رقم 90/2022
تقرير دولي 17-23 كانون الثاني /2022
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
في إطار المشاركة وليس الاستئثار بالطبع، أعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، في خلال حوار سياسي شعبي نظمه حزب الله الايراني في لبنان، أنهم بانتظار أن تصلهم الصيغة النهائية الرسمية لخطة التعافي ولمشروع الموازنة من أجل مناقشتهما، وحينها يحددوا موقفهم من كل بند على قاعدة أن ما يحتاجه لبنان خطة تعافي وطنية وموازنة إصلاحية تستكمل ما بدؤوه منذ سنوات!! وفي الوقت نفسه عدم تحميل الناس وخصوصا ذوي الدخل المحدود الأعباء، لأن المعيار بالنسبة إليهم هو استجابة الموازنة وخطة التعافي لمطالب الناس، وألا تكون مستجيبة لشروط تعجيزية يضعها صندوق النقد الدولي، وهم ليس لديهم مشكلة في التفاوض مع الصندوق، لكن وفق معايير تحفظ المصلحة الوطنية!!
كذلك، أكد حسن فضل الله أنه عندما حددوا وفق أي إطار سيشاركوا في جلسات مجلس الوزراء، كانوا يعبرون عن حق دستوري وقانوني من دون أن يفرضوا إرادتهم على الآخرين!! أو أن يفرض عليهم الآخرون إرادتهم، ومن دون أيضا أن يمسّوا بصلاحيات أحد أو بالنصوص الدستورية!! فليس واردا عندهم أن يُنتقص من صلاحية رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية!! كما أنه لا داعي لاختراع معارك وهمية، لأنهم - في حزب الله الايراني في لبنان - من أكثر الأفرقاء حرصا على الدستور والقوانين! مضيفا، أنه لو طبّقت الحكومات المتعاقبة الدستور والقوانين لما وصل البلد إلى هنا!!
هذا مع العلم أنهم كحزب كانوا مشاركين في هذه ""الحكومات المتعاقبة منذ العام 2000!!! كما أنه لا داعي للتذكير كيف أن حزب الله الايراني في لبنان كان حريصا على الدستور والقوانين في إغلاقه مجلس النواب لسنتين ونصف من أجل انتخاب مرشّحه العماد عون، وكيف أنه كان أيضا حريصا على القانون والدستور بإغلاقه أسواق بيروت حين لم تناسبه سياسة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة؛ والأمثلة هنا تكثر ولا مجال لذكرها كلّها!
لكن الأهم اليوم في كلام ممثّلي حزب الله هو أنهم يحاولون إقناع اللبنانيين بان الأميركيين أنفسهم والجمعيات التي أنشأوها يحاولون التواصل مع الحزب من أجل عقد صفقة معه، لكنّ القيادة في الحزب بالطبع رفضت وترفض هذه المقاربة التي تصنّف بـ"الصفقات تحت الطاولة" وهذه بالطبع ليست الطريقة التي يعمل بها الحزب!!
في سياق الأزمة السياسية والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت هذا الاسبوع بعد غياب دام أربعة أشهر، وقد عقد عدة لقاءات في إطار ترتيب البيت السياسي الذي يترأسه، كما التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري كما التقى رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وكما أصبح واضحاً من التسريبات أن الرئيس الحريري قد قرر العزوف عن خوض الانتخابات النيابية وسيعلن عن ذلك خلال مؤتمر صحفي يوم غد الاثنين وسط سخط شعبي وقلق سياسي جراء هذه الخطوة.
أما الحدث الهم هذا الاسبوع فهو زيارة وزير الخارجية الكويتي كموفد إقليمي دولي حاملاً مبادرة لحل الأزمة اللبنانية مع دول الخليج العربي، والتي تؤكّد على تطبيق الدستور والطائف وقرارات الشرعتين العربية والدولية وتحضّ لبنان على استعادة سيادته وعدم جعله مصدراً للمخدرات وللتهجم على الدول العربية وفي مقدمها دول الخليج. وهو ما تطالب به مجموعات سياسية لبنانية وفي مقدّمها المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان ولقاء سيدة الجبل كما مجموعات سيادية أخرى.
يمكن اعتبار هذه المبادرة الورقة الأخيرة لهذه المنظومة الحاكمة من أجل محاولة إنتشال لبنان من الهوّة التي وصل إليها البلد بسبب سياسة تسليم القرار السيادي لحزب الله الايراني في لبنان وما نتج عنها من أزمات على كافة الصعد.
لكن للأسف الأمل مفقود، فسياسة الحزب واضحة كما أن قرار هذه المنظومة ليس في يدها!
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
قال الرئيس ميقاتي بعد لقائه رئيس الجمهورية في بعبدا، الاثنين، انهما توافقا مع الرئيس عون على مختلف الأمور وسيلتقون الأسبوع المقبل في جلسة لمجلس الوزراء تتضمن الموازنة والمواضيع الحياتية الملحة.
على صعيد آخر، حدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (OFAC) يوم الثلاثاء ثلاثة ميسرين ماليين مرتبطين بحزب الله وشركة سفريات مقرها لبنان؛ وعلى وجه التحديد، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية كل من اللبنانيين عادل دياب، وعلي محمد الداون، وجهاد سالم العلم، وشركتهم دار السلام للسفر والسياحة، على لائحة العقوبات، وقد تم إدراج هؤلاء بموجب الأمر التنفيذي (EO) 13224 وتعديلاته، والذي يستهدف الإرهابيين وقادة ومسؤولي الجماعات الإرهابية ومن يقدمون الدعم للإرهابيين أو أعمال الإرهاب.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون، في هذا الشأن أن حزب الله يدّعي أنه يدعم الشعب اللبناني، ولكن تمامًا مثل الفاعلين الفاسدين الآخرين في لبنان الذين حددتهم وزارة الخزانة، يواصل حزب الله جني الأرباح من المشاريع التجارية المعزولة والصفقات السياسية الخلفية، وتكديس الثروة التي لا يراها الشعب اللبناني أبدًا.
إلى ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات يوم الجمعة على ثلاثة لبنانيين وعشر شركات وصفتهم بأنهم جزء من شبكة دولية لحزب الله، ووجهت إليهم اتهامات بمحاولة تفادي العقوبات المفروضة على الجماعة التي تصنفها واشنطن بأنها منظمة إرهابية.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إنها استهدفت عدنان عياد الذي قالت إنه عضو في حزب الله ورجل أعمال علاوة على أعضاء آخرين في شبكة دولية من الوسطاء والشركات المرتبطة به وبشريكه عادل دياب الذي أدرجت واشنطن اسمه يوم الثلاثاء على قائمة العقوبات بالإضافة إلى وجهاد عدنان؛ وقال وكيل الوزارة ، في بيان يوم الجمعة، إن وزارة الخزانة ملتزمة بعرقلة النشاط غير المشروع لحزب الله ومحاولات الالتفاف على العقوبات من خلال شبكات أعمال في الوقت الذي تكثف فيه رعاية شبكات المحسوبية والفساد في لبنان.
وفي سياق الأزمات الداخلية، دعت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الديبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في لبنان، الحكومة وجهات صنع القرار الأخرى إلى استعادة قدرتها على صنع القرار من دون مزيد من التأخير، وهذا يتطلب، من بين أمور أخرى، استئناف الاجتماعات المنتظمة لمجلس الوزراء، من أجل التصدي للأزمات الدراماتيكية التي يواجهها لبنان، وبما يتماشى مع إعلاناتها والتزاماتها المتكررة والثابتة، بإبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي من شأنه أن يدعم إيجاد مخرج من الأزمات الاقتصادية الكلية والمالية التي تواجهها البلاد، وإلى أن تتخذ على الفور جميع القرارات والتدابير التي يلزم اتخاذها قبل إبرام هذا الاتفاق. كما حضّتالحكومة وجهات صنع القرار الأخرى على اتخاذ جميع القرارات والخطوات اللازمة لتمكين هيئة الإشراف على الانتخابات من الاضطلاع بمهمتها، بما يتماشى مع إعلاناتها والتزاماتها المتكررة والثابتة، وعلى اتخاذ جميع القرارات والخطوات الأخرى لضمان عملية ملائمة تفضي إلى انتخابات نزيهة وشفافة تجرى في موعدها المقرر في عام 2022، وكررت الدعوة إلى إحقاق العدالة والمساءلة عبر تحقيق شفاف ومستقل في أسباب انفجار مرفأ بيروت واحترام استقلال القضاء ومبدأ فصل السلطات من جانب صانعي القرار اللبنانيين.
وفي السياق، أعلنت "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان"، أيضاً، في بيان انها اذ تأخذ علما بالخطوات الرامية الى عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، تشدد على ضرورة استئناف اجتماعات الحكومة في اقرب وقت، وتحض الحكومة على اتخاذ قرارات عاجلة وفاعلة لتدشين الاصلاحات والاجراءات الملحة بما في ذلك سرعة اقرار موازنة 2022 التي من شأنها ان تمهد الطريق للتوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي الامر الذي يكفل الدعم المطلوب لتجاوز الازمات على مستوى الاقتصاد الكلي والمالية العامة، كما ودعت الحكومة الى اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان اجراء انتخابات نزيهة وشفافة وشاملة في ايار 2022 كما هو مقرر، بما في ذلك من طريق تمكين هيئة الاشراف على الانتخابات من تنفيذ ولايتها. وجددت المجموعة دعوتها الى تحقيق العدالة والمساءلة عبر تحقيق شفاف ومستقل في انفجار مرفأ بيروت، والى ضمان احترام استقلال القضاء، وأكدت استمرارها في الوقوف الى جانب لبنان وشعبه.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس تمام سلام، عزوفه عن الترشح للإنتخابات النيابية القادمة، إفساحا في المجال للتغيير الجدي.
إلى ذلك، وصل الرئيس سعد الحريري إلى بيروت بعد غياب أربعة أشهر وبدأ سلسلة لقاءات بدأها بلقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كما عقد اجتماعا للمكتب السياسي في تيار المستقبل وذلك لإبلاغه قراره بشأن عزوفه عن خوض الانتخابات النيابية المقبلة، وسيعقد يوم الاثنين المقبل مؤتمرا صحفيا يعلن من خلاله موقفه.
وقد عُلِم أن الرئيس الحريري اتخذ قراره النهائي بالعزوف عن الانتخابات المقبلة، وان الاجتماعات مع الكتلة وتيار المستقبل، تأتي في اطار الشكليات الضرورية المطلوبة وليس للتشاور. كما أفادت مصادر مطلعة ان الرئيس الحريري كان حازما في الرد على اسئلة بعض الحضور من اعضاء الكتلة، خصوصا في المداخلتين المتعلقتين عن احتمال، ان يسد الفراغ في حال عزوفه كل من مجموعة بهاء الحريري او الاحباش او ما يعرف بـ”سنة حزب الله”، ونقلت عنه رفضه هذا الكلام، معتبرا ان الشارع السني يعي تماما توجهاته السياسية والوطنية.
مع نهاية الاسبوع، حمل وزير الخارجية الكويتي الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح معه إلى بيروت مبادرة عربية ـ دولية مؤلفة من عشرة بنود، وطلب الحصول على أجوبة عليها خلال مهلة لا تتجاوز تاريخ التاسع والعشرين من الشهر الحالي. وإجتمع الوزير الكويتي على مدى أقل من 24 ساعة بكل من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس البرلمان الللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وأبلغهم أن دولة الكويت تريد مساعدة لبنان ولكن على اللبنانيين ان تساعدونهم بمساعدة أنفسهم، ودعاهم إلى التعامل بإيجابية مع المبادرة التي يحملها لإعادة بناء الثقة، وإعتبرها فرصة سانحة عليهم التعاطي معها بجدية. وهذه العبارات كرّرها وزير الخارجية الكويتي في لقاءاته مع عون وبري وميقاتي والوزير بو حبيب، مع حرص الوزير الكويتي على التأكيد انها مبادرة خليجية وعربية ودولية تحظى بموافقة دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى الأردن ومصر والولايات المتحدة وفرنسا. اما فحوى البنود العشرة للمبادرة فتتضمن الآتي: 1- قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ إصلاحات شاملة. 2- الالتزام بتنفيذ اتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان. 3- شمول الإصلاحات جميع القطاعات ولا سيما الطاقة ومكافحة الفساد ومراقبة الحدود. 4- العمل مع لبنان لضمان تنفيذ هذه الإجراءات. 5- أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي (1559) و(1701) و(1680) والقرارات الدولية والعربية ذات الصلة. 6- ضمان ألا يكون لبنان منطلقا لأي اعمال ارهابية تزعزع استقرار وامن المنطقة، ومصدرا لتجارة وترويج المخدرات. 7- التأكيد على أهمية تعزيز دور الجيش اللبناني في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان. 8- إنشاء آلية مساعدات في إطار يضمن الشفافية التامة ويظهر العزم على إيجاد الآليات المناسبة للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني. 9- ضرورة حصر السلاح بمؤسسات الدولة الشرعية. 10- وقف العدوان اللفظي والعملي ضد الدول العربية وتحديدا الخليجية والالتزام بسياسة النأي بالنفس.
وفهم أن الجانب اللبناني، ولا سيما رئيس الجمهورية، تحفظ على مضمون البند الخامس الداعي إلى تنفيذ القرار 1559 الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات في لبنان، في إشارة مبطنة إلى نزع سلاح حزب الله. وإعتبر الجانب اللبناني أن قضية حزب الله وسلاحه ودوره الإقليمي قضية إقليمية ودولية وليس قضية محلية (كالعادة)، مطالباً المحافل الدولية والعربية بتفهم موقفه هذا!!.
محطات سياسية واقتصادية:
شهدت ألمانيا يوم الأربعاء، محاكمة طبيب سوري يشتبه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية، من بينها تعذيب سجناء في مستشفيات عسكرية بسوريا، وذلك في ثاني قضية من نوعها فيما يتعلق بمزاعم أعمال تعذيب بدعم من الدولة في الصراع السوري.
فبعد حكم محكمة ألمانية الأسبوع الماضي على ضابط مخابرات سوري سابق بالسجن مدى الحياة لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، ستبدأ محاكمة الطبيب البالغ من العمر 36 عاما في المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت أم ماين؛ ويواجه المتهم، المعروف فقط بالاسم علاء م. بموجب قوانين الخصوصية الألمانية، اتهامات بتعذيب معارضين لرئيس النظام السوري بشار الأسد أثناء عمله طبيبا في سجن عسكري ومستشفيات بحمص ودمشق في 2011 و2012.
يشار إلى أن علاء م. وصل إلى ألمانيا في 2015 ليعمل طبيبا إلى أن تم القبض عليه في يونيو/ حزيران 2020، وهو منذ ذلك الحين رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة، ويتّهم علاء م. في 18 قضية تعذيب وفي قتل أحد السجناء.
على صعيد منفصل، كشفت مصادر ميدانية أن قوات سوريا الديمقراطية بدأت السبت عملية اقتحام سجن غويران بالحسكة بإسناد جوي من التحالف الدولي، وأضافت أن قصفاً مدفعياً مكثفاً لقسد يستهدف المباني المجاورة للسجن، مشيرة إلى أن الطيران الحربي التابع للتحالف قصف أيضاً بعدة صورايخ محيط السجن.
يأتي ذلك، فيما لا تزال تداعيات هجوم تنظيم داعش على سجن غويران في الحسكة مستمرة، حيث أعلنت قوات سوريا الديمقراطية مقتل 22 عنصراً من التنظيم الإرهابي خلال اشتباكات يوم السبت، فيما ارتفعت حصيلة القتلى الإجمالية نتيجة الأحداث إلى 89 بينهم 56 من داعش. وتتفاوت حدة الاشتباكات بين العنيفة والمتقطعة بين الحين والآخر، حيث لا يزال عناصر التنظيم يتواجدون في محيط السجن، كما أن سجناء التنظيم لا يزالون يسيطرون على مباني السجن، وتسعى القوات العسكرية للسيطرة على الوضع بشكل كامل خلال الساعات القادمة، ووفقاً للمصادر فإن القوات العسكرية تؤجل الحسم العسكري الكامل معتمدة على نفاد ذخيرة عناصر التنظيم في ظل محاصرتهم هناك.
وكان الهجوم قد بدأ مساء الخميس، حين اقترب عناصر من خلايا داعشية نائمة في المنطقة وفجّرت عربات مفخخة بالقرب من الباب الرئيسي للسجن بعد تسللهم لمحيط السجن من حي الزهور جنوب الحسكة، ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة.
يذكر أن سجن غويران يضم نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم داعش غالبيتهم من سوريا والعراق، فضلا عن جنسيات أخرى، وهو أكبر سجن لعناصر داعش في العالم أجمع؛ أما الهجوم الذي وقع فجر الجمعة، فكان الأعنف والأضخم من نوعه والأكثر تنظيماً منذ القضاء على التنظيم كقوة مسيطرة على مناطق مأهولة بالسكان في آذار/مارس من العام 2019.
وفيما بدا أن التلميحات الكردية حول تورط تركي بهجوم داعش على سجن غويران لم تمر دون ردّ، فقد وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من ناحية والقوات التركية والفصائل الموالية لها من ناحية أخرى في ريف عين عيسى بمحافظة الرقة السورية، وذلك وفقاً لما أفادت وكالة أنباء هاوار الكردية، السبت. وقد أفادت الوكالة إن القوات التركية وفصائلها شنت قصفا عنيفا على قرى جهبل ومشيرفة ومعلك والطريق الدولي السريع (إم4) ومخيم عين عيسى، مضيفة أن الاشتباكات أسفرت عن وقوع قتلى وإصابات في صفوف الفصائل المسلحة.
وجاء هذا التصعيد بعدما اتهمت الإدارة الذاتية الكردية القوات التركية بتسهيل هجوم تنظيم داعش الإرهابي على سجن غويران في الحسكة، حيث كشف الرئيس المشترك لمكتب الدفاع في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا زيدان العاصي، أمس الجمعة،أن الملاحظ في الهجوم الأخير أنه كان الأكبر والأكثر تنظيما منذ دحر داعش، وإن دلّ على شيء فيدل على أنّ هناك قوة دولية تساند هذه المجموعات الإرهابية أو تغض النظر عن تحركاتها في سبيل ضرب الأمن والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مضيفا أن قواته تأكدت مع بدء هجوم عناصر داعش الإرهابي أن تركيا أيضا حركت قواتها والقوات المرتزقة التي معها باتجاه تل تمر، وكذلك استخدمت المسيرات لضرب الأرتال القادمة لمؤازرة القوات التي دخلت من أجل تحرير السجن والمنطقة من المجموعات الإرهابية.
ويوم الأحد، أفادت وكالة هاوار الكردية، بأن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" سيطرت بشكل كامل على ما وصفته بـالوضع الاستثنائي في مدينة الحسكة، حيث سيطر عناصر من داعش على سجن غويران، ودارت اشتباكات أفضت لمقتل ما يزيد على 100 شخص، ونقلت الوكالة عن قسد إنها في مرحلة متقدمة من القضاء النهائي على المسلحين الذين هاجموا السجن.
قرّر البرلمان الليبي، يوم الثلاثاء، تأجيل الحسم في مستقبل الانتخابات ومصير حكومة عبد الحميد الدبيبة إلى الأسبوع المقبل، بعد الاستماع إلى التقرير النهائي للجنة خارطة الطريق، ودعا رئيس البرلمان عقيلة صالح، في ختام الجلسة، لجنة خارطة الطريق المكلّفة، إلى مواصلة المشاورات مع الأطراف السياسية ومع الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور، ثم تقديم تقرير نهائي قبل يوم 22 يناير، حيث سيتضمن التقرير المراحل اللازمة لكيفية إزالة العوائق التي حالت دون إجراء الانتخابات في ديسمبر الماضي، وخطة اللجنة للسلطة التنفيذية الحالية ولتشكيل حكومة جديدة وكذلك تحديد تاريخ جديد لإجراء انتخابات.
من جهته، أعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا عماد السايح، أن المفوضية تحتاج من 6 إلى 8 أشهر لإعادة تنظيم للانتخابات بشكل صحيح، وطالب، خلال حضوره جلسة البرلمان المنعقدة في طبرق، بضرورة إعادة النظر في القوانين والتشريعات الانتخابية خلال هذه الفترة حتى لا يتكرر سيناريو ما قبل 24 ديسمبر الماضي.
إلى ذلك، أعلنت المفوضية، يوم الخميس، تشكيل لجنة لمراجعة وتدقيق طلبات قبول المرشحين للانتخابات الرئاسية، وأضافت في بيان إن لجنة من مختصين بإدارة العمليات ستتولى فحص ومراجعة "قوائم التزكية" المقدمة من قبل مرشحي الانتخابات الرئاسية الواردة أسماؤهم بالقائمة الأولية، وستقدم تقريرها إلى مجلس المفوضية بعد نهاية عملها.
وفيما يترقب الليبيون جلسة البرلمان القادمة التي ستعقد منتصف الأسبوع المقبل، لإعلان خارطة الطريق الجديدة تعيش ليبيا على وقع زخم سياسي وجدال بين سياسييها وفاعليها الرئيسيين، حول إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية أولاً أو تشكيل حكومة جديدة وصياغة دستور. وقد تحدثت تسريبات إعلامية عن 3 أسماء معروفة تتنافس فيما بينها لتولي هذا المنصب، يتصدرها وزير الداخلية في حكومة الوفاق السابقة فتحي باشاغا كأبرز الأسماء المرشحة والمدعومة في الغرب والشرق الليبي، خاصة بعد لقائه التاريخي مع قائد الجيش خليفة حفتر، وكذلك نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق ورجل الأعمال أحمد معيتيق، ومعهما الدبلوماسي عارف النايض.
غير أن هذه الخطوة، تصطدم برئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، الذي يتحصن بدعم أممي وخارجي يعارض تغييره، ويرفض تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة، بعدما أكد أّنه سيستمر في تحمل مسؤولياته وأداء مهامه، مما ينذر بحدوث صدام سياسي خلال الأيام المقبلة.
ويوم الأحد، أفاد مصادر بأن اثنين وستين نائبا في العاصمة الليبية طرابلس أعلنوا دعمهم استمرار حكومة الوحدة مع اجراء تعديلات جوهرية بها. وقد أصدر نواب طرابلس بيانا أكدوا فيه دعمهم منح رئيس الحكومة الحرية لتغيير وزرائه وتمثيل الدوائر الثلاث عشرة في البلاد، حيث اقترحت مبادرة نواب طرابلس ضرورة التوافق بين الحكومة والمجلس الرئاسي وقيادة الجيش حول توحيد المؤسسة الأمنية. كما يدعو الاقتراح أن تكون تركيا والإمارات ومصر وقطر راعية لهذا الاتفاق في حال الموافقة عليه من الأطراف المحلية.
في رسالة ضمنية إلى إيران، أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد الماضي، أن قواته الجوية اختتمت تدريبا مشتركا مع سلاح الجو الأميركي، مضيفا أن التدريب الذي حمل اسم "صقر الصحراء" قد تم في إسرائيل، حيث حلقت الطواقم وتدربت معا لتنفيذ سيناريوهات وضربات جوية متعددة.
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع، الثلاثاء، إنها أتمت اختبارا جويا كان مخططا له لمنظومة "السهم"Arrow للأسلحة، وقالت أن التجربة كانت لمنظومة "السهم-3"، أُطلق فيها صاروخ اعتراض تجاه هدف فوق الغلاف الجوي، وجرى اعتراضه بنجاح، وفق وزارة الدفاع.
وعلّق وزير الدفاع الإسرائيلي إن التجربة الناجحة تبيّن التفوق التكنولوجي لإسرائيل، الأمر الذي يعطي إسرائيل حرية العمل ضد أعدائها، انطلاقا من الفهم بأن الدفاع الأفضل يتيح الهجوم الأنجع.
على صعيد منفصل، دمّرت الشرطة الإسرائيلية منزل عائلة فلسطينية في حي الشيخ جرّاح، الذي يخيم عليه التوتر في القدس الشرقية فجر الأربعاء، وأظهر تسجيل مصوّر نشرته الشرطة على الإنترنت أن عناصرها توجّهوا قبل الفجر إلى منزل عائلة صالحية، المهددة بالإخلاء منذ العام 2017، والتي تم تنظيم حملة داعمة لها داخل الأراضي الفلسطينية كما في الخارج، ليتم بعدها تدمير المنزل.
هذا وأكد متحدث باسم الشرطة اعتقال 18 شخصاً من أفراد العائلة والمتضامنين معهم خلال العملية لخرقهم أمر المحكمة والتحصن بعنف والإخلال بالنظام العام! ولم تشهد عملية التدمير أي مواجهات أو عنف.
فيما الجدل لا يزال مستمرا بشأن فاعلية اللقاحات في مواجهة متحور أوميكرون من فيروس كورونا، أكدت 3 دراسات أميركية على ضرورة الجرعات المعززة في الحماية من المتحور، فقد قدمت ثلاث دراسات نشرت أمس الجمعة، مزيدا من الأدلة على أن اللقاحات المضادة لكورونا بإمكانها التصدي للمتحور أوميكرون، على الأقل بالنسبة للأشخاص الذين حصلوا على جرعات معززة.
من ناحية أخرى، حذر الدكتور مايكل رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، من خطورة عدم توزيع اللقاحات بشكل عادل في بعض البلدان حول العالم، والذي قد يؤدي إلى مأساة كبيرة بنهاية عام 2022، وأضاف أن اللقاحات، جنبًا إلى جنب مع التدابير الاحترازية الأخرى، سمحت باحتمالية اكتشاف طريق فعلي للخروج من المرحلة الحادة للوباء، لكن من غير المرجح أن يختفي الفيروس نفسه، خاصة بعد ما تم رصده من قدرة سارس-كوف-2 على التطور والبقاء، كما أشار إلى أن الجهود سوف تتواصل لضمان توصيل اللقاح إلى من يحتاجون إليه، لكن ما تود منظمة الصحة العالمية تحقيقه هو بلوغ مرحلة يستقر فيها الفيروس عند نمط منخفض المستوى للغاية، والذي يمكن أن يشهد بالطبع حالات تفشي عرضي بين من لم يحصلوا على اللقاح.
وأعرب رايان عن أمله في التمكن من الاقتراب أو تحقيق أو تجاوز الأهداف الأصلية وهي نسب تلقيح بين سكان كل دولة تتجاوز 10% و40% ثم 70%، موضحًا أنه لم يتم تحقيق تغطية بنسبة 40% بعد في العديد من البلدان، وهي النسبة التي يمثل الوصول إليها حاليًا أولوية مطلقة، كذلك حذر الدكتور رايان إنه ما لم يتم توصيل والحصول على اللقاحات في كافة البلدان، ولكل شخص معرض للخطر وكل من يحتاج إلى لقاح، فإنه يخشى من أن الوضع سيبقى على ما هو عليه حتى نهاية عام 2022، ويتم إجراء مناقشات ومحادثات حول نفس الأمر وهو ما سيكون في حد ذاته مأساة كبيرة.
أعرب مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية، الثلاثاء، عن خشية الولايات المتحدة من احتمال أن يصبح تواجد القوات الروسية في بيلاروسيا لإجراء مناورات عسكرية دائما، وبالتالي يمهد لنشر أسلحة نووية روسية في هذا البلد المتاخم لأوكرانيا وبولندا.
وقد توجهت قوات عسكرية روسية إلى بيلاروسيا بعد إعلان الرئيس ألكسندر لوكاشينكو حليف موسكو الاثنين، أن البلدين سيجريان مناورات عسكرية مشتركة الشهر المقبل؛ وهذه الخطوة التي جاءت دون إشعار مسبق لدول المنطقة كما جرت العادة رفعت من مستوى التوتر مع الغرب الذي يخشى غزوا روسيا محتملا لأوكرانيا. وأشار المسؤول إلى أن التعديلات المقترحة على دستور بيلاروسيا، في استفتاء مقرر الشهر المقبل، قد يسمح للوجود العسكري الروسي بأن يصبح دائما، حيث أن مسودة التعديلات الدستورية هذه قد تشير إلى مخطط بيلاروسيا للسماح لقوات روسية تقليدية ونووية بالتمركز على أراضيها، وهذا يمثل تحديا للأمن الأوروبي وقد يتطلب ردا.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن زيارته لأوكرانيا لتأكيد الالتزام الأميركي تجاه أمنها وسيادتها، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بانتهاك سيادة الدول بدون مواجهة أي عقاب، كما اعتبر أن روسيا تحاول بث الانقسامات داخل أوكرانيا لتقويض ديمقراطيتها. إلى ذلك، أعرب بلينكن في مؤتمر صحافي، الاربعاء، عن أمله في الحفاظ على المسار الدبلوماسي، لكنه عقب قائلا إن القرار يعود للرئيس الروسي، مؤكداً أن أميركا مستمرة بالعمل من أجل التوصل لحل سياسي مع روسيا بشأن أوكرانيا، كما أجرت سلسلة مشاورات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة، لكنه اتهم في معرض كلامه روسيا قائلا إنها اختلقت أزمة في القرم وشرق أوكرانيا لتقويض كييف، وأنها واصلت تهديداتها لأوكرانيا وحشدت المزيد من القوات على الحدود، معتبرا أنه لا يجوز لروسيا التلويح بالقوة لتهديد سيادة دول مستقلة.
وتوّج بلينكن زياراته إلى كييف وبرلين لبحث الأوضاع مع قادة أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، بلقائه وزير الخارجية الروسي في جينيف والذي دام 90 دقيقة أعلن بنهايته أن واشنطن مستعدة لمناقشة القضايا الأمنية التي طرحتها روسيا، مؤكداً التزام بلاده بدعم سيادة أوكرانيا وحق شعبها في تقرير مصيره، مهدداً بالرد على أي هجوم حتى لو لم يكن عسكرياً. وفيما من المتوقع أن ترد أميركا على الاقتراحات التي طلبتها روسيا وطالبت فيها الحد من توسع وأنشطة الناتو في شرق أوروبا، نقلت المعلومات أن الطريق الذي وصلت إليه المباحثات بين الطرفين بات مسدوداً، في ظل إرسال روسيا للمزيد من القوات والمعدات العسكرية، ومن بينها صواريخ بالستية وأنظمة دفاع جوي.
وبالتزامن، كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجمعة، أن أعداد القوات الروسية عند حدود أوكرانيا في تزايد، وأن بلاده ستعلن عن إرسال عتاد إلى كييف خلال الساعات المقبلة؛ وقال في مؤتمر صحافي، بأن التهدئة مع روسيا تبدأ مع إبعاد الحشود العسكرية عن حدود أوكرانيا، مشيراً إلى أنه لا يمكن وصف الحشود العسكرية الروسية شرق أوكرانيا بأنها مناورات تدريب.
كذلك أعلن أن الناتو سينفذ مناورات واسعة باستخدام حاملة طائرات وغواصات الاسبوع المقبل في البحر المتوسط لردع التهديدات.
في ملف المفاوضات مع ايران، قال وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، إن أحد مطالب إيران في محادثات فيينا هو إعطاء ضمانات من الولايات المتحدة بأنها لن تنسحب مرة أخرى من الاتفاق النووي، لكن في النظام السياسي الأميركي لا تستطيع الإدارة إعطاء مثل هذه الضمانات بسرعة وحزم، وأضاف بلينكن أن اعلان الرئيس بايدن بشکل حاسم أنه التزامه بالاتفاق النووي طالما بقي في منصبه، لا يمكّنه من إعطاء مثل هذا الضمان بالنيابة عن إدارات أميركية مقبلة.
في السياق وفي ظل التفاؤل الأوروبي حول سير المفاوضات في فيينا بشأن النووي الإيراني، إلا أن الأمور على ما يبدو تزداد تعقيداً. فقد أفادت مصادر أميركية بأن روسيا ناقشت اتفاقية نووية مؤقتة محتملة مع إيران خلال الأسابيع الماضية في إطار محاولة إحياء الاتفاق النووي، إلا أن الأخيرة رفضتها؛ ونقلت مصادر عن مسؤولين أميركيين، أن الاتفاقية المؤقتة تضمنت تخفيفا محدودا للعقوبات مقابل إعادة فرض بعض القيود على برنامج طهران النووي، وأوضحت المعلومات أن الولايات المتحدة تدرك اقتراح روسيا لإيران، والذي يأتي مع تزايد القلق داخل إدارة بايدن من أن الوقت ينفد في المفاوضات بين إيران والقوى العالمية، مشيراً إلى أن إيران باتت أقرب من أي وقت مضى لتحقيق القدرة على تصنيع أسلحة نووية. إلا أن إيران رفضت الاقتراح الذي قدمته روسيا، وقالت بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، الجمعة، إن طهران لا تريد اتفاقا مؤقتا وامتنعت عن مناقشة تفاصيل الاقتراح الروسي.
بالتزامن مع إعلان التحالف الدولي أن تنظيم "داعش" لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً للأمن في سوريا والعراق، قُتِل الجمعة 11 جنديا بهجوم للتنظيم، شمال محافظة ديالى، وذلك في إطار العملية الأمنية التي أعلنت عنها القوات العراقية الأربعاء، وبدأت بتدمير أوكار تابعة للتنظيم الإرهابي، احتوت على متفجرات وصواريخ في المحافظة.
وعلى الأثر، ترأس رئيس الحكومة العراقية اجتماعا طارئا الجمعة، للقيادات الأمنية والعسكرية توعد فيه بالثأر عبر عمليات عسكرية لملاحقة فلول داعش الإرهابي والإطاحة بقياداته.
وفي سياق متصل، وبعد الأحداث التي شهدها سجن الحسكة السورية، أعلن وزير الدفاع العراقي، أن الحدود العراقية السورية ممسوكة بشكل جيد، وتتم مراقبة الموقف ومتابعة أحداث سجن الحسكة، مؤكداً أن الوضع تحت السيطرة حالياً، وأضاف في بيان، السبت، إن الدولة تمتلك التدابير اللازمة لمعالجة الخروقات الأمنية مهما كانت.
في الانتخابات العراقية وتشكيل الحكومة
أفادت مصادر متابعة الثلاثاء، بانعقاد لقاء بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآاني، حيث بحث الجانبان الخلافات مع الإطار التنسيقي بشأن تشكيل الحكومة.
وكان قآاني قد وصل في وقت سابق للعاصمة العراقية بغداد، بعد زيارته للنجف حيث التقى قادة الفصائل المسلحة، ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر قولها، إن قاآني عقد اجتماعا مع قادة الإطار التنسيقي في العاصمة العراقية بهدف توحيد مواقف البيت الشيعي وبحث تشكيل تحالف يضم كل الأطراف السياسية الشيعية، وكذلك ملف تشكيل الحكومة الجديدة، كما أفادت هذه المصادر أن زيارة قاآني إلى العراق أتت بعد زيارة قيس الخزعلي إلى إيران.
وتأتي الزيارة لمحاولة طهران سد الفجوة بين القوى الشيعية لتشكيل جبهة موحدة تتولى تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، لكن زعيم التيار الصدري يسعى لتشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، الأمر ما ترفضه قوى الإطار التنسيقي التي تسعى جاهدة لإقناعه بتشكيل حكومة توافقية يشارك فيها الجميع على غرار الدورات السابقة لكي تضمن لنفسها موطئ قدم في الحكومة.
وفي سياق متصل، قررت المحكمة الاتحادية العراقية، يوم الأربعاء، تأجيل البت بدعوى الطعن في الجلسة الأولى لمجلس النواب إلى 25 يناير/كانون الثاني الجاري، وذلك بعد أن دونت إفادات المدعين حول الطعن في جلسة البرلمان.
وكانت المحكمة قد أوقفت يوم الخميس الماضي عمل مجلس النواب مؤقتاً، بعد النظر في دعوى أقامها اثنان من النواب طعناً بدستورية الإجراءات التي جرى اتباعها في الجلسة الافتتاحية للبرلمان التي شهدت انتخاب رئيس للمجلس ونائبين له.
على صعيد آخر، قرر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بالإجماع، اليوم الأحد، ترشيح رئيس الجمهورية العراقي الحالي برهم صالح لولاية ثانية.
وكان عشرات النشطاء العراقيين قد تظاهروا في بغداد، يوم الخميس، رفضاً للتجديد لولاية ثانية للرئاسات الثلاث (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان).
ووفق تقارير إعلامية، فإن الحوارات الجارية لتشكيل الحكومة المقبلة، طرحت إعادة تسمية صالح لرئاسة الجمهورية، والكاظمي لرئاسة الحكومة، عقب التجديد للحلبوسي.
أكد مجلس الوزراء اليمني، الأربعاء، أن الهجمات الإرهابية على الأعيان المدنية والمدنيين في الإمارات والسعودية تشير إلى تنامي الخطر الذي باتت تمثله ذراع إيران في اليمن على أمن واستقرار دول الجوار والإقليم والعالم، وسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وناقش مجلس الوزراء، في اجتماعه بالعاصمة المؤقتة عدن، التصعيد الخطير لأدوات إيران وهجماتها الإرهابية التي استهدفت المصالح الحيوية في الإمارات والسعودية، وتهديد الملاحة الدولية باختطاف السفينة الإماراتية "روابي"، وغيرها من الأعمال المهددة لأمن واستقرار المنطقة والعالم.
وفي سياق متصل، أكد رئيس المجلس الانتقالي اليمني عيدروس الزبيدي، يوم السبت، خلال لقائه المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينغ أن التصدي لجماعة الحوثي يتطلب توحيد الموقف الدولي وتصنيفها إرهابية، وقال في بيان للمجلس الانتقالي الجنوبي إن العمليات العسكرية الراهنة ضد ميليشيات الحوثي في شبوة ومأرب هي نتيجة طبيعية لكبح تمادي الميليشيات الحوثية التي لا يهمها سوى الإرهاب والقتل ونشر الفوضى. كما نقل البيان عن ليندركينع تأكيده أن مسألة إعادة تصنيف الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية مسألة قيد النظر وإن القرار لم يتخذ حتى الآن.
ميدانياً، أكدت قوات الجيش اليمني، السبت، تواصل العمليات العسكرية بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، في مختلف جبهات محافظة مأرب الجنوبية، وسط هزائم وخسائر تتكبدها ميليشيات الحوثي؛ وقال قائد اللواء 55 مشاة، علي الحميدي، إن جبهات جنوب مأرب شهدت خلال الساعات الماضية معارك بطولية، كبد خلالها الجيش اليمني الميليشيات العشرات من القتلى والجرحى وتدمير آليات عسكرية مختلفة. وأردف الحميدي إن الموازين على الأرض تغيرت، وذلك بعد التقدم الذي أحرزته ألوية العمالقة في مديريات بيحان، وإن ميليشيا إيران محاصرة، وجاري التعامل معها من قبل قوات الجيش.
أكد الرئيس المصري، يوم الاثنين، أهمية التوافق للعمل على تحقيق الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة ليبيا وتوحيد مؤسساتها الوطنية، خاصة العسكرية والأمنية، وطالب السيسي خلال استقباله، رمطان العمامرة، وزير الشؤون الخارجية الجزائرية، بتعزيز الجهود الدولية لإنهاء تواجد القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية وتم التوافق حول أهمية العمل على تحقيق الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة ليبيا وتوحيد مؤسساتها الوطنية. كما تناول اللقاء التباحث حول سبل تعزيز آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين. أما فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في تونس، أكد الجانبان على استمرار الدعم العربي للرئيس قيس سعيد، وما يقوم به من إجراءات وجهد حثيث لتحقيق الاستقرار في البلاد.
أزمة سد النهضة
لا جديد هذا الاسبوع في هذا الملف.
دان مجلس جامعة الدول العربية واستنكر بشدة الهجوم الإرهابي الغاشم والآثم على المدنيين والأعيان المدنية من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية بثلاثة صواريخ كروز على منطقة مصفح آيكاد3 ومنطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ 17يناير، والذي أدى إلى انفجار 3 صهاريج نقل محروقات بترولية وأسفر عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة ستة من المدنيين.
كما أكد المجلس تأييده ودعمه لحق دولة الإمارات في الدفاع عن النفس ورد العدوان بموجب القانون الدولي، وطالب كافة الدول تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية بعد هجماتها بصواريخ وطائرات مسيرة على دولة الإمارات، وأكد ضرورة وقوف المجتمع الدولي صفًا واحدًا في مواجهة هذا العمل الإرهابي الآثم الذي يهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي، واتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لردع ميليشيات الحوثي للتوقف عن أعمالها الاجرامية المتكررة في اليمن والمنطقة.
كما دعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤلياته واتخاذ موقف حاسم وموحد ضد الاعتداءات الحوثية على المملكة العربيه السعودية والإمارات العربية المتحدة، ولردع ومواجهة الفظائع المستمرة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي ضد المدنيين وعرقلتهم المتعمدة لإيصال المساعدات والإمدادات الإنسانية ومصادرة المواد الغذائية.
قدم رئيس البحرية الألمانية، كاي أخيم شونباخ، السبت، استقالته بعد تصريحات جدلية حول أوكرانيا، أحيل بسببها للتحقيق. وكان الفريق البحري كاي أخيم شونباخ قد صرح خلال مؤتمر صحفي في الهند "إن شبه جزيرة القرم ذهبت ولن تعود أبدا إلى أوكرانيا، معرباً عن تفهمه لموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقال إن بوتين يريد الاحترام بل وربما هو يستحق ذلك"، كما اعتبر أن ألمانيا والهند بحاجة إلى روسيا من أجل مواجهة الصين، وأن حربا جديدة في القارة الأوروبية يمكن أن تبدأ خلال العقود القريبة من الزمن.
كذلك، ذكرت مصادر أن وزيرة الدفاع الألمانية كريستينا لامبريخت تواصلت هاتفيا مع المراقب العام للقوات المسلحة إيبرهارد تسورن ومستشارها الإعلامي كي تبحث معهما تصريحات الضابط البحري.
وفي سياق متصل، اتهمت المملكة المتحدة السبت موسكو بـالسعي إلى تنصيب زعيم موال لروسيا في كييف، والتفكير في احتلال أوكرانيا، فيما أكدت موسكو أن مزاعم لندن هراء ودليل جديد على أن الناتو هو من يقوم بتصعيد التوتر حول أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن لدى لندن معلومات تفيد بأن أجهزة المخابرات الروسية لها صلات بالعديد من السياسيين الأوكرانيين السابقين، وأضافت أن موسكو تفكر في تنصيب السياسي الأوكراني السابق يفغيني موراييف قائدا في كييف، مؤكدة أن لندن لن تقبل بمؤامرة الكرملين على أوكرانيا.
وتابعت إن الكرملين يدرك جيدا مخاطر عمل عسكري على أوكرانيا، كما أضافت أنها تدعم بلا لبس سيادة أوكرانيا ووحدتها الترابية بحدودها المتعارف عليها دولياً.
وذكر البيان أيضا أسماء كل من سيرغي أربوزوف (النائب الأول لرئيس وزراء أوكرانيا من 2012 إلى 2014، ثم الرئيس الموقت للوزراء)، وأندريه كلوييف (الذي ترأس الإدارة الرئاسية للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش)، وفولوديمير سيفكوفيتش (نائب أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني سابقا)، وميكولا أزاروف (رئيس وزراء أوكرانيا من 2010 إلى 2014).
أزمة شرق المتوسط
لا جديد على هذا الصعيد
قال وزير المالية التركي نور الدين النبطي لخبراء اقتصاديين إنه يتوقع أن يبلغ معدل التضخم ذروته عند حوالي 40% في الأشهر المقبلة وألا يتجاوز 50% هذا العام، وقد قدم النبطي توقعاته الأكثر تفصيلاً حتى الآن لأسعار المستهلك في عام 2022 خلال اجتماع مع 60 اقتصادياً ومحللاً يوم السبت في إسطنبول، وقال الوزير إن معدل التضخم قد لا ينخفض عن 30% حتى نهاية العام، على حد قول أحد المصادر.
وتأتي تصريحات النبطي، بعد أن بلغ معدل التضخم في تركيا 36.1% في ديسمبر، وهو أعلى معدل منذ بداية حكم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي دام 19 عاماً. كما قفزت توقعات التضخم للأشهر الـ 12 المقبلة إلى 25.37% من 21.39%، وفقاً لمسح البنك المركزي لشهر يناير عن المشاركين في السوق. حيث تتوقع بعض بنوك وول ستريت أن أزمة العملة في العام الماضي قد تدفع التضخم إلى مستويات تتخطى 50%.
أكد مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش أن الجهات المعنية في دولة الإمارات تتعامل بشفافية ومسؤولية تشكر عليها بخصوص الاعتداء الحوثي على بعض المنشآت المدنية في أبوظبي، وقد دان وزير خارجية الإمارات استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية يوم الاثنين، مؤكداً أن هذا الاستهداف لن يمر دون عقاب، كما أوضحت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان أن دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي، واصفة تلك الهجمات بأنها جريمة نكراء أقدمت عليها ميليشيا الحوثي خارج القوانين الدولية والإنسانية.
هذا وأكدت شرطة إمارة أبوظبي اندلاع حريق، ما أدى إلى انفجار في 3 صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح آيكاد 3، بالقرب من خزانات أدنوك، إضافة لوقوع حادث حريق بسيط في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي، ما أدى إلى وفاة 3 أشخاص "هنديان وباكستاني" وإصابة 6 في انفجار صهاريج المحروقات.
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، الجمعة، أن الدفاعات السعودية دمرت صاروخاً باليستياً أطلق باتجاه مدينة خميس مشيط، وقال التحالف إن الصاروخ الباليستي أطلق من مطار صعدة باستخدام عين مدني.
وقد أفادت معلومات صحفية، الخميس، بأن مقاتلات التحالف، نفذت عمليات ضد معسكرات ومخازن ميليشيات الحوثي في أنحاء مختلفة من العاصمة صنعاء، كما نشر التحالف، الخميس، صوراً من القصف الذي طال معسكرات ومخازن الميليشيات الحوثية في صنعاء.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الثلاثاء، عن إرسال قوات عسكرية كبيرة للمشاركة مع القوات البيلاروسية ضمن مناورة عسكرية كبيرة على حدود أوروبا. وكان الرئيس البيلاروسي، أعلن بأنه من المقرر أن تجرى روسيا وبيلاروسيا مناورات عسكرية في الحدود الغربية والجنوبية لبيلاروسيا، وإن المناورات سوف تحاكي مواجهات مع دول البلطيق وبولندا وأوكرانيا.
وأضاف لوكاشينكو أن أوكرانيا حشدت نحو 10 آلاف من أفراد الحرس الوطني بالقرب من حدودها مع بيلاروسيا.
كما ذكرت وزارة الدفاع الروسية، بأن مناورات “حزم الاتحاد” الروسية البيلاروسية ستنطلق في 10 فبراير وتستمر لغاية 20، وأكدت في بيان بأن روسيا وبيلاروسيا ستستخدمان كامل الإمكانات العسكرية لديهما لضمان أمنهما، موضحةً بأن المناورات تهدف لضمان جهوزية القوات لمواجهة أي تهديد لحدود البلدين.
من جانبه، قال الكرملين في تصريحات منفصلة: إنّ التقارير التي أفادت بأن إستونيا تستعد لاستضافة ما يصل إلى 5000 جندي من قوات حلف شمال الأطلسي تُظهر أن روسيا لها الحق في الشعور بالقلق.
بينما تتعقد الأزمة الأوكرانية أكثر فأكثر، بعد فشل الحوار الأميركي الروسي في حل الخلافات خلال الاجتماع الذي ضم في جنيف، الجمعة، وزيري خارجية البلدين، وصلت الدفعة الأولى من المساعدة الدفاعية الأميركية إلى كييف، وأعلنت السفارة الأميركية في أوكرانيا في بيان، يوم السبت، أن كييف تلقت أول دفعة من مساعدات أميركية للدعم الأمني بقيمة 200 مليون دولار. وكتبت السفارة على صفحتها في تويتر "ستواصل الولايات المتحدة تقديم مثل هذه المساعدات لدعم القوات المسلحة الأوكرانية في جهدها المتواصل للدفاع عن سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في وجه العدوان الروسي".
في سياق منفصل، أعلن رئيس مجلس الدوما (الغرفة السفلى) الروسي فياتشيسلاف فولودين، الجمعة، عن مشاورات ستعقد الأسبوع المقبل بشأن الاعتراف بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك الأوكرانيتين كدولتين مستقلتين. وفي حسابه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، أشار فولودين إلى أن مسألة الاعتراف جاءت بناء على اقتراح من الحزب الشيوعي الروسي، الذي لاقى دعما من حزبي روسيا العادلة والليبرالي الديمقراطي، مشيرا إلى أن نص المشروع يدعو الرئيس فلاديمير بوتين للاعتراف باستقلال المنطقتين.
وأكد فولودين أنهم سيتشاورون مع قادة الأحزاب السياسية في مسألة الاعتراف بما يسمى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وبناء على النتائج سيتم طرحه لاحقا في مجلس الدوما الروسي، واتهم المسؤول الروسي الرئيس الأوكراني بانتهاك اتفاقية مينسك، كما اتهم حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمحاولة احتلال أوكرانيا.
قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، وحيد جلال زاده، إن تباطؤ وتيرة مباحثات فيينا بشأن الاتفاق النووي يعود إلى عدم وفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها، وأضاف أن الجانب الغربي كان يطمع بالحصول على المزيد من التنازلات من إيران من خلال الحكومة الإيرانية الجديدة، لكن فريق التفاوض الإيراني أبطل هذه الأطماع!
وأشار زاده إلى أن الغرب يحاول شن حرب نفسية من خلال طرح موضوعات، مثل تحديد سقف زمني للمباحثات. وإذا كان الأميركيون يريدون اختصار وقت المباحثات للوصول إلى نتيجة، عليهم الوفاء بالتزاماتهم وفق الاتفاق النووي برفع العقوبات عن إيران، مضيفا أن سبب بطء مباحثات فيينا هو أن المفاوضين قد وصلوا الآن إلى الجزء الخاص بالتزامات الولايات المتحدة برفع العقوبات، وتسعى واشنطن للعمل بالحد الأدنى من التزاماتها بهذا الشأن، وهذا ما لا قبله طهران.
في سياق منفصل، وبعد أن كشفت صحيفة "آسيا تايمز" الصادرة في هونغ كونغ في تقرير لها مؤخراً، عن هبوط عدة طائرات إيرانية تابعة لخطوط "قشم فارس" الجوية في ميانمار، ازدادت التكهنات حول تعاون عسكري بين الحرس الثوري الإيراني والنظام العسكري في ميانمار، بما في ذلك بيع أسلحة إيرانية لهذا البلد الذي مارس ويمارس القمع ضد المواطنين، بما في ذلك أقلية الروهينغا المسلمة.
كما ذكرت قناة "تجهيزات نظامي" (الأجهزة العسكرية) الناطقة بالفارسية على تلغرام، أنه من المرجح إرسال طهران مسيرات من طراز "مهاجر 6"، التي تعد من أفضل المسيرات الإيرانية، وأفادت أنه لو صح نبأ تزويد العسكريين في "نايبيداو" بهذه المسيرة، فإن ذلك يسلط الضوء على طابور شراء هذه المسيرة الإيرانية الطويل، مشيرة إلى العراق وإثيوبيا والجزائر وبيلاروس وميانمار كزبائن، حسب قول القناة الإيرانية المختصة بالشؤون العسكرية.
إلى ذلك نقل تقرير "آسيا تايمز" عن دبلوماسيين أجانب في جنوب شرقي آسيا، قولهم إن الزيارة المرتقبة لوفد إيراني ميانمار في 23 يناير، ربما تكون الثانية أو الثالثة لمسؤولين إيرانيين منذ الانقلاب العسكري في فبراير 2021 واستلام الحكم في ميانمار.
وعلى الرغم من أن إيران لديها تعاون عسكري علني مع النظام السوري وميليشيات عراقية، وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، فإن تعاونها مع الحكم العسكري في ميانمار (بورما سابقاً)، والذي تزوده الصين وروسيا والهند بالأسلحة، يثير الكثير من التساؤلات.
على صعيد منفصل، وبعد الكثير من التكهنات على الصعيد الداخلي والخارجي، أعلن الرئيس الإيراني خلال اجتماع مع الرئيس الروسي يوم الاربعاء أن إيران أعدت مسودة اتفاقية مدتها 20 عاما بين البلدين، وإلى جانب التعاون الاقتصادي، فإن هذه الاتفاقية لها أبعاد أمنية وعسكرية تثير القلق دولياً وإقليمياً وحذراً داخلياً. وأضاف رئيسي خلال الاجتماع أن طهران تريد تطوير العلاقة القوية والمتعددة الأوجه مع روسيا، وينبغي أن تكون مستدامة واستراتيجية.
بدوره أوضح سفير إيران لدى روسيا، كاظم جلالي متحدثا لوكالة مهر للأنباء، أنه لن يوقع الرئيسان أي اتفاق خلال هذه الزيارة وستتم إثارة قضايا استراتيجية مهمة للغاية بشكل أساسي. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده قد صرح في 11 ديسمبر / كانون الأول الماضي، أن صياغة وثيقة التعاون التي تبلغ مدتها 20 عاما مع روسيا أوشكت على الانتهاء وأنها ستكون مماثلة لـوثيقة التعاون الإيرانية الصينية التي تبلغ مدتها 25 عاما.
أعلن المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني الطاهر أبو هاجة، يوم السبت، أن تعديل الوثيقة الدستورية أمر تمليه ظروف الواقع السياسي الحالي، وقال إن القرارات الأخيرة ستسهم في ملء الفراغ الدستوري. كما أضاف أن الفترة الانتقالية من الأفضل أن يتم التركيز فيها على حقيقة كيف تحكم الفترة الانتقالية وليس من يحكم فيها، وقال إنهم في المجلس السيادي الانتقالي يتوقعون من كل الوساطات الدعم الحقيقي للتحول الديمقراطي نحو الحكم المدني واستعدادا جادا لانتخابات دونما إرهاق للبلاد فيما لا جدوى منه.
تأتي هذه التصريحات، فيما أنهت بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان "يونيتامس" الأسبوع الثاني من مشاوراتها مع القوى السياسية في البلاد، وقد شملت المشاورات حزب الأمة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي والمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وحركة جيش تحرير السودان وممثلين للحركة النسوية. وأوضح بيان صادر عن المنظمة، تقديم المشاركين لاقتراحات عملية حول كيفيّة المضيّ نحو الانتقال، حيث طرحوا وجهات نظر بشأن نطاق عملية المشاورات ومعاييرها بما في ذلك سبل تعزيز الدعم الدولي، كما تناولت المناقشات القضايا العاجلة ذات الأولوية، بينها إنهاء العنف، بالإضافة إلى معالجة أسباب الأزمة الحالية.
وأكدت "يونيتامس" مواصلة الاجتماعات في الأسبوع القادم مع الأحزاب السياسية ولجان المقاومة في دارفور ومجموعات المجتمع المدني وتجمع المهنيين والحركات الموقعة على اتفاق جوبا، كذلك شددت على أن المشاورات القادمة ستتضمن إدراج الجيش والقوات الأمنية على طاولة المفاوضات.
في ذروة التوترات بين الشرق والغرب، خاصة في ملف أوكرانيا، وبالتزامن مع المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي في فيينا، بدأت إيران والصين وروسيا مناوراتها البحرية المشتركة في المحيط الهندي، ووفق وسائل إعلام ووكالات أنباء دولية، بدأت التدريبات البحرية المشتركة لروسيا والصين وإيران الجمعة في مياه المحيط الهندي، وستستمر لـ3 أيام.
على صعيد آخر، خفض البنك المركزي الصيني أسعار الإقراض القياسية مرة أخرى، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم؛ وقرر بنك الشعب الصيني خفض معدل القرض الأساسي لمدة عام بمقدار 10 نقاط أساس من 3.8% إلى 3.7%، كما تم تخفيض سعر الفائدة الأساسي للقروض أجل خمس سنوات بمقدار 5 نقاط أساس من 4.65% إلى 4.6%، وهو أول خفض منذ أبريل 2020.
ومع استمرار التباطؤ في قطاع العقارات حتى عام 2022 وتسبب انتشار المتحور أوميكرون في تثبيط النشاط الاستهلاكي، يقول العديد من المحللين إن إجراءات التيسير النقدي تلك ستكون ضرورية، حتى على الرغم من استعداد الاقتصادات الكبرى الأخرى، بما في ذلك الاقتصاد الأمريكي، لتشديد السياسة النقدية هذا العام. من جانبها، ترى كابيتال إيكونوميكس، أن الرهون العقارية ستكون الآن أرخص قليلاً مما سيساعد على دعم الطلب على الإسكان.
على صعيد آخر، ورغم العقوبات المفروضة على طهران، أعلنت الصين تفريغ شحنة نفط إيرانية من 260 ألف طن في خزانات تشانجيانغ الاحتياطية؛ وقالت بكين يوم الخميس، إن أول وارداتها من النفط الخام الإيراني خلال عام، وصلت رغم العقوبات المستمرة المفروضة من الحكومة الأميركية، وذلك بحسب بيانات صدرت عن الجمارك.
ولم يتضح على الفور أي من الشركات جلبت أحدث شحنة، التي تعادل كمية النفط التي تتسع لها واحدة من ناقلات الخام الكبيرة جدا.
وبصورة غير رسمية، تجاوزت واردات الصين من النفط الإيراني 500 ألف برميل يوميا في المتوسط بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول، إذ اعتبر المشترون أن ميزة الحصول على الخام بأسعار زهيدة يفوق مخاطر انتهاك العقوبات الأميركية.
أكد الرئيس التونسي، قيس سعيّد، أن الذين يقدمون أنفسهم ضحايا للاستبداد هم الذين يريدون العودة إليه، مشيراً إلى أن ما يشاع في الإعلام أكاذيب ومغالطات، هدفها الإساءة لتونس وشعبها؛ وأضاف في مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي، يوم السبت، أن الإصلاحات التي أعلن عن مراحلها ومواعيدها هدفها الحفاظ على الحرية وتحقيق العدالة والتصدي لكل من نهب أموال الشعب التونسي ومقدراته، مشدداً على أن السيادة هي للشعب مصدر كل السلطات.
في سياق منفصل، قرّر القضاء التونسي، الجمعة، فتح تحقيق في الجهاز السري لحركة النهضة المتهم بالتورط في اغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013، وفي ممارسة التجسس واختراق مؤسسات الدولة.
وقد أذنت وزيرة العدل ليلى جفّال، للوكيل العام لمحكمة الاستئناف بتونس لتعهيد وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس بفتح ما يلزم من تتبعات بخصوص ما عرف بـ"الجهاز السري" لحركة النهضة، وقد جاء القرار إثر شكوى قُدّمت إلى وزيرة العدل بوصفها رئيسا لجهاز النيابة العامة من طرف أحد أعضاء فريق الدفاع في قضيتي الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، ضد عدد من الأشخاص من أجل جرائم تتعلق بأمن الدولة.
وتأتي هذه الخطوة، بعد أيام من الإفراج عن رئيس الجهاز السري لحركة النهضة مصطفى خذر، بعد 8 سنوات من سجنه، بتهمة التورط في التستر على جريمة الاغتيال وإخفاء معلومات عن قضية المعارضين السياسيين الراحلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في خطوة أثارت غضبا واسعا في البلاد، وأعادت الحديث عن ملف الجهاز السري لحركة النهضة، الذي لم يحسم فيه القضاء رغم إثارته منذ عام 2018.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) لقاء سيدة الجبل
10 كانون الثاني 2022
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جان قلام، جورج كلاس، جوزف كرم، جوزيان رزق، حُسن عبود، خليل طوبيا، رالف غضبان، رودريك نوفل، ربى كبارة، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جودية، فتحي اليافي، فادي أنطوان كرم، لينا التنّير، منى فيّاض، ماجدة الحاج، ماجد كرم، ندى صالح عنيد، نبيل يزبك، نورما رزق، وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :
يعاين " لقاء سيدة الجبل " بقلقٍ شديد العجز الكامل لمختلف القوى السياسية وسكوتها التام عن قرار ثنائي حزب الله – حركة أمل وتحكُّمه بمسار ومصير لبنان، وأكثر ما تجلى ذلك في بيان هذا الثنائي عن "إعادة" مجلس الوزراء إلى عقد اجتماعاته وفرض جدول اعماله خلافاً للدستور بعدما كان عطّل البلد في ظل أزمات مرعبة، وبعدما عطّل فعلياً عمل القاضي بيطار عبر شلّ الهيئة العامة التمييزية لمجلس القضاء.
وفي هذا السياق يذكّر "اللقاء" بالمطالبة المتكرّرة، والتي نتمسّك بها، لجهة إجراء تحقيق دولي في قضية تفجير المرفأ إحقاقاً للعدالة ولأرواح الذين سقطوا.
يدين "اللقاء" بأوضح العبارات الإعتداءات على الإمارات العربية المتحدة ويؤكّد موقفه الرافض لكل عبث ومغامرات أذرع إيران في المنطقة التي هدّدت وتهدّد على الدوام أمن الدول العربية جميعها وبلا إستثناء.
2*) حركة أمل
17 كانون الثاني 2022
عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الأعضاء. وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وبعد الإجتماع صدر بيان، أشار الى انه "بعد البيان الذي أصدرته قيادتا حركة "أمل" و"حزب الله"، نجدد التأكيد على ضرورة إيلاء الدولة كل الإهتمام والإستجابة لمطالب القطاعات العاملة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والحياتية والمعيشية والمالية التي تضغط على الجميع، وننتظر من الحكومة تقديم ورقة عملها لتصحيح هذه الأوضاع كي يتسنى إقرارها وفق خطة التعافي الإقتصادية".
وجددت الحركة موقفها من "الأداء المنحرف للقاضي طارق البيطار في جريمة مرفأ بيروت، وتأكد الرأي العام من انحيازه وتسييس عمله انطلاقا من أجندة موضوعة له لتصفية حسابات سياسية وفي محاولة يائسة لوضع اليد ومصادرة دور وصلاحية المجلس النيابي، وهذا ما لا يمكن القبول به بأي شكل ومهما حاول المتوهمون في الغرفة السوداء إياها التي تحرك هذا القاضي، والذي أصبح عبئا على هذا الملف بشهادة عوائل الشهداء وأهالي الموقوفين وكل من يتصل بهذه القضية وبعمله الذي نسي فيه التحقيق لكشف المسؤولين عن الجريمة واتجه لمحاكمات سياسية وتجاوز الدستور بما يفقده المشروعية في متابعة هذه القضية".
أضاف البيان :" مرة جديدة، نؤكد على مسألة إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية بمواعيدها، كما أشار بالأمس غبطة البطريرك الراعي، ونشدد على أهمية هذه الإستحقاقات للحفاظ على العملية الديموقراطية وإعادة الثقة بين الدولة والمواطنين".
وتوقف المكتب السياسي "عند التلاعب الخطير بالدولار، وترى أن انخفاضه يجب أن ينعكس على أسعار السلع وهذا يتطلب استنفار كافة الأجهزة الرقابية والقضائية المختصة مع تحميلهم كامل المسؤولية في لجم هذا المسار".
3*) الكتائب
18 كانون الثاني 2022
اعتبر المكتب السياسي في حزب الكتائب بعد اجتماعه برئاسة سامي الجميل، أن "المنظومة أبرمت بدل الصفقة صفقتين، فعودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد بالشكل الذي تمت فيه هي أكبر مقايضة تمت على حساب العدالة والمؤسسات والدستور وحق اللبنانيين وأهالي الشهداء بمعرفة من فجر العاصمة وقتل اللبنانيين بعد الاطمئنان إلى أن يدي المحقق العدلي كبلتا بما يمنع كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين".
ورأى أن "تلقي الإذن من سلطات عليا بمعاودة الاجتماعات، أكبر دليل على أن قرار البلد مخطوف وسيادته مرتهنة لصالح "حزب الله" ومن معه ومن خلفه، وأن الحكومة ومن فيها يخضعون لإملاءات لا تمت إلى مصالح اللبنانيين بصلة، ولو كانت كذلك لما ترك الناس على شفا انهيار غير مسبوق يستجدون لقمة الخبز".
ولفت الى أن "ما يضخ اليوم ليس سوى مسكنات، من درس موازنة من دون خطة واضحة كان يفترض أن تسبقها، ولم يعرف حتى اليوم على أي سعر صرف ستستقر، بأي واردات ولأي نفقات، إلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي تتطلب قرارات جريئة، وكلها عناوين لا يمكن أن تقاربها حكومة تخضع لجدول أعمال مشروط ببنود محددة سلفا ومحكومة بخلافات أركانها، ولا يحركها سوى مصالحها المتناقضة مع ما يحتاجه البلد، وهو خطط جدية تتناول الوضع من مختلف جوانبه الاقتصادية والمالية والمعيشية والسيادية".
واشار الى أن "مسرحية ما يعرف بلجم سعر الدولار هي صفقة ثانية أبرمتها منظومة المافيا والميليشيا في ما بينها لإنقاذ نفسها من الغرق قبل الانتخابات النيابية على حساب جنى عمر اللبنانيين، وأن ما يعطى بيد يؤخذ بالأخرى من مدخراتهم ومن الاحتياطي الإلزامي. ولو كان هذا الاجراء مجديا، فلماذا لم يعتمد قبل تهاوي الليرة وانهيار سبل عيش الناس وان لم يعتمد فهذه جريمة موصوفة".
وأكد المكتب أن "لا حل إلا باستعادة القرار السيادي ورحيل هذه المنظومة، والوسيلة الأقرب الى ذلك هي في صناديق الاقتراع التي فيها سيتحدد مصير لبنان ومستقبل أبنائه"، محذرا من "التلاعب بالعملية الانتخابية وعدم الجدية الظاهرة في التعاطي مع الملف لناحية المهل المتسرعة وتشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات والانفاق الانتخابي وتأمين تصويت المغتربين، وجميعها تفتقد إلى الجدية وانعدام الشفافية ما يشي بنية مضمرة لتقويض العملية الانتخابية".
4*) التيار العوني
22 كانون الثاني
عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر"، اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، وناقشت التطورات وجدول أعمالها وأصدرت بيانا قالت فيه: "ينتظر اللبنانيون من مجلس الوزراء الذي سيعاود اجتماعاته، أن يتحمل مسؤولياته في الإسراع بإقرار موازنة تعكس الإصلاحات المطلوبة وتتكامل مع خطة التعافي المالي والاقتصادي للخروج من الانهيار الحاصل".
أضاف: "يرى التيار في قراءة أولية لمشروع قانون الموازنة الذي تم توزيعه، أنه لا يعكس توجهات لاستنهاض الاقتصاد ولا يخرج عن كونه موازنة رقمية، يخشى من آثارها الانكماشية. فهي تزيد الأعباء من دون أن تحفز النمو في قطاعات الانتاج، ولا تتضمن بنودا تعزز الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية الأكثر من ضرورية في هذه المرحلة. كما أنها تفتقد بنودا إصلاحية جدية تتصل بنظام الضرائب ليصبح أكثر كفاءة وعدالة من دون المساس بالطبقات الاجتماعية ذات المداخيل الهشة. ومن أغرب ما يتضمنه المشروع منح وزير المال صلاحيات استثنائية لتعديل قانون ضريبة الدخل وفرض قواعد للتعاطي مع الودائع الجديدة بالدولار وحق تسعير سعر صرف الليرة مقابل الدولار من خلال ما سمي الدولار الضريبي والجمركي وسواه. إنه تطور خطير إذ لم يسبق أن منح مجلس النواب صلاحيات استثنائية في هكذا أمور حساسة ومصيرية تتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلس الوزراء".
وتابع: "ينبه التيار الى أن أي موازنة تتضمن إجراءات تقشفية أو رفعا للدعم أو ضرائب جديدة، لا بد من أن تتزامن مع تصحيح منطقي للأجور في القطاعين العام والخاص. إذ لا يمكن ترك الموظفين بهكذا رواتب مزرية. وإذ يتفهم رفع تعرفة الخدمات العامة في ضوء إنهيار قيمة الليرة، يشدد على أن يترافق ذلك مع تحسين مستواها وتحقيق النسبة الأعلى من الجباية لتشمل بعدالة جميع المكلفين في كل المناطق".
وقال: "يتوجس التيار من المادة 132 من مشروع قانون الموازنة الذي يحصر الزامية تسديد الودائع بالعملات الاجنبية بما يسميه ودائع جديدة. فماذا عن مصير الأموال بالعملات الاجنبية التي تبلغ قيمتها راهنا 102 مليار دولار، وهي جنى عمر الناس الذين أودعوها لدى المصارف التي بدورها وظفت منها 84 مليار دولار في مصرف لبنان؟ إن هذه جريمة مالية غير مسبوقة تم اقترافها عبر السنين بسوء إدارة للمخاطر من ناحية المصارف. والأخطر جريمة مصرف لبنان الذي أودعت لديه هذه المبالغ العائدة للناس وأساء التصرف بمعظمها من دون حساب. من هنا أهمية إجراء التدقيق المحاسبي الجنائي في حسابات مصرف لبنان لمعرفة كيف صرفت هذه الأموال".
أضاف: "يتوقف التيار عند تجاهل الحكومة خطورة ما يقوم به حاكم المصرف المركزي من تعاميم تتلاعب بسعر الصرف فتزيد خسائر المودعين وتعمق الانهيار المالي. وفيما كان الحاكم يدعي أنه لا يملك القدرة على حماية العملة الوطنية، إذ به لأسباب مجهولة يضخ كمية من الدولارات فينخفض سعر صرف الدولار. فمن أين توفرت القدرة على تدخل المصرف المركزي؟ ولماذا لم يتم ذلك سابقا؟ وهل ما يتم ضخه هو من الاحتياطي الإلزامي الذي لطالما ادعى أنه لا يمكنه المس به؟ إن الاستمرار في التغاضي عن الفوضى المقصودة التي يمارسها الحاكم وعن تلاعبه بالدولار فجأة، صعودا ونزولا، يحمل الحكومة المسؤولية حتى إثبات العكس".
وتابع: "يستغرب التيار البطء في إتمام الإجراءات الخاصة بالانتخابات النيابية والمخالفات الحاصلة. ويدعو الى أن تكون الانتخابات المقبلة استحقاقا شفافا حقيقيا يشارك فيه اللبنانيون بكل مكوناتهم السياسية لتحديد الخيارات التي ترسم مستقبل البلاد. ويرى أن كل كلام عن تطويق محتمل لأي مكون من مكونات المجتمع اللبناني ومقاطعته الانتخابات أمر غير صحي للبلاد. كما أنه لا يجوز الاستنكاف عن إستحقاق هام يرسم من خلاله الشعب اللبناني خياراته للمرحلة المقبلة".
وختم: "إن فكرة الإحباط عاشها معظم المسيحيين منذ اوائل التسعينات حتى سنة 2005، وكانت كلفتها على البلاد باهظة، وإن غيابهم كان أحد أسباب الإنهيار المالي الحاصل حاليا بسبب سياسات خاطئة إعتمدت بغيابهم. ويرفض التيار أن يصيب الإحباط أي مكون لبناني، ويؤكد وقوفه الى جانبه في كل ما يمكن أن يحقق التوازن الوطني والميثاقي المطلوب".
5*) عظة الاحد
23 كانون الثاني 2022
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة حنا علوان، مروان تابت وانطوان عوكر،أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور النائب المستقيل نعمة افرام، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان:"إن لم يولد الإنسان من الماء والروح لا يستطيع أن يدخل ملكوت الله" ( يو 3: 5)، وقال: "حدث الرب يسوع نيقوديموس، رئيس اليهود، الذي جاء ليلا يعلن إيمانه به، عن المعمودية الأسرارية من الماء والروح، وسماها ولادة من جديد، تدخل المعمد في سر الملكوت الذي هو الكنيسة، جسد المسيح السري. إن هذه الولادة الجديدة تتم أيضا بمعمودية الشوق، التي أساسها الإيمان كما هو أساس المعمودية الأسرارية، حسب قول الرب يسوع: "من آمن واعتمد يخلص" (مر 16: 16).
يسعدنا أن نرحب بكم جميعا، مع تحية خاصة إلى (مجموعة الشابات والشبان) الذين منذ ثلاث سنوات يؤلفون جماعة تلتزم بالإيمان المسيحي والممارسة الدينية أيام الآحاد والأعياد، ويقيمون علاقات توعية مع أقرانهم الشباب، ويحملون هموم الوطن في مصيره، وهموم اللبنانيين الإقتصادية والمعيشية والمادية، وهموم الشباب الذين لا يفكرون إلا بهجرة الوطن. إننا نبارك آمالهم وتطلعاتهم".
أضاف: "في هذا الأحد الثالث بعد الدنح نحتفل بيوم كلمة الله وفقا لقرار قداسة البابا فرنسيس ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. ونفتتح في الوقت عينه أسبوع الكتاب المقدس الذي تنظمه اللجنة الأسقفية اللاهوتية الكتابية، وجمعية الكتاب المقدس. وموضوعه (الشركة في الكتاب المقدس).
علم القديس إيرونيموس أن الكتاب المقدس هو كتاب شعب الله. بالإصغاء إليه ينقل هذا الشعب من الإنقسام إلى الوحدة. فكلمة الله توحد المؤمنين وتجعلهم شعبا واحدا. وعلم أيضا أن من يجهل الكتاب المقدس، يجهل الله. وعلم آباء المجمع الفاتيكاني الثاني أن الكنيسة تكرم الكتب المقدسة، مثلما تكرم جسد المسيح نفسه. فهي في الليتورجيا المقدسة، تتغذى بخبز الحياة من كلا المائدتين، مائدة كلمة الله، ومائدة جسد المسيح (كلمة الله، 21). فلنجلس، نحن أيضا في كل يوم أحد إلى هاتين المائدتين المهيأتين لنا من جودة الله ومحبته".
وتابع: "عندما أعلن نيقوديموس إيمانه بيسوع، اقتبل معمودية الشوق. تعلم الكنيسة في كتاب التعليم المسيحي: معمودية الشوق هي أن كل إنسان يجهل إنجيل المسيح والكنيسة، لكنه يبحث عن الحقيقة ويصنع إرادة الله وفقا لفهمه لها، يستطيع أن يخلص. ذلك أنه يوجد لديه إرادة ضمنية وشوق لقبول المعمودية لو استطاع إليها سبيلا أو أدرك ضرورتها (فقرة 1260). وتعلم أيضا أن كل الذين عاشوا بموجب إلهامات النعمة الإلهية باحثين عن الله وباذلين جهدهم لإتمام إرادته، إنما يخلصون بالمسيح ولو لم يعتمدوا (المرجع نفسه 1281، الدستور العقائدي في الكنيسة، 16). يدخل المعمد، سواء بمعمودية الشوق أم بالمعمودية الأسرارية، في عمق الشركة مع الله، التي تمحو منه الخطيئة الأصلية وخطاياه الشخصية، وتجعله عضوا حيا في الكنيسة، جسد المسيح السري، وهو مدعو ليعيش بحسب مقتضيات الروح الإلهي الذي ناله، فالمولود من الجسد هو جسد، والمولود من الروح هو روح(يوحنا 3: 6). كشف بولس الرسول أن هذه المقتضيات هي: المحبة والفرح والسلام والأناة واللطف والصلاح والثقة والوداعة والعفاف (غلاطية 5: 22-24).
علم القديس توما الأكويني أن أسرار الكنيسة السبعة تكمل مراحل الحياة الطبيعية: فحياة الإنسان الطبيعية تولد من الزواج، وحياته الجديدة من سر المعمودية؛ الحياة الطبيعية تنمو وتتقوى بالمناعة، والحياة الجديدة تنمو بالميرون وبمسحة الروح القدس؛ الحياة الطبيعية تتغذى بالطعام، والحياة الجديدة بسر القربان، جسد المسيح ودمه؛ الحياة الطبيعية تمرض وتتعافى بالتطبيب، والحياة الجديدة تمرض بالخطيئة وتشفى بسر التوية؛ الحياة الطبيعية تتحرر من آثار المرض بالنقاهة، والحياة الجديدة تتعافى بسر مسحة المرضى نفسا وجسدا من آثار الخطيئة؛ الحياة الطبيعية تنتظم في حياة اجتماعية تؤمن الخير العام، والحياة الجديدة تحظى بسر الكهنوت يقودها برعايته إلى الخلاص الأبدي؛ الحياة الطبيعية تتواصل في التوالد بالزواج، والحياة الجديدة تتواصل في سر الكهنوت، لتشمل جميع الناس، وتدخلهم في ملكوت الله".
وأردف الراعي: "نحن، في لبنان بحاجة إلى حياة جديدة تبث روحها لدى المسؤولين السياسيين، ولدى كل المتعاطين الشأن السياسي، لكي نخرج من مآسينا المتفاقمة والمتزايدة منذ ما يفوق الثلاثين سنة. هذه الروح تحث المسؤولين على إحياء المؤسسات الدستورية، وانعقاد مجلس الوزراء طبيعيا، وإجراء الإصلاحات، والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ووقف الفساد، وتوفير الظروف السياسية والأمنية لإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مواعيدها الدستورية، واستكمال التحقيق العدلي الجاري في تفجير مرفأ بيروت. فيجب عليهم الإستفادة من الوفود النيابية والوزارية الصديقة التي تزور لبنان داعمة له، والتعاون مع هؤلاء الأصدقاء الذين يحاولون إبعاده عن انعكاسات ما يجري في الشرق الأوسط وحوله، وتحييده عنها ليعيد اللبنانيون تنظيم شراكتهم الوطنية واستعادة سيادة وطنهم واستقلاله واستقراره. إن جميع أصدقاء لبنان وأشقائه المخلصين يؤمنون بحياد لبنان، لكن المؤسف أن هذا المفهوم المنقذ يغيب عن لغة المسؤولين اللبنانيين وعن خطاباتهم وطروحاتهم ويبقون البلاد رهينة المحاور الإقليمية. لقد سبق وأعلنا أن الحياد ملازم وجود لبنان، وهو ملح أي نظام سياسي عندنا، أكان مركزيا أم لامركزيا أم أي شكل آخر، ويحصر الخلافات، ويزيل أسباب النزاعات، ويوطد الشراكة الوطنية بين جميع المكونات وينقي علاقات لبنان مع محيطه والعالم، ويضعه على نهج السلام الأصيل الذي هو أساس دوره ورسالته".
وقال: "من ناحية أخرى، فيما الحكومة ستقر بدءا من الغد موازنة الدولة، يطلب المواطنون من الحكومة أن تنظر بعدل إلى أوضاعهم وهم رازحون تحت الفقر والجوع والبطالة وفقدان الضمانات الصحية. وإنا نحذر من محاولة تمرير قرارات مالية في الموازنة، أو بموازاتها، تكون أشبه بسلسلة رتب ورواتب جديدة مقنعة، وبفرض ضرائب ورسوم مموهة. إن فرض الضرائب والرسوم يتم في مرحلة التعافي لا في مرحلة الانهيار، وفي طور النمو لا في طور الانكماش، ويتم في إطار خطة إصلاح شامل، في ظل سلطة حرة تحوذ على ثقة شعبها وثقة المجتمعين العربي والدولي. فالإصلاح الاقتصادي يبدأ بإصلاح النهج السياسي والوطني لا بتكبيد الشعب ضرائب غب الطلب.
بعد ضرب النظام المصرفي، تأتي مثل هذه القرارات لتزيد الانهيار الاقتصادي من دون زيادة القدرة الشرائية للعائلات، ولتشكل ضربة قاضية لنظام الاقتصاد الحر المنظم في لبنان. منذ نشؤ دولة لبنان، ظلت الليبرالية الاقتصادية سر ازدهار لبنان ونموه وتقدمه، والمشجع على التوظيفات المالية والاستثمارات في جميع القطاعات ما خلق فرص عمل وتواصل بين الاقتصاد اللبناني والاقتصاد العالمي قبل بروز العولمة. بفضل هذا النظام الليبرالي انتعشت الطبقات الوسطى وتعززت قيمة الليرة اللبنانية، وكان لبنان في العقود السابقة في طليعة الدول المتقدمة من حيث النمو. في الواقع، لم يبدأ الانهيار إلا مع إضعاف الليبرالية اللبنانية ببعديها الاقتصادي والاجتماعي".
وختم الراعي: "نسأل الله أن يبعث فينا وفي كل إنسان الحياة الجديدة من أجل خلاصنا، وبناء مجتمع أفضل وأكثر تقدما وإنسانية. له المجد والشكر والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".