رقم 68/2021
تقرير دولي 16-22/آب /2021
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
انتهى الاسبوع مجددا دون تحقيق أي تقدّم ملموس في ملف تشكيل الحكومة في بيروت، بالرغم من التصريحات المتفائلة التي أطلقها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مع بداية الاسبوع.
كما أن الازمة المعيشية التي يعاني منها اللبنانييون لم تتراجع، بل على العكس، تستمر بالتفاقم مع استمرار المسؤولين عن القطاعات كافة التعامل بطريقة يمكن اعتبارها "تآمرية" على المواطن.
من جهة أخرى بدأ حزب الله عملية تصعيد بالتوازي، مع إعلان أمينه العام هذا الاسبوع عن بدء استيراد المشتقات النفطية من ايران في خطوة اعتُبِرت تهديداً جديداً للبنان يمكن أن يعرّضه للعقوبات الاميركية، ناهيك عن تهديد حسن نصرالله الاميركيين والاسرائيليين بان أي تعرّض للباخرة يعتبر اعتداءاً على "الاراضي اللبنانية"!
وفي هذه الأزمة بالذات، وبعد اجتماعٍ دعا إليه الرئيس عون لمعالجة أزمة المحروقات، أقرتّ السلطة التنفيذية مجدداً خطة دعم للمحروقات سوف تتحمل فيها الخسارة في فارق سعر الدولار (بين السعر المتّخذ 8000ل.ل. للدولار في حين سعر السوق 19.000ل.ل.)، ما يعني عجزاً إضافياً في خزينة الدولة لتأمين المحروقات لمدة شهرٍ واحد لا أكثر!
وبدل تسهيل عملية تشكيل الحكومة التي ينتظرها المجتمعين الدولي والعربي قبل اللبناني، يستمر حزب الله بالتعطيل بواسطة الحليف الأول- رئيس الجمهورية ومن خلفه "الصهر" النائب جبران باسيل- بطرحه الشروط غير القابلة للتنفيذ لإطالة الأزمة، ولأجل تأمين مصالح خاصة لكل فريق.
وتبقى الأزمات من دون حلول والتحقيقات في انفجار مرفأ بيروت وانفجار "التليل" في عكار الاسبوع الماضي من دون إجابات، وتستمر عملية نزيف الطاقات في كل القطاعات من خلال الهجرة التي لم يعد المواطن يجد حلاً إلا من خلالها.
وفيما تستمر الجهات الدولية بمطالبتها القيادات السياسية بتذليل العقبات امام تشكيل حكومة إصلاح وإنقاذ للبنان، يستمر البطريرك الراعي بتجديد مطالبته بعقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة لمساعدة لبنان على تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني "بنصها وروحها" ومساعدته على تنفيذ القرارات الدولية التي لم تنفّذ لغاية اليوم.
وهنا، تقف أسرة تحرير التقرير إلى جانب البطريرك في مطالبته لتضيف، أن المخرج الوحيد من هذا النفق الأسود يكون فقط بتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وبتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بلبنان وتحديداً الـ1559، 1680 و1701، لأنه من الواضح أن الطبقة السياسية الحاكمة ليست بوارد إيجاد حلول للأزمات التي أوصلت البلاد إليها والتي من خلالها تستمر بتقويض هذه الدولة التي تخطى عمرها المئة عام، والتي ولدت على أسس المواطنة وليس الطائفية.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في ظل تصاعد المطالبات باستقالة رئيس الجمهورية، أعلن الرئيس انهم بصدد تشكيل حكومة خلال أيام إن شاء الله، وأعرب عن أمله في أن يتوصلوا الى الحد من الأزمة من خلال تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل! ومؤكدا أن رئيس الجمهورية، "رغم ما خسره من صلاحيات"، إلا انه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلف، وله ان يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية!! وشدد على أن نضالهم مستمر من أجل إعادة بناء هذا البلد، رغم كل الصعاب والمواجهات التي تعترضهم وحملات التضليل والشائعات!! كذلك أنه لن يستقيل وسيقوم بواجباته حتى النهاية ولن يهزه أحد إن في موقعه أو في حرصه على مواصلة محاربة الفساد. كلام الرئيس عون جاء خلال لقائه قبل ظهر الاثنين في قصر بعبدا، وفد "المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان في فرنسا".
وبعد ظهر الاثنين استقبل الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وبعد اللقاء قال ميقاتي للصحفيين، أنهم يحاولون حل موضوع الحكومة بطريقة تلائم الجميع، وأن تكون حكومة قادرة على مواجهة الواقع الحالي في لبنان. وأنهم جميعا يعلمون ما هي الصعوبات، كما يعلمون أنه يجب أن يكونوا جميعا يدا واحدة، وهذا ما يريده، وأن تتضافر الجهود قدر المستطاع لان يقوموا في هذه الحكومة، بالواجبات والمسؤوليات الكبيرة التي تنتظرنهم. وأضاف أنه حصل اليوم حديث بالعمق، وسيكون لهما لقاءات أخرى هذا الأسبوع، وان شاء الله، كما سبق وقال في احدى المرات: "نحكم على الأمور بخواتيمها".
من جهة أخرى، أطل أمين عام حزب الله على اللبنانيين في كلمة متلفزة، يوم الخميس، في آخر أيام عاشوراء ليبشّرهم بأن سفينة محملة بالوقود ستبحر من إيران صوب لبنان خلال الساعات المقبلة، وأضاف أنه ستتبع هذه السفينة سفن أخرى وأن المسألة ليست مسألة سفينة واحدة. واعتبر نصرالله أنه منذ اللحظة الأولى التي ستبحر فيها السفينة الايرانية ستُعتبر أرضا لبنانية، محذراً الاميركيين وغيرهم! وقال نصرالله أنهم قوم يرفضون أن يُذلّ شعبهم.. ولا يخطئن أحد أن يدخل في تحد معهم لأن الأمر بات مرتبطاً بعزة شعبهم وهم يرفضون أن يُذل هذا الشعب!! وتوجه بالشكر والتقدير الى الإمام الخامنئي والرئيس الإيراني لوقوفهم الدائم الى جانب لبنان! واستطرد نصرالله قائلا انه رغم الحصار والعقوبات على إيران والضغوط عليها فهي لم تتخلّ يوما عن حلفائها ولم تخذل أصدقاءها، وأن اليد المقطوعة للشهيد قاسم سليماني على أرض مطار العراق شاهدة على أن إيران لا تتخلى عن أصدقائها، ومؤكداً ان إيران على مدى 40 عاماً لم تتدخل في الشؤون اللبنانية وأن قراره هو بيديه.
في الموضوع الفلسطيني، أكّد نصرالله أن مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين تبقى في رأس أولوياته، مجدّدًا الدعوة للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع المحاصر والقدس وفي الشتات لاستعادة أرضه من النهر إلى البحر. وأشار إلى أن تعاون قوى المقاومة بالمنطقة إلى جانب المقاومة في فلسطين سيجعل أمل تحرير فلسطين عظيمًا، واصفًا الإدارات الأميركية المتعاقبة بـرأس الطغيان والظلم في العالم، مضيفاً أن العين في الأشهر المقبلة هي على الاحتلال الأميركي في العراق و سوريا، ومؤكداً أن الحشد الشعبي هو الضمانة في العراق وأنه على الأميركيين الانسحاب من سوريا.
وعن الأوضاع الداخلية في لبنان، وفي موضوع تشكيل الحكومة، قال أن هناك من يحاول تحميله وإيران مسؤولية التأخير بتشكيل الحكومة لكن الحقيقة أن دولاً كبرى تعرقل، وهو ينتظر نتائج اللقاءات بين عون وميقاتي لأنها المدخل إلى الحل. وحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية التهريب قائلاً، لو قامت الدولة بواجباتها في موضوع المحروقات ما كان اللبنانيون عاشوا الذّل الحالي ويجب سجن المحتكرين لوقف هذه الأزمة المصطنعة والشيء نفسه يجب أن يحصل في ملف الدواء، وكأنه ليس هو وحزبه المسيطر على المعابر الشرعية وغير الشرعية بين لبنان وسوريا. كما حدّد نصرالله أن ما يجري على لبنان هو حرب اقتصادية تخدم إسرائيل، وأن السفارة الأمريكية تدير الحرب الاقتصادية والإعلامية على لبنان وتقف وراء التحريض، وأنها في لبنان ليست تمثيلاً دبلوماسياً بل هي سفارة تواطؤ على الشعب اللبناني، وختم متوجهاً إلى اللبنانيين بقوله أنه من يعتمد على الأمريكيين وسفارتهم في بيروت أن يأخذوا تجربة أفغانستان بعين الاعتبار!! (ملحق رقم 4* - نص الكلمة)
على صعيد أزمة الكهرباء والطاقة، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الولايات المتحدة أبلغت الرئيس ميشال عون بوضعها خطة تشمل الأردن وسوريا ومصر لمساعدة بلده في احتواء أزمة الطاقة الكهربائية التي يعاني منها حاليا، وذكرت يوم الخميس أن الرئيس تلقى اتصالا هاتفيا من سفيرة الولايات المتحدة لدى بيروت، دوروثي شيا، أبلغته خلاله بـقرار الإدارة الأميركية بمساعدة لبنان في استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري. وأوضحت السفيرة الأمريكية، أن الخطة تقضي بتسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولا إلى شمال لبنان، مشيرة إلى أن المفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز.
من جانبه، أكد الأردن استعداده لتقديم كل الدعم الممكن للبنان وتزويده بالطاقة الكهربائية من الشبكة الأردنية وإيصال الغاز المصري عبر الأردن وسوريا إلى لبنان، ونقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي، يوم الخميس، أن مساعدة لبنان والشعب اللبناني كان في مقدمة المواضيع التي طرحها الملك عبدالله الثاني خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، وذلك ردا على سؤال حول إمكانية تزويد لبنان بالكهرباء من الأردن وبالغاز المصري عبر الأردن وسوريا، وأضافت أنه جرى بحث تلك المواضيع بشكل مكثف مع الأشقاء في لبنان وسوريا ومصر ومع الولايات المتحدة ومع شركائنا في المجتمع الدولي في الفترة الأخيرة، وأشارت إلى أن البحث مستمر في سبل تحقيق ذلك.
أما على الجانب السوري، فلا يزال الغموض يحيط بموقف الحكومة السورية من الموضوع مع بدأ تناقل معلومات عن رفض الجانب السوري العرض معللاً ذلك بعدم وجود اتفاقيات ثنائية بينه وبين الجانبين اللبناني والاميركي، وذلك مع استمرار تنفيذ قانون "ماغنيتسكي" والعقوبات الاميركية على سوريا.
من جانب آخر، وفي سياق الأزمة الداخلية، أسفت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، في بيان يوم الجمعة، بشدة، لسقوط عدد من الضحايا والمصابين جراء انفجار صهريج وقود في شمال لبنان في 15 آب، لافتة الى أن هذا الحادث المأساوي وقع في سياق أزمة النقص الحاد في المحروقات التي تؤثر على لبنان وتلقي بتداعيات خطيرة على توفير الخدمات الأساسية بما في ذلك الكهرباء، والصحة العامة، وإمدادات المياه، وكذلك الأنشطة الاقتصادية والمعيشية. وإذ شددت على أن التفاقم المتسارع لتلك الأزمة يبرز الضرورة الملحة لتشكيل حكومة قادرة على وضع الأمور في نصابها، وتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب اللبناني، والشروع في الإصلاحات التي تحتاجها البلاد، وتمهيد الطريق للدعم الدولي، دعت جميع الأطراف الى لعمل من أجل بلوغ هذه الغاية دون مزيد من التأخير، وجددت التزامها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه.
محطات سياسية واقتصادية:
اندلع حريق في موقع عسكري تابع لقوات النظام السوري والميليشيا الإيرانية، استهدفته 3 صواريخ إسرائيلية، مساء الثلاثاء، في تلة قرص النفل غرب بلدة حضر في ريف القنيطرة الشمالي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأفاد إعلام النظام السوري بأن أصوات انفجارات في القنيطرة ناجمة عن غارات إسرائيلية. وكان المرصد قد وثق قبيل ذلك دوي انفجارات في ريف القنيطرة الشمالي، نتيجة قصف إسرائيلي على مواقع عسكرية قرب بلدة حضر التي تتواجد فيها ميليشيا تابعة لإيران، دون الابلاغ عن خسائر بشرية.
إلى ذلك، أفادت المعلومات موثقة، مساء الخميس، بأن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع لحزب الله وميليشيات إيرانية في محيط دمشق، حيث تصاعدت أعمدة الدخان وألسنة اللهب من تلك المنطقة بسبب 3 صواريخ استهدفت المكان. وأكدت أيضاً وسائل إعلام تابعة للنظام السوري صحة الغارات، وأعلنت عن سماع دوي انفجارات في محيط العاصمة دمشق، كما أوضحت المعلومات أن الغارات طالت مطار المزة العسكري وجبل قاسيون في دمشق، ومناطق من القلمون بين دمشق وحمص، خلّفت انفجارات عنيفة، وأفادت بأن قوات النظام تعمل على تقييم الأضرار الناتجة عن سقوط تلك الصواريخ. كذلك، أوضحت مصادر إعلامية لبنانية أن صواريخ أطلقتها إسرائيل قد عبرت أجواء لبنان باتجاه سوريا، وكشفت أن طيراناً إسرائيلياً قد حلّق في أجواء العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية وكسروان.
وقد أدت الغارات الإسرائيلية على محيط العاصمة السورية، إلى مقتل 4 عناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني، وإصابة آخرين بعضهم بجراح خطيرة بحسب المصادر، التي أشارت إلى أن الطيران الإسرائيلي استهدف أيضا، مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية لحزب الله في منطقة قارة بريف دمشق المتداخلة مع ريف حمص الجنوبي الغربي حيث ينشط الحزب اللبناني في هذه المنطقة، التي يستخدمها أيضا في تهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا.
على صعيد منفصل لا يزال الوضع مشحوناً في منطقة درعا جنوب البلاد، وفي هذا السياق، قُتل ضابط برتبة نقيب و5 عناصر وأصيب اثنان آخران من قوات النظام السوري، يوم الخميس، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة عسكرية على طريق الشبرق الواقع بين بلدتي نافعة - عين ذكر في ريف درعا الغربي، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، كذلك استهدف مسلحون مجهولون بالرصاص، منتصف ليل الأربعاء- الخميس، حاجزًا عسكريًا لقوات النظام جنوبي مدينة داعل بريف درعا الأوسط، دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية.
وافق البرلمان الليبي، يوم الثلاثاء، على مشروع قانون انتخاب رئيس الدولة بشكل مباشر من الشعب، لينهي بذلك الجدل والخلافات حول طريقة وآلية انتخاب الرئيس سواء من الشعب أو عن طريق البرلمان، فيما لا يزال النقاش مستمراً حول شروط ترشح الرئيس. وقال الناطق الرسمي باسم البرلمان عبد الله بليحق، في بيان، إنه تمت موافقة البرلمان على مشروع قانون انتخاب الرئيس بشكل مباشر من قبل الشعب بعد استكمال مناقشة مواد القانون بشكل كامل، مضيفاً أنه تمت إحالة القانون للجنة التشريعية بالمجلس للصياغة النهائية. وبعد توافق البرلمان على آلية انتخاب الرئيس وترجيح الكفة لصالح انتخابه مباشرة من الشعب، لا تزال شروط الترشح لمنصب الرئيس محل جدال وخلاف بين أعضاء البرلمان، وصل إلى حدّ العراك والتشابك بالأيدي، مما أدى إلى تأجيل الجلسة إلى الأسبوع المقبل، وعلى رأس النقاط الخلافية حول شروط الترشح للرئاسة: الجنسية المزدوجة وترشح الشخصيات العسكرية.
إلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إن البرلمان وصل إلى المرحلة النهائية في إعداد قانون الانتخابات بعد جمع ملاحظات الأعضاء، وأضاف أن الملاحظات أحيلت إلى اللجنة القانونية للصياغة قبل جلسة مقررة يوم الاثنين المقبل للبت في القانون. من جهتها، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا إغلاق سجل الناخبين بتسجيل 2.83 مليون ناخب أسماءهم، مؤكدةً بدء تسجيل الناخبين في الخارج ابتداء من الأربعاء ولشهر كامل.
لكن ورغم إعلان المفوضية استعدادها لتنفيذ العملية الانتخابية، لا مؤشرات ملموسة الى إجراء الانتخابات في موعدها بسبب الانقسام بشأن عملية تنظيمها، فقد انتهى اجتماع عقده ملتقى الحوار السياسي الليبي الأسبوع الماضي، بدون التوصّل إلى اتفاق نهائي بشأن الأسس الدستورية التي سيتمّ في ضوئها تنظيم الانتخابات نهاية العام الجاري.
في سياق منفصل، أقرّت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بصعوبة الظروف التي تعمل بها في ليبيا، مع استمرار وجود أطراف تهدد بالتقسيم وأخرى بإقفال النفط والمياه إلى جانب عبء ملف إخراج المرتزقة الأجانب من البلاد، ومحاولة إبعاد شبح عودة الحرب مرة أخرى. وقد أتى ذلك ردا على الجدل السياسي والأمني الذي أثارته اللجنة العسكرية، خلال الساعات الأخيرة، بعد مطالبتها بتجميد الاتفاقيات الدولية ومذكرات التفاهم التي أبرمتها ليبيا مع أي دولة كانت بما في ذلك الاتفاقيات العسكرية والأمنية، واتهامها بتجاوز صلاحياتها وتدخلها في الشأن السياسي. وبعد السجال الذي أثارته مطالبة اللجنة العسكرية 5+5 بتجميد الاتفاقيات الدولية المبرمة مع ليبيا، دعا رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، خلال لقائه مساء الأربعاء، عددا من أعضاء اللجنة، إلى ضرورة التنسيق المسبق في أي إجراءات أو قرارات متخذة لتكون متجانسة مع خطة الحكومة.
وتختص اللجنة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر بمدينة جنيف السويسرية، الذي ينص على فتح الطريق الساحلي مصراتة - سرت وإزالة الألغام وسحب المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، وقد نجحت اللجنة في إعادة فتح الطريق الساحلي وتأمينه أمام المواطنين، لكنها مازالت تواجه معضلة ملف إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، الذي لا يزال متوقفا إلى الآن، وهو خطوة أساسية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ولتحقيق الاستقرار في البلاد، وضمان إجراء الانتخابات المقبلة، وأحد شروط دمج وتوحيد المؤسسات العسكرية.
يشار إلى أنه وبعد المطالبات المذكورة التي تقدّمت بها اللجنة العسكرية، تعرضت إلى هجوم واسع وانتقادات حادة من قبل قيادات أمنية وعسكرية وميليشيات مسلحة موالية لتنظيم الإخوان، انتفضت من أجل الدفاع عن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين ليبيا وتركيا، وهو ما دفع عددا من أعضاء اللجنة العسكرية الممثلين للمنطقة الغربية إلى التراجع عن هذه المطالب والخضوع لهذه الضغوطات، وأبدوا في المقابل مواقف متحفظة تجاهها، في مؤشر على تسلل الانشقاقات والخلافات والاختلافات في وجهات النظر إلى داخل اللجنة.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تدعم خروج كافة القوات الأجنبية من ليبيا، وأضاف في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، يوم الخميس، في موسكو، أن بلاده تريد استئناف العلاقات السياسية والاقتصادية مع طرابلس، كذلك، دعا إلى التضامن الدولي من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية، مشيراً إلى دعم بلاده لاجتماعات 5+5 الليبية. من جهتها، ثمنت وزيرة خارجية ليبيا الجهود الروسية لدعم حكومة الوحدة الوطنية، مشيرة إلى أن بلادها تعول على دعم روسيا في توحيد المؤسسة العسكرية الليبية.
وكانت روسيا أكدت في يوليو الماضي أنها على استعداد للتعاون مع كافة الأطراف الليبية من أجل إرساء الحل في البلاد، مضيفة أن تواجد قوات أجنبية يمنع التسوية، لكن موسكو متّهمة من قبل عدد من الدول الغربية بإرسال مقاتلين إلى الأراضي الليبية عبر شركة فاغنر الروسية.
قرر الرئيس البولندي أندريه دودا التوقيع على مشروع قانون سيفرض قيودا على قدرة اليهود على استعادة الممتلكات التي استولى عليها المحتلون الألمان النازيون واحتفظ بها الحكام الشيوعيون بعد الحرب العالمية الثانية مما أثار غضب إسرائيل التي وصفت القانون بأنه معاد للسامية. وحتى الآن يمكن للمغتربين اليهود أو أحفادهم تقديم مطالبة تفيد بالاستيلاء على ممتلكات بشكل غير قانوني والمطالبة بإعادتها لكن المسؤولين البولنديين قالوا إن هذا يسبب حالة من الغموض بشأن ملكية العقارات. وفي عام 2015 قضت المحكمة الدستورية البولندية بضرورة وضع حد زمني لا يمكن بعده الطعن في القرارات الإدارية بشأن سندات الملكية، وقد اعتمد البرلمان البولندي تغييرات على القانون في الأسبوع الماضي، ووضع مشروع القانون حدا لا يتجاوز 30 عاما لمطالبات استرداد الممتلكات.
من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد لأن بولندا وافقت ولأول مرة على قانون معاد للسامية وغير أخلاقي وأن بولندا أصبحت دولة مناهضة للديمقراطية وغير ليبرالية ولا تحترم أعظم مأساة في تاريخ البشرية، وأضاف أنه ردا على ذلك تم استدعاء سفير إسرائيل في وارسو على الفور، وإنه لن يتم إرسال سفير جديد إلى وارسو في هذه المرحلة. كما اقترح على سفير بولندا لدى إسرائيل تمديد إجازته وعدم العودة إلى البلاد، وأضاف أن إسرائيل تناقش مع الولايات المتحدة اتخاذ خطوات أخرى.
في سياق منفصل، نقل رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، يوم الأربعاء، للرئيس الفلسطيني محمود عباس تأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على دعم مصر للقضية الفلسطينية، وأتت زيارة كامل لرام الله في إطار متابعة الجهود المصرية في إطار عملية السلام. وأكد السيسي في رسالته للرئيس الفلسطيني العمل على تحقيق الهدوء والاستقرار بكافة المناطق الفلسطينية والإقليم كافة. ووفق بيان صدر من السلطات الفلسطينية، جرى خلال اللقاء بين عباس وكامل والوفد المرافق له استعراض آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
في السياق، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، لزيارة رسمية إلى مصر في الأسابيع المقبلة، حسب بيان لمكتب بينيت.
على الصعيد الداخلي، بعد تظاهرات حدودية، السبت، لأول مرة منذ وقف مسيرات العودة نهاية 2019، والتي أسفرت عن إصابة أكثر من 40 فلسطينيا وجندي إسرائيلي واحد بجروح، أفادت مصادر فلسطينية إن طائرات حربية إسرائيلية شنت مساء السبت غارات على قطاع غزة. كما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن طائرات حربية أغارت على أربعة مواقع لإنتاج وتخزين أسلحة تابعة لحركة حماس في غزة، مضيفا، إن الغارات جاءت ردا على أعمال الشغب العنيفة التي جرت في شمال القطاع، والتي شملت عملية إطلاق نار من داخل غزة أدت إلى إصابة محارب في حرس الحدود. من جانبها، قالت المصادر الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين قرب السياج الأمني شرقي مدينة غزة.
أعلنت مجموعة أسترازينيكا المصنعة للأدوية، الجمعة، نتائج مشجعة لعلاج يمكنه الحد بشكل كبير من خطر الإصابة الحادة بكوفيد-19 وأعراضه، حيث تم تطوير الدواء المصنوع من مزيج جسمين مضادين، في البداية كعلاج للأشخاص الذين أصيبوا لمرض. وأوضحت أسترازينيكا في بيان أن تجربة جديدة شملت 5197 مشاركا لم يصابوا بالمرض، أظهرت انخفاضا بنسبة 77 في المئة في الإصابة المرفقة بأعراض، مع عدم تسجيل حالات خطرة. وكانت تجربة سابقة لعقار "إيه زي دي 7442" أظهرت أنه يقلل فقط من خطر الإصابة بالأعراض بنسبة 33 في المئة، وهي نتيجة اعتبرت في يونيو أن ليس لها دلالة إحصائية.
وقال المحقق الرئيسي في التجربة، مايرن ليفين، إن البيانات تظهر أن جرعة واحدة يمكن أن تمنع بسرعة وفعالية أعراض كوفيد-19، وأضاف إنه مع هذه النتائج المثيرة، قد يكون هذا العقار أداة مهمة في ترسانتنا لمساعدة الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى أكثر من اللقاح للعودة إلى حياتهم الطبيعية.
وتأمل المجموعة في أن يستخدم الدواء إلى جانب اللقاحات للأشخاص الذين يحتاجون إلى مزيد من الحماية، موفرا ما يصل إلى 12 شهرا من المناعة، وقد مولت الحكومة الأميركية تطوير العقار ولديها اتفاقات مع المجموعة لتلقي 700 ألف جرعة منه.
ويفترض أن ترسل الشركة الآن البيانات إلى السلطات الصحية للحصول على إذن استخدام طارئ محتمل أو موافقة مشروطة.
وفي السياق، وفيما تعتزم الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية إطلاق حملة لتعزيز مناعة من تلقوا لقاحات مضادة لفيروس كورونا، وهو الأمر الذي لا يثير أي تساؤلات لدى من حصلوا على لقاحات من جرعتين، لكن ماذا عن أولئك الذين حصلوا على لقاح جونسون اند جونسون المكوّن من جرعة واحدة؟
لقد أكد كبار المسؤولين الأمريكيين - بمن فيهم مديرة مركز السيطرة على الأمراض CDC الدكتورة روشيل والينسكي والمستشار الطبّي للبيت الأبيض وكبير علماء الفيروسات الدكتور أنتوني فاوتشي، إن الجرعات التنشيطية والمعززة للمناعة ستصبح متاحة خلال الشهر المقبل، مستشهدين بالبيانات التي تشير إلى أن الحماية التي يمنحها اللقاح للوقاية من الفيروس تتضاءل بمرور الوقت، كما يقول خبراء اللقاحات إن الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من لقاح من نوع الحمض النووي الريبوزي الرسول mRNA من سواء من إنتاج شركة فايزر- بيونتك أو مودرنا، هم مؤهلون الآن للحصول على جرعة معززة بعد ثمانية أشهر من تاريخ الحصول على آخر جرعة. لكن لا توجد أي توصيات واضحة بشأن من تلقوا لقاح جونسون اند جونسون وخصوصاً عن نوع اللقاح أو الجرعة المعززة التي يمكنهم الحصول عليها، خاصة أن كل اللقاحات مكونة من جرعتين. وأفادت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية إن الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث والبيانات ولحين صدور هذه البيانات، ستبقي الجمهور على اطلاع بخطة مناسبة لجرعات جونسون المعززة أيضًا.
في سياق منفصل، وفي إطار سعيها الحثيث للتحقيق في كيفية نشوء فيروس كورونا المستجد، وجهت منظمة الصحة العالمية دعوة إلى الخبراء للانضمام إلى مجموعة استشارية جديدة تقوم بتشكيلها لإجراء أبحاث مكثفة حول الأمر. وفي التفاصيل، أعلنت المنظمة في بيان، الجمعة، أن المجموعة العلمية الجديدة سوف تمد منظمة الصحة العالمية بتحليل مستقل للعمل الذي تم إنجازه حتى الآن لتحديد أصول كوفيد- 19، وتوجيه النصح للمنظمة بشأن الخطوات القادمة الضرورية، وأوضحت أنها تسعى للوصول إلى نحو 25 مسؤولا من ذوي الخبرة ذات الصلة، ليتقدموا بطلبات انضمام إلى مجموعتها الاستشارية العلمية الجديدة بحلول العاشر من سبتمبر.
فيما لا تزال الحشود تتوافد إلى مطار العاصمة الأفغانية كابل للفرار من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان، وسط انتقادات حادة للإدارة الأميركية وقوات الحلف الأطلسي لإخفاقها في الإسراع بتنفيذ عمليات إجلاء آلاف المواطنين الأجانب والأفغان على السواء، أعلن البنتاغون أن نحو 6000 جندي أميركي باتوا الآن في مطار حامد كرزاي للمساعدة، وأفاد مسؤول أميركي، يوم الجمعة، إن هناك حوالي 5800 جندي أميركي الآن في مطار العاصمة الأفغانية للمساعدة في جهود الإجلاء، إن واشنطن ستوسع عمليات الإجلاء من كابل إلى أوروبا. في السياق ذاته، أفادت برلين بأن واشنطن تستخدم قاعدة عسكرية ألمانية كنقطة وصول مؤقتة لأفغان تم إجلاؤهم.
يشار إلى أن البنتاغون كان أعلن، الخميس، أن الجيش الأميركي كثف عمليات الإجلاء، مضيفا أن 7000 مدني تم إجلاؤهم من البلاد منذ 14 أغسطس. وقال الميجور جنرال هانك تايلور في مؤتمر صحافي، إن 12 طائرة من طراز سي-17 غادرت أفغانستان حاملة على متنها 2000 شخص تم إجلاؤهم خلال الـ 24 ساعة الماضية، كما أوضح أن الجيش لديه الآن ما يكفي من الطائرات لإخراج ما بين 5000 إلى 9000 شخص يوميًا، اعتمادًا على عدد الأفراد المؤهلين وعوامل أخرى، مثل الطقس.
في السياق وبينما أعلنت القيادة الوسطى الأميركية، الجمعة، أنها ستواصل مراقبة التقدم في عمليات الإجلاء بالعاصمة الأفغانية كابل، كشفت وزارة الدفاع "البنتاغون"، أن طائراتها تحلق في سماء أفغانستان لمواجهة أي تهديد. وأضاف المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، أن القوات الأميركية تراقب بحذر كل ما يجري في أفغانستان، وأن وجود القاعدة هناك لا يشكل تهديداً للولايات المتحدة كما كان عليه الحال في السابق، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم باتوا أقل.
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الأربعاء، إن واشنطن ستبقي على خطوط الاتصال مفتوحة مع طالبان، فيما أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال، مارك ميلي، أن أي هجوم على القوات الأميركية سيقابل برد فوري ودون تردد.
وفي السياق، وبعدما أجبرت التهديدات المحتملة من جانب تنظيم داعش الإرهابي بحق الأميركيين في أفغانستان الجيش الأميركي على تطوير طرق جديدة لنقل الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم إلى مطار كابل، وحسبما قال مسؤول أميركي بارز السبت، فقد ناقش الرئيس جو بايدن عمليات مكافحة الإرهاب هناك مع فريقه للأمن القومي. وعقب الاجتماع، حذرت السفارة الأميركية رعاياها من الذهاب إلى مطار كابول بسبب التهديدات الأمنية المحتملة.
على صعيد الملف النووي الايراني، علامة استفهام كبيرة رسمها روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص بإيران حول مصير الاتفاق النووي الإيراني. فقد شكك المسؤول الأميركي بمصير المفاوضات النووية التي عقدت سبع جولات في فيينا دون التوصل لتفاهم يعيد إحياء الاتفاق الموقع عام 2015 بين طهران والدول الغربية، والذي انسحبت منه الإدارة الأميركية عام 2018، معيدة فرض العديد من العقوبات على إيران، وقال في مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو" الأميركية يوم الجمعة أنه نظرًا لانخفاض مستوى تعاون إيران، فإن إحياء الاتفاق ليس مسؤولية واشنطن وحدها، كما أوضح أن العودة للاتفاق ليست شيئًا يمكن للإدارة الأميركية السيطرة عليه بالكامل، لاسيما في ظل عدم تعاون الإيرانيين. أما عند سؤاله عن الخيارات المطروحة في حال فشلت الولايات المتحدة وإيران في الاتفاق على الشروط خلال الأشهر المقبلة، قال المبعوث إن فريقه أعد بعض الخطط الطارئة، مضيفا أن إحداها يتضمن احتمال توقيع واشنطن وطهران اتفاقًا منفصلاً تمامًا، بمعايير مختلفة عن الاتفاق النووي الحالي، ولافتا ان هناك خيار آخر يكمن في إعادة فرض مجموعة من العقوبات بالتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين، إلا أنه لم يوضح بالتفصيل ماهية تلك العقوبات.
أكدت وزارة الخارجية العراقية، يوم الاثنين، أن الحكومة غير معنية بالدعوة الموجهة إلى سوريا للمشاركة بقمة دول الجوار، مبيّنة أن الدعوات الرسميّة ترسل برسالة رسميّة وباسم رئيس مجلس الوزراء. وذكر بيان للوزارة، أن بعض وسائل الإعلام، تداولت أن الحكومة العراقية قدمت دعوة للحكومة السورية، للمشاركة في اجتماع القمّة لدول الجوار والمزمع عقده بنهاية الشهر الحالي في بغداد، وأضاف البيان، أن الحكومة العراقية تؤكد أنّها غير معنية بهذه الدعوة، وأن الدعوات الرسمية ترسل برسالة رسمية وباسم دولة رئيس مجلس الوزراء حصرا، وأشارت إلى أنه لا يحق لأي طرف آخر أن يقدم الدعوة باسم الحكومة العراقية.
على صعيد آخر، قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في بيان يوم الأربعاء، إن المجلس الوزاري للأمن الوطني يرفض استخدام الأراضي العراقية لتصفية حسابات من أي جهة كانت، كما أكد رفضه وإدانته للاعتداءات التي تستهدف قضاء سنجار بشمال العراق، إلى ذلك أدان المجلس الأعمال العسكرية أحادية الجانب التي تسيء إلى مبادئ حسن الجوار.
وقد أتى ذلك بينما ارتفع عدد ضحايا القصف التركي الذي استهدف مستشفى استقبل عنصراً من حزب العمال الكردستاني في بلدة سنجار إلى ثمانية قتلى، وفق ما أعلنت الإدارة المحلية، التي أوردت في بيان، الأربعاء، أسماء الضحايا وأن عدد قتلى القصف التركي بلغ ثمانية هم أربعة مقاتلين ضمن الفوج 80 وأربعة موظفين من المستشفى، الذي انهار بالكامل عقب الهجوم الذي نفذته طائرة مسيرة الثلاثاء. وكان نائب قائمقامية سنجار، جلال خلف بسو، قد أفاد الثلاثاء إن المستشفى تعرض لثلاث غارات بطائرات بدون طيار دمرت المبنى بالكامل
و"الفوج 80" هو ضمن قوات الحشد الشعبي ويتبع للحكومة العراقية، وكان يُعرف سابقاً باسم "وحدات حماية سنجار" التي تأسست بدعم من حزب العمال الكردستاني في العام 2014 للدفاع عن المدينة، بعدما سقطت بيد تنظيم داعش. وتشن القوات التركية بانتظام عمليات ضد القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وقُتل قيادي بارز في "الفوج 80" في غارة نفذتها القوات التركية، الاثنين، في سنجار.
في سياق منفصل، حذر المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، يوم السبت، من انهيار النظام الصحي في العراق إذا واصلت إصابات كورونا الارتفاع بهذه الوتيرة، كاشفا النقاب عن أكبر تحد تواجهه الوزارة وهو الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وأكد أن النظام الصحي يعاني من أزمات كبيرة، مشيرا إلى أن العمل جار على تخفيف الضغط عن المنظومة الصحية. وقد أتى ذلك، بعد أن حذر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في وقت سابق، من خطورة الوضع الصحي في البلاد جراء الجائحة، مشدداً على ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة.
وكانت الإصابات اليومية بكورونا ارتفعت في العراق خلال الأسابيع الماضية، وسجلت أرقاماً غير مسبوقة مع دخول البلاد في الموجة الثالثة للتفشي، وتتراوح الإصابات اليومية في البلاد ما بين 6 و12 ألفاً، فيما يبلغ إجمالي الإصابات أكثر من مليونين و809 آلاف إصابة، بينها 19 ألفاً و958 وفاة، بينما تلقى نحو 2.8 مليون نسمة من اللقاحات مضادة للفيروس من أصل عدد السكان الكلي البالغ 40 مليوناً.
حذر رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك يوم الثلاثاء من خطورة المشروع الإيراني، عبر وكلائه من ميليشيا الحوثي، على أمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم والملاحة الدولية، ودعا إلى تكاتف الجهود الدولية تجاه ما يجري في اليمن لدعم الشرعية والتحالف الداعم لها بقيادة السعودية لاستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً. جاء ذلك خلال لقائه في الرياض القائمة بأعمال السفارة الأميركية لدى اليمن كاثرين ويستلي، حيث جرى مناقشة مستجدات الأوضاع مع استمرار التصعيد العسكري لميليشيات الحوثي ورفض كل الحلول السياسية. وخلال اللقاء تبادل الطرفان وجهات النظر حول الوسائل الممكن استخدامها للضغط على ميليشيا الحوثي وداعميها في طهران، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. من جهتها، أشارت القائمة بأعمال السفارة الأميركية إلى أهمية عودة الحكومة اليمنية إلى عدن واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وأكدت الحرص على تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للحكومة اليمنية للقيام بمسؤولياتها الاقتصادية والإنسانية، وحث المجتمع الدولي والمانحين على ذلك.
في السياق، جددت الحكومة اليمنية الشرعية، يوم الأربعاء، مطالبتها بضرورة نقل البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" إلى مكان محايد وتمكينها من تنفيذ مهامها وفقاً لأولوياتها المحددة في قرارات الأمم المتحدة. وأكد وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، ومحافظ الحديدة الحسن طاهر، أن بقاء البعثة الأممية حبيسة لدى الميليشيات الحوثية يهدد اتفاق ستوكهولم، كما شددا على ضرورة العمل بمرئيات الحكومة اليمنية لإعادة تفعيل البعثة.
وتشكلت بعثة الأمم المتحدة لدعم تنفيذ اتفاق الحديدة "أونمها" أواخر 2018، بموجب قرار أممي، لدعم اتفاق ستوكهولم الذي أبرم بين الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي لتجنيب مدينة الحديدة وتحييدها عن الصراع، وتعمل البعثة منذ ذلك الحين على دعم تنفيذ الاتفاق الذي تضمن وقفاً لإطلاق النار في الحديدة، والإشراف على إعادة نشر القوات في مدينة وموانئ الحديدة، والصليف، ورأس عيسى، إلا أن التعثر ما زال سيد الموقف، في ظل رفض ميليشيا الحوثي تنفيذ بنود الاتفاق، بحسب اتهامات الحكومة الشرعية. وكانت الحكومة اليمنية أعلنت في 12 أبريل من العام الماضي، وقف عمل فريقها في لجنة التنسيق بمحافظة الحديدة إلى حين الكشف عن المتسببين المجرمين من الحوثيين عن مقتل العقيد الصليحي أحد مراقبيها، ونقل مقر البعثة الأممية لمكان محايد وتحريرها من قبضة الحوثيين.
ميدانياً، أعلنت قوات الجيش اليمني، الأربعاء، عن تحرير مواقع استراتيجية من قبضة ميليشيا الحوثي الانقلابية، شمال شرقي محافظة الجوف. وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تمكنوا من تحرير واستعادة مواقع عسكرية استراتيجية في جبهة القعيف التابعة إدارياً لمديرية برط العنان شمال شرقي محافظة الجوف.
على صعيد متّصل وضمن مخطط عسكري إيراني، كشفت مصادر يمنية، الخميس، عن قرار لميليشيا الحوثي الانقلابية بتهجير سكان قريتين ساحليتين بمحافظة الحديدة غربي اليمن، وفي التفاصيل، أمهلت ميليشيا الحوثي أهالي قريتي "دير عفيف" و"الزوطية" غربي مديرية باجل 30 يومًا لإخلاء المنطقة ابتداء من مطلع أغسطس/أب الجاري. كما أوضحت المصادر أن قرار التهجير يشمل نحو 175 أسرة تقطن قرية "دير عفيف" شرق محطة رأس كتنيب وشمال معسكر الجبانة، بجانب 140 أسرة في قرية "الزوطية" جنوب منطقة العُرج الساحلية على بعد 4 كم شمال المحطة، وتقع المنطقة إلى الشمال من مدينة الحديدة وتتوسط ميناءي الحديدة والصليف الاستراتيجيين.
يشار إلى أن ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا كانت حولت المنطقة الواقعة على الشريط الساحلي إلى منطقة عسكرية محظورة يشرف عليها خبراء إيرانيون ولبنانيون، ومنذ انطلاق معركة تحرير الحديدة قبل 3 سنوات، ضيقت ميليشيا الحوثي الخناق على سكان المنطقة الساحلية التي أصبحت وكرا لمعامل تفخيخ الزوارق البحرية ونافذة إيرانية لتهديد خطوط الملاحة الدولية وتهريب الأسلحة بحرًا. كما ذكرت مصادر محلية أن ميليشيا الحوثي جمعت بيانات جميع الزوار والسائقين في محيط المنطقة، مشيرة إلى أن الميليشيا لا تسمح لأحد بالعبور إلا ببلاغ أمني، فيما لم تسمح ميليشيا الحوثي حتى للبعثة الأممية بالوصول إلى المنطقة لتقييم الوضع الإنساني هناك.
ومؤخرا منعت ميليشيا الحوثي آلاف الصيادين من مزاولة أعمالهم في الشريط الساحلي شمال الحديدة بعد أن أصبح محاصرا بحقول الألغام البحرية والبرية، إلى ذلك، أكدت المصادر أن عمليات زرع الألغام البحرية لم تتوقف من قبل الحوثيين منذ سريان الهدنة الأممية في الحديدة (ديسمبر 2018)، وتركزت في مناطق العُرج والصليف وكمران ورأس عيسى.
في سياق متصل، كشف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني السبت عن مقتل خبير إيراني و9 من معاونيه بغارة لتحالف دعم الشرعية على مواقع الحوثيين في جبهة صرواح بمحافظة مأرب، وأضاف إن مقتل المدعو حيدر سيرجان أحد الخبراء الإيرانيين ومعه 9 آخرون، منهم موسى القحازي وأحمد السحاري، الذين ينتحلون رتبة "عقيد"، إثر غارة جوية لتحالف دعم الشرعية على مواقع ميليشيا الحوثي في جبهة صرواح بمحافظة مأرب، يؤكد حجم ومستوى انخراط إيران ودورها المزعزع لأمن واستقرار اليمن.
إلى ذلك اعتبر الوزير اليمني أن إرسال إيران مئات الخبراء من الحرس الثوري، وقيادة العمليات العسكرية ميدانياً، وتهريب مختلف أنواع الأسلحة، منها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، تأكيد لطبيعة المعركة باعتبارها امتدادا لمشروع طهران التوسعي في المنطقة وترسيخ نفوذها، وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بإصدار مواقف حازمة إزاء التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني، ودورها في تصعيد العمليات العسكرية وتقويض جهود التهدئة وإحلال السلام، ومسؤوليتها عن استمرار نزيف الدم، وتفاقم المعاناة الإنسانية لليمنيين.
صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء المصرية أيمن حمزة، يوم الاربعاء، بأنه بين عامي 2026 أو 2027 سنشهد بداية عمل أول مفاعل نووي بتقنية روسية في مصر، وأضاف أن هناك خلايا عمل متواصلة في محطة الضبعة لتنفيذ الميناء البحري لاستقبال المعدات الثقيلة، مؤكدا أن مصر تواصل وضع الخرسانات والمرافق المختلفة في محطة الضبعة، لافتا لوجود تنسيق بين مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن المحطة. إلى ذلك، أشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدعم مشروع الضبعة النووية، مشيدا بمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية مصر الموافقة على إذن للحصول على استخدام المواد الإشعاعية، لافتا إلى أن 20% من المعدات والأدوات المستخدمة في محطة الضبعة النووية مصرية الصنع، وسوف تزداد في المستقبل، ومؤكدا أن التكنولوجيا المستخدمة في محطة الضبعة هي على أعلى مستوى في الأمان، ومصر اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لأمان مفاعل الضبعة النووي.
أزمة سد النهضة
لا تزال ازمة سد النهضة تراوح مكانها، فيما اشتعلت أزمة موازية في إقليم تيغراي والتي لا تزال تتفاقم بالرغم من الجهود الدولية التي تحاول التوسط بيم اثيوبيا والسودان.
أفادت وكالة الأنباء القطرية إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أصدر، يوم الأحد، مرسوماً بتحديد موعد انتخاب أعضاء مجلس الشورى في الثاني من أكتوبر القادم، وجاء في المرسوم الذي نشره مكتب أمير البلاد بأن أول انتخابات تشريعية ستُجرى في قطر في الثاني من أكتوبر، لاختيار ثلثي أعضاء مجلس الشورى، حيث سينتخب القطريون 30 عضوا في المجلس المؤلف من 45 مقعدا، وسيظل الأمير يعين باقي الأعضاء. وسيملك المجلس سلطة تشريعية وسيقر السياسات العامة للدولة والميزانية.
قبل خمسة أسابيع من الانتخابات التشريعية الألمانية، شاركت المستشارة أنغيلا ميركل السبت وللمرة الأولى في الحملة الانتخابية دعما للمرشح لخلافاتها المحافظ أرمين لاشيت الذي يواجه صعوبات كبيرة، فبعدما لزمت الحياد إلى حد كبير قبل الاقتراع لتطلق يد المرشح لخلافتها، قررت ميركل على ما يبدو تغيير موقفها نظرا للصعوبات التي يواجهها معسكرها. وشكلت هذه المناسبة فرصة للمستشارة التي خاضت أربع حملات انتخابية ناجحة لإلقاء واحد من خطبها الانتخابية الأخيرة بعد 31 عاما من العمل السياسي وبينما ما زالت تتمتع بشعبية لدى الرأي العام الألماني، وهدفها واضح وهو أن تحاول كسب نقاط للمحافظين بفضل التأييد القياسي الذي لا تزال تحظى به، بينما يتقلص حجم تقدمهم في استطلاعات الرأي من أسبوع إلى آخر.
وتراجعت نسبة التأييد للمعسكر المحافظ (الاتحاد الديموقراطي المسيحي وحليفه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي) في نوايا التصويت إلى ما بين 22 و23 بالمئة اليوم مقابل حوالى ثلاثين بالمئة قبل بضعة أسابيع، وحيث كانت مع بداية العام نسبة التأييد له تبلغ 36 بالمئة.
أزمة شرق المتوسط
لا تزال العلاقات على ما كانت عليه من تازم بظل التصلب في مواقف تركيا من الحلول المطروحة من الشركاء الدوليين والمحليين.
استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاربعاء، وفداً إماراتياً برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، حيث بحث الجانبان خلال اللقاء الذي جرى في أنقرة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية، خاصة التعاون الاقتصادي والتجاري والفرص الاستثمارية في مجالات النقل والصحة والطاقة، بما يحقق المصالح المشتركة بين البلدين، كما جرى خلال اللقاء بحث عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
على صعيد منفصل، قال الرئيس التركي، الأربعاء، إن تركيا مستعدة للعب دور وسيط من أجل إنهاء النزاع الدامي في إقليم تيغراي، والإسهام في وحدة إثيوبيا، وأشار أردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الذي زار أنقرة يوم الأربعاء، إلى الأهمية التي توليها بلاده لـسلام ووحدة إثيوبيا.
في إطار إصرار الرئيس التركي على أن تتولى تركيا أمن مطار كابول، أعلن أردوغان، الخميس، أن بلاده ستتواصل مع الحكومة التي ستشكلها حركة طالبان في أفغانستان إن استدعى الأمر ذلك، وأكد في تصريحات صحافية أن غاية أنقرة الأساسية هي تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان، ولأجل ذلك سنتواصل مع الحكومة التي ستشكلها طالبان. يشار إلى أن تركيا كانت قد اعتبرت الثلاثاء، الرسائل التي وجهتها حركة طالبان منذ سيطرتها على السلطة في كابول إيجابية، وأعلنت أنها تنوي إجراء مباحثات مع الحركة.
في هذا السياق، وصف المتحدث باسم حركة طالبان التي تسيطر منذ الأحد الماضي على العاصمة الأفغانية، ومجمل البلاد، سهيل شاهين، الصين وتركيا بالشريكتين الرئيسيتين للحركة في أفغانستان، وأوضح في مقابلة مع قناة "CGTN" الصينية، الجمعة، أن طالبان تنظر إلى الصين وتركيا على أنهما الشريكين في إعادة إعمار أفغانستان بعد الحرب. إلى ذلك، شدد المتحدث على أن أفغانستان تحتاج إلى الصداقة والدعم والتعاون مع تركيا أكثر من أي دولة أخرى، وقال إن كابول عادت إلى طبيعتها وأمنها مضمون، مشيراً إلى أن الحركة تسيطر وتدير الشؤون اليومية للمدينة.
قبيل توجههم إلى دولة أخرى، أعلنت دولة الإمارات موافقتها على استضافة 5000 من المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان. فقد كشفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن الإمارات، وبطلب من الولايات المتحدة الأميركية، ستستضيف المواطنين الأفغان بشكل مؤقت، قبل سفرهم إلى دول أخرى، كما من المقرر أن يغادر المواطنون الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى الإمارات من العاصمة كابل خلال الأيام القادمة، على متن طائرات أميركية، وأعلنت الوزارة أن اللاجئين الأفغان سيبقون في البلاد لمدة 10 أيام.
وتأتي هذه المبادرة الإنسانية بالتزامن مع قيام الإمارات مؤخراً، بتسهيل مغادرة عشرات الرحلات الجوية التي تقل مئات المواطنين الأجانب من أفغانستان، بما في ذلك عدد من الدبلوماسيين والموظفين من مختلف الجنسيات والعاملين بالمنظمات غير الحكومية إلى مطارات الإمارات، كما قامت أيضاً بتسهيل عمليات الإجلاء لنحو 8500 من الأجانب من أفغانستان، وذلك باستخدام طائراتها وعبر مطاراتها.
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن الأحد أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمرت صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي الإرهابية تجاه نجران، وأكد التحالف استمرار الميليشيات الحوثية العدائية بمحاولات استهداف المدنيين والأعيان المدنية.
إلى ذلك، أعلن التحالف، الخميس، عن اعتراض وتدمير الدفاعات الجوية السعودية لطائرة مسيرة مفخخة بالأجواء اليمنية أطلقت تجاه المملكة، وأضاف أنه يتخذ الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين والأعيان المدنية من المحاولات الحوثية العدائية.
في السياق، تلقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي، اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن، واستعرض الوزيران خلال الاتصال، العلاقات الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وسُبل تعزيزها في كافة المجالات المشتركة، كما بحث الاتصال أبرز المستجدات، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في أفغانستان، والمستجدات في المنطقة.
أعلنت الولايات المتحدة، يوم الجمعة، فرض عقوبات جديدة على أفراد روس وكيانات روسية على خلفية تسميم معارض الكرملين أليكسي نافالني ومشروع خط أنابيب الغاز (نورد ستريم 2).
وأفادت وزارة الخزانة في بيان إنها أدرجت أسماء تسعة أفراد روس وكيانين روسيين متورطين في تسميم نافالني أو برنامج الأسلحة الكيميائية الروسي، العديد منهم أعضاء في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، بالإضافة إلى ذلك، حددت وزارة الخارجية مختبرَين علميّين تابعين لوزارة الدفاع الروسية شاركا في أنشطة لتطوير قدرات الأسلحة الكيميائية الروسية، وقد جاءت هذه العقوبات مع حلول الذكرى الأولى لحادث تسمم نافالني.
وقد قيمت المخابرات الأمريكية أن ضباط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي استخدموا غاز أعصاب معروف باسم (نوفيتشوك) لتسميم نافالني في 20 أغسطس 2020، ونفت روسيا مرارا هذه الاتهامات، قائلة إن قضية نافالني شأن داخلي محض وإن التدخل الأجنبي غير مسموح به.
وفي إجراء منفصل، قالت وزارة الخارجية إنها قدمت تقريرا إلى الكونجرس يدرج سفينة روسية وشخصين روسيين متورطين في خط أنابيب (نورد ستريم 2).
وبالتزامن، فرضت الحكومة البريطانية الجمعة عقوبات على سبعة أشخاص روس للاشتباه بدورهم في عملية تسميم المعارض اليكسي نافالني قبل عام على متن طائرة في سيبيريا، وتعرّض السبعة الذين قُدّموا على أنّهم ينتمون إلى أجهزة الأمن الروسية لعقوبتي منع السفر وتجميد الأصول. وهذه الدفعة الثانية من العقوبات البريطانية على خلفية قضية اليكسي نافالني، وكانت لندن قد فرضت في تشرين الأول/اكتوبر 2020 عقوبات على ستة مسؤولين روس، بينهم مدير هيئة الأمن الفدرالية الكسندر بورتنيكوف وعضو الفريق الرئاسي سيرغي كيريينكو. إلا أنّ البيان البريطاني قال إنّ الأشخاص الذين صدرت هذه المرة عقوبات بحقهم مسؤولون في صورة مباشرة عن التحضير للاعتداء على نافالني في تومسك في 20 آب/اغسطس 2020، أو عن تنفيذه.
إلى ذلك، وفي بيان مشترك، دعت لندن وواشنطن روسيا إلى الامتثال الكامل لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وأيضاً لالتزاماتها بإعلان وتفكيك برنامجها للأسلحة الكيميائية، وأعرب الحليفان عن الأسف لعدم إجراء السلطات الروسية تحقيقا ولعدم تفسيرها بصورة موثوقة استخدام سلاح كيميائي في الأراضي الروسية.
على صعيد منفصل، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أن تحسن الوضع في سوريا مرتبط إلى حد كبير بنتائج القمة الروسية الأميركية في جنيف، وقال عقب محادثاته مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن التهديد الإرهابي لا يزال مستمرا في سوريا، على الرغم من وقف إطلاق النار في معظم أنحاء البلاد. كما أعرب بوتين عن أمله في أن تشارك الدول الأوروبية في تقديم المساعدة للشعب السوري، وأشار إلى أن الدعم الإنساني لسوريا كان إلى حد كبير نتيجة لاتفاقيات القمة في جنيف.
اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يوم الجمعة، في موسكو، أنه يجب إبقاء مفاوضات السلام حول شرق أوكرانيا مستمرة، رغم بطء تقدمها الناتج عن التوتر الروسي الأوكراني. من جهة أخرى، دافعت ميركل وبوتين عن مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2 الروسي" عبر بحر البلطيق الذي يتوقع استكماله خلال أيام، والذي تندد به أوكرانيا، باعتباره يحرمها من عائدات حيوية لاقتصادها، إذ تتقاضى رسوما مقابل عبور الغاز الروسي أراضيها. وأكدت المستشارة مرة جديدة أن أوكرانيا يجب أن تبقى بلد عبور للغاز الروسي، فيما قال بوتين إن مفاوضات تجارية ستجري بهذا الصدد.
من جهته، أكد الرئيس الروسي أن روسيا على استعداد لمواصلة ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بعد عام 2024، لكن يجب معرفة كميات الغاز، التي تطلبها أوروبا بعد العام المذكور، كما أكد لميركل أن روسيا ستفي بجميع التزاماتها بموجب العقد المبرم مع أوكرانيا حول ترانزيت الغاز، حتى بعد مغادرتها منصب مستشارة ألمانيا. كذلك دعا بوتين إلى مواصلة المفاوضات، لكنه اتهم أوكرانيا بالسعي إلى نسفها وقال: "لدينا انطباع أن سلطات البلد قررت التخلي من حيث المبدأ عن تسوية سلمية"، كما طلب بوتين من ميركل، التي تزور أوكرانيا الأحد، أن تمارس نفوذها على الطرف الأوكراني، من أجل أن يلتزم بواجباته!
في هذا السياق، أكد الرئيس الأوكراني، الأحد، لدى استقباله في كييف المستشارة الألمانية، أن خط الغاز "نورد ستريم 2" الروسي الألماني "سلاح جيوسياسي خطير" بيد موسكو. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي مع أنجيلا ميركل أن كييف تنظر إلى هذا المشروع من منظور أمني بحت وترى أنه سلاح جيوسياسي خطير بيد الكرملين، واعتبر زيلينسكي أنه لم يسمع حتى الآن عن مسألة تمديد اتفاق العبور سوى "أشياء عامة جدا".
من جهتها حاولت المستشارة، التي ستغادر منصبها في الخريف، مجدداً طمأنة كييف، مشيرة إلى أنها اتفقت مع الولايات المتحدة التي تعارض المشروع على السماح بتنفيذ المشروع على ألا تستخدمه روسيا لإضعاف أوكرانيا وتمديد عقد نقل الغاز إلى ما بعد عام 2024، وقالت المستشارة إنها تتفهم المخاوف الكبيرة للرئيس الأوكراني، مشيرة إلى أن لبرلين مسؤولية خاصة في هذا المجال، وأكدت أن التوافق الألماني الأميركي يسمح بشكل خاص بفرض عقوبات في حال تم استخدام الغاز كسلاح. كما أشارت ميركل إلى أن هذه التعهدات ملزمة أيضاً للحكومات المقبلة في المانيا بينما تستعد للخروج من منصبها.
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، أنّ إيران وضعت آلية جديدة لتسريع وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة، في الوقت الذي تجري فيه محادثات دبلوماسية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في العام 2015. وفي تقريره الأخير أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، الدول الأعضاء بأنّ طهران توصلت إلى آلية تشغيلية جديدة من أجل إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 بالمئة في منشأة نطنز، كما أوضحت الوكالة الأممية أنّ الآلية الجديدة تقوم على استخدام مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي بدلاً من مجموعة واحدة.
وكانت إيران باشرت في أبريل تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، مقابل 20 بالمئة سابقاً، وهي أعلى بكثير من نسبة الـ3,67 بالمئة المحدّدة في الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، فيما يتطلّب تصنيع قنبلة نووية نسبة تخصيب تصل إلى 90 بالمئة فضلاً عن مراحل أساسية أخرى.
إلى ذلك، كان الاتحاد الأوروبي قد تحدث عن استئناف محتمل للمحادثات في مطلع سبتمبر، في حين أبدى الرئيس الإيراني المحافظ المتشدّد الجديد، إبراهيم رئيسي، ترحيبه بالجهود المبذولة لرفع العقوبات الأميركية التي تخنق اقتصاد بلاده، والاثنين، أعربت الولايات المتّحدة عن قلقها إزاء ما أعلنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخّراً من أنّ إيران تعمل على إنتاج اليورانيوم المعدني المخصّب، مطالبة طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
وبحسب تقرير غروسي أنتجت إيران مئتي غرام من اليورانيوم المعدني المخصّب بعدما كانت قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنّها بدأت بإنتاج اليورانيوم المعدني لأغراض بحثية، وهو موضوع حسّاس لأنّ هذه المادة يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة نووية، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ الولايات المتحدة اطّلعت على آخر تقرير أعدّه أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعتبر أنّ إيران ليست لديها أيّ حاجة فعلية لإنتاج اليورانيوم المعدني.
في سياق منفصل، أكد حسين أمير عبد اللهيان، مرشح إبراهيم رئيسي لوزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، بأنه سينتهج أسلوب قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في مجال السياسة الخارجية الإيرانية، وجاءت هذه التصريحات في لقاء جمع عبد اللهيان بنواب في البرلمان الإيراني.
على صعيد منفصل، أشارت وثيقة صادرة عن وزارة الصحة الإيرانية إلى ما سمّته "الفشل التام" لبرنامج التطعيم ضد فيروس كورونا في البلاد، حسب ما نقله اليوم الأربعاء موقع "إيران إنترناشيونال"، وأضاف الموقع أن إحصائيات الإصابات والوفيات الناجمة عن كورونا في الوثيقة تظهر أن عدد الوفيات بين من تم تطعيمهم في إيران أعلى بعشرات المرات من المعدلات العالمية. وتواجه البلاد نسقاً تصاعدياً بالإصابات والوفيات منذ أواخر يونيو، في ما يصنّفه المسؤولون بـ"موجة خامسة" من التفشي الوبائي هي الأشد حتى الآن، وتعود لمتحورة دلتا الشديدة العدوى، وتأمل السلطات في تسريع حملة التطعيم الوطنية التي بدأت في فبراير، وتمضي دون السرعة المطلوبة في بلاد يناهز تعداد سكانها 83 مليون نسمة.
إلى ذلك، أجبرت الزيادة في حالات الإصابة والوفيات المؤسسة الحاكمة على السماح باستيراد اللقاحات التي تصنعها الشركات الأميركية والبريطانية والتي حظرها المرشد علي خامنئي في يناير، واتهم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي داخل إيران وخارجها الحكومة بالتباطؤ في تطعيم الناس إذ لم يتم تطعيم سوى نحو 4% من السكان.
يبدو أن ملف العدالة لا سيما في إقليم دارفور السوداني قد يصل قريبا إلى خواتيمه، فقد أكدت الحكومة السودانية أن التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية يمضي بصورة سلسة، مشيرة إلى أنه يجب أن يتوج بتسليم المتهمين الثلاثة الذين وقعت بحقهم مذكرة تعاون مع الجنائية، وهم الرئيس المعزول عمر البشير ووالي شمال كردفان السابق أحمد هارون، ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين. وقال وزير العدل السوداني نصر الدين عبد الباري، مساء الخميس، إن وزارته خصصت عدداً من العاملين للترتيبات المتعلقة بالتعاون مع الجنائية، بعد قرار مجلس الوزراء تسليم المطلوبين الثلاثة للعدالة الدولية، كما أكد توفر الإرادة لدى الحكومة من أجل العدالة الانتقالية حتى لا يتكرر ما جرى في دارفور في بقية أرجاء البلاد، كاشفا عن سن قانون لمحكمة دارفور الخاصة المعنية بمحاكمة جميع المجرمين في الإقليم، ممن لم تشملهم المطالبة من قبل الجنائية.
على صعيد آخر، حثت اللجنة الفيضان التابعة لوزارة الري السودانية المواطنين السودانيين في كل القطاعات بـأخذ الاحطياطات والتدابير اللازمة، استعداداً لمواجهة أية حالة طوارئ في ظل ارتفاع منسوب الأنها، بعد ارتفاع منسوب نهر النيل في السودان عند محطة الخرطوم إلى 17.09 متر. من جهة أخرى، أعلنت إثيوبيا مقتل 7 أشخاص في العاصمة أديس أبابا، جراء الفيضانات المفاجئة التي حطمت الرقم القياسي يوم الثلاثاء، فيما أفادت وسائل إعلام محلية بأن السيول الغزيرة بعد ظهر الثلاثاء، تسببت في فيضانات مفاجئة والتي نتج عنها خسائر في الأرواح والممتلكات في عدة أحياء بالعاصمة أديس أبابا.
في الوقت الذي جمدت فيه الولايات المتحدة أصولا للبنك المركزي الأفغاني بنحو 9.5 مليار دولار وأوقفت الحكومات الأوروبية أي تعاون اقتصادي مع أفغانستان، أبدت الصين رغبتها في تعزيز تعاونها الاقتصادي مع طالبان، وتستثمر الصين في عدد من المشاريع في أفغانستان حتى في وقت الهيمنة الأميركية عليها كما أعربت بكين عن رغبتها في زيادة استثماراتها في قطاع التعدين الذي تقدر ثروته بما لا يقل عن تريليون دولار. إلى ذلك لدى الصين أحد أكبر مشاريع استخراج النحاس في البلاد والذي قدمت له البنوك الصينية تسهيلات تمويلية وتبلغ قيمته نحو 2.8 مليار دولار.
غير أن خطوات الصين في أفغانستان هذه المرة ربما ستتسم بالحذر الشديد مع مخاوف أمنية لدى بكين وأخرى متعلقة بتكرار تجربة فنزويلا المريرة، لكن رغم تلك المخاوف، فإن الشركات الصينية ستعمل على توسيع نطاق استثماراتها في كابول وقنص فرص استثمارية في اقتصاد خصب ربما تنعدم المنافسة فيه وسط توقعات باختفاء تام للشركات الأوروبية والأميركية التي تتبع سياسات حكوماتها.
قال مسؤول بوزارة التجارة التونسية، الجمعة، إن بلاده تسعى لإجراء مراجعة عاجلة للاتفاق التجاري مع تركيا، بهدف خفض العجز المتفاقم، وأوضح مدير التعاون مع أوروبا في وزارة التجارة التونسية، نبيل العرفاوي، أن المفاوضات مع تركيا ستكون مفتوحة على تعديل الاتفاقية أو حتى إلغائها، وفقا للمفاوضات.
وبذلك تكون تركيا قد بدأت تتلمس تأثير التغيير الحاصل في تونس بعد قرار الرئيس قيس سعيّد تجميد عمل البرلمان وإقالة الحكومة ما يعني إنهاء سيطرة حلفائها الإسلاميين، ومن أبرز وقع هذا التغيير سيكون تفعيل قرار مراجعة اتفاقية الشراكة والتبادل الحر بين تركيا وتونس.
وعلى مدى سنوات كانت هذه الاتفاقية محل جدل، حيث أغرقت الأسواق التونسية بالسلع التركية وتسببت في اغلاق مصانع تونسية وبطالة العديد من الحرفيين والعمّال، واليوم باتت مراجعة هذه الاتفاقية أمر ملح بعد أن سجّل عجز تونس التجاري مع تركيا 2.5 مليار دينار(900 مليون دولار) في 2021. ويلفت خبراء إلى أن اتفاقية الشراكة والتبادل الحر مع تركيا تعود إلى سنة 2005، لكن عملية الاستيراد والتصدير كانت متوازنة دون أن يؤثر طرف على الآخر، ولم يتم إغراق السوق بأبسط السلع التركية وفي مختلف المجالات من الأكل إلى الملبس وأدوات البناء وحتى احتياجات الحيوانات، مثلما حدث منذ 2011 مع تسلم الإسلاميين الحكم.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
16 آب 2021
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بيار عقل، بهجت سلامة، توفيق كسبار، جان قلام، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبود، خليل طوبيا، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، لينا التنّير، ماريو ذكّور، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، مياد صالح حيدر، ندى صالح عنيد، نبيل يزبك، وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :
في سياق الحملة التي يقودها حزب الله بالتعاون مع جمعيات أهلية وحزبية وإعلامية والتي تهدف الى فصل الأزمة الخانقة التي يعيشها اللبنانيون عن احتلال إيران للبنان، سعى الأمين العام للحزب البارحة إلى وضع انفجار عكار في سياق "التهريب" وكأننا أمام حادث من طبيعة جنائية أو ضربٌ من الإحتيال على القانون.
ما حصل في عكار وقبله في مرفأ بيروت جريمة من طبيعة سياسية، سببها، تأمين النيترات والمحروقات الى نظام الأسد من قبل حزب الله والجمهورية اللبنانية برئاسة الرئيس عون.
لبنان وطنٌ أسير، أزمته نتيجة احتلال إيران، ومقاومة الإحتلال بالطرق السلمية واجبٌ وطنيٌ من خلال عدم التعاون مع سلطات الإحتلال.
يؤكّد "اللقاء" على أحقّية مطلبه التاريخي بإستقالة رئيس الجمهورية ومعه كل المؤسسات والرؤساء حتى يصبح حزب الله في مواجهة مباشرة مع الفقر والعوز والمازوت والبنزين والدواء والإستشفاء بدون وسيط. وفي هذا السياق يرفض "اللقاء" تعامل القوى الأمنية بخشونة مع المتظاهرين، ويتطلّع إلى دور الجيش الأساسي في ضبط الحدود في حال توفّر القرار السياسي لذلك، كما تحديد أمكنة مخازن الأسلحة والصواريخ في الأحياء والمدن.
أيها اللبنانيون،
يسعى "حزب الله" إلى الحفاظ على حدِّ أدنى من مؤسسات الدولة حتى يحتمي في ظلالها. وإنكشافه أمام الرأي العام كما حصل في بيروت وخلدة وحاصبيا والتليل يضعه في حالة الإرباك، فلتستقل الدولة، كلّ الدولة وليتحمّل " حزب الله " مسؤولياته أمام الناس.
أيها اللبنانيون،
عكار في ضمير كلّ واحد منّا،
نقف إلى جانب أهلها ونطالب الإغتراب اللبناني بمساعدة المستشفيات في عكار وبيروت لإستقبال الجرحى والمصابين مع شكرنا العميق إلى كلّ الدول المجاورة التي أرسلت مساعدات ونقلت جرحى للإستشفاء لديها.
2*) الكتائب
16 آب 2021
عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب سامي الجميّل واستهله بالوقوف دقيقة صمت عن ارواح الضحايا الذين سقطوا في انفجار تليل العكارية، وبعد التداول اصدر البيان التالي:
يعلن الحزب تضامنه مع اهالي عكار والضحايا من المدنيين والعسكريين في الجريمة التي ارتكبت بحقهم، والمساندة التامة لهم في مطالبهم المشروعة بعدما عانوا جولات من الحرمان على ايدي سلطات متعاقبة لم تلتفت الى ابسط حاجاتهم، كما ويعلن حزب الكتائب دعمه لهم في كل ما يلزم لانجاح تحركاتهم للوقوف في وجه المنظومة.
يؤكد المكتب السياسي ان الاجراءات التي تدّعي المنظومة اتخاذها لمنع سرقة المحروقات وتسريبها عبر الحدود اثبتت بما لا يقبل الجدل انها غير موجودة وتغطي تواطؤاً مستتراً مع المهربين، وعليه، سنواجه هذه الجريمة المحمية من منظومة المافيا والميليشيا بالتعاون مع جميع الثوار في المناطق كافة وبالأخص مجموعة ثوار عكار وصولاً الى اعلان لبنان منطقة مقفلة في وجه كل مسارب التهريب.
واذ يطالب المكتب السياسي القضاء بملاحقة كل من يظهره التحقيق متورطاً او حامياً للمهربين من نواب ووزراء أو مسؤولين، يعتبر ان لا مكان بعد الان للسكوت عن ارتكابات هذه المنظومة القاتلة وراعيها ومرشدها حزب الله ، التي تفجر شعبها مراراً وتكراراً وتتركه لمصيره، فيما هي تتلهى بتبادل الاتهامات والدعوات الى الرحيل، ونسيت ان اللبنانيين جميعاً هم ضحايا حفلة التقاسم التي اسموها تسوية، وبنتيجتها سقط لبنان في اللاسيادة واللاقانون وبات دولة فاشلة تقتل شعبها.
لقد آن الأوان لوضع حد لهذا المنحدرالانتحاري ونبذ هذه السلطة بكامل منظومتها والتحضير للمواجهة الميدانية لاسقاطها بالوسائل المتاحة كافة.
ويحذر حزب الكتائب من الاستمرار في سياسية الدولة البوليسية وقمع الثوار ومحاولة ترهيبهم عبر الاعتقال، وهي ممارسات جديرة بسلطة احتلال لم تستطع على الرغم من كل محاولاتها وقف مسار السيادة والحرية الاستقلال .
يدعو المكتب السياسي الكتائبيين الى مواكبة هذه المواجهة المصيرية كما فعلوا في اصعب الأوقات، والتواجد في كل الساحات للمشاركة في الحالة الاعتراضية الكبيرة في وجه المنظومة في هذا الظرف التاريخي.
وابقى المكتب السياسي اجتماعاته مفتوحة لمواكبة التحركات الكتائبية في كل المناطق اللبنانية.
يناشد المكتب السياسي مجلس الأمن عقد اجتماع استثنائي لاتخاذ قرارات حاسمة وحازمة بانقاذ لبنان واللبنانيين الذين يتعرضون لابادة جماعية من جانب مجموعة مجرمة، وتقديم الدعم اللازم لهم للصمود اجتماعياً واقتصادياً في هذا الظرف الصعب، الى حين اجراء الانتخابات النيابية وتأمين الانتقال الديمقراطي باشراف دولي كامل حرصاً على حسن سيرها ونزاهتها.
يؤكد حزب الكتائب ان اي محاولة لتعويم مجلس النواب الحالي ورئيس الجمهورية عبر الاستمرار في تغطيتهما، باتت مؤامرة على لبنان واللبنانيين وتطيل عمر الفساد والعجز والفشل، وتغطي مشروع ابقاء القبضة المليشيوية على مقدرات البلد، وما على النواب ورئيس الجمهورية سوى الرحيل فوراً، بعدما اعلن الشعب اللبناني مقاطعتهم ومحاصرتهم في مجلس النواب ومنازلهم على السواء.
3*) حركة أمل
16 آب 2021
عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الأعضاء، وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
وبعد الإجتماع، صدر بيان رأى أنه "أمام الفاجعة التي حلت بواحدة من أكثر مناطق لبنان حرمانا وإهمالا وتناسيا من قبل السلطة على مختلف مراحلها المتعاقبة، عكار عنوان مسيرة الإمام الصدر المطلبية، تثار التساؤلات عن سياسات التعمد بدفع المواطنين إلى جحيم المآسي الناتج من سعيهم وراء خبزهم ودوائهم ومحروقاتهم في مأساة وطنية يدفع أربابها وصناعها لبنان برمته إلى دائرة الخطر والتلاشي، وكأن اعينا من زجاج في محاجرهم حيث لا يرون كل هذا البؤس والشقاء والعناء، وكأن وقرا في آذانهم عن أنين اللبنانيين.
وعليه لم يعد يجدي البكاء ولا التعازي في لئم جراح اللبنانيين، بل الإسراع بتشكيل حكومة هي الخطوة الأساس للبدء أقله بتخفيف إندفاعة الانهيار، وضرورة الإقلاع عن الإستثمار في نكبات اللبنانيين والبحث عن مخرجات صناديق الإقتراع الإنتخابي في صناديق موت المواطنين في كل ناحية وجهة من لبنان".
أضاف: "وفي هذا الشأن الحزين، تدعو الحركة المواطنين الذين يعيشون كل مظاهر الترك والتخلي والإهمال إلى التوقف الفوري عن التلاعب بالمحروقات الحارقة والمتفجرة كالبنزين، لأنه إن استمرت عمليات التخزين، فنحن سنكون أمام مآس متكررة لتصبح كل المناطق كأنها التليل في عكار".
وحذر من "نفاد الوقت أمام إستدراك الواقع المزري للقطاع الصحي الذي بدأت عناوينه الكبرى في قطاع الإستشفاء بالإقفال والإعلان عن عدم قدرتها على الإستمرار، مما يدعو إلى وضع خطة طوارئ صحية عاجلة تحت عنوان دعم صمود وبقاء القطاع الصحي بمختلف مرافقه، وأولها المستشفيات التي يجب أن يسمح لها بإستيراد الأدوية بشكل مباشر، وترى الحركة ضرورة ملحة لإيقاف العمل بالوكالات الحصرية لشركات الدواء".
واستغرب "التلكؤ والتأخر المتعمد في تطبيق مشروع البطاقة التمويلية ووضع الآليات التنفيذية لها، بعد أن أقرت في مجلس النواب، في ظل التآكل المستمر لأموال المودعين ومداخيل اللبنانيين".
واستنكر البيان "سياسات التعطيش المتعمد وحرمان الشقيقة سوريا والعراق الشقيق من حصصهم القانونية والمحقة من مياه نهري الفرات ودجلة، والتي تحبس عن الشعبين السوري والعراقي عبر سياسات بناء السدود التي لا تراعي مصالح دول المصب، وفي هذا الشأن ترى الحركة أن عنوانا جديدا يدخل إلى ملفات المنطقة المعقدة بعنوان حروب المياه، ربطا بما تتعرض له الشقيقتان مصر والسودان في هذا المجال".
ودعا إلى "ضرورة إستمرار تصعيد المقاومة والمواجهة في الداخل الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، الذي ما زالت آلة قتله وإجرامه تعمل فتكا وقتلا بالفلسطينيين العزل، وليس آخر فصول إجرامها ما اقترفته فجر اليوم في مخيم جنين، وان الرهان على مشاريع التسوية تذهب مع الرياح والتعنت والصلف الصهيوني يوما بعد يوم".
وفي التطورات في أفغانستان، نبه إلى "ضرورة التيقظ لما يحاك للمنطقة برمتها، بل للعالم الاسلامي وأصدقائه من مؤامرات تستهدف تفجير تناقضاته الدينية والقومية خدمة للمشاريع الدولية الكبرى".
وختم البيان: "تبدي الحركة ارتياحها إلى حسن ورقي أداء جمهور الموالين الذي أحيا هذا العام ذكرى عاشوراء بما يتناسب مع المقتضيات الصحية ومنظومة القيم الاصلاحية، التي سلطت الأضواء عليها من على المنابر الحسينية، باعتبار كربلاء الامام الحسين مشروع حياة وإصلاح وحركة في التاريخ، وليست من التاريخ تدفعه من أجل أن يكون حاضرا ومستقبلا ساحة للصراع ضد المستكبرين والظالمين وعنوانا لمواجهة كل نظام ظالم يسلب الحقوق ويصنف المواطنين ويهدد الحاضر ويدمر المستقبل، ومن هذه المفاهيم نغرف دروس الشهادة والإباء ومنها ارتفع شهداء الفوج المعاصر، كما عبر الإمام القائد السيد موسى الصدر، من أبناء حركة أمل فكانوا اسوة طيبة مهدت الطريق لانتصار مقاومتنا وإنهزام العدو الصهيوني عام 2006. وعلى مسافة مرمى قلب، سيصدح العالم بصوت واحد "لبيك يا حسين" لبيك يا أبي الضيم ويا شهيد القيم الانسانية، وسيبقى نداء الإمام الحسين الإصلاحي هو عنوان مسيرنا الحركي نحو تحقيق الغايات والأهداف الوطنية والانسانية الكبرى وأمل بنصره تعالى وعودة الامام القائد وأخويه".
4*) حسن نصرالله
19 آب 2021
ألقى الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، كلمة في اليوم العاشر من محرم قال فيها: "في يوم العاشر من المحرم، وفي بداية الكلمة كما في كل عام نتوجه أولا بالعزاء إلى صاحب العزاء، إلى أصحاب العزاء، الى رسول الله محمد ونقول له، جميعا نقول له عظم الله لك الأجر يا رسول الله بمصاب ولدك الحسين، نتوجه بالعزاء الى أمير المؤمنين ونقول له عظم الله لك الأجر يا أمير المؤمنين بمصاب ولدك الحسين، نتوجه الى سيدتنا سيدة نساء العالمين وعظم الله لك الأجر يا مولاتي بشهادة ولدك الحسين، نتوجه الى الإمام الحسن المجتبى وإلى أئمتنا الأطهار ونقول لهم عظم الله لكم الأجر يا سادتنا وموالينا وأئمتنا بمصاب أبيكم الحسين، إننا اليوم نتوجه إلى مراجعنا العظام وفي مقدمهم سماحة ولي أمر المسلمين الإمام القائد السيد الخامنئي، وإلى جميع علماء الأمة وإلى كل المسلمين المحبين وإلى كل إنسان شريف، نتوجه إليهم بالعزاء، لأن الحسين وارث الأنبياء، وارث آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، لان الحسين رمز ديانات السماء ورسالات السماء والقيم الإنسانية والأخلاقية في هذا العالم".
أضاف: "إننا اليوم إذ نستحضر ذكرى عاشوراء وما جرى في كربلاء في مواجهة الحق مع الباطل بقيادة سيد الشهداء ابي عبدالله الحسين، بقيادة أمير قافلة المجاهدين العارفين العاشقين الصادقين المخلصين الوالهين في سنة 61 للهجرة، وبكل ما فيها من معاني الإيمان والجهاد والقيم الإنسانية والأخلاقية ننطلق منها لنحدد موقفنا ونجدد موقعنا في ما نعيشه في أيامنا على مستوى المنطقة وعلى مستوى لبنان، كما هي العادة في كل يوم عاشر أنا أختصر المواقف، اكثفها ما أمكن ونختم كما هي العادة أيضا بتجديد البيعة والولاء والحب والإقتداء بسيد الشهداء والذين معه من الأصحاب والأنصار وأهل البيت رجالا ونساء.
النقطة الأولى أولا، أن نبدأ من رأس الأولويات في فهمنا وفي فعل مسيرتنا، رأس الأولويات هو مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ولأجزاء أخرى من الأراضي العربية في لبنان وفي سوريا، الموقف من المشروع الصهيوني والكيان الصهيوني من إسرائيل وبما تمثل، عاشوراء الحسين رسالتها إلى كل المسلمين والشرفاء في العالم أن يقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم، إلى قطاعه المحاصر وضفته وأراضي 48 المهددة وإلى شعبه المشرد في الشتات والمخيمات، وإلى الآلاف من أسراه في السجون من الرجال والنساء والأطفال، أن نقف وأن يقف الشرفاء إلى جانب آلام ومعاناة هذا الشعب المقاوم والمظلوم، وإلى جانب حقه واستعادة أرضه من البحر الى النهر دون أي انتقاص. في عاشوراء الحسين هذا موقفنا الدائم والثابت والنهائي وغير القابل لإعادة النظر أيا تكن الظروف والصعوبات والتهديدات وأشكال التطبيع والخذلان والتراجع والتنازل من قبل بعض المتخاذلين والمتطبعين، وخصوصا أننا بتنا أكثر من أي وقت مضى نتطلع الى اليوم الذي سيغادر فيه الغزاة الصهاينة المحتلون أرض فلسطين لأن هذه نهاية كل احتلال، وهذا مصير كل غاز ومحتل، هذا اليوم آت لا محال إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا، وبالأخص بعد المعركة البطولية التاريخية التي خاضها شعب فلسطين، مقاومته في غزة وشعبه الثائر في الضفة والداخل وما جرى في معركة سيف القدس ومن احتضان الأمة لهذا الخيار".
وتابع نصرالله: "إننا اليوم أيضا وأمام التهديدات التي تواجهها المدينة المقدسة مدينة القدس وبيت المقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمها المسجد الأقصى المبارك، نجدد دعوتنا إلى صنع وإقرار المعادلة الإقليمية القادرة على حماية المقدسات وعلى حماية المدينة المقدسة، وأن لا تكون حماية المقدسات والمدينة المقدسة مسؤولية فلسطينية فقط وإنما لتكون مسؤولية الأمة كلها. إنني أمام تجديد الدعوة هذه أتوجه إلى إخواننا في فصائل المقاومة العراقية بالشكر الجزيل على ما أعلنته قبل أيام في بداية محرم، على ما أعلنته الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية والتي تمثل جميع فصائل المقاومة العراقية عن إستعدادها أو إعلانها أنها ستكون، وستكون جزءا من المعادلة الإقليمية في محور المقاومة، في معركة المقاومة لحماية القدس والمسجد الأقصى والمدينة المقدسة، هذا الأمر بالغ الأهمية ومهم جدا، لأن الصهاينة - لخصوصية العراق - لديهم خشية كبيرة جدا من موقع العراق في أي معادلة صراع مع إسرائيل، لديه ثقافة دينية تجعلهم ينظرون لأي دور عراقي في حرب كبرى بشكل مخيف ومرعب ولأسباب ترتبط بأحداث حصلت في التاريخ في عمق التاريخ والوقت لا يتيح لشرح هذه النقطة تكفي فيها الإشارة، كما اجدد شكري للأخوة الأعزاء في حركة أنصار الله في اليمن على إعلانهم سابقا هذا الأمر أيضا، إن تطور وتعاون وتشابك قوى المقاومة في منطقتنا الى جانب حركات المقاومة الفلسطينية والى جانب كل من ينتمي الى محور المقاومة سيجعل هذا الأمل بتحرير فلسطين عظيم وسيجعل هذا اليوم قريبا جدا جدا إن شاءالله. هذا في الموقف الأول المرتبط بإسرائيل".
وأردف: "في عاشوراء الحسين، من الطبيعي أن نكون في موقع الرفض والمواجهة مع مشروع الهيمنة الاميركي والتسلط الأميركي على بلادنا وشعوبنا وخيراتنا ومنطقتنا ومنها لبنان، والإدارة الاميركية والحكومات الاميركية المتعاقبة هي رأس الطغيان والظلم والفساد والإستعلاء في هذا العالم الذي رفع البنزين في مثل هذا اليوم راية المواجهة الدامية معه، أميركا هي التي تمثل كل هذه المعاني الخبيثة والبشعة في عالمنا المعاصر، يجب أن تكون السيادة في هذه المنطقة لشعوبها ودولها، يجب أن تكون خيرات هذه المنطقة، مياهها، نفطها، غازها، مواردها الطبيعية، أرضها، كل ما فيها يجب أن يكون حصرا لشعوبها ولحكوماتها بعيدا عن أي شكل من أشكال الهيمنة والتسلط والنهب والسرقة الاميركية وغير الاميركية".
وقال: "بعد الهزيمة الاميركية في أفغانستان، وبعد 20 عاما من احتلال هذا البلد، تصبح اليوم وما فيها هذه الحادثة كما قلت ليلة أول أمس من دلالات إستراتيجية وتاريخية وتداعيات مهمة على منطقتنا وعلى العالم، تصبح العيون شاخصة باتجاه الأشهر القليلة المقبلة الى الاحتلال الاميركي في العراق، سوريا، شرق الفرات والتنف".
وأضاف نصرالله: "في العراق وببركة دماء الشهيدين القائدين المظلومين الوفيين القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني والقائد الشهيد أبو مهدي المهندس اللذين مثلا بحق ذروة الإقتداء بأبي الفضل العباس، فقطعت الأيدي والرؤوس وتشظت الأجساد ومعهم الشهداء من الأخوة الإيرانيين والعراقيين الذين كانوا في تلك القافلة الجهادية النورانية المباركة، ببركة هذه الدماء الزكية، ببركة الرفض الشعبي العراقي والذي تجلى في التظاهرة المليونية في بغداد بعد شهادة القائدين العظيمين، ببركة قرار مجلس النواب العراقي القاضي بلزوم إخراج القوات الاميركية من العراق، ببركة عمليات فصائل المقاومة العراقية المتواصلة ضد قوات الإحتلال وببركة مساعي المسؤولين العراقيين أيضا تقرر حسب ما اعلنته الحكومة العراقية بوضوح ان القوات الاميركية القتالية ستغادر ارض العراق المقدسة من الان الى نهاية العام الحالي، يعني بعد 3 الى 4 اشهر، هذا انجاز مهم جدا وهذا انتصار كبير للعراق ولدماء الشهداء ولتضحيات المقاومين وللصبر والبصيرة لدى هذا الشعب العظيم، أن يستعيد العراق سيادته في سمائه وأجوائه وعند كل معابره الحدودية مع الكويت ومع سوريا والاردن وتركيا، هذا أمر مهم جدا، يبقى البحث عندهم أي الاخوة العراقيين في عدد المدربين والمستشارين والفنيين الاميركيين الذي يقال أنهم سيبقون في العراق، من المرجو والمأمول من الاخوة المسؤولين العراقيين المحترمين عندما يناقش هذا الامر أن يأخذ المسؤولون العراقيون بعين الاعتبار تجربة التدريب الاميركي عشرين سنة للجيش الافغاني ولقوات الشرطة الافغانية وأن يأخذوا بعين الاعتبار ما قدمه المستشارون الاميركيون من إستشارات فاشلة وماذا كانت النتيجة، حتى لا تضيع أموال العراقيين التي ستنفق على هؤلاء المدربين والمستشاريين الاميركيين ولا تذهب أوقات العراقيين سدى ولا يعلقون أمالهم على أوهام وخيالات وسراب".
وتابع: "من تجربة أفغانستان يجب أن يكون معلوما وهذه رسالة لكل شعوب منطقتنا أن الذي يشكل ضمانة حقيقية للعراق ولشعبه في مواجهة داعش وفي مواجهة الجماعات التكفيرية المتنوعة وفي مواجهة أي تهديدات مشابهة إلى جانب القوات العراقية الرسمية الذي يشكل ضمانة هو الحشد الشعبي، هذا الحشد الذي أسس على التقوى من أول يوم فكان تأسيسه لله وقيامه لله وجهاده لله وثورته لله والتحق به خيرة علماء العراق وشبابه ورجاله، هذا الحشد الذي كان من أعظم تجليات وتجسدات الاستجابات العراقية الكبرى للفتوى الحكيمة للمرجعية الدينية الشريفة في النجف الاشرف، هذا الحشد وبما يملك من إيمان وعقيدة وروح حسينية وحماسة وإخلاص وتجربة طويلة وكفاءة عالية يجب تعزيزه وتقويته والتمسك به لأنه جزء كبير من هذه الضمانة، اما في سوريا ما زال الاميركيون يتواجدون في منطقة شرق الفرات، مناطق لها علاقة بمحافظة الحسكة وبقية مناطق محافظة دير الزور وما شاكل، ايضا في منطقة على مقربة من المثلث الحدودي السوري العراقي الاردني المعروف بمنطقة التنف، حجتهم على ما أعلن ترامب سابقا وبايدين حاليا أن هذه القوات الموجودة في سوريا مهمتها واحدة وهدفها واحد هو المساعدة على محاربة داعش، هذه حجة واهية وهذا ادعاء كاذب ومخادع، أساسا الذي الحق الهزيمة بداعش في هذه المنطقة هو الجيش العراقي والقوات العراقية والحشد الشعبي والجيش العربي السوري والقوات الحليفة وقوى المقاومة، وفي لبنان ايضا الجيش اللبناني والمقاومة الاسلامية، حكومات المنطقة وجيوش المنطقة وشعوب المنطقة وقوى المقاومة في المنطقة كفيلة بإنهاء ظاهرة داعش وهي ليست بحاجة أساسا إلى أي مساعدة أميركية مدعاة، بل بالعكس القوات الاميركية الموجودة في منطقتنا متهمة وتوجد الشواهد والادلة والقرائن على أن هذه القوات الاميركية تسهل لداعش وتعيد إنتاج داعش وتساعد داعش على الانتقال من منطقة الى منطقة، على القوات الاميركية أن تغادر منطقة التنف وأنه لا يوجد داعش هناك، وأما في منطقة شرق الفرات فالهدف الحقيقي للقوات الاميركية هو تكريس وتعزيز واقع الانقسام في سوريا الذي يرفضه الشعب السوري والدولة السورية ولا يمكن أن يوافقوا عليه أبدا، والهدف الاخر هو نهب النفط والغاز يوميا وجهار،ا نهارا الناقلات التي تحمل بإتجاه الحدود العراقية، هذا هو هدف هذا التواجد الاميركي، السوريون في أكثر من مناسبة، الشعب السوري أعلن عن مقاومة شعبية، تتجلى باشكال مختلفة في شرق الفرات، وفي نهاية المطاف كما في العراق وكما في كل مكان يوجد محتل وغاز، مصير المحتلين الاميركيين في سوريا ايضا، هو المغادرة ليعود هذا الجزء من أرض سوريا الى الدولة والوطن الام، ويعود نفط سوريا وغازها الى حكومتها وإلى شعبها الذي هو اليوم أحوج ما يكون الى هذه المقدرات والخيرات في ظل الحصار وقانون قيصر والعقوبات الاميركية الظالمة".
وقال: "في عاشوراء الحسين لا بد من تجديد الموقف من الحرب العدوانية الاميركية السعودية على اليمن وشعبه المظلوم، هذه الحرب الظالمة الغاشمة يجب أن تتوقف ويجب أن يعلم هؤلاء المعتدون بعد كل سنوات الحرب هذه أنهم لن يتمكنوا من تحقيق أي من أهدافهم أمام صمود وبطولات هذا الشعب الصابر المقاوم العظيم وقيادته الحكيمة والشجاعة، في عاشوراء نجدد موقفنا إلى جانب شعب البحرين المضطهد والمسلوبة حقوقه الطبيعية الذي يزج بعلمائه ورموزه وخيرة شبابه ونسائه في السجون المظلمة، والذي يمنع حتى عن التعبير عن موقفه ورأيه، هذا الشعب الحاضر دائما في نصرة فلسطين وقضايا الامة يحتاج من الامة كلها أن تقف الى جانب حقه ومظلوميته للتخلص من هذا الواقع الصعب الجاسم على صدر هذا الشعب العزيز".
أضاف: "بالنسبة إلى لبنان هناك نقاط عدة. أولا، في مسألة المقاومة، نود في عاشوراء الحسين عليه السلام أن نؤكد للصديق وللعدو قوة المقاومة في لبنان وجهوزيتها ومتانتها وصلابتها مع كل ما يجري في لبنان وما جرى وما يجري حول لبنا، أن كل ما جرى هنا وحولنا لم يستطع أن يمس لا في قدرات المقاومة ولا في تطوير القدرات التسليحية والبشرية، ولا في إرادة هذه المقاومة وعزمها وتصميمها على الدفاع عنا لارض والسيادة والكرامة، والمواجهة الجزئية الأخيرة دليل كبير على هذا المعنى، لذلك لا يخطئنا أحد في الحسابات، الخائف والمرعوب والقلق والمتوجس من تطورات المنطقة وما هو أوسع من المنطقة هو العدو الاسرائيلي، اليوم إسرائيل أمام مشهد الهزيمة والاندحار الاميركي من افغانستان، هي في حال قلق، تابعوا ما يقوله المسؤولون الاسرائيليون والمعلقون والباحثون ووسائل الاعلام الاسرائيلية، عن مخاوفهم الشديدة والكبيرة من انعكاسات هذه الهزيمة الاميركية، هذا الانسحاب الاميركي، هذا الفشل الاميركي هذا السقوط السياسي والعسكري والامني والاخلاقي الاميركي على وضع المنطقة، وعلى حلفاء اميركا في المنطقة وعلى اسرائيل نفسها، ولسنا نحن القلقون، نحن بالعكس اكثر من أي زمن مضى أملا ويقينا وايمانا بسلامة وصحة وصوابية خيارنا وطريقنا واقترابنا من النصر النهائي والحاسم".
وتابع: "في موضوع الحكومة، بكل تأكيد وقوة نحن دعونا وندعو الى تشكيل حكومة في لبنان، هكذا كنا دائما نرفض الفراغ، نحن رفضنا استقالة الحكومة الحالية وموقفنا معروف، ورفضنا استقالة الحكومة السابقة وموقفنا معروف، ودعونا دائما الى تشكيل حكومة، وكنا نساعد لتسهيل أمر تشكيل الحكومة، هناك من يحاول دائما في الخارج والداخل أن يحملنا مسؤولية الاخفاق في تشكيل الحكومة اللبنانية، بحجة ودعوى اننا لا نضغط بما فيه الكفاية على حلفائنا واصدقائنا وهذا كلام لا معنى له، لأنه لا معنى لان تضغط على حلفائك، وأن تلزم أصدقائك، ماذا يعني ذلك وشرحت هذه المسألة كثيرا، او الاقبح من ذلك أن ينسب تعطيل الحكومة وتشكيل حكومة في لبنان الى إيران، الى الجمهورية الاسلامية في إيران، في الوقت الذي نعرف أن إيران لم تتدخل يوما لا في تشكيل حكومة ولا في استقالة حكومة. الذين يتدخلون في تشيكل الحكومات وإسقاط الحكومات في لبنان من دول عالمية وإقليمية وعبر سفاراتهم هم معروفون لكل اللبنانيين، هذه الاتهامات لنا لا تستند إلى أي دليل، بل كل الشهواد تؤيد عكس ذلك، نحن كبقية اللبنانيين اليوم ننتظر هذه الأيام القليلة ننتظر نتيجة ونترقب بكل أمل ورجاء ما ستكشف عنه اللقاءات المتواصلة بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف، وأنها مدخلا أساسيا لمعالجة الكثير من الازمات المقبلة".
وقال: "في الوضع الاقتصادي والمعيشي، نقول يجب أن يواجه هذا الواقع بكل جدية، وبروح المسؤولية وبدون انهزام وبدون روح انهزامية او استسلام، وبدون يأس، هل يمكن أن نواجه؟ نعم، يجب العمل بقوة على مواجهة هذه الازمات، أو الحد منها، وإيجاد سبل لمعالجتها، في قضية البنزين والمازوت التي اضطررنا أن نتكلم عنها في أكثر من ليلة من ليالي عاشوراء الاخيرة، وبعد حركة الجيش اللبناني والقوى الامنية ايضا، عندما بدأوا يكشفون على المحطات وبعض مخازن الشركات وتأتيهم معلومات عن أماكن تخزين في مختلف المناطق، وتبين ملايين ليترات البنزين وملايين ليترات المازوت مخزنة، هذا الذي تبين الى الآن، والمخزن ايضا يمكن أن يكون أكثر من هذا، هذا ماذا يؤكد؟ هذا يؤكد أن هذه الازمة هي أزمة مفتعلة، وهي أزمة مصطنعة، لان الدولة كانت تؤمن الدعم والبواخر كانت تأتي الى الشواطىء والشركات كانت تستلم وتسلم والمحطات تبيع، وفي وسط هذه الحركة كلها، الاحتكار والتخزين والتهريب، اذا هذه ازمة مفتعلة، وكان يمكن معالجتها لو بادرت الدولة بعزم وحزم من الأيام الأولى، لمنعت طوابير الذل على المحطات، ولمنعت كل أشكال الإذلال التي عاناها اللبنانيون خلال الأسابيع الماضية. لو أقدمت الدولة من اليوم الأول على هذا القرار الجريء والشجاع، وجاء الجيش والقوى الأمنية، وقامت الوزارات المعنية بمسؤولياتها لما حصل الذي حصل خلال الأسابيع الماضية. هل هذا سوء تدبير؟ هل هذا أمر متعمد لتيئيس اللبنانيين ولإيجاد حالة من الضغط النفسي والاختناق لفرض خيارات وإرادات على اللبنانيين؟"
أضاف: "إذا لم يتوقف المحتكرون عن هذا السلوك اللاإنساني البشع الذي يؤدي إلى إذلال اللبنانيين على محطات البنزين، وإذلال اللبنانيين في الظلام في الظلمة والحر، وفي المستشفيات، وفي خبزهم اليومي. إذا لم يتوقف هؤلاء لا يكفي أن تقوم القوى الأمنية بمصادرة الكميات المخزنة والمحتكرة. في يوم عاشوراء الحسين عليه السلام، وبكل وعي ومسؤولية إنسانية وشرعية، أقول يجب على الدولة وعلى القوى الأمنية أن تزج بهؤلاء المحتكرين البشعين في السجون حتى يتوقف هذا الإذلال، وهذه الأزمة المصطنعة. طبعا هذا الأمر يجب أن ينسحب على الملفات الأخرى، على ملف الدواء، على ملف المواد الغذائية لأن القصة هي نفس القصة، والحكاية هي نفس الحكاية، الاحتكار، والجشع، والأرباح المضاعفة مرات عديدة، هذا الأمر لا يجوز أن يستمر. والدولة مع إمكانياتها المتواضعة، هل تستطيع أن تخفف من معاناة اللبنانيين، نعم ولكنها تحتاج إلى إرادة وعزم.
وتابع: "في هذه النقطة يجب أن نقدر عاليا تضحيات الجيش اللبناني والقوى الأمنية، هؤلاء الضباط والجنود والعساكر والرتباء في الشوارع بالليل وفي النهار وتحت الشمس يعرضون أنفسهم للمخاطر من أجل تخفيف المعاناة الحياتية على اللبنانيين، هذا الأمر يجب أن يقدر، ويتعرضون أيضا للمخاطر الأمنية وللاعتداء ولإطلاق النار ولرمي الحجارة، وهذا أمر مدان ومعيب أن يرمي أحد طلقة أو حجرا على أولئك الضباط والجنود الشرفاء الذين يعملون في الليل وفي النهار، ويجهدون من أجل أن يؤمنوا البنزين والمازوت للمستشفيات ولأفران الخبز وأن وأن وأن وأن. وليحافظوا على الأمن الاجتماعي من أن ينفجر هذا البلد أمام كل هذه الضغوطات. الدولة تستطيع أن تخفف المعاناة، نعم الحكومة الحالية تستطيع أن تسارع إلى تطبيق مشروع البطاقة التمويلية التي أقرها مجلس النواب، وهي كفيلة بأن تخفف أيضا من المعاناة".
وقال نصرالله: "في يوم العاشر من المحرم اليوم، وأمام هذا الحضور الحسيني الزينبي الكبير في الضاحية، وفي كل المناطق أود أن أعلن ما يرتبط بنا نحن أيضا. نحن من جهتنا تحدثنا سابقا ووعدنا، وكنا ننتظر ونحضر المقدمات لأنه بكل صراحة قصة أن نأتي بالبنزين والمازوت من إيران، أو من غير إيران هي بالنسبة لي ولإخواني ولنا في حزب الله هي مسألة جديدة وتجربة جديدة، وكانت تحتاج إلى بعض الوقت. اليوم في يوم العاشر أود أن أعلن أمامكم وأمام الجميع أن سفيتنا الأولى التي ستنطلق من إيران محملة بالمواد التي يجب أن تحضر في هذه السفينة قد أنجزت كل الترتيبات، وحملت بالأطنان المطلوبة وأنجزت كل الأعمال الإدارية، وستبحر خلال ساعات ببركة الحسين سيد الشهداء في هذا اليوم إلى لبنان. ما يفصلنا عنها هو مسافة الطريق فقط عندما تصل السفينة الأولى، وستتبعها سفينة أخرى وسفن أخرى إن شاء الله. المسألة ليست سفينة واحدة. عندما تصل إلى مياه البحر الأبيض المتوسط نتحدث لاحقا عن التفاصيل، إلى أين وكيف ومتى؟ والآليات العملية وما شاكل". طبعا أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت، البنزين هو حاجة السيارات والنقل، لكن يتوقف على المازوت اليوم المستشفيات، والمراكز الصحية، ومصانع الأدوية والأمصال، ومصانع المواد الغذائية، وأفران الخبز، ومولدات الكهرباء، ولذلك بتشخيص الكل أن المازوت هو أولوية وأهمية قصوى لأنها ترتبط بحياة الناس في عمق حياة الناس. وإن شاء الله ستصل هذه السفينة والسفن الأخرى بخير وسلامة. أعرف أننا أمام تحد كبير وأمام ما يشاع وما يثار من مخاوف وتهديدات مبطنة حتى الآن لا يوجد شيء رسمي، نحن لم يصلنا حتى الآن تهديد رسمي أنه والله مثلا الأمريكان ماذا سيفعلون، أو الإسرائيليين بماذا يقومون. هناك كلام وسائل إعلام يكتب في بعض وسائل الإعلام. أنا أود أن أقول أن السفينة منذ اللحظة التي ستبحر فيها بعد ساعات، وستصبح في المياه سوف تصبح أرضا لبنانية. السفينة الآتية من إيران والتي ستبحر بعد ساعات أقول للأمريكيين وللاسرائيليين هي أرض لبنانية. نحن أصرينا على هذا الخيار لأننا قلنا لا نستطيع أن نتحمل مشاهد الإذلال لشعبنا، لا على طوابير الأفران، ولا على طوابير المستشفيات، ولا على طوابير محطات البنزين، ولا في ظلام الليل وحرارة الصيف".
أضاف: "نحن لا نريد أن ندخل في تحد مع أحد، لو أنهم رفعوا عقوباتهم عن لبنان، وسمحوا للبنانيين بأن يعيشوا حياتهم الطبيعية، نحن لسنا بحاجة لأن نذهب لهذا الخيار. فالذين فرضوا على لبنان هذه الظروف الصعبة، هم الذين جعلونا نلجأ إلى هذا الخيار، لأننا نحن نريد أن نساعد شعبنا. لا نريد أن ندخل في مشكلة مع أحد، ولا في تحد مع أحد. ولكن بصراحة نقول لا يخطئ أحد ويدخل معنا في تحد بات يرتبط بعزة شعبنا، وإذلال شعبنا. ونحن قوم نرفض أن يذل شعبنا، نحن قوم وعبر الأجيال ومئات السنين أتباع ذلك الإمام الذي رفع فينا ذلك الشعار الأبدي هيهات، هيهات منا الذلة. ونرفض أن نذل لا في حرب عسكرية، ولا في حرب سياسية، ولا في حرب اقتصادية. عندما يتم وضعنا أمام خيارات من هذا النوع العالم كله، يعرف قرارنا وعزمنا. وهذا ما سيتم تأكيده في ختام الكلمة بعد قليل".
وتابع: "من الواجب في هذه المناسبة أن نتوجه أنا وأنتم بالشكر إلى الجمهورية الاسلامية في إيران، وإلى سماحة القائد المفدى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله الشريف، وإلى فخامة رئيس الجمهورية آية الله السيد رئيسي، وإلى المسؤولين الكرام، وإلى الشعب العظيم الإيراني أن نتوجه إليهم بالشكر والتقدير على وقوفهم الدائم إلى جانب لبنان وشعب لبنان، كما في المقاومة كانوا السند الحقيقي والقوي لنتمكن من تحرير أرضنا وأسرانا وسيادتنا، كما في حرب تموز كانوا معنا في المقاومة والصمود والمساهمة الأساسية في إعادة الإعمار. كذلك اليوم وبالرغم من العقوبات على إيران والحصار والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها شعب إيران العزيز كما تعانون أنتم، إيران تقف إلى جانبكم. الجمهورية الاسلامية وخلال أربعين عاما، وبرغم الحرب المفروضة عليها لثماني سنوات ومحاولات ضربها وعزلها وحصارها، الجمهورية الاسلامية المباركة لم تتخل يوما عن حلفائها وأصدقائها. الجمهورية الاسلامية الإيرانية المباركة لن تخذل يوما أصدقاءها وحلفاءها واليد المقطوعة لقاسم سليماني على أرض المطار في بغداد شاهد قوي على هذه الحقيقة. هذه رسالة لكل شعوب منطقتنا وحكومات منطقتنا المهددة بالإرهاب وبالحصار وبالعقوبات. هنا نعم، هذا صديق تستطيع أن تراهن عليه، وهذا جبل شامخ تستطيع أن تتكئ، وتسند ظهرك إليه مع هذا النوع من الأصدقاء والحلفاء يتغير المشهد، وتتبدل المعادلات، وهذا درس كبير، درس كبير".
وقال: "أيضا أود أن أؤكد كما ذكرت قبل قليل أيها اللبنانيون بكل صدق الجمهورية الاسلامية على مدى 40 عاما لم تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. قرار لبنان قرارنا، نحن في لبنان في أيدينا نحن كما كنت أقول دائما لسنا أدوات عند هذه الدولة، أو تلك الدولة حتى هذه الدولة الكريمة، نحن سادة عند الولي الفقيه ولسنا عبيدا عند أمريكا، وأدوات أمريكا في المنطقة، هذه هي الحقيقة. ولذلك كل ما يقال عن تدخل إيراني في انتخاب رئيس جمهورية، أو في تكليف رئيس حكومة، أو في تشكيل حكومة، أو في قانون انتخاب، أو في سياسات اقتصادية، أو في تحالفات نقوم بها نحن أو أصدقاؤنا، هذا كله كذب وافتراء ولا أساس له على الإطلاق".
أضاف: "في الموضوع اللبناني كلمة مختصرة في مواجهة المحتكرين، وفي مواجهة التهريب الذي تحدثت عنه في ليلة ما قبل الأمس، وفي مواجهة الأحداث الأمنية أقول لكم، أقول للناس الطيبين والشرفاء الذين يتألمون بكل صراحة من بعض الزعران لأنه لا وصف لهم إلا هذا الوصف، الذين يعتدون على الناس ويطلقون النار على محطات البنزين أو على محطات الكهرباء، أو يحرقون هذه المؤسسة العامة، أو هذه الأملاك الخاصة، هؤلاء غوغائيون فوضويون، لا يمتون إلى أي قيمة من قيم هذا الشعب بصلة، كلنا ننزعج مما حصل، آخره كان الاعتداء الأثيم في خلدة الذي أدى إلى شهداء وجرحى، الاختلالات الأمنية التي تحصل في بعض المناطق وخصوصا في منطقة البقاع أحيانا، الصواب، الصحيح، هو أن تقوم الدولة بمسؤوليتها وأن نساعد نحن الدولة لتقوم بمسؤوليتها، أن نطالبها، أن نغطيها، أن ندعمها، أن نساعدها، حتى لو غضبنا وحتى لو انفعلنا - اسمحوا لي واقبلوا مني هذا المنطق - يجب أن نتحمل، من الخطأ أن نندفع ونحن أقوياء ولسنا ضعفاء، لا يقوى علينا أحد، لا يستطيع أن يقوى علينا أحد، من الخطأ أن نندفع عاطفيا أو انفعاليا، حتى في معالجة الاشكالات الأمنية الطارئة، يجب أن نكون جميعا مع الجيش اللبناني، مع القوى الأمنية، الصواب، المصلحة الوطنية الكبرى هي أن تقوم الدولة بمواجهة هذه الأحداث، إن ذهاب قوى حزبية أو قوى المقاومة إلى معالجة خاصة أو ذاتية لهذا النوع من الأحداث ينطبق عليه عنوان دفع الفاسد بما هو أفسد، دفع السيء بما هو أسوأ، وهذا ما يريده أعداؤنا في الحقيقة".
وتابع: "قبل الختام - ما زالت هناك نقطة والختام - نحن نعرف أن ما يجري في بلدنا وعلى بلدنا هو حرب اقتصادية لإخضاع اللبنانيين ولفرض خيارات عليهم تخدم مصالح إسرائيل، فيما يعني ترسيم الحدود البحرية، فيما يعني اقتسام الثروة النفطية في البحر، نحن أملنا الكبير كشعب لبناني وكدولة ووطن أن يحصل اللبنانيون على هذه الثورة النفطية والغازية ليسدوا ديونهم ويعالجوا أوضاعهم، ليس واضحا أن هناك آمالا أخرى. حسنا، هناك من يريد أن يفرض خيارات على اللبنانيين لا تتناسب مع هذه المصالح الوطنية، وفيما يعني قدرات المقاومة القادرة على حماية البلد وفيما يعني موقع لبنان من كل ما يجري في المنطقة نعرف أن الإدارة الأميركية هي التي تدير هذه الحرب وأن السفارة الأميركية في عوكر هي الوكر المباشر الذي يدير هذه الحرب الاقتصادية والإعلامية، السفارة الأميركية هي التي تقف خلف كل هذا التحريض والتجييش الإعلامي للبنانيين على بعضهم البعض، نحن نعرف أن السفيرة الأميركية شخصيا تلتقي ببعض من يسمى بال NGOS ما يسمى بجمعيات المجتمع المدني وتطالبهم وتحرضهم وتمولهم وعندما يفشلون تعاتبهم وستعابتهم طويلا".
وقال: "أمام هذه الحقيقة والواقع، هذه السفارة الموجودة في عوكر ليست سفارة تمثيل ديبلوماسي، هذه سفارة تآمر وتواطؤ على شعب لبنان، على لقمة الخبز في لبنان، على عرق الجبين في لبنان، على كرامة الإنسان في لبنان، من موقعها الشيطاني الفتنوي. أريد هنا أن أقول لهذه السفارة فشلتم في الماضي وستفشلون، خلال عشرين سنة دربتم جيوشا نظامية، جنرالات وعساكر وفشلتم وأخفقتم، ماذا سيفعل لكم هؤلاء المساكين من جمعيات المجتمع المدني وفي مقابل من؟ في مقابل الوطنيين الشرفاء في لبنان، في مقابل قوى المقاومة في لبنان، في مقابل المقاومة التي هزمتكم وهزمت النسخ المتعددة من مشروعكم في لبنان وفي المنطقة؟ لذلك تتعبون أنفسكم بلا طائل وتنفقون الأموال بلا طائل. وأقول لهؤلاء المساكين ممن ينتمون إلى بعض - لا أريد أن أقول كل - إلى بعض جمعيات المجتمع الأهلي المدني، الأثرياء الجدد، سمعتم بعض السياسيين أمس يقول هناك عشرات الملايين أعطيت لهذه الجمعيات تبخرت، طبيعي أن تتبخر، مثل 20 مليار دولار التي أنفقتها السعودية على لبنان وتبخرت، مثل 10 مليار دولار في السنوات الأخيرة التي أنفقتها أميركا في لبنان وتبخرت، وما سيعطى من مال لهذه الجمعيات سيتبخر وستنشأ طبقة جديدة من الأثرياء الجدد، هذه هي الحقيقة، أقول لهؤلاء المساكين أيضا خذوا العبرة من أفغانستان، لا تسندوا ظهركم إلى هذه السفارة ولا إلى هذه السفيرة ولا إلى هذه الإدارة، هؤلاء كلابهم البوليسية أكرم عندهم وأنفع لهم وأقرب إليهم منكم ومن كل من هو على شاكلتكم، خذوا العبرة ولا ترتكبوا نفس الأخطاء التي ارتكبها آخرون".
أضاف: "خيار اللبنانيين الوحيد هو أن يتعاونوا ويتفاهموا ويتلاقوا، رسالتنا الأخيرة في يوم عاشوراء هي رسالة التلاقي والتعاون والتفاهم من أجل أن ننقذ بلدنا، بالاعتماد على طاقاتنا، على شعبنا، على عقولنا، على قدراتنا البشرية العظيمة وقدراتنا المادية المتواضعة. إذا جاءت مساعدة من الخارج بلا قيد وبلا شرط أهلا وسهلا، أي دعم يأتي من الخارج لا يمس بسيادة البلد أهلا وسهلا. المساعدات التي يتحدث عنها هي مساعدات مشروطة، مشروطة بتصادم اللبنانيين وبالفتنة بين اللبنانيين، هذا أمر ليس له نتيجة وليس له طائل، هذا المال يريد أن يخرب لبنان لا أن يحيي لبنان، لا أن يعمر لبنان".
وتابع: "إذا، نحن كشعب قادرون على أن نتجاوز هذه الصعوبات إذا تعاونا وإذا تماسكنا، في يوم عاشوراء نستمد العزم والإرادة والتصميم والثبات ومواصلة الطريق من الحسين وأصحاب الحسين والشهداء مع الحسين، من زينب وأخوات زينب، ورسالتنا في يوم عاشوراء، رسالتنا التي نقولها ونختم بها في كل عام، لا تجربونا لقد جربتمونا سابقا، في 82 وعلى مدى سنوات طويلة لعام 2000 وفي 2006 في مواجهة إسرائيل و2011 وإلى اليوم في مواجهة الجماعات التكفيرية التي أتيتم أنتم بها من كل أنحاء العالم، لا تجربونا لا في حرب عسكرية ولا في حرب أمنية ولا في حرب اقتصادية لأننا أبناء المدرسة التي إن وضعت بين خيارين تقول كلمة الحسين عليه السلام يوم العاشر من المحرم، ألا إن الدعي ابن الدعي - وفي هذا الزمن الأدعياء كثر - ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيها منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، نحن أهل الشهادة الذين يستشهدون ورؤوسهم مرفوعة كما مضى شهداؤنا، هذا هو طريقنا الذي نتسمك به، وعندما نكون في معركة من هذا النوع لا نترك إسلامنا ولا نترك إيماننا ولا نترك قائدنا ولا نترك قضيتنا ولا نترك مقدساتنا ولا نترك أمتنا ونقول لكل العالم مقولة رسول الله صلى الله عليه وآله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه، أو مقولة أصحاب الحسين لحفيده الحسين ليلة العاشر من المحرم ونحن نقولها في يوم العاشر من المحرم، نقولها لإسلامنا، لأمتنا، لمقدساتنا، لحسيننا في هذا الزمان، لصاحب الزمان عليه السلام، لو أن يا سيدنا وإمامنا نعلم أننا في هذا الطريق نقتل ثم نحرق ثم نذر في الهواء ثم نحيا ثم نقتل ثم نحرق ثم نذر في الهواء ثم نحيا يفعل بنا ذلك ألف مرة، يفعل بنا ذلك ألف ألف مرة - يعني مليون مرة - يفعل بنا ذلك ألف ألف مرة ما تركناك يا حسين".
وقال: "عندما نطلق هذا الشعار العالم كله يعرف أنه من موقع الصدق، الصدق الذي يشهد عليه شهداؤنا من السيد عباس إلى الشيخ راغب إلى الحاج عماد إلى السيد مصطفى، إلى كل شهدائنا القادة والمجاهدين والاستشهاديين، يشهد عليه جرحانا، أسرانا المحررون، يشهد عليه أباء وأمهات وزوجات وأبناء وبنات وإخوة وأخوات الشهداء، يشهد عليه هذا الجيل من المقاومين الذين لم تهزهم العواصف ولم تزلزلهم كل هذه الأحداث الخطيرة في منطقتنا، ولذلك نعم نحن اليوم أيضا مجددا وفي عام هجري جديد وفي عاشوراء جديدة نقول للحسين الذي وقف في الساعات الأخيرة لم يكن يخاطب الشهداء أمامه ولم يكن يخاطب الجنود القتلة الذين يئس منهم وإنما كان يخاطب أجيال من الشرفاء في أصلاب الرجال وأرحام النساء الآتين في التاريخ ليقول لهم، نداهم هل من ناصر ينصرني؟ ونحن على مدى الأعوام واليوم وفي كل عام نقول نحن أنصارك يا أبا عبد الله، لبيك يا أبا عبد الله، لبيك يا حسين. ومن يمشي في طريقك يا سيدي لن يرى إلا العزة والكرامة والخلود والسعادة في الدنيا وفي الآخرة".
وختم نصرالله: "السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله وعليك منا جميعا سلام الله وعليكم منا جميعا سلام الله ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين في يوم عاشوراء، السلام على الرأس المقطوع، على الصدر المرضوض، على الجسد المسلوب، على الاصبع المقطوع، السلام على السبايا، على الكفوف المقطعة، على الأجساد المجزرة، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى ابي الفضل العباس وعلى أولاد الحسين وعلى زينب أخت الحسين وعلى أصحاب الحسين والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته وعظم الله أجوركم".
5*) كلمة رئيس الجمهورية
21 آب 2021
"أحبائي، ليس هناك اسهل من المزايدات والخطابات الشعبوية. وليس هناك اسهل أيضا من توزيع الاتهامات يمينا وشمالا، حتى تتزور الحقائق ويتغطى المذنبون الحقيقيون.
منذ بدأت ازمة المحروقات، وانا ادعو الى حل عملي وسريع، كي لا نصل الى ما وصلنا إليه، ويتبهدل المواطنون امام محطات البنزين، وتنقطع الكهرباء، وتتوقف المولدات. وكنا قررنا في اجتماع انعقد هنا في القصر الجمهوري ان يستمر الدعم على المحروقات حتى نهاية شهر أيلول المقبل، كي يتزامن رفع الدعم التدريجي مع صدور البطاقة التمويلية. ولم نترك وسيلة الا وعملنا عليها، بما فيها الاتفاق الذي حصل مع العراق لاستيراد المحروقات، والذي من المفترض ان يبدأ تنفيذه خلال الشهر المقبل.
لكن الذي خرب الوضع، وجعل الازمة تتفاقم هو القرار الذي اخذه حاكم مصرف لبنان بوقف الدعم من دون العودة الى الحكومة، وقبل صدور البطاقة التمويلية. مع الأسف، فإن هذا القرار جعل ازمة المحروقات تتفاقم اكثر فاكثر مع إصرار الحاكم على موقفه، ومطالبته بإصدار تشريع يغطي الصرف من الاحتياط الالزامي.
بعد قرار الحاكم، طلبت عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لدرس الوضع واتخاذ القرار وإيجاد حل شامل، فيتحمل كل وزير مسؤوليته ضمن اختصاصه. لكن رئيس الحكومة اعتبر ان مجلس الوزراء لا يجتمع في فترة تصريف الأعمال.
ولأن الدستور حصر دعوة مجلس الوزراء برئيسه، أو بموافقته في حال ارتأى رئيس الجمهورية ضرورة الدعوة الى جلسة استثنائية، لم ينعقد المجلس بالتالي ولم نتمكن من اتخاذ القرار المناسب.
إذ ذاك، لم يعد أمامي الا أن اطلب من مجلس النواب أن يتخذ المبادرة في معالجة هذه المسألة، فوجهت اليه رسالة شرحت فيها كل الوقائع، وطلبت مناقشتها واتخاذ القرار أو الموقف المناسب. ولكن، مع الأسف، أتى موقف مجلس النواب بصورة عمومية من دون أي خطوات عملية تنفيذية. وهو اكتفى بالدعوة الى تشكيل حكومة وإصدار البطاقة التمويلية، وبعد ذلك رفع الدعم.
مرة جديدة، لم نصل الى نتيجة عملية، وقد استخدمت كل صلاحياتي الدستورية: مجلس الوزراء لم ينعقد، ومجلس النواب لم يتخذ اجراء عمليا، والوضع اليوم هو كما ترونه وتعيشونه.
لقد احببت أن اصارحكم بالواقع كي تعرفوا أن هناك عرقلة لكل فكرة أو اقتراح أو مبادرة، كأن المطلوب هو المزيد من تدهور الأوضاع والمعاناة والعذاب للمواطنين، ووقوفهم في طوابير الذل. أنا أعرف أن المطلوب خطوات عملية، يجب أن نأخذها. ومن جهتي تشاورت مع دولة رئيس الحكومة، ودعونا الى اجتماع اليوم في قصر بعبدا تقرر فيه: دعم المحروقات على أن تتحمل الخزينة اللبنانية جزءا من الكلفة، واعطاء موظفي القطاع العام مساعدة اجتماعية عاجلة، بانتظار إعادة النظر بالرواتب والأجور وفقا للأصول، وضمن خطة تعاف شاملة.
أما بالنسبة الى الحكومة، فستتشكل بإذن الله، وبالتعاون بيني وبين الرئيس المكلف. والأساس هو أن تكون حكومة قادرة على القيام اصلا بالإصلاحات، وحاصلة على ثقة الكتل النيابية".
وختم رئيس الجمهورية: "وأخيرا، أريد ان اطمئنكم أنني سأظل أعمل حتى نبلغ الحلول، ولن أتأثر بالمزايدات ولا بالحملات الإعلامية، كما ولن أتخلى عن واجباتي ومسؤولياتي. للأسف، تعطلت كل أجهزة الدولة المفروض فيها أن تتخذ القرارات، فأخذت أنا المبادرة لحل الأزمات الضاغطة والمشاكل الطارئة. أحبائي، الوضع صعب لكن بتضامننا نحن قادرون ان نصل تدريجيا الى النتائج المرجوة. عشتم! عاش لبنان!".
6*) عظة الاحد
22 آب 2021
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطران سمير مظلوم، المونسنيور وهيب كيروز ورئيس مزار سيدة لبنان منسق الدائرة البطريركية الأب فادي تابت، بمشاركة القيم البطريركي في الديمان الأب طوني الآغا وأمين سر البطريرك الأب هادي ضو.
حضر القداس رئيس حركة "حق وعدالة" جورج بطرس وعدد من الراهبات والشبيبة الأنطونية في غزير والخالدية وجمع من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "المطلوب واحد" (لو 10: 42)، جاء فيها: "ان مرتا ومريم جمعتا بين سماع كلمة الله والانصراف الى العمل. سماع الكلمة يولد الايمان، والايمان يحرك على العمل الصالح والخلاق والمحب في جميع قطاعات الحياة: الكنسية والمدنية والسياسية. لم يوجه الرب يسوع الى مرتا ملامة، لانها تنصرف الى واجبات الخدمة والضيافة وهي ضرورية، بل أظهر أهمية سماع كلام الله، كما فعلت مريم، من اجل تقديس العمل، وتقديس الذات فيه. ذلك أن تغذية الجسد ضرورية للحياة الزائلة، أما تغذية الروح بالاستماع الى الكلمة الالهية فضرورية للحياة الأبدية. نجتمع معا في هذه الليتورجيا المقدسة حول مائدة المسيح الرب، مائدة كلمته لاحياء ايماننا وانارة عقولنا، ومائدة جسده ودمه لبث الحياة الالهية فينا، وتقديس نفوسنا. اننا نصلي كي ندرك هذه الحقيقة المحيية. اننا نرحب بكم جميعا ونحيي معنا الراهبات الانطونيات والشبيبة الانطونية من مدرستي غزير والخالدية وقد قاموا مشكورين برسالة طيلة خمسة أيام في رعايا المنطقة".
أضاف: "جاء يسوع، حاملا الخبز السماوي لبني الارض، وقد أصبح واحدا منهم، ويحتاج الى طعامهم. لكنه اراد بجوابه الى مرتا أن يبين حاجة بني الارض الى طعامه للحياة الابدية، كما قال لتلاميذه: "أنا هو الخبز النازل من السماء ليأكل منه الانسان، فلا يجوع" (يو 6: 35). فيما كانت مرتا تهيئ للرب طعاما وفيرا، كانت مريم تغتذي من كلام الحياة والصلاح. قال القديس أغسطينوس: "كانت مريم تأكل مما كانت تسمع، أي كانت تأكل الحقيقة ممن قال عن نفسه "أنا هو الحق والحياة" (يو 14: 6). هذا هو "المطلوب الواحد والنصيب الأفضل الذي اختارته مريم، والذي لا ينزع منها" (لو 10: 42)".
وتابع: "سماع الكلمة الالهية هو الدافع الاساسي للخدمة والعطاء. الذي يصبح أساسا للشهادة المسيحية والشركة، على مثال الكنيسة الناشئة: "إذ كان جماعة المؤمنين مواظبين على تعليم الرسل، وكسر الخبز، والشركة في ما يملكون. فلم يكن بينهم محتاج" (اعمال2: 44،42). تقوم حياة الكنيسة والمسيحيين على ركائز ثلاث متكاملة: كلمة الله، والاسرار وبخاصة الافخارستيا، وخدمة المحبة. فالكلمة تولد الايمان بالمسيح، والايمان يقود الى لقاء الرب الخلاصي في الاسرار والليتورجيا، ونعمة الاسرار تحمل على المحبة الاجتماعية تجاه الفقراء والمعوزين".
وقال: "يا لتعاسة شعب، المسؤولون السياسيون عنه يهملون اهمالا كاملا سماع كلام الله، ولا يصغون إلا الى مصالحهم وحساباتهم. هؤلاء يقول عنهم القديس بولس الرسول: "بطونهم آلهتهم" (في 3: 19). هنا تكمن مأساة شعب لبنان وانهيار أخلاق المسؤولين والدولة. فبعد سنة وشهر بات واضحا للجميع- رغم الوعود الفارغة- أن المسؤولين في لبنان لا يريدون حكومة، تاركين الشعب يتدبر أمره بيده. وهو يفعل ذلك ولو بالاذلال، ويحافظ على ما لم يحافظوا هم عليه. وإذا سألتهم: لماذا؟ فلا يعرفون! ولذا، يتبادلون التهم ليلا ونهارا. ان كلمة الله تصرخ بكم، أيها المسؤولون: أوقفوا التلاعب بمشاعر الشعب وتعذيبه. أوقفوا العبث بمصير الوطن والدولة، واستنزاف تشكيلة وزارية بعد تشكيلة، واختلاق شروط جديدة كلما حلت شروط قديمة. ضعوا حدا لنهج التعطيل والسلبية ودرب الانتحار. اننا ندين التزامكم تصفية الدولة اللبنانية بنظامها وميثاقها ودورها التاريخي ورسالتها الإنسانية والحضارية. لقد بات واضحا أنكم جزء من الانقلاب على الشرعية والدولة، وأنكم لا تريدون لبنان الذي بناه الآباء والأجداد أرض لقاء وحوار، وأنكم لا تريدون حكومة مركزية بل تتقصدون دفع الشعب عنوة ورغما عنه إلى إدارة شؤونه بنفسه، وإلى خيارات ينأى عنها منذ خمسين سنة. كصدى لهذا الصوت، نطالب وما زلنا بضرورة عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة من أجل إنقاذ لبنان بتطبيق قرارات مجلس الأمن غير المطبقة إلى الآن، وتنفيذ إتفاق الطائف بروحه وكامل نصوصه، وإعلان حياد لبنان وفقا لهويته الأساسية، وتنظيم عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين. "المطلوب الواحد" منكم ايها المسؤولون السياسيون، إلى جانب سماع كلام الله، أن تحبوا لبنان وشعبه، وتحفظوا الولاء له، دون سواه، وتضحوا بمصالحكم الخاصة في سبيله".
أضاف: "إن شعب لبنان، وإن جريح، سينتفض ويقاوم هذه النزعة التدميرية، ويستعيد كرامته وكرامة وطنه كما فعل كل مرة. ولن يدع الشعب أي طرف مهما كان، ومهما استقوى واستبد، أن يبدد تضحيات الأجيال ويطعن بأرواح الشهداء. وما يؤلم شعبنا أنه غالبا ما يحرر قرار الدولة من دون دعم دولته له، بل هي نفسها تتواطأ أحيانا عليه وعلى شرعيتها مع قوى غير شرعية ومع محاور خارجية. أما نحن فنوكد من جديد دعمنا للثورة، وحرصنا على الشرعية. دعمنا الثورة بما تمثل من أمل لتجديد لبنان وتغيير الاعوجاج، وتفتح طريق تحمل مسؤولية الوطن أمام الأجيال الطالعة والنخب. وحرصنا على الشرعية لكونها تعبيرا عن وحدة الكيان اللبناني وعن ثوابت لبنان التاريخية. إن شعلة الثورة ما زالت ملتهبة وتحتاج الى شد روابط وحدتها وتصويب اهدافها. ولكن بالمقابل أين الشرعية من الثوابت الوطنية والمؤسسات؟ أين دورها في الحفاظ على الدستور وسيادة لبنان؟ أين تمسكها باستقلالية القرار الوطني؟ أين محاولاتها لمنع تفتيت الدولة؟ أين مساعيها لإنقاذ الشعب؟".
وأردف: "لقد بات واضحا أن الغاية من ترك الدولة شعبها يتعذب، ويستجدي مستلزمات الحياة، ويجوع، في دولة القضاء فيها تسيس وتمذهب وتعطل في أفظع جريمة في تاريخ لبنان متمثلة في إنفجار مرفأ بيروت (4 آب 2020)، هي دفع الأجيال اللبنانية الجديدة والعائلات إلى الهجرة، وتفريغ المجتمع من طاقاته الحية، وضرب توازن الشراكة الوطنية بغية وضع اليد على البلاد. لكننا نؤكد ان الشعب اللبناني مصمم على مواجهة التحديات، وهو بانتظار عودة الدولة إليه وإلى ذاتها، يتجه نحو تنظيم حياته في مناطقه من خلال المؤسسات والأطر القائمة ومرجعياته الوطنية والاجتماعية والروحية، ومن خلال دورة اقتصادية تؤمن له الغذاء والدواء والمحروقات والكهرباء وجميع مستلزمات البقاء والصمود. وإذ تقوم المناطق بهذا الدور الموقت، فهي تعمل على تمتين وحدة لبنان وعلاقاته العربية والدولية، والشعب من جهته ساع أبدا إلى الحفاظ على وجوده على أرض الوطن في قريته ومنطقته ومدينته حتى يستقبل الدولة الجديدة والزمن الجديد".
وختم الراعي: "معا، في هذا السياق، أود توجيه عاطفة شكر الى كل الذين في لبنان وبلدان الانتشار يمدون يد المساعدة للبنانيين في حاجاتهم المتنوعة. وأوجه نداء إلى جميع الميسورين والمتمكنين، خصوصا الذين يدينون لهذا المجتمع بثرواتهم التي جنوها بعرق الجبين، أن يتضامنوا مع المواطن والوطن، ويساهموا بتمويل هذا النشاط الاقتصادي والاجتماعي. وإني على يقين من أن هذه الفئات الميسورة، التي ساهمت في رفع اسم لبنان، ستقف إلى جانب الشعب في كل مناطقه. يا رب، أنت تعلمنا في انجيل اليوم أن المطلوب الواحد في الحياة هو سماع كلام الله. هبنا نعمة الثبات في سماعه لكي يستنير كل عمل نقوم به، فيأخذ عزيمته وقيمته ومعناه. وإليك نرفع المجد والتسبيح أيها الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".