رقم 78/2021
تقرير دولي 25-31 تشرين الاول /2021
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
إنه أسبوع قاتم للبنان، ومجدداً تتنافس القوى السياسية اللبنانية وفي مقدمتها حزب الله على قطع صلة الوصل بين لبنان ومحيطه العربي بشكلٍ نهائي!
صحيح أن وزير الاعلام جورج قرداحي لم يخطئ، كما قال، فمواقفه هذه معروفة منذ أن دافع سابقاً عن نظام بشار الأسد؛ لكن الجديد اليوم أن من سمّى الوزير قرداحي في حكومة "الإنقاذ" هذه كان يعلم بمواقفه، وهنا تقع المسؤولية.
إن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ليست حكومة شخصيات تكنوقراط كما حاولت المنظومة الحاكمة تصويرها. لقد توقّفت "حكومة الانقاذ" عن الاجتماع والعمل بعد شهر تقريباً من تشكيلها وبعد أول إجتماع لها بقرارٍ من حاكم لبنان الفعلي، أمين عام حزب الله، فثبت مرة جديدة أن حزب الله هو من يدير عمل المؤسسات ويشكّل الحكومات وينتخب رئيس الجمهورية ويهدد القضاء ويستورد المشتقات النفطية بشكلً غير قانوني عبر معابر غير شرعية ويبيعها أو يهديها لمن يريد بلا حسيب أو رقيب!
لكن الاسبوع هذا أكثر اسوداداً، لأن لبنان اصبح معزولاً عن أشقائه بشكلٍ رسمي بعد أن استدعت المملكة العربية السعودية سفيرها من بيروت وطلبت من سفير لبنان المغادرة بعد إغلاق الحدود على استيراد المنتوجات اللبنانية، وكذلك فعلت أربع عواصم خليجية، ومن لم يفعل اصدر مواقف استهجان من كلام الوزير اللبناني.
الأزمة المعيشية في لبنان تتفاقم من دون أن يعزل لبنان أكثر، والحكومة بالطبع تعمل من خلال التصريحات لوزرائها فقط، فهي لا تجتمع! أما القوى السياسية فمشغولة بالتحضير للانتخابات المقبلة، وحزب الله في هذه الأثناء يستقبل قائد الحرس الثوري الذي دخل بيروت بشكل علني هذه المرة، بعد زيارة وزير الخارجية الايراني الرسمية، فلبنان أصبح بالفعل مقاطعة ايرانية!
لكن لن تكون هكذا النهاية، ففي لبنان لا يزال هناك من يؤمن بالحرية! لا تزال هناك مجموعات تعمل على رفع الاحتلال الايراني عن لبنان وتطالب باستقالة رئيس الجمهورية – الغطاء الشرعي لهذا الاحتلال، وهي اليوم أيضاً تطالب باستقالة هذه الحكومة – حكومة حزب الله في لبنان، وتطالب بتنفيذ الدستور اللبناني، المنبثق من اتفاق الطائف، بكل مندرجاته وليس بشكلٍ انتقائي، وبنتفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وبالتحديد 1559، 1680 و1701، من أجل استعادة السيادة وحماية الاستقلال وإعادة لبنان إلى محيطه العربي الطبيعي واستعادة علاقاته الدولية التي كان كل لبناني يتغنى بها!
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
عُقدت جلسة للجان النيابية المشتركة لمناقشة رد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قانون الإنتخاب، وقد وإعتبر "نواب كتلة "التنمية والتحرير" في بداية الجلسة التي بحثت في رد رئيس الجمهورية لقانون الإنتخابات، أن خطوته مخالفة دستورية ويجب ردها بالشكل، لكن اقتراحهم لم ينجح واستمر النقاش. وقد أفادت المعلومات لاحقا بأن اللجان المشتركة صوّتت على إبقاء الانتخابات النيابية في 27 آذار.
في ملف الأزمة المستجدة في عمل الحكومة، تجدر الاشارة إلى أن التموضع الجديد للبطريرك يتم تحت عنوان البحث عن تسوية تعيد مجلس الوزراء للانعقاد، وتسحب فتيل التأزم الناتج من الاستقطاب الحاد الذي بلغ حد المخاطرة بالانزلاق إلى الحرب الأهلية، انطلاقاً من الملف المتفجر الذي يمثله تمادي المحقق العدلي خارج نطاق صلاحياته، من دون رادع، بالعودة بالتحقيق إلى المسار الدستوري، بما يمثله ذلك ضمناً من تراجع عن أولوية المواجهة مع حزب الله، وصولاً إلى الدفع باتجاه حصر الاعتراض على استدعاء جعجع بدفعه للمراجعة القانونية بدلاً من رفع السقف السياسي للمواجهة، وعلى هذا الأساس توجه البطريرك الراعي إلى عين التينة لينطلق بعد سماع رأي رئيس مجلس النواب نبيه بري المستعد للسير فوراً بهذا المسار الذي سبق ودعا إليه مراراً، التقى الراعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون معلناً أن هناك حلاً سيبرز اليوم، ما يعني أنه ضمن انطلاق مسار الملاحقة النيابية وفقاً لنص الدستور في قضية انفجار مرفأ بيروت عبر إطلاق لجنة تحقيق نيابية، تبلغ للنيابة العامة التميزية يتم على أساسها كف يد القاضي بيطار عن الملاحقات التي بدأها بحق رؤساء ووزراء، وحصر مهمته بما عداهم، وهذا يفترض ضمناً أن يسير نواب التيار الوطني الحر على الأقل بهذا الخيار، إذا تمنع نواب القوات اللبنانية بداعي بقاء قضية استدعاء رئيس حزبهم أمام القضاء، لأنه من دون نواب التيار الوطني الحر لا يتوافر عدد النواب اللازم لتوجيه الاتهام وتشكيل لجنة تحقيق قضائية وهو نصاب ثلثي أعضاء المجلس النيابي.
وهذه التسوية المرتقبة ستعني الإفراج عن إمكانية مجلس الوزراء في معاودة اجتماعاته، واستطراداً ستتزامن مع تسوية حول قانون الانتخابات، تحول دون ذهاب نواب التيار الوطني الحر إلى الطعن بالقانون، في حال إقراره، وهذا يستدعي تلبية مطالب أساسية لرئيس الجمهورية وللتيار بات معلوماً أنها تطال موعد إجراء الانتخابات ودائرة المغتربين الخاصة؛ وذلك بعملية تحايل على القوانين المرعية الاجراء!
وفي هذا السياق أيضاً، أعرب الرئيس فؤاد السنيورة، في تصريح، عن استهجانه الشديد بداية لطريقة الكيل بمكيالين التي تعتمدها الجهات القضائية في المحكمة العسكرية بشأن ما جرى في أحداث الطيونة المؤسفة، وأيضا لاستمرار الخروقات للدستور من قبل من أولاهم الدستور الحفاظ عليه وحمايته، وكذلك إدانته للممارسات التي تعمل على تسخير القضاء واستعماله مطية ومخلبا للاقتصاص من الخصوم السياسيين، وليس كما يفترض أن يكون من أجل كشف الحقائق وإحقاق العدالة. وهي الخروقات والممارسات التي تفاقم من حالة الانهيار الكبير الذي يعاني منه لبنان واللبنانيين، وبما أصبح يحول دون التمكن من صياغة موقف لبناني وطني، يؤكد ويلتزم احترام وثيقة الوفاق الوطني والدستور ومنطق الدولة وسلطتها الكاملة والعادلة على كامل أراضيها ومرافقها ويعزز الاحترام للشرعيتين العربية والدولية، وبما ينبغي أن يتكامل مع السياسات والإجراءات السياسية والاقتصادية والمالية والإدارية الإصلاحية لإخراج لبنان من أزماته المتعاظمة، وشدد الرئيس السنيورة على أن كل خروج عن الأصول والقواعد الدستورية والقانونية يفضي إلى تضييع الحقيقة الكاملة، أكان ذلك في جريمة تفجير مرفأ بيروت أو في حادثة الطيونة المؤلمة.
في سياق منفصل، فجّر وزير الاعلام جورج قرداحي أزمة دبلوماسية بين لبنان ودول الخليج العربي بسبب مقابلة تلفزيونية بثت الاثنين تكلّم خلالها عن أنّ الحوثيين المدعومين من إيران يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي من السعودية والإمارات؛ وعلما بأنه سجّل هذه التصريحات قبل تعيينه وزيرا، إلا أن الأمر كان واضحا منذ البداية بان مواقف الوزير قرداحي الدائمة كانت تفيد بانه متموضع في خندق فريق الممانعة.
وفي ردها على كلام الوزير، استدعت كل من السعودية والإمارات والكويت والبحرين سفراء لبنان لديها احتجاجا على تصريحات وزير الإعلام حول التحالف العربي باليمن التي اعتبرت مسيئة لدور التحالف العربي الذي تقوده الرياض، فيما ندد مجلس التعاون الخليجي يقصر نظر وفهم من قبل الوزير اللبناني للدور الذي تقوم به المملكة وحلفائها الخليجيين، مطالبا قرداحي بالاعتذار عن إساءاته.
الخارجية السعودية أوردت في بيان، أنه نظراً إلى ما يترتب على تلك التصريحات المسيئة من تبعات على العلاقات بين البلدين؛ استدعت الوزارة، الأربعاء، سفير لبنان، فوزي كبارة، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية، كما أعربت عن أسفها لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات تجاه المملكة تعد تحيزاً واضحاً لمليشيا الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة. فيما أعلنت الخارجية الكويتية، في بيان، الأربعاء، أنها استدعت القائم بالأعمال اللبناني هادي هاشم، وسلَّمته مذكرة احتجاج رسمية تتضمن رفض بلادها لتصريح قرداحي، وقالت إن ما أدلى به قرداحي اتهامات باطلة، معتبرةً إياها خروجاً عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية. وفي إجراء مماثل، استدعت وزارة الخارجية لدولة الإمارات السفير اللبناني؛ لتعبر عن استنكارها واستهجانها الشديدَين إزاء التصريحات المشينة والمتحيزة التي أدلى بها جورج قرداحي وزير الإعلام بالجمهورية اللبنانية. كذلك عبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، في بيان، عن رفضه التام جملة وتفصيلا لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، والتي تعكس فهما قاصرا وقراءة سطحية للأحداث في اليمن.
وبالرغم من تصريح رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأربعاء، بأن بلاده حريصة على أطيب العلاقات مع الدول العربية والخليجية، وكلام وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، في بيانها، من إن تصريح قرداحي لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية، فإن بداية ونهاية الأزمة الجديدة بين الجانبين لا تزال غير واضحة، في ظل محاولات رسمية للتهدئة وتأكيد الحرص على نسج أفضل العلاقات مع دول الخليج العربي.
بالمقابل، رفض قرداحي مطالبته بالاستقالة وقال خلال مشاركته في اجتماع المجلس الوطني للإعلام إنه لا يجوز أن يكون هناك من يملي "علينا" ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة أو عدمه، وتابع عندما يطالبني أحد بالاستقالة أقول أنني جزء من حكومة متكاملة، ولا يمكنني اتخاذ قرار وحدي على الرغم من أنني لست طامحا وراء المناصب وأضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح!
تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الأزمة يبدو أنها إلى تأزم صارخ، فقد قررت المملكة يوم الجمعة استدعاء سفيرها في لبنان للتشاور ودعت لمغادرة سفير لبنان لدى المملكة خلال الـ 48 ساعة القادمة وقررت وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، وافادت أن لبنان لم يقم بأي إجراءات لوقف عمليات تهريب المخدرات إلى المملكة ولم يتعاون في تسليم المطلوبين بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي؛ وقد غادر السفير السعودي بيروت يوم السبت، كما أعلن سفير لبنان لدى السعودية أنه سيغادر الرياض يوم الأحد بعد أن قُطعت العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية بشكل كامل، لكن يمكن إعادة المياه إلى مجاريها في حال نفّذ لبنان المطالب التي أُعلن عنها.
وقد فتحت هذه الخطوة لدول الخليج الباب لعملية "دومينو"، فقد أعلنت دولة الامارات استدعاء دبلوماسييها من بيروت وأمهلت السفير اللبناني 48 ساعة لمغادرة البلاد كما قررت الإمارات منع مواطنيها من السفر إلى لبنان.، إلى هذا أعلنت الكويت استدعاء سفيرها من لبنان وطلبت من القائم بأعمال السفارة اللبنانية مغادرة البلاد خلال 24 ساعة، وكذلك فعلت البحرين. إلى ذلك، حمّلت الجامعة العربية لبنان مسؤولية تأجيج الأزمة مع محيطه العربي والخليجي خصوصا.
من جهته، أشاد حزب الله في بيان بالموقف الشجاع والشريف الذي اتخذه وزير الإعلام جورج قرداحي من موقعه الإعلامي والأخلاقي والوطني دفاعا عن شعب اليمن المظلوم، وتوصيفه للعدوان على حقيقته باعتباره عدوانا أدى إلى سفك الدماء وقتل مئات الآلاف وحصار شعب بأكمله تحت مخاطر الجوع والمرض، كما ندد بالحملة الظالمة التي تقودها السعودية والإمارات ومجلس التعاون الخليجي ضده، واعتبرها اعتداء على سيادة لبنان وحرية مواطنيه بالتعبير عن آرائهم ومواقفهم دون خوف أو تهديد، وابتزازا مرفوضا يطعن في كرامة كل لبناني.
تجدر الاشارة إلى أن حزب الله رفض دعوة الوزير للاستقالة وهدد بأن الوزراء الشيعة سيتقدمون باستقالتهم من الحكومة بحال استقال وزير الاعلام!
وفي سياق هذه الأزمة، أتت زيارة قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني إلى بيروت،هذا الاسبوع، لتبعد المركب اللبناني أكثر فأكثر عن ضفته العربية، فقد تعمّد تسريب الخبر في رسالة واضحة إلى الداخل والخارج بأنّ طهران لم تعد بحاجة إلى إخفاء سطوتها على الساحة اللبنانية، بعكس ما كان يتم خلال زيارات سلفه قاسم سليماني. كذلك نقلت مصادر مقربة بأنّ قاآني حمل معه رسالة تدعو إلى وجوب توحيد الجبهات في المنطقة تحت وطأة التطورات الإقليمية المفتوحة على كافة الاحتمالات بانتظار ما سينتج عن المساعي الجارية لإعادة إحياء المفاوضات النووية، والحوار الجاري مع السعودية. أما في الداخل اللبناني، فقد أتت رسالة قاآني لتركز على أهمية تحصين حزب الله لجبهته الداخلية بانتظار اتضاح صورة المعادلات الجديدة الآخذة بالارتسام في سوريا والمنطقة، مع التشديد على وجوب الحرص على عدم إتاحة الفرصة أمام إسرائيل لافتعال مواجهات عسكرية في هذه المرحلة.
على صعيد منفصل، دان حزب الله في بيان، القرار السعودي ضد مؤسسة "القرض الحسن"، واعتبره عدوانا على لبنان وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية اللبنانية، وهو إنصياع ذليل للادارة الاميركية وخدمة بائسة لأهداف العدو الصهيوني، واكد أن هذا القرار المرفوض لا يقدم ولا يؤخر في عمل هذه المؤسسة الإنسانية، التي كرست نفسها لخدمة الفقراء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود وعموم الشعب اللبناني!
من جهة أخرى، أعلنت الخزانة الأميركية - مكتب مراقبة الاصول الاجنبية، في بيان يوم الخميس، أنها فرضت عقوبات على شخصيات لبنانية بشبهة الفساد، ومن بين الشخصيات النائب جميل السيد ورجلا الأعمال جهاد العرب وداني خوري؛ وأشارت الى أن رجلي الأعمال جهاد العرب وداني خوري والنائب جميل السيد ساهموا بنشاطهم، في انهيار الحوكمة الجيدة ودولة القانون واستفادوا من الفساد في لبنان واغتنوا منها على حساب الشعب اللبناني ومؤسسات الدولة.
ولفتت الخزانة الى أن خوري، وهو شريك تجاري للنائب جبران باسيل، حصل على عقود عامة كبيرة جنت له ملايين الدولارات بينما فشل في الوفاء بشروط تلك العقود بشكل هادف، ففي عام 2016، حصل على عقد بقيمة 142 مليون دولار من مجلس الإنماء والإعمار لتشغيل مطمر برج حمود. وقد اتهم خوري وشركته بإلقاء النفايات السامة والنفايات في البحر الأبيض المتوسط، مشيرة الى انه رجل أعمال ثري تم تصنيفه وفقا للمساهمة في انهيار سيادة القانون في لبنان. تجدر الاشارة إلى أن رجل الاعمال جهاد العرب مقرّب من الرئيس سعد الحريري، فيما سرّب عن النائب جميل السيد بأنه تمكّن من تهريب مبلغ 120 مليون دولار إلى خارج لبنان بمساعدة مسؤول مالي كبير!
محطات سياسية واقتصادية:
نفى سفير إيران لدى النظام السوري، مهدي سبحاني، وجود خلاف مع روسيا بشأن أجندة العمل في سوريا، وقال سبحاني يوم الأحد الماضي بأنه لا يوجد أي خلاف بين ايران روسيا فيما يخص أجندة العمل في سوريا. أما بخصوص تركيا، فأشار إلى أن طهران لا تتفق مع أنقرة بشأن سياساتها تجاه النظام السوري، وأكد على ضرورة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، مضيفاًأن طهران تأمل جداً أن تلتزم تركيا بتعهداتها بشأن إدلب وطريق إم-4.
في سياق منفصل، استهدفت طائرة إسرائيلية بصاروخين مركزين عسكريين لقوات النظام وحلفائه عند أطراف مدينة البعث وقرية الكروم في محافظة القنيطرة، ما أدى لخسائر مادية، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر البشرية، وذلك وفقاً لمعلومات من الداخل، يوم الاثنين.
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري بأن قصفاً صاروخياً إسرائيلياً استهدف ريف دمشق السبت، ما أدى إلى إصابة جنديين من جيش النظام بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية، وقد وتردد صدى القصف في أنحاء العاصمة؛ كما قال مصدر عسكري تابع للنظام إن إسرائيل أطلقت رشقة صواريخ أرض أرض من اتجاه شمال إسرائيل مستهدفة بعض النقاط في ريف دمشق. وأوضح أن وسائط دفاع جيش النظام الجوي تصدت للصواريخ وأسقطت بعضها. إلى ذلك، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، استهدفت الضربة الإسرائيلية شحنة سلاح وذخيرة تابعة لحزب الله والإيرانيين كانت متوجهة إلى لبنان في منطقة الديماس وقدسيا شمال غرب دمشق، ما أدى لتدميرها ، وأفاد المرصد بوقوع 5 قتلى من الميليشيات.
من جانب آخر، دخل مساء الثلاثاء أكثر من 200 آلية تركية إلى سوريا من معبر خربة الجوز في ريف إدلب الغربي على دفعتين في أقل من ساعة، وانتشر في ريف إدلب الغربي وجبل الزاوية في ريف إدلب. ومع تجدد استقدام التعزيزات العسكرية التركية، يرتفع إلى أكثر من 555 عدد الآليات والشاحنات العسكرية المحملة بالسلاح الثقيل من مدفعية ودبابات، التي دخلت إلى منطقة "بوتين-أردوغان"، عقب التصريحات المتبادلة بين روسيا وتركيا أواخر أيلول الفائت 2021، بما يخص محافظة إدلب ومخاوف تركيا من عملية عسكرية مفاجئة لروسيا والنظام على إدلب.
وكان الإعلام التركي أفاد الثلاثاء بأن البرلمان وافق على تمديد عمل القوات التركية في سوريا والعراق لمدة عامين، وذكر أن قرار البرلمان جاء بعد مذكرة تقدمت بها رئاسة الجمهورية.
إلى هذا، أفادت المصادر أن حشودا عسكرية تركية وصلت إلى تل أبيض نهاية الاسبوع بالتزامن مع الحديث التركي عن اقتراب انطلاق معركة، تستهدف مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا. وتأتي هذه التطورات في إطار وعود أنقرة المتكررة بأنها ستقف في وجه أي محاولة روسية لتقدم النظام في إدلب حيث كرر الرئيس التركي حديثه بأن جيش بلاده يقصف مواقع حساسة للنظام في سوريا وسيمنع حرباً جديدة قد تؤدي لموجة نزوح أخرى تستهدف تركيا.
على صعيد آخر، وبعد أيام من الهجوم، أفاد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الاثنين، بأن الولايات المتحدة ترجح أن إيران قامت بتزويد المعدات وخططت للهجوم الذي استهدف قاعدة قوات التحالف الدولي في التنف بسوريا، الأسبوع الماضي. وقد أكد مسؤولون عسكريون، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن الهجوم نفذته طائرات إيرانية لكنها لم تنطلق من إيران، مشيرين إلى أن طهران سهلت تنفيذ الهجوم. كما كشفت مصادر عسكرية أنه تم إبلاغ الجيش الأميركي قبل الهجوم على قاعدة التنف، حيث تم إجلاء ما يقرب من 200 جندي أميركي بواسطة طائرات النقل C-130 قبل الهجوم، فيما بقي حوالي عشرين جنديًا في القاعدة الصغيرة، وبينما لم يتضح نوع المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى المعلومات، يقول العديد من المسؤولين إنها أنقذت الأرواح.
بعد أسابيع، من طلب مفوضية الانتخابات من البرلمان، إعادة النظر وتصحيح بعض مواد قانون انتخاب رئيس الدولة، وهي المواد 12 و 16 و 20 و22 وكذلك 50، وذلك من أجل تنفيذ الانتخابات بعيدا عن الطعون القضائية، وتحتاج المفوضية إلى مصادقة وقبول البرلمان لهذه التعديلات في أقرب وقت ممكن، للمضي قدما في العملية الانتخابية وإنهاء كافة الخطوات المرتبطة بها في موعدها المحدد نهاية العام الجاري حسب خارطة الطريق الأممية، وذلك من خلال وضع جدول زمني للاقتراع، ثم فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والتي خططت المفوضية أن يكون في منتصف شهر نوفمبر المقبل، إذا ما تسلمت القوانين الانتخابية بعد تعديلها، هذا الأسبوع، عُقدت جلسة عامة في طبرق، شرق البلاد، للبرلمان الليبي، يوم الاثنين، للحسم في أمر التعديلات على القوانين الانتخابية التي طلبتها المفوضية العليا للانتخابات، وكشف النائب جبريل اوحيدة أن الجلسة سيحضرها رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، وستكون مفتوحة للتشاور والنقاش بهذا الشأن.
وفي هذا السياق، وبينما كانت ستجرى في 24 ديسمبر/كانون الأول القادم، أفادت وسائل إعلام محلية ليبية، السبت، بأن المجلس الرئاسي الليبي قرر تأجيل الانتخابات. وقد نقلت صحيفة "المرصد" الليبية، أن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ونائبه عبد الله اللافي، يستعدان لإعلان مبادرة تقضي بتأجيل الانتخابات إلى مارس 2022 بدعوى عدم إنجاز قاعدة دستورية ورفض المشري لقوانين البرلمان، كما لفتت مصادر إلى أن المبادرة كان من المزمع عرضها في مؤتمر استقرار ليبيا الذي انعقد في طرابلس وتم تأجيل عرضها للأيام القادمة.
وأتت هذه التطورات بعدما دعت بعثة الأمم المتحدة في البلاد مجلس النواب، السبت، إلى اعتماد التعديلات اللازمة للإطار القانوني للعملية الانتخابية التي كانت مقررة في 24 ديسمبر كانون الأول المقبل، وعشية انعقاد الجلسة التالية لمجلس النواب، أكدت البعثة الأممية في بيان أن الإطار القانوني الشامل فقط هو ما سيمهد الطريق أمام إجراء انتخابية شاملة وذات مصداقية، وأضافت أن احترام مبدأ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة ضروري للحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية وتعزيز مصداقيتها وكفالة حق الشعب الليبي وتطلعاته في انتخاب من يمثله ويقوده بطريقة ديمقراطية، فضلاً عن القبول بنتائج الانتخابات.
كما طالبت البعثة بإزالة القيود المفروضة على المشاركة في الانتخابات للسماح لليبيين الذين يشغلون مناصب عامة بفرصة تجميد مهامهم من وقت تقدمهم بطلبات الترشح للانتخابات الرئاسية، على النحو الذي اقترحته المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، وحثت كذلك المؤسسات الليبية على ضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للنساء والشباب في الانتخابات ووضع جميع الترتيبات اللازمة لحماية الناخبين والمرشحات.
إلى ذلك، نقل البيان عن المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا يان كوبيش القول إن البعثة تواصل إشراك جميع الأطراف الليبية المعنية لتيسير الجهود الرامية إلى وضع إطار للانتخابات البرلمانية والرئاسية يتماشى مع خارطة الطريق السياسية الليبية وقرارات مجلس الأمن ويحظى بقبول واسع من مختلف الأطراف الليبية المعنية، وهو أمر بالغ الأهمية لإجراء انتخابات ناجحة.
على صعيد منفصل، قال رئيس الحكومة الليبية، الاربعاء، إن ما يحصل داخل ليبيا هو صراع سياسي وليس جهويا، وذلك في أول تعليق على التوتر الحاصل داخل حكومته على أساس الخلاف بينه وبين نائبه حسين القطراني ووزرائه في إقليم الشرق، والتي بات يهدد بتقسيم الحكومة، وأضاف الدبيبة في كلمة توجه بها إلى سكان المنطقة الشرقية، بحضور عدد من الوزراء ومسؤولي الحكومة، أنه لن يقبل بتقسيم ليبيا بأي شكل من الأشكال أو بتفريق الليبيين، موضحا أن حكومته أتت لخدمة كل الليبيين وفي كل الأقاليم الجغرافية، وتحدث بالأرقام عن حجم المخصصات والمشاريع وكذلك المناصب التي تم تخصيصها لإقليم الشرق.
لكن الأمر لم ينته هنا، وما زالت الخلافات ترخي بثقلها على العلاقات داخل الحكومة الليبية، بعدما بلغت المشاحنات بين رئيسها عبد الحميد الدبيبة وأعضائها في إقليم الشرق ذروتها، ما يهدد بحدوث شرخ وانقسام، ويثير تساؤلات بشأن قدرة الحكومة على الصمود حتى إجراء الانتخابات بعد أقل من شهرين؛ فقد توّسع الصراع داخل الحكومة حول الصلاحيات وحقوق الأقاليم ومركزية المؤسسات، وشن وكيل وزارة الداخلية فرج اقعيم، مساء الجمعة، هجوما حادا على الدبيبة، ردا عل اتهام الأخير بغلق مطار بنينا ببنغازي، وقيامه بأعمال خارج مهامه.
في سياق منفصل، بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي يوم الأربعاء مع رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا يان كوبيش آخر تطورات المشهد السياسي وخطوات إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، وذكر المجلس في بيان أن الطرفين تطرقا إلى المؤتمر الدولي بشأن ليبيا الذي سينعقد بالعاصمة الفرنسية باريس خلال شهر نوفمبر القادم؛ كما استعرضا ما حققته اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) من خلال العمل على تنفيذ الخطة التي أقرتها في اجتماعها الأخير بجنيف، وأكد المنفي على ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل عبور المرحلة الراهنة بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن.
في ملف المرتزقة، وفي وقت تحضّرت فيه اللجنة العسكرية المشتركة، لاجتماع السبت، في العاصمة المصرية القاهرة، يناقش آلية وسبل إخراج المرتزقة بشكل نهائي من الأراضي الليبية، أفادت مصادر خاصة، بأن المباحثات القادمة سترتكز على وضع جداول زمنية لعمليات الخروج، وأضافت أنها ستبحث أيضاً سبل تفكيك الميلشيات المسلحة وتجفيف منابع التمويل الخاصة بهم، مع إعطاء مهلة لتسليم الأسلحة والتعامل معها من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية فقط.
كما كشفت المعلومات أن ترحيل المرتزقة سيكون على دفعات خارج البلاد قبل الانتخابات، مع رفض أي مقترحات تدعو لدمج عناصر أجنبية في مؤسسات الدولة، وأيضاً تحديد الجهات التي تقوم بتعطيل عمليات الترحيل أو التمويل وفرض عقوبات عليها، حيث ستتم عمليات الخروج وفقاً لخطوات اللجنة 5+5، مع ضمان ترحيل أكبر فوج من الأفارقة أولاً ثم لجنسيات الأخرى. في السياق، أوضح عضو اللجنة الفريق خيري التميمي أن الاجتماع سيحضره إلى جانب بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، ممثلون عن دول الجوار الليبي التي لديها مرتزقة وعناصر مسلحة في ليبيا، على غرار السودان والنيجر وتشاد، وسيبحث آليات وترتيبات وسبل إقناع هذه الدول بسحبهم من منطقة الجنوب، التي يتخذونها مجالا لنشاطاتهم، من أجل استعادة الأمن والاستقرار لهذه المنطقة.
إلى ذلك، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش يوم السبت، إن اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بذلت جهودا حثيثة من أجل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن اجتماع السبت والاجتماعات والمشاورات التي ستعقبه ليست سوى الخطوات الأولى في طريق إعداد خطة تنفيذ ملموسة لانسحاب جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا، وهو الأمر الهام أيضا في ضوء الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.
مرة جديدة، كشفت مصادر إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي سيبدأ العام المقبل التدرب على توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني، بعد أن خصص التمويل وتم تحديث جدول تدريباته لذلك. وأوضحت المصادر أن سلاح الجو يبحث تكتيكات جديدة لقصف المنشآت النووية الإيراني المشيدة تحت الأرض، مع الاستعداد لرد إيراني. وفي بداية هذا العام، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أنه أصدر تعليمات للجيش بالبدء في وضع خطة لهجوم محتمل. وفي الأسبوع الماضي، وردت أنباء عن تخصيص الحكومة الإسرائيلية الأموال الازمة لجعل هذه الخطة قابلة للتطبيق.
وقد أصبح التحضير لمثل هذه الضربة أولوية قصوى لسلاح الجو الإسرائيلي، وقد تطلب إجراء الاستعدادات اللازمة لها إدخال تغييرات في جدول تدريباته، بالإضافة إلى الاضطرار إلى إيجاد طرق لضرب المنشآت الإيرانية المدفونة تحت الأرض، والتي تتطلب ذخيرة وتكتيكات متخصصة، سيتعين على سلاح الجو الإسرائيلي التعامل مع الدفاعات الجوية الإيرانية المتطورة بشكل متزايد، من أجل تنفيذ مثل هذه الضربة؛ كما سيتعين على القوة الجوية الإسرائيلية الاستعداد لرد انتقامي متوقع ضد إسرائيل من قبل إيران وحلفائها في جميع أنحاء المنطقة.
وأثناء التحضير لضربة محتملة على إيران، واصل سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات جوية في سوريا ضد إيران ووكلائها هناك، وزادت صعوبة هذه العمليات مؤخراً بعدما بدأت إيران في نشر أنظمة دفاع جوي متقدمة منتجة محلياً في سوريا والعراق واليمن ولبنان لحماية قواتها ووكلائها في تلك البلدان من ضربات الجيش الإسرائيلي. وعلى الرغم من أن هذه الأنظمة المضادة للطائرات لم تضرب أبداً الطائرات الإسرائيلية، إلا أن سلاح الجو الإسرائيلي يعتبرها تهديداً جديداً وخطيراً لأن المكونات المختلفة لبطاريات الدفاع الجوي، مثل الرادارات وقاذفات الصواريخ ومراكز القيادة، يمكن أن تنتشر عبر مناطق جغرافية واسعة في سوريا، مما يجعل من المستحيل تقريباً تدميرها بالكامل في هجوم واحد. إلى ذلك، وفي ضوء هذه القدرات الدفاعية السورية والإيرانية المحسّنة حديثاً، حدّث سلاح الجو الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة أساليبه مستخدماً تشكيلات أكبر مع المزيد من الطائرات لشن ضربات على المزيد من الأهداف في وقت واحد، بدلاً من تنفيذ ضربات أكثر باستخدام تشكيلات أصغر.
من جانب منفصل، وصل مساء الأربعاء إلى مصر وفد رفيع المستوى من حركة "الجهاد الإسلامي" بناءً على دعوة من القاهرة، حسب ما أكدته مصادر خاصة، وبحسب هذه المصادر سيلتقي الوفد مسؤولين مصريين لمناقشة عدد من الملفات، أبرزها تخفيف التوترات الحالية، كما سيناقش الوفد ملف الهدنة وضرورة تخفيف التوتر والاحتقان في قطاع غزة.
وبحسب المصادر، سيلتقي الوفد برئيس جهاز المخابرات المصرية لمناقشة ملف ضرورة المصالحة بين الفصائل، ولتحريك هذا الملف بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة؛ وأضافت المصادربأن القاهرة ستناقش التدخل بشكل أكبر للعمل على تخفيف الإجراءات المتصلة بالأسرى في السجون الإسرائيلية، وسيتم طرح رؤية مصرية لتحسين أوضاعهم، كما سيكون هناك ملف آخر مطروح، وهو تسهيل اجتماعات الفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال الفترة المقبلة للعمل على تقريب وجهات النظر بين الفصائل.
وتفيد الأنباء بأن الوفد يضم 16 شخصية من قيادة حركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، أبرزهم محمد الهندي، وخالد البطش، ونافذ عزام، إلى جانب عدد من أعضاء مكتبها السياسي والقياديين فيها، وتجدر الإشارة إلى أن الشخصيات المتجهة للقاهرة ستنضم لوفد آخر من قيادة الحركة قادماً من الخارج برئاسة أمينها العام زياد النخالة.
اكتشف باحثون أنّ اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" لا تخفّف فقط من خطر الوفاة لدى الأشخاص الملقّحين، بل تجعلهم أقل عرضة للوفاة من أيّ سبب آخر في الأشهر التالية للتطعيم، واكتشف الباحثون ذلك خلال محاولتهم إظهار أن اللقاحات الثلاثة الحائزة المرخّص استخدامها، آمنة.
وكتب الباحثون في التقرير الأسبوعي الصادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها أن من تلقوا لقاحات "فايزر-بيو إن تك"، و"مودرنا"، و"جونسون آند جونسن"، سُجّل بينهم معدلات وفاة منخفضة بالمقارنة مع المجموعات غير الملقّحة، وقال المشرف على الدراسة، الباحث ستانلي شو في قسم الأبحاث والتقويم التابع لـ"كايزر بيرماننت" (Kaiser Permanente) في جنوب كاليفورنيا، إنّ اللقاحات المضادة لكوفيد-19 المعتمدة في الولايات المتحدة الأمريكية تظهر مرة بعد أخرى أنّها آمنة، وقد بيّنت هذه الدراسة ذلك.
وقد حلّل فريق الدراسة بيانات ضمت 6.4 مليون أميركي جرى تطعيمهم ضد فيروس كورونا، وبيانات 4.6 مليون آخرين تلقوا لقاح الإنفلونزا في السنوات الأخيرة لكنهم لم يتلقوا لقاح كورونا، ثمّ استنثوا من الدراسة كل من توفي بسبب كورونا أو من أتت نتيجته ايجابية حديثًا؛ وجاء في تقريرهم أنّه "خلال الفترة الممتدة بين كانون الأوّل/ديسمبر 2020 وتموز/يوليو 2021، سُجّل انخفاض في معدل الوفيات غير الناجم عن كوفيد بين متلقي اللقاح، بالمقارنة مع الأشخاص غير المحصّنين، وقال شو إنّ النتائج أظهرت أنّ الأشخاص الذين تلقوا جرعتي "فايزر" انخفض معدّل الوفاة بينهم جراء أسباب أخرى لا علاقة لها بـ"كوفيد-19" بنسبة 34% في الأشهر التالية للقاح، بالمقارنة مع الأشخاص غير المطعّمين؛ أما الأشخاص الذين تلقوا جرعتي "مودرنا"، فقد تراجعت نسبة الوفيات لديهم نتيجة أي سبب آخر غير كورونا بنسبة 31%؛ أمّا الأشخاص الذين تلقوا لقاح "جونسون آند جونسون" فتراجع معدل الوفيات لديهم بنسبة 54% في الأشهر التي تلت.
كما كتب الباحثون في تقرير تقريرهم إلى أن انخفاض خطر الوفيات بعد التطعيم ضد كورونا يشير إلى التأثيرات الصحية الكبيرة للقاح، فالأشخاص الذين تلقوا اللقاح يميلون إلى أن يكونوا أكثر صحة مقارنة بالأشخاص غير المحصّنين، وهذا ما ستتوسّع به الأبحاث في الدراسات التحليلية مستقبلًا.
من جانب آخر، أعلنت شركة الأدوية الأمريكية ميرك Merck، الأربعاء، أنها توصلت لاتفاق يمكن أن يؤدي إلى إنتاج نسخ نوعية من دوائها المعد لعلاج كوفيد-19 على نطاق واسع في البلدان الفقيرة، في مبادرة هي الأولى من نوعها منذ ظهور الجائحة، وقالت مجموعة براءات اختراع الأدوية العالمية (MPP) إنها وقعت اتفاقية ترخيص طوعية مع شركة ميرك لتسهيل الوصول العالمي الميسور التكلفة إلى دواء مولنوبيرافير المضاد للفيروس.
وبعد موافقة الجهات التنظيمية، سيساعد الاتفاق على توفير دواء مولنوبيرافير في 105 دول منخفضة ومتوسطة الدخل، هذا وتقوم هيئتا تنظيم الأدوية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بمراجعة خصائص الدواء ونتائج الأبحاث التي أجريت عليه.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان إن اتفاق ميرك مع مجموعة براءات اختراع الأدوية العالمية هي خطوة إيجابية نحو توفير العلاج على نطاق أوسع وبأسرع ما يمكن، لكنها حثت شركة الأدوية على تقديم بيانات التجارب السريرية إلى منظمة الصحة العالمية في أسرع وقت ممكن حتى تتمكن من تقييم الدواء للاستخدام العالمي، كما حثت شركة ميرك على تضمين دول رئيسية أخرى في نطاق الاتفاقية في المستقبل القريب".
على وقع التطورات الأخيرة التي شهدها السودان خلال الساعات الماضية من اعتقال وزراء ومسؤولين وحل الحكومة، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تعليق مساعدات من تلك الطارئة البالغة 700 مليون دولار، وشددت الوزارة في بيان، الاثنين، على ضرورة إفراج مسؤولي الجيش السوداني عن جميع المعتقلين وبشكل فوري.
إلى ذلك، قال جيك سوليفان مستشار البيت الأبيض للأمن القومي يوم الثلاثاء، إن إدارة الرئيس جو بايدن على اتصال وثيق مع دول الخليج بشأن الوضع في السودان، وأضاف أن الولايات المتحدة تنظر في جميع الأدوات الاقتصادية المتاحة للتعامل مع الوضع. في السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية إن واشنطن لم توقف المساعدات الإنسانية عن السودان وإنما أوقف مساعدات اقتصادية، مضيفةً أن واشنطن على تواصل مع جميع الأطراف في السودان.
في سياق منفصل، كشفت شركة ميكروسوفت الأمريكية يوم الثلاثاء عن وقوع هجمات إليكترونية استهدفت شركات أمريكية نفذتها نفس مجموعة "القراصنة الروس"، التي قامت بهجمات مماثلة في العام الماضي، وذكرت المعلومات أن الحادث سمح للقراصنة الروس باستغلال نقاط ضعف في برنامج تابع لشركة "سولار فري"، التي تقدم خدمات حمائية لمواقع الشركات بالولايات المتحدة؛ ليخترق القراصنة على الأقل 9 من المؤسسات الحكومية الأمريكية ونحو 100 شركة بالقطاع الخاص، وأشارت الشركة إلى أن نفس هذه المجموعة، وتدعى "نوبليام" بدأت حملة أوسع نطاقا من الهجمات خلال فصل الصيف المنقضي، وأن أكثر من 600 من العملاء تعرضوا لهجمات تصل إلى نحو 23 ألف مرة منذ بداية شهر يوليو الماضي.
من جانب آخر، حذرت مجموعة تجارية كبرى في الولايات المتحدة الأميركية، الثلثاء، البيت الأبيض من أن أمر التطعيم الذي أصدره الرئيس جو بايدن سيجبر أصحاب العمل على تسريح آلاف العمال، مما يجعل أزمة سلسلة التوريد أسوأ بكثير، وناشدت الرابطة الوطنية لتجار الجملة والموزعين، وهي مجموعة تجارية مؤثرة تمثل قطاعا يضم ما يقرب من 6 ملايين عامل، الإدارة الأميركية لتأجيل الموعد النهائي في 8 ديسمبر لموظفي المقاولين الفيدراليين من أجل الحصول على التطعيم. في الوقت نفسه، قالت الرابطة الوطنية لتجار الجملة والموزعين، إنه "إذا تم إنهاء عمل عشرات أو مئات الآلاف من الموظفين قبل أسبوعين فقط من عيد الميلاد، فإن النتيجة قد تكون كارثية بالنسبة للعاطلين الجدد وعائلاتهم والاقتصاد الأميركي.
ويتطلب الأمر التنفيذي للرئيس "بايدن"، الذي تم توقيعه الشهر الماضي، أن يتم تطعيم موظفي المقاولين الذين يتعاملون مع الحكومة الفيدرالية ضد فيروس كورونا، مع عدم وجود خيار للاختبار بانتظام. ويهدف الأمر، الذي ينطبق على المقاولين من الباطن أيضًا، إلى منع انتشار فيروس كورونا وتعرض الولايات المتحدة الأميركية لمزيد من الخسائر الاقتصادية، ولتجنب حدوث كارثة، حثت الرابطة الرئيس بايدن على توفير بدائل، بما في ذلك الاختبار، والنظر في تأخير قصير الأجل في تنفيذ قرار التطعيم، وذلك لتجنب المزيد من الاضطراب في سلاسل التوريد.
يشار إلى أنه قبل أيام، قالت وزارة العمل الأميركية، إن وتيرة ترك الموظفين لوظائفهم بلغت مستوى قياسيا في أغسطس الماضي، مع تزايد استقالة موظفي الحانات والمطاعم وكذلك موظفي التجزئة بأعداد كبيرة؛ وبلغ عدد الموظفين المستقيلين مستوى مرتفعا تاريخيا لم تشهده البلاد منذ بدء جمع البيانات، حيث سجل 4.3 مليون موظف مستقيل من عمله.
على صعيد منفصل، حث مشرعون أميركيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إدارة الرئيس الأميركي على عدم بيع طائرات إف-16 المقاتلة إلى تركيا، وعبروا عن ثقتهم في أن الكونغرس سيعرقل صفقة من هذا القبيل. وفي رسالة إلى بايدن ووزير الخارجية الأميركية، أبدى 11 عضوا بمجلس النواب شعورا عميقا بالقلق إزاء تقارير حديثة عن احتمال شراء تركيا 40 طائرة إف-16 جديدة من إنتاج لوكهيد مارتن و80 من معدات التحديث للطراز نفسه. وترجع الرسالة إلى 25 أكتوبر، أعيد نشرها الثلاثاء، وكتب المشروعون أنه في أعقاب إعلان الرئيس أردوغان في سبتمبر أن تركيا ستشتري دفعة أخرى من منظومة الدفاع الصاروخي إس-400، فلا يسع المشرعون أن يعرضوا الأمن القومي للخطر بإرسال طائرات أميركية الصنع إلى حليف يواصل التصرف كخصم.
ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الوزارة لا تعلق على المراسلات مع الكونغرس.
أكد وزير النفط العراقي رئيس الوفد العراقي احسان عبد الجبار، الاثنين، اهمية التعاون والتكامل الاقتصادي مع المملكة العربية السعودية وخصوصاً في قطاع النفط والطاقة والصناعات التحويلية، وقال عبد الجبار خلال الاجتماع الخامس للجنة العراقية السعودية للطاقة والصناعات التحويلية في الرياض, إن مشروع الربط الكهربائي الخليجي وانشاء المدن الصناعية من أبرز محاور الاجتماع. من جانبه كشف وزير الكهرباء بالوكالة عادل كريم عن قرب التوقيع مع شركة اكوا باور السعودية على تنفيذ المشروع الاستثماري لتوليد ألف ميكاواط من الطاقة الشمسية في محافظة النجف.
في سياق منفصل، أعلنت مصادر أمنية عن مقتل 11 شخصاً على الأقل، الثلاثاء، في هجوم على قرية الرشاد في محافظة ديالى، شرق العراق، وإصابة 13 بجروح نُسب لتنظيم داعش.
وبعد أن شهدت محافظة ديالى هجمات متفرقة أدت إلى مقتل العشرات، عاد شبح العمليات الانتقامية ليطل برأسه في العراق، ففي حين أسفر الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش في قرية الرشاد عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 26 آخرين بجروح في حصيلة نهائية، أكدت مصادر يوم الخميس، وقوع عمليات انتقامية ردا على هذا الهجوم. وقد وتوعد كل من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، الأربعاء، بالقصاص من منفذي مجزرة ديالى. من جهته، أكد وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي، أن تحقيقا شاملا فتح حول الهجوم، قائلا بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية أنه سيتم إنزال أشد العقوبات بالمجرمين من داعش.
إلى ذلك، أفاد مصدر أمني عراقي الأربعاء، عن مقتل جنديين بهجوم مسلح لعناصر من تنظيم داعش في محافظة صلاح الدين، وأعلن قائد عمليات المحافظة اللواء الركن عبد المحسن حاتم عن تعرض عصابات داعش الإرهابية لنقطة أمنية في منطقة الصينية. وكان مصدر أمني، قد أفاد بسقوط قتلى وجرحى خلال هجوم شنه عناصر داعش على نقاط أمنية في محافظة صلاح الدين، وذكر المصدر أن جنديين اثنين قتلا وأصيب آخرون بهجوم على نقاط الشرطة الاتحادية على طريق حديثة - صلاح الدين.
في الانتخابات العراقية
قالت المفوضية العليا للانتخابات في العراق، يوم الاثنين، إنها لا تتوقع حصول تغييرات في النتائج، ما لم يتم عد وفرز الأصوات في المحطات المقبولة طعونها. إلى هذا، قالت جمانة الغلاي، المتحدثة باسم المفوضية، إن عملية عد وفرز أصوات المحطات المقبولة الطعن بنتائجها ستتم في قاعة الشرف بنصب الجندي المجهول بوجود وكلاء الأحزاب السياسية والمرشحين. وقد أوصت المفوضية الاثنين برد 86 طعناً جديداً على النتائج، كما وافقت المفوضية على إجراء العد والفرز اليدوي في 22 محطة انتخابية في 13 محافظة.
ويوم الثلاثاء، أعلنت مفوضية الانتخابات عن إتمام جميع الطعون المقدمة ضد نتائج الانتخابات، مبينة أن مجمل الجوانب المتعلقة بدراسة هذه الطعون والتعامل معها تم وفق السياقات القانونية، واتخذ مجلس المفوضين بحسب البيان قراراً بفتح عدد من المحطات وفق الطعون التي تم تقديمها والبالغة أكثر من 2000 محطة موزعة على مختلف المحافظات استناداً إلى إجراءات قانونية نُشرت عبر الموقع الرسمي للمفوضية، وأكد أن المفوضية سترسل توصياتها إلى الهيئة القضائية للانتخابات بخصوص هذه الطعون في ضوء نتيجة العد والفرز اليدوي.
وقد أفادت مصادر في مفوضية الانتخابات العراقية، يوم الخميس، بأن نتائج العد اليدوي جاءت متطابقة مع الفرز الإلكتروني في مراكز الطعون في محافظة بابل بنسبة % 100. فيما كانت عملية إعادة العد والفرز اليدوي للمحطات المطعون بها الأربعاء قد بدأت في محافظة نينوى.
في سياق متصل، قال زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر يوم الثلاثاء إن السياسة المستقبلية التي سينتهجها ستتمثل في التعامل بحزم وفق القانون ضد أي مواطن يتعدى على القانون.
ومع استمرار أزمة نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق، رغم خفض التصعيد مؤخراً، أضحت القوى السياسية الآن أمام نزاع "الكتلة الأكبر"، التي سيكون لها الكلمة الفصل في تشكيل الحكومة في الفترة المقبلة.
فبعد انتهاء لجنة المفوضية العليا من النظر في كامل الطعون وقول كلمتها الأخير، ستطفو إلى السطح الكتلة الأكبر، فيما تشي المؤشرات الأخيرة سواء الصادرة عن الإطار التنسيقي (الذي يضم في صفوفه تحالفات محسوبة على إيران) أو الكتلة الصدرية، إلى إصرار الطرفين، الفائز والخاسر على أن يحظى بتلك الكتلة.
وقد أفاد مراقبون أن الانتخابات الحالية جرت في ظل قانون رقم 9 لعام 2020 ، الذي تمنع المادة 45 منه الانتقال، بمعنى أنه لا يجوز لأي كتلة بعد إعلان النتائج من قبل المفوضية أو المحكمة العليا الانتقال إلى كتلة أخرى، ولكن ما يسمى تشكيل ائتلافات مقبول، كما اعتبروا أن مسألة الكتلة الأكبر حسمت مع النتائج النهائية، التي بينت أن الفارق الكبير بين كتلة التيار الصدري وأقرب منافسيها. فيما أكد آخرون أن تيار الصدر نسج تفاهمات مسبقة حتى قبل بدء الانتخابات مع الطرف الكردي ومع ائتلاف "تقدم"، وهو يسعى الآن إلى تشكيل الحكومة المقبلة، لاسيما مع تصدع الإطار التنسيقي وسط الخلافات الشاسعة التي بدأت تظهر بين قادته السياسيين والميدانيين، إلا أنه لم يستبعدوا أن تسعى الفصائل الموالية لإيران، والممثلة بتحالفات في الإطار التنسيقي إلى التصعيد، سواء سياسيا أم على الأرض من خلال العتصام والتظاهرات.
وسط تأكيدات أممية من أن إيران لا ترغب بإنهاء الأزمة في اليمن، شدد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، مساء الأحد الماضي، على أن استماتة الحوثيين في مأرب رغم خسائرهم الباهظة تؤكد أن طهران هي من يدير تحركات الميليشيا، وأضاف أن موقف ميليشيا الحرس الثوري يوضح أن معركة مأرب مصيرية ضمن مخطط التوسع في اليمن والمنطقة. كما دعا الإرياني لتوحيد الصفوف لدعم جبهات المحافظة من أجل مواجهة مشروع إيران التوسعي. جاء ذلك بعدما أكد المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، أنه لا يوجد أي دليل على أن إيران تريد إنهاء الحرب في اليمن، مضيفا أن دعم إيران للحوثيين وتسليحهم مصدر قلق لواشنطن. وفي حين أكد أنه لا يوجد حل عسكري للحرب في اليمن، شدد على أن التصعيد الحوثي في مأرب أكبر عقبة أمام تحقيق السلام، ويقف ضد رغبة المجتمع الدولي في التهدئة، كما لفت أن الصراع في اليمن متصل مباشرة بسياسة إيران وخططها في المنطقة، موضحاً أن إيران تدعم الحوثيين بالسلاح لوجيستيا، وترسل عناصر من حزب الله لتدريبهم.
إلى ذلك، قال الإرياني، يوم الثلاثاء، إن السلام الدائم لن يتحقق إلا عبر نزع أسلحة جماعة الحوثي ووقف ما وصفه بتهريب الأسلحة الإيرانية، وتابع أن الحكومة اليمنية تؤكد أن السلام الدائم لن يتحقق إلا عبر نزع أسلحة ميليشيا الحوثي المتوسطة والثقيلة المنهوبة من مخازن الدولة، ووقف تهريب الأسلحة الإيرانية، والتي تحاول الميليشيا الاحتفاظ بها للاستمرار في قتل اليمنيين واستهداف الجوار وتهديد المصالح الدولية.
وفي السياق، وبينما تتواصل انتهاكات الحوثيين في اليمن، دعا وزير الإعلام معمّر الإرياني المجتمع الدولي لملاحقة عناصر الحوثي كـمجرمي حرب، وأشار، الخميس، إلى أن الميليشيا تواصل قصف منازل المدنيين بمديرية جوبة في مأرب. يشار إلى أن مليشيا إيران الحوثية كانت استهدفت عدداً من المنازل في منطقة الجرشة بمديرية الجوبة بالإضافة إلى قصفها لمدرسة المنطقة الوحيدة بالصواريخ.
من جهة أخرى، زارت بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي المعتمدون لدى اليمن، الثلاثاء، العاصمة المؤقتة عدن، استمراراً للموقف الأوروبي الداعم للحكومة واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وترحيباً بعودة رئيسها وأعضائها إلى عدن للقيام بواجباتها لمواجهة التحديات القائمة، وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بأن الوفد الأوروبي التقى رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، حيث جرى التأكيد على أهمية الدعم الأوروبي لليمن في هذه المرحلة، خاصةً في الجوانب الاقتصادية والإنسانية، وإسناد جهود الحكومة للتعامل معها.
ولفت عبدالملك إلى أن التصعيد الحوثي المستمر، بإيعاز إيراني، رغم كل الدعوات الأممية والدولية للتهدئة من الخطأ قراءته بأنه لتحسين الموقف التفاوضي، وإنما هي حرب شاملة ومستمرة من قبل الحوثيين للسيطرة على كل اليمن، وإجهاض أي فرصة لمسار السلام وتحدي الإرادة الشعبية والدولية.
وفي هذا السياق، شدد المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، الخميس، على أهمية التقدّم في تنفيذ اتفاق الرياض الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز الشراكات السياسية واستقرار الاقتصاد، وأعرب عن قلقه إزاء الوضع الآخذ في التدهور في اليمن بما في ذلك اشتداد الحرب. إلى ذلك، أكَّد الوفد الدبلوماسي الأوروبي، في ختام زيارته إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، يوم الخميس، الحاجة العاجلة للتنفيذ الكامل لاتفاق الرياض، كما أشار إلى الحاجة لمساعدة الحكومة الواسعة التمثيل (المشكلة بموجب اتفاق الرياض) للقيام بعملها من اليمن، وإلى تعزيز المؤسسات الحكومية الموحدة.
ميدانياً، خاضت قوات الجيش اليمني معارك متواصلة ضد الحوثيين في مختلف جبهات القتال جنوب وغرب محافظة مأرب، وسط خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الميليشيات الانقلابية، وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني، الاثنين، إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية كسروا هجوماً للميليشيات في الجبهة الجنوبية وأوقعوا العشرات من الحوثيين بين قتيل وجريح، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات القتالية. أما في الجبهة الغربية، فقد شنت مدفعية الجيش قصفاً مكثفاً استهدف تجمعات وتحركات الحوثيين في جبهتي الكسارة والمشجح، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الميليشيات.
إلى ذلك، أفشلت قوات الجيش والمقاومة الشعبية الجمعة هجمات للانقلابيين في جبهات القتال جنوب محافظة مأرب، تكبّدت على إثرها الميليشيات خسائر بشرية ومادية فادحة، وفق المركز الإعلامي للجيش، كما كسرت هجوماً للحوثيين في جبهة الكسارة غرب مأرب، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات وتدمير آليات ومعدات قتالية تابعة لها.
وفي السياق، يشار إلى أنه خلال الاسبوع ومع تفاقم الصدام شنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بالتزامن مع المعارك، غارات جوية، مستهدفة تجمعات ومواقع متفرقة للميليشيات الحوثية وموقعة قتلى وجرحى في عديد المقاتيلين الحوثيين فاقت اعدادهم المئات كما خسائر كبيرة في العتاد والآليات.
كذلك تكبدت ميليشيات الحوثي خلال يوم السبت خسائر فادحة على مختلف جبهات القتال جنوب محافظة مأرب، فقد أعلن الجيش اليمني أن الميليشيات تكبدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح بعد اشتباكات اندلعت فجرا، كما أوضح المركز الإعلامي للجيش أن المقاومة الشعبية وقوات الجيش أفشلت هجمات للانقلابيين على جبهات القتال جنوب مأرب، كما كسرت هجوماً للحوثيين في جبهة الكسارة غرب مأرب، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات وتدمير آليات ومعدات قتالية تابعة لها.
في سياق متصل، وقع انفجار، يوم السبت، قرب مدخل المطار الدولي في عدن بجنوب اليمن، فقد انفجرت سيارة ملغومة عند المدخل الخارجي للمطار، مستهدفة نقطة تفتيش أمنية قرب فندق بالمطار؛ وأفاد مسؤول أمني حكومي رفيع بسقوط 12 قتيلاً في الانفجار، جميعهم مدنيون، مضيفاً أن هناك أشخاصاً أصيبوا، بعضهم في حالة حرجة.
ويتابع رئيس الوزراء معين عبدالملك مع اللجنة الأمنية بمحافظة عدن ملابسات التفجير الإرهابي الذي وقع بالقرب من بوابة مطار عدن الدولي بمديرية خورمكسر، وما نجم عنه من ضحايا بينهم أطفال.
لأول مرة منذ سنوات طويلة، ألغى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الاثنين، حالة الطوارئ في عموم البلاد، وأعلن الرئيس القرار عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، كاشفاً عن سعادته بأن مصر باتت واحة للأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى ذلك، قرر إلغاء تمديد العمل بحالة الطوارئ لأول مرة منذ سنوات في جميع أنحاء البلاد.
يشار إلى أن السيسي كان أصدر أمراً بفرض حالة الطوارئ بعد أحداث التعدي على كنيستَين بطنطا والإسكندرية في أبريل 2017، وذلك بعد اجتماع مطول لمجلس الدفاع الوطني، وصدّق مجلس النواب حينها، البرلمان، على القرار بأغلبية الأعضاء.
وإزاء ذلك وعقب قرار السيسي بإلغاء الطوارئ، يعني هذا رفع القيود على حرية الأفراد في التنقل والاجتماعات، وإلغاء المحاكمات الاستثنائية، ورفع القيود على الإقامة والتنقل في أماكن معينة أو أوقات معينة، وبالتالي بعد قرار الرئيس فإن هذا يعني إلغاء التعامل بقانون الطوارئ رقم 1962 الصادر في العام 1958 وانتهاء موجبات حالة الطوارئ؛ لكن القضايا المنظورة حالياً أمام محاكم أمن الدولة العليا طوارئ وقت سريان القانون وفي ظل رفع حالة الطوارئ ستظل منظورة أمامها، وتتبع الإجراءات المنصوص عليها في قانون الطوارئ، أما الجرائم التي وقعت في ظل حالة الطوارئ ولم تحل إلى محاكم أمن الدولة العليا طوارئ فيتم إحالتها إلى المحاكم العادية لإعمال شؤونها فيها. أن إلغاء حالة الطوارئ هو أعلى ضمانة لسقف الحريات وتجسيد لواقع دولة مدنية معاصرة استطاعت أن تحقق الأمن والاستقرار بسباق مع الزمن.
في ملف الإخوان، ما زالت الأزمة متفاقمة داخل جماعة الإخوان، بعد فشل كافة مبادرات الصلح بين الفرقاء المتنازعين داخل الجماعة، وتحديدا بين جبهتي إسطنبول بقيادة محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة، وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، القائم بعمل المرشد، وكشفت مصادر مطلعة أن جبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين علمت بصدور قرار سري وصل للمكاتب من إبراهيم منير ينص على طرد جميع المؤيدين للجبهة والمتعاطفين معها، حيث وصفهم القرار بالساعين بالفرقة، والمتزعمين لحركة الخروج على القيادة.
وكان طلعت فهمي، المتحدث الرسمي لجبهة محمود حسين، قد أعلن الاسبوع الماضي أن مجلس الشورى العام، قرار عزل وإعفاء منير من منصبه، وإبلاغه بذلك، معلنا رفض الجبهة لقرار تعيين أسامة سليمان متحدثا رسميا، ومؤكدا أن مجلس الشورى الذي يديره حسين هو الجهة العليا المنوطة بها إدارة الجماعة.
وبحسب خبراء في الحركات الاسلامية، فإن الخلاف بين جبهتي إسطنبول ولندن سيكشف المزيد من أسرار الجماعة والتي ستخرج للعلن وتنشر لأول مرة في إطار حرب تكسير العظام بين الجبهتين، كما ستكشف المزيد من أسرار مجموعة التنظيم القطيي والسري التي سيطرت بشكل كامل على مفاصل الجماعة وثرواتها.
كما أن الأزمة الراهنة ليست خلافات إدارية أو مالية بل هي خلافات حول استراتيجية الجماعة ومنهجها خلال الفترة المقبلة، والتي ينفذها إبراهيم منير وفق مسارات جديدة ومتعددة، وترتكز حول تخلي الجماعة فعليا عن فكرة التنظيم، وأن تتجه نحو فكرة التيار الفكري بمعنى أن الجماعة لن تتوسع في البناء التنظيمي وضم عناصر جديدة والتهدئة مع النظام في مصر ، وهو مدرج في بنود وثيقة لندن المسربة. كذلك ستؤسس الجماعة ضمن مشروعها الجديد منصات على مواقع التواصل تخاطب العقل الجمعي للتعبير عن أفكارها الجديدة، ورغبتها في تغيير جلدها، وتخليها عن بعض أفكار حسن البنا في التوجه للمشروع الفكري وليس الكيان التنظيمي الذي أسسه حسن البنا، وهو ما تعارضه بشدة جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين.
إلى ذلك، فإن الجماعة شعرت أن الجدار التنظيمي كان عازلاً بينها وبين المجتمع وتعرضت للفظ والطرد بسببه، واكتشفت أن التيار السلفي أكثر متانة من تيار الإخوان، مضيفاً أن الهدف الآن لجبهة لندن هو تحويل الإخوان لتيار فكري يحمل أفكار الإخوان عبر منصات ومواقع إعلامية وتواصلية، وهو ما سيزيد من ضراوة المعركة مع جبهة اسطنبول التي تعارض ذلك وتقاومه بشدة بحجة الحفاظ على كيان التنظيم ومؤسساته واستثماراته وعناصره؛ وسبب الخلاف أيضا ينصب حول مركزية الجماعة والتي أصبحت في لندن بدلاً من القاهرة حيث كان الإخوان يعتبرون أن التنظيم الدولي يدار من إخوان مصر في القاهرة وليس من مكتب التنظيم في لندن، وهو ما يحاول محمود حسين وجبهته جاهدين لمنعه ويسعون بكل قوة لمنع خروج إدارة التنظيم من إخوان مصر وتحويلهم لفرع في التنظيم الدولي وفق ما يخطط له إبراهيم منير ومجموعته.
أزمة سد النهضة
أشار وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور محمد عبد العاطي، في الجلسة العامة الثالثة ضمن فعاليات "أسبوع القاهرة للمياه" الذي انطلقت فعالياته الاثنين واستمر حتى 28 أكتوبر، إلى أن وزارة الري تعمل على كافة الاحتمالات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، ومنها احتمال انهيار السد، وذلك من خلال إنشاء بنية تحتية حول السد العالي في أسوان تستطيع استيعاب كميات كبيرة من المياه تصل إلى بحيرة ناصر في وقت قصير.
هذا في وقت تبقى أزمة سد النهضة معلّقة أمام تعثّر الاتفاق بين اثيوبيا ودولتي المصب، مصر والسودان.
أعربت وزارة الخارجية القطرية، يوم السبت، عن استغرابها الشديد واستنكارها لتصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، والتي أثارت أزمة مع دول خليجية، وقالت الوزارة في بيان إن تصريحات قرداحي موقف غير مسؤول تجاه بلده وتجاه القضايا العربية على حد سواء، وشددت على أنه كان حرياً بالوزير اللبناني عدم الزج ببلده في أزمات خارجية. كذلك دعت الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد وبشكل عاجل وحاسم لتهدئة الأوضاع وللمسارعة في رأب الصدع بين الأشقاء.
يشار إلى أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية كان قد استنكر تصريحات وزير الاعلام اللبناني، وعبر الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام للمجلس عن رفضه التام جملة وتفصيلا لتصريحات الوزير اللبناني والتي تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث في اليمن، واستنكر الحجرف تعرض قرداحي لكل من المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، ودولة الإمارات العربية المتحدة خلال حديثه متهماً إياهم بالاعتداء على اليمن، في الوقت الذي يعمل التحالف العربي لدعم الشرعية على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح قبل الانقلاب الحوثي على الشرعية في سبتمبر 2014.
أعربت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، السبت، عن قلقها الكبير والمتنامي حيال النشاطات النووية المستفزة لإيران، ودعت طهران إلى تغيير موقفها إثر اجتماع لقادة هذه الدول على هامش قمة مجموعة العشرين في روما. إلى هذا، أوردت الدول الأربع في بيان مشترك أنها مقتنعة بأنه لا يزال ممكنا التوصلُ سريعاً وتنفيذ اتفاق حول معاودة احترام خطة العمل الشاملة المشتركة التي وقعت في 2015 من جانب إيران وست قوى كبرى، بهدف ضمان أن يكون البرنامج النووي الإيراني محصورا على المدى البعيد بأغراض مدنية، تمهيدا لرفع العقوبات، مؤكدة أن هذا الأمر لن يكون ممكنا إلا إذا غيرت إيران موقفها.
كما قال القادة الأربعة في بيان مشترك أصدره مكتب الرئيس الفرنسي، بأنه لن يكون هذا ممكنا إلا إذا غيرت إيران مسارها، وشددوا على ضرورة ضمان عدم تمكن إيران من تطوير أو امتلاك سلاح نووي، مضيفا (البيان) حثّهم الرئيس إبراهيم رئيسي على اغتنام هذه الفرصة والعمل بنية صادقة حتى يمكن الوصول بالمفاوضات إلى نتيجة عاجلة، لأنها الطريقة الآمنة الوحيدة لتجنب تصعيد خطير لن يكون في مصلحة أي دولة. كذلك أشاروا إلى أنهم يتشاركون القلق الكبير والمتنامي من أنه فيما امتنعت إيران عن العودة إلى المفاوضات، وسرّعت وتيرة خطوات نووية استفزازية، مثل إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب واليورانيوم المخصب.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد على هذا الصعيد هذا الاسبوع.
توترت العلاقات المضطربة بالفعل بين تركيا من جانب، والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى من جانب آخر، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي بسبب الخلاف الدبلوماسي حول الإعلان المشترك لعشر سفارات في أنقرة (الولايات المتحدة، وهولندا، وألمانيا، وفرنسا، والنرويج، والسويد، والدنمارك، وفنلندا، وكندا، ونيوزيلندا). كانت القضية قضية عثمان كافالا. وقد أثار ذلك غضب الرئيس إردوغان الذي ذكر أن تركيا لا تملك رفاهية استضافة هؤلاء. وبعد ذلك بيوم، خلال تجمع عام في محافظة «إسكيشهير»، أعلن إردوغان أنه أصدر تعليماته لوزير خارجيته للقيام بما هو ضروري، وإعلان السفراء العشرة أشخاصاً غير مرغوب فيهم.
في تلك المرحلة، ظهرت الدبلوماسية، إذ تم استدعاء 10 سفراء من قبل نائب الوزير في وزارة الخارجية التركية، وأبلغوا بإحباط تركيا وذكّروا بالتزاماتهم بموجب أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، لكن لم يُطلب منهم مغادرة تركيا. وكانت التوقعات أنه، أياً كان الحال، سيكون بعد اجتماع يوم الاثنين العادي لمجلس الوزراء، برئاسة الرئيس إردوغان. وفي غضون ذلك، وجد الدبلوماسيون الأتراك ونظراؤهم العشرة في السفارات خلف الأبواب المغلقة مخرجاً، حيث أصدرت السفارات العشر بياناً قصيراً، عبر "تويتر"، تقول فيه أنه ليس من واجبهم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد المضيف. وجاء في رسالة عبر صفحة "تويتر" الخاصة بالسفارة الأميركية أن الولايات المتحدة تشير إلى أنها تحافظ على الالتزام بالمادة (41) من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. وفيما يبدو أن "صيغة التوافق" هذه أرضت الرئيس إردوغان، وهدأت التوترات، وسيبقى السفراء في أنقرة!
على صعيد منفصل، أعربت تركيا، يوم الخميس، عن عتبها على كل من أميركا وروسيا، متهمة الطرفين بعدم الوفاء بوعودهما، في ما يتعلق بالقوات الكردية في سوريا، وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، في تصريحات نشرها تلفزيون تي آر تي الرسمي، إن روسيا وأميركا لم تفيا بوعودهما حول سحب وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني من مناطق في سوريا، كما هدد بتحرك بلاده لمعالجة تلك المسألة، قائلا انه في وضع كهذا علينا فعل ما يلزم، واعتبر أن الاعتداءات التي تقترفها الوحدات الكردية زادت في الفترة الأخيرة.
أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، دعم طلب المملكة العربية السعودية استضافة إكسبو 2030، وكتب على حسابه في تويتر الجمعة بأن المملكة تقدمت بطلب استضافة إكسبو 2030، وأعلنت الامارات دعم طلب المملكة، وأيضاً أن المعارف والخبرات التي اكتسبنتها خلال 7 سنوات من الإعداد لإكسبو 2020 ستكون متاحة للأشقاء. كما أكد أن آثار إكسبو ستمتد لسنوات ونجاح المملكة نجاح لكل المنطقة، متمنيا التوفيق لأخيه محمد بن سلمان في هذا المشروع.
أكدت شركة فيستاس ويند Vestas الدنماركية لطاقة الرياح، يوم الأربعاء، نقل مقرها الإقليمي إلى السعودية على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض بمشاركة دولية، وقال الرئيس التنفيذي للشركة، هنريك أندرسون، إنه خلال أشهر قليلة من الآن ستبدأ شركته تشغيل إحدى أكبر مزارع الرياح في المملكة، وأضاف خلال مشاركته في جلسة حوارية بمبادرة مستقبل الاستثمار، أن هذا العمل بدأ منذ عام 2013، وانعكاسا لذلك ستنقل الشركات الكفاءات والتكنولوجيا إلى حيث نستطيع نقل مكتبنا الإقليمي إلى السعودية.
وكان وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح كشف الثلاثاء، أنه سيكون هناك إعلان عن الترخيص والبدء بتأسيس مقرات إقليمية لشركات عالمية في الرياض.
وقد أعلنت السعودية يوم الأربعاء أنها منحت تراخيص إلى 44 شركة دولية لإنشاء مقرات إقليمية في العاصمة الرياض، في إطار سعي المملكة إلى أن تصبح مركزا تجاريا إقليميا والتنافس على جذب رؤوس الأموال والمهارات الأجنبية، وذكر بيان صحفي أن هذه الشركات تشمل شركات متعددة الجنسيات في قطاعات منها التكنولوجيا والأغذية والمشروبات والاستشارات والتشييد، ومنها يونيليفر وبيكر هيوز وسيمنس.
وقالت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، في فبراير/شباط الماضي إنها ستمنح الشركات الأجنبية فرصة حتى نهاية 2023 لتأسيس مقرات لها أو المخاطرة بخسارة عقود حكومية نظرا لأنها تنافس من أجل جذب رؤوس أموال ومهارات أجنبية. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط عن طريق فتح مجالات جديدة تخلق أيضا فرص عمل للسعوديين.
في سياق منفصل، قامت المملكة العربية السعودية، ممثلةً في رئاسة أمن الدولة، الاربعاء، بتصنيف جمعية (القرض الحسن،"ALQARD ALHASAN ASSOCIATION") ومقرها لبنان، كياناً إرهابياً؛ لارتباطها بأنشطة داعمة لتنظيم حزب الله الإرهابي، حيث تعمل الجمعية على إدارة أموال للتنظيم، وتمويله، بما في ذلك دعم الأغراض العسكرية، وأضافت أن المملكة العربية السعودية، ستواصل العمل على مكافحة الأنشطة الإرهابية لتنظيم حزب الله الإرهابي، والتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء الدوليين لاستهداف مصادر الدعم المالي للتنظيم، سواء كانوا أفراداً أو كيانات، للحد من أنشطته الإرهابية والإجرامية حول العالم. واستناداً لنظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م / 21) وتاريخ 12 / 2 / 1439هـ، والآليات التنفيذية لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتمويله، ومنها قرار مجلس الأمن رقم 1373 (2001)، الذي يستهدف مقدّمي الدعم للإرهابيين أو الأعمال الإرهابية، فإنه يجب تجميد جميع الأصول التابعة لجمعية القرض الحسن داخل المملكة، كما يُحظر القيام بأي تعاملات مباشرة أو غير مباشرة مع أو لصالح الجمعية، من قبل المؤسسات المالية والمهن والأعمال غير المالية المحددة وكافة الأشخاص الاعتباريين والطبيعيين، وستُتخذ الإجراءات النظامية بحق كل من تثبت علاقته بالجمعية، أو القائمين عليها.
أمنياً، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، الخميس، أن الدفاعات الجوية السعودية دمرت 5 صواريخ أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه جازان، وشدد في بيان، على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحييد القدرات النوعية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، كما أكد إحباط محاولات الميليشيا الحوثية العدائية لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية. وكان التحالف قد أكد، فجر الأربعاء، اعتراض مسيرتين حوثيتين مفخختين استهدفتا مطار أبها الدولي ومدينة نجران.
وفي سياق الأزمة المستجدة مع لبنان، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، يوم السبت، إنه ليست هناك أزمة مع لبنان بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران، مؤكدا أن لبنان بحاجة إلى إصلاح شامل يعيد له سيادته وقوته ومكانته في العالم العربي، وأضاف أن هيمنة حزب الله على النظام السياسي في لبنان تقلقنا وتجعل التعامل مع لبنان غير ذي جدوى، مؤكدا أن المملكة لا تتدخل في لبنان ولا تملي عليه شيئاً. إلى هذا، أضاف أن السعودية ستدعم أي جهود نحو إصلاح شامل يعيد إلى لبنان مكانته في العالم العربي، لافتا إلى أن الحوار مستمر مع الشركاء الدوليين بشأن لبنان.
أكدت شركة مايكروسوفت، إن المتسللين وراء هجوم SolarWinds الإلكتروني منخرطون في حملة جديدة لتهديد الشبكات العالمية من خلال استهداف سلسلة التوريد التقنية، بما في ذلك البائعون ومزودو التكنولوجيا السحابية، وعزت مايكروسوفت الهجوم المنسق، الذي لوحظ لأول مرة في مايو، إلى مجموعة تسمى نوبليوم Nobelium، وهم نفس المتسللين الروس الذين ترعاهم الدولة والذين استخدموا تقنيات اختراق معقدة في عام 2020 لإصابة ما يصل إلى 18000 عميل لشركة SolarWinds Corp، وقالت مايكروسوفت في مدونة اليوم الاثنين، إنه تم إخطار أكثر من 140 من مقدمي خدمات التكنولوجيا وموزعي التجزئة كأهداف أخيرة للمتسللين ويعتقد أن 14 منهم تعرضوا للاختراق. كانت مجموعة نوبليوم أيضاً وراء هجوم على شركات تكنولوجيا المعلومات والحكومات ومراكز الفكر وكيانات الخدمات المالية في وقت سابق من هذا العام والذي امتد إلى 36 دولة، حسبما أعلنت مايكروسوفت في يونيو.
بدورها، قالت شركة ريدموند، ومقرها واشنطن، إن هذا النشاط كان مؤشراً آخر على أن روسيا تحاول الحصول على وصول منهجي طويل الأجل إلى مجموعة متنوعة من النقاط في سلسلة التوريد التكنولوجية، وإنشاء آلية للمراقبة - الآن أو في المستقبل - لأهداف تهم الحكومة الروسية.
في سياق منفصل، قال مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لأمن الطاقة أموس هوكستين الاثنين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقترب من استخدام الغاز الطبيعي كأداة سياسية إذا لم ترسل روسيا الوقود إلى أوروبا التي تعاني نقصا حادا في الطاقة، وأفاد هوكستين عندما سئل عما إذا كان بوتين يستخدم الغاز كسلاح، بأنه يظن أن الأمر يقترب من ذلك الحد إذا كان لدى روسيا فعلا إمدادات من الغاز يمكن توريدها واختارت ألا تفعل ذلك إلا إذا أذعنت أوروبا لمطالب أخرى لا علاقة لها على الإطلاق بالطاقة.
وقد شهدت أسعار العقود الآجلة للغاز في أوروبا وبريطانيا مطلع الشهر الحالي، ارتفاعات قوية لتصل إلى مستويات قياسية جديدة، حيث زادت عقود الغاز الهولندية والبريطانية بأكثر من 25% بعد أن لامست 40% خلال التداولات وسجلت مكاسب 60% في يومين. وبغض النظر عن التقلبات الحادة، فإن ارتفاعات أسعار الغاز في أوروبا تجاوزت 500% منذ بداية العام، فيما وصلت مكاسب الغاز الأميركي منذ مطلع السنة إلى نحو 150%.
على صعيد آخر، حضت دول غربية بينها الولايات المتحدة السلطات الروسية الخميس، على حماية حرية وسائل الإعلام، منددة بحملة القمع التي تشنها موسكو ضد وسائل الإعلام المستقلة، وفق ما جاء في بيان مشترك لهذه الدول.
وقد افاد البيان المشترك الذي أصدرته 18 دولة بينها الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا، إن طلب روسيا من وسائل إعلام تصنيف نفسها "وكلاء أجانب" مع التهديد بفرض غرامات في حال لم تمتثل، يعد جهدا واضحا لمنع الروس من الوصول الى تقارير إعلامية مستقلة، وأشار إلى أن روسيا تبدو عازمة على إغلاق إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي المدعومة من الحكومة الأميركية بعد إغلاق العديد من وسائل الإعلام المستقلة.
كذلك، انتقد روسيا لاحتجازها الصحافيين الذين غطوا احتجاجات المعارض الروسي المسجون حاليا أليكسي نافالني، وكذلك الإساءات المزعومة التي تعرض لها مراسل إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا. يذكر أن روسيا نفت هذه المزاعم وقالت إن الإجراء ضدها جاء ردا على رفض بريطانيا إعطاء أوراق اعتماد صحافية لمراسل روسي لم تذكر اسمه!
أصدرت محكمة استئناف هولندية الثلاثاء حكما قضى بإعادة مجموعة لا تثمن من الذهب التابع للقرم كانت أعيرت لمتحف في أمستردام قبيل قيام موسكو بضم شبه الجزيرة في 2014، الى أوكرانيا، وقال القضاة أن محكمة الاستئناف في أمستردام حكمت بانه على متحف آلارد بيرسون إعادة الكنوز الأثرية التابعة للقرم إلى الدولة الأوكرانية.
في هذا السياق، في معرض تعليق بيسكوف على تصريحات أدلى بها رئيس أوكرانيا ، إثر قرار محكمة هولندية تسليم "الذهب السكيفي" لأوكرانيا، الأمر الذي وصفه الرئيس الأوكراني بـالعادل، مضيفا أنه بعد استرجاع الذهب ننوي استرجاع القرم أيضا، وصف الناطق باسم الكرملين كلام زيلينسكي الخميس بان مزاعم استعادة القرم في الوقت الحالي ليست إلا دليلا على أطماع إقليمية في أراضي روسيا، وقد تترتب على هذه التصريحات عواقب سلبية، وأضاف أن روسيا ستدرس بعناية الآفاق القضائية لقضية "الذهب السكيفي" وستتخذ إجراءات لمتابعة هذه القضية. يشار إلى أن الجانب الروسي أعلن عزمه تقديم طعن بالنقض على هذا الحكم.
على الصعيد الأمني، حذرت الرئاسة الروسية من أن تصدير تركيا طائرات مسيرة إلى حكومة أوكرانيا قد يؤثر سلبا على الوضع في منطقة دونباس جنوب شرقي هذا البلد، ولفت المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين يوم الأربعاء إلى أن علاقات متميزة وطيبة تربط روسيا مع تركيا، مضيفا، لكن في هذه الحالة، للأسف، تتحقق مخاوف موسكو من أن تصدير مثل هذه الأنواع من الأسلحة إلى العسكريين الأوروبيين من شأنه أن يؤدي إلى تقويض الاستقرار في خط التماس (في منطقة نزاع جنوب شرق أوكرانيا)!! وقد أوضح بيسكوف أن وقوع هذه الأسلحة في أيدي العسكريين الاوكران يتيح لهم شن هجمات مركزة على دونباس، محذرا من أن هذا الأمر لا يؤدي إلا إلى تقويض الاستقرار ولا يسهم في تسوية هذه القضية الأوكرانية الداخلية!!
من جهتها، أكدت الأركان العامة الأوكرانية استخدام قواتها لأول مرة طائرة "بيرقدار" تركية الصنع المسيّرة، أثناء العمليات العسكرية في دونباس جنوب شرقي البلاد، وقالت الأركان الأوكرانية في بيان نشرته يوم الثلاثاء، إن الطائرة لم تعبر خط التماس، وتم استخدامها لإجبار العدو على وقف إطلاق النار، وأضافت أن الطائرة دمرت أحد مدافع الهاون لقوات الدفاع الشعبي في دونباس بقنبلة موجهة.
وفي هذا السياق، أكد السفير الأوكراني في ألمانيا، أندري ميلنيك، يوم الخميس، أنه يحق لأوكرانيا الدفاع عن نفسها، تعليقا على القلق الذي أبدته برلين بشأن استخدام أوكرانيا طائرة بدون طيار من طراز "بيرقدار" تركية الصنع، لضرب أهداف في إقليم دونباس الانفصالي شرق البلاد، وقال ميلنيك بأن الجانب الأوكراني يرفض بشدة تحذير وزارة الخارجية الألمانية حول هذا الشأن، وأضاف بأن لأوكرانيا الحق المشروع في الدفاع عن النفس، إذا قصفت أراضيها ليل نهار بالأسلحة الروسية الثقيلة، وفي حالة مقتل مدنيين وجنود، وتابع انه لهذا السبب، فإن أوكرانيا من ناحيتها تطالب الحكومة الألمانية، بدلا من الإعراب عن القلق إزاء الوضع المأساوي في الأراضي المحتلة، بمضاعفة جهودها كوسيط من أجل عقد قمة نورماندي الرابعة في برلين، كما هو متفق عليه.
وكان متحدث باسم الحكومة الألمانية قد قال إن جميع الأطراف تستخدم طائرات بدون طيار، وهي، بموجب اتفاقية مينسك، مخصصة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وحدها، كما دعت الحكومة الألمانية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد!
في إطار منفصل، تولت أوكرانيا رئاسة استراتيجية الاتحاد الأوروبي في منطقة الدانوب، لتصبح بذلك أول دولة من خارج الاتحاد الأوروبي، تتولى رئاسة هذه الاستراتيجية، وقد تم نقل الرئاسة رسميا من سلوفاكيا إلى أوكرانيا، في نهاية المنتدى السنوي العاشر لاستراتيجية الاتحاد الأوروبي في منطقة الدانوب، الذي عقد في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا، في يومي 26و27 أكتوبر.
وستترأس أوكرانيا الاستراتيجية لمدة عام واحد (حتى نوفمبر 2022) وستكون مسؤولة عن تحديد مجالات التعاون ذات الأولوية ضمنها، واستراتيجية الدانوب هي منصة وخطة عمل للتعاون بين 14 دولة. تتفاعل في مجالات الملاحة وحماية البيئة والنظم الإيكو مائية، بما في ذلك الحفاظ على الموارد المائية الحية.
في إطار منفصل، دعا البنتاغون الجمعة حلفاء الولايات المتحدة إلى رفع جميع القيود عن توريدات الأسلحة النوعية إلى أوكرانيا، وقالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون روسيا وأوكرانيا وأوراسيا، لورا كوبر بأن البنتاغون يؤيد رفع القيود من جميع الحلفاء عن توريدات الأسلحة الفتاكة، التي هي بمثابة مساعدات، وأعادت إلى الأذهان أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بأنظمة "جافلين" الصاروخية المضادة للدبابات، قائلة إن ذلك يعتبر مثالا على الوسائل الدفاعية الفتاكة التي قدمناها، وتابعت بأنه لدى العديد من الحلفاء لا تزال القيود قائمة؛ وأعتقد أنه يجب أن تكون أوكرانيا قادرة على امتلاك الوسائل التي تحتاجها لحماية نفسها.
قال البيت الأبيض يوم الثلاثاء، إنه يراقب تصرفات إيران منذ توقف المحادثات النووية، مشيرًا إلى أنه يريد التنسيق مع الأوروبيين لتشكيل جبهة موحدة ضد إيران، وأكد أنه لايزال هناك فرصة للحل الدبلوماسي مع إيران.
إلى هذا، يلتقي المفاوض الإيراني في الملف النووي علي باقري، هذا الأسبوع، المفاوض الأوروبي إنريكي مورا في بروكسل لمناقشة استئناف المحادثات في فيينا، وفق المتحدث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، الذي صرح يوم الاثنين، إنه من المقرر أن يُعقد لقاء بين الرجلين هذا الأسبوع، لكن لا اجتماع مقررا مع جوزيب بوريل. وقد صل وفد إيراني إلى بروكسل برئاسة نائب وزير الخارجية، علي باقري، ليل الثلاثاء، تمهيدا لبدء مفاوضات ثنائية بين إيران ودول أوروبية حول قضايا الملف النووي الإيراني.
في السياق، اتهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب معلومات سرية عن منشآتها النووية، مهددة بإعادة النظر في التعامل معها، وأعلن المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن طهران ستعيد النظر في تعاملها مع الوكالة الدولية إذا لم يتوقف تسريب المعلومات والرسائل السرية بينهما، كما اتهم الوكالة بتعمد نشر بين الحين والآخر معلومات تفصيلية عن الأبحاث والتحركات النووية الإيرانية.
وكانت الوكالة أكدت الاثنين أن طهران بدأت توسع تخصيبها لليورانيوم لدرجة نقاء تتجاوز 20 بالمئة في محطة في نطنز، حيث تقوم بالفعل بتخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة ولكن النشاط الجديد لا يتضمن الاحتفاظ بهذا المنتج، كما كررت أكثر من مرة في السابق التأكيد على انتهاك السلطات في طهران لبنود الاتفاق النووي، لاسيما في ما يتعلق بالتخصيب ومراقبة المنشآت النووية.
فيما حذر غروسي قبل أيام من أن عدم موافقة إيران على السماح لفريق المراقبين الأممي بمتابعة كافة نشاطات الرقابة على جميع منشآت البلاد النووية، قد ينذر بأمر لا تحمد عقباه.
وفيما يتوقع أن يزور مدير الوكالة الذرية قريبا طهران، أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد الهيان، الأربعاء أن زيارة رافاييل غروسي إلى بلاده مؤكدة، إلا أنه لم يحدد موعدها، قائلا الموعد لا يهم!
إلى ذلك، اعتبر مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، أنه لا يمكن للدبلوماسية أن تفشل، معربا عن أمله في إمكانية التوصل إلى نوع من التسوية مع طهران، وأضاف بأنه يعتقد أن الدبلوماسية لا يمكن أن تفشل ومن الممكن أن يكون هناك نوع من التسوية المؤقتة، لكنه شدد على ضرورة أن تُظهر إيران للمجتمع الدولي جميع الضمانات الضرورية بعدم وجود أي خطأ في برنامجها النووي. كذلك، جدد غروسي مطالبة النظام الإيراني بالسماح للوكالة باستبدال معدات المراقبة والمراقبة المثبتة في المواقع النووية في البلاد.
وفي السياق، فرضت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الجمعة، عقوبات على برنامج إيران للطائرات المسيّرة، لتكثف بذلك الضغط على طهران قبيل إعادة إطلاق المفاوضات بشأن برنامجها النووي، وقالت الوزارة على موقعها الإلكتروني إن العقوبات تستهدف 4 أفراد وكيانين، بسبب صلات بالحرس الثوري الإيراني، كما أفادت بأن الحرس الثوري زود حزب الله اللبناني وحركة حماس والحوثيين وإثيوبيا بطائرات مسيّرة استُخدمت لمهاجمة القوات الأميركية والملاحة الدولية في المنطقة.
وطالت هذه العقوبات سعيد أغاجاني الذي يشرف على قيادة الطائرات المسيّرة والمُدرج على قائمة سوداء أميركية أخرى، وعبدالله محرابي وهو مسؤول كبير آخر في الحرس الثوري الإيراني، وقد تم تجميد أصولهما في الولايات المتحدة وسيمنعان من الوصول إلى النظام المالي الأميركي. أما الشركتان فهما كيميا بارت سيفا وأوجي برفاز مادو نفار.
اعتقل الجيش السوداني، الاثنين، رئيس الحكومة وعددا من الوزراء وقادة حزبيين، وأعلن قائده الفريق عبد الفتاح البرهان، حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وتعهد بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، كما أعلن حالة الطوارئ وإقالة الولاة وعدم الالتزام ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
من جانبه، أكد المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة في السودان يوم الثلاثاء، أنه لن يتم فتح شرق السودان إلا بإلغاء "مسار الشرق"، وأعلن المجلس الاثنين، تأييده لقرارات القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، منها حل المجلس السيادي والحكومة وإعفاء ولاة الولايات وسط أنباء عن نيته إعادة فتح شرق البلاد، كما أفاد المجلس الذي شهدت علاقته بالحكومة مؤخرا توترا ملحوظا على خلفية التظاهرات وإقفال مرفأ بورتسودان، والمطالبة بتعليق اتفاق السلام الموقع في جوبا، ببيان إنه يؤيد إجراءات الجيش، وينحاز لمطالب الشعب.
وقد أفاد مطار الخرطوم في بيان، يوم الثلاثاء، أن سلطة الطيران المدني قررت تعليق جميع الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من مطار الخرطوم الدولي حتى 30 أكتوبر، ودعا البيان جميع الشركات الأجنبية والمحلية العاملة في مطار الخرطوم إلى توفيق أوضاعها.
ومساء الثلثاء أطلق سراح حمدوك وعاد إلى منزله وسط حماية مشددة، لتلي هذه الخطوة بيان صدر عن بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الخرطوم، بدعم من سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا وسويسرا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة، الأربعاء، طالبت فيه الجيش السوداني بضمان الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، واحترام حق المواطنين في التظاهر، كما اضاف البيان أن الموقعين يواصلون الاعتراف برئيس الوزراء "عبد الله حمدوك" وحكومته باعتبارهم قادة دستوريين للحكومة الانتقالية في السودان.
وفيما تواصلت فصول الأزمة السودانية رحّب وزير الخارجية الأميركي، يوم الأربعاء، بعودة رئيس الوزراء السوداني السابق، عبدالله حمدوك إلى منزله، وسط دعوات من أحزاب سودانية للعودة إلى الحوار، فيما أعلن رئيس الطيران المدني إعادة فتح المطار الساعة 4 مساء.
وكان القائد العام للقوات المسلحة السودانية قد صرح، في مؤتمره الصحفي، إن قوىً سياسية أرادت الاستفراد بالمشهد في السودان، وأن عدم الثقة بين الأطراف الانتقالية وقع بعد توقيع اتفاق السلام في جوبا. كما قال البرهان، إن مبادرة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك تم اختطافها من جانب مجموعة صغيرة، وأن الجيش عالج بعض الأزمات التي أهملتها الحكومة.
إلى ذلك، تعذّر الأربعاء خلال جلسة مجلس الأمن التوصل إلى إعلان مشترك حول السودان بسبب رفض روسيا إدانة انفراد الجيش بالسلطة، وفق دبلوماسيين، كما أعلن رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في بيان إن مجموعة البنك علّقت صرف أموال كافة عملياتها في السودان؛ وكذلك، أعلن الاتحاد الإفريقي تعليق عضوية السودان فيه حتى الاستعادة الفعلية للسلطات الانتقالية بقيادة مدنيين، واعتبر الاتحاد في بيان بأن سيطرة الجيش السوداني على السلطة أمر غير مقبول.
عاد الهدوء الحذر لأغلب شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، وذلك بعيد تظاهرات حاشدة في مدن عدة دعا إليها تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير فضلا عن نقابات، وكانت لجنة أطباء السودان أفادت بمقتل 3 أشخاص بالرصاص في أم درمان، ثاني أكبر مدينة في البلاد، وهو ما نفته السلطات السودانية التي أكدت إصابة 12 عسكريا في الاحتجاجات. أما الشرطة السودانية قد نفت إطلاق أي رصاص حي على المتظاهرين، السبت، وأفاد مستشار قائد الجيش السوداني أن بعض المصابين من العسكريين حالتهم خطيرة؛ غير أن شهود عيان ذكروا أن قوات الأمن أطلقت الغازات المسيلة للدموع والأعيرة النارية خلال احتشاد مئات الآلاف في شوارع العاصمة الخرطوم.
يشالر إلى أن الشعار الأساسي لتظاهرات السبت كان "الردة مستحيلة"، في إشارة إلى رفض العودة لما قبل الانتفاضة التي استمرت شهورا وانتهت بإسقاط الرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل 2019 وتشكيل سلطة انتقالية من المدنيين والعسكريين منوطة بها إدارة شؤون البلاد إلى حين تسليم الحكم إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا عام 2023.
قالت بكين الأربعاء إن تايوان لا تملك الحق في المشاركة في الأمم المتحدة، رافضة دعوة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إلى ذلك؛ وكان بلينكن دعا الثلاثاء إلى مشاركة كبيرة لتايوان في الأمم المتحدة، وهو اقتراح غير مقبول بالنسبة إلى بكين التي تعتبر الجزيرة إحدى مقاطعاتها، وقال ما شياوغوانغ الناطق باسم مكتب شؤون تايوان في بكين خلال إيجاز إعلامي أن الأمم المتحدة منظمة حكومية دولية تتألف من دول تتمتع بسيادة، مشددا على أن تايوان جزء من الصين. إلى ذلك، أضاف غوانغ أن جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها وحض السياسيين في تايبيه على التخلي عن فكرة الاعتماد على واشنطن من أجل الاستقلال.
في سياق منفصل، أعربت الصين عن قلقها، وقدمت احتجاجات شديدة للولايات المتحدة بعد أن صوتت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية (FCC) على إلغاء التفويض الممنوح لفرع شركة تشاينا تليكوم الأميركية للعمل في البلاد، حسب ما ذكرت وزارة التجارة الصينية، يوم الخميس؛ وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، شو يوتينغ، إن الخطوة الأميركية عممت مفهوم الأمن القومي، وشنت حملة ضد شركة صينية دون أساس واقعي، وأضافت أن هذا السلوك ينتهك مبادئ السوق ويضر بأجواء التعاون بين الجانبين.
ومنعت واشنطن شركة الاتصالات الصينية العملاقة المملوكة للدولة من العمل في الولايات المتحدة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي - وهو إجراء يهدد بزيادة التوترات مرة أخرى بين أكبر اقتصادين في العالم، وقالت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إنها أمرت شركة China Telecom بوقف الخدمات الأميركية في غضون 60 يوماً، مستشهدة بنتائج تفيد بأن الشركة الأميركية التابعة لها تخضع للاستغلال والتأثير والسيطرة من قبل الحكومة الصينية. وقالت الوكالة إنها منحت الشركة فرصة في ديسمبر الماضي لدحض المخاوف بشأن وجودها في الولايات المتحدة، لكن شركة تشاينا تليكوم فشلت في القيام بذلك.
ويعد إجراء لجنة الاتصالات الفيدرالية تتويجاً لنزاع طويل مع شركة تشاينا تيليكوم، التي تعمل في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عقدين، فضلاً عن نزاع الحرب التجارية والتي هدأت وتيرتها بشكل نسبي بعد تولي جو بايدن، الرئاسة الأميركية.
في سياق منفصل، أثار تحقيق أجرته أجهزة الاستخبارات الأميركية ونشر الجمعة عن أصل وباء كورونا، استياء بكين التي وصفته الأحد بأنه مسيس وكاذب، داعيةً واشنطن إلى الكف عن مهاجمة الصين، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين أنه بغض النظر عن عدد المرات التي نُشر فيها هذا التقرير وعدد النسخ التي تم تلفيقها، فإن ذلك لا يمكن أن يغير الطبيعة السياسية والخاطئة تماماً لهذا التقرير، واعتبر وانغ وينبين أن التنصت على أجهزة الاستخبارات الصينية في إطار مساعي واشنطن لتعقب مصدر كورونا كان دليلاً دامغاً على التسييس، داعياً الولايات المتحدة إلى الكف عن مهاجمة الصين وتشويه سمعتها.
الوثيقة التي صدرت الجمعة هي نسخة محدثة من تقرير سري للغاية تم تقديمه في نهاية أغسطس إلى الرئيس الأميركي الذي كان قد أمهل أجهزة الاستخبارات 90 يوماً لمضاعفة جهودها من أجل توضيح أصل وباء كورونا، وأشار التقرير إلى أنه بدون معلومات جديدة لن تتمكن أجهزة الاستخبارات الأميركية من البت فيما إذا كان الفيروس قد ظهر من مصدر حيواني أم نتيجة حادث مختبر، وأضاف أن تعاون الصين سيكون ضرورياً على الأرجح للتوصل إلى تقدير قاطع لأصل الفيروس، مشيراً إلى أن بكين تواصل عرقلة التحقيق العالمي حول منشأ الفيروس.
أعلنت وزارة الداخلية التونسية، يوم الجمعة، إحباط عمليات إرهابية وشيكة تستهدف الوحدات الأمنية والعسكرية باستعمال عبوات ناسفة تقليدية الصنع، وذلك بعد تفكيك خلية إرهابية في محافظة تطاوين القريبة من الحدود مع ليبيا جنوب البلاد، وأوضحت الوزارة في بيان أنه تم الكشف عن هذه الخلية التي تنتمي إلى تنظيم "داعش" على إثر عمل مشترك بين وحدات إدارتي مكافحة الإرهاب والاستعلامات والأبحاث بالإدارة العامة للحرس الوطني، كما أضافت أنه تم القبض على عناصر الخلية وإيداعهم السجن، وحجز عبوة ناسفة ومواد تستعمل في صناعة المتفجرات ومبالغ مالية.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من ضبط خلية إرهابية نسائية، تعمل على استقطاب نساء لصالح "داعش" عبر الفضاء الافتراضي، وتنشط بين محافظتي الكاف شمال البلاد وتوزر (جنوبا)، وعلى صلة بالعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم موالٍ لـ"داعش" والمتحصنة بالجبال التونسية الواقعة على الحدود مع الجزائر؛ وفي نفس اليوم أيضاً، ألقت قوات الأمن التونسية القبض على عنصر إرهابي في محافظة بنزرت شمال البلاد، ينشط ضمن "الجناح الإعلامي لداعش" من خلال الترويج لأفكاره عبر الفضاء الافتراضي، بهدف استقطاب أكثر ما يمكن من الفئة الشبابية. وتم إيداعه السجن بعد إحالته إلى النيابة العامة.
يشار إلى أن الكشف عن المخططات الإرهابية وإجهاضها بعمليات استباقية وتفكيك الخلايا المتطرفة يعتبر مؤشراً جيداً على جاهزية قوات الأمن التونسية، التي تقاتل منذ سنوات إرهابيين موالين لتنظيمي "القاعدة" و"داعش" يتحصنون في جبال ولايات القصرين، وجندوبة والكاف على الحدود مع الجزائر، ولديهم خلايا نائمة داخل المدن.
تقدّم اسرة التقرير تحليل سياسي شهري لأحداث المنطقة وتداعياتها على سياسات الوضع الاقليمي.
في ملف العراق وأزمة التطرف الاسلامي، تترقب الأوساط الشعبية والحكومية والدينية في العراق، الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، في نوفمبر القادم، للعراق، بناء على دعوة رسمية من الحكومة، وتحت متابعة وإشراف مباشر من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وقد كشف الأمين العام لـ"معهد الخوئي" د. جواد الخوئي أن زيارة د. الطيب لمدينة النجف، مقر "الحوزة العلمية"، إن هنالك جهوداً يتم العمل عليها بعيداً عن الأضواء، من أجل عقد لقاء بين شيخ الأزهر أحمد الطيب والمرجع السيد علي السيستاني. وتأتي الزيارة المرتقبة للدكتور أحمد الطيب، في سياق دعم جهود الاستقرار في العراق والشرق الأوسط، وتخفيف التوترات المذهبية، والتأكيد على أن هنالك تياراً يمثل الاعتدال الإسلامي، منفتح على أُفقٍ إنساني أوسع، يريد تجاوز حقبة الخطابات الإسلاموية المؤدلجة. من هنا، سيكون حضور شيخ الأزهر استكمالاً للقاء د. أحمد الطيب ببابا الفاتيكان فرانسيس في العاصمة الإماراتية أبوظبي، العام 2019، وتطبيقاً لبنود وروح وثيقة "الأخوة الإسلامية"، ومعززة لزيارة البابا فرانسيس للعراق، مارس الماضي.
الحكومة العراقية من جهتها، تسعى لأن تكون الزيارة متجاوزة لأي أُطر طائفية يطمحُ البعض لوصمها بها، فهي بحسب مصدرٍ مطلعٍ ليست زيارة من زعيم سنيٍ لسنة العراق، بل زيارة من زعيم إسلامي عربي للعراقيين كافة بمختلف أديانهم وطوائفهم وأعراقهم، مبيناً أن جدول أعمال الزيارة سيشمل أماكن عدة، من بينها بغداد والموصل والنجف وأربيل، ومردفاً أنه قد تكون هنالك زيارات لمدنٍ أخرى، حيث إن الجدول النهائي للزيارة لم يعلن بعد، والترتيبات جارية لاستكماله. كما يرى المصدر ذاته أن قدوم شيخ الأزهر يرسّخ منهج الاعتدال الإسلامي، المتجاوز للإسلام السياسي وللحزبية والطائفية. فهنالك قيادات روحية معتدلة وواعية كالدكتور أحمد الطيب والمرجع السيد علي السيستاني، واللقاء بين هاتين القامتين الروحيتين سيبعث رسائل إيجابية تعزز خطاباً منفتحاً بعيداً عن التعصب والكراهية وفتاوى التكفير أو الاحتراب الطائفي.
في ملف تركيا وأزمتها مع الولايات المتحدة الاميركية بالتحديد، شهدت الأيام الماضية مساعي أميركية محمومة لتحقيق توافقات مع الحكومة التركية، فالأزمة المتصاعدة منذ أشهر بين الطرفين مستمرة، والأميركيون قلقون من تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. أسوأ ما حصل في العلاقات الأميركية التركية خلال الأسابيع الماضية، أن الحكومة الأميركية فصلت تركيا نهائياً من برنامج طائرات أف - 35 وهذا يعني أن الأميركيين لن يسلموا أية طائرات من هذا النوع للحكومة التركية، ويعبّر هذا الفصل عن عمق الهوّة التي وصلت إليها هذه العلاقات وفشل الطرفين في التوصل إلى حلّ منذ اندلعت أزمة شراء تركيا لمنظومة أس 400 الروسية.
خلال الأيام الماضية، حاول الطرفان إصلاح الأضرار، أو أقله إيجاد بدائل، وقد تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان مع إبراهيم كالين مستشار الرئيس التركي، وقال البيان الصادر عن مجلس الأمن القومي الأميركي إن المحادثات تناولت عدة أمور إقليمية بما فيها أفغانستان والشرق الأوسط وجنوب القوقاز وشرق المتوسط، بالإضافة إلى العلاقات الدفاعية.
الأسوأ أن الأمور لا تبدو أنها إلى تحسّن، بل إلى تأزّم، فقد ذكرت إيميلي هورن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن سوليفان وكالين اتفقا على ضرورة استمرار الحوار لإدارة الخلافات والمحافظة على علاقات ثنائية بناءة، وليس من المعتاد أن تشير بيانات رسمية أميركية إلى "إدارة الخلافات" بين دولتين حليفتين. لذلك تتجه الأنظار إلى غلاسكو، حيث من الممكن أن يجتمع الرجلان وقد أشار مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان إلى إمكانية عقد اجتماع بين الرجلين في غلاسكو لكن الأمر غير مؤكد بعد.
من جانب آخر، ومنذ سبتمبر الماضي، يحتدم الصراع بين النظام السوري وحلفائه من جهة وتركيا وفصائل موالية لها من جهة ثانية، على طريق حلب - اللاذقية، أو ما يعرف بطريق "إم4"، ذي الأهمية الاستراتيجية في شمال سوريا. ويأتي ذلك وسط استمرار قوات النظام والميليشيات الإيرانية، والمقاتلات الروسية، قصفها منطقة خفض التصعيد، الواقعة أسفل طريق "إم 4" في خطوة تهدف إلى السيطرة عليها وذلك لأهميتها العسكرية والجيوسياسية وفق محللين ومراقبين. كما تعتبر الطريق الدولية حلب اللاذقية ذات أهمية قصوى لكل الأطراف المتصارعة في شمال سوريا، حيث تربط شمال البلاد بغربها وجنوبها وشرقها، وتعد من أهم الطرق السورية الحيوية التي تضمن الحفاظ على مصالح من يحكم السيطرة عليها.
فمن جهة، تسعى روسيا وقوات النظام وإيران إلى السيطرة على الجزء من الطريق الدولية "إم4" الذي يمر ضمن محافظة إدلب، وذلك لتوسع نفوذها في تلك المنطقة، أما الهدف الروسي الثاني من السيطرة على ذلك الجزء يكمن في خدمة استثماراتها ومشاريعها المتعددة في سوريا من نفط وفوسفات وحبوب ومعادن. ذلك فأن الطرق البرية السورية تربط مناطق نفوذها في جنوب سوريا وشمالها وشرقها، والبادية السورية والساحل السوري، حيث القواعد العسكرية الرئيسية والجوية الروسية، مثل مطار حميميم وميناء طرطوس.
أما أهمية الطريق بالنسبة لإيران، فأن المشاركة في السيطرة على "إم4" تضمن بها لنفسها منفذاً برياً حيوياً على البحر المتوسط لتمرير بضائعها، والتهرب من العقوبات الدولية المفروضة عليها.كذلك، تضمن إمداد أذرعها في المنطقة مثل "حزب الله" اللبناني لوجستياً وعسكرياً برياً، حيث تربط الطريق بين العراق وحلب والساحل السوري عبر ميناء اللاذقية.
أما اقتصادياً، فسيؤدي فتح الطريق أمام حركة النقل البرية المحلية والدولية، بالمنفعة الاقتصادية على النظام السوري.
في المقابل، تعد طريق حلب اللاذقية ذات أهمية قصوى كذلك لتركيا، إذ إن التنازل عنها وسيطرة النظام وحلفائه عليها يقوض دور أنقرة في سوريا، ما دفعها مؤخراً إلى دفع أعداد كبيرة من قواتها وإنشاء أكثر من 32 نقطة عسكرية على طرفي الطريق، وذلك لمواجهة حملة التصعيد الأخيرة التي يشهدها جبل الزاوية ومحاولات التسلل المتكررة من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية، ويشار هنا إلى أن محافظة إدلب تخضع لاتفاق بين الرئيسين، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، وُقّع في آذار 2020، ونص على إنشاء "ممر آمن" على طريق "أم 4".
في ملف المفاوضات النووية، وبينما تستمر الولايات المتحدة بالضغط على إيران عبر فرض عقوبات قبيل عودة المفاوضات، كشفت مصادر أميركية رفيعة أن هناك شكوكاً كبيرة لدى المسؤولين في واشنطن في أن تحقق المحادثات القادمة بشأن الاتفاق النووي الإيراني النتائج المرجوة، وأضافت المعلومات أن إدارة الرئيس بايدن تناقش فرض مزيد من العقوبات على طهران بينما يلتقي الرئيس حلفاءه الرئيسيين على هامش مجموعة العشرين. كما لفتت إلى أن هناك تشاؤما إلى حد كبير لدى الإدارة الأميركية خصوصاً بعدما عيّنت الحكومة الإيرانية الجديدة فريق تفاوض بقيادة معارضي الاتفاق، كاشفة عن أن هناك نقاشا مستمرا في الأروقة الأميركية حول كيفية المضي قدماً، ومدى زيادة الضغط على إيران.
بدوره، اعتبر دبلوماسي أوروبي أن استعداد طهران لاستئناف المحادثات ليس حلاً، إلا أنها خطوة ذات مغزى معقول إلى الأمام، وفق قوله، كما رأى أن تأخر إيران في العودة إلى المحادثات في فيينا هو تكتيك للمماطلة بينما تواصل البلاد تطوير برنامجها النووي.
وتشي سلسلة التطورات الأخيرة بأن فترة السماح الأميركية انقضت، كذلك فترة الانتظار دون يقين، فقد أكدت الإدارة الأميركية أكثر من مرة سابقا أن الكرة باتت في ملعب طهران بالنسبة للعودة إلى طاولة التفاوض في فيينا، محذرة في الوقت عينه وأكثر من مرة من أن هذه الفترة لن تدوم طويلا. لكن طهران ترددت وماطلت كثيرا خلال الأشهر الماضية، ولم تتحدث عن موعد محدد لاستئناف المفاوضات، إلا بشكل فضفاض، عبر إعلان علي باقري، مساعد وزير الخارجية قبل عدة أيام أنها ستستأنف أواخر نوفمبر. وتعليقا على تصريحات باقري، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إن بلاده لا تملك أي معلومات حول هذا الأمر، مضيفا أن هذه مسؤولية المنسق الأوروبي، انريكي مورا.
لكن إيران التي ضربت موعد "أواخر نوفمبر"، أعلنت الجمعة أن المفاوضات ستنحصر فقط بين دول 4+1 (أي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وروسيا والصين)، في إشارة إلى رفض المشاركة الأميركية التي كانت غير مباشرة خلال الجولات الست الماضية التي شهدتها فيينا، منذ أبريل الماضي وحتى يونيو، من هنا ترتسم التساؤلات حول إمكانية التزام طهران بهذا الشرط، الذي قد يقلب الأمور رأسا على عقب ويهدد ليس فقط موعد استئناف المفاوضات، بل أيضا نتائجها في حال استؤنفت.
هذا في وقت تستمر ايران على الجانب الآخر في تصعيدها على جبهات تصادمها مع أعدائها في مناطق نفوذها؛ ففي اليمن تستمر ميليشيات الحوثي بقصف المدن والقرى اليمنية كما يتابع مقاتلوها هجومهم على كافة الجبهات بشكل متزايد، كذلك تستمر الميليشيا بقصف السعودية بالصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة، بالإضافة إلى تعنتها بمفاوضاتها مع المجتمع الدولي في كافة الملفات العالقة؛ في لبنان، تبيّن مع الأيام القليلة الماضية بأن الحكومة الجديدة في بيروت تلتزم أكثر من المعلن بمحور ايران حيث بدت واضحة سيطرة حزب الله على الملف الحكومي! أما في سوريا وبحسب تصريحات المسؤولين الايرانيين أنفسهم، فإن الملف السوري يتم التعامل فيه بتوافق مع الجانب الروسي وحتى التركي.
في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، أثار حشد متجدد للقوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية مخاوف بعض المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا الذين يتتبعون ما يعتبرونه تحركات غير منتظمة للمعدات والأفراد على الجانب الغربي لروسيا، وقال مسؤولون إن تحركات القوات أعادت إثارة المخاوف التي نشأت في أبريل، عندما أثار أكبر حشد للقوات من قبل روسيا بالقرب من الحدود الأوكرانية قلقا دوليا.
وتأتي التحركات المتجددة للقوات الروسية في المنطقة في الوقت الذي يتبنى فيه الكرملين خطاً أكثر تشدداً تجاه أوكرانيا، حيث صعد المسؤولون الروس من الرئيس فلاديمير بوتين وما بعده من خطابهم في الأشهر الأخيرة، وهاجموا علاقات كييف الغربية بل وشككوا في سيادتها؛ كما حذر بوتين من أن أي توسع للبنية التحتية العسكرية للناتو على الأراضي الأوكرانية يمثل خطًا أحمر لموسكو.
ويأتي الموقف أيضًا في الوقت الذي يدخل فيه الصراع المحتدم المستمر منذ سبع سنوات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس الشرقية، مرحلة جديدة؛ بعد أن أكد الجيش الأوكراني أنه استخدم طائرة بدون طيار تركية الصنع ضد موقع في دونباس، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها كييف هذه التكنولوجيا في القتال، مما أثار غضب موسكو.
من جانب آخر، ما زالت العلاقات بين موسكو وحلف الناتو متوترة بشكل خاص وعلقت روسيا مهمتها فى الناتو فى بروكسل منتصف أكتوبر بعد أن طرد الحلف ثمانية من أعضاء البعثة الروسية بتهمة التجسس.
في الحشود العسكرية، لم يعرف بعد ما تفعله القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، فقد وظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة تظهر قطارات وقوافل عسكرية روسية تنقل كميات كبيرة من المعدات العسكرية، بما في ذلك الدبابات والصواريخ، في جنوب وغرب روسيا.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
25 تشرين الاول 2021
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جان قلام، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبود، خليل طوبيا، رالف غضبان، رودي نوفل، ربى كبّارة، سناء الجاك، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فضيل حمود، فتحي اليافي، فادي أنطوان كرم، لينا التنّير، ماريو زكور، ماجدة الحاج، منى فياض، ماجد كرم، مياد صالح حيدر، نبيل يزبك، نيللي قنديل، نورما رزق، وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :
يسير لبنان بخطى ثابتة باتجاه العبور نحو الفوضى بدل العبور نحو الدولة، وذلك بفضل تراكم عدة امور:
أولاً- الاحتلال الايراني للبنان بواسطة سلاح حزب الله الذي يعطل المؤسسات القضائية والدستورية والسياسية والعسكرية والحكومة عامةَ.
ثانياُ- غياب رئيس في بعبدا قادر على الامساك بزمام الامور.
ثالثاً- ضعف القوى السياسية لمواجهة هذا الاحتلال بسبب تفككها وعودة كل منها إلى داخل مربعها الطائفي.
رابعاً- الازمة المالية- الاقتصادية- المعيشية التي تطال كل عائلة بلبنان والتي تنذر بانفجار قريب.
أمام هذا الواقع المرير يستغرب اللقاء أن لا تطالب القوى التي تواجه حزب الله بشجاعة وثبات باستقالة رئيس الجمهورية الذي يؤمن الغطاء الشرعي لسلاح غير شرعي، والذي من خلال غيابه سمح بافتعال أحداث 14 تشرين في عين الرمانة. كما أن غيابه عن إدارة الشأن العام أفسح بالمجال كي يحل الحزب مكانه في بعبدا وليبقى من الرئيس فقط صورة الرئاسة.
كما أن القوى التي تتمسك بوثيقة الوفاق الوطني والطائف، مدعوة للحفاظ عليهما ليس فقط من خلال الحفاظ على دستوريتهما بل من خلال الاصرار على تنفيذ كامل بنود اتفاق الطائف وخاصة بند حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية. فلا يمكن التغاضي عن حصرية السلاح مثلاً والدفاع عن "الصلاحيات" فقط، فهذه الاستنسابية تضعف حجة الدفاع.
إن التقصير المزدوج بين عدم خوض معركة استقالة الرئيس وعدم وجود شجاعة الدفاع عن اتفاق الطائف يساعد بانهيار لبنان وعبوره نحو الفوضى.
من هنا، يستكمل لقاء سيدة الجبل عمله الدؤوب ونضاله اليومي من أجل إعادة تكوين وسط سياسي عابر للطوائف قادر على حمل الأمانة الوطنية الكبرى التي تتمثل برفع الاحتلال الايراني عن لبنان.
وبهذا الصدد يعمل اللقاء على جمع كل القوى الحزبية والأهلية والشعبية ووضع برنامج عمل مشترك في أولوياته رفع الاحتلال الايراني عن لبنان.
2*) حركة أمل
25 تشرين الاول 2021
دعا المكتب السياسي لحركة "أمل" في بيان اثر اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك، إلى "إحقاق الحق"، مؤكدا "ضرورة استكمال التحقيقات في مجزرة الطيونة ومحاسبة المجرمين ومنع تمييع القضية وهدر دماء الشهداء والجرحى مرة جديدة".
وسأل: "لماذا عندما تكون التحقيقات في جريمة تسير بشكلها الطبيعي والقانوني يرفض من يستدعى إلى التحقيق؟ وعندما تتجاوز التحقيقات الدستور والقوانين يبدأ التنظير كما يحدث في جريمة المرفأ التي يصر المحقق العدلي على الإستمرار في مخالفاته وارتكاباته الدستورية والقانونية دون رادع ولا حسيب ولا رقيب، بل بكيدية واستنسابية وانتقائية مفضوحة ومكشوفة".
وأكد "إصراره على أن المطلوب عدم إضاعة حق الشهداء والجرحى وعوائلهم ولا تضييع بوصلة العدالة للوصول إلى الحقيقة".
وفي ما يتعلق بـ"تفاقم الأزمات المعيشية والإقتصادية والتربوية التي تضغط بثقلها على كاهل المواطن اللبناني في أبسط مقومات عيشه الكريم"، طالب المكتب السياسي بـ"ضرورة تفعيل الحلول للخروج من المآزق المتكاثرة وخصوصا لجهة منع الانزلاق نحو مزيد من المخاطر التي تتهدد اللبنانيين".
واستغرب "التأخر والمماطلة في إقرار البطاقة التمويلية"، داعيا إلى "ضرورة الإسراع في إنجازها، كونها تشكل إسهاما فعليا في تخفيف حدة الإنهيار الاقتصادي، وتمكين المواطن من الإستمرار في الحد الأدنى بتأمين المستلزمات الأساسية والضرورية لعيشه الكريم".
وطرح "علامات الإستفهام حول ترك لبنان مكشوفا عبر منصة (Impact)، التابعة للتفتيش المركزي دون ضوابط تمنع تسليم داتا المعلومات لجهات أجنبية".
وسأل عن "أسباب المماطلة والتأخير في إقرار مناقصة الكهرباء التي تشكل عصب الإقتصاد للمؤسسات الإنتاجية وللمواطنين عموما، وأين أصبحت خطة إنشاء معملين للطاقة الكهربائية للاسهام في حل هذه الازمة المستمرة بشكل غير مقبول؟".
ودعا المكتب السياسي إلى "معالجة جدية لأزمة المحروقات التي تجاوزت كل إمكانيات اللبنانيين، وانعكست ارتفاعا في أسعار السلع الاساسية، مما جعل خط الفقر في لبنان دون المستويات الدنيا والخطرة، ويهدد الإستقرار الاجتماعي للناس"، مؤكدا "ضرروة الإستماع إلى صرخات السائقين العموميين واللبنانيين المحقة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات".
وإذ توقف عند "توصيفات الإرهاب الصهيوني المنظم وإطلاقه النعوت على المؤسسات الأهلية الفلسطينية في محاولة للتغطية على جرائمه وقمعه"، حيا "صمود الأسرى الفلسطينيين في معركتهم التي فرضت على سلطات الاحتلال التراجع عن إجراءاتها القمعية الظالمة".
واعتبر أن "وحدة الموقف وإرادة الشعب الفلسطيني هي الكفيلة بردع الإحتلال الصهيوني عن الإستمرار في خطته في بناء المستوطنات في الضفة حفظا لفلسطين وشعبها وقضيتها".
3*) فارس سعيد
25 تشرين الاول 2021
اشار رئيس "لقاء سيدة الجبل" الدكتور فارس سعيد في مؤتمر صحافي، الى انه "بعد 16 عاما على انتفاضة الإستقلال التي انطلقت على أثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأخرجت الجيش السوري من لبنان، يطل علينا نظام أمني من طبيعة جديدة وهو النظام الأمني اللبناني - الإيراني الذي ألغى المؤسسات وأفرغ الحياة السياسية من مضمونها. هذا النظام الأمني لم يكن ليأخذ مكان الدولة لولا تواطؤ الرئيس عون معه والذي يؤمن له غطاء دستوريا وسياسيا وحتى طائفيا. ولولا ارتخاء الرئيس ميقاتي امام شهية العودة إلى كرسي رئاسة الحكومة مدعوما من رؤساء حكومات أصابهم الصمت مع وصول ميقاتي إلى السراي. ولولا إنزلاق الجميع نحو تدابير قضائية وأمنية وعسكرية من شأنها دفع لبنان إلى الإنقسام الإسلامي - المسيحي وعودة الجميع إلى لغة الحرب".
أضاف: "في 12 تشرين الحالي، رضخ الرئيس عون لطلب الوزير محمد مرتضى الذي نقل إلى داخل مجلس الوزراء أوامر حزب الله وجوب تنحي القاضي بيطار. وفي 14 تشرين انفجر الشارع في الطيونة نتيجة هذا التراخي داخل المؤسسات. وبعد أيام وتحديدا في 21 تشرين، أصدر القاضي عقيقي إشارة بالإستماع إلى الدكتور سمير جعجع ليطلب اليوم إستدعاءه إلى مديرية المخابرات للاستماع إليه".
وتابع: "لبنان يا سادة لا يحكم بصيف وشتاء تحت سقف واحد. لا يمكن استدعاء رئيس حكومة إن لم يستدع رئيس الجمهورية، ولا يمكن الإدعاء على الدكتور سمير جعجع وعدم الإدعاء على السيد حسن نصرالله، ولا يمكن وضع تحقيق المرفأ مقابل التحقيق في الطيونة، ولا يمكن بعد الان القبول بغياب الدولة والمؤسسات وتسليم لبنان لسلاح حزب الله الذي يخضع لاوامر إيران".
وختم: "لبنان وطن أسير الإحتلال الإيراني والمطلوب مواجهة هذا الإحتلال من خلال:
4*) سامي الجميل
26 تشرين الاول 2021
اصدر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سامي الجميل بيانا اشار فيه الى ان " حزب الكتائب يتمسك بدون اي تحفظ بمبدأ المحاسبة والمساواة امام القانون، مهما كان الموضوع، ويرفض في هذا السياق كل الأساليب التي لجأ إليها كل من "حزب الله"، وحركة "أمل" لتعطيل التحقيق بتفجير مرفأ بيروت".
اضاف:" يتذكر اللبنانيون أن" حزب الله" كان واضحا لجهة تهديده باستخدام كل ما لديه من إمكانات لتعطيل التحقيق و"قبع" المحقق العدلي، لذلك يجب وضع كل ما نراه اليوم من تعطيل وأحداث، بما فيها قضية الطيونة، في هذا الإطار".
تابع:" وإذا كان من حق أي مواطن أو جهة توجيه انتقادات لعمل القضاة إلا انه لا يحق لأي حزب كان تطيير التحقيقات بأية قضية بالقوة، فكم بالحري تطيير التحقيق بجريمة العصر من خلال التعطيل السياسي والتهديد الأمني".
واكد ان "موقف "حزب الكتائب" لجهة وجوب تحصين استقلالية القضاء وعدم الانصياع للابتزاز الأمني والسياسي الذي يتعرض له لبنان موقف ثابت وواضح ومستمر".
وتابع: "أما في ما خص المحكمة العسكرية فقد طالب حزب الكتائب مرارا وتكرارا بحل هذه المحكمة الاستثنائية، وتقدم باقتراح لتعديل قانون القضاء العسكري وحصر صلاحياته بالعسكريين، بسبب الانتقائية التي يتعامل بها القضاء العسكري مع المدنيين وعدم احترامه لشروط الملاحقة والمحاكمة العادلة وقيامه باستدعاءات وتوقيفات موجهة. فغالبا ما يكون القضاء العسكري الذراع القمعي لأنظمة بوليسية قاومها اللبنانيون وانتصروا عليها في كل مرة".
اضاف:" ومن الصعب، بعد ما قاله الامين العام ل"حزب الله" وقام به معاونه وفيق صفا من تهديد مباشر للقاضي بيطار، وبعد ما شاهده اللبنانيون من صور وفيديوهات، إقناع أي مراقب موضوعي بأن ما يحصل مرة جديدة من خلال القضاء العسكري، بما فيه استدعاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ليس في الواقع إلا محاولة مرفوضة لخلق ورقة مقايضة لدفن التحقيق بقضية مرفأ بيروت".
تابع :يؤكد حزب الكتائب "أن المقايضة بأية قضية وبصورة خاصة بقضية المرفأ هي بمثابة المقايضة بالوطن برمته. وستستمر الكتائب بكل طاقاتها بمواجهة هكذا محاولات وتسويات على حساب السيادة والعدل والحريات والمحاسبة".
وختم:" تبقى المحافظة على الدولة اللبنانية بوجه مشروع إلغائها الذي يمر بتعطيل التحقيق بتفجير المرفأ هي القضية المركزية وهي غير قابلة لأي تنازل مهما كانت الأسباب أو الظروف، ويبقى حزب الكتائب في مواجهة منطق الميليشيا والمافيا الذي يحاول التحكم بلبنان".
5*) كتلة التنمية والتحرير
27 تشرين الاول 2021
ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري الاجتماع الدوري لكتلة التنمية والتحرير، الذي عقد في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وخصص لمناقشة الأوضاع العامة وشؤونا تشريعية.
وبعد الإجتماع تلا الامين العام لكتلة النائب أنور الخليل البيان الاتي:
اولا : مجددا تتقدم الكتلة رئيسا وأعضاء من ذوي الشهداء الذين سقطوا غدرا في الطيونة خلال مشاركتهم فى مسيرة سلمية التي نظمت من أجل تصويب عمل القضاء العدلي في جريمة في إنفجار المرفأ وتحصينه من الاستنسابية والشعبوية والانتقائية.
إن الكتلة اذ تقدر عاليا وتنحني أمام روح المسؤولية الوطنية العالية والصبر والتعقل التي تحلى بها ذوو الشهداء والجرحى في مواجهة مشاريع الفتنة وضرب مسيرة السلم الاهلي وصيغة العيش الواحد.
إن الكتلة تهيب بالقضاء المختص الإسراع في إنجاز التحقيق وإنزال أقسى العقوبات بالذين اطلقوا رصاص غدرهم على الشهداء والمدنيين العزل ، وبنفس الوقت تهيب الكتلة بكافة القوى السياسية ومؤسسات الرأي العام عدم الإنقياد وراء التجييش الطائفي والمذهبي والمناطقي في محاولة مكشوفة وغير محسوبة لإعادة رفع المتاريس النفسية بين ابناء المنطقة الواحدة والوطن الواحد او لغايات شعبوية والاستثمار على الدماء الغالية لأغراض انتخابية رخيصة، وبالتوازي تجدد الكتلة تمسكها بضرورة كشف الحقيقة كاملة بإنفجار مرفأ بيروت والتمسك بمسار قضائي مستقيم بعيدا عن التسييس والتشفي، قضاء مستقل يوصل الى العدالة لا أن يضيعها من خلال الإمعان في تجاوز الاصول القانونية والنصوص الدستورية.
ثانيا: في الشأن المتصل بإستحقاق الانتخابات النيابية تأسف الكتلة أن يفوت البعض عن سابق إصرار وترصّد فرصة تاريخية على اللبنانيين طال انتظارهم لها، وهي إقرار قانون إنتخابي خارج القيد الطائفي يتضمن كوتا نسائية وتخفيضا لسن الإقتراع الى 18 عاما، يرتكز على النسبية ولبنان دائرة واحدة أو كحد أدنى المحافظات التاريخية دوائر انتخابية مع مجلس للشيوخ يراعي التمثيل الطائفي وهو قانون كانت قد تقدمت به الكتلة منذ ثلاث سنوات ونيف وهو يؤسس الى الوصول نحو الدولة المدنية فعلا لا قولا، وممارسة لا شعار .
إن الكتلة ستبقى تحمل هذا القانون وتعمل من أجل تحقيق هذا الهدف بإقراره مهما طال الزمن بإعتباره ممرا الزاميا لخلاص لبنان وتقدمه وتطوره، أما وقد إختار المجلس النيابي والحكومة الذهاب الى الإستحقاق الانتخابي إستنادا الى القانون الحالي ، فإننا نؤكد تمسكنا وإسعدادنا لإنجاز هذا الإستحقاق الوطني الدستوري في المهل والمواعيد التي سيتم التوافق عليها وستواجه الكتلة أي محاولة تحت أي حجة للتأجيل أو التمديد .
ثالثا: في الشأن المعيشي، تدعو الكتلة الحكومة والوزارات كافة الى وجوب ألا يحجب أي إستحقاق على أهميته الرؤية عن أولوية معالجة كافة العناوين والقضايا المتصلة بلقمة عيش الناس وأولوياتهم اليومية خاصة في الصحة والمياه والتربية والكهرباء والمحروقات الانهيار المريع لمخصصات ورواتب موظفي القطاع العام والخاص امام ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية والمواد الاساسية وتفلت التجار والمحتكرين من الضوابط الرقابية والقانونية، وعليه تطالب الكتلة الحكومة الى ضرورة الاسراع في اقرار البطاقة التمويلية وتصحيح الأجور بما يمكن اللبنانيين من مواجهة الظروف المالية والاقتصادية القاسية .
رابعا: تتوجه الكتلة بتحية إجلال وإكبار لأبناء البلدات الحدودية من الناقورة الى حاصبيا والعرقوب على البسالة والشجاعة وتمسكهم بحقهم في جمع محاصيلهم الزراعية في مواجهة عدوانية الاحتلال الاسرائيلي وإحباط كل محاولاته الدنيئة للإستثمار على وجع اللبنانيين وأزماتهم ، مؤكدين من خلال هذه الصلابة والثبات أن حقهم في أرضهم وثرواتهم تصونه وتحميه إرادة لا تنكسر جيشا ومقاومة لا يساومان.
خامسا وأخيرا : ناقشت الكتلة شؤونا تشريعية وإتخذت في شأنها القرارات الملائمة.
6*) التيار العوني
30 تشرين الاول 2021
أعلن "التيار الوطني الحر"، في بيان أصدره بعد اجتماع الهيئة السياسية برئاسة النائب جبران باسيل، أنه ينظر "بأسف شديد الى الأزمة العميقة التي تؤثر منذ فترة على العلاقة مع المملكة العربية السعودية بخاصة ومع دول الخليج بعامة، تلك العلاقة التي نتطلع دائما الى أن تكون مبنية على أسس الاحترام المتبادل في سياق من التعاون المؤسساتي الدائم لصيانة المصالح المشتركة".
واعتبر أن "هذه الأزمة، الآخذة في التعمق، تستوجب منا جميعا، لبنانيين وسعوديين ودولا عربية، القيام بمراجعة ذاتية، وبدء حوار صادق، صريح ومباشر، على قاعدة الأخوة وفي ضوء التحولات الكبيرة الحاصلة، لتحقيق المصالحة الشاملة وتنقية العلاقات وتجديدها بما يؤدي الى مأسستها واستقرارها ونموها، فلا يعود للآراء أو المواقف الفردية أي تأثير سلبي عليها".
وإذ أكد "وجوب تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية التي لا علاقة له بها، مع تمنيه الرفاه والأمان لكل الدول العربية وشعوبها"، لفت الى انه يستعيد "في هذه اللحظات العصيبة والمفصلية، ما قاله رئيسه في 18 كانون الثاني 2019: "لبنان، مهما أخفق او أخطأ، يبقى البلد الصغير الكبير، اخا صغيرا ورسالة كبيرة لكم. احتضنوه ولا تتركوه، فهو لم يطعن يوما أحدا ولم يعتد على أي مواطن عربي، بل كان ملجأ وحاميا وحافظا لشعوبكم ومعمرا لبلدانكم، ومستوعبا لتنوعكم. لا تخسروه". إن هذا لا يعفي لبنان ابدا من وجوب مراجعة كامل سياساته العربية بما يؤدي الى اتخاذ كل الاجراءات اللازمة من جانبه بغية تأطير هذه العلاقات وتفعيلها، على قاعدة احترام الذات واحترام الآخر".
الى ذلك، اعتبر التيار ان "تفخيخ قانون الانتخاب على الشكل الذي أصرت عليه الاكثرية النيابية في الجلسة التشريعية الأخيرة، لا يمكن فهمه إلا في سياق وجود رغبة جامحة لدى البعض بتعريض العملية الانتخابية لمخاطر متعددة وصولا لتطيير الانتخابات التشريعية. فالتلاعب الحاصل في قانون الانتخاب، وخصوصا في مسائل المقاعد الستة المخصصة للمنتشرين والبطاقة الممغنطة وتاريخ إجراء الانتخابات، يأتي من خارج المنطق والدستور. وما يزيدنا يقينا الآلية التي اتبعت في إدارة الجلسة التشريعية والتي انطوت على مخالفة دستورية وقانونية فاضحة، إن لناحية هتك مادة دستورية ميثاقية وكيانية من خلال تفسيرها بطريقة اعتباطية وعشوائية وانتقائية الأمر غير الجائز دستورا بوجود نص صريح وواضح يحدد الأكثرية النيابية اللازمة للتصويت على رد رئيس الجمهورية لأي قانون ب65 صوتا، وإن لناحية اقتصار مناقشة رد فخامة رئيس الجمهورية على بندي المقاعد الستة وتاريخ إجراء الانتخابات، والاصرار على اسقاط البند الثالث المتعلق بالبطاقة الممغنطة. وكل ذلك يؤكد أن ثمة فريقا أكثريا، متناغما في مجلس النواب وعند خطوط التماس المفتعلة، يعمل على التلاعب الفاضح بهذا الاستحقاق الدستوري، وهو ما لا يمكن للتيار أن يقبل به أو يتهاون فيه مهما علا صراخهم فجورا على شاشات التلفزة".
وجدد التيار رفضه "المطلق للمقايضة غير الأخلاقية التي يستميت في سبيلها ثنائي تواطؤ الطيونة"، ويؤكد أن "استكمال التحقيق العدلي في انفجار المرفأ حتمي بعيدا من أي استنسابية أو تسييس، تماما كما جلاء الحقيقة في مجزرة الطيونة بما يؤدي الى محاسبة مسببيها ومرتكبيها على حد سواء. ان تحقيق هذا الأمر لا يجوز ان يمنع الحكومة من العمل والانجاز لمعالجة المشاكل المعيشية ووقف الانهيار وتحقيق الاصلاحات المطلوبة".
7*) عظة الأحد
31 تشرين الاول 2021
"جُعت فأطعمتموني" (متى 25: 35)
على هذه المحبّة الإجتماعيّة سنُدان في مساء الحياة. إنجيل اليوم هو إنجيل الدينونة الخاصّة والعامّة. فالخلاص الأبديّ مرتبط بعيش هذه المحبّة، أمّا الهلاك فمرتبط بعدم عيشها.
نقدّم هذه الذبيحة المقدّسة لراحة نفسه وعزاء اهله والشبيبة وكلّ محبيّه وما أكثرهم، وتأتينا رسائل التعزية من كل بلدان الارض. وعوّض الله على الكنيسة بكهنة قدّيسين.
فالجوع يشمل الحاجة إلى الخبز والغذاء، وأيضًا إلى العلم والتربية، وإلى اعتبارٍ وتفهّم من الآخرين.
والعطش ليس فقط إلى الماء بل أيضًا إلى الحقيقة والعدالة والمحبّة والحريّة، وتحقيق الذات والحلم في تحقيق مشروع الحياة.
والغربة لا تعني فقط الشخص الموجود في أرض وبلد وبيئة غريبة لا ينتمي إليها، بل تعني أيضًا كلّ مَن يشعر بغربة بين أهله، بسبب عدم تفهّمهم له ولأفكاره الجديدة ولتطلعاته؛ أو في مجتمعه الذي لا يتقبّله لأنّه مختلف عنه في أصله ودينه وثقافته وانتمائه السياسي وجنسيّته.
والعري لا يقتصر على اللباس وأثاث البيت، كما في حالة الفقر المدقع، وعلى النزوح والتهجير، بل يشمل أيضًا انتهاك الصيت والكرامة بالنميمة والكذب والتجنّي، وبالكلام الباطل، وكشف الأخطاء الأخلاقيّة ونقلها إلى الناس والرأي العام.
والمرض متنوّع: ويشمل الأمراض الجسديّة والأمراض العصبيّة والعقليّة والفيزيولوجيّة والنفسيّة. وايضًا الأمراض الروحيّة مثل حالة الخطيئة والبغض والحقد والميل إلى الشرّ، واليأس؛ والأمراض الأخلاقيّة كالكبرياء والادّعاء بالنفس والدعارة الجنسيّة والادمان على المخدّرات والكحول ولعب القمار.
والأسر لا يتوقّف عند مساحة السجن وراء قضبان الحديد، بل يمتدّ إلى من هم أسرى قناعاتهم الخاطئة ولا يُقرّون بها، ومَن هم أسرى التيارات السياسيّة المغرضة، وغير قادرين على التمييز بين الحقّ والباطل، وبين العدل والظلم.
لقد رأينا أخطار توقّفَ الحكومةِ عن الاجتماعِ وهي في بدايةِ انطلاقِها،
ورأينا بحزنٍ واستنكارٍ اندلاعَ اعتداءاتٍ واشتباكاتٍ في الشارع اوقعت ضحايا وجرحى وردّتنا الى مرارةُ الحروبِ السابقة.
ورأينا غرابة الهجومَ السياسيَّ على القضاءِ كأنَّ لا دولةَ ولا نظامَ ولا دستور ولا قانونَ ولا فصلَ بين السلطات عندنا، كما عند غيرنا في العالم المتحضّر.
ورأينا بألمٍ استمرارَ التدهورِ الاقتصاديِّ والمعيشيِّ، وارتفاعَ نسبةِ الفَقرِ إلى 75% من الشعبِ اللبنانيّ، وازديادَ نسبةِ البطالةِ إلى ما فوقَ الـــــ 35%.
ورأينا بحسرةٍ شبابَنا يُهاجر، وعائلاتِنا تَجوع، ومؤسّساِتنا التعليميّةَ والاستشفائيّةَ والتجاريّةَ تُفلِسُ أو تُقفَل، والتظاهراتِ والاحتجاجاتِ تَنتشرُ في جميعِ المناطق غضبًا واحتجاجًا.