رقم 76/2021
تقرير دولي 11-17 تشرين الاول /2021
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
عام ونيّف مرّ على "بيروتشيما"- انفجار مرفأ بيروت الذي أطاح بنصف العاصمة وخلّف أكثر من 200 شهيد و6000 جريح عدا عن الخراب والدمار الذي لحق بالبيوت والمؤسسات الخاصة والعامة.
عيّن أول قاضي تحقيق في جريمة العصر، وهو القاضي فادي صوّان، وسرعان ما كُبّلت يداه بعد رفض الدول الغربية إمداده بالوثائق وصور القمار الصناعية عن يوم الانفجار، بحجة عدم وجودها! ثم نُحّيَ تحت ضغوط سياسية داخلية بعد ان اصدر استناباته لمسؤولين عدة.
بعدها، عُيّن القاضي طارق البيطار، وقد قيل أنه مقرّب من فريق رئيس الجمهورية، لكن حين بدأ بلائحة الاستدعاءات التي شملت مسؤولين في حركة أمل والمردة بالإضافة إلى وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، بدأ أمين عام حزب الله بشن حملته على البيطار لاستبداله.
وبعد رفض محكمة التمييزية المدنية الدعاوى بحق البيطار أشعل حزب الله وحركة أمل الشارع، المجيّش لأشهر ضد القاضي، في تظاهرة قيل بأنها سلمية، ليتبيّن لاحقاً بأنها كانت "مسلّحة جداً"، باتجاه قصر العدل للمطالبة بتنحية قاضي التحقيق بسبب "تسييسه" للتحقيق واستهداف شخصيات محددة.
انتهت التظاهرة للأسف بسقوط قتلى وجرحى، بعد أن اشتعلت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وبالقذائف المضادة للدروع، والتي ظهرت فجأة بين ايدي المتظاهرين "العزّل والمسالمين"، وليفتح حزب الله بعدها جبهة التخوين والتهديد والاتهامات باتجاه حزب القوات اللبنانية.
وفجاة، أصبح، في خطاب حزب الله، التحقيق بـ"مذبحة الطيونة" ذات أولوية على التحقيق بانفجار المرفأ، كما أن القاضي طارق البيطار هو المسؤول عن الدماء التي سالت يوم الخميس ويجب محاسبته!
بالطبع، كل هذه الأحداث والحكومة الجديدة غائبة، فبعد تهديد، وفيق صفا، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، العلني لقاضي التحقيق هدد الثنائي الشيعي بسحب وزرائهما من الحكومة التي من المفترض أنها لا تحوي حزبيين! وأصبح رئيس الحكومة كرئيس الجمهورية ذات مهمة وحيدة- وهي إقامة "الصلحة" بين الأفرقاء!! فيما الأزمة التي يعيشها المواطن تتفاقم يوما بعد يوم وعلى الصعد كافة.
لقد أصبح واضحاً أكثر، يوما بعد يوم، بأن التعايش بين حزب الله واللبنانيين يكاد يكون مستحيلاً لسبب واحد، وهو أن الحزب يعتبر نفسه فوق القانون والمحاسبة بينما باقي اللبنانيين هم تحت القانون، كما أن الحزب وبكل بساطة يهدر دماء من يخوّل لنفسه انتقاده.
تعتبر اسرة التقرير بأن العيش المشترك بين اللبنانيين مبني على قاعدتين: الحرية والعدالة، فإذا ضربت قاعدة منهما سقط هذا العيش، فكيف إذا ضرب حزب الله الحرية والعدالة معاً؟
لا مخرج للبنان من أزمته إلا بتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية (1559-1680-1701)، ولو اقتضى الأمر بالقوة، وإلا فلبنان سيستمر بالسقوط الحر نحو المجهول!
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
قرر مجلس الوزراء في جلسته يوم الثلاثاء متابعة البحث في ما يدور حول الملابسات المحيطة بالتحقيق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت، وذلك في جلسة تعقد في اليوم التالي، لكن في ظل التهديدات التي أرسلت بخصوص تعليق الوزراء "الشيعة" مشاركتهم في الحكومة في حال عدم تحييد القاضي البيطار عن التحقيق، أرجئت جلسة يوم الاربعاء إلى موعد لاحق لم يحدد.
وفي هذا السياق، رأى المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، أن مذكرة التوقيف التي صدرت في حقه عن المحقق العدلي طارق البيطار، يشوبها الكثير من نقاط الضعف ولا ترتكز إلى أي مسوغ قانوني على الاطلاق، معتبرا ان اجراء المحقق العدلي غير قانوني، كما أوضح أن مذكرة التوقيف كانت معدة سلفا وطبعت قبل يوم وسربت للاعلام قبل صدورها وأعتبرها مذكرة غير قانونية! إلى ذلك، أشار أن القاضي بيطار بتصريحاته الاعلامية ولقاءاته الجانبية يُنقل عنه كلام لا يلتقي مع الصفات التي يحب ان يتمتع بها قاض يتحمل مسؤولية هكذا قضية، مشيراً ان أكثر من طرف يتدخل في هذا الملف، ومؤكداً أن القاضي التقى وفدا أجنبيا لا علاقة له بالقضاء اللبناني بعد صدور المذكرة، والأمر نفسه حصل عند صدور مذكرة توقيف في حق الوزير السابق يوسف فنيانوس!!!
كذلك اوضح خليل أن جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء كانت بسقف عالي النقاش حول الموضوع، وليس سراً أن كتلتي أمل وحزب الله عبرتا عن موقفهما بأن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر وإن استمر بهذا الشكل فهو يهدد الاستقرار في البلد ويأخذ الأمور إلى مزيد من التصعيد، وأعلن أن كل الاحتمالات مفتوحة لتصعيد سياسي وربما تصعيد من نوع آخر، والأيام المقبلة ستكشف أن هناك الكثير من التحركات لتصويب المسار وإنقاذ القضاء من جهة، وإنقاذ مسار التحقيق وتأمين مناخ جيد للوصول إلى الحقيقة!!
وفي هذا الاطار، دعا حزب الله وحركة أمل مناصريهم إلى المشاركة في تظاهرة "سلمية" - كما اطلقا عليها - يوم الخميس إلى قصر العدل للمطالبة بتنحية القاضي البيطار. وخلال المسيرة أطلق النار على المشاركين ما أدى إلى اشتعال جبهة قتال بالاسلحة الرشاشة كانت نتيجته سقوط 6 قتلى وعشرات الجرحى، الأمر الذي استغلّه الثنائي الشيعي لشن حملة اتهام بحق سمير جعجع وحزب القوات بافتعال كمين.
وفيما يستمر إعلام فريق الممانعة بالشحن في هذا الاتجاه، يستمر بالضغط على موضوع إزاحة القاضي البيطار عن ملف التحقيق بانفجار المرفأ، فيما أشار نادي القضاة في بيانٍ أن القضاء قال كلمته، وخلص غير مرة إلى عدم قبول طلبات ردّ المحقق العدلي في جريمة المرفأ وعليه، من له أذنان فليسمع صوت القانون جيداً، وليتوقف عن العبث في آخر حصن في فكرة الدولة، وأكد على أنه لا بد من تعاضد كلّ القضاة ووحدتهم حول مجلس القضاء الأعلى ورئيسه، لمنع أيّ محاولة لتجاوز صلاحيات السلطة القضائية وللتصدي حتماً لأي محاولة للتطاول والإستقواء عليها من خارجها ترمي، في ما ترمي اليه، إلى كف يد المحقق العدلي بأساليب ملتوية؛ إذ إنّ الأخير يبقى سيّد ملفه، ما دام لم يصدر أيّ قرار عن المرجع المختص بردّه أو تنحيته. كما أسِف على سقوط ضحايا وجرحى ودعا إلى الإسراع في الكشف عن الفاعلين وإنزال أقصى العقوبات بهم إحقاقاً للعدالة وتفادياً لأي فتنة.
وكان لافتاً في هذا السياق كلام المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، حيث أكد يوم الجمعة أن ما حصل يوم الخميس هو "مجزرة وطنية" ارتكبها حزب القوات اللبنانية في منطقة الطيونة، وهذه المذبحة عبارة عن كمين إسرائيلي جرى تنفيذه بأيد قواتية، وهو لا ينفصل أبدا عن مشاريع تل أبيب القديمة الجديدة، وهو خطير جدا بالأمن والسياسة، وله ما بعده، وهو يأتي كنتاج لخطط العمليات الأمريكية الإسرائيلية التي تعاملت مع لبنان كساحة فوضى وقتل وتصفيات، على أنه تم التحضير لها مسبقا، والقتلة معروفون بالأسماء والصفات، لافتا إلى أن القاضي طارق البيطار مسؤول عن مذبحة كمين الطيونة، وعن كل فلتان أمني وخراب يصيب هذا البلد، جراء خيانته القضائية لأخطر ملف وطني وهو شريك كامل لمن ارتكب، ولبقية الغرف السوداء التي تعمل للتقسيم، وبالتالي يجب مساءلته ومحاسبته!
وفي هذا الاطار، أتى كلام النائب محمد رعد صباح الاحد ليشدد مرة أخرى على الاتجاه نفسه في سوق الاتهامات، فقال أن الغدر القواتي الذي ارتكب الخميس مجزرة لها حسابها، لكننا لن نندفع إلى حرب أهلية ولن نهدد السلم الأهلي، ولكننا أيضا لن نقبل بأن يذهب هذا الدم هدرا، وعلى الدولة أن تحقق وتصل إلى الجاني لتحاسبه، فهذا عملها، مضيفا أن الحزب سينتظر أولا ليرى ماذا ستفعل الدولة، لكنه لن ينسى دم الأبرياء من أهله! وقال أيضا، عندما نزل الناس إلى الشارع تحت شعار مكافحة الفساد في البلد، رفعت شعارات في الزلقا وجل الديب "حزب الله ارهابي ولا نريد احتلالا إيرانيا في لبنان"؛ سأقولها بصراحة، أولا إذا كان من إرهاب فهو ممن يطرحون هذا الشعار، لأن كل تاريخهم مجازر وتهديد للسلم الأهلي وطعن له. وسأل ما قصة الاحتلال الإيراني؟ أين هو؟ من يرى عسكريا إيرانيا في لبنان؟ هؤلاء هم العنصريون المتصهينون في ساحتنا الداخلية، وهم مرتزقة الخارج، يتحدثون عن الاحتلال الإيراني وهم يقصدوننا، لأننا في مفهومهم نحن جالية إيرانية، أما هم ففينيقيون من صدف الأرجوان. وتابع، ذهبنا إلى تفاهم مع أكبر مكون مسيحي، وتفاهمنا مع التيار الوطني الحر العام 2006 لنحفظ السلم الأهلي، ونقطع الطريق على أي تفكير بالفتنة الداخلية بضرب الاستقرار بين اللبنانيين؛ وبالأمس عطلوا تشكيل الحكومة عاما ونصف العام، وأرادوا كسرنا من خلال حصارهم، وبخاصة في موضوع البنزين والمازوت، وأردنا حكومة من دون أن نشترط أو نطالب بمطالب خاصة ومنحناها الثقة، لكن هناك أناس غير قابلين بنجيب ميقاتي ولا سعد الحريري ولا يريدون ان تكون هناك حكومة. وأضاف، مشكلتنا مع جماعة القناصين حسابه لوحده، فدم أهلنا ليس حبرا. دم أهلنا يبقى دما ونحن نعرف قيمته، إذ لولاه ما كان هناك لبناني لديه كرامة، ولكانت جزمة الإسرائيلي تحكم هذا البلد. وعن الحكومة، اعتبر أن هذه الحكومة بالكاد قادرة على توفير المناخ حتى تؤمن تغذية كهربائية بين 8 و12 ساعة وتبدأ بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، ولا نعرف على كم ستحصل؟!!! (ملحق رقم 7*- ملخص الكلمة)
في سياق منفصل، غادرت نائبة وزير الخارجية الأميركي فكتوريا نولاند، بعد ظهر اوم الخميس، بيروت، بعد مؤتمر صحافي عقدته بحضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دورثي شيا. واستهلت نولاند مؤتمرها الصحافي بالقول: "أود أن أبدأ اليوم بالإعراب عن التعازي نيابة عن الشعب الأميركي من جراء الخسارة المأسوية في الأرواح هذا الصباح أمام قصر العدل. ننضم إلى السلطات اللبنانية في دعوتها إلى التهدئة والتخفيف من حدة التوترات". وتابعت: "جئنا إلى لبنان اليوم بناء على طلب الرئيس جو بايدن والوزيرين بلينكين ويلين، مع وفد مشترك بين الوكالات يضم وزارتي الخارجية والمالية، بهدف لقاء قادة الحكومات والمجتمع المدني بعد أسابيع من تشكيل حكومة جديدة، ومن أجل التعبير عن دعمنا لتطلعات الشعب اللّبناني في الأمن والاستقرار الاقتصادي والحكم الشفاف والمسؤول". وقالت: "أكدنا اليوم في اجتماعاتنا أهمية الشفافية الكاملة والسجلات المفتوحة في الوقت الذي يعيد لبنان فيه الانخراط مع كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. يستحق اللبنانيون أن يعرفوا مصير أموالهم وأن يثقوا بمستقبلهم الاقتصادي. كما حثثنا على الحيطة والمساءلة في استخدام لبنان لأكثر من مليار دولار في ما يتعلّق بحقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، فهذه الأموال ملك للبنانيين ويجب استخدامها لمصلحتهم". وأكدت "أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال الربيع المقبل" دعمنا الثابت للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. ونعترف بالدور الحيوي الذي يؤديانه في المحافظة على الأمن والاستقرار هنا، وبالمهمة الصعبة المخصصة لهم". وأعلنت "دعما أميركيا إضافيا جديدا بقيمة 67 مليون دولار للجيش اللبناني ليصل إجمالي دعمنا هذا العام إلى 187 مليون دولار"، وقالت: "كما قدمنا أكثر من 300 مليون دولار كدعم إنساني للبنان هذا العام".
في الملف الاقتصادي، ومع انطلاق الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، صدر عن الصندوق تقريره عن آفاق الاقتصاد العالمي (World Economic Outlook) والذي يتم إعداده مرتين سنويا في نيسان وتشرين الأول، ويعرض تحليل خبراء الصندوق وتوقعاتهم بشأن تطورات الاقتصاد العالمي والاقتصاديات المحلية، كما يستخدم باعتباره الأداة الرئيسية لأنشطة الصندوق في مجال الرقابة الاقتصادية العالمية؛ إلا أن التقرير لم يتضمّن توقعات اقتصادية أو مالية للبنان للعام 2021 أو لعام 2022 في ظل ضبابية المشهد الداخلي، وهذه المرة الأولى التي يحجب فيها الصندوق إطلاق توقعات للبنان. في المقابل، أصدر البنك الدولي تقريراً مقتضباً حول لبنان توقع فيه تقلصاً في الناتج الإجمالي المحلي الفعلي بنسبة 10.5% في العام 2021 بعد ما كان قد سجّل انكماشاً نسبته 21.4% في العام 2020، علماً أنه يبدأ تعريف الكساد الاقتصادي (Depression) بتقلص يتجاوز الـ10% في الناتج الفعلي. إذ تظهر أبرز المؤشرات استمراراً في تقلّص النشاط وان على نحو أبطأ.
في هذا السياق، توقّع البنك الدولي ان يتقلّص الاستهلاك الخاص بنسبة 5% في العام 2021 وان ينكمش الاستهلاك العام بنسبة 43.5% واستثمارات رأس المال الثابت بنسبة 26.3%، كما توقع البنك الدولي أن يصل التضخم في الأسعار في لبنان إلى 130% في العام 2021 نتيجة تدهور سعر الصرف ورفع الدعم عن المواد الأساسية وارتفاع أسعار النفط عالمياً.
محطات سياسية واقتصادية:
في إطار التسوية الأخيرة التي بدأت في الجنوب السوري قبل أيام، دخلت قوات من الشرطة العسكرية الروسية والنظام نهاية الاسبوع الماضي، إلى بلدة نصيب المحاذية للحدود الأردنية، وأنشأت مركزاً لتسليم السلاح وتسوية أوضاع المطلوبين من البلدة وما حولها، في مبنى البلدية. وقد حضرت لجنة أمنية تابعة للنظام إلى مركز التسوية في البلدة، من أجل إجراء تسويات مع قوات من الشرطة الروسية وقوات محلية من أبناء المنطقة التابعين للأمن العسكري، بحضور وجهاء وقادة محليين، ما يؤدي إلى حماية طريق عمان - دمشق بعد فتح معبر نصيب بين البلدين، وذلك وفقاً لما أفادت به مصادر محلية. كما أشارت المعلومات إلى أن الخريطة الروسية ستشمل في الأيام القليلة المقبلة بلدات الجيزة والمتاعية في ريف درعا الشرقي، وأن الاتفاق يمتد ليشمل مناطق ملاصقة للحدود الأردنية، وفيها المخافر ضمن الحدود الإدارية لمدينة درعا جنوب غربي سوريا.
في سياق منفصل، أفادت مصادر محلية أن 4 عناصر من الميليشيات الإيرانية قتلوا بقصف تعرضت له مواقعهم في منطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية، وأوضحت المعلومات أن الاستهداف طال نقاطا ومواقع لتلك الجماعات المسلحة في منطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي مساء الاثنين، وأشارت إلى أن من ضمن القتلى شخصا سوريا بينما لم تعرف هوية وجنسية القتلى الثلاثة الآخرين. كذلك أكدت المصادر بأن انفجارات عنيفة ضربت المنطقة على الحدود السورية العراقية، والتي تنشط فيها ميليشيات موالية لإيران، تزامناً مع تحليق طيران مسير في الأجواء.
وفي السياق، قتل جندي سوري وثلاثةٌ آخرون موالون لإيران في هجوم إسرائيلي على محيط مطار التيفور العسكري شرق تدمر بمحافظة حمص، حسب ما أفاد به المرصد السوري، في المقابل، أفادت وسائل إعلام سورية بمقتل جندي وإصابةِ 3 آخرين في القصف الإسرائيلي. وكانت وسائل إعلام سورية أفادت أن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف معادية في منطقة التنف جنوب تدمر، وقالت قناة "السورية" إن قصفا جويا إسرائيليا استهدف برج اتصالات وبعضَ النقاط المحيطة به، مشيرة إلى وقوع بعضِ الخسائر المادية، وذكر المرصد أن الغارات استهدفت مراكز للميليشيات الإيرانية، ومن بينها مركز للتدريب على الطائرات المسيرة مجددا. ويأتي ذلك بعد أربعة أيام من القصف الأخير على المطار العسكري.
على صعيد منفصل، لم يعد يخفى على أحد في سوريا وجود خلافات بين قوات الفرقة الرابعة التي يديرها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، وميليشيا حزب الله، فقد ظهرت جلية في الآونة الأخيرة، بداية من نقل صهاريج المازوت ولم تنتهِ مع إدارة الحواجز.
وفي جديد التطورات، ورد أن قياديي ميليشيا حزب الله باتوا يشكون هذه الأيام من الإجراءات القاسية التي فرضتها مؤخراً الفرقة الرابعة في جيش النظام، كما نقلت المعلومات، الجمعة، أن فرقة شقيق الأسد شددت الحراسة على المعابر، ومنعت القياديين في الحزب من الانتقال بالسيارات المدنية اللبنانية إلى الداخل السوري، بل فرضت عليهم الانتقال بسيارات خاصة سورية مركونة على المقلب السوري وسط تشديد التفتيش والاطلاع على الوجهة التي يسلكها هؤلاء داخل البلاد.
بدأت بوادر انشقاق معلن داخل الحكومة الليبية، على خلفية انتقادات حادّة وجهها نائب رئيس الحكومة الليبية، حسين القطراني، إلى رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، اتهمه فيها بالاستحواذ على السلطة والتعدي على صلاحيات الوزراء والتفرد بالقرارات، في خطوة قد تهدد خارطة الطريق الأممية التي تنتهي بإجراء انتخابات عامة نهاية العام الجاري. جاء ذلك في اجتماع طارئ بمدينة بنغازي، حضره إلى جانب القطراني، وزراء ووكلاء الحكومة في إقليم برقة، وعمداء البلديات.
وجدد نائب رئيس الحكومة عن إقليم الشرق في ليبيا، حسين القطراني، هجومه على رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، منتقداً احتفاظه بحقيبة وزارة الدفاع، وقال إن إنشاء حكومة موازية في الشرق الليبي خيار قائم وقريب، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية يوم الاثنين.
على صعيد منفصل، ارتفعت، يوم الاثنين، أعداد المرتزقة الموالين لتركيا والعائدين من ليبيا نحو سوريا إلى 520 عنصراً خلال أقل من أسبوع، وذلك بعد أيام على توصل اللجنة العسكرية 5+5 ل اتفاق على خطة عمل لإخراج جميع المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية من ليبيا بشكل تدريجي ومتوازن ومتزامن، لكن رغم توقيع الاتفاق تستمر أنقرة في عملية تبديل عناصرها في ليبيا في عملية توهم بها أنها تشارك في عملية إجلاء المرتزقة، وفق المرصد السوري.
وفي هذا الاطار، أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جيمس كليفرلي، يوم الاثنين، أنه يجب على ليبيا تحميل المرتزقة والقوات الأجنبية المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبوها. في غضون ذلك، احتضنت مدينة لندن البريطانية، يوم الاثنين، اجتماعاً حول ليبيا، ناقش قضية نزع سلاح الميليشيات المسلحة وتوحيد المؤسسات الأمنية مع طرفي الصراع، وبحث سبل تسوية هذا الملف قبل موعد الانتخابات العامّة نهاية العام الجاري، وأفادت المعلومات أن الاجتماع الذي ترعاه الخارجية البريطانية وبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، حضره وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، بمشاركة أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وملحقين عسكريين، كما شارك فيه السفير الأميركي ريتشارد نورلاند وشخصيات رسمية أخرى من بينها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا يان كوبيش، وعدد من أعضاء البعثة الأممية. وقد وناقش الاجتماع آلية تفكيك المجموعات والتشكيلات المسلحة، التي تعيق عمل المؤسسات وتجميع سلاحها، وسبل وضع خطة عملية متكاملة لمعالجة أوضاعها، وتمّ وضع رؤية شاملة استكمالا لما تم وضعه سابقا من تقسيم لهذه المجموعات حسب ونوعية نشاطها وأماكن تواجدها، والأساليب التي سيتم العمل بها لتحقيق هذا البند المدمج في اتفاق وقف إطلاق النار.
إلى ذلك، أوضح الفريق خيري التميمي، عضو اللجنة المشتركة، أن اللجنة ستجتمع خلال الأيام المقبلة في ليبيا، لوضع خطة حل الميليشيات المسلحة ونزع أسلحتها، وهو الملف الذي يدفع المجتمع الدولي لتسويته قبل موعد الانتخابات نهاية العام الجاري، كما أضاف أن الاجتماع سيبحث إعداد خطة بالتوافق بين أعضاء اللجنة لتفكيك كل الميليشيات المسلحة وكيفية نزع أسلحتها، إلى جانب تحديد شروط إعادة دمج الأفراد الذين تنطبق عليهم المواصفات المطلوبة للعمل صلب المؤسسات الأمنية الرسمية، وذلك بشكل فردي وبعد تأهيلهم، أما العناصر التي لا تنطبق عليهم الشروط المناسبة والذين ارتبطت بهم جرائم أو لديهم توجهات متشددة، فينبغي تحويلهم للمحكمة للمحاسبة.
وفي السياق، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي، يوسف العقوري، الخميس، في اجتماع افتراضي، مع أعضاء مجلس الأمة التركي، على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، وشدد على ضرورة أن يكون لأنقرة دور في خلق الظروف المناسبة لاستقرار ليبيا ونجاح الانتخابات، وأن تكون صديقة لكل الليبيين، كما أكد عضو مجلس النواب سالم أقنان خلال اللقاء على أهمية العلاقات بين البلدين، وعلى ضرورة العمل على حلحلة أي إشكاليات قائمة.
في السياسة وملف الانتخابات، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، الاثنين، تسلمها قانون انتخابات السلطة التشريعية القادمة، بعد أسبوع على إقراره من البرلمان، وذلك لاعتماده كأساس قانوني ودستوري للانتخابات المرتقبة، رغم الخلافات بشأنه. يذكر أن المفوضية العليا للانتخابات كانت استلمت الشهر الماضي قانون انتخاب الرئيس الصادر من البرلمان لاعتماده في الانتخابات الرئاسية، والذي تضمن بدوره مادة مثيرة للانتقادات.
وبذلك تستكمل المفوضية الترتيبات القانونية اللازمة لإجراء الانتخابات العامة نهاية العام الحالي. لكن لا تزال هناك حاجة إلى توافق الأطراف السياسية في ليبيا لضمان تنفيذ العملية الانتخابية والقبول بنتائجها، بعد فشل محاولات التقريب بينهم في اجتماع تشاوري بالمغرب قبل أسبوعين. من جهته لا يزال المجلس الأعلى للدولة يتمسك بمعارضة قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الصادرة من مجلس النواب بسبب عدم مشاركته في صياغتها. كما يدفع نحو تأجيل الانتخابات الرئاسية عاماً آخر حتى إجراء استفتاء على مشروع الدستور. كما وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات جاهزيتها لإجراء العملية الانتخابية، التي سجل نحو 3 ملايين ناخب ليبي للمشاركة فيها، من إجمالي عدد السكان الذي يناهز 7 ملايين نسمة، بينما من المتوقع أن يفتتح باب الترشيح للسباق الرئاسي في غضون أسبوعين.
من جانب آخر، اتهم رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة، الأربعاء، أطرافا لم يسمها بمحاولة تقسيم ليبيا، مؤكدا وجود مؤامرات كبيرة تحاك ضد وحدة بلاده، ومشددا على أنه لن يسمح ويقبل بها تحت أي عذر، وأضاف خلال زيارته إلى مدينة الزنتان غرب البلاد، بصحبة عدد من الوزراء، لتفقد أحوال المدينة والتعرف على المشكلات التي تواجهها، أنه لا يمكن السماح باندلاع حرب جديدة في ليبيا والتفريط في وحدة البلاد مهما كان الثمن. ويثير التوتر المتصاعد بين الحكومة والجيش والبرلمان، قلق الأوساط السياسية والشعبية من نسف إجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري، بعدما استكملت المفوضية العليا للانتخابات الترتيبات القانونية اللازمة، وهو ما سيؤدي إلى تعقيد الأزمة والعودة إلى شبح الحرب والفوضى.
جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، يوم الأحد الماضي، مواقف بلاده السابقة تجاه الملف النووي الإيراني، وأكد في مستهل جلسة الحكومة الاحتفالية بحضور المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن إسرائيل ستحرص على منع طهران من امتلاك قدرة نووية بالفعل لا بالقول والخطابات فقط، كما اعتبر أن العالم برمته ينتظر هذه الأيام رد إيران، بخصوص العودة إلى المفاوضات النووية في فيينا، بينما الأخيرة تماطل.
ويوم الاثنين، جددت إسرائيل موقفها الرافض للتواجد الإيراني في سوريا، داعية إلى إنهاء تلك المغامرة الإيرانية، وأكد رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت خلال كلمة ألقاها في مؤتمر حول الجولان، بحسب ما أوضح بيان صادر عن مكتبه، أن بلاده تراقب عن كثب ما يجري في سوريا وعلاقته بإيران، كما شدد على أن تل أبيب ستواصل العمل بشكل يومي وبكل السبل من أجل سحب التموضع الايراني في سوريا. كذلك، أكد بينيت أن إسرائيل ستحتفظ بمرتفعات الجولان، التي استولت عليها في حرب 1967، حتى لو تغيرت المواقف الدولية تجاه دمشق.
في سياق متصل، أصدرت القيادة المركزية الأميركية يوم 1 سبتمبر/أيلول بياناً مقتضباً أعلنت فيه أنها أصبحت القيادة المسؤولة عن العسكريين الأميركيين في إسرائيل، هذا الإعلان المتواضع لجهة الشكل أصبح نقطة تحوّل في الشرق الأوسط نراها على حقيقتها ربما بعد عشر سنوات، بحسب أحد العسكريين الأميركيين.
يعود ذلك أولاً إلى مسألة تقنية أميركية، فالعلاقات العسكرية الأميركية-الإسرائيلية كانت دائماً تمرّ من خلال قيادة أوروبا، وهي المسؤولة عن القارة الأوروبية والبحار المحيطة بها ومهمتها الأساسية التنسيق بين دول حلف الأطلسي ومواجهة خطر الاتحاد السوفيتي من قبل، ومواجهة تهديدات روسيا منذ التسعينات. الآن، وبسبب الخطر الإيراني المباشر على إسرائيل، وجدت الولايات المتحدة أن هناك ضرورة لنقل إسرائيل إلى قيادة المنطقة المركزية، وبعد أن عقدت دول عربية عديدة اتفاقيات سلام مع إسرائيل أصبح الأمر أسهل.
من الناحية التقنية البحتة، أصبحت ثكنة ماكديل في تامبا بولاية فلوريدا مركز تنسيق المعلومات العسكرية بين الأميركيين والإسرائيليين، وهي في الوقت ذاته غرفة تلقي المعلومات العسكرية والأمنية من باقي الدول العربية والإسلامية في منطقة الشرق الأوسط؛ وتكمن الأهمية الأولى لهذا التعديل، ومرور كل المعلومات من خلال تامبا في فلوريدا، بأن الأميركيين أصبحوا على قدرة أفضل لتنظيم شبكات الإنذار من الصواريخ والمسيرات التي تنتجها إيران وتطلقها بين الحين والآخر أو تطلقها الميليشيات التابعة لها. ولو نظر أي شخص إلى خريطة المنطقة لوجد أن شبكات الرصد الأميركية تنتشر من الخليج العربي إلى بحر العرب إلى البحر الأحمر وما بينهما، وقد واجهت الولايات المتحدة في العقود الماضية، تحديات تقنية في جمع وتنسيق أنظمتها مع أنظمة منتشرة على أراضي دول الشرق الأوسط من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، لكن الضمّ الحالي يعطي شبكات الرادار والرصد قدرة عالية على تنسيق المعلومات والإشارات كانت تفتقده من قبل، وسيكون من الأسهل أكثر على الأميركيين رصد أي صواريخ أو مسيرات إيرانية وتنسيق المعلومات بين الشبكات المختلفة؛
الأهمية الثانية تكمن في تنسيق الدفاعات بين دول منطقة الشرق الأوسط، فالولايات المتحدة وجدت منذ الثمانينات أن عليها الاحتفاظ في المنطقة بمنظومات عدة مضادة للصواريخ، خصوصاً منظومات باتريوت، وتسبب ذلك بهدر كبير في الميزانية العسكرية الأميركية، وقد اضطرت واشنطن إلى إبقاء جنودها منتشرين في هذه المنطقة لمواجهة المخاطر المحتملة، خصوصاً الصواريخ العابرة الإيرانية، والآن الصواريخ البالستية والمسيرات. الآن تستطيع الولايات المتحدة خفض عدد المنظومات التي تملكها وتديرها والمنتشرة في المنطقة، كما تستطيع الاعتماد أكثر على المنظومات التي تملكها وتديرها دول المنطقة، وتكتفي الولايات المتحدة بتنسيق العمل بين هذه المنظومات، بما فيها المنظومات الإسرائيلية.
على صعيد منفصل، وبعد أسابيع من اختفاء غامض وخلال فترات متقاربة لـ 7 فلسطينيين في تركيا، وعدم معرفة مصيرهم، ولا مكان تواجدهم، أعلنت الشرطة التركية، الثلاثاء، رسميا احتجازها لاثنين منهم.
وذكرت الخارجية الفلسطينية أنه تم الكشف عن مكان وجود اثنين من المفقودين الفلسطينيين في تركيا، وهما: عبد الرحمن يوسف محمد أبو نواه، ورائد عاشور، حيث اتصلت الشرطة التركية بذويهما والجهات التي قدمت البلاغ عن اختفائهما وأكدت لهم تواجدهما لديها للتحقيق معهما، وقالت الخارجية إنها وسفارتها لدى تركيا تواصلان بذل جهودهما حتى يتم الكشف عن أماكن وجود بقية المختفين.
وكانت الواقعة قد بدأت نهاية أغسطس الماضي، حيث اختفى 7 فلسطينيين بينهم سيدة في تركيا خلال شهر واحد، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، وسط مناشدات من أسرهم وتحركات من السلطات الفلسطينية لمتابعة الأمر مع المسؤولين الأتراك.
على صعيد منفصل، اعتمدت منظمة "اليونيسكو"، بداية الأسبوع، قرارين لصالح فلسطين خلال انعقاد الدورة الـ212 لمجلسها التنفيذي في باريس، يؤكدان وضع القدس كمدينة محتلة وبطلان التدابير الإسرائيلية، وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، إن اعتماد قراري "فلسطين المحتلة" و"المؤسسات الثقافية والتعليمية" جاء بإجماع أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة، مشيرة إلى أن القرارين يؤكدان على وضع القدس كمدينة محتلة، وبطلان التدابير التي اتخذتها إسرائيل، بالقوة القائمة بالاحتلال، في المدينة المقدسة، وضرورة إلغائها فورا. وقد تضمن القراران مطالبة إسرائيل بوقف سياساتها المتواصلة غير المشروعة، والمتمثلة في عمليات التنقيب وحفر الأنفاق، والأشغال والمشاريع في القدس الشرقية، وحرمان الفلسطينيين من الحق في العبادة وفي التنقل وتشويه أصالة وسلامة المواقع التراثية في القدس خاصة وفلسطين عامة.
لا شك أن اللقاحات المضادة لكورونا شكلت بارقة أمل للعالم أجمع، إذ من شأنها أن تضع حداً لواحدة من أكبر أزمات القرن الجديد، أي الفيروس المستجد. وفي خبر سار، أظهرت دراسة فرنسية نشرت الاثنين أن التطعيم ضد كوفيد-19 يقلل من خطر الاستشفاء والوفاة بسبب فيروس كورونا بنسبة 90% لدى الذين يزيد عمرهم عن الخمسين عاماً ويبدو فعالاً أيضاً ضد المتحور دلتا. من جانبه قال مدير مجموعة "إبي فار" EpiFar وعالم الأوبئة محمود زريق، إن هذا يعني أن الأشخاص الملقحين هم تسع مرات أقل عرضة لدخول المستشفى أو للموت من مضاعفات كوفيد-19 مقارنة بغير الملقحين، وفق ما نقلت عنه فرانس برس. وتوصل الباحثون في المجموعة إلى هذا الاستنتاج من خلال مقارنة بيانات 11 مليون فرد ملقحين تتجاوز أعمارهم الخمسين عاماً مع بيانات 11 مليون شخص من الشريحة العمرية ذاتها ولكن غير ملقحين، على فترة امتدت من أول يوم بدأ فيه التلقيح في فرنسا، أي 27 ديسمبر 2020 حتى 20 يوليو المنصرم.
كما لاحظ الباحثون انخفاضاً في نسبة خطر دخول المستشفى بما يزيد عن الـ90% اعتباراً من اليوم الرابع عشر عقب تلقي الشخص جرعته الثانية من لقاح فايزر-بيونتيك أو موديرنا أو أسترازينيكا، أما نوع اللقاح الرابع المسموح استخدامه في فرنسا أي لقاح جانسن الذي تمت الموافقة على استخدامه في وقت لاحق، فقد استُخدم بنسب أقل في فرنسا، لذلك لم تشمله الدراسة. كذلك تبيّن لمجموعة "إبي فار" أن هذه النسبة من الانخفاض توازي تقريباً نسبة انخفاض خطر الوفاة أثناء الاستشفاء بسبب كوفيد-19، ويبدو أن هذه الفعالية على الأشكال الحادة من كوفيد-19 لم تتراجع طيلة فترة المتابعة التي وصلت إلى الخمسة أشهر.
وبهدف تحديد تأثير المتحور دلتا الذي هول الشكل الأكثر انتشارا حالياً من الفيروس، درس الباحثون تحديداً مدى انخفاض نسبة الدخول إلى المستشفى خلال الفترة التي انتشر فيها بكثافة في فرنسا اعتباراً من 20 يونيو، أي قبل شهر من انتهاء الدراسة، كما لاحظوا نتائج تشبه نتائج الفترات الزمنية السابقة: فعالية بنسبة 84% لدى الذين يتخطى عمرهم الـ75 عاماً وبنسبة 92% لدى الذين تتراوح أعمارهم بين الـ50 والـ74 عاماً.
من جانب آخر، وفي حين ما زال أصل ومنشأ فيروس كورونا قضية محيرة للعلماء رغم النظريات الكثيرة والمتعددة التي تحدثت عن انتقاله من سوق ووهان للأسماك أو تسربه من مختبر للأبحاث في ذات المدينة الصينية، حذرت وزارة خارجية بكين، يوم الخميس، مما وصفته بالتلاعب السياسي المحتمل عن طريق إطلاق تحقيق جديد من جانب منظمة الصحة العالمية حول أصول فيروس كورونا، بينما قالت الصين إنها ستدعم جهود المنظمة الدولية. وقال تشاو ليجيان، المتحدث باسم الوزارة للصحافيين في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستواصل الدعم والمشاركة في التعقب العلمي العالمي، وستعارض بشدة أي شكل من أشكال التلاعب السياسي، كما أضاف أن بكين تأمل أن تتمسك جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، بموقف علمي موضوعي ومسؤول.
هذا وكانت منظمة الصحة العالمية أصدرت الأربعاء قائمة مقترحة تضم 25 خبيرا لتقديم المشورة لها بشأن الخطوات التالية في البحث عن أصول ظهور الفيروس، وذلك بعد مهاجمة جهود المنظمة السابقة من جانب الصين، حيث تم اكتشاف أول حالات إصابة بشرية أواخر عام 2019، كما اتُهمت الصين بحجب البيانات الأولية عن الإصابات المبكرة خلال زيارة قام بها فريق من منظمة الصحة في فبراير/ شباط الماضي، وترفض بكين منذ ذلك الوقت الدعوات لإجراء مزيد من التحقيقات، قائلة إن الولايات المتحدة ودول أخرى تسيس هذا الملف.
بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الاسبوع الماضي أن رفض إيران السماح للمفتشين النوويين الدوليين بالوصول إلى أكثر مواقعها النووية إثارة للجدل، يجعل من الصعب على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحقيق هدفها المتمثل في العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية حول موقف إدارة بايدن من انتهاكات إيران للاتفاق النووي بأن طهران تريد العودة إلى حل دبلوماسي، لكنها تواصل اتخاذ خطوات لجعل ذلك أكثر صعوبة. كما حذر المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي، الأربعاء، من أن واشنطن مستعدة لكل الخيارات إذا لم ترجع إيران للاتفاق النووي، محذرا من إن الاحتمال كبير أن تتخذ طهران طريقا مختلفا، لذلك يجب الاستعداد، وأضاف أن واشنطن تختلف مع إسرائيل أحيانا، ولكنها تتفق على منع إيران من السلاح النووي. وكرر المبعوث الأميركي أن بلاده تعتقد أن أفضل سبيل للمضي قدما هو العودة لاتفاق إيران النووي، وبعد ذلك مناقشة سبل تعزيزه.
وبالتزامن، لوّحت الولايات المتحدة باللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران إذا فشل المسار الدبلوماسي في منعها من حيازة سلاح نووي، في تهديد يستعيد بوضوح غير مسبوق التحذيرات الإسرائيلية على هذا الصعيد، وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد في واشنطن مساء الأربعاء إن الولايات المتحدة تعتبر أن الحل الدبلوماسي هو السبيل الأفضل، لجنّب حيازة إيران السلاح النووي، لكنّه أشار بحزم أكبر من السابق إلى قرب نفاد صبره في ظل التعليق المستمر منذ يونيو للمفاوضات الرامية إلى إنقاذ الاتفاق الدولي المبرم في العام 2015 بين إيران والدول الكبرى، قائلا إن الحوار يتطلّب طرفين ولم نلمس في هذه المرحلة نية لدى إيران للانخراط في الحوار، كما ذكّر بلينكن بأن الهامش المتاح آخذ بالانحسار. وفي رد على تلويح نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، باستخدام القوة ضد طهران، قال بلينكن باقتضاب واشنطن جاهزة للجوء إلى خيارات أخرى إن لم تغيّر إيران مسارها.
من الجهة الأخرى، طالبت الخارجية الفرنسية، الأربعاء، إيران بضرورة الوقف الفوري لأنشطتها النووية غير المسبوقة في خطورتها، معتبةا أن إدارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأقوالها وأفعالها تخلق شكوكا حول نواياها.
ويوم الجمعة، جدد المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي أمله بالعودة المتبادلة إلى تطبيق الاتفاق النووي الإيراني، وأعلن أنه يتطلع إلى مناقشة محاولة الولايات المتحدة التفاوض بشأن العودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي الإيراني خلال جولته في منطقة الخليج التي بدأت اليوم، على أن تشمل كلا من الإمارات وقطر والمملكة العربية السعودية، مضيفا أنه سيناقش في الجولة التي ستستمر حتى 21 أكتوبر الجاري، قضايا إقليمية أخرى إلى جانب الملف النووي.
على صعيد منفصل، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إنه لم يتم توجيه دعوة لروسيا لحضور اجتماع افتراضي تشارك فيه 30 دولة بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة التهديدات المتزايدة من برامج الفدية الخبيثة والجرائم الإلكترونية الأخرى. ويقول خبراء الأمن الإلكتروني إن الكثير من عصابات برامج الفدية تمارس نشاطها انطلاقاً من أوكرانيا وروسيا، ويضيف بعض المسؤولين والمحللين الأميركيين إن عصابات برامج الفدية الروسية تعمل بموافقة ضمنية من الكرملين، لكنها لا تخضع للسيطرة الحكومية المباشرة. وانعقد الاجتماع على مدار يومين هذا الاسبوع، وشمل ست جلسات حول موضوعات من بينها التصدي لإساءة استخدام العملة الافتراضية في غسل مدفوعات الفدية، وملاحقة مجرمي برامج الفدية، واستخدام الدبلوماسية لمكافحة البرامج الخبيثة، ومساعدة الدول على أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة مثل هذه الهجمات، بحسب المسؤول في الإدارة الأميركية.
وإلى جانب الولايات المتحدة، تقود أربع دول، من بينها الهند وأستراليا وألمانيا وبريطانيا، مناقشات حول مواضيع مثل أوجه الخلل والعملة الافتراضية والدبلوماسية. ومن الدول الأخرى المشاركة كندا وفرنسا والبرازيل والمكسيك واليابان وأوكرانيا وأيرلندا وإسرائيل وجنوب إفريقيا إضافةً للاتحاد الأوروبي. وقال المسؤول الكبير في الإدارة بأن المناقشات نشطة مع الروس، لكن، في هذا المنتدى بالذات، لم تتم دعوتهم للمشاركة، مضيفاً أن هذا لا يمنع مشاركة روسيا في مناسبات أخرى في المستقبل.
ويعكس استبعاد دولة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بظاهرة برامج الفدية العالمية العلاقات الضعيفة بشكل عام بين موسكو وواشنطن. وكان بايدن قد أثار مسألة الهجمات الإلكترونية مباشرة مع بوتين هذا الصيف في قمة بينهما وفي مكالمة هاتفية لاحقة. ومن أبرز الهجمات الإلكترونية الأخيرة، الهجوم الذي طال شركة خطوط أنابيب أميركية كبرى في مايو الماضي. ونسب الهجوم على خط أنابيب كولونيال، الذي أدى إلى نقص الغاز على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة، إلى عصابة من مجرمي الإنترنت في روسيا.
في إطار منفصل، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش الوضع في أفغانستان مع قادة مجموعة العشرين، الثلاثاء، بما في ذلك التهديدات التي يمثلها تنظيم "داعش- ولاية خراسان"، وأضاف أن القادة أعادوا التأكيد أيضا على التزامهم بتقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني مباشرة من خلال منظمات دولية مستقلة.
وفيما انطلقت، الثلاثاء، قمة مجموعة العشرين المخصصة لبحث الوضع في أفغانستان، قال رئيس وزراء إيطاليا إن الصين وروسيا لم تشاركا في قمة مجموعة العشرين الخاصة بأفغانستان. وبحسب البيت الأبيض، تحدث قادة مجموعة العشرين أيضاً عن ضرورة ضمان إخراج من البلاد بشكل آمن الأجانب والشركاء الأفغان الذين يرغبون بذلك.
متابعةً للانسحاب الاميركي من أفغانستان، ارتفعت خلال الأيام الماضية الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في احتواء المخاطر المتصاعدة في أفغانستان، وبحسب مصادر مطلعة، فإن أكثر ما يشغل بال الأميركيين الآن هو توجّهات طالبان وفشل الحكومة الأميركية في ضمان مساعدة الدول المحيطة.
فقد أكدت هذه المصادر أن الأسلحة التي وقعت في قبضة حركة طالبان تقدّر بآلاف الأطنان، لكنها ليست تهديداً نوعياً أو استراتيجياً للولايات المتحدة، وكررت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية ما قيل سابقاً إن الأميركيين لم يعطوا القوات الأفغانية أسلحة متطورة، بل كانت واشنطن تمنحها أسلحة فردية وأخرى منخفضة التقنية مخصصة لمواجهة حالات التمرّد، وهي الأنواع التي استولت عليها طالبان، وبالتالي فهي ليست خطرا على الولايات المتحدة.
إلى ذلك، أفادت المعلومات أن الأميركيين ناقشوا مع الحكومة الباكستانية احتمال أن تطلب طالبان من إسلام أباد مساعدتها في شؤون التسلّح وإصلاح الأعطال، فالجيش الباكستاني لديه قدرات تقنية جيدة، وبنية تحتية متطورة، والعلاقة بين باكستان وطالبان لصيقة، وفيما يعتبر الأميركيون الآن أن المطلوب من الحركة تلبية الوعود التي أطلقتها، ومنها السماح بمغادرة الأميركيين والأجانب والأفغان الراغبين بالانتقال خارج أراضي الدولة، وفي حال فشلت طالبان في تلبية هذه الوعود ستتصرّف الولايات المتحدة بحزم أكثر لمنع أي مساعدة باكستانية للحركة.
أما قضية طائرات سلاح الجو الأفغاني، التي نقلها الطيارون إلى دول في وسط آسيا، فتبدو أيضاً شائكة لجميع الأطراف، ولم تجد طريقها للحل بين الأميركيين من جهة، ودول وسط آسيا التي تستضيف هذه الطائرات من جهة أخرى، إضافة إلى طالبان التي تطالب بهذه الطائرات، ويقول الأميركيون الآن إن هذه الطائرات هبة من الحكومة الأميركية للقوات الجوية الأفغانية، ومع انحلال الأخيرة فإن صاحب الهبة يسترد ما قدّم. كما تعتبر الحكومة الأميركية أن من حقّها استرداد تلك الطائرات، أو نقلها إلى دولة أخرى أو تدميرها، في حين أن هذه القضية ما زالت أيضاً عالقة مع الدول المضيفة مثل طاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، كقضايا أخرى عالقة بين واشنطن ودول وسط آسيا.
وفي هذا الاطار، حذّر الرئيس الروسي يوم الأربعاء من أن مقاتلين متشددين من العراق وسوريا بدأوا يدخلون أفغانستان، وقال بوتين خلال لقاء عبر الفيديو عقده مع قادة أجهزة الاستخبارات في جمهوريات سوفياتية سابقة إن الوضع في أفغانستان ليس سهلا، مؤكدا أن مقاتلين متمرّسين في العمليات العسكرية من العراق وسوريا ينتقلون بشكل نشط إلى أفغانستان، وتابع أنه من الممكن أن يسعى إرهابيون إلى زعزعة الأوضاع في دول مجاورة.
في سياق منفصل، ومع قيام بعض حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط بمد جسور مع النظام السوري والتطبيع معه؛ تتجه الأنظار إلى واشنطن، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في هذا الاطار أن إدارة بايدن لا تدعم جهود التطبيع مع دمشق دون إحراز تقدم في العملية السياسية، وقال، يوم الأربعاء إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تعتزم دعم أي جهود لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد أو استئناف التعامل معه إلى أن يتم إحراز تقدم لا رجعة فيه باتجاه التوصل إلى حل سياسي في سوريا.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن الرأس الأخضر سلمت، السبت، إلى الولايات المتحدة رجل الأعمال الكولومبي-اللبناني أليكس صعب المتهم بالقيام بغسيل أموال لصالح نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وأضافت الوزارة في بيان أن من المتوقع مثول صعب أمام محكمة في فلوريدا الاثنين 18 أكتوبر. وعلى خلفية عملية التسليم، أعلنت السلطة الفنزويلية تعليق مشاركتها في الحوار مع المعارضة الذي كان مفترضا أن ينعقد الأحد في المكسيك.
وتتهم واشنطن، صعب المقرب من مادورو بغسيل أموال، وبإدارة شبكة واسعة سمحت لنيكولاس مادورو ونظامه بتحويل مساعدات غذائية مخصصة لفنزويلا لصالحهم، وتتابع تحقيقات فيدرالية أميركية أنشطة معينة يقوم بها رجل الأعمال الكولومبي ترتبط بعمليات تمويل لحزب الله اللبناني الذي تصنفه واشنطن منظمة إرهابية، وتشير المعلومات إلى أن صعب هو رجل حزب الله في أميركا اللاتينية، حيث يشرف على عمليات غير مشروعة هدفها توفير الأموال لتمويل أنشطة الحزب. من جهته، قال الرئيس الكولومبي إيفان دوكي إن عملية تسليم صعب تمت، وأضاف أن كولومبيا دعمت وستواصل دعم الولايات المتحدة في التحقيق في شبكة الجريمة العابرة للحدود التي يقودها صعب.
وقد اعتقل صعب عندما توقفت طائرته في الرأس الأخضر منتصف يونيو 2020 للتزود بالوقود، وكان ينتظر منذ أكثر من عام أن يقرر القضاء في الأرخبيل مصيره، وفي مارس، أمرت محكمة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بالإفراج عن صعب، لكن المحكمة العليا في الرأس الأخضر صادقت على قرار تسليمه وهو كان يخضع للإقامة الجبرية.
ويشتبه بأن صعب وشريكه ألفارو بوليدو المتهم أيضا بغسل الأموال، حوّلا 350 مليون دولار من فنزويلا إلى حسابات أجنبية يملكانها أو يسيطران عليها. ويواجه الرجلان عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عاما، وتعتبر كراكاس التي منحت صعب الجنسية الفنزويلية ولقب "مبعوث خاص"، احتجازه في الأرخبيل الإفريقي تعسفيا، وكانت تأمل في أن يكون صعب عضوا في الوفد الحكومي إلى هذا الحوار المتعلق بإنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد. وقد قالت حكومة كراكاس في بيان السبت إن فنزويلا تدين خطف حكومة الولايات المتحدة للدبلوماسي الفنزويلي أليكس صعب بالتواطؤ مع السلطات في الرأس الأخضر.
في الانتخابات العراقية
أكد مقتدى الصدر، الاثنين، أن الانتخابات العراقية شأن داخلي، وأنه لا ينبغي التدخل بقرارات المفوضية أو الضغط عليها من بعض الدول الإقليمية، وقال أن ما يميز الانتخابات العراقية أنها جرت بإشراف أممي ودولي وعربي، كما أضاف أنه يتابع كل التدخلات الداخلية والخارجية التي تطال استقلالية العراق. وأتت هذه التصريحات بالتزامن مع وصول قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قآاني إلى بغداد، في زيارة سرية أثارت التساؤلات، وبُعيد ساعات معدودة من انعقاد مؤتمر لمفوضية الانتخابات العراقية لإعلان نتائج الاقتراع العام. وهذا بالرغم من أن العراق كان مقطوعاً عن العالم بعد إغلاق الجيش للمطارات وكل المنافذ البرية والبحرية، بحسب ما أعلٍن سابقاً. وفي خطاب «النصر» الذي ألقاه مساء الأحد، قال الصدر أنه من الآن فصاعداً يجب حصر السلاح بيد الدولة ويمنع استعماله خارج هذا النطاق، وإن كان ممن يدّعون المقاومة أو ما شاكل ذلك فقد آن للشعب العراقي أن يعيش بسلام بلا احتلال ولا إرهاب ولا ميليشيات تخطف وتروّع وتنقص من هيبة الدولة، وأكد أن كل السفارات الأجنبية مرحب بها ما لم تتدخل في الشأن العراقي وتشكيل الحكومة، بيد أنه هدّد برد ديبلوماسي وشعبي في حال أي تدخل خارجي.
وعلى الرغم من أن كافة التوقعات كانت تشير إلى تدنٍ حاد في المشاركة بالانتخابات النيابية المبكرة التي جرت الأحد الماضي في العراق، إلا أن المفوضية العليا للانتخابات أعلنت يوم الاثنين أن نسبة المشاركة الأولية بلغت41%، لافتة إلا أن تلك النسبة تفاوتت أيضا بين بعض المحافظات، مضيفة أن عدد المصوتين بلغ 9 ملايين و77 ألف شخص، في حين بلغ عدد الشكاوى 58، كذلك، أعلنت المفوضية، الثلاثاء، فتح باب تقديم الطعون على نتائج الاقتراع الذي جرى، الأحد.
من جانب آخر، قالت رئيسة بعثة المراقبين الأوروبيين إن الانتخابات العراقية تمت إدارتها بشكل جيد، وأضافت أن حرية التعبير تم احترامها خلال الانتخابات العراقية. إلى ذلك، أكدت فيولا فون كرامون أن الناخبين أدلوا بأصواتهم بسهولة، مشيرة إلى أن البعثة رصدت إرسال أكثر من 100 مراقب إضافة إلى 59 دبلوماسيا من الاتحاد الأوروبي، وأشارت أن حرية التعبير تم احترامها خلال الانتخابات، كما قالت إن تقرير تقييم العملية الانتخابية سيقدم إلى مجلس النواب الجديد.
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء العراقية يوم الثلاثاء عن أمانة مجلس الوزراء إعلانها فوز 97 امرأة في الانتخابات التشريعية؛ وحصلت الكتلة الصدرية على أعلى عدد مقاعد في البرلمان وفقا للنتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات خلال التصويتين الخاص والعام بواقع 73 مقعدا، كما أظهرت النتائج الأولية أيضا أن كتلة "تقدم" جاءت في المرتبة الثانية بحصولها على 38 مقعدا، بينما جاءت كتلة "دولة القانون" في المرتبة الثالثة بحصولها على 37 مقعدا في البرلمان.
وأفادت قوى قريبة من تحالف "الفتح" الذي خسر في الانتخابات العراقية، الثلاثاء، أنها ستطعن في النتائج المعلنة، مؤكدة عدم قبولها بها، وقالت إن مفوضية الانتخابات لم تلتزم بالإجراءات القانونية، على حد تعبيرها؛ وتحالف الفتح يتزعمه هادي العامري ويضم أحزاباً لديها فصائل مسلحة، ويتركز نفوذه في المحافظات الجنوبية والوسطى وكذلك العاصمة بغداد، بالإضافة إلى مشاركته في محافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى، وقد أعلن العامري عدمَ القبول بالنتائج مهما كان الثمن، واصفا إياها بالمفبركة.
إلى ذلك قال قائد ميليشيا موالية لإيران لرويترز، إن الجماعات المسلحة مستعدة للجوء إلى العنف إذا لزم الأمر لضمان عدم فقدان نفوذها، مضيفا أنه في خططهم النزول إلى الشوارع، أو حرق المباني التابعة للتيار الصدري. بدوره رئيسُ الوزراء الأسبق حيدر العبادي أعلن الطعنَ بالنتائج، متوعّدا باتخاذ جميع الإجراءات لمنع التلاعب بأصوات الناخبين على حد قوله. أما الحزب الديموقراطي الكردستاني فقد حذّر من جهته من التهديد بالنزول للشارع، قائلا إن ذلك سيؤدي لنتائجَ كارثية في العراق، وأن الانتخابات العراقية كانت نزيهة، وأن رفضَها بالمجمل سيخلق فوضى.
كما أعلنت ميليشيا "عصائب أهل الحق" الموالية لإيران رفضها نتائج الانتخابات العراقية، عقب الخسارة المدوية، مطالبة المفوضية العراقية بتصحيح نتائج الانتخابات، فيما جدد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مطالباته بالتهدئة وتقديم المصالح العامة للبلاد، وقبل ذلك، هددت ميليشيا "سرايا أولياء الدم" الموالية لإيران ممثلةَ الأمم المتحدة في العراق، جنين بلاسخارت، ووصفتها بـ "العجوز الخبيثة"، قائلة إن التعامل معها سيكون كالتعامل مع أرتال الدعم اللوجستي للاحتلال الأميركي. كذلك جدد يوم الخميس أبو علي العسكري، الذي يعرف بالمتحدث باسم كتائب حزب الله العراق، اتهاماته أيضا، فقد اتهم مباشرة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بتزوير الانتخابات.
في هذا الاطار، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يوم الاحد، قبوله بقرارات المفوضية ونتائج الانتخابات العراقية مهما كانت، وأوضح أن نتائج الانتخابات لا ينبغي أن تكون مثاراً للخلافات والصراعات، وتابع انه يُمنع ويحرم الاقتتال وزعزعة السلم والإضرار بالشعب وكرامته، مضيفا أن الانتخابات يوم معك ويوم عليك حسب معطياتك وأفعالك ونزاهتك. كذلك أكد الصدر السعي لتشكيل تحالفات وطنية لا طائفية ولا عرقية وتحت خيمة الإصلاح، وأكد أن تياره سيكوّن حكومة خدمية نزيهة لا تقدم المصالح الشخصية على العامة.
في موازاة ذلك، أعلن "الإطار التنسيقي الشيعي" رفض نتائج الانتخابات العراقية. وأضاف أنه كان يأمل من المفوضية العراقية بتصحيح المخالفات الكبيرة، واشترط فرز نتائج الانتخابات يدويا بالكامل مقابل وقف التصعيد.
وكانت مفوضية الانتخابات العراقية، أعلنت مساء السبت، أنها لم تصرح بأن النتائج الأولية نهائية، مشيرة إلى إمكانية الطعن فيها، وقالت بإنها تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وأن النتائج الكاملة متاحة على الموقع الرسمي. وفي انتظار إعلان النتائج النهائية، جاءت نتيجة الانتخابات العراقية الأولية على الشكل التالي:
وكانت مفوضية الانتخابات بالعراق قد أعلنت، الأربعاء، أن عمليات الفرز منحت "دولة القانون" و"تحالف الفتح "مقاعد جديدة، وخسرت الكتلة الصدرية أكثر من مقعدين بعد عمليات الفرز الجديدة، وأضافت المفوضية إن النظر في الطعون وإعلان النتائج النهائية سيكون بعد 20 يوما.
إلى ذلك، اعتبر بعض المراقبين أن مشاركة الناخبين في هذه الانتخابات المبكرة، أتت متدنية بل سجلت نسبة مقاطعة غير مسبوقة، كما رأوا أن هذا الاستحقاق بالكاد حفّز الناخبين الغاضبين من الفساد المزمن والخدمات العامة المتردية وسيطرة بعض الفصائل المسلحة على المشاركة، معتبرين أن معظم العراقيين فقدوا الأمل من أن يأتي هذا النظام السياسي بأي تغيير قادر على تحسين ظروف حياتهم.
في الحرب على داعش
بعد المفاجأة التي كشف عنها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين، بالإعلان عن اعتقال مشرف المال لتنظيم داعش خارج العراق ونائب أبو بكر البغدادي، كشف الجيش العراقي تفاصيل مهمة حول اعتقاله، وأكدت قيادة العمليات المشتركة، أن القوات الأمنية بدأت تكتيكاً جديداً للقبض على إرهابيي داعش، مشيرة إلى أن عملية اعتقال نائب البغدادي سامي الجبوري، كانت نوعية وعراقية خالصة.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات اللواء تحسين الخفاجي في هذا السياق، إن وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية سبق أن استطاعت اختراق تنظيم داعش الإرهابي في سلسلة جبال حمرين، ووفرت معلومات مهمة تمكن خلالها سلاح الجو العراقي من تدمير أوكار للإرهابيين وقتل 7 من قياداته، وأضاف أن القوات الأمنية بدأت تكتيكاً جديداً للقبض على إرهابيي داعش، مبيناً أن جهاز المخابرات الوطني قام بعملية نوعية استطاع من خلالها استدراج نائب أبو بكر البغدادي من دولة أخرى وإلقاء القبض عليه داخل العراق.
يذكر أن الجبوري يعتبر الشخص الثاني بعد أبو بكر البغدادي، وقد رصدت الولايات المتحدة 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي لإلقاء القبض عليه، وقد تولى عدة مناصب في التنظيم، منها المسؤول الأمني لداعش عن قاطع الشرقاط والزاب في صلاح الدين. وبعد أحداث يونيو 2014، تسلم منصب مسؤول النفط والغاز لداعش في العراق ومشرف المال في التنظيم. وفي نهاية عام 2015 انتقل إلى سوريا حيث عيّنه أبو بكر البغدادي "مسؤول النفط والغاز العام لداعش" واستلم الإشراف على المال بعد مقتل أبو علي الأنباري، ونهاية عام 2017 وبأمر من البغدادي ألغي قسم ما يسمى "النفط والغاز" في داعش، وأصبح سامي جاسم مشرف المال للتنظيم.
على صعيد منفصل، عادت أزمة المياه بين بغداد وطهران إلى الواجهة مجدداً، حيث أعلن وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني أن بلاده لم تجد أي تعاون من الجانب الإيراني فيما يتعلق بالحصص المائية، وقال الحمداني يوم السبت أنه لم يجد أي تعاون ويأمل من إيران الجلوس لطاولة المفاوضات والوصول إلى تفاهمات لاستحصال حصة العراق المائية، إلى ذلك أضاف أن مذكرة التفاهم الموقعة بين بغداد وأنقرة دخلت حيز التنفيذ بعد مصادقة البرلمان والرئيس التركيين عليها، لافتاً إلى أن أهمية هذه المذكرة تكمن في كونها تضمن حصة مائية عادلة لبلاده.
أكد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك الاثنين، أن بلاده تعيش ظروفاً صعبة نتيجة الحرب التي فرضتها ميليشيات الحوثي بدعم لوجيستي وعسكري من النظام الإيراني، وقال، في مؤتمر لدول عدم الانحياز بالعاصمة الصربية بلغراد، إنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة دون تغيير إيران لسلوكها العدائي، كما أضاف أن ميليشيات الحوثي صعدت من هجماتها لأنها غير جادة بالسلام في الوقت الذي بدأ فيه المبعوث الأممي الجديد جهوده السياسية.
يذكر أن الحوثيين أقدموا منذ أسبوعين على محاصرة سكان مديرية العبدية جنوب مأرب مانعين وصول الغذاء والدواء، وأكد وزير الخارجية اليمني في وقت سابق الاثنين، أن ميليشيات الحوثي تمنع وصول الأدوية والطعام إلى سكان العبدية، وتمنع إجلاء الجرحى وتستهدف المديرية بالصواريخ البالستية وكل أنواع الأسلحة الثقيلة.
في السياق، قال معين عبد الملك رئيس الوزراء اليمني يوم الأربعاء، إن ما يجري على الأرض في اليمن لا يبشر ببوادر انفراج أو إمكانية الاقتراب من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، بسبب ما يمارسه الحوثيون، وأكد أن الضغوط الدولية ليست كافية لحمل الحوثيين على ارتياد طريق السلام، فغياب هذه الرغبة انعكاس لطبيعة الحركة التي تأسست بالعنف المطلق وتتغذى عليه. وأشار عبد الملك إلى أن الجهود الأميركية تراوح مكانها نتيجة تعنت الحوثيين ما يستوجب التفكير في إيجاد وسائل ضغط حقيقية وحازمة من المجتمع الدولي، واعتبر أن المعركة في مأرب بين الجيش اليمني والحوثيين ستحدد إلى حد كبير مسار الحرب في البلاد، وشدد على أن الحوثيين لم يكونوا جادين ولا صادقين في كل محاولات وجولات التفاوض السابقة، مضيفا أنهم يؤدون وظيفة لخدمة الأجندة الإيرانية.
إلى ذلك، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، يوم الأربعاء، عن تدمير زورقين مفخخين يتبعان الميليشيات الحوثية وإحباط تنفيذ هجوم وشيك، وأكد أن الميليشيات الحوثية تواصل تهديد خطوط الملاحة والتجارة في باب المندب وجنوب البحر الأحمر في انتهاك لاتفاق ستوكهولم بإطلاق العمليات العدائية من محافظة الحديدة. في سياق متصل، أعلن التحالف تنفيذ 19 عملية استهداف لآليات وعناصر الحوثي في العبدية بمأرب خلال الـ24 ساعة الماضية، وأضاف أنه تم تدمير 12 آلية عسكرية لميليشيات الحوثي في العبدية ومقتل ما يزيد عن 108 من عناصرها، مؤكداً التزامه بدعم الجيش الوطني اليمني وحماية المدنيين.
وأفاد محافظ مأرب اليمنية، سلطان العرادة، الأربعاء، أن مديرية "العبدية" التي يسكنها ما يزيد عن 37 ألف نسمة، تعاني من حصار ميليشيا الحوثي التي تمطرها بالصواريخ الباليستية وبقذائف الدبابات وأنواع متعددة من المدفعية على النساء والأطفال والعجزة، وكشف العرادة عن رفض ميليشيا الحوثي دخول المستلزمات الطبية والعلاجات وسيارات الإسعاف إلى مديرية العبدية، والتي كانت قد وعدت المنظمات الحقوقية والجهات الإنسانية بإدخالها.
كذلك، حذر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، من استمرار التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في جبهات محافظة مأرب، وقصفها المدنيين والمناطق الآهلة بالسكان بمختلف أنواع الأسلحة، وحصار وتجويع سكان مديرية العبدية، وأوضح أن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في ظل صمت وتخاذل المجتمع الدولي، يعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر وينسف أي بارقة أمل للتهدئة وإحلال السلام في اليمن. كما أكد أن هذا التصعيد الحوثي الخطير يتم بإملاء وتسليح إيراني وبمساعدة خبراء من الحرس الثوري وحزب الله في إدارة العمليات العسكرية، تنفيذا لمخططها التوسعي في المنطقة. إلى ذلك، كما جدد الإرياني الدعوة إلى تصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية ومحاكمة قيادتها في محكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.
وفيما تواصل ميليشيات الحوثي محاصرة مديرية العبدية في محافظة مأرب، أفاد تمعلومات من المنطقة، يوم السبت، بأن القصف الحوثي دمرت ست قرى بشكل كامل، كما أكدت أن الهجمات الحوثية ما زالت مستمرة، فيما تصاعدت موجة النزوح بشكل غير مسبوق من عدة قرى في المديرية إضافة إلى مركزها، لافتا إلى أن قوات الجيش اليمني تتصدى لهجمات أخرى على 18 قرية في المديرية الواقعة جنوب مأرب.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، يوم الخميس، أن الانتهاكات الحوثية زادت في عموم البلاد، متهماً الحوثيين بأنهم باتوا أكثر دموية في استهداف للمدنيين نتيجة لفشلهم في أرض المعركة، وقد جاء ذلك أثناء بحث بن مبارك، التطورات السياسية في اليمن وجهود تحقيق السلام مع المبعوث السويدي الخاص بيتر سيمنبي، كما أشار بن مبارك إلى أن إحلال السلام يعتبر هدفا مشتركا للحكومة والمجتمع الدولي، ووصف ما تتعرض له مديرية العبدية في محافظة مأرب من حصار حوثي بأنه انتهاكات إنسانية جسيمة، متهما الجماعة المسلحة بقصف المديرية بشكل متواصل بالصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة ومنع دخول الغذاء والدواء وإجلاء الجرحى والمرضى والمصابين.
وفي السياق ذاته، طالب برلمانيون يمنيون، اليوم الخميس، الرئيس عبدربه منصور هادي بوقف العمل باتفاق "ستوكهولم"، الموقع مع ميليشيا الحوثي برعاية الأمم المتحدة في ديسمبر 2018، ودعا 38 نائباً في البرلمان اليمني، في رسالة موجهة للرئاسة، إلى وقف العمل بالاتفاقية وإلغاء الالتزام بها وتوجيه الجيش بتحرير ما تبقى من مدينة الحديدة، وذلك ردا على تصعيد الحوثي وفرضه حصاراً على مديرية العبدية منذ أكثر من 23 يوما. كذلك، اتهم النواب ميليشيا الحوثي بالتنصل عن جميع التزاماتها باتفاقية ستوكهولم وغيرها، واستمرار قصفها للمدن والأحياء السكنية في الحديدة ومأرب والضالع وشبوه وتعز والبيضاء، وغيرها من المدن، وأكد أعضاء البرلمان، في رسالتهم، على أنه لا خيار أمام تعنّت ميليشيا الحوثي إلا إنهاء انقلابها المشؤوم بالحسم العسكري واستعادة الدولة. كما أبلغ نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، المبعوث السويدي الخاص إلى اليمن بيتر سيمبني، الخميس، بالنتائج العكسية التي أفرزها اتفاق "ستوكهولم" بعد تنصل الحوثيين عنه بدعم من إيران وإفراغه من مضمونه، وانتقد عدم التزام المجتمع الدولي بدوره في الإشراف والرقابة على تنفيذ الاتفاق ليكون خطوة صحيحة باتجاه السلام الدائم كما كان يأمل كل أبناء الشعب اليمني.
وفي هذا الاطار، قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، إن بلاده لا ترى أي دور إيجابي لإيران في اليمن، بل تعمل على تغذية الصراع بشتى الوسائل، وخلال مؤتمر صحافي عقده في الرياض، يوم الاربعاء، تحدث ليندركينغ عن رؤية الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن وتوافق رؤية بلاده مع الجانب السعودي ـ وفقا لتعبيره ـ ومنها أنه ليس هناك حل عسكري في اليمن، وبالتالي تعمل واشنطن على إيجاد أرضية تمكن اليمنيين من مناقشة أوضاعهم، كما اعتبر المبعوث الأميركي أن الهجوم الحوثي على مأرب يتعارض مع الرؤية الأميركية لإيجاد حل سلمي ينهي الحرب في اليمن، معربا عن قلق بلاده إزاء الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي على المدنيين في مديرية العبدية بمأرب، وأشار إلى أنه ليس من المقبول استمرار الهجمات الصاروخية من قبل ميليشيات الحوثي على الأراضي السعودية وتهديد سلامة المواطنين.
في إطار منفصل، شددت الحكومة اليمنية وفريق أممي من برنامج الأمم المتحدة الانمائي، الأربعاء، على ضرورة تفريغ حمولة خزان صافر النفطي العائم، قبالة السواحل الغربية لليمن، في ظل استمرار تعنت ورفض ميليشيا الحوثي، ما ينذر بحدوث كارثة بيئية هي الأكبر عالمياً، وناقش وزير النقل اليمني، عبدالسلام حميد، في عدن، مع مستشارة البيئة مندوبة البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، سامية الدُعيج، ونائب ممثل الأمم المتحدة سلمى الحاج، وممثل البرنامج الإنمائي في عدن وليد باهارون، وضع خزان صافر والتداعيات الكارثية على البيئة البحرية.
وطالب وزير النقل اليمني، الأمم المتحدة بممارسة المزيد من الضغط على الحوثيين لجعل حوض صافر العائم محايداً وبعيداً عن الصراع السياسي القائم لكون الخطر الناجم عنه يحدق بالجميع دون استثناء، مؤكداً على ضرورة وأهمية تكثيف الجهود لحصر وحل المشكلة والإسراع في وضع الحلول الكفيلة لمعالجة وضع الخزان، وأشار إلى أن الوضع اليوم لم يعد يتطلب الصيانة بقدر احتياجه لسرعة تفريغ الخزان وبشكل نهائي، ومن ثم البدء بمعالجة آثار المشكلة. بدورها، أكدت مستشارة البيئة ومندوبة البرنامج الأممي حرص واهتمام البرنامج بسرعة حل مشكلة الحوض العائم، وأوضحت أن فريق العمل المختص عقد عدة لقاءات واجتماعات وخرج باتفاق على سرعة تفريغ شحنة حوض صافر عبر الشركة المنفذة، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل حول ذلك، وأكدت توجه المنظمة البحرية الدولية لتنفيذ خطة طوارئ عاجلة لموضوع تسرب النفط من خزان صافر.
كشف وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، أن مفاوضات سد النهضة شبه مجمدة، لافتاً إلى أن القاهرة تلقت اتصالات من دول مختلفة وعلى مستويات عدة لوضع حلول للأزمة، غير أنها ليست على مستوى الطموحات، وقال عبد العاطي في كلمته خلال ندوة نظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الاثنين، إن القاهرة تطالب بآلية واضحة ومدة زمنية محددة مع وجود مراقبين دوليين لهم دور للتوصل لاتفاق عادل وجاد حول قواعد ملء وتشغيل وسد النهضة. كما أوضح أنه من الطبيعي أن يكون هناك قلق لدى المواطنين حول السد لكن لا يجب أن يكون مرضياً، واصفاً الوضع فيما يتعلق باستئناف المفاوضات بأنه في شبه مجمد حالياً. كذلك أعلن عبد العاطي أن مصر جاهزة للتعامل مع أي طارئ فيما يخص قطاع المياه، مشدداً على أن الدولة لن تسمح بحدوث أزمة مياه في مصر أو حدوث ضرر في المياه التي تصل إليها، موضحاً أن مصر تؤمن بالتنمية لها ولجميع دول حوض النيل.
في سياق منفصل، وقعت كل من مصر واليونان مذكرة تفاهم لدراسة إنشاء مشروع الربط الكهربائي بين البلدين عن طريق كابل كهربائي بحرى يوفر ربطا مباشرا لتبادل الكهرباء بين مصر واليونان ويمتد للسوق الموحدة للاتحاد الأوروبى، وقد جاء ذلك خلال زيارة وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمد شاكر إلى اليونان يوم الخميس.
وقال بيان صادر عن وزارة الكهرباء المصرية إن مشروع الربط الكهربائي يحقق العديد من الفوائد الفنية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، حيث يهدف المشروع إلى إنشاء شبكة ربط قوية بشرق المتوسط لتحسين أمن واعتمادية الأمداد بالطاقة، والمساعدة عند حدوث الأعطال والانقطاعات والحالات الطارئة على شبكات النقل ورفع درجة تأمين الإمدادات الكهربية، وتحفيز التعاون الإقليمي والسلام والرخاء، وتعزيز المزيد من التطوير وزيادة مشاركة الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة في مشروعات الربط الكهربائي وفي مزيج الكهرباء على كل من المستوى الوطني والإقليمي. ويمثل المشروع جزءا مهما من العلاقات والتعاون الاستراتيجي الحالي بين الطرفين والذي يُعجل من تطوير ممر الطاقة من خلال زيادة إمدادات الطاقة الكهربائية لكل من مصر واليونان، مع تحقيق التوازن في الطلب على الطاقة، وتحفيز الاستجابة للتحديات الخاصة بتغيير المناخ وتقليل الانبعاثات والذي يساعد بدوره في الحفاظ على البيئة وحمايتها باستخدام كافة مصادر الطاقة المتاحة وخاصة الاستفادة من الطاقات المتجددة، ومن الجدير بالذكر أن الربط الكهربائي بين شمال وجنوب المتوسط سوف يعمل على استيعاب الطاقات الضخمة التي سيتم توليدها من الطاقة النظيفة التي تزخر بها القارة الإفريقية.
وستعمل المرحلة الأولى من المشروع بقيمة 2.5 مليار يورو على ربط شبكات الدول الثلاث ومن المقرر البدء في تشغيلها بحلول ديسمبر 2023 بقدرة أولية تبلغ 1 غيغاوات. واستغرق الإعداد للمشروع بعض الوقت، حيث كانت القاهرة وأثينا ونيقوسيا وقعت الاتفاقية الإطارية للمشروع في عام 2019، والمشروع هو عبارة عن كابل سوف يتجه من مصر إلى قبرص ثم إلى اليونان، حيث سيبلغ طول الكابل نحو 1650 كيلومترًا بقدرة 2000 ميغاوات.
في الاقتصاد، قال وزير المالية المصري، محمد معيط، إنه بانضمام مصر إلى مؤشر "جى. بى. مورغان"، سيتم ضخ مليار دولار استثمارات إضافية جديدة داخل سوق الأوراق المالية الحكومية المصرية من أذون وسندات خزانة ومن ثم تحقيق استراتيجية إدارة الدين في خفض التكلفة، وأشار الوزير المصري وفق بيان، إلى أن إعلان انضمام مصر لمؤسسة "جى. بى. مورغان" للسندات الحكومية بالأسواق الناشئة، اعتبارًا من نهاية يناير المقبل، يُعد بمثابة شهادة ثقة جديدة من المستثمرين الأجانب في صلابة الاقتصاد المصري، وأوضح أن 90% من المستثمرين الأجانب الذين شملهم استطلاع الرأي أيدوا دخول مصر للمؤشر، لتصبح إحدى دولتين فقط بالشرق الأوسط وإفريقيا في هذا المؤشر. ولفت الوزير إلى أنه من المتوقع أن تدخل مصر بـ 14 إصدارًا بقيمة إجمالية حوالي 24 مليار دولار ويكون نسبتها في المؤشر 1.85%. وأشار إلى أن هذه الخطوة تعكس الجهود المتواصلة لوزارة المالية لخفض تكلفة الدين العام كجزء من حزمة الإجراءات التي تتخذها الدولة للإصلاحات الاقتصادية.
والاربعاء، أعلن بنك "جي بي مورغان"، في مذكرة بحثية، أن الحكومة المصرية حصلت على موافقة للانضمام إلى مؤشره لسندات حكومات الأسواق الناشئة اعتبارا من 31 يناير المقبل.
في موضوع الاخوان، وفي مواصلة لسلسلة الخلافات التي عصفت خلال الفترة الأخيرة بجماعة الإخوان، لاسيما بين جناحي إسطنبول ولندن، رد القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير على قرار عزله، وقال في كلمة مساء الأربعاء، بعيد إعلان جماعة إسطنبول إعفاءه من منصبه إن جماعة الإخوان المسلمين لن تدار من خلال وسائل الإعلام، مؤكدا أن قرار إعفائه والعدم سواء، وفق تعبيره. كما اعتبر أن البعض يحاول السيطرة على الجماعة، في إشارة إلى شخصيات إسطنبول بقيادة محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة.
أزمة سد النهضة
قال مصدر في وزارة الخارجية السودانية إن إثيوبيا بدأت رفع الممر الأوسط لسد النهضة، ووضع جدران خرسانية، استعدادا للملء الثالث للسد، وأكد المصدر انتظار بلاده دعوة رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيلكس تشيسكيدي، الذي يترأس الاتحاد الإفريقي، لاستئناف التفاوض، وأضاف أن السودان سلم وزير خارجية الكونغو، ملاحظاته بشأن منهجية التفاوض في أزمة سد النهضة. ويجري ملء خزان السد خلال موسم الأمطار الذي يستمر من يونيو حتى سبتمبر كل عام، ويرتبط مستوى التخزين السنوي بارتفاع الممر الأوسط للسد.
وفي يوليو الماضي، أعلنت إثيوبيا اكتمال المرحلة الثانية من ملء السد بنجاح، رغم حضّ دولتي المصب مصر والسودان، إثيوبيا، على تأجيل هذه الخطوة حتى التوصل إلى اتفاق شامل، ولكن خبراء مياه قالوا إن أديس أبابا لم تنجح في الوصول إلى هدفها أثناء الملء الثاني.
وقد ذكر وزير الري المصري، الاثنين، أن المفاوضات شبه مجمدة حالياً، كما أكد الرئيس المصري، الثلاثاء، أن موقف مصر ثابت بشأن ضرورة التوصل لاتفاق قانوني وملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وفي سياق الازمة، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية مصرية قولها إن القاهرة طلبت من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية مساعدتها على تجميد صفقة تقوم بموجبها تركيا ببيع طائرات مسيرة لإثيوبيا، حيث أن أي شحنات من الطائرات المسيرة إلى إثيوبيا تهدد بإذكاء الخلاف في العلاقات المتوترة بين تركيا ومصر، التي تختلف مع أديس أبابا بشأن سد النهضة الذي تبينه إثيوبيا على النيل الأزرق.
وقالت أربعة مصادر مطلعة، يوم الخميس، إن تركيا وسعت صادراتها من الطائرات المسيرة المسلحة من خلال التفاوض على صفقات مع المغرب وإثيوبيا بعد استخدامها الناجح في النزاعات الدولية، كما ذكرت رويترز نقلا عن مصدر مصري إن أي أتفاق يتعين أن يُطرح ويُوضح في محادثات بين القاهرة وأنقرة اللتان تحاولان من خلالها إصلاح العلاقات الثنائية.
أعلن وزير الخارجية في حكومة طالبان، الاثنين، أن حكومته تريد علاقات خاصة مع دول الخليج، وقال أمير خان متقي خلال فعالية في الدوحة، أن كابول تسعى إلى علاقات إيجابية مع الاتحاد الأوروبي، معلناً الاجتماع مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء. وكانت مفاوضات امتدت يومين بين الولايات المتحدة وطالبان، العدوين السابقين، وصفت بالصريحة والاحترافية من قبل الخارجية الأميركية، لتعلن بعدها حركة طالبان أن الولايات المتحدة وافقت على تقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان التي تعيش في فقر مدقع وتقف على حافة كارثة اقتصادية، إلا أنها رفضت الاعتراف السياسي بحكام طالبان الجدد للدولة. كذلك قال المتحدث السياسي باسم الحركة، سهيل شاهين، إن وزير خارجية طالبان أكد للوفد الأميركي خلال المحادثات التي جرت السبت والأحد الماضيين في الدوحة، أن الحركة ملتزمة بالعمل على ألا تصبح الأراضي الأفغانية نقطة انطلاق للمتطرفين لشن هجمات على دول أخرى.
غادر سفير فرنسا في بيلاروسيا، نيكولا دو بويان دو لاكوست، البلاد بعدما طلبت منه مينسك القيام بذلك قبل الإثنين، وفق ما افادت متحدثة باسم السفارة، يوم الاحد، ولم توضح المتحدثة السبب الذي دفع الخارجية البيلاروسية الى أن تطلب مغادرة السفير، وقالت إن وزارة الخارجية البيلاروسية طلبت أن يغادر السفير قبل 18 أكتوبر، مضيفة أن السفير غادر بيلاروسيا الأحد. كذلك ذكرت وسائل إعلام بيلاروسية ان السفير لم يقدم أبدا اوراق اعتماده الى الرئيس الكسندر لوكاشنكو.
وعلى غرار دول أخرى في الاتحاد الاوروبي، لم تعترف فرنسا بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في أغسطس الفائت وفاز فيها لوكاشنكو بولاية سادسة، ما أدى الى تظاهرات حاشدة غير مسبوقة استمرت اشهرا عدة في الجمهورية السوفياتية السابقة المتحالفة مع روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، وفرض الاتحاد الاوروبي سلسلة عقوبات على نظام بيلاروسيا ردا على قمع لوكاشنكو لمعارضيه، فيما نجحت مينسك في احتواء التظاهرات وسجنت مئات المعارضين واغلقت عشرات وسائل الاعلام ومقار منظمات غير حكومية، فيما أجبر معارضون آخرون على اختيار المنفى.
على صعيد منفصل، وفي حين تواجه أثينا توترات مع جارتها تركيا، أبرمت الولايات المتحدة واليونان الخميس، اتفاقاً لتوسيع أطر اتفاقية التعاون الدفاعي الثنائية، بما يمنح القوات الأميركية استخداما أوسع للقواعد العسكرية اليونانية، وأكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس أن الاتفاق الأميركي - اليوناني الجديد، والذي وقع عليه في واشنطن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من شأنه أن يتيح للقوات الأميركية التدرب والعمل بقدرة موسعة في أربع قواعد إضافية باليونان، وأضاف أن هذا ليس اتفاقا ضد أي شخص آخر، على الرغم من أنه أشار إلى أن الاتفاق الجديد يضع وجودا عسكريا أميركيا على بعد أميال من تركيا، كذلك، أوضح أنه اتفاق بين اليونان والولايات المتحدة الأميركية، والغرض من الاتفاق هو استقرار وازدهار البلدين.
على صعيد منفصل، اتهم تقرير أوروبي، حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتكليف تنظيم داعش الإرهابي بتنفيذ تفجير نفذه انتحاريان أثناء مسيرة نظمت في العاصمة أنقرة عام 2015، وذكرت وسائل إعلام تركية، أن تقريراً سرياً لمخابرات الاتحاد الأوروبي، اتهم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بتكليف تنظيم داعش الإرهابي بتنفيذ مذبحة أنقرة. وحمّلت الحكومة التركية وقتها المسؤولية عن الهجوم لتنظيم داعش الإرهابي، لكن التنظيم لم يعلن مسؤوليته عنه، وهو ما رفع حدة التوتر بين الحكومة و"حزب الشعوب الديمقراطية" المعارض المؤيد للأكراد، الذي عدّ الهجوم موجهاً ضده. كما وجهت السلطات اتهامات إلى 36 شخصاً يشتبه بأنهم من عناصر تنظيم داعش بعضهم حوكم غيابياً، وقضت محكمة تركية بسجن 9 متهمين مدى الحياة في أغسطس 2018.
أزمة شرق المتوسط
هاجم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، مساء الاحد الماضي تركيا مجدداً، متهماً إياها بتقويض الاستقرار في شرق المتوسط، بعد انتهاكها المنطقة الاقتصادية الخاصة بجمهورية قبرص، وقال أنه يجب على الولايات المتحدة أن تقف إلى جانب قبرص، كما يجب على الاتحاد الأوروبي أن يدعم بشكل كامل المصالح الحيوية لإحدى دوله الأعضاء.
في هذا الاطار أيضا، يشار إلى أن اليونان تركز جزءا كبيرا من استراتيجيتها الدفاعية على التعاون العسكري الوثيق مع فرنسا والولايات المتحدة في حين لا تزال عالقة في نزاع متقلب مع تركيا حول حدود المجالين البحري والجوي، كما سعى المسؤولون اليونانيون بنشاط إلى إبرام اتفاقيات دولية أخرى مع شركاء في الشرق الأوسط وأوروبا ومناطق أخرى.
تعيش مناطق شمال سوريا أجواء متوترة، وخصوصاً على طول الجبهات الفاصلة بين "قوات سوريا الديمقراطية" والجيش التركي وفصائل المعارضة الموالية له، فقد كشف مسؤولان تركيان أن بلادهما تستعد لاحتمالية شن عمل عسكري جديد ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا إذا فشلت محادثات متعلقة بالأمر مع الولايات المتحدة وروسيا. وقال مسؤول بارز في تصريح صحفي إنه من الضروري تطهير المناطق في شمال سوريا، وخصوصاً منطقة تل رفعت التي تنطلق منها هجمات ضد تركيا باستمرار، في إشارة إلى الهجمات التي يشنها الأكراد، وأضاف أن الجيش ووكالة المخابرات الوطنية يتخذان الاستعدادات، ومضى قائلاً إن القرار بذلك اتُخذ، والتنسيق اللازم سيتم مع دول بعينها، وسيُناقش الموضوع مع روسيا والولايات المتحدة.
كذلك، أكد المسؤولان أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيناقش الأمر مع الرئيس الأميركي جو بايدن خلال قمة مجموعة العشرين التي تضم الاقتصادات الكبرى في العالم في روما في نهاية أكتوبر الجاري، كما سيتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد المحادثات مع بايدن.
اقتصادياً، ألقت الأحزاب التركية المعارضة باللوم على الرئيس رجب طيب أردوغان بعد التدهور الذي سجّلته الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية مؤخرا، متهمين إياه بالتسبب في أزمة العملة بعد إقالته لعدد من المسؤولين في البنك المركزي فجر الخميس ، ما أدى إلى مزيد من الخسائر في قيمة الليرة التركية التي فقدت بالفعل 19% من قيمتها أمام الدولار الأميركي منذ بداية العام الجاري فقط. وفي هذا الصدد، أكد غورسل تكين النائب في البرلمان التركي عن حزب "الشعب الجمهوري" وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد أن المسؤولين الذين أقالهم أردوغان لم يكونوا السبب في تفاقم أزمة العملة وبالتالي لن تحقق إقالتهم استقراراً في سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية، كذلك شدد على أن أسباب تراجع قيمة الليرة التركية متعددة ومعظمها مرتبطة بالسياسات الحكومية منذ أن حوّل أردوغان نظام الحكم في البلاد من نظامٍ برلماني إلى آخرٍ رئاسي، فهو منذ ذلك الحين يتدخل بقرارات البنك المركزي، وأقال عدداً من رؤسائه لأسبابٍ سياسية، ونتيجة ذلك فقدت الأسواق الدولية الثقة بالبنك المركزي التركي وهو ما أدى لتدهور قيمة العملة الوطنية. وكانت الجريدة الرسمية قد أعلنت فجر الخميس، أن الرئيس التركي عزل ثلاثة أعضاء في لجنة السياسة النقدية لدى البنك المركزي وعيّن عضوين جديدين مكانهما، مما هوى بالليرة إلى مستويات قياسية جديدة، لتسجّل 9.16 أمام الدولار الأميركي.
في سياق منفصل، نقلت قناة (تي.آر.تي) التركية يوم الأحد عن الرئيس التركي قوله، إن بلاده سددت 1.4 مليار دولار لشراء مقاتلات إف-16 من الولايات المتحدة، وأضاف أردوغان أن أنقرة طلبت من أميركا ذلك من أجل تلبية احتياجاتها الدفاعية. ولا تزال الصفقة، التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، بانتظار موافقة وزارة الخارجية الأميركية وكذلك الكونغرس الذي بوسعه تعطيلها. إلى ذلك، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن سياسة الوزارة هي عدم تأكيد أو التعليق على مبيعات دفاعية مقترحة قبل إخطار الكونغرس بها رسميا، فيما امتنعت السفارة التركية في واشنطن عن التعليق.
وفي هذا السياق، يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلال قمة العشرين المقبلة في روما للضغط على الرئيس الأميركي جو بايدن للسماح لأنقرة بشراء الطائرات الحربية الأميركية، في محاولة للتغلب على رفض واشنطن لصفقات الأسلحة الرئيسية مع بلاده بعد شرائها دفاعات جوية روسية، وقال مسؤولان تركيان مطلعان، إن تركيا أرسلت طلبًا رسميًا إلى الولايات المتحدة في 30 سبتمبر لشراء 40 طائرة جديدة من طراز F-16 Block 70 لتحديث مقاتلاتها الحالية من طراز F-16، وقالوا إن الصفقة يحتمل أن تبلغ قيمتها ستة مليارات دولار، لكن الموافقة سيكون من الصعب الفوز بها، بالنظر إلى معارضة الكونغرس لشراء صواريخ إس -400 الروسية وموقف تركيا الثابت. وقال المسؤولون الأتراك إن أردوغان يتوقع لقاء بايدن خلال قمة مجموعة العشرين في روما في نهاية هذا الشهر على الرغم من عدم الإعلان عن أي اجتماع وليس من الواضح مدى استعداد بايدن للنظر في طلب الأسلحة، حيث أن هدف تركيا هو تأمين طائرات متوافقة مع حلف شمال الأطلسي.
قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، الخميس، إن بلاده لا تريد ظهور حزب الله آخر في اليمن، وأعلن رضا الإمارات عن العلاقة المتنامية مع إسرائيل، وذكر أنه سيزور إسرائيل قريبا، كما شدد على أنه لا يمكن الحديث عن سلام في المنطقة في غياب حوار بين إسرائيل والفلسطينيين.
تصريحات الوزير الإماراتي جاءت خلال اجتماع ثلاثي مع نظيرة الأميركي أنتوني بلينكن والإسرائيلي يائير لابيد، في العاصمة الأميركية واشنطن، وقال وزير الخارجية الأميركي إن الولايات المتحدة تريد توسيع دائرة الدول التي توقع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، مضيفا بأنه تحدث مع وزيري خارجية الإمارات وإسرائيل عن سوريا وإيران.
جددت السعودية يوم الثلاثاء التأكيد على موقفها لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، وجاء ذلك في جلسة لمجلس الوزراء عقدها عبر الاتصال المرئي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
في سياق منفصل، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يوم الجمعة إن تسريع إيران أنشطتها النووية يُدخل العالم مرحلة بالغة الخطورة، وسط جهود لإعادة طهران إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وفي مؤتمر صحفي في واشنطن غداة اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، دعا بن فرحان إلى وقف سريع للأنشطة الإيرانية التي تنتهك الاتفاق، وقال بن فرحان أن السعودية بدأت حوارا مع إيران، في إشارة إلى أربع جولات من المحادثات التي شرعت الدولتان في عقدها في 2020 وركزت بشكل أساسي على الصراع في اليمن، وأضاف أن هذه الاتصالات، رغم أنها كانت ودية، إلا أنها، في طبيعتها، كانت استكشافية، ولم تصل إلى وضع يمكننا فيه القول إننا أحرزنا تقدما كبيرا، لكن الوزير السعودي رفض الرد على سؤال بشأن تقارير تفيد بأن السعودية تفكر في السماح لإيران بإعادة فتح قنصلية في مدينة جدة.
كذلك، أكد الوزير السعودي أنه أجرى محادثات مثمرة مع نظيره الأميركي وأضاف أنه بحث مع بلينكن تعزيز أوجه التعاون الاستراتيجي، والعمل على تكثيف التنسيق المشترك. في المقابل، أفاد بيان للخارجية الأميركية بأن الوزيرين ناقشا القضايا الإقليمية، بما في ذلك الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى حل دائم لإنهاء الصراع في اليمن.
وفي سياق منفصل، تطرق ابن فرحان خلال المؤتمر الصحفي إلى الأزمة السياسية في لبنان، قائلا إن أحداث اليومين الماضيين (الخميس والجمعة) تظهر الحاجة إلى تغيير حقيقي من قادة البلاد، كما جددت الخارجية السعودية يوم الاحد دعوتها لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان.
أمنياً، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن اعتراض وتدمير طائرتين مسيرتين مفخختين أطلقتهما ميليشيا الحوثي تجاه المنطقة الجنوبية، وقال التحالف يوم الأحد، إنه يتخذ الاجراءات العملياتية لحماية المدنيين والأعيان المدنية من الهجمات العدائية. وكان التحالف أعلن، أمس السبت، أن الدفاعات السعودية اعترضت ودمرت طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي الإرهابية باتجاه جازان. كما كان قد أفاد مساء الخميس، أن الدفاعات السعودية اعترضت ودمرت طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي الإرهابية باتجاه جازان. إلى ذلك، اعترضت الدفاعات الجوية السعودية، مساء الثلاثاء، مسيرة مفخخة ثانية أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه خميس مشيط، وفي وقت سابق الثلاثاء، دمرت الدفاعات السعودية مسيرة حوثية استهدفت أيضا خميس مشيط.
في سياق منفصل، تنطلق، الاثنين، مناورات التمرين البحري الثنائي المختلط "المدافع الأزرق - 21" بين القوات البحرية الملكية السعودية والقوات البحرية الأميركية في الأسطول الغربي، وأوضح قائد التمرين أن المناورات، التي تستمر على مدى عشرة أيام، تهدف إلى تعزيز العلاقات والتعاون العسكري ورفع مستوى الاستعداد القتالي، والجاهزية بين القوات البحرية الملكية السعودية والقوات البحرية الأميركية، وتبادل الخبرات في مجال حماية الموانئ، وإزالة الألغام على اليابسة وتحت الماء، إضافة إلى الإسهام في تطوير القدرات الأمنية بحماية وسلامة البحار والممرات المائية الإقليمية والدولية، لضمان حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وتعليقاً على أحداث العنف التي شهدتها العاصمة اللبنانية، بيروت، أكدت السعودية يوم الجمعة وقوفها وتضامنها مع الشعب اللبناني، مضيفة أنها تتابع باهتمام الأحداث الجارية، كما أعربت وزارة الخارجية في بيان عن تطلعها لأن يعم الأمن السلام في لبنان، بإنهاء حيازة السلاح واستخدامه خارج إطار الدولة، وشددت على أن تقوية مؤسسات الدولة هو لصالح جميع اللبنانيين دون استثناء. إلى ذلك، أكدت أن اللبنانيين يستحقون الاستقرار والنمو الاقتصادي لبلدهم، والأمن الذي يبدد الإرهاب.
بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن سفينة عسكرية روسية أحبطت محاولة مزعومة من المدمرة الأميركية يو. إس إس تشافي لانتهاك المياه الإقليمية الروسية في بحر اليابان، أفادت المعلومات بأن الوزارة استدعت الملحق العسكري الأميركي بعد الحادثة، وأضاف الكرملين أن وزارة الدفاع الروسية استدعت الدبلوماسي الأميركي تنديداً منها بحادثة المدمرة.
وكشفت الوزارة أن الحادث وقع خلال مناورات بحرية روسية صينية في بحر اليابان، موضحة أن طاقم السفينة الروسية الأميرال تريبوتس حذر على قناة اتصال دولية من عدم جواز مثل هذه التحركات، وأبلغ المدمرة الأميركية بأنها دخلت منطقة مغلقة أمام حركة الملاحة بسبب التدريبات بنيران المدفعية، لكن المدمرة أقدمت على إجراءات لانتهاك حدود دولة روسيا الاتحادية في خليج بطرس الأكبر، ما اطر السفينة "أدميرال تريبوتس"، التي تعمل في إطار قواعد الملاحة الدولية، الى اتخاذ مسارا لإخراج المتسلل من المياه الإقليمية الروسية.
يشار إلى أن التدريبات الروسية الصينية المشتركة "التعاون البحري 2021" تجري في الفترة من 14 إلى 17 أكتوبر الجاري، وتشارك فيها سفن حربية وسفن دعم من أسطول المحيط الهادي الروسي، بما في ذلك كاسحات ألغام وغواصة، وبالمقابل، تشارك مدمرتان وغواصة وطرادان من بين السفن التي أرسلتها بكين للمشاركة في التدريبات.
وفي السياق، اعتبرت روسيا أن المحادثات التي أُجريت، الثلاثاء، في موسكو بين مسؤولين كبار روس وأميركيين مفيدة رغم أنها لم تحقق أي اختراق، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن مواقف الفريقين لا يمكن التوفيق بينها. الأميركيون لا يسمعون منطق ومطالب موسكو، لكنّ المحادثة كانت مفيدة. وكان ريابكوف قد التقى مع المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند، التي سمحت لها روسيا بدخول أراضيها لثلاثة أيام فقط لعقد لقاءات مع مسؤولين روس، رغم أن اسمها مدرج على لائحة الأشخاص الممنوعين من دخول البلاد، وفي المقابل، منحت واشنطن تأشيرة لدبلوماسي روسي كبير مكلّف بإجراء مفاوضات حول نزع الأسلحة هو قسطنطين فورونتسوف. وأشار ريابكوف إلى أن أحد أبرز المواضيع التي تم التطرّق إليها الثلاثاء كان موضوع التأشيرات والعمل القنصلي الذي شهد اضطرابات كثيرة بسبب موجات طرد دبلوماسيين عدة، وأضاف أنه تم التطرّق إلى المسألة بصراحة كبيرة مع نولاند، إلا أن الوضع لم يتحسّن.
ومع تصاعد التوترات مع روسيا على طول حدودها مع حلفاء الولايات المتحدة، أعلن الجيش الأميركي هذا الأسبوع أنه سيرسل مستشارين عسكريين للعمل إلى جانب وحدات تحالف الناتو في أوروبا، وقال مسؤولو الجيش الأميركي، إن فرقا من المستشارين العسكريين من "اللواء الرابع"، المتمركز في فورت كارسون في ولاية كولورادو، ستنتشر في الخريف في مواقع متعددة في أوروبا، كعلامة على التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على السلام في هذه القارة، وقال الكولونيل روبرت بورن، قائد "اللواء الرابع" في بيان، إن هذا اللواء يوفر القادة العسكريين الأميركيين المتخصصين وذوي الخبرة لدعم أهداف التعاون الأمني للجيش الأميركي في أوروبا وإفريقيا.
يأتي هذا بينما أجرت روسيا مناورات عسكرية على طول حدودها الغربية، وتواصل التصادم، كلامياً، مع القادة الأميركيين والأوروبيين بشأن دورها في دعم التمرد الانفصالي في أوكرانيا وقمع الاحتجاجات الشعبية في بيلاروسيا.
طلبت أوكرانيا، خلال قمة مع الاتحاد الأوروبي في كييف، دعماً أكبر للدفاع عن مصالحها في مواجهة موسكو، في خضمّ أزمة طاقة عالمية تعزز قبضة روسيا على قطاع الغاز، وقال الرئيس الأوكراني إن مشروع "نورد ستريم 2" يطرح تحديات جديدة بالنسبة لأوكرانيا، تُضاف إلى تلك الموجودة أصلا، وأضاف أن الأمن المتعلق بالطاقة أساسي جدا بالنسبة لاستقلالية أوكرانيا ومن الضروري تطوير رؤية مشتركة على المدى الطويل لأمن الطاقة في أوروبا.
من جهته، أكد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أنهما يتفهّمان مخاوف أوكرانيا، ووعدا بتعزيز التعاون، وأوضحت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي وكييف يدرسان سيناريوهات مختلفة لضمان إمداد كاف لأوكرانيا، التي هي أصلاً دولة عبور موثوقة، ويجب أن تبقى كذلك، كما تحدثت خصوصاً عن احتمال التنسيق في مسألة مخزونات الغاز، وحتى إمداد أوكرانيا من سلوفاكيا المجاورة إذا لزم الأمر.
إلى ذلك، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، روسيا إلى الاعتراف بأنها طرف في الصراع الدائر بشرق أوكرانيا، وقالت المسؤولة الأوروبية، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ورئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، عقب قمة عقدت الثلاثاء بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي يدعم بشكل راسخ سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ويصر على التنفيذ الكامل لاتفاقات مينسك (الخاصة بالتسوية)، وأن تعترف روسيا بأنها طرف في الصراع في شرق أوكرانيا، وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي أرسل عددًا من موظفيه إلى جنوب شرق أوكرانيا، للحصول على صورة حول الوضع هناك، ومعرفة أفضل السبل لتلبية احتياجات المجتمعات المتضررة من النزاع.
من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، سيقوم بزيارة إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل، في إطار جولة أوروبية يجري إعدادها حاليا من قبل البنتاغون، تشمل أيضا جورجيا ورومانيا، وأشار أوستن إلى أن الجولة ستختتم مع الحلفاء والشركاء في بروكسل، في اجتماع وزراء دفاع حلف الناتو، وسيتم تقديم إعلان رسمي يحمل مزيدا من التفاصيل في الأيام المقبلة.
وفي ملف أزمة شرق أوكرانيا أيضا، ذكر مبعوث أوكرانيا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الخميس، أن وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا انهار تقريبا، واعتبر المبعوث الأوكراني، إيهور بروكوبتشوك، أنه يصعب مواصلة الحديث عن وقف إطلاق النار، فمنذ اتفاق مينسك للتسوية، لدينا أكثر من 2400 انتهاك لوقف إطلاق النار من قبل الجماعات المتشددة، وقتل أكثر من مائة جندي أوكراني، وعشرات المدنيين.
وفي سياق منفصل، قال السفير الأوكراني في لندن، فاديم بريستايكو، يوم الجمعة، إن بريطانيا ستزود كييف بكاسحتي ألغام وأسلحة صاروخية، في إطار تحديث البحرية الأوكرانية. وفقًا للدبلوماسي، ستتلقى أوكرانيا سفنًا جاهزة لن تحتاج إلى البناء، كما أكد بريستايكو أن كاسحات الألغام ستصبح على الفور جزءا من البحرية الأوكرانية، وقال بأن هذه سفن حديثة تستخدمها البحرية البريطانية وكاسحات الألغام تلبي جميع معايير الناتو. كذلك اضاف السفير الأوكراني إن أوكرانيا ستتلقى أيضا أسلحة صاروخية، ستساعد كييف على تعزيز قوتها البحرية بشكل كبير، بالإضافة إلى ذلك، يخطط البلدان لبناء سفن مشتركة، لتلبية احتياجات البحرية الأوكرانية.
في ملف الازمة مع أذربيجان، بعد جولات من التصعيد، شملت مناورات ومناورات مضادة وتبادل التهديدات بين باكو وطهران، يبدو أن البلدين قررا حل الخلافات بينهما عبر الحوار، حيث أعلن وزير خارجية جمهورية أذربيجان يوم الأربعاء، أنه وافق في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على حل الأزمة بين البلدين من خلال الحوار والتشاور، وفي إشارة إلى مضمون مكالمته الهاتفية مع وزير الخارجية الإيراني يوم الثلاثاء، قال جيحون بايراموف في بيان إن المساجلات الكلامية الأخيرة أضرت بالعلاقات الثنائية وإن أي خلافات يجب حلها من خلال الحوار. بدوره، شدد عبد اللهيان على أنه يعتقد أن لطهران وباكو أعداء، ويجب ألا يمنح الطرفان الأعداء فرصة لتعطيل العلاقات بين البلدين. ولدى إشارته إلى الأعداء، لم يحدد الوزير الإيراني في حديثه مع بايراموف، دولة معينة، ومع ذلك، عارض المسؤولون الإيرانيون في الأسابيع الأخيرة وبشكل متزايد العلاقات الوثيقة بين جمهورية أذربيجان وإسرائيل.
وتعد إسرائيل حليفا مهما بالنسبة لجمهورية أذربيجان في القوقاز المجاورة لشمال غربي إيران وتعتبر تل أبيب موردا رئيسيا للأسلحة إلى جمهورية أذربيجان وتستورد منها الوقود.
وفي هذا السياق، كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأذربيجانية ليلى عبد اللهيفا قد ردت يوم الثلاثاء، على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإيراني لدى زيارته إلى لبنان مؤخراً اتهم فيها باكو بـجلب المرتزقة والإرهابيين إلى منطقة ناغورنو كاراباخ خلال الحرب في الخريف الماضي، وهاجمت المتحدثة الوزير الإيراني ودعته إلى الكف عن كيل الاتهامات وتصعيد حملة التضليل والافتراء ضد باكو. كما شددت عبد اللهيفا أن أذربيجان، وكما قال الرئيس إلهام علييف، لا تحتاج إلى مرتزقة نظراً لوجود أكثر من 100 ألف جندي في جيشها.
وفي ملف المفوضات، يبدو ألا بوادر تشي باستئناف المفاوضات النووية قريبا في فيينا، بعد زيارة المنسق الأوروبي أنركي مورا الخميس إلى طهران ولقائه مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية، علي باقري، الذي من المتوقع أن يشرف على فريق التفاوض لدى العودة إلى طاولة المباحثات في العاصمة النمساوية، إذا تمت. فعلى الرغم من تأكيد منسق الاتحاد الأوروبي لمباحثات فيينا على أهمية زيارته، لاسيما أنها تأتي في وقت حساس، إلا أن مصادر أميركية أفادت بأنها لا تتوقع أن تؤدي تلك الزيارة إلى نتائج ملموسة فيما يتعلق باستئناف المفاوضات النووية، ولعل هذا ما أثبتته الوقائع والتصريحات اللاحقة.
فقد أعلنت الخارجية الإيرانية أن النقاش مع مورا كان إيجابياً بشأن المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، إلا أنها أكدت في الوقت عينه أن هذا الحديث سيستكمل خلال الأسبوعين المقبلين في بروكسل، ما يعني ألا عودة إلى فيينا في القريب العاجل. بالتزامن، واصلت روسيا بالحث على استئناف المحادثات، مؤكدة ألا سبيل غيرها، مع تزايد تشدد اللهجة الأميركية مؤخرا وتلويح واشنطن بـخيارات أخرى في حال عدم عودة طهران سريعا لطاولة المباحثات.
هذا في وقت، كانت الخارجية الفرنسية قد طالبت، يوم الأربعاء، إيران بضرورة الوقف الفوري لأنشطتها النووية غير المسبوقة في خطورتها، معتبرا أن إدارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأقوالها وأفعالها تخلق شكوكا حول نواياها، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول، في بيان، إن أعمال وأقوال الإدارة الإيرانية الجديدة تضع محل شك نيتها العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن اتفاقها النووي، وأضافت أن فرنسا تؤكد مجددا على استعدادها للعودة للمفاوضات في فيينا حول الاتفاق النووي في أي وقت، كما شددت على أن فرنسا قلقة بشدة من عدم التزام إيران بتعهداتها تجاه المنظمة الدولية للطاقة الذرية، داعية إيران إلى توجيه دعوة إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكي يزور طهران بهدف إجراء محادثات على أعلى مستوى.
ورغم الأجواء التي وصفت بالإيجابية من قبل وزارة الخارجية الإيرانية تعليقا على الزيارة التي قام بها منسق الاتحاد الأوروبي أنريكي مورا إلى طهران لبحث الملف النووي، فإن دبلوماسيا أوروبيا رفيعا أفاد بأن الوفد الإيراني ليس جاهزا بعد لاستئناف مفاوضات فيينا، كما أضاف أن مباحثات أوروبية إيرانية مطولة ستجري نهاية الشهر الحالي (أكتوبر) حول الملف النووي. إلى ذلك، كان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ألمح في وقت سابق، من يوم الجمعة، إلى نفاد صبر واشنطن حيال طهران، وقال مكررا إلى حد بعيد ما صرح به وزير الخارجية أنتوني بلينكن قبل يومين بأن كل ما نسمعه وما نراه ولا نراه من إيران يشير إلى أنها غير مهتمة بالعودة الواقعية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015. كذلك، دعت فرنسا إيران، يوم الجمعة، إلى إبداء استعدادها لاستئناف المحادثات النووية بالأفعال وليس الأقوال، وقال متحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية، أنه يجب على طهران أن تظهر بالأفعال استعدادها لاستئناف محادثات فيينا مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي.
وفي حين أبدى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة، استعداده لاستقبال مسؤولين إيرانيين في بروكسل، غير أنه دعا طهران في الوقت نفسه لعدم إضاعة مزيد من الوقت والعودة إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي، وصرح بوريل في واشنطن أنه يعلم أن الإيرانيين يريدون في شكل ما محادثات مسبقة معه بوصفه منسقاً، ومع بعض الأعضاء الآخرين في مجلس اتفاق 2015 حول النووي الإيراني، مضيفاً انه مستعد لذلك، لكن الوقت ينفد لإنقاذ الاتفاق. ويوم الأحد، دعا منسق الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مجددا الإيرانيين لعدم إضاعة الوقت والعودة للمفاوضات النووية منوها إلى أن الوقت ينفد لإنقاذ الاتفاق النووي.
مع استمرار التوتر الذي انطلق قبل أسابيع بين المكون المدني والعسكري في البلاد، جدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان يوم الخميس، التأكيد على حرص القوات الأمنية على "حماية الثورة والتغيير" حتى تكتمل مراحل الانتقال الديمقراطي في البلاد، وقال خلال اجتماع مع المجموعة الإفريقية وسفراء أفارقة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المجلس، إن المكون العسكري ملتزم بالشراكة المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية، كما شدد على ضرورة توسيع دائرة المشاركة لتضم كل القوى السياسية التي ساهمت في صنع التغيير، وهو ما يرفضه عدد من المكونات المشاركة في المكون السياسي الانتقالي الحاكم حاليا والمؤلف من جناحين عسكري وسياسي مدني.
وفي هذا الاطار، أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، بدء حوارات مع كل الأطراف لحل الأزمة التي وصفها بالخطيرة، محذرا من أنها تهدد البلاد وتنذر بشر مستطير، وأضاف في خطاب تلفزيوني مباشر مساء الجمعة، أن الحكومة تسعى إلى توافق بين معسكر الانتقال الديمقراطي يحقق أهداف الثورة، معلناً وضع خريطة طريق مع الأطراف السياسية لحل الخلاف، كما شدد على ضرورة أن يتم الاتفاق على قضايا الإرهاب داخليا وخارجيا وسبل حلها، مؤكداً أهمية تجنب الخطوات الأحادية من كل الأطراف السودانية، كما لفت إلى ضرورة البدء بالتحضير للانتخابات في السودان، معتبراً أن الأزمة السياسية الحالية أخطر أزمة تهدد الانتقال وتهدد البلاد كلها، وفق تعبيره، كما كشف أن الحكومة ترتب لمؤتمر دولي لمعالجة أزمات شرق السودان.
جاء خطاب حمدوك بعدما حذر مستشار رئيس مجلس السيادة الانتقالي الإعلامي، العميد الطاهر أبوهاجة، من تأخر اتخاذ القرار بحل الحكومة، في أول تعبير صريح صادر عن مسؤول رسمي في هذا الاتجاه، وقال في مقال أنه إن لم يصدر القرار الصعب اليوم فسيكون عصيا غداً حتى القرار الأصعب، كما اعتبر أن الحكومة الحالية برئاسة عبدالله حمدوك حلت نفسها بيدها، وأصبحت بلا مهام ولا كفاءات ولا أهداف، مُنذ أن تخلت عن الوثيقة الدستورية. إلى ذلك، رأى أن الخطأ الذي اقترفته الحكومة كان في تشرذم الجهات الممثلة فيها (من المكون المدني)، بالإضافة إلى إقصائها بعض المكونات، كما حمل الحكومة مسؤولية الأزمة الحاصلة في البلاد، جراء المحاصصة التي جرت بين أطيافها.
وفي وقت يواجه السودان أكبر أزمة سياسية في مرحلته الانتقالية الممتدة لعامين، أغلق متظاهرون في العاصمة الخرطوم، يوم السبت، الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي، مطالبين بإقالة ما سمّوها حكومة الجوع، وأعلن المحتجون اعتصاماً مفتوحًا لحين حل الحكومة، في ختام يوم حافل شهد تجمع آلاف المتظاهرين تلبية لدعوة قوى الميثاق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير للاحتجاج والتظاهر بغية استرداد الثورة وحل الحكومة وإصلاح الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية بشكل يضمن توسيع قاعدة المشاركة لكافة صناع التغيير.
إلى ذلك، بعد الخطاب الذي أدلى به حمدوك، متطرقا إلى أزمة شرق السودان، وداعيا إلى الحوار، جاء الرد من قبل مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، عبدالله أوبشار، معتبرا أن رئيس الحكومة لم يتناول القضية في العمق، فقد رأى أن خطاب رئيس الوزراء لم يتناول قضية الشرق بشكل مباشر، ولم يخض في أسباب الأزمة. أما عن المحتجين وإغلاق الموانئ المستمر منذ أسابيع، فشدد على أن المعتصمين في كل مناطق شرق البلاد ينتظرون قراراً من رئيس الوزراء بإلغاء المسار، ما يسهم في رفع الاحتقان والمتاريس أيضا.
يوم الأحد وافق المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان على السماح بتمرير شحنات قمح المعونة الأميركية والأدوية المحتجزة بالموانئ إلى الخرطوم وولايات البلاد، وأفادت المعلومات بأن رئيس المجلس محمد الأمين ترك وقع السبت مذكرة تفاهم مع رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل بمدينة بورتسودان، تنص على استمرار الاعتصام السلمي في الموانئ والطرق إلى أن تستجيب الحكومة لمطلب إلغاء مسار الشرق مع استثناء الأدوية البشرية والبيطرية من الحظر والقمح الوارد من المعونة الأميركية. كما يستثنى من إغلاق الموانئ أيضا إمدادات المنظمات الأممية من المعونات الإنسانية مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الموجهة إلى إنقاذ الأطفال السودانيين والمحتاجين وأي واردات إنسانية إخرى من معدات وإمدادات طبية.
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن الصين بدأت مؤخراً بناء مشروع ضخم لتوليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية في صحاري البلاد، وأضاف شي عبر رابط فيديو يوم الثلاثاء في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في كونمينغ، إن البناء بدأ بسلاسة في المرحلة الأولى من طاقة التوليد البالغة 100 غيغاوات، وهذا أكثر من طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكاملة المثبتة في الهند. كما تعهد شي بتأسيس صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي باستثمارات أولية قدرها 1.5 مليار يوان (232 مليون دولار) حيث واصل مساعيه لبناء دور قيادي عالمي للصين في مجال المناخ.
في سياق منفصل، أصبحت الولايات المتحدة مركزاً عالمياً لتعدين بيتكوين بعد أن أدت حملة في الصين إلى القضاء بشكل فعال على هذه الممارسة في مهد الصناعة السابق، وفي نهاية أغسطس، شكلت أميركا 35.4% من معدل التجزئة العالمي أو ما يعرف بـ "هاشينغ"، وهو مقياس لقوة الحوسبة المستخدمة لاستخراج العملة الرقمية، وفقاً لدراسة أجراها مركز كامبريدج للتمويل البديل، نُشرت يوم الأربعاء، وهو أكثر من ضعف النشاط الذي شوهد في أبريل، وكان الدافع وراء الارتفاع في الحصة النسبية للبلاد هو تحرك الصين لتقليص الصناعة للسيطرة على المخاطر المالية.
في الأيام الأولى لتأسيس بيتكوين عام 2009، كانت الدولة الآسيوية قاعدة لأكبر مراكز تعدين بيتكوين الذين يستفيدون من الكهرباء الرخيصة من محطات الفحم والطاقة المائية، الآن، جهود بكين المكثفة لكبح سوق العملات المشفرة، التي تم الإعلان عنها في مايو، تؤتي ثمارها. حيث وجد باحثو كامبريدج أن حصة الصين من تعدين بيتكوين وصلت إلى الصفر فعلياً. يأتي هذا مقابل حصة بلغت 75% من عمليات تعدين العملة المشفرة في سبتمبر 2019 عندما بدأت كامبريدج جمع البيانات.
وعلى الرغم من ذلك، هناك احتمال قوي بأن التعدين السري لا يزال يحدث في الصين، ولكن يتم توجيهه عبر شبكات افتراضية خاصة تجعله يبدو أن أجهزة الكمبيوتر تعمل في بلد آخر. ومن المحتمل أن تكون الزيادات الأخيرة في معدل التجزئة في أيرلندا وألمانيا نتيجة استخدام المعدنين لشبكات VPN أو خوادم بروكسي، وفقاً لأبحاث كامبريدج. يأتي ذلك، فيما يفر عمال مناجم بيتكوين من الصين في تدافع عالمي على الطاقة الكهربائية، حيث يسعى عمال المناجم إلى الحصول على كهرباء رخيصة وترحيب حكومي لتغذية الطفرة في العملة الافتراضية التي تقترب من مستويات قياسية مرة أخرى.
إقتصادياً أيضاً، كسر البنك المركزي الصيني صمته بشأن أزمة مجموعة إيفرغراند المتعثرة، قائلاً إن المخاطر التي يتعرض لها النظام المالي والناشئة عن صراعات المطور يمكن السيطرة عليها ومن غير المرجح أن تنتشر، وقال زو لان المسؤول في بنك الشعب الصيني في إفادة صحافية يوم الجمعة، إن السلطات والحكومات المحلية تعمل على حل الموقف على أساس مبادئ موجهة نحو السوق وحكم القانون، وأضاف رئيس قسم السوق المالية، أن البنك المركزي طلب من المقرضين الحفاظ على الائتمان للقطاع العقاري مستقرًا ومنظمًا. وتتزايد المخاوف من أن الأزمة النقدية التي يعاني منها المطور العقاري الرئيسي في الصين إيفرغراند، ستنتقل إلى المطورين الآخرين حيث يحافظ الرئيس شي جينبينغ على تدابير صارمة لتهدئة سوق العقارات.
واشتدت المخاوف من العدوى خلال الأسبوعين الماضيين بعد تعثر مفاجئ لشركة Fantasia Holdings جروب وتحذير من شركة Sinic Holdings بأن تعثرها عن سداد مستحقات ديونها وشيك.
أعلنت رئيسة الحكومة التونسية المكلفة نجلاء بودن، يوم الاثنين تشكيلة وزرائها، من قصر قرطاج، مؤكدة أن أولوية عمل هذا الفريق الحكومي تكمن في استعادة الثقة بالدولة من قبل كافة المواطنين، وإعادة الأمل للتونسيين بمستقبل أفضل وظروف عيش أفضل، كما عددت الوزراء المشاركين في التشكيلة 24 وزيرا وكاتبة، بينهم 9 نساء. وأدى أعضاء الحكومة الجديدة، مباشرة بعد الإعلان الرسمي، اليمين الدستورية أمام الرئيس قيس سعيد، استنادا للأمر الرئاسي عدد 117 الصادر في 22 سبتمبر الماضي، دون الحاجة لنيل الثقة من قبل البرلمان المجمد إلى أجل غير مسمى. يشار إلى أن جملة من الملفات الاقتصادية والمالية والاجتماعية المعقدة تنتظر حكومة بودن، تأتي في مقدمتها إعادة التفاوض مع البنك الدولي، ومعالجة البطالة والتعثر الاقتصادي في البلاد، وأزمة الديون.
وتنتظر الأوساط السياسية في تونس إطلاق الرئيس قيس سعيد حواراً وطنياً لبلورة خارطة طريق لإدارة المرحلة المقبلة في البلاد، وذلك بعد استكمال المسار الحكومي وإعلان رئيسة الوزراء نجلاء بودن عن أعضاء فريقها الوزاري، وسط تساؤلات حول تشريك الأحزاب والمنظمات من عدمه في الحوار.
وكان سعيد قد أكد الاثنين أن الحوار الوطني سيكون حقيقياً وصادقاً، مشدداً على ضرورة تشريك الشباب من كل جهات البلاد فيه، من أجل استكمال الثورة وحركة التصحيح.
من جهته، أكد الأمين العام لـ"حركة الشعب" زهير المغزاوي على أهمية الحوار الوطني في استكمال إنقاذ البلاد من منظومة عبثت طيلة عشرية بمقدرات الشعب التونسي، ودعا إلى تشريك المجتمع المدني والمنظمات والأحزاب الداعمة لمسار 25 يوليو في الحوار، في إشارة إلى استبعاد حركة النهضة منه. في المقابل، يعتبر مراقبون أن حظوظ تشريك الأحزاب والمنظمات في الحوار المرتقب ضئيلة، في ظل تأكيد سعيّد في أكثر من مناسبة على ضرورة أن يكون الحوار مختلفاً عن حوار 2013 الذي أدارته أربع منظمات وطنية، مرجحين توجهه لحوار مباشر مع الشعب من خلال مجالس شبابية.
إلى ذلك، حذرت 22 جمعية تونسية من مساعي حركة النهضة وحلفائها لتضليل وتأليب الرأي العام العالمي خاصة الكونغرس والإدارة الأميركية، واعتبرت الجمعيات في بيان، أن مساعي النهضة وصمة عار على جبين هؤلاء السياسيين الذين شارك عدد منهم في الحكم منذ نهاية 2011، وأدان البيان تحريض دول أجنبية على التدخل في الشؤون التونسية، كما شجب تمادي أحزاب وشخصيات سياسية في دعوة دول أجنبية إلى انتهاك السيادة التونسية، وخصت الجمعيات بالاسم الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، الذي دعا إلى تدخل فرنسا في الشؤون التونسية بزعم ما اعتبره انقلابا على الشرعية. ومن أبرز الجمعيات الموقعة على البيان، النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، والائتلاف التونسي لإلغاء عقوبة الإعدام، وجمعية "لا سلام بدون عدالة"، وجمعية "التلاقي للحرية والمساواة"، والجمعية التونسية للحراك الثقافي، والجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية.
وبالتزامن مع عقد الحكومة التونسية الجديدة أول اجتماع لها يوم الخميس، في قصر قرطاج بإشراف من رئيس الجمهورية اعتبرت حركة النهضة التونسية أن عملية تشكيل حكومة نجلاء بودن شابتها مخالفات، ووصفتها بـحكومة الأمر الواقع غير الشرعية، كما قالت في بيان صادر عن مكتبها التنفيذي إن فقدان الشرعية سيضاعف من التحديات والعراقيل أمامها في تعاطيها مع الشأن الوطني وتعاملها مع الشركاء الدوليين.
وفي سياق الازمة أيضا، وفيما لا تزال مواقف الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، تتفاعل في الشارع، دان الاتحاد العام التونسي للشغل يوم السبت ما سماه تحريض بعض الأشخاص ضد تونس بدعوى الدفاع عن الديمقراطية، وأكد في بيان رفضه للتدخلات الأجنبية والتداول في الأوضاع الداخلية التونسية والتي يعتبرها مساساً بالسيادة الوطنية، كما دعا الاتحاد للتصدي إلى دعوة البعض لجهات أجنبية للخوض في الشأن الداخلي للبلاد من أجل تأمين عودتهم إلى الحكم والهيمنة على مفاصل الدولة. كذلك أعرب عن ترحيبه بتشكيل الحكومة، قائلاً إنها خطوة أولى على طريق تجاوز الأزمة، وطالبها بتوضيح أولوياتها وتحديد خططها.
وعلى الصعيد المالي، قالت وسائل إعلام تونسية، الجمعة، إن هناك مفاوضات متقدمة يجريها البنك المركزي التونسي مع السعودية والإمارات، وذلك لدعم موارد الدولة، التي تعاني أزمة شديدة، تفاقمت منذ إجراءات قيس سعيد الاستثنائية، وبحسب المصادر، فإن خزينة الدولة خاوية ولا أموال للرواتب في الأشهر القادمة، وذلك بعد عدة أشهر من تجميد الرئيس التونسي قيس سعيد للبرلمان وإقالته رئيس الوزراء، فيما وصلت الأزمة الاقتصادية التونسية إلى منعطف خطير يُخشى أن ينتهي بإفلاس البلاد، كما حدث مع لبنان.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
11 تشرين الاول 2021
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جان قلام، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبود، خليل طوبيا، رالف غضبان، رودريك نوفل، ربى كبارة، سناء الجاك، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، فارس سعيد، فضيل حمود، فتحي اليافي، فادي أنطوان كرم، لينا التنّير، ماريو زكور، ماجدة الحاج، ماجد كرم، نبيل يزبك، نورما رزق، نيللي قنديل، وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :
أمام لحظة تختلط فيها أدوار دول كبرى بأخرى إقليمية ذات شهيات توسعية على حساب دول عدة منها لبنان، يستغرب "لقاء سيدة الجبل" إنجراف قوى وأحزاب وراء أوهام الإنتخابات النيابية المُزمعة والمشكوك بطبيعتها الديموقراطية ووظيفتها السياسية والوطنية، إذ تحصل تحت الإحتلال الإيراني، والذي ظهر بأوضح صوره خلال زيارة الوزير حسين أميرعبد اللهيان إلى لبنان.
إن هذه الإنتخابات المُزمعة هي محل سؤال سياسي وقانوني ووطني في ظل بقاء لبنان تحت الإحتلال الإيراني ومعزولاً عن محيطه العربي، وممنوعاً من تطبيق قرارات الشرعية الدولية 1559، 1680، 1701 التي تضمن استقلال الجمهورية وسيادة مؤسساتها الدستورية والعسكرية والأمنية على سائر الأراضي اللبنانية؟.
لقد كان من أدبيّاتنا دائما، ولا يزال، احترام المهل الدستورية والانتخابات منها، بيد ان الواقع اللبناني تحت الاحتلال يفرض على القوى السياسية إدراج أي خطوة وأي قرار تتخذه في سياق تشكيل مقاومة وطنية ديمقراطية شاملة في وجه الإحتلال.
ان العمل السياسي للقاء سيدة الجبل كان وسيبقى، على الدوام، واضعاً سيادة الدولة اللبنانية وحريّة اللبنانيين في رأس الأولويات. ولا تراجع.
2*) حركة أمل
11 تشرين الاول 2021
عقد المكتب السياسي لحركة أمل اجتماعه الدوري برئاسة الحاج جميل حايك وحضور الاعضاء، وناقش المجتمعون الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبعد الاجتماع صدر البيان التالي:
"أولا: ان المكتب السياسي لحركة أمل يدعو المعنيين الى الاستثمار على عامل الوقت الذي اذا هدر المزيد منه في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الوطن فهو ليس لصالح لبنان ومشاريع انقاذه من ازماته المتوالدة، والمطلوب ان تنكب كل الادارات والمؤسسات نحو عمل دؤوب وفاعل مبني على خطط واضحة المعالم استثنائية بالشكل والمضمون، تطرح حلولا فعلية قابلة للتنفيذ لتجاوز التحديات، والاستفادة من كل مساعدة من شقيق او صديق يمكن ان توقف الانهيار وتمكن المواطن من العيش الكريم وتأمين ابسط مقومات الحياة، وذلك حفظا لحالة التلقي الإيجابي التي ابداها المواطنون لحظة ولادة الحكومة التي شكلت حينها بارقة أمل في الخروج من المأزق.
ثانيا: إن الانهيارات المتتالية والتعثر المستمر في ايجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء التي شكلت ثقبا اسود ابتلع كل السلف التي قُدمت لشركة كهرباء لبنان، وإستمرار معزوفة تأمين دعمٍ لم يعد يجدي لهذه المؤسسة يجعل من قضية الكهرباء قضية وطنية كبرى تحتم أن تكون الملف الاول والأبرز على طاولة جلسات استثنائية لمجلس الوزراء لإتخاذ الخطوات الايلة إلى ايجاد حلول لقطاعٍ تتوقف عليه كل مسارات الانتاج والاقتصاد وحياة اللبنانيين بعناوينها كافة.
ثالثا: إن لحظات الانفراج القليلة التي تلمسها اللبنانيون في تراجع سعر الدولار امام الليرة اللبنانية ها هي تتبخر لتعود العملة الاجنبية إلى التحليق على حساب مدخرات اللبنانيين ودخلهم، مما يعمق المأزق الحياتي للمواطنين عامة وللأسر الفقيرة والطبقات المتوسطة وتحديدا في المناطق الداخلية على ابواب فصل الشتاء ومستلزمات فاتورته العالية في التدفئة والمدارس وكل مستلزمات الحياة، مما يفرض تحريك النيابات العامة المالية للضرب على يد المتلاعبين بسعر العملة وايقاف المنصات التي تعمل من الخارج وتتلاعب بسوق الصرف وإتخاذ الاجراءات التي تطمئن المواطنين إلى المسار السياسي والمعالجات الاقتصادية وطمأنة الناس على ودائعهم وتحريك عجلة الانتاج وفتح الاسواق امام الانتاج اللبناني بخطوات سريعة خارج البيروقراطية المقيتة.
رابعا: أمام جريمة العصر المتمثلة في انفجار مرفأ بيروت وإجلالا لأرواح الضحايا، وللدمار الهائل الذي حل بالعاصمة، ترى الحركة ان احقاق الحق ومحاسبة المسؤولين لا يكون بتسييس الملف والاحكام المسبقة والاستنسابية والخضوع لإملاءات الخارج وتجاوز المواد القانونية والدستورية الواردة في اصول المحاكمات، وان هذه القضية يجب أن لا توظف في سياق تثار حوله شبهات كثيرة.
إن القضاء اللبناني اليوم الذي يشكل آخر حصن لثقة اللبنانيين بمؤسساتهم، يجب ان لا يكون مطية لأي كان لصب زيت حقده على نار ازمات لبنان، لذا أن اهالي الضحايا ومعهم اللبنانيون يريدون قاضيا يحقق العدالة ولا ينحرف عن بوصلة الحق والقانون، ولا يكون صدى لمحاكم التفتيش في العصور الغابرة.
خامسا: تدعو حركة أمل المواطنين في كل انحاء لبنان وفي المغتربات إلى اوسع مشاركة في الانتخابات النيابية في آذار المقبل، كي تكون هذه الانتخابات محطة للولوج إلى واقع سياسي ووطني افضل، يعبر فيه اللبنانيون عن ارادتهم الحرة في ممارسة حقٍ دستوري ووطني التلكؤ عنه يعمق الاختناق السياسي في البلد.
وفي هذا المجال يحيي المكتب السياسي لحركة امل الاخوة في العراق على انجازهم الانتخابات النيابية على امل ان تكون فاتحة خير للعراق واهله.
سادسا: توقف المكتب السياسي لحركة امل بألم وحزن كبير امام سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى في التفجير الإرهابي الذي استهدف المصلين في مسجد في محافظة قندوز الافغانية، واعتبر ان الادانة لم تعد تكفي للجم الذئاب المفترسة المتجولة بالارهاب والقتل، والواجب على الهيئات الدولية والمؤسسات الانسانية والحقوقية العالمية المبادرة الى اتخاذ الاجراءات والتدابير الفورية للجم هذه الحالات الشاذة التي لم تترك منطقة الا واصابتها بإجرامها وارهابها.
سابعا: يدين المكتب السياسي لحركة أمل الإجراءات التعسفية والظالمة التي اتخذتها سلطات العدو الصهيوني بحق العلامة المجاهد الشيخ عكرمة صبري إمام المسجد الاقصى، وترفع الصوت مناشدة مؤسسات الرأي العام والحواضر الاسلامية والدولية لإتخاذ الإجراءات الرادعة للعدو ومنعه من الاستفراد بقيادات ومناضلي الشعب الفلسطيني في هذه اللحظات الحرجة التي تتعرض فيها المقدسات بالقدس إلى اوسع حملة تهويد وصهينة وإزالة هويتها العربية الاسلامية والمسيحية".
3*) حسن نصرالله
11 تشرين الاول 2021
أطل الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله عبر شاشة "المنار"، وتحدث عن آخر المستجدات، وقد تطرق في بداية الكلمة إلى موضوع الانتخابات النيابية، فأكد "إجراء الانتخابات في موعدها"، نافيا وجود محاولات للتأجيل أو التمديد، "كما يلمح البعض". وأضاف: "لا مؤشر لدينا في شأن وجود أفرقاء يريدون التأجيل أو التّمديد"، داعيا إلى "التعاطي مع الموضوع وكأنه قائم".
وعن مشاركة المغتربين في العملية الانتخابية قال نصر الله: "وافقنا سابقا، وفي النقاش الذي دار في اللجان النيابية، أدلى نوابنا بموقفهم"، لافتا إلى "عدم وجود تكافؤ فرص في الانتخاب والتصويت والتحرك لدى حزب الله في الخارج، وعلى رغم ذلك، وعلى رغم من الظلم الواقع علينا لجهة عدم تحركنا بحملات انتخابية ولا الترشح ولا التصويت، ومع ذلك، فنحن لا مشكلة لدينا، ونحن مع اقتراع المغتربين". وأكد "الانفتاح على أي نقاش في شأن مسألة مشاركة المغتربين في الاقتراع"...
وعن الاقتراع في سن الـ 18 قال نصر الله: "ثمة من يطرحه من الباب الإعلامي، ونحن نؤيد في شدة إعطاء الشباب في عمر 18 حق الاقتراع"، وأبدى استغرابه من "مطالبة البعض بخفض سن الاقتراع، ولكن في المجلس يقفون ضده". وجدد دعوته إلى "منح الشباب حق الاقتراع في عمر الـ 18، لأن في منعهم مظلومية على الشباب"...
وتابع: "لا مانع لدينا من (الميغا سنتر)، ولا نمانع البطاقة الممغنطة أو الهوية، أو اخراج القيد، لأن المهم إجراء الانتخابات في موعدها"...
ملف الكهرباء
ومن ثم انتقل نصر الله إلى الحديث عن ملف الكهرباء وقال: "هذا ملف فيه مقاهرة"، شاكرا لقيادة الجيش تبرعها بكميات من (الفيول أويل) لدعم الكهرباء من مخزونه الخاص، مشددا على "ضرورة أن يصار الى حسم هذا الموضوع الحيوي"، وطالب بـ "تحديد المسؤوليات، لأن السباب والشتائم لا تفيد". وجدد مطالبته بإيجاد حل لموضوع الكهرباء، "وبخاصة لجهة العروض المطلوبة، ومنها المبلغ الذي هو حصة لبنان، والبالغ أكثر من مليار دولار (من صندوق النقد الدولي). وسأل: "هل كان الضغط الأميركي هو من يمنع الاستفادة من عروض إيجاد حلول للكهرباء، ومنها ما جاء على لسان وزير خارجية إيران في زيارته الأخيرة (للبنان)؟".
وتابع: "أحد المسؤولين اللبنانيين طلب من الوزير عبداللهيان أن يحكي مع الاميركيين ان يستثنوا لبنان في مسألة الكهرباء، كما حصل في العراق". وأعلن باسم "حزب الله": "لدينا إحساس بوجود شبهة ما، وتتعلق برفع الدعم كما حصل مع المحروقات، واعني خصخصة قطاع الكهرباء"، مؤكدا أنه لا يتهم أحدا، ولكن ثمة شيء ما في مكان ما، يعمل على انهيار قطاع الكهرباء وبالتالي اللجوء إلى الخصخصة"...
النفط الإيراني
وكرر مطالبته حلفاء أميركا وغيرها، بالسعي إلى جلب المحروقات بدلا من انتقاد "حزب الله"، موجها النقد إلى "من انتقدنا"، ومن ثم تناول موضوع المحروقات التي عمل "حزب الله" على تأمينها من إيران، وقال: "هدفنا هو تأمين حاجيات الناس وليس منافسة الشركات"، معلنا عن تجديد التبرع وتقديم الهبات إلى المستشفيات ودور العجزة والايتام ذوي الاحتياجات الخاصة، والصليب الأحمر والدفاع المدني، وآبار المياه"...
كما وأعلن "إضافة الصيادين (إلى لائحة المستفيدين من النفط) لبيعهم المحروقات".
وعن المرحلة الثانية قال إنها "تبدأ في تشرين الثاني وتتعلق بتدفئة العائلات، والتزام المعايير في التوزيع". وقال: "موضوع التدفئة يحتاج إلى دراسة واسعة وسنعلن عنه في حينه"، مضيفا: "نظرا إلى الإقبال الكبير للحصول على كميات من المازوت، قررنا أن تكون الأولوية لاستيراد المازوت وتأجيل استيراد مادة البنزين". وتمنى على الشركات اللبنانية أن تشتري المحروقات من إيران و"نعدهم بتوفير سعر ملائم"، وعندها سنوقف التعاطي في هذا الملف".
التحقيق في انفجار المرفإ
ومن ثم انتقل نصر الله إلى موضوع التحقيق في انفجار المرفإ بيروت. وفي هذا الإطار قال: "لو تخلى أهالي ضحايا انفجار المرفإ (عن قضيتهم) فنحن لن نتخلى، لأننا أصبنا معنويا، ولأسباب انسانية، ولذلك نحن نريد الحقيقة ولا إلغاء الملف أو ضبضبته".
ولفت إلى أن "القاضي الحالي (طارق البيطار) لم يستفد من أخطاء من سبقه، لا بل ذهب إلى ما هو أسوأ"، مكررا أن "ما قام به مسيس"، مخاطبا أهالي شهداء المرفإ: "إن هذا القاضي يعمل لخدمة أهداف سياسية، ومعه لن تصلوا إلى معرفة الحقيقة". واعتبر أن "ما يجرى ليس قضاء"، وسأل القاضي (البيطار): "منذ وصول الباخرة وصل رئيس جمهورية، وقد أبدى الرئيس ميشال عون استعداده للإدلاء بشهادته، لكنك لم تفعل، وأيضا لم تسأل الرئيس السابق ميشال سليمان". وتابع: "يا جناب القاضي، أنت ركضت في اتجاه الرئيس حسان دياب واستضعفته، ولكنك لم تذهب إلى من سبقه من رؤساء حكومات". وأضاف: "لماذا ذهبت إلى وزراء سابقين وتركت الوزراء الذين حصل الانفجار في عهدهم؟". وتابع نصر الله: "كيف تذهب إلى أجهزة معينة ورئيس حكومة معين ووزراء معينين... ولا يكون ذلك تسييسا واستهدافا؟". ورأى أن "الموضوع الأساسي في الانفجار هو من أتى بالباخرة؟ وبإذن من دخلت؟ ومن تركها في العنبر رقم 12؟"...
وتابع موجها كلامه إلى المحقق البيطار: "ذهبت إلى مسألة الإهمال الوظيفي، مع الإقرار بأن المهملين يجب أن ينالوا العقوبة، ولكن ستكون كارثة إذا أكمل هذا القاضي عمله بهذه الطريقة!".
وأكد نصر الله أن "مسؤولية القضاء أكبر من مسؤولية الآخرين، لأن القضاة هم من أجاز إدخال النيترات والإبقاء عليها". واتهم القضاء بأنه "يريد أن يحمي حاله، في حين أنك أنت (البيطار) تريد جلب الرئيس حسان دياب ووضعه في السجن"، وطالب نصر الله بإجابات واضحة في هذا المجال...
وكرر أن "ما يحصل خطأ كبير جدا جدا جدا... ولن يوصل إلى الحقيقة، ونحن نطالب بقاض شفاف، ليستكمل التحقيق". وسأل: "المظلوم إلى أين يلجأ يا قضاة؟"، موجها نداء إلى مجلس القضاء الأعلى إذ قال: "عليكم إيجاد حل وإلا فليجد مجلس الوزراء حلا"... وأكد "من حقنا أن توضحوا لنا ما نسألكم عنه"، وأضاف: "إذا لم يحصل ذلك، فنحن لا يمكن أن نكمل بهذه الطريقة"...
متفجرة أفغانستان
وتطرق نصر الله أيضا إلى التفجير الذي وقع في مدين قندوز في أفغانستان، وأودى بحياة العشرات، وقال: "نشجب هذا التفجير، بخاصة وأن (داعش) هي من أعلنت مسؤوليتها عنه، ولذلك أحمل الفكر الوهابي مسؤولية هذا التطرف، وأيضا أميركا التي نقلت عناصر من (داعش) إلى افغانستان"، لافتا إلى أن (داعش) في أفغانستان لم تقاتل الأميركي". وأوضح أن الأميركي نقل عناصر داعش خلال محاورته (طالبان) في الدوحة، تمهيدا لما بعد انسحابه من أفغانستان، أي حصول حرب أهلية".
اغتبال بنات
كما وتطرق إلى اغتيال المفكر نزار بنات في فلسطين المحتلة على أيدي جماعة السلطة الفلسطينية". وقال: "أتحدث اليوم عنه بعد كل هذا التأخير... فأنا أقف أمام هذا الشهيد الجريء، وكنت أعجب لفكره ولتحليلاته في أوضاع المنطقة، وموضوع المقاومة، وهو شجاع إلى حد الاستشهاد". وتقدم نصر الله بالعزاء من عائلته، مطالبا "السلطة الفلسطينية بكشف الحقيقة في شأن اغتياله، لا أن يضيع دمه"...
وختم نصر الله متحدثا عن "مناسبة ولادة النبي محمد بعد أسبوع"، لافتا إلى "سبل إحياء أهل اليمن على رغم ظروفهم، هذه المناسبة"، موجها التحية إليهم. وانتقد "من يعتبر إحياء هذه المناسبة بأنها بدعة"، كاشفا عن "إقامة حفل لهذه المناسبة الاسبوع المقبل"...
4*) الكتائب
13 تشرين الاول 2021
عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة سامي الجميل، ورأى في بيان ان "ما حصل في مجلس الوزراء اثبت كذبة الحكومة المستقلة، واكد بما لا يقبل الشك ان حزب الله اطبق على المؤسسات واسقط كل اعتبار لمفهوم الدولة، وها هو اليوم يترجم وعيد امينه العام للقضاء والقضاة، ويهدد بفائض قوته وسلاحه ويفرض ارادته على كل مفاصل الدولة في ما يشبه عملية جديدة للقمصان السود".
وقال:"ما يحصل اليوم مرفوض بكل تفاصيله ويضرب اسس الدولة ومبدأ فصل السلطات، ويهدد باسقاط ما تبقى من قضاء حر نزيه وبكم افواه القضاة اللبنانيين الشجعان الذين يرفضون الرضوخ للتهديد والوعيد، وهو امر لا يمكن السكوت عنه بأي حال وسيواجه بالمناسب" .
واعلن "ان محاولة اظهار الجمهورية الاسلامية الايرانية وكأنها الصديق الذي يسعى الى تخليص لبنان من الحصار المفروض عليه كما ادعى الوزير اللهيان وكما يسوق السيد حسن نصرالله، يجافي الواقع والحقيقة".
وقال:"ان المكتب السياسي يرفض ان يتم خطف لبنان كما هو حاصل الآن، ويتعجب كيف يأتي الخاطف ليمنن الضحية بمازوت مدفوع بسعر السوق، وغير مطابق للمواصفات بكل المعايير، وبعروض استثمارية ذات طابع استعراضي من هناك، في وقت ان المطلوب من ايران وحزب الله فك اسر لبنان، ليعود شعبه فيحيا حرا يصادق او يخالف بعزة وشرف".
واشار الى ان "هذه الحكومة فشلت حتى الساعة في التوصل ولو الى اجراء واحد في الاتجاه الصحيح، وهي تمنح نفسها فرصة بعد فرصة للهروب من اتخاذ قرارات واضحة تفضح تناقضاتها وصراعها على النفوذ والمواقع اكان في موضوع الانتخابات، او ترسيم الحدود او التفاوض مع صندوق النقد او كيفية صرف اكثر من مليار دولار حصل عليها لبنان من الصندوق او الكهرباء او المحروقات واللائحة تطول"، لافتا الى ان "المجلس النيابي فشل مجددا في التوافق على آخر الملفات التي وضعت امامه وهو قانون الانتخاب، فلا تصويت المغتربين اقر ولا الميغاسنتر ولا البطاقة الممغنطة ولا الكوتا النسائية ولا تحديد موعد الانتخاب".
واشار الى ان "كل هذه العشوائية في مقاربة اهم استحقاق مقبل على لبنان، هدفه ابقاء الغموض حتى آخر لحظة وضرب المهل وصولا الى ضرب ديمقراطية الانتخابات، كما ان بث المخاوف والزعم ان التغيير لن يحصل هدفه احباط اللبنانيين وثنيهم عن حق المشاركة في الداخل وحجب حق المغتربين في التصويت للمقاعد ال 128 كاملة ".
وختم:"ان حزب الكتائب يحذر من هذه اللعبة المكشوفة، ويؤكد انه سيواجهها ولن يوفر وسيلة ليتمكن اللبنانيون من ممارسة حقهم في اختيار ممثليهم، وقلب المعادلات وادخال وجوه جديدة الى العمل السياسي والوطني تتحلى بالكفاءة والوطنية تحقق التغيير المطلوب".
5*) الوطنيين الاحرار
14 تشرين الاول 2021
عقد المجلس الاعلى في "حزب الوطنيين الاحرار" اجتماعه الاسبوعي برئاسة كميل دوري شمعون وحضور الاعضاء، وتوقف في بيان "امام تهديد السيد حسن نصرالله للقاضي بيطار ومن خلاله تهديد الفضاء برمته، ورأى ان هذا الكلام الصادر عن الامين العام لحزب الله لم يفاجئنا الذي يعتبر نفسه فوق الدولة الحاكم بأمره، اما المستغرب بالنسبة لنا هو الصمت التام للمنظومة الفاسدة عن ما يجعلنا مقتنعين اكثر بخضوعهم لأوامر الدويلة".
وتوقف "عند تلويح بعض الاطراف بالانسحاب من الحكومة وتعطيل البلاد، على جميع مكونات هذه الحكومة الانصياع للديموقراطية ومبدأ فصل السلطات، كما نهيب برئيس البلاد ورئيس الحكومة وضع حد لكل التهديدات واتخاذ القرارات اللازمة من اجل الحفاظ على الامن والاستقرار".
وشدد الحزب على "اهمية التعويل على دور الجبهة السيادية من اجل لبنان التي تم اطلاقها في السوديكو بتاريخ 29/9/2021 وذلك لتحرير الوطن من الهيمنة الايرانية التي تهدد البلاد وظهرت جليا بخطابات واداء حزب الله، كما نطلب من جميع الافرقاء الذي يؤمنون بهذه المبادىء، الانضمام حيث ان ليس لدينا ترف الوقت"، مشددا "اكثر من اي وقت مضى، خصوصا في الظرف الحالي ونظرا للاحداث الحاصلة، على حصر السلاح بيد الجيش والقوى الامنية وفقا لاتفاق الطائف وتطبيقا للقرارات الدولية 1559 - 1680 - 1701 وصولا الى الحياد الايجابي الذي يعتبر نقطة الخلاص".
وختم:"امام الاحداث الحاصلة نطلب من الجيش الضرب بيد من حديد وعدم السماح لأي طرف باستغلال الوضع لزرع الفتنة وايصال البلد الى المجهول"، ونطالب الحزبيين والاصدقاء بالمشاركة في القداس على راحة نفس الشهيد داني شمعون وعائلته في 23 الشهرالحالي".
6*) عظة الاحد
17 تشرين الاول 2021
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمعاونة المطرانين حنا علوان وبيتر كرم ولفيف من الكهنة، في حضور نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، القائمقام السابق لكسروان - الفتوح جوزيف منصور، وفد من مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الخيرية برئاسة الدكتور الياس صفير، عائلة المرحومة هيلانة طوبيا سلامة، عائلة المرحوم سامي كحالة، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك وعدد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "صارت الصيحة هوذا العريس آت، اخرجوا للقائه" (متى 25: 6). وقال: "مثل العذارى العشر يشرح مجيء الرب يسوع المثلث: الأول مجيئه بالمجد في نهاية الأزمنة. الثاني مجيئه في حياتنا اليومية، وهو حاضر في الكنيسة، ويواصل رسالته من خلالها، وهي جسده، ومن خلال أبنائها وبناتها أعضاء جسده. الثالث مجيئه عند ساعة موت كل واحد منا. المطلوب أن يكون الإنسان في حالة الإنتظار بالتزامه الواجب اليومي تجاه الله والذات والعائلة والمجتمع. انتظار مجيء الرب اليومي يقتضي الاستنارة بكلامه ومثله، وبإلهامات الروح القدس، وباكتشاف إرادة الله، في كل عمل وقول ومبادرة وموقف. انتظار مجيئه عند ساعة الموت يقتضي العيش في حالة اتحاد دائم مع الله، والنهوض من سقطات الخطيئة بواسطة سر التوبة والمصالحة، والمشاركة في ذبيحة القداس وتناول جسد الرب ودمه. انتظار مجيئه بالمجد في نهاية الأزمنة يقتضي العمل الدائم على نشر إنجيل الحقيقة والمحبة، وبناء مدينة الأرض على العدالة والسلام، وجعل المجتمع البشري أكثر إنسانية وفي حالة أفضل".
أضاف: "يطيب لي أن أرحب بكم جميعا، وأن أوجه عاطفة تعزية إلى عائلة المرحوم سامي كحالي الذي ودعناه بالأسى الشديد والصلاة مع زوجته وأولاده وعائلاتهم والأنسباء منذ ثلاثة أشهر. نصلي لراحة نفسه وعزاء أسرته. إنه صديق عزيز تعاونت معه عندما كنت كاهن رعية أدونيس-زوق مصبح. فترك هو وعائلته في قلبي ذكرا طيبا. كما أوجه عاطفة تعزية إلى عائلة المرحومة هيلانه طوبيا سلامه، أرملة المرحوم جورج شاهين الأشقر، التي ودعناها بالأسى والصلاة مع ابنيها وابنتها وعائلاتهم، ومع أحفادها وشقيقاتها وعائلاتهم. نصلي لراحة نفسها وعزاء أسرتها. لقد عرفناها مع عائلتها وأنسبائهم من خلال عمها المثلث الرحمة المطران يوسف سلامه رئيس أساقفة حلب، ونجلها عزيزنا بيار نقيب أصحاب الفنادق".
وتابع: "نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية وفي القلب غصة لما جرى الخميس الماضي الرابع عشر من الشهر الجاري في محلة الطيونة وعين الرمانة الذي أوقع ضحايا وجرحى. فإنا نتقدم بالتعازي الحارة من عائلات الضحايا، وندعو بالشفاء للجرحى. وفي الوقت عينه نستنكر أشد الاستنكار هذه الأحداث وما رافقها من مظاهر مسلحة استعملت بين الإخوة في الوطن الواحد. ليس شباب لبنان للتقاتل بل للتآخي. ليسوا للقتل والموت بل للنمو والحياة. ليسوا للتباعد، بل للحوار. ليسوا للتجاهل، بل للتعارف. الشباب المسيحيون مدعوون هم ايضا ليعرفوا حقيقة الإسلام وإيمانه وقيمه، والشباب المسلمون مدعوون ليعرفوا حقيقة المسيحية وإيمانها وقيمها. هذا هو جوهر العيش المشترك الذي يشكل ميزة لبنان ورسالته، والتعددية في الوحدة ثقافيا ودينيا. فلنسهل لشباب لبنان المسيحيين والمسلمين عيش فرح الحياة، وتحقيق ذواتهم واحلامهم بما حباهم الله من مواهب وفكر وقيم وإمكانات وروح مواطنة. ما أجملهم عائلة واحدة على تنوعهم في ذاك 17 تشرين عندما بدأوا ثورتهم الحضارية الخلاقة. وما أمر هذه الذكرى السنوية الثانية اليوم التي يلفها الحزن والحداد وتفكك أوصال وحدتهم في التنوع".
وقال: "عائلات لبنان، بكبارها وشبابها وأطفالها، تعذبت وبكت بما فيه الكفاية، وما زالت تنتظر لتفرح بمستقبل أفضل وبالاستقرار. من أجل هذه الغاية كانت الثورة إذ بدا للشعب فشل الجماعة السياسية في نقل لبنان من التوتر إلى الاستقرار، ومن الهيمنة إلى الاستقلال، ومن الفساد إلى النزاهة، ومن القلق على المصير إلى الثقة بالمصير، ومن الحوكمة الرديئة إلى الحوكمة الرشيدة. انتفض الشعب بكل فئاته ومناطقه وأجياله وطالب بدولة صالحة، وبشرعية فاعلة، وبإصلاحات عميقة، وبجيش واحد، وبقرار وطني واحد. وبدت الثورة في بداياتها شفافة وسلمية وحضارية ومتحدة. ونحن كنا منذ اليوم الأول ولا نزال إلى جانبها، فإني أتوجه إلى شبيبة لبنان بالقول: عبروا عن إرادتكم في الانتخابات النيابية المقبلة واختاروا الأفضل والأشجع والأقدر على أن يوفر لكم التغيير المنشود، والثقة بوجود حر".
أضاف: "وفر لنا النظام الديموقراطي وسائل سلمية للتعبير عن الرأي قبولا أو رفضا، تأييدا أو معارضة، وبالتالي لا يجوز لأي طرف أن يلجأ إلى التهديد والعنف، وإقامة حواجز حزبية أو عشائرية على الطرق العامة، لينال مبتغاه بالقوة. إن المس بالسلم الوطني وبحسن الجوار الأخوي مرفوض أيا يكن مصدره. نرفض أن نعود إلى الاتهامات الاعتباطية، والتجييش الطائفي، والإعلام الفتنوي. نرفض أن نعود إلى الشعارات الجاهزة، ومحاولات العزل، وتسويات الترضية. نرفض أن نعود إلى اختلاق الملفات ضد هذا الفريق أو ذاك، واختيار أناس أكباش محرقة، وإحلال الانتقام مكان العدالة. نذرنا أنفسنا من أجل تعزيز روح المحبة والشراكة بين جميع اللبنانيين، وندعو جميع الأفرقاء إلى التلاقي لقطع دابر الفتنة. ونؤيد ما جاء في كلمة فخامة رئيس الجمهورية حين أعلن أنه يرفض التهديد والوعيد، وأخذ لبنان رهينة، وأكد تمسكه بالتحقيق العدلي، وحذر من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء".
وتابع: "فلنحتكم في خلافاتنا إلى القانون والقضاء، ونمحضهما ثقتنا، ولنحرر القضاء من التدخل السياسي، والطائفي والحزبي ولنحترم استقلاليته وفقا لمبدأ الفصل بين السلطات، ولندعه يصوب ما وجب تصويبه بطرقه القضائية. ما من أحد أعلى من القضاء والقانون. وحدهما كفيلان بتأمين حقوق جميع المواطنين، فالقانون شامل والقضاء شامل. إن الثقة في القضاء هي معيار ثقة العالم بدولة لبنان. والتشكيك المتصاعد بالقضاء منذ فترة لم ينل من القضاء فحسب، بل من سمعة لبنان أيضا، إذ أجفل الدول المانحة والشركات التي كانت تنوي الاستثمار في المشاريع التي يتفق عليها مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. إن هذه الحرب الممنهجة على جميع مؤسسات الدولة تدفعنا إلى التساؤل: ماذا يريد البعض بعد من لبنان ومن شعب لبنان؟ ألا يكفي الانهيار المالي والاقتصادي؟ ألا تكفي رؤية اللبنانيين، جميع اللبنانيين، أذلاء ومقهورين ومشتتين ومهجرين ومهاجرين؟"
وقال: "ندعم دور الجيش في الحفاظ على الأمن القومي، وقد نجح في الأيام الأخيرة في حصر مناطق الاشتباك، ومنع توسع الاعتداء على الأحياء السكنية الآمنة. لقد أظهر الجيش اللبناني أن القوة الشرعية، بما تمثل من أمن، هي أقوى من أي قوة أخرى مع كل ما تمثل من إخلال بالأمن. وفي هذا الإطار، إن الحكومات موجودة لمواجهة الأحداث. فمجلس الوزراء الذي أصبح مع دستور الطائف مركز السلطة الإجرائية يجدر به أن يجتمع ويؤكد سلطة الدولة ويتخذ القرارات الوطنية اللازمة، ويجدر بكل وزير احترام هذه السلطة، وممارسة مسؤوليتهم باسم الشعب اللبناني لا باسم نافذين. لا يجوز الاستقواء بعضنا على بعض لأن الاستقواء ليس قوة، ولأن القوة لا تخيف المؤمنين بلبنان. لا يوجد ضعيف في لبنان، فكلنا أقوياء بإرادة الصمود والدفاع عن النفس، وعن أمننا وكرامتنا وخصوصيتنا. كلنا أقوياء بحقنا في الوجود الحر وبولائنا للوطن من دون إشراك. كلنا أقوياء بفعل ما يمثل لبنان من حقيقة تاريخية وجغرافية وحضارية لا يقوى عليها أحد. في لبنان، وحده الحوار يؤدي إلى الانتصار وإنقاذ الشراكة الوطنية، ووحده الاستقواء يؤدي إلى الهزيمة وترنح الشراكة التي نتمسك بها في أطر حديثة ترتكز على اللامركزية الموسعة، والحياد، والتشريع المدني، والشراكة في التعددية، والانفتاح على العالم والثقافة".
وختم الراعي: "هوذا العريس آت، اخرجوا للقائه (متى 25: 6). العريس ليس فقط المسيح الآتي بمجيئه المثلث. بل هو أيضا وطننا لبنان، وشعبنا اللبناني.الآتيان من المحنة. فلنخرج كلنا للقائهما بمصابيح مضاءة: مصباح العقل المضاء بزيت الإيمان لمعرفة حقيقة لبنان وقيمته ورسالته، وتحريرها من أي تضليل، ومصباح الإرادة المضاء بزيت الرجاء والثبات في حماية لبنان وشعبه وإنمائه مهما كانت المصاعب والمحن؛ ومصباح القلب المضاء بزيت المحبة تجاه لبنان وكل الشعب اللبناني، التي تعيد للعائلة الوطنية اللبنانية جمال عيشها، معا في بيتنا المشترك لبنان".
7*) محمد رعد
17 تشرين الاول 2021
شدد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، خلال لقاء سياسي أقامه "حزب الله" في بلدة الزرارية، على أن "الغدر القواتي الذي ارتكب الخميس مجزرة لها حسابها، لكننا لن نندفع إلى حرب أهلية ولن نهدد السلم الأهلي، ولكننا أيضا لن نقبل بأن يذهب هذا الدم هدرا، وعلى الدولة أن تحقق وتصل إلى الجاني لتحاسبه، فهذا عملها"، مضيفا "ننتظر أولا لنرى ماذا ستفعل الدولة، لكننا لن ننسى دم الأبرياء من أهلنا".
وقال: "عندما نزل الناس إلى الشارع تحت شعار مكافحة الفساد في البلد، رفعت شعارات في الزلقا وجل الديب حزب الله ارهابي ولا نريد احتلالا إيرانيا في لبنان. سأقولها بصراحة، أولا إذا كان من إرهاب فهو ممن يطرحون هذا الشعار، لأن كل تاريخهم مجازر وتهديد للسلم الأهلي وطعن له. ما قصة الاحتلال الإيراني؟ أين هو؟ من يرى عسكريا إيرانيا في لبنان؟ هؤلاء هم العنصريون المتصهينون في ساحتنا الداخلية، وهم مرتزقة الخارج، يتحدثون عن الاحتلال الإيراني وهم يقصدوننا، لأننا في مفهومهم نحن جالية إيرانية، أما هم ففينيقيون من صدف الأرجوان".
أضاف: "هذا الحقد المتراكم، وهذه الضغينة وخيارهم السياسي الذي هو ضد مصلحة لبنان وسيادته خيار التآمر عليه. حرصنا بكامل إرادتنا على السلم الأهلي بين اللبنانيين لئلا يتكرر ما حصل أيام الحرب الأهلية من لغة طائفية واقتتال وعبث طائفي بين المناطق والمكونات، وبوعينا وتصميمنا وحرصنا وتقديرنا للمصلحة العليا للبنان واللبنانيين، ذهبنا إلى تفاهم مع أكبر مكون مسيحي، وتفاهمنا مع التيار الوطني الحر العام 2006 لنحفظ السلم الأهلي، ونقطع الطريق على أي تفكير بالفتنة الداخلية بضرب الاستقرار بين اللبنانيين".
وتابع: "عطلوا تشكيل الحكومة عاما ونصف العام، وأرادوا كسرنا من خلال حصارهم، وبخاصة في موضوع البنزين والمازوت، وعندما كان قرار المجيء ببواخر المازوت من ايران، كانت الرسالة واضحة بأننا جاهزون لأي مواجهة وكسرنا الحصار، عندئذ تلكأ الأميركي، وفي ليلتين شكلت الحكومة التي نحن مع تشكيلها لأن البلد من دون حكومة ذاهب الى الفوضى والسلم الأهلي فيه مهدد، ولأننا حريصون على السلم الأهلي والهدوء ولزوم أن تتفاهم الناس مع بعضها بالتي هي أحسن".
وقال: "أردنا حكومة من دون أن نشترط أو نطالب بمطالب خاصة ومنحناها الثقة، لكن هناك أناس غير قابلين بنجيب ميقاتي ولا سعد الحريري ولا يريدون ان تكون هناك حكومة، ومن هؤلاء هو، من يبيع دم اللبنانيين برصاص قناصيه الذين يزرعهم على السطوح ليقول لمستخدميه أنا حصانكم الذي باستطاعتكم أن تراهنوا عليه لكي أخرب السلم الأهلي وليقول لهم أنا من يخرب البلد، وعندما خرجت تظاهرة لتطالب وترسم موقفا معترضا على أداء المحقق العدلي في جريمة المرفأ، لماذا يتم اصطياد هؤلاء الناس؟"
أضاف: "مشكلتنا مع جماعة القناصين حسابه لوحده، فدم أهلنا ليس حبرا. دم أهلنا يبقى دما ونحن نعرف قيمته، إذ لولاه ما كان هناك لبناني لديه كرامة، ولكانت جزمة الإسرائيلي تحكم هذا البلد".
وفي موضوع المرفأ سأل رعد: "من أي شيء تخافون؟ من يريد الحقيقة فليكشفها من دون غش أو فبركة وتدجيل على الناس، ومن دون أن يجعل التحقيق مجالا يستثمره لكي يوتر الناس ويحرضهم على بعضهم البعض. هذا كل ما نطلبه لهذا الأمر وسنتابعه".
وعن الحكومة، اعتبر أن "هذه الحكومة بالكاد قادرة على توفير المناخ حتى تؤمن تغذية كهربائية بين 8 و12 ساعة وتبدأ بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي. لا نعرف كم ستحصل، ويمكن للصندوق أن يدفع لبنان ما يفعله".
وفي موضوع الانتخابات ختم: "نحن نحرص ونؤيد ونشدد على ضرورة إنجازه بوقته الدستوري والقانوني. نتسامح بكل ما يطرح من أجل تحقيق هذا الاستحقاق في موعده، لأن هؤلاء القناصين ومن وراءهم يعتقدون أنهم بالقنص يحصلون أكثرية في المجلس النيابي. ألا يعلمون أن أغلبية الشعب يعلم أن من يريد تخريب البلد هو من يقف وراء هؤلاء القناصين؟"