تقرير أسبوعي دولي - 80-2021

تقرير أسبوعي دولي - 80-2021
الأحد 14 نوفمبر, 2021

 

رقم 80/2021

تقرير دولي  8-14 تشرين الثاني /2021

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان  بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

يستمر حزب الله بالنهج نفسه في عملية ضرب علاقات لبنان التاريخية بمحيطه العربي، والتي عمِل على تطويرها رؤساء الجمهورية كما رؤساء الحكومات المتعاقبة منذ تأسيس الكيان، ضارباً بعرض الحائط بمصالح اللبنانيين المقيمين أولاً والمغتربين لاحقاً، فهو كما تجاهر قياداته كلّها "يدافع عن سيادة لبنان وحرية الكلمة والتعبير"!

وليس أسوأ من تصرّف الحزب هذا إلا تصرف الرؤساء في السلطة اللبنانية، فرئيس الجمهورية وكأنه رئيس دولة في قارة أخرى، يستقبل ويودع ويتابع الأمور الحياتية للمقرّبين؛ أما رئيس حكومة "معاً للإنقاذ" فقد عاد مؤخراً من المؤتمر الدولي للمناخ، حيث حصل على دعم أميركي وفرنسي منقطع النظير، من أجل أن يستطيع متابعة إجتماعاته مع الوزراء في حكومته ولكن من دون أن يستطيع طلب عقد جلسة للحكومة! وفيما يخص رئيس مجلس النواب، وهو الشريك في "الثنائي الشعي" اي شريك الحاكم والمتحكّم بالبلد، فليس هناك داعي للتوضيح!

وهؤلاء الرؤساء الثلاثة، الذين يجب محاكمتهم على عدم قيامهم بالمهام الملقاة على عاتقهم بصفتهم مسؤولين، بحسب انتخابهم او تعيينهم، هذه المهام التي تقتضي إيجاد الحلول للأزمات التي تعصف بالوطن وبالمواطن بسبب سياساتهم وسياسات أحزابهم وحلفائهم!

بالطبع المسؤولية الأولى تقع على حزب الله وأمينه العام اللذين إلى جانب الرؤساء المذكورين أعلاه وسائر النواب والوزراء الذين يتصدّرون المنابر والكراسي من دون القيام بأي تدبير لمعالجة الأزمات بعد أن كانوا السبب بحصولها؛ هؤلاء جميعاً يحق للشعب البناني محاكمتهم بتهمة واحدة وهي الخيانة العظمى. هذا الشعب الذي لم يتبقى له سوى طلب السترة من الله!

مع هذه الصورة القاتمة واللامسؤولية المرافقة لها من قبل من يتحمّل المسؤولية يبقى للمواطن الفرد فقط ايمانه وإرادته في التغيير وقلب الصورة.

ففي تاريخ لبنان مرّت حقبات سوداء كثيرة لكن طائر الفينيق وُلِد من الرماد من جديد، وفي لبنان اليوم لا يزال هناك قوى مؤمنة برسالة هذا البلد وتعمل بجدّ من أجل رفع الاحتلال الايراني الذي يحظى بغطاء مؤسساتي من هؤلاء الذين ذكرناهم.

ولا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للشمس ان تشرق من جديد، ليعود لبنان ملتقى الشرق وملتقى الحضارات ورسالة لمحيطه وللعالم كما أراده مؤسسوه!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

أعلن الوسيط الأميركي في المحادثات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية آموس هوكستين إنه سيتخلى عن مهمته في حال عدم توصل الجهتين إلى اتفاق في خلال الأشهر المقبلة، وفقاً لموقع "واللاه نيوز" العبري، وقد نسب الموقع إلى مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى مطلعة على المسألة قولها إن هوكستين شدد على أن الفرصة سانحة للتوصل إلى اتفاق في الأشهر المقبلة، قبل الانتخابات التشريعية اللبنانية المقرر إجراؤها في آذار (مارس) 2022.

ويأتي ذلك بعد أن التقى هوكستين وزيرة الطاقة الاسرائيلية كارين الحرار ومجموعة من المسؤولين في وزارات الطاقة والخارجية والدفاع، حيث أفادت المصادر أن هوكستين لن يجدد المحادثات التي انطلقت ثم علقت في وقت سابق من هذا العام، مشيرة إلى أنه لن يعرض حلاً يرضي الجهتين وسيتخلى عن المسألة في حال عدم التوصل إلى اتفاق في الأشهر المقبلة.

في الأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج العربي، كشفت مصادر أمنية مطلعة عن إقرار وزارة الداخلية الكويتية بإيقاف إصدار جميع أنواع التأشيرات لأبناء الجالية اللبنانية، حتى إشعار آخر، وذلك علي خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان، وأضافت إن من لديهم إقامات داخل البلاد من اللبنانيين غير مشمولين بالقرار، ومن حقهم العودة إلى البلاد، مشيرةً إلى أن القرار يشمل وقف إصدار الزيارات بأنواعها سواء أكانت عائلية أو سياحية أو تجارية أو حكومية، وكذلك وقف سمات الالتحاق بعائل، إضافة إلى وقف سمات الدخول بفيز العمل.

ويبدو أنّ تداعيات الأزمة بين الخليج ولبنان لم تنتهِ بعد، أو ربما لم تبدأ، فبعد التشدّد في منح التأشيرات للبنانيين، هناك توجّه سعودي وخليجي إلى دراسة رفع قضايا أمام القضاء الدولي في شأن الودائع في المصارف اللبنانية  كما هناك منحى إلى تجميد استثمارات وشركات لبنانية في الخليج ودول أوروبية. كذلك، أوردت معلومات صحفية أن إجراءات التشدّد في منح التأشيرات للبنانيين ستشمل السعودية بعد الكويت، وقد تتمدّد إلى دول أخرى.

في السياق، أكّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود مجددا أنّ لا أزمة مع لبنان إنّما هناك أزمة في لبنان، واعتبر أنّ الفساد السياسي والاقتصادي مستشر ومستمر في لبنان، وأن حزب الله يبذل قصارى جهده لعرقلة تحقيق انفجار مرفأ بيروت! وشدّد بن فرحان في مقابلة صحفية أنه على الطبقة السياسية اللبنانية اتخاذ ما يلزم لتحرير لبنان من هيمنة حزب الله، الذي يستخدم القوة العسكرية لفرض إرادته على الشعب اللبناني، وتابع إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اعترف سابقاً بتلقيه دعماً من إيران، وهذا مقلق بالنسبة للرياض وأمِل أن تتغيّر الظروف في لبنان بطريقة تسمح للسعودية بالعودة الإيجابية.

على صعيد منفصل، اتهمت كولومبيا حزب الله ، الأحد، بالقيام بـأنشطة إجرامية على أراضيها، لافتة إلى أنها تراقب أنشطته. وصرح وزير الدفاع الكولومبي دييغو مولانو أن  السلطات الكولومبية اضطرت منذ شهرين للتعامل مع وضع أرغمها على إنشاء عملية لتوقيف وترحيل مجرمَيْن مفوضَيْن من حزب الله، كانت لديهما نية ارتكاب فعل إجرامي في كولومبيا. وفي حين لم يقدم الوزير تفاصيل أخرى عن هذه العملية، أوردت مصادر في أجهزة الاستخبارات العسكرية أن حزب الله قد يكون حاول تعقب تحركات دبلوماسيين ورجال أعمال أميركيين وإسرائيليين في كولومبيا، التي تعيش بها جالية لبنانية كبيرة.

كما أردف مولانو أن هناك خطر من حزب الله في فنزويلا، وما يمكن أن تخلقه علاقاته بتهريب المخدرات أو الجماعات الإرهابية من الجانب الفنزويلي، بالنسبة للأمن القومي الكولومبي. وتتهم كولومبيا فنزويلا المجاورة بإيواء ودعم مجموعات مسلحة مناهضة لبوغوتا، والعلاقات متوترة جدا بين البلدين كما أن الحدود المشتركة بينهما مغلقة بشكل شبه كامل منذ عام 2015.

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: يتأكد يوماً بعد يوم أن ايران وحلفائها في المنطقة يلجؤون إلى العنف والتصفيات الجسدية كلما حصلت إنتخابات وكانت نتائجها ليست لمصلحتهم. هذا ما حصل في بيروت في العام 2005، عندما حقق "14 آذار" انتصاراً كاسحاً بعد خروج الجيش السوري من لبنان، وهذا ما يحصل اليوم في بغداد في العام 2021، كما أن استهداف رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، تطور امني خطير يدخل المنطقة في مجهول حتمي على طريق انتظار مؤتمر فييّنا نهاية شهر تشرين الحالي. يعلن "اللقاء" تضامنه مع العراق بوجه من حاول استهداف الرئيس الكاظمي في منزله بثلاث طائرات مفخخة مسيّرة، ويعتبر أن معركة التحرر من الإحتلال الإيراني واحدة في بيروت كما في بغداد. وأن التسميات المتعددة لميليشيات إيران من "فصائل اهل الحق" إلى "الحوثيون" إلى "حزب الله" الى "فاطميون" و"زينبيون" إنما هي أسماء حركية متعددة لفصيل إيراني واحد، وفي المقابل فإن مصطفى الكاظمي ورفيق الحريري وسمير قصير ولقمان سليم وهشام الهاشمي هم أسماء لمشروع عروبة حديثة جوهرها إعلان الرياض 2007 الذي أطلق بطاقة تعريف عن العروبة الحديثة بما هي عروبة ثقافية لا دينية ولا سياسية. ويؤكد "لقاء سيدة الجبل" على أن أولويته تبقى رفع الاحتلال الايراني عن لبنان، وذلك من خلال إسقاط السلطة، كل السلطة، بكامل تراتبيتها السياسية؛ بدءاً برئيس الجمهورية ميشال عون، الذي مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والمجلس النيابي مجتمعين، يؤمنون غطاءً دستورياً وسياسياً لسلاحٍ غير شرعي. ويؤكد "اللقاء"، في هذا الإطار، استمراره بالعمل لجمع اللبنانيين من أجل إطلاق مجلسٍ وطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حركة أمل (المكتب السياسي): استنكر ودان بشدة محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، معتبرا أن المطلوب الآن التمسك أكثر بالحوار وتغليب لغة العقل والحكمة والتماسك الداخلي والحرص من الجميع أكثر من أي وقت مضى لتفويت الفرصة على محاولي العبث بأمن واستقرار العراق - استغرب إصرار البعض في الإستمرار بالتعمية على الحقيقة ومحاولة ضرب القضاء ومناعته من خلال التسييس والإستنسابية، واعتبر أن الحملة المبرمجة على القاضي حبيب مزهر تظهر بوضوح إزدواجية المعايير - أكد أن الالتزام بالدستور وأصول المحاكمات هي الطريق الوحيد إلى إظهار الحقيقة، وأن استمرار القاضي بيطار في مكابرته ومخالفاته القانونية وأدائه المسيس، يحمله مسؤولية حرف الدعوى عن المسار المهني القانوني السليم، كما يضع في رقبته دماء الشهداء - أكد الإصرار على التمسك بإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • كلمة البطريرك الراعي في افتتاح مجلس البطاركة الكاثوليك: خلاصنا في العودة إلى ثوابتنا الوطنية، وهي ثلاثة: العيش المشترك-هو مشروع حضاري قائم على الإنتماء إلى الوطن بالمواطنة لا بالدين. ما يعني أن ميزة لبنان كما عبر عنها المكرم البطريرك الياس الحويك في مؤتمر السلام في فرساي في فرنسا (1919) كونه دولة "تحل الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية"؛ الميثاق الوطني-وضعه منجزو الإستقلال سنة 1943 على قاعدة "لا شرق ولا غرب"، لتكون الأساس لدولة تحقق أماني اللبنانيين جميعا، وتبعدهم عن المحاور والصراعات؛ الصيغة-هي التطبيق العملي للميثاق، وتنظم المشاركة الفعلية بين المكونات اللبنانية في النظام السياسي، وتحققها - إن الظرف الصعب والدقيق الذي يعيشه لبنان والمنطقة يوجب على اللبنانيين أن يستلهموا هذه الثوابت الوطنية الثلاث في حياتهم الوطنية وخياراتهم السياسية، وأن يبنوا دولة عادلة وقادرة ومنتجة. دولة لا تتيح لأي فريق فرض خياراته على الآخرين، والإستقواء بالخارج، وتعطيل المؤسسات الدستورية، ورهنها بخيارات يدعي أصحابها بأنها هي المحقة والمنجية - . بسبب الإبتعاد على هذه الثوابت الوطنية ومستلزماتها تعطلت الحكومة في أدق ظرف من الحاجة إليها. ولا نستبعد أن يكون هدف الذين يعطلون المؤسسات الدستورية هو ضرب وحدة لبنان، وتعطيل السنة الأخيرة من العهد، وتفكيك الدولة، والتمرد عليها، والاستيلاء على قراراتها، والانفصال عنها، وقلب الحقائق، وقطع علاقاتها عن أشقائها وأصدقائها، وإلقاء التهم باطلا على الذين لا يزالون في كنف الدولة والشرعية. (ملحق رقم 3*- نص الكلمة)
  • تكتل لبنان القوي (التيار العوني): ضرورة أن تستعيد الحكومة اجتماعاتها سريعا إنطلاقا من مبدأ الفصل بين السلطات - حمل السلطتين التنفيذية والتشريعية مسؤولية التعثر في تأمين المظلة الإجتماعية - أكد دعمه جهود الحكومة لإقرار خطة التعافي الحكومي، وحض على الإسراع في مسار التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان باعتباره لازما للاصلاح ومدخلا لمكافحة الفساد. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • حزب الكتائب اللبنانية (المكتب السياسي): رفض الإنقضاض الحاصل على الجسم القضائي، ومحاولة تدجينه مرة بالتهديد والوعيد، ومرة اخرى بإغراقه بفتاوى قضائية ملتوية بهدف القضاء على آخر ملاذ للمحاسبة - دان الخضوع التام لارادة حزب الله، واكد ان الوقت حان الآن الى استرداد لبنان من يد المافيا والميليشيا اللذين قضيا على كل مقومات الدولة وركائز الوطن، ويحث اللبنانيين على المشاركة في انقاذ بلدهم عبرالمشاركة الكثيفة، في لبنان والاغتراب، في اختيار السياديين ، الوطنيين والكفوئين، والقادرين على احداث التغيير المطلوب. (ملحق رقم 5*- بيان)
  • حسن نصرالله: في الوضع مع اسرائيل، القلق من لبنان، ومن قوة المشاة هذه التي يخافون منها أن تدخل إلى الجليل وإلى الشمال، وهذا إن ‏حصل ستكون له تداعيات خطيرة على وجود الكيان الإسرائيلي. هم ‏ينظرون إليه من هذه الزاوية الاستراتيجية، وليس من زاوية مناطقية محدودة التأثير. والقلق من ‏صواريخ المقاومة وخصوصًا الدقيقة، هذا قلق من لبنان، ولذلك هم قلقون من الحرب مع لبنان. أمّا ‏في لبنان الناس تنسى الحرب مع إسرائيل إلا قلّة، والناس في لبنان يعيشون قلق المشتقات النفطية، ‏وقلق سعر الوقود، وقلق المازوت، وقلق البطالة، وقلق الدولار، هذا القلق الذي يعيشه الناس في ‏لبنان. أمّا في الكيان فيعشيون قلق الحرب مع لبنان، ولذلك يحسبون لهذا الأمر ألف حساب – في موضوع هيمنة اميركا على لبنان والمنطقة، نحن في لبنان لا نتحدث عن خروج لبنان بالكامل من النفوذ الأمريكي، والهيمنة الأمريكية ولا ‏نتحدّث عن هيمنة كاملة ونفوذ كامل أمريكي، وإنّما نتحدّث عن نفوذ ما معتدّ به عن هيمنة ما ‏زالت قائمة وموجودة في مستويات متعدّدة على المستوى الرسمي والمؤسّسات وعلى المستوى ‏الشعبي، نحن، منعنا الهيمنة الكاملة، منعنا السيطرة الكاملة. ولذلك لبنان يستطيع أن يقف ‏اليوم على رجليه حتى الآن، وكلّ ما يحتاجه هو الارادة السياسية فقط، ويرفض الإملاءات ‏الأمريكية في ترسيم الحدود البحرية. هنا نحن نتحدث عن أمر سيادي لكن هنا يضاف إلى ذلك أنّ المنطقة المتنازع عليها عند الحدود تضم ثروة ‏نفطية وغازية هائلة يحتاجها لبنان - ‏في الأزمة الأخيرة التي افتعلتها السعودية مع لبنان، وهذا الضغط الذي بدأ هو جزء من المعركة مع المقاومة في لبنان، فلنتكلم ‏الأمور بصراحة، ليس مع حزب الله كحزب الله، وليس كحزب سياسي، ‏مع حزب الله كمقاومة وبالتالي مع المقاومة ومع مشروع المقاومة  في ‏لبنان، وهم خلال كل السنوات الماضية في الحد الأدنى منذ الـ2006 ‏وليس من الـ2005 السعودية هي في هذه المعركة قائمة وموجودة، نحن ‏نَعرف الدور السعودي في حرب تموز ونَعرف التحريض السعودي ‏للإسرائيلي في حرب تموز كي يكمل الحرب، وهذا شيء موثق ومؤكد ‏والأميركيون تكلموا عنه في مذكراتهم وكتبهم، لكن حرب تموز إنتهت الى ‏غير ما إشتهت عليه السعودية وآخرون في العالم العربي، وأكملوا بعد ‏ذلك، ومشكلتهم مع حلفائهم في لبنان والجميع يعرف ذلك، مشكلتهم مع ‏حلفائهم أنهم يُريدون حلفائهم أن يُقاتلوا حزب الله وأن يخوضوا حرباً ‏اهلية مع حزب الله لمصلحة من؟ هل لمصلحة السعودية؟ كلا، لمصلحة ‏"إسرائيل" والأميركيين والمشروع الاميركي الإسرائيلي في المنطقة، التي ‏قدمت فيها السعودية خدمات في اكثر من منطقة وأكثر من بلد، وهذه هي ‏الحقيقة. (ملحق رقم 6*- بيان)
  • التيار العوني (المجلس السياسي): أبدى بالغ القلق من استمرار تعطيل مجلس الوزراء من دون أي سبب مقنع وشل الوضع الحكومي في موازاة التفشي الدراماتيكي للأزمة الاقتصادية والاجتماعية - جدد دعوته الحكومة الى إطلاق البطاقة التمويلية كأساس في شبكة الأمان الاجتماعي وتحديد أسباب التأخير والمسؤولين عنه، كما دعا مجلس النواب الى عقد جلسة عاجلة من أجل إقرار اقتراح قانون دعم شبكة الأمان الاجتماعي وتاليا تحرير الأموال من البنك الدولي التي تنتظرها عشرات الآلاف من العائلات الأكثر فقرا. (ملحق رقم 7*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: من المؤسف حقا أن بعض المسؤولين السياسيين والمتعاطين العمل السياسي، بدلا من محاربة الفقر بشتى الطرق السياسية والإشتراعية والإجرائية، فإنهم يمتهنون افقار المواطنين بأكبر عدد وأكثر حرمان وبطالة، والأرقام هي أنطق دليل. وفوق ذلك يتلكؤون عن معالجة الأزمة الحادة الناشبة مع دول الخليج - لا يحق لأي طرف أن يفرض إرادته على سائر اللبنانيين ويضرب علاقات لبنان مع العالم، ويعطل عمل الحكومة، ويشل دور القضاء، ويخلق أجواء تهديد ووعيد في المجتمع اللبناني. ولا يحق بالمقابل للمسؤولين، كل المسؤولين، أن يتفرجوا على كل ذلك، ويرجوا موافقة هذا الفريق وذاك. هذا هو فقدان الكرامة وهذا هو الذل بعينه - أي منطق يسمح بتجميد عمل الحكومة والإصلاحات والمفاوضات الدولية في هذه الظروف؟ كل ما يجري اليوم يتعارض تماما مع النظام اللبناني بوجهه الدستوري والميثاقي والديمقراطي. ما لنا بحروب المنطقة وبمحاورها؟ ما لنا بصراعاتها وبلعبة أنظمتها؟ ما شأننا لنقرر مصير الشعوب الأخرى فيما نحن عاجزون عن تقرير مصيرنا، بل عن اتخاذ قرار إداري؟ - إذا كان البعض يعتبر الحياد حلا صعبا، فإنا نرى فيه الحل الوحيد لإنقاذ لبنان. لقد بات متعذرا إنقاذ الشراكة الوطنية من دون الحياد. وكلما تأخرنا في اعتماد هذا النظام كلما تضررت هذه الشراكة ودخل لبنان في متاهات دستورية لا يستطيع أي طرف أن يحدد مداها. (ملحق رقم 8*- نص العظة)

 

 

  1. في الشأن السوري

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الاثنين، أن انفجارات عنيفة دوت في سماء حمص وريفها نتيجة ضربات إسرائيلية، فيما أفادت معلومات صحفية، أن القصف الإسرائيلي في سوريا استهدف شحنة أسلحة كانت في طريقها لحزب الله.

كذلك أفادت وكالة الأنباء السورية، إن هجوما إسرائيلي استهدف نقاطا في المنطقتين الوسطى والساحلية، مؤكدة أن الدفاعات السورية تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت معظمها؛ وفي وقت سابق، أفادت الوكالة بسماع دوي انفجارات في سماء ريف حمص، قائلة إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لأهداف وصفتها بأنها معادية، كما أشارت قناة الإخبارية السورية إلى سماع دوي انفجارات أيضا في سماء طرطوس.

وفي السياق، أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في منطقة غرب الفرات، بدوي انفجارات عنيفة جداً بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، ناجمة عن استهداف جوي من قبل طيران مجهول لم يعلم إذا ما كان تابعا للتحالف أو لإسرائيل، استهدف مواقع ومستودعات للسلاح تابعة للميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية-العراقية بريف دير الزور الشرقي، وأوقع قتلى. وقد أدت الضربات إلى تدمير مستودعات للسلاح والذخائر، وهو ما تسبب بانفجارات هائلة وصل صداها إلى الباغوز الواقعة على الضفة الأخرى من نهر الفرات والخاضعة، لسيطرة "قسد"، وسط معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية.

في سياق منفصل، رصد نشطاء تسيير القوات الأميركية دورية عسكرية في بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، حيث قام الجنود الأميركيين بالتجول داخل البلدة سيرًا على الأقدام بالإضافة إلى استطلاع المنطقة بحثًا عن موقع لقاعدة عسكرية جديدة تنوي القوات الأميركية إنشاءها في المنطقة، حيث دخل الجنود برفقة عرباتهم إلى المدرسة الصناعية في بلدة تل تمر وعمدوا إلى إجراء عمليات استطلاع قبل أن يغادروها وتابعوا جولتهم في المنطقة.

وكانت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان نفت يوم الاثنين الأخبار المتداولة على وسائل الإعلام التابعة للنظام والجيش الروسي حول خروج 270 آلية تابعة للجيش الأميركي من الأراضي السورية إلى شمال العراق يوم الأحد، حيث جاء في الخبر أن رتلا مؤلفا من 150 شاحنة براد و120 ناقلة مسطحة مغطاة تحمل دبابات للاحتلال الأميركي، خرج من قاعدته العسكرية في مطار خراب الجير ترافقه مدرعات حماية لقوات الاحتلال وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات تابعة لـ”قسد” واتجهوا إلى شمال العراق عبر معبر الوليد اللاشرعي. كما أشار المرصد الاثنين، إلى دخول قافلة مواد لوجستية لـالتحالف الدولي إلى مناطق شمال وشرق سوريا قادمة من إقليم كردستان العراق، واتجهت القافلة إلى الطريق الدولي “m4” عبر القامشلي نحو القواعد العسكرية في ريف الحسكة، وتتألف القافلة من 25 شاحنة وصهاريج تحمل الوقود. الجدير بالذكر أن هذه القافلة هي الثالثة خلال نوفمبر الجاري، والثانية في أقل من 48 ساعة.

على صعيد منفصل، وصل وفد إماراتي رفيع المستوى بقيادة وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد، الثلاثاء، إلى سوريا، في أول زيارة من نوعها منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من 10 سنوات، وأتت الزيارة بعد اتصال هاتفي بين ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، والرئيس السوري بشار الأسد في العشرين من أكتوبر الماضي. كما وتعد هذه أول زيارة لمسؤول إماراتي بهذا المستوى إلى سوريا منذ 10 أعوام.

وفيما أعلنت الرئاسة السورية، في بيان، إن الرئيس بحث مع الوفد خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، وخصوصاً في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات، كشفت وثيقة أردنية وملحقها السري، أن الهدف النهائي مما يمكن وصفه بـالتطبيع العربي مع دمشق هو خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب، الذين دخلوا البلاد بعد 2011، من الأراضي السورية ، بما في ذلك انسحاب القوات الأميركية والتحالف من شمال شرقي سوريا وتفكيك قاعدة التنف الأميركية، قرب حدود الأردن والعراق. كما أوضحت الوثيقة، أن خروج القوات الأجنبية قد يجري بشكل متسلسل وفق مقاربة خطوة مقابل خطوة، تشمل بداية الحد من النفوذ الإيراني في أجزاء معينة من سوريا، مع الاعتراف بالمصالح الشرعية لروسيا، بحسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط، اليوم الجمعة.

إلى ذلك، يتضمن هذا التقارب حوافز لدمشق مثل مرور أنبوب الغاز العربي عبر سوريا من مصر والأردن إلى لبنان، وإقامة الإمارات محطة كهرباء على الطاقة الشمسية (وفق ما أعلن الخميس)، بموازاة عدم اعتراض أميركي على تلك الخطوات، لا بل تعليق العقوبات التي فرضها قانون قيصر على التعامل مع النظام السوري.

يشار إلى أن الجانب الأردني أعد هذه الوثيقة أو الخطة قبل أشهر، وناقشها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع الرئيسين الأميركي جو بايدن في واشنطن في يوليو (تموز)، والروسي فلاديمير بوتين في أغسطس (آب) ومع قادة عرب وأجانب. وكانت تلك الوثيقة شكلت أساسا لعدد من الخطوات التي قامت بها دول عربية تجاه دمشق، سابقا وشملت لقاء وزير الخارجية فيصل المقداد تسعة وزراء عرب في نيويورك وزيارات رسمية أردنية - سورية واتصالات بين قادة عرب ورئيس النظام السوري بشار الأسد.

على صعيد آخر، أفاد مصدر مطلع على التطورات والمستجدات في سوريا، أن مسؤولين رفيعي المستوى في النظام السوري، وعلى رأسهم بشار الأسد، كانوا وراء إقصاء قائد فيلق القدس في سوريا مصطفى جواد غفاري، ووفق المصدر فإن قصر الرئاسة السورية لم يكن راضيًا عن تصرفات غفاري كممثل للقوات الإيرانية وميليشياتها في سوريا، بعد أشهر طويلة من خلافات حول نشاطات قائد الفيلق التي اعتبرت خرقا كبيرا للسيادة السورية على كافة المستويات.

وأفاد المصدر إن غفاري تجاوز الأعراف السورية وهرّب بضائع بهدف خلق سوق سوداء، ما شكل تحديا ومنافسة للسوق السوري، كما كشف أنه في أعقاب سلسلة من الأحداث وعلى خلفية الغارات المنسوبة لإسرائيل، اعترف غفاري بوجود عناصر وأسلحة إيرانية في المناطق التي حظر النظام السوري تموضعها فيها. كذلك، قام غفاري وخلافا للتعليمات بعدد من النشاطات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل كادت تؤدي إلى إدخال سوريا في حرب إقليمية غير مرغوب بها، من بينها مهاجمة أهداف أميركية في سوريا في العشرين من أكتوبر على يد ميليشيات مدعومة إيرانيًا.

وقد اعتبر المصدر أن هذا الإقصاء هو جزء من التوجه السلبي الذي يواجه التموضع الإيراني في سوريا وفي المنطقة بأكملها، معتبرا أن إقصاء مصطفى غفاري الذي يسير على خطى قاسم سليماني بإنشاء ميليشيا حزب الله السورية ضربة لرؤية وحلم سليماني في إقامة مجال بري بين إيران ولبنان.

 

  1. في الشأن الليبي

مع فتح باب تقديم الترشيحات يوم الاثنين للانتخابات الرئاسية والنيابية في ليبيا، أفادت مصادر في الحكومة بأن رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة وجه رسالة إلى رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح يهدد فيها بالطعن في قانون الانتخابات الرئاسية، كما أضافت أن الدبيبة أوضح في رسالته أنه تلقى مذكرة موقعة من 57 نائبا تطالب بتعديل المادة 12، المثيرة للجدل، من القانون الانتخابي الذي اعتمده رئيس البرلمان عقيلة صالح في سبتمبر الماضي، والتي تنص على تخلي المرشح عن أي منصب يشغله لمدة ثلاثة أشهر قبل موعد الانتخابات الرئاسية.

يذكر أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات كانت أعلنت الأحد الماضي فتح باب تقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية في ديسمبر تليها الانتخابات التشريعية في /يناير، وأعلن عماد السايح مدير المفوضية فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية من 8 إلى 22 نوفمبر، والنيابية من 8 إلى 17 ديسمبر المقبل، كما أوضح أن قبول طلبات الترشح لانتخاب رئيس الدولة سيقتصر على فروع المفوضية في كل من طرابلس وبنغازي وسبها في حين سيتم قبول طلبات الترشح لانتخاب مجلس النواب في كافة فروع مكاتب الإدارة الانتخابية التابعة للمفوضية.

وفي السياق، طالب 49 عضوا في البرلمان الليبي بمراجعة قوانين الانتخابات التي أقرها البرلمان وإعادة النظر فيها، إلى حين التوصل إلى صيغة توافقية بين كل الأطراف السياسية تسمح بتوفير الحد الأدنى من مقومات نجاح هذا الاستحقاق الانتخابي، وقد جاء ذلك في بيان مساء الثلاثاء، تحدث فيه الموقعون عن صعوبة إجراء انتخابات برلمانية ودستورية دون وجود قاعدة دستورية متوافق عليها، ودعا النواب إلى ضرورة إعادة النظر في قوانين الانتخابات التي أقرها البرلمان وعرضها على التصويت، معتبرين أن الانتخابات الرئاسية دون دستور أو قاعدة دستورية هي مشروع دكتاتورية مهما كانت النتائج، مؤكدين تمسكهم بإجرائها في موعدها يوم 24 ديسمبر المقبل.

إلى ذلك، أفيد عن اجتماع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الرافض لإجاراء الانتخابات الليبية في موعدها وفق الاتفاق السياسي الذي يدعمه المجتمع الدولي، بقادة فصائل مسلحة لحثهم على رفض الانتخابات الليبية، وعدم المشاركة من قبل الناخبين أو المرشحين، بحسب ما أفادت صحيفة "المرصد"، وقد طالب المشري بحصار مفوضية الانتخابات لمنعها من أداء مهامها، كما حمّل بيان صادر عن الاجتماع رئيس مفوضية الانتخابات، ومن أسماهم النواب المتواطئين معه، مسؤولية العواقب الخطيرة التي قد تنسف الاستقرار. وبعد اجتماعاته المكثفة في طرابلس، توجه المشري إلى أنقرة للقاء وزير الخارجية التركي، وبحث التطورات السياسية في ليبيا، حيث التقى وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لبحث الوضع السياسي وآخر المستجدات على الساحة الليبية، كما التقى الرئيس التركي وأجرى معه محادثات كما استقبل رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، أيضا الأربعاء، المشري والوفد المرافق له، وبحثوا العلاقات الثنائية بين البلدين.

في ملف المرتزقة، أعلن الجيش الليبي، أنه قرر إخراج 300 مرتزق أجنبي من المناطق الخاضعة لسيطرته، كدفعة أولى، دون التقيد بشرط الخروج المتزامن والمتوازن الذي تم الاتفاق عليه بين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، جاء ذلك في بيان عن ممثلي القيادة العامة للجيش الليبي باللجنة العسكرية المشتركة، مساء الخميس، أوضحوا فيه أنه سيتم التنسيق المباشر مع بعثة الأمم المتحدة أثناء عملية نقل المقاتلين إلى دولهم وبمراعاة كافة المحاذير والأوضاع الأمنية، وذلك بالتنسيق مع هذه الدول لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا ودول الجوار، ولم تتحدث اللجنة في بيانها عن جنسية المقاتلين الذين ستقوم بإخراجهم من المناطق الخاضعة لسيطرتها وترحيلهم إلى بلدانهم، لكن من المرجح انتماؤهم إلى دول الجوار الإفريقي لليبيا (تشاد والنيجر والسودان).

وتستبق هذه الخطوة الهامة التي قام بها الجيش الليبي، عملية البدء الفعلي في تنفيذ الخطة والرزنامة المتفق عليها بين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة والتي تقضي بقيام كل طرف بسحب المقاتلين الأجانب إلى نقاط ومواقع متفق عليها، ثم تبدأ عملية الإجلاء التدريجي لهم بشكل متزامن ومتوازن وبحضور مراقبين دوليين تابعين للأمم المتحدة، ثم توثيق الأعداد الحقيقية للمرتزقة وتنتهي بترحيلهم على شكل دفعات متتالية.

وفي هذا الإطار، أفادت مصادر محلية بأن حكومة عبد الحميد الدبيبة لم تستجب لطلب ممثلي المجلس الرئاسي في لجنة 5+5 بترحيل دفعة من المرتزقة السوريين، في المنطقة الغربية أسوة بخطوة الجيش الوطني، وأضافت أن قادة قوات "بركان الغضب" عقدوا اجتماعا سريا الخميس اتفقوا خلاله على ضرورة إبقاء المرتزقة السوريين إلى ما بعد نتائج الانتخابات المرتقبة، وعدم الموافقة على خروج أي مقاتل منهم قبل ذلك. إلى ذلك، أكدت أن قادة من "بركان الغضب"، على اتصال مباشر بتركيا، أبلغوا فريق لجنة 5+5 التابع للمجلس الرئاسي بعدم التركيز حاليا على ملف المرتزقة في المنطقة الغربية لأن تركيا هي صاحبة القرار فيه!

وبعد 10 سنوات من سقوط نظام معمر القذافي، اجتمعت الأسرة الدولية مجدداً يوم الجمعة في باريس لمحاولة مساعدة ليبيا على استعادة الاستقرار في مرحلة أولى تتمثل بإجراء انتخابات ناجحة في 24 ديسمبر، وبدأ الاجتماع بحضور قادة نحو 30 دولة بينها بلدان تشارك في التنظيم مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، ومن الجانب الليبي رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، كما شارك في المؤتمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وغيرهم من القادة والدبلوماسيين.

وقد أكد مؤتمر باريس الدولي من أجل ليبيا على الاحترام الكامل لسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ووحدتها الوطنية، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في الشؤون الليبية، وأثنت الدول المشاركة في المؤتمر على التزام المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية بضمان إنجاح عملية الانتقال عن طريق إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر المقبل، وفق البيان الختامي الذي نشرته السفارة الفرنسية بليبيا، كما شددت على أهمية التزام جميع الجهات الليبية الفاعلة بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة وجامعة تتسم بالمصداقية في موعدها، ودعت الجهات الليبية الفاعلة والمرشحين الليبيين على الالتزام باحترام حقوق خصومهم السياسيين وقبول نتائج الانتخابات، وهددت بفرض عقوبات على الأفراد الذين سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوض نتائج الانتخابات سواء كانوا داخل ليبيا أو خارجها.

وفي ختام المؤتمر قال الرئيس الفرنسي إن المرتزقة سيغادرون ليبيا خلال الأسابيع المقبلة، مؤكداً أن على تركيا وروسيا أن تسحبا المرتزقة من ليبيا بدون تأخير لأن وجودهم يهدد الاستقرار والأمن في البلاد والمنطقة برمتها. بدورها، قالت المستشارة الألمانية إن تركيا ما زالت لديها بعض التحفظات على سحب القوات من ليبيا لكن روسيا قالت إنها مستعدة لدعم سحب متبادل للقوات من هناك.

لكن وبعد اتفاق المشاركين في مؤتمر باريس حول ليبيا على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، بعدما أصبحت مهددة بخلافات الأطراف السياسية المحلية المتنازعة على القوانين الانتخابية، ملوّحين بفرض عقوبات في إطار مجلس الأمن الدولي ضدّ معطلي الانتخابات ومعرقلي الانتقال السياسي في البلاد، لا يزال رأسا السلطة التنفيذية في ليبيا، مصران على المطالبة بضمانات لإجراء الانتخابات وقبول نتائجها، حيث أكد رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة أنه سيسلم السلطة شرط إجراء انتخابات بشكل توافقي ونزيه بين كل الأطراف، كما طالب بتعديل القوانين الانتخابية، بينما أكدّ رئيس المجلس الرئاسي أنه سيسلم السلطة إذا استطاعت مفوضية الانتخابات تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية يوم 24 ديسمبر، داعيا إلى ضرورة حلّ النقاط الخلافية!!

وفي ردٍ على كلام الرئيس ماكرون ادعى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن حضور بلاده في ليبيا يمثل قوة استقرار، كما زعَم أن الجنود الأتراك في ليبيا موجودون بموجب اتفاق مع الحكومة الليبية، لذلك لا يمكن وضعهم في مستوى المرتزقة الذين جيء بهم من دول أخرى، على حد تعبيره!

ويشار إلى أنه لا يزال عدة آلاف من المرتزقة الروس من مجموعة "فاغنر" الخاصة والتشاديين والسودانيين، ومقاتلين سوريين موالين لتركيا، موجودين في ليبيا بحسب الرئاسة الفرنسية، لكن تركيا لا تظهر عجلة للشروع في سحب قواتها، فيما ينفي الكرملين إرسال عسكريين أو مرتزقة إلى ليبيا وكذلك أي صلة بشركة "فاغنر"!

وفي هذا السياق، دعا رئيس مجلس الدولة الليبي المحسوب على جماعة الإخوان، خالد المشري، يوم السبت من إسطنبول إلى مقاطعة الانتخابات، وقال أنهم قدموا طعناً في قرارات مفوضية الانتخابات، مضيفاً أنهم لم يشاركوا في إعداد قوانين الانتخابات الليبية لذلك لن يحموها.

إلى ذلك دافع عن الوجود التركي في ليبيا برفض مقررات مؤتمر باريس، زاعماً أن قوات أنقرة ومرتزقتها في ليبيا موجودة بشكل شرعي، فيما ذكرت وسائل إعلام ليبية أن المشري طمأن تركيا بعدم السماح بأي طعن في الاتفاقية بين أنقرة وحكومة السراج، وأشارت إلى أنه ينسق لمظاهرة أمام المحكمة العليا بطرابلس للمطالبة بفتح الدائرة الدستورية المغلقة للطعن في الانتخابات والمفوضية.

كذلك، لوح السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند، السبت، بفرض عقوبات على من يثير العنف بهدف إعاقة الانتخابات الليبية أو من يرفض نتائجها، مضيفا في حوار مع قناة (218) الليبية، أن واشنطن ستدعم العملية الانتخابية، ومشيرا إلى أن إيجاد حكومة منتخبة ديموقراطيا في ليبيا سينتج عنه توزيع أكثر عدلا للثروة.

في الملف الانتخابي، قدّم سيف الإسلام القذافي، يوم الأحد، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية إلى فرع مقر مفوضية الانتخابات في مدينة سبها جنوب البلاد، بعد سنوات من العمل السياسي في الخفاء. وقبل أيام، كانت مفوضية الانتخابات قد أصدرت بطاقة انتخابية لسيف الإسلام القذافي، وحدّدت المركز الذي سيقوم بالتصويت فيه، وهو "مدرسة الجمهورية للتعليم الأساسي" بحي الجديد بمدينة سبها. ومن المتوقع أن يكون سيف الإسلام، الذي تقف وراءه قوّة انتخابية كبيرة، مرشحاً بارزاً للفوز للمنافسة على رئاسة ليبيا، حيث إنّ له أنصارا في كل من المنطقة الغربية والجنوب وفي المنطقة الشرقية، وكذلك في المنطقة الوسطي، ومن غير المستبعد رؤية "قذافي جديد" يحكم ليبيا.

وكان أنصار القذافي بدأوا منذ سنوات ترتيب عودة سيف الإسلام القذافي للمشهد السياسي عبر تشكيل حزب "الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا"، الذي يضمّ عدّة قيادات شعبية وتشكيلات اجتماعية وعسكرية أعلنت كلّها تأييدها لنجل الرئيس الليبي الراحل حتى يلعب دوراً رئيسياً في مستقبل القرار الليبي.

وفي هذا الاطار، أصدر المدعي العام العسكري في ليبيا أوامر بإيقاف إجراءات ترشح كل من سيف الإسلام القذافي وقائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، بتهمة ارتكاب جرائم خطيرة ضدّ الدولة، وقد جاء ذلك في رسالة وجهها مكتب المدعي العام العسكري، يوم الأحد، إلى رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، طلب فيها منه إيقاف السير في إجراءات ترشح سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر، إلى حين امتثالهما للتحقيق فيما أسند إليهما من وقائع وجرائم، وحمّله المسؤولية القانونية في حال مخالفة ذلك.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

أعلن المتحدث العسكري المصري يوم الاثنين، أن مصر ستزيد عدد قوات حرس الحدود وإمكاناتها في رفح بعد تنسيق مع الجانب الإسرائيلي، وقال إن اللجنة العسكرية المشتركة نجحت بناء على الاجتماع التنسيقي مع الجانب الإسرائيلي في تعديل الاتفاقية الأمنية. وكانت إسرائيل أعلنت عن توقيعها مع مصر تعديلاً في اتفاقية كامب ديفيد للسلام والموقعة عام 1978، يعزز وجود الجيش المصري في منطقة رفح في شبه جزيرة سيناء.

من جهته، قال أفيخاي أدرعي، الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، في بيان أن اجتماعاً عُقد، الأحد، للجنة العسكرية المشتركة للجيش الإسرائيلي والجيش المصري حيث تم تناول القضايا الثنائية بين الجيشين، وأضاف أنه تم خلال اجتماع اللجنة التوقيع على تعديل للاتفاقية ينظم وجود قوات حرس في منطقة رفح لصالح تعزيز وجود الجيش المصري الأمني في هذه المنطقة، كذلك، أشار إلى أنه تمت المصادقة على هذا التعديل من قبل المستوى السياسي.

في سياق منفصل، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الثلاثاء، من أن تل أبيب لن تسمح بوجود أسلحة مخلة بالتوازن التي من شأنها أن تضر بالتفوق الإسرائيلي في المنطقة من قبل حزب الله أو أذرع إيران المختلفة في المنطقة. وقد جاء ذلك خلال افتتاح مصنع "رفائيل للصناعات الدفاعية المتقدمة" في شلومي.

من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، إن الجيش الإسرائيلي واصل في العام الماضي العمل ضد الأعداء عن طريق حملات وعمليات سرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما سيواصل العمل على إزالة التهديدات وسيرد بقوة على أي انتهاك للسيادة، سواء في قطاع غزة أو في الشمال، أو من قبل القوات الإيرانية أو الفلسطينية. كوخافي أشار إلى أن الميزانية المعتمدة تسمح للجيش بمواجهة اختبار التحديات.

وفي سياق متصل، يشارك المئات من مشاة البحرية الأميركية في مناورة مشتركة موسعة مع الكوماندوز الإسرائيلي في إيلات حيث ينظر الجيش والسياسيون الإسرائيليون على أنها محاولة لتعزيز الاستعداد العسكري قبل مواجهة محتملة مع إيران.

وفي هذا الاطار، ووسط استمرار الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي أن قواته تسرع الخطط العملية، وتستعد للتعامل مع أي تصعيد إيراني أو تهديد عسكري نووي، وأضاف أن اسرائيل تستعد لصراع محتمل مع طهران ووكلائها. إلى ذلك، قال كوخافي خلال اجتماع بالكنيست، يوم الخميس، أن الجيش يواصل العمل ضد الأعداء وهناك عمليات ومهمات سرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال العام الماضي. وقد جاءت تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بعد سلسلة من غارات جوية في سوريا، استهدفت مواقع عسكرية مرتبطة بإيران.

 

  1. في شأن فيروس COVID-19 في العالم ولبنان

قال مصدر مطلع في الاتحاد الأوروبي، إنه من المقرر أن تعتمد هيئة الأدوية الأوروبية استخدام عقارين جديدين يعتمدان على الاجسام المضادة لعلاج فيروس كورونا، مشددا على إن هيئة الأدوية الأوروبية ستعطي هذا الأسبوع الضوء الأخضر لاستخدام هذا العلاج الذي طورته شركة ريجينرون الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية وشركة روشيه السويسرية، ويطلق على توليفة الأجسام المضادة اسم ريجن-كوف في أمريكا فيما يباع في الدول الأخرى باسم رونابريف، واضاف أن الهيئة ستجيز أيضا استخدام دول الاتحاد الأوروبي لعقار ريجكيرونا الذي يعتمد على الأجسام المضادة وحيدة النسلية، والذي طورته شركة سيلتريون الكورية الجنوبية للتكنولوجيا الحيوية.

وقد قدمت الشركات طلبات الموافقة على العقارين في أوائل شهر أكتوبر الماضي، فيما علقت وكالة الأدوية الأوروبية حينها أنها قد تبدي رأيها في غضون شهرين.

في السياق، أصبحت أوروبا مجددا بؤرة لتفشي كوفيد-19، مما دفع بعض الحكومات إلى بحث إعادة فرض إجراءات الإغلاق التي لا تلقى قبولا شعبيا قبل عيد الميلاد وتثير جدلا بشأن ما إن كانت اللقاحات وحدها كافية لمكافحة المرض.

وقد مثلت أوروبا أكثر من نصف الإصابات في متوسط سبعة أيام على مستوى العالم ونحو نصف أحدث الوفيات، وهو أعلى مستوى منذ أبريل نيسان في العام الماضي عندما اجتاح الفيروس إيطاليا لأول مرة، وتأتي هذه المخاوف الجديدة وسط تباطؤ حملات تطعيم ناجحة قبيل فصل الشتاء وموسم الإنفلونزا.

يذكر أنه تلقى نحو نصف سكان المنطقة الاقتصادية الأوروبية، التي تشمل الاتحاد الأوروبي وأيسلندا وليختنشتاين والنرويج، جرعتي لقاح وفقا لبيانات الاتحاد الأوروبي، لكن الوتيرة تباطأت في الشهور الماضية، وبلغت نسبة تلقي اللقاحات في بلدان جنوب أوروبا نحو 80 بالمئة، لكن التردد يعرقل حملات التطعيم في وسط وشرق أوروبا وروسيا ما أدى إلى تفش قد يضغط على أنظمة الرعاية الصحية. كما تشهد ألمانيا وفرنسا وهولندا زيادة في الإصابات مما يبرز التحدي الذي تواجهه البلدان التي بها معدلات قبول مرتفعة للتطعيم ويقوض آمال استخدام اللقاحات كوسيلة للعودة إلى وضع يقترب من الطبيعي.

وقد كشف أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية للأسبوع المنتهي في السابع من نوفمبر تشرين الثاني أن أوروبا، بما في ذلك روسيا، هي المنطقة الوحيدة التي تسجل زيادة في الإصابات بنسبة سبعة بالمئة في حين سجلت بقية المناطق انخفاضا أو استقرارا، وبالمثل سجلت أوروبا زيادة عشرة بالمئة في الوفيات، مقارنة مع بقية المناطق التي سجلت انخفاضا.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

على غرار الإدارة السابقة، وضعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خمس أولويات في سوريا، إلا أنها لم تشمل على ما يبدو إخراج إيران كما كان الحال مع إدارة دونالد ترمب. فحسب المعلومات المتوفرة، تقتصر تلك الأولويات التي تحدث عنها مسؤولون أميركيون في جلسات مغلقة في واشنطن قبل أيام، على البقاء في شمال شرقي سوريا واستمرار هزيمة داعش؛ كما تتضمن الإبقاء على المساعدات الإنسانية عبر الحدود، بالإضافة إلى الحفاظ على وقف النار؛ كذلك تشمل دعم المحاسبة وحقوق الإنسان والتخلي عن أسلحة الدمار الشامل؛ لتصل أخيرا إلى دفع التسوية وفق القرار 2254، يضاف إلى ذلك حرص واشنطن على دعم الدول المجاورة لسوريا واستقرارها.

يذكر أنه من المتوقع أن يعرض فريق أميركي، الأهداف الجديدة خلال اجتماع في بروكسل في الثاني من الشهر المقبل، وتفسر هذه الأولويات، التي أنجزت بعد الانتهاء من المراجعة الداخلية، سياسة فريق بايدن في سوريا ونقاط تركيزها خلال الأشهر العشرة الماضية.

وقد عقد مسؤول الشرق الأوسط بريت ماكغورك ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فرشنين والمبعوث الرئاسي ألكسندر لافرينتييف، جولة ثالثة من الحوار الثاني بجنيف يوم الأربعاء لضمان تمديد مجلس الأمن المساعدات الإنسانية لستة أشهر أخرى بداية العام المقبل. كما يشار إلى أن وزارة الخارجية جددت مساء الجمعة التأكيد على استمرار مهمتها العسكرية في سوريا حتى القضاء على التهديد الذي يمثله داعش، كما أوضحت في بيان نشره مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية عبر تويتر أن استمرار المهمة يرجع إلى أن الجماعات الإرهابية في سوريا تهدد الأمن القومي الأميركي والشعب السوري بشكل مباشر.

على صعيد منفصل وفي الملف الايراني، مدد الرئيس الأميركي الثلاثاء، "حالة الطوارئ الوطنية" ضد النظام الإيراني لسنة أخرى، وأعلن البيت الأبيض في بيان، أن العلاقات الأميركية الإيرانية لم تطبع بعد، وأن العملية التي بدأت منذ نوفمبر 1979 للتعاطي مع حالة الطوارئ تجاه إيران ستستمر.

وكان الأمر التنفيذي صدر خلال رئاسة جيمي كارتر وبعد 10 أيام من احتلال السفارة الأميركية في طهران، والذي تم في 4 نوفمبر 1979 من قبل طلاب معروفين بـ"الطلاب السائرين على نهج خميني"، وينص المرسوم الذي تم تمديده ضد إيران على مدى 42 عاما من قبل جميع الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين، بأن إيران تمثل تهديدا غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد الأميركي.

وجاء أمر بايدن في الوقت الذي رحبت فيه حكومته بالقرار الأخير الذي اتخذته إيران والاتحاد الأوروبي لاستئناف المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي، ودعت طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات بحسن نية، حيث من المقرر أن تستأنف مفاوضات فيينا في 29 نوفمبر، والتي تعد أيضا محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وقد شددت إدارة بايدن مرارا في الأشهر الأخيرة على أن العودة إلى الاتفاق النووي لن تكون ممكنة إلا إذا عادت إيران أيضا إلى جميع التزاماتها بموجب الاتفاق.

في السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، أن مبعوث واشنطن الخاص لإيران روبرت مالي سيجري مشاورات مع السعودية والإمارات والبحرين وإسرائيل في الفترة من 11 إلى 20 نوفمبر الحالي للتنسيق بشأن مجموعة واسعة من المخاوف حول طهران، وأكدت في بيان أن مالي سيبحث أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة والجولة القادمة من المحادثات النووية. يشار إلى أنه في حين تزعم إيران أن برامجها العسكرية هي ذات أهداف دفاعية، يثير البرنامج الصاروخي قلق أطراف عدة في مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، كما تتهم واشنطن وتل أبيب طهران بالسعي إلى زيادة مدى صواريخها وزعزعة استقرار الشرق الأوسط، واتهمتاها باستخدام طائرات مسيّرة لاستهداف القوات الأميركية في المنطقة والملاحة الدولية في مياه الخليج.

إلى ذلك، أعلن متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية أن والي أدييمو نائب وزيرة الخزانة سيتوجه إلى الشرق الأوسط، يوم الجمعة، حيث سيسعى إلى بناء شراكات تتعلق بالبرمجيات الخبيثة التي تستخدم لطلب فدية والأمن السيبراني، إذ يعيث متسللون إلكترونيين فسادا في بعض من أهم القطاعات بالولايات المتحدة، كما سيبحث أدييمو خلال الزيارة، التي ستكون لأعلى مسؤول بوزارة الخزانة في إدارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة، وستشمل إسرائيل والسعودية والإمارات وقطر، التصدي لتمويل الإرهابيين والانتشار النووي وأيضا التعافي الاقتصادي بعد جائحة فيروس كورونا.

وفي هذا الاطار، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في تقرير أرسله إلى الشركات الأميركية مؤخرا من قراصنة ومتسللين إيرانيين بحثوا في مواقع الويب المظلمة، الخاصة بالمجرمين الإلكترونيين عن بيانات حساسة، سُرقت من منظمات أميركية وأجنبية قد تكون مفيدة في الجهود المستقبلية لاختراق تلك المنظمات. كما أوضح التقرير، الذي صدر قبل أيام، أن المتسللين الإيرانيين أبدوا اهتمامًا كبيرا بمنتديات الويب المظلمة هذه، التي تسرب معلومات عن ضحاياها، كرسائل البريد الإلكتروني، أو العناوين وغيرها من المعلومات. إلا أن الاف بي آي لم يوضح هوية القراصنة الذين يقفون خلف هذا النشاط الخبيث. كما لم يحدد المتسللين بالاسم ولم يذكر ما إذا كانوا على صلة بالحكومة الإيرانية أم لا.

هذا في حين أوضح نائب الرئيس الأول للاستخبارات في شركة "كراود سترايك" الأمنية، آدم مايرز، أن المتسللين المرتبطين بالحكومة الإيرانية انخرطوا خلال السنوات الماضية، بشكل متزايد في أنشطة الجرائم الإلكترونية، مثل هجمات الفدية، محاولين طمس الخطوط الفاصلة بين العمليات السيبرانية الحكومية وغير الحكومية، كما أوضح أنه من ضمن أسلوب عمل المتسللين الإيرانيين شراء الوصول إلى الشبكات التي تحتفظ بها جماعة إجرامية، إذا كان ذلك يخدم مصالحهم. يذكر أن الإدارة الأميركية سبق أن أعلنت عدة مرات في الماضي، تنفيذ قراصنة إيرانيين عمليات مشبوهة عبر الإنترنت، لاستهداف شركات ومؤسسات أميركية.

في سياق منفصل، حذر السيناتور الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة بالكونغرس الأميركي، جيم انهوف، من الخطر الذي تشكله للصين على الولايات المتحدة الأميركية بعد الصور التي أظهرت حاملة طائرات ومدمرات أميركية في الصحراء الصينية، وقال في تغريدة على صفحته أنه تحدث مرارًا وتكرارًا عن قيام الصين ببناء نسخة طبق الأصل لسفن وطائرات أميركية لممارسة التدريب على هذه الأهداف، الآن، لدينا صورة حاملة طائرات أميركية وهمية مع مدمرات موضوعة على السكك الحديدية حتى يتمكن الجيش الصيني من التدرب على ضربها أثناء الحركة، وحذر من أن واشنطن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد والتحرك بشكل أسرع كي تكون مستعدة لهذا التهديد.

فقد كشفت صور الأقمار الصناعية قيام بكين ببناء مجسمات بالحجم الطبيعي لحاملة طائرات ومدمرة أميركية في صحرائها الشمالية الغربية، يعتقد أنها مخصصة للتدريب على صدام بحري محتمل في المستقبل، وأظهرت الصور، التي التقطتها، الأحد، شركة "ماكسار تكنولوجيز" المختصة بالتصوير عبر الأقمار الصناعية ومقرها كولورادو، مجسمات لحاملة طائرات أميركية ومدمرة واحدة على الأقل تتمركز على مسار سكك حديدية. حيث حددت "ماكسار" موقع المجسمات في روتشيانغ، إحدى مقاطعات صحراء تكلامكان في إقليم شينجيانغ شمال غربي الصين. كذلك، قال المعهد البحري الأميركي المستقل على موقعه الإلكتروني إن مجسمات السفن الأميركية كانت جزءا من ميدان رماية جديد طوره جيش التحرير الشعبي الصيني.

في الملف اليمني والايراني ايضا، هاجم السيناتور الجمهوري عضو لجنة العلاقات الخارجية الأميركية، تيد كروز، نهج إدارة الرئيس جو بايدن في تعاملها مع الميليشيات الحوثية الإرهابية والمدعومة من إيران، واصفا هذا النهج بالفشل الكارثي للأمن القومي الأميركي، وقال في تغريدة له على حسابه تويتر، فشل كارثي آخر للأمن القومي لجو بايدن، لم تستطع إدارة الرئيس الانتظار لتفكيك العقوبات الإرهابية المفروضة على الحوثيين المدعومين من إيران وقادتهم، الآن هؤلاء الإرهابيون يستولون على منشآتنا ويعتقلون عمال سفارتنا.

بدوره، انتقد السيناتور الجمهوري بيل هاجرتي عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي سياسات بايدن تجاه النظام الإيراني والتي تسببت في رفع مستوى الإرهاب في المنطقة، وقال في تغريدة له، إنه في الوقت الذي جمد فيه بايدن حملة الضغط القصوى التي اطلقها ترمب وكان يتوسل لتخفيف العقوبات لإحياء الاتفاق النووي المعيب، استجاب النظام الإيراني ووكلائه فقط برفع العدوان والإرهاب والآن أخذو رهائن، في إشارة الى اقتحام السفارة الأميركية في صنعاء واعتقال الموظفين العاملين هناك.

من جهته، دعا السيناتور الجمهوري تود يونق عضو لجنة العلاقات الخارجية الأميركية الى الرد على العدوان الحوثي بأكثر من البيانات داعيا الى إعادة فرض العقوبات الأميركية على ايران والحوثيين، وقال في تغريدة له، بأنه غالبًا ما يسارع زملائي في لوم حلفاء الولايات المتحدة على القتال باليمن، لقد حان الوقت لأن نستيقظ على حقيقة أن الحوثيين غير مهتمين بوقف التصعيد باليمن.

وقد جاءت هذه الانتقادات بعد أن اقتحمت الميليشيات الحوثية مجمع السفارة الأميركية في صنعاء واعتقلت ما يقارب 25 موظفا، حيث دعت الولايات المتحد مساء الخميس، ميليشيات الحوثي إلى إخلاء مبنى السفارة الأميركية في العاصمة اليمنية، مشددة على ضرورة الإفراج الفوري عن موظفين يمنيين فيها.

على صعيد منفصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، أن علاقة وشراكة الأميركيين مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" محصورة بالعمل ضد داعش، وردا على تهديدات تركية بالعمل ضد هذه القوات، أكد كيربي أن واشنطن ستواصل التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية في سوريا.

وقد اتهمت تركيا، الولايات المتحدة مؤخرا بدعم الإرهاب في سوريا، باعتبار أن العناصر الكردية تمثل القوام الرئيسي لقوات "قسد".

داخليا، وعلى الرغم من نجاح إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تمرير حزمة البنية التحتية بتمويل قدره 1.2 تريليون دولار، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لرفع نسبة تأييد الرئيس بايدن والديمقراطيين بشكل عام.

فقد تراجع قبول بايدن إلى مستوى منخفض جديد مدفوعًا إلى حد كبير بمزيد من الآراء السلبية بين الديمقراطيين والمستقلين، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة ABC نيوز.

ففي يونيو وافق 94% من الديمقراطيين على الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع وظيفته مقارنة بـ 3% ممن رفضوا ذلك، وحاليا تراجعت نسبة التأييد إلى 80% من الديمقراطيين، وارتفعت نسبة الرفض إلى 16%. وبالكاد وافق 4 من كل 10 ديمقراطيين بقوة على أداء بايدن الحالي، بانخفاض من حوالي 7 من كل 10 في يونيو.

وإجمالا، يرصد الاستطلاع مجموعة من الأحكام القاسية حول أداء الرئيس وحالة الاقتصاد، ويوجه الاستطلاع تحذيرًا لا لبس فيه للديمقراطيين بشأن موقفهم في انتخابات نصف المدة لعام 2022، وأدت الخسائر الأخيرة في انتخابات فيرجينيا والتنافس الشديد في سباق ولاية نيوجيرسي الديمقراطية الخالصة، إلى وضع الديمقراطيين في حالة توتر.

وقد وجد الاستطلاع أنه إذا أجريت الانتخابات الآن، فإن 46% من البالغين بشكل عام سيدعمون المرشح الجمهوري للكونغرس، مقابل 43% للمرشح الديمقراطي، وبين الناخبين المسجلين ترتفع ميزة الحزب الجمهوري إلى 51% مقابل 41% للديمقراطيين، وهي نتيجة تاريخية قوية للجمهوريين، وفقا لنتائج الاستطلاع. كما يُظهر الاستطلاع أيضًا تشاؤم الأميركيين الحالي، حيث ينظر 70% إلى الاقتصاد بشكل سلبي، وبينهم 38% قالوا إنه في حالة سيئة جدا. كذلك يلقي حوالي نصف الأميركيين بشكل عام والمستقلين السياسيين باللوم على بايدن في ارتفاع معدل التضخم السريع، ويؤكد أكثر من 6 من كل 10 أميركيين أن الرئيس لم ينجز الكثير بعد 10 أشهر في المنصب، ويشاركهم هذا الرأي نحو 71% من المستقلين.

 

  1. في الشأن العراقي

فيما لا تزال التحقيقات جارية حول محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، عبر استهداف منزله بطائرات مسيرة مفخخة، أفادت مصادر مطلعة، مساء الاثنين، بتحديد 3 شخصيات من ميليشيات مسلحة تقف وراء محاولة اغتيال الكاظمي، وقد جاء ذلك فيما كشف مسؤولون أمنيون ومصادر مقربة من الفصائل العراقية المسلحة، أن الهجوم نفذته جماعة مدعومة من إيران، كما قالت المصادر، اشترطت عدم الكشف عن هويتها، إن الطائرات المسيرة والمتفجرات المستخدمة في الهجوم إيرانية الصنع.

إلى ذلك، أوضح مسؤولان أمنيان عراقيان وثلاثة مصادر مقربة من الفصائل "الولائية" (الموالية لإيران كما توصف محليا)، أن الهجوم ارتكبته واحدة على الأقل من تلك الجماعات، لكنهم قدموا تقييمات مختلفة قليلا بشأن أي الفصائل تحديدا. كما أضاف المسؤولان أن كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق نفذتاه جنبا إلى جنب، فيما أشار مصدر بجماعة مسلحة إلى أن كتائب حزب الله متورطة لكنه لم يؤكد تورط العصائب.

وكان الكاظمي أكد في كلمة له مساء الأحد خلال جلسة للحكومة، أن القوى الأمنية تعرف مرتكبي جريمة محاولة الاغتيال وستكشفهم.

وفي هذا السياق، أفادت وسائل إعلام عراقية أن قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، اجتمع مع رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، وعبر عن امتعاضه لمحاولة اغتياله، وذكر الإعلام العراقي أن قاآني اجتمع بقادة فصائل عراقية مسلحة وطالبها بالتهدئة. ووصل قاآني إلى بغداد، الثلاثاء، لدعم الكاظمي، غداة نجاته من محاولة اغتيال بطائرات مسيرة استهدفت منزله في المنطقة الخضراء.

إلا أن ما تمخض عنه اجتماع "الإطار التنسيقي" الذي جرى الاثنين بحضور رئيسي الجمهورية العراقية والوزراء ورئيس مجلس القضاء الأعلى وعدد من القيادات السياسية في البلاد، قد يشي بتعقيدات مقبلة، فخلاله تم الاتفاق على البحث عن معالجات قانونية لأزمة نتائج الانتخابات، ما قد يفهم منه تراجعا عما أعلنته الحكومة سابقا لجهة أن الانتخابات كانت نزيهة ونتائجها ثابتة، أو ربما تسوية ما، كما اتفق خلاله بطبيعة الحال على إدانة استهداف منزل الكاظمي وإكمال التحقيق فيه.

في الانتخابات العراقية

أعلن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، فائق زيدان، الخميس، أنه لا يوجد حتى الآن دليل قانوني على تزوير الانتخابات البرلمانية. كما أكد في سياق آخر أن التحقيق بقتلة المتظاهرين في محيط المنطقة الخضراء الجمعة الماضي مستمر، وبانتظار انتهاء أعمال اللجنة التحقيقية التي شكلها رئيس الوزراء لعرضها على الهيئة القضائية، كذلك أوضح أن ملف التحقيق بمحاولة اغتيال مصطفى الكاظمي لدى اللجنة المشكلة من قبل رئيس الوزراء لم يعرض حتى الآن على القضاء ولا يزال في مراحله الأولى.

يذكر أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق كانت أعلنت الاثنين انتهاء عمليات العد والفرز اليدوي لملاحق الطعون، فيما حددت آلية المصادقة على أسماء الفائزين وعقد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، وقالت في بيان، إن عمليات العد والفرز لملاحق الطعون والتحقق انتهت الأحد (7 نوفمبر)، مبينة أن الطعون سترفع للهيئة القضائية للنظر بها، وربما تعيد الهيئة جزءاً من الطعون للاستفسار القانوني أو إجراء عملية عد وفرز يدوي أخرى.

وكان هادي العامري رئيس كتلة الفتح، قد هدد الأربعاء، بمقاطعة العملية السياسية في العراق بالكامل بعد خسارة كتلته في الانتخابات، وشدد على ضرورة معالجة الطعون على نتائج الانتخابات بشكل حقيقي وجاد. وذكر بيان لتحالف الفتح أن العامري استقبل، الأربعاء، وفد الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة خالد شواني، بمكتبه في بغداد، وأبدى الجانبان رفضهما الكبير للتلاعب في نتائج الانتخابات، وفقاً للبيان.

العامري قال خلال اللقاء بأنه لن يقبل بفرض الإرادات وقد يلجأ التحالف لمقاطعة العملية السياسية بالكامل، إذا لم تعالج الطعون بشكل حقيقي وجاد، مبيناً أن ممثلة الأمم المتحدة تتحكم بالمفوضية ولها دور سلبي وتدخلات خارج نطاق عملها!

ويوم الجمعة، نزل مجدداً أنصار تحالف الفتح، الذي يمثل الحشد الشعبي في العراق، في تظاهرات وسط بغداد، فيما أفادت معلومات صحفية بأن قوات الأمن أغلقت كل مداخل ومخارج المنطقة الخضراء. وقد وتجمع المحتجون خارج المنطقة الخضراء الشديدة التحصين مطالبين بمحاسبة المتورطين بمقتل أحد المتظاهرين يوم السبت الماضي. فيما أفادت وسائل إعلام عراقية بتحليق مكثف للطيران في سماء المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية.

وترى أسرة التقرير في هذا المنحى ليس أكثر من توزيع للأدوار، فخطاب عصائب أهل الحق لم يخرج عن جوهر مسار التوجه الإيراني عامة. فمنذ إعلان النتائج الأولية للانتخابات أدركت ايران خسارة نفوذها في السلطة التشريعية العراقية، ناهيك عن موقعها في السلطة التنفيذية، لذا بدأت باعتماد مبدأ توزيع أدوار وكلائها باتجاهين لاحتواء هذه الخسارة الكبيرة. الاتجاه الأول سياسي يتمثل بجهود قاآني الأخيرة من أجل توحيد الصف الشيعي، فضلاً عن جهود ايرج مسجدي، السفير الايراني لدى بغداد، الساعية إلى ترجيح خيار الحكومة التوافقية التي تسمح لها بالحفاظ على الحد الأدنى من موقع إيران في السلطتين التشريعية.

أما الاتجاه الآخر "التصعيدي" ، فأوكل إلى عصائب أهل الحق وتحالف الفتح وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وجند الإمام (بأجنحتهم السياسية والعسكرية والإعلامية)، فضلاً عن القوى الأخرى القريبة منهم، وعلى هذا الأساس، تتصدر حركة العصائب هذا الاتجاه الثاني وتُظهر خطاباً مغايراً للخطاب الرسمي الإيراني لكن بضوء أخضر من طهران. كما أن تلك الفصائل قد تصعّد أكثر إذا ذهب التيار الصدري الفائز بأكبر عدد من المقاعد النيابية إلى تشكيل حكومة أغلبية، وقد تلجأ حينها إلى الخطة "ب" المتمثلة بالفوضى المطلقة!

 

  1. في الشأن اليمني

ميدانياً، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن يوم الاثنين تدمير زورق مفخخ مقابل الحديدة تم تجهيزه لتنفيذ هجوم وشيك. وأكد استمرار انتهاك ميليشيات الحوثي لنصوص اتفاق استوكهولم ووقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة. فيما اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن استمرار محاولات ميليشيات الحوثي المتكررة لشن هجمات إرهابية على السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب تنفيذ حرفي للإملاءات الإيرانية، وشدد على أن استمرار هذه المحاولات الفاشلة يؤكد من جديد استغلال ميليشيات لاتفاق السويد وبسط سيطرتها على موانئ الحديدة والشريط الساحلي في المحافظة، للتخطيط والتحضير لتنفيذ أنشطتها الإرهابية المزعزعة للأمن والسلم الإقليمي والدولي والتي تهدد مصالح العالم أجمع.

كذلك أعلنت القوات المسلحة اليمنية، الاثنين، أن طيران تحالف دعم الشرعية دمر 8 أطقم حوثية بمعداتها جنوب وغرب مأرب، إلى ذلك، سقط العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي، بنيران الجيش اليمني والمقاومة في مختلف جبهات القتال جنوب محافظة مأرب. وقال مصدر عسكري، إن الجيش والمقاومة أفشلوا محاولة تسلل لميليشيا الحوثي في جبهة الجوبة، وأوقعوا العديد من العناصر الحوثية المتسللة بين قتيل وجريح. بينما في جبهة حريب، خاضت قوات الجيش معارك عنيفة ضد الميليشيا في أم ريش وألحقوا بها خسائر بين قتلى وجرحى وخسائر أخرى في العتاد.

إلى ذلك، أعلن التحالف عن تنفيذ ثلاثين عملية استهداف لآليات وعناصر الميليشيا الحوثية في صرواح والجوف خلال آخر 24 ساعة، وأكد أن العمليات أسفرت عن خسائر بشرية تجاوزت مئة وعشرة عناصر من الميليشيات إضافة إلى تدمير 22 آلية عسكرية وموقع تخزين أسلحة. وكسرت قواتُ الجيش الوطني اليمني مسنودةً بالمقاومة الشعبية فجر الثلاثاء هجوماً على مواقِعها الدفاعية في جبهة ذنه بصرواح غربي مأرب، وأكدت مصادر ميدانية سقوطَ العشرات من القتلى والجرحى من عناصرِ مليشيات الحوثي بنيران ومدفعية الجيش، وقد خسرت مواقعَ ميدانية بعد هجوم عكسي نفذه الجيش في محيط معسكر أم ريش جنوب مأرب.

كذلك، استهدف تحالف دعم الشرعية في اليمن، مساء الثلاثاء، منظومة دفاع جوي للميليشيات الحوثية جنوب مأرب.

ميدانيا أيضا، استهدف التحالف، مساء الخميس، منظومة دفاع جوي للميليشيات الحوثية جنوب مأرب، وقالت مصادر، إن غارات التحالف دمرت منصات إطلاق الصواريخ والمقذوفات الحوثية بـصرواح غربي مأرب. إلى ذلك، شنت قوات الجيش اليمني مسنودة بالمقاومة الشعبية، هجوماً على مواقع تمركز ميليشيا الحوثي في الجبهة الجنوبية للمحافظة. وكان الجيش اليمني، أعلن الأربعاء، أنه استعاد عدداً من المواقع التي تتمركز فيها الميليشيات في جبهة حريب جنوب محافظة مأرب.

ويوم السبت، شهدت الجبهات الجنوبية لمحافظة مأرب معارك عنيفة بين الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من جهة، وبين عناصر ميليشيات الحوثي من جهة أخرى، وأفادت مصادر ميدانية إن الجيش اليمني أحبط عمليات تسلل للحوثيين نحو مأرب، مشيراً إلى أن الاشتباكات بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي في جنوب مأرب متواصلة. وقد صدت القوات الحكومية في جنوب مأرب هجوماً للميليشيا حاولت فيه استعادة المواقع التي خسرتها خلال الأيام الثلاثة الماضية، من جبل الفليحة حتى أطراف معسكر أم ريش بمديرية حريب.

وعلى هذا الصعيد، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن تنفيذ 42 عملية استهداف لآليات وعناصر ميليشيات الحوثي في صرواح غرب مدينة مأرب والبيضاء جنوب مأرب خلال الساعات الـ24 الماضية، وقال التحالف يوم الأحد إن عمليات الاستهداف شملت تدمير 17 من الآليات العسكرية والقضاء على 186 عنصراً إرهابياً. وفي تطور منفصل، كشف التحالف في وقت لاحق الأحد عن رصد وتدمير لغم بحري بجنوب البحر الأحمر زرعته ميليشيا الحوثي.

وفي سياق متصل، استهدفت ميليشيا الحوثيين، يوم الأربعاء، مدينة المخا الساحلية غرب البلاد بثلاثة صواريخ باليستية، بالتزامن مع وصول المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبيرغ إلى المدينة، ونقل إعلام "القوات المشتركة" عن مصادر ميدانية إن صواريخ ميليشيات الحوثي الباليستية تسببت بالهلع والخوف لدى السكان، حيث سقطت بالقرب من المنازل، دون ذكر مزيد من التفاصيل حول الخسائر البشرية أو المادية.

على صعيد آخر، قالت المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، إن أسلحة قدمتها إيران لحلفائها الحوثيين في اليمن يجري تهريبها عبر خليج عدن إلى الصومال، حيث يحارب مقاتلو حركة الشباب المرتبطون بتنظيم القاعدة حكومة ضعيفة ومنقسمة، وأضافت المبادرة، وهي منظمة بحثية مقرها جنيف، أن تقريرها استند إلى بيانات من أكثر من 400 قطعة سلاح جرى توثيقها في 13 موقعا بأنحاء الصومال على مدى ثمانية أشهر ومخزونات من 13 قاربا اعترضتها سفن عسكرية. وهذه أول دراسة من نوعها تُعلن عن حجم تهريب الأسلحة من اليمن إلى الدولة الواقعة في القرن الإفريقي، وتقول الدراسة التي نُشرت يوم الأربعاء أن الأسلحة التي يعود مصدرها لتجارة السلاح بين إيران واليمن يتم تهريبها إلى الصومال، وقد دأبت إيران على نفي أي ضلوع لها في تهريب الأسلحة للحوثيين، ومع ذلك هناك أدلة كثيرة تشير إلى إمدادات من الدولة الإيرانية.

على صعيد متصل، رحبت الحكومة اليمنية، يوم الخميس، بقرار لجنة العقوبات في مجلس الأمن بإدراج "ثلاثة من مجرمي الميليشيات الحوثية" على قائمة الإرهاب. كذلك، اعتبرت الخارجية اليمنية، القرار بأنه رسالة تضامن مع كل طفل تيتم وأم أرملة و أناس حرموا من فلذات أكبادهم وأحبابهم في غياهب الموت والسجون، وأكد البيان على استمرار تعاون الحكومة الوثيق مع لجنة العقوبات وفريق الخبراء التابع لها ومع أعضاء المجتمع الدولي لكشف كل الانتهاكات ودعم كل المبادرات الرامية للخروج باليمن من هذه الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية إلى طريق السلام.

على صعيد منفصل، وقبيل اجتماع مرتقب لمجلس الأمن، والتحذيرات الواسعة من انهيار وشيك لخزان صافر النفطي، جددت ميليشيا الحوثي، يوم الخميس، رفضها لخطة الأمم المتحدة لصيانة وتفريغ الناقلة التي تنذر بحدوث تسرب نفطي وكارثة بيئية هي الأكبر في التاريخ، وأعلنت الميليشيا، في بيان جديد للجنتها المعنية بملف السفينة صافر، تمسكها باتفاق مزعوم لصيانة العائمة النفطية، واتهمت الأمم المتحدة بتسييس الملف.

بدوره، قال رئيس اللجنة التابعة لسلطة الحوثيين إبراهيم السراجي، إن الخطة التنفيذية المقدمة من الأمم المتحدة اقتصرت فقط على الفحوصات دون إجراء أي من المعالجات المتفق عليها، كما زعم أن الأمم المتحدة هي من أجّلت وصول الخبراء ثلاث مرات، ثم ألغت مهمتهم، فيما كانت تطالب سابقاً بالسماح بوصولهم إلى الخزان دون أن تكون قد قدمت أسماءهم أساساً، ما يؤكد عدم وجود اهتمام حقيقي من قبل الأمم المتحدة بخزان صافر.

من جهة أخرى، انتقدت الحكومة اليمنية، يوم الجمعة، تصريحات زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني حول معركة مأرب، واعتبرتها تأكيداً أن ما يحدث هو معركة إيرانية خالصة، وانخراط ميليشياتها الطائفية بالمنطقة فيها. كما أضاف بأن الحكومة أكدت منذ التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي أن ما يحدث في مأرب معركة إيرانية خالصة وأن الحرس الثوري وميليشيا حزب الله تشارك ميدانيا في التخطيط وإدارة العمليات العسكرية والتسليح والقتال على الأرض.

إلى هذا، أوضح وزير الإعلام اليمني، أن العلاقة بين ميليشيا الحوثي وحزب الله اللبناني لم تبدأ مع الانقلاب، فهي تعود إلى سنوات الحرب الأولى في صعدة، التي تشكلت فيها هذه الحركة الإرهابية برعاية إيرانية، ووصاية كاملة من حزب الله اللبناني، الذي قال إنه أنشئ ولا يزال يحتضن الجهاز السياسي والمؤسسات الإعلامية للحوثي في الضاحية الجنوبية لبيروت.

جددت الحكومة اليمنية، يوم الأحد، مطالبتها للإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بإعادة النظر في أسلوب التعاطي مع ميليشيا الحوثي، والعمل على إعادة إدراجها ضمن قوائم الإرهاب الدولية، ومحاكمة قياداتها باعتبارهم مجرمي حرب. ووصف وزير الإعلام اليمني مرور 10 أشهر منذ اتخاذ الإدارة الأميركية قرار رفع تصنيف ميليشيا الحوثي "منظمة إرهابية"، بأنها كانت الأسوأ والأكثر مأساوية ودموية في حياة اليمنيين منذ بدء الحرب التي فجرها انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وأشار إلى أن ميليشيا الحوثي اعتبرت قرار رفع التصنيف تشجيعاً لسلوكها العدواني، وضوءا أخضر لاستمرار تصعيدها العسكري، وقتل اليمنيين، ومواصلة جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، ونسف جهود التهدئة، وتوسيع رقعة الحرب والمعاناة الإنسانية، ومضاعفة أنشطتها الإرهابية المهددة للأمن والسلم الإقليمي والدولي.

 

  1. في الشأن المصري

ترأس وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة في واشنطن، ‫وأكدت الولايات المتحدة ومصر التزامهما الراسخ بالأمن القومي للبلدين والاستقرار في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، جددت الولايات المتحدة دعم الرئيس بايدن للأمن المائي لمصر، ودعا الجانبان إلى استئناف المفاوضات حول اتفاقية بشأن سد النهضة وبرعاية رئيس الاتحاد الإفريقي.

كذلك، شدّدت الولايات المتحدة ومصر على أهمية إجراء الانتخابات في ليبيا في 24 ديسمبر، ودعمتا خطة عمل اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5 + 5) وإخراج كافة القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة، كما ناقش الجانبان الأوضاع في السودان وتسوية النزاعات الإقليمية والأزمات الإنسانية في سوريا ولبنان واليمن، واتفقا على مواصلة المشاورات رفيعة المستوى حول قضايا الشرق الأوسط وإفريقيا. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة تتشارك مع مصر المخاوف تجاه ممارسات إيران الخبيثة في المنطقة.

 

في ملف الإخوان

فتحت القنبلة التي فجرها السيناتور تيد كروز في واشنطن حول السياسة السرية لإدارة جو بايدن تجاه "الإخوان" ومصر، ملف العلاقات الأميركية-الإخوانية على مصراعيه من جديد. وفي خلال هجوم كروز على الإدارة لمحاولة تمريرها الصفقة من وراء ظهر الكونغرس، أعلن أنه وزملاء له يعملون على إعادة طرح مشروع قانون وضع تنظيم "الإخوان" على لائحة الإرهاب مما فتح الملف سياسياً من جديد في العاصمة الأميركية، وقد يبقى مفتوحاً حتى الانتخابات التشريعية العام المقبل، وربما حتى إلى الانتخابات الرئاسية في 2024.

السيناتور تيد كروز، ذو الأصول اللاتينية، هو من كبار قادة الحزب الجمهوري، ومن بين أكثر المواجهين لما يصفه بـ"التهديد الإسلاماوي التكفيري" الذي يستهدف أميركا مع حلفائها المسلمين في آن واحد. وقد تقدم كروز كما ذطرما في التقرير السابق بأكثر من مشروع لوضع الجماعة على لائحة الإرهاب خلال العقد المنصرم، إلا أن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما قد تصدت بحزم لهذه المشاريع التشريعية منذ 2009، وذلك بسبب قرارها بإقامة الشراكة مع "القوى الإسلاماوية" في المنطقة أكانت "الإخوان" أو إيران.

ومع انتخاب ترمب ظنت المجموعة أنها ستضع "الإخوان" على اللائحة، لا سيما وأنها تمتعت بأكثرية في مجلسي الكونغرس من 2017 إلى بداية 2019. إلا أن قوة اللوبي الإخواني "خردقت" واشنطن بشكل منع الإدراج، وذلك خلال ذروة قوة الجمهوريين و"قصف" اللوبيان الإيراني والإخواني إدارة ترمب بغزارة، وتحالفا مع أقصى اليسار لمشاغلة البيت الأبيض، الذي كان يصارع التحقيق الروسي على مدة ثلاث سنوات. وتمكنت هذه الضغوطات من تجميد وضع الجماعة على اللائحة على الرغم من توفر الأكثريات النيابية. وكان كروز قد "انشغل" بأولويتين، الأولى هي الدفاع عن رئاسة ترمب وقد تراكم الأخصام ضدها، والثانية كانت الانسحاب من الاتفاق الإيراني. فنجح ترمب بالانسحاب من الاتفاق، ولكنه لم يتمكن من إدراج الإخوان على اللائحة. واستمرت الكتلة المناوئة لنفوذ "الإسلاماويين" في الكونغرس بالضغط، ولكن من دون نتيجة تذكر، إذ أثبت اللوبي الإخواني قدرته على منع إدراج الجماعة على اللائحة، حتى تحت ظل إدارة جمهورية. ومع عودة فريق أوباما عبر إدارة بايدن في بداية العام، بات مطلب توصيف "الإخوان" بعبارة الإرهاب رسمياً، غير متوفر حالياً، إن لم نقل مستحيلة قبل 2023.

من هنا جاءت تحركات السيناتور كروز والنائب دياز بالار ومجموعة من المشرعين لردع الإدارة عن إعادة تعويم "الإخوان" عبر صفقات ضغط على حلفاء واشنطن في المنطقة لإعادة إشراكهم في السلطة، أو إنهاء الضغط عليهم.

إن قوة اللوبي الإخواني متعددة الجذور، وهو يختلف عن تكوين وقدرة اللوبيات العربية أو الإسلامية الأخرى. الشبكة الإخوانية تمددت في أميركا خلال الحرب الباردة "كحليف" ضد السوفيات وشريك للعرب المحافظين وصديق للدفاع الأميركي ضد الشيوعيين. فدخلوا الإعلام ومراكز الأبحاث منذ عقود، وتوصلوا بذكاء إلى أن يستفيدوا من الخليج أميركياً، كل ذلك قبل دخول قطر على الخط بعقود. من هنا يأتي عمق الجذور للجماعة في الولايات المتحدة، فهي تقريباً من عمر اللوبي الإسرائيلي، وقد أصبح لها تأثير داخل الجسم التربوي والإداري وحتى حلقات السياسة الخارجية لأجيال. القوة الحقيقية للجماعة في أميركا أنهم صقلوا النظرة الأكاديمية والدبلوماسية والسياسية للمنطقة داخل العقل السياسي الأميركي، ومن ثم استعملوا قدرات الخليج وبخاصة قطر. أما أقوى حصيلة حصدوها فهي بفرض نفسهم كممثلين عن أي شيء "إسلامي" داخل الولايات المتحدة، بما فيه الزعم بأن "الإخوان المسلمين يمثلون المسلمين!" وصدقت أميركا- المؤسسات والإعلام هذه المعادلة، مما وضع واشنطن في موقع مصادم مع أي طرف واجه "الإخوان" داخل وخارج البلاد.

ربما يظن بعض العرب أن الكتلة الأميركية التي تدفع بمشروع الإدراج على اللوائح تقوم بذلك بسبب ما قامت به الجماعة في مصر أو ليبيا أو سوريا أو اليمن أو السودان أو في دول أخرى، إلا أن الواقع داخل واشنطن غير ذلك. فالأسباب التي دفعت بالكتلة المضادة لـالإخوان، وفيها من المحافظين وبعض الليبراليين، الغضب على الجماعة هو ما قامت به ضد الولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بالأمن القومي، والمسائل السيادية والملفات المتعلقة بالوحدة الوطنية.

هذه الأوساط في الدفاع والاستخبارات والكونغرس تحمّل الإخوان وأجهزتهم الإعلامية، مسؤولية تعبئة المتطرفين الإسلاماويين ضد أميركا منذ التسعينيات، لا سيما بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2001، حيث شوهوا صورة أميركا في الخارج والعالمين العربي والإسلامي. كما تصاعد التنديد بدور "الإسلاماويين" داخل الولايات المتحدة لزعزعة الموقف السيادي، حيت شاركت الجماعة عبر هيئات تمثلها عملياً في حملات لإضعاف الدفاع الأميركي عن الأراضي القومية، وإلغاء وزارة الأمن الوطني، ومحو كل المواد التعليمية المتعلقة بالعقائد التكفيرية ومهاجمة البنتاغون و "FBI"و "CIA"و""NSA في حملة مركزة وممولة تبدو وكأنها تستهدف قدرة الاستعداد القومي لمجابهة الإرهاب التكفيري، أكان "القاعدة" أو "داعش". وقد أفصحت ملفات العمليات الإرهابية داخل أميركا على مدى عقدين، أن مجموعة من المنفذين إما كانوا أعضاء أو كانت لهم علاقة بمجموعات مرتبطة بـ"الإخوان".

أما القشة التي قصمت ظهر البعير، فكانت الحرب الضروس التي شنتها القوى الإخوانية داخل أميركا على كل من يساعد البلاد على فهم الخطر الإرهابي التكفيري، أو أعضاء كونغرس يصدرون تشريعات، أو خبراء يقدمون شهاداتهم في الكونغرس، أو أكاديميين ينشرون أبحاثاً عن الأجندات "الإسلاماوية"، أو قادة رأي، أو عسكريين، أو طلاب، أو قيادات طوائف مشرقية، أو قساوسة، وصولاً إلى ناشطين مسلمين معتدلين لا يشاطرون الأجندة الإخوانية. ووصلت الهيئات التي تسيطر عليها الجماعة إلى شن حملات عنيفة ضد الرؤساء، كبوش وترمب ووزراء، ونواب في جهد بات يرى وكأنه حرب سياسية إعلامية لمناصرة الحرب الميدانية في الشرق الأوسط. هذا من دون ذكر الحملات التي شنتها قوى "الإخوان" على السعودية ومصر والإمارات وليبيا وإسرائيل وفرنسا، وهم جميعاً حلفاء لواشنطن.

في الخلاصة، الكتلة الأميركية الكبيرة التي تدعم اتخاذ إجراءات بحق هذا التيار، ليس لأن بعض الدول الخارجية تطالبها بذلك، بل لأسباب الأمن القومي الأميركي. ولكن القوانين الأميركية حيال الإرهاب دقيقة وتشترط وجود أدلة مادية على ارتكاب جرائم عملية، وما لم يعلن مجلس الأمن القومي وجود تيار يحارب أميركا من الداخل استراتيجياً، فالإدراج المبني على قوانين العقوبات وحدها لن يكون سهلاً. لكن الظروف السياسية قد تتغير مع الوقت...

أزمة سد النهضة

لا جديد على هذا الصعيد.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

شهد البحر الأحمر مناورات مشتركة بين قوات بحرية من الولايات المتحدة، وإسرائيل، والإمارات، والبحرين في قلب الطريق الملاحي الحيوي الذي يؤدي لقناة السويس. وقال الأسطول الأميركي الخامس، يوم الخميس، إن المناورات البحرية متعددة الأطراف التي تستمر خمسة أيام مع إسرائيل والإمارات والبحرين بدأت الأربعاء، وتشمل تدريبات في البحر تركز على تكتيكات البحث عن ومصادرة سفينة الشحن "يو إس إس بورتلاند، بحسب ما أفادت وكالة أسوشييتد برس، إلا أنه لم يحدد بالتفصيل، مكان إجراء المناورات في البحر الأحمر.

بالمقابل قال مصدر عسكري إسرائيلي إن الهدف من المناورات البحرية المشتركة مواجهة التموضع الإيراني، ويأتي ذلك بعد أكثر من عام على الاتفاقات التي عقدت بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بهدف تعزيز العلاقات المتبادلة.

في سياق منفصل، ضمت الكويت جنسيتين إلى قائمة البلدان التي يخضع مواطنوها لإجراءات مشددة في منح التأشيرات، وحتى وقفها، فقد أوضح مصدر أمني، أن السلطات الكويتية قررت التشدد  في منح تأشيرات للبنانيين دون إصدار تعميم رسمي بذلك. كذلك، تلقت إدارات شؤون الإقامة في المحافظات الست أمرا شفهيا بالتشدد في كل المعاملات المتعلقة بالسودانيين حتى إشعار آخر، بحسب ما أفادت معلوات صحفية يوم الخميس.

وفيما أوضحت مصادر أمنية أن الاضطرابات الداخلية في السودان تقف وراء ذلك الإجراء، أتى القرار الكويتي بالنسبة إلى لبنان في ظل أزمة بين بيروت ودول الخليج، أدت إلى سحب السفراء الأسبوع الماضي، ومطالبة رعايا الدول الخليجية عدم السفر إلى الأراضي اللبنانية، كما جاء وسط تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية عن قيام الأجهزة الأمنية بالتحقيق مع 16 كويتياً يشتبه في تمويلهم لحزب الله.

يشار إلى أنه بهذه الخطوات يرتفع عدد الجنسيات الممنوعة من دخول الكويت إلا بموافقات أمنية إلى ثماني جنسيات، وهي اللبنانية والسورية والعراقية والباكستانية والإيرانية والأفغانية واليمنية.

 

  1. في الشأن الأوروبي

أجرى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الأحد، مع وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي محادثات هي الأولى بينهما حول أزمة المهاجرين المتصاعدة على حدود بولندا، في حين تستعد بروكسل لفرض عقوبات جديدة على مينسك. وأعلن بوريل في تغريدة أنه أثار مع ماكي مسألة الوضع الإنساني المتردي على الحدود مع الاتحاد الأوروبي، وأضاف أن الوضع الحالي غير مقبول ويجب أن ينتهي، ولا يجب استخدام الناس كأسلحة. من جهته اعتبر ماكي أن أي عقوبات على مينسك ستكون نتائجها عكسية.

ويخيم آلاف المهاجرين من الشرق الأوسط على الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، ما أثار مواجهة بين الاتحاد والولايات المتحدة من جهة، وبيلاروسيا وحليفتها روسيا من جهة أخرى.

وتتّهم دول غربية نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بالتدبير المتعمد للأزمة من خلال تشجيع المهاجرين على القدوم إلى بيلاروسيا ثم إرسالهم إلى الحدود، في حين تنفي بيلاروسيا الاتهامات وتلقي باللوم على السياسات الغربية المتعلقة بالهجرة.

كذلك رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتهامات الموجهة لروسيا بالضلوع في الأزمة وحضّ الاتحاد الأوروبي على الانخراط في حوار مباشر مع بيلاروسيا.

في الأزمة مع بيلاروس

أعلنت الشرطة البولندية يوم الأربعاء أنها احتجزت أكثر من 50 مهاجرا عبروا الحدود إلى بولندا من بيلاروسيا خلال الساعات الـ24 الماضية، وما زالت تبحث عن آخرين، وأوضح توماش كروبا الناطق باسم شرطة منطقة بودلاسكي أن الشرطة أوقفت المهاجرين قرب بيالفييزا بعدما عبروا الحدود بشكل غير قانوني. إلى ذلك، قال وزير الدفاع ماريوس بلاشتشاك إن الوضع ليس هادئا على الحدود فقد كان لدينا قبل يومين مجموعة كبيرة قرب كوزنيكا بيالوستوكا وكانت هناك محاولة لدخول الحدود، نحن الآن نتعامل مع مجموعات أصغر تهاجم في وقت واحد الحدود البولندية في العديد من الأماكن. كذلك قالت وزارة الدفاع إن مسؤولين بيلاروسيين يستخدمون التخويف لإجبار المهاجرين على اختراق الحدود.

في الجهة الأخرى، اتهم وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي الغرب بافتعال أزمة الهجرة على الحدود البولندية لفرض عقوبات جديدة على مينسك، وقال خلال لقاء مع نظيره الروسي أنه في ضوء الجولة الخامسة من العقوبات التي يتحدثون عنها في الغرب، الذريعة المستخدمة هذه المرة هي أزمة الهجرة التي افتعلها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه التي تتشارك حدودا مع بيلاروسيا، مضيفا إنه يأمل في تعزيز العمل مع روسيا، حليفته الرئيسية، خصوصا برد مشترك على الأعمال غير الودية التي تستهدف بيلاروس!

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مينسك وموسكو عززتا تعاونهما بشكل فعال لمواجهة حملة ضد بيلاروسيا شنتها واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون في المنظمات الدولية!

في السياق، طالب رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي الاتحاد الأوروبي بمناقشة إمكانية فرض حظر على رحلات الطيران من الشرق الأوسط إلى بيلاروس، وشدد، أثناء مؤتمر صحفي في أعقاب اجتماعه مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في وارسو يوم الأربعاء، على أن الوضع الحالي عند حدود بولندا وبيلاروس ليس أزمة هجرة بل أزمة سياسية الهدف منها تقويض استقرار الاتحاد الأوروبي. كذلك وجه مورافيتسكي انتقادات شديدة اللهجة إلى الحكومة البيلاروسية، واصفا سلوكها بأنه إرهاب تمارسه دولة، محذرا من أن الأزمة عند الحدود بين بيلاروس وجيرانها الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مرشحة للتصاعد، ومشددا على أنه يتعين على التكتل الأوروبي توسيع عقوباته ضد مينسك.

من جانبه، تعهد ميشيل بأن الاتحاد الأوروبي سيستخدم كل الأدوات المتوفرة لديه، منها دبلوماسية، لاحتواء أزمة المهاجرين الحالية، مبديا استعداد بروكسل لاتخاذ إجراءات فعالة وسريعة وجوهرية ضد الدول التي ترسل المهاجرين إلى أوروبا.

 

أزمة شرق المتوسط

لا جديد في هذا الملف.

 

  1. في الشأن التركي.

نشرت شرطة المرافئ اليونانية الثلاثاء، فيديو يظهر زورقاً مطاطياً محمّلاً بمهاجرين يبحر وسط سفينتين تابعتين لخفر السواحل التركيّة بينما كانتا تحاولان توجيهه إلى المياه اليونانية قبالة جزيرة ليسبوس؛ وتتّهم اليونان جارتها تركيا بانتظام بأنّها تسمح لقوارب محمّلة بالمهاجرين بالإبحار من سواحلها لنقلهم إلى المياه اليونانية، في انتهاك لاتفاقية آذار/مارس 2016 التي تعهّدت فيها أنقرة بوقف الهجرة غير الشرعية من أراضيها إلى أوروبا مقابل حصولها على مساعدات مالية من الاتحاد الأوربي. وقال خفر السواحل اليونانية في بيان، إن الفيديو يُظهر سفن خفر السواحل التركية وهي تقوم بمناورات خطرة لتوجيه الزورق إلى المياه اليونانية قبالة جزيرة ليسبوس بهدف إدخاله بشكل غير قانوني إلى اليونان. ونقل البيان عن وزير البحرية اليوناني يانيس بلاكيوتاكيس قوله، إن تركيا تصرفت، مرة أخرى، كـدولة قرصان في بحر إيجه، منتهكة التزاماتها تجاه الاتحاد الأوروبي.

ماليا، سجلت الليرة التركية يوم الخميس هبوطًا قياسيًا أمام الدولار الأمريكي حيث تجاوزت عتبة 9.94 للدولار الواحد.

على صعيد منفصل، ووسط اتهامات للرئيس البيلاروسي بفتح حدوده أمام اللاجئين الذي أتوا بلاده من دول شرق أوسطية عبر تركيا وغيرها، أعلنت أنقرة يوم الجمعة حظر السفر على السوريين والعراقيين واليمنيين من مطاراتها إلى البلد السوفيتي السابق. وأفادت هيئة الطيران المدني التركية في بيان أنه نظرا لمشكلة العبور غير القانوني عبر الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، اتُّخذ قرار بمنع مواطني العراق وسوريا واليمن الراغبين بالسفر إلى تلك الوجهة عبر المطارات التركية حتى بعد شراء تذاكر والصعود على متن الطائرات حتى إشعار آخر.

يشار إلى أن هذا القرار أتى في أعقاب جولة عاجلة من الاتصالات الدبلوماسية بين مسؤولين بولنديين وأتراك وأوروبيين بهدف وقف تدفق المهاجرين الذين يحاولون الوصول بشكل غير شرعي إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر حدوده الشرقية. كما شكل هذا الإعلان تراجعا جزئيا عن موقف تركيا الرسمي من الخلاف المتصاعد بين بيلاروسيا وحليفتها روسيا من جهة، ودول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.

يذكر أن تركيا تستضيف ما يصل إلى خمسة ملايين لاجئ ومهاجر، معظمهم من سوريا، ولا تزال محطة مفضلة للمهاجرين واللاجئين الساعين للوصول إلى أوروبا، وقد لوح الرئيس التركي أكثر من مرة بورقة اللاجئين، من أجل تهديد أوروبا، ومطالبتها بدفع المساعدات.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

أعلن وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، الثلاثاء، أن المملكة وقعت 16 مذكرة تفاهم مع الإمارات، خلال زيارة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في البحرين، إلى أبوظبي. وقد شملت مذكرات التفاهم التي وقعت مجالات عديدة، منها الأمن السيراني والتربية والتعليم والعمل وتنمية الموارد البشرية والتعاون التقني في الفضاء الإلكتروني، ومكافحة الجرائم والصحية والنقل والمواصلات والتجارة والاستثمار والصناعة والأمن الغذائي والتعاون البيئي، وفقا للزياني. إلى ذلك أضاف أن المناقشات تناولت كافة القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وتطرقت إلى جائحة كورونا والتعافي منها، والقضايا العربية، ودعم مبادرة السعودية في اليمن، ودعوة الحوثيين إلى القبول بهذه المبادرة، والوضع في السودان.

 

  1. في الشأن السعودي

أعلن التحالف، الاثنين، أن الدفاعات الجوية السعودية دمرت مسيرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه خميس مشيط.

 

  1. في الشأن الروسي

أكد نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بولانسكي، أن روسيا لم تخطط أبدا لأي تدخل عسكري في الأراضي الأوكرانية. واضاف أن روسيا لم تخطط أبدا ولن تقوم بذلك، إلا في حال دفعت أوكرانيا أو أي طرف آخر إلى ذلك، أو إذا تعلق الأمر بمسألة حماية سيادة روسيا الوطنية.

وأوضح بولانسكي أن الكثير من التهديدات تنبع من أوكرانيا، لا تنسوا السفن الحربية الأمريكية في البحر الأسود، وهذا ما يجعل تفادي صدام مباشر في البحر الأسود أمرا صعبا للغاية!

كما شدد الدبلوماسي على أن لدى روسيا الحق في حشد أي قوات عسكرية في أي مكان داخل أراضيها.

وسبق أن اتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية، الأسبوع الماضي، روسيا، بحشد نحو 90 ألف عسكري من قواتها قرب الحدود مع أوكرانيا، في محاولة للضغط عليها.

في سياق متصل، حذر السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، من خطط لدى الولايات المتحدة لتسليح أوكرانيا، وأكد أن مثل هذه الخطوة لن تساعد على تخفيف التوتر، وستؤدي إلى تفاقم الوضع في إقليم دونباس، وقال السفير الروسي في بيان، بعد اجتماع بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن موسكو تعتقد أن فرصة أخرى ضاعت لإجبار كييف على وقف الحرب.

وأضاف أنتونوف، تعليقا على وثيقة الشراكة التي وقعها وزيرا خارجية الولايات المتحدة وأوكرانيا أنه من الواضح أن هناك تركيزا على مفاقمة الوضع، وليس على تخفيف التوتر، كما أن الوثيقة تحتوي في سطر منها على شحن جيوسياسي لمواجهة روسيا! كما شدد الدبلوماسي على أن أي نوايا لواشنطن لرؤية كييف في الناتو غير مقبولة بالنسبة لموسكو!!

في هذا الاطار، زار وزير الخارجية الأوكراني، على رأس وفد من الحكومة، واشنطن، الأربعاء، ووقع ممثلو أوكرانيا والولايات المتحدة ميثاق شراكة استراتيجية جديد، كما وعد بلينكن خلال الاجتماع بمواصلة تقديم المساعدة العسكرية إلى كييف، بما في ذلك الأسلحة الفتاكة.

 

  1. في الشأن الأوكراني

أجرى مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، محادثات نادرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، لنقل مخاوف الولايات المتحدة الجادة بشأن التعزيزات العسكرية الروسية على طول الحدود الأوكرانية ومحاولة تحديد النوايا الروسية، كما أكد المتحدث باسم بوتين أنه كانت هناك مناقشات.

وذكر تقرير أن زيارة بيرنز للعاصمة الروسية جاءت في وقت يتزايد فيه القلق بين بعض المسؤولين الأميركيين بشأن احتمال تدخل عسكري روسي موسع في أوكرانيا، وأفاد أحد المصادر المطلعة إن الولايات المتحدة لديها مخاوف جدية بشأن الحشد الروسي ، مضيفًا أنه سيكون من الغباء ألا تفكر واشنطن في احتمال غزو أو توغل!

وردا على سؤال حول الموضوعات التي تم التطرق إليها قال بيسكوف إنها حول العلاقات الثنائية والوضع المتأزم في الممارسة الدبلوماسية وتبادل وجهات النظر حول النزاعات الإقليمية، وأضاف أنه تم التطرق أيضًا إلى قضايا الأمن السيبراني.

وتختلف التقييمات حول دوافع روسيا على نطاق واسع داخل الإدارة، حيث أفادت بعض المصادر إن لدى الادارة اعتقاد أن روسيا يمكن أن تستعد لغزو أوكرانيا بينما تشير مصادر أخرى إلى أنهم يجرون تمرينًا، أو يحاولون ببساطة ترهيب أوكرانيا.

وبشكل علني قللت أوكرانيا من أهمية فكرة أن روسيا تعزز وجودها العسكري بالقرب من الحدود بما يتجاوز المستويات العادية، وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية يوم الثلاثاء إن روسيا أرست ممارسة لنقل وتكديس الوحدات العسكرية لغرض الحفاظ على التوتر في المنطقة والضغط السياسي على الدول المجاورة.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "Maxar Technologies" الأسبوع الماضي نوع التحركات للقوات والمعدات الروسية التي يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق بشأنها، وقال اثنان من كبار المسؤولين الأميركيين إن الصور تظهر القوات والدبابات والمدفعية الروسية تحتشد بالقرب من بلدة يلنيا الروسية، وإن إدارة بايدن قلقة أكثر مما كانت عليه في الربيع من احتمال قيام روسيا بغزو.

وقد أرسل الرئيس بايدن بيرنز إلى موسكو يوم الثلاثاء في محاولة لمنع أي نوع من التصعيد، حيث التقى بمسؤولي الكرملين لمحاولة ردع أي خطط لشن هجوم من خلال إبلاغهم أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب تحركات القوات، وفقًا لأشخاص تم إطلاعهم، كما أشار بيرنز إلى مخاوف الولايات المتحدة من أن روسيا على وشك استخدام صادراتها من الغاز كوسيلة ضغط ومن المتوقع أن تعاني أوكرانيا ودول أوروبية أخرى من أزمات الطاقة في الشتاء.

وفي هذا السياق، حذّر مسؤولون أميركيون يوم السبت من زيادة عدد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وأبلغوا نظراءهم الأوروبيين من أن الكرملين قد يكون على وشك غزو منطقة أوكرانية جديدة. وقد أشار أحد كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي إلى أن الرئيس الروسي قد يحاول أيضاً إنشاء بعض القدرات العسكرية على طول حدوده الغربية في حال رأى ضرورة للتدخل في دولة بيلاروسيا، التي دخل حاكمها المقرب من الكرملين في نزاع حالياً مع جيرانه الأوروبيين. ويشير تزايد القلق الأميركي الذي أكده مسؤولان أميركيان إلى أن جهود الرئيس جو بايدن للوصول إلى نوع من التوازن مع فلاديمير بوتين بدأت تفقد زخمها.

في السياق نفسه، ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن الولايات المتحدة تتشاور مع الحكومات الأوروبية بشأن مخاوف من قيام روسيا بشن هجوم مسلح على أوكرانيا؛ وقال مسؤول رفيع في إدارة بايدن إن الولايات المتحدة تتشاور مع الحلفاء بشأن الوضع، وقد ناقشت نائبة الرئيس كامالا هاريس الأمر على نطاق واسع مع الرئيس الفرنسي، وقال المسؤول إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن على اتصال أيضاً بالحلفاء الأوروبيين بشأن هذه المسألة.

وأضاف مسؤول أميركي في ألمانيا أن هناك جهود متضافرة في العواصم في جميع أنحاء أوروبا للتعبير عن مدى القلق من الوضع، ويتم تبادل المعلومات الاستخباراتية والمحادثات عبر طيف واسع من العسكريين والدبلوماسيين؛ كما أكد مسؤول أوروبي بشكل منفصل أن الولايات المتحدة أرسلت معلومات استخبارية إلى الحلفاء حول الوضع في أوكرانيا.

بدوره، قال أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي إن المسؤولين الأميركيين أجروا مناقشات مع الأوروبيين تتعلق بنفس المخاوف بشأن التعزيزات الروسية على طول حدودها مع أوكرانيا، والتي تشمل المدفعية والدبابات ووحدات المشاة الجديدة والوحدات المدرعة الأخرى.

وفي هذا السياق أيضا شرح مسؤول رفيع في فريق الأمن القومي الأميركي الوضع قائلاً إن بوتين يضع القدرات اللازمة لتدخل عسكري سريع للغاية في بيلاروسيا أو أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، في دونباس التي تشهد حرباً بين كييف وانفصاليين مقربين من موسكو، وتطلق القوات الروسية الانفصالية المشتركة النيران يومياً على القوات الأوكرانية، دون أي علامات على أي تراجع! وأضاف المسؤول أنه من غير المرجح أن يقوم بوتين بتدخل عسكري في بيلاروسيا، لكنه على الأرجح يريد أن يكون لديه "معدات" في حال قرر أن هناك حاجة للقيام بذلك.

في سياق منفصل، قالت وزارة الداخلية الأوكرانية إنها بدأت تعزيز الحدود مع بيلاروسيا، في ظل التطورات المتعلقة بالمهاجرين، وأكدت أنها ستدفع بمزيد من حرس الحدود، مدعومين بقوات من الحرس الوطني والشرطة، وأشارت الوزارة إلى أن السلطات الأوكرانية تستعد لجميع السيناريوهات التي يمكن أن تحدث على الحدود البولندية البيلاروسية.

وأعلن وزير الداخلية الأوكراني، دنيس موناستيرسكي، عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي والدفاع، يوم الأربعاء، أن سلطات إنفاذ القانون الأوكرانيين يعملون على تعزيز الإجراءات الأمنية، استعدادا لأزمة هجرة محتملة على الحدود مع بيلاروسيا.

وبحسب موناستيرسكي، قرر مجلس الأمن والدفاع زيادة عدد حرس الحدود على الحدود، وحدد المناطق الأكثر احتمالا للتكدس الجماعي للمهاجرين.

وأوضح الوزير الاوكراني أنه في المستقبل القريب، ستشارك القوات المسلحة أيضا في المناطق الحدودية، استعدادا لأي سيناريوهات محتملة تتعلق بأوضاع المهاجرين غير الشرعيين من البلدان الأفريقية، فبيلاروسيا تنقل المهاجرين بشكل مصطنع إلى الحدود البولندية اليوم، ولا نستبعد أن يتكرر هذا السيناريو مع الحدود الأوكرانية.

إلى ذلك أكد الوزير أنه في حالة تدفق المهاجرين، فإن أوكرانيا سوف تستجيب في إطار القانون.

من جانب آخر، أعرب الاتحاد الأوروبي الجمعة عن قلقه حيال أنشطة روسيا العسكرية قرب الحدود الأوكرانية، بعدما طالبت واشنطن موسكو بتوضيحات، وقال الناطق باسم شؤون الاتحاد الأوروبي الخارجية، بيتر ستانو أن الاتحاد يراقب الوضع والمعلومات التي جمعها حتى الآن، وهي مقلقة.

من جهتها، حذرت فرنسا روسيا من أي انتهاك جديد لوحدة أراضي أوكرانيا، ونقل وزيرا الخارجية والجيوش الفرنسيان، جان إيف لودريان وفلورنس بارلي، الرسالة خلال اجتماع في باريس مع نظيريهما، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو.

وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية أن الوزيرين أعربا عن مخاوفهما بشأن تدهور الوضع الأمني في أوكرانيا، وحذرا بوضوح من العواقب الخطرة لأي انتهاك محتمل آخر لوحدة أراضي أوكرانيا.

وفيما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، دعت باريس موسكو إلى الانخراط مجدداً في مفاوضات آلية نورماندي، من خلال قبول عقد اجتماع وزاري رباعي (فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا) قريباً، وفق ما التزم به الرئيس بوتين.

وعلى صعيد متصل، أعلنت كييف مقتل اثنين من العسكريين الأوكرانيين الجمعة في انفجار عبوة ناسفة على خط المواجهة مع الانفصاليين.

أعلن وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، الأحد أن بلاده تخطط لنشر منظومات صواريخ "نيبتون" المضادة للسفن على حدودها الجنوبية، وخلال زيارة قام بها إلى مدينة بيرديانسك جنوبي البلاد، قال الوزير إنه يعطي أهمية بالغة لوجود هذه المنظومات بين أسلحة القوات البحرية الوطنية.

ونقل موقع وزارة الدفاع عن ريزنيكوف أن أوكرانيا تطور شراكتها العسكرية مع الدول الغربية وخاصة مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن زورقين أمريكيين من نوع "أيلند" ينفذان حاليا مهامهما ضمن تشكيل الأسطول البحري الوطني، وهناك زورقان إضافيان من النوع نفسه في طريقهما إلى أوكرانيا.

كما أكد ريزنيكوف أن أوكرانيا تتعاون عسكريا مع تركيا، مذكّرا بأن أنقرة وردت لكييف المنظومة الأولى من طائرات "بيرقدار" المسيرة، كما بدأ في مصنع تركي بناء جسم فرقاطة من طراز ADA لسد احتياجات الأسطول الحربي الأوكراني.

وكان الرئيس الأوكراني، أعلن في أغسطس الماضي أن بلاده تخطط لتنفيذ برنامج كبير لتطوير القوات البحرية الوطنية بحلول عام 2035، مضيفا أن الأعمال جارية لإحداث البنية التحتية اللازمة لبناء غواصات صغيرة وفرقاطات وزوارق عسكرية، وإقامة قواعد بحرية في البلاد، بما في ذلك في مدينتي بيرديانسك وأوتشاكوف.

 

  1. في الشأن الايراني

أقرت مجلة صبح صادق، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن انفجار 26 سبتمبر الذي وقع في "مركز أبحاث جهاد الاكتفاء الذاتي" التابع للحرس الثوري، والذي أعلن في السابق بأنه نجم عن حريق، كان في الواقع هجوما يتماشى مع استراتيجية إسرائيل لزيادة الضغط على إيران حسب تعبير الأسبوعية. ويأتي هذا الاعتراف في حين سبق وأفادت وكالات أنباء مقربة من الحرس الثوري، نقلاً عن العلاقات العامة لهذه القوة العسكرية الإيرانية في 27 سبتمبر الماضي، أن اثنين من موظفي المركز، وهما: مرتضى كريمي وحسين عابدي، قُتلا وأصيب آخر في حريق نشب في أحد مراكز أبحاث الاكتفاء الذاتي للحرس الثوري الإيراني.

وخلافا للرواية السابقة للحرس الثوري الإيراني، كانت مجموعة أبحاث "إيميج ست إينتل"، ومقرها إسرائيل، قد نشرت، في 30 سبتمبر، صورا التقطت بواسطة الأقمار الصناعية، تكشف عن وقوع انفجار في منشأة "مجمع همت الصناعية"، وهي في الواقع قاعدة صواريخ سرية تابعة للحرس الثوري، وتسبب الانفجار في أضرار جسيمة في مبنى المنشأة. ولم يعلق الحرس الثوري الإيراني على تقرير المجموعة الإسرائيلية حينها، لكن بعد شهر من نشر التقرير، أكدت الأسبوعية التابعة للحرس الثوري الإيراني أن الحادث لم يكن نتيجة حريق بل تعرضت المنشأة لهجوم، وعلقت على ذلك قائلة إن الهجوم على مركز أبحاث الحرس الثوري الإيراني كان جزءا من "استراتيجية قتل بألف طعنة سكين".

ويتم في "مجمع همت الصناعي" التابع للمنظمة الجوفضائية بوزارة الدفاع الإيرانية، صنع الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود السائل، وكانت الولايات المتحدة فرضت عام 2005 عقوبات على هذا المجمع.

وفي الأشهر الأخيرة، تحدثت تقارير إعلامية عديدة أن الحكومة الإسرائيلية اختارت استراتيجية "الموت بألف طعنة" لمواجهة إيران، ورد المتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف، في 30 سبتمبر على هذه التقرير قائلا: "شهر الإسرائيليون ألف سيف في السنوات الأخيرة ، ولم يحدث شيء".

من ناحيتها، أشارت أسبوعية الحرس الثوري إلى أن الهجوم على منظومة الوقود أظهر أن البنية التحتية للبلاد لمواجهة هذا النوع من الهجوم، ضعيفة جدا، وأضافت أن الهجمات كانت تهدف إلى زيادة الضغط على إيران بغية الحصول على تنازلات نهائية.  

في ملف المفاوضات، على الرغم من إعلان الخارجية الإيرانية الأسبوع الماضي استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية التي توقفت في فيينا منذ يونيو في 29 من الشهر الجاري، إلا أن واشنطن لا تبدو متفائلة، فقد كرر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن بلاده مستعدة للعودة إلى المحادثات بشأن الاتفاق النووي أو خطة العمل الشاملة المشتركة ، إلا أنه أردف أن طهران لم تظهر بعد استعدادها الجدي للقيام بذلك، أضاف بحسب ما نقلت شبكة "إيران انترناشيونال" يوم الاثنين أن بلاده تعمل عن كثب مع شركائها وحلفائها لتهيئة الظروف اللازمة للمحادثات النووية.

من جانبها، طالبت طهران الولايات المتحدة بتقديم ضمانات، واعتبر المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده، يوم الاثنين أن على أميركا تقديم ضمانات بأنها لن تتخلى مجددا عن الاتفاق النووي إذا تم إحياؤه، كما أضاف أن على الإدارة الأميركية رفع كل العقوبات التي فرضت على بلاده، في عملية يمكن التحقق منها. بدوره، اعتبر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي البرلمانية، محمود عباس زاده مشكيني أن مفاوضات فيينا ينبغي أن تبدأ من نقطة انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، متحدثا عن وجوب عدم التخلي عن طلب ضمانات من الإدارة الأميركية بعدم الانسحاب ثانية.

وفيما يواصل كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، علي باقري الذي زار باريس وبرلين الاربعاء، لقاءاته الأوروبية، يوم الخميس بزيارة إلى لندن، أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عن استعداد بلاده لإبرام تفاهم جيد في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن برنامجها النووي، والمقرر استئنافها أواخر الشهر الحالي. كما أوضح باقري في تصريحات للتلفزيون الرسمي ليل الثلاثاء الأربعاء، أن طهران لن تعيد التفاوض على برنامجها النووي في فيينا، على اعتبار أن الاتفاق بشأنه أنجز قبل خمسة أعوام، وقال أن الموضوع النووي الإيراني ليس مدرجا على جدول أعمالنا في مفاوضات فيينا، وشدد على أن المباحثات ستركز على تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي والعقوبات غير المشروعة التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها الأحادي.

وبعد لقائه الجمعة منسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات النووية إنريكي مورا في إسبانيا ضمن الجولة الأوروبية نقلت وكالة إرنا للأنباء عن باقري قوله إن القضيتين الأساسيتين في مفاوضات فيينا هما إلغاء إجراءات الحظر وعودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي. وقد أكد وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان في السياق بتعليق على إنستغرام مساء الجمعة، أن بلاده لا تنوي البقاء فيما وصفه بالطريق المسدود الذي وصلت اليه المحادثات السابقة، وأضاف إذا دخل الطرف الآخر في مفاوضات فيينا بنهج جاد وإيجابي، فسيكون من الممكن التوصل إلى اتفاق جيد على المدى القصير.

في السياق أيضا، أعرب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الجمعة عن استغرابه لعدم تواصل الحكومة الإيرانية الجديدة مع الهيئة بشأن العديد من القضايا المهمة العالقة منذ توليها السلطة. يشار إلى أن رافاييل غروسي كان يأمل في زيارة إيران قبل الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يبدأ في 22 نوفمبر، لكنه أبدى يوم الجمعة خيبة أمل لأنه لم يتلق دعوة حتى الآن.

 

  1. في الشأن السوداني

شكل قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، مجلس سيادة انتقالياً جديداً في البلاد، وهو المؤسسة التي تتولى السلطة بالاشتراك مع الحكومة المدنية منذ إطاحة عمر البشير عام 2019، وفق ما أعلن التلفزيون الرسمي، الخميس، وقد احتفظ البرهان بمنصبه رئيساً للمجلس، كما احتفظ محمد حمدان دقلو (حميدتي) بموقعه نائباً لرئيس المجلس. كذلك أعلن مكتب قائد الجيش السوداني، أن أعضاء الجبهة الثورية وافقوا على المشاركة في تشكيلة المجلس السيادي. وبعد إعلان تشكيل المجلس السيادي الجديد ، اندلعت احتجاجات في العاصمة السودانية.

وخلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأوغندي، يوري موسفني، أكد البرهان على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفاءات مدنية ديمقراطية تمثل تطلعات الشعب السوداني، وفق وكالة الأنباء الرسمية "سونا"، كما شدد على حرصه التام على حماية الثورة وتحقيق الانتقال الديمقراطي والتزامه بالحوار مع كافة القوى السياسية للخروج من الأزمة السياسية الراهنة، وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة.

وقد أتت هذه التطورات في وقت تعثرت المفاوضات مع رئيس الحكومة المقال عبدالله حمدوك من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية، ولم تفض إلى حل، وأكدت مصادر في وقت سابق الخميس أن حمدوك اشترط خلال لقائه بوفد الوساطة السياسية مساء الأربعاء العودة للمشاركة بتوافق قوى الثورة الحية، كما أشارت إلى أن الوفد عرض على حمدوك منصب العضو 15 في مجلس السيادة، غير أن القوى السياسية تمسكت بعودته رئيساً لأي حكومة مقبلة، رافضة هذا المقترح.

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، يوم الخميس، أن أحدث التطورات التي يشهدها السودان مقلقة للغاية، وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يريد أن يرى عودة إلى المرحلة الانتقالية في أسرع وقت ممكن. في موازاة ذلك، دعا دوجاريك أيضاً إلى الإفراج عن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي وُضع رهن الإقامة الجبرية في منزله، وعن زعماء سياسيين آخرين.

كذلك أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس، عن قلقه من أن تعيين مجلس سيادة جديد من قبل قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان يزيد من صعوبة العودة إلى النظام الدستوري، وقالت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان في بيان إن بيرتس أكد مجددا خلال إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي على أهمية التوصّل إلى حلّ عاجل عن طريق المفاوضات لإعادة الحياة السياسية والاقتصادية إلى طبيعتها. وجدد الممثل الخاص للأمين العام دعواته إلى الجيش السوداني لممارسة ضبط النفس والسماح بالاحتجاجات السلمية ولا سيّما بالنظر إلى المظاهرات المخطط لها في 13 نوفمبر تشرين الثاني الجاري. كذلك، حث الممثل الأممي الجيش على اتخاذ إجراءات أخرى للحدّ من التصعيد وبناء الثقة، بما في ذلك إعادة الحرية الكاملة لرئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك والإفراج عن المعتقلين السياسيين وإعادة خدمة الإنترنت والامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات الأحادية الجانب التي تتعارض مع روح الشراكة الانتقالية، مؤكداً أن هذه التدابير أساسية لإجراء المفاوضات من أجل استعادة الشراكة الانتقالية بنهج بنّاء وبحسن نيّة.

من جانبه، أكد المجلس المركزي القيادي لقوى الحرية والتغيير في بيان، الجمعة، أن قرارات البرهان تشير إلى عدم اكتراثه لنبض الشارع، واستمراره في الإجراءات الأحادية، واعتبر أن المجلس المعلن انقلابي، وفق وصفه، مضيفا أن محاولات التضييق والاعتقالات التعسفية لن توقف مسيرة الثورة.

بدوره، أعلن وزير الإعلام في الحكومة المقالة حمزة بلول، أن المجلس الجديد يمثل امتدادا لإجراءات 25 أكتوبر التي وصفها بالانقلابية. أما تجمع المهنيين السودانيين، وهو حركة احتجاج رئيسية في البلاد، فاعتبر قرارات البرهان تخصه وحده، مؤكدا ألا شرعية لها، وداعيا إلى إسقاطها بالكامل. كذلك، أعلنت حركة جيش تحرير السودان رفضها التام لقرار تشكيل المجلس السيادي، وقال رئيس الحركة الريح محمود جمعة، إنه يرفض رفضا قاطعا اجراءات البرهان، معتبرا أنها امتداد للقرارات السابقة التي وصفها أيضا بالانقلابية.

وفي السياق، جددت دول الترويكا "الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج"، يوم الجمعة، الإعراب عن قلقها من الإجراءات الأخيرة التي اتخذت في السودان، وأشارت بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وسويسرا، في بيان مشترك إلى شعورها بقلق بالغ حيال الإعلان عن مجلس سيادي جديد في البلاد، معتبرة أنه خطوة أحادية، تمثل انتهاكا للوثيقة الدستورية لعام 2019، التي نصت على أن تختار قوى إعلان الحرية والتغيير أعضاء المجلس، واعتبرت أن إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مخالف لتطلعات الشعب السوداني، ومتطلبات تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.

لكن ورغم الاعتراضات، قال عضو المجلس السيادي الجديد، ياسر العطا، الجمعة، إن تشكيل المجلس الجديد يأتي في إطار تصحيح مسار ثورة ديسمبر لترسيخ دعائم الدولة المدنية، وأضاف في بيان لمجلس السيادة أن الخطوة جاءت بعد مسيرة طويلة من المشاورات مع كل مكونات القوى السياسية والاجتماعية، كما أضاف أن باب المشاورات مفتوح ومتواصل من أجل تحقيق الوفاق السياسي، وصولا لانتخابات حرة ونزيهة.

وعصر يوم السبت، انطلقت في العاصمة السودانية تظاهرات رافضة لقرارات القائد العام للقوات المسلحة، عبدالفتاح البرهان، التي أصدرها في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي بحل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ، فيما أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

وقد أكدت لجنة الأطباء المركزية ارتفاع عدد قتلى التظاهرات إلى 5 إضافة لعدد كبير من المصابين بمستشفيات الخرطوم، وقالت اللجنة إن أربعة من القتلى توفوا متأثرين بإصابتهم بالرصاص، في وقت توفي الخامس نتيجة للاختناق بالغاز المسيل للدموع، مشيرة إلى تزايد عدد الإصابات الخطيرة.

وفرقت السلطات الأمنية تظاهرات حاشدة في الخرطوم وأم درمان وبحري، وأطلقت الغاز المسيل للدموع قبل أن يعاود المتظاهرين التجمع مرة أخرى، وبحسب شهود عيان، فإن عمليات الكر والفر استمرت حتى المساء بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية.

يشار إلى أن تلك التظاهرات أتت بعد أن دعت تنسيقيات "لجان المقاومة في الخرطوم" إلى تسيير تظاهرات تحت مسمى "مليونيات الغضب" لإسقاط المجلس العسكري، وذلك بعد يومين من إعلان البرهان تشكيل مجلس سيادة جديد.

 

  1. في الشأن الصيني

وجّهت الولايات المتحدة، الأحد، تحذيرًا إلى الصين بشأن تايوان، قبل ساعات من قمّة افتراضيّة مقرّرة الاثنين بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ، وأعرب وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن في اتّصال مع نظيره الصيني وانغ يي عن قلقه إزاء الضغط العسكري والدبلوماسي والاقتصادي المتواصل لجمهوريّة الصين الشعبيّة ضدّ تايوان، كما دعا بلينكن بكين إلى الانخراط في حوار هادف لحل خلافاتها مع تايبيه سلميًا ووفقًا لرغبات الشعب في تايوان ومصالحه، حسب بيان لوزارة الخارجيّة الأميركيّة.

ويعقد بايدن وجينبينغ اجتماعا عبر الفيديو، الاثنين، هو الثالث بين رئيسي الدولتين، بينما تتراكم الخلافات بين واشنطن وبكين اللتين تبدي كل منهما حزما في مواقفها بشأن ملفات عدة بينها تايوان. وتهدف المحادثة بين بلينكن ووانغ إلى التحضير للقمة بين الرئيسين.

يشار إلى أن العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم تدهورت في الأسابيع الماضية، على خلفية ملفات عدة، بدءا بالتجارة مرورا بحقوق الإنسان وصولا إلى طموحات الصين الإقليمية، وهو ما دفع بايدن إلى تعزيز تحالفاته الإقليمية في آسيا. كما أنه وبعد تصريحات بايدن التي أشار فيها إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للتدخل إذا هاجمت الصين الجزيرة، عاد الدبلوماسيون الأميركيون إلى خط تقليدي وأكثر حذرا، مضاعفين التحذيرات ومشددين على إرادتهم ردع بكين عن أي تدخل عسكري.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية إن وانغ قال لنظيره الأميركي إن الجانبين يجب أن يلتقيا في منتصف الطريق خلال المحادثات بين شي وبايدن، كما أكد لبلينكن أن على واشنطن الكف عن إرسال إشارات خاطئة حول وضع تايوان.

إلى ذلك، يجري الجيش الصيني مناورات عسكرية بالقرب من تايوان، رداً على زيارة وفد من الكونغرس الأميركي إلى الجزيرة، في وقت أكدت فيه بكين استعدادها للعمل مع واشنطن لإدارة الخلافات، وقالت وزارة الدفاع الصينية في بيان نشرته الثلاثاء إن المناورات في منطقة مضيق تايوان هي إجراء ضروري لحماية السيادة الوطنية، في وقت لم يتطرق البيان إلى توقيت المناورات والقوات المشاركة فيها ومكانها المحدد.

وأضاف البيان أن دورية الاستعداد للحرب المشتركة التي نفذتها قيادة المسرح الشرقي بالجيش الصيني كانت مدفوعة بالأقوال والأفعال غير الصحيحة للدول المعنية بشأن قضية تايوان وأفعال أولئك الذين يدافعون عن استقلال الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.

وفي حين ولم تتوافر تفاصيل عن الوفد الأميركي الذي ورد أنه وصل إلى تايوان الثلاثاء، دان البيان الصادر عن وزارة الدفاع الصينية هذه الزيارة بشدة، قائلاً أنه لا ينبغي لأحد أن يقلل من أهمية عزم جيش التحرير الشعبي على حماية السيادة الوطنية للشعب الصيني وسلامة أراضيه.

 

  1. في أزمة تونس

احتدمت المواجهات بين قوات الأمن التونسي والمحتجين، الأربعاء، في مدينة عقارب بولاية صفاقس، واستخدم الأمن الغازَ المسيل للدموع ضد المتظاهرين الرافضين قرار استئناف نشاط مكب النفايات في المدينة، محذرين من مخاطره الصحية والبيئية. وكان المتظاهرون قد اتجهوا إلى محيط مكب النفايات إلا أن الأمن تصدى لهم.

من جهته، قال الأمينُ العام للاتحاد التونسي للشغل نورالدين الطبوبي، إن وفاةَ أحد المحتجين في مدينة عقارب جاءَ نتيجةً للحل الأمني الذي اختارته السلطات، واعتبر أن صفاقس أصبحت جهةً منكوبة بيئيا بسبب عجز الدولة عن إيجاد الحلول العاجلة.  

وتجددت المواجهات بين قوات الأمن التونسية والمحتجين، في محافظة صفاقس وسط شرق تونس يوم الخميس، وأغلقت السلطات الطريق السريع الرابط بين محافظتي صفاقس وڨابس، تزامناً مع توقف حركة السير. وكانت مظاهر الحياة والمرافق العامة توقفت بشكل شبه كامل في مدينة عقارب بالمحافظة، غداة الإضراب العام، والمواجهات التي اندلعت على خلفية فتح مكب النفايات.

جدير بالذكر، أن مدينة عقارب تشهد منذ بداية الأسبوع، موجة من الاحتجاجات والغضب والمواجهات بين رافضين لقرار السلطات إعادة فتح مكب نفايات "القنا" ووحدات الأمن، ما أسفر عن وفاة شاب وتوقيف عدد من المحتجين، فيما تمركزت وحدات الجيش بالمنطقة بعد انسحاب الأمن. وكان هذا المكب أغلق أواخر سبتمبر الماضي، إثر احتجاجات على رمي نفايات كيميائية في الموقع المخصص للنفايات المنزلية، لكن مدينة صفاقس شهدت بعد ذلك تكدسا للنفايات في الشوارع، ما دفع السلطات الاثنين إلى إعادة فتحه، مشعلة غضب المواطنين.

وفي هذا السياق، شدد الرئيس التونسي، الخميس، على ضرورة الانتباه إلى كل من يسعى إلى تأجيج الأوضاع في البلاد، وقال بيان للرئاسة التونسية إن الرئيس سعيّد أكد على وحدة الدولة التونسية، وعلى أهمية وعي الجميع بالمخاطر التي تعيشها البلاد. جاء ذلك خلال لقائه نشطاء المجتمع المدني بمدينة عقارب، حيث بحث معهم الاحتجاجات الأخيرة.

في سياق منفصل، شهدت العاصمة التونسية الأحد مظاهرات ضد قرارات الرئيس سعيد الأخيرة، وتجمع المئات من التونسيين أمام مقر البرلمان التونسي بضاحية باردو وسط العاصمة تونس، للتعبير عن معارضتهم لاستمرار إجراءات الرئيس التونسي الاستثنائية. وتصدت قوات الأمن لمحاولات اقتحام البرلمان من قبل محتجين من أنصار حركة النهضة الإسلامية.

وتأتي المظاهرات ضد الرئيس استجابة لدعوة مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، للتظاهر ضد حالة الاستثناء الاعتباطية ودفاعا عن الشرعيّة الدستورية والبرلمانية. وتأسس تكتلّ "مواطنون ضد الانقلاب"، المؤلف من نشطاء وحقوقيين وسياسيين مناهضين لقرارات سعيد ومناصرين لحركة النهضة، تزامنا مع إعلان الرئيس التونسي تلك الإجراءات الاستثنائية، كتحرك رافض لها.

وفي سياق متصل، عبّر الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري، يوم الأحد، عن رفضه عودة المجلس النيابي المجمّد، داعياً إلى الإسراع في اتخاذ خطوة للأمام، وأضاف أنه يلزم خطوة إلى الأمام الآن واليوم وأي تأخير هو فرصة للمستنصرين بالخارج. وفي وقت سابق، شدد الرئيس التونسي في اتصال هاتفي مع الطبوبي على أهمية الإسراع بمواصلة مسار 25 يوليو، حسبما ذكر بيان للاتحاد، وأضاف البيان أن الاتصال بحث الوضع في تونس وشدد على أن مسار 25 يوليو فرصة تاريخية للقطع مع عشرية غلب عليها الفشل.

 

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

8 تشرين الثاني 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أحمد فتفت، أنطوان قسيس، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، أحمد عيّاش، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبود، خليل طوبيا، رالف غضبان، ربى كبارة، رودي نوفل، سناء الجاك، سامي شمعون، سعد كيوان، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فضيل حمود، فادي أنطوان كرم، لينا التنّير، ماريو زكور، ماجدة الحاج، ماجد كرم، مياد صالح حيدر، ندى صالح عنيد، نبيل يزبك، نيللي قنديل، نورما رزق، وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي:

يتأكد يوماً بعد يوم أن ايران وحلفائها في المنطقة يلجؤون إلى العنف والتصفيات الجسدية كلما حصلت إنتخابات وكانت نتائجها ليست لمصلحتهم. هذا ما حصل في بيروت في العام 2005، عندما حقق "14 آذار" انتصاراً كاسحاً بعد خروج الجيش السوري من لبنان، وهذا ما يحصل اليوم في بغداد في العام 2021، كما أن استهداف رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، تطور امني خطير يدخل المنطقة في مجهول حتمي على طريق انتظار مؤتمر فييّنا نهاية شهر تشرين الحالي. يعلن "اللقاء" تضامنه مع العراق بوجه من حاول استهداف الرئيس الكاظمي في منزله بثلاث طائرات مفخخة مسيّرة، ويعتبر أن معركة التحرر من الإحتلال الإيراني واحدة في بيروت كما في بغداد. وأن التسميات المتعددة لميليشيات إيران من "فصائل اهل الحق" إلى "الحوثيون" إلى "حزب الله" الى "فاطميون" و"زينبيون" إنما هي أسماء حركية متعددة لفصيل إيراني واحد، وفي المقابل فإن مصطفى الكاظمي ورفيق الحريري وسمير قصير ولقمان سليم وهشام الهاشمي هم أسماء لمشروع عروبة حديثة جوهرها إعلان الرياض 2007 الذي أطلق بطاقة تعريف عن العروبة الحديثة بما هي عروبة ثقافية لا دينية ولا سياسية. ويؤكد "لقاء سيدة الجبل" على أن أولويته تبقى رفع الاحتلال الايراني عن لبنان، وذلك من خلال إسقاط السلطة، كل السلطة، بكامل تراتبيتها السياسية؛ بدءاً برئيس الجمهورية ميشال عون، الذي مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والمجلس النيابي مجتمعين، يؤمنون غطاءً دستورياً وسياسياً لسلاحٍ غير شرعي. ويؤكد "اللقاء"، في هذا الإطار، استمراره بالعمل لجمع اللبنانيين من أجل إطلاق مجلسٍ وطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان.

2*) حركة أمل

8 تشرين الثاني 2021

عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الأعضاء، وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية.

وبعد الإجتماع صدر بيان، استنكر ودان "بشدة محاولة الاغتيال الجبانة لرئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي وعائلته التي دبرت في الليل، لتطال العراق الشقيق وتهدد أمنه واستقراره وتدفع نحو الفوضى"، معتبرا "أن المطلوب الآن التمسك أكثر بالحوار وتغليب لغة العقل والحكمة والتماسك الداخلي والحرص من الجميع أكثر من أي وقت مضى لتفويت الفرصة على محاولي العبث بأمن واستقرار العراق الشقيق".

 واستغرب البيان "إصرار البعض في الإستمرار بالتعمية على الحقيقة ومحاولة ضرب القضاء ومناعته من خلال التسييس والإستنسابية والإنتقال إلى تطييفه من خلال تصنيف القضاة على هذا الأساس في قضية انفجار المرفأ المطلوب فيها الحقيقة والعدالة".

واعتبر البيان "أن الحملة المبرمجة والمعروفة الأهداف والغايات على القاضي حبيب مزهر تظهر بوضوح إزدواجية المعايير في التعاطي مع القضاة وفقا لمصالح بعض الفئات، وهذا الأمر لا يمكن أن يكون سبيلا إلى العدالة والحقيقة، وليس سوى مطية لتمييع الوقائع والحقائق".

وأكد البيان "أن الالتزام بالدستور والقانون وأصول المحاكمات والمحاكم واختصاصاتها هي الطريق الوحيد إلى إظهار الحقيقة، وأن استمرار القاضي بيطار في مكابرته ومخالفاته القانونية وأدائه المسيس، يحمله مسؤولية حرف الدعوى القضائية والقضاء عن المسار المهني القانوني السليم، كما يضع في رقبته دماء الشهداء الذين سقطوا غدرا وغيلة في الطيونة برصاص الجناة من فاعل وشريك ومحرض ومتدخل ومخبئ".

واعتبر البيان "أن محاولات البعض المكشوفة للهرب من إستحقاق الانتخابات النيابية بالتهويل بالطعن بقانون الانتخابات النافذ، هي دليل واضح على خوف هذا البعض من نتائج الانتخابات وإسقاط اوهامه السلطوية، واستكمال تطييف كل العناوين السياسية في البلد وصولا إلى المغتربين وحقوقهم".

وأكد البيان "الإصرار على التمسك بإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، كونها وسيلة تعبير عن خيارات المواطنين وحقهم باختيار من يريدون تمثيلهم في الندوة البرلمانية"، داعيا إلى "تأمين كل المستلزمات اللوجستية لنجاحها".

3*) كلمة البطريرك الراعي

8 تشرين الثاني 2021

يسعدني أن أفتتح معكم دورة مجلسنا الرابعة والخمسين، ونضع أعمالها تحت أنوار الروح القدس، وشفاعة أمنا مريم العذراء، أم المشورة الصالحة، راجين لها أفضل الثمار.

ويطيب لي أن أرحب باسمكم وباسمي بصاحب الغبطة رفائيل بدروس الحادي والعشرين كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك بانتخابه "أبا ورأسا" للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية الشقيقة. ونقدم له أطيب التهاني والتمنيات. وقد آلمتنا وفاة سلفه المثلث الرحمة البطريرك كريكور بدروس العشرين، الذي كان عضوا فاعلا ودؤوبا في مجلسنا، ووفاة المثلث الرحمة المطران بطرس الجميل، رئيس أساقفة قبرص سابقا وكان هو أيضا عضوا في مجلسنا. فلنصل الأبانا والسلام لراحة نفسيهما في الملكوت السماوي.

ويطيب لي أن أرحب معكم بعضوين جديدين آخرين هما: قدس الأباتي بيار نجم الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية، وقدس الأرشمندريت برنار توما الرئيس العام للرهبانية الباسيلية الشويرية.

 "رؤية الكنيسة الوطنية، ورسالتها التربوية": هما موضوع دورتنا، بالإضافة إلى "المراحل الإعدادية لسينودس الأساقفة: نحو كنيسة سينودسية: شركة ومشاركة ورسالة"، وإلى "إنعقاد الجمعية العمومية السنوية العادية الثانية لرابطة كاريتاس لبنان"، التي تقتضي حضور أعضاء المجلس كونها منبثقة عنه، فإلى "إجراء إنتخابات إدارية في لجان المجلس".

أولا: رؤية الكنيسة الوطنية

  1. هذا الموضوع تمليه على مجلسنا الظروف الراهنة. نشأ لبنان سنة 1920 ليكون وطن الإنسان المزين بالحرية والكرامة، ووطن التعددية الثقافية والدينية، ووطن العيش معا مسيحيين ومسلمين بالإحترام المتبادل والمساواة والتعاون المتوازن في إدارة الدولة، ووطن الإنفتاح على كل الدول بميزة الحياد الملتزم بقضايا الإستقرار والعدالة والسلام وحقوق الإنسان في بيئته العربية، والمتحرر من الأحلاف والنزاعات والحروب الإقليمية والدولية. وبهذه الميزات أعلنته مقدمة الدستور "وطنا نهائيا لجميع أبنائه" (عدد أ). ولكنه لم يترافق بولاء نهائي.

عندما نلقي نظرة على واقعنا نشهد أننا نبتعد شيئا فشيئا عن هويتنا هذه. هذا الإبتعاد المتواصل، من دون معالجة، أوقعنا في الأزمة السياسية الحادة التي تسببت وتتسبب بالأزمات الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية، كما وبسوء علاقات لبنان مع محيطه العربي.

  1. خلاصنا في العودة إلى ثوابتنا الوطنية، وهي ثلاثة:

أ- العيش المشترك

هو مشروع حضاري قائم على الإنتماء إلى الوطن بالمواطنة لا بالدين. ما يعني أن ميزة لبنان كما عبر عنها المكرم البطريرك الياس الحويك في مؤتمر السلام في فرساي في فرنسا (1919) كونه دولة "تحل الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية". هذا هو أساس الفصل بين الدين والدولة في لبنان، وأساس تكوين الدولة اللبنانية على الحرية، والمساواة في المشاركة، وحفظ التعددية التي هي بمثابة القلب للبنان.

ب-الميثاق الوطني

وضعه منجزو الإستقلال سنة 1943 على قاعدة "لا شرق ولا غرب"، لتكون الأساس لدولة تحقق أماني اللبنانيين جميعا، وتبعدهم عن المحاور والصراعات، وعن الإنشداد إلى إعتبارات تتخطى الكيان اللبناني ودولته. وهذه القاعدة كانت الأساس لبناء علاقات الدولة مع الخارج.

ج- الصيغة

هي التطبيق العملي للميثاق، وتنظم المشاركة الفعلية بين المكونات اللبنانية في النظام السياسي، وتحققها. أتت هذه الصيغة لتعكس التجربة التاريخية التي أثبتت أن لبنان لا يقوم إلا بجناحيه المسيحي والمسلم. ولذا لم تقم يوما على مقاييس العدد.

باب الحل

  1. إن الظرف الصعب والدقيق الذي يعيشه لبنان والمنطقة يوجب على اللبنانيين أن يستلهموا هذه الثوابت الوطنية الثلاث في حياتهم الوطنية وخياراتهم السياسية، وأن يبنوا دولة عادلة وقادرة ومنتجة. دولة لا تتيح لأي فريق فرض خياراته على الآخرين، والإستقواء بالخارج، وتعطيل المؤسسات الدستورية، ورهنها بخيارات يدعي أصحابها بأنها هي المحقة والمنجية.

ويبقى الحياد الإيجابي الفاعل هو أنجع الطرق للحفاظ على التعددية، والإرتكاز على قوته الدفاعية بدعم الجيش وسائر القوى الأمنية، والإلتزام بقضايا الأسرة العربية، وبخاصة القضية الفلسطينية، وتلك المتعلقة بالعدالة والعيش معا والتنوع في الوحدة، وحقوق المواطنة، وبناء السلام.

  1. بسبب الإبتعاد على هذه الثوابت الوطنية ومستلزماتها تعطلت الحكومة في أدق ظرف من الحاجة إليها. ولا نستبعد أن يكون هدف الذين يعطلون المؤسسات الدستورية هو ضرب وحدة لبنان، وتعطيل السنة الأخيرة من العهد، وتفكيك الدولة، والتمرد عليها، والاستيلاء على قراراتها، والانفصال عنها، وقلب الحقائق، وقطع علاقاتها عن أشقائها وأصدقائها، وإلقاء التهم باطلا على الذين لا يزالون في كنف الدولة والشرعية.

قدر المؤمنين بكيان لبنان وهويته الوطنية ورسالته التاريخية أن يواجهوا هذا الانحراف بكل الوسائل التي يتيحها الدستور والقوانين، وهي كثيرة وفعالة، إذا أحسن استعمالها وإذا اتحدت القوى الوطنية حول برنامج إنقاذ. المعارضات المبعثرة والأنانيات المنتشرة لا تصنع قوة نضال سياسي، ولا تفرز حركة تغيير في المجتمع. فالتغيير يحصل في صناديق الاقتراع لا في الشارع. ولا يمكن السماح بإفقار الشعب اللبناني بالقوة، وتقسيمه بالقوة أيضا، وهو الذي اختار وحدة الكيان والحياة.

ثانيا، رؤية الكنيسة التربوية

  1. لا أحد يجهل أن التربية واجب على الكنيسة بحكم رسالتها التي أوكلها إليها مؤسسها المسيح الرب: "إذهبوا وتلمذوا كل الأمم ...وعلموهم" (متى 28: 19-20). فأسست لهذه الغاية مدارسها لتعنى بتربية الشخص البشري بكل أبعاده: تنضج طاقاته الفكرية والتمييزية، وتنقل إليه التراث الثقافي والروحي والإجتماعي والوطني، وتعزز لديه حس القيم، وتهيء حياته المهنية، وتنمي علاقات الصداقة والحوار والتعاون مع أترابه المختلفين عنه بأوضاعهم الإجتماعية ودينهم وعرقهم (الإعلان المجمعي في التربية المسيحية، مقدمة وفقرة 5).

والكل يعلم أيضا أنه عندما نقول "مدرسة" نعني طلابا ووالدين وإدارة وهيئة تعليمية. وعندما نقول "تربية" نعني أيضا رعية ومجتمعا مدنيا ودولة.ولكل واحد وفئة دوره وواجباته في العملية التربوية.

  1. لكن المدرسة عامة والكاثوليكية خاصة ومنها المجانية تواجه صعوبات جمة متنوعة تهدد حضورها واستمراريتها ورسالتها. أولى هذه الصعوبات مالية بسبب الأزمة الإقتصادية والمالية الخانقة. فالأهل يفتقرون يوما بعد يوم، ويعجزون عن تسديد أقساط أولادهم. والمدرسة تتحمل الخسائر والديون لكي لا تقفل أبوابها وتهمل رسالتها، علما أن بعضها أرغم على الإقفال. ثاني الصعوبات إهمال الدولة وتنصلها من أي مسؤولية تجاه المدرسة الخاصة، بل ترهقها بعدم دفع مستحقاتها وبقوانينها وضرائبها، ولا تمد يد المساعدة للمعلمين وللطلاب من أجل التخفيف من أعبائهم. وثالث الصعوبات مادية، ولا سيما لجهة غلاء المحروقات وعدم دعمها. فالأساتذة ووسائل نقل الطلاب يعانون من عبئها الثقيل والمرهق. وكذلك المدارس الجبلية التي تحتاج إلى تدفئة طلابها. ورابع الصعوبات تدمير الأخلاق وإفسادها بفساد مسؤولين سياسيين ومجتمع ووسائل إعلام وإتصال. فتعاني المدرسة والأهل من نتائج هذا التدمير.
  2. من أجل تذليل هذه الصعوبات تحتاج المدرسة الكاثوليكية إلى دعم ومساعدة من الدولة والمجتمع الداخلي والخارجي، لكي، على ما كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي "رجاء جديد للبنان" (10 أيار 1997): ""تصون المدرسة تقليد الكنيسة التربوي، وتلبي دعوتها كمربية الأشخاص والشعوب، وتوفر تعليما نوعيا، وتتابع خدمتها للأجيال الطالعة المحتاجة إلى الأسس الثقافية والروحية والخلقية، فتجعل منهم مسيحيين ناشطين، وشهودا للإنجيل، ومواطنين مسؤولين، وتبقي ذاتها في متناول الجميع، وبالأخص أفقرهم حالا، فيتمكنوا من الحصول على تنشئة أساسية ضرورية للحياة المجتمعية وللثقافة" (فقرة 106 و 107).
  3. بارك الله أعمالنا بنعمته وبأنوار روحه القدوس، لمجده تعالى وازدهار المدرسة الكاثوليكية، وخير المجتمع والوطن. مع الشكر لإصغائكم".

4*) تكتل التيار العوني

9 تشرين الثاني 2021

عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري الكترونيا، برئاسة النائب جبران باسيل، وأكد في بيان على الاثر، "ضرورة أن تستعيد الحكومة اجتماعاتها سريعا إنطلاقا من مبدأ الفصل بين السلطات، فالتعطيل الحاصل على خلفية التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت بات في حد ذاته جريمة موصوفة في حق اللبنانيين لا مبرر لها على الإطلاق، خصوصا أن لا رابط بين عدم التئام الحكومة وأسباب تعطيلها".

وحمل التكتل "السلطتين التنفيذية والتشريعية مسؤولية التعثر في تأمين المظلة الإجتماعية، فالحكومة مسؤولة عن التقصير الحاصل في إطلاق البطاقة التمويلية، فيما مجلس النواب مطالب بإقرار عاجل لاقتراح قانون دعم شبكة الأمان الإجتماعي ولاقتراح قانون المساعدة الإجتماعية للموظفين".

وشدد على "ضرورة أن تنصرف الحكومة مع مصرف لبنان، الى تأمين الإحتياجات التمويلية الضرورية بما يؤدي الى استمرار العمل في القطاعات الإستراتيجية، كقطاعي الكهرباء والإتصالات اللذين يواجهان تحديا ينذر بتداعيات خطرة".

وإذ أكد التكتل دعمه "جهود الحكومة لإقرار خطة التعافي الحكومي"، أشاد بـ"إعلان رئيسها عن قدرتها على توحيد الأرقام في ملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي"، ورأى فيها "مؤشرا إيجابيا لتسريع عملية التفاوض". ودعا "الكتل النيابية الى وضع هذه المسألة الإستراتيجية فوق التجاذبات السياسية توصلا الى الخواتيم المرجوة".

وحض على "الإسراع في مسار التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان باعتباره لازما للاصلاح ومدخلا لمكافحة الفساد". وسأل "القضاء عن مآل الملفات العالقة لديه المتعلقة بتبييض الأموال وبخروقات فاضحة لقانون النقد والتسليف"، داعيا "المجلس النيابي الى الإسراع في إقرار قوانين استعادة الأموال المحولة الى الخارج وقانون كشف الحسابات والأملاك".

5*) الكتائب

9 تشرين الثاني 2021

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة نائب الرئيس جورج جريج وبعد التداول، رفض المجتمعون، في بيان، "الإنقضاض الحاصل على الجسم القضائي، ومحاولة تدجينه مرة بالتهديد والوعيد، ومرة اخرى بإغراقه بفتاوى قضائية ملتوية بهدف القضاء على آخر ملاذ للمحاسبة، والاقتصاص من منظومة أهملت وتواطأت وقتلت شعبها في إحدى أكبر جرائم العصر، وتريد ان تطمس الحقائق وتصادر حق الشهداء واهاليهم في معرفة الحقيقة".

واعتبر المكتب السياسي ان "اهم ما انتجته هذه الحملة، هو بروز مجموعة من  القضاة الأشداء الأحرار الذين يتمسكون بالعدل وبالأصول ويرفضون الرضوخ للتهديدات، ويشكلون نواة تغييرية يعول عليها في استعادة سلطة القانون وسيادة الحق".

ودان "الخضوع التام لارادة حزب الله، فلا يملك من هم في مراكز المسؤولية سوى الانصياع الى املاءاته في العلاقات الخارجية والامتثال لطلباته في السياسية الداخلية فلا تفيد وساطات عربية ولا دولية ولا يشفع مصير ملايين المقيمين ولا مئات الآلاف في الاغتراب اخذهم رهينة اطماعه ومشاريعه الاقليمية يفاوض بهم راعيه الاقليمي ايران".

واكد ان "الوقت حان الآن الى استرداد لبنان من يد المافيا والميليشيا اللذين قضيا على كل مقومات الدولة وركائز الوطن، ويحث اللبنانيين على المشاركة في انقاذ بلدهم عبرالمشاركة الكثيفة، في لبنان والاغتراب، في اختيار السياديين ، الوطنيين والكفوئين، والقادرين على احداث التغيير المطلوب".

وهنأ المكتب السياسي "اطباء الاسنان في الشمال على نتائج الانتخابات التي استعادت النقابة من هيمنة احزاب السلطة واكدت مرة جديدة ان التغيير بدأ ولن يتوقف"، واكد في هذا الاطار "دعمه للوائح التغييريين والمستقلين ترشيحاً وتصويتاً في الانتخابات المقبلة لنقابة المحامين، أطباء اسنان والصيادلة في بيروت".

وشجب "محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التي تثبت مرة جديدة، ان بعض الجهات المعروفة تجد الاغتيال الجسدي وسيلة وحيدة لنسف نتائج الانتخابات الديمقراطية، ولاسكات الأصوات المطالبة باستقلال بلدها عن اي وصاية خارجية، وهو واقع عانى منه لبنان ودفع ثمنه خيرة شبابه والأصوات الحرة التي ارتفعت للمطالبة بالسيادة".

6*) حسن نصرالله

11 تشرين الثاني 2021

أعلن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله في كلمة ،لمناسبة يوم الشهيد في احتفال أقيم في ثانوية  المهدي -الحدث، تحت شعار "أحياء فينا"، أننا "اليوم كما في كل سنة في 11-11 نُحيي ذكرى يوم الشهيد، للتذكير فقط لمن يُتابعوننا وُيُواكبوننا على الشاشات على التلفزيون، هذه المناسبة تعود ذكراها إلى 11-11 – 1982، أي بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان بأشهر قليلة، عندما قام فاتح عصر العمل الإستشهادي في لبنان وأمير الإستشهاديين أحمد قصير، الشاب الذي لم يَبلغ العشرين من العمر ، بإقتحام مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور، والذي أدى إلى تدمير هذا المقر بالكامل، وأَسقط ما يَزيد عن مئة ضابط وجندي إسرائيلي في أقوى ضربة عسكرية تَلقاها العدو من حركة مقاومة منذ قيام هذا الكيان.

وفي كل سنة، كُنت أُجدد القول وأقول: ما زالت عملية الإستشهادي أحمد قصير الأقوى في تاريخ المقاومة، على أمل أن تأتي عملية أقوى منها إن شاء الله في المستقبل للمقاومة في قلب فلسطين وفي عمق فلسطين أو في أي ساحة من ساحات المواجهة مع العدو الإسرائيلي.

أضاف : "إختار حزب الله منذ البداية هذا اليوم العظيم والمبارك في تاريخ المقاومة، في تاريخ المقاومة في لبنان عموماً، في تاريخ المقاومة الإسلامية تحديداً، وفي تاريخ المقاومة في المنطقة في مواجهة المشروع الصهيوني، إختار هذا اليوم ليكون يوماً لكل شهدائه، نحن نَعتبر هذا اليوم هو بمثابة ذكرى سنوية لكل شهيدٍ وشهيدةٍ في مسيرتنا، من علمائنا وقادتنا، من سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي إلى أُم ياسر إلى إبنه حسين، إلى شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ الشهيد السعيد الشيخ راغب حرب( رضوان الله تعالى عليه)، إلى قادتنا الجهاديين الكبار: الحاج عماد مغنية، السيد ذوالفقار، القادة الكُثر، الذين لا أُريد أن أقول إسماً حتى لا أقول أسماء وأترك أسماء أخرى، إلى شهدائنا الإستشهاديين الذين اقتحموا بأجسادهم وأرواحهم مواكب العدو وقلاع العدو، إلى كل شهدائنا المجاهدين الذين حضروا في كل الميادين وفي كل الساحات، ودافعوا عن هذا البلد وعن هذه الأمة وعن هذه القضية، هذه ذكرى سنوية لهم جميعاً، ولذلك كل عائلة شهيد في حزب الله وفي مسيرتنا المقاومة تَعتبر هذا اليوم يوم شهيدها، سواءً كان هذا الشهيد أباً أو أخاً أو زوجاً أو إبناً أو عَماً أو زوجةً أو إبنةً، الكل يَحمل هذه المشاعر في مثل هذا اليوم.

نحن طبعاً في مسيرتنا وفي ثقافتنا للشهيد مكانة عالية جداً، نحن نُعظم الشهداء، ولقاؤنا اليوم أحد تعابير عن هذا التعظيم، نَحترم الشهداء، نُقدر الشهداء، وهذا في الحقيقة إلتزاماً بإيماننا الإسلامي والقرآني، وإتباعنا لأنبياء الله سبحانه وتعالى، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي عَظمهم وهو الذي خَصهم بالذكر والفضل وعُلو الدرجات، وقال: " انهم عنده، وأنهم أصحاب الأنوار في ذلك العالم، في الآيات القرآنية، في الروايات ، في الأحاديث ما تَسمعونه على مدار السنة عن حياتهم عند الله سبحانه وتعالى، عن حياتهم الحقيقية الآن في هذا الوجود، عن مكانتهم، عن درجتهم، عن عُلو درجاتهم، عن جوارهم، عن الروح والريحان والرضوان، هذا كله من ثوابتنا الإيمانية والعقائدية، ونحن تَبعاً لهذا التوجيه ولهذا التعليم أيضاً نُعظمهم، ليسوا لأنهم إخواننا أو لأنهم أبنائنا أو أحبائنا، ليس انطلاقاً فقط من العلاقة العائلية والعاطفية، وهذا مكانه محفوظ، وإنما انطلاقاً أيضاً من هذه الخلفية الإيمانية والقرآنية".

وتابع:" نحن نُعظم الشهداء منذ البداية، حتى شهداء ما قبل الإسلام، الإسلام جاء وعظمهم وقدمهم للمسلمين في بداية الدعوة الإسلامية مع رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم)، قدمهم كنموذج وأُسوة وقدوة ليقتدي بها المسلمون، ليصبروا وليتحملوا وليطيقوا وليثبتوا في هذا الطريق الصعب، طريق ذات الشوكة، ولطالما قرأنا في رواياتنا عن أتباع الأنبياء (عليهم السلام)، الأتباع السابقين، الأنبياء السابقين، وخصوصاً عن أتباع السيد المسيح( عليه السلام)، خصوصاً في المراحل الأولى، كم عُذّب هؤلاء، في بعض الروايات كانت تقول لنا أنظروا إلى هؤلاء الذين سبقوكم، قُطّعوا، قُرّضوا ‏بالمقاريض، يعني قطعوهم بالمقص وبالسكاكين والسيوف، كانوا يقطعوهم أعضاءً أعضاء، كانوا ‏يصلبوهم، كانوا يجلدوهم، كانوا يحرّضوهم، هناك قرية بكاملها حفروا لها أخدوداً وملأوه بالنار وخيّروهم ‏بين أن يُلقو في النار ويثبتوا على ايمانهم وبين أن يتخلوا عن ايمانهم لينجوا من هذه الحفرة من عذاب ‏النار، ولكنهم في هذه القصة الكبار والصغار والرجال والنساء والأطفال رفضوا أن يتخلوا عن إيمانهم ‏وهذا درس لنا حتى في هذا الزمن. اليوم الأخدود هو أخدود من نوع آخر، ليس أخدوداً من نار ملتهبة، ‏أخدود أزمات معيشية وحصار وضغوط نفسية وحروب إعلامية وما شاكل، وضعوهم على حافة الأخدود ‏ووضعوهم بين خيارين إما أن تكفروا بالله الواحد الأحد وتتخلوا عن إيمانكم وإما أن نلقي بكم في هذا ‏الأخدود، واختاروا طريق الشهادة ولذلك عظّمهم القرآن وعظّمهم رسول الإسلام، والشهداء منذ بداية هذه ‏المسيرة الإسلامية هم معظمون عندنا، من أول شهيدة في الإسلام السيدة سمية أم عمار وزوجها الشهيد ‏ياسر أبو عمار، وهذه طبعاً قد يكون فيها إشارة معنوية خاصة أن يكون أول دمٍ يُراق في سبيل الإسلام ‏ودعوة التوحيد وثورة المظلومين في مكة أن يكون لإمرأة، لسيدة هي السيدة سمية ولرجل هو كبير في ‏السن، وهذا يعني أنه منذ البداية تقدم الآباء والأمهات ولحق بهم الأبناء وواصلوا هذا الطريق وثبتوا في ‏هذا الدرب. شهداء الإسلام في بدر، شهداء الإسلام في أحد، شهداء الإسلام على طول الطريق كانوا دائماً ‏موضع احترام وتقدير، إلى شهداء كربلاء الذين لهم مكانة خاصة عندنا، بالأخص شهداء بدر وشهداء ‏كربلاء نتيجة ما بينهما من صلة وعلاقة وثيقة في خلفيات المعركة، في طبيعة المعركة، في نتائج ‏المعركة، نتحدث عن ذلك عادة وطويلاً في مواسم عاشوراء. إذاً هؤلاء الشهداء عندنا هم موضع تقدير ‏وتعظيم واحترام كبير جداً". ‏

وقال":"نحن نرى أيضاً في الشهداء – غير انجازاتهم نتحدث عنها بعد قليل – نرى فيهم ثروة هائلة لنا، ثروة ‏روحية ومعنوية وعاطفية، ببركة هؤلاء الشهداء في بيوتنا، في مدننا، في قرانا، في أحيائنا، في عائلاتنا ‏وعشائرنا، في كل مناطقنا، ببركة هؤلاء الشهداء هناك عاطفة، هناك حميم، هناك حب، هناك عشق، هناك ‏آثار نفسية، هناك روح لا تموت وعيون تذرف الدموع وقلوب تخفق بالحب وبالشوق لهؤلاء الأحبة الذين ‏غادرونا، هؤلاء أيضاً ثروة ثقافية وفكرية لنا، اقرأوا وصاياهم، لا تستصغروا أعمارهم وتقولوا هذا ابن ‏‏16 وهذا 18 وهذا 19 ماذا سيكتب؟ اقرأوا وصاياهم، كان الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) يُوصي ‏بقراءة وصايا هؤلاء الشهداء ويقول أنّ قلب الإنسان وعقل الإنسان يهتز عندما يقرأ هذه النصوص التي ‏تحوي الكثير من المعاني العقائدية والعرفانية والمفاهيمية والأخلاقية لأن هؤلاء علّمهم الله، الله سبحانه ‏وتعالى ألقى في قلوبهم وفي عقولهم هذا النور، هؤلاء ثروة ثقافية، ولذلك الأخوة يحرصون في السنوات ‏الأخيرة على طباعة وصايا الشهداء وأنا أوصي بقراءة وصايا الشهداء المطبوعة حتى لا تبقى مطبوعة، ‏بكتابة سير الشهداء، لأن سيرة كل واحد منهم تستحق أن تكون نموذجاً وقدوة وأسوة لنا. ‏

أيضاً نحن نُعظّم عوائل الشهداء، العائلات المضحية، العائلات الصابرة، العائلات المحتسبة، العائلات ‏الثابتة في هذا الطريق الصعب، منذ لحظة الاستشهاد وعلى طول الطريق نحن لم نرَ من عوائل الشهداء ‏إلا كل ثباتٍ وكل اعتزازٍ وكل فخر بشهدائهم وكل ايمان وكل صدق وكل إخلاص وكل استعداد لتقديم ‏المزيد من التضحيات ولطالما سمعت في الماضي عندما كنت أتشرف بزيارة بيوت عوائل الشهداء ‏ولطالما سمع إخواني الذين يتشرفون بزيارة عوائل الشهداء لطالما سمعوا من الأباء والأمهات أنهم ‏مستعدون لأن يقدموا بقية أبنائهم وبناتهم وكل فلذات أكبادهم ليستمر هذا الطريق ولتبقى المقاومة ولتتحقق ‏الأهداف، هؤلاء بحق عوائل الشهداء الذين عندما يقول عنهم الإمام الخميني (قدس سره): أنتم يا عوائل ‏الشهداء عين الأمة ومصباحها، بكم نرى الطريق وبضياء نوركم ومصابيحكم نكشف كل هذه الظلمات ‏ونمضي، نمضي بثبات عندما نرى ثباتكم، عندما نرى ابتسامتكم، عندما نرى صلابتكم، عندما نرى ‏صمودكم، نُواصل طريقنا بصلابة وبثبات وبطمأنينة وبشجاعة، نَستمدها منكم لأنكم أنتم الذين تتقدمون ‏الجبهة في عطاء الدم وفي عطاء العاطفة وفي عطاء الموقف".  ‏

وأكد أنه" من أهم المسؤوليات اتجاه الشهداء وعوائل الشهداء وكل المضحين، الجرحى وعائلات الجرحى والأسرى ‏المحررين ومفقودي الأثر، هو الاعتراف بفضلهم في مقابل الجحود، الاعتراف بفضلهم أولاً، معرفة ‏فضلهم والاعتراف بفضلهم والشكر لهم، "ولئن شكرتم لأزيدنكم"، الجحود والنكران يؤدي إلى الضياع ‏وإلى الخسارة. نحن أمة نعرف فضل شهدائنا وكل الشهداء في هذه الأمة، أنا لا أتحدث هنا فقط عن شهداء ‏حزب الله، كل الشهداء الذين استشهدوا في لبنان في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومشاريع الهيمنة ‏الأميركية في المنطقة، شهداء لبنان، شهداء فلسطين، شهداء سوريا، شهداء إيران، العراق، اليمن، ‏البحرين، في كل منطقة في بلادنا وفي عالمنا في مصر وفي الأردن في العقود السابقة، كل هؤلاء الشهداء ‏نحن نعرف فضلهم على شعوبنا وعلى أمتنا ونَعترف بهذا الفضل ونَشكر لهم ولعائلاتهم ما قدموا وما ‏أعطوا". ‏

 وتابع" هنا أَدخل إلى الشق السياسي من خطابي ومن حديثي، نحن هنا عندما نتوقف أمام انجازات الشهداء في يوم ‏الشهيد نحن نَتحدث عن انجازات ملموسة وليس عن ادعاءات، تعرفوا في السجال الموجود في لبنان دائماً ‏نحن نقول للبعض أنتم مثلاً من 15 سنة، من 16 سنة، من عام 2005 إلى اليوم يا أخي قدموا، قولوا ‏للشعب اللبناني ما هي الانجازات؟ فليلمسوا انجازاتكم غير الصراخ والعويل والتهديد والتخوين والشتائم ‏والسباب والضوضاء والفوضى الموجودة في وسائل الإعلام وفي السنوات الأخيرة على شبكات التواصل ‏الاجتماعي والكلام الصاعد والنازل غير ذلك أَرونا انجازاتكم. أما عندما نتحدث عن هؤلاء الشهداء نَتحدث ‏عن انجازات تاريخية ليس عن انجازات موضعية ولا محدودة في الزمان والمكان ولا محدودة في التأثير ‏وإنما نتحدث عن انجازات تاريخية ببركة دماء الشهداء المقاومين من كل أبناء المقاومة ومنهم حزب الله ‏وأفواج المقاومة اللبنانية أمل وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وكل القوى الوطنية والاسلامية التي قاتلت ‏منذ عام 1982 وقبلها وبعدها، من أهم الانجازات هي تحرير الأرض – سأسردهم كفهرس لأنكم ‏تعرفونهم ولكن لاكتمال الحديث – تحرير الأرض بعد تضحيات كبيرة وعظيمة، من كان يَظن أن هذا ‏العدو المتغطرس والذي جاء مدعوماً بقوات متعددة الجنسيات وأيضاً مسانداً من قوى داخلية يمكن أن ‏ينسحب من العاصمة والضواحي والجبل وصيدا وصور والنبطية والبقاع الغربي وراشيا بحدود عام ‏‏1985 وصولاً إلى عام 2000 ويختبىء خلف الجبال العالية في الجنوب في الشريط الحدودي، تحرير الأرض، تحرير ‏الأسرى، الحماية والردع، هذا انجاز ما زال مستمراً، الأرض ما زال الانجاز مستمراً، الأسرى في بيوتهم ‏ومع عائلاتهم، الحماية والردع، أمام كل ما يجري في المنطقة تجدون هذا العدو الاسرائيلي يعمل ألف ‏حساب للبنان. في مواجهة المشروع الأميركي الذي استخدم الإرهاب التكفيري في المنطقة وانتصرنا في ‏هذه المعركة، في الأسابيع القليلة الماضية أعلن عن اتصالات هاتفية لملوك ورؤساء عرب مع السيد ‏الرئيس بشار الأسد، في الأيام القليلة الماضية وزير خارجية الإمارات يأتي إلى دمشق، طبعاً الكثيرين ‏علقوا ودرسوا وكله قابل للتحليل ولكن يساوي الاعتراف العربي بانتصار سوريا، الاعتراف العربي ‏بهزيمة المشروع الذي أنفق فيه مئات مليارات الدولارات العربية، هذه الزيارة هي إعلان الهزيمة، الآن ‏كل شخص يُريد أن يقرأها على مهله ايجابي، سلبي، على كلٍ أنا أقرأها من هذه الزاوية، من زاوية ‏الشهداء الذين قاتلوا في مواجهة الارهاب التكفيري وقدموا دماءهم، من زاوية الجرحى، من زاوية ‏المجاهدين والمقاومين. ‏

أيضاً من انجازات هؤلاء الشهداء وهذه الدماء الزكية وما زال هذا الانجاز قائماً هو منع الحرب الأهلية ‏التي كان يخطط لها وما زال يخطط لها، ببركة هذه الدماء الزكية حتى الآن نحن منعنا الحرب الأهلية في ‏لبنان، ومن جملة الانجازات الحقيقة هو منع – هنا أريد أن أكون دقيقاً لأنه سيكون مدخل حديثي في القسم ‏الآخر – منع الإطباق الأميركي على لبنان، منع الهيمنة الكاملة وليس الناقصة، الإطباق الكامل، الهيمنة ‏الكاملة على لبنان، ليكون في لبنان امكانية أن يكون دولة ذات سيادة، ذات استقلال، ذات حرية، أيضاً هذا ‏من انجازات الشهداء". ‏

وقال :" الأهم اليوم في مواجهة العدو الإسرائيلي، اليوم "إسرائيل" – أنا عندي ملفان أساسيان أريد أن أتحدث بهما ‏بالإختصار الشديد، كلمتان في الموضوع الإسرائيلي وكلمتان بالأزمة اللبنانية السعودية وتعقيباً أخيراً – ‏في الموضوع الإسرائيلي اليوم "إسرائيل" عنوانها عنوان قلق، "إسرائيل" التي بدت في زمن الربيع العربي ‏بدأت تتحدث عن بيئة استراتيجية مناسبة جداً لها، تذكرون تلك الأحاديث، عادت "إسرائيل" مجدداً للقلق، القلق ‏في لبنان والقلق في فلسطين والقلق في المنطقة والقلق الوجودي، عندما نُشاهد المناورات الجارية الآن في ‏شمال فلسطين المحتلة والتي بدأت قبل أيام وتستمر لمدة شهر، كانوا في السنة يَجرون مناورة، الآن في ‏السنة كل عدة أشهر يجرون مناورة، لماذا هذه المناورات في شمال فلسطين المحتلة؟ هل لأنه يوجد في ‏لبنان فرق موسيقية؟ وكانوا يتحدثون عن الفرقة الموسيقية سنة 1967، لا، لأنهم قلقون من لبنان، لأول ‏مرة في تاريخ هذا الكيان منذ أكثر من سبعين سنة يخاف من لبنان، لا يَخاف من لبنان أن يطلق عليه قذيفة ‏أو صاروخ كاتيوشا أو عبوة ناسفة وإنما يَخاف من لبنان أن يقتحم على العدو مساحة كبيرة في الشمال في ‏ما عنوانه "معركة الجليل"، اليوم اصطلاح الجليل ومعركة الجليل أصبحت حاضرة بقوة في الوجدان ‏الإسرائيلي، في الثقافة الاسرائيلية، في الحسابات العسكرية لدى القيادات السياسية والعسكرية الاسرائيلية، ‏ولذلك يُشيدون الجدران ويُغيرون الجغرافيا ويَأتون بالفرق إلى الحدود ويُقيمون مناورات شبه شهرية أو ‏شبه فصلية في منطقة الشمال لماذا؟ ويضعون فرضيات المناورة بناءً على فرضية وهي أنّ المقاومة في لبنان ‏ستدخل إلى الجليل لو كان هذا مجرد كلام إعلامي. لم يكن يحتاج الإسرائيلي لكلّ هذه الإجراءات ‏وهذه الخطط وهذه المناورات وهذا الإنفاق وهذا الجهد. هذا دليل أنّ الإسرائيلي يثق جيّدًا بالمقاومة ‏في لبنان، ويثق جيّدًا بصدق وعودها، ويثق جيّدًا بقدرة وعظمة رجالها، وعلو شأنها وأهمية ‏عقولها الاستراتيجية، ويتصرّف على هذا الأساس لا يتسامح، ولا يتساهل ولا يستهين".‏

واردف" القلق من لبنان، ومن قوة المشاة هذه التي يخافون منها أن تدخل إلى الجليل وإلى الشمال، وهذا إن ‏حصل ستكون له تداعيات خطيرة على وجود الكيان الإسرائيلي. المسألة ليست مسالة آلاف أو ‏مئات الكيلومترات التي يمكن أن تحرّرها المقاومة، بل تداعيات هذا الحدث على الكيان. هم ‏ينظرون إليه من هذه الزاوية الاستراتيجية، وليس من زاوية مناطقية محدودة التأثير. والقلق من ‏صواريخ المقاومة وخصوصًا الدقيقة، هذا قلق من لبنان، ولذلك هم قلقون من الحرب مع لبنان. أمّا ‏في لبنان الناس تنسى الحرب مع إسرائيل إلا قلّة، والناس في لبنان يعيشون قلق المشتقات النفطية، ‏وقلق سعر الوقود، وقلق المازوت، وقلق البطالة، وقلق الدولار، هذا القلق الذي يعيشه الناس في ‏لبنان. أمّا في الكيان فيعشيون قلق الحرب مع لبنان، ولذلك يحسبون لهذا الأمر ألف حساب". ‏

وقال :" هذه من بركات هذه الدماء، دماء الشهداء الزكية أيضًا على مستوى المنطقة، هم يعيشون قلق ‏الوجود وبالأخص بعد سيف القدس، وبعد نهضة الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، وغزّة وفي ‏داخل أراضي الـ 48. تابعوا اقرأوا، اتركوا مساحة من أوقاتكم لقراءة ماذا يقول المسؤولون ‏الاسرائيليون الحاليون، والسابقون من بنيت للابيد لنتنياهو وللعسكريين للسياسيين عن واقع حال ‏المجتمع الإسرائيلي، وعن حافة الهاوية التي يعيشها هذا المجتمع الإسرائيلي لأسباب لا أريد ‏الخوض فيها لأنّ الوقت لا يتسع. والقلق من قوة المحور الذي يزداد تقدّما وتطوّرًا وعنفوانًا ‏وانتصارًا وخروجًا من كلّ الصعوبات والحروب التي أحيطت به منذ عشر سنوات في الحد ‏الأدنى".‏

اضاف:" من الأمر المضحك أنّ البعض يتحدّث مثلًا هنا في لبنان، ويقدّم تقييمًا أنّ محور المقاومة في ‏المنطقة هو الذي يَضعف، وأنّ محورهم هو الذي يزداد قوة مع العلم أنّ كلّ المعطيات تؤكّد عكس ‏ذلك. لا أعرف هم أين يقرأون، وبأيّ عين يروا، وبأيّة عقول يحللون أوضاع المنطقة.‏

إذًا نحن أمام عنوان جديد يحتاج إلى تفصيل في وقت لاحق لأول مرّة بهذا الشكل، وبهذا العمق ‏الكيان الاسرائيلي يعيش عنوان اسمه القلق الوجودي قلق البقاء والوجود. وأصلًا اليوم عند النخب ‏وعند الناس في هذا الكيان يوجد أسئلة مشروعية البقاء وموضوعية البقاء، هل يمكن أن نبقى في ‏هذه المنطقة؟".

ولفت الى ان" أمام كلّ هذه التحولات والتحدّيات الداخلية والإقليمية هم يُحاولون أن يتنفسوا من خلال موضوع ‏التطبيع، ومن خلال فتح العلاقات مع بعض الدول العربية. ولكنّ الإسرائيليين في عمق أعماقهم ‏يَعرفون بأنّ كل هذه الدول التي تطبع معهم لن تستطيع أن تحمي لا احتلالهم، ولا أسوارهم ولا ‏قلاعهم من رجال المقاومة في لبنان وفي فلسطين وفي كلّ المنطقة. هم يَعلمون ذلك، هم يسلّون ‏أنفسهم بحركات التطبيع التي نشهدها في منطقتنا.‏

إذًا هذا اليوم هو إنجاز كبير حتى  نفهم ما يجري في داخل فلسطين المحتلة، هذا العنف الغير ‏مفهوم والمتزايد على الأسرى في السجون في مواجهة أهل القدس وأهل الشيخ جراح وأهل حي ‏سلوان وغيرها، وفي فلسطين الـ 48 والضفة وتشديد الحصار على غزة، هذا ليس علامة قوة، هذا ‏علامة قلق وخوف وذعر لأنّه من يلجأ إلى هذا المستوى من العنف، وهذا المستوى من الظلم إنّما ‏هو الضعيف الخائف القلق، هذا من إنجاز الشهداء".‏

وتابع:"أنتقل إلى العنوان الآخر، والأساس في كلمتي. هو كما قلت عنوان أنّ هؤلاء الشهداء خلال ما ‏يقارب 40 سنة نحن بعد عدة أشهر عندنا أربعينية حزب الله، 40 ربيعًا إن شاء الله وقتها إذا شاء ‏الله نكون على قيد الحياة ونحتفل في هذه الذكرى العزيزة. خلال هذه السنين أمريكا التي تريد أن ‏تطبق على كل المنطقة، وتهيمن على كل المنطقة كان لها مشكلة في لبنان. نحن لا ندّعي أنّنا ‏استطعنا حتى الآن تحرير لبنان من النفوذ الأمريكي والهيمنة الأمريكية كاملًا، هذا إدعاء غير ‏صحيح. النفوذ الأمريكي مازال موجودًا في لبنان والهيمنة الأمريكية بمستوى من مستوياتها ‏مازالت موجودة في لبنان، وما يريده الأمريكيون يتمّ الخضوع له أحيانًا في لبنان، وأحيانًا لا يتمّ ‏الخضوع له هذا هو المشهد الحقيقي.‏

إذًا نحن في لبنان لا نتحدث عن خروج لبنان بالكامل من النفوذ الأمريكي، والهيمنة الأمريكية ولا ‏نتحدّث عن هيمنة كاملة ونفوذ كامل أمريكي، وإنّما نتحدّث عن نفوذ ما معتدّ به عن هيمنة  ما ‏زالت قائمة وموجودة في مستويات متعدّدة على المستوى الرسمي والمؤسّسات وعلى المستوى ‏الشعبي. ما نتطلع إليه اليوم طبعًا ببركة  التضحيات كلّها أستطيع القول عن أننا من خلال هذا الإنجاز منعنا ‏هذ الإطباق، منعنا الهيمنة الكاملة، منعنا السيطرة الكاملة. ولذلك لبنان يستطيع أن يقف ‏اليوم على رجليه حتى الآن، وكلّ ما يحتاجه هو الارادة السياسية فقط، ويرفض الإملاءات ‏الأمريكية في ترسيم الحدود البحرية. هنا نحن نتحدث عن أمر سيادي لأنّه عندما تتحدث عن ‏السيادة حبّة الرمل لها قيمة، لمن يفهمون السيادة، كوب الماء له قيمة، الشبر والمتر له قيمة، في ‏الأرض أو في المياه. لكن هنا يضاف إلى ذلك أنّ المنطقة المتنازع عليها عند الحدود تضم ثروة ‏نفطية وغازية هائلة يحتاجها لبنان".‏

وسأل :" هل يمكن أن نتسامح بسيادتنا؟ هل يمكن أن نتسامح بثرواتنا؟ نعم اليوم الدولة اللبنانية حتى هذه ‏اللحظة رفضت الخضوع للإملاءات الأمريكية. الأمريكيون يريدون من لبنان أن يقبل حتى ما ‏دون ترسيم ما يعرف بخط الـ 23 فضلًا عن الـ 29 هم يضحكون على لبنان بتسوية خط ما يسمّى ‏بخط هوف. يعني أقل من القدر المتيقن والحد الأدنى الذي لا نقاش فيه بين اللبنانيين، لماذا يستطيع لبنان ‏حتى الآن ومنذ سنوات وهذا الموضوع الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية والرؤساء يتعرّضون فيه ‏لضغوط أمريكية منذ سنوات ليس فقط خلال السنتين أوالأعوام الثلاثة الأخيرة بل منذ أكثر من عشر سنوات، وتصاعدت وتضاعفت هذه الضغوط في زمن حكومة ترامب، وكان ‏صهره كوشنر مهتمٌ شخصيًا بهذا الملف، ويتصلّ بالمسؤولين اللبنانيين ويضغط عليهم.‏

لماذا استطاع لبنان أن يقف ويرفض الإملاءات الأمريكية في ترسيم الحدود؟ لأنّه هنا يستند إلى ‏قوة دماء الشهداء، وإلى قوة الأحياء فينا، وإلى قوة المقاومة القادرة على أن تردع العدو، ومن خلف ‏العدو أن يمدّ يده إلى حبة رمل أو كوب ماء أو ثروة لبنانية. هذا معنى أنّ لبنان ليس كاملًا في ‏دائرة الهيمنة والنفوذ. ولكن هناك أمثلة كثيرة تؤكّد أنّ لبنان هو في دائرة الهيمنة والنفوذ المعينة. ‏هذه هي المعركة القائمة والتي ما زلنا نخوضها حتى الآن، والمعركة السيادية الحقيقية هي هذه".‏

وقال:" نحن أيّها الاخوة والأخوات أقول بكلّ صراحة، نحن في حزب الله نطمح، ونتطلّع إلى قيام دولة ‏مركزية، ودولة عادلة، ودولة لكل أبنائها يتساوى فيها مواطنوها في كلّ المناطق اللبنانية على ‏اختلاف انتماءاتهم. دولة ذات سيادة حقيقية، ودولة ذات استقلال حقيقي، ودولة ذات حرية حقيقية. ‏ومن أبسط تجليات وتعبيرات السيادة والاستقلال هو رفض الإملاءات الخارجية".‏

وأكد ان" الدولة التي تقبل الإملاءات الخارجية تكذب عندما تدّعي أنّها ذات سيادة، وذات استقلال، وأنّها ‏حرة بكلّ بساطة، هذا من الأمور البسيطة الواضحة التي لا تحتاج إلى استدلال وجمل معقدة، ‏ومقدّمات مشربكة، وما شاكل بكلّ بساطة أبسط تجلي لدولة ذات سيادة واستقلال وحرية وهي ‏رفض الإملاءات الخارجية، هذا أقل شيء". وقال :" من هنا أدخل إلى العنوان الأخير، والعنوان الثاني هو ‏الأزمة الأخيرة التي افتعلتها السعودية مع لبنان لنكون دقيقين.‏

أصلاً قول الأزمة اللبنانية السعودية غير دقيق، فالأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان طبعًا أنا ‏اليوم وكثر كتبوا وقالوا فلان ماذا سيقول يوم الخميس. أنا لا أريد أن أصعّد، ولا أعقد الأمور، ولا ‏شيء، بالعكس نحن نحب أن  ترتاح الأمور وتهدأ وتصلح، ولكن نحن معنيون جدًا بتبيّن الحقائق ‏لأنّنا نحن أمام معركة رأي عام، وأمام مظلومية أيضًا، ولا يصحّ للمظلوم أن يسكت عندما يتمكّن ‏أن يبيّن حقّه ومظلوميته.‏

من هنا أدخل إلى هذا الملف، والوقت لا يتسع لتناوله من كلّ جوانبه، لكنّ الأمر الأساسي الوقائع ‏تعرفونها جميعًا. قبل أيام أحدٌ أخرج تصريحًا لوزير الإعلام اللبناني الأستاذ جورج قرداحي ‏يتحدّث فيه عن حرب اليمن، وحديث هادئ وموضوعي، ولم يهاجم أحد، ولم يستعمل أي تعابير ‏قاسية، وفي ذلك الحين لم يكن وزيرًا في الحكومة اللبنانية. بعد مضي أسابيع من هذه المقابلة ‏استحضرت، وأفاق عليها السعوديون وعملوا منها قصة، وبدأ ما سمّي الآن بالأزمة الحالية، ‏الأزمة المفتعلة، هنا يوجد فهم ‏هذا الذي جرى في لبنان وما زال قائماً، ما زالت هذه الأزمة قائمة ‏وفعلية، يوجد عدة إحتمالات أو فرضيات، الإحتمال الأول، أنه جدياً ‏السعوديون لم يكن لديهم عِلم بما قاله وزير الإعلام سابقاً، وإطلعوا عليه ‏في هذا التوقيت وأغضبهم هذا الكلام وغضبوا وطالبوا بإستقالته أو إقالته ‏وهذه هي حدود المسألة، وليس هناك ما هو أبعد من ذلك، على كل حال ‏هذه فرضية، كثيرون يستبعدونها ولكن هذا إحتمال، إحتمال وارد، نحن ‏في العالم العربي لا يوجد مثلاً إدارات وغرف إستراتيجية وتفكر ‏وتخطط وتضع مراحل، يوجد الكثر من المواقف تبدأ بردّات فعل بنت ‏ساعتها وبنت يومها، نتيجة حالة الانفعال والغضب وسرعة اتخاذ القرار، ‏وفردانية إتخاذ القرار السياسي، هذه إحتمال وارد، حسناً، فلنقف قليلا عند ‏هذ الفرضية لأنه لا يزال يوجد فرضيتين سأقف عندهم مع بعضهم، أمام ‏هذه الفرضية أريد ان أعلق بعدة نقاط، النقطة الأولى هذا قيل، ولكن أنا أُريد ان أَجمعه وأُرتبه، نستطيع القول ان ردة الفعل السعودي على تصريحات ‏الإستاذ جورج قرداحي هي مبالغة جداً جداً جداً جداً جداً وغير مفهومة، ‏ما هو الداعي لهذا المستوى من المبالغة؟ نفس هذه التصريحات مثلها تماماً، ‏الحرب العبثية والمطالبة بوقف الحرب، بل ما هو أشد منها وأقصى ‏منها قالها سياسيون رسميون في العالم العربي وقاله مسؤولون أميركيون ‏في إدارة بايدن وقاله الأمين العام للأمم المتحدة، وقاله آخرون ولم نر ‏أي رد فعل حتى بسيط من السعودية، لماذا إلا الأستاذ جورج قرداحي؟ ‏هذا أمر غير مفهوم، هذا برسم اللبنانيين أن يسألوا أنفسهم، لماذا؟ هذا ‏واحد، ثانياً، هناك أمور أهم بكثير من هذه الملاحظة التي أُبديت تجاه ‏السعودية على سبيل المثال، السعودية تقول أنها تحكم بالإسلام والسعودية ‏تقول أن ملكها خادم الحرمين الشريفين، وعلى علمها مكتوب محمد ‏رسول الله، خلال كل السنوات الماضية وحتى اليوم، هناك دول قام فيها ‏جهات وشخصيات وجمعيات بشتم رسول الله وإهانة رسول الله والإساءة ‏الى رسول الله، وقام رؤساء وحكومات تلك الدول بحماية هؤلاء وتبني ما ‏فعلوه، لم نر شيئا من السعودية، لم تسحب سفيراً ولم تطرد سفيراً ولم ‏تُعلق صادرات ولا واردات ولا أي شيء، يا ترى هل ما إعتبروه  إساءة ‏لهم في كلام وزير الإعلام هو أخطر وأكبر وأشنع مما يقال عن رسول ‏الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خلال كل هذه السنوات؟ إذا كان ‏الموضوع حقيقة موضوع كرامة وغيرة وحمية وشرف وعرض وما ‏شاكل، هذا سؤال برسم السعودية وبرسم اللبنانيين، حسنا، هذا من جهة، ‏تعليق آخر من المفترض ان المملكة العربية السعودية كما تقدم نفسها ‏انها صديق للبنان وللشعب اللبناني، نحن نفهم أن لديها مشكلة مع حزب ‏الله، أليست هي من تُقدم نفسها صديق للشعب اللبناني وللبنانيين ؟ وهي ‏مشكلتها مع جزء من الشعب اللبناني الذي أسمه حزب الله، هل هكذا ‏يتعاطى الصديق مع صديقه؟ لديك مشكلة مع وزير الاعلام، خير إن شاء ‏الله تحصرها مع وزير الاعلام، ولكن تستدعي سفيرها وتطرد سفير ‏لبنان، وتمنع الواردات وتضع اللبنانيين في دائرة التهويل والتهديد وتبدأ ‏بالشتم باللبنانيين، رؤسائهم وكبارهم وصغارهم وتعابير ما أنزل الله بها ‏من سلطان، هل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؟ هذا سؤال لأصدقاء ‏السعودية في لبنان، في هذا المقطع سأتكلم بهدوء، لأنه نحن اللبنانيون ‏بحاجة إلى أن نتكلم بهدوء، خذوا مثلا ىخر، سورية، التي نحن نقول أنها ‏صديقة لبنان، 15 سنة 16 سنة لل 2005، رئيسها في لبنان يُشتم، ‏حكومتها، شعبها، من قبل الرؤساء في لبنان، وليس وزراء، رؤساء ‏ووزراء ونواب أحزاب وإعلام وبشكل يومي وعلى مدار ال16 سنة، ‏وأكثر من ذلك، أرسلوا مسلحين لقتال الدولة في سورية، وأرسلوا سلاح ‏وذخائر ومقاتلين وفتحوا الحدود وجاؤوا بالسفن، صحيحة أو غير ‏صحيحة؟ عندما أتينا إلى مشكلة وهي مشكلة الكهرباء في لبنان والتي ‏كُلنا نعرف في لبنان متفقون أنها في رأس أولويات المشاكل، لأنه إذا ‏تُحل مشكلة الكهرباء في لبنان فإن هذا سيكون له تأثيره على كل حياتنا، على ‏مصانعنا ومستشفياتنا وأفراننا ومدارسنا وبيوتنا وعيشتنا...الخ ببركة سفن ‏المازوت الايراني وعندما رفع الاميركون الحظر عن الغاز المصري ‏والكهرباء الاردنية، وحكما سيأتوننا هؤلاء عن طريق سورية، لم تقف ‏سورية لتقول "علقتوا أيها اللبنانيون بين يدي"، تريدون الكهرباء؟ ‏صحيح الغاز المصري والكهرباء الأردنية تعالج جزء كبير من مشكلة ‏الكهرباء في لبنان، لكن أهلاً وسهلاً بكم، تريدون ان يمروا من عندي من ‏سورية، يجب أن يعتذر فلان وفلان وفلان يستقيل وفلان يذهب ‏والتلفزيون الفلاني يُغلق، لم يقولوا هذا، لم يقولوا أنتم شتمتمونا ‏وسبيتمونا وأهنتمونا وإعتديتم علينا وفتحتم علينا حرب ودعمتم الحرب ‏الكونية علينا، قال أهلا وسهلا، هذا صديق، الجمهورية الإسلامية في ‏إيران أيضاً 16 سنة، من الـ2005 الى اليوم، كل يوم مسبات وشتائم ‏وإتهامات، تعرفونهم، ليس هناك من داعي لإعادتهم، ومسؤولين ووزراء ‏ورؤساء ونواب، دائما الجمهورية الاسلامية تقول بانها ستبقى تمد لنا يد ‏المساعدة، هل أتى يوم منّت فيه ايران على الشعب اللبناني؟ وقالت له: يا ‏شعب لبنان في العام 1982 "إسرائيل" كادت ان تحتل كل لبنان، انا من ‏أتيت ودعمت وساندت ومولت وأنا.. وأنا.. وأنا.. وانا.. ومن دوني، لبنان تحت ‏الإحتلال، هل أتى يوم قال أحد من المسؤولين الإيرانيين هذا الكلام؟ ‏وربحونا جميلة؟ أبداً، بل بالعكس كل يوم كان هم جاهزون، يريد لبنان ‏كهرباء أو مترو، هم جاهزون لذلك، دعونا لشراء البنزين والمازوت من ‏عندهم والفيول والنفط بالليرة اللبنانية، أنتم لا تريدون ذلك، رغم كل الشتائم ‏والمسبات لم يسحبوا سفيرهم من لبنان ولم يطردوا السفير اللبناني من ‏طهران، هذا هو الصديق، السؤال لأصدقاء السعودية في لبنان، هل هكذا ‏يتصرف الصديق مع صديقه؟ لأن لديه مشكلة مع وزير او مع حزب ‏لبناني ما، يُقاطع لبنان ويُحاصر لبنان ويُهدد اللبنانيين وفرض على بقية ‏الدول ويقوم بحرب دبلوماسية بالمنطقة على لبنان؟ هذا صديق أو ماذا؟ ‏دع الشعب اللبناني يوصّف، نحن نتكلم وقائع وشواهد، انا أبداً لا أحب ‏الخطابات ولا النظريات ولا الأفكار المثالية، هذه شواهد ووقائع نُشاهدها ‏في كل يوم، حسناً، أكتفي بهذا المقدار عن هذا الإحتمال، لأن الاحتمال ‏الذي يليه بحاجة الى القليل من الكلام، حتى بهذا الموضوع، الموقف ‏الذي أُخذ لوزير الاعلام انه لا يريد ان يستقيل، طبعاً في الدولة لم يَقل ‏أحد أنه نُريد أن نُقيل، بحسب معلوماتي وإن كان هذا خيار مطروح، نحن ‏أيدنا موقف وزير الاعلام ان لا يستقيل ورفضنا ان يقال وبكل صراحة ‏هنا يوجد نقاش حول المصلحة الوطنية، أتعرفون لماذا؟ يا إخوان ‏وسأتوجه للشعب اللبناني عموماً، أول الوهن كان إستقالة الوزير شربل ‏وهبي، هذا أول الوهن، هذا الذي جرّأ السعودية عليكم في لبنان، عندما ‏إستقال رجل بمعزل أنه أخطأ او لم يُخطىء، كان من الممكن الإكتفاء ‏بإعتذار مثلاً، فُرض عليه أن يستقيل فإستقال وذهب الى منزله، فكلف ‏وزير خارجية جديد، حسنا السعودية ماذا فعلت في المقابل؟ هذه الخطوة ‏الإيجابية التي برأينا نحن حزب الله هذا كان خطأ، هذه الخطوة الإيجابية ‏بماذا قابلتها السعودية؟ ولا شيء، بل بمزيد من السلبية والمقاطعة ومزيد ‏من استهتار السفارة السعودية برئيس الحكومة وبوزارة الخارجية، هل ‏حصل ذلك أم  لم يحصل؟ اليوم إذا إستقال الوزير او أقيل، فلتدلوني على ‏دولة ذات سيادة؟ أين تأتي دولة تُملي على وزير في حكومة أنه يجب أن ‏يستقيل، إذا لم تُقيلوه، الحكومة يجب أن تستقيل، هذه دولة سيدة؟ هذه دولة ‏مستقلة؟ هذه دولة حرة؟ يا أخي هل هذه دولة كريمة؟ هل هذه دولة ‏شريفة؟ هل لهذه الدولة كرامة؟ هذا الذي يجب أن نُناقشه مع بعض، ‏ومثل ما قال الكثير من اللبنانيين هل تُحل يعني بإستقالة الوزير ‏القرداحي؟ لأنه عندما قلنا "ألف" بشربل وهبي مع حفظ الالقاب صار ‏المطلوب "باء" بالأستاذ جورج قرداحي  ولنلحق على البقية لكي نصل ‏الى "الياء"، والمطالب السعودية ومن خلف السعودية لن تنتهي في لبنان، ‏لأنه عندما نصل الى الاحتمال الآخر سنقف عند هذه النقطة، إذا في ‏الحقيقة الذين طالبوا وزير الإعلام أن يقدم المصلحة الوطنية، هنا يوجد ‏نقاش، حقيقة ما هي المصلحة الوطنية؟ هل المصلحة الوطنية في ‏الخضوع للإملاءات الخارجية؟ هل المصلحة الوطنية في الإستجابة لكل ‏ما يطلبه الخارج؟ إذا كان يطلبه الخارج يوجد فيه مصلحة للبنان، إذا لا ‏يوجد مشكلة، هذه مصلحة وطنية، ولكن إذا كان يوجد إنتقاص من سيادة ‏لبنان وإذلال للبنان وإهانة للبنان كيف يصبح هذا مصلحة وطنية؟ إنتهينا ‏من الإحتمال الاول يكفي هذا المقدار". ‏

وتابع:" الاحتمال الثاني والثالث لأنني سأناقشهم مع بعضهم البعض، الإحتمال ‏الثاني أنه الموضوع جدياً قضية تصريح الوزير قرداحي والذين طالبوا ‏بإستقالته كانوا على يقين بأنه سيستقيل أو طالبوا بإقالته لأنهم كانوا على ‏يقين بانه يقال، ويسجلون إنتصارا معنوياً ودبلوماسياً ويُذلون لبنان، ‏وينتهي الموضوع عند ذلك الحد، لكن عندما رفض الوزير ان يستقيل ‏ورفضت إستقالته وإقالته أصبح السعودي امام مواجهة كبيرة جداً، فذهب ‏الى الأمام وإفتعل هذه الأزمة وقال أن المعركة مع حزب الله، هذه ‏فرضية واحتمال، الإحتمال الثالث يقول أنه منذ البداية هي لا قصة ‏تصريح ولا قصة وزير، السعودية تبحث عن حجة لتفتعل أزمة مع ‏لبنان، هذان الإحتمالان نَضعهما مع بعضهما البعض لأنهما يوصلان الى ‏نفس النتيجة، عندما نَصل الى الأزمة التي إفتعلتها السعودية مع لبنان ‏وهذا الضغط الذي بدأ هو جزء من المعركة مع المقاومة في لبنان، فلنتكلم ‏الأمور بصراحة، ليس مع حزب الله كحزب الله، وليس كحزب سياسي، ‏مع حزب الله كمقاومة وبالتالي مع المقاومة ومع مشروع المقاومة  في ‏لبنان، وهم خلال كل السنوات الماضية في الحد الأدنى منذ الـ2006 ‏وليس من الـ2005 السعودية هي في هذه المعركة قائمة وموجودة، نحن ‏نَعرف الدور السعودي في حرب تموز ونَعرف التحريض السعودي ‏للإسرائيلي في حرب تموز كي يكمل الحرب، وهذا شيء موثق ومؤكد ‏والأميركيون تكلموا عنه في مذكراتهم وكتبهم، لكن حرب تموز إنتهت الى ‏غير ما إشتهت عليه السعودية وآخرون في العالم العربي، وأكملوا بعد ‏ذلك، ومشكلتهم مع حلفائهم في لبنان والجميع يعرف ذلك، مشكلتهم مع ‏حلفائهم أنهم يُريدون حلفائهم أن يُقاتلوا حزب الله وأن يخوضوا حرباً ‏اهلية مع حزب الله لمصلحة من؟ هل لمصلحة السعودية؟ كلا، لمصلحة ‏"إسرائيل" والأميركيين والمشروع الاميركي الإسرائيلي في المنطقة، التي ‏قدمت فيها السعودية خدمات في اكثر من منطقة وأكثر من بلد، وهذه هي ‏الحقيقة، لليوم لماذا قطعوا أموالهم في السنوات الاخيرة عن حلفائهم؟ ‏لماذا يتعاطون مع كثير من حلفائهم بهذا المستوى من الإهانة، وهذا ‏المستوى من الإذلال؟ لا أُريد ان أتكلم في التفاصيل التي يعرفها اللبنانيون، ‏لماذا لم يُقدموا لحلفائهم  ولجماهير حلفائهم اي مساعدة خلال السنوات ‏الماضية؟ السعودية تستطيع ان تغرق لبنان في البنزين والمازوت ‏والفيول والمال والفلوس، ومشاريع الخير من مملكة الخير ولكنها لم ‏تفعل ذلك لماذا؟ لأنها تريد ثمناً ما، الثمن هو حرب أهلية، الموجودين في ‏لبنان صنفين، حتى نُحسن الظن، يا جدياً هم لا يُريدون حرباً أهلية، يا إما ‏أنهم لا يستطيعوا أن يقوموا بحرب أهلية، وهذه هي مشكلة السعودية مع ‏حلفائها في لبنان، فضاقت بهم ذرعاً وضاق صدرها منهم ومنا ومن ‏الجميع، فذهبت الى هذه الأزمة المفتعلة، هذه الأزمة هي إستمرار ‏لمعركة قائمة منذ حرب تموز 2006 وتأخذ أشكالاً مختلفة وعناوين ‏مختلفة، مرة حرب إسرائيلية ومرة تحريض طائفي وفتنوي ومرة دفع ‏بإتجاه الحرب الأهلية مثل ما كان يعمل السبهان في الـ2017، وعندما ‏إعتقلوا رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، اليوم هذا شكل من أشكال ‏الحرب، حسناً، ما هي الحجة؟ عندما خرج لاحقاً بيان وزارة الخارجية ‏السعودية، خرج وزير الخارجية السعودي وتكلم عن الموضوع، قال ‏حزب الله، ما هي مشكلتك مع حزب الله؟ قال حجتين أساسيتين، الباقي كله ‏يدور حول هاتين الحجتين، الحجة الأولى هيمنة حزب الله على لبنان، ‏فلذلك نحن لدينا مشكلة مع لبنان لأن حزب الله يُهيمن على الدولة في ‏لبنان، والسعودي من خلال هذه الإجراءات يريد تحرير الدولة اللبنانية ‏من هيمنة حزب الله، هذا أولاً وهذا طبعاً بيان الخارجية "شغالين" عليه ‏الأدوات، الأدوات السياسية والاعلامية اللبنانية والسعودية والخليجية ‏ويكملون على هذا العنوان، أعود إليه لاحقاً، والعنوان الآخر اليمن، أيضاً ‏على سبيل توضيح الحقائق والوقائع، لكي نكون على بينة وبصيرة مما ‏يجري معنا وحولنا، نَأتي بموضوع دعوى الهيمنة على لبنان، نحن ‏اللبنانيين نعيش في البلد، اعتقد أن أي لبناني منصف يعرف أنه هذا كلام فارغ، ‏سواء قاله السعودي أو قاله لبناني او قاله أميركي او قاله أي أحد، الجميع ‏في لبنان يعرف أن حزب الله لا يُهيمن على الدولة اللبنانية، وأنا في ‏الحقيقة كَتبت بعض المصاديق مضطر أن أتكلم عنها، لأقول أنه عندما ‏أقدم أنا شواهد وأستدل على أن حزب الله لا يُهيمن على الدولة اللبنانية، ‏أشعر بالخجل وتضييع الوقت، أنه نحن نناقش فكرة سخيفة بهذا المستوى، ‏وتبعاً لها ما هو أسخف منها،  حيث أن الأسخف منها هي فكرة الإحتلال الايراني، حسناً، في التوصيف ‏الواقعي في لبنان نحن لا نَنكر أننا جهة مؤثرة، نحن جهة مؤثرة، لانه ‏يوجد لنا وجود في مجلس النواب ووجود في الحكومة ولنا علاقات مع ‏الكتل النيابية ومع الأحزاب والرئاسات، نعم نحن جهة مؤثرة، في ‏الماضي كٌنت أَتواضع وأقول من أكبر الأحزاب اللبنانية، أطلب من ‏اصدقائنا وخصومنا أن يتحملونا، نحن أكبر حزب في لبنان على ‏المستوى السياسي والهياكل التنظيمية والجماهير الشعبية، "معليش" لأننا اليوم نحن ‏في دائرة المُحاجة، لكن نحن لسنا مهيمنين على البلد، نحن لدينا تأثير، ‏وغيرنا لديه تأثير، وسابقاً قلت وأعيد وأقول غيرنا لديه تأثير أكبر من ‏تأثيرنا في الدولة والقضاء اللبناني والجيش اللبناني وقوى الأمن اللبنانية ‏والادارة اللبنانية، أكبر من تأثيرنا، لا أُريد أن أقول نحن تأثيرنا مساوي ‏للآخرين، كلا آخرون تأثيرهم أكبر من تأثيرنا، ويوجد الكثير من الشواهد الكثيرة التي ‏يستطيع ان يعرفها اللبنانيون، ولكن أذكر أنا بعض الشواهد سريعاً، كي ‏لا تبقى دعوى، على سبيل المثال، في قضية مرفأ بيروت والتحقيق في ‏القضية تَكلمنا فيها كثيراً، لا أُريد ان أَعود لها، ولكن أُريد أن أذكرها ‏كشاهد، أنا خطبت 5 مرات، طبعاً الحيثية التي لدينا دستورية وملاحظتنا ‏أنه يوجد إستنسابية ويوجد تسييس ‏ويوجد.. ويوجد.. وسمعتم لها ولا أُريد أن أُعيد، ولجأنا الى الوسائل القضائية والسياسية وفي النهاية قمنا بمظاهرة وسقط فيها شهداء، ما هذا الحزب الذي ‏يهيمن على لبنان – او اذا أحد ما يريد ان يطور الموقف يقول "الثنائي الشيعي" – الذي لا يزال سنة "‏يخابط" غير قادر ان يصل الى نتيجة – لا بأس ان كان هذا اعتراف بالعجز نحن نناقش موضوع الهيمنة، ‏هذه الآليات ونحن نعمل ضمن الاليات القانونية والرسمية – غير قادر على تنحية قاضي عن ملف هو ‏يعتقد – حزب الله – انه يعمل بشكل استنسابي ومسيّس، هذه دولة مهيمنة؟ هذا حزب مهيمن على البلد؟ ‏مثل آخر ونستخدم امثلة معاصرة، عندما استجد موضوع سفن المازوت – وهذا موضوع المازوت سأعود ‏وأتكلم بشأنه في إطلالة مختصرة وخاصة مرتبطة بموسم الشتاء ونناقش حوله و"حواليه" – عندما أردنا ان ‏نستحضر سفن المازوت، الحكومة اللبنانية ليس علناً ضمناً رسماً سرّاً – دخيلكم ما تفوتوهم على ‏الزهراني وطرابلس، خذوهم الى سوريا – حسناً، دولة نحن نهيمن عليها نقوم بأخذ بواخر المازوت والقادم ‏أكثر من ما مضى نأخذه الى بانياس ومن هناك نقوم بالزحف فيه 250 كيلو متر وغداً شتاء وثلج لنحضره ‏الى بعلبك ولنوزّعه على بقية المناطق اللبنانية، هذا حزب مهيمن على دولة!؟ هذه امثلة بسيطة. نحن من ‏بعد الـ 2006 بالحد الادنى، نحن وآخرون في لبنان ليس فقط نحن، نطالب بإعادة العلاقات مع سوريا، ‏بفتح العلاقات مع سوريا، بالتعاون والتنسيق مع سوريا ولمصلحة لبنان، مصلحة الزراعة في لبنان، ‏مصلحة الصناعة في لبنان، مصلحة التجارة في لبنان، مصلحة الترانزيت في لبنان، مصلحة الكهرباء في ‏لبنان، التنسيق والانفتاح على سوريا مصلحة لبنانية مطلقة، - جفّ ريقنا وطلع الشعر على لساننا – لم ‏يستمع احد الينا، لا في الحكومة الحالية ولا في الحكومة السابقة ولا التي قبلها وقبلها وقبلها، ما هذا الحزب ‏المهيمن!؟ نحن نؤمن بأنّ انقاذ لبنان هو في أن يحفظ علاقته مع الغرب ولكن في الاتجاه شرقاً، تفضلوا ‏واقبلوا المشاريع الصينية، لا يقبلون! من لا يقبل؟ الدولة، إقبلوا المشاريع الروسية، الجماعة يقولون أنهم يُريدون أن يُعمروا مصافي، لا يقبلون، طيب اقبلوا النفط الايراني بالليرة اللبنانية، لا يقبلون! اقبلوا ‏معامل الكهرباء الايرانية، لا يقبلون! حسناً، نحن حزب مهيمن على الدولة!؟ هذه أكبر كذبة موجودة اليوم ‏في لبنان وفي المنطقة، ومنها انسحب على قصة الاحتلال الايراني – يا "محلا" الاحتلال الايراني بلبنان – ‏ايران التي تحتل لبنان لا تستطيع ان تُدخل باخرة مازوت على المصافي النفطية في لبنان، ما هذا الكلام ‏الفارغ والسّخيف والتافه، كائناً من يكون قائله، لبناني او سعودي او كائناً من يكون، هذه حجّة واهية ‏ضعيفة. ‏

حسناً هذا في موضوع الهيمنة، اذاً حجّة السعودية لاختلاق ازمة وافتعال ازمة مع لبنان تحت عنوان ان ‏حزب الله مهيمن على الدولة ونحن من هنا سنسحب سفيرنا وطردنا سفيركم ونريد ان نفعل ونساوي، هذا ‏كذب محض وافتراء كامل وحجّة ليس أكثر". ‏

واضاف:" نأتي الى موضوع اليمن ايضاً كلمتين، اذا كانت القصّة في موقفنا الاعلامي، من أول ليلة شُنّت الحرب ‏العدوانية على اليمن وعلى الشعب اليمني حزب الله كان واضحاً وسجّل موقفاً، حسناً 7 سنوات نحن ‏نخطب وعاقبتونا، المنار استبعدتموها عن النايل سات والعرب سات وعاقبتونا كحزب وقلنا لا بأس ‏نحن نقبل هذه العقوية ونعتبرها تضحية في سبيل موقفنا الانساني والاخلاقي والايماني الشريف تجاه شعب ‏اليمن والعدوان على اليمن ولم نحزن وقلنا ان شاءالله خيراً، حسناً 7 سنوات وهذا كان موقفنا، وبالعكس ‏نحن في الاشهر الاخيرة قليلاً ما كنا نتكلم لان ما كان يشغلنا في لبنان هو موضوع المازوت والبنزين ‏والدولار والمحطات ووو، واذا ما تطرأ المرء لموضوع اليمن يمكن أن يقول الشعب اللبناني انظروا نحن ‏اين والسيد اين والحزب اين وفي ماذا يتكلمون، في الاونة الاخيرة اذا ما اردنا ان نقيّم يقول ان الهجمة ‏الاعلامية من حزب الله على السعودية وعلى الحرب السعودية كانت اقل من اي وقت مضى بسبب ‏انشغال حزب الله اللبناني، حسناً اذا لماذا الان؟ اذاً القصّة قصّة اعلام! نعم القصة في اليمن أيها الاخوة ‏والاخوات، ايها الشعب اللبناني،  لتعرفوا اين يريدون ان يُحدثوا مشكلة لديكم، القصّة قصّة مأرب، هي ‏قصّة الحرب العدوانية على اليمن ونتائج هذه الحرب، ليس هناك داعي لاجراء تحليل لضيق الوقت،  بعد ‏‏7 سنوات من الحرب مئات مليارات الدولارات، نتيجة الحرب فشل كامل، يكفيكم ما يعرفه اللبنانيون ‏جيداً، يعرفه السياسيون، الاحزاب، خصوصاً الـ ‏NGO’S‏ الذين كانوا يجلسون معه في السفارة، شينكر ‏تتذكرونه، ماذا يقول؟ يقول منذ يومين إنّ سقوط مأرب هزيمة للرياض وواشنطن، إنَّ سقوط مأرب يعني أن الطرف ‏الاخر فاز في الحرب اليمنية، هذا شنكر وليس واحداً من محور المقاومة، تداعيات مأرب ستكون كبيرة ‏جداً في اليمن وفي المنطقة والسعودية تدرك ذلك، هنا ممكن ان يعتقد احد ان الأزمة المفتعلة مع لبنان وانه ‏يا شعب لبنان ويا دولة لبنان مشكلتنا مع حزب الله اضغطوا عليه، هناك من يقول انه ممكن ان يكون ذلك كي نضغط ‏على لبنان، وهو بدوره يضغط على حزب الله، ويقوم حزب الله بدوره بالضغط على انصار الله بغية ايقافهم ‏للحرب في اليمن، الان اذا السعودي يفكّر بهذه الطريقة معناه ان يحرّك عقله لا انها فشّة خلق بنا فقط،  ‏لكن ايضاً هذا الموضوع غير صحيح وغير منطقي، ويمكن لاحد ان يشغّل عقله بقضايا غير منطقية، حسناً ‏لماذا؟ وهنا اريد ان اوضّح امر، قالها البعض في لبنان وانساق لها بعض اصدقائنا واعتبرها انها مفخرة ‏لحزب الله، نعم هي من جهة مفخرة لكنها غير صحيحة، نحن لسنا محتاجين الى مفاخر ليس لها اساس، ‏الحمدلله عندنا مفاخر الى ما شاء الله، هؤلاء شهداؤنا هم أمجادنا، هم تاريخنا الناطق، اليس كذلك؟ هكذا كان ‏يقول السيد عباس الموسوي (رضوان الله تعالى عليه)، هم عزّتنا وعظمائنا! قيل أنّ في المفاوضات السعودية ‏‏– الايرانية في بغداد عندما تحدّث السعوديين مع الايرانيين بموضوع اليمن وقالو لهم تواصلوا مع حزب ‏الله في لبنان ودعوه يعالج لكم هذا الموضوع، او احدهم كتب بأن تواصلو مع السيد حسن! غير صحيح، ‏هذا لم يحصل في بغداد، لم يحصل بين السعوديين والايرانيين، في الاصل خلال الـ 4 جولات من ‏المفاوضات لم يؤتَ فيها على ذكر لبنان وعلى ذكر حزب الله على الاطلاق، لا في مسألة يمن ولا في غير ‏مسألة يمن، نعم السعوديون طلبوا من الإيرانيين موضوع اليمن والإيرانيون قالوا لهم تكلموا مع ‏اليمنيين، هذا السيد عبد الملك موجود، انصار الله موجودون، مندوبوهم موجودون في الداخل والخارج، ‏تفاوضوا واياهم ونحن حاضرون ونرى ما الذي ينتج عن المحادثات وجاهزون للمساعدة في حال تطلب ‏الأمر، لكن نحن لا نمثّل اليمن ولا نمتلك نيابة ولا وكالة ولا نحن معنيين ان نتفاوض بالنيابة عن اليمنيين ‏والاخوان في ايران، حقيقة هكذا في موضوع اليمن وغير اليمن، ولا يوم فاوضوا بالنيابة عن أحد لا عن ‏لبناني ولا يمني ولا بحريني ولا عراقي ولا فلسطيني ولا سوري ولا افغاني ولا اي أحد.. هؤلاء اليمنيون، ‏لم يتطرق احد بسيرة حزب الله، هذه ابقوها في البال كتوضيح حاسم وقاطع، ليس بأنهم لم يبلغونا لا، انا ‏اقول لكم وانا مطّلع على محاضر الجلسات التي حصلت في بغداد، لم يحصل شيء من هذا القبيل على ‏الاطلاق، حسنا الشبهة اين عند السعودي في هذه النقطة؟ يمكن لديه شبهة وقد تحدث حولها في اكثر من ‏مناسبة، هو يتصوّر بأن الذي يقود الجبهات في اليمن هو حزب الله، وهم قادة من حزب الله، وان هذه ‏الانتصارات التي تتحقق سببها حزب الله، والهزائم التي تلحق به سببها حزب الله، وهذا كله أوهام في ‏أوهام ليس له أي أساس من الصحة، الانتصارات في اليمن صنعها قادة يمنيون ومقاتلون يمنيون وعقول ‏يمنية وارادات يمنية وايمان يمني وحكمة يمنية ومعجزات يمنية ونصر الهي لليمن، هذا الذي يحصل في ‏اليمن، انت مشتبه اذا كنت تحملنا نحن المسؤولية، لكن هناك مشكلة في العقل السعودي اتجاه اليمن واتجاه ‏دول الجوار كلها والذي هو الاستعلاء واحتقار العالم وان مستواه اعلى من مستواهم وعقولهم أقل من ‏عقوله، لا ليس هكذا، اليوم عندما تأتي الى السعودي وتقول له حقيقة ان انصار الله واليمنيون يصنعون ‏مسيرات، لا يصدّق، ويصنعون صواريخ بالستية لا يصدّق، ويصنعون حتى الطلقة والقذيفة والمدفع لا ‏يصدّق، الا ان هذه الحقيقة، جماعة على مستوى عالي من النبوغ والذكاء، نحن نعرفهم على الارض ولا ‏ننكر هذا المعنى، اذا هذه الحجة حجة واهية! موضوع اليمن لا يمكن ان يكون حجّة يأتي على اساسها ‏السعودي يعاقب لبنان كله، تريد ان تعاقب حزب الله عاقبه لا مشكلة، قاطعنا حاربنا كل شي تستطيع ان ‏تفعله تجاه حزب الله قم به وانت تفعله على أي حال، انت من الـ 2006 تقوم به ليلاً نهاراً، لكن ما ذنب ‏الشعب اللبناني والدولة اللبنانية، ها هم الأمريكان مشوا بمسار اكتشفوا في اخر المطاف انهم يؤذون الشعب ‏اللبناني وحلفائهم واصدقائهم وبدأوا إعادة النظر في مكان ما، لاحقاً يتضح اذا ما كانوا يعيدون النظر ام لا، ‏اذا هذه ايضاً حجّة واهية، انا اقول للسعودية اذا كنتم حقاً تريدون ان تتخلصوا من موضوع اليمن ليس ‏طريقه الضغط على لبنان ولا على حزب الله في لبنان ولا على اي احد في الكرة الارضية، هناك طريق ‏واحد بأن تقبلوا بوقف اطلاق النار ورفع الحصار والذهاب الى المفاوضات السياسية، غير ذلك لا امريكا ‏ولا مجلس الامن الدولي ولا جامعة الدول العربية ولا قطع العلاقات الدبلوماسية ولا افتعال الازمات مع ‏دول مثل لبنان وغير لبنان يمكن ان يغير شيئاً أو يبدّل حرفاً مما يُكتب اليوم في اليمن المجاهد والمظلوم ‏والمنتصر، هذا هو الطريق الوحيد ولا يوجد طريق ثاني، حسناً بالنسبة لنا نحن في لبنان أنا أَدعو الى ‏الصبر الى التحمل الى الهدوء الى الحفاظ على السيادة الى الحفاظ على الكرامة الوطنية دعونا نهدأ ‏الاجواء، ليقدروا على معالجة الموضوع باتجاه التهدئة، نحن لسنا ذاهبين لافتعال معركة لا مع السعودية ‏ولا مع أحد من دول الخليج ولا مع أحد، ولا نحنا افتعلنا هذه الازمة ولا نحنا الذين اوجدناها، نعم اذا كانت ‏القضية قضية انتقام وفشة خلق ونريد ان نخرب لبنان لاننا لم نستطيع ان نسيطر عليه هذا اصبح بحث ‏اخر، هنا اللبنانيون يجب ان يحسموا خيارهم".‏

وختم قائلا :" اختم بنقطة أخيرة، فيما قيل في الاونة الاخيرة، نحن طبعاً اليوم يوم الشهيد، يحضر بقوّة بين ايدينا دماء ‏شهداء خلدة، ويحضر بقوة بين ايدينا دماء شهداء الطيونة، مجزرة الطيونة ومجزرة خلدة، بموضوع خلدة ‏نحن من اليوم الاول دعونا الى ضبط الاعصاب، الى التهدئة، الى الاحتكام للدولة، للجيش اللبناني، الى ‏القضاء، وهذا الطريق كان سليماً وصحيحاً، واليوم صدر قرار ظنّي وبعدها ستذهب نحو المحاكمة ونحن ‏منفتحون وننتظر الاحكام وفي نفس الوقت نحن منفتحون على المعالجة في خلدة، على المصالحة في خلدة، ‏على ايجاد حلول لأننا نريد لهذه المنطقة ايضاً ان تهدأ وأن تستقر، وهذا موضوع اذا سرنا بهذا الطريق ‏وصبرنا وضغطنا على جروحنا وتجنبنا الفتنة والحرب الاهلية، الصبر والبصيرة أخذنا نحو مسار ‏صحيح، الذين قَتلوا اخواننا واحبائنا في خلدة سيلقون عقابهم، والمشكل يبقى في حدود هذه الدائرة ونحن ‏منفتحين على المعالجات الاخرى. ‏

في موضوع الطيونة أيضاً نحن واخواننا بأمل اتفقنا، ضبطنا اعصابنا، لا اريد الدخول الان الى تفاصيل ‏جديدة، سلمنا للقضاء العسكري، سلمنا للقضاء اللبناني وللجيش اللبناني والأمور عند التحقيق في القضاء ‏العسكري، وسنرى ما سيصدر في هذه القضية، نحن وعوائل الشهداء نقوم بمواكبة هذا الموضوع ‏وسنواكبه حتى النهاية، طبعاً نحن عندما نتحدث عن مجزرة الطيونة يعني التي ارتكبها حزب القوات ‏اللبنانية عامداً متعمّداً عن سبق إصرار وتصميم وتخطيط وتدبير واستنفار وتجهيزٍ واستطلاعٍ ومجيءٍ ‏لعناصر من خارج عين الرمانة الى عين الرمانة، ونترك الباقي للقضاء. كل ما قيل عن مقايضة بين ملف ‏مرفأ بيروت وملف الطيونة غير صحيح وليس له أي اساس من الصحة، وطبعاً ليس فينا من يمكن ان يقبل ‏بمقايضة من هذا النوع، كلا الملفين مهمان جداً، وكل الدماء التي سقطت في مرفأ بيروت وفي الطيونة ‏هي دماءٌ طاهرةٌ زكيّةٌ مظلومة، عوائل شهداء مرفأ بيروت وعوائل شهداء الطيونة بالنسبة لنا هم سواء، ‏وبالتالي غير صحيح على الاطلاق بأنه لأجل التغطية على قضية او لكي نخدم قضية نقوم بظلم عوائل ‏شهداء او نستبيح دماء شهداء، على الاطلاق، المطلوب في قضية المرفأ الوصول الى الحقيقة والعدالة، قد ‏نكون نحن مختلفين على الطريقة، والمطلوب في قضية الطيونة الوصول الى الحقيقة والعدالة، ونحن كما ‏عاهدناكم سابقاً سنواصل الطريق في القضيتين والعمل في القضيتين، لا يفكر احد على الاطلاق انه ‏بالنسبة لنا انه في مكان ما ان هناك من يريد ان يُميت قضية ليحي قضية اخرى على الاطلاق، هذا التزام ‏ايماني وشرعي وديني ووطني واخلاقي وانساني من قبلنا. ‏

في يوم شهيدنا، في يوم شهدائنا العظماء نحن نُعاهد ارواحهم الطيبة والزكية على مواصلة الطريق الذي ‏شقّوه بدمائهم، بعرقهم، بتعبهم، بجهادهم، بجهودهم، بتضحياتهم، ونحن ان شاء الله نقول لشهدائنا، سنمضي ‏على طريقكم، سوف نفي بوعدنا وبيعتنا لله ولكم وسنحقق أهدافكم ونَسأل الله أن يرزقنا ما رزقكم من وسام ‏الشهادة الرفيع وأن يحشرنا معكم وأن لا يُفرق بيننا وبينكم في الدنيا والاخرة طرفة عينٍ أبداً.‏

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

7*) التيار العوني

13 تشرين الثاني 2021

أبدى "التيار الوطني الحر"، في بيان أصدره بعد اجتماع دوري إلكتروني برئاسة النائب جبران باسيل، "بالغ القلق من استمرار تعطيل مجلس الوزراء من دون أي سبب مقنع وشل الوضع الحكومي في موازاة التفشي الدراماتيكي للأزمة الاقتصادية والاجتماعية. فالأولوية الاجتماعية تعلو، لذا بات واجبا استدراك ما يحصل والتحلي بحس عال من المسؤولية الوطنية والإنسانية". وحذر من "استغلال الأزمة السياسية لتأزيم الوضع اقتصاديا وماليا وأمنيا تحقيقا لأجندات خارجية"، داعيا مجلس النواب الى "سؤال الحكومة عن أسباب امتناعها عن عقد مجلس الوزراء".

وجدد التيار دعوته الحكومة الى "إطلاق البطاقة التمويلية كأساس في شبكة الأمان الاجتماعي وتحديد أسباب التأخير والمسؤولين عنه"، كما دعا مجلس النواب الى عقد "جلسة عاجلة من أجل إقرار اقتراح قانون دعم شبكة الأمان الاجتماعي وتاليا تحرير الأموال من البنك الدولي التي تنتظرها عشرات الآلاف من العائلات الأكثر فقرا، بالتوازي مع إقرار اقتراح قانون المساعدة الاجتماعية للموظفين الذي تقدم به تكتل لبنان القوي".

ورأى أن "ما تمر به السلطة القضائية من تجاذبات تلامس الفوضى، ضرب هيبتها كمؤسسة بفعل الشخصنة والأجندات الخاصة التي باتت سمة المرحلة، مما يستدعي وقفة ضمير مسؤولة، وإطلاق ورشة إصلاحية واسعة وشاملة في المؤسسة القضائية لتستعيد وقارها وثقة اللبنانيين بها وتقديرهم لها، فهم ينتظرون عن حق نتائج التحقيق في جريمة انفجار المرفأ وفتنة الطيونة تمهيدا لإجراء المحاكمات العادلة".

8*) عظة الأحد

14 تشرين الثاني 2021

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الاحد، لمناسبة "يوم الفقير العالمي" على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطران انطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، رابطة كاريتاس لبنان وشبيبتها، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

 بعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "وتدعو إسمه يوحنا"، وقال فيها: "تحتفل الكنيسة في هذا الأحد بعيدين: الأول ليتورجي وهو تذكار البشارة لزكريا، بأن الله استجاب صلاته، وأنه سينعم عليه بولد، فيما هو متقدم في السن، وامرأته اليصابات عاقر، ويأمره بأن "يسميه يوحنا" (لو 1: 6-7و 13)، لكونه يكشف رحمة الله. والعيد الثاني كنسي، وهو الإحتفال باليوم العالمي الخامس للفقراء. ووجه قداسة البابا فرنسيس لهذه المناسبة رسالة موضوعها كلمة الرب يسوع: "الفقراء سيكونون معكم في كل حين" (مر 14: 7)".

أضاف: "تحيي هذا الإحتفال بالعيد الثاني رابطة كاريتاس لبنان، وتدعو إليه عددا من العائلات الأكثر عوزا، وتدعوها الرابطة "عائلة كاريتاس". فيطيب لي أن أحيي رئيسها عزيزنا الأب ميشال عبود الكرملي ومجلس الإدارة وسائر معاونيه في كاريتاس المركزية والأقاليم الستة والثلاثين والمراكز المنتشرة على كامل الأراضي اللبنانية، وشبيبتها المتطوعة الألف ومئتين. بهذه المبادرة تحتفل كاريتاس-لبنان "باليوم العالمي للفقراء" بالصلاة والتفكير والأفعال. إن خدمة المحبة للإخوة في العوز تقوم بها كاريتاس لبنان يوميا ببرامجها المتنوعة: الإجتماعية والصحية والتربوية والإنمائية والتربوية والعائلية والشبيبة والعمال الأجانب، والمساعدات المالية والعينية والإستشفائية، مع متفرعاتها. وقد رأينا أمس مضامينها مفصلة في الجمعية العمومية للرابطة. ومعلوم أن كاريتاس هي الجهاز الرسمي للكنيسة في خدمة المحبة الإجتماعية في لبنان".

وتابع: "هبة يوحنا من الله لزكريا وأليصابات هي ثمرة أمانتهما لله وصلواتهما. كان كلاهما متقدمين في السن، ولم يرزقا ببنين، استحقا هذا الامتياز الإلهي: بأن يولد لهما ولد، ويسميانه يوحنا للدلالة أن الله رحوم، بل غني بالرحمة، وقد تجلت رحمته لهما، وستشمل البشرية جمعاء، كما تدل اللفظة بالعبرية يهو حنان. استحقا هذا الامتياز لأنهما كانا بارين أمام الله، وسالكَين في جميع وصاياه وأحكامه بلا لو" (لو1: 6)؛ ولأن يوحنا، كما يقول عنه الرب يسوع هو:أعظم من نبي" (لو 7: 26)، وقد ختم معه الروح القدس التكلم بواسطة أنبياء. فنار الروح القدس ساكنة فيه، وتسير به، كسابق للرب الآتي، مهيئا طريقه وشعبه (لو 1: 15-17)؛ ولأنه صوت المعزي الآتي" (يو 1: 23)، والشاهد للنور الحقيقي الآتي إلى العالم الذي سينير كل إنسان (يو 1: 8-9).

إنه حقا الفجر الذي يعلن مجيء الشمس، يسوع المسيح مخلص العالم وفادي الإنسان".

وأردف الراعي: "الصلاة مفتاح عطايا الله، وهي تمتاز بثلاثة:

أ. الصلاة ممكنة ودائمة، في الكنيسة، في البيت، في العمل، في الطريق، في الانتظار. ما يعني أن الزمن بنظر المسيحي هو زمن المسيح القائم من الموت، والذي "هو معنا طول الأيام" (متى 28: 20)، مهما كانت العواصف، لأنه قادر على تهدئتها (راجع لو 8: 24). زمننا هو في يد الله.

ب. الصلاة ضرورة حياتية، لأنها تضعنا تحت هداية الروح القدس، الذي لا يستطيع أن يكون في حياتنا، إذا كان قلبنا بعيدا عنه. يؤكد القديس يوحنا فم الذهب: "لا شيء أهم من الصلاة. فإنها تجعل ممكنا ما هو غير ممكن، وسهلا ما هو صعب. الشخص الذي يصلي لا يعيش في حالة الخطيئة.

ج. الصلاة لا تنفصل عن الحياة المسيحية لأن الإثنتين تنبعان من المحبة نفسها، ومن التجرد نفسه الذي يجري من المحبة كمن ينبوع. هذا الرباط بينه الرب يسوع بقوله: "يعطيكم الآب كل نطلبونه باسمي. (يو 15: 16)".

وأضاف: "يقول قداسة البابا في رسالته ليوم الفقراء، انطلاقا من كلمة الرب يسوع: "الفقراء سيكونون معكم في كل حين" (مر 14: 7): " إنها دعوة إلى عدم إغفال الفرصة المتاحة لفعل الخير، أبدا. وكلمة الرب تعود بنا إلى الكلام الإلهي في الكتاب المقدس: "إذا كان عندك فقير من إخوتك [...]، فلا تقس قلبك ولا تقبض يدك عنه، بل افتح له يدك وأقرضه مقدار ما يحتاج إليه. [...]أعطه، غير مكرها، وبذلك يباركك الرب إلهك في كل أعمالك وفي كل مشاريعك. إن الأرض لا تخلو من فقير" (تثنية الاشتراع 15، 7-8. 10-11). وأكد القديس بولس الرسول أن الله يحب من يعطي متهللا" (2 قورنتس 9، 7). إنها ليست مسألة إراحة ضميرنا بإعطاء بعض الصدقات، بل يجب معارضة ثقافة اللامبالاة والظلم الذي به نعامل الفقراء.

ويقول القديس يوحنا فم الذهب: "من كان كريما يجب ألا يطلب بيانا بشأن حياة الشخص المحتاج، ولكن عليه فقط أن يعالج فقره ويلبي احتياجاته. كل إنسان فقير يطلب شيئا واحدا هو تلبية حاجته ووضعه المعوز. الذي يعطي صدقة هو ميناء للمحتاجين: والميناء يستقبل كل الذين تحطمت سفينتهم، ويحررهم من الخطر، سواء كانوا أشرارا أو صالحين، أيا كان وضع الذين في خطر، ويقدم لهم الملجأ والحماية. كذلك أنت، عندما ترى على الأرض ذلك الشخص الذي تحطمت سفينته بالفقر، لا تحكم عليه، ولا تطلب معرفة قصة حياته، بل حرره من محنته" (سلسلة عظات عن مثل الغني ولعازر، العظة الثاني، فقرة 5)".

وأكد أن "خدمة الفقراء هي رسالة الكنيسة باكليروسها وشعبها. فرسالتها تقوم على خدمات ثلاث مترابطة ومتكاملة:

أ. خدمة الكلمة (kerygma) بالكرازة والتعليم، التي تولد الإيمان وتنيره.

ب. خدمة النعمة للتقديس بتوزيع الأسرار (liturgia) التي تقدس المؤمن.

ج. خدمة المحبة الإجتماعية للفقراء (diakonia) التي تنشلهم من بؤسهم".

وقال الراعي: "من المؤسف حقا أن بعض المسؤولين السياسيين والمتعاطين العمل السياسي، بدلا من محاربة الفقر بشتى الطرق السياسية والإشتراعية والإجرائية، فإنهم يمتهنون افقار المواطنين بأكبر عدد وأكثر حرمان وبطالة، والأرقام هي أنطق دليل. وفوق ذلك يتلكؤون عن معالجة الأزمة الحادة الناشبة مع دول الخليج. إن استنزاف الوقت يدخلنا في أزمة استنزاف اقتصادية ومعيشية تصعب الحل، ما يضر بمصالح مئات ألوف اللبنانيين ومصالح التجار والصناعيين والمزارعين وقطاعات لبنانية أخرى".

وشدد على أن "حل هذه الأزمة بشجاعة وطنية، لا يمس كرامة لبنان، بل إن تعريض اللبنانيين للطرد والبطالة والفقر والعوز والعزلة العربية هو ما يمس بالكرامة والسيادة والعنفوان. إن تحليق سعر الدولار إلى حد يعجز فيه المواطنون من شراء الحاجيات الأساسية، لاسيما عشية الأعياد المقبلة، هو ما يمس بالكرامة ويذل الناس. الكرامة ليست مرتبطة بالعناد إنما بالحكمة، وبطيب العلاقات مع كل الدول وبخاصة مع دول الخليج الشقيقة، ذلك أن دورها تجاه لبنان كان إيجابيا وموحدا وسلميا، لا سلبيا وتقسيميا وعسكريا. لا يحق لأي طرف أن يفرض إرادته على سائر اللبنانيين ويضرب علاقات لبنان مع العالم، ويعطل عمل الحكومة، ويشل دور القضاء، ويخلق أجواء تهديد ووعيد في المجتمع اللبناني. ولا يحق بالمقابل للمسؤولين، كل المسؤولين، أن يتفرجوا على كل ذلك، ويرجوا موافقة هذا الفريق وذاك. هذا هو فقدان الكرامة وهذا هو الذل بعينه".

وسأل: "أي منطق يسمح بتجميد عمل الحكومة والإصلاحات والمفاوضات الدولية في هذه الظروف؟ كل ما يجري اليوم يتعارض تماما مع النظام اللبناني بوجهه الدستوري والميثاقي والديمقراطي. إن الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني تريد الخروج من أجواء الحرب والفتنة والصراع، والدخول في عالم السلام الشامل والدائم والتلاقي الحضاري. ما لنا بحروب المنطقة وبمحاورها؟ ما لنا بصراعاتها وبلعبة أنظمتها؟ ما شأننا لنقرر مصير الشعوب الأخرى فيما نحن عاجزون عن تقرير مصيرنا، بل عن اتخاذ قرار إداري؟

إذا كان البعض يعتبر الحياد حلا صعبا، فإنا نرى فيه الحل الوحيد لإنقاذ لبنان. لقد بات متعذرا إنقاذ الشراكة الوطنية من دون الحياد. وكلما تأخرنا في اعتماد هذا النظام كلما تضررت هذه الشراكة ودخل لبنان في متاهات دستورية لا يستطيع أي طرف أن يحدد مداها".

وختم الراعي: "نصلي إلى الله لكي يجعلنا ندرك قيمة الصلاة وثمارها، كما يكشف لنا مثال زكريا واليصابات، وندرك أن الله يتمم تصميمه لخلاص البشر بالتعاون مع كل إنسان، سائلينه أن يكشف دور كل واحد وواحدة منا من خلال الحالة التي هو فيها. فتصبح حياتنا صلاة تسبيح وشكر وتمجيد لله، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".