإقناعهم بتمديد وتوسيع القرار الدولي الخاص بالمساعدات الإنسانية عبر المعابر، وبناء عليه أثار الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الملف مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في لقائهما بجنيف منتصف الشهر الجاري، مطالباً بتمديد القرار الدولي الخاص الذي تنتهي فترة العمل به في 10 يوليو/تموز المقبل. ووفق مطلعين، فإن الرسالة الأميركية تتضمن في حال الموافقة الروسية، إمكانية استئناف الحوار الثنائي وتوسيعه حول سوريا، واتخاذ إجراءات إيجابية أخرى، أما في حال رفضت موسكو الاقتراحات، فسيكون الجمود مصير الملف السوري، وسط تلويح بفرض مزيد من العقوبات. وكان وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن قد حدد هدفاً طويل الأجل، وهو الوصول إلى "حل سياسي"، باعتباره الطريقة الوحيدة للمصالحة والسلام وإعمار سوريا، وبالتالي تنفيذ القرار "2254" بجوانبه كافة، ليكون بذلك قد تبين الموقف الأميركي وتمثّل بانتظار اللقاء الروسي - الأميركي في جنيف، وأيضاً نتائج اجتماع "آستانة" المقرر في 7 تموز/يوليو القادم، وتصويت مجلس الأمن على قرار المساعدات.
أعلنت اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي الليبي، الاثنين، أن أعضاءها توصلوا إلى توافق حول القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها الانتخابات العامة بعد 6 أشهر. وبحسب المسودة التي أحالتها اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي، للتداول بشأنها في الاجتماع الذي بدأ في مدينة جنيف السويسرية، فقد اتفق أعضاء اللجنة على إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بشكل متزامن مع انتخاب الرئيس بشكل مباشر من الشعب. واقترحت اللجنة تأجيل طرح الاستفتاء على مشروع الدستور إلى ما بعد إجراء الانتخابات وتشكيل السلطة التشريعية الجديدة المنتخبة طبقا للقاعدة الدستورية التي يجب أن تلتزم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستكمال الاستفتاء على المشروع. وأوصى أعضاء اللجنة كذلك بأن يتشكل البرلمان من غرفتي النواب ومقره بنغازي والشيوخ ومقره سبها، على أن يتألف مجلس النواب من 200 عضو، ومجلس الشيوخ من 120 عضوا ينتخبون كلهم بالاقتراع العام السري، وتؤول إليهما الصلاحيات الممنوحة للبرلمان والمجلس الأعلى للدولة بموجب الاتفاق السياسي الصادر عام 2015. كما اقترحت اللجنة تمثيل المرأة في السلطة التشريعية بنسبة لا تقل عن 30%، وتخصيص مقاعد للمكونات الثقافية (الأمازيغ والتبو والطوارق) بنسبة 5% لكل مكوّن على الأقل.
لكن مساء الجمعة، أعلنت البعثة الأممية إلى ليبيا فشل ملتقى الحوار السياسي الليبي المنعقد في مدينة جنيف السويسرية، بالتوصل إلى توافق حول قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات المقبلة في البلاد بموعدها المحدد، حيث أثار هذا الفشل مخاوف من انهيار خارطة الطريق التي كان قد تم الاتفاق عليها بين الأطراف الليبية والتي تنتهي بإجراء هذه الانتخابات في ديسمبر المقبل، ومن تعثر العملية السياسية في ليبيا. وأوضح الأمين العام المساعد ومنسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، رايزدون زينينغا، في البيان الختامي، أنه تمت إتاحة جميع الفرص الممكنة لأعضاء ملتقى الحوار السياسي للوصول إلى حل وسط والتوافق على قاعدة دستورية تضمن إجراء الانتخابات في موعدها المحدد. وتم طرح عدة مقترحات، لكن لم ينجح المشاركون في التوصل إلى أرضية مشتركة حول الانتخابات، بعد 5 أيام من المشاورات، وشدد على أن المقترحات التي لا تجعل من الانتخابات ممكنة لا يمكن المواصلة فيها، داعياً ملتقى الحوار السياسي إلى العمل على التوصل إلى تسوية وحل وسط يوحد أعضاءه. وتعليقاً على فشل ملقتى الحوار السياسي الليبي بالتوافق، حثّ رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد دبيبة الأطراف الليبية على الاضطلاع بمسؤولياتهم وتغليب المصلحة العامة، داعياً للتوافق حول آلية لإجراء الانتخابات الليبية في موعدها.
على صعيد آخر، قرر البرلمان الليبي اليوم الثلاثاء، تأجيل الجلسة المخصصة لتوزيع المناصب السيادية ومناقشة الميزانية العامة، إلى حين مثول الحكومة التي يقودها عبد الحميد الدبيبة أمام النواب، الأسبوع المقبل، وقد انتهت الجلسة النيابية التي عقدت يومي الاثنين والثلاثاء، من دون حسم ملفي الميزانية المقدمة من قبل حكومة الوحدة الوطنية، والمناصب السيادية، وهما من أكثر الملفات الخلافية حاليا في البلاد. فبعد عدة جلسات رسمية سابقة، فشل البرلمان في إقرار الميزانية التي طرحتها الحكومة، ولم يعتمد إلا سوى البند الأول المخصص للرواتب، بسبب تباين الآراء حول الأرقام المقترحة وأوجه إنفاقها، وهو ما دفع النواب إلى استدعاء الحكومة للمثول أمام البرلمان الاثنين المقبل. أما في ما يتعلق بالمناصب السيادية، فاتهم البرلمان المجلس الأعلى للدولة بالتنصل من الاتفاق الموقع بينهما في مدينة بوزنيقة المغربية حول طرق وآليات ومعايير اختيار وتوزيع تلك المناصب، وذلك بعد تجاهل الأخير الرد رغم مرور شهر من إحالة البرلمان لملفات المترشحين، كما لوح مجلس النواب باللجوء إلى تعيين شخصيات جديدة على رأس المؤسسات السيادية دون الرجوع إليه.
قصفت طائرات إسرائيلية ليل الخميس- الجمعة مواقع للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية بعدة صواريخ موقعاً لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، جنوب مدينة غزة الواقعة شمال القطاع. ولم يتم الإعلان عن وقوع إصابات جراء القصف. وقد صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن طائرات مقاتلة أغارت على موقع يتبع لحركة حماس يُستخدم لتصنيع الأسلحة، رداً على إطلاق بالونات حارقة نحو الغلاف، وسيتم الرد بقوة على أي هجمات أخرى من قطاع غزة. هذا في حين تسببت البالونات الحارقة، التي أُطلِقت من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، الخميس، باندلاع أربعة حرائق، على ما أكدت خدمة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية.
في سياق منفصل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الأربعاء، أن بلاده ستدافع دائما عن نفسها بنفسها في مواجهة التهديدات الخارجية، في إشارة إلى إيران، وأضاف إن تل أبيب لن تكبل يديها لضمان أمنها، وستعمل بحزم وإبداع ومنهجية ضد التهديدات القريبة والبعيدة. إلى ذلك، أكد السفير الإسرائيلي لدى روسيا، ألكسندر بن تسفي، قبل أيام، أن إيران تشكل تهديدا استراتيجيا لبلاده، مشيرا إلى أن التوتر سيزداد في المنطقة بوجود رئيس إيران الجديد المتشدد.
أفادت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن حالات الإصابة بكوفيد-19 في أوروبا سجلت ارتفاعا بلغت نسبته 10 في المئة خلال أسبوع بعد شهرين من تسجيل تراجع في حالات الإصابات، فضلا عن تزايد خطر حدوث موجة جديدة من تفشي الوباء، وقال المدير الإقليمي، هانز كلوج، إن المخاطر ازدادت بسبب تباطؤ عمليات التطعيم باللقاحات وظهور متحورات جديدة للفيروس وزيادة الاختلاط بين الأشخاص. إلى ذلك، تساهم بطولة يورو 2020 في زيادة تفشي الإصابات بالفيروس، وكان مئات المشجعين العائدين من لندن وسان بطرسبرغ قد ثبتت إصابتهم الإيجابية بالفيروس. كما دعت كاثرين سمولوود، مسؤولة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، المدن المضيفة للبطولة إلى بذل المزيد من الجهود الرامية إلى رصد تحركات المشجعين.
وتعتبر العديد من دول أوروبا متحور "دلتا"، الذي نشأ في الهند، أكبر تهديد لها، وتقدر وكالة مكافحة الأمراض التابعة للاتحاد الأوروبي أنه قد يمثل 90 في المئة من حالات الإصابة الجديدة بحلول نهاية أغسطس/آب المقبل. وقد شهدت روسيا تسجيل رقم قياسي من حيث أعداد الوفيات خلال الأيام الثلاثة الماضية، فقد أعلنت تسجيل 672 حالة وفاة و23543 حالة إصابة جديدة يوم الخميس فقط، وكانت معظم حالات الإصابة الجديدة في موسكو من نوع المتحور "دلتا"، كما تحدث كبار مسؤولي الصحة عن متحور جديد هو "دلتا بلس". وناشدت السلطات الصحية الفنلندية الجمهور تجنب السفر إلى روسيا بعد أن رصدت 400 حالة إصابة بين مشجعين عائدين من سان بطرسبرغ في 21 يونيو/حزيران.
هذا و تتوقع ألمانيا أن يسهم متحور "دلتا" في تسجيل أكثر من 70 في المئة من حالات الإصابة الجديدة خلال الشهر الجاري، بسبب تخفيف تدابير الحجر الصحي بالنسبة للقادمين من المملكة المتحدة والبرتغال، حيث ينتشر المتحور بالفعل، في وقت تتوقع وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي أن توفر جرعتان من اللقاحات، التي وافقت عليها حتى الآن، حماية ضد متحور "دلتا". لكن وعلى الرغم من تسارع وتيرة حصول المواطنين على اللقاح في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الأخيرة، وتلقى شخص واحد على الأقل من كل ثلاثة أشخاص جرعتين من اللقاح، فالأمر لا يبدو على هذا النحو في روسيا، فقد ناشد الرئيس الروسي المواطنين يوم الاربعاء الحصول على اللقاح، لاسيما وأن 16 في المئة فقط حصلوا على جرعة واحدة من اللقاح حتى الآن.
قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جيسيكا ماكنولتييوم الاثنين إن الضربات الأميركية الأخيرة ضد مواقع مليشيات مدعومة من إيران في العراق وسوريا، ليل الأحد الاثنين، كانت إجراء ضروريا ومناسبا ومدروسا للحد من مخاطر التصعيد، وأضافت أنه من خلال هذه الوسائل وغيرها، نسعى إلى أن نوضح لإيران والمليشيات المدعومة منها أنه ستكون هناك عواقب وخيمة إذا استمرت في مهاجمة أو تسليح وتمويل وتدريب المليشيات التي تهاجم شعبنا وسنتخذ الإجراءات اللازمة والمناسبة للدفاع عن أفراد الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها في المنطقة، كما أن الأهداف المختارة هي منشآت تستخدمها شبكة المليشيات المدعومة من إيران والمسؤولة عن سلسلة الهجمات الأخيرة ضد المنشآت التي تؤوي موظفين أميركيين في العراق والقضاء عليها سيعطل ويضعف القدرة العملياتية لمجموعات المليشيات ويردع الهجمات الإضافية. وأشارت ماكنولتي إلى أن المليشيات المدعومة من إيران نفذت ما لا يقل عن خمس هجمات بطائرات بدون طيار ضد المنشآت التي تستخدمها الولايات المتحدة وأفراد التحالف في العراق، منذ أبريل، بالإضافة إلى الهجمات الصاروخية المستمرة ضد القوات الأميركية وقوات التحالف.
وفي الملف الايراني، أعلنت الولايات المتحدة يوم الأربعاء أن الجولات الأخيرة من المحادثات الرامية لإحياء اتفاق إيران النووي في فيينا ساعدت على بلورة الخيارات التي ينبغي أن تتخذها طهران وواشنطن من أجل العودة للالتزام ببنود الاتفاق، وأوضح جيفري ديلورينتس نائب مبعوث الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أن بلاده ملتزمة بضمان عدم امتلاك إيران أبداً لسلاح نووي، وأضاف أن واشنطن تعتقد أن الدبلوماسية بالإضافة إلى التنسيق مع حلفائها وشركائها في المنطقة، هي أفضل سبيل لتحقيق هذا الهدف. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد أكد مجدداً، الثلثاء، أن مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني أحرزت تقدما في العديد من الخلافات والمسائل العالقة مع إيران، إلا أنه شدد في الوقت عينه على أن عددا غير قليل من الخلافات لم يحل، معتبرا أن الأمر عائد بالدرجة الأولى والأخيرة إلى القرارات الأساسية التي ستتخذ في طهران من قبل المرشد الإيراني علي خامنئي.
على صعيد منفصل، غادرت كل القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي أكبر قاعدة جوية في أفغانستان، حسبما أكد مسؤولون الجمعة، في مؤشر إلى أن الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية بات وشيكاً، وقد أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية تسليم قاعدة باغرام الجوية، آخر معاقل الولايات المتحدة في البلاد، للقوات الأفغانية، في حين صرحت الوزارة إنّ الجيش الأمريكي لا تزال لديه سلطة حماية القوات الأفغانية.
وفي ملف العقوبات على ايران، رفعت وزارة الخزانة الأمريكية العقوبات المفروضة على ثلاثة رجال أعمال صنفتهم إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب لدعمهم برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ويوم الجمعة، تمت إزالة المواطنين الإيرانيين بهزاد فردوس ومهرزاد فردوس ومحمد رضا دزفوليان من قائمة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية للمواطنين المعينين بشكل خاص. وقال متحدث باسم وزارة الخزانة أن عمليات الشطب هذه لا تعكس أي تغيير في سياسة عقوبات الحكومة الأمريكية تجاه إيران، وستواصل الولايات المتحدة مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك من خلال تنفيذ العقوبات. كما شدد المسؤول أيضًا على أن رفع العقوبات لا علاقة له بالمناقشات الجارية في فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني.
تبنى تنظيم داعش الاربعاء استهداف وقصف محطة سامراء التي افتتحها مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، بصواريخ الكاتيوشا. وكان المكتب الإعلامي لوزارة الكهرباء العراقية قد أعلن، الأحد، عن استهداف وقصف محطة صلاح الدين الحرارية لإنتاج الطاقة الكهربائية في سامراء، وقال بيان مقتضب للوزارة، إن الاستهداف تم بصواريخ الكاتيوشا، حيث تسبب القصف بأضرار جسيمة بأجزاء الوحدة التوليدية.
وفي السياق، أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية، يوم الخميس، عن مداهمة مخبأ للعبوات الناسفة مخصص لاستهداف أبراج الطاقة في نينوى، وأضافت الخلية أن القوة ضبطت بداخل المخبأ 15 عبوة ناسفة اسطوانية الشكل، و5 عبوات على شكل قنابل هاون عيار 120 ملم، و4 عبوات سعة 10 لترات معبأة بمادة (السي فور)، و20 مسطرة تفجير، لافتة إلى أنه تم رفع المواد وتفجيرها تحت السيطرة. وفي 30 يونيو، أحبطت القوات الأمنية العراقية محاولة جديدة لاستهداف أبراج نقل الطاقة الكهربائية، في ديالى شرق البلاد، وأفادت خلية الإعلام الأمني العراقي في بيان حينها أن القوات الأمنية قتلت أحد الإرهابيين بعد نصب كمين محكم له، أثناء محاولته زرع عبوات ناسفة لتفجير برجين للطاقة الكهربائية في منطقة الكفاح شمالي قضاء المقدادية في محافظة ديالى.
إلى ذلك، استهدفت تفجيرات فجر السبت، خطين لنقل الكهرباء بالقرب من الموصل وكركوك شمالي العراق، وسط خروج "خط ملا عبدالله" عن العمل وانقطاع عام للكهرباء في قضاء الدبس بمحافظة كركوك. يأتي هذا بعدما أفادت قيادة عمليات بغداد، مساء الجمعة، بإحباط محاولة لاستهداف مطار بغداد الدولي، وذلك وفق قائد عمليات بغداد، اللواء الركن أحمد سليم بهجت،الذي صرح إنه من خلال اللواء السادس الفرقة الثانية شرطة اتحادية، تم إحباط عملية لاستهداف مطار بغداد الدولي بعشرة صواريخ من نوع جراد. وفي شأن أمني متصل، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، يوم الجمعة، البدء بالإجراءات الخاصة للحد من استهداف أبراج الطاقة. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، إن قيادة العمليات المشتركة فتحت غرفة عمليات مع وزارة الكهرباء، وبإشراك جميع القوات الأمنية من الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية، والحشد الشعبي، وشرطة الطاقة، وأشار إلى أن القوات الأمنية بدأت بإعداد سلسلة من الإجراءات والاحتياطات التي تسهم في تحييد وتحديد مناطق مهاجمة التنظيمات الإرهابية للأبراج الكهربائية. ودعا الخفاجي المواطنين إلى التعاون مع القوات الأمنية من خلال تقديم معلومات تسهم في ملاحقة العصابات الإرهابية وتتبع كل من يقوم باستهداف الطاقة الكهربائية. وقد أقال رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، مدير عام كهرباء وسط الفرات وأحال آخرين للتحقيق بسبب التقصير والإهمال بعد انقطاع الكهرباء المتكرر.
أكدت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، أنها "ضاقت ذرعاً" من هجمات الحوثيين المتكررة، معتبرةً أن هجوم الحوثي على مأرب يفاقم الأزمة الإنسانية، وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس أن واشنطتن تدين بشدة الهجوم الصاروخي الحوثي على حي سكني في مأرب في 29 يونيو والذي أودى بحياة مدنيين، بينهم طفل. وندد برايس بمواصلة الحوثيين لـهذا الهجوم الوحشي، بينما هناك اقتراح جاد من شأنه أن يلبي مطالبهم التي انتظروها طويلاً وخطة ذات خطوات عملية لتسهيل تدفق السلع إلى اليمن، وتتضمن وقفا لإطلاق النار على الصعيد الوطني وبدء محادثات سياسية شاملة.
وفي السياق، شدد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس على أهمية حل النزاع في اليمن. وأكد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليمني، أحمد عوض بن مبارك، من برلين يوم الأربعاء، أن الحوثيين يعرقلون وصول المساعدات للمحتاجين في مناطق سيطرتهم، مشددا على وجوب العمل على إيصال المساعدات إلى كافة المواطنين اليمنيين. كما حث على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض، ووقف النار في البلاد، مؤكدا في الوقت عينه أن الملف اليمني وتطوراته لا تنفصل عن الوضع الإقليمي. من جهته، شدد وزير الخارجية اليمني على التزام الحكومة الشرعية وتشجيعها لمساعي وقف النار في البلاد، كما أكد أن الميليشيات الحوثية تصعد قصفها وهجماتها تجاه المناطق المدنية، والأحياء السكنية. إلى ذلك، تطرق إلى مسألة سفينة صافر، التي تمنع الميليشيات فريقا أمميا من صيانتها، لافتا إلى أنها تتعامل مع الأمر بشكل خطير وغير مسؤول.
على صعيد منفصل، دعت السعودية الجمعة طرفي اتفاق الرياض للاستجابة العاجلة لما تم التوافق عليه، إثر اجتماع ممثلي الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، لبحث استكمال الدفع بتنفيذ اتفاق الرياض، حيث تم التوافق بين الطرفين على وقف كافة أشكال التصعيد (السياسي، العسكري، الأمني، الاقتصادي، الاجتماعي، الإعلامي)، وفق آلية اتفق عليها الطرفان لوقف التصعيد. وفي هذا الصدد، أشارت السعودية إلى أن التصعيد السياسي والإعلامي وما تلاه من قرارات تعيين سياسية وعسكرية من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي لا تنسجم مع ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين، وجددت التأكيد على استمرار دعمها للحكومة اليمنية التي يشارك فيها المجلس الانتقالي الجنوبي.
وجهت مصر رسالة إلى مجلس الأمن الدولي حول سد النهضة، قالت فيها إنه بعد 10 سنوات من المفاوضات تطورت القضية إلى حالة تتسبب حاليا في احتكاك دولي، وأوضحت في الرسالة التي أرسلتها بتاريخ 25 يونيو أن هذا الاحتكاك يمكن أن يعرض استمراره السلم والأمن الدولي للخطر، وعليه فقد اختارت مصر أن تعرض هذه المسألة على مجلس الأمن الدولي عملا بالمادة 35 من الميثاق. إلى ذلك، أكّد سامح شكري، وزير الخارجية، في الرسالة إن الوضع يشكل تهديدا وشيكا للسلم والأمن الدوليين ويتطلب أن ينظر فيه المجلس على الفور. وقد طالبت الرسالة بضرورة عقد جلسة عاجلة تحت بند الأمن والسلم في إفريقيا، وتضمنت رسالة مصر دعوة مجلس الأمن الدولي تأييد لما قدمه السودان في رسالته الأخيرة وتأكيد على أن بعد 10 سنوات من المفاوضات تطورت المسألة إلى حالة تتسبب حاليا، كما جاء في نص المادة 34 من ميثاق الأمم المتحدة لاحتكاك دولي يمكن أن يعرض استمراره السلم والأمن الدولي للخطر وعليه فقد اختارت مصر أن تعرض هذه المسألة على مجلس الأمن الدولي عملا بالمادة 35 من الميثاق. كذلك أشارت إلى خط سير المفاوضات والإجراءات الأحادية التي اتخذتها إثيوبيا في أبريل 2011 بعدم إخطار دولتي المصب والتشاور معهما عندما أعلنت عن السد وأن الواقع أثبت المراوغة الإثيوبية بعد سنوات من المفاوضات، حيث فشلنا في إجراء الدراسات المشتركة بشأن الآثار الاجتماعية والبيئية لسد النهضة، وليس لدي مصر والسودان أيضًا أي ضمانات متحقق منها بشكل مستقل بشأن سلامة هذا السد الضخم واستقراره الهيكلي بما يثير القلق بوجه خاص لدى السودان التي تشغل عدة منشآت للطاقة الكهرومائية على طول النيل الأزرق أهمها سد الروصيرص، ولا يقل إثارة للقلق لدى مصر التي يمثل بالنسبة لها ضمان سلامة السد العالي في أسوان والحفاظ على متانته وأدائه لوظائفه مسألة ذات أهمية قومية قصوى.
وفي السياق، أكد الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري المصري، أن بلاده لم تعترض على أي سد في إثيوبيا، وتريد تحقيق التعاون باتفاق قانوني عادل وملزم لملء وتشغيل السد الإثيوبي، وذكر في تصريحات له يوم الجمعة أن إثيوبيا قابلت مرونة مصر بتعنت لمنع الالتزام بما تم الاتفاق عليه مؤكداً حرص بلاده على استكمال المفاوضات للتوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية.
أزمة سد النهضة
قال نيكولا دو ريفيير سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، الخميس، إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع على الأرجح الأسبوع المقبل لبحث النزاع بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق. يشار إلى أن الدول العربية كانت قد دعت الشهر الماضي مجلس الأمن إلى الاجتماع لبحث مسألة السد وخطط إثيوبيا لتنفيذ المرحلة الثانية من ملء خزانه هذا الصيف دون اتفاق مع السودان ومصر، إلا أن إثيوبيا غير مهتمة بتدخل مجلس الأمن، وطلبت بدلاً من ذلك أن يحيل المجلس القضية إلى الاتحاد الإفريقي. ورفضت إثيوبيا في السابق دعوات من مصر والسودان إلى إشراك وسطاء من خارج الاتحاد الإفريقي في المفاوضات الرامية لإيجاد حل للأزمة.
اجتمع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، في مكتبه بمقر الأمانة العامة بالرياض، الأربعاء، مع قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية الأدميرال جون ميلر. وجرى خلال الاجتماع استعراض التعاون بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية، كما تطرقت المباحثات الخليجية الأميركية إلى الملاحة البحرية في الخليج وأمن الممرات المائية.
على صعيد منفصل، أعلن وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني أن اتفاق السلام الذي أبرمته بلاده مع إسرائيل جاء ضمن إطار النهج الذي تتبعه المنامة بهدف إحلال السلام في عموم المنطقة. وشدد الزياني أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو يوم الجمعة على أن ملف المفاوضات السلام يرتكز على حل القضية الفلسطينية وأعرب عن ثبوت الموقف البحريني إزاء ضرورة حل هذه القضية على أساس حل الدولتين بناء على مبادرة السلام العربية.
أعلن المجلس الأوروبي الإثنين نيته معاقبة الأشخاص (والكيانات) الذين يعرقلون أو يقوضون سير العملية الانتخابية الليبية المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول القادم، والمخطط لها ضمن ما تم التوصل إليه في خارطة طريق منتدى الحوار السياسي الليبي، وفي ضوء ما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2571 (2021)، وقال المجلس إن معاييره المتعلقة بفرض تدابير تقييدية على شخصيات ليبية ستشمل من يعملون على "عرقلة" العملية السياسية في البلاد أو من يهددون "استقرار ليبيا وأمنها" حيث شهدت الأزمة الليبية مؤخراً انفراجة عقب تمكن الفرقاء من التصديق على سلطة انتقالية موحدة، تسلمت مهامها في 16 مارس/ آذار الماضي.
أزمة شرق المتوسط
بعد تصريحات الرئيس اردوغان الاخيرة حول تمسكه بالتنقيب عن النفط في شرق المتوسط وعلى شواطئ قبرص، يبدو أن أزمة شرق المتوسط بين تركيا ودول المنطقة آيلة إلى التفاقم من جديد.
أدرجت الولايات المتحدة تركيا في القائمة الأمريكية للدول المتورطة في تجنيد الأطفال، وذلك في ظل علاقات السلطات التركية مع فصيل "فرقة السلطان مراد" المسلح الناشط في سوريا، ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الخميس، تقريرا معنونا باسم "الاتجار بالبشر عام 2021" أفادت فيه بإدراج تركيا في قائمة الدول المتورطة في استخدام الجنود الأطفال. وقالت الوزارة في التقرير إن تركيا تقدم دعما ملموسا لـ"فرقة السلطان مراد" في سوريا، وهي فصيل للمعارضة المسلحة تؤيده أنقرة منذ زمن طويل وتقول الخارجية الأمريكية إنه جند واستخدم أطفالا كمقاتلين. وصرح مسؤول أمريكي بارز في الخارجية الأمريكية خلال مؤتمر صحفي إن تركيا لها صلة كذلك بعمليات تجنيد أطفال في ليبيا، واضاف في هذا السياق أن الولايات المتحدة تأمل في العمل مع الطرف التركي على حل هذه القضية.
في سياق منفصل، صدرت المحكمة الدستورية في تركيا قرارا، يوم الخميس، بالإفراج عن السياسي المعارض الموالي للأكراد عمر فاروق جرجرلي أوغلو والمنتمي لحزب الشعوب الديمقراطي، الذي يقبع في السجن منذ نحو ثلاثة أشهر. وذكرت وسائل إعلام تركية أن المحكمة قضت بإجماع الآراء بأنه جرى انتهاك حق جرجرلي أوغلو في حرية التعبير، وممارسة النشاط السياسي. يشار إلى انه كان قد صدر حكم بحق جرجرلي أوغلو بالسجن لمدة عامين ونصف عام، لإدانته بالترويج للإرهاب في تغريدة نشرها في عام 2016 وأسقط البرلمان عضويته في المجلس في شهر مارس/ آذار بعد صدور الحكم، وقد أودع السجن في بداية شهر أبريل/ نيسان الماضي.
على صعيد منفصل، أكد الرئيس أردوغان، الجمعة خلال تفقده مصنع جنازير الدبابات بولاية صقاريا شمال غربي تركيا، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستجرى بموعدها المحدد في يونيو 2023، رافضاً دعوات المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة، مضيفا أن الشعب سيلقن "هؤلاء الكاذبين" الدرس اللازم مجدداً في صناديق الاقتراع، في إشارة إلى حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة. من ناحية أخرى، قال أردوغان اننا موجودون في ليبيا وأذربيجان وسوريا وشرق المتوسط وسنواصل وجودنا، وأكد أن تركيا ستقوم بأعمال التنقيب في كافة بحارها لاسيما شرق المتوسط ومحيط قبرص.
على صعيد آخر، وبإعطائه انطلاقة أشغال جسر "سازليدير"، أحد الجسور الستة على قناة إسطنبول، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت ما أسماه "مشروعه المجنون"، والمتمثل في حفر قناة بين البحر الأسود وبحر مرمرة، والذي يثير الريبة والحيرة في تركيا. ويدافع الرئيس التركي عن مشروعه بالقول أن مضيق البوسفور مزدحم للغاية، مما يجبر السفن في بعض الأحيان على الانتظار لأيام كاملة قبل اجتيازه، كما أنه من الصعب عمليا على الآليات البحرية الضخمة عبوره وسيكون هذا المشروع مصدر فخر للشعب التركي، وهو إنجاز جديد سيحسده عليه العالم، بحسب أردوغان، لكن الرأي العام التركي غير مقتنع به وخاصة في إسطنبول.
ويستشهد الرئيس التركي بالعديد من التقارير الأكاديمية لتهدئة التخوفات، لكن خبراء البيئة يشككون في ذلك. أولا، لأنه سيتم حفر القناة في منطقة غابات تعبرها الينابيع والأنهار التي كانت مرتبطة دائما بشبكة التوزيع في إسطنبول منذ القرن السابع عشر، وثانيا، القناة الجديدة قد تحدث خللا في التوازن الطبيعي للتيارات والتيارات المعاكسة بين البحر الأسود وبحر مرمرة. ويتوقع بعض المتخصصين أن تشتغل هذه القناة الاصطناعية مثل بالوعة تمتص كل المياه الملوثة في البحر الأسود، وتنتهي في الأخير بالبحر الأبيض المتوسط.
ورغم معارضة الرأي العام، ورفض مصارف تركية المخاطرة في هكذا مشروع، كما رفض الرئيس الحالي لبلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، المحسوب على المعارضة، المشروع، باعتبار أنه يدرك أن 40 بالمئة من تزويد مدينته بالماء تأتي من الجانب الأوروبي، يذهب أردوغان إلى حد الدفاع عن المصارف الأجنبية المستعدة للمساهمة فيه. عناد قد يكلفه غاليا، خصوصا وأنه يلقى معارضة من الخارج أيضا، وتحديدا من روسيا التي تبدو غير مقتنعة بأهمية قناة إسطنبول، بل تعتبرها موسكو طريق بحري جديد، سيسمح لأساطيل "الناتو" بالوصول إلى البحر الأسود بسرعة أكبر.
دشّن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد يوم الثلثاء في أبوظبي أول سفارة إسرائيلية في الخليج، بعد أقلّ من عام على تطبيع العلاقات بين البلدين، داعياً دول المنطقة إلى السير على خطى الإمارات والاعتراف بإسرائيل، وتعتبر زيارة لبيد للإمارات الأولى الرسمية لوزير إسرائيلي منذ اتّفاق تطبيع العلاقات بين الدولتين في أيلول العام الماضي. ومن المقرر أن ينتقل بعد أبوظبي إلى دبي حيث يفتتح رسمياً قنصلية بلاده في الإمارة، ويدشن الجناح الإسرائيلي في معرض "إكسبو 2020 دبي".
وفي السياق، أعرب وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ونظيره الإسرائيلي يائير لابيد، على أهمية تعميق التعاون الاستراتيجي بين الطرفين، وإقامة علاقات سلمية وودية بين الدولتين، وأكد الجانبان خلال لقاء عقد يوم الأربعاء، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الاتفاق على مجالات التعاون الثنائية. إلى ذلك، وقع الوزيران اتفاقية تعاون اقتصادي وتجاري، تعكس التزام الحكومتين بتنمية العلاقات الاقتصادية والتدفق الحر للسلع والخدمات، فضلا عن التعاون في مجالات إقامة المعارض، وتبادل الخبرات والمعارف، وزيارات الوفود، والتعاون بين الغرف التجارية، بالإضافة إلى مجال التقنيات الزراعية، وتعزيز البحث والتطوير المشترك. كما اتفق الطرفان على تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة برئاسة وزارتي الاقتصاد في البلدين لتكليفها بتنفيذ الاتفاقية بهدف إزالة الحواجز وتحفيز التجارة الثنائية.
بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، سبل تعزيز التنسيق المشترك بين البلدين لوقف التدخلات الإيرانية التخريبية في المنطقة، ووقف تمويل إيران لميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن والجماعات المتطرفة التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وذلك خلال لقاء العمل الذي عقداه الثلثاء على هامش اجتماع وزراء الخارجية والتنمية لدول «مجموعة العشرين» في مدينة ماتيرا الإيطالية. وفي وقت لاحق، عقد وزير الخارجية السعودي لقاءً رسمياً مع نظيريه الأميركي والفرنسي جان إيف لودريان، تمت خلاله مناقشة تعزيز التنسيق بين السعودية والولايات المتحدة وفرنسا في الملفات كافة ذات الاهتمام المشترك، وأهمية دعمها في شتى المجالات بما يخدم المصالح المشتركة، إضافة إلى مناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. إلى ذلك، جدّد وزير الخارجية السعودي تأكيد المملكة على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية وفقاً للقرار الدولي رقم 2254 والقرارات الدولية ذات الصلة، وأكد أهمية التوافق الدولي لوقف المعاناة الإنسانية للشعب السوري، والتوصل إلى حل لأزمة المعابر الحدودية، بما يكفل تدفق المساعدات الدولية لمستحقيها، مطالباً بعدم تسييس الشأن الإنساني في سوريا، وعدم إهمال الحاجات الإنسانية للشعب السوري، وأردف إن غياب الإرادة الدولية الفاعلة في حل الأزمة السورية أسهم في إتاحة الفرصة لتنفيذ بعض الأطراف مشاريع توسعية وطائفية وديمغرافية تستهدف تغيير هوية سوريا، وتنذر بطول أمد الأزمة السورية وتأثيراتها الإقليمية والدولية.
في سياق منفصل، حققت السعودية إنجازاً عالمياً جديداً بحصولها على المرتبة الثانية من بين 193 دولة، والمركز الأول على مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط وقارة آسيا في المؤشر العالمي للأمن السيبراني، الذي تصدره وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "الاتحاد الدولي للاتصالات"، محققةً بذلك قفزة بـ 11 مرتبة عن العام 2018م، وبأكثر من 40 مرتبة منذ إطلاق رؤية 2030 حيث كان ترتيبها 46 عالميًا في نسخة المؤشر للعام 2017م، وفق ما أعلنته الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، يوم الثلاثاء. وأشارت الهيئة إلى أن المؤشر العالمي للأمن السيبراني يتم تنفيذه بشكل دوري بناءً على خمسة محاور رئيسة؛ المحور القانوني والمحور التقني والمحور التنظيمي ومحور بناء القدرات ومحور التعاون، وذلك من خلال تحليل أداء الدول في 80 مؤشرًا فرعيًا، بهدف رفع مستوى الأمن السيبراني وتعزيز تبادل الخبرات ومشاركة التجارب بين دول العالم.
في السياق الأمني، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، السبت، إحباط هجوم بزورقين مفخخين لميليشيا الحوثي، وأكد تدمير الزورقين المفخخين بالصليف بمحافظة الحديدة أثناء عملية تجهيزهما، كما وأشار التحالف إلى تواصل انتهاك ميليشيا الحوثي لاتفاق ستوكهولم بعمليات عدائية في محافظة الحديدة وشدد على استمرار تهديد ميليشيا الحوثي لخطوط الملاحة والتجارة العالمية جنوب البحر الأحمر. وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن قد أعلن، صباح يوم الجمعة، تدمير مسيرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه خميس مشيط، كذلك يوم الخميس أعلن عن اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار مفخخة تابعة للميليشيات الحوثية بالأجواء اليمنية أطلقت تجاه المملكة العربية السعودية، والأربعاء تم اعتراض طائرة بدون طيار مفخخة، أطلقت نحو المناطق الجنوبية في السعودية. وقد أكد التحالف في بيان، أن تلك الميليشيات المدعومة من إيران مستمرة باستهداف المدنيين والأعيان المدنية، كما شدد على أن قوات التحالف تتخذ كافة الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين والتعامل مع التهديد الوشيك.
أعلن وزير الخارجية الروسية، الأربعاء، أنه بحث مع نظيره التركي الوضع في إدلب، كاشفاً عن أنه تم الاتفاق على تأسيس منطقة خالية من العناصر العسكرية في المنطقة، وأضاف أنه بحث مع مولود تشاووش أوغلو في اجتماع عقد في أنطاليا، سبل الاستمرار في مسار أستانا وحل الأزمة السورية. كما أعرب لافروف عن معارضة موسكو لمشروع قرار جديد تم طرحه في مجلس الأمن الدولي بشأن فتح ممر ثان لنقل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، وحمّل في المؤتمر الصحافي المشترك، تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى العقوبات وقانون قيصر.
إلى ذلك، وصف سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، اقتراح إعادة فتح معبر حدودي من العراق إلى شمال شرقي سوريا لتقديم المساعدات الإنسانية بأنه "غير مجدٍ"، كما رفض الكشف عن مصير المعبر الوحيد الذي يعمل الآن، من تركيا إلى شمال غربي البلاد الخاضع لسيطرة المعارضة. هذا ويقترح مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إرسال مساعدات عبر المعبرَين، لكن فاسيلي نيبينزيا قال في مؤتمر صحافي إن روسيا تناقش فقط إمكانية استمرار عمليات تسليم المساعدات عبر معبر باب الهوى إلى إدلب في شمال غربي سوريا. ورفض القول ما إذا كانت روسيا ستصوّت لإبقائه مفتوحا أو سوف تستخدم حق النقض لإغلاقه.
في سياق منفصل وعلى الصعيد الصحي، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء معارضته للتلقيح الإجباري ضد كوفيد-19 على المستوى الوطني في خضمّ موجة وبائية قاتلة ناجمة عن تفشي النسخة المتحوّرة دلتا، لكنّه شجّع الروس المترددين جداً في تلقي اللقاح، على التطعيم. وحتى الآن لم تقنع حملة التطعيم التي أُطلقت في كانون الأول/ديسمبر، بكثير من الدعاية للقاح سبوتنيك-في الروسي، سوى 23 مليون روسي من أصل 146 مليوناً، على خلفية شعور بالريبة إزاءه، وحسب الخبراء، ساعدت نسبة التلقيح المنخفضة، رغم طرح ثلاثة لقاحات أخرى، على تفشي الموجة الوبائية التي تشهدها روسيا حالياً وتتسبب بتسجيل أعداد قياسية للوفيات والإصابات منذ منتصف حزيران/يونيو. وفي وقت تجاوزت نسبة رفض التطعيم 50% من بين الأشخاص الذين شاركوا في الأشهر الأخيرة في استطلاعات للرأي، أقرّ الكرملين الاثنين بأنه لن يكون بالإمكان تحقيق هدف تلقيح 60% من السكان بحلول الخريف وامتنع عن تحديد أي هدف جديد. وقد روّج الرئيس الروسي للقاحات الروسية عبر شنّ هجوم على اللقاحات التي طوّرتها الدول الغربية، خلافاً للتقييمات العلمية والصحية في أنحاء العالم، مؤكداً أن اللقاحات المطوّرة محلياً آمنة وفعّالة، في وقت لا يزال سبوتنيك-في قيد الدراسة في مختبرات منظمة الصحة العالمية. هذا وقد سجّلت روسيا الأربعاء حصيلة وفيات يومية قياسية جراء فيروس كورونا لليوم الثاني على التوالي، مع 669 وفاة، وتُعتبر العاصمة موسكو وثاني مدن البلاد سان بطرسبرغ متضررتين إلى حدّ بعيد بالمرض.
وافق مجلس الاتحاد الأوروبي يوم الخميس على توقيع اتفاقية منطقة جوية مشتركة مع أوكرانيا وأرمينيا وقطر وتونس. وجاء على الموقع الإلكتروني لمجلس الاتحاد الأوروبي: "أعطى المجلس الضوء الأخضر اليوم لتوقيع ثلاث اتفاقيات طيران مع دول الجوار أوكرانيا وأرمينيا وتونس، وكذلك اتفاقية بشأن النقل الجوي مع دولة قطر". وذكر بيان المجلس أن اتفاقيات الجوار الثلاث ستزيل القيود، وستتبنى تلك الدول معايير طيران الاتحاد الأوروبي، وستطبق قواعد الطيران في الاتحاد الأوروبي، ويسمح القرار المتعلق بأوكرانيا أيضا بتطبيق الاتفاقية على أساس مؤقت، حتى الانتهاء من الإجراءات المطلوبة لدخولها رسميا حيز التنفيذ (في خريف العام الجاري). ومن المتوقع أن تعزز هذه الاتفاقيات سوق السفر الجوي، بما يوفر فرصا جديدة لكل من المستهلكين والمشغلين على حد سواء.
على صعيد منفصل، وافقت لجنة الاعتمادات في مجلس النواب الأمريكي الجمعة على مشروع قانون يخص السنة المالية المنتهية في 30 سبتمبر 2022، وينص على تخصيص ما لا يقل عن 481.5 مليون دولار كمساعدات لأوكرانيا، كجزء من ميزانيات وزارة الخارجية والدفاع وغيرها. وذكرت سفارة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة أن حجم المساعدات المتوقعة زاد بنحو 28.5 مليون دولار مقارنة بحجم المساعدات في السنة المالية الحالية، كما أشارت إلى أنه من بين هذه الاعتمادات، سيتم تخصيص 125 مليون دولار كمساعدات أمنية، بزيادة قدرها 10 ملايين دولار مقارنة بعام 2021. وينص مشروع القانون أيضا على تخصيص 275 مليون دولار كمساعدة لمساعدة أمنية أخرى لأوكرانيا، في إطار ميزانية البنتاغون.
على صعيد آخر، رفضت الخارجية الأوكرانية اتهامات الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لكييف بتسهيل تهريب الأسلحة إلى بلاده. وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيقولينكو يوم الجمعة، إن أوكرانيا ترفض رفضا قاطعا اتهامات ألكسندر لوكاشينكو بشأن تهريب الأسلحة المزعوم من أوكرانيا، وتابعأن كييف لم تتدخل في الشؤون الداخلية لبيلاروس، ولا تعتزم ذلك في المستقبل، وتتوقع الموقف نفسه من مينسك، لتكون الحدود الشمالية آمنة. ومع ذلك فإن تقديم أوكرانيا كمصدر خطر يأتي ضمن سياسات التضليل والقمع وترهيب السكان في بيلاروس. وتعليقا على إعلان الرئيس البيلاروسي إغلاق الحدود مع أوكرانيا، نفى المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية تلقى أي بلاغ رسمي بهذا الشأن من بيلاروس.
شدد الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني على أن بلاده لن تتوانى عن إعادة تفعيل الاتفاق النووي. وقال خلال اجتماع وزاري يوم الأربعاء لن نتنازل عن حقوق الشعب وسنفعل كل ما في وسعنا لإعادة تفعيل الاتفاق النووي. كما أكد أن الحكومة المقبلة ستواصل مساعي الحصول على التقنية النووية السلمية، وشدد على أن التكنولوجيا النووية في بلاده هي للاستخدام السلمي فقط، مضيفا أن إسرائيل جندت كل طاقاتها من أجل تدمير مشروع الطاقة النووية الإيراني. إلى ذلك، وصف العقوبات الأميركية التي لا تزال مفروضة على بلاده، بالإرهاب الاقتصادي، مضيفا أن إدارة الرئيس الأميركي بايدن ما زالت تواصل سياسة الحرب الاقتصادية التي بدأها سلفه دونالد ترمب.
في السياق، وفي أعقاب خطوات اتخذتها إيران تنتهك الاتفاق النووي المبرم في 2015 أو تثير غضب واشنطن وحلفائها وتشمل تخصيب اليورانيوم لمستويات لازمة لصنع أسلحة والإخفاق في تفسير مصدر جسيمات اليورانيوم التي عثر عليها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عدة مواقع لم يُعلن عنها، قال دبلوماسيون إن إيران تقيد وصول المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة إلى منشآتها الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في نطنز، متذرعة بمخاوف أمنية بعد ما قالت إن الهجوم الذي شُنّ على الموقع في إبريل كانت وراءه إسرائيل. كذلك ذكر دبلوماسيون أن الخلاف، الذي قال أحد المسؤولين إنه مستمر منذ أسابيع، في طريقه للحل لكنه أثار التوتر مع الغرب في ظل تأجيل المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي دون تحديد موعد لاستئنافها.
على صعيد منفصل، یعتبر الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي أكثر رؤساء إيران انسجاماً مع المرشد علي خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في نظام "ولاية الفقيه"، والذي لولا توصياته غير المباشرة لما وصل إلى كرسي الرئاسة، ومن المتوقع أن يرد رئيسي الجميل إلى خامنئي، عبر تحقيق أبرز 5 مهمات موكلة إليه بشكل غير رسمي، والتي تعد حيوية للنظام الإيراني.
أولاً: تسهيل عملية اختيار خليفة المرشد، إذ يبرز دور رئيسي بصفته صاحب أعلى سلطة بعد المرشد لإنجاز مهمة اختيار خليفة للأخير، حيث يتيح الدستور تشكيل لجنة يرأسها رئيس البلاد، في حال عجز المرشد عن إتمام المهمة لوفاته أو أي سبب آخر.. ويأتي ذلك، وسط تكهنات ترشح مجتبى خامنئي نجل المرشد الحالي للمنصب، أو إبراهيم رئيسي نفسه، وفي كلا الحالتين سيكون دور رئيس الجمهورية حاسماً من خلال اللجنة؛ ثانياً: المزيد من التنسيق مع الحرس الثوري، إذ يتوقع مراقبون أن يكون رئيسي من أشد الرؤساء تنسيقاً مع الحرس الثوري على مختلف الأصعدة، خصوصاً أنه حظي بدعم منقطع النظر من قبل أذرعه الإعلامية في الانتخابات الأخيرة؛ ثالثاً: سياسة خارجية منسجمة مع توجهات المرشد، وهنا لا بد من التذكير بملف التسجيل الصوتي الذي سرب في 25 من أبريل الماضي، لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، والذي كشف عمق الهوة بين وزارة الخارجية والحرس الثوري، كما أثبت أن السلطة التنفيذية ليست صاحبة الكلمة الأولى في إدارة وزارة سيادية مثل الخارجية، لذا فإن أحد أوجه التنسيق والانسجام الذي يبحث عنه المرشد يتمثل في إنهاء هذه الثنائية لصالح الأجهزة المقربة منه وبواسطة رئيس ينفذ أوامره بشكل دقيق؛ رابعا: البرلمان، حيث تعتبر العلاقة مع البرلمان من المهام المناط تدويرها للرئيس الجديد، لا سيما وأن تلك العلاقة شهدت توترا في السابق بين مجلس الشورى وحكومة حسن روحاني. لا سيما بعد أن فاز المتشددون في الانتخابات البرلمانية في فبراير 2020، جراء حسم مجلس صيانة الدستور معظم مرشحي الإصلاحيين والمعتدلين. وقد أتى دعم المرشح المتشدد (رئيسي) في حينه ضمن مخطط يهدف كذلك بشكل أساسي لإحداث انسجام أكبر بين السلطتين التنفيذية، ممثلة بالرئيس، والتشريعية ممثلة برئيس البرلمان وأحد جنرالات الحرس الثوري البارزين، محمد باقر قاليباف؛ أما المهمة الخامسة والأخيرة، فتهدف إلى التأكد من أن أي احتجاجات مقبلة لن ترى النور بل ستقمع كما سابقاتها. وهنا تجدر الإشارة إلى أن إبراهيم رئيسي بدأ تاريخه مع قمع المناوئين للنظام من خلال "اللجنة الرباعية" التي أطلق عليها اسم "لجنة الموت"، كما اتهم بإعدام الآلاف من السجناء السياسيين في صيف 1988. لذا من المتوقع أن يتصدى لأي احتجاجات محتملة قد تقع على شاكلة تلك التي اندلعت في عامي 2018 و2019 وعمت مختلف المدن الإيرانية.
أعلنت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، عن تلقي السودان من الكونغو مقترح اتفاق مرحلي لتعبئة سد النهضة تدعمه الأمم المتحدة وأمريكا، وأشارت الصادق المهدي إلى قبول بلادها بشروط مبدأ الاتفاق المرحلي بشأن سد النهضة، وقالت إن بلادها اشترطت أن تكون مدة الاتفاق المرحلي 6 أشهر ويكون توافقيا وبضمانات دولية. وأفاد بيان لمسؤول سوداني أن السودان قبل باتفاق جزئي طرحه الاتحاد الإفريقي ولابد من توفر أربعة شروط هي، توقيع الاتفاق في غضون أربعة أشهر؛ أن يكون الاتفاق مبنيا على ما تم الاتفاق عليه؛ تبني الاتفاق من قبل الاتحاد الإفريقي والدول الأخرى المنخرطة في الموضوع؛ وجود ضمانات من المجتمع الدولي. وتابع المسؤول السوداني أن الخرطوم قد استلم نسخة من الاتفاق الجزئي لكن الإثيوبيين وافقوا على شرط واحد فقط من شروط السودان الأربعة.
في السياق، أصدر المتحدث باسم فريق السودان لمفاوضات سد النهضة عمر الفاروق سيد كامل بيانا، علق فيه على خطاب وزير الخارجية الإثيوبي إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، ووصف المتحدث أن الخطاب المشار إليه الخاص بإثيوبيا لم ينقل بشكل أمين وشفاف الوضع الراهن لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي، وما شاب مسيرتها من بطء وعطب على خلفية قصور منهجيتها وعدم فعاليتها في الوصول إلى النتائج المنطقية والموضوعية لعملية التفاوض طيلة السنوات العشر الماضية، لإنجاز اتفاقية ملزمة لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة بصورة تحفظ مصالح الأطراف الثلاثة. كما شدد على أن البلدان الثلاثة بحاجة ماسة إلى التوصل لاتفاق ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، قبل تنفيذ الملء الثاني للسد، والذي سيحدث أضرارا كبيرة على السودان، ويشكل تهديدا مباشرا لملايين السودانين على ضفاف النيل الأزرق بما فيها سكان مدن أواسط السودان، وهو أمر يتنافى مع روح التعاون بين بلدان متشاطئة تتقاسم مجرى مائيا دوليا، ويشكل خرقاً جوهرياً للالتزامات القانونية الدولية لإثيوبيا، كما يخالف ما تم الاتفاق عليه بين الدول الثلاث في اٍعلان المبادئ.
في وقت يتصاعد فيه الحديث الأميركي عن مواجهة النفود الصيني المتنامي حول العالم، بدأت الصين في تشييد منشآت إطلاق الصواريخ النووية أو ما يعرف بـ"صوامع الصواريخ" في قلب الصحراء الصينية، شمال غربي البلاد. وقد رصدت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية بناء المحطات الجديدة قرب مدينة يومين، في حين حصل باحثون في مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في كاليفورنيا على صور تظهر بناء هذه المنشآت من أقمار اصطناعية تجارية، وتظهر الصور أن عمليات البناء هناك تجري على قدم وساق.
عدد "الصوامع" الجديدة يصل إلى 119 على الأقل، ويقول الخبراء إنها تشبه منشآت إطلاق الصواريخ البالستية والنووية، التي قامت الصين بتشييدها في الماضي، ورغم الاعتقاد السائد بأن الصين تمتلك مخزونا نوويا محدودا، إلا أن مسؤولين في المخابرات الأميركية حذروا من التوسع الصيني في إنتاج هذه الأسلحة. وكانت الولايات المتحدة استعانت بهذا التكتيك في الحرب الباردة ، حيث نقلت صواريخها الباليستية العابرة للقارات بين الصوامع لضمان أن السوفييت لن يعرفوا مواقع هذه الصواريخ يالضبط.
إلى ذلك، صرح الباحث في معهد جيمس مارتن، جيفري لويس، إن البناء يشير إلى أن الصين تهدف إلى تعزيز مصداقية رادعها النووي، واعتبر أن الصين تريد زيادة قدراتها النووية جزئيا للحفاظ على الرد في وجه الضربة الأميركية الأولى، بما يمكنها من توجيه ضربة انتقامية تتفادى الدفاعات الصاروخية الأميركية، وأضاف إن "الصوامع" تهدف إلى حمل الصواريخ البالستية المعروفة "دي إف- 41"، التي بوسعها حمل روؤس نووية إلى مسافة تصل إلى 15 ألف كيلومتر، مما يعني أن البر الأميركي الرئيسي في مرمى الصواريخ.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
28 حزيران 2021
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة : أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان قربان، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جان قلام، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبود، خليل طوبيا، رالف غضبان، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، شربل عازار، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فضيل حمّود، فتحي اليافي، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، مياد صالح حيدر، نبيل يزبك، ندى صالح عنيد وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي:
أولاً- أنهى أمين عام حزب الله في خطابه الأخير، يوم الجمعة الماضي 25 حزيران الجاري، ما تبقى من مفهوم الدولة. إذ أنه قدم محاولة قديمة - جديدة في نسف الدستور والقانون. فقد اعتبر بحكم ارتباطه بإيران انه يقادر على تأمين احتياجات لبنان واللبنانيين بمعزلٍ عن الدولة، ودعا فريقاً آخر، اتهمه بارتباطه بدول الخليج والولايات المتحدة الاميركية، إلى استعمال هذه "الروابط" لجلب ما يمكن أن يفيد اللبنانيين وكأن في لبنان جماعات منفصلةٍ الواحدة عن الأخرى وكلٌ منها لديها قوةً إقليمية تستقوي بها في صراعها الداخلي ضد الفريق الآخر. إن هذا المفهوم ينسف الجمهورية اللبنانية القائمة على دستور واحد سلطة واحدة تؤمن الحقوق للمواطنين كافة من دون تمييز. وقد حصل هذا الانقلاب الذي يقوم به حزب الله تحت أعين وصمت كلٍّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف ورئيس الحكومة المستقيل ورئيس مجلس النواب وكل السادة النواب وأحزابهم، إذ لم يتجرأ أحد على مواجهة هذا المنطق التدميري.
لقد ردّ اللبنانيون على هذا الانقلاب في نقابة المهندسين البارحة.
إن "لقاء سيدة الجبل" لطالما حذّر من أن الإحتلال الإيراني للبنان يقوّض الدولة اللبنانية ومؤسساتها وينهي الجمهورية بمفهومها الديموقراطي. أن حكم لبنان من قبل حزب الله على قاعدة "مشيخة الصلح" وقوة السلاح ينسفان منطق قيام الدولة. وهنا يجدّد "اللقاء" دعوته جميع اللبنانيين لتنظيم صفوفهم في مقاومة مدنية سلمية لرفع الإحتلال عن لبنان واستعادة السيادة والإستقلال والقرار الحر وبناء دولة مخولة وحدها تأمين الخدمات كافة من ماء وكهرباء ومشتقات نفطية ودواء وجامعة ومستشفى. لهذا فإن المنطق الذي يحاول حزب الله من خلاله حكم لبنان هو عقيم وباطل، وما بُني على باطل فهو باطل.
ثانياً- تكلم وزراء خارجية الدول الكبرى في ختام القمة الاوروبية عن خطر زوال لبنان.
هذا كلام خطير .
لأنه يتزامن مع إمعان حزب الله بضرب قطاعات ومؤسسات الدولة اللبنانية الحيوية الواحد تلو الآخر. لذا يؤكّد "لقاء سيدة الجبل" أنه في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها المنطقة ويعيشها لبنان لا خلاص بـ "لبنانٍ أصغر" أو بلبنان فيدرالي أو بإنشاء إدارات سياسية لكل طائفة على حدى. الخلاص الوحيد هو بالعودة إلى الأصول، أي إلى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية واستدعاء انتباه العالم وحشد أصدقاء لبنان لتنفيذ القرارات 1559، 1680، 1701 و1757.
وفي هذا السياق، يحيي "اللقاء" مجمع السينودس للروم الملكيين الكاثوليك، الذي أكّد على رفض تقسيم لبنان وعلى نهائية الكيان كما أكد السينودس على وثيقة الوفاق الوطني التي أقرّت في الطائف.
2*) حركة أمل
28 حزيران 2021
عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الأعضاء. وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبعد الإجتماع صدر البيان الاتي :
"أعتبر المكتب السياسي لحركة "أمل" أن البلد يكاد يصل إلى نقطة اللاعودة مع استمرار المراوحة والمكابرة السياسية التي تعطل تشكيل حكومة مبنية على مبادرة دولة الرئيس الأخ نبيه بري المطروحة للحل، في الوقت الذي يجوع فيه المواطن ويتجرع كأس الذل للحصول على احتياجاته الأساسية مما يهدد بانفجار الأمن الاجتماعي في ظل غياب المعالجات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية، وعدم وضع حلول للأزمات المتوالدة من بعضها البعض، والتي يتعاطى معها المسؤولون من باب رفع العتب بدلا من طرح خطط أساسية تكون بوابة الخروج من الازمة والاتجاه إلى رفع المعاناة عن اللبنانيين.
يذكر المكتب السياسي لحركة "أمل" باعتصام الامام القائد السيد موسى الصدر الذي كان صرخة في برية الوطن للمطالبة بحقوق الناس ومخاطبة العقل اللبناني والضمير والوجدان، خصوصا أن الوضع الحالي الذي تجاوز كل الخطوط الحمر يستوجب أقله إدارة الاختلاف بين الاطراف السياسية لمنع "المافيات المتحورة"، والاحتكار في المحروقات والدواء والغذاء، من إستغلال وجع الناس وزيادة الجشع والربحية بانتظار ارتفاع سعر صرف الدولار بدلا من العودة إلى الضمائر الوطنية والانسانية والمساهمة في التخفيف عن المواطن اقله في المواد الاساسية.
إن التعبير عن وجع الناس بالنزول إلى الشارع، يجب ألا يتسبب بمزيد من التعطيل بقطع الطرق وزيادة ازمات المواطنين، حيث لم يعد مجديا التفرج على انهيار البلد وضياعه وفلتان امنه وإستقراره وسلمه الأهلي، بل المطلوب التحرك الفوري والعمل الجدي لمنع الارتطام الكبير الذي سيودي بالجميع إلى هاوية لا قرار لها.
من هنا الدعوة إلى الكف عن المهاترات والمعارك الوهمية وبيانات تحويل الانظار عن المشكلة الاساسية المتمثلة بتعطيل كل الحلول ومحاولة ابتكار بدائل غير دستورية لا يمكن أن تنقذ الوطن، والمطلوب في ظل تعطيل السلطة السياسية دعوة الكتل النيابية للإسراع بإقرار القوانين المتعلقة بحياة الناس ومعيشتهم لا سيما البطاقة التمويلية.
كما اعتبر المكتب السياسي لحركة أمل أن حملات التحريض الاسرائيلية المبرمجة تستهدف توهين الموقف الفلسطيني الذي تجلّت وحدته في المواجهة على كامل الاراضي الفلسطينية ضد القمع والإرهاب الإسرائيلي المنظم، ومحاولة فرض حلول وصيغ لا تتوافق مع تطلعات الشعب الفلسطيني وآماله".
3*) الكتائب
29 حزيران 2021
عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل وبعد التداول أصدر المجتمعون بيانا هنأوا فيه "مهندسات ومهندسي لبنان على النهج التغييري الذي اختاروه لنقابتهم، وهم بذلك أطلقوا نيابة عن جميع اللبنانيين صرخة مدوية في وجه منظومة التسوية، وخطوا الخطوة الأولى على طريق تحرير لبنان من الأسر الذي فرض على البلد، واثبتوا ان اللبنانيين لن يمهلوا ولن يهملوا بعد اليوم بل هم شعب نابض يعرف متى يحاسب وكيف".
ورأى المكتب السياسي ان "انتخابات نقابة المهندسين هي نموذج يبنى عليه، ويؤكد على ضرورة رص الصفوف المعارضة وتوحيد الكلمة والمشروع خدمة لمصلحة لبنان الذي بات يحتاج الى ورشة جدية يقودها تغييريون وطنيون لا تحركهم سوى مصلحة البلد واهله وليس حفنة من الكراسي والمصالح الشخصية والحزبية والفئوية".
وحذر من "الوقوع في فخ الأكاذيب والأخبار المضللة وتحريك العصبيات الطائفية والمذهبية، التي بدأت السلطة بممارسته في محاولة مكشوفة ويائسة لدق اسفين بين مكونات المعارضة لقطع الطريق على اي امل بالتغيير".
اضاف: "وامام المشهد العام المستمر في التدهور، لا تجد منظومة الانهيار امامها سوى اللجوء الى المزيد من الخطوات "الترقيعية" التي تتراوح بين استدعاء المجلس الأعلى للدفاع لقمع صوت الناس او مجلس نواب عقيم لاقرار بطاقة تمويلية انتخابية تبخرت مفاعيلها ، بعدما حلق الدولار ومد اليد الى الاحتياطي الالزامي لرفع سعر المحروقات الى مستويات تكسر ظهر اللبنانيين، فيما المهاترات ما زالت تدور حول حقوق الطوائف وصلاحيات الرئاسات في اكبر مهزلة نعيشها".
ورفض الحزب "الإستمرار في قمع الحريات الذي يمارس بالطرق البوليسية المعهودة لكم الأفواه واسكات الأصوات المعارضة عبر استدعاءات معيبة، وآخرها استدعاء العلامة علي الأمين، وقد بدأت عمليات الترهيب تتمدد في اتجاه الأجانب عبر احتجاز صحافيين، بريطاني والمانية في منطقة نفوذ حزب الله، في خطوة تنذر بجر المزيد من العزلة على لبنان واللبنانيين".
وحذر من "الإستمرار بتجاوزات كهذه لأن الكيل سيطفح قريبا وسيطيح معه كل المتعدين على كرامات الناس وحريتهم، فكفى تصرفات ميليشياوية".
ورأى المكتب السياسي في "استمرار استخدام لبنان معبرا لتصدير المخدرات رسالة غاية في السلبية تضعه في دائرة الشبهات والدول غير المرغوب في التعامل الاقتصادي معها، ما يحرم الاقتصاد اللبناني وقطاعاته المنتجة والعاملين فيها، مصدرا اساسيا للدخل في اقصى الظروف التي يمر فيها".
4*) تكتل التيار العوني
29 حزيران 2021
أعلن "تكتل لبنان القوي" في بيان، أنه "ناقش خلال اجتماعه الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، جدول الجلسة التشريعية واتخذ في شأنها القرارات المناسبة، ومنها ما يتصل بقانون البطاقة التمويلية لدعم الناس في حاجاتهم المعيشية والقوانين الإصلاحية، ومن بينها قانون الشراء العام"، آملا أن "يثابر مجلس النواب على العمل التشريعي لإقرار كل القوانين الإصلاحية والمتصلة بمكافحة الفساد:.
وسأل "حاكمية المصرف المركزي لماذا لا يتم التزام تسجيل كل عمليات البيع والشراء حصرا على المنصة"، داعيا "الأجهزة القضائية والأمنية إلى تطبيق القوانين المرعية لتوقيف كل مخالف ومعاقبته".
كما سأل: "لماذا لا يكون السعر متحركا وفقا لقاعدة العرض والطلب؟ ولماذا لا يتم العمل بالمنصة وفقا لدوام محدد؟ إذ من غير المقبول أن يتم التداول بسعر متحرك للدولار خارج ساعات العمل، كأن يرتفع سعر الدولار مثلا 1500 ليرة في يوم واحد في عطلة نهاية الأسبوع"، معتبرا أن "عدم احترام هذه القواعد يفرغ المنصة من وظيفتها الحقيقية ويجعلها صورية خلافا للأهداف التي تأسست لأجلها"، محملا "المصرف المركزي والمعنيين من جهات قضائية وأمنية مسؤولية التلاعب بسعر الليرة بشكل يثير الشبهات".
ورأى أنه "مهما بلغت الإجراءات المالية والإدارية المتخذة لتوفير المواد النفطية والأساسية للبنانيين، فإنها تبقى ناقصة اذا لم تتحمل القوى الأمنية مسؤولياتها وتضبط الحدود البرية والمرافئ والمطار للحد من نسبة التهريب، خصوصا أن عمليات التهريب مفضوحة ويتولاها أشخاص معروفون، من بينهم من يتولى مسؤوليات سياسية وأمنية، وهي تتم على معابر مكشوفة بما يتسبب بهدر للمال العام واحتياط لبنان من العملات الصعبة".
وأشار إلى أنه "ينتظر عودة رئيس الحكومة المكلف من السفر لكي يقوم بواجباته الدستورية ويبادر إلى التشاور مع رئيس الجمهورية، وفقا للأصول بغية إخراج حكومة فاعلة تتولى تنفيذ البرنامج الإصلاحي الذي بات معروفا من الجميع".
وأيد "كل حوار وتلاق بين اللبنانيين يعزز الاستقرار والتضامن"، لافتا إلى أنه "في هذا الإطار، ينظر إيجابا إلى اللقاء الذي جمع القيادات الدرزية في خلدة"، داعيا إلى "حوار وطني لمواجهة التحديات ورسم رؤية جامعة للخروج من الانهيار الحاصل في البلاد".
5*) الوطنيون الاحرار
30 حزيران 2021
عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة كميل دوري شمعون، ورأى المجتمعون في بيان، أن ثمة "حركة ممنهجة لضرب الأمن والاستقرار في البلد، لذا نطلب من الجيش والقوى الأمنية استلام زمام الأمور لحماية المواطنين وما تبقى من مقتنياتهم".
وشجبوا "التفلت الأمني في طرابلس والاعتداء على الجيش والقوى الأمنية... وتحرك أبناء طرابلس على الأرض الرافضين للظلم والجوع"، ما اعتبروه مؤشرا "إلى بداية انهيار الهيكل على رأس المنظومة الفاسدة وبالتالي، الإنهيار العام للدولة"، سائلين "حماية المواطنين الثائرين السلميين العزل".
وتوجه المجتمعون بالتهنئة إلى "الفائزين في انتخابات نقابة المهندسين مع التمنيات بمتابعة مسيرة التغيير ضمن رؤية سياسية مشتركة وواضحة".
وختم البيان: "نترقب نتائج اجتماع البطاركة في الفاتيكان، بما له من اهمية تجاه دعم لبنان وحياده".
6*) عظة الاحد
4 تموز 2021
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطران بيتر كرم والقيم البطريركي في الديمان الاب
طوني الآغا، وشارك فيه عدد من الآباء. حضر القداس جماعة من الراهبات وعدد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "الحصاد كثير والفعلة قليلون" (لو 10: 2)، قال فيها: "الكنيسة، برعاتها وجماعة المؤمنين والمؤمنات بالمسيح، مرسلة إلى العالم، وهي في حالة إرسال دائم لتعلن سر يسوع المسيح، بحيث يتمكن كل إنسان من معرفته، واللقاء به لقاء شخصيا وجدانيا. وهي بالتالي رسالة سلام، فالمسيح أمير السلام بحسب أشعيا النبي، والمسيح سلامنا بحسب بولس الرسول (أفسس 2: 14)، وبمعرفته ننال السلام بحسب بطرس هامة الرسل (2 بطرس 1: 2)".
وقال: "إذ تنفتح أمام الكنيسة مساحات واسعة في العالم من مثل: الحياة الإجتماعية، والتربية والإقتصاد، والسياسة، والإدارة، وعالم القضاء، والإعلام وتقنياته، قال الرب يسوع لهؤلاء الذين يرسلهم من جيل إلى جيل: الحصاد كثير والفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده (لو 10: 2). أجل، نحن نصلي اليوم من أجل إرسال مثل هؤلاء الفعلة أساقفة، وكهنة ورهبانا وراهبات ومؤمنين ومؤمنات ملتزمين، فيعملوا على متابعة الرسالة، حاملين إنجيل الملكوت إلى هذه المساحات، فتنطبع بثقافة الإنجيل. يسعدني أن نلتقي معا ونحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية، بعد العودة من روما حيث مع أصحاب الغبطة البطاركة والسادة الأساقفة، رؤساء الكنائس في لبنان، شاركنا قداسة البابا فرنسيس في يوم التفكير بشأن لبنان، والصلاة من أجل السلام فيه. نشكر الله في هذه الذبيحة الإلهية على ذاك اليوم الغني بالخير والنعم، ونصلي كي يحقق الله أمنيات قداسته بشأن لبنان، وكي يمكننا من تحقيق برنامج العمل الذي رسمه لنا في كلمته التي ختم بها الصلاة المسكونية في بازيليك القديس بطرس، وشارك فيها العالم عبر الوسائل الإعلامية".
وتابع: "إنجيل اليوم يذكر المسيحيين بأنهم يشاركون، بحكم معموديتهم والميرون، في وظيفة يسوع المسيح المثلثة: النبوية والكهنوتية والملوكية. الوظيفة النبوية توجب عليهم معرفة المسيح والانجيل وتعليم الكنيسة، واتخاذ مواقف إيمانية، وطبع الشؤون الزمنية بالقيم الروحية والخلقية. والوظيفة الكهنوتية تحملهم على المشاركة في سر القربان والأعمال الليتوجية المقدسة، وعلى الصلاة والعبادة، فيجعلون من أعمالهم وتضحياتهم وأفراحهم وأحزانهم قرابين روحية، يضمونها إلى قربان المسيح في قداس الأحد. والوظيفة الملوكية تفتح قلوبهم لمحبة المسيح المسكوبة بالروح القدس من أجل انتصار النعمة على الخطيئة، والخير على الشر، ويعملون جاهدين على محاربة الظلم والعداوة والنزاعات بإحلال العدالة والأخوة والسلام. الصلاة التي يدعونا إليها المسيح لإلتماس الفعلة لحصاده، تجد صداها في صلاتنا مع قداسة البابا في الفاتيكان، الخميس الماضي. الصلاة أساس أي حل لأن لبنان هو أصلا مشروع لقاء مع الله، ومأساته الحالية تعصى على الحلول العادية. حين كان البابا فرنسيس يتكلم، شعرنا أن حل القضية اللبنانية بمتناول اليد، وأن قوة من الأعالي دخلت علينا لتشفي بلدنا. فالصلاة ليست طريق الإنسان إلى الله فقط، بل هي طريقه إلى الآخر. ومتى حصل اللقاء بالآخر يكون الحل".
وتوجه الى اللبنانيين، قائلا: "تعالوا، نلتقي من جديد، ونرمي جميع خلافاتنا العبثية وراءنا، ونمشي في النور نحو المستقبل؛ وسيكون لنا مستقبل عظيم. لقد دعانا البابا فرنسيس إلى الإيمان والرجاء والمحبة والندامة والغفران. نحن، نفتقد هذه القيم الروحية والإنسانية مثلما نفتقد الخبز والغذاء والدواء. لأن فيها نجد الحل والخلاص، ونجد خبز الحياة. كم كان قداسته متأثرا ومؤثرا، وهو يقول: يدفعنا القلق الشديد على لبنان، الذي أحمله في قلبي وأرغب في زيارته، إذ أراه يترك رهينة الأقدار أو رهينة الذين يسعون بدون رادع ضمير وراء مصالحهم الخاصة. لبنان بلد صغير كبير، وهو أكثر من ذلك: هو رسالة عالمية، رسالة سلام وأخوة ترتفع من الشرق الأوسط.
أما نحن فكان كل لبناني حاضرا معنا. ما نطقنا بكلمة ولا أدلينا برأي إلا وأخذنا في الاعتبار مصلحة جميع اللبنانيين. لقد صار واضحا أن مسار حل القضية اللبنانية، ومصير الوطن الرسالة، يمر حتما بلقاء اللبنانيين على وحدة دولة لبنان في ظل الديمقراطية والتعددية واللامركزية والحياد الإيجابي الناشط ووحدة القرار الوطني والانتماء العربي وتنفيذ جميع القرارات الدولية. وصار واضحا مدى حاجة لبنان في ظل هذا التمزق والانهيار إلى مساعدة الأشقاء والأصدقاء عبر مؤتمر دولي يخرج لبنان من أزمته المصيرية. لقد وجه قداسة البابا فرنسيس نداءات بصيغة الواجب، بالتوالي: إلى كل من بيده السلطة: أن يضع نفسه نهائيا وبشكل قاطع في خدمة السلام، لا في خدمة مصالحه الخاصة. كفى أن يبحث عدد قليل من الناس عن منفعة أنانية على حساب الكثيرين! كفى أن تسيطر أنصاف الحقائق على آمال الناس!. كفى استخدام لبنان والشرق الأوسط لمصالح ومكاسب خارجية! يجب إعطاء اللبنانيين الفرصة ليكونوا بناة مستقبل أفضل، على أرضهم وبدون تدخلات لا تجوز. ودعا القادة السياسيين لإيجاد حلول عاجلة ومستقرة للأزمة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية الحالية".
وتابع: "تميزتم على مر القرون، حتى في أصعب اللحظات، بروح المبادرات والاجتهاد. أرزكم العالي، رمز بلدكم، يذكر بغنى وازدهار تاريخكم الفريد. ويذكر أيضا أن أغصانه العالية تنطلق من جذور عميقة. تأصلوا في جذور أجدادكم، وأحلام السلام. فلا تيأسوا، ولا تفقدوا روحكم، ابحثوا في جذور تاريخكم عن الرجاء، لتزهروا وتزدهروا من جديد".
وإلى المسيحيين: "معكم، نريد اليوم أن نجدد التزامنا بناء مستقبل معا، لأن المستقبل سيكون سلميا فقط إذا كان مشتركا. لا يمكن أن تقوم العلاقات بين الناس على السعي وراء المصالح والامتيازات والمكاسب الخاصة للبعض. لا، إن الرؤية المسيحية للمجتمع تحمل على الاقتداء بعمل الله في العالم. فهو أب ويريد الوئام بين الأبناء. نحن مدعوون لأن نكون زارعي سلام وصانعي أخوة، وألا نعيش على أحقاد الماضي والتحسر، وألا نهرب من مسؤوليات الحاضر، وأن ننمي نظرة رجاء في المستقبل. نحن نؤمن أن الله يدلنا على طريق واحد فقط في مسيرتنا: هو طريق السلام. لهذا نؤكد لإخوتنا وأخواتنا المسلمين ومن الديانات الأخرى الانفتاح والاستعداد للتعاون لبناء الأخوة وتعزيز السلام. ليس في السلام غالبون ومغلوبون، بل إخوة وأخوات، يسيرون من الصراع إلى الوحدة، رغم سوء التفاهم وجراح الماضي. وبهذا المعنى، أتمنى أن تنجم عن هذا اليوم مبادرات عملية في إطار الحوار والالتزام والتضامن".
وتوجه الى الشباب قائلا: "أذكركم بكلام الشاعر جبران خليل جبران: "وراء ستار الليل الأسود هناك فجر ينتظرنا. فأنتم مصابيح تضيء في هذه الساعة المظلمة. ليضئ على وجوهكم أمل المستقبل. إن ولادة لبنان تكون على يدكم. لننظر إلى آمال وأحلام الشباب. ولننظر إلى الأطفال: عيونهم مشعة، ولكنها مليئة بالدموع، وتهز الضمائر وتصحح المقاصد".
وإلى النساء: "تتبادر إلى ذهني أولا سيدتنا مريم العذراء والدة الجميع، التي تعانق بنظراتها، من تلة حريصا، كل الوافدين إلى لبنان من البحر الأبيض المتوسط. يداها مفتوحتان نحو البحر ونحو العاصمة بيروت لتستقبل آمال الجميع. النساء هن والدات الحياة والأمل للجميع، يجب أن يحظين بالاحترام والتقدير والمشاركة في صنع القرار في لبنان".
وإلى المسنين: "فليعطونا معنى التاريخ، وليعطونا القيم الأساسية من أجل المضي قدما. إن لديهم الرغبة في أن يحلموا: فلنصغ إليهم، حتى تتحول أحلامهم فينا إلى نبوءة".
وإلى اللبنانيين المنتشرين: "ضعوا أفضل الطاقات والموارد المتوافرة لديكم في خدمة وطنكم".
وأخيرا إلى أعضاء المجتمع الدولي: "وفروا بجهد مشترك، للبنان الظروف المناسبة حتى لا يغرق، بل ينطلق في حياة جديدة. سيكون ذلك خيرا للجميع".
وختم الراعي: "إن كلمة قداسة البابا فرنسيس في ختام يوم التفكير بشأن لبنان، والصلاة من أجل السلام فيه، ونداءاته تشكل لنا جميعا خريطة الطريق للخروج من مختلف الأزمات التي نعاني منها. أعاننا الله بنعمته على السير بها، لمجده تعالى وخلاص لبنان وخير جميع اللبنانيين. فله الشكر والتسبيح: الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".